الأحكام الشرعية الكبرى

بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
كتاب الطَّهَارَة

بَاب الإبعاد عِنْد قَضَاء الْحَاجة
مُسلم: حَدثنَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة وَأَبُو كريب، قَالَ أَبُو بكر: ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَة، عَن الْأَعْمَش، عَن مُسلم، عَن مَسْرُوق، عَن الْمُغيرَة بن شُعْبَة قَالَ: " كنت مَعَ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِي سفر، فَقَالَ: / يَا مُغيرَة، خُذ الْإِدَاوَة، فأخذتها، ثمَّ خرجت مَعَه، فَانْطَلق رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - حَتَّى توارى عني، فَقضى حَاجته، ثمَّ جَاءَ وَعَلِيهِ جُبَّة شامية ضيقَة الكمين، فَذهب يخرج يَده من كمها، فضاقت [عَلَيْهِ] فَأخْرج يَده من أَسْفَلهَا، فَصَبَبْت عَلَيْهِ، فَتَوَضَّأ وضوءه للصَّلَاة، ثمَّ مسح على خفيه، ثمَّ صلى ".
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا عبد الله بن مسلمة القعْنبِي، ثَنَا عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد [عَن مُحَمَّد] يَعْنِي ابْن عمر 0 عَن أبي سَلمَة، عَن الْمُغيرَة بن شُعْبَة " أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كَانَ إِذا ذهب أبعد ".

بَاب الاستتار عِنْد قَضَاء الْحَاجة
مُسلم: حَدثنَا شَيبَان بن فروخ وَعبد الله بن مُحَمَّد بن أَسمَاء الضبعِي،

(1/359)


قَالَا: ثَنَا مهْدي - وَهُوَ ابْن مَيْمُون - ثَنَا مُحَمَّد بن عبد الله بن أبي يَعْقُوب، عَن الْحسن بن سعيد مولى الْحسن بن عَليّ، عَن عبد الله بن جَعْفَر قَالَ: " أردفني رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ذَات يَوْم خَلفه، فَأسر إِلَيّ حَدِيثا لَا أحدث بِهِ أحدا من النَّاس، وَكَانَ أحب مَا استتر بِهِ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لحَاجَة هدف، أَو حائش نخل " قَالَ ابْن أَسمَاء فِي حَدِيثه " يَعْنِي: حَائِط نخل ".
مُسلم: حَدثنَا هَارُون بن مَعْرُوف وَمُحَمّد بن عباد - وتقاربا فِي لفظ الحَدِيث والسياق لهارون - قَالَا: ثَنَا حَاتِم بن إِسْمَاعِيل، عَن يَعْقُوب بن مُجَاهِد أبي حرزة، عَن عبَادَة بن الْوَلِيد بن عبَادَة بن الصَّامِت، عَن جَابر بن عبد الله قَالَ: " سرنا مَعَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - حَتَّى نزلنَا وَاديا أفيح، فَذهب رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يقْضِي حَاجته، فاتبعته بإداوة من مَاء فَنظر رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - شَيْئا يسْتَتر بِهِ، فَإِذا شجرتان بشاطئ الْوَادي، فَانْطَلق رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إِلَى إِحْدَاهمَا فَأخذ بِغُصْن من أَغْصَانهَا، فَقَالَ: انقادي عَليّ بِإِذن الله. فانقادت مَعَه كالبعير المخشوش الَّذِي يصانع قائده حَتَّى أَتَى الشَّجَرَة الْأُخْرَى فَأخذ بِغُصْن من أَغْصَانهَا /، فَقَالَ: انقادي عَليّ بِإِذن الله. فانقادت مَعَه كَذَلِك حَتَّى إِذا كَانَ بالمنصف مِمَّا بَينهمَا فالأم بَينهمَا حَتَّى يَعْنِي جَمعهمَا، فَقَالَ: التئما عَليّ بِإِذن الله. فالتأما، قَالَ جَابر: فَخرجت أحضر مَخَافَة أَن يحس رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بقربي، فيبتعد - قَالَ ابْن عباد: فيتبعد - فَجَلَست أحدث نَفسِي، فحانت مني لفتة، فَإِذا أَنا برَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مُقبلا، وَإِذا الشجرتان قد افترقتا، فَقَامَتْ كل وَاحِدَة مِنْهُمَا على سَاق " هَذَا الْخَبَر فِي حَدِيث طَوِيل، وَسَيَأْتِي ذكره
فِي المناقب من آخر الْكتاب إِن شَاءَ الله.

(1/360)


وروى أَبُو عِيسَى التِّرْمِذِيّ: عَن قُتَيْبَة، عَن عبد السَّلَام بن حَرْب، عَن الْأَعْمَش، عَن أنس بن مَالك: " كَانَ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إِذا أَرَادَ الْحَاجة لم يرفع ثَوْبه حَتَّى يدنو من الأَرْض ".
قَالَ أَبُو عِيسَى: وَهَذَا مُرْسل، يُقَال أَن الْأَعْمَش لم يسمع من أنس، وَقد رَآهُ، وَحكى عَنهُ حِكَايَة فِي الصَّلَاة.
وَقَالَ أَبُو بكر الْبَزَّار: سمع الْأَعْمَش من أنس، فَلَا يُنكر مَا أرسل عَنهُ وَأورد حَدِيثا ذكر فِيهِ سَمَاعه مِنْهُ، وَسَيَأْتِي الحَدِيث فِي بَاب الصمت من كتاب الزّهْد إِن شَاءَ الله.

بَاب خُرُوج النِّسَاء لحاجتهن
مُسلم: حَدثنَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة وَأَبُو كريب قَالَا: ثَنَا أَبُو أُسَامَة، عَن هِشَام، عَن أَبِيه، عَن عَائِشَة قَالَت: " خرجت سَوْدَة بَعْدَمَا ضرب عَلَيْهَا الْحجاب لِتَقضي حَاجَتهَا، وَكَانَت امْرَأَة جسيمة تفرع النِّسَاء جسماً، لَا تخفي على من يعرفهَا، فرآها عمر بن الْخطاب، فَقَالَ: يَا سَوْدَة، وَالله مَا تخفين علينا، فانظري كَيفَ تخرجين. قَالَت: فَانْكَفَأت رَاجِعَة، وَرَسُول الله فِي بَيْتِي، وَإنَّهُ ليتعشى وَفِي يَده عرق، فَدخلت، فَقَالَت: يَا رَسُول الله، إِنِّي خرجت فَقَالَ لي عمر كَذَا وَكَذَا. قَالَت: فَأُوحي إِلَيْهِ، ثمَّ رفع عَنهُ، وَإِن الْعرق فِي يَده مَا وَضعه، فَقَالَ: إِنَّه قد أذن لَكِن أَن تخرجن لحاجتكن " وَفِي رِوَايَة أبي بكر: " يفرع النِّسَاء جسمها " زَاد أَبُو بكر فِي حَدِيثه: فَقَالَ هِشَام: " يَعْنِي البرَاز ".

بَاب مَا نقُول عِنْد دُخُول الْخَلَاء وَعند الْخُرُوج مِنْهُ
مُسلم: حَدثنَا يحيى بن يحيى / أَنا حَمَّاد بن زيد.

(1/361)


وَقَالَ يحيى أَيْضا: ثَنَا هشيم، كِلَاهُمَا عَن عبد الْعَزِيز بن صُهَيْب، عَن أنس فِي حَدِيث حَمَّاد: " كَانَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إِذا دخل الْخَلَاء - وَفِي حَدِيث هشيم أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كَانَ إِذا دخل الكنيف - قَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أعوذ بك من الْخبث والخبائث ".
وَحدثنَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة وَزُهَيْر بن حَرْب قَالَا: ثَنَا إِسْمَاعِيل - وَهُوَ ابْن علية - عَن عبد الْعَزِيز بِهَذَا الْإِسْنَاد، وَقَالَ: " أعوذ بِاللَّه من الْخبث والخبائث ".
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا عَمْرو بن مَرْزُوق، حَدثنَا شُعْبَة، عَن قَتَادَة، عَن النَّضر ابْن أنس، عَن زيد بن أَرقم قَالَ: قَالَ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - " إِن هَذِه الحشوش محتضرة، فَإِذا أَتَى أحدكُم الْخَلَاء فَلْيقل: أعوذ بِاللَّه من الْخبث والخبائث ".
اخْتلف فِي إِسْنَاد هَذَا الحَدِيث عَن قَتَادَة: فَقَالَ شُعْبَة. كَمَا تقدم. وَقَالَ معمر: عَن قَتَادَة، عَن النَّضر بن أنس، عَن أَبِيه.
وَقَالَ ابْن ابي عرُوبَة: عَن قَتَادَة، عَن الْقَاسِم بن عَوْف الشَّيْبَانِيّ، عَن زيد ابْن أَرقم.
وَقَالَ (حسام) : عَن قَتَادَة، عَن الْقَاسِم بن ربيعَة، عَن زيد بن أَرقم.
التِّرْمِذِيّ: حَدثنَا مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل، حَدثنَا مَالك بن إِسْمَاعِيل، عَن إِسْرَائِيل، عَن يُوسُف بن ابي بردة، عَن أَبِيه، عَن عَائِشَة قَالَت: " كَانَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إِذا خرج من الْخَلَاء قَالَ: غفرانك ".

(1/362)


قَالَ أَبُو عِيسَى: هَذَا حَدِيث حسن غَرِيب لَا نعرفه إِلَّا من حَدِيث إِسْرَائِيل عَن يُوسُف بن أبي بردة، وَأَبُو بردة اسْمه عَامر بن عبد الله بن قيس، وَلَا يعرف فِي هَذَا الْبَاب عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إِلَّا حَدِيث عَائِشَة. انْتهى كَلَام أبي عِيسَى. سمع إِسْرَائِيل يُوسُف، ويوسف أَبَاهُ.

بَاب النَّهْي عَن التخلي فِي الطّرق والظلال
مُسلم: حَدثنَا يحيى بن أَيُّوب وقتيبة وَابْن حجر، جَمِيعًا عَن إِسْمَاعِيل ابْن جَعْفَر - قَالَ ابْن أَيُّوب: حَدثنَا إِسْمَاعِيل - اخبرني الْعَلَاء، عَن أَبِيه، عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " اتَّقوا اللعانين / قَالُوا: وَمَا اللعانان يَا رَسُول الله؟ قَالَ: الَّذِي يتخلى فِي طَرِيق النَّاس أَو فِي ظلهم ".
وَقَالَ أَبُو دَاوُد فِي حَدِيث ذكره: " اتَّقوا الْملَاعن الثَّلَاثَة " وَزَاد: " البرَاز فِي الْمَوَارِد " وَهُوَ حَدِيث مُرْسل.

بَاب النَّهْي عَن اسْتِقْبَال الْقبْلَة واستدبارها لبلول أَو غَائِط
مُسلم: حَدثنَا زُهَيْر بن حَرْب وَابْن نمير قَالَا: ثَنَا سُفْيَان بن عُيَيْنَة.
وَحدثنَا يحيى بن يحيى - وَاللَّفْظ لَهُ - قَالَ: قلت لِسُفْيَان بن عُيَيْنَة: سَمِعت الزُّهْرِيّ يذكر، عَن عَطاء بن يزِيد اللَّيْثِيّ، عَن أبي أَيُّوب أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " إِذا أتيتم الْغَائِط فَلَا تستقبلوا الْقبْلَة وَلَا تستدبروها ببول وَلَا بغائط، وَلَكِن شرقوا أَو غربوا. قَالَ أَبُو أَيُّوب: فقدمنا الشَّام، فَوَجَدنَا مراحيض قد بنيت قبل الْقبْلَة فننحرف عَنْهَا ونستغفر الله "؟ قَالَ: نعم.

(1/363)


أَبُو أَيُّوب اسْمه خَالِد بن زيد بن كُلَيْب.
مُسلم: حَدثنَا أَحْمد بن الْحسن بن خرَاش، ثَنَا عمر بن عبد الْوَهَّاب، ثَنَا يزِيد - يَعْنِي: ابْن زُرَيْع - ثَنَا روح، عَن سُهَيْل، عَن الْقَعْقَاع، عَن أبي صَالح، عَن أبي هُرَيْرَة، عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: إِذا جلس أحدكُم على حَاجته فَلَا يسْتَقْبل الْقبْلَة وَلَا يستدبرها ".

بَاب من رأى الرُّخْصَة فِي ذَلِك فِي الْبيُوت
مُسلم: حَدثنَا عبد الله بن مسلمة بن قعنب، ثَنَا سُلَيْمَان بن بِلَال، عَن يحيى بن سعيد، عَن مُحَمَّد بن يحيى، عَن عَمه وَاسع بن حبَان قَالَ: " كنت أُصَلِّي فِي الْمَسْجِد، وَعبد الله بن عمر مُسْند ظَهره إِلَى الْقبْلَة، فَلَمَّا قضيت صَلَاتي انحرفت إِلَيْهِ من شقي، فَقَالَ عبد الله: يَقُول نَاس: إِذا قعدت للْحَاجة تكون لَك فَلَا تقعد مُسْتَقْبل الْقبْلَة وَلَا بَيت الْمُقَدّس. قَالَ عبد الله: وَلَقَد رقيت على ظهر بَيت، فَرَأَيْت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَاعِدا على لبنتين مُسْتَقْبلا بَيت الْمُقَدّس لِحَاجَتِهِ ".
مُسلم: حَدثنَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة، حَدثنَا مُحَمَّد بن بشر الْعَبْدي، ثَنَا عبيد الله بن / عمر، عَن مُحَمَّد بن يحيى بن حبَان، عَن عَمه وَاسع بن حبَان، عَن ابْن عمر قَالَ: " رقيت على بَيت أُخْتِي حَفْصَة، فَرَأَيْت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَاعِدا لِحَاجَتِهِ مُسْتَقْبل الشَّام مستدبر الْقبْلَة ".
أَبُو بكر بن أبي شيبَة: حَدثنَا حَفْص بن غياث، عَن يحيى بن سعيد، عَن مُحَمَّد بن يحيى بن حبَان، عَن عَمه وَاسع بن حبَان، عَن ابْن عمر قَالَ:

(1/364)


" رَأَيْت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - جَالِسا يقْضِي حَاجته مُتَوَجها نَحْو الْقبْلَة ".
التِّرْمِذِيّ: حَدثنَا مُحَمَّد بن بشار وَأَبُو مُوسَى مُحَمَّد بن الْمثنى قَالَا: ثَنَا وهب بن جرير، ثَنَا أبي، عَن مُحَمَّد بن إِسْحَاق، عَن أبان بن صَالح، عَن مُجَاهِد، عَن جَابر بن عبد الله قَالَ: " نهى النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَن نستقبل الْقبْلَة ببول، فرأيته قبل أَن يقبض بعام يستقبلها ".
قَالَ أَبُو عِيسَى: هَذَا حَدِيث حسن غَرِيب، وَفِي الْبَاب عَن أبي قَتَادَة وَعَائِشَة وعمار.
وَقَالَ فِي كتاب الْعِلَل: سَأَلت مُحَمَّدًا عَن هَذَا الحَدِيث، فَقَالَ (هَذَا حَدِيث صَحِيح) رَوَاهُ غير وَاحِد عَن ابْن إِسْحَاق.
الدَّارَقُطْنِيّ: حَدثنَا يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم الْبَزَّار، ثَنَا مُحَمَّد بن شوكر، ثَنَا يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم.
وَحدثنَا أَبُو بكر النَّيْسَابُورِي، ثَنَا أَبُو الْأَزْهَر، حَدثنَا يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم بن سعد، ثَنَا ابي، عَن ابْن إِسْحَاق بِهَذَا الْإِسْنَاد الْمُتَقَدّم، قَالَ: " كَانَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قد نهى أَن نستدبر الْقبْلَة أَو نستقبلها بفروجنا إِذا أهرقنا المَاء، ثمَّ قد رَأَيْته قبل مَوته بعام يَبُول مُسْتَقْبل الْقبْلَة ". وَقَالَ ابْن شوكر: " أَن يسْتَقْبل الْقبْلَة أَو يستدبرها ".
أبان بن صَالح هَذَا هُوَ الْقرشِي الْمَكِّيّ، روى عَن مُجَاهِد وَعَطَاء، روى عَنهُ ابْن جريح وَابْن عجلَان وَغَيرهمَا. قَالَ ابْن معِين: أبان بن صَالح ثِقَة. وَهُوَ أبان بن صَالح بن عُمَيْر.

(1/365)


وَمُحَمّد بن إِسْحَاق بن يسَار روى عَنهُ الثَّوْريّ وَشعْبَة، قَالَ ابْن شهَاب: لَا يزَال بِالْمَدِينَةِ علم يما بَقِي هَذَا. / يَعْنِي: ابْن إِسْحَاق، وَسَيَأْتِي ذكر كل مَا قيل فِيهِ فِي بَاب الْقِرَاءَة خلف الإِمَام إِن شَاءَ الله.

بَاب النَّهْي أَن يبال فِي المَاء الراكد
مُسلم: حَدثنَا زُهَيْر بن حَرْب، ثَنَا جرير، عَن هِشَام، عَن ابْن سِيرِين، عَن أبي هُرَيْرَة، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " لَا يبولن أحدكُم فِي المَاء الدَّائِم ثمَّ يغْتَسل مِنْهُ ".
قَالَ مُسلم: وثنا مُحَمَّد بن رَافع، ثَنَا عبد الرَّزَّاق، ثَنَا معمر، عَن همام ابْن مُنَبّه قَالَ: هَذَا مَا حَدثنَا أَبُو هُرَيْرَة، عَن مُحَمَّد رَسُول الله، فَذكر أَحَادِيث مِنْهَا، وَقَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " لَا تبل فِي المَاء الدَّائِم الَّذِي لَا يجْرِي ثمَّ تَغْتَسِل مِنْهُ ".
البُخَارِيّ: حَدثنَا أَبُو الْيَمَان، ثَنَا شُعَيْب، أَنا أَبُو الزِّنَاد، أَن عبد الرَّحْمَن ابْن هُرْمُز الْأَعْرَج حَدثنَا، أَنه سمع أَبَا هُرَيْرَة، أَنه سمع رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَقُول: " " نَحن الْآخرُونَ السَّابِقُونَ " وبإسناده قَالَ: " لَا يبولن أحدكُم فِي المَاء الدَّائِم الَّذِي لَا يجْرِي ثمَّ يغْتَسل فِيهِ ".
النَّسَائِيّ: أخبرنَا إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم، أَنا عِيسَى بن يُونُس، ثَنَا عَوْف، عَن مُحَمَّد، عَن أبي هُرَيْرَة، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " لَا يبولن أحدكُم فِي المَاء الدَّائِم ثمَّ يتوضا مِنْهُ ".
مُسلم: حَدثنَا يحيى بن يحيى وَمُحَمّد بن رمح قَالَا: ثَنَا اللَّيْث.

(1/366)


وثنا قُتَيْبَة، ثَنَا اللَّيْث، عَن ابي الزبير، عَن جَابر، عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - " أَنه نهى أَن يبال فِي المَاء الراكد ".

بَاب النَّهْي عَن الْبَوْل فِي الْجُحر
النَّسَائِيّ: أخبرنَا عبيد الله بن سعيد، ثَنَا معَاذ بن هِشَام، حَدثنِي أبي، عَن قَتَادَة، عَن عبد الله بن سرجس أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " لَا يبولن أحدكُم فِي جُحر. قَالُوا لِقَتَادَة: وَمَا يكره من الْبَوْل فِي الْجُحر؟ قَالَ: يُقَال: إِنَّهَا مسَاكِن الْجِنّ ".
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا عبيد الله بن عمر بن ميسرَة، ثَنَا معَاذ بن هِشَام بِهَذَا الْإِسْنَاد " أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - نهى أَن / يبال فِي الْجُحر ... " بِمثلِهِ من قَول قَتَادَة. لم يسند هَذَا الحَدِيث غير معَاذ.

بَاب النَّهْي عَن الْبَوْل فِي المغتسل
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا أَحْمد بن يُونُس، ثَنَا زُهَيْر، عَن دَاوُد بن عبد الله، عَن حميد الْحِمْيَرِي - وَهُوَ ابْن عبد الرَّحْمَن - قَالَ: لقِيت رجلا صَاحب النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كَمَا صَحبه أَبُو هُرَيْرَة قَالَ: " نهى رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَن يمتشط أَحَدنَا كل يَوْم، أَو يَبُول فِي مغتسله ".
دَاوُد بن عبد الله هُوَ الأودي الْكُوفِي أَبُو الْعَلَاء ثِقَة مَشْهُور، وثقة أَحْمد بن حَنْبَل وَيحيى بن معِين وَالنَّسَائِيّ.
وروى أَبُو دَاوُد: عَن أَحْمد بن حَنْبَل وَالْحسن بن عَليّ [عَن]

(1/367)


عبد الرَّزَّاق، عَن معمر، عَن أَشْعَث - قَالَ الْحسن: اشعث بن عبد الله - عَن الْحسن، عَن ابْن مُغفل قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " لَا يبولن أحدكُم فِي مستحمه ثمَّ يغْتَسل فِيهِ - وَقَالَ أَحْمد: ثمَّ يتَوَضَّأ فِيهِ - فَإِن عَامَّة الوسواس مِنْهُ ".
وَهَذَا الحَدِيث أرْسلهُ الْأَشْعَث عَن الْحسن وَلم يسمعهُ مِنْهُ، ذكر الْعقيلِيّ، عَن يحيى الْقطَّان، قيل لأشعث أسمعته من الْحسن؟ قَالَ: لَا.
وَرَوَاهُ شُعْبَة، عَن قَتَادَة، عَن عقبَة بن صهْبَان، عَن عبد الله بن مُغفل مَوْقُوفا.

بَاب من لم يتبعد عِنْد الْبَوْل واستتر
مُسلم: حَدثنَا يحيى بن يحيى التَّمِيمِي، ثَنَا أَبُو خَيْثَمَة، عَن الْأَعْمَش، عَن شَقِيق، عَن حُذَيْفَة قَالَ: " كنت مَعَ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَانْتهى إِلَى سباطة قوم فَبَال قَائِما، فتنحيت، فَقَالَ: ادنه. فدنوت حَتَّى قُمْت عِنْد عَقِيبه، فَتَوَضَّأ فَمسح على خفيه ". أَبُو خَيْثَمَة اسْمه زُهَيْر بن مُعَاوِيَة بن حديج بن الرحيل.
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا مُسَدّد، ثَنَا عبد الْوَاحِد بن زِيَاد، ثَنَا الْأَعْمَش، عَن زيد ابْن وهب، عَن عبد الرَّحْمَن بن حَسَنَة قَالَ: " انْطَلَقت أَنا وَعَمْرو بن الْعَاصِ إِلَى النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - / فَخرج وَمَعَهُ درقة، ثمَّ استتر بهَا ثمَّ بَال، فَقُلْنَا: انْظُرُوا إِلَيْهِ يَبُول كَمَا تبول الْمَرْأَة. فَسمع ذَلِك فَقَالَ: ألم تعلمُوا مَا لَقِي صَاحب بني إِسْرَائِيل؟ كَانُوا إِذا

(1/368)


أَصَابَهُم الْبَوْل قطعُوا مَا أَصَابَهُ الْبَوْل مِنْهُم، فنهاهم، فعذب فِي قَبره ".
قَالَ أَبُو دَاوُد: قَالَ مَنْصُور: عَن أبي وَائِل، عَن أبي مُوسَى، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " جَسَد أحدهم ".

بَاب الْبَوْل قَائِما إِذا أَمن من تطايره
مُسلم: حَدثنَا يحيى بن يحيى - هُوَ التَّمِيمِي - أَنا جرير، عَن مَنْصُور، عَن ابي وَائِل قَالَ: " كَانَ أَبُو مُوسَى يشدد فِي الْبَوْل ويبول فِي قَارُورَة وَيَقُول: إِن بني إِسْرَائِيل كَانَ إِذا أصَاب جلد أحدهم بَوْل، قرضه بِالْمَقَارِيضِ. فَقَالَ حُذَيْفَة: لَوَدِدْت أَن صَاحبكُم لَا يشدد هَذَا التَّشْدِيد، فَلَقَد رَأَيْتنِي أَنا وَرَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - نتماشى، فَأتى سباطة قوم خلف حَائِط، فَقَامَ كَمَا يقوم أحدكُم فَبَال، فانتبذت مِنْهُ، فَأَشَارَ إِلَيّ، فَجئْت فَقُمْت عِنْد عَقِبَيْهِ حَتَّى فرغ ".
البُخَارِيّ: حَدثنَا مُحَمَّد بن عرْعرة، ثَنَا شُعْبَة، عَن مَنْصُور، عَن أبي وَائِل: " كَانَ أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيّ يشدد فِي الْبَوْل، وَيَقُول: إِن بني إِسْرَائِيل كَانَ إِذا أصَاب ثوب أحدهم قرضه. فَقَالَ حُذَيْفَة: ليته أمسك، أَتَى رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - سباطة قوم فَبَال قَائِما ".

بَاب كَرَاهِيَة الْبَوْل قَائِما
الْبَزَّار: حَدثنَا نصر بن عَليّ، ثَنَا عبد الله بن دَاوُد، ثَنَا سعيد بن عبيد الله، ثَنَا عبد الله بن بُرَيْدَة، عَن أَبِيه أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " ثَلَاث من الْجفَاء: أَن يَبُول الرجل قَائِما، أَو يمسح جَبهته قبل أَن يفرغ من صلَاته، أَو ينْفخ فِي سُجُوده ".
قَالَ أَبُو بكر: وَهَذَا الحَدِيث لَا نعلم أحدا رَوَاهُ عَن عبد الله بن / بُرَيْدَة عَن أَبِيه إِلَّا سعيد بن عبيد الله، وَرَوَاهُ عَن سعيد عبد الله بن دَاوُد وَعبد الْوَاحِد بن وَاصل، وَلَا نعلم رَوَاهُ عَن عبد الله إِلَّا نصر بن عَليّ. انْتهى كَلَام أبي بكر.

(1/369)


سعيد بن عبيد الله هَذَا هُوَ ابْن جُبَير بن حَيَّة الثَّقَفِيّ بَصرِي، روى عَن ابْن بُرَيْدَة وَزِيَاد بن جُبَير وَمُحَمّد بن الْأسود مولى سعيد، روى عَنهُ أَبُو عُبَيْدَة الْحداد وروح بن عبَادَة وَعلي بن نصر وَابْنه إِسْمَاعِيل، قَالَ أَحْمد بن حَنْبَل وَأَبُو زرْعَة وَيحيى بن معِين: سعيد بن عبيد الله الثَّقَفِيّ ثِقَة.
وَعبد الله بن دَاوُد هُوَ الْخُرَيْبِي ثِقَة مَأْمُون، قَالَه يحيى بن معِين. وَعبد الله بن بُرَيْدَة مَشْهُور، سمع أَبَاهُ، أخرج لَهُ مُسلم وَالْبُخَارِيّ. وَكَذَلِكَ نصر بن عَليّ أخرج لَهُ مُسلم وَالْبُخَارِيّ أَيْضا.
الْبَزَّار: حَدثنَا عَمْرو بن عَليّ، ثَنَا عبد الرَّحْمَن بن مهْدي، عَن سُفْيَان، عَن الْمِقْدَام بن شُرَيْح، عَن أَبِيه، عَن عَائِشَة قَالَت: " مَا بَال رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَائِما مُنْذُ أنزل الْقُرْآن ".
النَّسَائِيّ حَدثنَا عَليّ بن حجر، ثَنَا شريك، عَن الْمِقْدَام بن شُرَيْح، عَن أَبِيه، عَن عَائِشَة قَالَت: " من حَدثكُمْ أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بَال قَائِما فَلَا تُصَدِّقُوهُ، مَا كَانَ يَبُول إِلَّا جَالِسا ". رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ بِهَذَا الْإِسْنَاد، قَالَ: حَدِيث عَائِشَة أحسن شيئ فِي هَذَا الْبَاب وَأَصَح

بَاب هَل يسلم على من كَانَ على الْحَاجة
الْبَزَّار: حَدثنَا نصر بن عَليّ، أَنا عِيسَى بن يُونُس، ثَنَا هَاشم بن الْبَرِيد، عَن عبد الله بن مُحَمَّد بن عقيل، عَن جَابر " أَن رجلا سلم على النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَهُوَ يَبُول، فَلم يرد عَلَيْهِ، فَلَمَّا فرغ قَالَ: إِذا رَأَيْتنِي على مثل هَذَا الْحَال فَلَا تسلم عَليّ، فَإِنِّي لَا أرد عَلَيْك ".

(1/370)


قَالَ يحيى بن معِين: هَاشم بن الْبَرِيد ثِقَة.
وَقَالَ التِّرْمِذِيّ: كَانَ الْحميدِي وَإِسْحَاق بن رَاهْوَيْةِ وَأحمد بن حَنْبَل يحتجون بِحَدِيث عبد الله بن مُحَمَّد بن عقيل.
/ بَاب هَل يرد السَّلَام وَهُوَ على الْحَاجة
مُسلم: حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الله بن نمير، ثَنَا أبي، ثَنَا سُفْيَان، عَن الضَّحَّاك بن عُثْمَان، عَن نَافِع، عَن ابْن عمر " أَن رجلا مر وَرَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَبُول فَسلم فَلم يرد عَلَيْهِ ".
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا مُحَمَّد بن الْمثنى، ثَنَا عبد الْأَعْلَى، ثَنَا سعيد، عَن قَتَادَة، عَن الْحسن، عَن حضين بن الْمُنْذر أبي ساسان، عَن المُهَاجر بن قنفذ " أَنه أَتَى النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَهُوَ يَبُول، فَسلم، فَلم يرد عَلَيْهِ حَتَّى تَوَضَّأ [ثمَّ] اعتذر إِلَيْهِ، فَقَالَ: إِنِّي كرهت أَن أذكر الله إِلَّا على طهر - أَو قَالَ: على طَهَارَة ".
وَقد تقدم فِي الْبَاب قبل هَذَا قَوْله عَلَيْهِ السَّلَام للَّذي سلم عَلَيْهِ وَهُوَ يَبُول " إِذا رَأَيْتنِي على مثل هَذَا الْحَال فَلَا تسلم عَليّ، فَإِنِّي لَا أرد عَلَيْك ".

بَاب الاستنزاه من الْبَوْل
مُسلم: حَدثنَا [أَبُو] سعيد الْأَشَج وَأَبُو كريب مُحَمَّد بن الْعَلَاء

(1/371)


وَإِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم، قَالَ إِسْحَاق: انا وَقَالَ الْآخرَانِ: ثَنَا وَكِيع، ثَنَا الْأَعْمَش، سَمِعت مُجَاهدًا يحدث، عَن طَاوس، عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: " مر رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - على قبرين فَقَالَ: اما إنَّهُمَا ليعذبان، وَمَا يعذبان فِي كَبِير: أما أَحدهمَا فَكَانَ يمشي بالنميمة، وَأما الآخر فَكَانَ لَا يسْتَتر من بَوْله. قَالَ: فَدَعَا بعسيب رطب فشقه بِاثْنَيْنِ، ثمَّ غرس على هَذَا وَاحِدًا، وعَلى هَذَا وَاحِدًا، ثمَّ قَالَ: لَعَلَّه أَن يُخَفف عَنْهُمَا مَا لم ييبسا ".
وحدثنيه أَحْمد بن يُوسُف الْأَزْدِيّ، ثَنَا مُعلى بن أَسد، ثَنَا عبد الْوَاحِد، عَن سُلَيْمَان الْأَعْمَش بِهَذَا الْإِسْنَاد، غير أَنه قَالَ: " وَكَانَ الآخر لَا يستنزه عَن الْبَوْل - أَو من الْبَوْل ".
الْبَزَّار: حَدثنَا مُحَمَّد بن عُثْمَان بن كَرَامَة، ثَنَا عبيد الله بن مُوسَى، عَن إِسْرَائِيل، عَن ابي يحيى، عَن مُجَاهِد، عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " عَامَّة عَذَاب الْقَبْر فِي الْبَوْل، فاستنزهوا من الْبَوْل ".
أَبُو يحيى اسْمه / مُسلم - وَيُقَال زَاذَان، وَيُقَال: عبد الرَّحْمَن بن دِينَار - وَفِي بَاب عبد الرَّحْمَن ذكره البُخَارِيّ وَابْن أبي حَاتِم، وَهُوَ كُوفِي روى عَنهُ الْأَعْمَش وَالثَّوْري وَإِسْرَائِيل. وَقَالَ أَبُو بكر الْبَزَّار: أَبُو يحيى كُوفِي مَعْرُوف، روى عَنهُ جمَاعَة. وَقَالَ أَبُو حَاتِم وَيحيى بن معِين: إِسْرَائِيل ثِقَة.
النَّسَائِيّ: حَدثنَا هناد بن السّري، عَن أبي مُعَاوِيَة، عَن الْأَعْمَش، عَن زيد بن وهب، عَن عبد الرَّحْمَن بن حَسَنَة قَالَ: " خرج علينا رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَفِي يَده كَهَيئَةِ الدرقة، فوضعها، ثمَّ جلس فَبَال إِلَيْهَا، فَقَالَ بعض الْقَوْم: انْظُر يَبُول

(1/372)


كَمَا تبول الْمَرْأَة. فَسَمعهُ فَقَالَ: أَو مَا علمت مَا أصَاب صَاحب بني إِسْرَائِيل، كَانُوا إِذا أَصَابَهُم شَيْء من الْبَوْل قطعوه بِالْمَقَارِيضِ، فنهاهم فعذب فِي قَبره ".

بَاب النَّهْي أَن يمس ذكره بِيَمِينِهِ عِنْد الْبَوْل
مُسلم: حَدثنَا يحيى بن يحيى، أَنا عبد الرَّحْمَن بن مهْدي، عَن همام، عَن يحيى بن أبي كثير، عَن عبد الله بن أبي قَتَادَة، عَن أَبِيه قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " لَا يمسكن أحدكُم ذكره بِيَمِينِهِ وَهُوَ يَبُول، وَلَا يتمسح من الْخَلَاء بِيَمِينِهِ، وَلَا يتنفس فِي الْإِنَاء ".
قَالَ مُسلم: وثنا يحيى بن يحيى، أَنا وَكِيع، عَن هِشَام الدستوَائي، عَن يحيى بن أبي كثير بِهَذَا الْإِسْنَاد قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " إِذا دخل أحدكُم الْخَلَاء فَلَا يمس ذكره بِيَمِينِهِ ".
قَالَ مُسلم: وثنا ابْن أبي عمر، ثَنَا الثَّقَفِيّ، عَن أَيُّوب، عَن يحيى بِهَذَا الْإِسْنَاد " أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - نهى أَن يتنفس فِي الْإِنَاء، وَأَن يمس ذكره بِيَمِينِهِ، وَأَن يَسْتَطِيب بِيَمِينِهِ ".
التِّرْمِذِيّ: حَدثنَا مُحَمَّد بن يحيى بن ابي عمر الْمَكِّيّ الْعَدنِي، حَدثنَا سُفْيَان بن عُيَيْنَة، عَن معمر، عَن يحيى بِهَذَا الْإِسْنَاد " أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - نهى أَن يمس الرجل ذكره بيمنيه ".
/ قَالَ أَبُو عِيسَى: هَذَا حَدِيث حسن صَحِيح.

(1/373)


بَاب الاستطابة وَكم أقل مَا يَسْتَطِيب بِهِ
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا سعيد بن مَنْصُور وقتيبة بن سعيد، قَالَا: ثَنَا يَعْقُوب بن عبد الرَّحْمَن، عَن أبي حَازِم، عَن مُسلم بن قرط، عَن عُرْوَة، عَن عَائِشَة أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " إِذا ذهب أحدكُم إِلَى الْغَائِط فليذهب مَعَه بِثَلَاثَة أَحْجَار يَسْتَطِيب بِهن، فَإِنَّهَا تُجزئ عَنهُ ".
أَبُو بكر بن أبي شيبَة: حَدثنَا يُونُس بن مُحَمَّد، ثَنَا لَيْث بن سعد، عَن هِشَام ابْن سعد، عَن أبي حَازِم، عَن مُسلم بن قرط قَالَ: " كنت مَعَ عُرْوَة بن الزبير فَخرج من الْغَائِط، فَأَتَيْته بإداوة مَاء فَتَوَضَّأ، فَقَالَ لي: قَاتل الله الشَّيْطَان، حَدَّثتنِي عَائِشَة أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: إِذا خرج أحدكُم إِلَى الْغَائِط فليذهب مَعَه بِثَلَاثَة أَحْجَار يَسْتَطِيب بهَا، فَإِنَّهَا ستكفيه. وَقد تَوَضَّأت بإداوة من مَاء وَهُوَ يَقُول لي: إِنَّك لم تطهر ".
الدَّارَقُطْنِيّ: حَدثنَا عَليّ بن أَحْمد بن الْهَيْثَم العسكري، ثَنَا عَليّ بن حَرْب، ثَنَا عَتيق بن يَعْقُوب الزبيرِي، ثَنَا ابي بن الْعَبَّاس بن سهل بن سعد، عَن أَبِيه، عَن جده سهل بن سعد " أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - سُئِلَ عَن الأستطابة، فَقَالَ: أَولا يجد أحدكُم ثَلَاثَة أَحْجَار: حجران للصفحتين، وَحجر للمسربة ". قَالَ أَبُو الْحسن: هَذَا إِسْنَاد حسن.
مُسلم: حَدثنَا مُحَمَّد بن [الْمثنى، حَدثنَا عبد الرَّحْمَن، حَدثنَا سُفْيَان، عَن الْأَعْمَش وَمَنْصُور، عَن إِبْرَاهِيم] عَن عبد الرَّحْمَن بن يزِيد، عَن سلمَان قَالَ: " قَالَ لنا الْمُشْركُونَ: إِنِّي أرى صَاحبكُم يعلمكم حَتَّى يعلمكم الخراءة!

(1/374)


فَقَالَ: أجل، إِنَّه نَهَانَا أَن يستنجي أَحَدنَا بِيَمِينِهِ، وَأَن يسْتَقْبل الْقبْلَة، وَنهى عَن الروث وَالْعِظَام، وَقَالَ: لَا يسْتَنْج أحدكُم بِدُونِ ثَلَاثَة أَحْجَار ".

بَاب / مَا نهى عَن الاستطابة بِهِ
مُسلم: حَدثنَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة، ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَة ووكيع، عَن الْأَعْمَش.
وثنا يحيى بن يحيى - وَاللَّفْظ لَهُ - أَنا أَبُو مُعَاوِيَة، عَن الْأَعْمَش، عَن إِبْرَاهِيم، عَن عبد الرَّحْمَن بن يزِيد، عَن سلمَان قَالَ: " قيل لَهُ: قد علمكُم نَبِيكُم كل شَيْء حَتَّى الخراءة! فَقَالَ: أجل، لقد نَهَانَا أَن نستقبل الْقبْلَة بغائط أَو بَوْل [أَو] أَن نستنجي بِالْيَمِينِ، أَو أَن نستنجي بِأَقَلّ من ثَلَاثَة أَحْجَار، أَو أَن نستنجي برجيع أَو بِعظم ".
قَالَ مُسلم: وثنا زُهَيْر بن حَرْب، ثَنَا روح بن عبَادَة، ثَنَا زَكَرِيَّا بن إِسْحَاق، ثَنَا أَبُو الزبير، أَنه سمع جَابِرا يَقُول: " نَهَانَا رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَن نتمسح بِعظم أَو بِبَعِير ".
البُخَارِيّ: حَدثنَا أَحْمد بن مُحَمَّد الْمَكِّيّ، ثَنَا عَمْرو بن يحيى بن سعيد بن عَمْرو الْمَكِّيّ، عَن جده، عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: " اتبعت النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَخرج لِحَاجَتِهِ فَكَانَ لَا يلْتَفت، فدنوت مِنْهُ، فَقَالَ: أبغني أحجاراً استنفض بهَا أَو نَحوه، وَلَا تأتني بِعظم وَلَا رَوْث. فَأَتَيْته بأحجار بِطرف ثِيَابِي، فَوَضَعتهَا إِلَى جنبه، وأعرضت عَنهُ، فَلَمَّا قضى أتبعه بِهن ".
الدَّارَقُطْنِيّ: حَدثنَا أَبُو مُحَمَّد بن صاعد وَأَبُو سهل بن زِيَاد، قَالَا: ثَنَا

(1/375)


إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ، حَدثنَا يَعْقُوب بن كاسب.
وثنا أَبُو سهل بن زِيَاد، ثَنَا (الْحسن) بن الْعَبَّاس الرَّازِيّ، ثَنَا يَعْقُوب بن حميد، ثَنَا سَلمَة بن رَجَاء، عَن الْحسن بن الْفُرَات الْقَزاز، عَن أَبِيه، عَن أبي حَازِم الْأَشْجَعِيّ، عَن أبي هُرَيْرَة " أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - نهى أَن يستنجي بروث أَو بِعظم، وَقَالَ: إنَّهُمَا لَا يطهران ".
قَالَ أَبُو الْحسن: هَذَا إِسْنَاد صَحِيح.
البُخَارِيّ: حَدثنَا أَبُو نعيم، ثَنَا زُهَيْر، عَن أبي إِسْحَاق قَالَ: لَيْسَ أَبُو عُبَيْدَة ذكره وَلَكِن عبد الرَّحْمَن بن الْأسود، عَن أَبِيه أَنه سمع عبد الله يَقُول: " أَتَى النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - الْغَائِط فَأمرنِي أَن آتيه بِثَلَاثَة أَحْجَار، فَوجدت / حجرين، والتمست الثَّالِث فَلم أَجِدهُ، فَأخذت روثه فَأَتَيْته بهَا، فَأخذ الحجرين وَأُلْقِي الروثة، وَقَالَ: هَذَا ركس ".
وَقَالَ إِبْرَاهِيم بن يُوسُف، عَن أَبِيه، عَن أبي إِسْحَاق: [حَدثنِي عبد الرَّحْمَن] .
الدراقطني: حَدثنَا إِسْحَاق بن مُحَمَّد بن الْفضل الزيات، ثَنَا الْحسن بن ابي الرّبيع الْجِرْجَانِيّ.
وثنا [الْحُسَيْن] بن إِسْمَاعِيل، ثَنَا ابْن زنجوية.
وثنا مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل الْفَارِسِي، ثَنَا إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم الصَّنْعَانِيّ [قَالُوا]

(1/376)


ثَنَا عبد الرَّزَّاق، أَنا معمر، عَن أبي إِسْحَاق، عَن عَلْقَمَة بن قيس، عَن ابْن مَسْعُود " أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ذهب لِحَاجَتِهِ فَأمر ابْن مَسْعُود أَن يَأْتِيهِ بِثَلَاثَة أَحْجَار، فَجَاءَهُ بحجرين وروثه، فألقي الروثة وَقَالَ: إِنَّهَا رِجْس، ائْتِنِي بِحجر ".
التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ قَالَا: حَدثنَا هناد بن السّري، ثَنَا حَفْص بن غياث، عَن دَاوُد بن أبي هِنْد، عَن الشّعبِيّ، عَن عَلْقَمَة، عَن عبد الله بن مَسْعُود قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " لَا تستنجوا بالروث وَلَا بالعظام، فَإِنَّهُ زَاد إخْوَانكُمْ من الْجِنّ ".
البُخَارِيّ: حَدثنَا مُوسَى بن إِسْمَاعِيل، ثَنَا عَمْرو بن يحيى بن سعيد قَالَ: أَخْبرنِي جدي، عَن أبي هُرَيْرَة " أَنه كَانَ يحمل مَعَ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - الْإِدَاوَة لوضوئه وَحَاجته، فَبَيْنَمَا هُوَ يتبعهُ بهَا، فَقَالَ: من هَذَا؟ فَقَالَ: أَنا أَبُو هُرَيْرَة. فَقَالَ: أبغني أحجاراً أستنفض بهَا، وَلَا تأتني بِعظم وَلَا بروثة. فَأَتَيْته بأحجار أحملها فِي طرف ثوبي حَتَّى وضعت إِلَى جنبه، ثمَّ انصرفت حَتَّى إِذا فرغ مشيت [مَعَه] ، فَقلت: مَا بَال الْعظم والروثة؟ قَالَ: هما من طَعَام الْجِنّ، وَإنَّهُ أَتَانِي وَفد جن نَصِيبين - وَنعم الْجِنّ - فسألوني الزَّاد، فدعوت الله أَن لَا يمروا بِعظم وَلَا رَوْثَة إِلَّا وجدوا عَلَيْهَا طَعَاما ".
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا حَيْوَة بن شُرَيْح الْحِمصِي، ثَنَا ابْن عَيَّاش، عَن يحيى بن أبي عَمْرو الشَّيْبَانِيّ، عَن عبد الله بن الديلمي، عَن عبد الله بن مَسْعُود قَالَ " قدم وَفد الْجِنّ على النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، فَقَالُوا: يَا مُحَمَّد، أَنه أمتك أَن يستنجوا بِعظم أَو رَوْثَة أَو حممة، فَإِن الله جعل لنا فِيهَا رزقا. قَالَ: فَنهى النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ".

(1/377)


ابْن عَيَّاش هُوَ إِسْمَاعِيل أَبُو عتبَة الْعَبْسِي الْحِمصِي، روى عَنهُ ابْن الْمُبَارك ومُوسَى بن أعين والوليد بن مُسلم، قَالَ يزِيد بن هَارُون: مَا رَأَيْت شامياً وَلَا عراقياً أحفظ من إِسْمَاعِيل بن عَيَّاش. وَقَالَ أَبُو حَاتِم: هُوَ لين، يكْتب حَدِيثه، وَلَا أعلم أحدا كف عَنهُ إِلَّا أَبُو إِسْحَاق الْفَزارِيّ. وَقَالَ أَبُو زرْعَة: إِسْمَاعِيل بن عَيَّاش صَدُوق إِلَّا أَنه غلط فِي أَحَادِيث الْحِجَازِيِّينَ والعراقيين. وَقَالَ يحيى بن معِين: مَا روى إِسْمَاعِيل بن عَيَّاش عَن الشاميين فَهُوَ صَحِيح، وَمَا روى عَن غَيرهم فَلَيْسَ بِشَيْء. وَقَالَ أَبُو جَعْفَر الطَّحَاوِيّ: لم يتَكَلَّم أحد فِي رِوَايَة إِسْمَاعِيل بن عَيَّاش عَن الشاميين، حَدِيثه عَن الشاميين صَحِيح. وَهَذَا الْإِسْنَاد إِسْنَاد شَامي، وَكلهمْ ثِقَة.

بَاب الْوَعيد على من استنجى بروث أَو عظم
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا يزِيد بن خَالِد بن عبد الله بن موهب الْهَمدَانِي، ثَنَا الْمفضل - يَعْنِي: ابْن فضَالة الْمصْرِيّ - عَن عَيَّاش بن عَبَّاس الْقِتْبَانِي، أَن شييم بن بيتان أخبرهُ عَن شَيبَان الْقِتْبَانِي " أَن مسلمة بن مخلد اسْتعْمل رويفع بن ثَابت على أَسْفَل الأَرْض، قَالَ شَيبَان: فسرنا مَعَه من كوم شريك إِلَى علقما، أَو من علقما إِلَى كوم شريك - يُرِيد علقام - فَقَالَ رويفع: إِن كَانَ أَحَدنَا فِي زمَان رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ليَأْخُذ نضو أَخِيه، على أَن لَهُ النّصْف مِمَّا يغنم وَلنَا النّصْف، وَإِن كَانَ أَحَدنَا ليطير لَهُ النصل والريش، وَللْآخر الْقدح، ثمَّ قَالَ: قَالَ لي رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: يَا رويفع، لَعَلَّ الْحَيَاة ستطول بك بعدِي فَأخْبر النَّاس أَنه من عقد لحيته، أَو تقلد وترا، أَو استنجى برجيع دَابَّة أَو عظم، فَإِن مُحَمَّدًا مِنْهُ بَرِيء ". قَالَ أَبُو دَاوُد: هُوَ شَيبَان بن أُميَّة يكنى أَبَا حذيفه.
قَالَ أَبُو دَاوُد: ثَنَا يزِيد بن خَالِد، ثَنَا مفضل، عَن عَيَّاش، أَن شييم بن بيتان أخبرهُ بِهَذَا الحَدِيث أَيْضا عَن أبي سَالم الجيشاني، عَن عبد الله بن عَمْرو

(1/378)


يذكر ذَلِك وَهُوَ مَعَه مرابط بحصن / [بَاب] أليون.
قَالَ أَبُو دَاوُد: حصن أليون على جبل بالفسطاط.

بَاب النَّهْي أَن يَسْتَطِيب بِيَمِينِهِ
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا عبد الله بن مُحَمَّد النُّفَيْلِي، ثَنَا ابْن الْمُبَارك، عَن مُحَمَّد ابْن عجلَان، عَن الْقَعْقَاع بن حَكِيم، عَن أبي صَالح، عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " إِنَّمَا أَنا لكم بِمَنْزِلَة الْوَالِد أعلمكُم، فَإِذا أَتَى أحدكُم [الْغَائِط] فَلَا يسْتَقْبل الْقبْلَة وَلَا يستدبرها وَلَا يستطب بِيَمِينِهِ وَكَانَ يَأْمر بِثَلَاثَة أَحْجَار، وَيُنْهِي عَن الروث والرمة ".
النَّسَائِيّ: أَنا يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم، ثَنَا يحيى، عَن مُحَمَّد بِهَذَا الْإِسْنَاد نَحوه.
البُخَارِيّ: حَدثنَا معَاذ بن فضَالة، ثَنَا هِشَام - هُوَ الدستوَائي - عَن يحيى ابْن أبي كثير، عَن عبد الله بن ابي قَتَادَة، عَن أَبِيه قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " إِذا شرب أحدكُم فَلَا يتنفس فِي الْإِنَاء، وَإِذا أَتَى الْخَلَاء فَلَا يمس ذكره بِيَمِينِهِ، وَلَا يتمسح بِيَمِينِهِ ".
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا أَبُو تَوْبَة الرّبيع بن نَافِع، ثَنَا عِيسَى بن يُونُس، عَن ابْن أبي عرُوبَة، عَن أبي معشر، عَن إِبْرَاهِيم، عَن عَائِشَة قَالَت: " كَانَت يَد رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - الْيُمْنَى لطهوره وَطَعَامه، وَكَانَت يَده الْيُسْرَى لخلائه وَمَا كَانَ من أَذَى ".

(1/379)


وَحدثنَا مُحَمَّد بن حَاتِم بن بزيع، حَدثنَا عبد الْوَهَّاب بن عَطاء، عَن سعيد، عَن أبي معشر، عَن إِبْرَاهِيم، عَن الْأسود، عَن عَائِشَة عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بِمَعْنَاهُ. أَبُو معشر اسْمه زِيَاد بن كُلَيْب.

بَاب الْوتر فِي الاستطابة
مُسلم: حَدثنَا إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم وَمُحَمّد بن رَافع، قَالَ ابْن رَافع: ثَنَا عبد الرَّزَّاق، أَنا ابْن جريج، أَخْبرنِي أَبُو الزبير أَنه سمع جَابر بن عبد الله يَقُول: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " إِذا استجمر أحدكُم فليوتر ".
قَالَ مُسلم: وثنا قُتَيْبَة بن سعيد وَعَمْرو النَّاقِد وَمُحَمّد بن عبد الله بن نمير جَمِيعًا عَن ابْن عُيَيْنَة - قَالَ قُتَيْبَة: ثَنَا سُفْيَان - عَن أبي الزِّنَاد، عَن الْأَعْرَج، عَن أبي هُرَيْرَة يبلغ بِهِ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " إِذا استجمر أحدكُم فليستجمر وترا، وَإِذا تَوَضَّأ / أحدكُم فليجعل فِي أَنفه مَاء ثمَّ لينتثر ".
وروى أَبُو دَاوُد من طَرِيق الْحصين الحبراني، عَن أبي (سعد) عَن أبي هُرَيْرَة، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " من اكتحل فليوتر، من فعل فقد أحسن وَمن لَا فَلَا حرج، وَمن استجمر فليوتر، من فعل فقد أحسن وَمن لَا فَلَا حرج، وَمن أكل فَمَا تخَلّل فليلفظ، وَمَا لاك بِلِسَانِهِ فليبتلع، من فعل فقد أحسن وَمن لَا فَلَا حرج، وَمن أَتَى الْغَائِط فليستتر، فَإِن لم يجد إِلَّا أَن يجمع كثيباً من رمل فليستدبره فَإِن

(1/380)


الشَّيْطَان يلْعَب بمقاعد بني آدم، من فعل فقد أحسن وَمن لَا فَلَا حرج ".
وَالْحصين الحبراني - وَيُقَال: الْحِمْيَرِي - لَيْسَ بِالْقَوِيّ، وَأمره عَلَيْهِ السَّلَام بالوتر فِي الِاسْتِنْجَاء جَاءَ من طرق صِحَاح، روى أَبُو دَاوُد هَذَا الحَدِيث عَن إِبْرَاهِيم بن مُوسَى، عَن عِيسَى بن يُونُس، عَن ثَوْر، عَن الْحصين.
قَالَ أَبُو دَاوُد: رَوَاهُ أَبُو عَاصِم، عَن ثَوْر قَالَ: " حُصَيْن الْحِمْيَرِي " وَرَوَاهُ عبد الْملك بن الصَّباح، عَن ثَوْر، فَقَالَ: " أَبُو سعيد الْخَيْر " قَالَ أَبُو دَاوُد: أَبُو سعيد الْخَيْر هُوَ من أَصْحَاب النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.

بَاب الِاسْتِنْجَاء بِالْمَاءِ
مُسلم: حَدثنَا يحيى بن يحيى، أَنا خَالِد بن عبد الله، عَن خَالِد، عَن عَطاء بن أبي مَيْمُونَة، عَن أنس بن مَالك " أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - دخل حَائِطا، وَتَبعهُ غُلَام وَمَعَهُ ميضأه - وَهُوَ أصغرنا - فوضعها عِنْد سِدْرَة، فَقضى رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - حَاجته، فَخرج علينا، وَقد استنجى بِالْمَاءِ ".

بَاب دلك الْيَد بِالْأَرْضِ بعد الِاسْتِنْجَاء
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن خَالِد، ثَنَا أسود بن عَامر، أَنا شريك - وَاللَّفْظ لإِبْرَاهِيم.
قَالَ أَبُو دَاوُد: وثنا مُحَمَّد بن عبد الله المخرمي، ثَنَا وَكِيع، عَن شريك عَن إِبْرَاهِيم بن جرير، عَن أبي زرْعَة، عَن أبي هُرَيْرَة / قَالَ: " كَانَ رَسُول الله

(1/381)


- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إِذا أَتَى إِلَى الْخَلَاء أَتَيْته بِمَاء فِي تور أَو ركوة فاستنجى، ثمَّ مسح يَده على الأَرْض، ثمَّ أَتَيْته بِإِنَاء آخر فَتَوَضَّأ ". قَالَ أَبُو دَاوُد: حَدِيث الْأسود بن عَامر أتم.

