لباب النقول في أسباب النزول سورة الحاقة
أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والواحدي عن بريده قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب إني أمرت أن أدنيك ولا
أقصيك وأن أعلمك وأن تعي وحق لك أن تعي قال فنزلت هذه الآية
وتعيها أذن واعية لا يصح
سورة المعارج
أخرج النسائي وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله سأل سائل قال
هو النضير بن الحرث قال اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك
فأمطر علينا حجارة من السماء
(1/201)
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله سأل
سائل قال نزلت بمكة في النضر بن الحرث وقد قال اللهم إن كان
هذا هو الحق من عندك [الانفال: 32] الآية وكان عذابه يوم بدر
(ك) وأخرج ابن المنذر عن الحسن قال نزلت سأل سائل بعذاب واقع
فقال الناس على من يقع العذاب فأنزل الله للكافرين ليس له دافع
سورة الجن
(ك) أخرج البخاري والترمذي وغيرهما عن ابن عباس قال ما قرأ
رسول الله صلى الله عليه وسلم على الجن ولا رآهم ولكنه انطلق
في طائفة من أصحابه عامدين إلى سوق عكاظ وقد حيل بين الشياطين
وبين خبر السماء وأرسلت عليهم الشهب فرجعوا إلى قومهم فقالو
اما هذا إلا لشئ قد حدث فاضربوا مشارق الأرض ومغاربها فانظروا
هذا الذي حدث فانطلقوا فانصرف النفر الذين توجهوا نحو تهامة
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بنخلة وهو يصلي بأصحابه
صلاة الفجر فلما سمعوا القرآن استمعوا له فقالوا هذا والله
الذي حال بينكم وبين خبر السماء فهنالك رجعوا إلى قومهم فقالوا
يا قومنا إنا سمعنا قرآنا عجبا فأنزل الله على نبيه قل أوحي
إلي وإنما أوحي أليه قول الجن وأخرج ابن الجوزي في كتاب صفوة
الصفوة لسنده عن سهل بن عبد الله قال كنت في ناحية ديار عاد إذ
رأيت مدينة من حجر منقور وسطها قصر من حجارة تأويه الجن فدخلت
فإذا شيخ عظيم الخلق يصلي نحو الكعبة وعليه
جبة صوف فيها طراوة فلم أتعجب من عظم خلقته كتعجبي من طراوة
جبته فسلمت عليه فرد علي السلام وقال يا سهل إن الأبدان لا
تخلق الثياب وإنما تخلقها روائح الذنوب ومطاعم السحت وإن هذه
الجبة علي منذ سبعمائة سنة لقيت فيها عيسى ومحمدا عليهما
الصلاة والسلام فآمنت بهما فقلت له ومن
(1/202)
أنت قال من الذين نزلت فيهم قل أوحي إلي
أنه استمع نفر من الجن [1] وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم
وأبو الشيخ في العظمة عن كردم بن أبي السائب الأنصاري قال خرجت
مع أبي إلى المدينة في حاجة وذلك أول ما ذكر رسول الله صلى
الله عليه وسلم فآوانا المبيت إلى راعي غنم فلما انتصف الليل
جاء ذئب فأخذ حملا من الغنم فوثب الراعي فقال عامر الوادي جارك
فنادى مناد لا نراه يا سرحان فأتى الحمل يشتد حتى دخل في الغنم
وأنزل الله على رسوله بمكة وأنه كان رجال من الإنس يعوذون
برجال من الجن الآية وأخرج ابن سعد عن أبي رجاء العطاردي من
بني تميم قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد رعيت على
أهلي وكفيت مهنتهم فلما بعث النبي صلى الله عليه وسلم خرجنا
هرابا فأتينا على فلاة من الارض وكنا إذا أمسينا بمثلها قال
شيخنا أنا نعوذ بعزيز هذا الوادي من الجن الليلة فقلنا ذاك
فقيل لنا إنما سبيل هذا الرجل شهادة أن لا إله إلا الله وان
محمدا رسول الله من أقر بها أمن على دمه وماله فرجعنا فدخلنا
في الإسلام قال أبو رجاء إني لأرى هذه الاية نزلت في وفي
أصحابي وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم
رهقا الآية وأخرج الخرائطي في كتاب هواتف الجان حدثنا عبد الله
بن محمد البلوي حدثنا عمارة بن زيد حدثني عبد الله بن العلاء
حدثنا محمد بن عكبر عن سعيد بن جبير أن رجلا من بني تميم يقال
له رافع بن عمير حدث عن بدء إسلامه قال إني لأسير برمل عالج
