أسباب النزول ت الحميدان مقدمة المؤلف
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
رب يسر ولا تعسر
قَالَ الشَّيْخُ الْإِمَامُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ
أَحْمَدَ الْوَاحِدِيُّ النَّيْسَابُورِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ:
الْحَمْدُ لِلَّهِ الْكَرِيمِ الْوَهَّابِ، هَازِمِ
الْأَحْزَابِ، وَمُفَتِّحِ الْأَبْوَابِ، وَمُنْشِئِ
السَّحَابِ، وَمُرْسِي الْهِضَابِ، وَمُنْزِلِ الْكِتَابِ، فِي
حَوَادِثَ مُخْتَلِفَةِ الْأَسْبَابِ. أَنْزَلَهُ مُفَرَّقًا
نُجُومًا وَأَوْدَعَهُ أَحْكَامًا وَعُلُومًا قَالَ عَزَّ مِنْ
قَائِلٍ: {وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ
عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا} (1)
أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ محمد
الأصفهاني، قال: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بن
حيان، قال: حَدَّثَنَا أَبُو يحيى الرازي، قال: حَدَّثَنَا
سَهْلُ بْنُ عثمان العسكري، قال: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ
زريع، قال: حَدَّثَنَا أَبُو رَجَاءٍ، قَالَ: سَمِعْتُ
الْحَسَنَ يَقُولُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَقُرْآنًا
فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ} ذُكِرَ
لَنَا أَنَّهُ كَانَ بَيْنَ أَوَّلِهِ وَآخِرِهِ ثَمَانِيَ
عَشْرَةَ سَنَةً، أُنْزِلَ عَلَيْهِ بِمَكَّةَ ثَمَانِيَ
سِنِينَ قَبْلَ أَنْ يُهَاجِرَ وَبِالْمَدِينَةِ عَشْرَ
سِنِينَ.
أخبرنا أحمد قال: أَخْبَرَنَا عبد الله قال: أَخْبَرَنَا أَبُو
يحيى الرازي قال: حدثنا سهل قال: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ
أَبِي بُكَيْرٍ عَنْ هُشَيْمٍ عَنْ دَاوُدَ عَنِ الشَّعْبِيِّ
قَالَ: فَرَّقَ اللَّهُ تَنْزِيلَهُ فَكَانَ بَيْنَ أَوَّلِهِ
وَآخِرِهِ عِشْرُونَ أَوْ نَحْوٌ مِنْ عِشْرِينَ سَنَةً
أَنْزَلَهُ قُرْآنًا عَظِيمًا، وَذِكْرًا حَكِيمًا وَحَبْلًا
مَمْدُودًا، وَعَهْدًا مَعْهُودًا، وَظِلًّا عَمِيمًا،
وَصِرَاطًا مُسْتَقِيمًا، فِيهِ مُعْجِزَاتٌ بَاهِرَةٌ،
وَآيَاتٌ ظَاهِرَةٌ، وَحُجَجٌ صَادِقَةٌ،
_________
(1) - سورة الإسراء: الآية 106.
(1/7)
وَدَلَالَاتٌ نَاطِقَةٌ، أَدْحَضَ بِهِ
حُجَجَ الْمُبْطِلِينَ، وَرَدَّ بِهِ كيد
الكائدين، وَقَوِيَ بِهِ الْإِسْلَامُ والدين، فلمع
مِنْهَاجُهُ، وَثَقُبَ سِرَاجُهُ وشملت بركته، ولمعت
حِكْمَتُهُ عَلَى خَاتَمِ الرِّسَالَةِ، وَالصَّادِعِ
بِالدَّلَالَةِ، الْهَادِي لِلْأُمَّةِ، الْكَاشِفِ
لِلْغُمَّةِ، النَّاطِقِ بِالْحِكْمَةِ، الْمَبْعُوثِ
بِالرَّحْمَةِ، فَرَفَعَ أَعْلَامَ الْحَقِّ، وَأَحْيَا
مَعَالِمَ الصِّدْقِ، وَدَمَغَ الْكَذِبَ وَمَحَا آثَارَهُ،
وَقَمَعَ الشِّرْكَ وَهَدَمَ مَنَارَهُ، وَلَمْ يَزَلْ
يُعَارِضُ بِبَيِّنَاتِهِ أَبَاطِيلَ الْمُشْرِكِينَ حَتَّى
مَهَّدَ الدِّينَ، وَأَبْطَلَ شُبَهَ الْمُلْحِدِينَ، صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ صَلَاةً لَا يَنْتَهِي أَمَدُهَا، وَلَا
يَنْقَطِعُ مَدَدُهَا، وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ الَّذِينَ
هَدَاهُمْ وَطَهَّرَهُمْ، وَبِصُحْبَتِهِ خَصَّهُمْ
وَآثَرَهُمْ، وَسَلَّمَ كَثِيرًا.