بَاب فضل الِاسْتِنْجَاء بِالْمَاءِ
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا مُحَمَّد بن الْعَلَاء، حَدثنَا مُعَاوِيَة بن هِشَام، عَن يُونُس بن الْحَارِث، عَن إِبْرَاهِيم بن أبي مَيْمُونَة، عَن أبي صَالح، عَن أبي هُرَيْرَة، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " نزلت هَذِه الْآيَة فِي أهل قبَاء {فِيهِ رجال يحبونَ أَن يَتَطَهَّرُوا} قَالَ: كَانُوا يستنجون بِالْمَاءِ فَنزلت فيهم هَذِه الْآيَة ".
الدَّارَقُطْنِيّ: حَدثنَا أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي شيبَة، حَدثنَا مُحَمَّد بن مسْعدَة، ثَنَا مُحَمَّد بن شُعَيْب، أَخْبرنِي عتبَة بن أبي حَكِيم، عَن طَلْحَة بن نَافِع أَنه حَدثهُ قَالَ: حَدثنِي أَبُو أَيُّوب وَجَابِر بن عبد الله وَأنس بن مَالك الْأَنْصَارِيُّونَ " عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِي هَذِه الْآيَة {فِيهِ رجال يحبونَ أَن يَتَطَهَّرُوا وَالله يحب المطهرين} فَقَالَ: يَا معشر الْأَنْصَار، إِن الله 0 تَعَالَى - قد أثنى عَلَيْكُم خيرا فِي الطّهُور، فَمَا طهوركم هَذَا؟ فَقَالُوا: يَا نَبِي الله، نَتَوَضَّأ للصَّلَاة، ونغتسل من الْجَنَابَة، فَقَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: فَهَل مَعَ ذَلِك من غَيره؟ قَالُوا: لَا، غير أَن أَحَدنَا إِذا خرج من الْغَائِط أحب أَن يستنجي بِالْمَاءِ. قَالَ: هُوَ ذَاك [فعليكموه] ".

(1/382)


بَاب اجْتِنَاب النجو من الْإِنْسَان
مُسلم: حَدثنَا مُحَمَّد بن عباد، حَدثنَا حَاتِم - وَهُوَ ابْن إِسْمَاعِيل - عَن يَعْقُوب بن مُجَاهِد، عَن ابْن أبي عَتيق قَالَ: " تحدثت أَنا وَالقَاسِم عِنْد عَائِشَة حَدِيثا، وَكَانَ الْقَاسِم رجلا لحانة، وَكَانَ لأم ولد، فَقَالَت لَهُ عَائِشَة: مَا لَك لَا تحدث كَمَا يحدث ابْن اخي هَذَا؟ أما إِنِّي قد علمت من أَيْن أتيت، هَذَا أدبته أمه، وَأَنت أدبتك أمك. فَغَضب الْقَاسِم، وأضب عَلَيْهَا، فَلَمَّا رأى مائدة عَائِشَة قد أَتَى بهَا قَامَ، قَالَت: ايْنَ؟ قَالَ: أُصَلِّي. قَالَت: اجْلِسْ. قَالَ: إِنِّي أُصَلِّي. قَالَت: اجْلِسْ غدر / إِنِّي سَمِعت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَقُول: لَا صَلَاة بِحَضْرَة طَعَام، وَلَا وَهُوَ يدافعه الأخبثان ".

بَاب اجْتِنَاب الْبَوْل وغسله
البُخَارِيّ: حَدثنَا عُثْمَان، ثَنَا جرير، عَن مَنْصُور، عَن مُجَاهِد، عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: " مر النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بحائط من حيطان الْمَدِينَة - أَو مَكَّة - فَسمع صَوت إنسانين يعذبان فِي قبورهما، فَقَالَ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: يعذبان وَمَا يعذبان فِي كَبِير. ثمَّ قَالَ: بلَى، كَانَ أَحدهمَا لَا يسْتَتر من بَوْله، وَكَانَ الآخر يمشي بالنميمة، ثمَّ دَعَا بجريدة فَكَسرهَا كسرتين، فَوضع على كل قبر مِنْهُمَا كسرة، فَقيل لَهُ: يَا رَسُول الله، لم فعلت هَذَا؟ فَقَالَ: لَعَلَّه يُخَفف عَنْهُمَا مَا لم تيبسا - أَو إِلَّا أَن ييبسا ".
قَالَ البُخَارِيّ: حَدثنِي مُحَمَّد بن الْمثنى، ثَنَا مُحَمَّد بن خازم، ثَنَا الْأَعْمَش، عَن مُجَاهِد، عَن طَاوس، عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: " مر النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بقبرين، فَقَالَ: إنَّهُمَا ليعذبان وَمَا يعذبان فِي كَبِير، أما أَحدهمَا فَكَانَ لَا يسْتَتر من الْبَوْل، وَأما الآخر فَكَانَ يمشي بالنميمة، ثمَّ أَخذ جَرِيدَة رطبَة فَشَقهَا نِصْفَيْنِ، فغرز

(1/383)


فِي كل قبر وَاحِدَة، قَالُوا: يَا رَسُول الله، لم فعلت هَذَا؟ قَالَ: لَعَلَّه يُخَفف عَنْهُمَا مَا لم ييبسا ".
قَالَ ابْن الْمثنى: وثنا وَكِيع، ثَنَا الْأَعْمَش سَمِعت مُجَاهدًا مثله.
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا زُهَيْر بن حَرْب وهناد قَالَا: ثَنَا وَكِيع، ثَنَا الْأَعْمَش سَمِعت مُجَاهدًا يحدث، عَن طَاوس، عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: " مر النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - على قبرين، فَقَالَ: إنَّهُمَا ليعذبان، وَمَا يعذبان فِي كَبِير، أما هَذَا فَكَانَ لَا يستنزه عَن الْبَوْل، وَأما هَذَا فَكَانَ يمشي بالنميمه ... " وَذكر بَاقِي الحَدِيث.
قَالَ أَبُو عِيسَى فِي كتاب الْعِلَل: قَالَ البُخَارِيّ: الْأَعْمَش يَقُول فِي هَذَا الحَدِيث: عَن مُجَاهِد، عَن طَاوس، عَن ابْن عَبَّاس. وَمَنْصُور يَقُول: عَن / مُجَاهِد، عَن ابْن عَبَّاس وَلَا يذكر طاوساً قلت: أَيهمَا أصح؟ قَالَ: حَدِيث الْأَعْمَش. قلت: فَحَدِيث أبي عوَانَة، عَن الْأَعْمَش، عَن أبي صَالح، عَن أبي هُرَيْرَة فِي هَذَا كَيفَ هُوَ؟ قَالَ: هَذَا حَدِيث صَحِيح، وَهَذَا غير ذَلِك الحَدِيث.
الدَّارَقُطْنِيّ: حَدثنَا أَحْمد بن مُحَمَّد بن زِيَاد، ثَنَا أَحْمد بن عَليّ الْأَبَّار، ثَنَا عَليّ بن الْجَعْد، عَن أبي جَعْفَر الرَّازِيّ، عَن قَتَادَة، عَن أنس قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " تنزهوا من الْبَوْل، فَإِن عَذَاب الْقَبْر مِنْهُ ".
أَبُو جَعْفَر اسْمه عِيسَى بن عبد الله بن ماهان، مروزي ولد بِالْبَصْرَةِ، ثمَّ وَقع إِلَى الرّيّ فسكن بهَا، فغلب عَلَيْهِ الرَّازِيّ، قَالَ ابْن معِين: أَبُو جَعْفَر الرَّازِيّ ثِقَة. وَقَالَ أَبُو حَاتِم: أَبُو جَعْفَر الرَّازِيّ ثِقَة صَدُوق، صَالح الحَدِيث
قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: حَدثنَا أَحْمد بن عَمْرو بن عُثْمَان، ثَنَا مُحَمَّد بن عِيسَى

(1/384)


الْعَطَّار، ثَنَا إِسْحَاق بن مَنْصُور، ثَنَا إِسْرَائِيل، عَن أبي يحيى، عَن مُجَاهِد، عَن ابْن عَبَّاس، رَفعه إِلَى النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " عَامَّة عَذَاب الْقَبْر من الْبَوْل، فتنزهوا من الْبَوْل ".
أَبُو بكر بن أبي شيبَة: عَن عَفَّان بن مُسلم، ثَنَا أَبُو عوَانَة، عَن الْأَعْمَش عَن أبي صَالح، عَن أبي هُرَيْرَة، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " أَكثر عَذَاب الْقَبْر فِي الْبَوْل ".
الدَّارَقُطْنِيّ: حَدثنَا أَبُو عَليّ الصفار، ثَنَا مُحَمَّد بن على الْوراق، ثَنَا عَفَّان بن مُسلم بِهَذَا الْإِسْنَاد مثله.

بَاب نضح بَوْل الْغُلَام الرَّضِيع
مُسلم: حَدثنَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة وَأَبُو كريب قَالَا: ثَنَا عبد الله بن نمير، ثَنَا هِشَام، عَن أَبِيه، عَن عَائِشَة " أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كَانَ يُؤْتِي بالصبيان، فيبرك عَلَيْهِم ويحنكهم، فَأتي بصبي فَبَال عَلَيْهِ فَدَعَا بِمَاء، فَأتبعهُ بَوْله وَلم يغسلهُ ".
قَالَ مُسلم: وحَدثني زُهَيْر بن حَرْب، ثَنَا جرير، عَن هِشَام بِهَذَا الْإِسْنَاد: " أَتَى رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بصبي يرضع، فَبَال فِي حجره، فَدَعَا بِمَاء فَصَبَّهُ عَلَيْهِ ".
قَالَ مُسلم: وثنا مُحَمَّد بن رمح، أَنا اللَّيْث، عَن ابْن شهَاب، عَن عبيد الله بن عبد الله، عَن أم قيس ابْنة مُحصن " أَنَّهَا أَتَت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بِابْن لَهَا لم يَأْكُل الطَّعَام /، فَوَضَعته فِي حجره فَبَال عَلَيْهِ، فَلم يزدْ على أَن نضح بِالْمَاءِ ".

(1/385)


وحدثناه [يحيى بن يحيى و] أَبُو بكر بن أبي شيبَة وَعَمْرو النَّاقِد وَزُهَيْر بن حَرْب، جَمِيعًا عَن ابْن عُيَيْنَة، عَن الزُّهْرِيّ بِهَذَا الْإِسْنَاد، وَقَالَ: " فَدَعَا بِمَاء فرشه ".
قَالَ مُسلم: وحدثنيه حَرْمَلَة بن يحيى، أَنا بن وهب، أَخْبرنِي يُونُس بن يزِيد أَن ابْن شهَاب أخبرهُ بِهَذَا الْإِسْنَاد أَن أم قيس ابْنة مُحصن - وَكَانَت من الْمُهَاجِرَات الأول اللَّاتِي بايعن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، وَهِي أُخْت عكاشة بن مُحصن أحد بني أَسد بن خُزَيْمَة - قَالَ: أَخْبَرتنِي " أَنَّهَا أَتَت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بِابْن لَهَا لم يبلغ أَن يَأْكُل الطَّعَام. قَالَ عبيد الله: أَخْبَرتنِي أَن ابْنهَا ذَاك بَال فِي حجر النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، فَدَعَا رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بِمَاء، فنضحه على بَوْله وَلم يغسلهُ غسلا ".
التِّرْمِذِيّ: حَدثنَا مُحَمَّد بن بشار، ثَنَا معَاذ بن هِشَام، حَدثنِي أبي، عَن قَتَادَة، عَن أبي حَرْب، عَن أَبِيه، عَن عَليّ أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ فِي بَوْل الْغُلَام الرَّضِيع: " ينضح بَوْل الْغُلَام وَيغسل بَوْل الْجَارِيَة ". قَالَ ابو عِيسَى: هَذَا حَدِيث حسن صَحِيح.
وَقَالَ فِي كتاب الْعِلَل: سَأَلت البُخَارِيّ عَن هَذَا الحَدِيث، فَقَالَ: شُعْبَة لَا يرفعهُ، وَهِشَام الدستوَائي حَافظ.

بَاب غسل بَوْل الْجَارِيَة
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا مُجَاهِد بن مُوسَى، وعباس بن عبد الْعَظِيم - الْمَعْنى -

(1/386)


قَالَا: ثَنَا عبد الرَّحْمَن بن مهْدي، ثَنَا يحيى بن الْوَلِيد، حَدثنِي مَحل بن خَليفَة، قَالَا: حَدثنِي أَبُو السَّمْح قَالَ: " كنت أخدم النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَكَانَ إِذا أَرَادَ أَن يغْتَسل قَالَ: ولني قفاك. فأوليه قفاي فأستره بِهِ فَأتي بِحسن أَو حُسَيْن - عَلَيْهِمَا السَّلَام - فَبَال على صَدره، فَجئْت أغسله، فَقَالَ: يغسل من بَوْل الْجَارِيَة، ويرش من بَوْل الْغُلَام ".
النَّسَائِيّ: أخبرنَا مُجَاهِد، ثَنَا عبد الرَّحْمَن بِهَذَا الْإِسْنَاد مثله من قَول النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
/ الْبَزَّار: حَدثنَا عَمْرو بن عَليّ وَالْعَبَّاس بن عبد الْعَظِيم قَالَا: ثَنَا عبد الرَّحْمَن ابْن مهْدي، ثَنَا يحيى بن الْوَلِيد، ثَنَا مَحل بن خَليفَة، سَمِعت أَبَا السَّمْح يَقُول: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " ينضح بَوْل الْغُلَام، وَيغسل بَوْل الْجَارِيَة، هَذَا مَا لم يطعم الطَّعَام ".
حَدثنِي الْقرشِي: ثَنَا شُرَيْح بن مُحَمَّد، ثَنَا عَليّ بن حزم، ثَنَا أَحْمد بن مُحَمَّد بن الحسور، ثَنَا أَحْمد بن الْفضل الدينَوَرِي، ثَنَا مُحَمَّد بن جرير، ثَنَا عَمْرو بن عَليّ بِهَذَا الْإِسْنَاد قَالَ: " كنت أخدم النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، فَأتي بِحسن أَو حُسَيْن - عَلَيْهِمَا السَّلَام - فَبَال على صَدره فَدَعَا بِمَاء فرشه، ثمَّ قَالَ عَلَيْهِ السَّلَام: هَكَذَا يرش من الذّكر، وَيغسل من الْأُنْثَى ". مَحل بن خَليفَة وثقة أَبُو حَاتِم وَيحيى بن معِين. وَأَبُو السَّمْح لَا يُوقف لَهُ على اسْم، قَالَ أَبُو عمر: يُقَال أَنه ضل، وَلَا نَدْرِي أَيْن مَاتَ.
الْبَزَّار: حَدثنَا مُحَمَّد بن الْمثنى وَعَمْرو بن عَليّ، قَالَا: ثَنَا معَاذ بن هِشَام، ثَنَا أبي، عَن قَتَادَة، عَن أبي حَرْب بن أبي الْأسود، عَن أَبِيه، عَن عَليّ أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ فِي الرَّضِيع: " ينضح بَوْل الْغُلَام، وَيغسل بَوْل الْجَارِيَة ".

(1/387)


أَبُو حَرْب لَا يعرف لَهُ اسْم، وَأَبوهُ أَبُو الْأسود اسْمه ظَالِم بن عَمْرو بن سُفْيَان، وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: ظَالِم بن عبد الله بن عَمْرو بن سُفْيَان. وَقَالَ البُخَارِيّ: عَمْرو بن سُفْيَان.
الْبَزَّار: حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن الْجُنَيْد، ثَنَا عُثْمَان بن سعيد، ثَنَا عَليّ ابْن صَالح، عَن سماك، عَن قَابُوس بن الْمخَارِق، عَن أم الْفضل، أَو قَالَ: " جَاءَت أم الْفضل إِلَى النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، فَقَالَت: يَا رَسُول الله، إِنِّي رَأَيْت بعض جسمك فِي بَيْتِي. قَالَ: نعم مَا رَأَيْت، تَلد فَاطِمَة غُلَاما وترضعينه بِلَبن قثم. قَالَ: فَجَاءَت بِهِ تحمله إِلَى النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، فَأَخذه فَوَضعه فِي حجر، فَبَال فِي حجره، فلطمته بِيَدِهَا، فَقَالَ: أوجعت ابْني - رَحِمك الله - قَالَت: أَلا آتِي بِمَاء تغسله. قَالَ: إِنَّمَا يغسل بَوْل الْجَارِيَة، وينضح بَوْل الْغُلَام ". قَابُوس بن الْمخَارِق مَشْهُور بالرواية عَن ابيه وَعَن ام الْفضل بنت الْحَارِث، سمع من أَبِيه، وَسمع أَبوهُ من النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.

بَاب الْبَوْل يُصِيب الأَرْض
مُسلم: حَدثنَا قُتَيْبَة بن سعيد، ثَنَا حَمَّاد - وَهُوَ ابْن زيد - عَن ثَابت، عَن أنس " أَن أَعْرَابِيًا بَال فِي الْمَسْجِد، فَقَامَ إِلَيْهِ بعض الْقَوْم، فَقَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: دَعوه لَا تزرموه. قَالَ: فَلَمَّا فرغ دَعَا بِدَلْو من مَاء فَصَبَّهُ عَلَيْهِ ".
مُسلم: حَدثنَا زُهَيْر بن حَرْب، ثَنَا عمر بن يُونُس الْحَنَفِيّ، ثَنَا عِكْرِمَة بن عمار، ثَنَا إِسْحَاق بن أبي طَلْحَة، حَدثنِي أنس بن مَالك - وَهُوَ عَم إِسْحَاق - قَالَ: " بَيْنَمَا نَحن فِي الْمَسْجِد مَعَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إِذْ جَاءَ أَعْرَابِي، فَقَامَ يَبُول فِي الْمَسْجِد فَقَالَ أَصْحَاب رَسُول الله: مَه مَه. قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: لَا تزرموه

(1/388)


دَعوه. فَتَرَكُوهُ حَتَّى بَال، ثمَّ إِن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - دَعَاهُ، فَقَالَ لَهُ: إِن هَذِه الْمَسَاجِد لَا تصلح لشَيْء من هَذَا الْبَوْل وَلَا القذر، إِنَّمَا هِيَ لذكر الله وَالصَّلَاة وَقِرَاءَة الْقُرْآن - أَو كَمَا قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: فَأمر رجلا من الْقَوْم فجَاء بِدَلْو من مَاء فشنه عَلَيْهِ ".
التِّرْمِذِيّ: حَدثنَا ابْن أبي عمر وَسَعِيد بن عبد الرَّحْمَن المَخْزُومِي قَالَا: ثَنَا سُفْيَان بن عُيَيْنَة، عَن الزُّهْرِيّ، عَن سعيد بن الْمسيب، عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: " دخل أَعْرَابِي الْمَسْجِد - وَالنَّبِيّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - جَالس - فصلى، فَلَمَّا فرغ قَالَ: اللَّهُمَّ ارْحَمْنِي ومحمداً وَلَا ترحم مَعنا أحدا. فَالْتَفت إِلَيْهِ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، فَقَالَ: لقد تحجرت وَاسِعًا. فَلم يلبث أَن بَال فِي الْمَسْجِد، فأسرع إِلَيْهِ النَّاس، فَقَالَ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: اهريقوا عَلَيْهِ سجلا من مَاء - أَو دلواً من مَاء - ثمَّ قَالَ: إِنَّمَا بعثتم ميسرين، وَلم تبعثوا معسرين ".
قَالَ أَبُو عِيسَى: هَذَا حَدِيث حسن صَحِيح.
وَرُوِيَ أَبُو الْحسن الدَّارَقُطْنِيّ " أَن النَّبِي - عَلَيْهِ السَّلَام - أَمر بِالْمَكَانِ الَّذِي بَال فِيهِ الْأَعرَابِي فاحتفر ".
وَالصَّحِيح مَا تقدم، وكذلم روى أَبُو دَاوُد، نَحوا مِمَّا رَوَاهُ أَبُو الْحسن، وَحَدِيث أبي دَاوُد مُرْسل ".

بَاب أَبْوَال مَا يُؤْكَل لَحْمه ورجيعه
/ البُخَارِيّ: حَدثنَا سُلَيْمَان بن حَرْب، عَن حَمَّاد بن زيد، عَن أَيُّوب، عَن أبي قلَابَة، عَن أنس بن مَالك قَالَ: " قدم نَاس من عكل - أَو عرينة -

(1/389)


فاجتووا الْمَدِينَة، فَأمر لَهُم النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بلقاح: أَن يشْربُوا من أبوالها وَأَلْبَانهَا، فَانْطَلقُوا، فَلَمَّا صحوا قتلوا راعي النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، وَاسْتَاقُوا النعم، فجَاء الْخَبَر فِي أول النَّهَار فَبعث فِي آثَارهم، فَلَمَّا ارْتَفع النَّهَار جِيءَ بهم، فَأمر بِقطع أَيْديهم وأرجلهم، وسمرت أَعينهم وألقوا فِي الْحرَّة يستسقون فَلَا يسقون ".
قَالَ أَبُو قلَابَة: فَهَؤُلَاءِ سرقوا وَقتلُوا، وَكَفرُوا بعد إِيمَانهم، وحاربوا الله وَرَسُوله.
مُسلم: حَدثنَا عبد الله بن عمر بن مُحَمَّد بن أبان الْجعْفِيّ، ثَنَا عبد الرَّحِيم - يَعْنِي ابْن سُلَيْمَان - عَن زَكَرِيَّا، عَن أبي إِسْحَاق، عَن عَمْرو بن مَيْمُون الأودي، عَن ابْن مَسْعُود قَالَ: " بَيْنَمَا رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يُصَلِّي عِنْد الْبَيْت وَأَبُو جهل وَأَصْحَاب لَهُ جُلُوس، وَقد نحرت جزور بالْأَمْس، فَقَالَ أَبُو جهل: أَيّكُم يقوم إِلَى سلا جزور بني فلَان فَيَأْخذهُ فيضعه فِي كَتِفي مُحَمَّد إِذا سجد؟ فانبعث أَشْقَى الْقَوْم فَأَخذه، فَلَمَّا سجد النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَضعه بَين كَتفيهِ، قَالَ: فاستضحكوا، فَجعل بَعضهم يمِيل على بعض، وَأَنا قَائِم أنظر، لَو كَانَت لي مَنْعَة طرحته عَن ظهر رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، وَالنَّبِيّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ساجد مَا يرفع رَأسه حَتَّى انْطلق إِنْسَان فَأخْبر فَاطِمَة، فَجَاءَت وَهِي جوَيْرِية فَطَرَحته عَنهُ، ثمَّ أَقبلت عَلَيْهِم تشتمهم، فَلَمَّا قضى النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - صلَاته رفع صَوته، ثمَّ عَاد عَلَيْهِم - وَكَانَ إِذا دَعَا دَعَا ثَلَاثًا، وَإِذا سَأَلَ سَأَلَ ثَلَاثًا - قَالَ: اللَّهُمَّ عَلَيْك بِقُرَيْش - ثَلَاث مَرَّات - فَلَمَّا سمعُوا صَوته ذهب عَنْهُم الضحك وخافوا دَعوته، ثمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ عَلَيْك بِأبي جهل بن هِشَام، وَعتبَة بن ربيعَة، وَشَيْبَة بن ربيعَة، والوليد بن عقبَة، وَأُميَّة بن خلف، وَعقبَة بن أبي معيط - وَذكر السَّابِع وَلم أحفظه - فوالذي بعث مُحَمَّدًا بِالْحَقِّ، لقد رَأَيْت [الَّذين] سمى صرعى يَوْم بدر، ثمَّ سحبوا إِلَى القليب: قليب بدر ".

(1/390)


الْوَلِيد بن عقبَة خطأ / وَالصَّوَاب ابْن عبتة.
النَّسَائِيّ: اُخْبُرْنَا أَحْمد بن عُثْمَان بن حَكِيم الأودي، ثَنَا خَالِد - يَعْنِي: ابْن مخلد الْقَطوَانِي - ثَنَا عَليّ - وَهُوَ ابْن صَالح - عَن أبي إِسْحَاق بِهَذَا الْإِسْنَاد، وَهَذَا الحَدِيث " قَالَ: أَيّكُم يَأْخُذ هَذَا الفرث بدمه، ثمَّ يمهله حَتَّى يضع وَجهه سَاجِدا فيضعه على - يَعْنِي " ظَهره ".

بَاب غسل الدَّم
مُسلم: حَدثنَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة، ثَنَا وَكِيع، ثَنَا هِشَام بن عُرْوَة.
وحَدثني مُحَمَّد بن حَاتِم - وَاللَّفْظ لَهُ - ثَنَا يحيى بن سعيد، عَن هِشَام بن عُرْوَة، قَالَ: حَدَّثتنِي فَاطِمَة، عَن أَسمَاء: " جَاءَت امْرَأَة إِلَى النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، فَقَالَت: إحدانا يُصِيب ثوبها من دم الْحَيْضَة، كَيفَ تصنع بِهِ؟ قَالَ: تَحْتَهُ ثمَّ تقرصه بِالْمَاءِ ثمَّ تنضحه، ثمَّ تصلي فِيهِ ".
البُخَارِيّ: حَدثنَا مُحَمَّد - هُوَ ابْن سَلام - أخبرنَا أَبُو مُعَاوِيَة، ثَنَا هِشَام، عَن ابيه، عَن عَائِشَة قَالَت: " جَاءَت فَاطِمَة بنت أبي حُبَيْش إِلَى النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، فَقَالَت: يَا رَسُول الله، إِنِّي امْرَأَة أسْتَحَاض فَلَا أطهر، أفأدع الصَّلَاة؟ فَقَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: لَا، إِنَّمَا ذَلِك عرق، وَلَيْسَ بحيض، فَإِذا أَقبلت حيضتك فدعي الصَّلَاة، وَإِذا أَدْبَرت فاغسلي عَنْك الدَّم ثمَّ صلي. قَالَ: قَالَ أبي: ثمَّ توضئي لكل صَلَاة

(1/391)


[حَتَّى] يَجِيء ذَلِك الْوَقْت ".

بَاب غسل الْمَذْي
أَبُو دَاوُد سُلَيْمَان بن الْأَشْعَث: ثَنَا مُسَدّد، ثَنَا إِسْمَاعِيل - هُوَ ابْن علية - أَنا مُحَمَّد بن إِسْحَاق، حَدثنِي سعيد بن عبيد بن السباق، عَن أَبِيه، عَن سهل ابْن حنيف قَالَ: " كنت ألْقى من الْمَذْي شدَّة، وَكنت أَكثر مِنْهُ الِاغْتِسَال، فَسَأَلت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عَن ذَلِك، فَقَالَ: إِنَّمَا يجْزِيك من ذَلِك الْوضُوء. قلت: يَا رَسُول الله، فَكيف بِمَا يُصِيب ثوبي مِنْهُ؟ فَقَالَ: يَكْفِيك أَن تَأْخُذ كفا من مَاء فتنضح بهَا من ثَوْبك، حَيْثُ ترى أَنه أَصَابَهُ ".
التِّرْمِذِيّ: حَدثنَا هناد، ثَنَا عَبدة، عَن مُحَمَّد بن إِسْحَاق بِهَذَا الْإِسْنَاد، وَهَذَا الحَدِيث. وَقَالَ: حَدِيث حسن صَحِيح.
أَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ: حَدثنَا زَائِدَة بن قدامَة، عَن أبي حُصَيْن، عَن (أبي) عبد الرَّحْمَن السّلمِيّ، عَن عَليّ / قَالَ: " كنت رجلا مذاء، وَكَانَت عِنْدِي بنت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، فَأمرت رجلا فَسَأَلَهُ عَن الْمَذْي، فَقَالَ: إِذا رَأَيْته فَتَوَضَّأ واغسله ". كل رُوَاة هَذَا الحَدِيث ثِقَة مَشْهُور، وَلَا يسْأَل عَنْهُم لجلالتهم وشهرتهم.

(1/392)


بَاب غسل الْمَنِيّ وفركه يَابسا من غير غسل
مُسلم: حَدثنَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة، ثَنَا مُحَمَّد بن بشر، عَن عَمْرو بن مَيْمُون: " سَأَلت سُلَيْمَان بن يسَار عَن الْمَنِيّ يُصِيب ثوب الرجل أيغسله أم يغسل الثَّوْب؟ فَقَالَ: أَخْبَرتنِي عَائِشَة أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كَانَ يغسل الْمَنِيّ، ثمَّ يخرج إِلَى الصَّلَاة فِي ذَلِك الثَّوْب، وَأَنا أنظر إِلَى أثر الْغسْل فِيهِ ".
قَالَ مُسلم: وثنا أَبُو كَامِل الجحدري، حَدثنَا عبد الْوَاحِد - يَعْنِي: ابْن زِيَاد.
وثنا أَبُو كريب، أَنا ابْن الْمُبَارك وَابْن أبي زَائِدَة، كلهم عَن عَمْرو بن مَيْمُون بِهَذَا الْإِسْنَاد أما ابْن أبي زَائِدَة فَحَدِيثه كَمَا قَالَ ابْن بشر: " أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كَانَ يغسل الْمَنِيّ: وَأما ابْن الْمُبَارك وَعبد الْوَاحِد فَفِي حَدِيثهمَا قَالَت: " كنت أغسله من ثوب رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ".
مُسلم: حَدثنَا يحيى بن يحيى، أَنا خَالِد بن عبد الله، عَن خَالِد، عَن أبي معشر، عَن إِبْرَاهِيم، عَن عَلْقَمَة وَالْأسود " أَن رجلا نزل بعائشة فَأصْبح يغسل ثَوْبه، فَقَالَت عَائِشَة: إِنَّمَا كَانَ يجزئك إِن رَأَيْته أَن تغسل مَكَانَهُ، فَإِن لم تَرَ نضحت حوله، وَلَقَد رَأَيْتنِي أفركه من ثوب رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فركاً فَيصَلي فِيهِ ".
قَالَ مُسلم: وثنا عمر بن حَفْص بن غياث، ثَنَا أبي، عَن الْأَعْمَش، عَن إِبْرَاهِيم، عَن الْأسود وَهَمَّام، عَن عَائِشَة فِي الْمَنِيّ قَالَت: " كنت أفركه من

(1/393)


ثوب رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ".
النَّسَائِيّ: أخبرنَا قُتَيْبَة بن سعيد، ثَنَا حَمَّاد، عَن أبي هَاشم، عَن أبي مجلز، عَن الْحَارِث بن نَوْفَل، عَن عَائِشَة قَالَت: " كنت أفرك الْجَنَابَة - وَقَالَ / مرّة أُخْرَى: الْمَنِيّ - من ثوب رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ".
أَبُو مجلز اسْمه لَاحق بن حميد، وَأَبُو هَاشم اسْمه إِسْمَاعِيل بن كثير.
الْبَزَّار: حَدثنَا الْحسن بن يحيى الْأَزْدِيّ، ثَنَا عَاصِم بن مهجع، ثَنَا قزعة بن سُوَيْد، عَن ابْن أبي نجيح وَحميد الْأَعْرَج، عَن مُجَاهِد، عَن عَائِشَة قَالَت: " كنت أفرك الْمَنِيّ من ثوب رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ".
عبد الرَّزَّاق: عَن سُفْيَان بن عُيَيْنَة، عَن مَنْصُور، عَن إِبْرَاهِيم النَّخعِيّ، عَن همام بن الْحَارِث قَالَ: " أرْسلت عَائِشَة إِلَى ضيف لَهَا تَدعُوهُ، فَقَالُوا: هُوَ يغسل جَنَابَة فِي ثَوْبه. قَالَت: وَلم يغسلهُ؟ ! لقد كنت أفركه من ثوب رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ".
التِّرْمِذِيّ: حَدثنَا هناد، ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَة، عَن الْأَعْمَش، عَن إِبْرَاهِيم، عَن همام بن الْحَارِث قَالَ: " ضاف عَائِشَة ضيف فَأمرت لَهُ بملحفة صفراء، فَنَامَ فِيهَا فاحلتم، فاستحيا أَن يُرْسل بهَا وَبهَا أثر الِاحْتِلَام، فغمسها فِي المَاء ثمَّ أرسل بهَا، فَقَالَت عَائِشَة: لم افسد علينا ثوبنا؟ ! إِنَّمَا كَانَ يَكْفِيهِ أَن يفركه بأصابعه، وَرُبمَا فركته من ثوب رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بأصابعي ". قَالَ أَبُو عِيسَى: هَذَا حَدِيث حسن صَحِيح.
أَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ: حَدثنَا شُعْبَة، عَن الحكم، عَن إِبْرَاهِيم " أَن همام بن

(1/394)


الْحَارِث كَانَ نازلا على عَائِشَة [فَاحْتَلَمَ] فأبصرته جَارِيَة لعَائِشَة [يغسل] أثر الْجَنَابَة من ثَوْبه، فَأخْبرت عَائِشَة، فَأرْسلت إِلَيْهِ عَائِشَة: لقد رَأَيْتنِي وَمَا أَزِيد أَن أفركه من ثوب رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ".
مُسلم: حَدثنَا أَحْمد بن جواس الْحَنَفِيّ أَبُو عَاصِم، ثَنَا أَبُو الْأَحْوَص، عَن شبيب بن غرقدة، عَن عبد الله بن شهَاب الْخَولَانِيّ قَالَ: كنت نازلا على عَائِشَة فاحتلمت فِي ثوبي فغمستهما فِي المَاء، فرأتني جَارِيَة لعَائِشَة فَأَخْبَرتهَا، فَبعثت إِلَيّ عَائِشَة فَقَالَت: مَا حملك على مَا صنعت بثوبيك؟ ! قَالَ: قلت: رَأَيْت مَا يرى النَّائِم فِي مَنَامه. قَالَت: هَل رَأَيْت فيهمَا شَيْئا؟ قلت: لَا. قَالَت: فَلَو رَأَيْت شَيْئا غسلته، لقد رَأَيْتنِي وَإِنِّي لأحكه / من ثوب رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَابسا بظفري ".
الْبَزَّار: حَدثنَا فضل بن سهل، ثَنَا عبد الله بن الزبير - هُوَ الْحميدِي - ثَنَا بسر بن بكر، ثَنَا الْأَوْزَاعِيّ، عَن يحيى بن سعيد، عَن عُرْوَة، عَن عَائِشَة قَالَت: " كنت أفرك الْمَنِيّ من ثوب رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إِذا كَانَ يَابسا، وأغسله وأمسحه إِذا كَانَ رطبا ".
الدَّارَقُطْنِيّ: حَدثنَا ابْن مخلد، ثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيل، حَدثنَا الْحميدِي بِهَذَا الْإِسْنَاد قَالَت: " كنت أفرك الْمَنِيّ من ثوب رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إِذا كَانَ يَابسا، وأغسله إِذا كَانَ رطبا ".
الدَّارَقُطْنِيّ: حَدثنَا ابْن مخلد - هُوَ مُحَمَّد - ثَنَا إِبْرَاهِيم بن إِسْحَاق الْحَرْبِيّ، ثَنَا سعيد بن يحيى بن الْأَزْهَر، ثَنَا إِسْحَاق الْأَزْرَق، ثَنَا شريك، عَن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن، عَن عَطاء، عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: " سُئِلَ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عَن الْمَنِيّ يُصِيب الثَّوْب فَقَالَ: إِنَّمَا هُوَ بِمَنْزِلَة المخاط أَو البصاق، وَإِنَّمَا يَكْفِيك أَن تمسحه

(1/395)


بِخرقَة أَو إذخرة ".
تفرد بِرَفْعِهِ إِسْحَاق بن يُوسُف الْأَزْرَق، وَهُوَ ثِقَة، وَثَّقَهُ يحيى بن معِين، وَقَالَ أَبُو حَاتِم: إِسْحَاق الْأَزْرَق صَحِيح الحَدِيث، صَدُوق. أَكثر النَّاس يجعلونه من كَلَام ابْن عَبَّاس.

بَاب البزاق يُصِيب الثَّوْب
البُخَارِيّ: حَدثنَا قُتَيْبَة، ثَنَا إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر، عَن حميد، عَن أنس " أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - رأى نخامة فِي الْقبْلَة فشق ذَلِك عَلَيْهِ حَتَّى رئي فِي وَجهه، فَقَامَ فحكه بِيَدِهِ فَقَالَ: إِن أحدكُم إِذا قَامَ فِي صلَاته فَإِنَّهُ يُنَاجِي ربه، وَإِن ربه بَينه وَبَين الْقبْلَة؛ فَلَا يبزق أحدكُم قبل قبلته، وَلَكِن عَن يسَاره أَو تَحت قدمه. ثمَّ أَخذ طرف رِدَائه فبصق فِيهِ، ثمَّ رد بعضه على بعض فَقَالَ: أَو يفعل هَكَذَا ".

بَاب غسل الْإِنَاء من ولوغ الْكَلْب وتعفيره بِالتُّرَابِ
مُسلم: حَدثنِي عَليّ بن حجر السَّعْدِيّ، أَنا عَليّ بن مسْهر، ثَنَا الْأَعْمَش، عَن أبي رزين وَأبي صَالح، عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " إِذا ولغَ الْكَلْب فِي إِنَاء أحدكُم فليرقه، ثمَّ ليغسله سبع مرار ".
قَالَ مُسلم: وثنا / يحيى بن يحيى، قَالَ: قَرَأت على مَالك، عَن أبي الزِّنَاد، عَن الْأَعْرَج، عَن أبي هُرَيْرَة، أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " إِذا شرب

(1/396)


الْكَلْب [فِي إِنَاء] أحدكُم، فليغسله سبع مَرَّات ".
الْأَعْمَش اسْمه سُلَيْمَان بن مهْرَان أَبُو مُحَمَّد، وَأَبُو رزين اسْمه مَسْعُود بن مَالك مولى شَقِيق بن سَلمَة، وَأَبُو الزِّنَاد اسْمه عبد الله بن ذكْوَان مولى رَملَة بنت شيبَة بن ربيعَة، وَقَالَ ابْن عُيَيْنَة: كنيته أَبُو عبد الرَّحْمَن، ولقبه أَبُو الزِّنَاد.
مُسلم: حَدثنَا زُهَيْر بن حَرْب، ثَنَا إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم، عَن هِشَام بن حسان، عَن مُحَمَّد بن سِيرِين، عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " طهُور إِنَاء أحدكُم إِذا ولغَ فِيهِ الْكَلْب أَن يغسلهُ سبع مَرَّات، أولَاهُنَّ بِالتُّرَابِ ".
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا مُوسَى بن إِسْمَاعِيل، ثَنَا قَتَادَة، أَن مُحَمَّد بن سِيرِين، حَدثهُ عَن أبي هُرَيْرَة، أَن نَبِي الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " إِذا ولغَ الْكَلْب فِي الْإِنَاء فاغسلوه سبع مرار، السَّابِعَة بِالتُّرَابِ ".
النَّسَائِيّ: أخبرنَا إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم، أَنا معَاذ بن هِشَام، حَدثنِي أبي، عَن قَتَادَة، عَن خلاس، عَن أبي رَافع، عَن أبي هُرَيْرَة، عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " إِذا ولغَ الْكَلْب فِي إِنَاء أحدكُم فليغسله سبع مَرَّات، إِحْدَاهُنَّ بِالتُّرَابِ ".
مُسلم: حَدثنَا عبيد الله بن معَاذ، ثَنَا أبي، ثَنَا شُعْبَة، عَن أبي التياح،

(1/397)


سمع مطرف بن عبد الله، عَن [ابْن] الْمُغَفَّل قَالَ: " أَمر رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بقتل الْكلاب، ثمَّ قَالَ: مَا بالهم وبال الْكلاب. ثمَّ رخص فِي كلب الصَّيْد وكلب الْغنم، وَقَالَ: إِذا ولغَ الْكَلْب فِي الْإِنَاء فاغسلوه سبع مَرَّات، وعفروه الثَّامِنَة فِي التُّرَاب ".

بَاب غسل الْإِنَاء من ولوغ الهر فِيهِ
التِّرْمِذِيّ: حَدثنَا سوار بن عبد الله الْعَنْبَري، ثَنَا الْمُعْتَمِر بن سُلَيْمَان، سَمِعت أَيُّوب، عَن ابْن سِيرِين، عَن أبي هُرَيْرَة، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَنه قَالَ: " يغسل الْإِنَاء إِذا ولغَ فِيهِ الْكَلْب سبع مَرَّات، أولَاهُنَّ - أَو قَالَ: / [أخراهن]- بِالتُّرَابِ، وَإِذا ولغت فِيهِ الْهِرَّة غسل مرّة ".
قَالَ أَبُو عِيسَى: هَذَا حَدِيث حسن صَحِيح.
الْبَزَّار: أخبرنَا عَمْرو بن عَليّ، ثَنَا أَبُو عَاصِم الضَّحَّاك بن مخلد، ثَنَا قُرَّة ابْن خَالِد، عَن مُحَمَّد بن سِيرِين، عَن أبي هُرَيْرَة، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " إِذا ولغَ الْكَلْب فِي الْإِنَاء فاغسله سبع مَرَّات، والهرة مرّة ".
وروى أَبُو الْحسن الدَّارَقُطْنِيّ من طَرِيق يحيى بن أَيُّوب، عَن ابْن جريج، عَن عَمْرو بن دِينَار، عَن أبي صَالح، عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " يغسل الْإِنَاء من الهر كَمَا يغسل من الْكَلْب ".
قَالَ أَبُو الْحسن: لَا يثبت هَذَا مَرْفُوعا، وَالْمَحْفُوظ من قَول أبي هُرَيْرَة، وَاخْتلف عَنهُ.

(1/398)


بَاب هَل يسْتَعْمل مَا ولغَ فِيهِ الهر
مَالك: عَن إِسْحَاق بن عبد الله بن أبي طَلْحَة، عَن حميدة بنت عبيد بن رِفَاعَة، عَن كَبْشَة بنت كَعْب بن مَالك " أَن أَبَا قَتَادَة دخل عَلَيْهَا فَسَكَبت لَهُ وضُوءًا، فَجَاءَت هرة لتشرب مِنْهُ، فأصغى لَهَا الْإِنَاء حَتَّى شربت، قَالَت كَبْشَة: فرآني أنظر إِلَيْهِ فَقَالَ: أَتَعْجَبِينَ يَا ابْنة أخي؟ فَقلت: نعم. قَالَ: إِن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: إِنَّهَا لَيست بِنَجس، إِنَّمَا هِيَ من الطوافين عَلَيْكُم - أَو الطوافات ".
قَالَ أَبُو عمر بن عبد الْبر: قَالَ يحيى عَن مَالك: حميدة ابْنة أبي عُبَيْدَة بن فَرْوَة. قَالَ: وَلم يُتَابِعه أحد على ذَلِك، وَهُوَ غلط وَخطأ لَا شكّ فِيهِ.
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا عبد الله بن مسلمة، ثَنَا عبد الْعَزِيز، عَن دَاوُد بن صَالح ابْن دِينَار التمار، عَن أمه " أَن مولاتها أرسلتها بهريسة إِلَى عَائِشَة، فَوَجَدتهَا تصلي، فَأَشَارَتْ إِلَيّ: ضعيها، فَجَاءَت هرة فَأكلت مِنْهَا، فَلَمَّا انصرفت أكلت من حَيْثُ أكلت الْهِرَّة فَقَالَت: إِن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: إِنَّهَا لَيست بِنَجس، إِنَّمَا هِيَ من الطوافين عَلَيْكُم. وَقد رَأَيْت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يتَوَضَّأ بفضلها ".
قَالَ أَبُو جَعْفَر الطَّحَاوِيّ: أم دَاوُد بن صَالح لَيست من أهل الرِّوَايَات الَّذِي يُؤْخَذ عَنْهَا مثل هَذَا، وَلَا هِيَ بمعروفة عِنْد أهل الْعلم.

بَاب جُلُود الْميتَة وَالِانْتِفَاع بهَا
مُسلم: / حَدثنَا يحيى بن يحيى وَأَبُو بكر بن أبي شيبَة وَعَمْرو النَّاقِد وَابْن أبي عمر جميعأً، عَن ابْن عُيَيْنَة - قَالَ يحيى: أَنا سُفْيَان بن عُيَيْنَة - عَن الزُّهْرِيّ، عَن عبيد الله بن عبد الله، عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: " تصدق على مولاة لميمونة

(1/399)


بِشَاة، فَمَاتَتْ فَمر بهَا رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَقَالَ: هلا أَخَذْتُم إهابها فدبغتموه فانتفعتم بِهِ؟ فَقَالُوا: إِنَّهَا ميتَة. فَقَالَ: إِنَّمَا حرم أكلهَا " قَالَ أَبُو بكر وَابْن أبي عمر فِي حَدِيثهمَا: عَن ميموة - رضى الله عَنْهَا.
أَبُو بكر بن أبي شيبَة: حَدثنَا أَبُو الْأَحْوَص، عَن سماك، عَن عِكْرِمَة، عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: " مَاتَت شَاة [لأم] الْأسود زوج النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، فَأَتَاهُ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَأَخْبَرته، فَقَالَ: أَلا انتفعتم بمسكها. فَقَالَت: يَا رَسُول الله، مسك ميتَة! فَقَالَ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: {قل لَا أجد فِي مَا أُوحِي إِلَيّ محرما على طاعم يطعمهُ ... " إِلَى قَوْله: {لغير الله بِهِ} إِنَّكُم لَسْتُم تأكلونها قَالَ: فَبعثت بهَا فسلخت. قَالَ ابْن عَبَّاس: فَجعلُوا مسكها قربَة، ثمَّ رَأَيْتهَا بعد شنة ".
مُسلم: حَدثنِي إِسْحَاق بن مَنْصُور وَأَبُو بكر بن إِسْحَاق، عَن عَمْرو بن الرّبيع، أَنا يحيى بن أَيُّوب، عَن جَعْفَر بن ربيعَة، عَن أبي الْخَيْر حَدثهُ قَالَ: حَدثنِي ابْن وَعلة السبائي قَالَ: " سَأَلت عبد الله بن عَبَّاس قلت: إِنَّا نَكُون بالمغرب فَيَأْتِينَا الْمَجُوس بالأسقية فِيهَا المَاء والودك. فَقَالَ: اشرب. فَقلت: أرأي ترَاهُ؟ فَقَالَ ابْن عَبَّاس: سَمِعت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَقُول ": دباغه (طهُور) ".

(1/400)


قَالَ مُسلم: وَحدثنَا يحيى بن يحيى التَّمِيمِي، أَنا سُلَيْمَان بن بِلَال، عَن زيد بن أسلم، أَن عبد الرَّحْمَن بن وَعلة أخبرهُ، عَن عبد الله بن عَبَّاس قَالَ: سَمِعت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَقُول: " إِذا دبغ الإهاب فقد طهر ".
التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ قَالَا: حَدثنَا قُتَيْبَة بن سعيد، عَن سُفْيَان - هُوَ ابْن عُيَيْنَة - عَن زيد بن أسلم، عَن ابْن وَعلة، عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " إيما إهَاب دبغ فقد طهر ".
قَالَ النَّسَائِيّ: أَنا. قَالَ التِّرْمِذِيّ: عَن سُفْيَان وَعبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد. وَقَالَ: حَدِيث حسن صَحِيح.
الدَّارَقُطْنِيّ: / حَدثنَا مُحَمَّد بن مخلد وَآخَرُونَ، قَالُوا: حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن الْهَيْثَم [الْبَلَدِي] ثَنَا عَليّ بن عَيَّاش، ثَنَا مُحَمَّد بن مطرف، ثَنَا زيد بن أسلم، عَن عَطاء بن يسَار، عَن عَائِشَة، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " طهُور كل أَدِيم دباغة ". قَالَ: هَذَا إِسْنَاد حسن، كلهم ثِقَات.

بَاب من قَالَ لَا ينْتَفع من الْميتَة بِشَيْء
النَّسَائِيّ: أَخْبرنِي إِسْمَاعِيل بن مَسْعُود، حَدثنِي بشر - يَعْنِي ابْن مفضل - ثَنَا شُعْبَة، عَن الحكم، عَن ابْن أبي ليلى، عَن عبد الله بن عكيم قَالَ: " قرئَ علينا كتاب رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من أَرض جُهَيْنَة وَأَنا غُلَام شَاب: لَا تنتفعوا من الْميتَة

(1/401)


بِشَيْء: إهَاب، وَلَا عصب ".

بَاب التُّرَاب طهُور النِّعَال
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا أَحْمد بن إِبْرَاهِيم، ثَنَا مُحَمَّد بن كثير - يَعْنِي الصَّنْعَانِيّ - عَن الْأَوْزَاعِيّ، عَن مُحَمَّد بن عجلَان، عَن سعيد بن أبي سعيد، عَن أَبِيه، عَن أبي هُرَيْرَة، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " إِذا وطئ الْأَذَى بخفيه فطهورهما التُّرَاب ".
قَالَ أَبُو دَاوُد: وثنا مَحْمُود بن خَالِد، حَدثنَا مُحَمَّد - يَعْنِي ابْن عَائِذ - ثَنَا يحيى - يَعْنِي ابْن حَمْزَة - عَن الْأَوْزَاعِيّ، عَن مُحَمَّد بن الْوَلِيد، قَالَ: أَخْبرنِي أَيْضا سعيد بن ابي سعيد، عَن الْقَعْقَاع بن حَكِيم، عَن عَائِشَة عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بِمَعْنَاهُ.
قَالَ أَبُو عمر: اخْتلف فِي إِسْنَاده هَذَا الحَدِيث على الْأَوْزَاعِيّ وَعلي سعيد بن أبي سعيد اخْتِلَافا كثيرا، واضطراب فِيهِ اضطراباً شَدِيدا يسْقط الِاحْتِجَاج.
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا مُوسَى بن إِسْمَاعِيل، ثَنَا حَمَّاد، عَن أبي نعَامَة السَّعْدِيّ، عَن أبي نَضرة، عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " إِذا جَاءَ أحدكُم الْمَسْجِد فَلْينْظر، فَإِن رأى فِي نَعْلَيْه قذراً أَو أَذَى فليمسحه، وَليصل فيهمَا ". هَذَا مُخْتَصر من حَدِيث، سَيَأْتِي الحَدِيث بِكَمَالِهِ بعد، إِن شَاءَ الله.

بَاب مَا جَاءَ فِي الْأَذَى يُصِيب الذيل
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا عبد الله بن مُحَمَّد النُّفَيْلِي وَأحمد بن يُونُس / قَالَا: ثَنَا

(1/402)


زُهَيْر، ثَنَا عبد الله بن عِيسَى، عَن مُوسَى بن عبد الله بن يزِيد، عَن امْرَأَة من بني عبد الْأَشْهَل قَالَت: قلت: " يَا رَسُول الله، إِن لنا طَرِيقا إِلَى الْمَسْجِد مُنْتِنَة، فَكيف نَفْعل إِذا مُطِرْنَا؟ قَالَ: أَلَيْسَ بعْدهَا طَرِيق هِيَ أطيب مِنْهَا؟ قَالَت: قلت: بلَى. قَالَ: فَهَذِهِ بِهَذِهِ ".
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا عبد الله بن مسلمة، عَن مَالك، عَن مُحَمَّد بن عمَارَة ابْن عَمْرو بن حزم، عَن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم، عَن أم ولد لإِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف " أَنَّهَا سَأَلت أم سَلمَة زوج النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَقَالَت: إِنِّي امْرَأَة أطيل ذيلي وأمشي فِي الْمَكَان القذر؟ فَقَالَت أم سَلمَة: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: يطهره مَا بعده ".

بَاب الْأَمر بقص الشَّارِب وإعفاء اللِّحْيَة
مُسلم: حَدثنَا مُحَمَّد بن مثنى، ثَنَا يحيى - يَعْنِي ابْن سعيد.
وثنا ابْن نمير، ثَنَا أبي، جَمِيعًا عَن عبيد الله، عَن نَافِع، عَن ابْن عمر، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " أحفوا الشَّوَارِب، وأعفوا اللحى ".
قَالَ مُسلم: وثنا سهل بن عُثْمَان، ثَنَا يزِيد بن زُرَيْع، عَن عمر بن مُحَمَّد، ثَنَا نَافِع، عَن ابْن عمر قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " خالفوا الْمُشْركين أحفوا الشَّوَارِب، وأوفوا اللحى ".
قَالَ مُسلم: وحَدثني أَبُو بكر بن إِسْحَاق، أَنا ابْن أبي مَرْيَم، أَنا مُحَمَّد

(1/403)


ابْن جَعْفَر، أَخْبرنِي الْعَلَاء بن عبد الرَّحْمَن، عَن أَبِيه، عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " جزوا الشَّوَارِب، وأرخو اللحى، خالفوا الْمَجُوس ".
قَالَ مُسلم: وَحدثنَا قُتَيْبَة بن سعيد، عَن مَالك بن أنس، عَن أبي بكر بن نَافِع، عَن أَبِيه، عَن ابْن عمر، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - " أَنه أَمر بإحفاء الشَّوَارِب، وإعفاء اللحى ".
النَّسَائِيّ: أخبرنَا مُحَمَّد بن عبد الْأَعْلَى، أَنا الْمُعْتَمِر، سَمِعت يُوسُف بن صُهَيْب، عَن حبيب بن يسَار، عَن زيد بن أَرقم، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " من لم يَأْخُذ من شَاربه فَلَيْسَ منا ".
رَوَاهُ أَبُو عِيسَى عَن أَحْمد بن منيع، عَن عبيد بن حميد، عَن يُوسُف بن صُهَيْب بِهَذَا الْإِسْنَاد. وَقَالَ: حَدِيث حسن صَحِيح.
وَذكر الطَّحَاوِيّ / بَين حبيب وَزيد بن أَرقم رجلا وَهُوَ أَبُو رَملَة، وَسَيَأْتِي ذكر ذَلِك فِي كتاب الزِّينَة إِن شَاءَ الله.

بَاب الاستحداد والختان ونتف الآباط وقص الْأَظْفَار
مُسلم: حَدثنِي أَبُو الطَّاهِر وحرملة بن يحيى قَالَا: أَنا ابْن وهب، أَخْبرنِي يُونُس، عَن ابْن شهَاب، عَن سعيد بن الْمسيب، عَن أبي هُرَيْرَة، عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَنه قَالَ: " الْفطْرَة خمس: الاختتان، والاستحداد، وقص الشَّارِب، وتقليم الْأَظْفَار، ونتف الْإِبِط ".
مُسلم: حَدثنَا قُتَيْبَة بن سعيد وَأَبُو بكر بن أبي شيبَة وَزُهَيْر بن حَرْب،

(1/404)


قَالُوا: ثَنَا وَكِيع، عَن زَكَرِيَّا بن أبي زَائِدَة، عَن مُصعب بن شيبَة، عَن طلق بن حبيب، عَن عبد الله بن الزبير، عَن عَائِشَة قَالَت: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " عشر من الْفطْرَة: قصّ الشَّارِب، وإعفاء اللِّحْيَة، والسواك، واستنشاق المَاء، وقص الْأَظْفَار، وَغسل البراجم، ونتف الْإِبِط، وَحلق الْعَانَة، وانتقاص المَاء " قَالَ زَكَرِيَّا: قَالَ مُصعب: ونسيت الْعَاشِرَة إِلَّا أَن تكون الْمَضْمَضَة. زَاد قُتَيْبَة: قَالَ وَكِيع: انتقاص المَاء يَعْنِي الِاسْتِنْجَاء.
وروى أَبُو دَاوُد نَحْو هَذَا الحَدِيث من طَرِيق عَليّ بن زيد، عَن سَلمَة بن مُحَمَّد بن عمار بن يَاسر، عَن عمار، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، وَذكر الْمَضْمَضَة وَلم يذكر إعفاء اللِّحْيَة، وَزَاد: " الْخِتَان. قَالَ: والانتضاح ". وَلم يذكر: انتقاص المَاء. وَعلي بن زيد ضَعِيف جدا، وَمصْعَب قد خُولِفَ فِي حَدِيثه أنكر عَلَيْهِ.
مُسلم: حَدثنَا بحيى بن يحيى وقتيبة بن سعيد، كِلَاهُمَا عَن جَعْفَر - قَالَ يحيى: أَنا جَعْفَر بن سُلَيْمَان - عَن أبي عمرَان الْجونِي، عَن أنس بن مَالك قَالَ: قَالَ أنس: " وَقت لنا فِي قصّ الشَّارِب، وتقليم الْأَظْفَار، ونتف الْإِبِط، وَحلق الْعَانَة، أَلا نَتْرُك أَكثر من أَرْبَعِينَ لَيْلَة ".

