فضائل القرآن للمستغفري

الحادي عشر من فضائل القرآن
تصنيف الشيخ الحافظ الخطيب أبي العباس جعفر بن محمد المستغفري رحمه الله
رواية القاضي الحافظ أبي علي الحسن بن عبد الملك بن الحسين النسفي أبقاه الله

(1/337)


بسم الله الرحمن الرحيم
ملجأي إلى الله تعالى
373- قال أخبرنا أبو الهيثم وأبو علي قال أخبرنا محمد بن يوسف حدثنا محمد بن إسماعيل حدثنا معلى بن أسد حدثنا عبد الله بن المثنى عن ثابت البناني وثمامة عن أنس رضي الله عنه قال: مات النبي صلى الله عليه وسلم ولم يجمع القرآن غير أربعة: أبو الدرداء ومعاذ بن جبل وزيد بن ثابت وأبو زيد رضي الله عنهم قال: ونحن ورثناه.

(1/339)


374- قال أخبرني أبو القاسم عبد الله بن علي الكوفي حدثنا أبو طالب علي بن محمد بن يزيد أبي فروة الرهاوي حدثنا أبو فروة حدثنا أبي عن الكوثر بن حكيم الحلبي عن نافع عن ابن عمر عن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أرأف أمتي بأمتي أبو بكر وإن أقواها في دين الله عمر وإن أشدها حياء عثمان وإن أقضاها علي وإن أقرأها أبي وإن أفرضها زيد وإن أعلمها بالحلال والحرام معاذ بن جبل رضي الله عنه وإن أصدقها لهجة أبو ذر وإن حبرها ابن عباس وإن أميتها أبو عبيدة بن الجراح رضوان الله عليهم.

(1/339)


375- قال أخبرنا أبو الهيثم وأبو علي أخبرنا محمد حدثنا محمد حدثنا صدقة بن الفضل حدثنا يحيى عن سفيان عن حبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهم قال: قال عمر: علي رضي الله عنهما أقضانا وأبي رضي الله عنه أقرؤنا وإنا لندع من لحن أبي وأبي يقول: أخذته من في رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا أتركه لشيء قال الله جل ثناؤه {ما ننسخ من ءاية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها} .
قال الشيخ: هذا لفظ أبي الهيثم ولم يقل أبو علي: وعلي أقضانا.

(1/340)


376- قال أخبرنا أبو العباس إبراهيم بن محمد بن موسى الشيخ الصالح بمرو أخبرنا أبو لبيد حدثنا حرب بن حسين بن حرب الطحان الكوفي حدثنا عبدة بن سليمان عن إسماعيل بن أبي خالد عن سعيد بن جبير قال: قال عمر: علي أقضانا وأبي أقرؤنا رضي الله عنهم.

(1/340)


377- قال أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن لقمان حدثنا أبو القاسم أحمد بن حم حدثنا حم بن نوح حدثنا أبو سعيد محمد بن ميسر الصفار، عَن أبي حنيفة، عَن عَبد الملك بن عمير قال: امترى رجلان في آية من كتاب الله تعالى في المسجد قال: فبينا هما كذلك إذ طلع عبد الله بن [ص:341] مسعود من أبواب كندة قال: فسألاه فقال: لأحدهما اقرأ فقال: من أقرأكها؟ فقال: أبو عمرة ثم قال للآخر: اقرأ فقرأ فقال: من أقرأكها؟ فقال: عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: فبكى عبد الله حتى سالت دموعه على حصى المسجد ثم قال: رحم الله عمر رضي الله عنه كان أقرأنا لكتاب الله تعالى وأعلمنا بالله وأحبنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال لي: أوضح من طريق السالحين لقول عمر رضي الله عنه.

(1/340)


378- أخبرنا أبو علي زاهر بن أحمد أخبرنا أبو لبيد حدثنا أبو كريب حدثنا عبد الرحمن بن أبي حماد عن عيسى بن عمر عن عطاء بن السائب، عَن أبي عبد الرحمن قال: كان علي بن أبي طالب رضي الله عنه اقرأ العرب.

(1/341)


379- أخبرنا عبد الملك بن سعيد بن إبراهيم أخبرنا الهيثم بن كليب حدثنا الحسن بن علي بن عفان حدثنا أسباط عن عطاء، عَن عَبد الرحمن بن أبي ليلى قال: صليت مع علي بن أبي طالب رضي الله [ص:342] عنه الفجر فقرأ الأنبياء وأغفل اسما أو آية ثم قرأ {برزخا} ثم رجع إلى مكانه الذي أغفل فقرأه من حيث انتهى فلم أر أحدا أقرأ من علي رضي الله عنه.

(1/341)


380- قال أخبرنا أبو علي زاهر بن أحمد أخبرنا أبو لبيد حدثنا بندار حدثنا عبد الرحمن حدثنا عبد الله بن المبارك عن عاصم الأحول عن الشعبي قال: غلب زيد بن ثابت الناس بالفرائض والقرآن.

(1/342)


381- وأخبرنا نصر بن أحمد ثنا جبريل بن مجاع حدثنا قتيبة حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن عاصم بن سليمان عن عامر قال: غلب زيد بن ثابت الناس في شيئين: الفرائض والقرآن.

(1/342)


382- أخبرنا زاهر بن أحمد أخبرنا أبو لبيد حدثنا حميد هو ابن مسعدة حدثنا حماد حدثنا يحيى بن سعيد أن أبا هريرة رضي الله عنه قال حين مات زيد رضي الله عنه لقد مات حبر هذه الأمة ولعل ابن عباس يكون منه خلفا.

(1/342)


383- قال أخبرنا زاهر بن أحمد أخبرنا أبو لبيد حدثنا الحسن بن حماد حدثنا عفان، عَن عَبد الله بن المبارك عن رزين عن الشعبي قال: أخذ [ص:343] ابن عباس رضي الله عنه بركاب زيد بن ثابت فقال: ما هذا؟ فقال: هكذا نفعل بكبرائنا وعلمائنا.

