تفسير مجاهد سُورَةُ الْمَائِدَةِ
(1/298)
يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُمْ
بَهِيمَةُ الْأَنْعَامِ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ غَيْرَ
مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ
مَا يُرِيدُ (1)
أنبأ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا
إِبْرَاهِيمُ، قَالَ: ثنا آدَمُ، قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ
ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي قَوْلِهِ: {أَوْفُوا
بِالْعُقُودِ} [المائدة: 1] قَالَ: «بِالْعُهُودِ»
(1/298)
أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا
إِبْرَاهِيمُ، قَالَ: ثنا آدَمُ، قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ
ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: {أُحِلَّتْ لَكُمْ
بَهِيمَةُ الْأَنْعَامِ} [المائدة: 1] «وَمَا ذُكِرَ مَعَهَا
مِنْ غَيْرِ أَنْ يُحِلَّ الصَّيْدَ وَهُوَ حَرَامٌ»
(1/298)
يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلَا
الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلَا الْهَدْيَ وَلَا الْقَلَائِدَ
وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنْ
رَبِّهِمْ وَرِضْوَانًا وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُوا وَلَا
يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ
الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا وَتَعَاوَنُوا عَلَى
الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ
وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ
الْعِقَابِ (2)
أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا
إِبْرَاهِيمُ، قَالَ: ثنا آدَمُ، قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ
ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: {الْقَلَائِدَ}
[المائدة: 2] " اللِّحَاءُ فِي رِقَابِ النَّاسِ
وَالْبَهَائِمِ أَمَانٌ لَهُمْ، وَهِيَ مِنَ الشَّعَائِرِ،
وَالشَّعَائِرُ: الْهَدْيُ، وَالْقَلَائِدُ: وَالصَّفَا
وَالْمَرْوَةُ وَالْبُدْنُ، هَذَا كُلُّهُ مِنْ شَعَائِرِ
اللَّهِ، وَذَلِكَ لِأَنَّ أَصْحَابَ النَّبِيِّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانُوا يَقُولُونَ هَذَا مِنْ
[ص:299] عَمَلِ الْجَاهِلِيَّةِ فِعْلُهُ وَإِقَامَتُهُ،
وَأُحِلَّ ذَلِكَ كُلُّهُ بِالْإِسْلَامِ إِلَّا الْقَلَائِدَ
اللِّحَاءَ فَإِنَّهُ تَرْكٌ "
(1/298)
أنبأ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا
إِبْرَاهِيمُ، قَالَ: نا آدَمُ، قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ
ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي قَوْلِهِ {وَلَا
آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنْ
رَبِّهِمْ} [المائدة: 2] يَعْنِي: «التِّجَارَةَ» ،
{وَرِضْوانًا} [المائدة: 2] يَعْنِي: «الْأَجْرَ، حَرَّمَ
اللَّهُ عَلَى كُلِّ أَحَدٍ إِخَافَتَهُمْ»
(1/299)
أنبأ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا
إِبْرَاهِيمُ، قَالَ: ثنا آدَمُ، قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ
ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي قَوْلِهِ: {أَنْ
تَعْتَدُوا} [المائدة: 2] ، قَالَ: ذَلِكَ لِأَنَّ رَجُلًا
مُؤْمِنًا مِنْ حُلَفَاءِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَتَلَ حَلِيفًا لِأَبِي سُفْيَانَ مِنْ هُذَيْلٍ
يَوْمَ الْفَتْحِ بِعَرَفَةَ، لِأَنَّهُ كَانَ يَقْتُلُ
حُلَفَاءَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«لَعَنَ اللَّهُ مَنْ قَتَلَ بِذَحْلِ الْجَاهِلِيَّةِ»
(1/299)
حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ
الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ
لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ
وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ
إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ
تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ
يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ
وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ
وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ
الْإِسْلَامَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ
مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (3)
أنبأ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا
إِبْرَاهِيمُ، قَالَ: نا آدَمُ، قَالَ: حَدَّثَنَا وَرْقَاءُ،
عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي قَوْلِهِ:
{وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ} [المائدة: 3] قَالَ:
«حِجَارَةٌ كَانَتْ حَوْلَ الْكَعْبَةِ كَانَ يَذْبَحُ لَهَا
أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ، وَيُبَدِّلُونَهَا إِذَا شَاءُوا،
وَإِذَا رَأَوْا مَا هُوَ أَعْجَبُ إِلَيْهِمْ مِنْهَا»
(1/300)
أنبأ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا
إِبْرَاهِيمُ، قَالَ: ثنا آدَمُ، قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ
ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: {وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا
بِالْأَزْلَامِ} [المائدة: 3] ، قَالَ: «هِيَ قِدَاحُ
الْقِمَارِ يَضْرِبُونَهَا لِكُلِّ سَفَرٍ وَغَزْو
وَتِجَارَةٍ»
(1/300)
يَسْأَلُونَكَ مَاذَا
أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَمَا
عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ
مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ
عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ وَاتَّقُوا
اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (4)
أنبأ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا
إِبْرَاهِيمُ، قَالَ: ثنا آدَمُ، قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ
ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: {الْجَوَارِحِ}