بَاب مَا جَاءَ فِي دُخُول الْحمام للرِّجَال وَالنِّسَاء وَمَا جَاءَ فِي الْفَخْذ
الْبَزَّار: حَدثنَا يُوسُف بن مُوسَى، ثَنَا يعلى بن عبيد، ثَنَا سُفْيَان، / عَن

(1/405)


ابْن طَاوس، عَن أَبِيه، عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " احْذَرُوا بَيْتا يُقَال لَهُ الْحمام. قَالُوا: يَا رَسُول الله، ينقي الْوَسخ. قَالَ: فاستتروا ".
قَالَ أَبُو بكر: وَهَذَا الحَدِيث إِنَّمَا يرويهِ النَّاس عَن ابْن طَاوس، عَن أَبِيه، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مُرْسلا، وَلَا نعلم أحدا قَالَ فِيهِ: عَن طَاوس، عَن ابْن عَبَّاس، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، إِلَّا يُوسُف عَن يعلى، عَن الثَّوْريّ.
روى التِّرْمِذِيّ عَن مُحَمَّد بن بشار، عَن عبد الرَّحْمَن بن مهْدي، عَن حَمَّاد بن سَلمَة، عَن عبد الله بن شَدَّاد، عَن أبي عذرة، عَن عَائِشَة " أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - نهى الرِّجَال وَالنِّسَاء عَن الحمامات، ثمَّ رخص للرِّجَال فِي الميازر ". قَالَ: وَهَذَا حَدِيث لَا نعرفه إِلَّا من حَدِيث حَمَّاد، وَإِسْنَاده لَيْسَ بالقائم.
وروى أَيْضا عَن مَحْمُود بن غيلَان، عَن أبي دَاوُد، عَن شُعْبَة، عَن مَنْصُور، عَن سَالم بن أبي الْجَعْد، عَن أبي الْمليح، عَن عَائِشَة: سَمِعت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَقُول: " مَا من امْرَأَة تضع ثِيَابهَا فِي غير بَيت زَوجهَا إِلَّا هتكت السّتْر بَينهمَا وَبَين رَبهَا ". وَأَبُو الْمليح لم يسمعهُ من عَائِشَة.
وروى أَبُو دَاوُد عَن أَحْمد بن يُونُس، عَن زُهَيْر، عَن عبد الرَّحْمَن بن زِيَاد بن أنعم، عَن عبد الرَّحْمَن بن رَافع، عَن عبد الله بن عَمْرو أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " إِنَّهَا ستفتح لكم أَرض الْعَجم، وستجدون فِيهَا بُيُوتًا يُقَال لَهَا الحمامات، فَلَا يدخلنها الرِّجَال إِلَّا بالأزر، وامنعوها النِّسَاء إِلَّا مَرِيضَة أَو نفسَاء ".

(1/406)


وَعبد الرَّحْمَن بن زِيَاد ذَاهِب الحَدِيث.
مُسلم: حَدثنَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة، ثَنَا زيد بن الْحباب، عَن الضَّحَّاك، ابْن عُثْمَان قَالَ: أَخْبرنِي زيد بن اسْلَمْ، عَن عبد الرَّحْمَن بن أبي سعيد الْخُدْرِيّ، عَن أَبِيه أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " لَا ينظر الرجل إِلَى عَورَة الرجل، وَلَا الْمَرْأَة إِلَى عَورَة الْمَرْأَة، وَلَا يُفْضِي الرجل إِلَى الرجل فِي ثوب وَاحِد، وَلَا تُفْضِي الْمَرْأَة إِلَى الْمَرْأَة فِي الثَّوْب الْوَاحِد ".
وحدثنيه هَارُون بن عبد الله وَمُحَمّد بن رَافع قَالَا: ثَنَا ابْن أبي فديك، أَنا الضَّحَّاك بن عُثْمَان بِهَذَا الْإِسْنَاد وَقَالا مَكَان " عَورَة ": " عرية الرجل " " وعرية الْمَرْأَة ".
/ البُخَارِيّ: حَدثنَا يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم، ثَنَا ابْن علية، ثَنَا عبد الْعَزِيز بن صُهَيْب، عَن أنس " أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - غزا خَيْبَر، فصلينا عِنْدهَا صَلَاة الْغَدَاة بِغَلَس، فَركب نَبِي الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَركب أَبُو طَلْحَة، وَأَنا رَدِيف ابي طَلْحَة، [فَأجرى] نَبِي الله فِي زقاق خَيْبَر، وَإِن ركبتي لتمس فَخدَّ نَبِي الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، ثمَّ حسر الْإِزَار عَن فَخذه حَتَّى إِنِّي أنظر إِلَى بَيَاض فَخذ نَبِي الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَلَمَّا دخل الْقرْيَة قَالَ: الله أكبر، خرجت خَيْبَر، إِنَّا إِذا نزلنَا بِسَاحَة قوم فسَاء صباح الْمُنْذرين - قَالَهَا ثَلَاثًا ... " وَذكر مَا فِي الحَدِيث.
وروى التِّرْمِذِيّ عَن ابْن أبي عمر، عَن سُفْيَان، عَن أبي النَّضر مولى

(1/407)


عمر بن عبيد الله، عَن زرْعَة بن مُسلم بن جرهد الْأَسْلَمِيّ، عَن جده جرهد قَالَ: " مر النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بجرهد فِي الْمَسْجِد وَقد انْكَشَفَ فَخذه فَقَالَ: إِن الْفَخْذ عَورَة ".
قَالَ أَبُو عِيسَى: هَذَا حَدِيث حسن مَا أرى إِسْنَاده بِمُتَّصِل.
وروى أَبُو دَاوُد حَدِيث [زرْعَة بن عبد الرَّحْمَن بن] جرهد، عَن أَبِيه قَالَ: " كَانَ جرهد من أَصْحَاب الصّفة قَالَ: جلس رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عندنَا - وفخذي منكشفة - فَقَالَ: أما علمت أَن الْفَخْذ عَورَة ".
رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ أَيْضا عَن وَاصل بن عبد الْأَعْلَى، عَن يحيى بن آدم، عَن الْحسن بن صَالح، عَن عبد الله بن مُحَمَّد بن عقيل، عَن عبد الله بن جرهد، عَن أَبِيه، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " الْفَخْذ عَورَة ".
قَالَ: هَذَا حَدِيث حسن غَرِيب من هَذَا الْوَجْه.
وَرَوَاهُ أَيْضا عَن الْحسن بن عَليّ الْخلال، عَن عبد الرَّزَّاق، عَن معمر، عَن أبي الزِّنَاد، أَخْبرنِي ابْن جرهد، عَن أَبِيه " ان النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مر بِهِ وَهُوَ كاشف عَن فَخذه، فَقَالَ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: غط فخذك فَإِنَّهَا من الْعَوْرَة ".
وَرَوَاهُ الطَّحَاوِيّ عَن مُحَمَّد بن خُزَيْمَة، عَن مُسَدّد بن مسرهد، عَن يحيى ابْن سعيد، عَن مسعر، عَن أبي الزِّنَاد، عَن عَمه زرْعَة بن عبد الله بن جرهد، عَن جده جرهد.
وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ أَيْضا عَن وَاصل بن عبد الْأَعْلَى، عَن يحيى بن آدم، عَن إِسْرَائِيل، عَن أبي يحيى، عَن مُجَاهِد /، عَن ابْن عَبَّاس، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " الْفَخْذ عَورَة ".

(1/408)


وَأَبُو يحيى هَذَا يُقَال لَهُ: مُسلم، وَيُقَال: زَاذَان، وَيُقَال: عبد الرَّحْمَن ابْن دِينَار، وَهُوَ ضَعِيف.
وروى من طَرِيق ابْن جحش، وَفِيه أَبُو كثير وَهُوَ مَجْهُول، خرجه الطَّحَاوِيّ.
وروى أَبُو دَاوُد: عَن عَليّ بن سهل الرَّمْلِيّ، عَن حجاج، عَن ابْن جريح قَالَ: أخْبرت عَن حبيب بن أبي ثَابت، عَن عَاصِم بن ضَمرَة، عَن عَليّ - رَضِي الله عَنهُ - قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " لَا تكشف فخدك، وَلَا تنظر إِلَى فَخذ حَيّ وَلَا ميت ".
قَالَ ابْن معِين: لم يسمعهُ حبيب من عَاصِم، بَينهمَا رجل لَيْسَ بِثِقَة. وَهَذِه الْأَحَادِيث كلهَا لَا حجَّة فِيهَا، وَالْحجّة فِي حَدِيث البُخَارِيّ - رَحمَه الله.

بَاب ذكر الْمِيَاه وبئر بضَاعَة وَمَا جَاءَ أَن المَاء طهُور لَا يُنجسهُ شَيْء
التِّرْمِذِيّ: حَدثنَا هناد وَالْحسن الْخلال وَغَيره قَالُوا: ثَنَا أَبُو أُسَامَة، عَن الْوَلِيد بن كثير، عَن مُحَمَّد بن كَعْب، عَن عبيد الله بن عبد الله بن رَافع بن خديج، عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ قَالَ: " قيل: يَا رَسُول الله، أَنَتَوَضَّأُ من بِئْر بضَاعَة - وَهِي بِئْر يلقِي فِيهَا الْحيض وَلُحُوم الْكلاب وَالنَّتن -؟ فَقَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: إِن المَاء طهُور لَا يُنجسهُ شَيْء ".
قَالَ أَبُو عِيسَى: هَذَا حَدِيث حسن، وَقد وجود أَبُو أُسَامَة هَذَا الحَدِيث، فَلم يرو أحد حَدِيث أبي سعيد فِي بِئْر بضَاعَة أحسن مِمَّا روى أَبُو أُسَامَة، وَقد رُوِيَ

(1/409)


هَذَا الحَدِيث من غير وَجه عَن أبي سعيد. وَفِي الْبَاب عَن ابْن عَبَّاس وَعَائِشَة.
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا مُحَمَّد بن الْعَلَاء وَالْحسن بن عَليّ وَمُحَمّد بن سُلَيْمَان الْأَنْبَارِي قَالُوا: ثَنَا أَبُو أُسَامَة، عَن الْوَلِيد بن كثير بِهَذَا الْإِسْنَاد مثله وَقَالَ: " لحم الْكلاب " وَقَالَ: فَقَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " المَاء طهُور ".
قَالَ أَبُو دَاوُد: وَقَالَ بَعضهم: عبد الرَّحْمَن بن رَافع. وَزَاد أَبُو دَاوُد فِي حَدِيث آخر: " وَعذر النَّاس " رَوَاهُ عَن أَحْمد بن أبي سعيد وَعبد الْعَزِيز بن يحيى، قَالَا: ثَنَا مُحَمَّد بن سَلمَة، عَن مُحَمَّد بن إِسْحَاق، عَن سليط بن أَيُّوب، عَن عبيد الله بِإِسْنَادِهِ. سليط لم يرو عَنهُ إِلَّا ابْن إِسْحَاق فِيمَا ذكر / ابْن أبي حَاتِم.
وروى أَبُو عمر بن عبد الْبر قَالَ: ثَنَا عبد الْوَارِث بن سُفْيَان، ثَنَا قَاسم بن أصبغ، ثَنَا مُحَمَّد بن وضاح، ثَنَا أَبُو عَليّ عبد الصَّمد بن أبي سكينَة الْحلَبِي بحلب، قَالَ: ثَنَا عبد الْعَزِيز بن أبي حَازِم، عَن أَبِيه، عَن سهل بن سعد: " قَالُوا: يَا رَسُول الله، إِنَّك تتوضأ من بِئْر بضَاعَة، وفيهَا مَا يُنجي النَّاس والمحائض وَالْجنب. فَقَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: المَاء لَا يُنجسهُ شَيْء ".
قَالَ: وَهَذَا اللَّفْظ غَرِيب فِي حَدِيث (سهل) ومحفوظ من حَدِيث أبي سعيد، لم يَأْتِ بِهِ فِي حَدِيث سهل [غير ابْن أبي حَازِم] .
أَبُو دَاوُد: سَمِعت قُتَيْبَة بن سعيد قَالَ: سَأَلت قيم بِئْر بضَاعَة عَن عمقها

(1/410)


فَقلت: أَكثر مَا يكون فِيهَا المَاء؟ قَالَ: إِلَى الْعَانَة. قلت: فَإِذا نقص؟ قَالَ: دون الْعَوْرَة.
قَالَ أَبُو دَاوُد: وقدرت بِئْر بضَاعَة بردائي، مددته عَلَيْهَا ثمَّ ذرعته، فَإِذا عرضهَا سِتَّة أَذْرع، وَسَأَلت الَّذِي فتح لي بَاب الْبُسْتَان فَأَدْخلنِي إِلَيْهِ، هَل غير بناؤها عَمَّا كَانَت عَلَيْهِ؟ فَقَالَ: لَا، وَرَأَيْت فِيهَا مَاء متغير اللَّوْن.
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا مُحَمَّد بن الْعَلَاء وَعُثْمَان بن أبي شيبَة وَالْحسن بن عَليّ وَغَيرهم قَالُوا: ثَنَا أَبُو أُسَامَة، عَن الْوَلِيد بن كثير، عَن مُحَمَّد بن جَعْفَر بن الزبير، عَن عبد الله بن عبد الله بن عمر [عَن] أَبِيه: " سُئِلَ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عَن المَاء وَمَا ينوبه من الدَّوَابّ وَالسِّبَاع، فَقَالَ: إِذا كَانَ المَاء قُلَّتَيْنِ لم يحمل الْخبث ".
وَهَذَا لفظ ابْن الْعَلَاء، وَقَالَ عُثْمَان وَالْحسن بن عَليّ: مُحَمَّد بن عباد بن جَعْفَر. قَالَ أَبُو دَاوُد: وَهُوَ الصَّوَاب.
النَّسَائِيّ: حَدثنَا هناد بن السّري وَالْحُسَيْن بن حُرَيْث، عَن أبي أُسَامَة بِإِسْنَاد أبي دَاوُد وَحَدِيثه، وَقَالَ: مُحَمَّد بن جَعْفَر.
تَابع عُثْمَان بن أبي شيبَة وَالْحسن بن عَليّ على قَوْلهمَا: عبد الله بن الزبير الْحميدِي، وَمُحَمّد بن حسان الْأَزْرَق، ويعيش بن الجهم، وَمُحَمّد بن عُثْمَان بن كَرَامَة، وَالْحُسَيْن بن عَليّ بن الْأسود، وَأحمد بن عبد الحميد الْحَارِثِيّ، وَأحمد ابْن زَكَرِيَّا بن سُفْيَان الوَاسِطِيّ، وَعلي بن شُعَيْب، وَعلي بن مُحَمَّد بن أبي الخصيب، وَمُحَمّد بن الفضيل الْبَلْخِي، وَأَبُو [مَسْعُود] أَحْمد بن الْفُرَات.
وَقَالَ يَعْقُوب وَأَبُو عُبَيْدَة بن أبي السّفر / وحاجب بن سُلَيْمَان، وَأحمد بن

(1/411)


جَعْفَر الوكيعي، وَأَبُو بكر بن أبي شيبَة، وَإِسْحَاق بن رَاهْوَيْةِ، وَهَارُون - يَعْنِي الْحمال - وهناد بن السّري، وَالْحُسَيْن بن حُرَيْث، وَمُحَمّد بن الْعَلَاء، عَن أبي أُسَامَة، عَن الْوَلِيد بن كثير، عَن مُحَمَّد بن جَعْفَر بن الزبير. ذكر ذَلِك أَبُو [الْحسن] الدَّارَقُطْنِيّ وَقَالَ: فَنَظَرْنَا فِي ذَلِك فَإِذا شُعَيْب بن أَيُّوب قد رَوَاهُ عَن أبي اسامة، عَن الْوَلِيد بن كثير، عَن مُحَمَّد بن جَعْفَر بن الزبير، ثمَّ أتبعه عَن مُحَمَّد بن عباد بن جَعْفَر، فصح الْقَوْلَانِ جَمِيعًا عَن أبي أُسَامَة، وَصَحَّ أَن الْوَلِيد بن كثير رَوَاهُ عَن مُحَمَّد بن جَعْفَر بن الزبير، وَعَن مُحَمَّد بن عباد بن جَعْفَر جَمِيعًا عَن عبد الله بن عبد الله بن عمر، عَن أَبِيه، فَكَانَ أَبُو أُسَامَة مرّة يحدث بِهِ عَن الْوَلِيد بن كثير، عَن مُحَمَّد بن جَعْفَر بن الزبير، وَمرَّة يحدث بِهِ عَن الْوَلِيد بن كثير، عَن مُحَمَّد بن عباد بن جَعْفَر، وَالله أعلم.
قَالَ: فَأَما حَدِيث شُعَيْب بن أَيُّوب، عَن أبي أُسَامَة، عَن الْوَلِيد بن كثير، عَن الرجلَيْن جَمِيعًا فَحَدَّثنَاهُ أَبُو بكر أَحْمد بن مُحَمَّد بن سَعْدَان الصيدلاني بواسط، ثَنَا شُعَيْب بن أَيُّوب، ثَنَا أَبُو أُسَامَة، عَن الْوَلِيد بن كثير، عَن مُحَمَّد ابْن جَعْفَر بن الزبير، عَن عبد الله بن عبد الله، عَن عبد الله بن عمر " أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - سُئِلَ عَن المَاء وَمَا ينوبه من السبَاع وَالدَّوَاب، فَقَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: إِذا كَانَ المَاء قُلَّتَيْنِ لم يحمل الْخبث ".
وَحدثنَا ابْن سَعْدَان، ثَنَا شُعَيْب بن أَيُّوب، ثَنَا أَبُو أُسَامَة، عَن الْوَلِيد بن كثير، عَن مُحَمَّد بن عباد بن جَعْفَر، عَن عبد الله بن عبد الله بن عمر، عَن أَبِيه عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بِمثلِهِ. انْتهى كَلَام أبي الْحسن الدَّارَقُطْنِيّ - رَحمَه الله.
وَمُحَمّد بن عباد بن جَعْفَر هُوَ المَخْزُومِي مكي، روى عَن ابْن عمر وَابْن جَابر بن عبد الله وَأبي هُرَيْرَة، روى عَنهُ ابْن جريح وَابْنه جَعْفَر بن مُحَمَّد بن عباد وَغَيرهمَا.

(1/412)


وَمُحَمّد بن جَعْفَر هُوَ ابْن الزبير بن الْعَوام الْقرشِي الْأَسدي، روى عَنهُ الْوَلِيد ابْن كثير وَعُرْوَة بن الزبير وَعبيد الله بن أبي جَعْفَر وَابْن جريح وَعبد الرَّحْمَن بن الْحَارِث وَغَيرهم.
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا مُوسَى بن إِسْمَاعِيل، ثَنَا حَمَّاد، ثَنَا عَاصِم بن الْمُنْذر، عَن عبيد الله بن عبد الله بن عمر / قَالَ: حَدثنِي أبي أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ " إِذا كَانَ المَاء قُلَّتَيْنِ فَإِنَّهُ لَا ينجس ".
قَالَ أَبُو دَاوُد: أوقفهُ حَمَّاد بن زيد عَن عَاصِم.
الْبَزَّار: حَدثنَا عَمْرو بن عَليّ، ثَنَا أَبُو أَحْمد، ثَنَا شريك، عَن الْمِقْدَام بن شُرَيْح، عَن أَبِيه، عَن عَائِشَة، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " المَاء لَا يُنجسهُ شَيْء ". قَالَ: هَذَا الحَدِيث لَا نعلم رَوَاهُ إِلَّا شريك. انْتهى كَلَام أبي بكر قَالَ يحيى بن معِين: شريك ثِقَة ثِقَة. وَهُوَ شريك بن عبد الله النَّخعِيّ.

بَاب مَا يَقع من الدَّوَابّ فِي السّمن وَالْمَاء
البُخَارِيّ: حَدثنَا إِسْمَاعِيل، حَدثنِي، مَالك عَن ابْن شهَاب، عَن عبيد الله ابْن عبد الله، عَن ابْن عَبَّاس، عَن مَيْمُونَة - رَضِي الله عَنْهَا - " أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - سُئِلَ عَن فَأْرَة سَقَطت فِي سمن، فَقَالَ: ألقوها وَمَا حولهَا وكلوا سمنكم ".
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا الْحسن بن عَليّ، ثَنَا عبد الرَّزَّاق، أَنا معمر، عَن

(1/413)


الزُّهْرِيّ، عَن سعيد بن الْمسيب، عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " إِذا وَقعت الْفَأْرَة فِي السّمن فَإِن كَانَ جَامِدا فألقوها مَا حولهَا، وَإِن كَانَ مَائِعا فَلَا تقربوه ".
قَالَ الْحسن: قَالَ عبد الرَّزَّاق: وَرُبمَا حدث بِهِ معمر عَن الزُّهْرِيّ، عَن عبيد الله بن عبد الله، عَن ابْن عَبَّاس، عَن مَيْمُونَة، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
روى الطَّحَاوِيّ: حَدثنَا فَهد بن سُلَيْمَان، حَدثنَا الْحسن بن الرّبيع، ثَنَا عبد الْوَاحِد بن زِيَاد، عَن معمر، عَن الزُّهْرِيّ، عَن سعيد بن الْمسيب، عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - " أَنه سُئِلَ عَن فَأْرَة وَقعت فِي السّمن قَالَ: إِن كَانَ جَامِدا فخذوها وَمَا حولهَا فألقوه، وَإِن كَانَ ذائباً أَو مَائِعا فاستصبحوا بِهِ - أَو فانتفعوا بِهِ ". قَالَ: عبد الْوَاحِد بن زِيَاد إِذا انْفَرد بِحَدِيث قبل حَدِيثه وَكَذَلِكَ زِيَادَته مَقْبُولَة.
الدَّارَقُطْنِيّ: حَدثنَا أَبُو عبد الله الْحُسَيْن بن إِسْمَاعِيل، ثَنَا يَعْقُوب بن / إِبْرَاهِيم الدَّوْرَقِي، حَدثنَا أَبُو أُسَامَة.
وثنا أَبُو بكر النَّيْسَابُورِي عبد الله بن مُحَمَّد بن زِيَاد، ثَنَا حَاجِب بن سُلَيْمَان، حَدثنَا أَبُو أُسَامَة، ثَنَا الْوَلِيد بن كثير، عَن مُحَمَّد بن جَعْفَر بن الزبير، عَن عبد الله ابْن عبد الله بن عمر، عَن أَبِيه " سُئِلَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عَن المَاء يكون بِأَرْض الفلاة وَمَا ينوبه من السبَاع وَالدَّوَاب، فَقَالَ: إِذا كَانَ المَاء قُلَّتَيْنِ لم يُنجسهُ شَيْء ".

بَاب ذكر مَاء الْبَحْر
النَّسَائِيّ: أخبرنَا قُتَيْبَة بن سعيد، عَن مَالك، عَن صَفْوَان بن سليم، عَن سعيد بن سملة، أَن الْمُغيرَة بن ابي بردة أخبرهُ أَنه سمع أَبَا هُرَيْرَة يَقُول: " سَأَلَ

(1/414)


رجل رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَقَالَ: يَا رَسُول الله، إِنَّا نركب الْبَحْر ونحمل مَعنا الْقَلِيل من المَاء، فَإِن توضأنا بِهِ عطشنا، أفنتوضأ من مَاء الْبَحْر؟ فَقَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: هُوَ الطّهُور مَاؤُهُ، الْحل ميتَته ".
رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ عَن قُتَيْبَة بِهَذَا الْإِسْنَاد. وَقَالَ: حَدِيث حسن صَحِيح. وَقَالَ فِي كتاب الْعِلَل: سَأَلت البُخَارِيّ عَن هَذَا الحَدِيث، فَقَالَ: حَدِيث صَحِيح.
الدَّارَقُطْنِيّ: أخبرنَا ابْن منيع - قِرَاءَة عَلَيْهِ - حَدثنَا مُحَمَّد بن حميد الرَّازِيّ، ثَنَا إِبْرَاهِيم بن الْمُخْتَار، ثَنَا عبد الْعَزِيز بن عمر بن عبد الْعَزِيز، عَن سعيد بن ثَوْبَان، عَن أبي هِنْد، عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " من لم يطهره مَاء الْبَحْر فَلَا طهره الله ".
قَالَ: هَذَا الْإِسْنَاد حسن.
قَالَ الدراقطني: وثنا ابْن مُجَاهِد، ثَنَا إِبْرَاهِيم بن رَاشد، ثَنَا سُرَيج بن النُّعْمَان، ثَنَا حَمَّاد بن سَلمَة [عَن أبي التياح، نَا مُوسَى بن سَلمَة] هُوَ الْهُذلِيّ، عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: " سُئِلَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عَن مَاء الْبَحْر، فَقَالَ: مَاء الْبَحْر طهُور ". أوقفهُ غَيره، قَالَ: وَهُوَ الصَّوَاب.

(1/415)


بَاب مَا جَاءَ فِي الْوضُوء بالنبيذ
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا هناد وَسليمَان بن دَاوُد الْعَتكِي، قَالَا: ثَنَا شريك، عَن أبي فَزَارَة، عَن أبي زيد، عَن عبد الله بن مَسْعُود " / أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ لَهُ لَيْلَة الْجِنّ: مَا فِي إداوتك؟ قَالَ: نَبِيذ. قَالَ: تَمْرَة طيبَة، وَمَاء طهُور ". أَبُو فَزَارَة اسْمه رَاشد بن كيسَان، ثِقَة، وَأَبُو زيد مَجْهُول
وروى أَبُو الْحسن الدَّارَقُطْنِيّ عَن عُثْمَان بن أَحْمد، عَن أبي الْقَاسِم يحيى ابْن عبد الْبَاقِي، عَن الْمسيب بن وَاضح، عَن مُبشر بن إِسْمَاعِيل الْحلَبِي، عَن الْأَوْزَاعِيّ، عَن يحيى بن أبي كثير، عَن عِكْرِمَة، عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " النَّبِيذ وضوء من لم يجد المَاء ".
قَالَ أَبُو الْحسن: وهم الْمسيب بن وَاضح فِي موضِعين: فِي ذكره ابْن عَبَّاس، وَفِي ذكره النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَالْمَحْفُوظ أَنه من قَول عِكْرِمَة غير مَرْفُوع إِلَى ابْن عَبَّاس وَلَا إِلَى النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، وَالْمُسَيب ضَعِيف، وَقد اخْتلف فِيهِ على الْمسيب.
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا مُوسَى بن إِسْمَاعِيل، ثَنَا وهيب، عَن دَاوُد، عَن عَامر، عَن عَلْقَمَة قَالَ: " قلت لعبد الله: من كَانَ مِنْكُم مَعَ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لَيْلَة الْجِنّ؟ فَقَالَ: مَا كَانَ مَعَه منا أحد ".

بَاب الْوضُوء بِمَاء الثَّلج وَالْبرد
النَّسَائِيّ: حَدثنَا إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم، أخبرنَا جرير، عَن هِشَام بن عُرْوَة، عَن أَبِيه، عَن عَائِشَة قَالَت: " كَانَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَقُول: اللَّهُمَّ اغسل خطاياي بِمَاء الثَّلج وَالْبرد، ونق قلبِي من الْخَطَايَا كَمَا ينقى الثَّوْب الْأَبْيَض من الدنس ".

(1/416)


بَاب من تَوَضَّأ من إِنَاء فِيهِ أثر الْعَجِين
النَّسَائِيّ: أخبرنَا مُحَمَّد بن بشار، ثَنَا عبد الرَّحْمَن - هُوَ ابْن مهْدي - ثَنَا إِبْرَاهِيم بن نَافِع، عَن ابْن ابي نجيح، عَن مُجَاهِد، عَن أم هَانِئ " ان رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - اغْتسل هُوَ ومَيْمُونَة من إِنَاء وَاحِد، فِي قَصْعَة فِيهَا أثر الْعَجِين ". رَوَاهُ عبد الرَّزَّاق، عَن ابْن جريج، عَن عَطاء بن أبي رَبَاح، عَن أم هَانِئ.

بَاب النَّهْي عَن اسْتِعْمَال مَاء آبار الْحجر أَرض ثَمُود إِلَّا الْبِئْر الَّتِي كَانَت النَّاقة تردها
مُسلم: حَدثنَا الحكم بن مُوسَى، ثَنَا شُعَيْب بن إِسْحَاق، أبنا عبيد الله، عَن نَافِع، أَن عبد الله أخبرهُ " أَن النَّاس نزلُوا مَعَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - على الْحجر أَرض ثَمُود فاستقوا / من آبارها وعجنوا بِهِ الْعَجِين، فَأَمرهمْ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَن يهريقوا مَا استقوا ويعلفوا الْإِبِل الْعَجِين، وَأمرهمْ أَن يَسْتَقُوا من الْبِئْر الَّتِي كَانَت تردها النَّاقة ".
البُخَارِيّ: حَدثنَا مُحَمَّد بن مِسْكين، ثَنَا يحيى بن حسان، ثَنَا سُلَيْمَان، عَن عبد الله بن دِينَار، عَن ابْن عمر " أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لما نزل الْحجر فِي غَزْوَة تَبُوك، أَمرهم أَن لَا يشْربُوا من بِئْرهَا وَلَا يَسْتَقُوا مِنْهَا، فَقَالُوا: قد عَجنا مِنْهَا وَاسْتَقَيْنَا. فَأَمرهمْ أَن يطْرَحُوا ذَلِك الْعَجِين، وَيُهرِيقُوا ذَلِك المَاء ".

بَاب مِفْتَاح الصَّلَاة الطّهُور
التِّرْمِذِيّ: حَدثنَا هناد وقتيبة ومحمود بن غيلَان، قَالُوا: ثَنَا وَكِيع، عَن سُفْيَان.

(1/417)


وثنا مُحَمَّد بن بشار، ثَنَا عبد الرَّحْمَن بن مهْدي، ثَنَا سُفْيَان، عَن عبيد الله ابْن مُحَمَّد بن عقيل، عَن مُحَمَّد ابْن الْحَنَفِيَّة، عَن عَليّ، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " مِفْتَاح الصَّلَاة الطّهُور، وتحريمها التَّكْبِير، وتحليلها التَّسْلِيم ".
قَالَ أَبُو عِيسَى: هَذَا حَدِيث أصح شَيْء فِي هَذَا الْبَاب وَأحسن، وَعبد الله ابْن مُحَمَّد بن عقيل صَدُوق، وَقد تكلم فِيهِ بعض أهل الْعلم من قبل حفظه، قَالَ أَبُو عِيسَى: وَسمعت مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل يَقُول: كَانَ أَحْمد بن حَنْبَل وَإِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم والْحميدِي يحتجون بِحَدِيث عبد الله بن مُحَمَّد بن عقيل. قَالَ مُحَمَّد: وَهُوَ مقارب الحَدِيث. قَالَ أَبُو عِيسَى: وَفِي الْبَاب عَن جَابر وَأبي سعيد.
وروى أَبُو عِيسَى أَيْضا من طَرِيق سُلَيْمَان بن قرم، عَن أبي يحيى القَتَّات، عَن مُجَاهِد ن عَن جَابر بن عبد الله قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " مِفْتَاح الْجنَّة الصَّلَاة و [مِفْتَاح الصَّلَاة] الْوضُوء ".
وَسليمَان بن قرم مَتْرُوك أَو شبهه، وَقد خرج لَهُ مُسلم، وَهُوَ من جملَة من عيب عَلَيْهِ ".

بَاب الْوضُوء للصَّلَاة وَمَا جَاءَ أَنه لَا تقبل صَلَاة بِغَيْر طهُور
النَّسَائِيّ: أخبرنَا زِيَاد بن أَيُّوب، ثَنَا ابْن علية، ثَنَا أَيُّوب، عَن ابْن أبي مليكَة، عَن ابْن عَبَّاس " أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - خرج من الْخَلَاء فَقرب إِلَيْهِ طَعَام فَقَالُوا: أَلا نَأْتِيك بِوضُوء؟ فَقَالَ: إِنَّمَا أمرت بِالْوضُوءِ إِذا قُمْت إِلَى الصَّلَاة ".

(1/418)


مُسلم: حَدثنَا سعيد بن مَنْصُور وقتيبة بن سعيد وَأَبُو كَامِل الجحدري - وَاللَّفْظ لسَعِيد - قَالُوا: ثَنَا أَبُو عوَانَة، عَن سماك بن حَرْب، عَن مُصعب بن سعد قَالَ: " دخل عبد الله بن عمر على ابْن عَامر - يعودهُ وَهُوَ مَرِيض - فَقَالَ: أَلا تَدْعُو الله لي يَا ابْن عمر؟ قَالَ: إِنِّي سَمِعت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَقُول: لَا تقبل صَلَاة بِغَيْر طهُور، وَلَا صَدَقَة من غلُول. وَكنت على الْبَصْرَة ".
النَّسَائِيّ: أخبرنَا إِسْمَاعِيل بن مَسْعُود، ثَنَا بشر - هُوَ ابْن مفضل - ثَنَا شُعْبَة، عَن قَتَادَة، عَن أبي الْمليح، عَن أَبِيه قَالَ: سَمِعت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَقُول " إِن الله لَا يقبل صَلَاة بِغَيْر طهُور، وَلَا صَدَقَة من غلُول ".
أَبُو الْمليح اسْمه عَامر بن أُسَامَة بن عُمَيْر، وَيُقَال: زيد بن أُسَامَة بن عَامر ابْن عُمَيْر بن حنيف الْهُذلِيّ من أنفسهم.
مُسلم: حَدثنَا مُحَمَّد بن رَافع، ثَنَا عبد الرَّزَّاق، ثَنَا معمر بن رَاشد، عَن همام بن [مُنَبّه] أخي وهب بن مُنَبّه قَالَ: هَذَا مَا ثَنَا أَبُو هُرَيْرَة عَن مُحَمَّد رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، فَذكر أَحَادِيث، مِنْهَا وَقَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " " لَا تقبل صَلَاة أحدكُم إِذا أحدث حَتَّى تَوَضَّأ ".

بَاب لَا يتَوَضَّأ من الشَّك
مُسلم: حَدثنِي عَمْرو النَّاقِد وَزُهَيْر بن حَرْب، وثا أَبُو بكر بن أبي شيبَة، جَمِيعًا عَن ابْن عُيَيْنَة - قَالَ عَمْرو: ثَنَا سُفْيَان بن عُيَيْنَة - عَن الزُّهْرِيّ، عَن سعيد

(1/419)


وَعباد بن [تَمِيم] عَن عَمه " شكي إِلَى النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - الرجل يخيل إِلَيْهِ أَنه يجد الشَّيْء فِي الصَّلَاة، قَالَ: لَا ينْصَرف حَتَّى يسمع صَوتا أَو يجد ريحًا ".
قَالَ أَبُو بكر وَزُهَيْر بن حَرْب فِي روايتهما: هُوَ عبد الله بن زيد.
مُسلم: حَدثنِي زُهَيْر بن حَرْب، ثَنَا جرير، عَن سُهَيْل، عَن أَبِيه، عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " إِذا وجد أحدكُم فِي بَطْنه شَيْئا فأشكل عَلَيْهِ أخرج مِنْهُ شَيْء أم لَا / فَلَا يخْرجن من الْمَسْجِد حَتَّى يسمع صَوتا أَو يجد ريحًا ".
التِّرْمِذِيّ: حَدثنَا قُتَيْبَة، ثَنَا عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد، عَن سُهَيْل بن أبي صَالح، عَن أَبِيه، عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " إِذا كَانَ أحدكُم فِي الْمَسْجِد فَوجدَ ريحًا بَين أليتيه فَلَا يخرج حَتَّى يسمع صَوتا أَو يجد ريحًا ". قَالَ أَبُو عِيسَى: هَذَا حَدِيث حسن صَحِيح.
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا مُوسَى بن إِسْمَاعِيل، ثَنَا حَمَّاد، أَنا سُهَيْل بن أبي صَالح، عَن أَبِيه، عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " إِذا كَانَ أحدكُم فِي الصَّلَاة فَوجدَ حَرَكَة فِي دبره - أحدث أَو لم يحدث -[فأشكل عَلَيْهِ] فَلَا ينْصَرف حَتَّى يسمع صَوتا أَو يجد ريحًا ".
الْبَزَّار: حَدثنَا مُحَمَّد بن عمر، ثَنَا إِسْمَاعِيل بن صبح، ثَنَا أَبُو أويس، عَن ثَوْر بن زيد، عَن عِكْرِمَة، عَن ابْن عَبَّاس أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " يَأْتِي الشَّيْطَان أحدكُم فِي صلَاته حَتَّى ينْفخ فِي مقعدته فيخيل إِلَيْهِ أَنه قد أحدث وَلم يحدث، فَإِذا وجد ذَلِك أحدكُم فَلَا ينصرفن حَتَّى يسمع صَوتا بأذنه، أَو يجد

(1/420)


ريحًا بِأَنْفِهِ ". وَهَا الحَدِيث لَا يرْوى بِهَذَا اللَّفْظ إِلَّا عَن ابْن عَبَّاس.
وَمن طَرِيق ابْن سنجر حَدثنَا يزِيد بن هَارُون، ثَنَا هِشَام الدستوَائي، عَن يحيى بن أبي كثير، حَدثنِي عِيَاض، أَنه سمع أَبَا سعيد الْخُدْرِيّ يَقُول: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " إِذا صلى أحدكُم فَلَا يدْرِي أَثلَاثًا صلى أم أَرْبعا فليتحر الصَّوَاب ثمَّ ليسجد سَجْدَتي السَّهْو، وَإِذا أَتَى أحدكُم الشَّيْطَان فِي صلَاته فَقَالَ لَهُ: إِنَّك أحدثت، فَلَا ينْصَرف حَتَّى يستمع بأذنيه صَوتا أَو يجد ريحًا بِأَنْفِهِ ". ذكره أَبُو عمر فِي التَّمْهِيد فِي بَاب مُرْسل زيد بن أسلم عَن عَطاء.

بَاب مَا يجب مِنْهُ الْوضُوء
التِّرْمِذِيّ: حَدثنَا قُتَيْبَة وهناد قَالَا: حَدثنَا وَكِيع، عَن شُعْبَة، عَن سُهَيْل ابْن أبي صَالح، عَن أَبِيه، عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " لَا وضوء إِلَّا من صَوت أَو ريح "
التِّرْمِذِيّ: حَدثنَا مَحْمُود بن غيلَان، ثَنَا عبد الرَّزَّاق / أخبرنَا معمر، عَن همام بن مُنَبّه، عَن أبي هُرَيْرَة، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " إِن الله لَا يقبل صَلَاة أحدكُم إِذا أحدث حَتَّى يتَوَضَّأ ".
قَالَ أَبُو عِيسَى: هَذَا حَدِيث غَرِيب حسن صَحِيح.

(1/421)


البُخَارِيّ: حَدثنَا عبد الله بن يُوسُف، أَنا مَالك، عَن مُوسَى بن عقبَة، عَن كريب، عَن أُسَامَة بن زيد أَنه سَمعه يَقُول: " دفع رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من عَرَفَة فَنزل الشّعب بَال، ثمَّ تَوَضَّأ وَلم يسبغ الْوضُوء، فَقلت لَهُ: الصَّلَاة. قَالَ: الصَّلَاة أمامك. فجَاء الْمزْدَلِفَة فَتَوَضَّأ فأسبغ، ثمَّ أُقِيمَت الصَّلَاة فصلى الْمغرب، ثمَّ أَنَاخَ كل إِنْسَان بعيره فِي منزله، ثمَّ أُقِيمَت الصَّلَاة فصلى وَلم يصل بَينهمَا ".
مُسلم: حَدثنَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة، ثَنَا وَكِيع وَأَبُو مُعَاوِيَة وهشيم، عَن الْأَعْمَش، عَن مُنْذر بن يعلى - ويكنى أَبَا يعلى - عَن ابْن الْحَنَفِيَّة، عَن عَليّ قَالَ: " كنت رجلا مذاء وَكنت أستحيي أَن أسأَل رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لمَكَان ابْنَته، فَأمرت الْمِقْدَاد بن الْأسود فَسَأَلَهُ فَقَالَ: يغسل ذكره وَيتَوَضَّأ ".
مُسلم: حَدثنِي هَارُون بن سعيد الْأَيْلِي وَأحمد بن عِيسَى، قَالَا: ثَنَا ابْن وهب، أَخْبرنِي مخرمَة بن بكير، عَن أَبِيه، عَن سُلَيْمَان بن يسَار، عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: قَالَ عَليّ بن أبي طَالب: " أرسلنَا الْمِقْدَاد بن الْأسود إِلَى رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، فَسَأَلَهُ عَن الْمَذْي يخرج من الْإِنْسَان كَيفَ يفعل بِهِ؟ فَقَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: تَوَضَّأ وانضح فرجك ".
مَالك: عَن أبي النَّضر مولى عمر بن عبيد الله، عَن سُلَيْمَان بن يسَار، عَن الْمِقْدَاد بن الْأسود " أَن عَليّ بن أبي طَالب أمره أَن يسْأَل لَهُ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عَن الرجل إِذا دنا من امْرَأَته فَخرج مِنْهُ الْمَذْي. قَالَ: فَسَأَلت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عَن ذَلِك فَقَالَ: إِذا وجد أحدكُم ذَلِك فلينضح فرجه، وليتوضأ وضوءه للصَّلَاة ".

(1/422)


وَقَالَ أَبُو عمر بن عبد الْبر أَيْضا: سُلَيْمَان بن يسَار لم يدْرك الْمِقْدَاد وَلَا عليا، وسماعه من ابْن عَبَّاس صَحِيح، والْحَدِيث ثَابت عِنْد أهل الْعلم صَحِيح لَهُ طرق شَتَّى عَن عَليّ / والمقداد وعمار، كلهَا صِحَاح، أحْسنهَا مَا ذكره عبد الرَّزَّاق، عَن ابْن جريج قَالَ: قَالَ قيس لعطاء: أَرَأَيْت الْمَذْي أَكنت ماسحه مسحا؟ قَالَ: لَا الْمَذْي أَشد من الْبَوْل يغسل غسلا. ثمَّ أقبل يحدثنا قَالَ: أَخْبرنِي عايش بن أنس أَخُو بني سعد بن لَيْث قَالَ: " تَذَاكر عَليّ والمقداد وعمار الْمَذْي فَقَالَ عَليّ: إِنِّي رجل مذاء فاسألوا عَن ذَلِك النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، فَإِنِّي أستحيي أَن أسأله عَن ذَلِك، لمَكَان ابْنَته مني، وَلَوْلَا مَكَان ابْنَته مني لسألته. قَالَ عائش: فَسَأَلَهُ أحد الرجلَيْن: عمار أَو الْمِقْدَاد - قَالَ عَطاء: قد سَمَّاهُ عايش فَنسيته - فَقَالَ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: ذَلِكُم الْمَذْي، إِذا وجده أحد مِنْكُم فليغسل ذَلِك مِنْهُ، ثمَّ ليتوضأ فَيحسن وضوءه ثمَّ لينضح فرجه ".
قَالَ ابْن جريج: فَسَأَلت عَطاء عَن قَول النَّبِي - عَلَيْهِ السَّلَام -: " يغسل ذَلِك مِنْهُ " قلت: حَيْثُ الْمَذْي يغسل مِنْهُ، أم ذكره كُله؟ فَقَالَ: بل حَيْثُ الْمَذْي مِنْهُ فَقَط.
الطَّحَاوِيّ: حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن أبي دَاوُد، عَن أُميَّة بن بسطَام، عَن يزِيد بن زُرَيْع، عَن روح بن الْقَاسِم، عَن ابْن أبي نجيح، عَن عَطاء، عَن إِيَاس بن خَليفَة، عَن رَافع بن خديج " أَن عليا - رَضِي الله عَنهُ - أَمر عمارا أَن يسْأَل رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عَن الْمَذْي، فَقَالَ: يغسل مذاكيره وَيتَوَضَّأ ".
إِيَاس بن خَليفَة لَا أعلم روى عَنهُ إِلَّا عَطاء.
(مَا جَاءَ فِي الْوضُوء من دم الِاسْتِحَاضَة)
التِّرْمِذِيّ: حَدثنَا هناد، ثَنَا وَكِيع وَعَبدَة وَأَبُو مُعَاوِيَة، عَن هِشَام بن عُرْوَة، عَن أَبِيه، عَن عَائِشَة قَالَت: " جَاءَت فَاطِمَة بنت أبي حُبَيْش إِلَى النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَقَالَت:

(1/423)


يَا رَسُول الله، إِنِّي امْرَأَة أسْتَحَاض فَلَا أطهر، أفأدع الصَّلَاة؟ قَالَ: لَا، إِنَّمَا ذَلِك عرق وَلَيْسَت بالحيضة، فَإِذا أَقبلت الْحَيْضَة فدعي الصَّلَاة، وَإِذا أَدْبَرت فاغسلي عَنْك الدَّم وَصلي ".
قَالَ أَبُو مُعَاوِيَة فِي حَدِيثه: " وتوضئي لكل صَلَاة حَتَّى يَجِيء ذَلِك الْوَقْت ".
قَالَ أَبُو عِيسَى: حَدِيث عَائِشَة حَدِيث حسن صَحِيح.
(مَا جَاءَ فِي الْوضُوء من النّوم)
النَّسَائِيّ: أخبرنَا أَحْمد بن سُلَيْمَان، ثَنَا يحيى بن آدم، ثَنَا سُفْيَان الثَّوْريّ / وَمَالك بن مغول وَزُهَيْر وَأَبُو بكر بن عَيَّاش وسُفْيَان بن عُيَيْنَة، عَن عَاصِم، عَن زر قَالَ: " سَأَلت صَفْوَان بن عَسَّال، عَن الْمسْح على الْخُفَّيْنِ فَقَالَ: كَانَ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَأْمُرنَا إِذا كُنَّا مسافرين أَن نمسح على خفافنا، وَلَا ننزعها ثَلَاثَة أَيَّام من غَائِط وَبَوْل ونوم إِلَّا من جَنَابَة ".
مُسلم: حَدثنَا عبيد الله بن معَاذ، حَدثنَا أبي، ثَنَا شُعْبَة، عَن عبد الْعَزِيز ابْن صُهَيْب، سمع أنس بن مَالك قَالَ: " أُقِيمَت الصَّلَاة وَالنَّبِيّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يُنَاجِي رجلا، فَلم يزل يناجيه حَتَّى نَام أَصْحَابه، ثمَّ جَاءَ فصلى بهم ".
حَدثنِي أَحْمد بن سعيد بن صَخْر الدَّارمِيّ، ثَنَا حبَان، ثَنَا حَمَّاد، عَن ثَابت، عَن أنس أَنه قَالَ: " أُقِيمَت صَلَاة الْعشَاء فَقَالَ رجل: لي حَاجَة. فَقَامَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يناجيه حَتَّى نَام الْقَوْم - أَبُو بعض الْقَوْم - ثمَّ صلوا ".

(1/424)


البُخَارِيّ: حَدثنَا مَحْمُود، ثَنَا عبد الرَّزَّاق، أَنا ابْن جريج، أَخْبرنِي نَافِع، ثَنَا عبد الله بن عمر " أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - شغل عَنْهَا لَيْلَة، فأخرها حَتَّى رقدنا فِي الْمَسْجِد ثمَّ استيقظنا، ثمَّ رقدنا ثمَّ استيقظنا، ثمَّ خرج علينا رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ثمَّ قَالَ: لَيْسَ أحد من أهل الأَرْض ينْتَظر الصَّلَاة غَيْركُمْ ".
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا شَاذ بن فياض، ثَنَا هِشَام الدستوَائي، عَن قَتَادَة، عَن أنس قَالَ: " كَانَ أَصْحَاب رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ينتظرون الْعشَاء الْآخِرَة، حَتَّى تخفق رُءُوسهم ثمَّ يصلونَ وَلَا يَتَوَضَّئُونَ ".
قَالَ أَبُو دَاوُد: وَزَاد فِيهِ شُعْبَة، عَن قَتَادَة قَالَ: " كُنَّا على عهد رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ". وَرَوَاهُ ابْن أبي عرُوبَة عَن قَتَادَة بِلَفْظ آخر.
شَاذ اسْمه هِلَال بن فياض أَبُو عُبَيْدَة الْيَشْكُرِي، ثِقَة صَدُوق.
وروى أَبُو دَاوُد عَن يحيى بن معِين وهناد وَعُثْمَان بن أبي شيبَة، كلهم عَن عبد السَّلَام بن حَرْب - وَهَذَا لفظ حَدِيث يحيى - عَن أبي خَالِد الدالاني، عَن قَتَادَة، عَن أبي الْعَالِيَة، عَن ابْن عَبَّاس " أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كَانَ يسْجد وينام وينفخ، ثمَّ يقوم فَيصَلي / وَلَا يتَوَضَّأ. قَالَ: قلت لَهُ: صليت وَلم تتوضأ وَقد نمت. فَقَالَ: إِنَّمَا الْوضُوء على من نَام مُضْطَجعا ".
زَاد عُثْمَان وهناد: " فَإِنَّهُ إِذا اضْطجع استرخت مفاصله ".
قَالَ أَبُو دَاوُد: قَوْله: " الْوضُوء على من نَام مُضْطَجعا " هُوَ حَدِيث مُنكر، لم يروه إِلَّا أَبُو خَالِد يزِيد الدالاني عَن قَتَادَة، وروى أَوله جمَاعَة عَن ابْن عَبَّاس لم يذكرُوا شَيْئا من هَذَا وَقَالَ: " كَانَ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مَحْفُوظًا " وَقَالَت عَائِشَة: قَالَ النَّبِي

(1/425)


- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " تنام عَيْنَايَ وَلَا ينَام قلبِي ". وَقَالَ شُعْبَة: إِنَّمَا سمع قَتَادَة من أبي الْعَالِيَة أَرْبَعَة أَحَادِيث: حَدِيث يُونُس بن مَتى، وَحَدِيث ابْن عمر فِي الصَّلَاة، وَحَدِيث الْقُضَاة ثَلَاثَة، وَحَدِيث ابْن عَبَّاس " حَدثنِي رجال مرضيون مِنْهُم عمر، وأرضاهم عِنْدِي عمر " قَالَ أَبُو دَاوُد: ذكرت حَدِيث يزِيد لِأَحْمَد بن حَنْبَل فَقَالَ: مَا ليزِيد يدْخل على أَصْحَاب قَتَادَة وَلم [يعبأ] بِالْحَدِيثِ. انْتهى كَلَام أبي دَاوُد.
وَقَالَ أَبُو عِيسَى فِي كتاب " الْعِلَل ": سَأَلت البُخَارِيّ عَن هَذَا الحَدِيث، فَقَالَ: هَذَا لَا شَيْء، رَوَاهُ ابْن أبي عرُوبَة عَن قَتَادَة عَن ابْن عَبَّاس قَوْله، وَلم يذكر أَبَا الْعَالِيَة، وَلَا أعرف لأبي خَالِد الدالاني سَمَاعا من قَتَادَة. قلت: أَبُو خَالِد كَيفَ هُوَ؟ قَالَ: صَدُوق. انْتهى كَلَام أبي عِيسَى.
وروى أَبُو دَاوُد: أَيْضا عَن حَيْوَة بن شُرَيْح، عَن بَقِيَّة، عَن الْوَضِين بن عَطاء، عَن مَحْفُوظ بن عَلْقَمَة، عَن عبد الرَّحْمَن بن عَائِذ، عَن عَليّ، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " وكاء السه العينان، فَمن نَام فَليَتَوَضَّأ ".
والوضين بن عَطاء ثِقَة، ومحفوظ ثِقَة، وَعبد الرَّحْمَن بن عَائِذ أدْرك النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، وَرِوَايَته عَنهُ مُرْسلَة، وَكَذَلِكَ عَن عمر وَعلي، ذكر ذَلِك ابْن أبي حَاتِم.
(بَاب من لم ير من النعسة والنعستين وضُوءًا)
مُسلم: حَدثنَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة، ثَنَا [عبد الله] بن نمير.

(1/426)


وثنا ابْن نمير، ثَنَا أبي.
وثنا أَبُو كريب، ثَنَا أَبُو أُسَامَة، / جَمِيعًا عَن هِشَام بن عُرْوَة.
وثنا قُتَيْبَة بن سعيد - وَاللَّفْظ لَهُ - عَن مَالك بن أنس، عَن هِشَام بن عُرْوَة، عَن أَبِيه، عَن عَائِشَة أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " إِذا نعس أحدكُم فِي الصَّلَاة فليرقد حَتَّى يذهب عَنهُ النّوم، فَإِن أحدكُم إِذا صلى وَهُوَ ناعس لَعَلَّه يذهب يسْتَغْفر فيسب نَفسه ".
(بَاب الْوضُوء من مس الذّكر)
مَالك: عَن عبد الله بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن عَمْرو بن حزم، أَنه سمع عُرْوَة بن الزبير يَقُول: " دخلت على مَرْوَان بن الحكم فتذاكرنا مَا يكون مِنْهُ الْوضُوء، فَقَالَ مَرْوَان: وَمن مس الذّكر الْوضُوء. قَالَ عُرْوَة: مَا علمت هَذَا. فَقَالَ: أَخْبَرتنِي بسرة بنت صَفْوَان أَنَّهَا سَمِعت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَقُول: إِذا مس أحدكُم ذكره فَليَتَوَضَّأ ".
ابْن أَيمن: حَدثنَا عبد الله بن أَحْمد بن حَنْبَل، ثَنَا أَبُو صَالح الحكم بن مُوسَى، ثَنَا شُعَيْب بن إِسْحَاق، أَخْبرنِي هِشَام بن عُرْوَة، عَن أَبِيه، أَن مَرْوَان ابْن الحكم حَدثهُ، عَن بسرة بنت صَفْوَان - وَكَانَت قد صَحِبت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " إِذا مس أحدكُم ذكره فَلَا يصلين حَتَّى يتَوَضَّأ. فَأنْكر ذَلِك عُرْوَة، وَسَأَلَ بسرة فصدقته بِمَا قَالَ ".
حَدَّثَنِيهِ الْقرشِي: ثَنَا شُرَيْح، ثَنَا عَليّ بن حزم، ثَنَا يحيى بن عبد الرَّحْمَن ابْن مَسْعُود، ثَنَا أَحْمد بن سعيد، ثَنَا مُحَمَّد بن عبد الْملك بن أَيمن، فَذكره.