وَبَعْدَ هَذَا فَإِنَّ عُلُومَ الْقُرْآنِ غَزِيرَةٌ،
وَضُرُوبَهَا جَمَّةٌ كَثِيرَةٌ، يَقْصُرُ عَنْهَا الْقَوْلُ
وَإِنْ كَانَ بَالِغًا وَيَتَقَلَّصُ عَنْهَا ذَيْلُهُ وإن كان
سابقًا، وَقَدْ سَبَقَتْ لِي وَلِلَّهِ الْحَمْدُ مَجْمُوعَاتٌ
تَشْتَمِلُ عَلَى أَكْثَرِهَا، وَتَنْطَوِي عَلَى غَرَرِهَا،
وَفِيهَا لِمَنْ رَامَ الْوُقُوفَ عَلَيْهَا مَقْنَعٌ
وَبَلَاغٌ، وَعَمَّا عَدَاهَا مِنْ جَمِيعِ الْمُصَنَّفَاتِ
غُنْيَةٌ وَفَرَاغٌ، لِاشْتِمَالِهَا عَلَى عُظْمِهَا
مُتَحَقِّقًا، وَتَأْدِيَتِهِ إِلَى مُتَأَمِّلِهِ مُتَّسِقًا،
غَيْرَ أَنَّ الرَّغَبَاتِ الْيَوْمَ عَنْ عُلُومِ الْقُرْآنِ
صَادِفَةٌ كَاذِبَةٌ فِيهَا، قَدْ عَجَزَتْ قُوَى الْمَلَامِ
عَنْ تَلَافِيهَا، فَآلَ الْأَمْرُ بِنَا إِلَى إِفَادَةِ
الْمُبْتَدِئِينَ بِعُلُومِ الْكِتَابِ، إِبَانَةَ مَا
أُنْزِلَ فِيهِ مِنَ الْأَسْبَابِ، إِذْ هِيَ أَوْفَى مَا
يَجِبُ الْوُقُوفُ عَلَيْهَا، وَأَوْلَى مَا تُصْرَفُ
الْعِنَايَةُ إِلَيْهَا، لِامْتِنَاعِ مَعْرِفَةِ تَفْسِيرِ
الْآيَةِ وَقَصْدِ سَبِيلِهَا، دُونَ الْوُقُوفِ عَلَى
قِصَّتِهَا وَبَيَانِ نُزُولِهَا. وَلَا يَحِلُّ الْقَوْلُ فِي
أَسْبَابِ نُزُولِ الْكِتَابِ، إِلَّا بِالرِّوَايَةِ
وَالسَّمَاعِ مِمَّنْ شاهدوا التنزيل، ووققوا عَلَى
الْأَسْبَابِ، وَبَحَثُوا عَنْ عِلْمِهَا وَجَدُّوا فِي
الطِّلَابِ، وَقَدْ وَرَدَ الشَّرْعُ بِالْوَعِيدِ لِلْجَاهِلِ
ذِي الْعِثَارِ فِي الْعِلْمِ بِالنَّارِ.
