الإتقان في علوم القرآن النَّوْعُ الْحَادِي وَالثَّلَاثُونَ: فِي
الْإِدْغَامِ وَالْإِظْهَارِ وَالْإِخْفَاءِ وَالْإِقْلَابِ
أَفْرَدَ ذَلِكَ بِالتَّصْنِيفِ جَمَاعَةٌ مِنَ الْقُرَّاءِ.
الْإِدْغَامُ: هُوَ اللَّفْظُ بِحَرْفَيْنِ حَرْفًا
كَالثَّانِي مُشَدَّدًا. وَيَنْقَسِمُ إِلَى كَبِيرٍ
وَصَغِيرٍ:
الإدغام الكبير
فَالْكَبِيرُ مَا كَانَ أَوَّلُ الْحَرْفَيْنِ فيه متحركا
سَوَاءٌ كَانَا مِثْلَيْنِ أَمْ جِنْسَيْنِ أَمْ
مُتَقَارِبَيْنِ وَسُمِّيَ كَبِيرًا لِكَثْرَةِ وُقُوعِهِ إِذِ
الْحَرَكَةُ أَكْثَرُ مِنَ السُّكُونِ، وَقِيلَ: لِتَأْثِيرِهِ
فِي إِسْكَانِ الْمُتَحَرِّكِ قَبْلَ إِدْغَامِهِ وَقِيلَ:
لِمَا فِيهِ مِنَ الصُّعُوبَةِ وَقِيلَ: لِشُمُولِهِ نَوْعَيْ
الْمِثْلَيْنِ وَالْجِنْسَيْنِ وَالْمُتَقَارِبَيْنِ
وَالْمَشْهُورُ بِنِسْبَتِهِ إِلَيْهِ مِنَ الْأَئِمَّةِ
الْعَشْرَةِ هُوَ أَبُو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ وَوَرْدَ عَنْ
جَمَاعَةٍ خَارِجَ الْعَشْرَةِ كَالْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ
وَالْأَعْمَشِ وَابْنِ مُحَيْصِنٍ وغَيْرِهِمْ.
وَوَجْهُهُ: طَلَبُ التَّخْفِيفِ وَكَثِيرٌ مِنَ
الْمُصَنِّفِينَ فِي الْقِرَاءَاتِ لَمْ يَذْكُرُوهُ
الْبَتَّةَ كَأَبِي عُبَيْدٍ فِي كِتَابِهِ وَابْنِ مُجَاهِدٍ
فِي مُسَبَّعَتِهِ وَمَكِّيٍّ فِي
(1/323)
تَبْصِرَتِهِ وَالطَّلَمَنْكِيِّ فِي
رَوْضَتِهِ وَابْنِ سُفْيَانٍ فِي هَادِيهِ وَابْنِ شُرَيْحٍ
فِي كَافِيهِ وَالْمَهْدَوِيِّ فِي هِدَايَتِهِ وَغَيْرِهِمْ.
قَالَ فِي تَقْرِيبِ النَّشْرِ: وَنَعْنِي
بِالْمُتَمَاثِلَيْنِ مَا اتَّفَقَا مَخْرَجًا وَصِفَةً
وَالْمُتَجَانِسَيْنِ مَا اتَّفَقَا مخرجا واختلفا صفة
وبالمتقاربين مَا تَقَارَبَا مَخْرَجًا أَوْ صِفَةً فَأَمَّا
الْمُدْغَمُ مِنَ الْمُتَمَاثِلَيْنِ فَوَقَعَ فِي سَبْعَةَ
عَشَرَ حَرْفًا وَهِيَ الْبَاءُ وَالتَّاءُ وَالثَّاءُ
وَالْحَاءُ وَالرَّاءُ وَالسِّينُ وَالْعَيْنُ وَالْغَيْنُ
وَالْفَاءُ وَالْقَافُ وَالْكَافُ وَاللَّامُ وَالْمِيمُ
وَالنُّونُ وَالْوَاوُ وَالْهَاءُ وَالْيَاءُ نَحْوُ:
{الْكِتَابَ بِالْحَقِّ} {الْمَوْتِ تَحْبِسُونَهُمَا} {حَيْثُ
ثَقِفْتُمُوهُمْ} {النِّكَاحِ حَتَّى} {شَهْرُ رَمَضَانَ ا}
{النَّاسَ سُكَارَى} {يَشْفَعُ عِنْدَهُ} {يَبْتَغِ غَيْرَ
الْأِسْلامِ} {اخْتَلَفَ فِيهِ} {أَفَاقَ قَالَ} {إِنَّكِ
كُنْتِ} {لا قِبَلَ لَهُمْ} {الرَّحِيمِ مَالِكِ} {وَنَحْنُ
نُسَبِّحُ} {هُوَ وَلِيُّهُمُ} {فِيهِ هُدىً} {يَأْتِيَ
يَوْمٌ} .