(1/427)


الدَّارَقُطْنِيّ: حَدثنَا عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز، ثَنَا الحكم بن مُوسَى - بِإِسْنَاد ابْن أَيمن - أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " إِذا مس أحدكُم ذكره فَلَا يصلين حَتَّى يتَوَضَّأ. قَالَ: فَأنْكر ذَلِك عُرْوَة، فَسَأَلَ بسرة فصدقته بِمَا قَالَ ".
تَابعه ربيعَة بن عُثْمَان وَالْمُنْذر بن عبد الله الحرامي و [عَنْبَسَة] بن عبد الْوَاحِد وَحميد بن الْأسود فَرَوَوْه عَن هِشَام هَكَذَا عَن أَبِيه عَن مَرْوَان، عَن بسرة. قَالَ عُرْوَة: فَسَأَلت بعد ذَلِك بسرة فصدقته.
الدَّارَقُطْنِيّ: حَدثنَا أَبُو بكر النَّيْسَابُورِي، ثَنَا أَحْمد بن مَنْصُور / الرَّمَادِي، ثَنَا يزِيد بن أبي حَكِيم، ثَنَا سُفْيَان عَن هِشَام، عَن أَبِيه، عَن مَرْوَان، عَن بسرة بنت صَفْوَان قَالَت: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " من مس فرجه فَليَتَوَضَّأ وضوءه للصَّلَاة ".
عبد الرَّزَّاق: عَن معمر، عَن الزُّهْرِيّ، عَن عُرْوَة بن الزبير، قَالَ: تَذَاكر هُوَ ومروان الْوضُوء فَقَالَ مَرْوَان: " حَدَّثتنِي بسرة أَنَّهَا سَمِعت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَأْمر بِالْوضُوءِ من مسح الْفرج ".
قَالَ أَبُو عمر: ثَنَا خلف بن قَاسم، حَدثنَا سعيد بن عُثْمَان بن السكن وَمُحَمّد بن إِبْرَاهِيم بن إِسْحَاق السراج، قَالَا: ثَنَا عَليّ بن أَحْمد بن سُلَيْمَان الْبَزَّار، ثَنَا أَحْمد بن سعيد الْهَمدَانِي، ثَنَا أصبغ بن الْفرج، ثَنَا عبد الرَّحْمَن بن الْقَاسِم، ثَنَا نَافِع بن أبي نعيم وَيزِيد بن عبد الْملك النَّوْفَلِي، عَن سعيد بن أبي سعيد، عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " من أفْضى بِيَدِهِ إِلَى فرجه لَيْسَ دونهَا حجاب فقد وَجب عَلَيْهِ الْوضُوء ".

(1/428)


قَالَ ابْن السكن: هَذَا الحَدِيث من أَجود مَا رُوِيَ فِي هَذَا الْبَاب، لرِوَايَة ابْن الْقَاسِم صَاحب مَالك لَهُ عَن نَافِع بن أبي نعيم، وَأما يزِيد فضعيف.
قَالَ أَبُو عمر: كَانَ حَدِيث أبي هُرَيْرَة هَذَا لَا يعرف إِلَّا بِيَزِيد بن عبد الْملك هَذَا، حَتَّى رَوَاهُ أصبغ، عَن ابْن الْقَاسِم، عَن نَافِع بن أبي نعيم وَيزِيد بن عبد الْملك، جَمِيعًا عَن سعيد بن أبي سعيد المَقْبُري، عَن أبي هُرَيْرَة. فصح الحَدِيث بِنَقْل الْعدْل على مَا ذكره ابْن السكن، إِلَّا أَن أَحْمد بن حَنْبَل كَانَ لَا يرضى نَافِع بن أبي نعيم الْقَارئ، وَخَالفهُ ابْن معِين فَقَالَ: هُوَ ثِقَة.
زَاد ابْن أبي حَاتِم: سَأَلت أبي عَن نَافِع الْقَارئ فَقَالَ: صَالح الحَدِيث صَدُوق.
الدَّارَقُطْنِيّ: حَدثنَا أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي الرِّجَال، ثَنَا أَبُو حميد المصِّيصِي، سَمِعت حجاجا يَقُول: قَالَ ابْن جريج: أَخْبرنِي هِشَام بن عُرْوَة، عَن أَبِيه، عَن مَرْوَان، عَن بسرة بنت صَفْوَان - وَقد كَانَت صَحِبت النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " إِذا مس أحدكُم ذكره أَو أنثييه / فَلَا يصل حَتَّى يتَوَضَّأ ".
قَالَ: وثنا أَحْمد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن الْوَكِيل، ثَنَا عَليّ بن مُسلم، ثَنَا مُحَمَّد بن بكر، ثَنَا عبد الحميد بن جَعْفَر، عَن هِشَام بن عُرْوَة، عَن أَبِيه، عَن بسرة بنت صَفْوَان قَالَت: سَمِعت النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَقُول: " من مس ذكره أَو أنثييه أَو رفغه فَليَتَوَضَّأ ".
قَالَ أَبُو الْحسن: ذكر الْأُنْثَيَيْنِ والرفغ وهم، وَالْمَحْفُوظ أَنه من قَول عُرْوَة،

(1/429)


كَذَلِك رَوَاهُ الثِّقَات مِنْهُم: حَمَّاد بن زيد وَأَيوب السّخْتِيَانِيّ وَغَيرهمَا. انْتهى كَلَام أبي الْحسن.
قَالَ أَبُو عِيسَى فِي كتاب الْعِلَل: سَأَلت البُخَارِيّ عَن الْوضُوء من مس الذّكر، فَقَالَ: أصح مَا فِيهِ حَدِيث بسرة، وَالصَّحِيح عَن عُرْوَة، عَن مَرْوَان، عَن بسرة.
النَّسَائِيّ: أخبرنَا هناد بن السّري، ثَنَا ملازم بن عَمْرو، عَن عبد الله بن بدر، عَن قيس بن طلق، عَن [أَبِيه] قَالَ: " خرجنَا وَفْدًا حَتَّى قدمنَا على النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، فَبَايَعْنَاهُ وصلينا مَعَه، فَلَمَّا قضى الصَّلَاة جَاءَهُ رجل كَأَنَّهُ بدوي فَقَالَ: يَا نَبِي الله، مَا ترى فِي رجل مس ذكره فِي الصَّلَاة؟ قَالَ: وَهل هُوَ إِلَّا مُضْغَة مِنْهُ - أَو بضعَة مِنْهُ ".
قَالَ أَبُو عمر بن عبد الْبر: إِسْلَام بسرة كَانَ عَام الْفَتْح، وحفظها [مُتَأَخّر] ، وَقدم طلق على النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَهُوَ يَبْنِي الْمَسْجِد ثمَّ رَجَعَ إِلَى بِلَاد قومه، وَأَصَح مَا فِي هَذَا الْبَاب حَدِيث بسرة.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: قَالَ ابْن أبي حَاتِم: سَأَلت أبي وَأَبا زرْعَة - يَعْنِي عَن هَذَا الحَدِيث - فَقَالَا: قيس بن طلق لَيْسَ مِمَّن يقوم بِهِ حجَّة، وهناه وَلم يثبتاه.
(بَاب مَا جَاءَ فِي الْوضُوء من الْقبْلَة)
الْبَزَّار: حَدثنَا إِسْمَاعِيل بن يَعْقُوب بن صبيح، ثَنَا مُحَمَّد بن مُوسَى بن أعين، حَدثنِي أبي، عَن عبد الْكَرِيم، عَن عَطاء بن أبي رَبَاح، عَن عَائِشَة " أَن

(1/430)


النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كَانَ يقبل بعض نِسَائِهِ وَلَا يتَوَضَّأ ".
عبد الْكَرِيم هُوَ الْجَزرِي، ثِقَة جليل.
قَالَ أَبُو بكر: وَهَذَا الحَدِيث لَا نعلمهُ يرْوى عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إِلَّا من رِوَايَة عَائِشَة، وَلَا نعلم يرْوى عَن عَائِشَة إِلَّا من حَدِيث حبيب عَن عُرْوَة، وَمن / حَدِيث عبد الْكَرِيم، عَن عَطاء، عَن عَائِشَة.
الدَّارَقُطْنِيّ: ثَنَا الْحُسَيْن بن إِسْمَاعِيل، ثَنَا عَليّ بن عبد الْعَزِيز الْوراق، ثَنَا عَاصِم بن عَليّ، ثَنَا أَبُو أويس، حَدثنِي هِشَام بن عُرْوَة، عَن أَبِيه، عَن عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا " أَنَّهَا بلغَهَا قَول ابْن عمر: فِي الْقبْلَة الْوضُوء. فَقَالَت: كَانَ النَّبِي يقبل وَهُوَ صَائِم ثمَّ لَا يتَوَضَّأ ".
قَالَ أَبُو الْحسن: لَا أعلم حدث بِهِ عَن عَاصِم بن عَليّ هَكَذَا غير عَليّ بن عبد الْعَزِيز.
أَبُو عمر بن عبد الْبر: حَدثنَا إِسْمَاعِيل بن عبد الرَّحْمَن، ثَنَا مُحَمَّد بن الْعَبَّاس الْحلَبِي، ثَنَا مُحَمَّد بن عبد الله الطَّائِي بحمص، ثَنَا الْعَبَّاس بن الْوَلِيد بن مزِيد، ثَنَا شُعَيْب بن سَابُور، حَدثنَا سعيد بن بشير، عَن مَنْصُور بن زَاذَان، عَن الْأَزْهَرِي، عَن أبي سَلمَة، عَن عَائِشَة " أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كَانَ يقبلهَا ثمَّ يخرج إِلَى الصَّلَاة وَلَا يتَوَضَّأ ".
رَوَاهُ فِي التَّمْهِيد.
سعيد بن بشير سُئِلَ عَنهُ شُعْبَة فَقَالَ: صَدُوق اللِّسَان. وَقَالَ ابْن عُيَيْنَة: ثَنَا سعيد بن بشير وَكَانَ حَافِظًا. وَقَالَ أَبُو زرْعَة: سَأَلت دحيما: مَا قَول من أدْركْت فِي سعيد بن بشير؟ قَالَ: يوثقونه، وَكَانَ حَافِظًا. وَقَالَ أَبُو زرْعَة: رَأَيْت أَبَا مسْهر يحدثنا عَن سعيد بن بشير، ورأيته عِنْده موضعا للْحَدِيث. وَقَالَ أَبُو زرْعَة

(1/431)


وَأَبُو حَاتِم: سعيد بن بشير مَحَله الصدْق عندنَا. وَأنكر أَبُو حَاتِم إِدْخَاله فِي كتاب الضُّعَفَاء، وَضَعفه النَّسَائِيّ وَأحمد بن حَنْبَل وَيحيى بن معِين، وَابْن نمير وَقَالَ يروي عَن قَتَادَة الْمُنْكَرَات. وَتَركه عبد الرَّحْمَن بن مهْدي.
وروى أَبُو عِيسَى هَذَا الحَدِيث من طَرِيق حبيب، عَن عُرْوَة، عَن عَائِشَة، وحبِيب لم يسمع من عُرْوَة.
وروى أَبُو الْحسن الدَّارَقُطْنِيّ قَالَ: ثَنَا عُثْمَان بن أَحْمد الدقاق، ثَنَا مُحَمَّد ابْن غَالب، ثَنَا الْوَلِيد بن صَالح، ثَنَا عبيد الله بن عَمْرو، عَن عبد الْكَرِيم [الْجَزرِي] عَن عَطاء، عَن عَائِشَة " أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كَانَ يقبل ثمَّ يُصَلِّي وَلَا يتَوَضَّأ ".
قَالَ أَبُو الْحسن: يُقَال إِن الْوَلِيد بن صَالح وهم فِي قَوْله: عَن عبد الْكَرِيم، وَإِنَّمَا هُوَ حَدِيث غَالب / بن عبد الله عَن عَطاء. قَالَ: وغالب مَتْرُوك. قَالَ: وَرَوَاهُ الثَّوْريّ عَن عبد الْكَرِيم بن عَطاء قَوْله. انْتهى كَلَام أبي الْحسن.
الْوَلِيد بن صَالح ثِقَة مَشْهُور، وَقد أسْند الحَدِيث مُوسَى بن أعين، عَن عبد الْكَرِيم، عَن عَطاء، عَن عَائِشَة، كَمَا تقدم فِي أول الْبَاب، ومُوسَى بن أعين ثِقَة مَشْهُور، وَثَّقَهُ أَبُو زرْعَة وَأَبُو حَاتِم، وَكَانَ أَحْمد بن حَنْبَل يحسن الثَّنَاء عَلَيْهِ.
(بَاب مَا جَاءَ فِي الْوضُوء مِمَّا مست النَّار)
مُسلم: حَدثنَا عبد الْملك بن شُعَيْب بن اللَّيْث، حَدثنِي أبي، عَن جدي،

(1/432)


حَدثنِي عقيل بن خَالِد، قَالَ: قَالَ ابْن شهَاب: أَخْبرنِي عبد الْملك بن أبي بكر بن عبد الرَّحْمَن بن الْحَارِث بن هِشَام، أَن خَارِجَة بن زيد الْأنْصَارِيّ أخبرهُ أَن أَبَاهُ زيد بن ثَابت قَالَ: سَمِعت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَقُول: " الْوضُوء مِمَّا مست النَّار ".
قَالَ ابْن شهَاب: أَخْبرنِي عمر بن عبد الْعَزِيز أَن عبد الله بن إِبْرَاهِيم بن قارظ أخبرهُ " أَنه وجد أَبَا هُرَيْرَة يتَوَضَّأ على الْمَسْجِد فَقَالَ: إِنَّمَا أتوضأ من أثوار أقط أكلتها؛ لِأَنِّي سَمِعت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَقُول: توضئوا مِمَّا مست النَّار ".
قَالَ ابْن شهَاب: أَخْبرنِي سعيد بن خَالِد بن عَمْرو بن عُثْمَان وَأَنا أحدثه بِهَذَا الحَدِيث أَنه سَأَلَ عُرْوَة بن الزبير عَن الْوضُوء مِمَّا مست [النَّار] فَقَالَ عُرْوَة: سَمِعت عَائِشَة زوج النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - تَقول: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " (تَوَضَّأ) مِمَّا مست النَّار ".
التِّرْمِذِيّ: حَدثنَا ابْن أبي عمر، ثَنَا سُفْيَان، عَن مُحَمَّد بن عَمْرو، عَن أبي سَلمَة، عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " الْوضُوء مِمَّا مست النَّار وَلَو من ثَوْر أقط. قَالَ: فَقَالَ لَهُ ابْن عَبَّاس: أأتوضأ من الدّهن، أأتوضأ من الْحَمِيم؟ ! قَالَ: فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَة: يَا ابْن أخي، إِذا سَمِعت حَدِيثا عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَلَا تضرب لَهُ مثلا ".
مُسلم: حَدثنَا عبد الله بن مسلمة بن قعنب، ثَنَا مَالك، عَن زيد بن أسلم، عَن عَطاء بن يسَار، عَن ابْن عَبَّاس " أَن / رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أكل كتف شَاة ثمَّ صلى

(1/433)


وَلم يتَوَضَّأ ".
قَالَ مُسلم: وحَدثني عَليّ بن حجر، ثَنَا إِسْمَاعِيل بن [جَعْفَر، ثَنَا] مُحَمَّد بن عَمْرو بن حلحلة، عَن مُحَمَّد بن عَمْرو بن عَطاء، عَن ابْن عَبَّاس " أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - جمع عَلَيْهِ ثِيَابه ثمَّ خرج إِلَى الصَّلَاة، فَأتي بهدية خبز وَلحم، فَأكل ثَلَاث لقم، ثمَّ صلى بِالنَّاسِ وَمَا مس مَاء ".
قَالَ مُسلم: وحَدثني أَحْمد بن عِيسَى، ثَنَا ابْن وهب، أَخْبرنِي عَمْرو بن الْحَارِث، عَن ابْن شهَاب، عَن جَعْفَر بن عَمْرو بن أُميَّة الضمرِي، عَن أَبِيه قَالَ: " رَأَيْت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يحتز من كتف شَاة، فَأكل مِنْهَا، فدعي إِلَى الصَّلَاة، فَقَامَ وَطرح السكين، وَصلى وَلم يتَوَضَّأ ".
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا عُثْمَان بن أبي شيبَة وَمُحَمّد بن سُلَيْمَان الْأَنْبَارِي - الْمَعْنى - قَالَ: ثَنَا وَكِيع، عَن مسعر، عَن أبي صَخْرَة جَامع بن شَدَّاد، عَن الْمُغيرَة بن عبد الله، عَن الْمُغيرَة بن شُعْبَة قَالَ: " ضفت النَّبِي ذَات لَيْلَة، فَأمر بِجنب فشوي، وَأخذ الشَّفْرَة فَجعل يحز لي بهَا مِنْهُ، قَالَ: فجَاء بِلَال فآذنه بِالصَّلَاةِ قَالَ: فَألْقى الشَّفْرَة وَقَالَ: مَا لَهُ تربت يَدَاهُ. وَقَامَ يُصَلِّي ".
زَاد الْأَنْبَارِي: " وَكَانَ شاربي وفى فقصه لي على سواك، (و) قَالَ: أقصه لَك على سواك؟ ".

(1/434)


أَبُو دَاوُد: حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن الْحسن الْخَثْعَمِي، ثَنَا حجاج، قَالَ ابْن جريج: أَخْبرنِي مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر قَالَ: سَمِعت جَابر بن عبد الله يَقُول: قرب للنَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - خبز وَلحم فَأكل، ثمَّ دَعَا بِوضُوء فَتَوَضَّأ، ثمَّ صلى الظّهْر، ثمَّ دَعَا بِفضل طَعَامه فَأكل، ثمَّ قَامَ إِلَى الصَّلَاة وَلم يتَوَضَّأ ".
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا مُوسَى بن سهل أَبُو عمرَان الرَّمْلِيّ، ثَنَا عَليّ بن عَيَّاش، ثَنَا شُعَيْب بن أبي حَمْزَة، عَن مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر، عَن جَابر بن عبد الله قَالَ: " كَانَ آخر الْأَمريْنِ من رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ترك الْوضُوء مِمَّا غيرت النَّار ".
النَّسَائِيّ: أخبرنَا عَمْرو بن مَنْصُور، حَدثنَا عَليّ بن عَيَّاش، بِهَذَا الْإِسْنَاد: " كَانَ آخر الْأَمريْنِ من رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - / ترك الْوضُوء مِمَّا مست النَّار ".
البُخَارِيّ: حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن الْمُنْذر، حَدثنِي مُحَمَّد بن فليح، حَدثنِي أبي، عَن سعيد بن الْحَارِث، عَن جَابر بن عبد الله " أَنه سَأَلَهُ عَن الْوضُوء مِمَّا مست النَّار، فَقَالَ: لَا، قد كُنَّا زمن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لَا نجد مثل ذَلِك من الطَّعَام إِلَّا قَلِيلا، فَإِذا نَحن وَجَدْنَاهُ لم يكن لنا مناديل إِلَّا أكفنا وسواعدنا وأقدامنا، ثمَّ نصلي وَلَا نَتَوَضَّأ ".
(بَاب مَا جَاءَ فِي الْوضُوء من لُحُوم الْإِبِل)
مُسلم: حَدثنَا أَبُو كَامِل فُضَيْل بن حُسَيْن، ثَنَا أَبُو عوَانَة، عَن عُثْمَان بن عبد الله بن موهب، عَن جَعْفَر بن أبي ثَوْر، عَن جَابر بن سَمُرَة " أَن رجلا سَأَلَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: أأتوضأ من لُحُوم الْغنم؟ قَالَ: إِن شِئْت فَتَوَضَّأ، وَإِن شِئْت فَلَا تَوَضَّأ. قَالَ: أأتوضأ من لُحُوم الْإِبِل؟ قَالَ: نعم فَتَوَضَّأ من لُحُوم الْإِبِل. قَالَ: أأصلي فِي مرابض الْغنم؟ قَالَ: نعم. قَالَ: أأصلي فِي مبارك الْإِبِل؟ قَالَ: لَا ".

(1/435)


التِّرْمِذِيّ: حَدثنَا هناد، ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَة، عَن الْأَعْمَش، عَن عبد الله بن عبد الله الرَّازِيّ، عَن عبد الرَّحْمَن بن أبي ليلى، عَن الْبَراء بن عَازِب قَالَ: " سُئِلَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عَن الْوضُوء من لُحُوم الْإِبِل، قَالَ: توضئوا مِنْهَا. وَسُئِلَ عَن الْوضُوء من لُحُوم الْغنم، فَقَالَ: لَا توضئوا مِنْهَا ".
صحّح أَبُو عِيسَى هَذَا الحَدِيث.
(بَاب الْوضُوء على من أَتَى أَهله ثمَّ أَرَادَ أَن يعود)
مُسلم: حَدثنَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة، ثَنَا حَفْص بن غياث.
وثنا أَبُو كريب، أَنا ابْن أبي زَائِدَة.
وثنا عَمْرو النَّاقِد وَابْن نمير، قَالَا: ثَنَا مَرْوَان بن مُعَاوِيَة الْفَزارِيّ، كلهم عَن عَاصِم، عَن أبي المتَوَكل، عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " إِذا أَتَى أحدكُم أَهله ثمَّ أَرَادَ أَن يعود فَليَتَوَضَّأ ".
زَاد أَبُو بكر فِي حَدِيثه " بَينهمَا وضُوءًا ". وَقَالَ: " ثمَّ أَرَادَ أَن يعاود ".
(بَاب وضوء الْجنب إِذا أَرَادَ أَن ينَام وَمن رأى ترك ذَلِك وَاسِعًا)
مُسلم: / حَدثنَا مُحَمَّد بن أبي بكر الْمقدمِي وَزُهَيْر بن حَرْب قَالَا: ثَنَا يحيى - وَهُوَ ابْن سعيد - عَن عبيد الله، عَن نَافِع، عَن ابْن عمر أَن عمر قَالَ: " يَا رَسُول الله، أيرقد أَحَدنَا وَهُوَ جنب؟ قَالَ: نعم إِذا تَوَضَّأ ".

(1/436)


قَالَ مُسلم: وثنا مُحَمَّد بن رَافع، ثَنَا عبد الرَّزَّاق، عَن ابْن جريج، أَخْبرنِي نَافِع، عَن ابْن عمر " أَن عمر استفتى النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَقَالَ: هَل ينَام أَحَدنَا وَهُوَ جنب؟ قَالَ: نعم ليتوضأ. ثمَّ لينم حَتَّى يغْتَسل إِذا شَاءَ ".
قَالَ مُسلم: وحَدثني يحيى بن يحيى قَالَ: قَرَأت على مَالك، عَن عبد الله ابْن دِينَار، عَن ابْن عمر قَالَ: " ذكر عمر بن الْخطاب لرَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَنه تصيبه جَنَابَة من اللَّيْل، فَقَالَ لَهُ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: تَوَضَّأ واغسل ذكرك ثمَّ نم ".
مُسلم: حَدثنَا يحيى بن يحيى وَمُحَمّد بن رمح قَالَا: أَنا اللَّيْث.
وثنا قُتَيْبَة بن سعيد، أَنا اللَّيْث، عَن ابْن شهَاب، عَن أبي سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن، عَن عَائِشَة " أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كَانَ إِذا أَرَادَ أَن ينَام وَهُوَ جنب تَوَضَّأ وضوءه للصَّلَاة قبل أَن ينَام ".
البُخَارِيّ: حَدثنَا يحيى بن بكير، ثَنَا اللَّيْث، عَن عبيد الله بن أبي جَعْفَر، عَن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن، عَن عُرْوَة، عَن عَائِشَة: " كَانَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إِذا أَرَادَ أَن ينَام وَهُوَ جنب غسل فرجه، وَتَوَضَّأ وضوءه للصَّلَاة ".
النَّسَائِيّ: أخبرنَا هناد بن السّري، عَن أبي بكر بن عَيَّاش، عَن الْأَعْمَش، عَن أبي إِسْحَاق، عَن الْأسود، عَن عَائِشَة قَالَت: " كَانَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ينَام وَهُوَ جنب وَلَا يمس مَاء ".
أَبُو بكر بن أبي شيبَة: حَدثنَا أَبُو الْأَحْوَص سَلام بن أبي سليم، عَن أبي

(1/437)


إِسْحَاق، عَن الْأسود، عَن عَائِشَة قَالَت: " كَانَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إِذا رَجَعَ من الْمَسْجِد صلى مَا قضى الله لَهُ، ثمَّ مَال إِلَى فرَاشه - (أَو إِلَى فرَاشه) ، أَو إِلَى أَهله - فَإِن كَانَت لَهُ حَاجَة إِلَى أَهله قَضَاهَا ثمَّ نَام كَهَيْئَته - لَا يمس مَاء، فَإِذا سمع النداء وثب، فَإِن كَانَ جنبا أَفَاضَ عَلَيْهِ المَاء، وَإِن لم يكن جنبا تَوَضَّأ وَصلى رَكْعَتَيْنِ ثمَّ خرج إِلَى الْمَسْجِد ".
/ حَدَّثَنِيهِ الْقرشِي: ثَنَا شُرَيْح، ثَنَا عَليّ بن أَحْمد بن حزم، ثَنَا يُونُس بن عبد الله، ثَنَا أَبُو عِيسَى بن أبي عِيسَى، ثَنَا أَحْمد بن خَالِد، ثَنَا ابْن وضاح، ثَنَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة ... فَذكره.
وَهَذَا الحَدِيث اخْتلف فِي إِسْنَاده، قَالَ أَبُو عِيسَى: روى غير وَاحِد عَن الْأسود، عَن عَائِشَة، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " أَنه كَانَ يتَوَضَّأ قبل أَن ينَام " وَهَذَا أصح من حَدِيث أبي إِسْحَاق عَن الْأسود، وَقد روى عَن أبي إِسْحَاق هَذَا الحَدِيث شُعْبَة وَالثَّوْري وَغير وَاحِد، ويرون هَذَا غَلطا من أبي إِسْحَاق.
(بَاب اسْتِحْبَاب الْوضُوء للْجنب إِذا أَرَادَ أَن يَأْكُل)
مُسلم: حَدثنَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة، ثَنَا ابْن علية ووكيع وغندر، عَن شُعْبَة، عَن الحكم، عَن إِبْرَاهِيم، عَن الْأسود، عَن عَائِشَة قَالَت: " كَانَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إِذا كَانَ جنبا، فَإِذا أَرَادَ أَن يَأْكُل أَو ينَام تَوَضَّأ وضوءه للصَّلَاة ".
النَّسَائِيّ: أخبرنَا عَمْرو بن عَليّ، ثَنَا يحيى وَعبد الرَّحْمَن، عَن شُعْبَة، عَن الحكم، عَن إِبْرَاهِيم، عَن الْأسود، عَن عَائِشَة قَالَت: " كَانَ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إِذا أَرَادَ أَن يَأْكُل أَو ينَام وَهُوَ جنب تَوَضَّأ وضوءه للصَّلَاة ".
النَّسَائِيّ: أخبرنَا سُوَيْد بن نصر، أَنا عبد الله - هُوَ ابْن الْمُبَارك - عَن يُونُس،

(1/438)


عَن الزُّهْرِيّ، عَن أبي سَلمَة، عَن عَائِشَة قَالَت: " كَانَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إِذا أَرَادَ أَن ينَام وَهُوَ جنب تَوَضَّأ، وَإِذا أَرَادَ أَن يَأْكُل أَو يشرب قَالَت: غسل يَدَيْهِ ثمَّ يَأْكُل وَيشْرب ".
(بَاب اسْتِحْبَاب الْوضُوء قبل النّوم)
البُخَارِيّ: حَدثنَا مُحَمَّد بن مقَاتل، أَنا عبد الله، ثَنَا سُفْيَان، عَن مَنْصُور، عَن سعد بن عُبَيْدَة، عَن الْبَراء بن عَازِب قَالَ: قَالَ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " إِذا أتيت مضجعك فَتَوَضَّأ وضوءك للصَّلَاة، ثمَّ اضْطجع على شقك الْأَيْمن، ثمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ أسلمت وَجْهي إِلَيْك، وفوضت أَمْرِي إِلَيْك، وألجأت ظَهْري إِلَيْك، رَغْبَة وَرَهْبَة إِلَيْك، لَا ملْجأ وَلَا منجا مِنْك إِلَّا إِلَيْك [اللَّهُمَّ] آمَنت بكتابك الَّذِي أنزلت وبنبيك / الَّذِي أرْسلت. فَإِن مت من ليلتك فَأَنت على الْفطْرَة، واجعلهن آخر مَا تَتَكَلَّم بِهِ. قَالَ: فرددتها على النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَلَمَّا بلغت: اللَّهُمَّ آمَنت بكتابك الَّذِي أنزلت قلت: وَرَسُولك. قَالَ: لَا، وَنَبِيك الَّذِي أرْسلت (بِهِ) ".
مُسلم: حَدثنَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة وَأَبُو كريب، قَالَا: ثَنَا وَكِيع، عَن سُفْيَان، عَن سَلمَة بن كهيل، عَن كريب، عَن ابْن عَبَّاس " أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَامَ من اللَّيْل فَقضى حَاجته، ثمَّ غسل وَجهه وَيَديه ثمَّ نَام ".

(1/439)


الْبَزَّار: حَدثنَا وهب بن يحيى بن زِمَام الْقَيْسِي، ثَنَا مَيْمُون بن زيد، ثَنَا الْحسن بن ذكْوَان، عَن سُلَيْمَان الْأَحول، عَن عَطاء، عَن ابْن عمر، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " من بَات طَاهِرا بَات فِي شعاره ملك، فَلَا يَسْتَيْقِظ من اللَّيْل إِلَّا قَالَ الْملك: اللَّهُمَّ اغْفِر لعبدك كَمَا بَات طَاهِرا ".
وَهَذَا الحَدِيث لَا نعلمهُ يرْوى عَن ابْن عمر إِلَّا من هَذَا الْوَجْه.
(بَاب اسْتِحْبَاب الْوضُوء لكل صَلَاة وَعند كل حدث وَفضل الصَّلَاة عِنْد كل وضوء)
البُخَارِيّ: حَدثنَا مُحَمَّد بن يُوسُف، حَدثنَا سُفْيَان، عَن عَمْرو بن عَامر قَالَ: سَمِعت أنسا.
وثنا مُسَدّد، ثَنَا يحيى، عَن سُفْيَان، حَدثنِي عَمْرو بن عَامر، عَن أنس قَالَ: " كَانَ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يتَوَضَّأ عِنْد كل صَلَاة. قلت: كَيفَ كُنْتُم تَصْنَعُونَ؟ قَالَ: يُجزئ أَحَدنَا الْوضُوء مَا لم يحدث ".
التِّرْمِذِيّ: حَدثنَا مُحَمَّد بن حميد الرَّازِيّ، ثَنَا سَلمَة بن الْفضل، عَن مُحَمَّد بن إِسْحَاق، عَن حميد، عَن أنس " أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كَانَ يتَوَضَّأ لكل صَلَاة طَاهِرا أَو غير طَاهِر. قَالَ: قلت لأنس: كَيفَ كُنْتُم تَصْنَعُونَ أَنْتُم؟ قَالَ: كُنَّا نَتَوَضَّأ وضُوءًا وَاحِدًا ".
قَالَ أَبُو عِيسَى: حَدِيث أنس (حسن صَحِيح) من حَدِيث حميد، وَالْمَشْهُور عِنْد أهل الحَدِيث حَدِيث عَمْرو بن عَامر عَن أنس.

(1/440)


التِّرْمِذِيّ: حَدثنَا الْحُسَيْن بن حُرَيْث أَبُو عمار، ثَنَا عَليّ بن الْحُسَيْن بن وَاقد حَدثنِي أبي، حَدثنِي عبد الله بن بُرَيْدَة، حَدثنِي أبي: بُرَيْدَة قَالَ: " / أصبح رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَدَعَا بِلَالًا فَقَالَ: يَا بِلَال، بِمَ سبقتني إِلَى الْجنَّة؟ قَالَ: فَمَا دخلت الْجنَّة قطّ إِلَّا سَمِعت خشخشتك أَمَامِي، دخلت البارحة الْجنَّة فَسمِعت خشخشتك أَمَامِي، فَأتيت على قصر مربع مشرف من ذهب فَقلت لمن هَذَا الْقصر؟ فَقَالُوا: لرجل من الْعَرَب. فَقلت: أَنا عَرَبِيّ، لمن هَذَا الْقصر؟ قَالُوا: لرجل من قُرَيْش قلت: أَنا قرشي، لمن هَذَا الْقصر؟ قَالُوا: لرجل من أمة مُحَمَّد. قلت: أَنا مُحَمَّد، لمن هَذَا الْقصر؟ قَالُوا: لعمر بن الْخطاب. فَقَالَ بِلَال: يَا رَسُول الله، مَا أَذِنت قطّ إِلَّا صليت رَكْعَتَيْنِ، وَمَا أصابني حدث قطّ إِلَّا تَوَضَّأت عِنْدهَا وَرَأَيْت أَن لله عَليّ رَكْعَتَيْنِ. فَقَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: بهما ".
قَالَ أَبُو عِيسَى: هَذَا حَدِيث (حسن صَحِيح غَرِيب) . وَفِي الْبَاب عَن جَابر ومعاذ وَأنس [و] أبي هُرَيْرَة.
وروى أَبُو دَاوُد من طَرِيق الأفريقي: " من تَوَضَّأ على طهر كتب لَهُ عشر حَسَنَات ".
والأفريقي ضَعِيف جدا.

(1/441)


(بَاب الْمَضْمَضَة من اللَّبن وَغَيره وَمن رأى ترك ذَلِك وَاسِعًا)
مُسلم: حَدثنَا قُتَيْبَة بن سعيد، ثَنَا اللَّيْث، عَن عقيل، عَن الزُّهْرِيّ، عَن عبيد الله بن عبد الله، عَن ابْن عَبَّاس: " أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - شرب لَبَنًا ثمَّ دَعَا بِمَاء فَتَمَضْمَض وَقَالَ: إِن لَهُ دسما ".
البُخَارِيّ: حَدثنَا عبد الله بن يُوسُف، أَنا مَالك، عَن يحيى بن سعيد، عَن بشير بن يسَار مولى بني حَارِثَة، أَن سُوَيْد بن النُّعْمَان أخبرهُ " أَنه خرج مَعَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عَام خَيْبَر، حَتَّى إِذا كَانُوا بالصهباء - وَهِي من أدنى خَيْبَر - صلى الْعَصْر، ثمَّ دَعَا بالأزواد، فَلم يُؤْت إِلَّا بالسويق، فَأمر بِهِ فثري، فَأكل رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وأكلنا، ثمَّ قَامَ إِلَى الْمغرب فَمَضْمض، ومضمضنا، ثمَّ صلى وَلم يتَوَضَّأ ".
الْبَزَّار: حَدثنَا نصر بن عَليّ، ثَنَا مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الطفَاوِي، ثَنَا أَيُّوب، عَن مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر، عَن جَابر.
وثنا يُوسُف بن مُوسَى، ثَنَا جرير بن عبد الحميد، عَن سهل بن أبي صَالح، عَن مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر، عَن / جَابر قَالَ: " صنعت امْرَأَة من الْأَنْصَار لرَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - طَعَاما ثمَّ بسطت لَهُ فِي ظلّ صور، قَالَ: وَكنت مَعَه، فأتينا بِطَعَام فَأكل ثمَّ تَوَضَّأ، ثمَّ خرج لصَلَاة الظّهْر، ثمَّ عَادَتْ لنا بِطَعَام فَطَعِمَ، فَلَمَّا حضرت الصَّلَاة مضمض وَغسل يَدَيْهِ ".
قَالَ أَبُو بكر: وَهَذَا الحَدِيث قد رَوَاهُ جمَاعَة كَثِيرَة عَن ابْن الْمُنْكَدر عَن جَابر، وَأَعْلَى من رَوَاهُ عَن ابْن الْمُنْكَدر أَيُّوب السّخْتِيَانِيّ وَيُونُس بن عبيد وَسُهيْل بن أبي صَالح.
مُسلم: حَدثنَا زُهَيْر بن حَرْب، ثَنَا يحيى بن سعيد، عَن هِشَام بن عُرْوَة،

(1/442)


أَخْبرنِي وهب بن كيسَان، عَن مُحَمَّد بن عَمْرو بن عَطاء، عَن ابْن عَبَّاس.
وحَدثني الزُّهْرِيّ، عَن عَليّ بن عبد الله بن عَبَّاس، عَن ابْن عَبَّاس.
وحَدثني مُحَمَّد بن عَليّ، عَن أَبِيه، عَن ابْن عَبَّاس " أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أكل عرقا أَو لَحْمًا ثمَّ صلى وَلم يتَوَضَّأ وَلم يمس مَاء ".
(بَاب فِي السِّوَاك عِنْد الْوضُوء وَالصَّلَاة وَغير ذَلِك وَالتَّرْغِيب فِيهِ وَمَا جَاءَ فِي فَضله)
مُسلم: حَدثنَا قُتَيْبَة بن سعيد وَعَمْرو بن مُحَمَّد النَّاقِد وَزُهَيْر بن حَرْب، قَالُوا: ثَنَا سُفْيَان، عَن أبي الزِّنَاد، عَن الْأَعْرَج، عَن أبي هُرَيْرَة، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " لَوْلَا أَن أشق على الْمُؤمنِينَ - وَفِي حَدِيث زُهَيْر: على أمتِي - لأمرتهم بِالسِّوَاكِ عِنْد كل صَلَاة ".
النَّسَائِيّ: أَخْبرنِي إِبْرَاهِيم بن يَعْقُوب، ثَنَا أَبُو النُّعْمَان - وَهُوَ مُحَمَّد بن الفضيل - ثَنَا حَمَّاد بن زيد، ثَنَا عبد الرَّحْمَن السراج، عَن سعيد بن أبي سعيد، عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " لَوْلَا أَن أشق على أمتِي لفرضت عَلَيْهِم السِّوَاك مَعَ كل وضوء ".
قَالَ حَمَّاد: وسمعته من عبيد الله بن عمر.
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا مُحَمَّد بن عَوْف الطَّائِي، ثَنَا أَحْمد بن خَالِد، ثَنَا مُحَمَّد ابْن إِسْحَاق، عَن مُحَمَّد بن يحيى بن حبَان، عَن عبد الله بن عبد الله بن عمر قَالَ: قلت: " أَرَأَيْت توضي ابْن عمر لكل صَلَاة طَاهِرا أَو غير طَاهِر / عَم ذَلِك؟

(1/443)


فَقَالَ: حدثته أَسمَاء بنت زيد بن الْخطاب أَن عبد الله بن حَنْظَلَة بن أبي عَامر حدثها أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَمر بِالْوضُوءِ عِنْد كل صَلَاة طَاهِرا وَغير طَاهِر، فَلَمَّا شقّ ذَلِك عَلَيْهِ، أَمر بِالسِّوَاكِ لكل صَلَاة، فَكَانَ ابْن عمر يرى أَنه بِهِ قُوَّة فَكَانَ لَا يدع الْوضُوء لكل صَلَاة ".
قَالَ أَبُو دَاوُد: إِبْرَاهِيم بن سعد رَوَاهُ عَن [ابْن] إِسْحَاق فَقَالَ: عبيد الله ابْن عبد الله.
مُسلم: حَدثنَا أَبُو كريب مُحَمَّد بن الْعَلَاء، ثَنَا ابْن بشر، عَن مسعر، عَن الْمِقْدَام بن شُرَيْح، عَن أَبِيه قَالَ: " سَأَلت عَائِشَة قلت: بِأَيّ شَيْء كَانَ يبْدَأ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إِذا دخل بَيته؟ قَالَت: بِالسِّوَاكِ ".
قَالَ مُسلم: وثنا أَبُو بكر بن أبي شيبَة، ثَنَا هشيم، عَن حُصَيْن، عَن أبي وَائِل، عَن حُذَيْفَة قَالَ: " كَانَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إِذا قَامَ ليتهجد يشوص فَاه بِالسِّوَاكِ ".
مُسلم: حَدثنَا عبد بن حميد، ثَنَا أَبُو نعيم، ثَنَا إِسْمَاعِيل بن مُسلم، حَدثنَا أَبُو المتَوَكل أَن ابْن عَبَّاس حَدثهُ " أَنه بَات عِنْد نَبِي الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ذَات لَيْلَة فَقَامَ نَبِي الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من آخر اللَّيْل فَخرج فَنظر فِي السَّمَاء ثمَّ تَلا هَذِه الْآيَة فِي آل عمرَان: {إِن فِي خلق السَّمَوَات وَالْأَرْض وَاخْتِلَاف اللَّيْل وَالنَّهَار} حَتَّى بلغ {فقنا عَذَاب النَّار} ثمَّ رَجَعَ إِلَى الْبَيْت فَتَسَوَّكَ وَتَوَضَّأ، ثمَّ قَامَ فصلى، ثمَّ اضْطجع، ثمَّ قَامَ فَخرج

(1/444)


فَنظر إِلَى السَّمَاء فَتلا هَذِه الْآيَة، ثمَّ رَجَعَ فَتَسَوَّكَ فَتَوَضَّأ، ثمَّ قَامَ فصلى ".
النَّسَائِيّ: أخبرنَا قُتَيْبَة بن سعيد، عَن [عثام] بن عَليّ، عَن الْأَعْمَش، عَن حبيب بن أبي ثَابت، عَن سعيد بن جُبَير، عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: " كَانَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ ثمَّ ينْصَرف فيستاك ".
مُسلم: حَدثنَا يحيى بن حبيب الْحَارِثِيّ، ثَنَا حَمَّاد بن زيد، عَن غيلَان - هُوَ ابْن جرير المعولي - عَن أبي بردة، عَن أبي مُوسَى قَالَ: " دخلت على النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وطرف السِّوَاك على لِسَانه ".
البُخَارِيّ: حَدثنَا أَبُو النُّعْمَان، ثَنَا / حَمَّاد بن زيد بِهَذَا الْإِسْنَاد: " أتيت النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَوَجَدته يستن بسواك بِيَدِهِ يَقُول: أع أع، والسواك فِي فِيهِ كَأَنَّهُ يتهوع ".
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا مُحَمَّد بن بشار، ثَنَا مُحَمَّد بن عبد الله الْأنْصَارِيّ، ثَنَا عَنْبَسَة بن سعيد الْكُوفِي الحاسب، حَدثنِي كثير، عَن عَائِشَة، أَنَّهَا قَالَت: " كَانَ نَبِي الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يستاك فيعطيني السِّوَاك لأغسله فأبدأ بِهِ فأستاك ثمَّ أغسله فأدفعه إِلَيْهِ ".
عَنْبَسَة هَذَا هُوَ ابْن سعيد بن كثير بن عبيد، ثِقَة مَشْهُور، وَكثير هُوَ ابْن عبيد أَبُو سعيد الْكُوفِي رَضِيع عَائِشَة أم الْمُؤمنِينَ، وَهُوَ جد عَنْبَسَة.
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا مُحَمَّد بن عِيسَى، ثَنَا عَنْبَسَة بن عبد الْوَاحِد، عَن هِشَام ابْن عُرْوَة، عَن أَبِيه، عَن عَائِشَة قَالَت: " كَانَ نَبِي الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يستن وَعِنْده رجلَانِ أَحدهمَا أكبر من الآخر، فَأُوحي إِلَيْهِ فِي فضل السِّوَاك: أَن كبر. أعْط السِّوَاك أكبرهما ".

(1/445)


عَنْبَسَة هَذَا هُوَ ابْن عبد الْوَاحِد بن أُميَّة بن عبد الله بن سعيد بن الْعَاصِ الْأمَوِي الْقرشِي أَبُو خَالِد الْأَعْوَر، ثِقَة مَشْهُور، وَثَّقَهُ ابْن معِين وَأَبُو حَاتِم وَغَيرهمَا.
النَّسَائِيّ: أخبرنَا حميد بن مسْعدَة وَعمْرَان بن مُوسَى قَالَا: ثَنَا عبد الْوَارِث، ثَنَا شُعَيْب بن الحبحاب، عَن أنس بن مَالك قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " قد أكثرت عَلَيْكُم فِي السِّوَاك ".
النَّسَائِيّ: أخبرنَا حميد بن مسْعدَة وَمُحَمّد بن عبد الْأَعْلَى، عَن يزِيد بن زُرَيْع، حَدثنِي عبد الرَّحْمَن بن أبي عَتيق، حَدثنِي أبي، سَمِعت عَائِشَة - رَضِي الله عَنْهَا - عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " السِّوَاك مطهرة للفم، مرضاة للرب ".
الْبَزَّار: حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن سعيد، ثَنَا يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم بن سعد، حَدثنِي أبي، عَن مُحَمَّد بن إِسْحَاق، عَن الزُّهْرِيّ، عَن عُرْوَة، عَن عَائِشَة أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " فضل الصَّلَاة بِالسِّوَاكِ على الصَّلَاة بِغَيْر سواك سبعين ضعفا ".
قَالَ أَبُو بكر: وَهَذَا الحَدِيث لَا نعلم أحدا رَوَاهُ بِهَذَا اللَّفْظ / إِلَّا ابْن إِسْحَاق، وَلَا رَوَاهُ عَن ابْن إِسْحَاق إِلَّا إِبْرَاهِيم بن سعد، وَقد روى قَرِيبا مِنْهُ مُعَاوِيَة بن يحيى.
الْبَزَّار: حَدثنَا أَحْمد، قَالَ: سَمِعت مُحَمَّد بن زيد، يحدث عَن فُضَيْل بن سُلَيْمَان، عَن الْحسن بن عبيد الله، عَن سعد بن عُبَيْدَة، عَن أبي عبد الرَّحْمَن الحبلي، عَن عَليّ " أَنه أَمر بِالسِّوَاكِ وَقَالَ: قَالَ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: إِن العَبْد إِذا [تسوك ثمَّ] قَامَ فصلى قَامَ الْملك خَلفه فيستمع لقرَاءَته، فيدنو مِنْهُ - أَو كلمة نَحْوهَا -

(1/446)


حَتَّى يضع فَاه على فِيهِ، فَمَا يخرج من فِيهِ شَيْء من الْقُرْآن إِلَّا صَار فِي جَوف الْملك، فطهروا أَفْوَاهكُم لِلْقُرْآنِ ".
وَهَذَا الحَدِيث لَا نعلمهُ يرْوى عَن عَليّ - رَضِي الله عَنهُ - بِإِسْنَاد أحسن من هَذَا الْإِسْنَاد، وَقد رَوَاهُ غير وَاحِد عَن الْحسن بن عبيد الله، عَن سعد بن عُبَيْدَة، عَن أبي عبد الرَّحْمَن، عَن عَليّ - رَضِي الله عَنهُ - مَوْقُوفا.
(بَاب وضوء الْمَرْأَة وَالرجل من إِنَاء وَاحِد)
البُخَارِيّ: حَدثنَا عبد الله بن يُوسُف، أَنا مَالك، عَن نَافِع، عَن ابْن عمر أَنه قَالَ: " كَانَ الرِّجَال وَالنِّسَاء يَتَوَضَّئُونَ فِي زمَان رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - جَمِيعًا ".
البُخَارِيّ: حَدثنَا أَبُو نعيم، ثَنَا ابْن عُيَيْنَة، عَن عَمْرو [عَن] جَابر بن زيد، عَن ابْن عَبَّاس " أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ومَيْمُونَة كَانَا يغتسلان من إِنَاء وَاحِد ".
قَالَ البُخَارِيّ: كَانَ ابْن عُيَيْنَة يَقُول [أخيرا] : عَن ابْن عَبَّاس عَن مَيْمُونَة. وَالصَّحِيح مَا روى أَبُو نعيم.
(بَاب مَا جَاءَ فِي الْوضُوء بِفضل الْمَرْأَة)
التِّرْمِذِيّ: حَدثنَا قُتَيْبَة، ثَنَا أَبُو الْأَحْوَص، عَن سماك بن حَرْب، عَن عِكْرِمَة، عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: " اغْتسل بعض أَزوَاج النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِي جَفْنَة، فَأَرَادَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَن يتَوَضَّأ مِنْهُ، فَقَالَت: يَا رَسُول الله، إِنِّي كنت جنبا. قَالَ: إِن المَاء لَا

(1/447)


يجنب ".
قَالَ أَبُو عِيسَى: هَذَا حَدِيث حسن صَحِيح.
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا مُسَدّد، ثَنَا أَبُو الْأَحْوَص بِإِسْنَادِهِ نَحوه.
الْبَزَّار: حَدثنَا مُحَمَّد بن يحيى الْقطعِي وَأحمد بن / الْمِقْدَام الْعجلِيّ، قَالَا: ثَنَا مُحَمَّد بن بكر، ثَنَا شُعْبَة، عَن سماك، عَن عِكْرِمَة، عَن ابْن عَبَّاس، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
وثنا مُحَمَّد بن الْمثنى، ثَنَا أَبُو أَحْمد، ثَنَا الثَّوْريّ، عَن سماك، عَن عِكْرِمَة، عَن ابْن عَبَّاس، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - " أَنه أَرَادَ أَن يتَوَضَّأ فَقَالَت لَهُ امْرَأَة من نِسَائِهِ: إِنِّي قد تَوَضَّأت من هَذَا. فَتَوَضَّأ مِنْهُ، وَقَالَ: المَاء لَا يُنجسهُ شَيْء ".
وَهَذَا الحَدِيث لَا نعلم أحدا أسْندهُ عَن شُعْبَة إِلَّا مُحَمَّد بن بكر، وَرَوَاهُ غَيره مُرْسلا، وَقد رَوَاهُ جمَاعَة عَن سماك، فاقتصرنا على شُعْبَة وَالثَّوْري، وَلَا نعلمهُ يرْوى عَن ابْن عَبَّاس إِلَّا من هَذَا الْوَجْه.
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا ابْن بشار، ثَنَا أَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ، عَن شُعْبَة، عَن عَاصِم، عَن أبي حَاجِب، عَن الحكم بن عَمْرو - وَهُوَ الْأَقْرَع - " أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - نهى أَن يتَوَضَّأ الرجل بِفضل طهُور الْمَرْأَة ".
لم يصحح البُخَارِيّ هَذَا الحَدِيث على مَا ذكره أَبُو عِيسَى فِي الْعِلَل، وَلم يذكر لَهُ عِلّة.

(1/448)


وَرَوَاهُ أَبُو عِيسَى فِي كِتَابه بِهَذَا الْإِسْنَاد، وَقَالَ: حَدِيث حسن. وَلم يذكر عِلّة وَقَالَ: أَبُو حَاجِب اسْمه سوَادَة بن عَاصِم.
(بَاب النَّهْي عَن اسْتِعْمَال آنِية الذَّهَب وَالْفِضَّة فِي الْوضُوء وَغَيره)
وَكِيع بن الْجراح: حَدثنَا شُعْبَة، عَن الحكم بن عتيبة، عَن عبد الرَّحْمَن بن أبي ليلى، عَن حُذَيْفَة قَالَ: " نَهَانَا رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عَن الْحَرِير والديباج وَعَن آنِية الذَّهَب وَالْفِضَّة. وَقَالَ: هُوَ لَهُم فِي الدُّنْيَا، وَهُوَ لنا فِي الْآخِرَة ".
حَدَّثَنِيهِ الْقرشِي: ثَنَا شُرَيْح، حَدثنَا عَليّ، ثَنَا مُحَمَّد بن سعيد بن نَبَات، ثَنَا عبد الله بن نصر، ثَنَا قَاسم بن أصبغ، ثَنَا ابْن وضاح، ثَنَا مُوسَى بن مُعَاوِيَة، ثَنَا وَكِيع، فَذكره.
(بَاب الْوضُوء فِي آنِية الصفر)
البُخَارِيّ: حَدثنَا أَحْمد بن عبد الله بن يُونُس، ثَنَا عبد الْعَزِيز بن أبي سَلمَة، ثَنَا عَمْرو بن يحيى، عَن أَبِيه، عَن عبد الله بن زيد قَالَ: " أَتَانَا رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فأخرجنا لَهُ مَاء فِي تور من صفر فَتَوَضَّأ: فَغسل وَجهه ثَلَاثًا، وَيَديه مرَّتَيْنِ مرَّتَيْنِ، وَمسح بِرَأْسِهِ / فَأقبل بِهِ وَأدبر، وَغسل رجلَيْهِ ".

(1/449)


(بَاب التمَاس الْوضُوء إِذا حانت الصَّلَاة)
البُخَارِيّ: حَدثنَا عبد الله بن يُوسُف، أَنا مَالك، عَن إِسْحَاق بن عبد الله ابْن أبي طَلْحَة، عَن أنس بن مَالك أَنه قَالَ: " رَأَيْت النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وحانت صَلَاة الْعَصْر، فالتمس النَّاس الْوضُوء فَلم يجدوه، فَأتي رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بِوضُوء، فَوضع رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِي ذَلِك الْإِنَاء يَده، وَأمر النَّاس أَن يتوضئوا مِنْهُ. قَالَ: فَرَأَيْت المَاء يَنْبع من تَحت أَصَابِعه حَتَّى توضئوا من عِنْد آخِرهم ".
(بَاب كَيفَ يدعى إِلَى الْوضُوء)
البُخَارِيّ: حَدثنَا مُحَمَّد بن الْمثنى، ثَنَا أَبُو أَحْمد الزبيرِي، ثَنَا إِسْرَائِيل، عَن مَنْصُور، عَن إِبْرَاهِيم، عَن عَلْقَمَة، عَن عبد الله قَالَ: " كُنَّا نعد الْآيَات بركَة، وَأَنْتُم تعدونها تخويفا، كُنَّا مَعَ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِي سفر فَقل المَاء، فَقَالَ: اطْلُبُوا فضلَة من مَاء، فَجَاءُوا بِإِنَاء فِيهِ مَاء قَلِيل، فَأدْخل يَده فِي الْإِنَاء ثمَّ قَالَ: حَيّ على الطّهُور الْمُبَارك، وَالْبركَة من الله. فَلَقَد رَأَيْت المَاء يَنْبع من بَين أَصَابِع رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، وَلَقَد كُنَّا نسْمع تَسْبِيح الطَّعَام وَهُوَ يُؤْكَل ".
(بَاب النِّيَّة للْوُضُوء وَغَيره من الْأَعْمَال)
البُخَارِيّ: حَدثنَا عبد الله بن مسلمة بن قعنب، ثَنَا مَالك، عَن يحيى بن سعيد، عَن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم، عَن عَلْقَمَة بن وَقاص، عَن عمر أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " الْأَعْمَال بِالنِّيَّةِ، وَلكُل امْرِئ مَا نوى، فَمن كَانَت هجرته إِلَى الله وَرَسُوله فَهجرَته إِلَى الله وَرَسُوله، وَمن كَانَت هجرته إِلَى دنيا يُصِيبهَا أَو امْرَأَة

(1/450)


يَتَزَوَّجهَا فَهجرَته إِلَى مَا هَاجر إِلَيْهِ ".
(بَاب التَّسْمِيَة عِنْد الْوضُوء)
النَّسَائِيّ: أخبرنَا إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم، أَنا عبد الرَّزَّاق، ثَنَا معمر، عَن ثَابت وَقَتَادَة، عَن أنس قَالَ: " طلب بعض أَصْحَابنَا من رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وضُوءًا فَقَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: هَل مَعَ أحد مِنْكُم مَاء؟ فَوضع / يَده فِي المَاء وَيَقُول: توضئوا بِسم الله. فَرَأَيْت المَاء يخرج من بَين أَصَابِعه، فَتَوضئُوا حَتَّى توضئوا [من] عِنْد آخِرهم ". قَالَ ثَابت: قلت لأنس: كم تراهم؟ قَالَ: نَحْو سبعين.
التِّرْمِذِيّ: حَدثنَا نصر بن عَليّ الْجَهْضَمِي وَبشر بن معَاذ الْعَقدي الْبَصْرِيّ قَالَا: ثَنَا بشر بن الْمفضل، عَن عبد الرَّحْمَن بن حَرْمَلَة، عَن أبي ثفال المري، عَن رَبَاح بن عبد الرَّحْمَن بن أبي سُفْيَان بن حويطب، عَن جدته، عَن أَبِيهَا قَالَ: سَمِعت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَقُول: " لَا وضوء لمن لم يذكر اسْم الله عَلَيْهِ ".
قَالَ: فِي الْبَاب عَن عَائِشَة، وَأبي سعيد، وَأبي هُرَيْرَة، وَسَهل بن سعد، وَأنس.
قَالَ أَحْمد بن حَنْبَل: لَا أعلم فِي هَذَا الْبَاب حَدِيثا لَهُ إِسْنَاد جيد. يَعْنِي حَدِيث: " لَا وضوء لمن لم يذكر اسْم الله ".
وَقَالَ مُحَمَّد: أحسن شَيْء فِي هَذَا الْبَاب حَدِيث رَبَاح بن عبد الرَّحْمَن.
قَالَ أَبُو عِيسَى: رَبَاح بن عبد الرَّحْمَن، عَن جدته، عَن أَبِيهَا. وأبوها

(1/451)


سعيد بن زيد بن عَمْرو بن نفَيْل، وَأَبُو ثفال المري اسْمه ثُمَامَة بن حُصَيْن، ورباح بن عبد الرَّحْمَن هُوَ أَبُو بكر بن حويطب، مِنْهُم من روى هَذَا الحَدِيث فَقَالَ: عَن أبي بكر بن [حويطب] فنسبه إِلَى جده. انْتهى كَلَام أبي عِيسَى.
روى هَذَا الحَدِيث أَبُو دَاوُد قَالَ: ثَنَا قُتَيْبَة بن سعيد، ثَنَا مُحَمَّد بن مُوسَى، عَن يَعْقُوب بن سَلمَة، عَن أَبِيه، عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " لَا صَلَاة لمن لَا وضوء لَهُ، وَلَا وضوء لمن لم يذكر اسْم الله عَلَيْهِ ".
وَقَالَ البُخَارِيّ: لَا يعرف ليعقوب بن سَلمَة سَماع من أَبِيه، وَلَا لِأَبِيهِ من أبي هُرَيْرَة، وَمُحَمّد بن مُوسَى لَا بَأْس بِهِ، مقارب الحَدِيث. ذكره أَبُو عِيسَى فِي الْعِلَل.
(بَاب التَّيَمُّن فِي الْوضُوء وَغَيره)
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا النُّفَيْلِي، ثَنَا زُهَيْر، ثَنَا الْأَعْمَش، عَن أبي صَالح، عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " إِذا لبستم وَإِذا توضأتم فابدءوا بأيامنكم ".
مُسلم: حَدثنَا عبيد الله بن معَاذ، ثَنَا أبي، ثَنَا شُعْبَة، عَن الْأَشْعَث، عَن أَبِيه، عَن مَسْرُوق، عَن عَائِشَة قَالَت: " كَانَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يحب التَّيَمُّن فِي شَأْنه كُله، فِي نَعله وَترَجله وَطهُوره ".

