الأحكام
الشرعية الكبرى بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
كتاب الْجُمُعَة
بَاب وجوب الْجُمُعَة وفضلها
مُسلم: حَدثنَا مُحَمَّد بن رَافع، ثَنَا عبد الرَّزَّاق، أَنا معمر، عَن
همام بن مُنَبّه أخي وهب بن مُنَبّه قَالَ: هَذَا مَا ثَنَا أَبُو
هُرَيْرَة، عَن مُحَمَّد رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ
- قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: "
نَحن الْآخرُونَ السَّابِقُونَ يَوْم الْقِيَامَة بيد أَنهم أُوتُوا
الْكتاب من قبلنَا، وأوتيناه من بعدهمْ، وَهَذَا يومهم الَّذِي فرض الله
عَلَيْهِم، فَاخْتَلَفُوا فِيهِ، فهدانا الله لَهُ، فهم لنا فِيهِ تبع،
فاليهود غَدا، وَالنَّصَارَى بعد غَد ".
مُسلم: حَدثنِي أَبُو كريب وواصل بن عبد الْأَعْلَى قَالَا: ثَنَا ابْن
فُضَيْل، عَن أبي مَالك الْأَشْجَعِيّ، عَن أبي حَازِم، عَن أبي هُرَيْرَة،
وَعَن ربعي بن حِرَاش، عَن حُذَيْفَة قَالَا: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " أضلّ الله عَن الْجُمُعَة من كَانَ
قبلنَا، فَكَانَ للْيَهُود يَوْم السبت، وَكَانَ لِلنَّصَارَى يَوْم
الْأَحَد، فجَاء الله بِنَا فهدانا الله ليَوْم الْجُمُعَة فَجعل
الْجُمُعَة، والسبت، والأحد، و (لذَلِك) هم فِيهِ تبع لنا يَوْم
الْقِيَامَة، نَحن الْآخرُونَ من أهل الدُّنْيَا والأولون يَوْم
الْقِيَامَة، الْمقْضِي لَهُم قبل الْخَلَائق ". وَفِي رِوَايَة وَاصل: "
الْمقْضِي بَينهم ".
مُسلم: ثَنَا قُتَيْبَة بن سعيد وَزُهَيْر بن حَرْب قَالَا: ثَنَا جرير،
عَن الْأَعْمَش، عَن أبي صَالح، عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول
الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " نَحن الْآخرُونَ
الْأَولونَ يَوْم الْقِيَامَة، وَنحن أول من يدْخل الْجنَّة بيد أَنهم
أُوتُوا الْكتاب من قبلنَا، وأوتيناه من بعدهمْ، فَاخْتَلَفُوا، فهدانا
الله لما اخْتلفُوا فِيهِ من الْحق، فَهَذَا
(2/446)
يومهم الَّذِي اخْتلفُوا فِيهِ، هدَانَا
الله لَهُ - قَالَ: يَوْم الْجُمُعَة - فاليوم لنا، وَغدا للْيَهُود، وَبعد
غَد لِلنَّصَارَى ".
مُسلم: حَدثنَا قُتَيْبَة، ثَنَا الْمُغيرَة - يَعْنِي الْحزَامِي - عَن
أبي الزِّنَاد، عَن الْأَعْرَج، عَن أبي هُرَيْرَة، أَن النَّبِي - صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " خير يَوْم طلعت عَلَيْهِ الشَّمْس
يَوْم الْجُمُعَة، فِيهِ خلق آدم، وَفِيه أَدخل الْجنَّة، وَفِيه أخرج
مِنْهَا، وَلَا تقوم السَّاعَة إِلَّا فِي يَوْم الْجُمُعَة ".
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا القعْنبِي، عَن مَالك، عَن يزِيد [بن] عبد الله بن
الْهَاد، عَن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم، عَن أبي سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن،
عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّم َ -: " خير يَوْم طلعت فِيهِ الشَّمْس يَوْم الْجُمُعَة، / فِيهِ
خلق آدم، وَفِيه أهبط، وَفِيه تيب عَلَيْهِ، وَفِيه مَاتَ، وَفِيه تقوم
السَّاعَة، وَمَا من دَابَّة إِلَّا وَهِي مصيخة يَوْم الْجُمُعَة من حِين
تصبح حَتَّى تطلع الشَّمْس، شفقا من السَّاعَة إِلَّا الْجِنّ وَالْإِنْس،
وفيهَا سَاعَة لَا يصادفها عبد مُسلم وَهُوَ يُصَلِّي يسْأَل الله - عز
وَجل - شَيْئا إِلَّا أعطَاهُ إِيَّاه ".
بَاب ذكر السَّاعَة الَّتِي فِي يَوْم الْجُمُعَة
مُسلم: حَدثنَا زُهَيْر بن حَرْب، ثَنَا إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم، ثَنَا
أَيُّوب، عَن مُحَمَّد، عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ أَبُو الْقَاسِم [-
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -] : " إِن فِي الْجُمُعَة لساعة لَا
يُوَافِقهَا مُسلم قَائِم يُصَلِّي يسْأَل الله - عز وَجل - خيرا إِلَّا
أعطَاهُ وَقَالَ بِيَدِهِ يقللها يزهدها ".
(2/447)
مُسلم: حَدثنَا يحيى بن يحيى قَالَ: قَرَأت
على مَالك.
وثنا قُتَيْبَة بن سعيد، عَن مَالك بن أنس، عَن أبي الزِّنَاد، عَن
الْأَعْرَج، عَن أبي هُرَيْرَة " أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ذكر يَوْم الْجُمُعَة فَقَالَ: فِيهِ سَاعَة لَا
يُوَافِقهَا عبد مُسلم، وَهُوَ يُصَلِّي يسْأَل الله شَيْئا إِلَّا أعطَاهُ
إِيَّاه ".
زَاد قُتَيْبَة فِي رِوَايَته: " أَشَارَ بِيَدِهِ يقللها ".
مُسلم: ثَنَا عبد الرَّحْمَن بن سَلام الجُمَحِي، ثَنَا الرّبيع - يَعْنِي
ابْن مُسلم - عَن مُحَمَّد بن زِيَاد، عَن أبي هُرَيْرَة، عَن النَّبِي -
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَنه قَالَ: " إِن فِي الْجُمُعَة
لساعة لَا يُوَافِقهَا مُسلم يسْأَل الله فِيهَا خيرا إِلَّا أعطَاهُ،
قَالَ: وَهِي سَاعَة خَفِيفَة ".
مُسلم: حَدثنَا هَارُون بن سعيد وَأحمد بن عِيسَى، قَالَا: ثَنَا ابْن وهب،
أَنا مخرمَة بن بكير، عَن أَبِيه، عَن أبي بردة بن أبي مُوسَى
الْأَشْعَرِيّ قَالَ: قَالَ عبد الله بن عمر: " (سَمِعت) أَبَاك يحدث عَن
رَسُول الله فِي شَأْن سَاعَة الْجُمُعَة؟ قَالَ: قلت: نعم، سمعته يَقُول:
سَمِعت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَقُول: هِيَ
(فِيمَا) بَين أَن يجلس الإِمَام إِلَى أَن تقضى الصَّلَاة ".
قَالَ يحيى بن معِين: مخرمَة بن بكير لم يسمع من أَبِيه وَإِنَّمَا وَقع
إِلَيْهِ كِتَابه.
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا أَحْمد بن صَالح، ثَنَا ابْن وهب، أَخْبرنِي عَمْرو
- يَعْنِي ابْن الْحَارِث - أَن الجلاح مولى عبد الْعَزِيز - يَعْنِي ابْن
مَرْوَان - حَدثهُ [أَن أَبَا سَلمَة - يَعْنِي ابْن عبد الرَّحْمَن -
حَدثهُ] عَن جَابر بن عبد الله، عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّم َ - أَنه
(2/448)
قَالَ: " يَوْم الْجُمُعَة [ثنتا] عشرَة -
يُرِيد سَاعَة - لَا يُوجد مُسلم يسْأَل الله - عز وَجل - شَيْئا إِلَّا
آتَاهُ، فالتمسوها آخر [سَاعَة] بعد الْعَصْر " الجلاح هُوَ ابْن كثير روى
لَهُ مُسلم - رَحمَه الله.
وروى التِّرْمِذِيّ: من طَرِيق كثير بن عَمْرو بن عَوْف، عَن أَبِيه، عَن
جده، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " إِنَّهَا
حِين تُقَام الصَّلَاة إِلَى انصراف مِنْهَا ". رَوَاهُ عَن زِيَاد بن
أَيُّوب، عَن أبي عَامر الْعَقدي، عَن كثير، وَكثير ضَعِيف، وَقَالَ أَبُو
عِيسَى فِي حَدِيثه: هَذَا حَدِيث حسن غَرِيب.
/ بَاب الْغسْل يَوْم الْجُمُعَة وَمَا جَاءَ فِي ذَلِك
مُسلم: حَدثنِي هَارُون بن سعيد الْأَيْلِي وَأحمد بن عِيسَى قَالَا: ثَنَا
ابْن وهب، أَخْبرنِي عَمْرو، عَن [عبيد الله] بن أبي جَعْفَر، أَن مُحَمَّد
بن جَعْفَر حَدثهُ، عَن عُرْوَة بن الزبير، عَن عَائِشَة أَنَّهَا قَالَت:
" كَانَ النَّاس ينتابون الْجُمُعَة من مَنَازِلهمْ (و) من العوالي،
فَيَأْتُونَ فِي العباء يصيبهم الْغُبَار، فَتخرج مِنْهُم الرّيح، فَأتى
رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إِنْسَان مِنْهُم
وَهُوَ عِنْدِي، فَقَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ
-: لَو أَنكُمْ تطهرتم ليومكم هَذَا ".
مُسلم: حَدثنَا إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم، أَنا الْوَلِيد بن مُسلم، عَن
الْأَوْزَاعِيّ، حَدثنِي يحيى بن أبي كثير، حَدثنِي أَبُو سَلمَة بن عبد
الرَّحْمَن، حَدثنِي أَبُو هُرَيْرَة
(2/449)
قَالَ: " (بَينا) عمر بن الْخطاب يخْطب
النَّاس يَوْم الْجُمُعَة إِذْ دخل عُثْمَان بن عَفَّان فَعرض بِهِ عمر
فَقَالَ: مَا بَال رجال يتأخرون بعد النداء! فَقَالَ عُثْمَان: يَا أَمِير
الْمُؤمنِينَ، مَا زِدْت حِين سَمِعت النداء أَن تَوَضَّأت ثمَّ أَقبلت.
فَقَالَ عمر: وَالْوُضُوء أَيْضا! ألم تسمعوا رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَقُول: إِذا جَاءَ أحدكُم إِلَى جُمُعَة فليغتسل ".
مُسلم: حَدثنَا قُتَيْبَة بن سعيد، ثَنَا لَيْث.