أَخْبَرَنَا أَبُو إِبْرَاهِيمَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ إبراهيم
الواعظ قال: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ
أَحْمَدَ بْنِ حامد العطار قال: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ
الْحَسَنِ بْنِ عبد الجبار قال: حَدَّثَنَا لَيْثُ بن حماد
قال: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى،
عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ
- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - "اتَّقُوا الْحَدِيثَ
عَنِّي
(1/8)
إِلَّا مَا عَلِمْتُمْ فَإِنَّهُ مَنْ
كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ
النَّارِ، وَمَنْ كَذَبَ عَلَى الْقُرْآنِ مِنْ غَيْرِ عِلْمٍ
فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ" وَالسَّلَفُ
الْمَاضُونَ رَحِمَهُمُ الله كانوا من أَبْعَدِ الْغَايَةِ
احْتِرَازًا عَنِ الْقَوْلِ فِي نُزُولِ الْآيَةِ.
أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ الله المخلدي
قال: أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرِو بن نجيد قال: أَخْبَرَنَا أبو
مسلم قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن حماد قال:
حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ عَنْ محمد بن سيربن قَالَ: سَأَلْتُ
عُبَيْدَةَ عَنْ آيَةٍ مِنَ الْقُرْآنِ فَقَالَ: اتَّقِ
اللَّهَ وَقُلْ سَدَادًا ذَهَبَ الَّذِينَ يَعْلَمُونَ فِيمَا
أُنْزِلَ الْقُرْآنُ.
وَأَمَّا الْيَوْمُ فَكُلُّ أَحَدٍ يَخْتَرِعُ شَيْئًا
وَيَخْتَلِقُ إِفْكًا وَكَذِبًا مُلْقِيًا زِمَامَهُ إِلَى
الْجَهَالَةِ غَيْرَ مُفَكِّرٍ فِي الْوَعِيدِ لِلْجَاهِلِ
بِسَبَبِ نُزُولِ الْآيَةِ وَذَلِكَ الَّذِي حَدَا بِي إِلَى
إِمْلَاءِ هَذَا الْكِتَابِ الْجَامِعِ لِلْأَسْبَابِ،
لِيَنْتَهِيَ إِلَيْهِ طَالِبُوا هَذَا الشَّأْنِ
وَالْمُتَكَلِّمُونَ فِي نُزُولِ الْقُرْآنِ، فَيَعْرِفُوا
الصِّدْقَ وَيَسْتَغْنُوا عَنِ التَّمْوِيهِ وَالْكَذِبِ
وَيَجِدُّوا فِي تَحَفُّظِهِ بَعْدَ السَّمَاعِ وَالطَّلَبِ،
وَلَا بُدَّ مِنَ الْقَوْلِ أَوَّلًا فِي مَبَادِئِ الْوَحْيِ
وَكَيْفِيَّةِ نُزُولِ الْقُرْآنِ ابْتِدَاءً عَلَى رَسُولِ
اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَتَعَهُّدِ
جِبْرِيلَ إِيَّاهُ بِالتَّنْزِيلِ، وَالْكَشْفِ عَنْ تِلْكَ
الْأَحْوَالِ وَالْقَوْلُ فِيهَا عَلَى طَرِيقِ الْإِجْمَالِ،
ثُمَّ نَفْرَغُ لِلْقَوْلِ مُفَصَّلًا فِي سَبَبِ نُزُولِ
كُلِّ آيَةٍ رُوِيَ لَهَا سَبَبٌ مَقُولٌ، مَرْوِيٌّ
مَنْقُولٌ، وَاللَّهُ تَعَالَى الْمُوَفِّقُ لِلصَّوَابِ
وَالسَّدَدِ وَالْآخِذُ بِنَا عَنِ الْعَاثُورِ إِلَى
الْجَدَدِ.