(1/342)


384- قال أخبرنا أبو الهيثم محمد بن المكي وأبو علي الحاجبي أخبرنا محمد بن يوسف حدثنا محمد بن إسماعيل حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا هشيم أخبرنا أبو بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنه قال: جمعت المحكم في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: وما المحكم؟ قال: المفصل.

(1/343)


385- أخبرنا الشيخ أبو علي زاهر بن أحمد حدثنا أبو يوسف يعقوب بن يوسف بن الحسن إملاء بالبصرة في شارع المربد في المحرم سنة تسع عشرة وثلاثمائة حدثنا شعيب هو ابن أيوب الصريفيني حدثنا أبو أسامة قال زكريا بن أبي زائدة حدثني حدثنا أبو إسحاق عن معدي كرب المشرقي قال: أتيت ابن مسعود لكي يعلمني {طسم} فقال: لست أقرأها وأمرني أن أتي خبابا.

(1/344)


386- أخبرني محمد بن أحمد بن حامد أبو عبد الله أخبرنا محمد بن صالح أخبرنا أبو قلابة حدثنا أبو زيد الهروي حدثنا قرة بن خالد، عَن أبي رجاء العطاردي قال: كان أبو موسى الأشعري يطوف علينا في هذا المسجد مسجد البصرة وهو أمين غليظ فيعلمنا القرآن فنقعد له حلقا حلقا ومنه أخذت هذه السورة {اقرأ باسم ربك الذي خلق} وهي أول سورة نزلت على محمد عليه السلام.

(1/344)


387- أخبرنا عبد الله بن محمد بن زر أخبرنا الصيمري حدثنا عمرو بن علي قال: وقتل معاذ بن الحارث القارئ – وكانت له صحبة – [ص:345] بالحرة وهو يومئذ ابن تسع وستين وكانت الحرة في ذي الحجة سنة ثلاث وستين.

(1/344)


388- أخبرنا محمد بن علي بن الحسين أخبرنا أبو يعلى حدثنا هاشم بن يونس القصار بخولان أبو محمد المصري في سنة ثمان وسبعين ومائتين حدثنا سعيد بن أبي مريم أخبرنا نافع بن يزيد حدثني أبو صخر، عَن عَبد الله بن معتب ابن أبي بردة عن أبيه عن جده قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: سيخرج من الكاهنين رجل يدرس القرآن دراسة لا يدرسه أحد بعده.

(1/345)


389- وأخبرنا أحمد الطرخاني حدثنا أحمد بن زهير بن حارث ثنا هارون بن معروف حدثنا عبد الله بن وهب حدثني أبو صخر بإسناده مثله.

(1/345)


390- وأخبرنا أحمد الطرخاني أخبرنا أحمد بن زهير حدثنا مصعب بن عبد الله حدثني أبي عن موسى بن عقبة قال: بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يخرج من الكاهنين رجل أعلم الناس بكتاب الله تعالى فكان الناس يقولون: هو محمد بن كعب القرظي.

(1/345)


391- قال أخبرنا محمد حدثنا محمد بن إسماعيل حدثنا عمر بن حفص حدثنا أبي حدثنا الأعمش حدثنا شقيق بن سلمة (1)
[ص:346]
392- أخبرنا زاهر بن أحمد أخبرنا أبو لبيد حدثنا الحسن هو ابن حماد سجادة حدثنا وكيع عن سفيان عن منصور عن إبراهيم قال: كان أصحاب عبد الله الذين يقرئون الناس القرآن ويفتون ستة: علقمة والأسود ومسروق وعمرو بن شرحبيل والحارث وعبيدة رضي الله عنهم.
__________
(1) هكذا ثبت هذا الإسناد في الأصل ولم يسق متنه.

(1/345)


393- أخبرنا ابن أبي توبة أخبرنا أبو حامد أحمد بن عبد الله بن خليد الصائغ حدثنا قتيبة أبو رجاء حدثنا حفص بن عبد الرحمن عن إبراهيم بن طهمان عن الحجاج الباهلي عن قتادة قال: ما رأيت أحدا أعلم بالحديث من الزهري، ولاَ رأيت أحدا أعلم بالقرآن من مجاهد.

(1/346)


394- وأخبرنا زاهر بن أحمد أخبرنا أبو عوانة الأسداني حدثنا محمد بن عقيل أخبرنا جعفر بن عبد الله عن إبراهيم بن طهمان عن مطرف عن قتادة قال: كان أعلم من بقي بالحلال والحرام الزهري وأعلم بمن بقي بالقرآن مجاهد.

(1/346)


395- أخبرنا زاهر بن أحمد أخبرنا أبو بكر أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد حدثني موسى بن إسحاق الأنصاري حدثنا عبد الله بن أبي شيبة حدثنا وكيع عن سفيان عن منصور عن إبراهيم قال: كان أصحاب [ص:347] عبد الله الذين يقرئون الناس القرآن ويفتون: علقمة والأسود بن يزيد ومسروق بن الأجدع والحارث بن قيس وعمرو بن شرحبيل وعبيدة السلماني.

(1/346)


396- أخبرنا زاهر بن أحمد أخبرنا أبو بكر بن مجاهد حدثنا أحمد بن منصور الرمادي حدثنا أبو داود الطيالسي حدثنا شعبة عن علقمة بن مرثد عن سعيد بن عبيدة أن أبا عبد الرحمن أقرأ في خلافة عثمان بن عفان إلى أن توفي في إمارة الحجاج.

(1/347)


397- وأخبرنا زاهر بن أحمد أخبرنا أبو بكر قال: وأخبرني موسى بن إسحاق، عَن أبي بكر عبد الله بن أبي شيبة عن يحيى بن آدم، عَن عَبد الرحمن بن حميد، عَن أبي إسحاق أن أبا عبد الرحمن كان يقرئ في المسجد الأعظم أربعين سنة.

(1/347)


398- أخبرنا زاهر بن أحمد أخبرنا أبو لبيد حدثنا أبو كريب حدثنا أبو بكر هو ابن عياش، عَن أبي إسحاق عن شمر قال: فينا رجلان أحدهما أقرأ الناس لقراءة زيد: عاصم والآخر أقرأ الناس لقراءة عبد الله: الأعمش.