وثنا ابْن رمح، أَنا اللَّيْث، عَن ابْن شهَاب، عَن عبد الله بن عبد الله
بن عمر، عَن عبد الله بن عمر، عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّم َ - أَنه قَالَ - وَهُوَ قَائِم على الْمِنْبَر -: " من جَاءَ
مِنْكُم الْجُمُعَة فليغتسل ".
مُسلم: حَدثنَا يحيى بن يحيى التَّمِيمِي، وَمُحَمّد بن رمح قَالَا: أَنا
اللَّيْث.
وثنا قُتَيْبَة بن سعيد، ثَنَا لَيْث، عَن نَافِع، عَن عبد الله قَالَ:
سَمِعت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ " إِذا
أَرَادَ أحدكُم أَن يَأْتِي الْجُمُعَة فليغتسل ".
مُسلم: حَدثنَا يحيى بن يحيى قَالَ: قَرَأت على مَالك، عَن صَفْوَان بن
سليم، عَن عَطاء بن يسَار، عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ أَن رَسُول الله -
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " الْغسْل يَوْم الْجُمُعَة
وَاجِب على كل محتلم ".
(2/450)
مُسلم: وحَدثني مُحَمَّد بن حَاتِم، ثَنَا
بهز، ثَنَا وهيب، ثَنَا عبد الله بن طَاوس، عَن أَبِيه، عَن أبي هُرَيْرَة،
عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " حق [الله]
على كل مُسلم أَن يغْتَسل فِي كل سَبْعَة أَيَّام، يغسل رَأسه وَجَسَده ".
الْبَزَّار: حَدثنَا يحيى بن حبيب بن عَرَبِيّ، ثَنَا روح بن عبَادَة،
ثَنَا شُعْبَة، عَن عَمْرو بن دِينَار، عَن طَاوس، عَن أبي هُرَيْرَة
مَرْفُوعا (إِلَّا روح) .
بَاب السِّوَاك وَالطّيب يَوْم الْجُمُعَة
البُخَارِيّ: حَدثنَا أَبُو معمر، ثَنَا عبد الْوَارِث، ثَنَا شُعَيْب،
ثَنَا أنس قَالَ قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ
-: " / أكثرت عَلَيْكُم فِي السِّوَاك ".
مُسلم: حَدثنَا عَمْرو بن سَواد العامري، حَدثنَا عبد الله بن وهب، أخبرنَا
عَمْرو بن الْحَارِث، أَن سعيد بن أبي هِلَال وَبُكَيْر بن الْأَشَج
حَدَّثَاهُ، عَن أبي بكر بن الْمُنْكَدر، عَن عَمْرو بن سليم، عَن عبد
الرَّحْمَن بن أبي سعيد الْخُدْرِيّ، عَن أَبِيه، أَن رَسُول الله - صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " غسل يَوْم الْجُمُعَة على كل
محتلم، وَسوَاك، و [يمس] من الطّيب مَا قدر عَلَيْهِ ". إِلَّا أَن بكيرا
لم يذكر عبد الرَّحْمَن وَقَالَ فِي الطّيب: " وَلَو من طيب الْمَرْأَة ".
أَبُو بكر بن الْمُنْكَدر: هُوَ أَخُو مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر، وَلم يسم
أَبُو بكر هَذَا،
(2/451)
روى عَنهُ: بكير بن الْأَشَج، وَسَعِيد بن
أبي هِلَال، وعدة، وَكَانَ مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر يكنى بِأبي عبد الله،
وَأبي بكر، ذكر ذَلِك البُخَارِيّ.
بَاب التجمل للْجُمُعَة بِأَحْسَن الثِّيَاب
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا يزِيد بن خَالِد بن عبد الله بن موهب الرَّمْلِيّ،
وَعبد الْعَزِيز ابْن يحيى الْحَرَّانِي قَالَا: ثَنَا مُحَمَّد بن سَلمَة.
قَالَ أَبُو دَاوُد: ثَنَا مُوسَى بن إِسْمَاعِيل، ثَنَا حَمَّاد - وَهَذَا
حَدِيث مُحَمَّد بن سَلمَة - عَن مُحَمَّد بن إِسْحَاق، عَن مُحَمَّد بن
إِبْرَاهِيم، عَن أبي سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن، [قَالَ أَبُو دَاوُد] :
قَالَ يزِيد وَعبد الْعَزِيز فِي حَدِيثهمَا: عَن أبي سَلمَة بن عبد
الرَّحْمَن وَأبي أُمَامَة بن سهل بن حنيف، عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ وَأبي
هُرَيْرَة قَالَا: قَالَ رَسُول الله: " من اغْتسل يَوْم الْجُمُعَة، وَلبس
من أحسن ثِيَابه، وَمَسّ من طيب إِن كَانَ عِنْده، ثمَّ أَتَى الْجُمُعَة،
فَلم يتخط أَعْنَاق النَّاس، ثمَّ صلى مَا كتب الله لَهُ، ثمَّ أنصت إِذا
خرج إِمَامَة حَتَّى يفرغ من صلَاته، كَانَت كَفَّارَة لما بَينهمَا،
وَبَين جمعته الَّتِي قبلهَا ".
قَالَ: وَيَقُول أَبُو هُرَيْرَة: " وَزِيَادَة ثَلَاثَة أَيَّام وَيَقُول:
إِن الْحَسَنَة بِعشر أَمْثَالهَا ". قَالَ أَبُو دَاوُد: حَدِيث مُحَمَّد
بن سَلمَة أتم، وَلم يذكر حَمَّاد كَلَام أبي هُرَيْرَة.
ذكر أَبُو عمر فِي بَاب مَالك عَن يحيى من " التَّمْهِيد ": حَدثنِي
إِسْمَاعِيل ابْن عبد الرَّحْمَن الْقرشِي، حَدثنَا مُحَمَّد بن الْعَبَّاس
الْحلَبِي، ثَنَا عبد الرَّحْمَن بن عبيد الله بن أخي الإِمَام، ثَنَا
إِبْرَاهِيم بن سعيد الْجَوْهَرِي، ثَنَا يحيى بن سعيد الْأمَوِي، عَن
يحيى، عَن بن سعيد الْأنْصَارِيّ، عَن عمْرَة، عَن عَائِشَة قَالَت: " إِن
النَّاس كَانُوا عُمَّال أنفسهم، وَكَانَت ثِيَابهمْ / النمار. قَالَت:
فَكَانُوا يروحون بهيئتهم كَمَا هِيَ، قَالَت: فَقَالَ رَسُول الله -
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: لَو اغتسلتم، وَمَا على أحدكُم أَن
(2/452)
يتَّخذ ليَوْم الْجُمُعَة ثَوْبَيْنِ سوى
ثوبي مهنته ".
قَالَ: وحَدثني خلف بن قَاسم، ثَنَا سعيد بن عُثْمَان بن السكن، ثَنَا يحيى
بن مُحَمَّد بن صاعد، ثَنَا مُحَمَّد بن خُزَيْمَة الْبَصْرِيّ بِمصْر،
ثَنَا حَاتِم بن عبيد الله أَبُو عُبَيْدَة، ثَنَا مهْدي بن مَيْمُون، عَن
هِشَام، عَن أَبِيه، عَن عَائِشَة قَالَت: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " مَا على أحدكُم أَن يكون لَهُ ثَوْبَان
سوى ثوبي مهنته لجمعة أَو غَيرهَا ".
بَاب فضل الخطا إِلَى الْجُمُعَة والتهجير
النَّسَائِيّ: أخبرنَا أَبُو عمار الْحُسَيْن بن حُرَيْث، أَنا الْوَلِيد
بن مُسلم، أَنا يزِيد (بن) أبي مَرْيَم قَالَ: " لَحِقَنِي عَبَايَة بن
رَافع بن خديج، وَأَنا أَمْشِي إِلَى الْجُمُعَة فَقَالَ: أبشر فَإِن خطاك
هَذِه فِي سَبِيل الله، سَمِعت أَبَا عبس يَقُول: قَالَ رَسُول الله -
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: من اغبرت قدماه فِي سَبِيل الله
فَهُوَ حرَام على النَّار ".
النَّسَائِيّ: أَخْبرنِي مَحْمُود بن خَالِد، ثَنَا الْوَلِيد - هُوَ ابْن
مُسلم - ثَنَا ابْن جَابر - هُوَ عبد الرَّحْمَن - ثَنَا أَبُو الْأَشْعَث
قَالَ: سَمِعت أَوْس بن أَوْس يَقُول: سَمِعت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
وَأَخْبرنِي عَمْرو بن عُثْمَان، ثَنَا الْوَلِيد، عَن عبد الرَّحْمَن بن
يزِيد بن جَابر أَنه سمع أَبَا الْأَشْعَث يحدث أَنه سمع أَوْس بن أَوْس -
صَاحب رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَقُول: قَالَ
رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " من اغْتسل يَوْم
الْجُمُعَة، وَغسل، وَغدا وابتكر، وَمَشى وَلم يركب، ودنا من الإِمَام،
وأنصت وَلم يلغ كَانَ لَهُ بِكُل خطْوَة عمل
(2/453)
سنة ".
قَالَ مَحْمُود فِي حَدِيثه: " فَإِذا خرج الإِمَام أنصت، وَلم يلغ، كَانَ
لَهُ بِهِ عمل سنة " قَالَ ابْن جَابر: فذاكرني يحيى بن الْحَارِث هَذَا
فَقَالَ: أَنا سَمِعت أَبَا الْأَشْعَث يحدث بِهَذَا الحَدِيث، وَقَالَ: "
بِكُل قدم عمل سنة صيامها وقيامها ".
قَالَ ابْن جَابر: حفظ يحيى ونسيت.
النَّسَائِيّ: أخبرنَا هَارُون بن مُحَمَّد بن بكار بن بِلَال، أَنا أَبُو
مسْهر، ثَنَا سعيد بن عبد الْعَزِيز، عَن يحيى بن الْحَارِث، عَن أبي
الْأَشْعَث الصَّنْعَانِيّ، عَن أَوْس بن أَوْس، عَن النَّبِي - صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " من غسل واغتسل، وَغدا وابتكر، ودنا
من الإِمَام، وَلم يلغ كَانَ لَهُ بِكُل خطْوَة عمل سنة صيامها وقيامها ".
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا مُحَمَّد بن حَاتِم [الجرجرائي] ، ثَنَا ابْن
الْمُبَارك، عَن الْأَوْزَاعِيّ، حَدثنِي حسان بن عَطِيَّة، حَدثنِي أَبُو
الْأَشْعَث الصَّنْعَانِيّ، حَدثنِي أَوْس بن أَوْس قَالَ: سَمِعت رَسُول
الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَقُول: " من غسل يَوْم
الْجُمُعَة، / واغتسل، ثمَّ بكر وابتكر، وَمَشى وَلم يركب، ودنا من
الإِمَام، فاستمع وَلم يلغ، كَانَ لَهُ بِكُل خطْوَة عمل سنة أجر صيامها
وقيامها ".
