البيان في عدّ آي القرآن

ذكر نَظَائِر الْمدنِي الْأَخير
وجملتهن خمس وَسِتُّونَ سُورَة أولَاهُنَّ الْأَنْفَال نظيرتها الْحَج ويوسف نظيرتها الْأَنْبِيَاء الرَّعْد نظيرتها المعارج إِبْرَاهِيم نظيرتها سبأ الْحجر نظيرتها مَرْيَم والواقعة الْفرْقَان نظيرتها الرَّحْمَن السَّجْدَة نظيرتها نوح الشورى نظيرتها والمرسلات الجاثية نظيرتها المطففون الْقِتَال نظيرتها الْقِيَامَة الْفَتْح نظيرتها كورت الحجرات نظيرتها التغابن المزمل نظيرتها والنازعات الْقَمَر نظيرتها المدثر الْحَدِيد نظيرتها الْجِنّ المجادلة نظيرتها وَاللَّيْل الْجُمُعَة نظيرتها المُنَافِقُونَ وَالضُّحَى وَالْعَادِيات الطَّلَاق نظيرتها التَّحْرِيم الْملك نظيرتها الْإِنْسَان ن نظيرتها الحاقة الانفطار نظيرتها الْأَعْلَى الْبَلَد

(1/84)


نظيرتها العلق ألم نشرح نظيرتها والتين وَلم يكن وألهاكم الْقدر نظيرتها الْفِيل وقريش وتبت والفلق إِذا زلزلت نظيرتها الْهمزَة وَالْعصر نظيرتها الْكَوْثَر والنصر أَرَأَيْت نظيرتها الْكَافِرُونَ وَالنَّاس
وَكَذَلِكَ النَّظَائِر فِي عدد أبي جَعْفَر فِي الْعدة إِلَّا أَنه زَاد التكوير وَنقص الْملك للِاخْتِلَاف الَّذِي بَينه وَبَين شيبَة

ذكر نَظَائِر الْمَكِّيّ
وجملتهن سبع وَسِتُّونَ سُورَة أولَاهُنَّ أم الْقُرْآن نظيرتها النَّاس يُوسُف نظيرتها الْأَنْبِيَاء الرَّعْد نظيرتها المعارج إِبْرَاهِيم نظيرتها سبأ الْحجر نظيرتها مَرْيَم والواقعة الْحَج نظيرتها الْفرْقَان والرحمن السَّجْدَة نظيرتها نوح فاطر نظيرتها ق والنازعات الشورى نظيرتها والمرسلات الجاثية نظيرتها التغابن الْقَمَر نظيرتها المدثر الْحَدِيد نظيرتها الْجِنّ المجادلة نظيرتها وَاللَّيْل الْجُمُعَة نظيرتها المُنَافِقُونَ وَالضُّحَى وَالْعَادِيات الطَّلَاق نظيرتها التَّحْرِيم الْملك نظيرتها الْإِنْسَان ن نظيرتها الحاقة والمزمل نظيرتها الْبَلَد والعلق الانفطار نظيرتها الْأَعْلَى ألم نشرح نظيرتها والتين وَلم يكن وألهاكم الْقدر نظيرتها أَرَأَيْت والكافرون إِذا زلزلت نظيرتها الْهمزَة وَالْعصر نظيرتها الْكَوْثَر والنصر الْفِيل نظيرتها قُرَيْش وتبت وَالْإِخْلَاص والفلق

ذكر نَظَائِر الْكُوفِي
جملتهن إِحْدَى وَسِتُّونَ سُورَة أولَاهُنَّ أم الْقُرْآن نظيرتها أَرَأَيْت الْأَنْفَال نظيرتها الزمر سُورَة وَالضُّحَى نظيرتها وَالْعَادِيات سُورَة الْفِيل نظيرتها المسد والفلق جَمِيعًا
يُوسُف نظيرتها سُبْحَانَ إِبْرَاهِيم نظيرتها ن والحاقة الْحَج نظيرتها الرَّحْمَن الْقَصَص نظيرتها ص وَالروم نظيرتها والذاريات السَّجْدَة نظيرتها الْملك وَالْفَجْر سبأ نظيرتها فصلت فاطر نظيرتها ق الْفَتْح نظيرتها الْحَدِيد وكورت الحجرات نظيرتها التغابن المجادلة نظيرتها الرّوم الْجُمُعَة نظيرتها المُنَافِقُونَ وَالضُّحَى وَالْعَادِيات وَالْقَارِعَة الطَّلَاق نظيرتها التَّحْرِيم نوح نظيرتها الْجِنّ المزمل نظيرتها الْبَلَد الْقِيَامَة نظيرتها النبأ الانفطار نظيرتها الْأَعْلَى والعلق ألم نشرح نظيرتها والتين وَلم يكن وَإِذا زلزلت وألهاكم الْقدر نظيرتها الْفِيل وتبت والفلق الْعَصْر نظيرتها الْكَوْثَر والنصر قُرَيْش

(1/85)


نظيرتها الْإِخْلَاص الْكَافِرُونَ نظيرتها النَّاس

ذكر نَظَائِر الْبَصْرِيّ
وجملتهن ثَمَان وخسمون سُورَة أولَاهُنَّ أم الْقُرْآن نظيرتها أَرَأَيْت يُوسُف نظيرتها الْكَهْف والأنبياء الرَّعْد نظيرتها فاطر وق والنازعات إِبْرَاهِيم نظيرتها الحاقة الرّوم نظيرتها والذاريات لُقْمَان نظيرتها الْأَحْقَاف السَّجْدَة نظيرتها الْفَتْح وَالْحَدِيد ونوح والتكوير وَالْفَجْر الشورى نظيرتها والمرسلات الجاثية نظيرتها المطففون الحجرات نظيرتها التغابن المجادلة البروج الْجُمُعَة نظيرتها المُنَافِقُونَ وَالطَّلَاق وَالضُّحَى وَالْعَادِيات المزمل نظيرتها الانفطار والأعلى والعلق النبأ نظيرتها عبس ألم نشرح نظيرتها والتين وَالْقَارِعَة وألهاكم الْقدر نظيرتها الْفِيل وتبت والفلق لم يكن نظيرتها إِذا زلزلت والهمزة الْعَصْر نظيرتها الْكَوْثَر والنصر قُرَيْش نظيرتها الْإِخْلَاص الْكَافِرُونَ نظيرتها النَّاس
ذكر نَظَائِر الشَّامي
وجملتهن سِتّ وَسَبْعُونَ سُورَة أولَاهُنَّ أم الْقُرْآن نظيرتها النَّاس الْمَائِدَة نظيرتها هود الْأَنْفَال نظيرتها الْفرْقَان يُونُس نظيرتها سُبْحَانَ يُوسُف نظيرتها الْأَنْبِيَاء إِبْرَاهِيم نظيرتها سبأ وَالْقَمَر والمدثر الْحجر نظيرتها الْوَاقِعَة الْقَصَص نظيرتها الزخرف الرّوم نظيرتها والذاريات لُقْمَان نظيرتها الْأَحْقَاف السَّجْدَة نظيرتها الْملك وَالْفَجْر الْأَحْزَاب نظيرتها الزمر ص نظيرتها غَافِر الشورى نظيرتها والمرسلات الجاثية نظيرتها المطففون الْقِتَال نظيرتها الْقِيَامَة الْفَتْح نظيرتها نوح وكورت الحجرات نظيرتها التغابن والعلق ق نظيرتها والنازعات الْحَدِيد نظيرتها الْجِنّ المجادلة نظيرتها البروج نظيرتها الْجُمُعَة نظيرتها الْبَلَد النبأ نظيرتها عبس الانفطار نظيرتها الْأَعْلَى ألم نشرح نظيرتها والتين وَالْقَارِعَة وألهاكم الْقدر نظيرتها أَرَأَيْت والكافرون لم يكن نظيرتها إِذا زلزلت والهمزة وَالْعصر نظيرتها الْكَوْثَر والنصر الْفِيل نظيرتها تبت وَالْإِخْلَاص والفلق

(1/86)


- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بَاب ذكر نَظَائِر السُّور فِي الْكَلم والحروف على قَول أبي مُحَمَّد عَطاء بن يسَار الْمدنِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
فَأَما السُّور اللائي يتفقن فِي عدد الْكَلم فجملتهن سبع عشرَة سُورَة أولَاهُنَّ الْحَمد نظيرتها أَرَأَيْت سُورَة والذاريات نظيرتها والنجم سُورَة الْجُمُعَة نظيرتها المُنَافِقُونَ سُورَة الْجِنّ نظيرتها المزمل سُورَة الانشقاق نظيرتها البروج سُورَة الْأَعْلَى نظيرتها العلق سُورَة وَالضُّحَى نظيرتها وَالْعَادِيات سُورَة الْفِيل نظيرتها المسد والفلق جَمِيعًا
وَأما السُّور اللائي يتفقن فِي عدد الْحُرُوف فجملتهن عشر سور أولَاهُنَّ سُورَة يُونُس نظيرتها هود سُورَة عبس نظيرتها التكوير سُورَة الانشقاق نظيرتها البروج سُورَة النَّصْر نظيرتها المسد سُورَة الفلق نظيرتها النَّاس
وَلَيْسَ فِي كتاب الله تَعَالَى سُورَة لَهَا نَظِير فِي كلمها وحروفها مَعًا إِلَّا سُورَة الانشقاق والبروج لَا غير وَمَا عدا مَا ذَكرْنَاهُ من السُّور فَلَا نَظِير لَهُ فِي الْكَلم والحروف وَبِاللَّهِ التَّوْفِيق

(1/87)


- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بَاب ذكر مَا انْفَرد العادون بعده وإسقاطه من جملَة الْمُخْتَلف فِيهِ من الْآي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بَاب ذكر مَا انْفَرد بعده الْمدنِي الأول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
وَجَمِيع ذَلِك أَربع آيَات أولَاهُنَّ فِي الْبَقَرَة ( {من الظُّلُمَات إِلَى النُّور} ) وَفِي الرّوم ( {يقسم المجرمون} ) وَفِي الطَّلَاق ( {يَا أولي الْأَلْبَاب} ) وَفِي الشَّمْس ( {فَعَقَرُوهَا} ) وَقد قيل إِن الْمَكِّيّ وَافقه على عدهَا وَفِي روايتنا عَن ابْن شَاذان أَن الْمدنِي الأول انْفَرد بعْدهَا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بَاب ذكر مَا أسقط - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
وَذَلِكَ آيتان فِي إِبْرَاهِيم ( {وفرعها فِي السَّمَاء} ) وَفِي والطارق ( {يكيدون كيدا} )

(1/88)


- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بَاب ذكر مَا عد الْمدنِي الْأَخير)
انْفَرد الْمدنِي الْأَخير بعد أَربع آيَات فِي الْكَهْف ( {مَا يعلمهُمْ إِلَّا قَلِيل} ) وَفِي طه ( {وَعدا حسنا} ) وفيهَا ( {إِلَيْهِم قولا} ) وَفِي وَالْعصر ( {وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ} ) - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بَاب ذكر مَا أسقط - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
وَذَلِكَ سِتّ آيَات فِي الْبَقَرَة ( {مَاله فِي الْآخِرَة من خلاق} ) وَهُوَ الثَّانِي وَفِي الْكَهْف ( {ذَلِك غَدا} ) وَفِي طه ( {فَكَذَلِك ألْقى السامري} ) وَفِي المزمل ( {الْولدَان شيبا} ) وَفِي المدثر ( {فِي جنَّات يتساءلون} ) وَفِي الْعَصْر ( {وَالْعصر} )
قَالَ الْحَافِظ وَلم نجد للمدنيين آيَة انفردا بعْدهَا وأسقطا آيَة وَاحِدَة وَهِي قَوْله تَعَالَى فِي الرَّحْمَن ( {خلق الْإِنْسَان} ) الأول
وَذكر أَبُو الْحسن بن شنبوذ أَن أهل الْمَدِينَة عدوا بِخِلَاف عَنْهُم فِي الْأَنْعَام ( {هُوَ الَّذِي خَلقكُم من طين} ) وَفِي الْأَعْرَاف ( {الَّذين كَانُوا يستضعفون} ) وَذَلِكَ غير صَحِيح عَنْهُم وَالَّذِي رَوَاهُ رَجَاء بن سَلمَة عَن أبي مُحرز عَن أبي عبد الرَّحْمَن أَنهم كَانُوا يعدونهما قَالَ وَلم يعدهما أَبُو عبد الرَّحْمَن

(1/89)


- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بَاب ذكر مَا عد الْمَكِّيّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
وَانْفَرَدَ الْمَكِّيّ بعد أَربع آيَات فِي الْحَج ( {هُوَ سَمَّاكُم الْمُسلمين} ) وَفِي الْوَاقِعَة ( {وَكَانُوا يَقُولُونَ} ) وَفِي الْجِنّ ( {إِنِّي لن يجيرني من الله أحد} ) وَفِي المزمل ( {إِنَّا أرسلنَا إِلَيْكُم رَسُولا} ) - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بَاب مَا أسقط - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
وَذَلِكَ أَربع آيَات أَيْضا فِي الرَّحْمَن ( {وَضعهَا للأنام} ) وَفِي الْوَاقِعَة ( {فِي سموم وحميم} ) وَفِي الْجِنّ ( {من دونه ملتحدا} ) وَفِي المزمل ( {إِلَى فِرْعَوْن رَسُولا} ) على خلاف عَنهُ

(1/90)


- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بَاب ذكر مَا عد الْكُوفِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
وَانْفَرَدَ الْكُوفِي بعد اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين آيَة أولَاهُنَّ فِي الْبَقَرَة ( {الم} ) وَفِي أول آل عمرَان ( {الم} ) وفيهَا ( {التَّوْرَاة وَالْإِنْجِيل} ) الثَّانِي وَفِي الْأَنْعَام ( {قل لست عَلَيْكُم بوكيل} ) وَفِي سُبْحَانَ ( {للأذقان سجدا} ) وَفِي مَرْيَم ( {كهيعص} ) وَفِي أول طه ( {طه} ) وفيهَا ( {من اليم مَا غشيهم} ) وفيهَا ( {إِذْ رَأَيْتهمْ ضلوا} ) وَفِي الْأَنْبِيَاء ( {مَا لَا ينفعكم شَيْئا وَلَا يضركم} ) وَفِي الْحَج ( {من فَوق رؤوسهم الْحَمِيم} ) وفيهَا ( {مَا فِي بطونهم والجلود} ) وَفِي الشُّعَرَاء ( {طسم} ) وَفِي الْقَصَص ( {طسم} ) وَفِي العنكبوت ( {الم} ) وَفِي الرّوم ( {الم} ) وَفِي لُقْمَان ( {الم} ) وَفِي السَّجْدَة ( {الم} ) وَفِي يس ( {يس} ) وَفِي ص ( {ذِي الذّكر} ) وفيهَا (وَالْحق أَقُول) على خلاف عِنْد أهل الْبَصْرَة فِي ذَلِك قد ذَكرْنَاهُ وَفِي الزمر ( {لَهُ ديني} ) وفيهَا ( {من هاد} ) وفيهَا ( {فَسَوف تعلمُونَ} ) وَفِي الْمُؤمن ( {حم} ) وَفِي السَّجْدَة ( {حم} ) وَفِي الشورى ( {حم} ) وفيهَا ( {عسق} ) وفيهَا ( {كالأعلام} ) وَفِي الزخرف ( {حم} ) وَفِي الدُّخان ( {حم} ) وفيهَا ( {إِن هَؤُلَاءِ ليقولون} ) وَفِي الجاثية ( {حم} ) وَفِي الْأَحْقَاف ( {حم} ) وَفِي والنجم ( {من الْحق شَيْئا} ) وَفِي الْحَدِيد ( {من قبله الْعَذَاب} ) وَفِي الحاقة ( {الحاقة} ) الأول وَفِي الْقِيَامَة ( {لتعجل بِهِ} ) وَفِي وَالْفَجْر ( {فِي عبَادي} ) وَفِي القارعة ( {القارعة} ) الأول

(1/91)


- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بَاب ذكر مَا أسقط - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
وَذَلِكَ ثَلَاث وَعِشْرُونَ آيَة أولَاهُنَّ فِي آل عمرَان ( {وَأنزل الْفرْقَان} ) وَفِي الْمَائِدَة ( {أَوْفوا بِالْعُقُودِ} ) وفيهَا ( {وَيَعْفُو عَن كثير} ) وَفِي الْأَنْعَام ( {كن فَيكون} ) وفيهَا ( {إِلَى صِرَاط مُسْتَقِيم} ) وَفِي الْأَنْفَال ( {كَانَ مَفْعُولا} ) الأول وَفِي الرَّعْد ( {أئنا لفي خلق جَدِيد} ) وفيهَا ( {الظُّلُمَات والنور} ) وَفِي مَرْيَم ( {لَهُ الرَّحْمَن مدا} ) وَفِي طه ( {مني هدى} ) وفيهَا ( {زهرَة الْحَيَاة الدُّنْيَا} ) وَفِي الْمُؤمنِينَ ( {وأخاه هَارُون} ) وَفِي الشُّعَرَاء ( {فلسوف تعلمُونَ} ) وَفِي النَّمْل ( {من قَوَارِير} ) وَفِي الْقَصَص ( {من النَّاس يسقون} ) وَفِي الزمر ( {فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} ) وَفِي الْمُؤمن ( {كاظمين} ) وَفِي الْقِتَال ( {الْحَرْب أَوزَارهَا} ) وَفِي الْوَاقِعَة ( {فأصحاب الميمنة} ) وفيهَا ( {وَأَصْحَاب المشأمة} ) وفيهَا ( {وَأَصْحَاب الشمَال} ) وَفِي نوح ( {وَلَا سواعا} ) وفيهَا ( {فأدخلوا نَارا} )

(1/92)


- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بَاب ذكر مَا عد الْبَصْرِيّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
وَانْفَرَدَ الْبَصْرِيّ بعد عشر آيَات أولَاهُنَّ فِي الْبَقَرَة ( {إِلَّا خَائِفين} ) وفيهَا ( {قولا مَعْرُوفا} ) وَفِي آل عمرَان ( {ورسولا إِلَى بني إِسْرَائِيل} ) وَفِي الْمَائِدَة ( {فَإِنَّكُم غالبون} ) وَفِي التَّوْبَة ( {من الْمُشْركين} ) وَفِي فاطر ( {أَن تَزُولَا} ) وَفِي الْقِتَال ( {للشاربين} ) وَفِي الْحَدِيد ( {وَآتَيْنَاهُ الْإِنْجِيل} ) وَفِي النبأ ( {عذَابا قَرِيبا} ) وَفِي لم يكن ( {مُخلصين لَهُ الدّين} ) وَحكى بعض شُيُوخنَا أَن الشاميين أَيْضا عدوا هَذِه الَّتِي فِي لم يكن وَفِي روايتنا عَن الْفضل فِي الْإِسْنَاد الْمُتَقَدّم أَن الْبَصْرِيّ انْفَرد بعْدهَا وَهُوَ الصَّحِيح

(1/93)


- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بَاب ذكر مَا أسقط - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
وَذَلِكَ ثَلَاث عشرَة آيَة أولَاهُنَّ فِي الْأَنْفَال ( {بنصره وَبِالْمُؤْمِنِينَ} ) وَفِي هود ( {فِي قوم لوط} ) وَفِي إِبْرَاهِيم ( {اللَّيْل وَالنَّهَار} ) وَفِي طه ( {نسبحك كثيرا} ) وفيهَا ( {ونذكرك كثيرا} ) وَفِي الشُّعَرَاء ( {أَيْن مَا كُنْتُم تَعْبدُونَ} ) وَفِي فاطر ( {بِخلق جَدِيد} ) وفيهَا ( {الْأَعْمَى والبصير} ) وفيهَا ( {وَلَا النُّور} ) وَفِي وَالصَّافَّات ( {وَمَا كَانُوا يعْبدُونَ} ) وَفِي ص ( {وغواص} ) وَفِي الرَّحْمَن ( {بهَا المجرمون} ) وَفِي الْوَاقِعَة ( {إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إنْشَاء} )

(1/94)


- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بَاب ذكر مَا عد الشَّامي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
وَانْفَرَدَ الشَّامي بعد ثَمَانِي عشرَة آيَة أولَاهُنَّ فِي الْبَقَرَة ( {عَذَاب أَلِيم} ) وَفِي النِّسَاء ( {عذَابا أَلِيمًا} ) وَفِي التَّوْبَة ( {يعذبكم عذَابا أَلِيمًا} ) وَفِي يُونُس ( {مُخلصين لَهُ الدّين} ) وفيهَا ( {وشفاء لما فِي الصُّدُور} ) وَفِي الرَّعْد ( {الْأَعْمَى والبصير} ) وفيهَا ( {أُولَئِكَ لَهُم سوء الْحساب} ) وَفِي إِبْرَاهِيم ( {عَمَّا يعْمل الظَّالِمُونَ} ) وَفِي طه ( {كي تقر عينهَا وَلَا تحزن} ) وفيهَا ( {فِي أهل مَدين} ) وفيهَا ( {مَعنا بني إِسْرَائِيل} ) وفيهَا ( {وَلَقَد أَوْحَينَا إِلَى مُوسَى} ) وَفِي سبأ ( {عَن يَمِين وشمال} ) وَفِي الْمُؤمن ( {يَوْم هم بارزون} ) وَفِي والنجم ( {فَأَعْرض عَن من تولى} ) وَفِي الْوَاقِعَة ( {فَروح وَرَيْحَان} ) وَفِي الطَّلَاق ( {بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر} ) وَتَابعه أَبُو جَعْفَر الْمدنِي على عد قَوْله فِي آل عمرَان ( {مقَام إِبْرَاهِيم} )

(1/95)


- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بَاب ذكر مَا أسقط - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
وَذَلِكَ إِحْدَى عشرَة آيَة أولَاهُنَّ فِي الْبَقَرَة ( {إِنَّمَا نَحن مصلحون} ) وَفِي آل عمرَان ( {وَأنزل التَّوْرَاة وَالْإِنْجِيل} ) الأولى وَفِي يُونُس ( {لنكونن من الشَّاكِرِينَ} ) وَفِي الْكَهْف ( {وزدناهم هدى} ) وَفِي الْحَج ( {وَعَاد وَثَمُود} ) وَفِي فاطر ( {من فِي الْقُبُور} ) وَفِي غَافِر ( {يَوْم التلاق} ) وَفِي والنجم ( {إِلَّا الْحَيَاة الدُّنْيَا} ) وَفِي المعارج ( {خمسين ألف سنة} ) وَفِي عبس ( {فَإِذا جَاءَت الصاخة} ) وَفِي اقْرَأ ( {أَرَأَيْت الَّذِي ينْهَى} )

(1/96)


- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بَاب ذكر مَا انْفَرد بعده أهل حمص - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
وَانْفَرَدَ الحمصيون دون سَائِر أهل الْعدَد بعد سِتّ عشرَة آيَة أولَاهُنَّ فِي التَّوْبَة ( {ذَلِك الدّين الْقيم} ) وَفِي الرَّعْد ( {كَذَلِك يضْرب الله الْحق وَالْبَاطِل} ) وَفِي طه ( {فاقذفيه فِي اليم} ) وفيهَا ( {معيشة ضنكا} ) وَفِي الْقَصَص ( {فَأوقد لي يَا هامان على الطين} ) وَفِي العنكبوت ( {أفبالباطل يُؤمنُونَ} ) وَفِي وَالصَّافَّات ( {دحورا} ) وَفِي الْقِتَال ( {فَضرب الرّقاب} ) وفيهَا ( {فشدوا الوثاق} لانتصر مِنْهُم) وَفِي الطَّلَاق ( {لِتَعْلَمُوا أَن الله على كل شَيْء قدير} ) وَفِي التَّحْرِيم ( {تجْرِي من تحتهَا الْأَنْهَار} ) وَفِي الحاقة ( {وَثَمَانِية أَيَّام حسوما} ) وَفِي نوح ( {وَجعل الْقَمَر فِيهِنَّ نورا} ) وَفِي الانشقاق ( {إِنَّك كَادِح إِلَى رَبك كدحا} )

(1/97)


- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بَاب مَا انفردوا بإسقاطه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
وانفردوا دون أهل الْعدَد بِإِسْقَاط أَربع عشرَة آيَة أولَاهُنَّ فِي النُّور ( {لعبرة لأولي الْأَبْصَار} ) وَفِي الْقَصَص ( {فَأَخَاف أَن يقتلُون} ) وَفِي فاطر ( {ولعلكم تشكرون} ) وفيهَا ( {إِن أَنْت إِلَّا نَذِير} ) وَفِي وَالصَّافَّات ( {من كل جَانب} ) وَفِي ص ( {قل هُوَ نبأ عَظِيم} ) وَفِي الْقِتَال ( {وَيصْلح بالهم} ) وفيهَا ( {وَيثبت أقدامكم} ) وَفِي الْوَاقِعَة ( {إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إنْشَاء} ) وفيهَا ( {أَو آبَاؤُنَا الْأَولونَ} ) وَفِي وَالْفَجْر ( {رَبِّي أكرمن} ) وَفِي وَالشَّمْس ( {فسواها} ) فَجَمِيع مَا انفردوا بعده وإسقاطه ثَلَاثُونَ آيَة

(1/98)


- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بَاب ذكر مَا عد المدنيان والمكي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
وَانْفَرَدَ المدنيان والمكي بعد ثَلَاث عشرَة آيَة أولَاهُنَّ فِي الْأَنْعَام ( {وَجعل الظُّلُمَات والنور} ) وَفِي الْأَعْرَاف ( {ضعفا من النَّار} ) وفيهَا ( {الْحسنى على بني إِسْرَائِيل} ) وَفِي التَّوْبَة ( {وَعَاد وَثَمُود} ) وَفِي هود ( {إِن كُنْتُم مُؤمنين} ) وَفِي النَّمْل ( {وأولو بَأْس شَدِيد} ) وَفِي العنكبوت ( {وتقطعون السَّبِيل} ) وَفِي الرَّحْمَن ( {شواظ من نَار} ) وَفِي الحاقة ( {كِتَابه بِشمَالِهِ} ) وَفِي وَالْفَجْر ( {فَأكْرمه ونعمه} ) وفيهَا ( {فَقدر عَلَيْهِ رزقه} ) وَفِي العلق ( {لَئِن لم ينْتَه} ) وَفِي قُرَيْش ( {من جوع} )

(1/99)


- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بَاب ذكر مَا أسقطوا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
وَذَلِكَ ثَمَانِي آيَات أولَاهُنَّ فِي هود ( {وَلَا يزالون مُخْتَلفين} ) وَفِي الرَّعْد ( {من كل بَاب} ) وَفِي الْكَهْف ( {بالأخسرين أعمالا} ) وَفِي طه ( {قاعا صفصفا} ) وَفِي النُّور ( {بِالْغُدُوِّ وَالْآصَال} ) وفيهَا ( {يذهب بالأبصار} ) الثَّانِي وَفِي أول الطّور ( {وَالطور} ) وَفِي والنازعات ( {فَأَما من طَغى} ) - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بَاب ذكر مَا عد الْمدنِي الأول والمكي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
وَانْفَرَدَ الْمدنِي والمكي بعد سِتّ آيَات أولَاهُنَّ فِي الْبَقَرَة ( {مَاذَا يُنْفقُونَ} ) الثَّانِي وَفِي طه ( {غَضْبَان أسفا} ) وفيهَا ( {وإله مُوسَى} ) وَفِي الزمر ( {من تحتهَا الْأَنْهَار} ) وَفِي غَافِر ( {فِي الْحَمِيم} ) وَفِي نوح ( {وَقد أَضَلُّوا كثيرا} ) وَذكر ابْن شنبوذ أَنَّهُمَا عدا فِي الطَّلَاق ( {يَا أولي الْأَلْبَاب} ) وَلَا يَصح ذَلِك عَن الْمَكِّيّ

(1/100)


- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بَاب ذكر مَا أسقطا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
وَذَلِكَ سِتّ آيَات أَيْضا اولاهن فِي الْبَقَرَة ( {يَا أولي الْأَلْبَاب} ) وَفِي الْكَهْف ( {بَينهمَا زرعا} ) وفيهَا ( {من كل شَيْء سَببا} ) وَفِي طه ( {فنسي} ) وَفِي الزمر ( {فبشر عباد} ) وَفِي الْوَاقِعَة ( {وَلَا تأثيما} ) - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بَاب ذكر مَا عد الْمدنِي الآخر والمكي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
وَانْفَرَدَ الْمدنِي الآخر والمكي بعد أَربع آيَات أولَاهُنَّ فِي هود ( {من سجيل} ) وَفِي مَرْيَم ( {فِي الْكتاب إِبْرَاهِيم} ) وَفِي الْوَاقِعَة ( {وأباريق} ) وَفِي الْملك ( {بلَى قد جَاءَنَا نَذِير} ) وَذكر ابْن شنبوذ أَنَّهُمَا عدا فِي الْكَهْف ( {إِلَّا قَلِيل} ) وَلَا يَصح ذَلِك عَن الْمَكِّيّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بَاب ذكر مَا أسقطا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
وَذَلِكَ سِتّ آيَات أولَاهُنَّ فِي هود ( {منضود} ) وفيهَا ( {إِنَّا عاملون} ) وَفِي الشُّعَرَاء ( {وَمَا تنزلت بِهِ الشَّيَاطِين} ) وَهُوَ الأول وَفِي الرّوم ( {غلبت الرّوم} ) وَفِي الدُّخان ( {إِن شَجَرَة الزقوم} ) وَفِي المجادلة ( {فِي الأذلين} )