(1/347)


399- أخبرنا زاهر بن أحمد أخبرنا أبو لبيد حدثنا أبو كريب حدثنا حسين بن علي حدثنا زحر بن النعمان الكندي عن عاصم بن أبي النجود قال: ما رأيت رجلا أقرأ من زر فقال أبو البلاد إلا نحن أقرأ منه نحن أعرف بالأف الطويلة من الألف القصيرة.

(1/348)


400- وأخبرنا زاهر بن أحمد أخبرنا أبو لبيد حدثنا أبو كريب حدثنا عبد الرحمن بن أبي حامد عن حمزة الزيات عن الأعمش قال: كان يحيى بن وثاب أقرأ من بال على التراب.

(1/348)


401- أخبرنا زاهر بن أحمد أخبرنا أبو بكر بن مجاهد قال: وحدثوني عن الأصمعي عن ابن أبي الزناد قال: لم يكن أحدا أقرأ للسنة من أبي جعفر وكان يقدم في زمانه على عبد الرحمن بن هرمز.

(1/348)


402- وأخبرنا زاهر أخبرنا أبو بكر قال: وحدثني محمد بن الجهم حدثنا سليمان بن داود الهاشمي حدثنا إسماعيل بن جعفر قال: قال لي سليمان بن مسلم: أخبرني أبو جعفر أنه كان يقرئ القرآن في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الحرة وكانت الحرة على رأس ثلاثين سنة من مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة.

(1/348)


403- قال سليمان وأخبرني أبو جعفر أنه أتى إلى أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم وهو صغير فمسحت على رأسه ودعت فيه بالبركة.

(1/349)


404- وأخبرنا زاهر بن أحمد أخبرنا أبو بكر وحدثني محمد بن منصور المدني حدثنا محمد بن إسحاق حدثني أبي عن نافع قال: لما غسل أبو جعفر يزيد بن القعقاع القارئ بعد وفاته نظروا ما بين نحره إلى فؤاده مثل ورقة المصحف قال: فما شك من حضره أنه نور القرآن.

(1/349)


405- وأخبرنا زاهر بن أحمد أخبرنا أبو بكر حدثنا محمد بن أحمد بن واصل حدثنا محمد بن سعدان حدثنا يعقوب بن جعفر بن أبي كثير الأنصاري قال: كان شيبة وأبو جعفر يقرئان في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الحرة قال يعقوب: فكان شيبة قد أدرك عائشة وزعم أنها دعت له أن يعلمه الله القرآن.

(1/349)


406- وأخبرنا زاهر أخبرنا أبو بكر حدثني محمد بن الجهم حدثني سليمان بن داود الهاشمي حدثنا إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير أخبرني سليمان بن مسلم أن شيبة أخبره أنه أتى به وهو صغير إلى أم سلمة فمسحت على رأسه وبركت عليه.

(1/349)


407- وأخبرنا زاهر أخبرنا أبو بكر حدثني عبد الله بن أبي بكر بن حماد حدثنا أبي حدثنا محمد بن إسحاق عن أبيه عن نافع قال: زوج أبو جعفر ابنته من شيبة بن نصاح وكان مقلا فقيل لأبي جعفر: زوجت ابنتك [ص:350] شيبة وهو مقل وقد كان يرغب فيها سروات الموالي قال: فقال أبو جعفر: إن كان شيبة مقلا فسيملأ بيتها قرآنا.

(1/349)


408- وبهذا الإسناد عن نافع قال: لما تزوج شيبة بنت أبي جعفر قال الناس: يولد بينهما مصحفا.

(1/350)


باب ما روي في جمع القرآن للمصحف كيف كان
409- أخبرنا الشيخ أبو علي زاهر بن أحمد أخبرنا أبو علي محمد بن سليمان المالكي القاضي بالبصرة حدثنا أحمد بن عبدة قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد الدراوردي عن عمارة بن غزية عن ابن شهاب عن خارجة بن زيد بن ثابت عن أبيه زيد بن ثابت قال: لما قتل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم باليمامة دخل عمر بن الخطاب إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه فقال: إن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قتلوا باليمامة تهافتوا تهافت الفراش في النار وإني أخشى أن لا يشهدوا موطنا إلا فعلوا ذلك فيه حتى يفنوا وهم حملة القرآن فيضيع القرآن وينسى فلو جمعته فنفر منها أبو بكر وقال: أفعل ما لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم فتراجعا في ذلك ثم أرسل أبو بكر إلى زيد بن ثابت قال زيد: فدخلت عليه وعمر منحزل – قال الشيخ: كذا كان في كتاب الشيخ هذا الحرف وفي غير هذه الرواية وعمر محزئل – قال: فقال لي أبو بكر: قد دعاني – يعني عمر – إلى أمر فأبيت عليه وأنت كاتب الوحي فإن تكن معه اتبعتكما وإن توافقني لا أفعل
قال: فاقتص أبو بكر قول عمر وعمر [ص:352] ساكت فنفرت من ذلك فقلت: تفعل ما لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أن عمر قال كلمة: وما عليكما لو فعلتما؟ قال: فذهبنا ننظر قلنا: لا شيء والله ما علمنا قال زيد: فأمرني أبو بكر فكتبته في قطع الأدم وكسر الأكتاف والعسب فلما هلك أبو بكر وكان عمر كتب ذلك كله في صحيفة واحدة وكانت عنده فلما هلك عمر كانت الصحيفة عند حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ثم إن حذيفة بن اليمان قدم من غزوة غزاها بمرج أرمينية فلم يدخل بيته حتى أتى عثمان رضي الله عنه فقال: ياأمير المؤمنين أدرك الناس فقال عثمان: وما ذاك؟ قال: غزوت مرج أرمينية فحضرها أهل العراق وأهل الشام فإذا أهل الشام يقرؤون بقراءة أبي بن كعب فيأتون بما لم يسمع أهل العراق فيكفرونهم أهل العراق وإذا أهل العراق يقرؤون بقراءة عبد الله بن مسعود فيأتون بما لم يسمع به أهل الشام فيكفروهم أهل الشام
قال زيد: فأمرني عثمان أن أكتب له مصحفا وقال: إني جاعل معك رجلا لبيبا فصيحا فما اجتمعتما عليه فاكتباه وما اختلفتما فيه فارفعاه إلي فجعل أبان بن سعيد بن العاص قال: فلما بلغنا {ءاية ملكه أن يأتيكم التابوت} قال زيد: التابوه وقال أبان بن سعيد: التابوت قال: فرفعنا ذلك إلى عثمان فكتب {التابوت} قال: فلما فرغنا عرضته عرضة فلم أجد فيه هذه الآية {من المؤمنين رجال صدقوا ما عهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا} قال: قاستعرضت المهاجرين أسألهم عنها فلم أجدها عند أحد منهم ثم استعرضت الأنصار أسألهم فلم أجدها عند أحد منهم حتى وجدتها عند خزيمة بن ثابت فكتبتها ثم عرضت عرضة أخرى فلم أجد فيه هاتين الآيتين {لقد جاءكم رسول من أنفسكم} إلى آخر السورة قال: فاستعرضت المهاجرين فلم أجدها مع أحد منهم ثم استعرضت الأنصار أسألهم عنها فلم أجد مع أحد منهم حتى وجدتها مع رجل آخر يدعى خزيمة أيضا فأثبته في آخر براءة ولو تمت ثلاث آيات لجعلتها سورة على حدة
ثم عرضته عرضة أخرى فلم أجد فيها شيئا فأرسل عثمان إلى حفصة يسألها أن تعطيه الصحيفة [ص:353] وحلف لها ليردنها إليها قال: فأعطته فعرض المصحف عليها فلم يختلف في شيء فردها إليها فطابت نفسه وأمر الناس أن يكتبوا مصاحف على ذلك قال: فلما ماتت حفصة أرسل – يعني مروان – إلى عبد الله بن عمر في الصحيفة يعرض عليه فأعطاه إياها فغسلت غسلا.