مُسلم: ثَنَا قُتَيْبَة بن سعيد، عَن مَالك بن أنس - فِيمَا قرئَ عَلَيْهِ
- عَن سمي مولى أبي بكر، عَن أبي صَالح السمان، عَن أبي هُرَيْرَة، أَن
رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " من اغْتسل
يَوْم الْجُمُعَة غسل [الْجَنَابَة] ثمَّ رَاح فَكَأَنَّمَا قرب بَدَنَة،
وَمن رَاح فِي السَّاعَة الثَّانِيَة فَكَأَنَّمَا قرب بقرة، وَمن رَاح فِي
السَّاعَة الثَّالِثَة فَكَأَنَّمَا
(2/454)
قرب كَبْشًا أقرن، وَمن رَاح فِي السَّاعَة
الرَّابِعَة فَكَأَنَّمَا قرب دجَاجَة، وَمن رَاح فِي السَّاعَة
الْخَامِسَة فَكَأَنَّمَا قرب بَيْضَة، [فَإِذا خرج] الإِمَام حضرت
الْمَلَائِكَة يَسْتَمِعُون الذّكر ".
النَّسَائِيّ: أخبرنَا نصر بن عَليّ بن نصر الْجَهْضَمِي، عَن عبد الله
الْأَعْلَى، ثَنَا معمر، عَن الزُّهْرِيّ، عَن الْأَغَر أبي عبد الله، عَن
أبي هُرَيْرَة، أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
قَالَ: " إِذا كَانَ يَوْم الْجُمُعَة قعدت الْمَلَائِكَة على أَبْوَاب
الْمَسْجِد فَكَتَبُوا من جَاءَ إِلَى الْجُمُعَة، فَإِذا خرج الإِمَام طوت
الْمَلَائِكَة الصُّحُف. قَالَ: وَقَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: المهجر إِلَى الْجُمُعَة كالمهدي بَدَنَة، ثمَّ
كالمهدي بقرة، ثمَّ كالمهدي شَاة، ثمَّ كالمهدي بطة، ثمَّ كالمهدي دجَاجَة،
ثمَّ كالمهدي بَيْضَة ".
النَّسَائِيّ: أخبرنَا الرّبيع بن سُلَيْمَان، حَدثنَا شُعَيْب بن
اللَّيْث، ثَنَا اللَّيْث، عَن ابْن عجلَان، عَن سمي، عَن أبي صَالح، عَن
أبي هُرَيْرَة، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
قَالَ: " تقعد مَلَائِكَة يَوْم الْجُمُعَة على أَبْوَاب الْمَسْجِد
يَكْتُبُونَ النَّاس على مَنَازِلهمْ، فَالنَّاس فِيهِ: كَرجل قدم بَدَنَة،
وكرجل قدم بدنه، وكرجل قدم بقرة، وكرجل قدم بقرة، وكرجل قدم شَاة، وكرجل
قدم شَاة، وكرجل قدم دجَاجَة، وكرجل قدم دجَاجَة، وكرجل قدم عصفورا، وكرجل
قدم عصفورا، وكرجل قدم بَيْضَة، وكرجل قدم بَيْضَة ".
مُسلم: حَدثنَا قُتَيْبَة بن سعيد، ثَنَا يَعْقُوب - يَعْنِي ابْن عبد
الرَّحْمَن - عَن سُهَيْل، عَن أَبِيه، عَن أبي هُرَيْرَة، أَن رَسُول الله
- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " على كل بَاب من أَبْوَاب
الْمَسْجِد ملك يكْتب الأول فَالْأول مثل الْجَزُور - ثمَّ نزلهم حَتَّى
صغر إِلَى مثل الْبَيْضَة - فَإِذا جلس الإِمَام طويت الصُّحُف وحضروا
الذّكر ".
(2/455)
بَاب لَا يفرق بَين اثْنَيْنِ وَمَا جَاءَ
فِي التخطي
البُخَارِيّ: حَدثنَا آدم، ثَنَا ابْن أبي ذِئْب، عَن سعيد المَقْبُري،
أَخْبرنِي أبي، عَن ابْن وَدِيعَة، عَن سلمَان الْفَارِسِي قَالَ: قَالَ
النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " لَا يغْتَسل رجل يَوْم
الْجُمُعَة، ويتطهر مَا اسْتَطَاعَ من الطُّهْر، / ويدهن من دهنه، أَو يمس
من طيب بَيته، ثمَّ يخرج فَلَا يفرق بَين اثْنَيْنِ، ثمَّ يُصَلِّي مَا كتب
لَهُ، ثمَّ ينصت إِذا تكلم الإِمَام إِلَّا غفر لَهُ مَا بَينه وَبَين
الْجُمُعَة الْأُخْرَى ".
النَّسَائِيّ: أخبرنَا وهب بن بَيَان الْمصْرِيّ، ثَنَا ابْن وهب، سَمِعت
مُعَاوِيَة - يَعْنِي ابْن صَالح - يحدث عَن أبي الزَّاهِرِيَّة، عَن عبد
الله بن بسر قَالَ: " كنت جَالِسا إِلَى جَانِبه يَوْم الْجُمُعَة فَقَالَ:
جَاءَ رجل يتخطى رِقَاب النَّاس يَوْم الْجُمُعَة وَرَسُول الله يخْطب،
فَقَالَ لَهُ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - اجْلِسْ
فقد آذيت ".
أَبُو الزَّاهِرِيَّة اسْمه حدير بن كريب، روى لَهُ مُسلم - رَحمَه الله -
قَالَ النَّسَائِيّ: حدير بن كريب أَبُو الزَّاهِرِيَّة ثِقَة.
بَاب الدنو من الإِمَام والإنصات
9
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا عَليّ بن عبد الله، ثَنَا معَاذ بن هِشَام قَالَ:
وجدت فِي كتاب أبي بِخَط يَده وَلم أسمعهُ مِنْهُ: قَالَ قَتَادَة: عَن
يحيى بن مَالك، عَن سَمُرَة ابْن جُنْدُب، أَن نَبِي الله - صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " احضروا الذّكر، وادنوا من الإِمَام؛ فَإِن
الرجل لَا يزَال يتباعد حَتَّى يُؤَخر فِي [الْجنَّة] ، وَإِن دَخلهَا ".
يحيى بن مَالك هُوَ أَبُو أَيُّوب المراغي الْأَزْدِيّ ثِقَة مَشْهُور، روى
لَهُ مُسلم وَالْبُخَارِيّ.
(2/456)
النَّسَائِيّ: أَخْبرنِي إِبْرَاهِيم بن
يَعْقُوب، ثَنَا عَفَّان بن مُسلم، وَيحيى بن حَمَّاد - والنسق لعفان -
قَالَ: ثَنَا أَبُو عوَانَة، عَن الْمُغيرَة، عَن أبي معشر، عَن
إِبْرَاهِيم، عَن عَلْقَمَة، عَن قرثع الضَّبِّيّ، عَن سلمَان قَالَ: قَالَ
لي رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " أَتَدْرِي مَا
يَوْم الْجُمُعَة؟ قلت: الله وَرَسُوله أعلم. قَالَ: لكني أَنا أحَدثك عَن
يَوْم الْجُمُعَة، لَا يتَطَهَّر رجل، ثمَّ يمشي إِلَى الْجُمُعَة، ثمَّ
ينصت حَتَّى يقْضِي الإِمَام صلَاته؛ إِلَّا كَانَت كَفَّارَة لما
[بَينهَا] وَبَين الْجُمُعَة الَّتِي قبلهَا مَا اجْتنبت المقتلة ".
قرثع من الْقُرَّاء الْأَوَّلين، روى عَن: عمر، وسلمان، روى عَنهُ:
عَلْقَمَة ابْن قيس، وقزعة.
مُسلم: حَدثنَا أُميَّة بن بسطَام، ثَنَا يزِيد - يَعْنِي ابْن زُرَيْع -
ثَنَا روح، عَن سُهَيْل، عَن أَبِيه، عَن أبي هُرَيْرَة، عَن النَّبِي -
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " من اغْتسل ثمَّ أَتَى
الْجُمُعَة فصلى مَا قدر لَهُ، ثمَّ أنصت حَتَّى يفرغ من خطبَته، ثمَّ
يُصَلِّي مَعَه؛ غفر لَهُ مَا بَينه وَبَين الْجُمُعَة الْأُخْرَى، وَفضل
ثَلَاثَة أَيَّام "
مُسلم: حَدثنَا قُتَيْبَة، وَمُحَمّد بن رمح بن المُهَاجر، قَالَ ابْن رمح:
أَنا اللَّيْث، عَن عقيل، عَن ابْن شهَاب قَالَ: أَخْبرنِي سعيد بن
الْمسيب، أَن أَبَا هُرَيْرَة أخبرهُ، أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " إِذا قلت لصاحبك: أنصت يَوْم الْجُمُعَة
وَالْإِمَام يخْطب فقد لغوت ".
حَمَّاد بن سَلمَة: عَن مُحَمَّد بن عَمْرو، عَن أبي سَلمَة، عَن أبي
هُرَيْرَة: " أَن رَسُول / الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
كَانَ يقْرَأ سُورَة على الْمِنْبَر، فَقَالَ أَبُو ذَر لأبي بن كَعْب:
مَتى
(2/457)
نزلت هَذِه السُّورَة؟ فَأَعْرض عَنهُ أبي،
فَلَمَّا قضي صلَاته قَالَ أبي بن كَعْب لأبي ذَر: مَا لَك من صَلَاتك
إِلَّا مَا لغوت. فَدخل أَبُو ذَر على رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَأخْبرهُ بذلك، فَقَالَ: صدق أبي بن كَعْب ".
حَدَّثَنِيهِ الْقرشِي: ثَنَا شُرَيْح، ثَنَا عَليّ بن أَحْمد، ثَنَا عبد
الله بن بزيع، ثَنَا عبد الله بن مُحَمَّد بن عُثْمَان، ثَنَا أَحْمد بن
خَالِد، ثَنَا عَليّ بن عبد الْعَزِيز، ثَنَا الْحجَّاج بن الْمنْهَال،
حَدثنَا حَمَّاد بن سَلمَة ... . فَذكره.
بَاب من مس الْحَصَى فقد لَغَا
مُسلم: حَدثنَا يحيى بن يحيى وَأَبُو بكر بن أبي شيبَة [وَأَبُو كريب] ،
قَالَ يحيى: أَنا، وَقَالَ الْآخرُونَ: ثَنَا [أَبُو] مُعَاوِيَة، عَن
الْأَعْمَش، عَن أبي صَالح، عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله: -
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - " من تَوَضَّأ فَأحْسن الْوضُوء،
ثمَّ أَتَى الْجُمُعَة فاستمع، وأنصت؛ غفر لَهُ مَا بَينه وَبَين
الْجُمُعَة وَزِيَادَة ثَلَاثَة أَيَّام، وَمن مس الْحَصَى فقد لَغَا ".