وَشَرْطُهُ أَنْ يَلْتَقِيَ الْمِثْلَانِ خَطًّا فَلَا
يُدْغَمُ فِي نَحْوِ: {أَنَا نَذِيرٌ} من أجل وجود الألف وأن
يكونا مِنْ كَلِمَتَيْنِ فَإِنِ الْتَقَيَا مِنْ
(1/324)
كَلِمَةٍ فَلَا يُدْغَمُ إِلَّا فِي
حَرْفَيْنِ نَحْوُ: {مَنَاسِكَكُمْ} فِي الْبَقَرَةِ وَ: {مَا
سَلَكَكُمْ} فِي الْمُدَّثِّرِ وألا يكون الأول تاء ضمير
المتكلم أَوْ خِطَابًا فَلَا يُدْغَمُ نَحْوَ: {كُنْتُ
تُرَاباً} {أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ} وَلَا مُشَدَّدًا فَلَا
يُدْغَمُ نَحْوُ: {مَسَّ سَقَرَ} {رَبِّ بِمَا} وَلَا
مُنَوَّنًا فَلَا يُدْغَمُ نَحْوُ: {غَفُورٌ رَحِيمٌ} {سَمِيعٌ
عَلِيمٌ}
وَأَمَّا الْمُدْغَمُ مِنَ الْمُتَجَانِسَيْنِ
وَالْمُتَقَارِبَيْنِ فَهُوَ سِتَّةَ عَشَرَ حَرْفًا
يَجْمَعُهَا: رُضْ سَنَشُدُّ حُجَّتَكَ بِذُلِّ قَثْمٍ
وَشَرْطُهُ أَلَّا يَكُونَ الْأَوَّلُ مُشَدَّدًا نَحْوَ:
{أَشَدَّ ذِكْراً} وَلَا مُنَوَّنًا نَحْوَ: {فِي ظُلُمَاتٍ
ثَلاثٍ} وَلَا تَاءَ ضَمِيرٍ نَحْوَ: {خَلَقْتَ طِيناً}
فَالْبَاءُ تُدْغَمُ فِي الْمِيمِ فِي: {يُعَذِّبُ مَنْ
يَشَاءُ} فَقَطْ
وَالتَّاءُ فِي عَشَرَةِ أَحْرُفٍ الثَّاءِ: {بِالْبَيِّنَاتِ
ثُمَّ} والجيم: {الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ} والذال:
{السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ} والزاي: {الْجَنَّةَ} {زُمَراً}
والسين: {الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ} وَلَمْ يُدْغَمْ:
{وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً} لِلْجَزْمِ مَعَ خِفَّةِ الْفَتْحَةِ
وَالشِّينِ: {بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ} والصاد:
{وَالْمَلائِكَةُ صَفّاً} والضاد: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً}
وَالطَّاءِ: {وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ} والظاء:
{الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي} .
وَالثَّاءُ فِي خَمْسَةِ أَحْرُفٍ التَّاءِ: {حَيْثُ
تُؤْمَرُونَ} والذال: {وَالْحَرْثِ ذَلِكَ} والسين: {وَوَرِثَ
سُلَيْمَانُ} والشين: {حَيْثُ شِئْتُمَا} والضاد: {حَدِيثُ
ضَيْفِ} .
وَالْجِيمُ فِي حَرْفَيْنِ الشِّينِ: {أَخْرَجَ شَطْأَهُ}
والتاء: {ذِي الْمَعَارِجِ تَعْرُجُ} وَالْحَاءُ فِي الْعَيْنِ
فِي: {زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ} فَقَطْ.
