وهى بضم الدال من (دومة) هى مدينة بينها وبين دمشق خمس ليال، وبعدها من المدينة
خمس عشرة أو ست عشرة ليلة. قال أبو عبيد البكرى:
سميت بدومى بن إسماعيل، كان
نزلها.
وكانت فى شهر ربيع الأول، على رأس تسعة وأربعين شهرا من
الهجرة، وكان سببها أنه بلغه- صلى اللّه عليه وسلم- أن بها جمعا كثيرا يظلمون من مر
بهم،
(١) انظرها فى (السيرة النبوية) لابن هشام (٢/ ٢١٣)
، وابن سعد فى (طبقاته) (٢/ ٦٢ و ٦٣) ، والطبرى فى (تاريخه) (٣/ ٤٣) ، وابن كثير فى (البداية والنهاية) (٣/ ١٧٧
و ١٧٨) .
فخرج- عليه الصلاة والسلام- لخمس ليال بقين من شهر ربيع، فى
ألف من أصحابه، فكان يسير الليل ويكمن النهار واستخلف على المدينة سباع بن عرفطة.
فلما دنا منهم، لم يجد إلا النعم
والشاء، فهجم على ماشيتهم ورعاتهم فأصاب من أصاب، وهرب من هرب فى كل وجه. وجاء الخبر أهل دومة فتفرقوا،
ونزل- صلى اللّه عليه وسلم- بساحتهم فلم يلق بها أحدا، فأقام
بها أياما، وبث السرايا وفرقها، فرجعوا، ولم يصب منهم أحد. ودخل المدينة فى العشرين من ربيع
الآخر.