(1/9)
القول في أول ما نزل
من القرآن
أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ أَحْمَدُ بن إبراهيم المقري قال:
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حامد الأصفهاني قال:
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الحسن الحافظ قال:
حدثني مُحَمَّدُ بن يحيى قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ
عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ ابْنِ شهاب الزهري قال: أَخْبَرَنِي
عُرْوَةُ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّهَا
قَالَتْ: "أَوَّلُ مَا بُدِئَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنَ الْوَحْيِ الرُّؤْيَا
الصَّادِقَةُ فِي النَّوْمِ فَكَانِ لَا يَرَى رُؤْيَا إِلَّا
جَاءَتْ مِثْلَ فَلَقِ الصُّبْحِ ثُمَّ حُبِّبَ إِلَيْهِ
الْخَلَاءُ فَكَانَ يَأْتِي حِرَاءً فَيَتَحَنَّثُ فِيهِ -
وَهُوَ التَّعَبُّدُ - اللَّيَالِيَ ذَوَاتِ الْعَدَدِ
وَيَتَزَوَّدُ لِذَلِكَ ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى خَدِيجَةَ
فَيَتَزَوَّدُ لِمِثْلِهَا حَتَّى فَجَأَهُ الْحَقُّ وَهُوَ
فِي غَارِ حِرَاءٍ فَجَاءَهُ الْمَلَكُ فَقَالَ: "اقْرَأْ"
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
"فَقُلْتُ: مَا أَنَا بِقَارِئٍ" قَالَ: "فَأَخَذَنِي
فَغَطَّنِي حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدُ ثُمَّ أَرْسَلَنِي
فَقَالَ: اقْرَأْ: فَقُلْتُ: مَا أَنَا بِقَارِئٍ فَأَخَذَنِي
فَغَطِّنِي الثَّانِيَةَ حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدُ ثُمَّ
أَرْسَلَنِي فَقَالَ: اقْرَأْ: فَقُلْتُ: مَا أَنَا بِقَارِئٍ
فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّالِثَةَ حَتَّى بَلَغَ مِنِّي
الْجَهْدُ فَقَالَ: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ}
حَتَّى بَلَغَ {مَا لَمْ يَعْلَمْ} (1) فَرَجَعَ بِهَا
تَرْجُفُ بَوَادِرُهُ حَتَّى دَخَلَ عَلَى خَدِيجَةَ، فَقَالَ:
"زَمِّلُونِي" فَزَمَّلُوهُ حَتَّى ذَهَبَ عَنْهُ الرَّوْعُ
فَقَالَ: "يَا خَدِيجَةُ ما لي؟ " وأخبرها الْخَبَرَ، وَقَالَ:
"قَدْ خَشِيتُ عَلَيَّ" فَقَالَتْ لَهُ: كَلَّا أَبْشِرْ،
فَوَاللَّهِ لَا يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَدًا، إِنَّكَ لَتَصِلُ
الرَّحِمَ، وَتَصْدُقُ الْحَدِيثَ، وَتَحْمِلُ الْكَلَّ،
وَتُقْرِي الضَّيْفَ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ"
رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ يَحْيَى بْنِ بُكَيْرٍ، وَرَوَاهُ
مُسْلِمٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَافِعٍ كِلَاهُمَا عَنْ عَبْدِ
الرَّزَّاقِ.
_________
(1) - سورة العلق: الآيات 1 - 5.