وَالدَّالُ فِي عَشَرَةِ أَحْرُفٍ التَّاءِ الْمَسَاجِدِ تلك:
{بَعْدَ تَوْكِيدِهَا} ،
(1/325)
والثاء: {يُرِيدُ ثَوَابَ} والجيم:
{دَاوُدُ جَالُوتَ} والذال: {وَالْقَلائِدَ ذَلِكَ} والزاي:
{يَكَادُ زَيْتُهَا} والسين: {الأَصْفَادِ سَرَابِيلُهُمْ}
والشين: {وَشَهِدَ شَاهِدٌ} والصاد: {نَفْقِدُ صُوَاعَ}
والضاد: {مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ} والظاء: {يُرِيدُ ظُلْماً}
وَلَا تُدْغَمُ مَفْتُوحَةً بَعْدَ سَاكِنٍ إِلَّا فِي
التَّاءِ لِقُوَّةِ التَّجَانُسِ
وَالذَّالُ فِي السِّينِ فِي قَوْلِهِ: {فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ}
وَالصَّادِ فِي قَوْلِهِ مَا اتَّخَذَ صاحبة.
وَالرَّاءُ فِي اللَّامِ نَحْوُ: {هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ}
المصير: {لا يُكَلِّفُ} والنهار لآيات فَإِنْ فُتِحَتْ
وَسَكَنَ مَا قَبْلَهَا لَمْ تُدْغَمْ نَحْوُ: {وَالْحَمِيرَ
لِتَرْكَبُوهَا} وَالسِّينُ فِي الزَّايِ فِي قَوْلِهِ:
{وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ} وَالشِّينِ فِي قَوْلِهِ:
{الرَّأْسُ شَيْباً} .
وَالشِّينُ فِي السِّينِ فِي: {ذِي الْعَرْشِ سَبِيلاً} فَقَطْ
وَالضَّادُ فِي: {لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ} فَقَطْ.
وَالْقَافُ فِي الْكَافِ إِذَا مَا تَحَرَّكَ مَا قَبْلَهَا
نَحْوُ: {يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ} وكذا إذا كانت معها في
كَلِمَةٌ وَاحِدَةٌ وَبَعْدَهَا مِيمٌ نَحْوُ: {خَلَقَكُمْ} .
وَالْكَافُ فِي الْقَافِ إِذَا تَحَرَّكَ مَا قَبْلَهَا
نَحْوُ: {وَنُقَدِّسُ لَكَ} قال إلا إِنْ سَكَنَ نَحْوُ:
{وَتَرَكُوكَ قَائِماً} .
وَاللَّامُ فِي الرَّاءِ إِذَا تَحَرَّكَ مَا قَبْلَهَا
نَحْوُ: {رُسُلُ رَبِّكَ} أَوْ سَكَنَ وَهِيَ مَضْمُومَةٌ أَوْ
مَكْسُورَةٌ نَحْوُ: {لَقَوْلُ رَسُولٍ} {إِلَى سَبِيلِ
رَبِّكَ} إلا إِنْ فُتِحَتْ نَحْوُ: {فَيَقُولَ رَبِّ} إِلَّا
لَامَ قَالَ فَإِنَّهَا تُدْغَمُ حَيْثُ وَقَعَتْ نَحْوَ:
{قَالَ رَبِّ} {قَالَ رَجُلانِ} .
(1/326)
وَالْمِيمُ تُسْكَنُ عِنْدَ الْبَاءِ إِذَا
تَحَرَّكَ مَا قَبْلَهَا فَتَخْفَى بِغُنَّةٍ نحو: {أَعْلَمَ
بِالشَّاكِرِينَ} {يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ} {مَرْيَمَ بُهْتَاناً}
وَهَذَا نَوْعٌ مِنَ الْإِخْفَاءِ الْمَذْكُورِ فِي
التَّرْجَمَةِ وَذِكْرُ ابْنِ الْجَزَرِيِّ لَهُ فِي أَنْوَاعِ
الْإِدْغَامِ تَبِعَ فِيهِ بَعْضَ الْمُتَقَدِّمِينَ وَقَدْ
قَالَ هُوَ فِي النَّشْرِ إِنَّهُ غَيْرُ صَوَابٍ فَإِنْ
سَكَنَ مَا قَبْلَهَا أظهرت نحو: {إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ} .
