أسباب النزول ت زغلول سُورَةُ الْجَاثِيَةِ
[381] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا
لِلَّذِينَ لَا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ ...
الآية [14] .
«743» - قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فِي رِوَايَةِ عَطَاءٍ:
يُرِيدُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ خَاصَّةً، وَأَرَادَ
بِالَّذِينَ لَا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ: عَبْدَ اللَّهِ
بْنَ أُبَيٍّ وَذَلِكَ أَنَّهُمْ نَزَلُوا فِي غَزَاةِ بَنِي
الْمُصْطَلِقِ عَلَى بِئْرٍ يُقَالُ لَهَا: الْمُرَيْسِيعُ،
فَأَرْسَلَ عَبْدُ اللَّهِ غُلَامَهُ لِيَسْتَقِيَ الْمَاءَ
فَأَبْطَأَ عَلَيْهِ، فَلَمَّا أَتَاهُ قَالَ [لَهُ:] مَا
حَبَسَكَ؟ قَالَ: غُلَامُ عُمَرَ قَعَدَ عَلَى فَمِ الْبِئْرِ
فَمَا تَرَكَ أَحَدًا يَسْتَقِي حَتَّى مَلَأَ قِرَبَ
النَّبِيِّ وَقِرَبَ أَبِي بَكْرٍ، وَمَلَأَ لِمَوْلَاهُ.
فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: مَا مَثَلُنَا وَمَثَلُ هَؤُلَاءِ
إِلَّا كَمَا قِيلَ: سَمِّنْ كَلْبَكَ يَأْكُلْكَ.
فَبَلَغَ قَوْلُهُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَاشْتَمَلَ
بِسَيْفِهِ يُرِيدُ التَّوَجُّهَ إِلَيْهِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ
تَعَالَى هَذِهِ الْآيَةَ.
«7431» م- أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الثَّعَالِبِيُّ،
قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ
__________
(743) بدون إسناد، ولم أهتد إليه مسنداً.
(7431 م) إسناده ضعيف: محمد بن زياد اليشكري ضعيف، وقد كذبه
بعض الأئمة منهم الإمام أحمد وعمرو بن علي، وقال ابن حبان: كان
ممن يضع الحديث على الثقات [تهذيب التهذيب 9/ 151] و
[المجروحين 2/ 250] .
(1/393)
عَلَّوَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى
بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ
بْنُ عَلَّوَيْهِ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عِيسَى
الْعَطَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ
الْيَشْكُرِيُّ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ قَالَ:
لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ
اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا قَالَ يَهُودِيٌّ بِالْمَدِينَةِ
يُقَالُ لَهُ: فِنْحَاصُ-: احْتَاجَ رَبُّ مُحَمَّدٍ [قَالَ:]
فَلَمَّا سَمِعَ عُمَرُ بِذَلِكَ اشْتَمَلَ عَلَى سَيْفِهِ
وَخَرَجَ فِي طَلَبِهِ، فَجَاءَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السلام إلى
رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فَقَالَ: إِنَّ رَبَّكَ
يَقُولُ [لَكَ] : قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا
لِلَّذِينَ لَا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ وَاعْلَمْ أَنَّ
عُمَرَ قَدِ اشْتَمَلَ عَلَى سَيْفِهِ وَخَرَجَ فِي طَلَبِ
الْيَهُودِيِّ. فَبَعَثَ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فِي
طَلَبِهِ، فَلَمَّا جَاءَ قَالَ: يَا عُمَرُ ضَعْ سَيْفَكَ،
قَالَ: صَدَقْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَشْهَدُ أَنَّكَ
أُرْسِلْتَ بِالْحَقِّ، قَالَ: فإن ربك عز وجل يَقُولُ: قُلْ
لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لَا يَرْجُونَ
أَيَّامَ اللَّهِ قَالَ: لَا جَرَمَ وَالَّذِي بَعَثَكَ
بِالْحَقِّ لَا يُرَى الْغَضَبُ فِي وَجْهِي.