(1/351)


410- وأخبرنا القاضي أبو سعيد الخليل بن أحمد أخبرنا أبو العباس الثقفي حدثنا أبو عمر الدوري حدثنا إسماعيل بن جعفر
411- وأخبرنا الخليل بن أحمد أخبرنا الثقفي حدثنا قتيبة حدثنا عبد العزيز بن محمد الدراوردي، قال إسماعيل حدثنا وقال عبد العزيز: أخبرنا عمارة بن غزية عن ابن شهاب بإسناده نحوه.

(1/353)


412- أخبرنا زاهر أخبرنا ابن منيع حدثنا الوركاني أخبرنا إبراهيم هو ابن سعد عن ابن شهاب عن أنس بن مالك أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان بن عفان وكان يغازي بأهل الشام في فتح أرمينية وأذربيجان مع أهل العراق فلما فزع حذيفة اختلافهم في القراءة قال حذيفة بن اليمان لعثمان بن عفان: ياأمير المؤمنين أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب كما اختلفت اليهود والنصارى فأرسل عثمان إلى حفصة: أرسلي إلى بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك فأرسلت بها حفصة إلى عثمان وأمر زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام أن ينسخوا الصحف المصحف فلما نسخوها قال عثمان: الرهط القرشيين إذا اختلفتم أنتم وزيد في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش فإنما أنزل بلسانهم ففعلوا حتى نسخوا الصحف ورد عثمان الصحف إلى حفصة وأرسل [ص:355] إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أن يمحا أو يحرق.

(1/354)


413- أخبرنا زاهر أخبرنا ابن منيع حدثنا الوركاني أخبرني إبراهيم بن سعد عن ابن شهاب أخبرني خارجة بن زيد بن ثابت أنه سمع زيد بن ثابت يقول: فقدت آية من سورة الأحزاب قد كنت أسمع رسول الله يقرأها فالتمستها فوجدتها مع خزيمة بن ثابت الأنصاري {رجال صدقوا ما عهدوا الله عليه} فألحقتها في سورتها في المصحف.
قال ابن شهاب: فاختلفوا يومئذ في التابوت فقال زيد بن ثابت: التابوه فقال الرهط القرشيون: التابوت فرفعوا اختلافهم إلى عثمان بن عفان فقال عثمان: اكتبوا التابوت فإنه لسان قريش، قال: وكان عبد الله بن مسعود قد كره أن ولي زيد بن ثابت نسخ القرآن في المصاحف.

(1/355)


414- فأخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أن ابن مسعود قال: يامعشر المسلمين أعزل عن نسخ كتاب الله تعالى ويولاه رجل والله لقد أسلمت وإنه لفي صلب رجل كافر يريد زيد بن ثابت فلذلك قال ابن مسعود رضي الله عنه: ياأهل العراق ويا أهل الكوفة غلوا المصاحف التي عندكم واكتموها فإن الله عز وجل يقول {ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة} فالقوا الله بالمصاحف.

(1/355)


415- قال ابن شهاب: فبلغني أنه كره ذلك من مقالة ابن مسعود رجال كثير من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.

(1/356)


416- أخبرنا زاهر بن أحمد أخبرنا أبو يعلى الأبلي حدثنا عبدة بن عبد الله أخبرنا عبيد الله بن موسى أخبرنا إسرائيل، عَن أبي إسحاق عن خمير بن مالك، عَن عَبد الله بن مسعود قال: من استطاع منكم أن يغل مصحفا فليفعل فإنه من غل شيئا جاء به يوم القيامة ثم قال: لقد قرأت من في رسول الله سبعين سورة وزيد صبي من الصبيان أفأترك ما أخذت من في رسول الله صلى الله عليه وسلم؟.

(1/356)


417- وأخبرنا زاهر أخبرنا أبو يعلى حدثنا عبدة أخبرنا قبيصة حدثنا سفيان، عَن أبي إسحاق عن خمير بن مالك قال: قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه لقد قرأت من في رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعين سورة وزيد بن ثابت له ذؤابتان يلعب الصبيان.