وَالنُّونُ تُدْغَمُ إِذَا تَحَرَّكَ مَا قَبْلَهَا فِي
الرَّاءِ وَفِي اللَّامِ نحو: {تَأَذَّنَ رَبُّكَ} {لَنْ
نُؤْمِنَ لَكَ} فَإِنْ سَكَنَ أُظْهِرَتْ عِنْدَهُمَا نَحْوُ:
{يَخَافُونَ رَبَّهُمْ} {أَنْ تَكُونَ لَهُمْ} إِلَّا نُونَ
نَحْنُ فَإِنَّهَا تُدْغَمُ نحو: {نَحْنُ لَهُ} {وَمَا نَحْنُ
لَكَ} لكثرة دورها وَتَكْرَارِ النُّونِ فِيهَا وَلُزُومِ
حَرَكَتِهَا وَثِقْلِهَا.
تَنْبِيهَانِ
الْأَوَّلُ: وَافَقَ أَبُو عَمْرٍو حَمْزَةَ وَيَعْقُوبَ فِي
أَحْرُفٍ مَخْصُوصَةٍ اسْتَوْعَبَهَا ابْنُ الْجَزَرِيِّ فِي
كِتَابَيْهِ النشر والتقريب.
الثَّانِي: أَجْمَعَ الْأَئِمَّةُ الْعَشَرَةُ عَلَى إدغام:
{مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ} وَاخْتَلَفُوا فِي
اللَّفْظِ بِهِ فَقَرَأَ أَبُو جَعْفَرٍ بِإِدْغَامِهِ مَحْضًا
بِلَا إِشَارَةٍ وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْإِشَارَةِ رَوْمًا
وَإِشْمَامًا.
(1/327)
ضَابِطٌ
قَالَ ابْنُ الْجَزَرِيِّ: جَمِيعُ مَا أَدْغَمَهُ أَبُو
عَمْرٍو مِنَ الْمِثْلَيْنِ وَالْمُتَقَارِبَيْنِ إِذَا وَصَلَ
السُّورَةَ بِالسُّورَةِ أَلْفُ حَرْفٍ وَثَلَاثُمِائَةٍ
وَأَرْبَعَةُ أَحْرُفٍ لِدُخُولِ آخِرِ " الْقَدْرِ " بِـ"
لَمْ يَكُنْ "وَإِذَا بَسْمَلَ وَوَصْلَ آخِرَ السُّورَةِ
بِالْبَسْمَلَةِ أَلْفٌ وَثَلَاثُمِائَةٍ وَخَمْسَةٌ لِدُخُولِ
آخِرِ " الرَّعْدِ " بِأَوَّلِ " إِبْرَاهِيمَ " وَآخِرِ "
إِبْرَاهِيمَ " بِأَوَّلِ " الْحِجْرِ " وَإِذَا فَصَلَ
بِالسَّكْتِ وَلَمْ يُبَسْمِلْ ألف وثلاثمائة وثلاثة.
الإدغام الصغير
وَأَمَّا الْإِدْغَامُ الصَّغِيرُ: فَهُوَ مَا كَانَ الْحَرْفُ
الْأَوَّلُ فِيهِ سَاكِنًا وَهُوَ وَاجِبٌ وَمُمْتَنِعٌ
وَجَائِزٌ وَالَّذِي جَرَتْ عَادَةُ الْقُرَّاءُ بِذِكْرِهِ
فِي كُتُبِ الْخِلَافِ هُوَ الْجَائِزُ لِأَنَّهُ الَّذِي
اخْتَلَفَ الْقُرَّاءُ فِيهِ، وَهُوَ قِسْمَانِ:
الْأَوَّلُ: إِدْغَامُ حَرْفٍ مِنْ كَلِمَةٍ فِي حُرُوفٍ
مُتَعَدِّدَةٍ مِنْ كَلِمَاتٍ مُتَفَرِّقَةٍ وَتَنْحَصِرُ فِي
إِذْ وَقَدْ وَتَاءِ التَّأْنِيثِ وَهَلْ وَبَلْ.