(1/452)


(بَاب غسل الْيَد ثَلَاثًا / قبل إدخالها فِي الْإِنَاء عِنْد الْقيام من النّوم للمتوضئ وَغَيره)
النَّسَائِيّ: أخبرنَا قُتَيْبَة بن سعيد، ثَنَا سُفْيَان، عَن الزُّهْرِيّ، عَن أبي سَلمَة، عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " إِذا اسْتَيْقَظَ أحدكُم من نَومه فَلَا يغمس يَده فِي وضوئِهِ حَتَّى يغسلهَا ثَلَاثًا، فَإِن أحدكُم لَا يدْرِي حَيْثُ باتت يَده ".
مُسلم: حَدثنَا نصر بن عَليّ الْجَهْضَمِي وحامد بن عمر البكراوي قَالَا: ثَنَا بشر بن الْمفضل، عَن خَالِد بن عبد الله، عَن عبد الله بن شَقِيق، عَن أبي هُرَيْرَة أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " إِذا اسْتَيْقَظَ أحدكُم من نَومه فَلَا يغمس يَده فِي الْإِنَاء حَتَّى يغسلهَا ثَلَاثًا، فَإِنَّهُ لَا يدْرِي أَيْن باتت يَده ".
تَابعه على قَوْله: " ثَلَاثًا " أَبُو سَلمَة وَابْن الْمسيب وَأَبُو رزين وَأَبُو صَالح، كلهم عَن أبي هُرَيْرَة.
النَّسَائِيّ: أخبرنَا إِسْمَاعِيل بن مَسْعُود، عَن يزِيد - وَهُوَ ابْن زُرَيْع - حَدثنِي معمر، عَن الزُّهْرِيّ، عَن أبي سَلمَة، عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " إِذا اسْتَيْقَظَ أحدكُم من مَنَامه فَلَا يدْخل يَده فِي الْإِنَاء حَتَّى يفرغ عَلَيْهَا ثَلَاث مَرَّات؛ فَإِنَّهُ لَا يدْرِي أَيْن باتت يَده ".
رَوَاهُ مُسلم من طَرِيق أبي الزبير عَن جَابر، عَن أبي هُرَيْرَة.
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا مُسَدّد، ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَة، عَن الْأَعْمَش، عَن أبي رزين وَأبي صَالح، عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " إِذا قَامَ أحدكُم من

(1/453)


اللَّيْل فَلَا يغمس يَده فِي الْإِنَاء حَتَّى يغسلهَا ثَلَاث مَرَّات، فَإِنَّهُ لَا يدْرِي أَيْن باتت يَده ".
رَوَاهُ مُسلم عَن أبي كريب وَأبي سعيد الْأَشَج، كِلَاهُمَا عَن وَكِيع.
وَعَن أبي كريب، عَن أبي مُعَاوِيَة، كِلَاهُمَا عَن الْأَعْمَش بِهَذَا الْإِسْنَاد، وَلم يَقُولَا: " من اللَّيْل ".
(بَاب كَيفَ يَأْخُذ المَاء للْوُضُوء)
مُسلم: حَدثنِي مُحَمَّد بن الصَّباح، ثَنَا خَالِد بن عبد الله، عَن عَمْرو بن يحيى بن عمَارَة، عَن أَبِيه، عَن عبد الله بن زيد بن عَاصِم - وَكَانَت لَهُ صُحْبَة - قَالَ: " قيل لَهُ: تَوَضَّأ لنا وضوء رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَدَعَا بِإِنَاء، فأكفأ مِنْهُ على يَدَيْهِ فغسلهما ثَلَاثًا، ثمَّ أَدخل يَده فاستخرجها / فَمَضْمض واستنشق من كف وَاحِد فَفعل ذَلِك ثَلَاثًا، ثمَّ أَدخل يَده فاستخرجها فَغسل وَجهه ثَلَاثًا، ثمَّ أَدخل يَدَيْهِ فاستخرجها فَغسل يَدَيْهِ إِلَى الْمرْفقين مرَّتَيْنِ مرَّتَيْنِ، ثمَّ أَدخل يَده فاستخرجها فَمسح بِرَأْسِهِ فَأقبل بيدَيْهِ وَأدبر، ثمَّ غسل رجلَيْهِ إِلَى الْكَعْبَيْنِ، ثمَّ قَالَ: هَكَذَا كَانَ وضوء رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ".
وحَدثني إِسْحَاق بن مُوسَى الْأنْصَارِيّ، حَدثنَا معن، ثَنَا مَالك بن أنس، عَن عَمْرو بن يحيى بِهَذَا الْإِسْنَاد وَقَالَ: " مضمض واستنثر ثَلَاثًا ". وَلم يقل: " من كف وَاحِدَة " وَزَاد بعد قَوْله: " فَأقبل بهما وَأدبر ": " بَدَأَ بِمقدم رَأسه، ثمَّ ذهب بهما إِلَى قَفاهُ، ثمَّ ردهما حَتَّى رَجَعَ إِلَى الْمَكَان الَّذِي بَدَأَ مِنْهُ، وَغسل رجلَيْهِ ".

(1/454)


رَوَاهُ البُخَارِيّ عَن عبد الله بن يُوسُف، عَن مَالك بِهَذَا الْإِسْنَاد وَقَالَ: " فَغسل يَدَيْهِ مرَّتَيْنِ - يَعْنِي: قبل إدخالهما فِي الْإِنَاء ".
وَهَكَذَا فِي موطأ مَالك، من رِوَايَة يحيى بن يحيى.
البُخَارِيّ: حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم، أَنا أَبُو سَلمَة الْخُزَاعِيّ مَنْصُور بن سَلمَة، أبنا ابْن بِلَال - يَعْنِي: سُلَيْمَان - عَن زيد بن أسلم، عَن عَطاء بن يسَار، عَن ابْن عَبَّاس " أَنه تَوَضَّأ فَغسل وَجهه، أَخذ غرفَة من مَاء فَمَضْمض بهَا واستنشق، ثمَّ أَخذ غرفَة من مَاء فَجعل بهَا هَكَذَا: أضافها إِلَى يَده الْأُخْرَى فَغسل بهَا وَجهه، ثمَّ أَخذ غرفَة من مَاء فَغسل بهَا يَده الْيُمْنَى، ثمَّ أَخذ غرفَة من مَاء فَغسل بهَا يَده الْيُسْرَى، ثمَّ مسح بِرَأْسِهِ، ثمَّ أَخذ غرفَة من مَاء فرش على رجله الْيُمْنَى حَتَّى غسلهَا، ثمَّ أَخذ غرفَة أُخْرَى فَغسل بهَا - يَعْنِي رجله الْيُسْرَى - ثمَّ قَالَ: هَكَذَا رَأَيْت النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يتَوَضَّأ ".
(بَاب الْأَمر بالمضمضة)
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا مُحَمَّد بن يحيى بن فَارس، حَدثنَا أَبُو عَاصِم، ثَنَا ابْن جريج، ثَنَا إِسْمَاعِيل بن كثير، عَن عَاصِم بن لَقِيط بن صبرَة، عَن أَبِيه - وَافد بني المنتفق - عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " إِذا تَوَضَّأت فَمَضْمض ".
إِسْمَاعِيل وَعَاصِم ثقتان، ذكر ذَلِك النَّسَائِيّ.
الدَّارَقُطْنِيّ: حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الله بن زَكَرِيَّا النَّيْسَابُورِي وَعلي بن مُحَمَّد

(1/455)


الْمصْرِيّ، قَالَا: ثَنَا أَحْمد بن عَمْرو بن عبد الْخَالِق / الْبَزَّار، ثَنَا هدبة بن خَالِد، ثَنَا حَمَّاد بن سَلمَة، عَن عمار بن أبي عمار، عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: " أمرنَا رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بالمضمضة وَالِاسْتِنْشَاق ".
(بَاب الْأَمر بالاستنشاق والاستنثار)
مُسلم: حَدثنَا قُتَيْبَة بن سعيد وَعَمْرو النَّاقِد وَمُحَمّد بن عبد الله بن نمير، جَمِيعًا عَن ابْن عُيَيْنَة - قَالَ قُتَيْبَة: ثَنَا سُفْيَان - عَن أبي الزِّنَاد، عَن الْأَعْرَج، عَن أبي هُرَيْرَة يبلغ بِهِ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " إِذا استجمر أحدكُم فليستجمر وترا، وَإِذا تَوَضَّأ أحدكُم فليجعل فِي أَنفه مَاء ثمَّ لينتثر ".
مُسلم: حَدثنَا مُحَمَّد بن رَافع، ثَنَا عبد الرَّزَّاق بن همام، ثَنَا معمر، عَن همام بن مُنَبّه، هَذَا مَا حَدثنَا أَبُو هُرَيْرَة عَن مُحَمَّد رَسُول الله، فَذكر أَحَادِيث مِنْهَا: وَقَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " إِذا تَوَضَّأ أحدكُم فليستنشق بمنخريه من المَاء ثمَّ لينتثر ".
مُسلم: حَدثنَا يحيى بن يحيى، قَالَ: قَرَأت على مَالك، عَن ابْن شهَاب، عَن أبي إِدْرِيس الْخَولَانِيّ، عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " من تَوَضَّأ فليستنثر، وَمن استجمر فليوتر ".
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن مُوسَى، ثَنَا وَكِيع، ثَنَا [ابْن] أبي ذِئْب، عَن قارظ، عَن أبي غطفان، عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -:

(1/456)


" استنثروا مرَّتَيْنِ بالغتين أَو ثَلَاثًا ".
أَبُو غطفان ثِقَة، وقارظ هُوَ ابْن شيبَة، روى عَنهُ ابْن أبي ذِئْب وَعمر بن شيبَة. قَالَ أَبُو عبد الرَّحْمَن النَّسَائِيّ: قارظ بن شيبَة لَيْسَ بِهِ بَأْس.
(بَاب الاستنثار ثَلَاثًا عِنْد الْقيام من النّوم)
مُسلم: حَدثنَا بشر بن الحكم، ثَنَا عبد الْعَزِيز - يَعْنِي الدَّرَاورْدِي - عَن ابْن الْهَاد، عَن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم، عَن عِيسَى بن طَلْحَة، عَن أبي هُرَيْرَة أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " إِذا اسْتَيْقَظَ أحدكُم من مَنَامه فليستنثر ثَلَاث مَرَّات، فَإِن الشَّيْطَان يبيت على خياشيمه ".
البُخَارِيّ: حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن حَمْزَة، حَدثنِي ابْن أبي حَازِم، عَن يزِيد، عَن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم، عَن عِيسَى بن طَلْحَة، عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول / الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " إِذا اسْتَيْقَظَ من مَنَامه فَتَوَضَّأ فليستنثر ثَلَاثًا؛ فَإِن الشَّيْطَان يبيت على خيشومه ".
(بَاب الْمُبَالغَة فِي الِاسْتِنْشَاق لغير الصَّائِم)
النَّسَائِيّ: أخبرنَا إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم، أَنا وَكِيع، عَن سُفْيَان، عَن أبي هَاشم، عَن عَاصِم بن لَقِيط، عَن أَبِيه قَالَ: " قلت: يَا رَسُول الله، أَخْبرنِي عَن الْوضُوء. قَالَ: أَسْبغ الْوضُوء، وَبَالغ فِي الِاسْتِنْشَاق إِلَّا أَن تكون صَائِما ".

(1/457)


(بَاب الِاسْتِنْشَاق باليمنى والاسنثار باليسرى)
النَّسَائِيّ: أخبرنَا أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْمُغيرَة، ثَنَا عُثْمَان - يَعْنِي ابْن سعيد ابْن كثير بن دِينَار - عَن شُعَيْب، عَن الزُّهْرِيّ، أَخْبرنِي عَطاء بن يزِيد، عَن حمْرَان " أَنه رأى عُثْمَان دَعَا بِوضُوء فأفرغ على يَده من إنائه، فغسلها ثَلَاث مَرَّات، ثمَّ أَدخل يَمِينه فِي الْوضُوء فَتَمَضْمَض واستنشق واستنثر، ثمَّ غسل وَجهه ثَلَاثًا، وَيَديه إِلَى الْمرْفقين ثَلَاث مَرَّات، ثمَّ مسح بِرَأْسِهِ، ثمَّ غسل كل رجل من رجلَيْهِ ثَلَاث مَرَّات، ثمَّ قَالَ: رَأَيْت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يتَوَضَّأ نَحْو وضوئي هَذَا. ثمَّ قَالَ: من تَوَضَّأ مثل وضوئي هَذَا، ثمَّ قَامَ فصلى رَكْعَتَيْنِ لَا يحدث فيهمَا نَفسه غفر لَهُ مَا تقدم من ذَنبه ".
النَّسَائِيّ: أخبرنَا مُوسَى بن عبد الرَّحْمَن، ثَنَا حُسَيْن بن عَليّ، عَن زَائِدَة، ابْنا خَالِد بن عَلْقَمَة، عَن عبد خير، عَن عَليّ " أَنه دَعَا بِوضُوء فَتَمَضْمَض واستنشق ونثر بِيَدِهِ الْيُسْرَى فَفعل هَذَا ثَلَاثًا، ثمَّ قَالَ: هَذَا طهُور نَبِي الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ".
(بَاب الْمَضْمَضَة وَالِاسْتِنْشَاق مرّة وَاحِدَة من كف وَاحِد)
النَّسَائِيّ: أَخْبرنِي قُتَيْبَة بن سعيد، ثَنَا عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد، أَنا زيد بن أسلم، عَن عَطاء بن يسَار، عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: " تَوَضَّأ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَأدْخل يَده فِي الْإِنَاء فاستنشق ومضمض مرّة وَاحِدَة ".
النَّسَائِيّ: أَخْبرنِي الْهَيْثَم بن أَيُّوب، ثَنَا عبد الْعَزِيز بِهَذَا الْإِسْنَاد: " رَأَيْت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - تَوَضَّأ فَغسل يَدَيْهِ / ثمَّ تمضمض واستنشق من غرفَة وَاحِدَة ".

(1/458)


أَبُو دَاوُد: حَدثنَا مُسَدّد، ثَنَا بشر بن الْمفضل، حَدثنَا عبد الله بن مُحَمَّد بن عقيل، عَن الرّبيع بنت معوذ بن عفراء قَالَت: " كَانَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يأتينا [فحدثتنا] أَنه قَالَ: اسكبي لي وضُوءًا ... " فَذكرت وضوء النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ فِيهِ: " فَغسل كفيه ثَلَاثًا ووضأ وَجهه ثَلَاثًا، ومضمض واستنشق مرّة، ووضأ يَدَيْهِ ثَلَاثًا، وَمسح بِرَأْسِهِ مرَّتَيْنِ يبْدَأ بمؤخر رَأسه ثمَّ بمقدمه، وبأذنيه كلتيهما ظهورهما وبطونهما، ووضأ رجلَيْهِ ثَلَاثًا ثَلَاثًا ". وَهَذَا معنى حَدِيث مُسَدّد.
(بَاب الْمَضْمَضَة وَالِاسْتِنْشَاق ثَلَاثًا بِثَلَاث غرفات)
البُخَارِيّ: حَدثنَا سُلَيْمَان بن حَرْب، ثَنَا وهيب، ثَنَا عَمْرو بن يحيى، عَن أَبِيه قَالَ: " شهِدت عَمْرو بن أبي حسن سَأَلَ عبد الله بن زيد عَن وضوء النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، فَدَعَا بتور من مَاء فَتَوَضَّأ لَهُم، فكفأه على يَدَيْهِ فغسلهما ثَلَاثًا، ثمَّ أَدخل يَده فِي الْإِنَاء فَمَضْمض واستنشق واستنثر ثَلَاثًا بِثَلَاث غرفات من مَاء، ثمَّ أَدخل يَده فَغسل وَجهه ثَلَاثًا، ثمَّ أَدخل يَده فِي الْإِنَاء فَغسل يَدَيْهِ إِلَى الْمرْفقين مرَّتَيْنِ مرَّتَيْنِ، ثمَّ أَدخل يَده فِي الْإِنَاء فَمسح بِرَأْسِهِ فَأقبل بيدَيْهِ وَأدبر بهَا، ثمَّ أَدخل يَده فِي الْإِنَاء فَغسل رجلَيْهِ ".
ثَنَا مُوسَى، ثَنَا وهيب، وَقَالَ: " مسح بِرَأْسِهِ مرّة ".
روى أَبُو دَاوُد: من طَرِيق لَيْث بن أبي سليم " أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فصل بَين

(1/459)


الْمَضْمَضَة وَالِاسْتِنْشَاق ".
وَلَيْث بن أبي سليم ضعفه النَّاس.
(بَاب غسل الْوَجْه وتخليل اللِّحْيَة)
مُسلم: حَدثنِي أَبُو الطَّاهِر وحرملة بن يحيى قَالَا: أبنا ابْن وهب، عَن يُونُس، عَن ابْن شهَاب، أَن عَطاء بن يزِيد اللَّيْثِيّ أخبرهُ، أَن حمْرَان مولى عُثْمَان أخبرهُ " أَن عُثْمَان بن عَفَّان - رَحمَه الله - دَعَا بِوضُوء فَتَوَضَّأ، فَغسل كفيه ثَلَاث مَرَّات، ثمَّ مضمض واستنثر، ثمَّ غسل وَجهه ثَلَاث مَرَّات، ثمَّ غسل يَده الْيُمْنَى إِلَى الْمرْفق ثَلَاث مَرَّات، ثمَّ غسل يَده الْيُسْرَى مثل ذَلِك، ثمَّ مسح رَأسه، ثمَّ غسل رجله الْيُمْنَى إِلَى الْكَعْبَيْنِ ثَلَاث مَرَّات، ثمَّ غسل الْيُسْرَى مثل ذَلِك، ثمَّ قَالَ: رَأَيْت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - تَوَضَّأ / نَحْو وضوئي هَذَا، ثمَّ قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: من تَوَضَّأ نَحْو وضوئي هَذَا ثمَّ قَامَ فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ لَا يحدث فيهمَا نَفسه غفر لَهُ مَا تقدم من ذَنبه ".
قَالَ ابْن شهَاب: وَكَانَ عُلَمَاؤُنَا يَقُولُونَ: هَذَا الْوضُوء أَسْبغ مَا يتَوَضَّأ بِهِ أحد للصَّلَاة.
التِّرْمِذِيّ: حَدثنَا يحيى بن مُوسَى، حَدثنَا عبد الرَّزَّاق، عَن إِسْرَائِيل، عَن عَامر بن شَقِيق، عَن أبي وَائِل، عَن عُثْمَان بن عَفَّان " أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كَانَ يخلل لحيته ".
قَالَ أَبُو عِيسَى: هَذَا حَدِيث حسن صَحِيح. قَالَ: وَقَالَ مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل: أصح شَيْء فِي هَذَا الْبَاب حَدِيث عَامر بن شَقِيق، عَن أبي وَائِل: عَن عُثْمَان.

(1/460)


أَبُو دَاوُد: حَدثنَا أَبُو تَوْبَة، ثَنَا أَبُو الْمليح، عَن الْوَلِيد بن زروان، عَن أنس بن مَالك: " أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كَانَ إِذا تَوَضَّأ أَخذ كفا من مَاء فَأدْخلهُ تَحت حنكه فخلل بِهِ لحيته. وَقَالَ: هَكَذَا أَمرنِي رَبِّي - عز وَجل ".
قَالَ أَبُو دَاوُد: الْوَلِيد بن زروان روى عَنهُ حجاج بن حجاج وَأَبُو الْمليح الرقي.
زَاد ابْن أبي حَاتِم: وجعفر بن برْقَان.
(بَاب غسل الْيَدَيْنِ إِلَى الْمرْفقين والتخليل بَين الْأَصَابِع)
البُخَارِيّ: حَدثنَا أَبُو الْيَمَان، ثَنَا شُعَيْب، عَن الزُّهْرِيّ، أَخْبرنِي عَطاء بن يزِيد، عَن حمْرَان مولى عُثْمَان بن عَفَّان " أَنه رأى عُثْمَان دَعَا بِوضُوء فأفرغ على يَدَيْهِ من إنائه فغسلهما ثَلَاث مَرَّات، ثمَّ أَدخل يَمِينه فِي الْوضُوء، ثمَّ تمضمض واستنشق واستنثر، ثمَّ غسل وَجهه ثَلَاثًا، وَيَديه إِلَى الْمرْفقين ثَلَاثًا، ثمَّ مسح بِرَأْسِهِ، ثمَّ غسل كل رجل ثَلَاثًا. ثمَّ قَالَ: رَأَيْت النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يتَوَضَّأ نَحْو وضوئي هَذَا، وَقَالَ: من تَوَضَّأ نَحْو وضوئي هَذَا ثمَّ صلى رَكْعَتَيْنِ لَا يحدث فيهمَا نَفسه غفر الله لَهُ مَا تقدم من ذَنبه ".
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا قُتَيْبَة [بن] سعيد فِي آخَرين، قَالُوا: ثَنَا يحيى بن سليم، عَن إِسْمَاعِيل بن كثير، عَن عَاصِم بن لَقِيط بن صبرَة، عَن أَبِيه لَقِيط ابْن صبرَة قَالَ: " كنت وَافد بني المنتفق - أَو فِي وَفد بني المنتفق - إِلَى رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -

(1/461)


قَالَ: فَلَمَّا قدمنَا على رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لم نصادفه فِي منزله وصادفنا عَائِشَة أم الْمُؤمنِينَ. قَالَ: / فَأمرت لنا بخزيرة فصنعت لنا. قَالَ: وأتينا بقناع - وَلم يفهم قُتَيْبَة القناع، والقناع طبق فِيهِ تمر - ثمَّ جَاءَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَقَالَ: هَل أصبْتُم شَيْئا أَو آمُر لكم بِشَيْء؟ قَالَ: فَقُلْنَا: نعم، يَا رَسُول الله. قَالَ: فَبَيْنَمَا نَحن مَعَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - جُلُوس إِذْ رفع الرَّاعِي غنمه إِلَى المراح، وَمَعَهُ سخلة تَيْعر، فَقَالَ: مَا ولدت يَا فلَان؟ قَالَ: بهمة. قَالَ: فاذبح لنا مَكَانهَا شَاة. قَالَ: قلت: يَا رَسُول الله، إِن لي امْرَأَة وَإِن فِي لسانها شَيْئا - يَعْنِي الْبذاء - قَالَ: فَطلقهَا إِذا. قلت: يَا رَسُول الله، إِن لَهَا صُحْبَة ولي مِنْهَا ولد. قَالَ: فَمُرْهَا - يَقُول: عظها - فَإِن يَك فِيهَا خير فستعقل [وَلَا] تضرب ظعينتك كضربك أمتك. قلت: يَا رَسُول الله، أَخْبرنِي عَن الْوضُوء. قَالَ: أَسْبغ الْوضُوء وخلل بَين الْأَصَابِع، وَبَالغ فِي الِاسْتِنْشَاق إِلَّا أَن تكون صَائِما ".
وَحدثنَا عقبَة بن مكرم، ثَنَا يحيى بن سعيد، ثَنَا ابْن جريج، ثَنَا إِسْمَاعِيل ابْن كثير ن عَن عَاصِم بن لَقِيط، عَن أَبِيه وَافد بني المنتفق " أَنه أَتَى عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا ... " فَذكر مَعْنَاهُ قَالَ: " فَلم ينشب أَن جَاءَ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَتَكَفَّأ ". وَقَالَ: " عصيدة " مَكَان " خزيرة ".
(بَاب مسح الرَّأْس والأذنين)
البُخَارِيّ: حَدثنَا عبد الله بن يُوسُف، حَدثنَا مَالك، عَن عَمْرو بن يحيى الْمَازِني، عَن أَبِيه " أَن رجلا قَالَ لعبد الله بن زيد - وَهُوَ جد عَمْرو بن يحيى -: هَل تَسْتَطِيع أَن تريني كَيفَ كَانَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يتَوَضَّأ؟ فَقَالَ عبد الله بن زيد: نعم. فَدَعَا بِمَاء فأفرغ على يَده فَغسله يَده مرَّتَيْنِ، ثمَّ مضمض واستنثر ثَلَاثًا، ثمَّ غسل وَجهه ثَلَاثًا، ثمَّ غسل يَدَيْهِ مرَّتَيْنِ مرَّتَيْنِ إِلَى الْمرْفقين [ثمَّ] مسح رَأسه بيدَيْهِ

(1/462)


فَأقبل بهما وَأدبر، بَدَأَ بِمقدم رَأسه حَتَّى ذهب بهما إِلَى قَفاهُ، ثمَّ ردهما إِلَى الْمَكَان الَّذِي بَدَأَ مِنْهُ، ثمَّ غسل رجلَيْهِ ".
مُسلم: حَدثنَا عبد الرَّحْمَن بن بشر الْعَبْدي، ثَنَا بهز، ثَنَا وهيب، ثَنَا عَمْرو بن يحيى بِهَذَا الْإِسْنَاد، قَالَ: " فَمسح بِرَأْسِهِ فَأقبل بِهِ وَأدبر مرّة وَاحِدَة ".
قَالَ بهز: أمْلى عَليّ وهيب هَذَا الحَدِيث. وَقَالَ وهيب: أمْلى عَليّ عَمْرو ابْن يحيى / هَذَا الحَدِيث مرَّتَيْنِ.
وَقد تقدم من طَرِيق البُخَارِيّ من حَدِيث عبد الله بن زيد بن عَاصِم، فِي بَاب غسل الْوَجْه " أَنه عَلَيْهِ السَّلَام مسح رَأسه مرّة وَاحِدَة ".
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا مُسَدّد، ثَنَا أَبُو عوَانَة، عَن خَالِد [بن] عَلْقَمَة، عَن عبد خير، وصف وضوء عَليّ - رَضِي الله عَنهُ - قَالَ: " فَمسح بِرَأْسِهِ مرّة وَاحِدَة. ثمَّ قَالَ: من سره أَن يعلم وضوء رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَهُوَ هَذَا ".
النَّسَائِيّ: أخبرنَا مُحَمَّد بن مَنْصُور، ثَنَا سُفْيَان، عَن عَمْرو بن يحيى، عَن أَبِيه، عَن عبد الله بن زيد - الَّذِي أرِي النداء - قَالَ: " رَأَيْت النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - تَوَضَّأ وَغسل وَجهه ثَلَاثًا، وَيَديه مرَّتَيْنِ، وَغسل رجلَيْهِ مرَّتَيْنِ، وَمسح بِرَأْسِهِ مرَّتَيْنِ ".

(1/463)


أَبُو دَاوُد: حَدثنَا مُحَمَّد بن الْمثنى، ثَنَا الضَّحَّاك بن مخلد، ثَنَا عبد الرَّحْمَن ابْن وردان، حَدثنِي أَبُو سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن، حَدثنِي حمْرَان قَالَ: " رَأَيْت عُثْمَان بن عَفَّان تَوَضَّأ ... " فَذكر الحَدِيث. قَالَ: " ثمَّ مسح رَأسه ثَلَاثًا، ثمَّ غسل رجلَيْهِ ثَلَاثًا، ثمَّ قَالَ: رَأَيْت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - تَوَضَّأ هَكَذَا ".
قَالَ يحيى بن معِين: عبد الرَّحْمَن بن وردان صَالح. وَقَالَ أَبُو حَاتِم: عبد الرَّحْمَن بن وردان مَا بحَديثه بَأْس.
أَبُو دَاوُد: ثَنَا هَارُون بن عبد الله، ثَنَا يحيى بن آدم، حَدثنَا إِسْرَائِيل، عَن عَامر بن شَقِيق بن [جَمْرَة] ، عَن شَقِيق بن سَلمَة. قَالَ: " رَأَيْت عُثْمَان بن عَفَّان غسل ذِرَاعَيْهِ ثَلَاثًا ثَلَاثًا، وَمسح بِرَأْسِهِ ثَلَاثًا، ثمَّ قَالَ: رَأَيْت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فعل هَذَا ".
عَامر بن شَقِيق هَذَا ضعفه أَبُو حَاتِم وَيحيى بن معِين، وَقَالَ النَّسَائِيّ: عَامر ابْن شَقِيق لَيْسَ بِهِ بَأْس.
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا مُؤَمل بن الْفضل الْحَرَّانِي، ثَنَا الْوَلِيد بن مُسلم، ثَنَا عبد الله بن الْعَلَاء، ثَنَا أَبُو الْأَزْهَر الْمُغيرَة بن أبي فَرْوَة وَيزِيد بن مَالك " أَن مُعَاوِيَة تَوَضَّأ للنَّاس كَمَا رأى رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - تَوَضَّأ، فَلَمَّا بلغ رَأسه اغترف غرفَة من مَاء فتلقاها بِشمَالِهِ حَتَّى وَضعهَا على وسط رَأسه حَتَّى قطر المَاء أَو كَاد يقطر، ثمَّ مسح من مقدمه إِلَى مؤخره، وَمن مؤخره إِلَى مقدمه ".
وَحدثنَا مَحْمُود بن خَالِد، ثَنَا الْوَلِيد بِهَذَا الْإِسْنَاد قَالَ: " فَتَوَضَّأ ثَلَاثًا ثَلَاثًا، وَغسل رجلَيْهِ بِغَيْر عدد ".

(1/464)


/ أَبُو دَاوُد: حَدثنَا قُتَيْبَة بن سعيد وَيزِيد بن خَالِد الْهَمدَانِي، قَالَا: ثَنَا اللَّيْث، عَن ابْن عجلَان، عَن عبد الله بن مُحَمَّد بن عقيل، عَن ربيع بنت معوذ ابْن عفراء " أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - تَوَضَّأ عندنَا فَمسح الرَّأْس كُله من [قرن] الشّعْر، كل نَاحيَة [لمنصب] الشّعْر، لَا يُحَرك الشّعْر عَن [هَيئته] ".
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا مُحَمَّد بن دَاوُد الإسْكَنْدراني، ثَنَا زِيَاد بن يُونُس، حَدثنِي سعيد بن زِيَاد الْمُؤَذّن، عَن عُثْمَان بن عبد الرَّحْمَن التَّيْمِيّ قَالَ: " سُئِلَ ابْن أبي مليكَة عَن الْوضُوء فَقَالَ: رَأَيْت عُثْمَان بن عَفَّان - رَحمَه الله - سُئِلَ عَن الْوضُوء،، فَدَعَا بِمَاء فَأتي بميضأة، فأصغاها على يَده الْيُمْنَى، ثمَّ أدخلها فِي المَاء فَتَمَضْمَض ثَلَاثًا، واستنثر ثَلَاثًا، وَغسل وَجهه ثَلَاثًا، وَغسل يَده الْيُمْنَى ثَلَاثًا، وَغسل يَده الْيُسْرَى ثَلَاثًا، ثمَّ أَدخل يَده فَأخذ مَاء فَمسح بِرَأْسِهِ وَأُذُنَيْهِ، فَغسل بطونهما وَظُهُورهمَا مرّة وَاحِدَة، ثمَّ غسل رجلَيْهِ، ثمَّ قَالَ: أَيْن السائلون عَن الْوضُوء؟ هَكَذَا رَأَيْت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يتَوَضَّأ ".
قَالَ أَبُو دَاوُد: أَحَادِيث عُثْمَان الصِّحَاح كلهَا تدل على مسح الراس أَنه مرّة فَإِنَّهُم ذكرُوا الْوضُوء ثَلَاثًا، قَالُوا فِيهَا: " وَمسح رَأسه ". وَلم يذكرُوا عددا كَمَا ذكرُوا فِي غَيره.
النَّسَائِيّ: أخبرنَا الْهَيْثَم بن أَيُّوب الطَّالقَانِي، ثَنَا عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد، أَنا زيد بن أسلم، عَن عَطاء بن يسَار، عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: " رَأَيْت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - تَوَضَّأ فَغسل يَدَيْهِ، ثمَّ مضمض واستنشق من غرفَة وَاحِدَة، وَغسل وَجهه وَغسل يَدَيْهِ مرّة مرّة، وَمسح بِرَأْسِهِ وَأُذُنَيْهِ مرّة ".

(1/465)


التِّرْمِذِيّ وَأَبُو دَاوُد قَالَا: حَدثنَا قُتَيْبَة، ثَنَا بكر بن مُضر، عَن ابْن عجلَان، عَن عبد الله بن مُحَمَّد بن عقيل أَن ربيع بنت معوذ بن عفراء أخْبرته قَالَت: " رَأَيْت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يتَوَضَّأ. قَالَت: فَمسح رَأسه وَمسح مَا أقبل مِنْهُ وَمَا أدبر، وصدغيه وَأُذُنَيْهِ مرّة وَاحِدَة ".
اللَّفْظ لأبي دَاوُد، وَقَالَ التِّرْمِذِيّ عَن الرّبيع " أَنَّهَا رَأَتْ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ".
/ وَقَالَ: حَدِيث الرّبيع حَدِيث حسن.
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا الْحسن بن عَليّ، ثَنَا يزِيد بن هَارُون، أَنا عباد بن مَنْصُور، عَن عِكْرِمَة بن خَالِد، عَن سعيد بن جُبَير، عَن ابْن عَبَّاس " رأى رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يتَوَضَّأ ... " فَذكر الحَدِيث كُله ثَلَاثًا ثَلَاثًا، قَالَ: " وَمسح بِرَأْسِهِ [وَأُذُنَيْهِ] مسحة وَاحِدَة ".
التِّرْمِذِيّ: حَدثنَا قُتَيْبَة، ثَنَا بشر بن الْمفضل، عَن عبد الله بن مُحَمَّد بن عقيل، عَن الرّبيع بنت معوذ بن عفراء " أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مسح بِرَأْسِهِ مرَّتَيْنِ بَدَأَ بمؤخر رَأسه ثمَّ بمقدمه، وبأذنيه كلتيهما ظهورهما وبطونهما ".
النَّسَائِيّ: أخبرنَا مُجَاهِد بن مُوسَى، ثَنَا عبد الله بن إِدْرِيس، ثَنَا ابْن عجلَان، عَن زيد بن أسلم، عَن عَطاء بن يسَار، عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: " تَوَضَّأ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فغرف غرفَة فَمَضْمض واستنشق ... " وَذكر الحَدِيث قَالَ: " ثمَّ مسح بِرَأْسِهِ وَأُذُنَيْهِ باطنهما بالسباحتين وظاهرهما بإبهاميه ".

(1/466)


أَبُو دَاوُد: حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن سعيد، ثَنَا وَكِيع، ثَنَا الْحسن بن صَالح، عَن عبد الله بن مُحَمَّد بن عقيل، بِهَذَا الْإِسْنَاد " أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - تَوَضَّأ فَأدْخل أصبعيه فِي جحري أُذُنَيْهِ ".
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا مَحْمُود بن خَالِد وَيَعْقُوب بن كَعْب الْأَنْطَاكِي - لَفظه - قَالَا: ثَنَا الْوَلِيد بن مُسلم، عَن حريز بن عُثْمَان، عَن عبد الرَّحْمَن بن ميسرَة، عَن الْمِقْدَام بن معدي كرب قَالَ: " رَأَيْت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يتَوَضَّأ، فَلَمَّا بلغ مسح رَأسه وضع كفيه على مقدم رَأسه، فَأَمرهمَا حَتَّى بلغ الْقَفَا. ثمَّ ردهما إِلَى الْمَكَان الَّذِي مِنْهُ بَدَأَ ".
قَالَ مَحْمُود: أَخْبرنِي جرير.
قَالَ أَبُو دَاوُد: ثَنَا مَحْمُود بن خَالِد وَهِشَام بن خَالِد - الْمَعْنى - قَالَا: ثَنَا الْوَلِيد بِهَذَا الْإِسْنَاد قَالَ: " مسح بأذنيه ظاهرهما وباطنهما ".
زَاد هِشَام: " وَأدْخل أَصَابِعه فِي صماخ أُذُنَيْهِ ".
الدَّارَقُطْنِيّ: حَدثنَا أَبُو مُحَمَّد بن صاعد - إملاء - ثَنَا بنْدَار، ثَنَا عبد الْوَهَّاب الثَّقَفِيّ، ثَنَا حميد، عَن أنس " أَنه كَانَ يتَوَضَّأ فيمسح ظَاهر أُذُنَيْهِ وباطنهما، ثمَّ قَالَ: رَأَيْت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فعل ذَلِك ". قَالَ ابْن صاعد: هَكَذَا يَقُول / الثَّقَفِيّ وَغَيره، يرويهِ عَن أنس عَن ابْن مَسْعُود من فعله.
وروى أَبُو عِيسَى التِّرْمِذِيّ فِي كتاب الْعِلَل: ثَنَا مُحَمَّد بن عبيد، ثَنَا ابْن أبي

(1/467)


زَائِدَة، عَن شُعْبَة، عَن حبيب بن زيد، عَن عباد بن تَمِيم، عَن عبد الله بن زيد " أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - تَوَضَّأ وَمسح بأذنيه ".
وَقَالَ: سَأَلت مُحَمَّدًا عَن هَذَا الحَدِيث فَقَالَ: حَدثنِي فَرْوَة بن أبي المغراء، عَن ابْن أبي زَائِدَة، عَن شُعْبَة، عَن حبيب بن زيد، بِهَذَا. انْتهى حَدِيث أبي عِيسَى.
قَالَ يحيى بن معِين: حبيب بن زيد ثِقَة.
الدَّارَقُطْنِيّ: حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الله بن زَكَرِيَّا النَّيْسَابُورِي بِمصْر، حَدثنَا أَحْمد بن عَمْرو بن عبد الْخَالِق الْبَزَّار، ثَنَا أَبُو كَامِل الجحدري، ثَنَا غنْدر، عَن ابْن جريج، عَن عَطاء، عَن ابْن عَبَّاس أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " الأذنان من الرَّأْس ".
قَالَ أَبُو الْحسن: وهم أَبُو كَامِل فِي هَذَا الحَدِيث، وَالصَّوَاب مَا روى وَكِيع وَعبد الرَّزَّاق عَن ابْن جريج، قَالَ: حَدثنِي سُلَيْمَان بن مُوسَى أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " الأذنان من الرَّأْس ".
وَقد رَوَاهُ أَبُو الْحسن من طرق صَحِيحَة مَوْقُوفا على ابْن عمر.
(بَاب اسْتِئْنَاف المَاء لمسح الرَّأْس وَمن مسح رَأسه بِفضل مَاء يَده)
مُسلم: حَدثنَا هَارُون بن مَعْرُوف.
قَالَ: وحَدثني هَارُون بن سعيد الْأَيْلِي وَأَبُو طَاهِر، قَالُوا جَمِيعًا: ثَنَا ابْن وهب، أَخْبرنِي عَمْرو بن الْحَارِث، أَن حبَان بن وَاسع حَدثهُ أَن أَبَاهُ حَدثهُ، أَنه

(1/468)


سمع عبد الله بن زيد بن عَاصِم الْمَازِني يذكر " أَنه رأى رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - تَوَضَّأ فَمَضْمض، ثمَّ استنثر، ثمَّ غسل وَجهه ثَلَاثًا وَيَده الْيُمْنَى ثَلَاثًا وَالْأُخْرَى ثَلَاثًا، وَمسح رَأسه بِمَاء غير فضل يَده، وَغسل رجلَيْهِ حَتَّى أنقاهما ".
قَالَ أَبُو الطَّاهِر: ثَنَا ابْن وهب عَن عَمْرو بن الْحَارِث.
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا مُسَدّد، ثَنَا عبد الله بن دَاوُد، عَن سُفْيَان بن سعيد، عَن ابْن عقيل، عَن الرّبيع " أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مسح رَأسه من فضل مَاء كَانَ فِي يَده ".
قَالَ أَبُو عِيسَى: كَانَ الْحميدِي / وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وَأحمد بن حَنْبَل يحتجون بِحَدِيث عبد الله بن مُحَمَّد بن عقيل.
(بَاب غسل الرجلَيْن)
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا أَحْمد بن عَمْرو بن السَّرْح، ثَنَا ابْن وهب، عَن عَمْرو بن الْحَارِث، أَن حبَان بن وَاسع حَدثهُ، أَن أَبَاهُ حَدثهُ، أَنه سمع عبد الله بن زيد الْمَازِني يذكر " أَنه رأى رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ... ". فَذكر وضوءه. قَالَ: " وَمسح رَأسه بِمَاء غير فضل يَده، وَغسل رجلَيْهِ حَتَّى أنقاهما ".
النَّسَائِيّ: أخبرنَا سُوَيْد بن نصر، [أَنا] عبد الله، عَن معمر، عَن الزُّهْرِيّ، عَن عَطاء بن يزِيد اللَّيْثِيّ، عَن حمْرَان بن أبان قَالَ: " رَأَيْت عُثْمَان تَوَضَّأ فأفرغ على يَدَيْهِ ثَلَاثًا فغسلهما، ثمَّ مضمض واستنشق، ثمَّ غسل وَجهه، ثمَّ غسل يَده الْيُمْنَى إِلَى الْمرَافِق ثَلَاثًا. ثمَّ الْيُسْرَى مثل ذَلِك، ثمَّ مسح بِرَأْسِهِ، ثمَّ غسل

(1/469)


قدمه الْيُمْنَى ثَلَاثًا، ثمَّ الْيُسْرَى مثل ذَلِك، ثمَّ قَالَ: رَأَيْت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - تَوَضَّأ نَحْو وضوئي هَذَا، ثمَّ قَالَ: من تَوَضَّأ نَحْو وضوئي هَذَا ثمَّ صلى رَكْعَتَيْنِ لَا يحدث فيهمَا نَفسه بِشَيْء غفر لَهُ مَا تقدم من ذَنبه ".
النَّسَائِيّ: أخبرنَا مُحَمَّد بن بشار، ثَنَا مُحَمَّد، ثَنَا شُعْبَة، أَخْبرنِي أَبُو جَعْفَر الْمدنِي، سَمِعت ابْن عُثْمَان بن حنيف - يَعْنِي عمَارَة - قَالَ: حَدثنِي الْقَيْسِي " أَنه كَانَ مَعَ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِي سفر فَأتي بِمَاء، فَقَالَ على يَدَيْهِ من الْإِنَاء فغسلهما مرّة، وَغسل وَجهه وذراعيه مرّة، وَغسل رجلَيْهِ (بيدَيْهِ كلتيهما) .
(بَاب التَّخْلِيل بَين الْأَصَابِع)
النَّسَائِيّ: أخبرنَا مُحَمَّد بن رَافع، حَدثنَا يحيى بن آدم، ثَنَا سُفْيَان، عَن أبي هَاشم عَن عَاصِم بن لَقِيط، عَن أَبِيه قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " إِذا تَوَضَّأت فأسبغ الْوضُوء وخلل بَين الْأَصَابِع ".
التِّرْمِذِيّ: حَدثنَا قُتَيْبَة وهناد قَالَا: ثَنَا وَكِيع، عَن سُفْيَان بِهَذَا الْإِسْنَاد مثله.
قَالَ أَبُو عِيسَى: هَذَا حَدِيث حسن صَحِيح.
(بَاب الْمسْح على الْخُفَّيْنِ)
مُسلم: حَدثنَا يحيى بن يحيى وَإِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم وَأَبُو كريب، جَمِيعًا عَن

(1/470)


أبي مُعَاوِيَة.
وثنا / أَبُو بكر بن أبي شيبَة، ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَة ووكيع - وَاللَّفْظ ليحيى - أَنا أَبُو مُعَاوِيَة، عَن الْأَعْمَش، عَن إِبْرَاهِيم، عَن همام قَالَ: " بَال جرير ثمَّ تَوَضَّأ وَمسح على خفيه فَقيل: تفعل هَذَا؟ فَقَالَ: نعم، رَأَيْت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بَال ثمَّ تَوَضَّأ وَمسح على خفيه ".
قَالَ الْأَعْمَش: قَالَ إِبْرَاهِيم: كَانَ يعجبهم هَذَا الحَدِيث؛ لِأَن إِسْلَام جرير كَانَ بعد نزُول الْمَائِدَة.
مُسلم: حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الله بن نمير، ثَنَا أبي، ثَنَا زَكَرِيَّا، عَن عَامر، أَخْبرنِي عُرْوَة بن الْمُغيرَة، عَن أَبِيه قَالَ: " كنت مَعَ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ذَات لَيْلَة فِي مسير فَقَالَ لي: أَمَعَك مَاء؟ قلت: نعم. فَنزل عَن رَاحِلَته، فَمشى حَتَّى توارى فِي سَواد اللَّيْل، ثمَّ جَاءَ فأفرغت عَلَيْهِ من الْإِدَاوَة، فَغسل وَجهه، وَعَلِيهِ جُبَّة من صوف فَلم يَسْتَطِيع أَن يخرج ذِرَاعَيْهِ مِنْهَا حَتَّى أخرجهُمَا من أَسْفَل الْجُبَّة، فَغسل ذِرَاعَيْهِ وَمسح بِرَأْسِهِ، ثمَّ أهويت لأنزع خفيه، فَقَالَ: دعهما فَإِنِّي أدخلتهما طاهرتين وَمسح عَلَيْهِمَا ".
الدَّارَقُطْنِيّ: حَدثنَا أَبُو بكر النَّيْسَابُورِي، ثَنَا مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْجُنَيْد، ثَنَا الْحميدِي، ثَنَا سُفْيَان، ثَنَا زَكَرِيَّا بن أبي زَائِدَة وحصين بن عبد الرَّحْمَن وَيُونُس ابْن أبي إِسْحَاق، عَن الشّعبِيّ، عَن عُرْوَة بن الْمُغيرَة، عَن أَبِيه قَالَ: قلت: يَا رَسُول الله، أيمسح أَحَدنَا على خفيه؟ قَالَ: نعم، إِذا أدخلهما طاهرتين ".

(1/471)


قَالَ ابْن أبي حَاتِم: مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْجُنَيْد كتبت عَنهُ مَعَ أبي، وَهُوَ صَدُوق.
مُسلم: حَدثنَا إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم وَعلي بن خشرم جَمِيعًا، عَن عِيسَى بن يُونُس - قَالَ إِسْحَاق: أَنا عِيسَى - حَدثنَا الْأَعْمَش، عَن مُسلم، عَن مَسْرُوق، عَن الْمُغيرَة بن شُعْبَة قَالَ: " خرج رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ليقضي حَاجته، فَلَمَّا رَجَعَ تلقيته بِالْإِدَاوَةِ فَصَبَبْت عَلَيْهِ فَغسل يَدَيْهِ، ثمَّ غسل وَجهه، ثمَّ ذهب ليغسل ذِرَاعَيْهِ فضاقت الْجُبَّة، فأخرجهما من تَحت الْجُبَّة فغسلهما، وَمسح رَأسه، وَمسح على خفيه، ثمَّ صلى بِنَا ".
(بَاب الْمسْح على ظَاهر الْخُف)
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا مُحَمَّد بن الْعَلَاء، ثَنَا حَفْص / بن غياث، ثَنَا الْأَعْمَش، عَن أبي إِسْحَاق، عَن عبد خير، عَن عَليّ قَالَ: " لَو كَانَ الدَّين بِالرَّأْيِ لَكَانَ أَسْفَل الْخُف أولى بِالْمَسْحِ من أَعْلَاهُ؛ وَقد رَأَيْت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يمسح على ظَاهر خفيه ".
الدَّارَقُطْنِيّ: حَدثنَا الْحُسَيْن بن إِسْمَاعِيل، ثَنَا عَليّ بن حَرْب، ثَنَا زيد بن الْحباب، ثَنَا خَالِد بن أبي بكر بن عبيد الله بن عبد الله بن عمر، حَدثنِي سَالم، عَن أَبِيه قَالَ: " سَأَلَ سعد عمر عَن الْمسْح على الْخُفَّيْنِ، فَقَالَ عمر: سَمِعت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَأْمر بِالْمَسْحِ على ظَاهر الْخُف ثَلَاثَة أَيَّام ولياليهن وللمقيم يَوْم وَلَيْلَة ".

(1/472)


خَالِد هَذَا روى عَنهُ معن والنفيلي وَإِسْحَاق الْفَروِي وَزيد بن الْحباب، قَالَ أَبُو حَاتِم: خَالِد بن أبي بكر يكْتب حَدِيثه.
التِّرْمِذِيّ: حَدثنَا أَبُو الْوَلِيد الدِّمَشْقِي، ثَنَا الْوَلِيد بن مُسلم، أَخْبرنِي ثَوْر ابْن يزِيد، عَن رَجَاء بن حَيْوَة، عَن كَاتب الْمُغيرَة، عَن الْمُغيرَة بن شُعْبَة " أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مسح أَعلَى الْخُف وأسفله ".
قَالَ أَبُو عِيسَى: وَسَأَلت أَبَا زرْعَة ومحمدا عَن هَذَا الحَدِيث فَقَالَا: لَيْسَ بِصَحِيح؛ لِأَن ابْن الْمُبَارك روى هَذَا عَن ثَوْر بن يزِيد، عَن رَجَاء حدثت عَن كَاتب الْمُغيرَة مُرْسلا، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، وَلم يذكر فِيهِ الْمُغيرَة.
(بَاب الْمسْح على الجوربين والنعلين)
التِّرْمِذِيّ: حَدثنَا هناد ومحمود بن غيلَان، قَالَا: ثَنَا وَكِيع، عَن سُفْيَان، عَن أبي قيس، عَن هزيل بن شُرَحْبِيل، عَن الْمُغيرَة بن شُعْبَة قَالَ: " تَوَضَّأ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَمسح على الجوربين والنعلين ".
قَالَ أَبُو عِيسَى: هَذَا حَدِيث حسن صَحِيح.
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا مُسَدّد وَعباد بن مُوسَى قَالَ: ثَنَا هشيم، عَن يعلى بن عَطاء، عَن أَبِيه، قَالَ عباد: أَخْبرنِي أَوْس بن أبي أَوْس الثَّقَفِيّ " أَنه رأى

(1/473)


رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَتَى كظامة قوم: يَعْنِي الميضأة - ثمَّ اتفقَا وَلم يذكر مُسَدّد الميضأة والكظامة - فَتَوَضَّأ وَمسح على نَعْلَيْه وقدميه ".
الْبَزَّار: حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن سعيد، ثَنَا روح بن عبَادَة، عَن ابْن أبي ذِئْب، / عَن نَافِع " أَن ابْن عمر كَانَ يتَوَضَّأ - ونعلاه - فِي رجلَيْهِ وَيمْسَح عَلَيْهِمَا وَيَقُول: كَذَلِك كَانَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يفعل ".
قَالَ أَبُو بكر: وَهَذَا الحَدِيث لَا نعلم رَوَاهُ عَن نَافِع إِلَّا ابْن أبي ذِئْب، وَلَا نعلم رَوَاهُ عندنَا إِلَّا روح، وَإِنَّمَا كَانَ يمسح عَلَيْهِمَا لِأَنَّهُ تَوَضَّأ من عين جَدب فَهَذَا مَعْنَاهُ عندنَا.
الْبَزَّار: حَدثنَا عَمْرو بن عَليّ، ثَنَا حُسَيْن بن حَفْص، ثَنَا هِشَام بن سعد، عَن زيد بن أسلم، عَن عَطاء، عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: " تَوَضَّأ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فغرف غرفَة فَمَضْمض واستنشق وَغسل وَجهه، ثمَّ غرف غرفَة فَغسل يَده الْيُمْنَى، ثمَّ غرف غرفَة فَغسل يَده الْيُسْرَى، ثمَّ غرف غرفَة فَمسح رَأسه وَأُذُنَيْهِ ورش على قَدَمَيْهِ وَفِيهِمَا نَعْلَانِ وَمسح ظاهرهما وباطنهما ".
هِشَام بن سعد وَثَّقَهُ أَبُو بكر الْبَزَّار، وَقَالَ: لَا نعلم لَهُ عِلّة توجب التَّوَقُّف عَن حَدِيثه. وَضَعفه أَحْمد بن حَنْبَل وَيحيى بن معِين، وَقَالَ أَبُو زرْعَة: هِشَام ابْن سعد شيخ مَحَله الصدْق.
(بَاب الْمسْح على الْخُفَّيْنِ فِي الْحَضَر)
قَاسم بن أصبغ: حَدثنَا ابْن وضاح، ثَنَا أَبُو الطَّاهِر، حَدثنِي عبد الله بن نَافِع، عَن دَاوُد بن قيس، عَن زيد بن أسلم، عَن عَطاء بن يسَار، عَن أُسَامَة بن زيد " أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - دخل دَار جمل فَتَوَضَّأ وَمسح على خفيه ".

