الناسخ والمنسوخ للنحاس سُورَةُ الرَّعْدِ
(1/535)
قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا يَمُوتٌ،
بِإِسْنَادِهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «سُورَةُ الرَّعْدِ
نَزَلَتْ بِمَكَّةَ فَهِيَ مَكِّيَّةٌ»
(1/535)
وَرَوَى حُمَيْدٌ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ:
«سُورَةُ الرَّعْدِ مَكِّيَّةٌ لَيْسَ فِيهَا نَاسِخٌ وَلَا
مَنْسُوخٌ»
(1/535)
وَرَوَى سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: "
سُورَةُ الرَّعْدِ مَدَنِيَّةٌ إِلَّا آيَةً وَاحِدَةً،
قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا
تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ} [الرعد: 31] الْآيَةَ "
وَالْقَوْلُ الْأَوَّلُ أَوْلَى لِأَنَّهُ الْمُتَعَارَفُ
(1/535)
كَمَا حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ
الْأَزْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ،
قَالَ: حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا [ص:536] أَبُو
عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، قَالَ قُلْتُ لِسَعِيدِ بْنِ
جُبَيْرٍ: {وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ} [الرعد: 43]
أَهُو عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَّامٍ، قَالَ: " كَيْفَ يَكُونُ
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَّامٍ وَالسُّورَةُ مَكِّيَّةٌ؟ قَالَ:
وَكَانَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ يَقْرَأُ {وَمَنْ عِنْدَهُ
عِلْمُ الْكِتَابِ} [الرعد: 43] قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ:
أَنْكَرَ هَذَا سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ لِأَنَّ السُّورَةَ
مَكِّيَّةٌ وعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَّامٍ إِنَّمَا أَسْلَمَ
بِالْمَدِينَةِ
(1/535)
سُورَةُ إِبْرَاهِيمَ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
(1/537)
قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا يَمُوتٌ،
بِإِسْنَادِهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " سُورَةُ
إِبْرَاهِيمَ نَزَلَتْ بِمَكَّةَ فَهِيَ مَكِّيَّةٌ سِوَى
آيَتَيْنِ مِنْهَا نَزَلَتِا بِالْمَدِينَةِ وَهُمَا قَوْلُهُ:
{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللَّهِ
كُفْرًا} [إبراهيم: 28] إِلَى آخِرِ الْآيَتَيْنِ نَزَلَتَا
فِي قَتْلَى بَدْرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ " وَرَوَى، سَعِيدٌ،
عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: " سُورَةُ إِبْرَاهِيمَ مَكِّيَّةٌ
إِلَّا آيَتَيْنِ مِنْهَا نَزَلَتَا بِالْمَدِينَةِ قَوْلُهُ
تَعَالَى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ
اللَّهِ كُفْرًا} [إبراهيم: 28] إِلَى {وَبِئْسَ الْقَرَارُ}
[إبراهيم: 29] قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: وَالَّذِي قَالَهُ
قَتَادَةُ لَا يَمْتَنِعُ قَدْ تَكُونُ السُّورَةُ مَكِّيَّةٌ
ثُمَّ يَنْزِلُ الشَّيْءُ بِالْمَدِينَةِ فَيَأْمُرُ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِجَعْلِهِ فِيهَا
وَلَا يَكُونُ هَذَا لِأَحَدٍ غَيْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِمَا يَأْتِيهِ مِنَ الْوَحْيِ
بِذَلِكَ إِذْ كَانَ تَأْلِيفُ الْقُرْآنِ مُعْجِزًا لَا
يُؤْخَذُ إِلَّا عَنِ اللَّهِ تَعَالَى وَعَنْ رَسُولِهِ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَنِ الْجَمَاعَةِ
الَّذِينَ لَا يَلْحَقُهُمُ الْغَلَطُ وَلَا يَتَوَاطَئُونَ
عَلَى الْبَاطِلِ
(1/537)
|