(1/356)


418- أخبرنا أحمد بن يعقوب حدثنا الطرخاني حدثنا أحمد بن زهير حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا عبد الواحد بن زياد عن الأعمش حدثنا شقيق بن سلمة قال: قام عبد الله خطيبا فقال: على قراءة من يأمرني أن أقرأ على قراءة زيد؟ فوالله الذي لا إله غيره لقد أخذت من في [ص:357] رسول الله صلى الله عليه وسلم بضعا وسبعين سورة وزيد بن ثابت له ذؤابتان يلعب مع الغلمان.

(1/356)


419- أخبرنا أحمد بن يعقوب حدثنا الطرخاني حدثنا أحمد بن زهير حدثنا عفان بن مسلم حدثنا عبد الواحد بن زياد حدثنا سليمان الأعمش عن شقيق بن سلمة قال: خطبنا عبد الله حين أمر في المصاحف ما أمر فذكر الغلول فقال {ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة} فغلوا المصاحف على قراءة من يأمروني أن أقرأ على قراءة زيد بن ثابت؟ فوالله الذي لا إله غيره لقد أخذت من في رسول الله صلى الله عليه وسلم بضعا وسبعين سورة وزيد له ذؤابتان يلعب مع الغلمان ثم قال: والله الذي لا إله غيره لو أعلم أحدا أعلم بكتاب الله تعالى مني تبلغنيه الإبل لأتيته ثم ذهب عبد الله.
قال شقيق فقعدت في الحلق فيهم أصحاب رسول الله وغيرهم فما وجدت أحدا رد عليه.

(1/357)


420- أخبرني الحاكم أبو حامد أحمد بن الحسين بن علي الهمداني أخبرنا المنكدري قراءة عليه حدثنا جعفر بن محمد بن حبيب حدثنا عبد الله هو ابن رشيد حدثنا أبو عبيدة هو مجاعة بن الزبير العتكي عن محمد بن سيرين عن كثير بن أفلح قال: اختلف الناس في القراءة في إمارة عثمان بن عفان فجعل يقرأ عليه الآية، فيقول: كفرت بما تقول، فبلغ ذلك عثمان فتعاظم ذلك في صدره فجمع اثني عشر رجلا من المهاجرين والأنصار فيهم زيد بن ثابت وأبي بن كعب ثم أرسل إلى الربعة التي في بيت عمر فجئ بها ثم جعلوا يكتبون القرآن فإذا شكوا في آية أخروها.
قال محمد بن سيرين: فقلت لكثير بن أفلح: لم كانوا يؤخرونها؟ قال: رأيت أنهم كانوا يؤخرونها حتى يكون آخر عهدهم بالعرضة الأخيرة إن جبريل صلوات الله عليه كان يجئ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كل عام فيعرض عليه القرآن مرة فلما كان في السنة التي قبض فيها أتاه فعرض عليه مرتين.
فقال ابن مسعود: فلو علمت أحدا أحدث عهدا بالعرضة الآخرة مني تبلغه الإبل لتجشمت أن آتيه أو لتكلفت أن آتيه.
فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم لزم علي بن أبي طالب بيته فقيل لأبي بكر إن عليا كره إمارتك فأرسل إليه أبو بكر فقال له: تكره إمارتي؟ فقال: لا ولكن كان النبي صلى الله عليه وسلم حيا والوحي ينزل والقرآن يزاد فيه فلما قبض النبي صلى الله عليه وسلم جعلت على نفسي أن لا أتردى بردائي حتى أجمعه للناس فقال أبو بكر: أحسنت.
قال محمد: فطلبت ما ألف فأعياني ولم أقدر عليه ولو أصبته كان فيه علم كثير.

(1/358)


421- أخبرنا الشيخ أبو يعلى أخبرنا أبو لبيد حدثنا بندار حدثنا عبد الرحمن حدثنا شعبة عن علقمة بن مرثد عن رجل عن سويد بن غفلة عن علي رضي الله عنه قال: لو كنت وليت الذي ولي عثمان لفعلت الذي فعل عثمان يعني في المصاحف.

(1/359)


422- أخبرنا زاهر أخبرنا أبو لبيد حدثنا بندار حدثنا عبد الرحمن حدثنا شعبة، عَن أبي إسحاق عن مصعب بن سعد قال: أدركت أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم حين شقق عثمان المصاحف فلم يعب عليه ذلك منهم أحد.

(1/359)


423- أخبرنا القاضي أبو سعيد أخبرنا الثقفي حدثنا قتيبة حدثنا أبو عوانة، عَن عَبد الملك بن عمير عن جابر بن سمرة قال: قال عمر: لا يملين مصاحفنا إلا غلمان قريش وثقيف.

(1/359)


424- أخبرنا أبو علي زاهر بن أحمد أخبرنا أبو لبيد حدثنا بندار حدثنا عبد الرحمن حدثنا سفيان عن السدي، عن عبد خير قال: سمعت علياً رضي الله عنه قال: رحمة الله على أبي بكر، هو أول من جمع بين اللوحين.

(1/360)


425- وأخبرنا الشيخ أبو يعلى أخبرنا أبو لبيد حدثنا بندار حدثنا عبد الرحمن حدثنا سفيان بن عيينة عن مجاهد عن الشعبي عن صعصعة بن صوحان قال: كان أبو بكر أول من جمع المصحف وورث للكلالة.

(1/360)


426- أخبرنا أبو الهيثم محمد بن المكي وأبو علي الحاجبي أخبرنا محمد بن يوسف حدثنا محمد بن إسماعيل حدثنا إبراهيم بن موسى أخبرنا هشام بن يوسف أن ابن جريج أخبرهم قال: وأخبرني يوسف بن ماهك قال: إني عند عائشة أم المؤمنين إذ جاءها عراقي فقال: أي الكفن خير؟ قالت: ويحك وما يضرك؟ قال: ياأم المؤمنين أريني مصحفك قالت: لم؟ قال: لعلي أؤلف القرآن عليه فإنه يقرأ عندنا غير مؤلف قالت: وما يضرك أيه قرأت قبل إنما نزل أول ما نزل منه سور من المفصل فيها ذكر الجنة والنار حتى إذا ثاب الناس إلى الإسلام نزل الحلال والحرام ولو نزل أول شيء لا تشربوا الخمر لقالوا: لا ندع الخمر أبدا ولو نزل لا تزنوا لقالوا: لا ندع الزنا أبدا لقد نزل بمكة على محمد وإني لجارية ألعب {بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر} وما نزلت سورة البقرة والنساء إلا وأنا عنده قال: فأخرجت له المصحف فأملته عليه أي السور.

