التبيان في إعراب القرآن وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ
طَيْرًا أَبَابِيلَ (3) تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ
(4) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ (5)
سُورَةُ الْفِيلِ.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
قَالَ تَعَالَى: (وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ
(3) تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ (4) فَجَعَلَهُمْ
كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ (5)) .
قَوْلُهُ تَعَالَى: (أَبَابِيلَ) : قِيلَ: هُوَ جَمْعٌ لَا
وَاحِدَ لَهُ مِنْ لَفْظِهِ. وَقِيلَ: وَاحِدُهُ إِبَّوْلٌ
كَعِجَّوْلٍ. وَقِيلَ: وَاحِدُهُ إِبَّيْلٌ؛ وَقِيلَ:
إِبَّالٌ. وَ (تَرْمِيهِمْ) : نَعْتٌ لِطَيْرٍ. وَالْكَافُ
مَفْعُولٌ ثَانٍ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
(2/1304)
لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ
(1) إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ (2)
فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ (3) الَّذِي
أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ (4)
سُورَةُ قُرَيْشٍ.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
هُوَ تَصْغِير التَّرْخِيم لِأَن القرش الْجمع وَالْفَاعِل على
قارش فقياسه قويرش فرخم وَصغر
قَالَ تَعَالَى: (لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ (1) إِيلَافِهِمْ
رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ (2)) .
«اللَّامُ» مُتَعَلِّقَةٌ بِقَوْلِهِ تَعَالَى:
(فَلْيَعْبُدُوا) : أَيْ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ تَعَالَى مِنْ
أَجْلِ إِلْفِهِمْ، وَلَا تَمْنَعُ [الْفَاءُ] مِنْ ذَلِكَ.
وَقِيلَ: تَتَعَلَّقُ بِـ «جَعَلَهُمْ» مِنَ السُّورَةِ
قَبْلَهَا؛ لِأَنَّهُمَا كَالسُّورَةِ الْوَاحِدَةِ.
وَقِيلَ: التَّقْدِيرُ: اعْجَبُوا لِإِيلَافٍ. وَفِيهِ
قِرَاءَاتٌ: إِحْدَاهَا: إِلْفٌ، وَهُوَ مَصْدَرُ أَلِفَ
يَأْلَفُ. وَالثَّانِيَةُ: إِلَافٌ، مِثْلُ كِتَابٍ وَقِيَامٍ.
وَالثَّالِثَةُ: إِيلَافٌ، وَالْفِعْلُ مِنْهُ آلَفَ
مَمْدُودًا.
وَالرَّابِعَةُ: إِئْلَافٌ - بِهَمْزَتَيْنِ أُخْرِجَ عَلَى
الْأَصْلِ، وَهُوَ شَاذٌّ فِي الِاسْتِعْمَالِ [وَالْقِيَاسِ]
. وَالْخَامِسَةُ: بِهَمْزَةٍ مَكْسُورَةٍ بَعْدَهَا يَاءٌ
سَاكِنَةٌ بَعْدَهَا هَمْزَةٌ مَكْسُورَةٌ، وَهُوَ بَعِيدٌ،
وَوَجْهُهُ أَنَّهُ أَشْبَعَ الْكَسْرَةَ، فَنَشَأَتِ
الْيَاءُ، وَقَصَدَ بِذَلِكَ الْفَصْلَ بَيْنَ الْهَمْزَتَيْنِ
كَالْأَلِفِ فِي أَأَنْذَرْتَهُمْ.
وَ (إِيلَافِ) بَدَلٌ مِنَ الْأُولَى. وَ (رِحْلَةَ) :
مَعْمُولُ الْمَصْدَرِ.
قَالَ تَعَالَى: (الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ
مِنْ خَوْفٍ (4)) .
قَوْلُهُ تَعَالَى: (مِنْ جُوعٍ) : وَ (مِنْ خَوْفٍ) أَيْ مِنْ
أَجْلِ جُوعٍ.
وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ حَالًا؛ أَيْ أَطْعَمَهُمْ جَائِعِينَ.
وَاللَّهُ أَعْلَمُ
(2/1305)
فَذَلِكَ الَّذِي
يَدُعُّ الْيَتِيمَ (2)
سُورَةُ الْمَاعُونِ.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
قَالَ تَعَالَى: (فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ (2)) .
قَوْلُهُ تَعَالَى: (فَذَلِكَ) : الْفَاءُ جَوَابُ شَرْطٍ
مُقَدَّرٌ، تَقْدِيرُهُ: إِنْ تَأَمَّلْتَهُ، أَوْ إِنْ
طَلَبْتَ عِلْمَهُ. وَ (يَدُعُّ) - بِالتَّشْدِيدِ: يَدْفَعُ.
وَقُرِئَ بِفَتْحِ الدَّالِ وَتَخْفِيفِ الْعَيْنِ؛ أَيْ
يُهْمِلُهُ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ
(2/1306)
فَصَلِّ لِرَبِّكَ
وَانْحَرْ (2) إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (3)
سُورَةُ الْكَوْثَرِ.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
قَالَ تَعَالَى: (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2) إِنَّ
شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (3)) .
قَوْلُهُ تَعَالَى: (فَصَلِّ) : الْفَاءُ لِلتَّعْقِيبِ؛ أَيْ
عَقِبَ انْقِضَاءِ الصَّلَاةِ. وَ (هُوَ) : مُبْتَدَأٌ، أَوْ
تَوْكِيدٌ، أَوْ فَصْلٌ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
(2/1306)
قُلْ يَا أَيُّهَا
الْكَافِرُونَ (1) لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (2)
سُورَةُ الْكَافِرُونَ.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
قَالَ تَعَالَى: (قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1) لَا
أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (2)) .
قَوْلُهُ تَعَالَى: (مَا تَعْبُدُونَ) : يَجُوزُ أَنْ تَكُونَ
«مَا» بِمَعْنَى الَّذِي، وَالْعَائِدُ مَحْذُوفٌ؛ وَأَنْ
تَكُونَ مَصْدَرِيَّةً وَلَا حَذْفَ. وَالتَّقْدِيرُ: لَا
أَعْبُدُ مِثْلَ عِبَادَتِكُمْ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
(2/1307)
|