لباب النقول في أسباب النزول سورة الفرقان
(ك) أخرج ابن أبي شيبة في المصنف وابن جرير وابن أبي حاتم عن
خيثمة قال قيل للنبي صلى الله عليه وسلم إن شئت أعطيناك مفاتيح
الأرض وخزائنها لا ينقصك ذلك عندنا شيئا في الآخرة وإن شئت
جمعتهما لك في الآخرة قال بل أجمعهما لي
(1/147)
في الآخرة فنزلت تبارك الذي شاء جعل لك
خيرا من ذلك الآية وأخرج الواحدي من طريق جويبر عن الضحاك عن
ابن عباس قال لما عير المشركون رسول الله صلى الله عليه وسلم
بالفاقة وسلم وقالوا ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في
الأسواق حزن رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزل وما أرسلنا
قبلك من المرسلين إلا إنهم ليأكلون الطعام ويمشون في الأسواق
الآية وأخرج ابن جرير نحوه من طريق سعيد وعكرمه عن ابن عباس
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال كان أبي بن خلف يحضر النبي صلى
الله عليه وسلم فيزجره عقبة بن أبي معيط فنزل ويوم يعض الظالم
على يديه إلى قوله خذولا وأخرج مثله عن الشعبي ومقسم (ك) وأخرج
ابن أبي حاتم والحاكم وصححه والضياء في المختاره عن ابن عباس
قال قال المشركون إن كان محمد كما يزعم نبيا فلم يعذبه ربه ألا
ينزل عليه القرآن جملة واحدة فينزل عليه الآية والآيتين فأنزل
الله وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة وأخرج
الشيخان عن ابن مسعود قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم
أي الذنب أعظم قال أن تجعل لله ندا وهو خلقك قلت ثم أي قال أن
تقتل ولدك مخافة أن يطعم معك قلت ثم أي قال أن تزاني حليلة
جارك فأنزل الله تصديقها والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا
يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون وأخرج الشيخان
عن ابن عباس أن ناسا من أهل الشرك قتلوا فأكثروا وزنوا فأكثروا
ثم أتوا محمدا صلى الله عليه وسلم فقالوا ان الذي تقول وتدعو
إليه لحسن لو تخبرنا أن لما عملنا كفارة فنزلت والذين لا يدعون
مع الله إلها آخر إلى
قوله غفورا رحيما ونزل قل يا عبادي الذين أسرفوا الآية [الزمر:
53] وأخرج البخاري وغيره عن ابن عباس قال لما أنزلت في
(1/148)
الفرقان والذين لا يدعون مع الله إلها آخر
ولا يقتلون النفس التي الآية قال مشركو أهل مكة قد قتلنا النفس
بغير حق ودعونا مع الله ألها آخر وأتينا الفواحش فنزلت إلا من
تاب الآية
سورة الشعراء
أخرج ابن أبي حاتم عن أبي جهضم قال رؤي النبي صلى الله عليه
وسلم كأنه متحير فسألوه عن ذلك فقال ولم؟ وأريت عدوي يكون من
أمتي بعدي فنزلت أفرأيت إن متعناهم سنين ثم جاءهم ما كانوا
يوعدون ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون [205] فطابت نفسه وأخرج
ابن جرير عن ابن جريج قال لما نزلت وأنذر عشيرتك الأقربين بدأ
بأهل بيته وفصيلته فشق ذلك على المسلمين فأنزل الله واخفض
جناحك لمن اتبعك من المؤمنين وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من
طريق العوفي عن ابن عباس قال تهاجى رجلان على عهد رسول الله
الله عليه وسلم أحدهما من الأنصار والآخر من قوم آخرين وكان مع
كل واحد منهما غواة من قومه وهم السفهاء فأنزل الله والشعراء
يتبعهم الغاوون الايات واخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة نحوه وأخرج
عن عروة قال لما نزلت والشعراء إلى قوله ما لا يفعلون قال عبد