(1/360)


427- أخبرنا عبد الله بن عمرو بن مسلم أخبرنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي حدثنا محود بن الجهم حدثنا الهيثم بن خالد وخلف بن هشام البزار عن عبيد بن عقيل أخبرنا هارون الأعور عن الزبير بن الخريت عن عكرمة قال: لما أتي عثمان بن عفان بالمصحف فقرأ فيه بعض ما يقول الناس هو لحن قال: دعوه فإن العرب ستقيمه بألسنتها أما إنه لو كان الكتاب من ثقيف والمملي من هذيل لم يؤت فيه هذا.

(1/361)


باب حروف القرآن التي اختلفت فيها مصاحف أهل الحجاز وأهل العراق وهي اثنى عشر حرفا
428- أخبرنا أحمد بن عمار أخبرنا علي أخبرنا علي، أخْبَرَنا أبو عبيد حدثنا إسماعيل بن جعفر المديني:
إن أهل الحجاز وأهل العراق اختلفت مصاحفهم في هذه الحروف.
قال: كتب أهل المدينة في سورة البقرة {وأوصى بها إبراهيم بنيه} بالألف وكتب أهل العراق {ووصى بها إبراهيم} بغير ألف.
وفي آل عمران كتب أهل المدينة {سارعوا إلى مغفرة من ربكم} بغير واو وأهل العراق (وسارعوا) بالواو.
وفي المائدة {يقول الذين آمنوا أهؤلاء الذين أقسموا بالله جهد أيمانهم} بغير واو وأهل العراق {ويقول} بالواو.
[ص:363] وفيها أيضا أهل المدينة {يا أيها الذين آمنوا من يرتدد منكم عن دينه} بدالين وأهل العراق {من يرتد} بدال واحدة.
وفي سورة براءة أهل المدينة {الذين اتخذوا مسجدا ضرارا} بغير واو وأهل العراق {والذين اتخذوا} بالواو.
وفي الكهف أهل المدينة {لأجدن خيرا منهما منقلبا} على اثنين وأهل العراق {خيرا منها منقلبا} على واحدة.
وفي الشعراء أهل المدينة {فتوكل على العزيز الرحيم} بالفاء وأهل العراق {وتوكل} بالواو.
وفي المؤمن أهل المدينة {وأن يظهر في الأرض الفساد} بغير ألف وأهل العراق {أو أن} بألف.
وفي عسق أهل المدينة {بما كسبت أيديكم} بغير فاء وأهل العراق {فبما كسبت} بالفاء.
وفي الزخرف أهل المدينة {تشتهيه الأنفس} بالهاء وأهل العراق {تشتهي الأنفس} بغير هاء.
وفي الحديد أهل المدينة {فإن الله الغني الحميد} بغير هو وأهل العراق {فإن الله هو الغني الحميد} .
وفي الشمس وضحاها أهل المدينة {فلا يخاف عقباها} بالفاء وأهل العراق {ولا يخاف} بالواو.

(1/362)


باب الحروف التي اختلفت فيها مصاحف أهل الشام وأهل العراق وقد وافقت أهل الحجاز في بعض وفارقت بعضا.
429- أخبرنا أحمد بن عمار أخبرنا علي بن محتاج أخبرنا علي بن عبد العزيز أخبرنا أبو عبيد: حدثنا هشام بن عمار عن أيوب بن تميم عن يحيى بن الحارث الذماري، عَن عَبد الله بن عامر اليحصبي.

(1/364)


430- قال هشام: وحدثناه سويد بن عبد العزيز أيضا عن الحسن بن عمران عن عطية بن قيس عن أم الدرداء، عَن أبي الدرداء:
أن هذه الحروف في مصاحف الشام وقد دخل حديث أحدهما في حديث الآخر وهي ثمانية وعشرون حرفا في مصاحف أهل الشام.
في سورة البقرة {قالوا اتخذ الله ولدا) بغير واو.
وفي سورة آل عمران {سارعوا إلى مغفرة من ربكم} بغير واو.
وفيها أيضا {جاءتهم رسلهم بالبينات وبالزبر وبالكتاب} كلهن [ص:365] بالباء.
وفي النساء {ما فعلوه إلا قليلا منهم} بالنصب.
وفي المائدة {يقول الذين آمنوا أهؤلاء الذين أقسموا} بغير واو.
وفيها أيضا {يا أيها الذين آمنوا من يرتدد منكم عن دينه} بدالين.
وفي الأنعام {ولدار الآخرة خير} بلام واحدة.
وفيها أيضا {وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركائهم} بنصب الأولاد وخفض الشركاء ويتأولونه: قتل شركائهم أولادهم.
وفي الأعراف {قيلا ما تتذكرون} بتاءين.
وفيها أيضا {الحمد لله الذي هدانا لهذا ما كنا لنهتدي} بغير واو.
وفيها أيضا في قصة صالح {قال الملأ الذين استكبروا} بغير واو.
وفيها أيضا في قصة شعيب {وقال الملأ} بالواو.
وفيها أيضا {وإذ أنجاكم من آل فرعون} من غير نون.
[ص:366]
وفي براءة {الذين اتخذوا مسجدا ضرارا} بغير واو.
وفي يونس {هو الذي ينشركم في البر والبحر} بالنون والشين.
وفيها أيضا {إن الذين حقت عليهم كلمات ربك} على الجماع.
وفي بني إسرائيل {قال سبحان ربي هل كنت} بالألف على الخبر.
وفي الكهف {خيرا منهما منقلبا} على اثنين.
وفي سورة المؤمنين {سيقولون لله لله لله} ثلاثتهن بغير ألف.
وفي الشعراء {فتوكل على العزيز الرحيم} بالفاء.
وفي النمل {إننا لمخرجون} على نونين بغير استفهام.
وفي المؤمن {كانوا هم أشد منكم قوة} بالكاف.
وفيها أيضا {وأن يظهر في الأرض الفساد} بغير ألف.
وفي عسق {ما أصابكم من مصيبة بما كسبت أيديكم} بغير فاء.
وفي الرحمن {والحب ذا العصف والريحان} بالنصب.
وفيها {تبارك اسم ربك ذو الجلال والإكرام} بالرفع.
[ص:367] وفي الحديد {فإن الله الغني الحميد} بغير هو.
وفي الشمس وضحاها {فلا يخاف عقباها} بالفاء.