ذات ليلة إذ غلبني النوم فنزلت عن راحلتي وأنختها ونمت وقد
تعوذت قبل نومي فقلت أعوذ بعظيم هذا الوادي من الجن فرأيت في
منامي رجلا بيده حربة يريد أن يضعها في نحر ناقتي فانتبهت فزعا
فنظرت يمينا وشمالا فلم أر شيئا فقلت هذا حلم ثم عدت فغفوت
فرأيت مثل ذلك فانتبهت فرأيت ناقتي تضطرب والتفت وإذا برجل شاب
كالذي رأيته في المنام بيده حربة ورجل شيخ ممسك بيده يدفعه عنه
فبينما هما يتنازعان إذ طلعت ثلاثة أثوار
(1/203)
من الوحش فقال الشيخ للفتى قم فخذ أيتها
شئت فداء لناقة جاري الإنسي فقام الفتى فأخذ منها ثورا وانصرف
ثم التفت إلي الشيخ وقال يا هذا إذا نزلت واديا من الأودية
فخفت هوله فقل أعوذ برب محمد من هول هذا الوادي ولا تعذ بأحد
من الجن فقد بطل أمرها قال فقلت له ومن محمد هذا قال نبي عربي
لا شرقي ولا غربي بعث يوم الأثنين قلت فأين مسكنه قال يثرب ذات
النخل فركبت راحلتي حين ترقي لي الصبح وجددت السير حتى تقحمت
المدينة فرآني رسول الله صلى الله عليه وسلم فحدثني بحديثي قبل
أن أذكر منه شيئا ودعاني إلى الإسلام فأسلمت قال سعيد بن جبير
وكنا نرى أنه هو الذي أنزل الله فيه وأنه كان رجال من الإنس
يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا وأخرج عن مقاتل في قوله وأن
استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا قال نزلت في كفار
قريش حين منع المطر سبع سنين وأخرج ابن أبي حاتم من طريق أبي
صالح عن ابن عباس قال قالت الجن يا رسول الله ائذن لنا أن نشهد
معك الصلوات في مسجدك فأنزل الله وأن المساجد لله فلا تدعوا مع
الله أحدا
وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير قال قالت الجن للنبي صلى الله
عليه وسلم كيف لنا أن نأتي المسجد ونحن ناءون عنك أو كيف نشهد
الصلاة ونحن ناءون عنك فنزلت وأن المساجد لله الآية وأخرج ابن
جرير عن حضرمي أنه ذكر له أن جنيا من الجن من أشرافهم ذا تبع
قال إنما يريد محمد أن يجيره الله وأنا أجيره فأنزل الله قل لن
يجيرني من الله أحد آلاية
سورة المزمل
أخرج البزار والطبراني بسند واه عن جابر قال اجتمعت قريش في
دار الندوة فقالت سموا هذا الرجل اسما يصدر عنه الناس قالوا
كاهن قالوا
(1/204)
ليس بكاهن قالوا مجنون قالوا ليس بمجنون
قالوا ساحر قالوا ليس بساحر فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم
فتزمل في ثيابه فتدثر فيها فأتاه جبريل فقال يا أيها المزمل يا
أيها المدثر وأخرج ابن أبي حاتم عن إبراهيم النخعي في قوله يا
أيها المزمل قال نزلت وهو في قطيفة (ك) وأخرج الحاكم عن عائشة
قالت لما نزلت يا أيها المزمل قم الليل إلا قليلا قاموا سنة
حتى ورمت أقدامهم فأنزلت فاقرأوا ما تيسر منه وأخرج ابن جرير
مثله عن ابن عباس وغيره
سورة المدثر
أخرج الشيخان عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
جاورت بحراء شهرا فلما قضيت جواري نزلت فاستبطنت الوادي فنوديت
فلم أر أحدا فرفعت رأسي فإذا الملك الذي جاءني بحراء فرجعت
فقلت دثروني فأنزل الله يا أيها المدثر قم فأنذر (ك) وأخرج
الطبراني بسند ضعيف عن ابن عباس أن الوليد بن المغيرة صنع
لقريش طعاما فلما أكلوا قال ما تقولون في هذا الرجل فقال بعضهم
ساحر وقال بعضهم ليس بساحر وقال بعضهم كاهن وقال بعضهم ليس
بكاهن وقال بعضهم شاعر وقال بعضهم ليس بشاعر وقال بعضهم سحر
يؤثر فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فحزن وقنع رأسه وتدثر
فأنزل الله يا أيها المدثر قم فأنذر إلى قوله تعالى ولربك
فاصبر وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس ان الويد بن المغيرة جاء
إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقرأ عليه القرآن فكأنه رق له
فبلغ ذلك أبا جهل فأتاه فقال يا عم أن قومك يريدون أن يجمعوا