(1/101)


- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بَاب ذكر مَا عد الْمدنِي الأول والكوفي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
وَانْفَرَدَ الْمدنِي الأول والكوفي بعد آيَة وَاحِدَة فِي الْوَاقِعَة ( {وحور عين} ) - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بَاب ذكر مَا أسقطا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
وَذَلِكَ آيتان فِي الرّوم ( {فِي بضع سِنِين} ) وَفِي إِذا زلزلت ( {أشتاتا} ) - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بَاب ذكر مَا عد الْمدنِي الآخر والكوفي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
وَانْفَرَدَ الْمدنِي الآخر والكوفي بعد آيَة وَاحِدَة فِي نوح ( {ونسرا} ) - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بَاب ذكر مَا أسقطا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
وَذَلِكَ آيتان فِي الْكَهْف ( {عِنْدهَا قوما} ) وَفِي الْوَاقِعَة ( {وَأَصْحَاب الْيَمين} ) - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بَاب ذكر مَا عد الْمدنِي الآخر والشامي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
وَانْفَرَدَ الْمدنِي الآخر والشامي بعد آيَتَيْنِ فِي غَافِر ( {الْأَعْمَى والبصير} ) وَفِي

(1/102)


الْوَاقِعَة ( {لمجموعون} ) - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بَاب ذكر مَا أسقطا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
وَذَلِكَ أَيْضا آيتان فِي الْكَهْف ( {أَن تبيد هَذِه أبدا} ) وَفِي الْوَاقِعَة ( {قل إِن الْأَوَّلين والآخرين} )
قَالَ أَبُو عَمْرو وَلم أجد للمدني الأول والشامي آيَة انفردا بعْدهَا وَلَهُمَا آيَة انفردا بإسقاطها وَهِي فِي الدُّخان ( {يغلي فِي الْبُطُون} ) وَكَذَلِكَ لم اجد للمدني الأول والبصري عدا وَلَا إِسْقَاطًا وَكَذَلِكَ لم أجد للمدني الآخر مَعَه عدا وَله مَعَه إِسْقَاطًا آيَة وَاحِدَة وَهِي فِي غَافِر ( {وأورثنا بني إِسْرَائِيل الْكتاب} ) - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بَاب ذكر مَا عد الْمَكِّيّ والكوفي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
وَانْفَرَدَ الْمَكِّيّ والكوفي بعد آيَة وَاحِدَة وَهِي ( {بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم} ) فِي أول فَاتِحَة الْكتاب خَاصَّة - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بَاب ذكر مَا أسقطا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
وَذَلِكَ أَيْضا آيَة وَاحِدَة فِي فَاتِحَة الْكتاب ( {أَنْعَمت عَلَيْهِم} )

(1/103)


- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بَاب ذكر مَا عد الْمَكِّيّ والشامي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
وَانْفَرَدَ الْمَكِّيّ والشامي بعد ثَلَاث آيَات أولَاهُنَّ فِي الْقدر ( {لَيْلَة الْقدر} ) الثَّالِثَة وَفِي الْإِخْلَاص ( {لم يلد} ) وَفِي النَّاس ( {من شَرّ الوسواس} ) - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بَاب ذكر مَا أسقطا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
وَذَلِكَ آيَة وَاحِدَة فِي المدثر ( {عَن الْمُجْرمين} )

(1/104)


- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بَاب ذكر مَا عد الْكُوفِي والبصري - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
وَانْفَرَدَ الْكُوفِي والبصري بعد خمس آيَات أولَاهُنَّ فِي الْكَهْف ( {فأتبع سَببا} ) وفيهَا ( {ثمَّ أتبع سَببا} ) وفيهَا ( {ثمَّ أتبع سَببا} ) وَفِي ص بِخِلَاف عَن الْبَصْرِيّ ( {وَالْحق أَقُول} ) وَفِي أَرَأَيْت ( {الَّذين هم يراؤون} ) - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بَاب ذكر مَا أسقطا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
وَذَلِكَ سِتّ آيَات أولَاهُنَّ فِي آل عمرَان ( {مِمَّا تحبون} ) على أَن أَبَا جَعْفَر الْمدنِي قد وافقهما على إسقاطهما وَفِي إِبْرَاهِيم ( {من الظُّلُمَات إِلَى النُّور} ) وفيهَا ( {من الظُّلُمَات إِلَى النُّور} ) وَفِي طه ( {محبَّة مني} ) وَفِي ألم السَّجْدَة ( {لفي خلق جَدِيد} ) وَفِي وَالْفَجْر ( {وَجِيء يَوْمئِذٍ بجهنم} )

(1/105)


- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بَاب ذكر مَا عد الْكُوفِي والشامي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
وَانْفَرَدَ الْكُوفِي والشامي بعد سِتّ آيَات أولَاهُنَّ فِي النِّسَاء ( {أَن تضلوا السَّبِيل} ) وَفِي طه ( {واصطنعتك لنَفْسي} ) وَفِي الزمر ( {مخلصا لَهُ الدّين} ) الثَّانِي وَفِي غَافِر ( {أَيْن مَا كُنْتُم تشركون} ) وَفِي وَالطور ( {إِلَى نَار جَهَنَّم دَعَا} ) وَفِي أول الرَّحْمَن ( {الرَّحْمَن} ) - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بَاب ذكر مَا أسقطا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
وَذَلِكَ آيتان فِي إِبْرَاهِيم ( {وَعَاد وَثَمُود} ) وَفِي الزخرف ( {الَّذِي هُوَ مهين} ) - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بَاب ذكر مَا عد الْبَصْرِيّ والشامي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
وَانْفَرَدَ الْبَصْرِيّ والشامي بعد سِتّ آيَات أولَاهُنَّ فِي الْأَعْرَاف ( {مُخلصين لَهُ الدّين} ) وَفِي الْأَنْفَال ( {ثمَّ يغلبُونَ} ) وَفِي طه ( {وَفَتَنَّاك فُتُونًا} ) وَفِي العنكبوت ( {مُخلصين لَهُ الدّين} ) وَفِي لُقْمَان ( {مُخلصين لَهُ الدّين} ) وَفِي فاطر ( {لَهُم عَذَاب شَدِيد} ) الأول

(1/106)


- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بَاب ذكر مَا أسقطا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
وَذَلِكَ تسع آيَات أولَاهُنَّ فِي الْحَج ( {وَقوم لوط} ) وَفِي فصلت ( {وَعَاد وَثَمُود} ) وَفِي الْوَاقِعَة ( {على سرر موضونة} ) وَفِي النازعات ( {ولأنعامكم} ) وَفِي عبس ( {ولأنعامكم} ) وَفِي انشقت ( {كِتَابه بِيَمِينِهِ} ) وفيهَا ( {كِتَابه وَرَاء ظَهره} ) وَفِي القارعة ( {من ثقلت مَوَازِينه} ) وفيهَا ( {خفت مَوَازِينه} )
قَالَ أَبُو عَمْرو وَلم أجد للمكي والبصري عدا وَلَا إِسْقَاطًا

(1/107)


- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بَاب ذكر مَا عد الْمدنِي الأول والكوفي والشامي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
وَانْفَرَدَ الْمدنِي الأول والكوفي والشامي بعد آيَتَيْنِ فِي إِبْرَاهِيم ( {بِخلق جَدِيد} ) وَفِي أول المزمل ( {يَا أَيهَا المزمل} ) وَلَيْسَ لَهُم آيَة أسقطوها - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بَاب ذكر مَا عد الْمدنِي الآخر والكوفي والشامي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
وَانْفَرَدَ الْمدنِي الآخر والكوفي والشامي بعد آيَتَيْنِ فِي الْبَقَرَة ( {لَعَلَّكُمْ تتفكرون} ) الأول وَفِي غَافِر ( {والسلاسل يسْحَبُونَ} ) وَلَيْسَ لَهُم آيَة أسقطوها
قَالَ أَبُو عَمْرو وعد الْمدنِي الآخر والمكي والكوفي آيَة وَاحِدَة فِي الطَّلَاق ( {يَجْعَل لَهُ مخرجا} ) وعد الْمدنِي الآخر والبصري والمكي آيَة وَاحِدَة فِي الْبَقَرَة ( {الْحَيّ القيوم} )
وَلَيْسَ لمن سوى هَؤُلَاءِ من العادين عد وَلَا إِسْقَاط اتَّفقُوا عَلَيْهِ وانفردوا بِهِ فاعلمه موفقا فَهَذَا مَا انْفَرد بعده وإسقاطه أَئِمَّة أهل الْعدَد من جملَة الْمُخْتَلف فِيهِ من الْآي وَمَا اتّفق بَعضهم مَعَ بعض فِيهِ من ذَلِك وَبِاللَّهِ التَّوْفِيق

(1/108)


- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بَاب ذكر الْبَيَان عَن معرفَة رُؤُوس آي السُّور وَشرح علل الهادين فِيمَا أَجمعُوا عَلَيْهِ وَمَا اخْتلفُوا فِيهِ من ذَلِك - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
حَدثنَا أَبُو الْفَتْح شَيخنَا قَالَ أَنا أَحْمد بن مُحَمَّد قَالَ أَنا أَحْمد بن عُثْمَان قَالَ أَنا الْفضل بن شَاذان قَالَ أَنا أَحْمد بن يزِيد قَالَ أَنا هَارُون عَن ابْن أبي حَمَّاد عَن حَمْزَة قَالَ قلت للأعمش مَا لكم لم تعدوا ( {مَا كَانَ لَهُم أَن يدخلوها إِلَّا خَائِفين} ) قَالَ إِنَّهَا فِي قراءتنا خيفا
قَالَ الْحَافِظ هَذَا الْخَبَر أصل فِي معرفَة رُؤُوس آي السُّور وَفِي تَمْيِيز فواصلها وَذَلِكَ أَن قَوْله (/ خيفا /) لما لم يكن متشاكلا لما قبله وَمَا بعده من رُؤُوس الْآي فِي وُقُوع حرف الْمَدّ الزَّائِد قبل الْحَرْف المتحرك الَّذِي هُوَ آخر الْكَلِمَة الَّتِي هِيَ الفاصلة وَلَا مشبها لذَلِك وَلَا مُسَاوِيا لَهُ فِي الزنة والبنية لم يكن رَأس آيَة فِي سُورَة رُؤُوس آيها مَبْنِيَّة على مَا ذكرنَا كَمَا لَا يكون مثله رَأس قافية فِي قصيدة مردفة مَبْنِيَّة على يَاء وواو قبل حرف الروي الَّذِي هُوَ آخر حرف من الْبَيْت لِأَن رُؤُوس الْآي والفواصل مشبهات لرؤوس القوافي من حَيْثُ اجْتَمعْنَ فِي الِانْقِطَاع والانفصال واشتركن فِي لحاق التَّغْيِير بِالزِّيَادَةِ وَالنُّقْصَان وعَلى نَحْو مَا قُلْنَا يجْرِي سَائِر مَا يرد من مثل تِلْكَ الْكَلِمَة فِي جَمِيع سور الْقُرْآن فِي أَنه غير مَعْدُود وَلَا رَأس آيَة لمُخَالفَته مَا تقدمه أَو أَتَى بعده من طَرِيق التشاكل والتساوي وجهة الزنة والبنية وَكَون الْكَلَام جملَة مُسْتَقلَّة وكلاما تَاما مُنْفَصِلا
وَلأَجل ذَلِك انْعَقَد إِجْمَاع العادين على ترك عد قَوْله فِي النِّسَاء ( {وَلَا الْمَلَائِكَة المقربون} ) وَقَوله فِي سُبْحَانَ ( {إِلَّا أَن كذب بهَا الْأَولونَ} ) وَقَوله فِي مَرْيَم ( {لتبشر بِهِ الْمُتَّقِينَ} ) وَقَوله فِي طه ( {لَعَلَّهُم يَتَّقُونَ} ) وَقَوله ( {وعنت الْوُجُوه للحي}

(1/109)


القيوم) وَقَوله فِي الطَّلَاق ( {من الظُّلُمَات إِلَى النُّور} ) وَقَوله ( {إِن الله على كل شَيْء قدير} ) لكَونه مُخَالفا لما قبله وَمَا بعده من رُؤُوس آي تِلْكَ السُّور وَغير مشبه وَلَا مشاكل لَهُ وَلَا عدوا أَيْضا قَوْله تَعَالَى فِي آل عمرَان ( {أفغير دين الله يَبْغُونَ} ) وَقَوله فِي الْمَائِدَة ( {أَفَحكم الْجَاهِلِيَّة يَبْغُونَ} ) وَقَوله فِي الْأَنْعَام ( {إِنَّمَا يستجيب الَّذين يسمعُونَ} ) وَقَوله فِي الْأَعْرَاف ( {فدلاهما بغرور} ) وَقَوله فِي الْأَنْفَال ( {إِن أولياؤه إِلَّا المتقون} ) وَقَوله فِي الْفرْقَان ( {قوم آخَرُونَ} ) وَقَوله ( {وهم يخلقون} ) وَقَوله ( {أساطير الْأَوَّلين} ) وَقَوله ( {الَّتِي وعد المتقون} ) من حَيْثُ لم يشبه مَا قبله وَلَا مَا بعده وَلم يشاكله وَلَا ساواه فِي الْقدر والطول
وَلَا عدوا أَيْضا قَوْله فِي الْمَائِدَة ( {إِن فِيهَا قوما جبارين} ) وَقَوله ( {لقوم آخَرين} ) وَقَوله فِي الْأَنْعَام وَهود ( {فَسَوف تعلمُونَ} ) وَقَوله فِي الْأَعْرَاف ( {وَلَقَد أَخذنَا آل فِرْعَوْن بِالسِّنِينَ} ) وَقَوله فِي الْأَنْفَال ( {أُولَئِكَ هم الْمُؤْمِنُونَ} ) وَقَوله فِي يُوسُف ( {وَدخل مَعَه السجْن فتيَان} ) وَقَوله فِي إِبْرَاهِيم ( {رَبنَا أخرنا إِلَى أجل قريب} ) لما لم يكن كلَاما تَاما مُنْقَطِعًا وَكَانَ كلَاما نَاقِصا مُتَّصِلا
وَلَا عدوا أَيْضا قَوْله فِي يُوسُف ( {وآتت كل وَاحِدَة مِنْهُنَّ سكينا} ) وَقَوله ( {عِبْرَة لأولي الْأَلْبَاب} ) وَقَوله فِي إِبْرَاهِيم ( {الشَّمْس وَالْقَمَر دائبين} ) وَقَوله فِي سُبْحَانَ ( {عميا وبكما وصما} ) وَقَوله فِي الْكَهْف ( {إِلَّا مراء ظَاهرا} ) وَقَوله فِي مَرْيَم ( {واشتعل الرَّأْس شيبا} ) وَقَوله ( {الَّذين اهتدوا هدى} ) لما خَالف مَا قبله وَمَا بعده فِي البنية والتشاكل والتساوي وَقد عدوا نَظَائِر ذَلِك فِي