(2/458)
بَاب وَقت الْجُمُعَة
مُسلم: حَدثنَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة وَإِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم، قَالَ
أَبُو بكر: ثَنَا يحيى بن آدم، ثَنَا حسن بن عَيَّاش، عَن جَعْفَر بن
مُحَمَّد، عَن أَبِيه، عَن جَابر بن عبد الله قَالَ: " كُنَّا نصلي مَعَ
رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، ثمَّ نرْجِع فنريح
نواضحنا. قَالَ حسن: فَقلت لجَعْفَر: فِي أَي سَاعَة تِلْكَ؟ قَالَ: زَوَال
الشَّمْس ".
مُسلم: حَدثنَا يحيى بن يحيى وَإِسْحَاق، قَالَا: أَنا وَكِيع، عَن يعلى بن
الْحَارِث الْمحَاربي، عَن إِيَاس بن سَلمَة بن الْأَكْوَع، عَن أَبِيه
قَالَ: " كُنَّا نجمع مَعَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم
َ - إِذا زَالَت الشَّمْس، ثمَّ نرْجِع نتتبع الْفَيْء ".
مُسلم: حَدثنَا إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم، أَنا هِشَام بن عبد الْملك، ثَنَا
يعلى بِهَذَا الْإِسْنَاد: " كُنَّا نصلي مَعَ رَسُول الله - صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - الْجُمُعَة فنرجع وَمَا نجد للحيطان فَيْئا
نستظل ".
مُسلم: حَدثنَا عبد الله بن مسلمة، وَيحيى بن يحيى، وَعلي بن حجر قَالَ
يحيى: أَنا وَقَالَ الْآخرَانِ: ثَنَا عبد الْعَزِيز بن أبي حَازِم، عَن
أَبِيه، عَن سهل قَالَ: " مَا كُنَّا نقِيل وَلَا نتغدى إِلَّا بعد
الْجُمُعَة " زَاد ابْن حجر: " فِي عهد رَسُول الله ".
البُخَارِيّ: حَدثنَا مُحَمَّد بن أبي بكر الْمقدمِي، ثَنَا حرمي بن
عمَارَة، ثَنَا
(2/459)
أَبُو خلدَة - وَهُوَ خَالِد بن دِينَار -
قَالَ: سَمِعت أنسا يَقُول: " كَانَ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّم َ - إِذا اشْتَدَّ الْبرد بكر بِالصَّلَاةِ، وَإِذا اشْتَدَّ
الْحر أبرد بِالصَّلَاةِ - يَعْنِي الْجُمُعَة ". وَقَالَ يُونُس ابْن
بكير: ثَنَا أَبُو خلدَة، وَقَالَ: " بِالصَّلَاةِ " وَلم يذكر الْجُمُعَة.
/ بَاب إِذا كَانَ الْمَطَر يَوْم الْجُمُعَة
مُسلم: حَدثنِي عَليّ بن حجر، ثَنَا إِسْمَاعِيل، عَن عبد الحميد صَاحب
الزيَادي، عَن عبد الله بن الْحَارِث، عَن عبد الله بن عَبَّاس " أَنه
قَالَ لمؤذنه فِي يَوْم مطير: إِذا قلت: أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله،
أشهد أَن مُحَمَّدًا رَسُول الله، فَلَا تقل: حَيّ الصَّلَاة، قل: صلوا فِي
بُيُوتكُمْ. قَالَ: فَكَأَن النَّاس استنكروا ذَلِك. فَقَالَ: أتعجبون من
ذَا؟ قد فعل ذَا من هُوَ خير مني، إِن الْجُمُعَة عَزمَة، وَإِنِّي كرهت
أَن أحرجكم، فتمشوا فِي الطين والدحض ".
وحدثنيه أَبُو كَامِل، ثَنَا حَمَّاد - يَعْنِي ابْن زيد - عَن [عبد
الحميد] قَالَ: سَمِعت عبد الله بن الْحَارِث قَالَ: " خَطَبنَا عبد الله
بن عَبَّاس فِي يَوْم ذِي ردغ ... " وسَاق الحَدِيث بِمَعْنى حَدِيث ابْن
علية، وَلم يذكر الْجُمُعَة، وَقَالَ: " قد فعله من هُوَ خير مني - يَعْنِي
النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ".
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا نصر بن عَليّ، قَالَ سُفْيَان بن حبيب / خبرنَا عَن
خَالِد الْحذاء، عَن أبي قلَابَة، عَن أبي الْمليح، عَن أَبِيه أَنه " شهد
النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - زمن الْحُدَيْبِيَة فِي
يَوْم جُمُعَة، وأصابهم مطر لم تبتل أَسْفَل نعَالهمْ، فَأَمرهمْ أَن يصلوا
فِي رحالهم ".
(2/460)
بَاب الْأَذَان يَوْم
يَوْم الْجُمُعَة إِذا جلس الإِمَام على الْمِنْبَر
البُخَارِيّ: ثَنَا أَبُو نعيم، ثَنَا عبد الْعَزِيز بن أبي سَلمَة
الْمَاجشون، عَن الزُّهْرِيّ، عَن السَّائِب بن يزِيد " أَن الَّذِي زَاد
التأذين الثَّالِث يَوْم الْجُمُعَة: عُثْمَان بن عَفَّان حِين كثر أهل
الْمَدِينَة، وَلم يكن للنَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
غير وَاحِد، وَكَانَ التأذين يَوْم الْجُمُعَة حِين يجلس الإِمَام على
الْمِنْبَر ".
النَّسَائِيّ: أخبرنَا مُحَمَّد بن سَلمَة، ثَنَا ابْن وهب، عَن يُونُس،
عَن ابْن شهَاب، أَخْبرنِي السَّائِب بن يزِيد " أَن الْأَذَان كَانَ أَولا
حِين يجلس الإِمَام على الْمِنْبَر يَوْم الْجُمُعَة فِي عهد رَسُول الله -
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، وَأبي بكر وَعمر، فَلَمَّا كَانَ
خلَافَة عُثْمَان، وَكثر النَّاس، أَمر عُثْمَان يَوْم الْجُمُعَة
بِالْأَذَانِ الثَّالِث، فَأذن بِهِ على الزَّوْرَاء، فَثَبت الْأَمر على
ذَلِك ".
رَوَاهُ البُخَارِيّ: عَن ابْن مقَاتل، عَن عبد الله، [عَن] يُونُس
بِإِسْنَادِهِ.
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا النُّفَيْلِي، ثَنَا مُحَمَّد بن سَلمَة، عَن
مُحَمَّد بن إِسْحَاق، عَن الزُّهْرِيّ، عَن السَّائِب بن يزِيد قَالَ: "
كَانَ يُؤذن بَين يَدي رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
إِذا جلس على الْمِنْبَر يَوْم الْجُمُعَة على بَاب الْمَسْجِد وَأبي بكر،
وَعمر ... " ثمَّ سَاق نَحْو حَدِيث يُونُس.
(2/461)
بَاب يُجيب الإِمَام على الْمِنْبَر إِذا
سمع النداء
/ البُخَارِيّ: حَدثنَا ابْن مقَاتل، أَنا عبد الله، أَنا أَبُو بكر بن
عُثْمَان بن سهل بن حنيف، عَن أبي أُمَامَة بن سهل بن حنيف قَالَ: " سَمِعت
مُعَاوِيَة بن أبي سُفْيَان وَهُوَ جَالس، وَأذن الْمُؤَذّن فَقَالَ: الله
أكبر، الله أكبر، قَالَ مُعَاوِيَة: الله أكبر، الله أكبر، فَقَالَ: أشهد
أَن لَا إِلَه إِلَّا الله، قَالَ مُعَاوِيَة: وَأَنا، قَالَ: أشهد أَن
مُحَمَّدًا رَسُول الله، قَالَ مُعَاوِيَة: وَأَنا، فَلَمَّا قضى التأذين
قَالَ: يَا أَيهَا النَّاس، إِنِّي سَمِعت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - على هَذَا الْمجْلس حِين أذن الْمُؤَذّن يَقُول مَا
سَمِعْتُمْ مني من مَقَالَتي ".
بَاب اتِّخَاذ الْمِنْبَر للخطبة
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا قُتَيْبَة بن سعيد، ثَنَا يَعْقُوب بن عبد
الرَّحْمَن، حَدثنِي أَبُو حَازِم " أَن رجَالًا أَتَوا سهل بن سعد
السَّاعِدِيّ، وَقد امتروا فِي الْمِنْبَر [مِم] عوده؟ فَسَأَلُوهُ عَن
ذَلِك، فَقَالَ: وَالله إِنِّي لأعرف مِمَّا عوده، وَلَقَد رَأَيْته أول
يَوْم وضع، وَأول يَوْم جلس عَلَيْهِ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، أرسل رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّم َ - إِلَى فُلَانَة - امْرَأَة قد سَمَّاهَا سهل - أَن مري غلامك
النجار يعْمل لي أعوادا أَجْلِس عَلَيْهِنَّ إِذا كلمت النَّاس. فَأَمَرته
فعملها من طرفاء الغابة ... " وَذكر الحَدِيث
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا الْحسن بن عَليّ، ثَنَا أَبُو عَاصِم، عَن ابْن أبي
رواد، عَن نَافِع، عَن ابْن عمر " أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّم َ - لما بدن قَالَ لَهُ تَمِيم الدَّارِيّ: أَلا أَتَّخِذ لَك
(2/462)
منبرا يَا رَسُول الله يجمع - أَو يحمل -
عظامك؟ قَالَ: بلَى. قَالَ: فَاتخذ لَهُ منبرا مرقاتين ".
النَّسَائِيّ: أخبرنَا عَمْرو بن سَواد بن الْأسود بن عَمْرو، أَنا عبد
الله بن وهب، أَنا ابْن جريج، أَن أَبَا الزبير أخبرهُ، أَنه سمع جَابر بن
عبد الله يَقُول: " كَانَ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
إِذا خطب يسْتَند إِلَى جذع نَخْلَة من سواري الْمَسْجِد، فَلَمَّا صنع
الْمِنْبَر واستوى عَلَيْهِ؛ اضْطَرَبَتْ تِلْكَ السارية كحنين النَّاقة،
حَتَّى سَمعهَا أهل الْمَسْجِد، حَتَّى نزل إِلَيْهَا رَسُول الله - صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فاعتنقها فَسَكَتَتْ ".
التِّرْمِذِيّ: حَدثنَا أَبُو حَفْص عَمْرو بن عَليّ على الفلاس، ثَنَا
عُثْمَان بن عمر وَيحيى بن كثير أَبُو غَسَّان قَالَا: ثَنَا معَاذ بن
الْعَلَاء، عَن نَافِع، عَن ابْن عمر " أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كَانَ يخْطب إِلَى جذع /، فَلَمَّا اتخذ النَّبِي -
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - الْمِنْبَر حن الْجذع حَتَّى أَتَاهُ
فَالْتَزمهُ فسكن ".
قَالَ أَبُو عِيسَى: حَدِيث ابْن عمر حَدِيث حسن صَحِيح غَرِيب، ومعاذ بن
الْعَلَاء هُوَ أَخُو عَمْرو بن الْعَلَاء.
