وهى الصغرى، وتسمى: بدر الموعد.

وكانت فى شعبان، بعد ذات الرقاع. قال ابن إسحاق: لما قدم رسول اللّه- صلى اللّه عليه وسلم- المدينة من غزوة ذات الرقاع، أقام بها جمادى الأولى إلى آخر رجب، ثم خرج فى شعبان إلى بدر لميعاد أبى سفيان. وي

قال: كانت فى هلال ذى القعدة.

وميعاد أبى سفيان: هو ما سبق أن أبا سفيان قال يوم أحد: الموعد بيننا وبينكم بدر العام القابل، فقال- صلى اللّه عليه وسلم- لرجل من أصحابه: قل: (نعم هو بيننا وبينكم موعد) .

فخرج- صلى اللّه عليه وسلم- ومعه ألف وخمسمائة من أصحابه، وعشرة أفراس،

__________

(١) انظرها فى (السيرة النبوية) لابن هشام (٢/ ٢٠٩- ٢١٣) ، وابن سعد فى (طبقاته) (٢/ ٥٩ و ٦٠) ، والطبرانى فى (تاريخه) (٣/ ٤١) ، وابن كثير فى (البداية والنهاية) (٣/ ١٦٩- ١٧٢) .

واستخلف على المدينة عبد اللّه بن رواحة، فأقاموا على بدر ينتظرون أبا سفيان.

وخرج أبو سفيان حتى نزل مجنة من ناحية مر الظهران، وي

قال:

عسفان، ثم بدا له الرجوع، ف

قال: يا معشر قريش، إنه لا يصلحكم إلا عام خصيب، ترعون فيه الشجر وتشربون فيه اللبن، وإن عامكم هذا عام جدب، وإنى راجع فارجعوا، فرجع الناس.

فسماهم أهل مكة: جيش السويق يقولون: إنما خرجتم تشربون السويق.

وأقام- صلى اللّه عليه وسلم- ببدر ثمانية أيام، وباعوا ما معهم من التجارة، فربحوا الدرهم درهمين.

وأنزل اللّه فى المؤمنين: الَّذِينَ اسْتَجابُوا للّه وَالرَّسُولِ. إلى قوله:

فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللّه وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ (١) الآية.

__________

(١) سورة آل عمران: ١٧٢- ١٧٤.

والصحيح أن هذه الآية نزلت فى شأن حمراء الأسد، كما نص عليه العماد بن كثير.