فإذ اخْتُلِفَ فِي إِدْغَامِهَا وَإِظْهَارِهَا عِنْدَ سِتَّةِ
أَحْرُفٍ التَّاءِ: {إِذْ تَبَرَّأَ} والجيم: {إِذْ جَعَلَ}
والدال: {إِذْ دَخَلْتَ} والزاي: {وَإِذْ زَاغَتِ} والسين:
{إِذْ سَمِعْتُمُوهُ} والصاد: {وَإِذْ صَرَفْنَا} .
وقد اخْتُلِفَ فِيهَا عِنْدَ ثَمَانِيَةِ أَحْرُفٍ الْجِيمِ:
{وَلَقَدْ جَاءَكُمْ} والذال: {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا} والزاي:
{وَلَقَدْ زَيَّنَّا} والسين: {قَدْ سَأَلَهَا} ،
(1/328)
والشين: {قَدْ شَغَفَهَا} والصاد:
{وَلَقَدْ صَرَّفْنَا} والضاد: {قَدْ ضَلُّوا} والظاء: {فَقَدْ
ظَلَمَ} .
وَتَاءِ التَّأْنِيثِ اخْتُلِفَ فِيهَا عِنْدَ سِتَّةِ
أَحْرُفٍ الثَّاءِ: {بَعِدَتْ ثَمُودُ} والجيم: {نَضِجَتْ
جُلُودُهُمْ} والزاي: {خَبَتْ زِدْنَاهُمْ} والسين:
{أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ} والصاد: {لَهُدِّمَتْ
صَوَامِعُ} والظاء: {كَانَتْ ظَالِمَةً} .
ولام هل وبل اخْتُلِفَ فِيهَا عِنْدَ ثَمَانِيَةِ أَحْرُفٍ
تَخْتَصُّ بَلْ مِنْهَا بِخَمْسَةٍ الزَّايِ: {بَلْ زُيِّنَ}
والسين: {بَلْ سَوَّلَتْ} والضاد: {بَلْ ضَلُّوا} والطاء:
{بَلْ طَبَعَ} والظاء: {بَلْ ظَنَنْتُمْ} .
وَتَخْتَصُّ هَلْ بِالثَّاءِ: {هَلْ ثُوِّبَ} وَيَشْتَرِكَانِ
فِي التَّاءِ وَالنُّونِ: {هَلْ تَنْقِمُونَ} {بَلْ
تَأْتِيهِمْ} {هَلْ نَحْنُ} {بَلْ نَتَّبِعُ}
الْقِسْمُ الثَّانِي: إِدْغَامُ حُرُوفٍ قَرُبَتْ مَخَارِجُهَا
وَهِيَ سَبْعَةَ عَشَرَ حَرْفًا اخْتُلِفَ فِيهَا:
أَحَدُهَا: الْبَاءُ عِنْدَ الْفَاءِ فِي: {أَوْ يَغْلِبْ
فَسَوْفَ} {وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ} {اذْهَبْ فَمَنْ}
{فَاذْهَبْ فَإِنَّ} {وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ}
الثاني:: {يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ} فِي الْبَقَرَةِ.
الثَّالِثُ: {ارْكَبْ مَعَنَا} فِي هُودٍ.
الرَّابِعُ: {نَخْسِفْ بِهِمُ} فِي سَبَأٍ.
الْخَامِسُ: الرَّاءُ السَّاكِنَةُ عِنْدَ اللَّامِ نَحْوُ:
{يَغْفِرْ لَكُمْ} {وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ} .
السَّادِسُ: اللَّامُ السَّاكِنَةُ فِي الذَّالِ: {مَنْ
يَفْعَلُ ذَلِكَ} حَيْثُ وَقَعَ.
(1/329)
السَّابِعُ: الثَّاءُ فِي الذَّالِ فِي:
{يَلْهَثْ ذَلِكَ} .
الثَّامِنُ: الدَّالُ فِي الثَّاءِ: {وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ}
حَيْثُ وَقَعَ.
التَّاسِعُ: الذَّالُ فِي التَّاءِ مِنِ: {اتَّخَذْتُمُ} وَمَا
جَاءَ مِنْ لَفْظِهِ.