(1/110)


سور شَتَّى شاكلت فِيهِنَّ مَا قبلهَا وَمَا بعْدهَا بالمعاني الْمَذْكُورَة
وَقد تَجِيء آي السُّور مَبْنِيَّة على ضرب من التشاكل مُتَّفق غير مُخْتَلف وَقد تَجِيء على ضَرْبَيْنِ مُخْتَلفين وعَلى أضْرب مُخْتَلفَة وَقد يخْتَلط ذَلِك التشاكل بعضه بِبَعْض ويتقدم ويتأخر فِي السُّورَة الْوَاحِدَة وَفِي السُّور الْكَثِيرَة وَتَقَع بَين ذَلِك فواصل نَوَادِر تشبهن مَا قبلهن أَو مَا بعدهن فِيهِنَّ أَو مِثْلهنَّ فِي سور أخر وَذَلِكَ من الإعجاز الْمَخْصُوص بِهِ الْقُرْآن الَّذِي أخرس الفصحاء والبلغاء وأعجز الألباء وَالْفُقَهَاء
وَهَذِه نبذة مقنعة فِي معرفَة آي السُّور وتمييز الفواصل من غَيرهَا يسْتَدلّ بهَا وَيعْمل عَلَيْهَا وَنحن نصلها بِذكر علل اخْتِلَاف الْمُخْتَلِفين من العادين فِيمَا اخْتلفُوا فِيهِ من ذَلِك ونقدم القَوْل فِي الْمُخْتَلف فِيهِ فِي الْفَاتِحَة من التَّسْمِيَة وَغَيرهَا ثمَّ نتبع ذَلِك جملَة كَافِيَة يسْتَدلّ بهَا على علل بَاقِي الْمُخْتَلف فِيهِ ليخف بذلك كتَابنَا وتتوفر بِهِ فَائِدَته إِن شَاءَ الله
فَأَقُول إِن من عد التَّسْمِيَة فِي أول الْفَاتِحَة دون ( {أَنْعَمت عَلَيْهِم} ) فلأشياء مِنْهَا انْعِقَاد الْإِجْمَاع على أَن الْحَمد سبع آيَات وَأَن آخر التَّسْمِيَة مشاكل لأواخر آيها بِوُقُوع حرف الْمَدّ قبل آخر حرف مِنْهَا ومشبه لما بعْدهَا من الْآي فِي الْقدر والطول فَإِن قَوْله ( {الرَّحِيم} ) لم يرد فِي شَيْء من الْقُرْآن إِلَّا رَأس آيَة فَإِن النَّبِي قد جَاءَ عَنهُ على مَا روينَاهُ قبل وَعَن ابْن عَبَّاس وَابْن عمر رحمهمَا الله أَنهم كَانُوا يستفتحون بهَا الْقِرَاءَة ويعدونها آيَة فاصلة وَأَن قَوْله ( {أَنْعَمت عَلَيْهِم} ) غير مشبه لما قبله وَمَا بعده من الْآي وَلَا مشاكل لشي مِنْهُنَّ فِي بنية وزنة وَأَن قَوْله ( {عَلَيْهِم} ) لم يرد فِي شَيْء من الْقُرْآن رَأْي آيَة فَلَمَّا كَانَ ذَلِك كَذَلِك عد التَّسْمِيَة دون ( {أَنْعَمت عَلَيْهِم} ) وحصلت الْفَاتِحَة سبع آيَات على مَا ورد بِهِ التَّوْقِيف وانعقد عَلَيْهِ الْإِجْمَاع من كَونهَا كَذَلِك

(1/111)


وَمن لم يعد التَّسْمِيَة وعد ( {أَنْعَمت عَلَيْهِم} ) فلأمور أَيْضا مِنْهَا أَن الْإِجْمَاع لم ينْعَقد على أَنَّهَا آيَة من أول الْفَاتِحَة وَأَنه انْعَقَد على أَنَّهَا لَيست آيَة فِي سَائِر السُّور وَإِن كَانَت مرسومة فِي أوائلهن من حَيْثُ لم يعدوها مَعَ جملَة آيهن وَإِن اخْتلفُوا فِي عدهَا فِي أول الْفَاتِحَة فَوَاجِب حملهَا مَعهَا على وَجه حملهَا على غَيرهَا من السُّور فِي أَنَّهَا لَيست من جُمْلَتهَا وَلَا بِآيَة مِنْهَا إِذْ حمل الْمُخْتَلف فِيهِ على الْمجمع عَلَيْهِ ورده إِلَى حكمه أولى وأحق وَأَن النَّبِي ثَبت عَنهُ من الْوُجُوه الْمجمع على صِحَّتهَا وَعَن الْخُلَفَاء الثَّلَاثَة بعده أبي بكر وَعمر وَعُثْمَان رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُم أَنهم لم يفتتحوا الْقِرَاءَة فِي الصَّلَاة بهَا بل افتتحوا بِأول الْحَمد دونهَا وَأَن ذَلِك كَانَ آخر الْمَحْفُوظ عَنهُ من فعله وَأَنَّهَا فِي السُّورَة الْمجمع عَلَيْهِ أَنَّهَا مِنْهَا بعض آيَة من حَيْثُ كَانَت فِيهَا مَوْصُولَة بِكَلَام قبلهَا وَأَن الْخَبَر الْقَاطِع للْعُذْر وَهُوَ خبر الْعَلَاء بن عبد الرَّحْمَن عَن أبي السَّائِب عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ عَن النَّبِي مخبرا عَن الله تَعَالَى قسمت الصَّلَاة بيني وَبَين عَبدِي نِصْفَيْنِ فنصفها لي وَنِصْفهَا لعبدي مُؤذن بِأَنَّهَا لَيست من أول الْفَاتِحَة من حَيْثُ أضْرب عَنْهَا وَلم يذكرهَا فِي جملَة آيها وَلَو ذكرت فِي جملَة آيها لفسدت الْقِسْمَة وَلم تصح ومحقق أَن الْآيَة السَّادِسَة ( {أَنْعَمت عَلَيْهِم} ) من حَيْثُ أعقب مَا للْعَبد من لدن ( {اهدنا} ) إِلَى آخر السُّورَة بقوله فَهَؤُلَاءِ وَلم يعقبه بقوله فهاتان إِذْ كَانَ يجب لَو لم تكن السَّادِسَة وَلَو كَانَ ذَلِك لبطلت الْقِسْمَة أَيْضا ولكانت الْحَمد سِتّ آيَات وَأَن التشاكل فِي آي السُّور والتساوي بَين الفواصل لَيْسَ بمبطل مَا جَاءَ نَادرا وَورد مُخَالفا لذَلِك خَارِجا عَن حكم بنائِهِ ووزنه وَذَلِكَ من حَيْثُ عد الْكل من العادين بِاتِّفَاق مِنْهُم وباختلاف بَينهم آيَات غير مشبهات لما قبلهن وَمَا بعدهن من الْآي فِي الْقدر والطول والتشاكل والشبه من ذَلِك عدهم فِي النِّسَاء ( {أَلا تعولُوا} ) وَفِي المرسلات ( {لوَاقِع} )

(1/112)


وَفِي الزلزلة ( {ليروا أَعْمَالهم} ) وَفِي النَّصْر وَالْفَتْح رُؤُوس آي وعدهم إِلَّا الشَّامي فِي سَأَلَ سَائل ( {خمسين ألف سنة} ) آيَة وَلم يَجِيء قَوْله ( {سنة} ) رَأس آيَة فِي شَيْء من الْقُرْآن كَمَا لم يَجِيء فِيهِ قَوْله ( {عَلَيْهِم} ) رَأس آيَة وَإِنَّمَا جَاءَ فِيهَا فاصلة من حَيْثُ قصر آيهن وَمَعْلُوم ان مَا قصر آيَة من السُّور قد يَجِيء فِيهِ من الفواصل ورؤوس الْآي مَا لَا يَجِيء فِيمَا طَال آيَة مِنْهُنَّ وعد أهل الْكُوفَة فِي سُبْحَانَ ( {للأذقان سجدا} ) وَفِي طه ( {مَا غشيهم} ) و ( {إِذْ رَأَيْتهمْ ضلوا} ) وَفِي الْأَنْبِيَاء ( {وَلَا يضركم} ) وَفِي ص ( {ذِي الذّكر} ) وعد أهل الْبَصْرَة فِي الْقِتَال ( {لَذَّة للشاربين} ) وَفِي لم يكن ( {لَهُ الدّين} ) وعد أهل الشَّام فِي طه ( {وَلَا تحزن} ) و ( {فِي أهل مَدين} ) و ( {مَعنا بني إِسْرَائِيل} ) وَفِي الطَّلَاق ( {وَالْيَوْم الآخر} ) وعد الْمدنِي الآخر فِي الْكَهْف ( {مَا يعلمهُمْ إِلَّا قَلِيل} ) رُؤُوس آي وَلَيْسَ بِشَيْء من ذَلِك بمشبه وَلَا بمشاكل لما قبله وَلما بعده من رُؤُوس آي السُّور الْمَذْكُورَة فدلت هَذِه الْجُمْلَة على صِحَة مَذْهَب العادين ( {أَنْعَمت عَلَيْهِم} ) دون التَّسْمِيَة فِي الْفَاتِحَة
فَإِن قَالَ قَائِل فَمَا عِلّة من عد الْكَلم الْوَاقِعَة فِي الفواتح نَحْو ( {الم} ) و ( {المص} ) و ( {كهيعص} ) و ( {طه} ) و ( {طسم} ) و ( {يس} ) و ( {حم} ) رُؤُوس آي وَمَا عِلّة من لم يعدهن
قيل من عدهن فلأمرين أَحدهمَا كونهن مشبهات للجملة المستقلة وللكلام التَّام وَذَلِكَ من حَيْثُ كن أَسمَاء للسور اللائي وقعن فِي أوائلهن وَالتَّقْدِير فِيهِنَّ اتل ألم وَكَذَا سائرهن وَالثَّانِي مشاكلتهن لما بعدهن من رُؤُوس الْآي بالردف وَوُقُوع حرف الْمَدّ قبل آخر حرف من الْكَلِمَة الَّتِي هِيَ رَأس الْآيَة

(1/113)


وَمن لم يعدهن فلأمرين أَيْضا أَحدهمَا كونهن غير مشبهات لما بعدهن من الْآي فِي الْقدر والطول من حَيْثُ كَانَت كل كلمة مِنْهُنَّ صُورَة مُنْفَرِدَة لَا يخْتَلط بهَا شَيْء وَلَا يتَّصل بهَا كَلَام ففارقن بذلك سَائِر الْآي فِي كونهن جملَة كلم وعدة صور وَالثَّانِي كَون مَا بعدهن مُتَعَلقا بِهن من حَيْثُ قيل إنَّهُنَّ أَقسَام وتنبيه وَإِن معناهن يَا مُحَمَّد وَيَا رجل ففائدتهن فِيمَا بعدهن وَإِذا كن كَذَلِك لم يكن رُؤُوس آي
وَكَذَا القَوْل عندنَا فِي جَمِيع مَا يخْتَلف العادون فِي عده وإسقاطه من الْآي أَن من عد شَيْئا فلكونه جملَة مُسْتَقلَّة وكلاما تَاما مُنْقَطِعًا أَو لكَونه مَحْمُولا على مَا قبله أَو مَا بعده من رُؤُوس الْآي من طَرِيق التشاكل بِوُقُوع الْحُرُوف الَّتِي رُؤُوس الْآي مَبْنِيَّة عَلَيْهَا قبل الْحَرْف الَّذِي آخر الْكَلِمَة الَّتِي هِيَ الفاصلة وَسَوَاء قل ذَلِك أَو كثر أَو لِأَن مثله وَنَظِيره قد عد بِإِجْمَاع
وَمن لم يعد ذَلِك فلكونه كلَاما مُتَّصِلا بِمَا بعده ومتعلقا بِهِ على مَا يحْتَملهُ من تَوْجِيه الْمَعْنى وَتَقْدِير الْإِعْرَاب أَو لكَونه مُخَالفا لما قبله أَو لما بعده من رُؤُوس الْآي غير مشبه وَلَا مسَاوٍ وَلَا مشاكل لَهُ فِي زنة وَلَا بنية وَلِأَن مثله وَنَظِيره لم يعد بإتفاق
ولنذكر من ذَلِك نبذة تدل على سائره وتغني عَن إِيرَاد كُله من ذَلِك أَن من عد فِي الْبَقَرَة ( {وَلَهُم عَذَاب أَلِيم} ) فلمشاكلته مَا قبله من قَوْله ( {وَلَهُم عَذَاب عَظِيم} ) وَمن لم يعده فلاتصاله بِمَا بعده من قَوْله ( {بِمَا كَانُوا يكذبُون} ) وَكَونه وَمَا بعده كلَاما وَاحِدًا وَلِأَن الْكل لم يعد الْحَرْف الَّذِي عِنْد رَأس التسعين من آل عمرَان وَهُوَ مثله
وَمن عد ( {إِنَّمَا نَحن مصلحون} ) فللتشاكل الَّذِي بَينه وَبَين مَا قبله وَمَا بعده

(1/114)