(1/10)
أَخْبَرَنَا الشَّرِيفُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ
الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الحسين الطبري قال: أَخْبَرَنَا
جَدِّي حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ الحسن الحافظ
قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن بشر قال: حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ،
عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ:
إِنَّ أَوَّلَ مَا نَزَلَ مِنَ الْقُرْآنِ {اقْرَأْ بِاسْمِ
رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} رَوَاهُ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ
اللَّهِ فِي صَحِيحِهِ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّبْغِيِّ عَنْ
بِشْرِ بْنِ مُوسَى عَنِ الْحُمَيْدِيِّ عَنْ سُفْيَانَ.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بن إبراهيم المقري قال:
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ محمد الجرجاني
قال: حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ محمد الحافظ قال: أَخْبَرَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ إسحاق حدثهم
قال: حَدَّثَنَا يعقوب الدورقي قال: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ
نَصْرِ بن زياد قال: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بن
واقد قال: حدثني أبي قال: حَدَّثَنِي يَزِيدُ النَّحْوِيُّ
عَنْ عِكْرِمَةَ وَالْحَسَنِ قَالَا: أَوَّلُ مَا نَزَلَ مِنَ
الْقُرْآنِ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} فَهُوَ
أَوَّلُ مَا نَزَلَ مِنَ الْقُرْآنِ بِمَكَّةَ وَأَوَّلُ
سُورَةٍ {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ}
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ محمد الفارسي قال: أَخْبَرَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الفضل التاجر قال: أخبرنا
أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الحسن الحافظ قال: حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بن يحيى قال: حَدَّثَنَا أبو صالح قال: حدثني الليث
قال: حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ عَنِ ابن شهاب قال: أخبرني مُحَمَّدُ
بْنُ عَبَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ الْمَخْزُومِيُّ أَنَّهُ سَمِعَ
بَعْضَ عُلَمَائِهِمْ يَقُولُ: كَانَ أَوَّلُ مَا أَنْزَلَ
اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
{اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْإِنْسَانَ
مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ
بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} قالوا:
هَذَا صَدْرُهَا الَّذِي أُنْزِلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَوْمَ حِرَاءٍ، ثُمَّ
أُنْزِلَ آخِرُهَا بَعْدَ ذَلِكَ بِمَا شاء الله.
فأما الْحَدِيثُ الصَّحِيحُ الَّذِي رُوِيَ: "أَنَّ أَوَّلَ
مَا نَزَلَ سُورَةُ الْمُدَّثِّرِ" فَهُوَ مَا أَخْبَرَنَاهُ
الْأُسْتَاذُ أَبُو إسحاق الثعالبي قال: حدثنا عَبْدُ اللَّهِ
بن حامد قال:
(1/11)
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن يعقوب قال:
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى بْنِ زيد التنيسي، قال:
حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ أَبِي سَلَمَةَ عَنِ
الأوزاعي قال: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ قَالَ:
سَأَلْتُ أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: أَيُّ
الْقُرْآنِ أُنْزِلَ قبل؟ قال: {يَا أَيّهَا الْمُدَّثِّرُ}
قُلْتُ: أَوْ {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ} قَالَ: سَأَلْتُ
جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيَّ: أَيُّ
الْقُرْآنِ أُنْزِلَ قبل؟ قال: {يَا أَيّهَا الْمُدَّثِّرُ}
قَالَ قُلْتُ: أَوْ {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ} قَالَ جَابِرٌ:
أُحَدِّثُكُمْ مَا حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - " إِنِّي جَاوَرْتُ بِحِرَاءٍ شَهْرًا
فَلَمَّا قَضَيْتُ جِوَارِي نَزَلْتُ فَاسْتَبْطَنْتُ بَطْنَ
الْوَادِي، فَنُودِيتُ فَنَظَرْتُ أَمَامِي وَخَلْفِي وَعَنْ
يَمِينِي وَعَنْ شِمَالِي ثُمَّ نَظَرْتُ إِلَى السَّمَاءِ
فَإِذَا هُوَ عَلَى الْعَرْشِ فِي الْهَوَاءِ - يَعْنِي
جِبْرِيلَ - فَأَخَذَتْنِي رَجْفَةٌ فَأَتَيْتُ خَدِيجَةَ
فَأَمَرْتُهُمْ فَدَثَّرُونِي ثُمَّ صَبُّوا عَلَيَّ الْمَاءَ
فَأَنْزَلَ الله عليّ {يَا أَيّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ
فَأَنْذِرْ} (1) رَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ زُهَيْرِ بْنِ حَرْبٍ
عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ.