(1/364)


431- قال أبو عبيد: قد ذكرنا ما خالفت فيه مصاحف أهل الحجاز وأهل الشام مصاحف أهل العراق،
فأما أهل العراق نفسها فلم تختلف مصاحفها فيما بينها إلا في خمسة أحرف بين مصاحف الكوفة والبصرة.
كتب الكوفيون في سورة الأنعام {لئن أنجانا من هذه لنكونن من الشاكرين} بغير تاء.
وفي سورة الأنبياء {قال ربي يعلم القول} بالألف على الخبر.
وفي سورة المؤمنين {قل كم لبثتم في الأرض} على الأمر بغير ألف وكذلك التي تليها {قل إن لبثتم إلا قليلا} مثل الأولى.
وفي الأحقاف {ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا} وكتبها البصريون {لئن أنجيتنا} بالتاء.
وكتبوا {قل ربي يعلم القول} على الأمر بغير ألف.
وكتبوا {قل كم لبثتم في الأرض} بألف على الخبر وكذلك التي تليها {قل إن لبثتم} مثل الأولى.
وكتبوا {بوالديه حسنا} بغير ألف.

(1/367)


باب ما جاء في عرض القراء القرآن وما يستحب لهم من أخذه عن أهل القراءة واتباع السلف
432- حدثنا القاضي أبو سعيد الخليل بن أحمد أخبرنا أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة حدثنا عبد الله بن عمران العابدي حدثنا إبراهيم بن سعيد عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس وكان أجود ما يكون في شهر رمضان حتى ينسلخ يأتيه جبريل صلوات الله عليه فيعرض عليه القرآن فإذا لقيه جبريل كان رسول الله أجود بالخير من الريح المرسلة.

(1/368)


433- أخبرنا الشيخ أبو علي زاهر بن أحمد أخبرنا أبو القاسم المنيعي حدثنا محمد بن جعفر الوركاني أخبرنا إبراهيم هو ابن سعد عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس قال: كان رسول الله عليه السلام أجود الناس وكان أجود ما يكون في شهر رمضان إن جبريل كان يلقاه في كل سنة في رمضان حتى ينسلخ فيعرض عليه رسول الله القرآن فإذا لقيه جبريل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة.

(1/368)


434- أخبرنا محمد بن المكي وإسماعيل الحاجبي أخبرنا محمد بن يوسف حدثنا محمد بن إسماعيل حدثنا خالد بن يزيد حدثنا أبو بكر، عَن أبي حصين، عَن أبي صالح، عَن أبي هريرة قال: كان يعرض على النبي صلى الله عليه وسلم القرآن كل عام مرة فعرض عليه مرتين في العام الذي قبض وكان يعتكف كل عام عشرا فاعتكف عشرين في العام الذي قبض.

(1/369)


435- أخبرنا منصور بن محمد الحربي أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة الحافظ حدثنا يعقوب بن يوسف بن زياد الضبي حدثنا زائدة بن قدامة الكاهلي حدثنا أبي قدامة بن زائدة عن عاصم بن أبي النجود قال: قرأت على زر بن حبيش وقرأ زر على عبد الله بن مسعود وأخبرني زر أن عبد الله بن مسعود كان يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعارضني بالقرآن كل عام مرة فلما كان العام الذي توفى فيه عرضته مرتين شهده عبد الله وشهد ما نسخ منه وقرأت على أبي عبد الرحمن السلمي وقرأ أبو عبد الرحمن السلمي على علي بن أبي طالب رضي الله عنه وقرأ علي على رسول الله عليه السلام.

(1/369)


436- أخبرنا عبد الله بن محمد بن زر أخبرنا أحمد بن محمد بن يحيى الشحام حدثنا أحمد هو ابن الحسين بن عبادة حدثنا موسى هو ابن مسعود حدثنا سفيان عن الأعمش، عَن أبي ظبيان عن ابن عباس رضي الله [ص:370] عنه أنه قال: انتهى القراءة الآخرة قلنا: قراءتنا؟ قال لا ولكن قراءة ابن مسعود إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعرض القرآن عليه في السنة مرتين فكانت قراءة ابن مسعود الآخرة شهد ما نسخ وما بدل.

(1/369)


437- أخبرنا نصر بن محمد حدثنا عمر بن محمد بن بجير حدثنا محمد بن يحيى القطعي حدثنا الحجاج هو ابن المنهال حدثنا يزيد بن إبراهيم التستري عن محمد هو ابن سيرين قال: نبئت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعرض عليه القرآن في كل عام مرة حتى كان العام الذي توفي فيه فعرض عليه مرتين قال: فكأنهم يرون أن العرضة الأخيرة هي قراءة ابن عفان.
قال محمد: لولا أني أخاف أن تلبس قراءتي لأحببت أن أقرأ القراءتين جميعاً قراءة ابن مسعود وقراءة ابن عفان.

(1/370)


438- أخبرنا منصور بن محمد الحربي حدثنا أبو الأحزن محمد بن عمر بن جميل بطوس حدثنا أبو قلابة الرقاشي حدثنا بكر بن بكار حدثنا شعبة عن قتادة عن أنس بن مالك قال: لما نزلت {لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب} قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بن كعب: إن الله عز وجل أمرني أن أقرأها عليك، قال: وقد ذكرت هناك فجعل يبكي.