من الفواصل بالردف وَمن لم يعده فلتعلقه بِمَا بعده من طَرِيق الْمَعْنى الَّذِي يَقْتَضِي تَمام الْحَال
وَمن عد ( {إِلَّا خَائِفين} ) فلمشاكلته مَا قبله من رُؤُوس الْآي وَمن لم يعده فلتعلقه بِمَا بعده إِذْ فِيهِ انْقِضَاء حَالهم
وَمن عد ( {يَا أولي الْأَلْبَاب} ) فلمشاكلته مَا قبله من قَوْله ( {شَدِيد الْعقَاب} ) وَمَا بعده من قَوْله ( {سريع الْحساب} ) وَكَونه كلَاما تَاما وَمن لم يعده فلمخالفته مَا اتَّصل بِهِ وأتى بعده من قَوْله ( {لمن الضَّالّين} ) و ( {غَفُور رَحِيم} )
وَمن عد ( {من خلاق} ) الثَّانِي فلمشاكلته مَا بعده من قَوْله ( {عَذَاب النَّار} ) وَكَونه جملَة مُسْتَقلَّة وَمن لم يعده فلانعقاد الْإِجْمَاع على ترك عد الْحَرْف الأول الَّذِي بعد رَأس المئة
وَكَذَا من عد ( {مَاذَا يُنْفقُونَ} ) الثَّانِي فلمشاكلته مَا قبله من رُؤُوس الْآي
وَمن لم يعده فللإجماع على ترك عد الْحَرْف الأول وَالثَّالِث فَرد الْمُخْتَلف فِيهِ إِلَى الْمجمع عَلَيْهِ
وَمن عد ( {لَعَلَّكُمْ تتفكرون} ) فللتشاكل الَّذِي بَينه وَبَين مَا قبله من الفواصل وَمن لم يعد فلاتصاله بِمَا بعده من قَوْله ( {فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة} ) وَكَونه مَعَه كلَاما وَاحِدًا

(1/115)


وَمن عد ( {قولا مَعْرُوفا} ) فلكونه كلَاما تَاما وَجُمْلَة كَافِيَة وَمن لم يعده فلكونه غير مشبه وَلَا مشاكل لما تقدمه وَلما أَتَى بعده من الفواصل
وَمن عد ( {الْحَيّ القيوم} ) فِي آيَة الْكُرْسِيّ فلانعقاد الْإِجْمَاع على عد نَظِيره فِي أول آل عمرَان وَمن لم يعده فلورود التَّوْقِيف على النَّبِي بِتَسْمِيَة الاية بِمَا جرى فِيهَا من ذكر الْكُرْسِيّ فَدلَّ على اتِّصَال الْكَلَام فَإِن انْقِضَاء الْآيَة وتمامها عِنْد قَوْله ( {وَهُوَ الْعلي الْعَظِيم} )
وَمن عد ( {من الظُّلُمَات إِلَى النُّور} ) فلكونه كلَاما مُسْتقِلّا وَجُمْلَة كَافِيَة وَمن لم يعده فلكون مَا بعده جملَة معطوفة عَلَيْهِ
وَمن عد فِي آل عمرَان ( {وَالْإِنْجِيل} ) الأول فلمشابهة الْيَاء الَّتِي فِيهِ بِالْوَاو الَّتِي فِي قَوْله ( {القيوم} ) من حَيْثُ يَجْتَمِعَانِ فِي الردف وَمن لم يعده فلتعلقه بِمَا بعده وَكَونه مَعَه كلَاما وَاحِدًا
وَمن عد ( {وَأنزل الْفرْقَان} ) فلكونه كلَاما تَاما وَكَون مَا بعده مستأنفا وَمن لم يعده فلكونه غير مشبه وَلَا مشاكل لما قبله من قَوْله ( {الْحَيّ القيوم} )
وَمن عد ( {وَالْإِنْجِيل} ) الثَّانِي فلكونه كلَاما مُسْتقِلّا وَمن لم يعده فلكون مَا بعده مَعْطُوفًا على مَا قبله
وَمن عد ( {إِلَى بني إِسْرَائِيل} ) فلمشابهته مَا قبله من قَوْله ( {من المقربين} ) و ( {من الصَّالِحين} ) وَمَا بعده من قَوْله ( {مُؤمنين} ) و ( {وأطيعون} ) مَعَ انْعِقَاد الْإِجْمَاع على عده فِي الْأَعْرَاف وَالشعرَاء والسجدة والزخرف
وَمن لم يعده فلتعلقه بِمَا بعده من قَوْله ( {قد جِئتُكُمْ} ) مَعَ انْعِقَاد الْإِجْمَاع على ترك عد الْحَرْف الثَّانِي وَهُوَ ( {كَانَ حلا لبني إِسْرَائِيل} )

(1/116)


وَمن عد ( {مِمَّا تحبون} ) فلمشاكلته مَا قبله وَكَونه كلَاما تَاما وَمن لم يعده فلاتصاله بِمَا بعده من جِهَة المخاطبة وَكَونه كلَاما وَاحِدًا ولانعقاد الْإِجْمَاع على ترك عد الْحَرْف الثَّانِي وَهُوَ قَوْله ( {من بعد مَا أَرَاكُم مَا تحبون} )
وَمن عد فِي النِّسَاء ( {أَن تضلوا السَّبِيل} ) فلإجماعهم على عد نَظِيره فِي الْفرْقَان وَهُوَ قَوْله ( {أم هم ضلوا السَّبِيل} ) وَمن لم يعده فلمخالفته مَا قبله وَمَا بعده من الفواصل
وَكَذَا من عد فِي الشورى ( {كالأعلام} ) فللإجماع على عد نَظِيره فِي الرَّحْمَن وَمن لم يعده فلمخالفته مَا قبله وَمَا بعده
وَكَذَا من عد ( {وَالطور} ) و ( {الرَّحْمَن} ) و ( {الحاقة} ) و ( {القارعة} ) و ( {وَالْعصر} ) رُؤُوس آي فلمشاكلتها مَا بعْدهَا من رُؤُوس آي تِلْكَ السُّور ولإجماعهم لأجل ذَلِك على عد ( {وَالْفَجْر} ) و ( {وَالضُّحَى} ) وَمن لم يعدها فلمخالفتها مَا بعْدهَا من الفواصل فِي الْقدر والطول
وَكَذَا من عد فِي الْأَعْرَاف ( {كَمَا بَدَأَكُمْ تعودُونَ} ) فلكونه كلَاما تَاما وَكَون انتصاب قَوْله ( {فريقا} ) ب ( {هدى} ) لَا بِهِ وَالتَّقْدِير هدى فريقا وأضل فريقا وَمن لم يعده فلتعلقه بِمَا بعده من حَيْثُ كَانَ ناصبا لَهُ وَالتَّقْدِير تعودُونَ فريقين أَي تعودُونَ على حَال الْهِدَايَة والضلالة
وَكَذَا من عد الْكَهْف ( {إِلَّا قَلِيل} ) فلكونه كلَاما مُسْتقِلّا وَمن لم يعده فلمخالفته مَا قبله وَمَا بعده من رُؤُوس الْآي

(1/117)


وَكَذَا من عد فِي مَرْيَم ( {وَاذْكُر فِي الْكتاب إِبْرَاهِيم} ) فلمشاكلته مَا قبله من قَوْله ( {مُسْتَقِيم} ) و ( {عَظِيم} ) وَمن لم يعده فلمخالفته مَا بعده من سَائِر الفواصل
وَكَذَا من عد فِي الزمر ( {فبشر عباد} ) فلانقطاع مَا بعده مِنْهُ من حَيْثُ قدره مُبْتَدأ وَجعل خَبره فِي قَوْله ( {أُولَئِكَ الَّذين هدَاهُم الله} ) وَمن لم يعده فلاتصال مَا بعده بِهِ من حَيْثُ جعله نعتا لَهُ
وَكَذَا من عد فِي الْحَدِيد ( {من قبله الْعَذَاب} ) فلكونه كلَاما مُسْتقِلّا وَلِأَن نَظِيره فِي غير ماسورة قد عد بِإِجْمَاع وَمن لم يعده فلمخالفته مَا قبله وَمَا بعده من الفواصل
وعَلى نَحْو مَا قُلْنَاهُ فِي هَذِه الْجُمْلَة يجْرِي القَوْل فِي سَائِر الْمُخْتَلف فِيهِ من الْآي فليعمل فِيهِ على مَا قُلْنَاهُ إِن شَاءَ الله
فَإِن قَالَ قَائِل لم انْعَقَد إِجْمَاع العادين على عد ( {الر} وألمر) وَقد عد أهل الْكُوفَة مِنْهُم طه وألم قيل لم يعدوا الر وألمر لما لم يكن آخرهما مشاكلا لرؤوس الْآي الَّتِي بعدهمَا فِي السُّور الَّتِي هما فِيهَا إِذْ آخرهما مَبْنِيّ على ألف سَاكِنة قبلهَا فَتْحة وَآخر آي تِلْكَ السُّور حرف مردوف بياء أَو بواو أَو بِأَلف فَلَمَّا خالفا بذلك سَائِر الْآي لم يعدا وعدوا ( {طه} ) و ( {الم} ) لما كَانَ آخرهما ومشاكلا لرؤوس الْآي الَّتِي بعدهمَا أما ( {طه} ) فبالألف المفخمة أَو الممالة وَأما ( {الم} ) فبالردف ومخرج الْحَرْف يُرِيد الْحَرْف الَّذِي هُوَ الْيَاء وَالْوَاو فَلَمَّا كَانَا كَذَلِك عدا

(1/118)


فَإِن قَالَ لم لم يعدوا ( {طس} ) وعدوا ( {طسم} ) قيل لم يعدوا طس من حَيْثُ أشبه الإسم الْمُفْرد فِي الزنة نَحْو هابيل وقابيل فَلم يكن لذَلِك جملَة مُسْتَقلَّة كَمَا أَن هذَيْن الإسمين ليسَا كَذَلِك وَوجه الشّبَه بالزنة أَنه على خَمْسَة أحرف أَولهَا مَفْتُوح وَثَانِيها ألف كَمَا أَنَّهَا على ذَلِك وَأَن أَوله أَيْضا حرف صَحِيح غير معتل كَمَا أَن أَولهمَا كَذَلِك وَلَيْسَ شَيْء من الْكَلم الْوَاقِعَة فِي الفواتح على زنة الْمُفْرد يعد إِلَّا ( {يس} ) وَحده وَإِنَّمَا خص بذلك من حَيْثُ كَانَ أَوله حرفا مُعْتَلًّا زَائِدا وَهُوَ الْيَاء فَخرج لأجل ذَلِك عَن حكم الإسم الْمُفْرد الَّذِي لَا يعد فعد وعدوا ( {طسم} ) من حَيْثُ لم يشبه الإسم الْمُفْرد فِي وَزنه وبنائه وَعدد حُرُوفه وَكَانَ لذَلِك جملَة مُسْتَقلَّة مشبها لما بعده من رُؤُوس آي السورتين اللَّتَيْنِ هُوَ أَولهمَا
فَإِن قَالَ لم لم يعدوا ( {طس} ) وعدوا ( {يس} ) وَكِلَاهُمَا على زنة الْمُفْرد الَّذِي لَا يعد قيل لم يعدوا ( {طس} ) لما قُلْنَاهُ من أَنه أشبه هابيل وقابيل من جِهَة الزنة وعدة الْحُرُوف وَأَن أول حُرُوفه حرف صِحَة كَمَا أَن أول حرف مِنْهُمَا وعدوا يس لما كَانَ أَوله حرف عِلّة وَهُوَ مخرجه من جملَة الْأَسْمَاء المفردة الَّتِي لَا تعد من حَيْثُ عدم وُقُوعه فِي أَولهَا فَأشبه لأجل ذَلِك الْجُمْلَة المستقلة وَالْكَلَام التَّام وشاكل أَيْضا مَا بعده من رُؤُوس الفواصل بِوُقُوع حرف الْمَدّ قبل الْحَرْف الَّذِي هُوَ آخر الْكَلِمَة الَّتِي هِيَ رَأس الْآيَة
فَإِن قَالَ لم لم يعدوا ( {طس} ) وعدوا ( {حم} ) وهما على وزن وَاحِد وَبِنَاء وَاحِد قيل لم يعدوا ( {طس} ) لأمرين أَحدهمَا لما انْفَرد عَن نَظِيره من ( {طسم} ) فِي الزنة وعدة الْحُرُوف وَالثَّانِي لما أشبه الإسم الْمُفْرد وعدوا ( {حم} ) لما لم ينْفَرد عَن نَظِيره من جملَة الحواميم بالزنة وَعدد الْحُرُوف فَوَجَبَ لذَلِك أَن يجْرِي عَلَيْهِ حكم الْجُمْلَة المستقلة وَالْكَلَام التَّام وَلما اجْتمع فِي ( {طس} ) الِانْفِرَاد عَن النظير والشبه بهابيل وقابيل وكل وَاحِد من هذَيْن الْوَجْهَيْنِ يَقْتَضِي مُخَالفَة وَجب الْخلاف وَلما انْفَرد بالزنة فَقَط لم يجب الْخلاف كَمَا وَجب فِيمَا اجْتمع فِيهِ سببان

(1/119)


فَإِن قَالَ لم عدوا ( {عسق} ) قيل عدوه من حَيْثُ أشبه الْجُمْلَة المستقلة وَالْكَلَام التَّام بِخُرُوجِهِ عَن زنة الإسم الْمُفْرد الَّذِي لَيْسَ كَذَلِك
فَإِن قَالَ لم لم يعدوا ( {ص} ) و ( {ق} ) و (ن) وَهِي حُرُوف تهج قيل لم يعدوها من حَيْثُ أشبهت الْأَسْمَاء المفردة الَّتِي على ثَلَاثَة أحرف نَحْو بَاب وَدَار وعود وحوت والأسماء المفردة لَا تعد لما لم تكن جملَة مُسْتَقلَّة وَإِنَّمَا يعد مَا كَانَ كَذَلِك أَو مشابها لَهُ أَو مشاكلا لرؤوس الْآي لَا غير فَهَذَا بَين وَاضح حسن نَافِع وَبِاللَّهِ التَّوْفِيق

(1/120)


- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بَاب ذكر مَا اخْتلف فِيهِ المدنيان من الْعدَد وَجُمْلَته سبع وَخَمْسُونَ آيَة - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بَاب ذكر مَا عد الأول دون الآخر - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
وَذَلِكَ ثَلَاثُونَ آيَة أولَاهُنَّ فِي الْبَقَرَة ( {من خلاق} ) الثَّانِي وفيهَا ( {مَاذَا يُنْفقُونَ} ) الثَّانِي وفيهَا ( {من الظُّلُمَات إِلَى النُّور} ) وَفِي هود ( {من سجيل منضود} ) وفيهَا ( {إِنَّا عاملون} ) وَفِي إِبْرَاهِيم ( {بِخلق جَدِيد} ) وَفِي الْكَهْف ( {هَذِه أبدا} ) وفيهَا ( {ذَلِك غَدا} ) وفيهَا ( {عِنْدهَا قوما} ) وَفِي طه ( {ألْقى السامري} ) وفيهَا ( {غَضْبَان أسفا} ) وفيهَا ( {وإله مُوسَى} ) وَفِي الشُّعَرَاء ( {بِهِ الشَّيَاطِين} ) وَفِي الرّوم ( {غلبت الرّوم} ) وفيهَا ( {يقسم المجرمون} ) وَفِي الزمر ( {تجْرِي من تحتهَا الْأَنْهَار} ) وَفِي الْمُؤمن ( {بني إِسْرَائِيل الْكتاب} ) وفيهَا ( {يسْحَبُونَ فِي الْحَمِيم} ) وَفِي الدُّخان ( {إِن شَجَرَة الزقوم} ) وَفِي الْوَاقِعَة ( {وحور عين} ) وفيهَا ( {قل إِن الْأَوَّلين والآخرين} ) وفيهَا ( {وَأَصْحَاب الْيَمين} ) وَفِي المجادلة ( {فِي الأذلين} ) وَفِي الطَّلَاق ( {يَا أولي الْأَلْبَاب} ) وَفِي نوح ( {وَقد أَضَلُّوا كثيرا} ) وَفِي المزمل ( {يَا أَيهَا المزمل} ) وفيهَا ( {الْولدَان شيبا} ) وَفِي المدثر ( {فِي جنَّات يتساءلون} ) وَفِي الشَّمْس ( {فَعَقَرُوهَا} ) وَفِي الْعَصْر ( {وَالْعصر} )

(1/121)


- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بَاب ذكر مَا عد الآخر دون الأول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
وَذَلِكَ سبع وَعِشْرُونَ آيَة أولَاهُنَّ فِي الْبَقَرَة ( {يَا أولي الْأَلْبَاب} ) وفيهَا ( {لَعَلَّكُمْ تتفكرون} ) الأول وفيهَا ( {الْحَيّ القيوم} ) وَفِي هود ( {حِجَارَة من سجيل} ) وَفِي إِبْرَاهِيم ( {وفرعها فِي السَّمَاء} ) وَفِي الْكَهْف ( {بَينهمَا زرعا} ) وفيهَا ( {من كل شَيْء سَببا} ) وفيهَا ( {مَا يعلمهُمْ إِلَّا قَلِيل} ) وَفِي مَرْيَم ( {فِي الْكتاب إِبْرَاهِيم} ) وَفِي طه ( {وإله مُوسَى فنسي} ) وفيهَا ( {وَعدا حسنا} ) وفيهَا ( {أَلا يرجع إِلَيْهِم قولا} ) وَفِي الرّوم ( {فِي بضع سِنِين} ) وَفِي فاطر ( {لسنة الله تبديلا} ) وَفِي الزمر ( {فبشر عباد} ) وَفِي الْمُؤمن ( {والسلاسل يسْحَبُونَ} ) وفيهَا ( {الْأَعْمَى والبصير} ) وَفِي الدُّخان ( {يغلي فِي الْبُطُون} ) وَفِي الْوَاقِعَة ( {وأباريق} ) وفيهَا ( {وَلَا تأثيما} ) وفيهَا ( {لمجموعون} ) وَفِي الطَّلَاق ( {لَهُ مخرجا} ) وَفِي الْملك ( {قد جَاءَنَا نَذِير} ) وَفِي نوح ( {ونسرا} ) وَفِي الطارق ( {يكيدون كيدا} ) وَفِي إِذا زلزلت ( {أشتاتا} ) وَفِي الْعَصْر ( {وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ} )
قَالَ الْحَافِظ وَحدثنَا فَارس بن أَحْمد قَالَ أَنا أَحْمد بن مُحَمَّد قَالَ أَنا أَحْمد ابْن عُثْمَان قَالَ أَنا الْفضل بن شَاذان عَن مُحَمَّد بن عِيسَى أَن أَبَا جَعْفَر وَشَيْبَة لم يعدا مَا عد الأول وَعدا مَا عد الآخر قَالَ مُحَمَّد وعد إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر فِي الْوَاقِعَة

(1/122)


( {وأباريق} ) وعد ( {لمجموعون} ) وعد ( {وَلَا تأثيما} ) وَلم يعد ( {وحور عين} ) وَلم يعد ( {وَأَصْحَاب الْيَمين} ) وَلم يعد ( {إِن الْأَوَّلين والآخرين} ) وعد فِي نوح ( {ونسرا} ) وَلم يعد ( {وَقد أَضَلُّوا كثيرا} )

(1/123)


- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بَاب ذكر مَا اخْتلف فِيهِ أَبُو جَعْفَر وَشَيْبَة - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
وَذَلِكَ سِتّ آيَات أخبرنَا أَبُو الْفَتْح قَالَ أَنا أَحْمد قَالَ أَنا أَبُو بكر الرَّازِيّ قَالَ أَنا أَبُو الْعَبَّاس المقرىء قَالَ قَالَ أَبُو عبد الله المقرىء فِي آل عمرَان ( {مِمَّا تحبون} ) آيَة فِي قَول شيبَة وَلَيْسَت فِي قَول أبي جَعْفَر ( {مقَام إِبْرَاهِيم} ) آيَة فِي قَول أبي جَعْفَر وَلَيْسَت فِي قَول أبي شيبَة وَفِي وَالصَّافَّات ( {وَإِن كَانُوا ليقولون} ) آيَة فِي قَول شيبَة وَلَيْسَت فِي قَول أبي جَعْفَر وَفِي عبس ( {إِلَى طَعَامه} ) آيَة فِي قَول شيبَة وَلَيْسَت فِي قَول أبي جَعْفَر قَالَ أَبُو عبد الله وعد شيبَة فِي تبَارك ( {بلَى قد جَاءَنَا نَذِير} ) وَلم يعدها أَبُو جَعْفَر وعد أَيْضا فِي إِذا الشَّمْس كورت ( {فَأَيْنَ تذهبون} )
قَالَ الْحَافِظ وَتفرد أَبُو جَعْفَر دون أهل الْعدَد بِإِسْقَاط ثَلَاث آيَات ( {وَإِن كَانُوا ليقولون} ) و ( {إِلَى طَعَامه} ) و ( {فَأَيْنَ تذهبون} ) - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بَاب ذكر الْبَيَان عَن معنى السُّورَة وَالْآيَة والفاصلة والكلمة والحرف - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
فَأَما السُّورَة فسميت بذلك لِأَنَّهَا يرْتَفع فِيهَا من منزلَة إِلَى منزلَة كسورة الْبناء

(1/124)


أنشدونا للنابغة
(ألم تَرَ أَن الله أَعْطَاك سُورَة ... ترى كل ملك دونهَا يتذبذب)
أَي منزلَة شرف ارْتَفَعت إِلَيْهَا عَن منَازِل الْمُلُوك وَقيل سميت بذلك لشرفها وارتفاعها كَمَا يُقَال لما ارْتَفع من الأَرْض سور وَقيل سميت بذلك لِأَنَّهَا قِطْعَة من الْقُرْآن على حِدة من قَول الْعَرَب للبقية سُؤْر وَجَاءَنِي سَائِر النَّاس أَي بقاياهم أَيْضا فعلى هَذَا يكون الأَصْل سؤرة بِالْهَمْز ثمَّ خففت فأبدلت واوا لانضمام مَا قبلهَا وَقيل سميت بذلك لتمامها وكمالها من قَول الْعَرَب للناقة التَّامَّة سُورَة
وَأما الْآيَة فَهِيَ الْعَلامَة أَي أَنَّهَا عَلامَة لانْقِطَاع الْكَلَام الَّذِي قبلهَا من الَّذِي بعْدهَا وانفصالها وَتقول الْعَرَب بيني وَبَيْنك فلَان آيَة أَي عَلامَة وَمن ذَلِك قَوْله تَعَالَى ( {إِن آيَة ملكه} ) أَي علامته وأنشدونا للنابغة
(توهمت آيَات لَهَا فعرفتها ... لسِتَّة أَعْوَام وَذَا الْعَام سَابِع)
أَي عَلَامَات وَقيل سميت آيَة لِأَنَّهَا جمَاعَة من الْقُرْآن وَطَائِفَة مِنْهُ كَمَا يُقَال خرج الْقَوْم بآيتهم أَي بجماعتهم وَقيل سميت آيَة لِأَنَّهَا عجب لعجز الْبشر عَن التَّكَلُّم بِمِثْلِهَا
وَقد اخْتلف النحويوين فِي أَصْلهَا فَقَالَ الْخَلِيل أَصْلهَا أيية على وزن فعلة بِفَتْح الْفَاء وَالْعين مثل أَمَنَة فَلَمَّا تحركت الْيَاء وَانْفَتح ماقبلها انقلبت ألفا

(1/125)


وَصَارَت آيَة بِهَمْزَة بعْدهَا مُدَّة وَقَالَ الْكسَائي آيية على وزن فاعلة بِكَسْر الْعين مثل آمِنَة فَلَمَّا اجْتمع المثلان وَجب الْإِدْغَام فحذفت الْيَاء الأولى فَصَارَت آيَة بياء وَاحِدَة كَالْأولِ وَقَالَ سِيبَوَيْهٍ والأخفش وَالْفراء أَصْلهَا أَيَّة بياء مُشَدّدَة قبلهَا همزَة على وزن فعلة بِإِسْكَان الْعين مثل أَنه فأبدلت الْيَاء الأولى الساكنة ألفا كَرَاهَة للتشديد فَصَارَت آيَة
وَأما الفاصلة فَهِيَ الْكَلَام التَّام الْمُنْفَصِل مِمَّا بعده وَالْكَلَام التَّام قد يكون رَأس آيَة وَكَذَلِكَ الفواصل يكن رُؤُوس آي وَغَيرهَا فَكل رَأس آيَة فاصلة وَلَيْسَ كل فاصلة رَأس آيَة فالفاصلة تعم النَّوْعَيْنِ وَتجمع الضربين
وَأما الْكَلِمَة فَهِيَ كَمَا قُلْنَاهُ قبل الصُّورَة الْقَائِمَة بِجَمِيعِ مَا يخْتَلط بهَا من الشُّبُهَات وأطول الْكَلم فِي كتاب الله عز وَجل مَا بلغ عشرَة أحرف نَحْو قَوْله ( {ليَستَخْلِفنهم} وأنلزمكموها) و ( {اقترفتموها} ) وَشبهه فَأَما قَوْله تَعَالَى ( {فأسقيناكموه} ) فَهُوَ عشرَة أحرف فِي الرَّسْم وَأحد عشر حرفا فِي اللَّفْظ وَلَا نَظِير لَهُ وأقصر الْكَلم مَا كَانَ على حرفين نَحْو مَا وَلَا وَلَك وَله وَمَا أشبه ذَلِك وَقد تكون الْكَلِمَة وَحدهَا آيَة تَامَّة نَحْو قَوْله تَعَالَى ( {وَالْفَجْر} ) و ( {وَالضُّحَى} ) و ( {وَالْعصر} ) وَكَذَلِكَ ( {الم} ) و ( {المص} ) و ( {طه} ) و ( {يس} ) و ( {حم} ) فِي قَول الْكُوفِيّين وَذَلِكَ فِي فواتح السُّور فَأَما فِي حشوهن فَلَا أعلم كلمة هِيَ وَحدهَا آيَة فِي ذَلِك إِلَّا قَوْله تَعَالَى فِي الرَّحْمَن ( {مدهامتان} ) لَا غير وَقد أَتَت كلمتان متصلتان وهما آيتان وَذَلِكَ فِي قَوْله تَعَالَى ( {حم عسق} ) على قَول الْكُوفِيّين لَا غير
وَقد تكون الْكَلِمَة فِي غير هَذَا الْآيَة الْكَامِلَة وَالْكَلَام الْقَائِم بِنَفسِهِ وَإِن كَانَ

(1/126)


أَكثر أَو أقل قَالَ الله تَعَالَى ( {وتمت كلمة رَبك الْحسنى على بني إِسْرَائِيل بِمَا صَبَرُوا} ) قيل إِنَّمَا يعي بِالْكَلِمَةِ هَا هُنَا قَوْله تبَارك وَتَعَالَى ( {ونريد أَن نمن على الَّذين استضعفوا فِي الأَرْض} ) إِلَى آخر الْآيَتَيْنِ وَقَالَ عز وَجل ( {وَجعلهَا كلمة بَاقِيَة فِي عقبه} ) وَقَالَ تَعَالَى ( {وألزمهم كلمة التَّقْوَى} ) قَالَ مُجَاهِد هِيَ لَا إِلَه إِلَّا الله وَقَالَ النَّبِي كلمتان خفيفتان على اللِّسَان ثقيلتان فِي الْمِيزَان سُبْحَانَ الله وَبِحَمْدِهِ سُبْحَانَ الله الْعَظِيم
وَقد تسمي الْعَرَب القصيدة بأسرها والقصة كلهَا كلمة فَيَقُولُونَ قَالَ قيس فِي كَلمته كَذَا وَكَذَا أَي فِي خطبَته وَقَالَ زُهَيْر فِي كَلمته كَذَا أَي فِي قصيدته وَقَالَ فلَان فِي كَلمته يعنون فِي رسَالَته فتسمى جملَة الْكَلَام كلمة إِذْ كَانَت الْكَلِمَة مِنْهَا على عَادَتهم فِي تسميتهم الشَّيْء باسم مَا هُوَ مِنْهُ وَمَا قاربه وجاوره وَمَا كَانَ لسَبَب مِنْهُ مجَازًا واتساعا
وَأما الْحَرْف فَهُوَ الشُّبْهَة الْقَائِمَة وَحدهَا من الْكَلِمَة وَذَلِكَ معنى مَا حَكَاهُ أهل اللُّغَة الْمَقْطُوع من حُرُوف المعجم وَقَول ابْن مَسْعُود فِي الْخَبَر الَّذِي قدمْنَاهُ عَنهُ فِي ( {الم} ) أَن الْألف حرف وَاللَّام حرف وَالْمِيم حرف يبين ذَلِك ويحققه وَقد يُسمى الْحَرْف كلمة وَتسَمى الْكَلِمَة حرفا على مَا بَيناهُ من الاتساع وَالْمجَاز