وَهَذَا لَيْسَ بِمُخَالِفٍ لِمَا ذَكَرْنَاهُ أَوَّلًا
وَذَلِكَ أَنَّ جَابِرًا سَمِعَ مِنَ النَّبِيِّ - صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - هَذِهِ الْقِصَّةَ الْأَخِيرَةَ
وَلَمْ يَسْمَعْ أَوَّلَهَا فَتَوَهَّمَ أَنَّ سُورَةَ
الْمُدَّثِّرِ أَوَّلُ مَا نَزَلَ وَلَيْسَ كَذَلِكَ،
وَلَكِنَّهَا أَوَّلُ مَا نَزَلَ عَلَيْهِ بَعْدَ سُورَةِ
(اقْرَأْ) .
وَالَّذِي يَدُلُّ عَلَى هَذَا مَا أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ
الرَّحْمَنِ ابن أبي حامد قال: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ
بن عبد الله بْنِ محمد بن زكريا قال: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ
بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّغُولِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ
بن يحيى قال: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرزاق قال: حدثنا مَعْمَرٌ
عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ جَابِرٍ قال: سمعت النبي - صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ يُحَدِّثُ عَنْ فَتْرَةِ
الْوَحْيِ فَقَالَ في حديثه: "فبينما أَنَا أَمْشِي سَمِعْتُ
صَوْتًا مِنَ السَّمَاءِ، فَرَفَعْتُ رَأْسِي فَإِذَا
الْمَلَكُ الَّذِي جاءني بحراء جالسًا عَلَى كُرْسِيٍّ بَيْنَ
السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، فَجَثَثْتُ مِنْهُ رُعْبًا فَرَجَعْتُ
فَقُلْتُ: زَمِّلُونِي
زَمِّلُونِي، فَدَثَّرُونِي فأنزل الله {يَا أَيّهَا
الْمُدَّثِّرُ} ". رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ مُحَمَّدٍ. وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
رَافِعٍ، كِلَاهُمَا عَنْ
_________
(1) - سورة المدثر: الآيات 1، 2.
(1/12)
عَبْدِ الرَّزَّاقِ، وَبَانَ بِهَذَا
الْحَدِيثِ أَنَّ الْوَحْيَ كَانَ قَدْ فَتَرَ بَعْدَ نُزُولِ
{اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ}
ثم نزل {يَا أَيّهَا الْمُدَّثِّرُ} وَالَّذِي يُوَضِّحُ مَا
قُلْنَا إِخْبَارُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ - أَنَّ الْمَلَكَ الَّذِي جَاءَ بِحِرَاءٍ جَالِسٌ
فَدَلَّ عَلَى أَنَّ هَذِهِ الْقِصَّةَ إِنَّمَا كَانَتْ
بَعْدَ نُزُولِ (اقْرَأْ) .
أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ أَحْمَدُ بن محمد المقري قال:
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بن محمد المقري قال:
حَدَّثَنَا أبو الشيخ قال: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ
سُلَيْمَانَ بن أيوب قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ
بْنِ الْحَسَنِ بن شقيق قال: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ
الْحُسَيْنِ بْنِ واقد قال: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ
عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ يَقُولُ: أَوَّلُ سُورَةٍ نَزَلَتْ
عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
بِمَكَّةَ: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ} وآخر سورة نزلت عَلَى
رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
بِمَكَّةَ: الْمُؤْمِنُونَ، وَيُقَالُ: الْعَنْكَبُوتُ؛
وَأَوَّلُ سُورَةٍ نَزَلَتْ بِالْمَدِينَةِ: {وَيْلٌ
لِلْمُطَفِّفِينَ} (1) وَآخِرُ سُورَةٍ نَزَلَتْ فِي
الْمَدِينَةِ: {بَرَاءَةٌ} وأول سورة علمها رَسُولُ اللَّهِ -
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِمَكَّةَ: {وَالنَّجْمِ} ؛
وَأَشَدُّ آيَةٍ عَلَى أَهْلِ النَّارِ {فَذُوقُوا فَلَنْ
نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا} (2) وَأَرْجَى آيَةٍ فِي
الْقُرْآنِ لِأَهْلِ التَّوْحِيدِ {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ
أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ} الْآيَةَ (3)
. وَآخِرُ آيَةٍ نَزَلَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - {وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ
فِيهِ إِلَى اللَّهِ} (4) وَعَاشَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَعْدَهَا تِسْعَ لَيَالٍ.
