الوجيز في شرح قراءات القرأة الثمانية أئمة الأمصار الخمسة باب ذكر الهمزة
المتحركة في أول الكلم
قال أبو عليّ: وذلك مثل قوله تعالى: إِنَّهُمْ*،
وفَإِنَّهُمْ*، وفَإِنَّكَ*، وكَأَنْ، وبِأَنَّهُمْ*، و
(لأنّهم)، و (لأنّه)، وأَنْتُمْ*، وأَ فَأَنْتَ*، والَّذِينَ
أَنْعَمْتَ (الفاتحة 7) ونحو ذلك. أجمعوا على همز جميع ذلك
وأشباهه في الحالين.
ورش عن نافع: يترك كلّ همزة في أول كلمة إذا كان قبلها ساكن،
وينقل حركتها
__________
(1) الكشف 1/ 502، والتيسير 118.
(2) السبعة 527، والكشف 2/ 203، والتيسير 180.
(3) السبعة 480، والكشف 2/ 155 - 156، والتيسير 167.
(4) السبعة 332، والكشف 1/ 526، والتيسير 124.
(5) التيسير 79.
(1/94)
إليه أي حركة كانت إذا كانا من كلمتين سواء
أكان السّاكن حرفا من أصل الكلمة أو تنوينا مثل قوله: قَدْ
أَفْلَحَ* (طه 64 وغيرها)، ومَنْ آمَنَ* (البقرة 62 وغيرها)،
وإِنْ أَنَا*، وقَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ* (البقرة 95 وغيرها)،
وقالَتْ إِحْداهُما (القصص 26)، وإِنْ أُرِيدُ (هود 88)،
وجَدِيدٍ أَفْتَرى (سبأ 7، 8)، وعَذابٌ أَلِيمٌ* (البقرة 10
وغيرها)، وعَجَباً أَنْ أَوْحَيْنا (يونس 2)، وقَرِيبٌ أُجِيبُ
(البقرة 186)، ونحو ذلك حيث كان.
وكذلك ينقل حركة الهمزة إلى هاء الاستراحة في قوله تعالى:
كِتابِيَهْ إِنِّي في سورة الحاقة (19، 20). وإلى الحاء والعين
مثل قوله تعالى:
وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ (المائدة 13)، وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ
(الأنعام 116)، ونحوهما قرأت عن البلخي عن يونس، عنه «1».
تابعه رويس عن يعقوب على حرف واحد فقط قوله تعالى: مِنْ
إِسْتَبْرَقٍ من سورة الرّحمن (54)، فإنّه طرح الهمزة ونقل
حركتها إلى النون لا غير «2».
ولم ينقل ورش عن نافع حركة الهمزة إلى السّاكن إذا كانا في
كلمة إلا في لام التعريف فقط مثل قوله تعالى: الْأَرْضُ*
(البقرة 61 وغيرها)، وبِالْآخِرَةِ* (البقرة 4 وغيرها)،
والْآخِرِ* (البقرة 8 وغيرها)، والْأَوَّلِ* (ق 15، والحديد
3)، والْأَسْماءَ* (البقرة 31 وغيرها)، والْأَلْواحِ* (الأعراف
145، 150، 154)، والْأَنْصارِ* (التوبة 100، 117)
والْأَبْصارِ* (آل عمران 13 وغيرها)، والْأَبْرارِ* (آل عمران
193 وغيرها)، والْأَشْرارِ (ص 62)، والْأَفْئِدَةَ* (النحل 78
وغيرها)، ونحو ذلك حيث كان «3».
تابعه قالون عنه على قوله تعالى: آلْآنَ* في الموضعين من سورة
يونس (51، 91) فقط، فترك همزهما ونقل حركتهما إلى اللام فيهما
لا غير «4».
وقرأت عن الشحام، عن قالون: بالهمز فيهما في الموضعين، فإن كان
الساكن قبل الهمزة حرف مدّ لم ينقل حركة الهمزة إليه، كقوله
تعالى: قالُوا آمَنَّا* (البقرة 14 وغيرها)، قالُوا إِنَّا
مَعَكُمْ (البقرة 14)، بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ
مِنْ قَبْلِكَ (البقرة 4)، فِي آذانِهِمْ* (البقرة 19 وغيرها)،
وفِي أَنْفُسِهِمْ* (آل عمران 154 وغيرها)، ونحو ذلك حيث كان.
حمزة وحده: يقف على كلّ ساكن أتى بعده همزة وكانا من كلمتين
فقط سواء أكان
__________
(1) الكشف 1/ 89 - 94، والتيسير 34 - 35، والنشر 1/ 408 وما
بعدها.
(2) ينظر النشر 1/ 408 وما بعدها.
(3) كالسابق.
(4) النشر 1/ 409.
(1/95)
السّاكن حرفا من أصل الكلمة. وتنوينا، وكذلك على كلّ لام
للتعريف إذا أتى بعده همزة سواء أكان السّاكن وقفة من غير قطع
نفس، يريد بها التّجويد لا الوقوف، مثل قوله تعالى: قَدْ
أَفْلَحَ* (طه 64 وغيرها)، ومَنْ آمَنَ* (البقرة 62 وغيرها)،
وإِنْ أَنَا* (الأعراف 188)، وبِالْآخِرَةِ* (البقرة 4 وغيرها)
ونحو ذلك «1». فإن كان الهمزة والسّاكن في كلمة لا يسكت عليه
مثل قوله تعالى: يَسْئَلُونَكَ* (البقرة 189 وغيرها)،
ويَسْأَمُونَ (فصلت 38)، و (اسأل) (يونس 94 وغيرها)،
وفَسْئَلُوا* (النحل 43 الأنبياء 7)، وقُرْآنَهُ* (القيامة 17،
18) وبابه، وأَفْئِدَةُ* (الأنعام 113 وغيرها)، ونحو ذلك حيث
كان، إلّا حرفا واحدا: قوله: شَيْءٍ* (البقرة 20 وغيرها) في
كلّ إعرابه، فإنّه يقف على الياء منه وقفة قبل الهمزة حيث كان.
وكذلك قرأت عن البلخيّ، عن يونس، عن ورش، عن نافع إلّا أنّ
وقفته أقلّ من وقفة حمزة.
وقرأت على بعض الشّيوخ لحمزة بوقفة على السّين في قوله تعالى:
يَسْأَمُونَ في حم السجدة (38) فقط لا غير.
الباقون: لا يتركون الهمز في شيء من ذلك، ولا يسكتون على ساكن
قبل الهمزة حيث كان ذلك.
وترك ورش عن نافع همز قوله تعالى: لِئَلَّا (الحديد 29) حيث
كان. تابعه حمزة إذا وقف.
الباقون: بالهمز في الحالين «2».
وترك البزّي عن ابن كثير همز قوله تعالى: لَأَعْنَتَكُمْ
(البقرة 220).
وافقه حمزة إذا وقف في أحد قولي أصحابه، والذي عليه الأكثر-
وهو الأشهر عنه-، همزه في الحالين كالباقين «3». |