(1/127)


فَإِن قيل فَكيف يُسمى مَا كَانَ من حُرُوف الهجاء فِي الفواتح على حرف وَاحِد نَحْو ( {ص} ) و ( {ق} ) و ( {ن} ) حرفا أم كلمة قلت كلمة لَا حرفا وَذَلِكَ من قبل أَن الْحَرْف الَّذِي هُوَ الشُّبْهَة وَحدهَا لَا يسكت عَلَيْهِ وَلَا ينْفَرد وَحده فِي الصُّورَة وَلَا ينْفَصل مِمَّا يخْتَلط بِهِ وَهَذِه الْحُرُوف مسكوت عَلَيْهَا مُنْفَرِدَة مُنْفَصِلَة كانفراد الْكَلم وانفصالهن فَلذَلِك سميت كَلِمَات لَا حروفا
قَالَ الْحَافِظ وَقد يكون الْحَرْف فِي غير هَذَا الْمَذْهَب وَالْوَجْه قَالَ الله عز وَجل ( {وَمن النَّاس من يعبد الله على حرف} ) أَي على وَجه وَمذهب وَمن ذَلِك قَول النَّبِي أنزل الْقُرْآن على سَبْعَة أحرف أَي أوجه من اللُّغَات

(1/128)


- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بَاب ذكر مَا جَاءَ فِي تعشير الْمَصَاحِف وتخميسها ورسم فواتح السُّور ورؤوس الْآي وَمن كره ذَلِك وَمن ترخص فِيهِ من الْعلمَاء - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
حَدثنَا خلف بن إِبْرَاهِيم المقرىء قَالَ أَنا أَحْمد بن مُحَمَّد قَالَ أَنا عَليّ بن عبد الْعَزِيز قَالَ أَنا الْقَاسِم بن سَلام قَالَ أَنا أَبُو بكر بن عَيَّاش قَالَ أَنا أَبُو حُصَيْن عَن يحيى بن وثاب عَن مَسْرُوق عَن عبد الله أَنه كره التعشير فِي الْمُصحف
قَالَ الْحَافِظ انا خلف بن إِبْرَاهِيم قَالَ انا أَحْمد بن مُحَمَّد قَالَ أَنا عَليّ قَالَ أَنا أَبُو عبيد قَالَ أَنا عبد الرَّحْمَن بن مهْدي عَن زَائِدَة بن قدامَة عَن أبي حُصَيْن عَن يحيى بن وثاب عَن مَسْرُوق عَن عبد الله انه كَانَ يحك التعشير من الْمُصحف
قَالَ الْحَافِظ أخبرنَا خلف بن إِبْرَاهِيم قَالَ أَنا أَحْمد بن مُحَمَّد قَالَ نَا عَليّ قَالَ نَا الْقَاسِم قَالَ أَنا عبد الرَّحْمَن عَن سُفْيَان عَن لَيْث عَن مُجَاهِد انه كره التعشير وَالطّيب فِي الْمُصحف
قَالَ الْحَافِظ حَدثنِي أَبُو مُحَمَّد عبد الْملك بن الْحسن قَالَ أَنا عبد الْعَزِيز بن الْفَرح قَالَ أَنا الْمِقْدَام بن دَاوُد قَالَ أَنا عبد الله بن عبد الحكم قَالَ أَنا أَشهب سَمِعت مَالِكًا وَسُئِلَ عَن العشور الَّتِي تكون فِي الْمُصحف بالحمرة وَغَيرهَا من

(1/129)


الألوان فكره ذَلِك وَقَالَ تعشير الْمُصحف بالحبر لَا بَأْس بِهِ وَسُئِلَ عَن الْمَصَاحِف يكْتب فِيهَا خَوَاتِم السُّور فِي كل سُورَة مَا فِيهَا من آيَة فَقَالَ إِنِّي أكره ذَلِك فِي أُمَّهَات الْمَصَاحِف أَن يكْتب فِيهَا شَيْء أَو تشكل فَأَما مَا يتَعَلَّم فِيهِ الغلمان من الْمَصَاحِف فَلَا أرى بذلك بَأْسا قَالَ أَشهب ثمَّ أخرج إِلَيْنَا مُصحفا لجده كتبه إِذْ كتب عُثْمَان الْمَصَاحِف فَرَأَيْنَا خواتمه من حبر على عمل السلسلة فِي طول السطر ورأيته معجوم الْآي بالحبر
قَالَ الْحَافِظ أخبرنَا فَارس بن أَحْمد قَالَ أَنا أَحْمد بن مُحَمَّد قَالَ أَنا أَحْمد ابْن عُثْمَان قَالَ أَنا الْفضل بن شَاذان قَالَ أَنا أَحْمد بن يزِيد قَالَ أَنا الْعَبَّاس بن وليد قَالَ أَنا فديك من أهل قيسارة قَالَ أَنا الْأَوْزَاعِيّ قَالَ سَمِعت قَتَادَة يَقُول بدؤوا فنقطوا ثمَّ خمسوا ثمَّ عشروا
قَالَ الْحَافِظ أخبرنَا الخاقاني قَالَ أَنا أَحْمد الْمَكِّيّ قَالَ أَنا عَليّ قَالَ أَنا الْقَاسِم قَالَ أَنا يزِيد عَن هِشَام عَن ابْن سِيرِين أَنه كَانَ يكره الفواتح والعواشر الَّتِي فِيهَا قَاف وكاف
قَالَ الْحَافِظ أخبرنَا فَارس بن أَحْمد قَالَ أَنا أَحْمد بن مُحَمَّد قَالَ أَنا أَبُو بكر الرَّازِيّ قَالَ أَنا الْفضل قَالَ أَنا مُحَمَّد بن عِيسَى قَالَ أَنا إِبْرَاهِيم بن مُوسَى قَالَ أَنا الْوَلِيد بن مُسلم قَالَ أَنا الْأَوْزَاعِيّ قَالَ سَمِعت يحيى بن أبي كثير يَقُول كَانَ الْقُرْآن مُجَردا فِي الْمَصَاحِف فَأول مَا أَحْدَثُوا فِيهِ النقط على التَّاء وَالْيَاء وَقَالُوا لَا بَأْس بِهِ وَهُوَ نور لَهُ ثمَّ أَحْدَثُوا فِيهِ نقطا عِنْد مُنْتَهى الْآي ثمَّ أَحْدَثُوا فِيهِ الفواتح

(1/130)


والخواتم
قَالَ الْحَافِظ أخبرنَا الخاقاني قَالَ أَنا أَحْمد الْمَكِّيّ قَالَ أَنا عَليّ قَالَ أَنا أَبُو عبيد قَالَ أَنا مُحَمَّد بن كثير عَن الْأَوْزَاعِيّ عَن يحيى بن أبي كثير قَالَ مَا كَانُوا يعْرفُونَ شَيْئا مِمَّا أحدث فِي هَذِه الْمَصَاحِف إِلَّا هَذِه النقط الثَّلَاث عِنْد رُؤُوس الْآيَات
قَالَ الْحَافِظ اُخْبُرْنَا خلف بن أَحْمد بن هَاشم قَالَ أَنا زِيَاد بن عبد الرَّحْمَن قَالَ أَنا مُحَمَّد بن يحيى بن حميد قَالَ أَنا مُحَمَّد بن يحيى بن سَلام قَالَ أَنا أبي قَالَ حَدثنِي حَمَّاد بن سَلمَة عَن أبي حَمْزَة قَالَ رأى إِبْرَاهِيم النَّخعِيّ فِي مصحفي فَاتِحَة سُورَة كَذَا وَكَذَا وفاتحة سُورَة كَذَا وَكَذَا فَقَالَ لي امحه فَإِن عبد الله بن مَسْعُود قَالَ لَا تخلطوا فِي كتاب الله مَا لَيْسَ فِيهِ
قَالَ الْحَافِظ أخبرنَا خلف بن إِبْرَاهِيم قَالَ أَنا أَحْمد بن مُحَمَّد قَالَ أَنا عَليّ قَالَ أَنا الْقَاسِم قَالَ أَنا يحيى بن سعيد عَن أبي بكر السراج قَالَ قلت لأبي رزين أأكتب فِي مصحفي سُورَة كَذَا وَكَذَا قَالَ إِنِّي أَخَاف أَن ينشأ قوم لَا يعرفونه فيظنوا أَنه من الْقُرْآن
قَالَ الْحَافِظ وَهَذِه الْأَخْبَار كلهَا تؤذن بِأَن التعشير والتخميس وفواتح السُّور ورؤوس الْآي من عمل الصَّحَابَة رضوَان الله عَلَيْهِم فأداهم إِلَى عمله الِاجْتِهَاد وَأرى أَن من كره ذَلِك مِنْهُم وَمن غَيرهم إِنَّمَا كره أَن يعْمل بالألوان كالحمرة والصفرة وَغَيرهمَا لَا أَن لَا يعْمل أصلا على أَن الْمُسلمين فِي سَائِر الْآفَاق قد أطبقوا على جَوَاز ذَلِك واستعمالهم فِي الْأُمَّهَات وَغَيرهَا وَالْجرْح وَالْخَطَأ مرتفعان عَنْهُم فِي مَا أطبقوا عَلَيْهِ إِن شَاءَ الله تَعَالَى

(1/131)


- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بَاب ذكر الْمَكِّيّ وَالْمَدَنِي من الْقُرْآن - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
أخبرنَا سَلمُون بن دَاوُد الْقَرَوِي قَالَ أَنا مُحَمَّد بن عبد الله بن إِبْرَاهِيم قَالَ أَنا مُحَمَّد بن بشر بن مطر قَالَ أَنا ابْن بِلَال قَالَ أَنا قيس بن الرّبيع عَن الْأَعْمَش عَن إِبْرَاهِيم عَن عَلْقَمَة عَن عبد الله قَالَ كل شَيْء فِي الْقُرْآن ( {يَا أَيهَا النَّاس} ) أنزل بِمَكَّة وكل شَيْء فِي الْقُرْآن ( {يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا} ) أنزل بِالْمَدِينَةِ
قَالَ الْحَافِظ اُخْبُرْنَا خلف بن إِبْرَاهِيم قَالَ أَنا أَحْمد بن مُحَمَّد قَالَ أَنا عَليّ بن عبد الْعَزِيز قَالَ أَنا الْقَاسِم بن سَلام قَالَ أَنا أَبُو مُعَاوِيَة عَن خلف بن هَاشم عَن أَبِيه قَالَ مَا كَانَ من حد أَو فَرِيضَة فَإِنَّهُ أنزل بِالْمَدِينَةِ وَمَا كَانَ من ذكر الْأُمَم وَالْعَذَاب فَإِنَّهُ أنزل بِمَكَّة
قَالَ الْحَافِظ أخبرنَا مُحَمَّد بن عبد الله المقرىء قَالَ أَنا أبي قَالَ أَنا عَليّ بن الْحسن قَالَ أَنا أَحْمد بن مُوسَى قَالَ أَنا يحيى بن سَلام قَالَ مَا نزل بِمَكَّة وَمَا نزل بطرِيق الْمَدِينَة قبل أَن يبلغ النَّبِي الْمَدِينَة فَهُوَ من الْمَكِّيّ وَمَا أنزل على النَّبِي فِي أَسْفَاره بعد مَا قدم الْمَدِينَة فَهُوَ من الْمدنِي وَمَا كَانَ من الْقُرْآن ( {يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا} ) فَهُوَ مدنِي وَمَا كَانَ ( {يَا أَيهَا النَّاس} ) فَمِنْهُ مكي ومدني وَأَكْثَره مكي
قَالَ الْحَافِظ أخبرنَا عبد الرَّحْمَن بن عبد الله الفرضي قَالَ أَنا عَليّ بن مُحَمَّد بن زيد

(1/132)


قَالَ أَنا الْقَاسِم بن مُحَمَّد الدَّلال قَالَ أَنا أَسد بن زيد حَدثنِي أنس يَعْنِي ابْن أبي الْقَاسِم عَن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن عَن الحكم عَن مُجَاهِد قَالَ فَاتِحَة الْكتاب مَدَنِيَّة وَمِمَّا دخل من الْمدنِي فِي الْمَكِّيّ فِي الْأَعْرَاف قَوْله تَعَالَى ( {واسألهم عَن الْقرْيَة الَّتِي كَانَت حَاضِرَة الْبَحْر} ) الْآيَة كلهَا
قَالَ الْحَافِظ أخبرنَا الخاقاني قَالَ أَنا أَحْمد الْمَكِّيّ قَالَ أَنا عَليّ قَالَ أَنا أَبُو عبيد قَالَ أَنا عبد الرَّحْمَن عَن سُفْيَان عَن ابْن أبي نجيح عَن مُجَاهِد قَالَ نزلت فَاتِحَة الْكتاب بِالْمَدِينَةِ
قَالَ الْحَافِظ أخبرنَا فَارس بن أَحْمد قَالَ أَنا أَحْمد بن مُحَمَّد قَالَ أَنا أَحْمد ابْن عُثْمَان قَالَ أَنا الْفضل بن شَاذان قَالَ أَنا إِبْرَاهِيم بن مُوسَى قَالَ أَنا يزِيد ابْن زُرَيْع قَالَ أَنا سعيد عَن قَتَادَة قَالَ الْمدنِي الْبَقَرَة وَآل عمرَان وَالنِّسَاء والمائدة والأنفال وَبَرَاءَة والرعد وَالْحج والنور والأحزاب و ( {الَّذين كفرُوا} ) و ( {إِنَّا فتحنا لَك فتحا مُبينًا} ) و ( {يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا لَا تقدمُوا بَين يَدي الله وَرَسُوله} ) والمسبحات من سُورَة الْحَدِيد إِلَى ( {يَا أَيهَا النَّبِي إِذا طلّقْتُم النِّسَاء} ) و ( {يَا أَيهَا النَّبِي لم تحرم} ) و ( {لم يكن الَّذين كفرُوا} ) و ( {إِذا زلزلت} ) و ( {إِذا جَاءَ نصر الله} ) مدنِي وَمَا بَقِي مكي

(1/133)