(1/394)
سُورَةُ الْأَحْقَافِ
[382] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا
بِكُمْ ... الْآيَةَ [9] .
«744» - قَالَ الْكَلْبِيُّ عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ:
لَمَّا اشْتَدَّ البلاء بأصحاب النبي صلى اللَّه عليه وسلم،
رَأَى فِي الْمَنَامِ أَنَّهُ يُهَاجِرُ إِلَى أَرْضٍ ذَاتِ
نَخْلٍ وَشَجَرٍ وَمَاءٍ، فَقَصَّهَا عَلَى أَصْحَابِهِ
فَاسْتَبْشَرُوا بِذَلِكَ، وَرَأَوْا فِيهَا فَرَجًا مِمَّا
هُمْ فِيهِ مِنْ أَذَى الْمُشْرِكِينَ. ثُمَّ إِنَّهُمْ
مَكَثُوا بُرْهَةً لَا يَرَوْنَ ذَلِكَ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ
اللَّه متى تهاجر إِلَى الأرض التي رأيتها؟ فَسَكَتَ رسول
اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم وأنزل اللَّهِ تَعَالَى: وَمَا
أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ يَعْنِي لَا أَدْرِي
أَخْرُجُ إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي رَأَيْتُهُ في منامي أولا؟
ثُمَّ قَالَ: إِنَّمَا هُوَ شَيْءٌ رَأَيْتُهُ فِي مَنَامِي،
وما أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ.
[383] قَوْلُهُ تَعَالَى: حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ
وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً.. الْآيَةَ [15] .
«745» - قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فِي رِوَايَةِ عَطَاءٍ:
أُنْزِلَتْ فِي أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ، وَذَلِكَ أَنَّهُ صَحِبَ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه
وسلم وَهُوَ ابْنُ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ سَنَةً، ورسول
__________
(744) الكلبي لم يسمع أبا صالح وأبا صالح لم يسمع ابن عباس.
(745) بدون إسناد، وعزاه في الدر (6/ 41) لابن مردويه.
(1/395)
اللَّه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
ابْنُ عِشْرِينَ سَنَةً، وَهُمْ يُرِيدُونَ الشَّامَ فِي
التِّجَارَةِ، فَنَزَلُوا مَنْزِلًا فِيهِ سِدْرَةٌ، فَقَعَدَ
رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فِي ظِلِّهَا، وَمَضَى أَبُو
بَكْرٍ إِلَى رَاهِبٍ هُنَاكَ يَسْأَلُهُ عَنِ الدِّينِ،
فَقَالَ لَهُ: مَنِ الرَّجُلُ الَّذِي فِي ظِلِّ السِّدْرَةِ؟
فَقَالَ: ذَاكَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ
الْمُطَّلِبِ، قَالَ: هَذَا وَاللَّهِ نَبِيٌّ، وَمَا
اسْتَظَلَّ تَحْتَهَا أَحَدٌ بَعْدَ عِيسَى ابن مَرْيَمَ
إِلَّا مُحَمَّدٌ نَبِيُّ اللَّهِ. فَوَقَعَ فِي قَلْبِ أَبِي
بَكْرٍ الْيَقِينُ وَالتَّصْدِيقُ، فَكَانَ لَا يُفَارِقُ رسول
اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فِي أَسْفَارِهِ وحضوره، فلما
نُبِّىءَ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم- وَهُوَ ابْنُ
أَرْبَعِينَ سَنَةً، وَأَبُو بَكْرٍ ابْنُ ثَمَانٍ
وَثَلَاثِينَ سَنَةً- أَسْلَمَ وَصَدَّقَ رسول اللَّه صلى
اللَّه عليه وسلم، فَلَمَّا بَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ:
رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي
أَنْعَمْتَ عَلَيَّ ... الْآيَةَ.