_________
(1) - سورة المطففين: الآية 1.
(2) - سورة النبأ: الآية 30.
(3) - سورة النساء: الآية 48.
(4) - سورة البقرة: الآية 281.
(1/13)
القول في آخر ما نزل
من القرآن
أَخْبَرَنَا أَبُو إِبْرَاهِيمَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ
إِبْرَاهِيمَ الْوَاعِظُ وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى قَالَا: أَخْبَرَنَا
أَبُو عَمْرِو بن مطر قال: أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ
الْفَضْلُ بْنُ الحباب الجمحي قال: حَدَّثَنَا أَبُو الوليد
قال: حَدَّثَنَا شعبة قال: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ:
سَمِعْتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ يَقُولُ: آخِرُ آيَةٍ
نَزَلَتْ: {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي
الْكَلَالَةِ} (1) وآخر سورة أنزلت: {بَرَاءَةٌ} رَوَاهُ
الْبُخَارِيُّ فِي التَّفْسِيرِ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ حَرْبٍ
عَنْ شُعْبَةَ، وَرَوَاهُ في موضع آخرعن أَبِي الْوَلِيدِ
وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ بُنْدَارٍ عَنْ غُنْدَرٍ عَنْ
شُعْبَةَ.
أَخْبَرَنَا أَبُو بكر التميمي قال: أَخْبَرَنَا أَبُو محمد
الحياني قال: حَدَّثَنَا أَبُو يحيى الرازي قال: حَدَّثَنَا
سَهْلُ بن عثمان قال: حَدَّثَنَا ابن الْمُبَارَكِ عَنْ
جُوَيْبِرٍ عَنِ الضَّحَّاكِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: آخِرُ
آيَةٍ نَزَلَتْ: {وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى
اللَّهِ}
وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ
حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ عُثْمَانَ
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي زَائِدَةَ عَنْ مَالِكِ بْنِ
مِغْوَلٍ سَمِعْتُ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيَّ يَقُولُ: آخر آية
أنزلت: {وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ}
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرحمن النحوي قال:
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بن سنان المقري قال:
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عليّ الموصلي قال: حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بن الأحمس قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن فضيل قال:
حَدَّثَنَا الْكَلْبِيُّ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنِ
_________
(1) - سورة النساء: الآية 176.
(1/14)
ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: {وَاتَّقُوا
يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ} قَالَ: ذَكَرُوا
أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ وَآخِرَ آيَةِ مِنْ سُورَةِ النِّسَاءِ
نَزَلَتَا آخِرَ الْقُرْآنِ.
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إبراهيم الصوفي قال:
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بن يعقوب،
قال: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الله العبدي، قال:
حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بن إبراهيم قال: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ،
عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ أَنَّهُ قَالَ:
آخِرُ آيَةٍ أُنْزِلَتْ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ
أَنْفُسِكُمْ} وَقَرَأَهَا إِلَى آخِرِ السُّورَةِ رَوَاهُ
الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ فِي صَحِيحِهِ عَنِ
الْأَصَمِّ عَنْ بَكَّارِ ابن قُتَيْبَةَ عَنْ أَبِي عَامِرٍ
الْعَقَدِيِّ عن شعبة.
أخبرني أَبُو عَمْرٍو مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي
كِتَابِهِ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ الْحُسَيْنِ الْحَدَّادِيَّ
أَخْبَرَهُمْ عَنْ مُحَمَّدِ بن يزيد قال: أخبرنا إِسْحَاقُ بن
إبراهيم قال: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَلِيِّ
بْنِ يَزِيدَ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَاهَكَ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ
كَعْبٍ قَالَ: أَحْدَثُ الْقُرْآنِ بِاللَّهِ عَهْدًا {لَقَدْ
جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ} (1) الْآيَةَ، وَأَوَّلُ
يَوْمٍ أُنْزِلَ الْقُرْآنُ فِيهِ يَوْمُ الِاثْنَيْنِ.