وَذكر أَن من أول النَّحْل إِلَى ذكر الْهِجْرَة مكي وَسَائِر ذَلِك مدنِي وَذكر أَن أول ( {الم أَحسب النَّاس} ) إِلَى قَوْله ( {وليعلمن الْمُنَافِقين} ) مدنِي وسائرها مكي وَذكر الْآيَتَيْنِ اللَّتَيْنِ فِي إِبْرَاهِيم ( {ألم تَرَ إِلَى الَّذين بدلُوا نعْمَة الله كفرا} ) إِلَى قَوْله ( {وَبئسَ الْقَرار} ) مدنِي وسائرها مكي ( {وَلَو أَن قُرْآنًا سيرت بِهِ الْجبَال} ) إِلَى هَذِه الْآيَة ( {حَتَّى يَأْتِي وعد الله} ) مدنِي وسائرها مكي وَذكر فِي الْأَعْرَاف هَذِه الْآيَة ( {واسألهم عَن الْقرْيَة الَّتِي كَانَت حَاضِرَة الْبَحْر} ) مَدَنِيَّة وَفِي الْحَج ( {وَمَا أرسلنَا من قبلك من رَسُول وَلَا نَبِي إِلَّا إِذا تمنى ألْقى الشَّيْطَان فِي أمْنِيته} ) إِلَى قَوْله تَعَالَى ( {أَو يَأْتِيهم عَذَاب يَوْم عقيم} )
قَالَ الْحَافِظ أخبرنَا خلف بن إِبْرَاهِيم قَالَ أَنا أَحْمد بن مُحَمَّد الْمَكِّيّ قَالَ أَنا عَليّ بن عبد الْعَزِيز قَالَ أَنا الْقَاسِم بن سَلام قَالَ أَنا عبد الله بن صَالح عَن عَليّ ابْن أبي طَلْحَة قَالَ نزلت بِالْمَدِينَةِ سُورَة الْبَقَرَة وَآل عمرَان وَالنِّسَاء والمائدة والأنفال وَبَرَاءَة وَالْحج والنور والأحزاب و ( {الَّذين كفرُوا} ) وَالْفَتْح وَالْحَدِيد والمجادلة والحشر والممتحنة والحواريون والتغابن و ( {يَا أَيهَا النَّبِي إِذا طلّقْتُم النِّسَاء} ) و ( {يَا أَيهَا النَّبِي لم تحرم} ) وَالْفَجْر ( {وَاللَّيْل إِذا يغشى} ) و ( {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَة الْقدر} ) و ( {لم يكن} ) و ( {إِذا زلزلت} ) و ( {إِذا جَاءَ نصر الله} ) وَسَائِر ذَلِك بِمَكَّة

(1/134)


قَالَ الْحَافِظ وَلم يذكر عَليّ بن أبي طَلْحَة فِي الْمدنِي والحجرات وَالْجُمُعَة وَالْمُنَافِقِينَ وَهن ثلاثتهن مدنيات بِإِجْمَاع
قَالَ الْحَافِظ أخبرنَا فَارس بن أَحْمد المقرىء قَالَ أَنا أَحْمد بن إِسْمَاعِيل قَالَ اُخْبُرْنَا أَحْمد بن مُحَمَّد الرَّازِيّ قَالَ أَنا الْفضل بن شَاذان قَالَ قَالَ عَطاء بن يسَار الْحَمد مَدَنِيَّة وَالْقدر مَدَنِيَّة والفلق مَدَنِيَّة وَالنَّاس مَدَنِيَّة قَالَ وَقَالَ الرَّعْد وَالْحج والرحمن والصف والتغابن وَإِذا زلزلت مكيات قَالَ وَقَالَ نزلت الْأَنْعَام جملَة وَاحِدَة بِمَكَّة وَهِي مَكِّيَّة إِلَّا ثَلَاث آيَات مِنْهَا نزلت بِالْمَدِينَةِ ( {قل تَعَالَوْا أتل مَا حرم ربكُم عَلَيْكُم} ) إِلَى قَوْله تَعَالَى ( {وَأَن هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبعُوهُ} )
قَالَ الْحَافِظ أخبرنَا فَارس بن أَحْمد قَالَ أَنا أَحْمد بن مُحَمَّد قَالَ أَنا أَحْمد بن عُثْمَان قَالَ أَنا الْفضل قَالَ أَنا أَحْمد بن يزِيد قَالَ أَنا أَبُو كَامِل فُضَيْل بن حُسَيْن قَالَ أَنا حسان بن إِبْرَاهِيم قَالَ أَنا أُميَّة الْأَزْدِيّ عَن جَابر بن زيد قَالَ أنزل على النَّبِي من الْقُرْآن أول مَا أنزل بِمَكَّة ( {اقْرَأ باسم رَبك الَّذِي خلق} ) ثمَّ ( {ن والقلم} ) ثمَّ ( {يَا أَيهَا المزمل} ) ثمَّ ( {يَا أَيهَا المدثر} ) ثمَّ ( {تبت يدا أبي لَهب} ) ثمَّ ( {إِذا الشَّمْس كورت} ) ثمَّ ( {سبح اسْم رَبك الْأَعْلَى} ) ثمَّ ( {وَاللَّيْل إِذا يغشى} ) ثمَّ وَالْفَجْر ثمَّ وَالضُّحَى ثمَّ ( {ألم نشرح} ) ثمَّ وَالْعصر ثمَّ وَالْعَادِيات ثمَّ ( {إِنَّا أعطيناك الْكَوْثَر} ) ثمَّ ( {أَلْهَاكُم التكاثر} ) ثمَّ ( {أَرَأَيْت الَّذِي يكذب بِالدّينِ} ) ثمَّ ( {قل يَا أَيهَا الْكَافِرُونَ} ) ثمَّ ( {ألم تَرَ كَيفَ فعل رَبك} ) ثمَّ ( {قل أعوذ بِرَبّ الفلق} ) ثمَّ ( {قل أعوذ بِرَبّ النَّاس} ) ثمَّ ( {قل هُوَ الله أحد} ) ثمَّ ( {والنجم إِذا هوى} ) ثمَّ ( {عبس وَتَوَلَّى} ) ثمَّ ( {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ} ) ثمَّ ( {وَالشَّمْس وَضُحَاهَا} ) ثمَّ ( {وَالسَّمَاء ذَات البروج} ) ثمَّ والتين ثمَّ ( {لِإِيلَافِ قُرَيْش} ) ثمَّ القارعة ثمَّ ( {لَا} )

(1/135)


{أقسم بِيَوْم الْقِيَامَة} ) ثمَّ ( {ويل لكل همزَة} ) ثمَّ والمرسلات ثمَّ ( {ق وَالْقُرْآن الْمجِيد} ) ثمَّ ( {لَا أقسم بِهَذَا الْبَلَد} ) ثمَّ ( {وَالسَّمَاء والطارق} ) ثمَّ ( {اقْتَرَبت السَّاعَة} ) ثمَّ ( {ص وَالْقُرْآن} ) ثمَّ الْأَعْرَاف ثمَّ الْجِنّ ثمَّ يس ثمَّ الْفرْقَان ثمَّ الْمَلَائِكَة ثمَّ مَرْيَم ثمَّ طه ثمَّ الْوَاقِعَة ثمَّ طسم الشُّعَرَاء ثمَّ طس النَّمْل ثمَّ طسم الْقَصَص ثمَّ بني إِسْرَائِيل ثمَّ التَّاسِعَة يَعْنِي يُونُس ثمَّ هود ثمَّ يُوسُف ثمَّ الْحجر ثمَّ الْأَنْعَام ثمَّ الصافات ثمَّ لُقْمَان ثمَّ سبأ ثمَّ الزمر ثمَّ حم الْمُؤمن ثمَّ حم السَّجْدَة ثمَّ حم الزخرف ثمَّ حم الدُّخان ثمَّ الجاثية ثمَّ الْأَحْقَاف ثمَّ والذاريات ثمَّ ( {هَل أَتَاك حَدِيث الغاشية} ) ثمَّ الْكَهْف ثمَّ حم عسق ثمَّ إِبْرَاهِيم ثمَّ الْأَنْبِيَاء ثمَّ النَّحْل أَرْبَعِينَ آيَة وبقيتها بِالْمَدَنِيَّةِ ثمَّ تَنْزِيل السَّجْدَة ثمَّ ( {إِنَّا أرسلنَا} ) ثمَّ وَالطور ثمَّ الْمُؤْمِنُونَ ثمَّ ( {تبَارك الَّذِي بِيَدِهِ الْملك} ) ثمَّ الحاقة ثمَّ ( {سَأَلَ سَائل} ) ثمَّ ( {عَم يتساءلون} ) ثمَّ والنازعات ثمَّ ( {إِذا السَّمَاء انفطرت} ) ثمَّ ( {إِذا السَّمَاء انشقت} ) ثمَّ الرّوم ثمَّ العنكبوت ثمَّ ( {ويل لِلْمُطَفِّفِينَ} )
فَذَلِك مَا أنزل عَلَيْهِ بِمَكَّة خمس وَثَمَانُونَ سُورَة إِلَّا من سُورَة النَّحْل فَإِنَّهُ أنزل عَلَيْهِ بِمَكَّة أَرْبَعُونَ آيَة وبقيتها بِالْمَدِينَةِ وَمَا أنزل بِالْمَدِينَةِ ثَمَان وَعِشْرُونَ سُورَة سوى سُورَة النَّحْل فَإِنَّهُ أنزل بِمَكَّة من سُورَة النَّحْل أَرْبَعُونَ آيَة وبقيتها بِالْمَدِينَةِ
وَأنزل عَلَيْهِ بعد مَا قدم الْمَدِينَة سُورَة الْبَقَرَة ثمَّ آل عمرَان ثمَّ الْأَنْفَال ثمَّ الْأَحْزَاب ثمَّ الْمَائِدَة ثمَّ الممتحنة ثمَّ النِّسَاء ثمَّ ( {إِذا زلزلت} ) ثمَّ الْحَدِيد ثمَّ سُورَة مُحَمَّد ثمَّ الرَّعْد ثمَّ الرَّحْمَن ثمَّ ( {هَل أَتَى على الْإِنْسَان} ) ثمَّ سُورَة

(1/136)


النِّسَاء الْقصرى ثمَّ ( {لم يكن الَّذين كفرُوا} ) ثمَّ الْحَشْر ثمَّ ( {إِذا جَاءَ نصر الله وَالْفَتْح} ) ثمَّ النُّور ثمَّ الْحَج ثمَّ المُنَافِقُونَ ثمَّ المجادلة ثمَّ الحجرات ثمَّ ( {يَا أَيهَا النَّبِي لم تحرم} ) ثمَّ الْجُمُعَة ثمَّ التغابن ثمَّ سبح الحواريون ثمَّ ( {إِنَّا فتحنا لَك فتحا} ) ثمَّ التَّوْبَة ثمَّ خَاتِمَة الْفرْقَان فَذَلِك ثَمَان وَعِشْرُونَ سُورَة
وَآخر آيَة أنزلت قَوْله تَعَالَى ( {فَإِن توَلّوا فَقل حسبي الله لَا إِلَه إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ توكلت وَهُوَ رب الْعَرْش الْعَظِيم} )
وَأنزل على النَّبِي فِي أَسْفَاره أَربع آيتات آيتان مِنْهُنَّ أَنْزَلَتَا عَلَيْهِ وَهُوَ قاطن بِمَكَّة إِحْدَاهمَا قَوْله تَعَالَى ( {إِن الَّذِي فرض عَلَيْك الْقُرْآن لرادك إِلَى معاد} ) نزلت عَلَيْهِ فِيمَا يُقَال وَهُوَ بِالْجُحْفَةِ وَالثَّانيَِة ( {واسأل من أرسلنَا من قبلك من رسلنَا} ) إِلَى آخرهَا قيل نزلت عَلَيْهِ بِالشَّام لَيْلَة أسرِي بِهِ والآيتان الأخريان نزلتا عَلَيْهِ وَهُوَ قاطن بِالْمَدِينَةِ إِحْدَاهمَا قَوْله تَعَالَى ( {يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا إِذا قُمْتُم إِلَى الصَّلَاة} ) إِلَى آخرهَا نزلت عَلَيْهِ وَهُوَ بِذَات الْجَيْش وَالثَّانيَِة ( {الْيَوْم أكملت لكم دينكُمْ} ) إِلَى قَوْله تَعَالَى ( {دينا} ) نزلت عَلَيْهِ وَهُوَ بِعَرَفَة

(1/137)


قَالَ الْحَافِظ أخبرنَا خلف بن إِبْرَاهِيم قَالَ أَنا أَحْمد بن مُحَمَّد قَالَ أَنا عَليّ بن عبد الْعَزِيز قَالَ أَنا الْقَاسِم بن سَلام قَالَ أَنا هشيم قَالَ أَنا أَبُو بشر عَن سعيد بن جُبَير فِي قَوْله عز وَجل ( {وَلَقَد آتيناك سبعا من المثاني} ) قَالَ هِيَ السَّبع الطوَال الْبَقَرَة وَآل عمرَان وَالنِّسَاء والمائدة والأنعام والأعراف وَيُونُس قَالَ وَقَالَ مُجَاهِد هِيَ السَّبع الطوَال
قَالَ الْحَافِظ وكل مَا أذكر فِي كتابي هَذَا من مكي السُّور ومدنيها وَعدد حروفها وكلمها فَهُوَ مَا حَدثنِي بِهِ فَارس بن أَحْمد المقرىء قَالَ أَنا أَحْمد بن مُحَمَّد قَالَ أَنا أَحْمد ابْن عُثْمَان قَالَ أَنا أَبُو الْعَبَّاس المقرىء قَالَ أَنا مُحَمَّد بن حميد قَالَ انا سَلمَة بن الْفضل عَن مُحَمَّد بن إِسْحَاق عَن بعض أَصْحَابه عَن عَطاء بن يسَار الْمدنِي ح وَحدثنَا بِالْمَكِّيِّ وَالْمَدَنِي سُورَة سُورَة مُحَمَّد بن عبد الله المري قَالَ انا أبي قَالَ أَنا عَليّ بن الْحسن قَالَ أَنا أَحْمد بن مُوسَى قَالَ أَنا يحيى بن سَلام الْبَصْرِيّ عَن أئمته
قَالَ الْحَافِظ وَأَنا الْآن مبتدىء بِذكر السُّور وَعدد آيهن على الِاتِّفَاق وَالِاخْتِلَاف وَجُمْلَة كلمهن وحروفهن وأذكر نظائرهن فِي الْعدَد وَمَا لَا نَظِير لَهُ فِيهِ وَمَا فِي كل سُورَة من الفواصل اللَّاتِي يشبهن رُؤُوس الْآي وَلَيْسَ بِهن بِإِجْمَاع لتتوفر بذلك فَائِدَة كتابي هَذَا ويستغني النَّاظر فِيهِ عَن مطالعة غَيره من الْكتب إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَبِاللَّهِ التَّوْفِيق

(1/138)