(1/396)
سُورَةُ الْفَتْحِ
[384] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
«746» - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمُزَكِّي،
حَدَّثَنَا وَالِدِي، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ
الثقفي، حدَّثنا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي شُعَيْبٍ
الْحَرَّانِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ،
عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ وَمَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ،
قَالَا:
نَزَلَتْ سُورَةُ الْفَتْحِ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ فِي
شَأْنِ الْحُدَيْبِيَةِ، مِنْ أَوَّلِهَا إِلَى آخِرِهَا.
[385] قَوْلُهُ تَعَالَى: إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا
مُبِينًا.. الْآيَةَ. [1] .
«747» - أَخْبَرَنَا مَنْصُورُ بْنُ أَبِي مَنْصُورٍ
السَّامَانِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
مُحَمَّدٍ الْفَامِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ، قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْأَشْعَثِ،
__________
(746) في إسناده محمد بن إسحاق وهو ثقة مدلس وقد عنعنه.
وله شاهد عند الترمذي في التفسير (3263) من حديث أنس قال: نزلت
على النبي صلى اللَّه عليه وسلم لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ....
مرجعه من الحديبية وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وفيه عن
مجمع بن جارية
(747) أخرجه مسلم في الجهاد والسير (97 م/ 1786) ص 1413.
(1/397)
قَالَ: أخبرنا الْمُعْتَمِرُ بْنُ
سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ عَنْ قَتَادَةَ،
عَنْ أَنَسٍ، قَالَ:
لَمَّا رَجَعْنَا مِنْ غَزْوَةِ الْحُدَيْبِيَةِ وَقَدْ حِيلَ
بَيْنَنَا وَبَيْنَ نُسُكِنَا، فَنَحْنُ بَيْنَ الْحُزْنِ
وَالْكَآبَةِ- أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِنَّا
فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا فَقَالَ رسول اللَّه صلى
اللَّه عليه وسلم: لَقَدْ أُنْزِلَتْ عَلَيَّ آيَةٌ هِيَ
أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا كُلِّهَا.
«748» - وَقَالَ عَطَاءٌ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: إِنَّ
الْيَهُودَ شتموا النبي صلى اللَّه عليه وسلم وَالْمُسْلِمِينَ
لَمَّا نزل قوله تعالى: وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا
بِكُمْ وَقَالُوا: كَيْفَ نَتَّبِعُ رَجُلًا لَا يَدْرِي مَا
يُفْعَلُ بِهِ؟ فَاشْتَدَّ ذَلِكَ على النبي صلى اللَّه عليه
وسلم. فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ
فَتْحًا مُبِينًا لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ
ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ.
[386] قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ
وَالْمُؤْمِناتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا
الْأَنْهارُ.. الْآيَةَ. [5] .
«749» - أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بن محمد المقري قَالَ: حَدَّثَنَا
أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَدِينِيُّ، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّقَطِيُّ،
قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا
هَمَّامٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ، قَالَ:
لَمَّا نَزَلَتْ: إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا
لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا
تَأَخَّرَ.
قَالَ أَصْحَابُ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: هَنِيئًا
لَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَعْطَاكَ اللَّهُ، فَمَا لَنَا؟
فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ
وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا
الْأَنْهَارُ ...
الْآيَةَ.
«750» - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
الْفَقِيهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ بْنُ أَبِي
__________
(748) بدون إسناد. [.....]
(749) أخرجه مسلم في الجهاد والسير (97 م/ 1786) ص 1413.
(750) أخرجه مسلم في الجهاد والسير (97/ 1786) ص 1413.
وعزاه في الدر (6/ 71) لعبد الرزاق وابن أبي شيبة وعبد بن حميد
وابن جرير وابن مردويه وأبي نعيم في المعرفة.