الْعَاشِرُ: الذَّالُ فِيهَا مِنْ: {فَنَبَذْتُهَا} فِي طه.
الْحَادِي عَشَرَ: الذَّالُ فِيهَا أَيْضًا فِي: {عُذْتُ
بِرَبِّي} فِي غَافِرٍ والدخان.
الثَّانِي عَشَرَ: الثَّاءُ مِنْ: {لَبِثْتُمْ} و: {لَبِثْتَ}
كَيْفَ جَاءَا.
الثَّالِثَ عَشَرَ: الثَّاءُ في: {أُورِثْتُمُوهَا} في الأعراف
والزخرف.
الرَّابِعَ عَشَرَ: الدَّالُ فِي الذَّالِ فِي: {كهيعص ذِكْرُ}
.
الْخَامِسَ عَشَرَ: النُّونُ فِي الْوَاوِ مِنْ: {يس
وَالْقُرْآنِ} .
السَّادِسَ عَشَرَ: النُّونُ فِيهَا مِنْ: {نْ وَالْقَلَمِ} .
السَّابِعَ عَشَرَ: النُّونُ عِنْدَ الْمِيمِ مِنْ: {طسم} أول
الشعراء والقصص.
قَاعِدَةٌ
كُلُّ حَرْفَيْنِ الْتَقَيَا أَوَّلُهُمَا سَاكِنٌ وَكَانَا
مِثْلَيْنِ أَوْ جِنْسَيْنِ وَجَبَ إِدْغَامُ الْأَوَّلِ
مِنْهُمَا لُغَةً وَقِرَاءَةً.
فَالْمِثْلَانِ نَحْوُ: {اضْرِبْ بِعَصَاكَ} {رَبِحَتْ
تِجَارَتُهُمْ} {وَقَدْ دَخَلُوا} {اذْهَبْ بِكِتَابِي}
{وَقُلْ لَهُمْ} {وَهُمْ مِنْ} {عَنْ نَفْسٍ} {يُدْرِكْكُمُ}
{يُوَجِّهْهُ} .
والجنسان نحو: {قَالَتْ طَائِفَةٌ} وقد تبين: {إِذْ
ظَلَمْتُمْ} {بَلْ رَانَ} {هَلْ رَأَيْتُمْ} {قُلْ رَبِّ} مَا
لَمْ يَكُنْ أَوَّلُ الْمِثْلَيْنِ حَرْفُ مَدٍّ
(1/330)
نحو: {قَالُوا وَهُمْ} {الَّذِي
يُوَسْوِسُ} أَوْ أَوَّلُ الْجِنْسَيْنِ حَرْفُ حَلْقٍ نَحْوُ:
{فَاصْفَحْ عَنْهُمْ} .
فَائِدَةٌ
كَرِهَ قَوْمٌ الْإِدْغَامَ فِي الْقُرْآنِ وَعَنْ حَمْزَةَ
أَنَّهُ كَرِهَهُ فِي الصَّلَاةِ فَتَحَصَّلْنَا عَلَى
ثَلَاثَةِ أقوال.
تَذْنِيبٌ
يَلْحَقُ بِالْقِسْمَيْنِ السَّابِقَيْنِ قِسْمٌ آخَرَ
اخْتُلِفَ فِي بَعْضِهِ وَهُوَ أَحْكَامُ النُّونِ
السَّاكِنَةِ وَالتَّنْوِينِ وَلَهُمَا أَحْكَامٌ أَرْبَعَةٌ:
إِظْهَارٌ وَإِدْغَامٌ وَإِقْلَابٌ وَإِخْفَاءٌ.
فَالْإِظْهَارُ لِجَمِيعِ الْقُرَّاءِ عِنْدَ سِتَّةِ أَحْرُفٍ
وَهِيَ حُرُوفُ الْحَلْقِ: الْهَمْزَةُ وَالْهَاءُ وَالْعَيْنُ
وَالْحَاءُ وَالْغَيْنُ والخاء نحو: {يَنْأَوْنَ} {مَنْ آمَنَ}
{فَانْهَارَ} {مِنْ هَادٍ} {جُرُفٍ هَارٍ} {أَنْعَمْتَ} {مِنْ
عَمَلِ} {عَذَابٌ عَظِيمٌ} {وَانْحَرْ} {مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ}
{فَسَيُنْغِضُونَ} {مِنْ غِلٍّ} {إِلَهٍ غَيْرُهُ}
{وَالْمُنْخَنِقَةُ} {مِنْ خَيْرٍ} {قَوْمٌ خَصِمُونَ} .