(1/474)


قَالَ أَبُو مُصعب: دَار جمل بِالْمَدِينَةِ.
رَوَاهُ أَبُو عمر، عَن عبد الْوَارِث بن سُفْيَان، عَن قَاسم بن أصبغ. قَالَ: وَهَذَا أحسن مَا رُوِيَ فِي الْمسْح فِي الْحَضَر.
(بَاب الْمسْح على الْعِمَامَة والناصية)
مُسلم: حَدثنِي مُحَمَّد بن عبد الله بن بزيع، ثَنَا يزِيد - يَعْنِي ابْن زُرَيْع - ثَنَا حميد الطَّوِيل، ثَنَا بكر بن عبد الله الْمُزنِيّ، عَن عُرْوَة بن الْمُغيرَة بن شُعْبَة، عَن أَبِيه قَالَ: " تخلف رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَتَخَلَّفت مَعَه فَلَمَّا قضى حَاجته قَالَ: أَمَعَك مَاء؟ فَأَتَيْته بمطهرة فَغسل كفيه وَوَجهه، ثمَّ ذهب يحسر عَن ذِرَاعَيْهِ، فَضَاقَ كم [الْجُبَّة] فَأخْرج [يَده] من تَحت الْجُبَّة وَألقى الْجُبَّة / على مَنْكِبَيْه، وَغسل ذِرَاعَيْهِ، وَمسح بناصيته وعَلى الْعِمَامَة وعَلى خفيه، ثمَّ ركب وَركبت، فَانْتَهَيْنَا إِلَى الْقَوْم وَقد قَامُوا فِي الصَّلَاة يُصَلِّي بهم عبد الرَّحْمَن بن عَوْف، وَقد ركع بهم رَكْعَة، فَلَمَّا أحس بِالنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ذهب يتَأَخَّر، فَأَوْمأ إِلَيْهِ فصلى بهم. فَلَمَّا سلم قَامَ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَقمت فَرَكَعْنَا الرَّكْعَة الَّتِي سبقتنا ".
النَّسَائِيّ: أخبرنَا يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم، ثَنَا هشيم، أخبرنَا يُونُس بن عبيد، عَن ابْن سِيرِين، أَخْبرنِي عَمْرو بن وهب الثَّقَفِيّ، سَمِعت الْمُغيرَة بن شُعْبَة، بِمَعْنى حَدِيث مُسلم، وَقَالَ فِيهِ: " وَمسح بناصيته وجانبي عمَامَته ".
قَالَ الْحميدِي: قَالَ أَبُو مَسْعُود الدِّمَشْقِي فِي كِتَابه: كَذَا قَالَ مُسلم فِي حَدِيث ابْن بزيع، عَن يزِيد بن زُرَيْع: " عُرْوَة " وَخَالفهُ النَّاس فَقَالُوا: " حَمْزَة " بدل " عُرْوَة ".

(1/475)


مُسلم: حَدثنَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة وَمُحَمّد بن الْعَلَاء قَالَا: ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَة.
وثنا إِسْحَاق، أَنا عِيسَى بن يُونُس كِلَاهُمَا، عَن الْأَعْمَش، عَن الحكم، عَن عبد الرَّحْمَن بن أبي ليلى، عَن كَعْب بن عجْرَة، عَن بِلَال " أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مسح على الْخُفَّيْنِ والخمار ".
وَفِي حَدِيث عِيسَى: " حَدثنِي الحكم "، " حَدثنِي بِلَال ".
مُسلم: حَدثنَا أُميَّة بن بسطَام، وَمُحَمّد بن عبد الْأَعْلَى، ثَنَا الْمُعْتَمِر، عَن أَبِيه، عَن بكر بن عبد الله، عَن ابْن الْمُغيرَة، عَن أَبِيه " أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مسح على الْخُفَّيْنِ ومقدم رَأسه وعَلى عمَامَته ".
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا أَحْمد بن صَالح، ثَنَا ابْن وهب، حَدثنِي مُعَاوِيَة بن صَالح، عَن عبد الْعَزِيز بن مُسلم، عَن أبي معقل، عَن أنس بن مَالك قَالَ: " رَأَيْت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يتَوَضَّأ وَعَلِيهِ عِمَامَة قطرية، فَأدْخل يَده من تَحت الْعِمَامَة فَمسح مقدم رَأسه، وَلم ينْقض الْعِمَامَة ".
(بَاب التَّوْقِيت فِي الْمسْح على الْخُفَّيْنِ)
مُسلم: حَدثنَا إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم الْحَنْظَلِي، أَنا عبد الرَّزَّاق، أبنا الثَّوْريّ، عَن عَمْرو بن قيس الْملَائي، عَن الحكم بن عتيبة، عَن الْقَاسِم بن مخيمرة، عَن شُرَيْح بن هَانِئ قَالَ: " أتيت عَائِشَة أسألها عَن الْمسْح على الْخُفَّيْنِ، فَقَالَت: عَلَيْك

(1/476)


بِابْن أبي طَالب فسله؛ فَإِنَّهُ كَانَ يُسَافر مَعَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -. / فَسَأَلْنَاهُ فَقَالَ: جعل رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ثَلَاثَة أَيَّام ولياليهن للْمُسَافِر، وَيَوْما وَلَيْلَة للمقيم ".
قَالَ: وَكَانَ سُفْيَان إِذا ذكر عمرا أثنى عَلَيْهِ.
الْبَزَّار: حَدثنَا مُحَمَّد بن بشار وَيحيى بن حَكِيم، قَالَا: ثَنَا عبد الْوَهَّاب، ثَنَا المُهَاجر أَبُو مخلد، عَن عبد الرَّحْمَن بن أبي بكرَة، عَن أَبِيه، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - " أَنه رخص للْمُسَافِر ثَلَاثَة أَيَّام ولياليهن، وللمقيم يَوْم وَلَيْلَة إِذا تطهر فَلبس خفيه، وَكَانَ أَبُو بكرَة إِذا أحدث تَوَضَّأ فَخلع خفيه ".
الدَّارَقُطْنِيّ: حَدثنَا ابْن صاعد، ثَنَا زُهَيْر بن مُحَمَّد وَالْحسن بن أبي الرّبيع - وَاللَّفْظ لَهُ - ثَنَا عبد الرَّزَّاق، ثَنَا معمر، عَن عَاصِم بن أبي النجُود، عَن زر بن حُبَيْش قَالَ: " جِئْت صَفْوَان بن عَسَّال الْمرَادِي فَقَالَ: مَا جَاءَ بك؟ فَقلت: جِئْت أطلب الْعلم. قَالَ: فَإِنِّي سَمِعت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَقُول: مَا من خَارج يخرج من بَيته فِي طلب الْعلم إِلَّا وضعت لَهُ الْمَلَائِكَة أَجْنِحَتهَا رضى بِمَا يصنع. قَالَ: جِئْت أَسأَلك عَن الْمسْح على الْخُفَّيْنِ. قَالَ: نعم كنت مَعَ الْجَيْش الَّذين بَعثهمْ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، فَأمرنَا رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَن نمسح على الْخُفَّيْنِ إِذا نَحن أدخلناهما على طهر ثَلَاثًا إِذا سافرنا، وَيَوْما وَلَيْلَة إِذا أَقَمْنَا، وَلَا نخلعهما من بَوْل وَلَا غَائِط وَلَا نوم، وَلَا نخلعهما إِلَّا من جَنَابَة. قَالَ: وَسمعت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَقُول: إِن بالمغرب بَابا مَفْتُوحًا للتَّوْبَة، مسيرته سَبْعُونَ سنة لَا يغلق حَتَّى تطلع الشَّمْس من نَحوه ".
قَالَ البُخَارِيّ: أحسن شَيْء فِي هَذَا الْبَاب حَدِيث صَفْوَان. يَعْنِي: التَّوْقِيت.
الدَّارَقُطْنِيّ: حَدثنَا أَبُو بكر النَّيْسَابُورِي، حَدثنَا سُلَيْمَان بن شُعَيْب بِمصْر،

(1/477)


ثَنَا بشر بن بكر، ثَنَا مُوسَى بن عَليّ، عَن أَبِيه، عَن عقبَة بن عَامر قَالَ: " خرجت من الشَّام إِلَى الْمَدِينَة يَوْم الْجُمُعَة، فَدخلت الْمَدِينَة يَوْم الْجُمُعَة وَدخلت على عمر بن الْخطاب فَقَالَ لي: مَتى أولجت خفيك فِي رجليك؟ قلت: يَوْم الْجُمُعَة. قَالَ: فَهَل نزعتهما؟ قلت: لَا. قَالَ: أصبت السّنة ".
قَالَ أَبُو بكر: هَذَا غَرِيب.
وَقَالَ أَبُو الْحسن: وَهُوَ صَحِيح الْإِسْنَاد.
وَفِي حَدِيث آخر " قلت: لبستهما يَوْم الْجُمُعَة، وَالْيَوْم الْجُمُعَة ".
روى أَبُو دَاوُد عَن أبي بن عمَارَة " قلت: / يَا رَسُول الله، أَمسَح على الْخُفَّيْنِ؟ قَالَ: نعم. قَالَ: يَوْمًا؟ قَالَ: ويومين. قَالَ: وَثَلَاثَة؟ قَالَ: نعم، وَمَا شِئْت ".
وَفِي طَرِيق هَذَا الحَدِيث مُحَمَّد بن يزِيد بن أبي زِيَاد - صَاحب حَدِيث الصُّور - وَهُوَ مَجْهُول.
(بَاب الْمسْح على العصائب)
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا أَحْمد بن حَنْبَل، ثَنَا يحيى بن سعيد، عَن ثَوْر، عَن رَاشد بن سعد، عَن ثَوْبَان قَالَ: " بعث رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - سَرِيَّة فَأَصَابَهُمْ الْبرد، فَلَمَّا قدمُوا على رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَمرهم أَن يمسحوا على العصائب والتساخين ".
رَاشد بن سعد ثِقَة مَشْهُور، قَالَ البُخَارِيّ: رَاشد بن سعد سمع ثَوْبَان، روى عَنهُ ثَوْر.

(1/478)


أَبُو دَاوُد: حَدثنَا مُوسَى بن عبد الرَّحْمَن الْأَنْطَاكِي، ثَنَا مُحَمَّد بن سَلمَة، عَن الزيبر بن خريق، عَن عَطاء، عَن جَابر قَالَ: " خرجنَا فِي سفر فَأصَاب رجلا مَعنا حجر فَشَجَّهُ فِي رَأسه، ثمَّ احْتَلَمَ فَسَأَلَ أَصْحَابه: هَل تَجِدُونَ لي رخصَة فِي التَّيَمُّم؟ فَقَالُوا: مَا نجد لَك رخصَة وَأَنت تقدر على المَاء. فاغتسل فَمَاتَ، فَلَمَّا قدمنَا على رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أخبر بذلك. فَقَالَ: قَتَلُوهُ قَتلهمْ الله، أَلا سَأَلُوا إِذْ لم يعلمُوا؛ فَإِنَّمَا شِفَاء العي السُّؤَال، إِنَّمَا كَانَ يَكْفِيهِ أَن يتَيَمَّم و [يعصر] أَو يعصب - شكّ مُوسَى - على جرحه خرقَة. ثمَّ يمسح عَلَيْهَا وَيغسل سَائِر جسده ".
الزبير بن خريق لَا أعلم روى عَنهُ إِلَّا مُحَمَّد بن سَلمَة وعزرة بن دِينَار، وعزرة لَيْسَ بِمَشْهُور، وَيُقَال: عُرْوَة.
(بَاب مَا يَقُول بعد الْوضُوء)
مُسلم: حَدثنِي مُحَمَّد بن حَاتِم بن مَيْمُون، ثَنَا عبد الرَّحْمَن بن مهْدي، ثَنَا مُعَاوِيَة بن صَالح، عَن ربيعَة - يَعْنِي: ابْن يزِيد - عَن أبي إِدْرِيس الْخَولَانِيّ، عَن عقبَة بن عَامر. وحَدثني أَبُو عُثْمَان، عَن جُبَير، عَن عقبَة بن عَامر قَالَ: " كَانَت علينا رِعَايَة الْإِبِل، فَجَاءَت نوبتي فروحتها بعشي، فأدركت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَائِما يحدث النَّاس، فأدركت من قَوْله: مَا من مُسلم يتَوَضَّأ فَيحسن وضوءه، ثمَّ يقوم فَيصَلي رَكْعَتَيْنِ مقبل عَلَيْهِمَا بِقَلْبِه وَوَجهه إِلَّا وَجَبت لَهُ الْجنَّة. قَالَ: فَقلت:

(1/479)


مَا أَجود هَذِه. فَإِذا قَائِل بَين يَدي يَقُول: الَّتِي قبلهَا أَجود. فَنَظَرت فَإِذا عمر، قَالَ: إِنِّي قد رَأَيْتُك جِئْت آنِفا. قَالَ: مَا مِنْكُم من أحد يتَوَضَّأ فَيبلغ - أَو فيسبغ - الْوضُوء ثمَّ يَقُول: أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَأَن مُحَمَّدًا عبد الله وَرَسُوله إِلَّا فتحت لَهُ أَبْوَاب الْجنَّة / الثَّمَانِية، يدْخل من أَيهَا شَاءَ ".
وثنا أَبُو بكر بن أبي شيبَة، حَدثنَا زيد بن الْحباب، ثَنَا مُعَاوِيَة بن صَالح، عَن ربيعَة بن يزِيد، عَن أبي إِدْرِيس الْخَولَانِيّ وَأبي عُثْمَان، عَن جُبَير بن نفير بن مَالك الْحَضْرَمِيّ، عَن عقبَة بن عَامر الْجُهَنِيّ أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ ... فَذكر مثله. غير أَنه قَالَ: " من تَوَضَّأ فَقَالَ: أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَحده لَا شريك لَهُ وَأشْهد أَن مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله ".
الْبَزَّار: قَرَأت على مُحَمَّد بن عمر الْكِنْدِيّ، فَقلت لَهُ: حَدثَك يحيى بن آدم، عَن قيس [عَن] أبي هَاشم، عَن أبي مجلز، عَن قيس بن عباد، عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ، رَفعه إِلَى النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَنه قَالَ: " من قَالَ إِذا فرغ من وضوئِهِ: سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِك لَا إِلَه غَيْرك أستغفرك وَأَتُوب إِلَيْك؛ طبع عَلَيْهِنَّ وَجعلت تَحت الْعَرْش فَلم تفض حَتَّى يلقى بهَا يَوْم الْقِيَامَة "؟ فَقَالَ: نعم، حدّثنَاهُ يحيى ابْن آدم.
رَوَاهُ غَيره مَوْقُوفا، وَتَابعه على رَفعه يحيى بن كثير، عَن شُعْبَة، عَن أبي هَاشم. رَوَاهُ النَّسَائِيّ - رَحمَه الله.
(بَاب النَّضْح بعد الْوضُوء)
النَّسَائِيّ: أخبرنَا إِسْمَاعِيل بن مَسْعُود، ثَنَا خَالِد بن الْحَارِث، عَن شُعْبَة،

(1/480)


عَن مَنْصُور، عَن مُجَاهِد، عَن الحكم، عَن أَبِيه: " أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كَانَ إِذا تَوَضَّأ أَخذ حفْنَة من مَاء فَقَالَ بهَا هَكَذَا - وَوصف شُعْبَة نضح بِهِ فرجه " فَذَكرته لإِبْرَاهِيم فأعجبه.
ذكر أَبُو عِيسَى فِي كتاب الْعِلَل أَن هَذِه الرِّوَايَة أصح الرِّوَايَات فِي هَذَا الحَدِيث، ذكر ذَلِك عَن البُخَارِيّ - رحمهمَا الله.
(بَاب الْأَمر بإسباغ الْوضُوء)
مُسلم: حَدثنَا زُهَيْر بن حَرْب، ثَنَا جرير.
وثنا إِسْحَاق، أَنا جرير، عَن مَنْصُور، عَن هِلَال بن يسَاف، عَن أبي يحيى، عَن عبد الله بن عَمْرو قَالَ: " رَجعْنَا مَعَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من مَكَّة إِلَى الْمَدِينَة حَتَّى إِذا كُنَّا بِمَاء بِالطَّرِيقِ تعجل قوم عِنْد الْعَصْر - فَتَوضئُوا وهم عِجَال فَانْتَهَيْنَا إِلَيْهِم وَأَعْقَابهمْ تلوح لم يَمَسهَا المَاء. فَقَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: ويل لِلْأَعْقَابِ من النَّار، أَسْبغُوا الْوضُوء ".
قَالَ مُسلم: وثنا شَيبَان بن فَروح وَأَبُو كَامِل الجحدري، جَمِيعًا عَن أبي عوَانَة - قَالَ أَبُو كَامِل: ثَنَا أَبُو عوَانَة - عَن أبي بشر، عَن يُوسُف بن مَاهك، عَن / عبد الله بن عَمْرو قَالَ: " تخلف عَنَّا النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِي سفر سافرناه، فَأَدْرَكنَا وَقد حضرت صَلَاة الْعَصْر، فَجعلنَا نمسح على أَرْجُلنَا فنادانا: ويل لِلْأَعْقَابِ من النَّار ".

(1/481)


قَالَ مُسلم: وَحدثنَا قُتَيْبَة وَأَبُو بكر بن أبي شيبَة، قَالَا: ثَنَا وَكِيع، عَن شُعْبَة، عَن مُحَمَّد بن زِيَاد، عَن أبي هُرَيْرَة " أَنه رأى قوما يَتَوَضَّئُونَ من المطهرة. فَقَالَ: أَسْبغُوا الْوضُوء؛ فَإِنِّي سَمِعت أَبَا الْقَاسِم - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَقُول: ويل لِلْعَرَاقِيبِ من النَّار ".
(بَاب الْوضُوء مرّة مرّة)
البُخَارِيّ: حَدثنَا مُحَمَّد بن يُوسُف، ثَنَا سُفْيَان، عَن زيد بن أسلم، عَن عَطاء بن يسَار، عَن ابْن عَبَّاس: " تَوَضَّأ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مرّة مرّة ".
(بَاب الْوضُوء مرَّتَيْنِ مرَّتَيْنِ)
البُخَارِيّ: حَدثنَا الْحُسَيْن بن عِيسَى، ثَنَا يُونُس بن مُحَمَّد، ثَنَا فليح بن سُلَيْمَان، عَن عبد الله بن أبي بكر بن عَمْرو بن حزم، عَن عباد بن تَمِيم، عَن عبد الله بن زيد " أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - تَوَضَّأ مرَّتَيْنِ مرَّتَيْنِ ".
(بَاب الْوضُوء ثَلَاثًا ثَلَاثًا)
مُسلم: حَدثنَا قُتَيْبَة بن سعيد وَأَبُو بكر بن أبي شيبَة وَزُهَيْر بن حَرْب - وَاللَّفْظ لقتيبة وَأبي بكر - قَالُوا: ثَنَا وَكِيع، عَن سُفْيَان، عَن أبي النَّضر، عَن أبي أنس " أَن عُثْمَان تَوَضَّأ بالمقاعد فَقَالَ: أَلا أريكم وضوء رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -[ثمَّ] تَوَضَّأ ثَلَاثًا ثَلَاثًا ". وَزَاد قُتَيْبَة فِي رِوَايَته: قَالَ سُفْيَان: قَالَ أَبُو النَّضر: عَن أبي أنس قَالَ: " وَعِنْده رجال من أَصْحَاب رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ".

(1/482)


(بَاب من تَوَضَّأ بعض وضوئِهِ مرَّتَيْنِ وَبَعضه ثَلَاثًا)
البُخَارِيّ: حَدثنَا خَالِد بن مخلد، ثَنَا سُلَيْمَان - وَهُوَ ابْن بِلَال - حَدثنِي عَمْرو بن يحيى، عَن أَبِيه قَالَ: " كَانَ عمي يكثر من الْوضُوء فَقَالَ لعبد الله بن زيد: أَخْبرنِي كَيفَ رَأَيْت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يتَوَضَّأ، فَدَعَا بتور من مَاء فكفأه على يَدَيْهِ، فغسلهما ثَلَاث مَرَّات، ثمَّ أَدخل يَده فِي التور فَمَضْمض واستنثر ثَلَاث مَرَّات من غرفَة وَاحِدَة، ثمَّ أَدخل يَده فاغترف بهما فَغسل وَجهه ثَلَاث مَرَّات، ثمَّ غسل يَدَيْهِ إِلَى الْمرْفقين مرَّتَيْنِ مرَّتَيْنِ. ثمَّ أَخذ بيدَيْهِ / مَاء فَمسح رَأسه، فَأَدْبَرَ بيدَيْهِ وَأَقْبل، ثمَّ غسل رجلَيْهِ، ثمَّ قَالَ: هَكَذَا رَأَيْت النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يتَوَضَّأ ".
(بَاب الرجل يوضئ صَاحبه)
البُخَارِيّ: حَدثنَا عَمْرو بن عَليّ، ثَنَا عبد الْوَهَّاب قَالَ: سَمِعت يحيى بن سعيد، أَخْبرنِي سعد بن إِبْرَاهِيم، أَن نَافِع بن جُبَير بن مطعم، أخبرهُ أَنه سمع عُرْوَة بن الْمُغيرَة بن شُعْبَة، يحدث عَن الْمُغيرَة بن شُعْبَة " أَنه كَانَ مَعَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِي سفر وَأَنه ذهب لحَاجَة لَهُ، وَأَن مُغيرَة جعل يصب المَاء عَلَيْهِ وَهُوَ يتَوَضَّأ فَغسل وَجهه وَيَديه (وَمسح بِرَأْسِهِ) وَمسح على الْخُفَّيْنِ ".
(بَاب إِذا ترك من وضوئِهِ لمْعَة)
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا هَارُون بن مَعْرُوف، ثَنَا ابْن وهب، عَن جرير، أَنه سمع

(1/483)


قَتَادَة بن دعامة، ثَنَا أنس بن مَالك " أَن رجلا جَاءَ إِلَى رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَقد تَوَضَّأ وَترك على قدمه مَوضِع الظفر فَقَالَ لَهُ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: ارْجع فَأحْسن وضوءك ".
تفرد بِهِ ابْن وهب عَن جرير.
رَوَاهُ مُسلم من طَرِيق أبي الزبير، عَن جَابر، عَن عمر زَاد: " فَرجع ثمَّ صلى ".
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا حَيْوَة بن شُرَيْح، ثَنَا بَقِيَّة، عَن بحير - يَعْنِي: ابْن سعد - عَن خَالِد، عَن بعض أَصْحَاب النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - " أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - رأى رجلا يُصَلِّي وَفِي ظهر قدمه لمْعَة قدر الدِّرْهَم - لم يصبهَا المَاء - فَأمره النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَن يُعِيد الْوضُوء وَالصَّلَاة ".
خَالِد أدْرك نَحْو سبعين من الصَّحَابَة - رَضِي الله عَنْهُم - وَلَكِن بَقِيَّة قد تكلم فِيهِ.
(بَاب تَفْرِيق الْوضُوء)
البُخَارِيّ: حَدثنَا مُحَمَّد بن مَحْبُوب، ثَنَا عبد الْوَاحِد، ثَنَا الْأَعْمَش، عَن سَالم بن أبي الْجَعْد، عَن كريب مولى ابْن عَبَّاس، عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: قَالَت مَيْمُونَة: وضعت للنَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مَاء يغْتَسل بِهِ، فأفرغ على يَدَيْهِ فغسلهما مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثًا. ثمَّ أفرغ بِيَمِينِهِ على شِمَاله فَغسل مذاكيره، ثمَّ دلك يَده بِالْأَرْضِ، ثمَّ تمضمض واستنشق، وَغسل وَجهه وَيَديه وَغسل رَأسه [ثَلَاثًا] / ثمَّ أفرغ على جسده، ثمَّ تنحى من مقَامه فَغسل قَدَمَيْهِ ".

(1/484)


(بَاب قدر مَا يَكْفِي الْمُتَوَضِّئ من المَاء)
مُسلم: حَدثنَا قُتَيْبَة بن سعيد، ثَنَا وَكِيع، عَن مسعر، عَن ابْن جُبَير، عَن أنس قَالَ: " كَانَ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يتَوَضَّأ بِالْمدِّ ويغتسل بالصاع إِلَى خَمْسَة أَمْدَاد ".
النَّسَائِيّ: أخبرنَا مُحَمَّد بن بشار، ثَنَا مُحَمَّد، ثمَّ ذكر كلمة - مَعْنَاهَا ثَنَا شُعْبَة - عَن حبيب، سَمِعت عباد بن تَمِيم يحدث عَن جدته - وَهِي أم عمَارَة بنت كَعْب - " أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - تَوَضَّأ فَأتي بِمَاء فِي إِنَاء قدر ثُلثي الْمَدّ، قَالَ شُعْبَة: فأحفظ أَنه غسل ذِرَاعَيْهِ وَجعل يدلكهما، وَيمْسَح أُذُنَيْهِ باطنهما، وَلَا أحفظ أَنه (مس) ظاهرهما ".
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا ابْن بشار، ثَنَا مُحَمَّد بن جَعْفَر، ثَنَا شُعْبَة، عَن حبيب، سَمِعت عباد بن تَمِيم، عَن جدتي - وَهِي أم عمَارَة - " أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - تَوَضَّأ فَأتي بِإِنَاء فِيهِ قدر ثُلثي الْمَدّ ".
(بَاب شرب فضل مَاء الْوضُوء)
النَّسَائِيّ: أخبرنَا عَمْرو بن يزِيد، ثَنَا بهز بن أَسد، ثَنَا شُعْبَة، عَن عبد الْملك ابْن ميسرَة قَالَ: سَمِعت النزال بن سُبْرَة قَالَ: " رَأَيْت عليا صلى الظّهْر ثمَّ قعد لحوائج النَّاس، فَلَمَّا حضرت الْعَصْر أُتِي بتور من مَاء فَأخذ مِنْهُ كفا (فَغسل) وَجهه وذراعيه وَرَأسه وَرجلَيْهِ، ثمَّ أَخذ فَضله فَشرب قَائِما، وَقَالَ: إِن نَاسا

(1/485)


يكْرهُونَ هَذَا، وَقد رَأَيْت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَفْعَله، وَهَذَا وضوء من لم يحدث.
النَّسَائِيّ: أخبرنَا أَبُو دَاوُد، ثَنَا أَبُو عتاب، ثَنَا شُعْبَة، عَن أبي إِسْحَاق، عَن أبي حَيَّة قَالَ: " رَأَيْت عليا تَوَضَّأ ثَلَاثًا ثَلَاثًا، ثمَّ قَامَ فَشرب فضل وضوئِهِ، وَقَالَ: صنع رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كَمَا صنعت ".
أَبُو حَيَّة هُوَ ابْن قيس الوادعي، لَا يعرف لَهُ اسْم.
(بَاب مَا جَاءَ فِي الْإِسْرَاف فِي الْوضُوء)
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا مُوسَى بن إِسْمَاعِيل، ثَنَا حَمَّاد، أَنا سعيد الْجريرِي، عَن أبي نعَامَة " أَن عبد الله بن مُغفل سمع من ابْنه يَقُول: " اللَّهُمَّ إِنِّي أَسأَلك الْقصر الْأَبْيَض عَن يَمِين الْجنَّة إِذا دَخَلتهَا. فَقَالَ: يَا بني، سل الله الْجنَّة، وتعوذ بِهِ من النَّار، فَإِنِّي سَمِعت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - / يَقُول: إِنَّه سَيكون فِي هَذِه الْأمة قوم يعتدون فِي الطّهُور وَالدُّعَاء ".
أَبُو نعَامَة اسْمه قيس بن عَبَايَة، ثِقَة مَعْرُوف.
(بَاب فضل الطّهُور وَالْوُضُوء)
مُسلم: حَدثنَا إِسْحَاق بن مَنْصُور، ثَنَا حبَان بن هِلَال، ثَنَا أبان، ثَنَا يحيى أَن زيدا حَدثهُ، أَن أَبَا سَلام حَدثهُ عَن أبي مَالك الْأَشْعَرِيّ قَالَ: قَالَ رَسُول الله

(1/486)


- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " [الطّهُور شطر] الْإِيمَان، وَالْحَمْد لله تملأ الْمِيزَان، وَسُبْحَان الله وَالْحَمْد لله تملآن - أَو تملأ - مَا بَين السَّمَاوَات وَالْأَرْض، وَالصَّلَاة نور، وَالصَّدَََقَة برهَان، وَالصَّبْر ضِيَاء، وَالْقُرْآن حجَّة لَك أَو عَلَيْك، كل النَّاس يَغْدُو، فبائع نَفسه فمعتقها أَو موبقها ".
مُسلم: حَدثنَا قُتَيْبَة بن سعيد وَأحمد بن عَبدة الضَّبِّيّ قَالَا: ثَنَا عبد الْعَزِيز - وَهُوَ الدَّرَاورْدِي، عَن زيد بن أسلم، عَن حمْرَان مولى عُثْمَان قَالَ: " أتيت عُثْمَان بن عَفَّان بِوضُوء فَتَوَضَّأ. ثمَّ قَالَ: إِن نَاسا يتحدثون عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَحَادِيث لَا أَدْرِي مَا هِيَ، إِلَّا أَنِّي رَأَيْت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - تَوَضَّأ مثل وضوئي هَذَا، ثمَّ قَالَ: من تَوَضَّأ هَكَذَا غفر لَهُ مَا تقدم من ذَنبه، وَكَانَت صلَاته ومشيه إِلَى الْمَسْجِد نَافِلَة ". وَفِي رِوَايَة ابْن عَبدة: " أتيت عُثْمَان فَتَوَضَّأ ".
مُسلم: حَدثنَا عبيد الله بن معَاذ، ثَنَا أبي.
وثنا مُحَمَّد بن مثنى وَابْن بشار، قَالَا: ثَنَا مُحَمَّد بن جَعْفَر، قَالَا جَمِيعًا: ثَنَا شُعْبَة، عَن جَامع بن شَدَّاد قَالَ: سَمِعت حمْرَان بن أبان يحدث أَبَا بردة فِي هَذَا الْمَسْجِد فِي إِمَارَة بشر، أَن عُثْمَان بن عَفَّان قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " من أتم الْوضُوء كَمَا أمره الله - عز وَجل - فالصلوات المكتوبات كَفَّارَة لما بَينهُنَّ " هَذَا حَدِيث ابْن معَاذ، وَلَيْسَ فِي حَدِيث غنْدر: فِي إِمَارَة بشر وَلَا ذكر " المكتوبات ".
الْبَزَّار: حَدثنَا سهل بن بَحر، ثَنَا مُعلى بن أَسد، حَدثنَا بشار بن الحكم أَبُو بدر الضَّبِّيّ، ثَنَا ثَابت الْبنانِيّ، عَن أنس قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " الْخصْلَة الْوَاحِدَة تكون فِي الرجل يصلح الله لَهُ بهَا عمله كُله، وطهور / الرجل لصلاته

(1/487)


يكفر الله ذنُوبه، وَتبقى صلَاته نَافِلَة لَهُ ".
تفرد أَبُو بدر بِهَذَا الحَدِيث، وَهُوَ ثِقَة، وَثَّقَهُ أَبُو بكر الْبَزَّار.
مُسلم: حَدثنَا سُوَيْد بن سعيد، عَن مَالك بن أنس.
وحَدثني أَبُو الطَّاهِر - وَاللَّفْظ لَهُ - أَنا عبد الله بن وهب، عَن مَالك بن أنس، عَن سُهَيْل بن أبي صَالح، عَن أَبِيه، عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " إِذا تَوَضَّأ العَبْد الْمُسلم - أَو الْمُؤمن - فَغسل وَجهه خرج من وَجهه كل خَطِيئَة نظر إِلَيْهَا بِعَيْنِه مَعَ المَاء - أَو مَعَ آخر قطر المَاء - فَإِذا غسل يَدَيْهِ خرج من يَدَيْهِ كل خَطِيئَة كَانَ بطشتها يَدَاهُ مَعَ المَاء - أَو مَعَ آخر قطر المَاء - فَإِذا غسل رجلَيْهِ خرجت كل خَطِيئَة مشتها رِجْلَاهُ مَعَ المَاء - أَو مَعَ آخر قطر المَاء حَتَّى يخرج نقيا من الذُّنُوب ".
وَحدثنَا مُحَمَّد بن معمر بن ربعي الْقَيْسِي [حَدثنَا أَبُو هِشَام المَخْزُومِي، عَن عبد الْوَاحِد - وَهُوَ ابْن زِيَاد - حَدثنَا عُثْمَان بن حَكِيم] ثَنَا مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر، عَن حمْرَان، عَن عُثْمَان بن عَفَّان قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " من تَوَضَّأ فَأحْسن الْوضُوء خرجت خطاياه من جسده حَتَّى تخرج من تَحت أَظْفَاره ".
مُسلم: حَدثنِي أَبُو كريب مُحَمَّد بن الْعَلَاء وَالقَاسِم بن زَكَرِيَّا بن دِينَار وَعبد بن حميد قَالُوا: ثَنَا خَالِد بن مخلد، عَن سُلَيْمَان بن بِلَال، حَدثنِي عمَارَة ابْن غزيَّة الْأنْصَارِيّ، عَن نعيم بن عبد الله المجمر قَالَ: " رَأَيْت أَبَا هُرَيْرَة يتَوَضَّأ فَغسل وَجهه فأسبغ الْوضُوء، ثمَّ غسل يَده الْيُمْنَى حَتَّى أشرع فِي الْعَضُد، ثمَّ يَده الْيُسْرَى حَتَّى أشرع فِي الْعَضُد، ثمَّ مسح رَأسه، ثمَّ غسل رجله الْيُمْنَى حَتَّى أشرع فِي السَّاق، ثمَّ غسل رجله الْيُسْرَى حَتَّى أشرع فِي السَّاق، ثمَّ قَالَ: هَكَذَا رَأَيْت

(1/488)


رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يتَوَضَّأ. وَقَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: أَنْتُم الغر المحجلون يَوْم الْقِيَامَة من إسباغ الْوضُوء. فَمن اسْتَطَاعَ مِنْكُم فليطل غرته وتحجيله ".
مُسلم: حَدثنِي هَارُون بن سعيد الْأَيْلِي، حَدثنِي ابْن وهب، أَخْبرنِي عَمْرو ابْن الْحَارِث، عَن سعيد بن أبي هِلَال، عَن نعيم بن عبد الله " أَنه رأى أَبَا هُرَيْرَة يتَوَضَّأ فَغسل وَجهه وَيَديه حَتَّى كَاد يبلغ الْمَنْكِبَيْنِ، ثمَّ غسل رجلَيْهِ حَتَّى رفع إِلَى السَّاقَيْن، / ثمَّ قَالَ: سَمِعت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَقُول: إِن أمتِي يأْتونَ يَوْم الْقِيَامَة غرا محجلين من أثر الْوضُوء. فَمن اسْتَطَاعَ مِنْكُم أَن يُطِيل غرته فَلْيفْعَل ".
مُسلم: حَدثنَا أَبُو كريب وواصل بن عبد الْأَعْلَى - وَاللَّفْظ لواصل - قَالَا: ثَنَا ابْن فُضَيْل، عَن أبي مَالك الْأَشْجَعِيّ، عَن أبي حَازِم، عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " ترد عَليّ أمتِي الْحَوْض، وَأَنا أذود النَّاس عَنهُ كَمَا يذود الرجل إبل الرجل عَن إبِله. قَالُوا: يَا نَبِي الله، تعرفنا؟ قَالَ: نعم، لكم سِيمَا لَيست لأحد غَيْركُمْ تردون عَليّ غرا محجلين من آثَار الْوضُوء، وليصدن عني طَائِفَة مِنْكُم فَلَا يصلونَ، فَأَقُول: يَا رب، هَؤُلَاءِ أَصْحَابِي. فيجيبني ملك فَيَقُول: وَهل تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بعْدك ".
مُسلم: حَدثنَا عُثْمَان بن أبي شيبَة، ثَنَا عَليّ بن مسْهر، عَن سعد بن طَارق، عَن ربعي بن حِرَاش، عَن حُذَيْفَة، قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " إِن حَوْضِي لأبعد من أَيْلَة من عدن، وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ، إِنِّي لأذود عَنهُ الرِّجَال كَمَا يذود الرجل الْإِبِل الغريبة عَن حَوْضه. قَالُوا: يَا رَسُول الله، وتعرفنا؟ قَالَ: نعم، تردون عَليّ غرا محجلين من آثَار الْوضُوء، لَيست لأحد غَيْركُمْ ".

(1/489)


مُسلم: حَدثنَا يحيى بن أَيُّوب و [سُرَيج] بن يُونُس وقتيبة بن سعيد وَعلي ابْن حجر، جَمِيعًا عَن إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر - قَالَ ابْن أَيُّوب: ثَنَا إِسْمَاعِيل - أَخْبرنِي الْعَلَاء، عَن أَبِيه، عَن أبي هُرَيْرَة " أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَتَى الْمقْبرَة فَقَالَ: السَّلَام عَلَيْكُم دَار قوم مُؤمنين، وَإِنَّا إِن شَاءَ الله بكم لاحقون، وددت أَنا قد رَأينَا إِخْوَاننَا. قَالُوا: أَو لسنا إخوانك يَا رَسُول الله؟ قَالَ: أَنْتُم أَصْحَابِي، وإخواننا الَّذين لم يَأْتُوا بعد. فَقَالُوا: كَيفَ [تعرف] من لم يَأْتِ بعد من أمتك يَا رَسُول الله؟ فَقَالَ: أَرَأَيْت لَو أَن رجلا لَهُ خيل [غر] محجلة بَين ظَهْري خيل دهم بهم، أَلا يعرف خيله؟ قَالُوا: بلَى يَا رَسُول الله. قَالَ: فَإِنَّهُم يأْتونَ غرا محجلين من الْوضُوء، وَأَنا فرطهم على الْحَوْض، أَلا ليذادن [رجال] عَن حَوْضِي كَمَا يذاد الْبَعِير الضال أناديهم أَلا هَلُمَّ / فَيُقَال: إِنَّهُم قد بدلُوا بعْدك. فَأَقُول: سحقا سحقا ".
مُسلم: حَدثنَا قُتَيْبَة بن سعيد، ثَنَا خلف - يَعْنِي ابْن خَليفَة - عَن أبي مَالك الْأَشْجَعِيّ، عَن أبي حَازِم قَالَ: " كنت خلف أبي هُرَيْرَة وَهُوَ يتَوَضَّأ للصَّلَاة، فَكَانَ يمد يَده حَتَّى تبلغ إبطه فَقلت لَهُ: يَا أَبَا هُرَيْرَة، مَا هَذَا الْوضُوء؟ فَقَالَ: يَا بني فروخ أَنْتُم هَا هُنَا، لَو علمت أَنكُمْ هَا هُنَا مَا تَوَضَّأت هَذَا الْوضُوء، سَمِعت خليلي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَقُول: تبلغ الْحِلْية من الْمُؤمن حَيْثُ يبلغ الْوضُوء ".
(بَاب فضل إسباغ الْوضُوء على المكاره)
مُسلم: حَدثنَا يحيى بن أَيُّوب وقتيبة بن سعيد وَابْن حجر، جَمِيعًا عَن إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر - قَالَ ابْن أَيُّوب: ثَنَا إِسْمَاعِيل - أَخْبرنِي الْعَلَاء، عَن أَبِيه،

(1/490)


عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " أَلا أدلكم على مَا يمحو الله بِهِ الْخَطَايَا وَيرْفَع بِهِ الدَّرَجَات؟ قَالُوا: بلَى يَا رَسُول الله. قَالَ: إسباغ الْوضُوء على المكاره، وَكَثْرَة الخطا إِلَى الْمَسَاجِد، وانتظار الصَّلَاة بعد الصَّلَاة، فذلكم الرِّبَاط ".
حَدثنِي إِسْحَاق بن مُوسَى الْأنْصَارِيّ، ثَنَا معن، ثَنَا مَالك، عَن الْعَلَاء، بِهَذَا الْإِسْنَاد، وَفِي حَدِيث مَالك مرَّتَيْنِ " فذلكم الرِّبَاط، فذلكم الرِّبَاط ".
(بَاب ذكر الله وَقِرَاءَة الْقُرْآن بعد الْحَدث)
مُسلم: حَدثنِي يحيى بن يحيى قَالَ: قَرَأت على مَالك، عَن مخرمَة بن سُلَيْمَان، عَن كريب مولى ابْن عَبَّاس " أَن ابْن عَبَّاس أخبرهُ أَنه بَات لَيْلَة عِنْد مَيْمُونَة أم الْمُؤمنِينَ - وَهِي خَالَته - قَالَ: فاضطجعت فِي عرض الوسادة، قَالَ: واضطجع رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَأَهله فِي طولهَا، فَنَامَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - حَتَّى انتصف اللَّيْل أَو قبله بِقَلِيل أَو بعده بِقَلِيل؛ اسْتَيْقَظَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَجعل يمسح النّوم عَن وَجهه بِيَدِهِ، ثمَّ قَرَأَ الْعشْر الْآيَات الخواتيم من سُورَة آل عمرَان، ثمَّ قَامَ إِلَى شن معلقَة فَتَوَضَّأ مِنْهَا فَأحْسن وضوءه، ثمَّ قَامَ فصلى، قَالَ ابْن عَبَّاس: فَقُمْت فصنعت مثل مَا صنع رَسُول الله، / ثمَّ ذهبت فَقُمْت إِلَى جنبه، فَوضع رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَده الْيُمْنَى على رَأْسِي، وَأخذ بأذني الْيُمْنَى ففتلها، فصلى رَكْعَتَيْنِ، ثمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثمَّ أوتر، ثمَّ اضْطجع حَتَّى جَاءَهُ الْمُؤَذّن فصلى رَكْعَتَيْنِ خفيفتين، ثمَّ خرج فصلى الصُّبْح ".
وحَدثني مُحَمَّد بن سَلمَة الْمرَادِي، ثَنَا عبد الله بن وهب، عَن عِيَاض بن

(1/491)


عبد الله الفِهري، عَن مخرمَة بن سُلَيْمَان بِهَذَا الْإِسْنَاد، وَزَاد: " ثمَّ عمد إِلَى شجب من مَاء فَتَسَوَّكَ وَتَوَضَّأ، وأسبغ الْوضُوء وَلم يهرق من المَاء إِلَّا قَلِيلا، ثمَّ حركني فَقُمْت " وَسَائِر الحَدِيث نَحْو حَدِيث مَالك.
مُسلم: حَدثنَا أَبُو كريب مُحَمَّد بن الْعَلَاء وَإِبْرَاهِيم بن مُوسَى قَالَا: ثَنَا ابْن أبي زَائِدَة، عَن أَبِيه، عَن خَالِد بن سَلمَة، عَن الْبَهِي، عَن عُرْوَة، عَن عَائِشَة قَالَت: " كَانَ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يذكر الله على كل أحيانه ".
(أَبْوَاب الْغسْل)
(مَا يُوجب الْغسْل وَمَا جَاءَ فِي ذَلِك)
مُسلم: حَدثنَا يحيى بن يحيى [وَيحيى] بن أَيُّوب وقتيبة وَابْن حجر، قَالَ يحيى بن يحيى: أبنا. وَقَالَ الْآخرُونَ: ثَنَا إِسْمَاعِيل - وَهُوَ ابْن جَعْفَر - عَن شريك - يَعْنِي ابْن أبي [نمر]- عَن عبد الرَّحْمَن بن أبي سعيد الْخُدْرِيّ، عَن أَبِيه قَالَ: " خرجت مَعَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَوْم الِاثْنَيْنِ إِلَى قبَاء، حَتَّى إِذا كُنَّا فِي بني سَالم وقف رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - على بَاب عتْبَان، فَصَرَخَ بِهِ فَخرج يجر إزَاره، فَقَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: أعجلنا الرجل. فَقَالَ عتْبَان: يَا رَسُول الله، أَرَأَيْت الرجل يعجل عَن امْرَأَته وَلم يمن مَاذَا عَلَيْهِ؟ قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: إِنَّمَا المَاء من المَاء ".
مُسلم: حَدثنَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة، ثَنَا غنْدر، عَن شُعْبَة.

(1/492)


وثنا مُحَمَّد بن مثنى وَابْن بشار، قَالَا: ثَنَا مُحَمَّد بن جَعْفَر، ثَنَا شُعْبَة، عَن الحكم، عَن ذكْوَان، عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ " أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مر على رجل من الْأَنْصَار فَأرْسل إِلَيْهِ فَخرج / وَرَأسه يقطر. فَقَالَ: لَعَلَّنَا أعجلناك. قَالَ: نعم يَا رَسُول الله. قَالَ: إِذا عجلت أَو أقحطت فَلَا غسل عَلَيْك، وَعَلَيْك الْوضُوء ".
وَقَالَ ابْن بشار: " إِذا أعجلت أَو أقحطت ".
مُسلم: حَدثنَا مُحَمَّد بن مثنى، ثَنَا مُحَمَّد بن جَعْفَر، ثَنَا شُعْبَة، عَن هِشَام بن عُرْوَة قَالَ: حَدثنِي أبي، عَن الملي، عَن الملي - يَعْنِي بقوله: الملي، عَن الملي: أَبُو أَيُّوب، عَن أبي بن كَعْب، عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - " أَنه قَالَ فِي الرجل يَأْتِي أَهله ثمَّ لَا ينزل. قَالَ: يغسل [ذكره] وَيتَوَضَّأ ".
مُسلم: حَدثنِي زُهَيْر بن حَرْب وَعبد بن حميد قَالَا: ثَنَا عبد الصَّمد بن عبد الْوَارِث.
وَحدثنَا عبد الْوَارِث بن عبد الصَّمد - وَاللَّفْظ لَهُ - حَدثنِي أبي، عَن جدي، عَن الْحُسَيْن بن ذكْوَان، عَن يحيى بن أبي كثير، أَخْبرنِي أَبُو سَلمَة، أَن عَطاء ابْن يسَار، أخبرهُ أَن زيد بن خَالِد الْجُهَنِيّ أخبرهُ، أَنه سَأَلَ عُثْمَان بن عَفَّان قَالَ: " قلت: أَرَأَيْت إِذا جَامع الرجل امْرَأَته وَلم يمن؟ قَالَ عُثْمَان بن عَفَّان: يتَوَضَّأ كَمَا يتَوَضَّأ للصَّلَاة وَيغسل ذكره. قَالَ عُثْمَان: سمعته من رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ".
البُخَارِيّ: حَدثنَا سعد بن حَفْص، حَدثنَا شَيبَان، عَن يحيى، بِهَذَا الْإِسْنَاد " قلت: أَرَأَيْت إِذا جَامع وَلم يمن ... " فَذكره. وَزَاد عَن زيد بن خَالِد:

(1/493)


" فَسَأَلت عَن ذَلِك عليا وَالزُّبَيْر وَطَلْحَة وَأبي بن كَعْب، فأمروه بذلك ".
البُخَارِيّ: حَدثنَا مُسَدّد، ثَنَا يحيى، عَن هِشَام بن عُرْوَة، أَخْبرنِي أبي، أَخْبرنِي أَبُو أَيُّوب،، أَخْبرنِي أبي بن كَعْب أَنه قَالَ: " يَا رَسُول الله، إِذا جَامع الرجل الْمَرْأَة فَلم ينزل؟ قَالَ: يغسل مَا مس الْمَرْأَة مِنْهُ، ثمَّ يتَوَضَّأ وَيُصلي ".
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا مُحَمَّد بن مهْرَان الرَّازِيّ، ثَنَا مُبشر الْحلَبِي، عَن مُحَمَّد أبي غَسَّان، عَن أبي حَازِم، عَن (سهل) بن سعد قَالَ: حَدثنِي أبي بن كَعْب " أَن الْفتيا الَّتِي كَانُوا يفتون أَن المَاء من المَاء كَانَت رخصَة رخصها رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِي بَدْء الْإِسْلَام، ثمَّ أَمر بالاغتسال بعد ".
مُبشر هُوَ ابْن إِسْمَاعِيل.
مُسلم: حَدثنِي زُهَيْر بن حَرْب وَأَبُو غَسَّان المسمعي.
وثنا مُحَمَّد بن الْمثنى وَابْن بشار / قَالُوا: ثَنَا معَاذ بن هِشَام، حَدثنِي أبي، عَن قَتَادَة ومطر، عَن الْحسن، عَن أبي رَافع، عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " إِذا جلس بَين شعبها الْأَرْبَع ثمَّ جهدها فقد وَجب عَلَيْهِ الْغسْل " وَفِي حَدِيث مطر: " وَإِن لم ينزل " قَالَ زُهَيْر من بَينهم: " بَين [أشعبها] الْأَرْبَع ".
قَاسم بن أصبغ قَالَ: ثَنَا أَحْمد بن زُهَيْر، ثَنَا مُسلم بن إِبْرَاهِيم، ثَنَا شُعْبَة وَهِشَام، عَن قَتَادَة، عَن الْحسن، عَن أبي رَافع، عَن أبي هُرَيْرَة، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -

(1/494)


قَالَ: " إِذا قعد بَين شعبها الْأَرْبَع وألزق الْخِتَان بالختان فقد وَجب الْغسْل ".
مُسلم: حَدثنَا مُحَمَّد بن مثنى، حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الله الْأنْصَارِيّ، ثَنَا هِشَام بن حسان، ثَنَا حميد بن هِلَال، عَن أبي بردة، عَن أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ.
وثنا مُحَمَّد بن الْمثنى، ثَنَا عبد الْأَعْلَى - وَهَذَا حَدِيثه - ثَنَا هِشَام، عَن حميد ابْن هِلَال قَالَ: وَلَا أعلمهُ إِلَّا عَن أبي بردة، عَن أبي مُوسَى قَالَ: " اخْتلف فِي ذَلِك رَهْط من الْمُهَاجِرين وَالْأَنْصَار، فَقَالَ الْأَنْصَارِيُّونَ: لَا يجب الْغسْل إِلَّا من الدفق - أَو من المَاء - وَقَالَ الْمُهَاجِرُونَ: بل إِذا خالط فقد وَجب الْغسْل. قَالَ: قَالَ أَبُو مُوسَى: فَأَنا أشفيكم من ذَلِك. فَقُمْت فاستأذنت على عَائِشَة، فَأَذنت لي. فَقلت لَهَا: يَا أُمَّاهُ - أَو يَا أم الْمُؤمنِينَ - إِنِّي أُرِيد أَن أَسأَلك عَن شَيْء، وَإِنِّي أستحييك. فَقَالَت: لَا تستحيي أَن تَسْأَلنِي عَمَّا كنت سَائِلًا عَنهُ أمك الَّتِي وَلدتك، فَإِنَّمَا أَنا أمك. قلت: فَمَا يُوجب الْغسْل؟ قَالَت: على الْخَبِير سَقَطت، قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: إِذا جلس بَين شعبها الْأَرْبَع وَمَسّ الْخِتَان الْخِتَان فقد وَجب الْغسْل ".
النَّسَائِيّ: أخبرنَا عبيد الله بن سعيد، ثَنَا الْوَلِيد بن مُسلم قَالَ: سَمِعت الْأَوْزَاعِيّ يَقُول: حَدثنِي عبد الرَّحْمَن بن الْقَاسِم، حَدثنِي الْقَاسِم بن مُحَمَّد، عَن عَائِشَة زوج النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَت: " إِذا جَاوز الْخِتَان [الْخِتَان] وَجب الْغسْل، فعلته أَنا وَرَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ".
التِّرْمِذِيّ: حَدثنَا أَبُو مُوسَى مُحَمَّد بن الْمثنى، ثَنَا الْوَلِيد بن مُسلم، بِإِسْنَادِهِ مثله زَاد: " فاغتسلنا ".
قَالَ أَبُو عِيسَى فِي كتاب الْعِلَل: قَالَ البُخَارِيّ: هَذَا الحَدِيث خطأ - يَعْنِي

(1/495)


حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن الْقَاسِم، / عَن أَبِيه، عَن عَائِشَة " إِذا جَاوز الْخِتَان الْخِتَان " قَالَ: إِنَّمَا يرويهِ الْأَوْزَاعِيّ عَن عبد الرَّحْمَن بن الْقَاسِم مُرْسلا. وَقَالَ أَبُو الزِّنَاد: سَأَلت الْقَاسِم بن مُحَمَّد، سَمِعت فِي هَذَا الْبَاب شَيْئا؟ قَالَ: لَا.
وَذكر أَبُو عِيسَى من طَرِيق عَليّ بن زيد، عَن سعيد بن الْمسيب، عَن عَائِشَة، قَالَت: قَالَ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " إِذا جَاوز الْخِتَان الْخِتَان وَجب الْغسْل ".
رَوَاهُ عَن هناد، عَن وَكِيع، عَن سُفْيَان، عَن عَليّ بن زيد.
وَقَالَ: حَدِيث عَائِشَة حَدِيث حسن صَحِيح.
(بَاب اغتسال الْمَرْأَة من الِاحْتِلَام)
مُسلم: حَدثنَا عَبَّاس بن الْوَلِيد، ثَنَا يزِيد بن زُرَيْع، ثَنَا سعيد، عَن قَتَادَة، أَن أنس بن مَالك (حَدثنِي) أَن أم سليم حدثت " أَنَّهَا سَأَلت نَبِي الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عَن الْمَرْأَة ترى فِي منامها مَا يرى الرجل، فَقَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: إِذا رَأَتْ ذَلِك الْمَرْأَة فلتغتسل. فَقَالَت (أم سَلمَة) - واستحيت من ذَلِك - قَالَت: وَهل يكون هَذَا؟ فَقَالَ نَبِي الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: نعم، فَمن أَيْن يكون الشّبَه؟ إِن مَاء الرجل غليظ أَبيض، وَمَاء الْمَرْأَة رَقِيق أصفر، فَمن [أَيهمَا] علا أَو سبق يكون مِنْهُ الشّبَه ".
مُسلم: حَدثنَا يحيى بن يحيى التَّمِيمِي، أبنا أَبُو مُعَاوِيَة، عَن هِشَام بن

(1/496)


عُرْوَة، عَن أَبِيه، عَن زَيْنَب ابْنة أبي سَلمَة، عَن أم سَلمَة قَالَت: " جَاءَت أم سليم إِلَى النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَقَالَت: يَا رَسُول الله، إِن الله لَا يستحيي من الْحق، فَهَل على الْمَرْأَة من غسل إِذا احْتَلَمت؟ فَقَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: نعم، إِذا رَأَتْ المَاء. فَقَالَت أم سَلمَة: يَا رَسُول الله، وتحتلم الْمَرْأَة؟ قَالَ: تربت يداك، فَبِمَ يشبهها وَلَدهَا ".
قَالَ مُسلم: وثنا أَبُو بكر بن أبي شيبَة وَزُهَيْر بن حَرْب قَالَا: ثَنَا وَكِيع.
وثنا ابْن أبي عمر، ثَنَا سُفْيَان، جَمِيعًا عَن هِشَام بن عُرْوَة، بِهَذَا الْإِسْنَاد مثل مَعْنَاهُ، وَزَاد: " قَالَت: قلت: فضحت النِّسَاء ".
مُسلم: حَدثنَا دَاوُد بن رشيد، ثَنَا صَالح بن عمر، ثَنَا أَبُو مَالك الْأَشْجَعِيّ، عَن أنس بن مَالك قَالَ: " سَأَلت امْرَأَة رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عَن الْمَرْأَة ترى فِي منامها مَا يرى الرجل فِي مَنَامه، فَقَالَ: إِذا كَانَ مِنْهَا مَا يكون من الرجل فلتغتسل ".
مُسلم: حَدثنِي زُهَيْر بن حَرْب، ثَنَا عمر بن يُونُس الْحَنَفِيّ، ثَنَا / عِكْرِمَة ابْن عمار، قَالَ إِسْحَاق بن أبي طَلْحَة: حَدثنِي أنس بن مَالك قَالَ: " جَاءَت أم سليم - وَهِي جدة إِسْحَاق - إِلَى رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَقَالَت لَهُ وَعَائِشَة عِنْده: يَا رَسُول الله، الْمَرْأَة ترى مَا يرى الرجل فِي الْمَنَام، فترى من نَفسهَا مَا يرى الرجل من نَفسه. فَقَالَت عَائِشَة: يَا أم سليم، فضحت النِّسَاء، تربت يَمِينك. فَقَالَ لعَائِشَة: بل أَنْت فتربت يَمِينك، نعم، فلتغتسل يَا أم سليم إِذا رَأَتْ ذَاك ".
مُسلم: حَدثنَا أَبُو كريب، ثَنَا [ابْن] أبي زَائِدَة، عَن أَبِيه، عَن مُصعب ابْن شيبَة، عَن مسافع بن عبد الله، عَن عُرْوَة بن الزبير، عَن عَائِشَة " أَن امْرَأَة

(1/497)


قَالَت لرَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: هَل تَغْتَسِل الْمَرْأَة إِذا احْتَلَمت فَأَبْصَرت المَاء؟ فَقَالَ: نعم. فَقَالَت لَهَا عَائِشَة: تربت يداك وألت. قَالَت: فَقَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: دعيها. وَهل يكون الشّبَه إِلَّا من قبل ذَلِك؟ إِذا علا مَاؤُهَا مَاء الرجل أشبه الْوَلَد أَخْوَاله، وَإِذا علا مَاء الرجل ماءها أشبه أَعْمَامه ".
الْبَزَّار: حَدثنَا عمر بن الْخطاب، ثَنَا مُحَمَّد بن كثير، ثَنَا الْأَوْزَاعِيّ، عَن إِسْحَاق - هُوَ ابْن عبد الله بن أبي طَلْحَة - عَن أنس قَالَ: " جَاءَت أم سليم إِلَى النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَقَالَت: يَا رَسُول الله، الْمَرْأَة ترى مَا يرى الرجل فِي الْمَنَام. فَقَالَت أم سَلمَة: فضحت النِّسَاء يَا أم سليم. فَقَالَ: إِذا رَأَتْ ذَلِك فلتغتسل. فَقَالَت أم سَلمَة: وَهل للنِّسَاء من مَاء؟ قَالَ: نعم، إِنَّمَا هن شقائق الرِّجَال ".
قَالَ أَبُو بكر: وَهَذَا الحَدِيث قد رَوَاهُ جمَاعَة عَن أنس، وَلَا نعلم أحدا جَاءَ بِلَفْظ إِسْحَاق. انْتهى كَلَام أبي بكر.
هَذِه اللَّفْظَة " إِنَّمَا هن شقائق الرِّجَال " رَوَاهَا أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ من طَرِيق الْعمريّ، وَهُوَ ضَعِيف.
(بَاب اغتسال الْكَافِر إِذا أسلم)
النَّسَائِيّ: أخبرنَا عَمْرو بن عَليّ، ثَنَا يحيى، ثَنَا سُفْيَان، عَن الْأَغَر - وَهُوَ ابْن الصَّباح - عَن خَليفَة بن حُصَيْن، عَن قيس بن عَاصِم " أَنه أسلم فَأمره النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَن يغْتَسل بِمَاء وَسدر ".