(1/370)


439- أخبرنا أبو علي زاهر بن أحمد أخبرنا أبو بكر بن مجاهد حدثنا أحمد بن موسى بن سعيد حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري حدثنا يحيى بن سعيد الأموي عن الأعمش عن عاصم عن زر، عَن عَبد الله قال: قال لنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمركم أن تقرؤوا كما علمتم.

(1/371)


440- أخبرنا زاهر بن أحمد أخبرنا ابن مجاهد حدثنا عباس الدوري حدثنا أبو يحيى الحماني حدثنا الأعمش عن شقيق قال: قال عبد الله إني تسمعت القرأة فرأيتهم فاقرأوا كما علمتم.

(1/371)


441- أخبرنا زاهر بن أحمد أخبرنا ابن مجاهد حدثنا العباس بن محمد بن حاتم الدوري حدثنا أبو يحيى الحماني حدثنا الأعمش عن حبيب، عَن أبي عبد الرحمن السلمي، عَن عَبد الله بن مسعود قال: اتبعوا، ولاَ تبتدعوا فقد كفيتم.

(1/371)


442- أخبرنا زاهر أخبرنا ابن مجاهد حدثنا أبو زكريا يحيى بن محمد الجنابي حدثنا عبد الله بن معاذ بن معاذ عن أبيه حدثنا ابن عون عن إبراهيم قال: قال حذيفة: اتقوا الله يامعشر القراء وخذوا طريق من كان قبلكم [ص:372] فوالله لئن استبقتم لقد سبقتم سبقا بعيدا ولئن تركتموه يمينا وشمالا لقد ضللتم ضلال بعيدا.

(1/371)


443- أخبرنا زاهر بن أحمد أخبرنا أبو لبيد حدثنا بندار حدثنا عبد الرحمن حدثنا الحسن بن أبي جعفر عن إسماعيل بن أبي حكيم عن القاسم عن عائشة قالت: اقرؤوا بما في المصاحف.

(1/372)


444- وأخبرنا زاهر بن أحمد أخبرنا أبو لبيد حدثنا بندار حدثنا عبد الرحمن حدثنا ابن أبي الزناد عن أبيه عن خارجة بن زيد أن زيد بن ثابت قال: القراءة سنة.

(1/372)


445- أخبرنا زاهر أخبرنا ابن مجاهد حدثنا أحمد بن الصقر حدثنا عمر بن الخطاب الحنفي حدثنا سعيد بن أبي مريم حدثنا يحيى بن أيوب حدثنا عيسى بن أبي عيسى الخياط قال: سمعت عامر الشعبي يقول: القراءة سنة فاقرؤوا كما قرأ أولكم.

(1/372)


446- وأخبرنا زاهر أخبرنا ابن مجاهد حدثني محمد بن المزرع – ويقال له: يموت – حدثنا أبو حاتم سهل بن محمد حدثنا أبو عبد الرحمن المقرئ حدثنا ابن لهيعة عن خالد بن أبي عمران عن عروة بن الزبير قال: إنما القراءة سنة من السنن فاقرؤوا كما علمتم.

(1/373)


447- وأخبرنا زاهر بن أحمد أخبرنا ابن مجاهد حدثني عبد الله بن سليمان حدثنا عمرو بن عثمان حدثنا إسماعيل بن عياش عن شعيب بن أبي حمزة عن محمد بن المنكدر سمعته يقول: قراءة القرآن سنة يأخذها الآخر عن الأول.

(1/373)


448- وأخبرنا زاهر أخبرنا ابن مجاهد حدثنا عبيد الله بن علي الهاشمي وأبو إسحاق إسماعيل بن إسحاق بن حماد بن زيد القاضي قالا: نصر بن علي الجهضمي قال: أخبرنا الأصمعي قال: سمعت أبا عمرو بن العلاء يقول: لولا أنه ليس لي أن أقرأ إلا بما قد قرئ به لقد قرأت حرف كذا وكذا وحرف كذا وكذا.

(1/373)


449- وأخبرنا زاهر بن أحمد أخبرنا ابن مجاهد حدثني عبيد الله بن علي حدثنا ابن أخ الأصمعي عن عمه قال: قلت لأبي عمرو بن العلاء {وباركنا عليه} في موضع {وبركنا عليه} أتعرف هذا؟ فقال: ما نعرف إلا أن نسمع من المشايخ الأولين.
[ص:374] قال: وقال أبو عمرو: إنما نحن فيمن مضى كبقل في أصول نخل طوال.

(1/373)


باب ما جاء في ثواب من خلف بعد موته مصحفا
450- أخبرنا محمد بن علي بن سعيد حدثنا سهل بن عثمان حدثنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن عبد الله الدقاق ببغداد حدثنا الحسن يعني ابن سالم حدثنا أبو نعيم النخعي حدثنا محمد بن عبيد الله عن قتادة عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سبع يجري للعبد أجرهن وهو في قبره بعد موته من علم علما أو كرا نهرا أو حفر بئرا أو غرس نخلا أو بنى مسجدا أو ورث مصحفا أو ترك ولدا يستغفر له بعد موته.

(1/375)


باب ما جاء في قيام الليل بالقرآن
وقول الله تعالى {إن ناشئة الليل هي أشد وطئا وأقوم قيلا}
451- أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن محمد بن عيسى أخبرنا أبو بكر أحمد بن القاسم - أخو أبي الليث الفرائضي - حدثنا أبو همام حدثنا روح بن عبادة حدثنا شعبة عن الأعمش قال: سمعت ذكوان يحدث، عَن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا حسد إلا في اثنتين رجل علمه الله القرآن فهو يتلوه آناء الليل والنهار وسمع جار له فقال: ليتني أوتيت مثل الذي أوتي فعملت مثل ما يعمل ورجل آتاه الله مالا فهو يهلكه بالحق فقال: ليتني أوتيت مثل ما أوتي فعملت مثل ما يعمل.
تم الجزء الحادي عشر بحمد الله وحسن توفيقه
كاتبه أبوبكر بن محمد البزدوي
يتلوه في الثاني عشر أخبرنا أبوعلي إسماعيل بن محمد الحاجبي

(1/376)