وَبَعْضُهُمْ يُخْفِي عِنْدَ الْخَاءِ وَالْغَيْنِ.
وَالْإِدْغَامُ فِي سِتَّةٍ: حَرْفَانِ بِلَا غُنَّةٍ وَهُمَا
اللَّامُ وَالرَّاءُ نَحْوُ: {فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا} {هُدىً
لِلْمُتَّقِينَ} {مِنْ رَبِّهِمْ} {ثَمَرَةٍ رِزْقاً}
وَأَرْبَعَةٌ بِغُنَّةٍ وَهِيَ النُّونُ وَالْمِيمُ وَالْيَاءُ
وَالْوَاوُ نَحْوَ: {عَنْ نَفْسٍ} {حِطَّةٌ نَغْفِرْ} {مِنْ
مَالٍ} {مَثَلاً مَا} {مِنْ وَالٍ} {وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ} {مَنْ
يَقُولُ} {وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ}
(1/331)
وَالْإِقْلَابُ عِنْدَ حَرْفٍ وَاحِدٍ
وَهُوَ الْبَاءُ نَحْوُ: {أَنْبِئْهُمْ} {مِنْ بَعْدِهِمْ}
{صُمٌّ بُكْمٌ} بِقَلْبِ النُّونِ وَالتَّنْوِينِ عِنْدَ
الْبَاءِ مِيمًا خَاصَّةً فَتُخْفَى بِغُنَّةٍ.
وَالْإِخْفَاءُ عِنْدَ بَاقِي الْحُرُوفِ وَهِيَ خَمْسَةَ
عَشَرَ التَّاءُ وَالثَّاءُ وَالْجِيمُ وَالدَّالُ وَالذَّالُ
وَالزَّايُ وَالسِّينُ وَالشِّينُ وَالصَّادُ وَالضَّادُ
وَالطَّاءُ وَالظَّاءُ وَالْفَاءُ وَالْقَافُ والكاف نحو:
{كُنْتُمْ} {مَنْ تَابَ} {جَنَّاتٍ تَجْرِي} {الْأُنْثَى} {من
ثمرة} {قَوْلاً ثَقِيلاً} {أَنْجَيْتَنَا} {إِنْ جَعَلَ}
{خَلْقاً جَدِيداً} {أَنْدَاداً} {أَنْ دَعَوْا} {وَكَأْساً
دِهَاقاً} {أَأَنْذَرْتَهُمْ} {مِنْ ذَهَبٍ} {وَكِيلاً
ذُرِّيَّةٌ} {تَنْزِيلٌ مِنَ} {مِنْ زَوَالٍ} {صَعِيداً
زَلَقاً} {الْإِنْسَانُ} {مِنْ سُوءٍ} {وَرَجُلاً سَلَماً}
{أَنْشَرَهُ} {إِنْ شَاءَ} {غَفُورٌ شَكُورٌ} {وَالأَنْصَارِ}
{أَنْ صَدُّوكُمْ} {وجمالات صفر} {مَنْضُودٍ} {مَنْ ضَلَّ}
{وَكُلّاً ضَرَبْنَا} {الْمُقَنْطَرَةِ} {مِنْ طِينٍ}
{صَعِيداً طَيِّباً} {يُنْظَرُونَ} {مِنْ ظَهِيرٍ} {ظِلاًّ
ظَلِيلاً} {فَانْفَلَقَ} {مِنْ فَضْلِهِ} {خَالِداً فِيهَا}
{انْقَلَبُوا} {مِنْ قَرَارٍ} {سَمِيعٌ قَرِيبٌ} {الْمُنْكَرِ}
{مِنْ كِتَابٍ} {كِتَابٌ كَرِيمٌ} وَالْإِخْفَاءُ حَالَةٌ
بَيْنَ الْإِدْغَامِ وَالْإِظْهَارِ وَلَا بُدَّ مِنَ
الْغُنَّةِ مَعَهُ.
(1/332)
|