[المائدة: 4] : «الطَّيْرُ وَالْكِلَابُ»
(1/300)
الْيَوْمَ أُحِلَّ
لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ
حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ
مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا
الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ
أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلَا
مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ
حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (5)
أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: نا
إِبْرَاهِيمُ، قَالَ: نا آدَمُ، قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ
ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: فِي قَوْلِهِ:
{وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَلٌّ لَكُمْ}
[المائدة: 5] قَالَ: «يَعْنِي ذَبَائِحَهُمْ حِلٌّ لَكُمْ»
(1/300)
أنبأ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: نا
إِبْرَاهِيمُ، قَالَ: ثنا آدَمُ، قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، عَنْ
عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، فِي
قَوْلِهِ: {وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى} [النساء: 43] قَالَ:
«الْمَجْدُورُ، وَصَاحِبُ الْقُرُوحِ، وَصَاحِبُ الْجِرَاحَةِ
الَّذِي يَخَافُ عَلَى نَفْسِهِ إِنْ هُوَ اغْتَسَلَ أَوْ
تَوَضَّأَ أَنْ يَمُوتَ، فَهَؤُلَاءِ يَتَيَمَّمُونَ»
(1/301)
أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا
إِبْرَاهِيمُ، قَالَ: ثنا آدَمُ، قَالَ: نا الرَّبِيعُ بْنُ
بَدْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ رَجُلٍ يُقَالُ لَهُ
الْأَسْلَعُ، قَالَ: كُنْتُ أَخْدُمُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ بِآيَةِ
الصَّعِيدِ فَأَرَانِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَيْفَ الْمَسْحُ لِلتَّيَمُّمِ،
فَضَرَبْتُ بِيَدَيَّ [ص:302] الْأَرْضَ فَمَسَحْتُ بِهِمَا
وَجْهِي، ثُمَّ ضَرَبْتُ بِهِمَا الْأَرْضَ فَمَسَحْتُ يَدَيَّ
إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ "
(1/301)
يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ
فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ
وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ
وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ
مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ
الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً
فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ
وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ
عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ
وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ
(6)
أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: نا
إِبْرَاهِيمُ، قَالَ: نا آدَمُ، قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ
ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: {مِنْ حَرَجٍ} [المائدة:
6] قَالَ: «مِنْ ضِيقٍ»
(1/302)
وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ
اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمِيثَاقَهُ الَّذِي وَاثَقَكُمْ بِهِ
إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ
اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (7)
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: نا
إِبْرَاهِيمُ، قَالَ: ثنا آدَمُ، قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ
ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي قَوْلِهِ:
{وَمِيثَاقَهُ الَّذِي وَاثَقَكُمْ بِهِ} [المائدة: 7]
يَعْنِي: «الَّذِي وَاثَقَ بِهِ بَنِي آدَمَ فِي ظَهْرِ آدَمَ»
(1/302)
أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا
إِبْرَاهِيمُ، قَالَ: ثنا آدَمُ، قَالَ: نا وَرْقَاءُ، عَنِ
ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي قَوْلِهِ عَزَّ
وَجَلَّ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ
اللَّهِ عَلَيْكُمْ} [الأحزاب: 9] ، قَالَ: " النِّعْمَةُ:
الْآلَاءُ، يَقُولُ: اذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ "
(1/302)
يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ
هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ
أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَعَلَى اللَّهِ
فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (11)
أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: نا
إِبْرَاهِيمُ، قَالَ: نا آدَمُ، قَالَ: نا وَرْقَاءُ، عَنِ
ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي قَوْلِهِ: {إِذْ
هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ
أَيْدِيَهُمْ [ص:303] عَنْكُمْ} [المائدة: 11] قَالَ: «هُمْ
يَهُوَدُ، وَذَلِكَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَيْهِمْ حَائِطًا لَهُمْ
وَأَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وَرَاءَ الْجِدَارِ فَاسْتَعَانَهُمْ فِي مَغْرَمٍ،
فِي دِيَةٍ غَرِمَهَا، ثُمَّ قَامَ مِنْ عِنْدِهِمْ
فَأْتَمَرُوا بَيْنَهُمْ بِقَتْلِهِ، فَأَطْلَعَ اللَّهُ عَزَّ
وَجَلَّ عَلَى ذَلِكَ نَبِيَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، فَخَرَجَ يَمْشِي الْقَهْقَرَى مُعْتَرِضًا وَهُوَ
يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ خِيفَتَهُمْ، ثُمَّ دَعَا أَصْحَابَهُ
رَجُلًا رَجُلًا حَتَّى انْتَهَوْا إِلَيْهِ، وَذَلِكَ
نِعْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ، وَذَلِكَ آلَاءُ اللَّهِ عَزَّ
وَجَلَّ»
(1/302)
وَلَقَدْ أَخَذَ
اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ
اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ
لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ
وَآمَنْتُمْ بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ
اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ
سَيِّئَاتِكُمْ وَلَأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ
تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ فَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنْكُمْ
فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ (12)
أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: نا
إِبْرَاهِيمُ، قَالَ: نا آدَمُ، قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ
ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي قَوْلِهِ:
{وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا} [المائدة: 12]
قَالَ: مِنْ كُلِّ سِبْطٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، رِجَالٌ
أَرْسَلَهُمْ مُوسَى إِلَى الْجَبَابِرَةِ، فَوَجَدُوهُمْ
يَدْخُلُ فِي كُمِّ أَحَدِهِمُ اثْنَانِ مِنْهُمْ يُلْقِيهِمَا
إِلْقَاءً، وَلَا يَحْمِلُ عُنْقُودَ عِنَبِهِمْ إِلَّا
خَمْسَةُ أَنْفَسٍ مِنْ قَوْمِ مُوسَى بَيْنَهُمْ فِي
خَشَبَةٍ، وَيَدْخُلُ فِي شَطْرِ الرُّمَّانَةِ إِذَا نُزِعَ
حَبُّهَا خَمْسَةُ أَنْفَسٍ أَوْ أَرْبَعَةٌ، فَرَجَعَ
النُّقَبَاءُ كُلُّهُمْ يَنْهَى سِبْطَهُ عَنْ قِتَالِهِمْ
إِلَّا يُوشَعَ بْنُ نُونٍ، وَكَالِبَ بْنَ يَافَنَةَ
فَإِنَّهُمَا أُمِرَا بِقِتَالِ الْجَبَّارِينَ
وَبِمُجَاهَدَتِهِمْ، فَعَصُوهُمَا وَأَطَاعُوا الْآخَرِينَ،
فَهُمَا الرَّجُلَانِ اللَّذَانِ أَنْعَمَ اللَّهُ
عَلَيْهِمَا، فَتَاهَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ أَرْبَعِينَ
سَنَةً، يُصْبِحُونَ حَيْثُ أَمْسَوْا وَيُمْسُونَ حَيْثُ
أَصْبَحُوا فِي تِيهِهِمْ ذَلِكَ فَضَرَبَ لَهُمْ مُوسَى
عَلَيْهِ السَّلَامُ الْحَجَرَ، لِكُلِّ سِبْطٍ عَيْنٌ مِنْ
حَجَرٍ يَحْمِلُونَهُ مَعَهُمْ. [ص:304] وَالسِّبْطُ: بَنُو
فُلَانٍ، وَبَنُو فُلَانٍ، فَقَالَ لَهُمْ مُوسَى عَلَيْهِ
السَّلَامُ: اشْرَبُوا يَا حُمْرُ، فَنَهَاهُ رَبُّهُ عَزَّ
وَجَلَّ، عَنْ سَبِّهِمْ، وَقَالَ: هُمْ خَلْقٌ فَلَا
تَجْعَلْهُمْ حَمِيَرًا "
(1/303)
أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: نا
إِبْرَاهِيمُ، قَالَ: نا آدَمُ، قَالَ: نا وَرْقَاءُ، عَنِ
ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: {وَعَزَّرْتُمُوهُمْ}
[المائدة: 12] قَالَ: «وَنَصَرْتُمُوهُمْ»
(1/304)
فَبِمَا نَقْضِهِمْ
مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً
يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا
مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى
خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ
وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (13)
أنبأ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا
إِبْرَاهِيمُ، قَالَ: ثنا آدَمُ، قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ
ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، {وَلَا تَزَالُ
تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ} [المائدة: 13] قَالَ:
«يَعْنِي مِنَ الْيَهُوَدِ مِثْلَ الَّذِي هَمُّوا بِهِ مِنَ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ دَخَلَ
عَلَيْهِمْ حَائِطَهُمْ»
(1/304)
وَمِنَ الَّذِينَ
قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا
حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ
الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ
وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ
(14)
أنبأ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: نا
إِبْرَاهِيمُ، قَالَ: نا آدَمُ، قَالَ: نا وَرْقَاءُ، عَنِ
ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، {فَأَغْرَيْنَا
بَيْنَهُمْ} [المائدة: 14] يَقُولُ: " أَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ
الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ، يَعْنِي: بَيْنَ الْيَهُوَدِ
وَالنَّصَارَى "
(1/304)
أنبأ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: نا
إِبْرَاهِيمُ، قَالَ: ثنا آدَمُ، قَالَ: ثنا ضَمْرَةُ، عَنْ
سُفْيَانَ، فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ {يَغْفِرُ لِمَنْ
يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ} [آل عمران: 129] قَالَ:
«يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ الْعَظِيمَ، وَيُعَذِّبُ مَنْ
يَشَاءُ عَلَى الصَّغِيرِ»
(1/304)
وَإِذْ قَالَ مُوسَى
لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ
إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاءَ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا
وَآتَاكُمْ مَا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ (20)
أنبأ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: نا
إِبْرَاهِيمُ، قَالَ: ثنا آدَمُ، قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ
ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي قَوْلِهِ:
{وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا} [المائدة: 20] قَالَ: «جَعَلَ لَهُمْ
أَزْوَاجًا وَخَدَمًا وَبُيُوتًا، وَمَنُ كَانَ كَذَلِكَ
فَهُوَ مَلِكٌ»
(1/304)
أنبأ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا
إِبْرَاهِيمُ، قَالَ: نا آدَمُ، قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ
ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي قَوْلِهِ:
{وَآتَاكُمْ مَا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ}
[المائدة: 20] قَالَ: «يَعْنِي الْمَنَّ وَالسَّلْوَى
وَالْحَجَرَ وَالْغَمَامَ»
(1/305)
يَا قَوْمِ ادْخُلُوا
الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا
تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ
(21)
أنبأ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا
إِبْرَاهِيمُ، قَالَ: ثنا آدَمُ، قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ
ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي قَوْلِهِ:
{ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ} [المائدة: 21] يَعْنِي:
«الطُّورَ وَمَا حَوْلَهُ»
(1/305)
قَالَ رَجُلَانِ مِنَ
الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا
عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ
غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ
مُؤْمِنِينَ (23)
أنبأ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا
إِبْرَاهِيمُ، قَالَ: ثنا آدَمُ، قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ
ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي قَوْلِهِ:
{ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ} [المائدة: 23] قَالَ:
«يَعْنِي قَرْيَةَ الْجَبَّارِينَ»
(1/305)
أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا
إِبْرَاهِيمُ، قَالَ: ثنا آدَمُ، قَالَ: ثنا حَمَّادُ بْنُ
سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ،
عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: "
وُلِدَ لِآدَمَ أَرْبَعَةٌ، توْءَمٌ: ذَكَرٍ وَأُنْثَى مِنْ
بَطْنٍ، وَذَكَرٍ وَأُنْثَى مِنْ بَطْنٍ، فَكَانَتْ أُخْتُ
صَاحِبِ الْحَرْثِ جَمِيلَةً، وَكَانَتْ أُخْتُ صَاحِبِ
الْغَنَمِ قَبِيحَةً، فَقَالَ صَاحِبُ الْغَنَمِ: أَنَا
أَحَقُّ بِهَا، وَقَالَ صَاحِبُ الْحَرْثِ: أَتُرِيدُ أَنْ
تَسْتَأْثِرَ بِوَضَاءَتِهَا عَلَيَّ، فَتَعَالَ نُقَرِّبُ
قُرْبَانًا، فَإِنْ تُقِبِّلَ قُرْبَانُكَ فَأَنْتَ أَحَقُّ
بِهَا، وَإِنْ تُقِبِّلَ قُرْبَانِي فَأَنَا أَحَقُّ بِهَا،
فَجَاءَ صَاحِبُ الْغَنَمِ بِكَبْشٍ أَعْيَنَ أَبْيَضَ
أَقْرَنَ، وَجَاءَ صَاحِبُ الْحَرْثِ [ص:306] بِصُبْرَةٍ مِنْ
طَعَامٍ، فَقُبِلَ الْكَبْشُ، فَخَزَنَهُ اللَّهُ فِي
الْجَنَّةِ أَرْبَعِينَ خَرِيفًا، وَهُوَ الْكَبْشُ الَّذِي
ذَبَحَهُ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَتَلَهُ
صَاحِبُ الْحَرْثِ، فَوَلَدُ آدَمَ كُلُّهُمْ مِنْ وَلَدِ
ذَلِكَ الْكَافِرِ "
(1/305)
أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا
إِبْرَاهِيمُ، قَالَ: نا آدَمُ، قَالَ: نا حَمَّادُ بْنُ
سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، عَنْ
يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «أُمِرَ
آدَمُ أَنْ يُزَوِّجَ أُنْثَى هَذِهِ الْبَطْنِ مِنْ ذَكَرِ
ذَاكَ الْبَطْنِ، وَأُنْثَى ذَاكَ الْبَطْنِ مِنْ ذَكَرِ هَذَا
الْبَطْنِ»
(1/306)
وَاتْلُ عَلَيْهِمْ
نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا
فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ
الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ
اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (27)
أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا
إِبْرَاهِيمُ، قَالَ: نا آدَمُ، قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ
ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، {إِذْ قَرَّبَا
قُرْبَانًا} [المائدة: 27] قَالَ: " هُمَا ابْنَا آدَمَ
لِصُلْبِهِ هَابِيلُ وَقَابِيلُ، قَرَّبَ هَابِيلُ شَاةً،
وَقَابِيلُ بَقْلًا، فَقُبِلَ مِنْ هَابِيلَ وَلَمْ
يُتَقَبَّلُ مِنْ قَابِيلِ، فَقَتَلَهُ، فَقَالَ هَابِيلُ:
{إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ} [المائدة:
29] «أَيْ أُرِيدُ أَنْ يَكُونَ عَلَيْكَ خَطِيئَتُكَ وَدَمِي
فَتَبُوءَ بِهِمَا» ، {فَطَوَّعْتُ لَهُ نَفْسُهُ} [المائدة:
30] يَقُولُ: «شَجَّعَتْهُ نَفْسُهُ عَلَى قَتْلِهِ» ،
{فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثَ فِي الْأَرْضِ} [المائدة:
31] يَقُولُ: " غُرَابًا حَيًّا حَفَرَ لِغُرَابٍ مَيِّتٍ،
وَابْنُ آدَمَ الْقَاتِلُ يَنْظُرُ إِلَيْهِ وَيَحْثُو
عَلَيْهِ التُّرَابَ حَتَّى غَيَّبَهُ فِي التُّرَابِ. [ص:307]
يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ
نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ
النَّاسَ جَمِيعًا} [المائدة: 32] قَالَ: هَذَا مِثْلُ
قَوْلِهِ {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ
جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا} [النساء: 93]
(1/306)
مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ
كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ
نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ
فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا
فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ
رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ
بَعْدَ ذَلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ (32)
أنبأ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: نا
إِبْرَاهِيمُ، قَالَ: نا آدَمُ، قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ
ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي قَوْلِهِ: {وَمَنْ
أَحْيَاهَا} [المائدة: 32] يَقُولُ: «مَنْ لَمْ يَقْتُلْ
أَحَدًا فَقَدْ أَحْيَا النَّاسَ مِنْهُ»
(1/307)
فَمَنْ تَابَ مِنْ
بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ
إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (39)
أنبأ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا
إِبْرَاهِيمُ، قَالَ: نا آدَمُ، قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ
ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، {فَمَنْ تَابَ مِنْ
بَعْدِ ظُلْمِهِ} [المائدة: 39] ، يَقُولُ: «الْحَدُّ
كَفَّارَةٌ عَنْهُ»
(1/308)
يَا أَيُّهَا
الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي
الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ
وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا
سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ
يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ
يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ
تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ
فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا أُولَئِكَ
الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ
لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ
عَظِيمٌ (41)
أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا
إِبْرَاهِيمُ، قَالَ: نا آدَمُ، قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ
ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: {يَا أَيُّهَا
الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي
الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ}
[المائدة: 41] قَالَ: «هُمُ الْمُنَافِقُونَ»
(1/308)
أنبأ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا
إِبْرَاهِيمُ، قَالَ: ثنا آدَمُ، قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ
ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي قَوْلِهِ:
{سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ} [المائدة: 41] قَالَ: "
الْمُنَافِقُونَ، يَقُولُ: هُمْ سَمَّاعُونَ لِلْيَهُوَدِ "
(1/308)
أنبأ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا
إِبْرَاهِيمُ، قَالَ: ثنا آدَمُ، قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ
ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي قَوْلِهِ:
{يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ} [المائدة:
41] يَعْنِي: " الرَّجْمَ، وَكَانَ فِي التَّوْرَاةِ
الرَّجْمُ، فَكَانَ إِذَا زَنَى مِنْهُمْ حَقِيرٌ رَجَمُوهُ،
وَإِذَا زَنَى مِنْهُمْ شَرِيفٌ حَمَّمُوهُ وَطَافُوا بِهِ،
فَاسْتَفْتَوُا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَأَفْتَاهُمْ بِالرَّجْمِ، وَسَأَلَهُمْ عَمَّا يَجِدُونَهُ
فِي كِتَابِهِمْ فَكَتَمُوهُ، إِلَّا رَجُلًا مِنْهُمْ
أَعْوَرَ فَإِنَّهُ، قَالَ: كَذَّبُوكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ،
إِنَّهُ فِي التَّوْرَاةِ الرَّجْمُ "
(1/308)
سَمَّاعُونَ
لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ فَإِنْ جَاءُوكَ فَاحْكُمْ
بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ وَإِنْ تُعْرِضْ عَنْهُمْ
فَلَنْ يَضُرُّوكَ شَيْئًا وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ
بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ
(42)
أنبأ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: نا
إِبْرَاهِيمُ، قَالَ: ثنا آدَمُ، قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ
ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: {أَكَّالُونَ
لِلسُّحْتِ} [المائدة: 42] " يَعْنِي بِهِ: «الرِّشْوَةَ فِي
الْحُكْمِ وَهُمُ الْيَهُوَدُ»
(1/309)
وَأَنْزَلْنَا
إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ
يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ
بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ
أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا
مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ
لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي
مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ
مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ
تَخْتَلِفُونَ (48)
أنبأ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا
إِبْرَاهِيمُ، قَالَ: ثنا آدَمُ، قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ
ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: {وَمُهَيْمِنًا
عَلَيْهِ} [المائدة: 48] ، قَالَ: «مُؤْتَمَنٌ عَلَى
الْكُتُبِ»
(1/310)
أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا
إِبْرَاهِيمُ، قَالَ: ثنا آدَمُ، قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ
ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، {شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا}
[المائدة: 48] قَالَ: " الشِّرْعَةُ: السُّنَّةُ،
وَالْمِنْهَاجُ: السَّبِيلُ "
(1/310)
أَفَحُكْمَ
الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ
حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (50)
أنبأ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا
إِبْرَاهِيمُ، قَالَ: نا آدَمُ، قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ
ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ: " {أَفَحُكْمَ
الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ} [المائدة: 50] قَالَ: «يَعْنِي
الْيَهُوَدَ»
(1/310)
فَتَرَى الَّذِينَ فِي
قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى
أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ
بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا
أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ (52)
أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: نا
إِبْرَاهِيمُ، قَالَ: ثنا آدَمُ، قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ
ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي قَوْلِهِ: {فَتَرَى
الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ} [المائدة: 52] قَالَ: «هُمُ
الْمُنَافِقُونَ» ، {يُسَارِعُونَ فِيهِمْ} [المائدة: 52]
يَقُولُ: «يُسَارِعُونَ فِي مُصَانَعَةِ الْيَهُوَدِ،
وَمَلَاحَاتِهِمْ، وَاسْتِرْضَاعِهِمْ أَوْلَادَهُمْ» ،
{يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ} [المائدة: 52]
«أَيْ تَكُونُ الدَّائِرَةُ لِلْيَهُوَدِ» ، {فَعَسَى اللَّهُ
أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ} [المائدة: 52] «يَعْنِي حِينَئِذٍ»
(1/310)
يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ
فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ
أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ
يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ
لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ
وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (54)
أنبأ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا
إِبْرَاهِيمُ، قَالَ: نا آدَمُ، قَالَ: نا وَرْقَاءُ، عَنِ
ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي قَوْلِهِ: {مِنْ
يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ
بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} [المائدة: 54] قَالَ:
«نَاسٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ»
(1/311)
قُلْ هَلْ
أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ
مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ
الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولَئِكَ
شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ (60)
أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: نا
إِبْرَاهِيمُ، قَالَ: ثنا آدَمُ، قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ
ابْنِ أَبِي [ص:312] نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: {وَجَعَلَ
مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ} [المائدة: 60] قَالَ:
«الْقِرَدَةُ وَالْخَنَازِيرُ مُسِخَتْ مِنْ يَهُوَدَ»
(1/311)
وَقَالَتِ الْيَهُودُ
يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا
بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ
يَشَاءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ
إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا وَأَلْقَيْنَا
بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ
الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ
أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا
وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (64)
أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: نا
إِبْرَاهِيمُ، قَالَ: نا آدَمُ، قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ
ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، {وَقَالَتِ الْيَهُوَدُ
يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا
بِمَا قَالُوا} [المائدة: 64] ، قَالَ: قَالُوا: «لَقَدْ
تَحَمَّدْنَا اللَّهَ بِقَوْلِهِ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ
حَتَّى جَعَلَ يَدَهُ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِهِ، وَكَذَّبَ
أَعْدَاءُ اللَّهِ»
(1/312)
أنبأ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا
إِبْرَاهِيمُ، قَالَ: نا آدَمُ، قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ
ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: {كُلَّمَا أَوْقَدُوا
نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ} [المائدة: 64] "
يَعْنِي: «حَرْبَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أَطْفَأَ اللَّهُ نَارَهُمْ»
(1/312)
يَا أَيُّهَا
الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ
لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ
يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ
الْكَافِرِينَ (67)
أنبأ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، قَالَ: نا آدَمُ، قَالَ: ثنا
حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ
أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كُنَّا إِذَا
صَحِبْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فِي سَفَرٍ تَرَكْنَا لَهُ أَعْظَمَ شَجَرَةٍ وَأَظَلَّهَا
فَيَنْزِلُ تَحْتَهَا، فَنَزَلَ ذَاتَ يَوْمٍ تَحْتَ شَجَرَةٍ
وَعَلَّقَ سَيْفَهُ فِيهَا، فَجَاءَ رَجُلٌ فَأَخَذَهُ
فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، مَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي؟ فَقَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اللَّهُ
يَمْنَعُنِي مِنْكَ، ضَعِ السَّيْفَ» فَوَضَعَهُ فَأَنْزَلَ
اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ {وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ}
[المائدة: 67] "
(1/313)
لَقَدْ كَفَرَ
الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ
إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا
يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ
أَلِيمٌ (73)
أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا
إِبْرَاهِيمُ، قَالَ: ثنا آدَمُ، قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ
ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: {لَقَدْ كَفَرَ
الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ} [المائدة:
73] قَالَ: «هُمُ النَّصَارَى»
(1/313)
قُلْ يَا أَهْلَ
الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلَا
تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ
وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ (77)
أنبأ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: نا
إِبْرَاهِيمُ، قَالَ: ثنا آدَمُ، قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ
ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: {وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ
السَّبِيلِ} [المائدة: 77] قَالَ: «هُمُ الْيَهُوَدُ»
(1/313)
وَلَوْ كَانُوا
يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ
مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ
فَاسِقُونَ (81)
أنبأ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا
إِبْرَاهِيمُ، قَالَ: نا آدَمُ، قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ
ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي قَوْلِهِ: {وَلَوْ
كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ} [المائدة: 81]
«يَعْنِي الْمُنَافِقِينَ»
(1/313)
لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ
النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ
أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ
آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ
مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا
يَسْتَكْبِرُونَ (82)
أنبأ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا
إِبْرَاهِيمُ، قَالَ: ثنا آدَمُ، قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ
ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: {وَلَتَجِدَنَّ
أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا
إِنَّا نَصَارَى} [المائدة: 82][ص:314] قَالَ: «هُمُ الْوَفْدُ
الَّذِينَ جَاءُوا مَعَ جَعْفَرٍ وَأَصْحَابِهِ مِنْ أَرْضِ
الْحَبَشَةِ»
(1/313)
لَا يُؤَاخِذُكُمُ
اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ
بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ
عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ
أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ
لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ
أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ
كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ
تَشْكُرُونَ (89)
أنبأ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا
إِبْرَاهِيمُ، قَالَ: ثنا آدَمُ، قَالَ: نا وَرْقَاءُ، عَنِ
الْمُغِيرَةِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ: {أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ}
[المائدة: 89] قَالَ: «يُجْزِئُ فِي الرَّقَبَةِ الصَّغِيرُ
الَّذِي لَمْ يُصَلِّ مَا لَمْ تُفْرَضْ فِيهِ رَقَبَةٌ
مُؤْمِنَةٌ»
(1/314)
أنبأ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا
إِبْرَاهِيمُ، قَالَ: نا آدَمُ، قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ
ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: «الْمَيْسِرُ
كِعَابُ فَارِسَ، وَقِدَاحُ الْعَرَبِ، وَالْقِمَارُ كُلُّهُ»
(1/314)
لَيْسَ عَلَى
الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا
طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا
الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا
وَأَحْسَنُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (93)
أنبأ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا
إِبْرَاهِيمُ، قَالَ: نا آدَمُ، قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ
ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: نَزَلَتْ هَذِهِ
الْآيَةُ: {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا
الصَّالِحَاتِ [ص:315] جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا} [المائدة: 93]
فِيمَنْ كَانَ يَشْرَبُ الْخَمْرَ مِمَّنْ قُتِلَ بِبَدْرٍ
وَأُحُدٍ "
(1/314)
يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللَّهُ بِشَيْءٍ مِنَ
الصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ لِيَعْلَمَ
اللَّهُ مَنْ يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ
ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ (94)
أنبأ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا
إِبْرَاهِيمُ، قَالَ: ثنا آدَمُ، قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ
ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: فِي قَوْلِهِ:
{تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ} [المائدة: 94] قَالَ: " يَعْنِي
النَّبْلَ، وَتَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ أَيْضًا، صِغَارُ
الصَّيْدِ: الْفِرَاخُ وَالْبَيْضُ "، {وَرِمَاحُكُمْ}
[المائدة: 94] قَالَ: «كِبَارُ الصَّيْدِ»
(1/315)
أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا
إِبْرَاهِيمُ، قَالَ: ثنا آدَمُ، قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ
ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: «الْمُتَعَمِّدُ
غَيْرُ النَّاسِي لِحُرْمَةٍ، وَلَا مَرِيدٍ غَيْرَهُ، فَقَدْ
حَلَّ وَلَيْسَتْ لَهُ رُخْصَةٌ، وَمَنْ قَتَلَهُ نَاسِيًا
لِحُرْمَةٍ وَأَرَادَ غَيْرَهُ فَأَخْطَأَ فَذَلِكَ الْعَمْدُ
الْمُكَفَّرُ، وَعَلَيْهِ مِثْلُهُ مِنَ النَّعَمِ»
(1/315)
يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ
وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّدًا فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا
قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ
هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ
مَسَاكِينَ أَوْ عَدْلُ ذَلِكَ صِيَامًا لِيَذُوقَ وَبَالَ
أَمْرِهِ عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَفَ وَمَنْ عَادَ
فَيَنْتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ
(95)
أنبأ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا
إِبْرَاهِيمُ، قَالَ: ثنا آدَمُ، قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ
ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: {مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ
النَّعَمِ} [المائدة: 95] ، {هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ}
[المائدة: 95] فَإِنْ لَمْ يَجِدْ هَدْيًا، أَوْ لَمْ يَبْلُغْ
ثَمَنُهُ هَدْيًا، اشْتَرَى بِثَمَنِهِ طَعَامًا فَأَعْطَى
كُلَّ مِسْكِينٍ مُدَّيْنِ، فَإِنْ لَمْ يَجِدِ الثَّمَنَ
صَامَ لِكُلِّ مُدَّيْنِ يَوْمًا "
(1/315)
أنبأ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا
إِبْرَاهِيمُ، قَالَ: ثنا آدَمُ، قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، عَنْ
حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ
جُبَيْرِ، قَالَ: " صَيْدُهُ: مَا صِيدَ مِنْهَ، وَطَعَامُهُ:
مَا لَفِظَ "
(1/315)
أنبأ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا
إِبْرَاهِيمُ، قَالَ: حَدَّثَنَا آدَمُ، قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ،
عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: "
طَعَامُهُ: حِيتَانُهُ "
(1/316)
أنبأ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: نا
إِبْرَاهِيمُ، قَالَ: ثنا آدَمُ، قَالَ: ثنا هُشَيْمٌ، عَنِ
الْمُغِيرَةِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: " طَعَامُهُ:
الْمَمْلُوحُ "
(1/316)
أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ
الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ
وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُمًا
وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (96)
أنبأ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا
إِبْرَاهِيمُ، قَالَ: نا آدَمُ، قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ
ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: {مَتَاعًا لَكُمْ}
[المائدة: 96] «أَهْلَ الْقُرَى» {وَلِلسَّيَّارَةِ} [المائدة:
96] «لِأَهْلِ الْأَمْصَارِ، وَأَجْنَاسِ النَّاسِ كُلِّهِمْ»
(1/316)
أنبأ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا
إِبْرَاهِيمُ، قَالَ: ثنا آدَمُ، قَالَ: ثنا أَبُو مَعْشَرٍ،
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: أَبُو
مَعْشَرٍ، وَثنا سُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ،
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «إِنَّ أَوَّلَ مَنْ أَلَّهَ
الْإِلَهَ، وَسَيَّبَ السُّيُوبَ، وَبَحَرَ الْبَحَايِرَ،
وَغَيَّرَ دِينَ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، عَمْرُو
بْنُ لُحَيِّ بْنِ قَمَعَةَ بْنِ خِنْدَفٍ» ، قَالَ النَّبِيُّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَرَأَيْتُهُ يَجُرُّ
قُصُبَهُ فِي النَّارِ يَتَأَذَّى بِهِ أَهْلُ النَّارِ،
صَنَمَاهُ عَلَى ظَهْرِهِ، وَنَاقَتَانِ كَانَ سَيَّبَهُمَا،
ثُمَّ اسْتَعْمَلَهُمَا يَعُضَّانِهِ بِأَفْوَاهِهِمَا،
وَيَطَآنِهِ بِأَخْفَافِهِمَا، أَشْبَهُ وَلَدِهِ بِهِ
أَكْثَمُ بْنُ أَبِي الْجَوْنِ، فَقَالَ أَكْثَمُ: يَا رَسُولَ
اللَّهِ: أَيَضُرُّنِي ذَلِكَ شَيْئًا؟ قَالَ: «لَا، أَنْتَ
رَجُلٌ مُؤْمِنٌ، وَهُوَ كَافِرٌ»
(1/317)
حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ
الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ
لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ
وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ
إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ
تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ
يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ
وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ
وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ
الْإِسْلَامَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ
مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (3)
أنبأ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا
إِبْرَاهِيمُ، قَالَ: ثنا آدَمُ، قَالَ: ثنا إِسْرَائِيلُ،
عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْفَزَارِيِّ، عَنْ أَبِي مَيْسَرَةَ،
قَالَ: " فِي الْمَائِدَةِ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ فَرِيضَةً
مُحْكَمَةً لَمْ يُنْسَخْ مِنْهَا شَيْءٌ قَوْلُهُ
{وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ
وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ
وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا
بِالْأَزْلَامِ} [المائدة: 3] ، الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ،
{وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ
وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ} [المائدة: 5] ، {وَالْمُحْصَنَاتُ
مِنَ [ص:318] الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ
أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ} [المائدة: 5] وَتَمَامُ
الْوضُوءِ إِلَى قَوْلِهِ {فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا}
[النساء: 43] ، {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا
أَيْدِيَهُمَا} [المائدة: 38] ، {مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ
بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ} [المائدة: 103] وَلَا وَصِيلَةٍ
وَلَا حَامٍ فَهَذِهِ كُلُّهَا مُحْكَمَةٌ لَمْ يُنْسَخْ
مِنْهَا شَيْءٌ "
(1/317)
يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ
أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا
عَدْلٍ مِنْكُمْ أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ إِنْ أَنْتُمْ
ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَأَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةُ الْمَوْتِ
تَحْبِسُونَهُمَا مِنْ بَعْدِ الصَّلَاةِ فَيُقْسِمَانِ
بِاللَّهِ إِنِ ارْتَبْتُمْ لَا نَشْتَرِي بِهِ ثَمَنًا وَلَوْ
كَانَ ذَا قُرْبَى وَلَا نَكْتُمُ شَهَادَةَ اللَّهِ إِنَّا
إِذًا لَمِنَ الْآثِمِينَ (106)
أنبأ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا
إِبْرَاهِيمُ، قَالَ: ثنا آدَمُ، قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ
ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي قَوْلِهِ:
{شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ}
[المائدة: 106] : «وَهُوَ أَنْ يَمُوتَ الْمُؤْمِنُ فَيَحْضُرَ
مَوْتَهُ مُسْلِمَانِ أَوْ كَافِرَانِ فَلَا يَحْضُرْ
غَيْرُهُمَا، فَإِنْ رَضِيَ وَرَثَتُهُ بِمَا شَهِدُوا
عَلَيْهِ مِنْ تَرَكَتِهِ فَذَلِكَ، وَيَحْلِفُ الشَّاهِدَانِ
أَنَّهُمَا لَصَادِقَانِ» ، {فَإِنْ عُثِرَ} [المائدة: 107]
يَقُولُ: «وُجِدَ لَطْخٌ أَوْ لَبْسٌ أَوْ تَشْبِيهٌ، حَلَفَ
الْأَوْلَيَانِ مِنَ الْوَرَثَةِ، وَاسْتَحَقَّا، وَأَبْطَلَا
أَيْمَانَ الشَّاهِدِينَ الْأَوْلَيْنِ»
(1/318)
|