(1/498)


رَوَاهُ أَبُو دَاوُد عَن مُحَمَّد بن كثير، عَن سُفْيَان، بِهَذَا الْإِسْنَاد.
الْبَزَّار: حَدثنَا سَلمَة بن شبيب وَزُهَيْر بن مُحَمَّد - وَاللَّفْظ لزهير - أَنا عبد الرَّزَّاق، أَنا عبيد الله بن عمر، عَن سعيد المَقْبُري، عَن أبي هُرَيْرَة " أَن ثُمَامَة بن أَثَال أسلم فَأمره النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - / أَن يغْتَسل بِمَاء وَسدر ".
وَهَذَا الحَدِيث لَا نعلم رَوَاهُ عَن عبيد الله إِلَّا عبد الرَّزَّاق.
وروى ابْن الْجَارُود: حَدثنَا مُحَمَّد بن يحيى، ثَنَا عبد الرَّزَّاق، أَنا عبيد الله وَعبد الله ابْنا عمر، عَن سعيد المَقْبُري، عَن أبي هُرَيْرَة " أَن ثُمَامَة الْحَنَفِيّ أسر فَأسلم، فَأمره أَن يغْتَسل، فاغتسل وَصلى رَكْعَتَيْنِ. فَقَالَ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: لقد حسن إِسْلَام أخيكم ".
(بَاب غسل الْجُمُعَة)
البُخَارِيّ: حَدثنَا عبد الله بن يُوسُف، ثَنَا مَالك، عَن صَفْوَان بن سليم، عَن عَطاء بن يسَار، عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " غسل يَوْم الْجُمُعَة وَاجِب على كل محتلم ".
(بَاب الْغسْل من غسل الْمَيِّت)
التِّرْمِذِيّ: حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الْملك بن أبي الشَّوَارِب، ثَنَا عبد الْعَزِيز بن الْمُخْتَار، عَن سُهَيْل بن أبي صَالح، عَن أَبِيه، عَن أبي هُرَيْرَة، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " من غسله الْغسْل وَمن حمله الْوضُوء - يَعْنِي الْمَيِّت ".

(1/499)


قَالَ أَبُو عِيسَى: حَدِيث أبي هُرَيْرَة حَدِيث حسن، وَقد رُوِيَ عَن أبي هُرَيْرَة مَوْقُوفا.
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا أَحْمد بن صَالح، ثَنَا ابْن أبي فديك، حَدثنِي ابْن أبي ذِئْب، عَن الْقَاسِم بن عَبَّاس، عَن عَمْرو بن عُمَيْر، عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " من غسل الْمَيِّت فليغتسل، وَمن حمله فَليَتَوَضَّأ ".
حَدثنَا حَامِد بن يحيى، عَن سُفْيَان، عَن سُهَيْل بن أبي صَالح، عَن أَبِيه، عَن إِسْحَاق مولى زَائِدَة، عَن أبي هُرَيْرَة، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، بِمَعْنَاهُ.
رَوَاهُ حَمَّاد بن سَلمَة، عَن مُحَمَّد بن عَمْرو، عَن أبي سَلمَة، عَن أبي هُرَيْرَة، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " من غسل مَيتا فليغتسل، وَمن حملهَا فَليَتَوَضَّأ ".
(بَاب من طَاف على نِسَائِهِ فِي غسل وَاحِد وَمن اغْتسل عِنْد كل امْرَأَة)
مُسلم: حَدثنَا الْحسن بن أَحْمد بن أبي شُعَيْب الْحَرَّانِي، ثَنَا مِسْكين - يَعْنِي ابْن بكير الْحذاء - عَن شُعْبَة، عَن هِشَام بن زيد، عَن أنس بن مَالك " أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كَانَ يطوف على نِسَائِهِ بِغسْل وَاحِد ".
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا مُسَدّد بن مسرهد، ثَنَا إِسْمَاعِيل، ثَنَا حميد الطَّوِيل، عَن أنس بن مَالك " أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كَانَ / يطوف على نِسَائِهِ فِي غسل وَاحِد ".
النَّسَائِيّ: أخبرنَا مُحَمَّد بن معمر، ثَنَا حبَان، ثَنَا حَمَّاد بن سَلمَة، أَنا

(1/500)


عبد الرَّحْمَن بن فلَان ابْن أبي رَافع، عَن عمته سلمى، عَن أبي رَافع " أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - طَاف على نِسَائِهِ ذَات يَوْم، فَجعل يغْتَسل عِنْد هَذِه وَعند هَذِه، قلت: يَا رَسُول الله، لَو جعلته غسلا وَاحِدًا. قَالَ: هَذَا أزكى وَأطيب وأطهر ".
(بَاب تَأْخِير الْجنب الْغسْل ونومه وَأكله ومجالسته وَخُرُوجه وَغير ذَلِك)
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا مُسَدّد، ثَنَا الْمُعْتَمِر.
قَالَ أَبُو دَاوُد: وثنا أَحْمد بن حَنْبَل، ثَنَا إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم، ثَنَا برد بن سِنَان، عَن عبَادَة بن نسي، عَن غُضَيْف بن الْحَارِث قَالَ: " قلت لعَائِشَة: أَرَأَيْت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَكَانَ يغْتَسل من الْجَنَابَة فِي أول اللَّيْل أم فِي آخِره؟ قَالَت: رُبمَا اغْتسل فِي أول اللَّيْل، وَرُبمَا اغْتسل فِي آخِره. قلت: الله أكبر، الْحَمد لله الَّذِي جعل فِي الْأَمر سَعَة ... " وَذكر بَاقِي الحَدِيث.
البُخَارِيّ: حَدثنَا عبد الله بن يُوسُف، أَنا مَالك، عَن عبد الله بن دِينَار، عَن عبد الله بن عمر قَالَ: " ذكر عمر لرَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بِأَنَّهُ تصيبه جَنَابَة من اللَّيْل. فَقَالَ لَهُ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: تَوَضَّأ واغسل ذكرك ثمَّ نم ".
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا مُسَدّد وقتيبة، قَالَا: ثَنَا سُفْيَان، عَن الزُّهْرِيّ، عَن أبي سَلمَة، عَن عَائِشَة " أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كَانَ إِذا أَرَادَ أَن ينَام وَهُوَ جنب تَوَضَّأ وضوءه

(1/501)


للصَّلَاة ".
وثنا مُحَمَّد بن الصَّباح الْبَزَّاز قَالَ: ثَنَا ابْن الْمُبَارك، عَن يُونُس، عَن الزُّهْرِيّ بِإِسْنَادِهِ وَمَعْنَاهُ، زَاد: " وَإِذا أَرَادَ أَن يَأْكُل وَهُوَ جنب غسل يَدَيْهِ ".
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا مُسَدّد، ثَنَا يحيى، ثَنَا شُعْبَة، عَن الحكم، عَن إِبْرَاهِيم، عَن الْأسود، عَن عَائِشَة " أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كَانَ إِذا أَرَادَ أَن يَأْكُل أَو ينَام تَوَضَّأ - تَعْنِي: وَهُوَ جنب ".
النَّسَائِيّ: أَخْبرنِي هِلَال بن الْعَلَاء بن هِلَال، ثَنَا أبي، ثَنَا هشيم، عَن إِسْمَاعِيل بن أبي خَالِد، عَن أبي إِسْحَاق، عَن الْأسود، عَن عَائِشَة قَالَت: " كَانَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ينَام وَهُوَ جنب " فِي بعض أَلْفَاظ هَذَا الحَدِيث " لَا يمس مَاء ".
رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَغَيره / من طَرِيق أبي إِسْحَاق، عَن الْأسود، عَن عَائِشَة.
مُسلم: حَدثنِي زُهَيْر بن حَرْب، ثَنَا يحيى بن سعيد، ثَنَا حميد.
وثنا أَبُو بكر بن أبي شيبَة - وَاللَّفْظ لَهُ - ثَنَا إِسْمَاعِيل ابْن علية، عَن حميد الطَّوِيل، عَن أبي رَافع، عَن أبي هُرَيْرَة " أَنه لَقِي النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِي طَرِيق من طرق الْمَدِينَة وَهُوَ جنب، فانسل فَذهب فاغتسل، فتفقده النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَلَمَّا جَاءَ قَالَ: أَيْن كنت يَا أَبَا هُرَيْرَة؟ قَالَ: يَا رَسُول الله، لقيتني وَأَنا جنب، فَكرِهت أَن أجالسك

(1/502)


حَتَّى أَغْتَسِل. فَقَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: سُبْحَانَ الله، إِن الْمُؤمن لَا ينجس ".
للْبُخَارِيّ فِي لفظ هَذَا الحَدِيث: " كرهت أَن أجالسك وَأَنا على غير طَهَارَة. قَالَ: سُبْحَانَ الله، إِن الْمُؤمن لَا ينجس ".
رَوَاهُ عَن عَليّ بن عبد الله، عَن يحيى، عَن حميد، عَن بكير، عَن أبي رَافع، عَن أبي هُرَيْرَة، ذكر بَين أبي رَافع وَحميد بكيرا.
مُسلم: حَدثنَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة وَأَبُو كريب قَالَا: حَدثنَا وَكِيع، عَن مسعر، عَن وَاصل، عَن أبي وَائِل، عَن حُذَيْفَة " أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لقِيه وَهُوَ جنب فحاد عَنهُ فاغتسل، ثمَّ جَاءَ فَقَالَ: كنت جنبا. قَالَ: إِن الْمُؤمن لَا ينجس ".
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا مُسَدّد، ثَنَا يحيى، عَن مسعر، عَن وَاصل، عَن أبي وَائِل، عَن حُذَيْفَة " أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لقِيه فَأَهوى إِلَيْهِ فَقَالَ: إِنِّي جنب. فَقَالَ: إِن الْمُسلم لَيْسَ بِنَجس ".
(بَاب هَل يقْرَأ الْجنب الْقُرْآن)
التِّرْمِذِيّ: حَدثنَا أَبُو سعيد عبد الله بن سعيد الْأَشَج، ثَنَا حَفْص بن غياث وَعقبَة بن خَالِد السكونِي قَالَا: ثَنَا الْأَعْمَش وَابْن أبي ليلى، عَن عَمْرو بن مرّة، عَن عبد الله بن سَلمَة، عَن عَليّ قَالَ: " كَانَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يقرئنا الْقُرْآن على كل حَال مَا لم يكن جنبا ".
قَالَ أَبُو عِيسَى: هَذَا حَدِيث حسن صَحِيح.

(1/503)


النَّسَائِيّ: أخبرنَا عَليّ بن حجر، أَنا إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم، عَن شُعْبَة، عَن عَمْرو بن مرّة، بِهَذَا الْإِسْنَاد، قَالَ: " كَانَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يخرج من الْخَلَاء فَيقْرَأ الْقُرْآن وَيَأْكُل مَعنا اللَّحْم، وَلم يكن يَحْجُبهُ من الْقُرْآن شَيْء لَيْسَ الْجَنَابَة ".
روى أَبُو عِيسَى التِّرْمِذِيّ من طَرِيق إِسْمَاعِيل بن عَيَّاش، عَن مُوسَى بن عقبَة، عَن نَافِع، عَن ابْن عمر، عَن النَّبِي / - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " لَا تقْرَأ الْحَائِض وَلَا الْجنب شَيْئا من الْقُرْآن ".
وَإِسْمَاعِيل بن عَيَّاش هَذَا ضعف رِوَايَته عَن الْحِجَازِيِّينَ والعراقيين البُخَارِيّ وَأَبُو زرْعَة وَأحمد بن حَنْبَل وَيحيى بن معِين وَغير هَؤُلَاءِ.
وروى الدَّارَقُطْنِيّ: ثَنَا الْحُسَيْن بن إِسْمَاعِيل، ثَنَا سعيد بن مُحَمَّد بن ثَوَاب، ثَنَا أَبُو عَاصِم، ثَنَا ابْن جريج، عَن سُلَيْمَان بن مُوسَى، سَمِعت سالما يحدث عَن أَبِيه قَالَ: قَالَ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " لَا يمس الْقُرْآن إِلَّا طَاهِر ".
وَسليمَان بن مُوسَى ضعفه البُخَارِيّ، وَقَالَ: يروي مَنَاكِير، أَنا لَا أروي عَنهُ شَيْئا. وَوَثَّقَهُ يحيى بن معِين، وَقَالَ التِّرْمِذِيّ: سُلَيْمَان بن مُوسَى ثِقَة عِنْد أهل الحَدِيث مَا سَمِعت أحدا من الْمُتَقَدِّمين تكلم فِيهِ بِشَيْء.
(بَاب اسْتِحْبَاب تَعْجِيل الْغسْل من الْجَنَابَة)
النَّسَائِيّ: أخبرنَا مُحَمَّد بن بشار، ثَنَا مُحَمَّد وَيحيى بن سعيد، قَالَا: ثَنَا شُعْبَة، عَن عَليّ بن مدرك، عَن أبي زرْعَة، عَن عبد الله بن نجي، عَن أَبِيه، عَن عَليّ بن أبي طَالب، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " الْمَلَائِكَة لَا تدخل بَيْتا فِيهِ صُورَة وَلَا كلب وَلَا جنب ".

(1/504)


أَبُو دَاوُد: حَدثنَا حَفْص بن عمر النمري، ثَنَا شُعْبَة، بِهَذَا الْإِسْنَاد مثله.
الْبَزَّار: حَدثنَا الْعَبَّاس بن أبي طَالب، ثَنَا أَبُو سَلمَة، ثَنَا أبان - يَعْنِي ابْن يزِيد - عَن قَتَادَة، عَن ابْن بُرَيْدَة، عَن يحيى بن يعمر، عَن ابْن عَبَّاس، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " ثَلَاثَة لَا تقربهم الْمَلَائِكَة: الْجنب، والسكران، والمتضمخ بالخلوق ".
وَهَذَا الحَدِيث رَوَاهُ غير الْعَبَّاس بن أبي طَالب مُرْسلا، وَرُوِيَ عَن عمار نَحوه، وَلَا نعلمهُ يرْوى عَن ابْن عَبَّاس إِلَّا من هَذَا الْوَجْه.
مُسلم: حَدثنَا قُتَيْبَة بن سعيد، ثَنَا لَيْث، عَن مُعَاوِيَة بن صَالح، عَن عبد الله بن أبي قيس قَالَ: " سَأَلت عَائِشَة عَن وتر رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ... " فَذكر الحَدِيث، قَالَ: " قلت: كَيفَ كَانَ يصنع فِي الْجَنَابَة، أَكَانَ يغْتَسل قبل أَن ينَام أم ينَام قبل أَن يغْتَسل؟ قَالَت: كل ذَلِك قد كَانَ يفعل، وَرُبمَا اغْتسل فَنَامَ وَرُبمَا تَوَضَّأ فَنَامَ. قلت: الْحَمد لله الَّذِي جعل فِي الْأَمر سَعَة ".
(بَاب النَّهْي أَن يغْتَسل الْجنب فِي المَاء الدَّائِم)
مُسلم: حَدثنِي هَارُون بن سعيد وَأَبُو الطَّاهِر وَأحمد بن عِيسَى، جَمِيعًا عَن ابْن وهب - قَالَ هَارُون: ثَنَا ابْن وهب - أَخْبرنِي عَمْرو بن الْحَارِث، عَن بكير بن الْأَشَج، أَن أَبَا السَّائِب مولى هِشَام / بن زهرَة حَدثهُ، أَنه سمع أَبَا هُرَيْرَة يَقُول: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " لَا يغْتَسل أحدكُم فِي المَاء الدَّائِم وَهُوَ جنب. فَقَالَ: كَيفَ يفعل يَا أَبَا هُرَيْرَة؟ قَالَ: يتَنَاوَلهُ تناولا ".

(1/505)


(بَاب من اغْتسل عُريَانا فِي خلْوَة)
مُسلم: حَدثنَا مُحَمَّد بن رَافع، حَدثنَا عبد الرَّزَّاق، ثَنَا معمر، عَن همام ابْن مُنَبّه قَالَ: هَذَا مَا حَدثنَا أَبُو هُرَيْرَة عَن مُحَمَّد رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، فَذكر أَحَادِيث مِنْهَا: وَقَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " كَانَت بَنو إِسْرَائِيل تَغْتَسِل عُرَاة ينظر بَعضهم إِلَى سوءة بعض، وَكَانَ مُوسَى - عَلَيْهِ السَّلَام - يغْتَسل وَحده، فَقَالُوا: وَالله مَا يمْنَع مُوسَى أَن يغْتَسل مَعنا إِلَّا أَنه آدر. قَالَ: فَذهب مرّة يغْتَسل فَوضع ثَوْبه على حجر، ففر الْحجر بِثَوْبِهِ، قَالَ: فجمح مُوسَى - عَلَيْهِ السَّلَام - بإثره يَقُول: ثوبي حجر، ثوبي حجر. حَتَّى نظرت بَنو إِسْرَائِيل إِلَى سوءة مُوسَى - عَلَيْهِ السَّلَام - وَقَالُوا: وَالله مَا بمُوسَى من بَأْس. فَقَامَ الْحجر حَتَّى نظر إِلَيْهِ. قَالَ: فَأخذ ثَوْبه فَطَفِقَ بِالْحجرِ ضربا فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَة: وَالله إِنَّه بِالْحجرِ ندب سِتَّة أَو سَبْعَة ضرب مُوسَى بِالْحجرِ ".
البُخَارِيّ: حَدثنَا إِسْحَاق بن نصر، ثَنَا عبد الرَّزَّاق، بِهَذَا الْإِسْنَاد مثله، وَقَالَ: " ينظر بَعضهم إِلَى بعض " وَلم يقل: " فَقَامَ الْحجر حَتَّى نظرت بَنو إِسْرَائِيل إِلَى مُوسَى " وَزَاد فِي آخر الحَدِيث: وَعَن أبي هُرَيْرَة، عَن النَّبِي - عَلَيْهِ السَّلَام - قَالَ: " بَينا أَيُّوب - عَلَيْهِ السَّلَام - يغْتَسل عُريَانا فَخر عَلَيْهِ جَراد من ذهب، فَجعل أَيُّوب يحتثي فِي ثَوْبه، فناداه ربه: يَا أَيُّوب، ألم أكن أغنيتك عَمَّا ترى؟ قَالَ: بلَى وَعزَّتك، وَلَكِن لَا غنى لي عَن بركتك ".
وَرَوَاهُ إِبْرَاهِيم، عَن مُوسَى بن عقبَة، عَن صَفْوَان، عَن عَطاء بن يسَار، عَن أبي هُرَيْرَة، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " بَينا أَيُّوب يغْتَسل عُريَانا ... ".
(بَاب التستر فِي الْغسْل عِنْد النَّاس)
مُسلم: حَدثنَا يحيى بن يحيى قَالَ: قَرَأت على مَالك، عَن أبي النَّضر، أَن أَبَا مرّة مولى أم هَانِئ بنت أبي طَالب أخبرهُ، أَنه سمع أم هَانِئ ابْنة أبي طَالب

(1/506)


تَقول: " ذهبت إِلَى رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عَام الْفَتْح فَوَجَدته يغْتَسل، وَفَاطِمَة ابْنَته تستره بِثَوْب ".
قَالَ مُسلم: حَدثنَا إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم الْحَنْظَلِي، أَنا مُوسَى الْقَارئ، ثَنَا زَائِدَة، عَن الْأَعْمَش، عَن سَالم بن أبي الْجَعْد، عَن كريب، عَن ابْن عَبَّاس، عَن مَيْمُونَة قَالَت: " وضعت للنَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مَاء وسترته فاغتسل ".
(بَاب اغتسال الْمَرْأَة وَالرجل / من إِنَاء وَاحِد وَهل يغْتَسل أَحدهمَا بِفضل صَاحبه)
مُسلم: حَدثنَا عبد الله بن مسلمة بن قعنب، ثَنَا أَفْلح بن حميد، عَن الْقَاسِم بن مُحَمَّد، عَن عَائِشَة قَالَت: " كنت أَغْتَسِل أَنا وَرَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من إِنَاء وَاحِد تخْتَلف أَيْدِينَا فِيهِ من الْجَنَابَة ".
حَدثنَا يحيى بن يحيى، ثَنَا أَبُو خَيْثَمَة، عَن عَاصِم الْأَحول، عَن معَاذَة، عَن عَائِشَة قَالَت: " كنت أَغْتَسِل أَنا وَرَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من إِنَاء وَاحِد بيني وَبَينه، فيبادرني حَتَّى أَقُول: دع لي دع لي. قَالَت: وهما جنبان ".
النَّسَائِيّ: أخبرنَا قُتَيْبَة بن سعيد، ثَنَا أَبُو عوَانَة، عَن دَاوُد الأودي،

(1/507)


عَن حميد بن عبد الرَّحْمَن قَالَ: " لقِيت رجلا صحب النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كَمَا صَحبه أَبُو هُرَيْرَة أَربع سِنِين قَالَ: نهى رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَن يمتشط أَحَدنَا كل يَوْم، أَو يَبُول فِي مغتسله، أَو يغْتَسل الرجل بِفضل الْمَرْأَة، أَو الْمَرْأَة بِفضل الرجل، وليغترفا جَمِيعًا ".
دَاوُد الأودي وَثَّقَهُ يحيى بن معِين وَالنَّسَائِيّ وَأحمد بن حَنْبَل.
الدَّارَقُطْنِيّ: حَدثنَا عبد الله بن مُحَمَّد بن سعيد الْمُقْرِئ، حَدثنَا أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ، ثَنَا مُعلى بن أَسد، ثَنَا عبد الْعَزِيز بن الْمُخْتَار، عَن عَاصِم الْأَحول، عَن عبد الله بن سرجس " أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - نهى أَن يغْتَسل الرجل بِفضل الْمَرْأَة، وَالْمَرْأَة بِفضل الرجل، وَلَكِن يشرعان جَمِيعًا ".
قَالَ البُخَارِيّ: الصَّحِيح فِي هَذَا الحَدِيث مَوْقُوف. ذكره أَبُو عِيسَى فِي كتاب الْعِلَل.
(بَاب التَّيَمُّن فِي الْغسْل)
مُسلم: حَدثنَا يحيى بن يحيى التَّمِيمِي، أخبرنَا أَبُو الْأَحْوَص، عَن أَشْعَث، عَن أَبِيه، عَن مَسْرُوق، عَن عَائِشَة قَالَت: " إِن كَانَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يحب التَّيَمُّن فِي طهوره إِذا تطهر، وَفِي ترجله إِذا ترجل، وَفِي انتعاله إِذا انتعل ".

(1/508)


قَالَ مُسلم: وثنا مُحَمَّد بن مثنى الْعَنزي، حَدثنِي أَبُو عَاصِم، عَن حَنْظَلَة ابْن أبي سُفْيَان، عَن الْقَاسِم، عَن عَائِشَة قَالَت: " كَانَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إِذا اغْتسل من الْجَنَابَة دَعَا بِشَيْء نَحْو الحلاب فَأخذ بكفه بَدَأَ بشق رَأسه الْأَيْمن، ثمَّ الْأَيْسَر، ثمَّ أَخذ بكفيه، فَقَالَ بهما على رَأسه ".
(/ بَاب الْوضُوء قبل الْغسْل وَهل يتَوَضَّأ بعده وَكم يفِيض على رَأسه)
مُسلم: حَدثنَا عَمْرو النَّاقِد، ثَنَا مُعَاوِيَة بن عَمْرو، ثَنَا زَائِدَة، عَن هِشَام أَخْبرنِي عُرْوَة، عَن عَائِشَة " أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كَانَ إِذا اغْتسل من الْجَنَابَة بَدَأَ فَغسل يَدَيْهِ قبل أَن يدْخل يَده فِي الْإِنَاء، ثمَّ تَوَضَّأ مثل وضوئِهِ للصَّلَاة ".
البُخَارِيّ: حَدثنَا مُحَمَّد بن يُوسُف، ثَنَا سُفْيَان، عَن الْأَعْمَش، عَن سَالم بن أبي الْجَعْد، عَن كريب، عَن ابْن عَبَّاس، عَن مَيْمُونَة زوج النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَت: " تَوَضَّأ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وضوءه للصَّلَاة غير رجلَيْهِ، وَغسل فرجه وَمَا أَصَابَهُ من الْأَذَى، ثمَّ أَفَاضَ عَلَيْهِ المَاء، ثمَّ نحى رجلَيْهِ فغسلهما. هَذِه غسله من الْجَنَابَة ".
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا عبد الله بن مُحَمَّد النُّفَيْلِي، ثَنَا زُهَيْر، ثَنَا أَبُو إِسْحَاق،

(1/509)


عَن الْأسود، عَن عَائِشَة قَالَت: " كَانَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يغْتَسل وَيُصلي رَكْعَتَيْنِ وَصَلَاة الْغَدَاة، وَلَا أرَاهُ يحدث وضُوءًا بعد الْغسْل ".
التِّرْمِذِيّ: حَدثنَا إِسْمَاعِيل بن مُوسَى، ثَنَا شريك، عَن أبي إِسْحَاق، عَن الْأسود، عَن عَائِشَة " أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كَانَ لَا يتَوَضَّأ بعد الْغسْل ".
وَهَذَا حَدِيث حسن صَحِيح.
النَّسَائِيّ: أخبرنَا عَمْرو بن عَليّ، ثَنَا عبد الرَّحْمَن، ثَنَا شريك، بِإِسْنَادِهِ مثله.
وَقَالَ النَّسَائِيّ: ابْنا أَحْمد بن عُثْمَان بن حَكِيم، حَدثنَا أبي، أَنا حسن - وَهُوَ ابْن صَالح - عَن أبي إِسْحَاق، بِهَذَا الْإِسْنَاد، قَالَت: " كَانَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لَا يتَوَضَّأ بعد الْغسْل ".
مُسلم: حَدثنَا يحيى بن يحيى وقتيبة بن سعيد وَأَبُو بكر بن أبي شيبَة، قَالَ يحيى: أَنا. وَقَالَ الْآخرَانِ: ثَنَا أَبُو الْأَحْوَص، عَن أبي إِسْحَاق، عَن سُلَيْمَان بن صرد، عَن جُبَير بن مطعم قَالَ: " تماروا فِي الْغسْل عِنْد رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَقَالَ بعض الْقَوْم: أما أَنا فَإِنِّي أغسل رَأْسِي بِكَذَا وبكذا. فَقَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: أما أَنا فأفيض على رَأْسِي ثَلَاث أكف ".
مُسلم: حَدثنَا يحيى بن يحيى، أَنا هشيم، عَن أبي بشر، عَن أبي سُفْيَان، عَن جَابر بن عبد الله " أَن وَفد ثَقِيف سَأَلُوا النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَقَالُوا: إِن أَرْضنَا

(1/510)


أَرض بَارِدَة فَكيف بِالْغسْلِ؟ فَقَالَ: أما أَنا فأفرغ / على رَأْسِي ثَلَاثًا ".
مُسلم: حَدثنِي مُحَمَّد بن الْمثنى، ثَنَا عبد الْوَهَّاب - يَعْنِي الثَّقَفِيّ - ثَنَا جَعْفَر، عَن أَبِيه، عَن جَابر بن عبد الله قَالَ: " كَانَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إِذا اغْتسل من جَنَابَة صب على رَأسه ثَلَاث حفنات من مَاء. فَقَالَ الْحسن بن مُحَمَّد: إِن شعري [كثير] . قَالَ جَابر: فَقلت لَهُ: يَا ابْن أخي كَانَ شعر رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَكثر من شعرك وَأطيب ".
البُخَارِيّ: حَدثنَا أَبُو نعيم، ثَنَا زُهَيْر، عَن أبي إِسْحَاق، حَدثنِي سُلَيْمَان ابْن صرد، حَدثنِي جُبَير بن مطعم قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " أما أَنا فأفيض على رَأْسِي ثَلَاثًا وَأَشَارَ بيدَيْهِ كلتيهما ".
البُخَارِيّ: حَدثنِي مُحَمَّد بن الْمثنى، ثَنَا أَبُو عَاصِم، عَن حَنْظَلَة، عَن الْقَاسِم، عَن عَائِشَة قَالَت: " كَانَ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إِذا اغْتسل من الْجَنَابَة دَعَا بِشَيْء نَحْو الحلاب، فَأخذ بكفه فَبَدَأَ بشق رَأسه الْأَيْمن، ثمَّ الْأَيْسَر، فَقَالَ بهما (على وسط رَأسه) ".
(بَاب تَخْلِيل الشّعْر وإفاضة المَاء على الْجَسَد)
مُسلم: حَدثنِي يحيى بن يحيى التَّمِيمِي، أبنا أَبُو مُعَاوِيَة، عَن هِشَام بن عُرْوَة، عَن أَبِيه، عَن عَائِشَة قَالَت: " كَانَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إِذا اغْتسل من الْجَنَابَة يبْدَأ فَيغسل يَدَيْهِ، ثمَّ يفرغ بِيَمِينِهِ على شِمَاله فَيغسل فرجه، ثمَّ يتَوَضَّأ وضوءه

(1/511)


للصَّلَاة، ثمَّ يَأْخُذ المَاء فَيدْخل أَصَابِعه فِي أصُول الشّعْر، حَتَّى إِذا رأى أَن قد اسْتَبْرَأَ حفن على رَأسه ثَلَاث حفنات، ثمَّ أَفَاضَ على سَائِر جسده، ثمَّ غسل رجلَيْهِ ".
البُخَارِيّ: حَدثنَا مُسَدّد بن مسرهد، ثَنَا يحيى بن سعيد، ثَنَا عَوْف - هُوَ ابْن أبي جميلَة - ثَنَا أَبُو رَجَاء، عَن عمرَان بن حُصَيْن قَالَ: " كُنَّا مَعَ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِي سفر، وَإِنَّا أسرينا حَتَّى إِذا كُنَّا فِي آخر اللَّيْل وقعنا وقْعَة وَلَا وقْعَة أحلى عِنْد الْمُسَافِر مِنْهَا ... " فَذكر الحَدِيث وَفِيه: " أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أعْطى الَّذِي أَصَابَته الْجَنَابَة إِنَاء من مَاء. قَالَ: اذْهَبْ فأفرغه عَلَيْك ".
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا مُسَدّد، أَنا حَمَّاد، عَن هِشَام، عَن أَبِيه، عَن عَائِشَة: " وصفت غسل النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، وَقَالَت: أفرغ على رَأسه ثَلَاثًا وَإِذا فضل فضلَة صبها عَلَيْهِ ".
(بَاب / تَخْلِيل الشّعْر حَتَّى إِذا ظن أَنه قد أروى بَشرته أَفَاضَ عَلَيْهِ)
البُخَارِيّ: حَدثنَا عَبْدَانِ، أَنا عبد الله، ثَنَا هِشَام بن عُرْوَة، عَن أَبِيه، عَن عَائِشَة قَالَت: " كَانَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إِذا اغْتسل من الْجَنَابَة غسل يَدَيْهِ وَتَوَضَّأ وضوءه للصَّلَاة، ثمَّ اغْتسل، ثمَّ يخلل بِيَدِهِ شعره، حَتَّى إِذا ظن أَنه قد أروى بَشرته أَفَاضَ عَلَيْهِ المَاء ثَلَاث مَرَّات، ثمَّ غسل سَائِر جسده. وَقَالَت: كنت أَغْتَسِل أَنا وَرَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من إِنَاء وَاحِد نغرف مِنْهُ جَمِيعًا ".

(1/512)


الْبَزَّار: ثَنَا أَحْمد بن الْمِقْدَام، ثَنَا مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الطفَاوِي، عَن أَيُّوب، عَن هِشَام بن عُرْوَة، عَن أَبِيه، عَن عَائِشَة " أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كَانَ يخلل رَأسه مرَّتَيْنِ فِي غسل الْجَنَابَة " وَقَالَت فِيهِ: " ثمَّ يصب على جسده فضل مَائه ".
مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الطفَاوِي سمع أَيُّوب وَالْأَعْمَش وَهِشَام بن عُرْوَة، روى عَنهُ أَحْمد بن حَنْبَل وَعلي بن الْمَدِينِيّ وَأَبُو خَيْثَمَة وَنصر بن عَليّ وَعَمْرو النَّاقِد، قَالَ فِيهِ أَبُو حَاتِم: صَالح صَدُوق إِلَّا أَنه يهم أَحْيَانًا. وَقَالَ يحيى بن معِين: الطفَاوِي صَالح الحَدِيث. وَقَالَ أَبُو زرْعَة: الطفَاوِي - يَعْنِي: مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن - شيخ مُنكر الحَدِيث.
(بَاب من تَوَضَّأ من الْجَنَابَة ثمَّ غسل سَائِر جسده وَلم يعد غسل مَوَاضِع الْوضُوء مِنْهُ مرّة أُخْرَى)
مُسلم: حَدثنِي عَليّ بن حجر السَّعْدِيّ، ثَنَا عِيسَى بن يُونُس، ثَنَا الْأَعْمَش، عَن سَالم، عَن كريب مولى ابْن عَبَّاس، عَن ابْن عَبَّاس، حَدَّثتنِي خَالَتِي مَيْمُونَة قَالَت: " أدنيت لرَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - غسله من الْجَنَابَة فَغسل كفيه مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثًا، ثمَّ أَدخل يَده فِي الْإِنَاء، ثمَّ أفرغ بِهِ على فرجه وغسله بِشمَالِهِ ثمَّ ضرب بِشمَالِهِ الأَرْض فدلكها دلكا شَدِيدا، ثمَّ تَوَضَّأ وضوءه للصَّلَاة، ثمَّ أفرغ على رَأسه ثَلَاث حفنات ملْء كفيه، ثمَّ غسل سَائِر جسده، ثمَّ تنحى عَن مقَامه ذَلِك فَغسل رجلَيْهِ، ثمَّ أَتَيْته بالمنديل فَرده ".

(1/513)


(بَاب تَفْرِيق الْغسْل)
البُخَارِيّ: حَدثنَا عمر بن حَفْص بن غياث، / ثَنَا أبي، ثَنَا الْأَعْمَش، حَدثنِي سَالم، عَن كريب مولى ابْن عَبَّاس، عَن ابْن عَبَّاس، حَدَّثتنَا مَيْمُونَة قَالَت: " صببت للنَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - غسلا فأفرغ بِيَمِينِهِ على يسَاره فغسلهما، ثمَّ غسل فرجه، ثمَّ قَالَ بِيَدِهِ إِلَى الأَرْض فمسحهما بِالتُّرَابِ، ثمَّ غسلهَا، ثمَّ تمضمض واستنشق، ثمَّ غسل وَجهه، وأفاض على رَأسه، ثمَّ تنحى فَغسل قَدَمَيْهِ، ثمَّ أُتِي بمنديل فَلم ينفض بهَا ".
(بَاب مَا جَاءَ فِي المنديل بعد الْغسْل)
البُخَارِيّ: حَدثنَا عَبْدَانِ، ثَنَا أَبُو حَمْزَة، قَالَ: سَمِعت الْأَعْمَش، عَن سَالم، عَن كريب، عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: قَالَت مَيْمُونَة رَضِي الله عَنْهَا: " وضعت للنَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - غسلا وسترته بِثَوْب وصب على يَدَيْهِ فغسلهما، ثمَّ صب بِيَمِينِهِ على شِمَاله فَغسل فرجه، فَضرب بِيَدِهِ الأَرْض فمسحها، ثمَّ غسلهَا، فَتَمَضْمَض واستنشق، وَغسل وَجهه وذراعيه، ثمَّ صب على رَأسه وأفاض على جسده، ثمَّ تنحى فَغسل قَدَمَيْهِ، فناولته ثوبا فَلم يَأْخُذهُ، فَانْطَلق وَهُوَ ينفض يَدَيْهِ ".
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا مُسَدّد، ثَنَا عبد الله بن دَاوُد، عَن الْأَعْمَش بِهَذَا الْإِسْنَاد، ذكرت صفة غسل النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، قَالَت فِيهِ: " تنحى نَاحيَة فَغسل رجلَيْهِ، فناولته المنديل فَلم يَأْخُذهُ، وَجعل ينفض المَاء عَن جسده ".

(1/514)


(بَاب من تطيب ثمَّ اغْتسل فَبَقيَ أثر الطّيب)
البُخَارِيّ: حَدثنَا أَبُو النُّعْمَان، ثَنَا أَبُو عوَانَة، عَن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن الْمُنْتَشِر، عَن أَبِيه قَالَ: " سَأَلت عَائِشَة وَذكرت لَهَا قَول ابْن عمر: مَا أحب أَن أصبح محرما أنضح طيبا. فَقَالَت عَائِشَة: أَنا طيبت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ثمَّ طَاف فِي نِسَائِهِ ثمَّ أصبح محرما ".
البُخَارِيّ: حَدثنَا آدم بن أبي إِيَاس، ثَنَا شُعْبَة، ثَنَا الحكم، عَن إِبْرَاهِيم، عَن الْأسود، عَن عَائِشَة قَالَت: " كَأَنِّي أنظر إِلَى وبيص الطّيب فِي مفرق رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَهُوَ محرم ".
(بَاب هَل تنفض الْمَرْأَة شعرهَا عِنْد غسل الْجَنَابَة)
مُسلم: حَدثنَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة وَعَمْرو النَّاقِد وَإِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم وَابْن أبي عمر، كلهم عَن ابْن عُيَيْنَة، قَالَ إِسْحَاق: أَنا / سُفْيَان، عَن أَيُّوب بن مُوسَى، عَن سعيد بن أبي سعيد المَقْبُري، عَن عبد الله بن رَافع مولى أم سَلمَة، عَن أم سَلمَة قَالَت: " قلت: يَا رَسُول الله، إِنِّي امْرَأَة أَشد ضفر رَأْسِي أفأنقضه لغسل الْجَنَابَة؟ فَقَالَ: لَا، إِنَّمَا يَكْفِيك أَن تحثي على رَأسك ثَلَاث حثيات، ثمَّ تفيضين عَلَيْك المَاء فتطهرين ".
تَابعه روح بن الْقَاسِم عَن أَيُّوب.
قَالَ مُسلم: وثنا عَمْرو النَّاقِد، ثَنَا يزِيد بن هَارُون.

(1/515)


وثنا عبد بن حميد، قَالَ: أَنا عبد الرَّزَّاق، قَالَا: أَنا الثَّوْريّ، عَن أَيُّوب ابْن مُوسَى، فِي هَذَا الْإِسْنَاد ... وَفِي حَدِيث عبد الرَّزَّاق " فأنقضه للحيضة والجنابة؟ فَقَالَ: لَا ... " ثمَّ ذكر بِمَعْنى حَدِيث ابْن عُيَيْنَة.
مُسلم: حَدثنَا يحيى بن يحيى وَأَبُو بكر بن أبي شيبَة وَعلي بن حجر، جَمِيعًا عَن ابْن علية - قَالَ يحيى: أَنا إِسْمَاعِيل ابْن علية - عَن أَيُّوب، عَن أبي الزبير، عَن عبيد بن عُمَيْر قَالَ: " بلغ عَائِشَة أَن عبد الله بن عَمْرو يَأْمر النِّسَاء إِذا اغْتَسَلْنَ أَن يَنْقُضْنَ رءوسهن. فَقَالَت: يَا عجبا لِابْنِ عَمْرو هَذَا، يَأْمر النِّسَاء إِذا اغْتَسَلْنَ أَن يَنْقُضْنَ رءوسهن، أَفلا يَأْمُرهُنَّ أَن يَحْلِقن رءوسهن؟ ! لقد كنت أَغْتَسِل أَنا وَرَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من إِنَاء وَاحِد، وَمَا أَزِيد على أَن أفرغ على رَأْسِي ثَلَاث غرفات ".
(بَاب قدر مَا يَكْفِي المغتسل من المَاء)
مُسلم: حَدثنَا قُتَيْبَة بن سعيد، ثَنَا لَيْث. وثنا مُحَمَّد بن رمح، أَنا اللَّيْث.
وثنا قُتَيْبَة بن سعيد وَأَبُو بكر بن أبي شيبَة وَعَمْرو النَّاقِد وَزُهَيْر بن حَرْب، قَالُوا: ثَنَا سُفْيَان، كِلَاهُمَا عَن الزُّهْرِيّ، عَن عُرْوَة، عَن عَائِشَة قَالَت: " كَانَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يغْتَسل من الْقدح وَهُوَ الْفرق، وَكنت أَغْتَسِل أَنا وَهُوَ فِي الْإِنَاء الْوَاحِد " وَفِي حَدِيث سُفْيَان: " من إِنَاء وَاحِد " قَالَ قُتَيْبَة: قَالَ سُفْيَان: وَالْفرق ثَلَاثَة آصَع.

(1/516)


مُسلم: وحَدثني عبيد الله بن معَاذ الْعَنْبَري، ثَنَا أبي، ثَنَا شُعْبَة، عَن أبي بكر بن حَفْص، عَن أبي سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن قَالَ: " دخلت على عَائِشَة أَنا وأخوها من الرضَاعَة، فَسَأَلَهَا عَن غسل رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من الْجَنَابَة، فدعَتْ بِإِنَاء قدر الصَّاع فاغتسلت وبيننا وَبَينهَا ستر، وأفرغت على رَأسهَا ثَلَاثًا. قَالَ: وَكَانَ أَزوَاج النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَأْخُذن من رءوسهن حَتَّى تكون كالوفرة ".
(أَبْوَاب / الْحيض وَحكم الْحَائِض)
(بَاب مَا يحل للرجل من امْرَأَته وَهِي حَائِض)
مُسلم: حَدثنِي زُهَيْر بن حَرْب، ثَنَا عبد الرَّحْمَن بن مهْدي، ثَنَا حَمَّاد بن سَلمَة، ثَنَا ثَابت، عَن أنس: " أَن الْيَهُود كَانُوا إِذا حَاضَت الْمَرْأَة فيهم لم يؤاكلوها، وَلم يجامعوهن فِي الْبيُوت، فَسَأَلَ أَصْحَاب النَّبِي النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، فَأنْزل الله - عز وَجل - {يَسْأَلُونَك عَن الْمَحِيض قل هُوَ أَذَى فاعتزلوا النِّسَاء فِي الْمَحِيض} إِلَى آخر الْآيَة فَقَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: اصنعوا كل شَيْء إِلَّا النِّكَاح. فَبلغ ذَلِك الْيَهُود فَقَالُوا: مَا يُرِيد هَذَا الرجل أَن يدع من أمرنَا شَيْئا إِلَّا خَالَفنَا فِيهِ. فجَاء أسيد بن حضير وَعباد بن بشر فَقَالَا: يَا رَسُول الله، إِن الْيَهُود تَقول كَذَا وَكَذَا أَفلا نجامعهن؟ فَتغير وَجه رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - حَتَّى ظننا أَن قد وجد عَلَيْهِمَا فَخَرَجَا، فَاسْتَقْبَلَهُمَا هَدِيَّة من لبن إِلَى رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَأرْسل فِي آثارهما فَسَقَاهُمَا فعرفا أَن لم يجد عَلَيْهِمَا ".
مُسلم: حَدثنَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة، ثَنَا عَليّ بن مسْهر، عَن الشَّيْبَانِيّ.
وحَدثني عَليّ بن حجر السَّعْدِيّ - وَاللَّفْظ لَهُ - أبنا عَليّ بن مسْهر [أَنا] أَبُو

(1/517)


إِسْحَاق الشَّيْبَانِيّ، عَن عبد الرَّحْمَن بن الْأسود، عَن أَبِيه، عَن عَائِشَة قَالَت: " كَانَ إحدانا إِذا كَانَت حَائِضًا أمرهَا رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَن تأتزر [فِي] فَور حَيْضَتهَا، ثمَّ يُبَاشِرهَا. قَالَت: وَأَيكُمْ يملك إربه كَمَا كَانَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يملك إربه ".
مُسلم: حَدثنَا يحيى بن يحيى، أبنا خَالِد بن عبد الله، عَن الشَّيْبَانِيّ، عَن عبد الله بن شَدَّاد، عَن مَيْمُونَة قَالَت: " كَانَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يُبَاشر نِسَاءَهُ فَوق الْإِزَار وَهن حيض ".
النَّسَائِيّ: عَن الْحَارِث بن مِسْكين - قَالَ: قِرَاءَة عَلَيْهِ وَأَنا أسمع - عَن ابْن وهب، عَن يُونُس وَاللَّيْث، عَن ابْن شهَاب، عَن حبيب مولى عُرْوَة، عَن بدية - وَكَانَ اللَّيْث يَقُول: ندبة - مولاة مَيْمُونَة، عَن مَيْمُونَة قَالَت: " كَانَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يُبَاشر الْمَرْأَة من نِسَائِهِ وَهِي حَائِض إِذا كَانَ عَلَيْهَا إِزَار يبلغ أَنْصَاف الفخذين والركبتين " فِي حَدِيث اللَّيْث: " محتجزته ".
/ روى التِّرْمِذِيّ من طَرِيق حَكِيم الْأَثْرَم، عَن أبي تَمِيمَة، عَن أبي هُرَيْرَة، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " من أَتَى حَائِضًا أَو امْرَأَة فِي دبرهَا أَو كَاهِنًا فقد كفر بِمَا أنزل على مُحَمَّد ".
وَقَالَ: ضعف مُحَمَّد - يَعْنِي البُخَارِيّ - هَذَا الحَدِيث من قبل إِسْنَاده.
وروى أَيْضا من طَرِيق خصيف، عَن مقسم، عَن ابْن عَبَّاس، عَن النَّبِي

(1/518)


- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - " فِي الرجل يَقع على امْرَأَته وَهِي حَائِض، قَالَ: يتَصَدَّق بِنصْف دِينَار ".
وَمن طَرِيق عبد الْكَرِيم، عَن مقسم، عَن ابْن عَبَّاس، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " إِذا كَانَ دَمًا أَحْمَر فدينار، وَإِذا كَانَ دَمًا أصفر فَنصف دِينَار ".
وَكِلَاهُمَا لَا يَصح.
(بَاب غسل الْحَائِض رَأس زَوجهَا ومناولتها إِيَّاه الشَّيْء)
مُسلم: حَدثنَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة، ثَنَا حُسَيْن بن عَليّ، عَن زَائِدَة، عَن مَنْصُور، عَن إِبْرَاهِيم، عَن الْأسود، عَن عَائِشَة قَالَت: " كنت أغسل رَأس رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَأَنا حَائِض ".
مُسلم: حَدثنَا يحيى بن يحيى، أَنا أَبُو خَيْثَمَة، عَن هِشَام، أَنا عُرْوَة، عَن عَائِشَة أَنَّهَا قَالَت: " كَانَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يدني إِلَيّ رَأسه وَأَنا فِي حُجْرَتي فأرجل رَأسه وَأَنا حَائِض ".
مُسلم: حَدثنَا يحيى بن يحيى وَأَبُو بكر بن أبي شيبَة وَأَبُو كريب، قَالَ يحيى: أبنا. وَقَالَ الْآخرَانِ: حَدثنَا أَبُو مُعَاوِيَة، عَن الْأَعْمَش، عَن ثَابت بن عبيد، عَن الْقَاسِم بن مُحَمَّد، عَن عَائِشَة قَالَت: " قَالَ لي رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: ناوليني الْخمْرَة من الْمَسْجِد. قَالَت: فَقلت: إِنِّي حَائِض. فَقَالَ: إِن حيضتك لَيست فِي يدك ".

(1/519)


مُسلم: حَدثنِي زُهَيْر بن حَرْب وَأَبُو كَامِل وَمُحَمّد بن حَاتِم، كلهم عَن يحيى بن سعيد - قَالَ زُهَيْر: ثَنَا يحيى - عَن يزِيد بن كيسَان، عَن أبي حَازِم، عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: " بَيْنَمَا رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِي الْمَسْجِد فَقَالَ: يَا عَائِشَة، ناوليني الثَّوْب. [فَقَالَت] : إِنِّي حَائِض. فَقَالَ: إِن حيضتك لَيست فِي يدك. فناولته ".
(بَاب الْأكل مَعَ الْحَائِض وَشرب فَضلهَا)
مُسلم: حَدثنَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة وَزُهَيْر بن / حَرْب قَالَا: ثَنَا وَكِيع، عَن مسعر وسُفْيَان، عَن الْمِقْدَام بن شُرَيْح، عَن أَبِيه، عَن عَائِشَة قَالَت: " كنت أشْرب وَأَنا حَائِض ثمَّ أناوله النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَيَضَع فَاه على مَوضِع فِي فيشرب، وأتعرق الْعرق وَأَنا حَائِض، ثمَّ أناوله النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَيَضَع فَاه على مَوضِع فِي " وَلم يذكر زُهَيْر " فيشرب ".
النَّسَائِيّ: أخبرنَا قُتَيْبَة بن سعيد، ثَنَا يزِيد - وَهُوَ ابْن الْمِقْدَام بن شُرَيْح بن هَانِئ - عَن أَبِيه، عَن أَبِيه " أَنه سَأَلَ عَائِشَة: هَل تَأْكُل الْمَرْأَة مَعَ زَوجهَا وَهِي طامث؟ قَالَت: نعم، كَانَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يدعوني فَآكل مَعَه وَأَنا عارك، وَكَانَ يَأْخُذ الْعرق فَيقسم عَليّ فِيهِ فأعترق مِنْهُ، ثمَّ أَضَعهُ فَيَأْخُذ فيعترق مِنْهُ، وَيَضَع فَمه حَيْثُ وضعت فمي من الْعرق، وَيَدْعُو بِالشرابِ فَيقسم عَليّ فِيهِ من قبل أَن يشرب مِنْهُ فَآخذهُ فأشرب مِنْهُ، ثمَّ أَضَعهُ فَيَأْخذهُ فيشرب مِنْهُ وَيَضَع فَمه حَيْثُ وضعت فمي من الْقدح ".

(1/520)


(بَاب قِرَاءَة الرجل الْقُرْآن فِي حجر امْرَأَته وَهِي حَائِض)
مُسلم: حَدثنَا يحيى بن يحيى، أبنا دَاوُد بن عبد الرَّحْمَن الْمَكِّيّ، عَن مَنْصُور، عَن أمه، عَن عَائِشَة أَنَّهَا قَالَت: " كَانَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يتكئ فِي حجري وَأَنا حَائِض فَيقْرَأ الْقُرْآن ".
(بَاب النّوم مَعَ الْحَائِض وَهِي فِي ثِيَابهَا وَهل تصلي فِي ثوب حَاضَت فِيهِ)
البُخَارِيّ: حَدثنَا الْمَكِّيّ بن إِبْرَاهِيم، ثَنَا هِشَام، عَن يحيى بن أبي كثير، عَن أبي سَلمَة؛ أَن زَيْنَب بنت أم سَلمَة حدثته، أَن أم سَلمَة حدثتها قَالَت: " بَيْنَمَا أَنا مَعَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مُضْطَجِعَة فِي خميصة إِذْ حِضْت فانسللت فَأخذت ثِيَاب حيضتي. فَقَالَ: أنفست؟ قلت: نعم. فدعاني فاضطجعت مَعَه فِي الخميلة ".
البُخَارِيّ: حَدثنَا أَبُو نعيم، ثَنَا إِبْرَاهِيم بن نَافِع، عَن ابْن أبي نجيح، عَن مُجَاهِد، قَالَت عَائِشَة: " مَا كَانَ لإحدانا إِلَّا ثوب وَاحِد تحيض فِيهِ، فَإِذا أَصَابَهُ شَيْء من دم قَالَت بريقها (فمصعته) بظفرها ".