(1/398)
حَفْصٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ
عَلِيٍّ الْمَوْصِلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ
بْنُ عُمَرَ، قَالَ:
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ
عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أنس، قال:
أنزلت هَذِهِ الْآيَةُ على النبي صلى اللَّه عليه وسلم: إِنَّا
فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِيناً عند مرجعه مِنَ
الْحُدَيْبِيَةِ. نَزَلَتْ وَأَصْحَابُهُ مُخَالِطُونَ
الْحُزْنَ، وَقَدْ حِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ نُسُكِهِمْ،
وَنَحَرُوا الْهَدْيَ بِالْحُدَيْبِيَةِ. فَلَمَّا أُنْزِلَتْ
هَذِهِ الْآيَةُ قَالَ لِأَصْحَابِهِ: لَقَدْ أُنْزِلَتْ
عَلَيَّ آيَةٌ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا جَمِيعِهَا. فَلَمَّا
تلاها النبي صلى اللَّه عليه وسلم قَالَ رَجُلٌ مِنَ
الْقَوْمِ: هَنِيئًا مَرِيئًا يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ
بَيَّنَ اللَّهُ [لَنَا] مَا يَفْعَلُ بِكَ، فَمَاذَا يَفْعَلُ
بِنَا؟ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ
وَالْمُؤْمِناتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي ... الآية.
[387] قوله عز وجل: وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ
عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ ... الْآيَةَ.
[24] .
«751» - أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ
الْفَارِسِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ
عَمْرَوَيْهِ قال: حدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ،
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمٌ، قَالَ:
حَدَّثَنِي عَمْرٌو النَّاقِدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ
بْنُ هارون، قال: حدَّثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ
ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ:
أَنَّ ثَمَانِينَ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ هَبَطُوا عَلَى
رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم مِنْ جَبَلِ التَّنْعِيمِ
مُتَسَلِّحِينَ يُرِيدُونَ غِرَّة النبي صلى اللَّه عليه وسلم
وَأَصْحَابِهِ، فَأَخَذَهُمْ أسراء، فاستحياهم وأنزل اللَّهُ
تَعَالَى: وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ
وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ
أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ.
__________
(751) أخرجه مسلم في الجهاد والسير (133/ 1808) ص 1442.
وأبو داود في الجهاد (2688) والترمذي في التفسير (3264) وقال:
هذا حديث حسن صحيح.
وأخرجه النسائي في التفسير (530) .
وأحمد في مسنده (3/ 120، 124، 290) ، وابن جرير (26/ 59) ،
وزاد السيوطي نسبته في الدر (6/ 75) لابن أبي شيبة وعبد بن
حميد وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي في الدلائل.
(1/399)
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُغَفَّلٍ
الْمُزَنِيُّ: كُنَّا مَعَ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم
بِالْحُدَيْبِيَةِ فِي أَصْلِ الشَّجَرَةِ الَّتِي قال اللَّه
تعالى في القرآن، فبينا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ خَرَجَ عَلَيْنَا
ثَلَاثُونَ شَابًّا عَلَيْهِمُ السِّلَاحُ، فَثَارُوا فِي
وُجُوهِنَا، فَدَعَا عليهم النبي صلى اللَّه عليه وسلم،
فَأَخَذَ اللَّهُ تَعَالَى بِأَبْصَارِهِمْ وَقُمْنَا
إِلَيْهِمْ، فَأَخَذْنَاهُمْ، فَقَالَ لَهُمْ رسول اللَّه صلى
اللَّه عليه وسلم: هَلْ جِئْتُمْ فِي عَهْدِ أَحَدٍ؟ وَهَلْ
جَعَلَ لَكُمْ أَحَدٌ أَمَانًا؟ فَقَالُوا: اللَّهُمَّ لَا،
فَخَلَّى سَبِيلَهُمْ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: وَهُوَ
الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ
عَنْهُمْ.. الْآيَةَ.
__________
(7511 م) ذكره المصنف بدون إسناد، وقد أخرجه النسائي في
التفسير (531) وأخرجه أحمد في مسنده (4/ 87) .
وأخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 460- 461) وصححه وأقره الذهبي.
وأخرجه ابن جرير (26/ 58- 59) وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد
(6/ 145) وقال: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
(1/400)
|