الله بن رواحة قد علم الله أني منهم فأنزل الله إلا الذين
آمنوا إلى آخر السورة وأخرج ابن جرير والحاكم عن ابي حسن
البراد قال لما نزلت والشعراء
[225] الآية جاء عبد الله بن رواحة وكعب بن مالك وحسان بن ثابت
فقالوا يا رسول الله والله لقد أنزل الله هذه الآية وهو يعلم
أنا شعراء هلكنا فأنزل الله إلا الذين آمنوا الآية فدعاهم رسول
الله صلى الله عليه وسلم فتلاها عليهم
(1/149)
سورة القصص
أخرج ابن جرير والطبراني عن رفاعة القرظي قال نزلت ولقد وصلنا
لهم القول في عشرة أنا أحدهم وأخرج ابن جرير عن علي بن رفاعة
قال خرج عشرة رهط من أهل الكتاب منهم رفاعة يعني أباه إلى
النبي صلى الله عليه وسلم فآمنوا فأوذوا فنزلت الذين آتيناهم
الكتاب الآية وأخرج عن قتادة قال كنا نحدث أنها نزلت في أناس
من أهل الكتاب كانوا على الحق حتى بعث الله محمدا صلى الله
عليه وسلم فآمنوا منهم عثمان وعبد الله بن سلام قوله تعالى
والذين آتيناهم الكتاب الآية سيأتي سبب نزولها في سورة الحديد
قوله تعالى إنك لا تهدي ما أحببت الآية أخرج مسلم وغيره عن أبي
هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمه قل لا إله
إلا الله أشهد لك يوم القيامة قال لولا أن تعيرني نساء قريش
يقلن أنه حمله على ذلك الجزع لأقررت بها عينك فأنزل الله إنك
لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وأخرج النسائي وابن
عساكر في تاريخ دمشق بسند جيد عن أبي سعيد ابن رافع قال سألت
ابن عمر عن هذه الآية إنك لا تهدي من أحببت أفي أبي جهل وأبي
طالب قال نعم قوله تعالى وقالوا إن نتبع الهدى معك الآية أخرج
ابن جرير من طريق العوفي عن ابن عباس أن أناسا من قريش قالوا
للنبي صلى الله عليه وسلم إن نتبعك تخطفنا الناس فنزلت وأخرج
النسائي عن ابن عباس أن الحرث بن عامر بن نوفل هو الذي قال ذلك
قوله تعالى أفمن وعدناه الآية أخرج ابن جرير عن مجاهد في قوله
أفمن وعدناه الآية نقال زلت في النبي صلى الله عليه وسلم وفي
أبي جهل بن هشام وأخرج من وجه آخر عنه أنها نزلت في حمزة وأبي
جهل
(1/150)
قوله تعالى إن الذي فرض عليك القرآن الآية
أخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك قال لما خرج النبي صلى الله عليه
وسلم من مكة فبلغ الجحفة اشتاق إلى مكة فأنزل الله إن الذي فرض
عليك القرآن لرادك إلى معاد
سورة العنكبوت
أخرج ابن أبي حاتم عن الشعبي في قوله الم أحسب الناس أن يتركوا
[1 - 2] الآية قال أنزلت في أناس كانوا بمكة قد أقروا بالإسلام
فكتب إليهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من المدينة أنه
لا يقبل منكم حتى تهاجروا فخرجوا عامدين إلى المدينة فتبعهم
المشركون فردوهم فنزلت هذه الآية فكتبوا إليهم أنه قد نزل فيكم
كذا وكذا فقالوا نخرج فأن اتبعنا أحد قاتلناه فخرجوا فاتبعهم
المشركون فقاتلوهم فمنهم من قتل ومنهم من نجا فأنزل الله فيهم
ثم إن ربك للذين هاجروا من بعد ما فتنوا [النحل: 110] الآية
(ك) وأخرج عن قتادة قال أنزلت الم أحسب الناس في أناس من أهل
مكة خرجوا يريدون النبي صلى الله عليه وسلم فعرض لهم المشركون
فرجعوا فكتب إليهم إخوانهم بما نزل فيهم فخرجوا فقتل من قتل
وخلص من خلص فنزل القرآن والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا
الآية
وأخرج ابن سعد عن عبد الله بن عبيد عن ابن عمير قال نزلت في
عمار بن ياسر إذ كان يعذب في الله أحسب الناس الآية قوله تعالى