لك مالا ليعطوكه فإنك أتيت محمدا لتتعرض ابن لنا قبله قال لقد
علمت قريش أني من أكثرها مالا قال فقل فيه قولا يبلغ
(1/205)
قومك أنك منكر له وأنك كاره له فقال وماذا
أقول فوالله ما فيكم رجل أعلم بالشعر مني ولا برجزه ولا بقصيده
مني ولا بأشعار الجن والله ما يشبه الذي يقول شيئا من هذا
ووالله إن لقوله لحلاوة وإن عليه لطلاوة وأنه لمنير أعلاه مشرق
أسفله وإنه ليعلوا وما يعلي وإنه ليحطم ما تحته قال لا يرضى
عنك قومك حتى تقول فيه قال فدعني حتى أفكر فلما فكر قال هذا
سحر يؤثر يأثره عن غيرة فنزلت ذرني ومن خلقت وحيدا إسناده صحيح
على شرط البخاري وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طرق أخرى
نحوه (ك) وأخرج ابن أبي حاتم والبيهقي في البعث عن البراء أن
رهطا من اليهود سألوا رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
عن خزنه جهنم فجاء فاخبر النبي صلى الله عليه وسلم فنزل عليه
ساعتئذ عليها تسعة عشر الآية (ك) وأخرج عن ابن إسحق قال قال
أبو جهل يوما يا معشر قريش يزعم محمد أن جنود الله يعذبونكم في
لنار تسعة عشر وأنتم أكثر الناس عددا إفيعجز مائة رجل منكم عن
رجل منهم فأنزل الله وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة الآية
وأخرج نحوه عن قتادة قال ذكر لنا فذكره (ك) وأخرج عن السدي قال
لما نزلت عليها تسعة عشر قال رجل من قريش يدعى أبا الأشد يا
معشر قريش لا يهولنكم التسعة عشر أنا أدفع عنكم بمنكبي الأيمن
عشرة وبمنكبي الأيسر التسعة فأنزل الله وما جعلنا أصحاب النار
إلا ملائكة الآية (ك) وأخرج ابن المنذر عن السدي قال قالوا لئن
كان محمد صادقا فليصبح تحت رأس كل رجل منا صحيفة فيها براءة
وأمنة من النار فنزلت بل يريد كل امرئ منهم أن يؤتى صحفا منشرة
(1/206)
سورة القيامة
(ك) أخرج البخاري عن ابن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه
وسلم إذا نزل عليه الوحي يحرك به لسانه يريد أن يحفظه فأنزل
الله لا تحرك به لسانك لتعجل به الآية وأخرج ابن جرير من طريق
العوفي عن ابن عباس قال لما نزلت عليها تسعة عشر قال أبو جهل
لقريش ثكلتكم أمهاتكم يخبركم ابن أبي كبشة أن خزنة جهنم تسعة
عشر وأنتم الدهم أفيعجز كل عشرة منكم أن يبطشوا برجل من خزنة
جهنم فأوحى الله إلى رسوله أن يأتي أبا جهل فيقول
له أولى لك فأولى ثم أولى لك فأولى (ك) وأخرج النسائي عن سعيد
بن جبير أنه سأل ابن عباس عن قوله أولى لك فأولى أشئ قاله رسول
الله صلى الله عليه وسلم من قبل نفسه أم أمره الله به بل قاله
من قبل نفسه ثم أنزله الله
سورة الإنسان
(ك) وأخرج ابن المنذر عن ابن جرير في قوله وأسيرا قال لم يكن
النبي صلى الله عليه وسلم يأسر أهل الإسلام ولكنها نزلت في
أسارى أهل الشرك وكانوا يأسرونهم في العذاب فنزلت فيهم فكان
النبي صلى الله عليه وسلم يأمر بالصلاح إليهم (ك) وأخرج ابن
المنذر عن عكرمة قال دخل عمر بن الخطاب على النبي صلى الله
عليه وسلم وهو راقد على حصير من جريد وقد أثر في جنبه فبكى عمر
فقال له ما يبكيك قال ذكرت كسرى وملكه وهرمز وملكه وصاحب
الحبشة وملكه وأنت رسول الله صلى الله عليك وسلم على حصير من
جريد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما ترضى أن لهم
الدنيا ولنا الآخرة فأنزل الله وإذا رأيت ثم رأيت نعيما وملكا
كبيرا
(1/207)
(ك) وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن قتادة أنه بلغه
أن أبا جهل قال لئن رأيت محمد يصلي لأطأن عنقه فأنزل الله ولا
تطع منهم آثما أو كفورا
سورة المرسلات
أخرج ابن المنذر عن مجاهد في قوله وإذا قيل لهم اركعوا لا
يركعون [48] قال نزلت في ثقيف
سورة النبأ
أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن الحسن قال لما بعث النبي صلى
الله عليه وسلم جعلوا يتساءلون بينهم فنزلت عم يتساءلون عن
النبإ العظيم |