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا مخلد بن خَالِد، ثَنَا أَبُو عَاصِم، عَن يزِيد بن
أبي عبيد، عَن سَلمَة بن الْأَكْوَع قَالَ: " كَانَ بَين مِنْبَر رَسُول
الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَبَين الْحَائِط لقدر ممر
الشَّاة ".
بَاب اسْتِقْبَال النَّاس الإِمَام إِذا خطب
البُخَارِيّ: / حَدثنَا معَاذ بن فضَالة، ثَنَا هِشَام، عَن يحيى، عَن
هِلَال بن أبي مَيْمُونَة، ثَنَا عَطاء بن يسَار، أَنه سمع أَبَا سعيد
الْخُدْرِيّ يَقُول: " إِن النَّبِي
(2/463)
- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
جلس ذَات يَوْم على الْمِنْبَر، وَجَلَسْنَا حوله ".
بَاب الْخَطِيب يخْطب متوكئا
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا سعيد بن مَنْصُور، حَدثنِي شهَاب بن [خرَاش] ،
حَدثنِي شُعَيْب بن رُزَيْق الطَّائِفِي قَالَ: " جَلَست إِلَى رجل لَهُ
صُحْبَة من النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يُقَال لَهُ
الحكم بن حزن الكلعي - الصَّحِيح: الكلفي - فَأَنْشَأَ يحدث قَالَ: وفدت
إِلَى رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - سَابِع سَبْعَة
- أَو تَاسِع تِسْعَة - فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ فَقُلْنَا: يَا رَسُول الله
زرناك فَادع الله لنا، فَأمر بِنَا - أَو أَمر لنا - بِشَيْء من التَّمْر،
والشأن إِذْ ذَاك دون، فَأَقَمْنَا بهَا أَيَّامًا شَهِدنَا فِيهَا
الْجُمُعَة مَعَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
فَقَامَ متوكئا على عَصا - أَو قَوس - فَحَمدَ الله وَأثْنى عَلَيْهِ
كَلِمَات خفيفات طَيّبَات مباركات، ثمَّ قَالَ: أَيهَا النَّاس إِنَّكُم لن
تُطِيقُوا 0 - أَو لن تَفعلُوا - كل مَا أمرْتُم بِهِ، وَلَكِن سددوا
وَأَبْشِرُوا ".
قَالَ أَبُو دَاوُد: ثبتني فِي شَيْء مِنْهُ بعض أَصْحَابنَا.
الْبَزَّار: حَدثنَا يحيى بن يُونُس شيرازي، ثَنَا سعيد بن مَنْصُور
بِهَذَا الْإِسْنَاد قَالَ: " قدمنَا على رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَشَهِدْنَا مَعَه الْجُمُعَة، فَقَامَ فَخَطَبنَا
على قَوس - أَو عَصا - فَقَالَ: أَيهَا النَّاس، إِنَّه لَيْسَ كل مَا
أمرْتُم بِهِ تطيقون، وَلَكِن ائْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُم ".
بَاب الْخطْبَة قَائِما
مُسلم: حَدثنَا عُثْمَان بن أبي شيبَة وَإِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم،
كِلَاهُمَا عَن جرير - قَالَ عُثْمَان: ثَنَا جرير - عَن حُصَيْن ين عبد
الرَّحْمَن، بن سَالم بن أبي
(2/464)
الْجَعْد، عَن جَابر بن عبد الله " أَن
النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -[كَانَ] يخْطب قَائِما
يَوْم الْجُمُعَة فَجَاءَت عير من الشَّام فَانْفَتَلَ النَّاس إِلَيْهَا
حَتَّى لم يبْق إِلَّا اثْنَا عشر رجلا، فأنزلت هَذِه الْآيَة فِي
الْجُمُعَة {وَإِذا رَأَوْا تِجَارَة أَو لهوا انْفَضُّوا إِلَيْهَا
وَتَرَكُوك قَائِما} ".
بَاب الْجُلُوس بَين الْخطْبَتَيْنِ
مُسلم: حَدثنَا عبيد الله بن عمر القواريري وَأَبُو كَامِل الجحدري،
جَمِيعًا عَن خَالِد - قَالَ أَبُو كَامِل: ثَنَا خَالِد بن الْحَارِث -
ثَنَا عبيد الله، عَن نَافِع، عَن ابْن عمر قَالَ: " كَانَ رَسُول الله -
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يخْطب يَوْم الْجُمُعَة قَائِما،
ثمَّ يجلس، ثمَّ يقوم، قَالَ: كَمَا تَفْعَلُونَ الْيَوْم ".
مُسلم: حَدثنَا [يحيى بن يحيى وَحسن بن الرّبيع وَأَبُو بكر بن أبي شيبَة،
قَالَ يحيى: أخبرنَا، وَقَالَ الْآخرَانِ: حَدثنَا أَبُو الْأَحْوَص] ، عَن
سماك بن حَرْب، عَن جَابر بن سَمُرَة قَالَ: " كَانَت للنَّبِي - صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - خطبتان يجلس بَينهمَا يقْرَأ الْقُرْآن
وَيذكر النَّاس ".
مُسلم: حَدثنَا يحيى بن يحيى، أَنا أَبُو خَيْثَمَة، / عَن سماك قَالَ:
نَبَّأَنِي جَابر " أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ
- كَانَ يخْطب قَائِما، ثمَّ يجلس، ثمَّ يقوم فيخطب قَائِما، فَمن نبأك
أَنه كَانَ يخْطب جَالِسا فقد كذب، فقد وَالله صليت مَعَه أَكثر من ألفي
صَلَاة ".
(2/465)
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا أَبُو كَامِل، ثَنَا
أَبُو عوَانَة، عَن سماك بن حَرْب، عَن جَابر بن سَمُرَة قَالَ: " (كَانَت
للنَّبِي) - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - (خطبتان) قَائِما، ثمَّ
يقْعد قعدة وَلَا يتَكَلَّم ... . " وسَاق الحَدِيث.
بَاب رفع الصَّوْت فِي الْخطْبَة وَمَا يُقَال فِيهَا
مُسلم: حَدثنِي مُحَمَّد بن الْمثنى، ثَنَا عبد الْوَهَّاب بن عبد
الْمجِيد، عَن جَعْفَر بن مُحَمَّد، عَن أَبِيه، عَن جَابر بن عبد الله
قَالَ: " كَانَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إِذا
خطب احْمَرَّتْ عَيناهُ، وَعلا صَوته، وَاشْتَدَّ غَضَبه، حَتَّى كَأَنَّهُ
مُنْذر جَيش يَقُول: صبحكم ومساكم. وَيَقُول: بعثت أَنا والساعة كهاتين.
ويقرن بَين إصبعيه السبابَة والوسطي، وَيَقُول: أما بعد، فَإِن خير
الحَدِيث كتاب الله، وَخير الْهَدْي هدي مُحَمَّد - صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، وَشر الْأُمُور محدثاتها، وكل بِدعَة ضَلَالَة،
ثمَّ يَقُول: أَنا أولى بِكُل مُؤمن من نَفسه، من ترك مَالا فلأهله، وَمن
ترك دينا أَو ضيَاعًا فَإِلَيَّ وَعلي ".
ثَنَا عبد بن حميد، حَدثنَا خَالِد بن مخلد، حَدثنِي سُلَيْمَان، حَدثنِي
جَعْفَر بن مُحَمَّد، عَن أَبِيه قَالَ: سَمِعت جَابر بن عبد الله يَقُول:
" كَانَت خطْبَة النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَوْم
الْجُمُعَة: يحمد الله، ويثني عَلَيْهِ، ثمَّ يَقُول على أثر ذَلِك، وَقد
علا صَوته ... . " ثمَّ سَاق الحَدِيث بِمثلِهِ.
مُسلم: حَدثنَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة وَمُحَمّد بن عبد الله بن نمير
قَالَا: ثَنَا وَكِيع، عَن سُفْيَان، عَن عبد الْعَزِيز بن رفيع، عَن
تَمِيم بن طرفَة، عَن عدي ابْن حَاتِم " أَن رجلا خطب عِنْد النَّبِي -
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَقَالَ: من يطع الله وَرَسُوله فقد
رشد،
(2/466)
وَمن يعصهما فقد غوى. فَقَالَ رَسُول الله
- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: بئس الْخَطِيب أَنْت، قل: وَمن
يعْص الله وَرَسُوله ". قَالَ ابْن نمير: " فقد غوى ".
مُسلم: حَدثنَا إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم وَمُحَمّد بن مثنى، كِلَاهُمَا عَن
عبد الْأَعْلَى، قَالَ ابْن مثنى: حَدثنِي عبد الْأَعْلَى - وَهُوَ أَبُو
همام - ثَنَا دَاوُد، عَن عَمْرو بن سعيد، عَن سعيد بن جُبَير، عَن ابْن
عَبَّاس " أَن ضمادا قدم مَكَّة، وَكَانَ من أَزْد شنُوءَة، وَكَانَ يرقي
من هَذِه الرّيح، فَسمع سُفَهَاء من أهل مَكَّة يَقُولُونَ: إِن مُحَمَّدًا
مَجْنُون، فَقَالَ: لَو أَنِّي رَأَيْت هَذَا الرجل لَعَلَّ الله يشفيه على
يَدي، قَالَ: فَلَقِيَهُ فَقَالَ: يَا مُحَمَّد، إِنِّي أرقي من هَذِه
الرّيح، وَإِن الله يشفي على يَدي من يَشَاء، فَهَل لَك؟ فَقَالَ رَسُول
الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: إِن الْحَمد لله نحمده
ونستعينه، من يهده الله فَلَا مضل لَهُ، وَمن يضلل فَلَا هادي لَهُ،
وَأشْهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَحده لَا شريك لَهُ، وَأشْهد أَن
مُحَمَّد عَبده وَرَسُوله أما / بعد. قَالَ: فَقَالَ: أعد عَليّ كلماتك
هَؤُلَاءِ. فأعادهن عَلَيْهِ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّم َ - ثَلَاث مَرَّات، قَالَ: فَقَالَ: لقد سَمِعت قَول الكهنة،
وَقَول السَّحَرَة، وَقَول الشُّعَرَاء، فَمَا سَمِعت مثل كلماتك
هَؤُلَاءِ، وَلَقَد بلغن ناعوس الْبَحْر قَالَ فَقَالَ: فهات يدك أُبَايِعك
على الْإِسْلَام. قَالَ: فَبَايعهُ، فَقَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: وعَلى قَوْمك؟ قَالَ: وعَلى قومِي. قَالَ: فَبعث
رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - سَرِيَّة فَمروا
بقَوْمه، فَقَالَ صَاحب السّريَّة للجيش: هَل أصبْتُم من هَؤُلَاءِ شَيْئا؟
فَقَالَ رجل من الْقَوْم: أصبت مِنْهُم مطهرة. فَقَالَ: ردوهَا، فَإِن
هَؤُلَاءِ قوم ضماد ".