أَخْبَرَنَا أَبُو إسحاق الثعالبي، قال: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ
بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زكريا الشيباني، قال: أَخْبَرَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرحمن الدغولي، قال: حدثنا ابْنُ أبي
خيثمة قال: حَدَّثَنَا مُوسَى بن إسماعيل، قال: حَدَّثَنَا
مَهْدِيُّ بن ميمون، قال: حَدَّثَنَا غَيْلَانُ بْنُ جَرِيرٍ
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْبَدٍ الزِّمَّانِيِّ عَنْ أَبِي
قَتَادَةَ: أَنَّ رجلا قال: يا رسول اللَّهِ أَرَأَيْتَ صَوْمَ
يَوْمِ الِاثْنَيْنِ؟ قَالَ: "فِيهِ أُنْزِلَ عَلَيَّ
الْقُرْآنُ وَأَوَّلُ شَهْرٍ أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ شَهْرُ
رَمَضَانَ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: {شَهْرُ
رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ} (2)
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حمدان النصروي، قال:
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ
بن ماسي قال: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْلِمٍ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عبد
الله قال:
_________
(1) - سورة التوبة: الآية 128.
(2) - سورة البقرة: الآية 185.
(1/15)
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءِ
بْنِ الهيثم الغداني قال: حَدَّثَنَا عِمْرَانُ عَنْ قَتَادَةَ
عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ عَنْ وَاثِلَةَ أَنَّ النَّبِيَّ -
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "نَزَلَتْ
صُحُفُ إِبْرَاهِيمَ أَوَّلَ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ،
وَأُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ لِسِتٍّ مَضَيْنَ مِنْ رَمَضَانَ،
وَأُنْزِلَ الْإِنْجِيلُ لِثَلَاثَ عَشْرَةَ خَلَتْ مِنْ
شَهْرِ رَمَضَانَ، وَأُنْزِلَ الزَّبُورُ لِثَمَانِ عَشْرَةَ
خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ، وَأُنْزِلَ الْقُرْآنُ لِأَرْبَعٍ
وَعِشْرِينَ خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ".
(1/16)
القول في آية
التسمية وبيان نزولها
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بن إبراهيم المقري قال:
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ محمد الجرجاني
قال: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرحمن
الجوهري قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بن مندة قال:
حَدَّثَنَا أبو كريب قال: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بن سعيد قال:
حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، عَنِ
الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أَوَّلُ مَا نَزَلَ
بِهِ جِبْرِيلُ عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ - قَالَ: "يَا مُحَمَّدُ اسْتَعِذْ ثُمَّ قُلْ:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ".
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ابْنُ أبي إسحاق قال:
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بن أحمد الخلال قال: أَخْبَرَنَا
أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زيد البجلي قال:
حَدَّثَنَا أبو كريب قال: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ
عُيَيْنَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ
جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَا يَعْرِفُ خَتْمَ
السُّورَةِ حَتَّى يَنْزِلَ عَلَيْهِ {بِسْمِ اللَّهِ
الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْقَاهِرِ بْنُ طاهر البغدادي قال:
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بن مطر قال: أَخْبَرَنَا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ علي الذهلي قال: حَدَّثَنَا يَحْيَى بن يحيى
قال: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْحَجَّاجِ الْعَبْدِيُّ عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ ذَكَرَ عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: كُنَّا لَا نَعْلَمُ فَصْلَ مَا
بَيْنَ السُّورَتَيْنِ حَتَّى تَنْزِلَ {بِسْمِ اللَّهِ
الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}
أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بن جعفر
قال: أخبرنا جدي قال: أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو أَحْمَدُ بْنُ
محمد الحرشي قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن يحيى قال:
(1/17)
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ
أَبِي فُدَيْكٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نَافِعٍ عَنْ أَبِيهِ
عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: نَزَلَتْ {بِسْمِ اللَّهِ
الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} فِي كُلِّ سُورَةٍ.
(1/18)
|