(1/521)


البُخَارِيّ: / حَدثنَا عبد الله بن يُوسُف، أَنا مَالك، عَن هِشَام، عَن فَاطِمَة بنت الْمُنْذر عَن أَسمَاء ابْنة أبي بكر أَنَّهَا قَالَت: " سَأَلت امْرَأَة رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَقَالَت: يَا رَسُول الله، أَرَأَيْت إحدانا إِذا أصَاب ثوبها الدَّم من الْحَيْضَة كَيفَ تصنع؟ فَقَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: إِذا أصَاب ثوب إحداكن الدَّم من الْحَيْضَة فلتقرصه، ثمَّ لتنضحه بِمَاء، ثمَّ لتصلي فِيهِ ".
النَّسَائِيّ: أخبرنَا عبيد الله بن سعيد، ثَنَا يحيى، عَن سُفْيَان، حَدثنِي أَبُو الْمِقْدَام ثَابت الْحداد، عَن عدي بن دِينَار قَالَ: سَمِعت أم قيس بنت مُحصن " أَنَّهَا سَأَلت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عَن دم الْحَيْضَة يُصِيب الثَّوْب، قَالَ: حكيه بضلع، واغسليه بِمَاء وَسدر ".
البُخَارِيّ: حَدثنَا أصبغ، أَخْبرنِي ابْن وهب، حَدثنِي عَمْرو بن الْحَارِث، عَن عبد الرَّحْمَن بن الْقَاسِم، حَدثهُ عَن أَبِيه، عَن عَائِشَة: " كَانَت إحدانا تحيض ثمَّ تقترص الدَّم من ثوبها عِنْد طهرهَا فتغسله، وتنضح على سائره، ثمَّ تصلي فِيهِ ".
(بَاب من اتخذ ثيابًا للْحيض سوى ثِيَاب الطُّهْر)
مُسلم: حَدثنَا مُحَمَّد بن مثنى، ثَنَا معَاذ بن هِشَام، حَدثنِي أبي، عَن يحيى بن أبي كثير، ثَنَا أَبُو سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن، أَن زَيْنَب ابْنة أم سَلمَة حدثته، أَن أم سَلمَة حدثتها قَالَت: " بَيْنَمَا أَنا مُضْطَجِعَة مَعَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِي

(1/522)


الخميلة إِذْ حِضْت، فانسللت فَأخذت ثِيَاب حيضتي. فَقَالَ لي رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: أنفست؟ قلت: نعم. فدعاني فاضطجعت مَعَه فِي الخميلة. قَالَت: وَكَانَت هِيَ وَرَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يغتسلان فِي الْإِنَاء الْوَاحِد من الْجَنَابَة ".
(بَاب إِذا حَاضَت فِي شهر ثَلَاث حيض)
البُخَارِيّ: حَدثنَا أَحْمد بن أبي رَجَاء، ثَنَا أَبُو أُسَامَة قَالَ: سَمِعت هِشَام بن عُرْوَة، أَخْبرنِي أبي، عَن عَائِشَة " أَن فَاطِمَة ابْنة أبي حيبش سَأَلت النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: إِنِّي أسْتَحَاض فَلَا أطهر، أفأدع الصَّلَاة؟ قَالَ: لَا إِن ذَلِك عرق، وَلَكِن دعِي الصَّلَاة قدر الْأَيَّام الَّتِي كنت تحيضين فِيهَا، ثمَّ اغْتَسِلِي وَصلي ".
(بَاب الكدرة والصفرة فِي غير أَيَّام الْحيض)
البُخَارِيّ: حَدثنَا قُتَيْبَة بن سعيد، ثَنَا / إِسْمَاعِيل، عَن أَيُّوب، عَن مُحَمَّد، عَن أم عَطِيَّة [قَالَت] : " كُنَّا لَا نعد الكدرة والصفرة شَيْئا ".
(بَاب ترك الْحَائِض الصَّوْم وَالصَّلَاة وقضاؤها الصَّوْم وَحده)
البُخَارِيّ: حَدثنَا سعيد بن أبي مَرْيَم، ثَنَا مُحَمَّد بن جَعْفَر، أَخْبرنِي زيد - هُوَ ابْن أسلم - عَن عِيَاض بن عبد الله، عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ قَالَ: " خرج

(1/523)


رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِي أضحى أَو فطر إِلَى الْمصلى فَمر على النِّسَاء، فَقَالَ: يَا معشر النِّسَاء تصدقن فَإِنِّي رأيتكن أَكثر أهل النَّار. قُلْنَ: وَبِمَ يَا رَسُول الله؟ قَالَ: تكثرن اللَّعْن، وتكفرن العشير، مَا رَأَيْت من ناقصات عقل وَدين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن. قُلْنَ: وَمَا نُقْصَان ديننَا وعقلنا يَا رَسُول الله؟ قَالَ: أَلَيْسَ شَهَادَة الْمَرْأَة مثل نصف شَهَادَة الرجل؟ قُلْنَ: بلَى. قَالَ: فَذَلِك من نُقْصَان عقلهَا، أَلَيْسَ إِذا حَاضَت لم تصل وَلم تصم؟ قُلْنَ: بلَى. قَالَ: فَذَلِك من نُقْصَان دينهَا ".
التِّرْمِذِيّ: حَدثنَا أَبُو عبد الله هريم بن مسعر الْأَزْدِيّ التِّرْمِذِيّ، ثَنَا عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد، عَن سُهَيْل بن أبي صَالح، عَن أَبِيه، عَن أبي هُرَيْرَة " أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - خطب النَّاس فوعظهم، ثمَّ قَالَ: يَا معشر النِّسَاء تصدقن، فَإِنَّكُنَّ أَكثر أهل النَّار. فَقَالَت امْرَأَة مِنْهُنَّ: وَلم ذَاك يَا رَسُول الله؟ قَالَ: لِكَثْرَة لعنكن - يَعْنِي كفركن العشير - وَمَا رَأَيْت من ناقصات عقل وَدين أغلب لِذَوي الْأَلْبَاب وَذَوي الرَّأْي مِنْكُن. قَالَت امْرَأَة مِنْهُنَّ: وَمَا نُقْصَان عقلنا وَدِيننَا؟ قَالَ: شَهَادَة امْرَأتَيْنِ مِنْكُم بِشَهَادَة رجل، ونقصان دينكن الْحَيْضَة، تمكث إحداكن الثَّلَاث والأربع لَا تصلي ".
قَالَ أَبُو عِيسَى: هَذَا حَدِيث (صَحِيح غَرِيب) .
مُسلم: حَدثنَا عبد بن حميد، أخبرنَا عبد الرَّزَّاق، أَنا معمر، عَن عَاصِم، عَن معَاذَة قَالَت: " [سَأَلت] عَائِشَة فَقلت: مَا بَال الْحَائِض تقضي الصَّوْم، وَلَا تقضي الصَّلَاة؟ فَقَالَت: أحرورية أَنْت؟ قلت: لست بحرورية،

(1/524)


وَلَكِنِّي أسأَل. قَالَت: كَانَ يصيبنا ذَلِك فنؤمر بِقَضَاء الصَّوْم وَلَا نؤمر بِقَضَاء الصَّلَاة ".
مُسلم: / حَدثنَا مُحَمَّد بن مثنى، ثَنَا مُحَمَّد بن جَعْفَر، ثَنَا شُعْبَة، عَن يزِيد قَالَ: " سَمِعت معَاذَة أَنَّهَا سَأَلت عَائِشَة: أتقضي الْحَائِض الصَّلَاة؟ فَقَالَت عَائِشَة: أحرورية أَنْت؟ قد كن نسَاء رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يحضن أفأمرهن أَن يجزين؟ ".
مُسلم: حَدثنَا أَبُو الرّبيع، ثَنَا حَمَّاد - هُوَ ابْن زيد - عَن أَيُّوب، عَن أبي قلَابَة، عَن معَاذَة.
وثنا حَمَّاد، عَن يزِيد الرشك، عَن معَاذَة " أَن امْرَأَة سَأَلت عَائِشَة فَقَالَت: أتقضي إحدانا الصَّلَاة أَيَّام محيضها؟ قَالَت: أحرورية أَنْت؟ قد كَانَت إحدانا تحيض على عهد رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ثمَّ لَا تُؤمر بِالْقضَاءِ ".
التِّرْمِذِيّ: حَدثنَا عَليّ بن حجر، أَنا عَليّ بن مسْهر، عَن عُبَيْدَة، عَن إِبْرَاهِيم، عَن الْأسود، عَن عَائِشَة قَالَت: " كُنَّا نحيض عِنْد رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ثمَّ نطهر فيأمرنا بِقَضَاء الصَّوْم وَلَا يَأْمُرنَا بِقَضَاء الصَّلَاة ".
قَالَ أَبُو عِيسَى: هَذَا حَدِيث حسن.
الْبَزَّار: حَدثنَا يُوسُف بن مُوسَى، ثَنَا جرير - يَعْنِي: ابْن عبد الحميد - ثَنَا

(1/525)


عُبَيْدَة، عَن إِبْرَاهِيم، عَن الْأسود، عَن عَائِشَة قَالَت: " كُنَّا نحيض على عهد رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَمَا يَأْمُرنَا بِإِعَادَة شَيْء من الصَّلَوَات ".
(أَبْوَاب الِاسْتِحَاضَة)
(عرق الِاسْتِحَاضَة)
مُسلم: حَدثنَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة وَأَبُو كريب، قَالَا: ثَنَا وَكِيع، عَن هِشَام بن عُرْوَة، عَن أَبِيه، عَن عَائِشَة قَالَت: " جَاءَت فَاطِمَة بنت أبي حُبَيْش إِلَى النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَقَالَت: يَا رَسُول الله، إِنِّي امْرَأَة أسْتَحَاض فَلَا أطهر، أفأدع الصَّلَاة؟ فَقَالَ: لَا، إِنَّمَا ذَلِك عرق وَلَيْسَ بالحيضة، فَإِذا أَقبلت الْحَيْضَة فدعي الصَّلَاة، فَإِذا أَدْبَرت فاغسلي عَنْك الدَّم وَصلي ".
(بَاب حكم الِاسْتِحَاضَة)
مُسلم: حَدثنَا مُحَمَّد بن سَلمَة الْمرَادِي، ثَنَا عبد الله بن وهب، عَن عَمْرو بن الْحَارِث، عَن ابْن شهَاب، عَن عُرْوَة بن الزبير وَعمرَة ابْنة عبد الرَّحْمَن، عَن عَائِشَة زوج النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - " أَن أم حَبِيبَة ابْنة جحش - ختنة رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَتَحْت عبد الرَّحْمَن بن عَوْف - استحيضت سبع سِنِين فاستفتت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - / فِي ذَلِك فَقَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: إِن هَذِه لَيست بالحيضة، وَلَكِن هَذَا عرق فاغتسلي وَصلي. قَالَت عَائِشَة: فَكَانَت تَغْتَسِل فِي مركن فِي حجرَة أُخْتهَا زَيْنَب ابْنة جحش حَتَّى تعلو حمرَة الدَّم المَاء ".
مُسلم: حَدثنَا قُتَيْبَة، ثَنَا لَيْث، عَن ابْن شهَاب، عَن عُرْوَة، عَن

(1/526)


عَائِشَة، بِمَعْنَاهُ. قَالَت عَائِشَة: " فَكَانَت تَغْتَسِل عِنْد كل صَلَاة ".
قَالَ اللَّيْث: لم يذكر ابْن شهَاب أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَمر أم حَبِيبَة ابْنة جحش أَن تَغْتَسِل عِنْد كل صَلَاة، وَلكنه شَيْء فعلته هِيَ.
روى الطَّحَاوِيّ هَذَا الحَدِيث: عَن الرّبيع الجيزي، عَن عبد الله بن يُوسُف، عَن الْهَيْثَم بن حميد، عَن النُّعْمَان وَالْأَوْزَاعِيّ وَحَفْص بن غيلَان، كلهم حَدثهُ عَن الزُّهْرِيّ، عَن عُرْوَة وَعمرَة، عَن عَائِشَة، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، وَقَالَ: " لكنه عرق فتقه إِبْلِيس ".
تفرد هَيْثَم بِهَذِهِ الزِّيَادَة.
مُسلم: حَدثنَا مُحَمَّد بن رمح، أَنا اللَّيْث.
وثنا قُتَيْبَة، ثَنَا اللَّيْث، عَن يزِيد بن أبي حبيب، عَن جَعْفَر، عَن عرَاك، عَن عُرْوَة، عَن عَائِشَة أَنَّهَا قَالَت: " إِن أم حَبِيبَة سَأَلت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عَن الدَّم - قَالَت عَائِشَة: رَأَيْت مركنها ملآن دَمًا - فَقَالَ لَهَا رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: امكثي قدر مَا كَانَت تحبسك حيضتك، ثمَّ اغْتَسِلِي وَصلي ".
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا عِيسَى بن حَمَّاد، أَنا اللَّيْث، عَن يزِيد بن أبي حبيب، عَن بكير بن عبد الله، عَن الْمُنْذر بن الْمُغيرَة، عَن عُرْوَة بن الزبير أَن فَاطِمَة بنت أبي حُبَيْش حدثته " أَنَّهَا سَأَلت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فشكت إِلَيْهِ الدَّم، فَقَالَ لَهَا رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: إِنَّمَا ذَلِك عرق، فانظري إِذا أَتَى قرؤك فَلَا تصلي، فَإِذا مر قرؤك فتطهري، ثمَّ صلي مَا بَين الْقُرْء إِلَى الْقُرْء ".

(1/527)


(بَاب الْفرق بَين دم الْحيض والاستحاضة)
النَّسَائِيّ: أخبرنَا مُحَمَّد بن الْمثنى، ثَنَا ابْن أبي عدي، عَن مُحَمَّد - وَهُوَ ابْن عَمْرو - عَن ابْن شهَاب، عَن عُرْوَة بن الزبير، عَن فَاطِمَة بنت أبي حُبَيْش " أَنَّهَا كَانَت تستحاض، فَقَالَ لَهَا رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: إِذا كَانَ دم الْحيض فَإِنَّهُ دم أسود / يعرف، فأمسكي عَن الصَّلَاة، فَإِذا كَانَ الآخر فتوضئي فَإِنَّمَا هُوَ عرق ".
قَالَ مُحَمَّد بن الْمثنى: ثَنَا ابْن أبي عدي هَذَا من كِتَابه.
(بَاب من قَالَ تَغْتَسِل الْمُسْتَحَاضَة عِنْد كل صَلَاة)
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا عبد الله بن عَمْرو بن أبي الْحجَّاج أَبُو معمر، ثَنَا عبد الْوَارِث، عَن الْحُسَيْن - يَعْنِي الْمعلم - عَن يحيى بن أبي كثير، عَن أبي سَلمَة قَالَ: أَخْبَرتنِي زَيْنَب بنت أبي سَلمَة " أَن امْرَأَة كَانَت تهراق الدَّم - وَكَانَت تَحت عبد الرَّحْمَن بن عَوْف - أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أمرهَا أَن تَغْتَسِل عِنْد كل صَلَاة وَتصلي ".
وثنا هناد بن السّري، عَن عَبدة، عَن مُحَمَّد بن إِسْحَاق، عَن الزُّهْرِيّ، عَن عُرْوَة، عَن عَائِشَة: " أَن أم حَبِيبَة بنت جحش استحيضت فِي عهد رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَأمرهَا بِالْغسْلِ لكل صَلَاة " وسَاق الحَدِيث.
ابْن أَيمن: حَدثنَا عَلان، ثَنَا مُحَمَّد بن بشار، ثَنَا وهب بن جرير بن حَازِم، ثَنَا هِشَام الدستوَائي، عَن يحيى بن أبي كثير، عَن أبي سَلمَة، عَن أم حَبِيبَة بنت جحش: " أَنَّهَا كَانَت تهراق الدِّمَاء، وَأَنَّهَا سَأَلت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، فَأمرهَا أَن تَغْتَسِل لكل صَلَاة ".

(1/528)


حَدَّثَنِيهِ الْقرشِي، ثَنَا شُرَيْح، ثَنَا عَليّ بن أَحْمد، ثَنَا حمام بن أَحْمد، ثَنَا عَبَّاس بن أصبغ، ثَنَا عبد الْملك بن أَيمن ... فَذكره.
(بَاب من قَالَ تجمع بَين الصَّلَاتَيْنِ وتغتسل لَهما غسلا وَاحِدًا)
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا عبد الْعَزِيز بن يحيى، ثَنَا مُحَمَّد بن سَلمَة، عَن مُحَمَّد ابْن إِسْحَاق، عَن عبد الرَّحْمَن بن الْقَاسِم، عَن أَبِيه، عَن عَائِشَة " أَن سهلة بنت سُهَيْل استحيضت فَأَتَت النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، فَأمرهَا أَن تَغْتَسِل عِنْد كل صَلَاة، فَلَمَّا جهدها ذَلِك أمرهَا أَن تجمع بَين الظّهْر وَالْعصر بِغسْل، وَالْمغْرب وَالْعشَاء بِغسْل، وتغتسل للصبح ".
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا وهب بن بَقِيَّة، أَنا خَالِد، عَن سُهَيْل بن أبي صَالح، عَن الزُّهْرِيّ، عَن عُرْوَة بن الزبير، عَن أَسمَاء بنت عُمَيْس قَالَت: " قلت: يَا رَسُول الله، إِن فَاطِمَة بنت أبي حُبَيْش استحيضت مُنْذُ كَذَا وَكَذَا فَلم تصل، فَقَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: سُبْحَانَ الله، هَذَا من الشَّيْطَان، لتجلس فِي مركن فَإِذا رَأَتْ صفارة فَوق المَاء فلتغتسل لِلظهْرِ وَالْعصر غسلا وَاحِدًا، وتغتسل للمغرب وَالْعشَاء غسلا وَاحِدًا، وتغتسل للفجر وَتَوَضَّأ فِيمَا بَين ذَلِك ".
(/ بَاب من قَالَ تَغْتَسِل مرّة كَمَا تَغْتَسِل الْحَائِض)
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا زُهَيْر بن حَرْب وَغَيره قَالَا: ثَنَا عبد الْملك بن عَمْرو، ثَنَا زُهَيْر بن مُحَمَّد، ثَنَا عبد الله بن مُحَمَّد بن عقيل، عَن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن طَلْحَة، عَن عَمه عمرَان بن طَلْحَة، عَن أمه حمْنَة بنت جحش قَالَت: " كنت أسْتَحَاض حَيْضَة كَثِيرَة شَدِيدَة، فَأتيت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أستفتيه وَأخْبرهُ، فَوَجَدته فِي

(1/529)


بَيت أُخْتِي زَيْنَب بنت جحش، فَقلت: يَا رَسُول الله، إِنِّي امْرَأَة أسْتَحَاض حَيْضَة شَدِيدَة كَثِيرَة شَدِيدَة فَمَا ترى فِيهَا قد منعت الصَّلَاة وَالصَّوْم؟ قَالَ: أَنعَت لَك الكرسف فَإِنَّهُ يذهب الدَّم. قَالَت: هُوَ أَكثر من ذَلِك. قَالَ: فاتخذي ثوبا. قَالَت: هُوَ أَكثر من ذَلِك، إِنَّمَا أثج ثَجًّا. قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: سآمرك بأمرين أَيهمَا فعلت أَجْزَأَ عَنْك من الآخر وَإِن قويت عَلَيْهِمَا فَأَنت أعلم. فَقَالَ لَهَا: إِنَّمَا هَذِه ركضة من ركضات الشَّيْطَان فتحيضي سِتَّة أَيَّام أَو سَبْعَة أَيَّام فِي علم الله، ثمَّ اغْتَسِلِي حَتَّى إِذا رَأَيْت أَنَّك قد طهرت واستنقأت فَصلي ثَلَاثًا وَعشْرين لَيْلَة [أَو] أَرْبعا وَعشْرين لَيْلَة وأيامها وصومي، فَإِن ذَلِك يجزئك، وَكَذَلِكَ فافعلي كل شهر كَمَا تحيض النِّسَاء وكما يطهرن، مِيقَات حيضهن وطهورهن، فَإِن قويت على أَن تؤخري الظّهْر وتعجلي الْعَصْر، وتغتسلين فتجمعين بَين الصَّلَاتَيْنِ الظّهْر وَالْعصر، وتؤخرين الْمغرب، وتعجلين الْعشَاء، ثمَّ تغتسلين وتجمعين بَين الصَّلَاتَيْنِ فافعلي، وتغتسلين مَعَ الْفجْر فافعلي، وصومي إِن قدرت على ذَلِك. قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: وَهَذَا أعجب الْأَمريْنِ إِلَيّ ".
التِّرْمِذِيّ: حَدثنَا مُحَمَّد بن بشار، ثَنَا أَبُو عَامر الْعَقدي، بِهَذَا الْإِسْنَاد مثله وَبَينهمَا فِي اللَّفْظ اخْتِلَاف يسير لم يقل " كل شهر " وَقَالَ بعد ذكر الكرسف: " فتلجمي. قَالَت: هُوَ أَكثر من ذَلِك ".
قَالَ أَبُو عِيسَى: هَذَا حَدِيث حسن صَحِيح رَوَاهُ عبيد الله بن عَمْرو الرقي وَابْن جريج وَشريك، عَن عبد الله بن مُحَمَّد بن عقيل، عَن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد ابْن طَلْحَة، عَن عَمه عمرَان، عَن أمه حمْنَة، إِلَّا أَن ابْن جريج يَقُول: " عمر ابْن طَلْحَة ". وَالصَّحِيح " عمرَان بن طَلْحَة ".
وَسَأَلت مُحَمَّدًا عَن هَذَا الحَدِيث. فَقَالَ: هُوَ حَدِيث حسن. وَهَكَذَا قَالَ أَحْمد بن حَنْبَل: هُوَ حَدِيث حسن صَحِيح.

(1/530)


(بَاب / من قَالَ تَغْتَسِل وَتَوَضَّأ لكل صَلَاة)
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا مُحَمَّد بن الْمثنى، ثَنَا ابْن أبي عدي، عَن مُحَمَّد - يَعْنِي: ابْن عَمْرو - حَدثنِي ابْن شهَاب، عَن عُرْوَة بن الزبير، عَن فَاطِمَة بنت أبي حُبَيْش قَالَ لَهَا النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " إِذا كَانَ دم الْحَيْضَة فَإِنَّهُ دم أسود يعرف، فَإِذا كَانَ ذَلِك أمسكي عَن الصَّلَاة، وَإِذا كَانَ الآخر فتوضئي وَصلي ".
قَالَ أَبُو دَاوُد: قَالَ ابْن الْمثنى: وثنا بِهِ ابْن أبي عدي حفظا. فَقَالَ: عَن عُرْوَة، عَن عَائِشَة.
قَالَ أَبُو دَاوُد: (أوقفهُ شُعْبَة على أبي جَعْفَر قَالَ: " تَوَضَّأ لكل صَلَاة ") .
النَّسَائِيّ: أخبرنَا يحيى بن حبيب بن عَرَبِيّ، عَن حَمَّاد - هُوَ ابْن زيد - عَن هِشَام، عَن أَبِيه، عَن عَائِشَة قَالَت: " استحيضت فَاطِمَة ابْنة أبي حُبَيْش فَسَأَلت النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، فَقَالَت: يَا رَسُول الله، إِنِّي امْرَأَة أسْتَحَاض فَلَا أطهر أفأدع الصَّلَاة؟ فَقَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: إِنَّمَا ذَلِك عرق، وَلَيْسَت بالحيضة، فَإِذا أَقبلت الْحَيْضَة فدعي الصَّلَاة، وَإِذا أَدْبَرت فاغسلي عَنْك الدَّم وتوضئي؛ فَإِنَّمَا ذَلِك عرق وَلَيْسَت بالحيضة. قيل لَهُ: فالغسل؟ قَالَ: وَذَلِكَ يشك فِيهِ أحد؟ ".
قَالَ أَبُو عبد الرَّحْمَن: لَا نعلم أحدا ذكر " وتوضئي " غير حَمَّاد بن زيد.
(بَاب من لم يذكر الْوضُوء إِلَّا عِنْد الْحَدث)
أَبُو دَاوُد: ثَنَا زِيَاد بن أَيُّوب، ثَنَا هشيم، أَنا أَبُو بشر، عَن عِكْرِمَة " أَن

(1/531)


أم حَبِيبَة بنت جحش استحيضت، فَأمرهَا النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَن تنْتَظر أَيَّام أقرائها، ثمَّ تَغْتَسِل وَتصلي، فَإِن رَأَتْ شَيْئا من ذَلِك تَوَضَّأت وصلت ".
قَالَ أَبُو دَاوُد: وَهَذَا قَول مَالك وَرَبِيعَة.
(بَاب الِاغْتِسَال من الْمَحِيض)
مُسلم: حَدثنَا مُحَمَّد بن الْمثنى وَابْن بشار، قَالَ ابْن مثنى: ثَنَا مُحَمَّد ابْن جَعْفَر، ثَنَا شُعْبَة، عَن إِبْرَاهِيم بن المُهَاجر قَالَ: سَمِعت صَفِيَّة، تحدث عَن عَائِشَة " أَن أَسمَاء سَأَلت النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عَن غسل الْمَحِيض. قَالَت: فَقَالَ: تَأْخُذ إحداكن ماءها وسدرتها فَتطهر فتحسن الطّهُور، ثمَّ تصب على رَأسهَا فتدلكه دلكا شَدِيدا حَتَّى تبلغ شئون رَأسهَا، ثمَّ تصب عَلَيْهَا المَاء، ثمَّ تَأْخُذ قرصة ممسكة فَتطهر بهَا. فَقَالَت أَسمَاء: وَكَيف أتطهر بهَا؟ فَقَالَ: / سُبْحَانَ الله، تطهرين بهَا. فَقَالَت عَائِشَة كَأَنَّهَا تخفي ذَلِك: تتبعن أثر الدَّم. وَسَأَلته عَن غسل الْجَنَابَة، فَقَالَ: تَأْخُذ مَاء فَتطهر فتحسن الطّهُور - أَو تبلغ الطّهُور - ثمَّ تصب على رَأسهَا فتدلكه حَتَّى تبلغ شئون رَأسهَا، ثمَّ تفيض عَلَيْهَا المَاء. فَقَالَت عَائِشَة: نعم النِّسَاء نسَاء الْأَنْصَار لم يكن يمنعهن الْحيَاء أَن يتفقهن فِي الدَّين ".
أَبُو بكر بن أبي شيبَة: عَن وَكِيع، عَن هِشَام، عَن أَبِيه، عَن عَائِشَة " أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ لَهَا فِي الْحيض: انقضي شعرك واغتسلي ".
(بَاب الطّيب عِنْد الْغسْل من الْمَحِيض)
مُسلم: حَدثنَا عَمْرو النَّاقِد وَابْن أبي عمر، جَمِيعًا عَن ابْن عُيَيْنَة - قَالَ عَمْرو: ثَنَا سُفْيَان بن عُيَيْنَة - عَن مَنْصُور ابْن صَفِيَّة، عَن أمه، عَن عَائِشَة:

(1/532)


" سَأَلت امْرَأَة النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كَيفَ تَغْتَسِل من حَيْضَتهَا؟ قَالَ: فَذكرت أَنه علمهَا كَيفَ تَغْتَسِل، ثمَّ تَأْخُذ فرْصَة من مسك فَتطهر بهَا. قَالَت: كَيفَ أتطهر بهَا؟ قَالَ: تطهري بهَا (و) سُبْحَانَ الله. واستتر - وَأَشَارَ لنا سُفْيَان بن عُيَيْنَة بِيَدِهِ على وَجهه - قَالَت عَائِشَة: واجتذبتها إِلَيّ وَعرفت مَا أَرَادَ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَقلت: تتبعي أثر الدَّم ".
وَقَالَ ابْن أبي عمر فِي رِوَايَته: " فَقلت: تتبعي بهَا آثَار الدَّم ".
البُخَارِيّ: حَدثنَا مُسلم، ثَنَا وهيب، ثَنَا مَنْصُور، عَن أمه، عَن عَائِشَة " أَن امْرَأَة من الْأَنْصَار قَالَت للنَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: كَيفَ أَغْتَسِل من الْمَحِيض؟ قَالَ: خذي فرْصَة ممسكة وتوضئي ثَلَاثًا. ثمَّ إِن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - استحيى وَأعْرض بِوَجْهِهِ - أَو قَالَ: توضئي بهَا - فأخذتها فجبذتها فَأَخْبَرتهَا بِمَا يُرِيد النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ".
البُخَارِيّ: حَدثنَا عبد الله بن عبد الْوَهَّاب، ثَنَا حَمَّاد بن زيد، عَن أَيُّوب، عَن حَفْصَة، عَن أم عَطِيَّة [قَالَت] : " كُنَّا ننهى أَن نحد على ميت فَوق ثَلَاث، إِلَّا على زوج أَرْبَعَة أشهر وَعشرا، وَلَا نكتحل وَلَا نطيب وَلَا نلبس ثوبا مصبوغا إِلَّا ثوب عصب، وَقد رخص لنا عِنْد الطُّهْر إِذا اغْتَسَلت إحدانا من محيضها فِي نبذة من كست أظفار، وَكُنَّا ننهى عَن اتِّبَاع الْجَنَائِز " وروى هِشَام ابْن حسان، عَن حَفْصَة، عَن أم عَطِيَّة، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.

(1/533)


(بَاب وَقت النُّفَسَاء)
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا أَحْمد بن يُونُس، ثَنَا زُهَيْر، ثَنَا عَليّ / بن عبد الْأَعْلَى، عَن أبي سهل، عَن مسَّة، عَن أم سَلمَة: " كَانَت النُّفَسَاء على عهد رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - تقعد بعد نفَاسهَا أَرْبَعِينَ يَوْمًا أَو أَرْبَعِينَ لَيْلَة، وَكُنَّا نطلي على وُجُوهنَا الورس - يَعْنِي من الكلف ".
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا الْحسن بن يحيى، ثَنَا مُحَمَّد بن حَاتِم، ثَنَا عبد الله بن الْمُبَارك، عَن يُونُس بن نَافِع، عَن [كثير] بن زِيَاد أبي سهل قَالَ: حَدَّثتنِي الْأَزْدِيَّة - يَعْنِي مسَّة - قَالَت: " حججْت فَدخلت على أم سَلمَة، فَقلت: يَا أم الْمُؤمنِينَ، إِن سَمُرَة بن جُنْدُب يَأْمر النِّسَاء يقضين صَلَاة الْمَحِيض. [فَقَالَت] : لَا يقضين، كَانَت الْمَرْأَة من نسَاء النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - تقعد فِي النّفاس أَرْبَعِينَ لَيْلَة لَا يأمرها النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بِقَضَاء صَلَاة النّفاس ".
قَالَ مُحَمَّد بن حَاتِم: اسْمهَا مسَّة وتكنى أم [بسة] .
قَالَ أَبُو عِيسَى التِّرْمِذِيّ - وَذكر هَذَا الحَدِيث -: قَالَ مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل: [عَليّ بن] عبد الْأَعْلَى ثِقَة، وَأَبُو سهل كثير بن زِيَاد ثِقَة. وَلم يعرف مُحَمَّد هَذَا الحَدِيث إِلَّا من حَدِيث أبي سهل، وَقد أجمع أهل الْعلم من أَصْحَاب النَّبِي

(1/534)


- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَالتَّابِعِينَ وَمن بعدهمْ على أَن النُّفَسَاء تدع الصَّلَاة أَرْبَعِينَ يَوْمًا إِلَّا أَن ترى الطّهُور قبل ذَلِك، فَإِنَّهَا تَغْتَسِل وَتصلي.
(بَاب اغتسال النُّفَسَاء فِي الْحَج)
النَّسَائِيّ: أَخْبرنِي مُحَمَّد بن قدامَة، حَدثنَا جرير، عَن يحيى بن سعيد، عَن جَعْفَر بن مُحَمَّد، عَن أَبِيه، عَن جَابر بن عبد الله فِي حَدِيث أَسمَاء بنت [عُمَيْس] حِين نفست بِذِي الحليفة " أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ لأبي بكر: مرها أَن تَغْتَسِل وتهل ".
(أَبْوَاب التَّيَمُّم)
(بَاب قَول الله تَعَالَى {فَلم تَجدوا مَاء فَتَيَمَّمُوا صَعِيدا طيبا} )
مُسلم: حَدثنَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة، ثَنَا مُحَمَّد بن فُضَيْل، عَن أبي مَالك الْأَشْجَعِيّ، عَن ربعي، عَن حُذَيْفَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " فضلنَا على النَّاس بِثَلَاث: جعلت صُفُوفنَا كَصُفُوف الْمَلَائِكَة، وَجعلت لنا الأَرْض كلهَا مَسْجِدا، وَجعلت تربَتهَا لنا طهُورا إِذا لم نجد المَاء " وَذكر خصْلَة أُخْرَى.
زَاد ابْن أبي شيبَة فِي مُسْنده بِهَذَا الْإِسْنَاد: " وَأُوتِيت هَؤُلَاءِ الْآيَات من بَيت كنز تَحت الْعَرْش من آخر سُورَة الْبَقَرَة، لم يُعْط أحد مِنْهُ كَانَ قبلي، وَلَا يعْطى أحد مِنْهُ كَانَ بعدِي ".
البُخَارِيّ: حَدثنَا عَبْدَانِ /، ثَنَا عبد الله، أَنا عَوْف، عَن أبي رَجَاء، ثَنَا

(1/535)


عمرَان بن حُصَيْن الْخُزَاعِيّ " أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - رأى رجلا مُعْتَزِلا لم يصل فِي الْقَوْم وَقَالَ: يَا فلَان مَا مَنعك أَن تصلي فِي الْقَوْم؟ فَقَالَ: يَا رَسُول الله، أصابتني جَنَابَة وَلَا مَاء. قَالَ: عَلَيْك [بالصعيد] فَإِنَّهُ يَكْفِيك ".
مُسلم: حَدثنَا يحيى بن يحيى قَالَ: قَرَأت على مَالك، عَن عبد الرَّحْمَن ابْن الْقَاسِم، عَن أَبِيه، عَن عَائِشَة قَالَت: " خرجنَا مَعَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِي بعض أَسْفَاره حَتَّى إِذا كُنَّا بِالْبَيْدَاءِ - أَو بِذَات الْجَيْش - انْقَطع عقد لي، فَأَقَامَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - على التماسه، وَأقَام النَّاس مَعَه، وَلَيْسوا على مَاء، وَلَيْسَ مَعَهم مَاء، فَأتى النَّاس إِلَى أبي بكر فَقَالُوا: أَلا ترى إِلَى مَا صنعت عَائِشَة أَقَامَت برَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وبالناس مَعَه وَلَيْسوا على مَاء وَلَيْسَ مَعَهم مَاء! فجَاء أَبُو بكر وَرَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَاضع رَأسه على فَخذي قد نَام. فَقَالَ: حبست رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَالنَّاس، وَلَيْسوا على مَاء وَلَيْسَ مَعَهم مَاء. فعاتبني أَبُو بكر وَقَالَ مَا شَاءَ الله أَن يَقُول، وَجعل يطعن بِيَدِهِ فِي خاصرتي، فَلَا يَمْنعنِي من التحرك إِلَّا مَكَان رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - على فَخذي، فَنَامَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - حَتَّى أصبح على غير مَاء، فَأنْزل الله - عز وَجل - آيَة التَّيَمُّم فَتَيَمَّمُوا، فَقَالَ: أسيد بن حضير - وَهُوَ أحد النُّقَبَاء -: مَا هِيَ بِأول بركتكم يَا آل أبي بكر. قَالَت عَائِشَة: فَبَعَثنَا الْبَعِير الَّذِي كنت عَلَيْهِ فَوَجَدنَا العقد تَحْتَهُ ".
(بَاب التَّيَمُّم فِي الْحَضَر إِذا لم يجد المَاء)
قَالَ مُسلم: روى اللَّيْث بن سعد، عَن جَعْفَر بن ربيعَة، عَن عبد الرَّحْمَن بن هُرْمُز، عَن عُمَيْر مولى ابْن عَبَّاس أَنه سَمعه يَقُول: " أَقبلت أَنا

(1/536)


وَعبد الرَّحْمَن بن يسَار مولى مَيْمُونَة زوج النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - حَتَّى دَخَلنَا على أبي الجهم ابْن الْحَارِث بن الصمَّة الْأنْصَارِيّ فَقَالَ أَبُو الجهم: أقبل رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من نَحْو [بِئْر] جمل فَلَقِيَهُ رجل فَسلم عَلَيْهِ فَلم يرد رَسُول الله عَلَيْهِ حَتَّى أقبل على الْجِدَار فَمسح وَجهه وَيَديه، ثمَّ رد عَلَيْهِ السَّلَام ".
البُخَارِيّ: / حَدثنَا يحيى بن بكير، ثَنَا اللَّيْث بِهَذَا الْإِسْنَاد: " أَقبلت أَنا وَعبد الله بن [يسَار] مولى مَيْمُونَة زوج النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - حَتَّى دَخَلنَا على أبي جهيم بن الْحَارِث بن الصمَّة الْأنْصَارِيّ فَقَالَ أَبُو الْجُهَيْم: أقبل رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من نَحْو بِئْر جمل ... " فَذكر مثله.
(بَاب إِذا خَافَ على نَفسه الْمَرَض أَو الْمَوْت أَو الْعَطش هَل يتَيَمَّم)
الْبَزَّار: حَدثنَا يُوسُف بن مُوسَى، ثَنَا جرير، عَن عَطاء بن السَّائِب، عَن

(1/537)


سعيد بن جُبَير، عَن ابْن عَبَّاس رَفعه " فِي قَوْله: {إِن كُنْتُم مرضى أَو على سفر} قَالَ: إِذا كَانَ بِالرجلِ الْجراح فِي سَبِيل الله أَو القروح أَو الجدري فخاف أَن يَمُوت إِن اغْتسل تيَمّم ".
وَهَذَا الحَدِيث لَا نعلمهُ يرْوى بِهَذَا اللَّفْظ إِلَّا عَن ابْن عَبَّاس بِهَذَا الْإِسْنَاد.
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا ابْن الْمثنى، ثَنَا وهب بن جرير، ثَنَا أبي، سَمِعت يحيى ابْن أَيُّوب يحدث، عَن يزِيد بن أبي حبيب، عَن عمرَان بن أبي أنس، عَن عبد الرَّحْمَن بن جُبَير - مصري - عَن عَمْرو بن الْعَاصِ قَالَ: " احْتَلَمت فِي لَيْلَة بَارِدَة فِي غَزْوَة ذَات السلَاسِل فَأَشْفَقت إِن اغْتَسَلت أَن أهلك، فَتَيَمَّمت ثمَّ صليت بِأَصْحَابِي الصُّبْح، فَذكرُوا ذَلِك للنَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، فَقَالَ: يَا عَمْرو، صليت بِأَصْحَابِك وَأَنت جنب! فَأَخْبَرته بِالَّذِي مَنَعَنِي من الِاغْتِسَال. وَقلت: إِنِّي سَمِعت الله - عز وَجل - يَقُول: {وَلَا تقتلُوا أَنفسكُم إِن الله كَانَ بكم رحِيما} فَضَحِك رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَلم يقل شَيْئا ".
قَالَ أَبُو دَاوُد: ثَنَا مُحَمَّد بن سَلمَة الْمرَادِي، ثَنَا ابْن وهب، عَن ابْن لَهِيعَة وَعَمْرو بن الْحَارِث، عَن يزِيد بن أبي حبيب، عَن عمرَان بن أبي أنس، عَن عبد الرَّحْمَن بن جُبَير، عَن أبي قيس مولى عَمْرو بن الْعَاصِ " أَن عَمْرو بن الْعَاصِ كَانَ على سَرِيَّة ... " وَذكر الحَدِيث نَحوه قَالَ: فَغسل مغابنه، وَتَوَضَّأ وضوءه للصَّلَاة، ثمَّ صلى بهم ... " فَذكر نَحوه لم يذكر " التَّيَمُّم ".
هَذَا الْإِسْنَاد أَعلَى من الأول، عَمْرو بن الْحَارِث لَا يُقَاس بِهِ يحيى بن أَيُّوب، وَعبد الرَّحْمَن بن جُبَير الْمصْرِيّ أدْرك عَمْرو بن الْعَاصِ، وَعمْرَان بن أبي

(1/538)


أنس مدنِي ثِقَة مَشْهُور.
(/ بَاب صفة التَّيَمُّم وَمن قَالَ يتَيَمَّم للْوَجْه وَالْكَفَّيْنِ)
مُسلم: حَدثنَا يحيى بن يحيى وَأَبُو بكر بن أبي شيبَة وَابْن نمير، جَمِيعًا عَن أبي مُعَاوِيَة - قَالَ أَبُو بكر: ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَة - عَن الْأَعْمَش، عَن شَقِيق قَالَ: " كنت جَالِسا مَعَ عبد الله وَأبي مُوسَى فَقَالَ أَبُو مُوسَى: يَا أَبَا عبد الرَّحْمَن، أَرَأَيْت لَو أَن رجلا أجنب فَلم يجد مَاء شهرا كَيفَ يصنع بِالصَّلَاةِ؟ فَقَالَ عبد الله: لَا يتَيَمَّم، وَإِن لم يجد المَاء شهرا. فَقَالَ أَبُو مُوسَى: فَكيف بِهَذِهِ الْآيَة فِي سُورَة الْمَائِدَة {فَلم تَجدوا مَاء فَتَيَمَّمُوا صَعِيدا طيبا} ؟ فَقَالَ عبد الله: لَو رخص لَهُم فِي هَذِه الْآيَة لَأَوْشَكَ إِذا برد عَلَيْهِم المَاء أَن يتيمموا بالصعيد. فَقَالَ أَبُو مُوسَى لعبد الله: ألم تسمعوا إِلَى قَول عمار: بَعَثَنِي رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِي حَاجَة فأجنبت فَلم أجد المَاء، فتمرغت فِي الصَّعِيد كَمَا تمرغ الدَّابَّة، ثمَّ أتيت النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَذكرت ذَلِك لَهُ، فَقَالَ: إِنَّمَا كَانَ يَكْفِيك أَن تَقول بيديك هَكَذَا. ثمَّ ضرب بيدَيْهِ الأَرْض ضَرْبَة وَاحِدَة، ثمَّ مسح الشمَال على الْيَمين وَظَاهر كفيه وَوَجهه؟ فَقَالَ عبد الله: أَو لم تَرَ عمر لم يقنع بقول عمار؟ ".
وَحدثنَا أَبُو كَامِل الجحدري، ثَنَا عبد الْوَاحِد [حَدثنَا] الْأَعْمَش، عَن شَقِيق قَالَ: " قَالَ أَبُو مُوسَى لعبد الله ... " وسَاق الحَدِيث بِقِصَّتِهِ نَحْو حَدِيث أبي مُعَاوِيَة غير أَنه قَالَ: " فَقَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: إِنَّمَا كَانَ يَكْفِيك أَن تَقول هَكَذَا. وَضرب بيدَيْهِ إِلَى الأَرْض فنفض يَدَيْهِ، فَمسح وَجهه وكفيه ".

(1/539)


مُسلم: حَدثنِي عبد الله بن هَاشم الْعَبْدي، ثَنَا يحيى بن سعيد الْقطَّان، عَن شُعْبَة، حَدثنِي الحكم، عَن ذَر، عَن سعيد بن عبد الرَّحْمَن بن أَبْزَى [عَن أَبِيه] " أَن رجلا أَتَى عمر فَقَالَ: إِنِّي أجنبت فَلم أجد مَاء. فَقَالَ: لَا تصل. فَقَالَ عمار: أما تذكر يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ إِذْ أَنا وَأَنت فِي سَرِيَّة فأجنبنا فَلم نجد مَاء، فَأَما أَنْت فَلم تصل، وَأما أَنا فتمعكت فِي التُّرَاب فَصليت. فَقَالَ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: إِنَّمَا كَانَ يَكْفِيك أَن تضرب بيديك [الأَرْض] ثمَّ تنفخ ثمَّ تمسح بهما وَجهك وكفيك؟ فَقَالَ عمر: اتَّقِ الله يَا عمار. قَالَ: إِن شِئْت لم أحدث بِهِ ".
قَالَ الحكم: وحدثنيه ابْن عبد الرَّحْمَن بن أَبْزَى عَن أَبِيه. مثل حَدِيث ذَر. قَالَ: وحَدثني سَلمَة عَن ذَر فِي / هَذَا الْإِسْنَاد الَّذِي ذكر الحكم " فَقَالَ عمر: نوليك مَا توليت ".
النَّسَائِيّ: أخبرنَا مُحَمَّد بن الْعَلَاء، ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَة، ثَنَا الْأَعْمَش، عَن شَقِيق قَالَ: " كنت جَالِسا مَعَ عبد الله وَأبي مُوسَى. فَقَالَ أَبُو مُوسَى: أَو لم تسمع قَول عمار لعمر: بَعَثَنِي رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِي حَاجَة فأجنبت فَلم أجد المَاء فتمرغت بالصعيد، ثمَّ أتيت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -[فَذكرت ذَلِك لَهُ] فَقَالَ: إِنَّمَا كَانَ يَكْفِيك أَن تَقول هَكَذَا. ثمَّ ضرب بيدَيْهِ على الأَرْض ضَرْبَة وَاحِدَة، فَمسح كفيه، ثمَّ نفضها، ثمَّ ضرب بِشمَالِهِ على يَمِينه وَيَمِينه على شِمَاله على كفيه وَوَجهه؟ قَالَ عبد الله: أَو لم تَرَ عمر لم يقنع بقول عمار ".

(1/540)


التِّرْمِذِيّ: حَدثنَا أَبُو حَفْص عَمْرو بن عَليّ الفلاس، ثَنَا يزِيد بن زُرَيْع، حَدثنَا سعيد، عَن قَتَادَة، عَن عزْرَة، عَن سعيد بن عبد الرَّحْمَن بن أَبْزَى، عَن أَبِيه، عَن عمار بن يَاسر " أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أمره بِالتَّيَمُّمِ للْوَجْه وَالْكَفَّيْنِ ".
قَالَ أَبُو عِيسَى: هَذَا حَدِيث حسن صَحِيح.
البُخَارِيّ: حَدثنَا مُحَمَّد بن كثير، ثَنَا شُعْبَة، عَن الحكم، عَن ذَر، عَن ابْن عبد الرَّحْمَن بن أَبْزَى، عَن أَبِيه قَالَ: " قَالَ عمار لعمر: تمعكت فَأتيت النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَقَالَ: يَكْفِيك الْوَجْه والكفان ".
(بَاب مِنْهُ وَهل ينْفخ فيهمَا)
البُخَارِيّ: حَدثنَا آدم، ثَنَا شُعْبَة، ثَنَا الحكم، عَن ذَر، عَن سعيد بن عبد الرَّحْمَن بن أَبْزَى، عَن أَبِيه قَالَ: " جَاءَ رجل إِلَى عمر بن الْخطاب. فَقَالَ: إِنِّي أجنبت فَلم أصب المَاء. فَقَالَ عمار بن يَاسر لعمر بن الْخطاب: أما تذكر أَنا كُنَّا فِي سفر أَنا وَأَنت، فَأَما أَنْت فَلم تصل، وَأما أَنا فتمعكت فَصليت فَذكرت ذَلِك للنَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَقَالَ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: إِنَّمَا كَانَ يَكْفِيك هَكَذَا. فَضرب بكفيه الأَرْض وَنفخ فيهمَا، ثمَّ مسح بهما وَجهه وكفيه ".
ثَنَا حجاج، ثَنَا شُعْبَة، بِهَذَا الحَدِيث: " وَضرب شُعْبَة بيدَيْهِ الأَرْض ثمَّ أدناهما من فِيهِ، ثمَّ مسح بهما وَجهه وكفيه ".
ثَنَا سُلَيْمَان بن حَرْب، ثَنَا شُعْبَة بِهَذَا الْإِسْنَاد فَقَالَ: " تفل فِيهَا ".

(1/541)


(بَاب من قَالَ يتَيَمَّم إِلَى أَنْصَاف الذراعين)
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا مُحَمَّد بن كثير الْعَبْدي، ثَنَا سُفْيَان، عَن سَلمَة بن كهيل، عَن أبي مَالك، عَن عبد الرَّحْمَن / بن أَبْزَى قَالَ: " كنت عِنْد عمر فَجَاءَهُ رجل. فَقَالَ: إِنَّا نَكُون بِالْمَكَانِ الشَّهْر أَو الشَّهْرَيْنِ. فَقَالَ عمر: أما أَنا فَلم أكن أُصَلِّي حَتَّى أجد المَاء. قَالَ: فَقَالَ عمار: يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ، أما تذكر إِذْ كنت وَأَنت فِي الْإِبِل فأصابتنا جَنَابَة، فَأَما أَنا فتمعكت، فأتينا النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَذكرت ذَلِك لَهُ، فَقَالَ: إِنَّمَا كَانَ يَكْفِيك أَن تَقول هَكَذَا. وَضرب بيدَيْهِ إِلَى الأَرْض، ثمَّ نفخ فيهمَا، ثمَّ مسح بهما وَجهه وَيَديه إِلَى نصف الذِّرَاع، فَقَالَ عمر: يَا عمار، اتَّقِ الله. فَقَالَ: يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ إِن شِئْت وَالله لم أذكرهُ أبدا. فَقَالَ عمر: كلا وَالله لنولينك من ذَلِك مَا توليت ".
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا مُحَمَّد بن الْعَلَاء، ثَنَا حَفْص، ثَنَا الْأَعْمَش، عَن سَلمَة ابْن كهيل، عَن ابْن أَبْزَى، عَن عمار بن يَاسر فِي هَذَا الحَدِيث " فَقَالَ: يَا عمار، إِنَّمَا كَانَ يَكْفِيك هَكَذَا، ثمَّ ضرب بيدَيْهِ إِلَى الأَرْض، ثمَّ ضرب إِحْدَاهمَا على الْأُخْرَى، ثمَّ مسح وَجهه والذراعين إِلَى نصف الساعد وَلم يبلغ الْمرْفقين ضَرْبَة وَاحِدَة ".
قَالَ أَبُو دَاوُد: رَوَاهُ وَكِيع، عَن الْأَعْمَش، عَن سَلمَة بن كهيل، عَن عبد الرَّحْمَن بن أَبْزَى، عَن أَبِيه.
أَبُو مَالك اسْمه غَزوَان وَهُوَ كُوفِي ثِقَة. قَالَه يحيى بن معِين، ذكره عَنهُ ابْن أبي حَاتِم.
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا عَليّ بن سهل الرَّمْلِيّ، حَدثنَا حجاج، حَدثنِي شُعْبَة يَعْنِي عَن سَلمَة، عَن ذَر، عَن ابْن عبد الرَّحْمَن بن أَبْزَى، عَن أَبِيه، عَن عمار

(1/542)


فِي هَذِه الْقِصَّة قَالَ: " ثمَّ نفخ فِيهَا وَمسح بهَا وَجهه وكفيه إِلَى الْمرْفقين أَو الذراعين ".
قَالَ شُعْبَة: كَانَ سَلمَة يَقُول: " الْكَفَّيْنِ وَالْوَجْه والذراعين " فَقَالَ لَهُ مَنْصُور ذَات يَوْم: انْظُر مَا تَقول؛ فَإِنَّهُ لَا يذكر الذراعين غَيْرك.
وروى أَبُو دَاوُد قَالَ: ثَنَا أَحْمد بن صَالح، ثَنَا عبد الله بن وهب، أَخْبرنِي يُونُس، عَن ابْن شهَاب، أَن عبيد الله بن عبد الله بن عتبَة، حَدثهُ عَن عمار بن يَاسر " أَنه كَانَ يحدث أَنهم تَمسحُوا وهم مَعَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بالصعيد لصَلَاة الْفجْر، فَضربُوا بأكفهم الصَّعِيد، ثمَّ مسحوا بِوُجُوهِهِمْ مسحة وَاحِدَة، ثمَّ عَادوا فَضربُوا بأكفهم الصَّعِيد مرّة أُخْرَى فمسحوا بِأَيْدِيهِم كلهَا إِلَى المناكب والآباط من بطُون أَيْديهم ".
قَالَ أَبُو عِيسَى: قَالَ إِسْحَاق: حَدِيث عمار بن يَاسر فِي التَّيَمُّم للْوَجْه وَالْكَفَّيْنِ هُوَ حَدِيث صَحِيح وَحَدِيث عمار: " تيممنا مَعَ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - / إِلَى المناكب والآباط " لَيْسَ مُخَالف لحَدِيث الْوَجْه وَالْكَفَّيْنِ؛ لِأَن عمارا لم يذكر أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَمرهم بذلك، وَإِنَّمَا قَالَ: فعلنَا كَذَا وَكَذَا، فَلَمَّا سَأَلَ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أمره بِالْوَجْهِ وَالْكَفَّيْنِ، وَالدَّلِيل على ذَلِك مَا أفتى بِهِ عمار بعد النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِي التَّيَمُّم أَنه قَالَ: الْوَجْه وَالْكَفَّيْنِ. فَفِي هَذَا دلَالَة أَنه انْتهى إِلَى مَا علمه النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
(بَاب هَل يُعِيد إِذا وجد المَاء)
ابْن أَيمن: حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن إِسْحَاق النَّيْسَابُورِي بِبَغْدَاد، ثَنَا مُحَمَّد بن عبد الله بن نمير، ثَنَا أبي، ثَنَا إِسْمَاعِيل بن مُسلم، ثَنَا أَبُو رَجَاء العطاردي، عَن عمرَان بن الْحصن قَالَ: " كنت مَعَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَفِي الْقَوْم جنب فَأمره رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَتَيَمم وَصلى، ثمَّ وجد المَاء بعد فَأمره أَن يغْتَسل وَلَا يُعِيد الصَّلَاة ".

(1/543)


حَدَّثَنِيهِ الْقرشِي، ثَنَا شُرَيْح، ثَنَا عَليّ بن أَحْمد بن حزم، ثَنَا [حمام] ، ثَنَا عَبَّاس بن أصبغ، ثَنَا مُحَمَّد بن عبد الْملك بن أَيمن ... فَذكره.
إِسْمَاعِيل بن مُسلم هُوَ الْعَبْدي الْمَكِّيّ - وَيُقَال: الْبَصْرِيّ - وَهُوَ يضعف.
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا مُحَمَّد بن إِسْحَاق الْمسَيبِي، ثَنَا عبد الله بن نَافِع، عَن اللَّيْث بن سعد، عَن بكر بن سوَادَة، عَن عَطاء بن يسَار، عَن أبي سعيد قَالَ: " خرج رجلَانِ فِي سفر، فَحَضَرت الصَّلَاة وَلَيْسَ مَعَهُمَا مَاء، فتيمما صَعِيدا طيبا، ثمَّ وجدا المَاء فِي الْوَقْت، فَأَعَادَ أَحدهمَا الصَّلَاة وَالْوُضُوء، وَلم يعد الآخر، ثمَّ أَتَيَا رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَذكر ذَلِك لَهُ، فَقَالَ للَّذي لم يعد: أصبت السّنة، وأجزأتك صَلَاتك. وَقَالَ للَّذي تَوَضَّأ وَأعَاد: لَك الْأجر مرَّتَيْنِ ".
أرْسلهُ غَيره عَن عَطاء، قَالَ أَبُو دَاوُد: أَبُو سعيد لَيْسَ بِمَحْفُوظ فِي هَذَا الحَدِيث.
(بَاب إِذا لم يجد مَاء وَلَا تُرَابا)
مُسلم: حَدثنَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة، حَدثنَا أَبُو أُسَامَة.
وثنا أَبُو كريب، ثَنَا أَبُو أُسَامَة وَابْن بشر، عَن هِشَام، عَن أَبِيه، عَن عَائِشَة " أَنَّهَا استعارت من أَسمَاء قلادة فَهَلَكت، فَأرْسل رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - نَاسا من أَصْحَابه فِي طلبَهَا فأدركتهم الصَّلَاة فصلوا بِغَيْر وضوء، فَلَمَّا أَتَوا النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - شكوا ذَلِك إِلَيْهِ فَنزلت آيَة التَّيَمُّم. فَقَالَ أسيد بن حضير: جَزَاك الله خيرا، فوَاللَّه / مَا نزل بك أَمر قطّ إِلَّا جعل الله لَك مِنْهُ مخرجا، وَجعل للْمُسلمين فِيهِ بركَة ".

(1/544)


الْخُشَنِي: حَدثنَا مُحَمَّد بن بشار، ثَنَا مُحَمَّد بن أبي عدي، ثَنَا شُعْبَة، عَن الْمخَارِق بن عبد الله، عَن طَارق بن شهَاب قَالَ: " جَاءَ رجل إِلَى رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَقَالَ: يَا رَسُول الله، إِنِّي أجنبت فَلم أصل. قَالَ: أَحْسَنت وجاءه آخر قَالَ: إِنِّي أجنبت فَتَيَمَّمت فَصليت. فَقَالَ: أَحْسَنت ".
حَدَّثَنِيهِ الْقرشِي: ثَنَا شُرَيْح، ثَنَا عَليّ، ثَنَا مُحَمَّد بن [سعيد] بن نَبَات، ثَنَا أَحْمد بن [عون الله] ، ثَنَا قَاسم بن أصبغ، ثَنَا مُحَمَّد بن عبد السَّلَام الْخُشَنِي ... فَذكره.
الْمخَارِق بن عبد الله تَابِعِيّ ثِقَة، وطارق مَشْهُور الصُّحْبَة - رَضِي الله عَنهُ - قَالَ أَبُو عمر بن عبد الْبر: طَارق بن شهَاب أدْرك النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَذكر بأسانيد صِحَاح إِلَى طَارق: " رَأَيْت النَّبِي 0 عَلَيْهِ السَّلَام ".
تمّ كتاب الطَّهَارَة بِحَمْد الله وعونه.

(1/545)