(2/467)
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا مُحَمَّد بن بشار،
ثَنَا أَبُو عَاصِم، ثَنَا عمرَان الْقطَّان، عَن قَتَادَة، عَن عبد ربه،
عَن أبي عِيَاض، عَن ابْن مَسْعُود " أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كَانَ إِذا تشهد قَالَ: الْحَمد لله نستعينه،
وَنَسْتَغْفِرهُ، ونعوذ بِاللَّه من شرور أَنْفُسنَا، من يهده الله فَلَا
مضل لَهُ، وَمن يضلل فَلَا هادي لَهُ، أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله،
وَأشْهد أَن مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله، وأرسله بِالْحَقِّ بشيرا
وَنَذِيرا بَين يَدي السَّاعَة، من يطع الله وَرَسُوله فقد رشد، وَمن
يعصهما فَإِنَّهُ لَا يضر إِلَّا نَفسه، وَلَا يضر الله شَيْئا ".
مُسلم: حَدثنِي عبد الله بن عبد الرَّحْمَن، أَنا يحيى بن حسان، ثَنَا
سُلَيْمَان بن بِلَال، عَن يحيى بن سعيد، عَن عمْرَة بنت عبد الرَّحْمَن،
عَن أُخْت لعمرة قَالَت: " أخذت قَاف وَالْقُرْآن الْمجِيد من فِي رَسُول
الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَوْم الْجُمُعَة، وَهُوَ
يقْرَأ بهَا على الْمِنْبَر فِي كل جُمُعَة ".
مُسلم: حَدثنَا قُتَيْبَة بن سعيد، وَأَبُو بكر بن أبي شيبَة، وَإِسْحَاق
الْحَنْظَلِي، جَمِيعًا عَن ابْن عُيَيْنَة - قَالَ قُتَيْبَة: ثَنَا
سُفْيَان - عَن عَمْرو، سمع عَطاء، يخبر عَن صَفْوَان بن يعلى، عَن أَبِيه
" أَنه سمع النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يقْرَأ على
الْمِنْبَر {وَنَادَوْا يَا مَالك} ".
بَاب تَقْصِير الْخطْبَة
مُسلم: حَدثنِي سُرَيج بن يُونُس، ثَنَا عبد الرَّحْمَن بن عبد الْملك بن
أبجر، عَن أَبِيه، عَن وَاصل بن حَيَّان قَالَ: قَالَ أَبُو وَائِل: "
خَطَبنَا عمار فأوجز وأبلغ، فَلَمَّا نزل قُلْنَا: يَا أَبَا الْيَقظَان،
لقد أبلغت، وأوجزت، فَلَو كنت تنفست. فَقَالَ:
(2/468)
إِنِّي سَمِعت رَسُول الله - صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَقُول: إِن طول صَلَاة الرجل وَقصر خطبَته
مئنة من فقهه، فأطيلوا الصَّلَاة، وأقصروا الْخطْبَة، فَإِن من الْبَيَان
سحرًا ".
زَاد أَبُو بكر الْبَزَّار فِي هَذَا الحَدِيث: " وَإنَّهُ سَيَأْتِي بعدكم
قوم يطيلون الْخطْبَة، ويقصرون الصَّلَاة ". رَوَاهُ عَن عَبدة بن عبد
الله، عَن يحيى بن آدم، عَن قيس، عَن الْأَعْمَش، عَن عمَارَة بن عُمَيْر،
عَن عبد الرَّحْمَن بن يزِيد، عَن ابْن مَسْعُود، عَن النَّبِي - صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
تفرد بِهِ يحيى بن آدم، عَن قيس، عَن الْأَعْمَش، وَقيس هُوَ ابْن الرّبيع.
مُسلم: حَدثنَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة، وَابْن نمير قَالَا: ثَنَا
مُحَمَّد بن بشر، ثَنَا زَكَرِيَّا، / حَدثنِي سماك بن حَرْب، عَن جَابر بن
سَمُرَة قَالَ: " كنت أُصَلِّي مَعَ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّم َ - الصَّلَوَات، (وَكَانَت) صلَاته قصدا، وخطبته قصدا ".
زَاد أَبُو دَاوُد فِي هَذَا الحَدِيث: " يقْرَأ آيَات من الْقُرْآن،
وَيذكر النَّاس ". رَوَاهُ مُسَدّد، عَن يحيى، عَن سُفْيَان، عَن سماك، عَن
جَابر.
النَّسَائِيّ: أخبرنَا مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن غَزوَان، أَنا الْفضل
بن مُوسَى، عَن الْحُسَيْن بن وَاقد، حَدثنِي يحيى بن عقيل قَالَ: سَمِعت
عبد الله بن أبي أوفى يَقُول: " كَانَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يكثر الذّكر، ويقل اللَّغْو، ويطيل الصَّلَاة،
وَيقصر الْخطْبَة، وَلَا يأنف أَن يمشي مَعَ الأرملة والمسكين فَيَقْضِي
لَهُ حَاجته ".
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الله بن نمير، ثَنَا أبي، ثَنَا
الْعَلَاء بن صَالح، عَن عدي بن ثَابت، عَن أبي رَاشد، عَن عمار بن يَاسر
قَالَ: " أمرنَا رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
بِإِقْصَارِ الْخطب ".
(2/469)
أَبُو رَاشد لَا أعلم روى عَنهُ إِلَّا
عدي، وعدي ثِقَة.
بَاب إِذا قَرَأَ الْخَطِيب سَجْدَة على الْمِنْبَر
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا أَحْمد بن صَالح، ثَنَا ابْن وهب، أَخْبرنِي عَمْرو
بن الْحَارِث، عَن سعيد بن هِلَال، عَن عِيَاض بن عبد الله بن أبي سرح، عَن
أبي سعيد الْخُدْرِيّ قَالَ: " قَرَأَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - على الْمِنْبَر {ص} فَلَمَّا بلغ السَّجْدَة نزل
فَسجدَ، وَسجد النَّاس، فَلَمَّا كَانَ يَوْم آخر قَرَأَهَا، فَلَمَّا بلغ
السَّجْدَة تشزن النَّاس للسُّجُود، فَقَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: إِنَّمَا هِيَ تَوْبَة نَبِي، وَلَكِنِّي رأيتكم
تشزنتم للسُّجُود فَنزل فَسجدَ، وسجدوا ".
بَاب الإِمَام ينزل عَن الْمِنْبَر
لِلْأَمْرِ يعرض لَهُ فِي خلال خطبَته ثمَّ يعود
النَّسَائِيّ: أخبرنَا مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز - هُوَ ابْن أبي رزمة -
أَنا الْفضل بن مُوسَى، عَن حُسَيْن بن وَاقد، عَن عبد الله بن بُرَيْدَة،
عَن أَبِيه قَالَ: " كَانَ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ
- يخْطب فجَاء الْحسن وَالْحُسَيْن عَلَيْهِمَا قَمِيصَانِ أَحْمَرَانِ
يَعْثرَانِ فيهمَا، فَنزل النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
فَقطع كَلَامه فحملهما، ثمَّ عَاد إِلَى الْمِنْبَر، ثمَّ قَالَ: صدق الله
{ [إِنَّمَا] أَمْوَالكُم وَأَوْلَادكُمْ فتْنَة} رَأَيْت هذَيْن
يَعْثرَانِ فِي قميصيهما فَلم أَصْبِر حَتَّى قطعت كَلَامي فحملتهما ".
بَاب الإِمَام يكلم النَّاس فِي الْخطْبَة وَيُعلمهُم
النَّسَائِيّ: أخبرنَا مُحَمَّد بن مَنْصُور، ثَنَا سُفْيَان، أَنا أَبُو
مُوسَى، سَمِعت
(2/470)
الْحسن يَقُول: سَمِعت أَبَا بكرَة يَقُول:
" لقد رَأَيْت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - على
الْمِنْبَر وَالْحسن مَعَه، وَهُوَ يقبل على النَّاس، مرّة وَعَلِيهِ مرّة،
وَيَقُول: إِن ابْني هَذَا سيد، وَلَعَلَّ الله أَن يصلح بِهِ بَين فئتين
من الْمُسلمين عظيمتين ".
أَبُو مُوسَى هَذَا اسْمه إِسْرَائِيل بن مُوسَى، كَانَ ينزل الْهِنْد،
مَشْهُور بالْحسنِ، روى عَنهُ: يحيى بن سعيد الْقطَّان، وَابْن عُيَيْنَة،
وحسين الْجعْفِيّ، قَالَ يحيى ابْن معِين: أَبُو مُوسَى إِسْرَائِيل صَاحب
الْحسن ثِقَة. وَقَالَ أَبُو حَاتِم / فِيهِ: لَا بَأْس بِهِ. وَقَالَ
حَمْزَة صَاحب النَّسَائِيّ: أَبُو مُوسَى هَذَا ثِقَة مَأْمُون.
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا يَعْقُوب بن كَعْب الْأَنْطَاكِي، ثَنَا مخلد بن
يزِيد، ثَنَا ابْن جريج، عَن عَطاء، عَن جَابر قَالَ: " [لما] اسْتَوَى
النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَوْم الْجُمُعَة قَالَ:
[اجلسوا] فَسمع ذَلِك ابْن مَسْعُود فَجَلَسَ على بَاب الْمَسْجِد، فَرَآهُ
النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَقَالَ: تعال يَا عبد
الله بن مَسْعُود ".
البُخَارِيّ: حَدثنَا إِسْمَاعِيل بن أبان الْوراق، ثَنَا ابْن الغسيل،
ثَنَا عِكْرِمَة، عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: " صعد النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - الْمِنْبَر، وَكَانَ آخر مجْلِس جلْسَة متعطفا ملحفة
على مَنْكِبَيْه، قد عصب رَأسه بعصابة دسمة، فَحَمدَ الله وَأثْنى
عَلَيْهِ، ثمَّ قَالَ: أَيهَا النَّاس، إِلَيّ. فثابوا إِلَيْهِ، ثمَّ
قَالَ: أما بعد، فَإِن هَذَا الْحَيّ من الْأَنْصَار يقلون وَيكثر النَّاس،
فَمن ولي شَيْئا من أمة مُحَمَّد فَإِن اسْتَطَاعَ أَن يضر فِيهِ أحدا أَو
ينفع فِيهِ أحدا، فليقبل من محسنهم، ويتجاوز عَن مسيئهم ".
النَّسَائِيّ: أخبرنَا يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم الدَّوْرَقِي، عَن عبد
الرَّحْمَن، عَن سُلَيْمَان بن الْمُغيرَة، عَن حميد بن هِلَال قَالَ:
قَالَ أَبُو رِفَاعَة: " انْتَهَيْت إِلَى
(2/471)
رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّم َ - وَهُوَ يخْطب، فَقلت: يَا رَسُول الله، رجل غَرِيب جَاءَ
يَسْأَلك عَن دينه، وَلَا يدْرِي مَا دينه. فَأقبل رَسُول الله وَترك
خطبَته حَتَّى انْتهى إِلَيّ، فَأتى بكرسي خلت قوائمه حديدا فَقعدَ رَسُول
الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَجعل يعلمني مِمَّا علمه
الله، ثمَّ أَتَى خطبَته فأتمها ".