وإن جاهداك الآية أخرج مسلم والترمذي وغيرهما عن سعد بن أبي
وقاص قال قالت أم سعد أليس قد أمر الله بالبر والله لا أطعم
طعاما ولا أشرب شرابا حتى أموت أو تكفر فنزلت ووصينا الإنسان
بوالديه حسنا وإن جاهداك لتشرك بي الآية قوله تعالى ومن الناس
من يقول آمنا بالله الآية تقدم سبب نزولها في سورة النساء
(1/151)
قوله تعالى أولم يكفهم الآية أخرج ابن جرير
وابن أبي حاتم والدارمي في مسنده من طريق عمرو بن دينار عن
يحيى بن جعده قال جاء أناس من المسلمين بكتب قد كتبوا فيها بعض
ما سمعوه من اليهود فقال النبي صلى الله عليه وسلم كفى بقوم
ضلاله أن يرغبوا عما جاء به نبيهم إليهم إلى ما جاء به غيره
إلى غيرهم فنزلت أولم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم
قوله تعالى وكأين من دابة الآية أخرج عبد بن حميد وابن أبي
حاتم والبيهقي وابن عساكر بسند ضعيف عن ابن عمير قال خرجت مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى دخل بعض حيطان المدينة فجعل
يلتقط من التمر ويأكل فقال لي يا ابن عمر ما لك لا تأكل قلت لا
أشتهيه قال لكنني أشتهيه وهذه صبح رابعة منذ لم أذق طعاما ولم
أجده ولو شئت لدعوت ربي فأعطاني مثل ملك كسرى وقيصر فكيف بك يا
ابن عمر إذا لقيت قوما يخبئون رزق سنتهم ويضعف اليقين قال
فوالله ما برحنا ولا برمنا عنه حتى نزلت وكأين من دابة لا تحمل
رزقها الله يرزقها وإياكم وهو السميع العليم فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم ان الله لم يأمرني بكنز الدنيا ولا بأتباع
الشهوات ألا وإني لا أكثر دينارا ولا درهما ولا أخبأ رزقا لغد
قوله تعالى أو لم يروا الآية أخرج جويبر عن الضحاك عن ابن عباس
أنهم قالوا يا محمد ما يمنعنا أن ندخل في دينك إلا مخافة أن
يتخطفنا الناس لتقتلنا إن والأعراب أكثر منا فمتى ما يبلغهم
أنا قد دخلنا في دينك اختطفنا فكنا أكلة رأس فأنزل الله أولم
يروا أنا جعلنا حرما آمنا
سورة الروم
أخرج الترمذي عن أبي سعيد قال لما كان يوم بدر ظهرت الروم على
فارس فأعجب ذلك المؤمنين فنزلت الم غلبت الروم إلى قوله بنصر
الله [5] يعني بفح الغين وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود ونحوه
(1/152)
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن شهاب قال بلغنا أن المشركين كانوا
يجادلون المسلمين وهم بمكة قبل أن يخرج رسول الله صلى اللة
عليه وسلم فيقولون الروم يشهدون أنهم أهل كتاب وقد غلبتهم
المجوس وأنتم تزعمون أنكم ستغلبوننا إلا بالكتاب الذي أنزل على
نبيكم فكيف غلب المجوس الروم وهم أهل كتاب فسنغلبكم فيه كما
غلب فارس الروم فأنزل الله الم غلبت الروم وأخرج ابن جرير نحوه
عن عكرمة ويحيى بن يغمر وقتادة فالرواية الأولى على قراءة غلبت
بالفتح لأنها نزلت يوم غلبتهم يوم بدر والثانية على قراءة الضم
فيكون معناه وهم من بعد غلبتهم فارس سيغلبهم المسلمون حتى يصح
معنى الكلام وإلا لم يكن له كبير معنى (ك) وأخرج ابن أبي حاتم
عن عكرمة قال تعجب الكفار من إحياء الله الموتى فنزلت وهو الذي
يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه
(ك) وأخرج الطبراني عن ابن عباس قال كان يلبي أهل الشرك لبيك
اللهم لبيك لبيك لا شريك لك إلا شريكا هو لك تملكه وما ملك
فأنزل الله هل لكم مما ملكت أيمانكم من شركاء فيما رزقناكم
الآية وأخرج جويبر مثله داود بن أبي هند عن أبي جعفر محمد بن
علي عن أبيه |