بَاب مَا جَاءَ فِي تشقيق الْكَلَام فِي الْخطْبَة وَغَيرهَا
الْبَزَّار: حَدثنَا مُحَمَّد بن الْمثنى، ثَنَا أَبُو عَامر، ثَنَا
زُهَيْر بن مُحَمَّد، عَن زيد ابْن أسلم، عَن ابْن عمر، عَن النَّبِي -
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " إِن تشقيق الْكَلَام من
الشَّيْطَان، وَإِن من الْبَيَان لسحرا ".
وَقد تقدم قَوْله عَلَيْهِ السَّلَام: " إِن الله يبغض البليغ من الرِّجَال
الَّذِي يَتَخَلَّل الْكَلَام بِلِسَانِهِ كَمَا تخَلّل الْبَقَرَة بلسانها
".
بَاب الْإِشَارَة فِي الْخطْبَة
مُسلم: حَدثنَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة، ثَنَا عبد الله بن إِدْرِيس، عَن
حُصَيْن، عَن عمَارَة بن رؤيبة قَالَ: " رأى بشر بن مَرْوَان على
الْمِنْبَر رَافعا يَدَيْهِ فَقَالَ: قبح الله هَاتين الْيَدَيْنِ، لقد
رَأَيْت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مَا يزِيد على
أَن يَقُول بِيَدِهِ هَكَذَا. وَأَشَارَ بإصبعه المسبحة ".
بَاب يُقيم الصَّلَاة إِذا نزل الإِمَام عَن الْمِنْبَر
النَّسَائِيّ: أخبرنَا مُحَمَّد بن عبد الْأَعْلَى، ثَنَا مُعْتَمر، عَن
أَبِيه، عَن الزُّهْرِيّ، عَن السَّائِب بن يزِيد قَالَ: " كَانَ بِلَال
يُؤذن إِذا جلس رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - على
الْمِنْبَر يَوْم الْجُمُعَة، فَإِذا نزل أَقَامَ، / ثمَّ كَانَ كَذَلِك
فِي زمن أبي بكر وَعمر ".
(2/472)
بَاب الإِمَام يتَكَلَّم بَعْدَمَا ينزل
عَن الْمِنْبَر
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا مُسلم بن إِبْرَاهِيم، عَن جرير - هُوَ ابْن حَازِم
- عَن ثَابت، عَن أنس قَالَ: " رَأَيْت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ينزل عَن الْمِنْبَر فَيعرض لَهُ الرجل فِي الْحَاجة
فَيقوم مَعَه حَتَّى يقْضِي حَاجته، ثمَّ يقوم فَيصَلي ".
تفرد بِهِ جرير، عَن ثَابت.
بَاب مَا يقْرَأ بِهِ فِي الْجُمُعَة وَعدد صلَاتهَا
مُسلم: حَدثنَا عَمْرو النَّاقِد، ثَنَا سُفْيَان بن عُيَيْنَة، عَن ضَمرَة
بن سعيد، عَن عبيد الله بن عبد الله قَالَ: " كتب الضَّحَّاك بن قيس إِلَى
النُّعْمَان بن بشير يسْأَله: أَي شَيْء قَرَأَ رَسُول الله - صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَوْم الْجُمُعَة سوى سُورَة الْجُمُعَة؟
فَقَالَ: كَانَ يقْرَأ: هَل أَتَاك ".
مُسلم: حَدثنَا يحيى بن يحيى وَأَبُو بكر بن أبي شيبَة وَإِسْحَاق،
جَمِيعًا عَن جرير - قَالَ يحيى: أَنا جرير - عَن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد
بن الْمُنْتَشِر، عَن أَبِيه، عَن حبيب ابْن سَالم مولى النُّعْمَان بن
بشير، عَن النُّعْمَان بن بشير قَالَ: " كَانَ رَسُول الله - صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يقْرَأ فِي الْعِيدَيْنِ، وَفِي الْجُمُعَة،
بسبح اسْم رَبك الْأَعْلَى، وَهل أَتَاك حَدِيث الغاشية، قَالَ: وَإِذا
اجْتمع الْعِيد وَالْجُمُعَة فِي يَوْم وَاحِد يقْرَأ بهما أَيْضا فِي
الصَّلَاتَيْنِ ".
(2/473)
مُسلم: حَدثنَا عبد الله بن قعنب، ثَنَا
سُلَيْمَان - يَعْنِي ابْن بِلَال - عَن جَعْفَر - هُوَ ابْن مُحَمَّد -
عَن أَبِيه، عَن ابْن أبي رَافع قَالَ: " اسْتخْلف مَرْوَان أَبَا
هُرَيْرَة على الْمَدِينَة، وَخرج إِلَى مَكَّة فصلى لنا أَبُو هُرَيْرَة
الْجُمُعَة، فَقَرَأَ بعد سُورَة الْجُمُعَة فِي الرَّكْعَة الْآخِرَة:
إِذا جَاءَك المُنَافِقُونَ، قَالَ: فأدركت أَبَا هُرَيْرَة حِين انْصَرف
فَقلت: إِنَّك قَرَأت بسورتين كَانَ عَليّ بن أبي طَالب يقْرَأ بهما
بِالْكُوفَةِ. قَالَ أَبُو هُرَيْرَة: فَإِنِّي سَمِعت رَسُول الله -
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يقْرَأ بهما يَوْم الْجُمُعَة ".
قد تقدم فِي أول أَبْوَاب الْقصر قَول عمر بن الْخطاب: " صَلَاة الْجُمُعَة
رَكْعَتَانِ على لِسَان نَبِيكُم، وَقد خَابَ من افترى ".
بَاب إِذا اجْتمع الْعِيد وَالْجُمُعَة
النَّسَائِيّ: أخبرنَا مُحَمَّد بن بشار، ثَنَا يحيى، ثَنَا عبد الحميد بن
جَعْفَر، حَدثنِي وهب بن كيسَان قَالَ: " اجْتمع عيدَان على عهد ابْن
الزبير فَأخر الْخُرُوج حَتَّى تَعَالَى النَّهَار، ثمَّ خرج فَخَطب
فَأطَال الْخطْبَة، ثمَّ نزل فصلى رَكْعَتَيْنِ، وَلم يصل للنَّاس
يَوْمئِذٍ الْجُمُعَة، فَذكر ذَلِك لِابْنِ عَبَّاس فَقَالَ: أصَاب السّنة
".
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا مُحَمَّد بن طريف البَجلِيّ، ثَنَا أَسْبَاط بن
مُحَمَّد، عَن الْأَعْمَش، عَن عَطاء بن أبي رَبَاح قَالَ: " صلى بِنَا
ابْن الزبير فِي يَوْم عيد فِي يَوْم جُمُعَة أول النَّهَار، ثمَّ رحنا
إِلَى الْجُمُعَة، فَلم يخرج إِلَيْنَا فصلينا وحدانا، / وَكَانَ ابْن
عَبَّاس بِالطَّائِف، فَلَمَّا قدم ذكرنَا ذَلِك لَهُ فَقَالَ: أصَاب
السّنة ".
قَالَ أَبُو دَاوُد: ثَنَا مُحَمَّد بن الْمُصَفّى وَعمر بن حَفْص الوصابي
- الْمَعْنى - قَالَا: ثَنَا بَقِيَّة ثَنَا شُعْبَة، عَن الْمُغيرَة
الضَّبِّيّ، عَن عبد الْعَزِيز بن رفيع، عَن أبي صَالح، عَن أبي هُرَيْرَة،
عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَنه قَالَ: " قد
اجْتمع فِي يومكم هَذَا عيدَان فَمن شَاءَ أَجزَأَهُ من الْجُمُعَة،
وَإِنَّا مجمعون ".
(2/474)
قَالَ أَبُو دَاوُد: ثَنَا مُحَمَّد بن
كثير، أَنا إِسْرَائِيل، أَنا عُثْمَان بن الْمُغيرَة، عَن إِيَاس ابْن أبي
رَملَة الشَّامي قَالَ: " شهِدت مُعَاوِيَة بن أبي سُفْيَان وَهُوَ يسْأَل
زيد بن أَرقم: هَل شهِدت مَعَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّم َ - عيدين اجْتمعَا فِي يَوْم؟ قَالَ: نعم. قَالَ: فَكيف صنع؟
قَالَ: صلى الْعِيد، ثمَّ رخص فِي الْجُمُعَة فَقَالَ: من شَاءَ أَن
يُصَلِّي فَليصل ".
قَالَ أَبُو عمر بن عبد الْبر: قَالَ عَليّ بن الْمَدِينِيّ: فِي هَذَا
الْبَاب غير مَا حَدِيث بِإِسْنَاد جيد عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
بَاب إِثْم من ترك الْجُمُعَة من غير عذر
مُسلم: حَدثنِي الْحسن بن عَليّ الْحلْوانِي، ثَنَا أَبُو تَوْبَة، ثَنَا
مُعَاوِيَة - وَهُوَ ابْن سَلام - عَن زيد - يَعْنِي أَخَاهُ - أَنه سمع
أَبَا سَلام قَالَ: حَدثنِي الحكم بن ميناء أَن عبد الله بن عمر وَأَبا
هُرَيْرَة حَدَّثَاهُ " أَنَّهُمَا سمعا رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَقُول على أَعْوَاد منبره: لينتهين أَقوام عَن
ودعهم (الْجُمُعَة) ، أَو ليختمن الله على قُلُوبهم، ثمَّ لَيَكُونن من
الغافلين ".
التِّرْمِذِيّ: حَدثنَا عَليّ بن خشرم، أَنا عِيسَى بن يُونُس، عَن
مُحَمَّد بن عَمْرو، [عَن عُبَيْدَة بن سُفْيَان، عَن أبي الْجَعْد الضمرِي
- وَكَانَت لَهُ صُحْبَة فِيمَا زعم مُحَمَّد بن عَمْرو] قَالَ: قَالَ
رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " من ترك الْجُمُعَة
ثَلَاث مَرَّات تهاونا طبع الله على قلبه ".
(2/475)
النَّسَائِيّ: أخبرنَا يَعْقُوب بن
إِبْرَاهِيم، ثَنَا يحيى بن سعيد، عَن مُحَمَّد بن عَمْرو بِهَذَا
الْإِسْنَاد، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ:
" من ترك ثَلَاث جمع تهاونا طبع الله على قلبه ".
وروى أَبُو دَاوُد: عَن الْحسن بن عَليّ، عَن يزِيد بن هَارُون، عَن همام،
عَن قَتَادَة، عَن قدامَة بن وبرة، عَن سَمُرَة بن جُنْدُب، عَن النَّبِي -
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: من ترك الْجُمُعَة من غير عذر
فليتصدق بِدِينَار، فَإِن لم يجد فَنصف دِينَار ". .
وَقُدَامَة وَثَّقَهُ يحيى بن معِين، وَقَالَ أَبُو حَاتِم: قدامَة بن وبرة
لَا يعرف.
بَاب إِذا جَاءَ وَالْإِمَام يخْطب ركع رَكْعَتَيْنِ
النَّسَائِيّ: أخبرنَا مُحَمَّد بن عبد الله بن يزِيد، ثَنَا سُفْيَان،
ثَنَا ابْن عجلَان، عَن عِيَاض بن عبد الله، سَمِعت أَبَا سعيد يَقُول: "
جَاءَ رجل يَوْم الْجُمُعَة وَالنَّبِيّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّم َ - يخْطب بهيئة بذة، فَقَالَ لَهُ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: أصليت رَكْعَتَيْنِ؟ قَالَ: لَا. قَالَ: صل
رَكْعَتَيْنِ. وحث النَّاس على الصَّدَقَة، فَألْقوا ثيابًا فَأعْطَاهُ
مِنْهَا ثَوْبَيْنِ، فَلَمَّا كَانَت الْجُمُعَة الثَّانِيَة جَاءَ رَسُول
الله يخْطب فَحَث النَّاس على الصَّدَقَة، فَألْقى أحد ثوبيه فَقَالَ
النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: جَاءَ يَوْم الْجُمُعَة
بهيئة بذة فَأمرت / النَّاس بِالصَّدَقَةِ فَألْقوا ثيابًا، فَأمرت لَهُ
مِنْهَا بثوبين، ثمَّ جَاءَ الْآن فَأمرت النَّاس بِالصَّدَقَةِ فَألْقى
أَحدهمَا. فانتهره وَقَالَ: خُذ ثَوْبك ".
مُسلم: حَدثنَا قُتَيْبَة بن سعيد، وَإِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم، قَالَ
قُتَيْبَة: ثَنَا، وَقَالَ إِسْحَاق: أَنا سُفْيَان، عَن عَمْرو - هُوَ
ابْن دِينَار - سمع جَابر بن عبد الله يَقُول: " دخل رجل الْمَسْجِد
وَرَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يخْطب يَوْم
الْجُمُعَة، فَقَالَ: أصليت؟
(2/476)
قَالَ: لَا. قَالَ: قُم فصل
الرَّكْعَتَيْنِ ". وَفِي رِوَايَة قُتَيْبَة: " قَالَ: صل رَكْعَتَيْنِ ".
مُسلم: وَحدثنَا مُحَمَّد بن بشار، ثَنَا مُحَمَّد بن جَعْفَر، حَدثنَا
شُعْبَة، عَن عَمْرو قَالَ: سَمِعت جَابر بن عبد الله " أَن النَّبِي -
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - خطب فَقَالَ: إِذا جَاءَ أحدكُم
يَوْم الْجُمُعَة وَقد خرج الإِمَام فَليصل رَكْعَتَيْنِ ".
مُسلم: حَدثنَا قُتَيْبَة بن سعيد، ثَنَا لَيْث.
وثنا مُحَمَّد بن رمح، أَنا اللَّيْث، عَن أبي الزبير، عَن جَابر أَنه
قَالَ: " جَاءَ سليك الْغَطَفَانِي يَوْم الْجُمُعَة، وَرَسُول الله -
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَاعد على الْمِنْبَر، فَقعدَ سليك
قبل أَن يُصَلِّي، فَقَالَ لَهُ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّم َ -: أركعت رَكْعَتَيْنِ؟ قَالَ: لَا. قَالَ: قُم فَارْكَعْهُمَا
".
مُسلم: حَدثنَا عَليّ بن خشرم، ثَنَا عِيسَى، عَن الْأَعْمَش، عَن أبي
سُفْيَان، عَن جَابر بن عبد الله قَالَ: " جَاءَ سليك الْغَطَفَانِي يَوْم
الْجُمُعَة وَرَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يخْطب
فَجَلَسَ، فَقَالَ لَهُ: يَا سليك، قُم فاركع رَكْعَتَيْنِ وَتجوز فيهمَا.
ثمَّ قَالَ: إِذا جَاءَ أحدكُم يَوْم الْجُمُعَة وَالْإِمَام يخْطب فليركع
رَكْعَتَيْنِ، و (يتجوز) فيهمَا ".
أَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ: حَدثنَا شُعْبَة، عَن عَمْرو بن دِينَار، عَن
جَابر بن عبد الله " أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
قَالَ وَهُوَ يخْطب: إِذا جَاءَ أحدكُم يَوْم الْجُمُعَة وَالْإِمَام يخْطب
فَليصل رَكْعَتَيْنِ ".
(2/477)
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا مُحَمَّد بن
مَحْبُوب وَإِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم - الْمَعْنى - قَالَا: ثَنَا حَفْص
بن غياث، عَن الْأَعْمَش، عَن أبي سُفْيَان، عَن جَابر، وَعَن [أبي] صَالح،
عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: " [جَاءَ] سليك الْغَطَفَانِي وَرَسُول الله -
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يخْطب، فَقَالَ لَهُ: أصليت شَيْئا؟
قَالَ: لَا قَالَ: صل رَكْعَتَيْنِ تجوز فيهمَا ".
بَاب مَا يفعل إِذا نعس يَوْم الْجُمُعَة
التِّرْمِذِيّ: حَدثنَا أَبُو سعيد الْأَشَج، ثَنَا عَبدة بن سُلَيْمَان،
وَأَبُو خَالِد الْأَحْمَر، عَن مُحَمَّد بن إِسْحَاق، عَن نَافِع، عَن
ابْن عمر، عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: "
إِذا نعس أحدكُم يَوْم الْجُمُعَة فليتحول من مَجْلِسه ذَلِك ".
قَالَ أَبُو عِيسَى: هَذَا حَدِيث حسن صَحِيح.
بَاب الصَّلَاة بعد الْجُمُعَة
مُسلم: حَدثنَا يحيى بن يحيى، أَنا خَالِد بن عبد الله، عَن سُهَيْل، عَن
أَبِيه، عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " إِذا صلى أحدكُم الْجُمُعَة فَليصل بعْدهَا
أَرْبعا ".
مُسلم: وحَدثني زُهَيْر / بن حَرْب، ثَنَا جرير.
وثنا عَمْرو النَّاقِد وَأَبُو كريب قَالَا: ثَنَا وَكِيع، عَن [سُفْيَان،
كِلَاهُمَا عَن] سُهَيْل، عَن أَبِيه، عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ
رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " من كَانَ مِنْكُم
(2/478)
مُصَليا بعد الْجُمُعَة فَليصل أَرْبعا "
وَلَيْسَ فِي حَدِيث جرير: " مِنْكُم ".
مُسلم: حَدثنِي زُهَيْر بن حَرْب وَعبيد الله بن سعيد قَالَا: ثَنَا يحيى -
(هُوَ ابْن حسان) - عَن عبيد الله، أَخْبرنِي نَافِع، عَن ابْن عمر.
وثنا أَبُو بكر بن أبي شيبَة، ثَنَا أَبُو أُسَامَة، ثَنَا عبيد الله، عَن
نَافِع، عَن ابْن عمر قَالَ: " صليت مَعَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قبل الظّهْر سَجْدَتَيْنِ، وَبعدهَا سَجْدَتَيْنِ،
وَبعد الْمغرب سَجْدَتَيْنِ، وَبعد الْعشَاء سَجْدَتَيْنِ، وَبعد
الْجُمُعَة سَجْدَتَيْنِ، فَأَما الْمغرب وَالْعشَاء وَالْجُمُعَة فَصليت
مَعَ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِي بَيته ".
النَّسَائِيّ: أخبرنَا قُتَيْبَة بن سعيد، عَن مَالك بن أنس، عَن نَافِع،
عَن ابْن عمر " أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
كَانَ لَا يُصَلِّي بعد الْجُمُعَة حَتَّى ينْصَرف فَيصَلي رَكْعَتَيْنِ ".
قَالَ النَّسَائِيّ: وَأَنا [عَبدة] بن عبد الله، عَن يزِيد - وَهُوَ ابْن
[هَارُون]- أَنا شُعْبَة، عَن أَيُّوب، عَن نَافِع، عَن ابْن عمر " أَنه
كَانَ يُصَلِّي بعد الْجُمُعَة رَكْعَتَيْنِ يُطِيل فيهمَا، وَيَقُول:
كَانَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَفْعَله ".
(2/479)
مُسلم: حَدثنَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة،
ثَنَا غنْدر، عَن ابْن جريج، أَخْبرنِي عمر بن عَطاء بن أبي الخوار " أَن
نَافِع بن جُبَير أرْسلهُ إِلَى السَّائِب ابْن أُخْت نمر يسْأَله عَن
شَيْء رَآهُ مِنْهُ مُعَاوِيَة فِي الصَّلَاة، فَقَالَ: نعم، صليت مَعَه
الْجُمُعَة فِي الْمَقْصُورَة، فَلَمَّا سلم الإِمَام قُمْت فِي مقَامي
فَصليت، فَلَمَّا دخل أرسل إِلَيّ فَقَالَ: لَا تعد لما فعلت، إِذا صليت
الْجُمُعَة فَلَا تصلها بِصَلَاة حَتَّى تكلم أَو تخرج، فَإِن رَسُول الله
- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أمرنَا بذلك، أَن لَا نوصل صَلَاة
حَتَّى نتكلم أَو نخرج ".
بَاب
البُخَارِيّ: حَدثنَا مُحَمَّد بن الْمثنى، ثَنَا أَبُو عَامر الْعَقدي،
ثَنَا إِبْرَاهِيم بن طهْمَان، عَن أبي جَمْرَة الضبعِي، عَن ابْن عَبَّاس
قَالَ: " إِن أول جُمُعَة جمعت بعد جُمُعَة فِي مَسْجِد رَسُول الله -
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِي مَسْجِد عبد الْقَيْس بجواثي من
الْبَحْرين ".
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا قُتَيْبَة، ثَنَا ابْن إِدْرِيس، عَن مُحَمَّد بن
إِسْحَاق، عَن مُحَمَّد بن أبي أُمَامَة بن سهل، عَن أَبِيه، عَن عبد
الرَّحْمَن بن كَعْب بن مَالك - وَكَانَ قَائِد أَبِيه بَعْدَمَا ذهب
بَصَره - عَن أَبِيه كَعْب بن مَالك " أَنه كَانَ إِذا سمع النداء يَوْم
الْجُمُعَة ترحم لأسعد بن زُرَارَة فَقلت لَهُ: إِذا سَمِعت النداء ترحمت
لأسعد بن زُرَارَة؟ قَالَ: لِأَنَّهُ أول من جمع بِنَا فِي هزم النبيت من
حرَّة بني بياضة فِي نَقِيع يُقَال لَهُ: نَقِيع الْخضمات، فَقلت لَهُ: كم
أَنْتُم يؤمئذ؟ قَالَ: أَرْبَعُونَ ".
(2/480)
بَاب
الْبَزَّار: حَدثنَا أَحْمد بن مُحَمَّد، / ثَنَا إِسْحَاق بن مُحَمَّد
الْفَروِي، ثَنَا عبيد الله ابْن عمر، عَن نَافِع، عَن ابْن عمر: " أَن
أَصْحَاب الْعَالِيَة كَانُوا يجمعُونَ مَعَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ".
(2/481)
|