الأحكام
الشرعية الكبرى بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم اللَّهُمَّ
صل على مُحَمَّد نبيك الْكَرِيم
كتاب الْقدر بَاب فرض الْإِيمَان بِالْقدرِ
مُسلم: حَدثنَا عبيد الله بن معَاذ، ثَنَا أبي، ثَنَا كهمس، عَن ابْن
بُرَيْدَة، عَن يحيى بن يعمر، عَن ابْن عمر [عَن عمر] " أَن النَّبِي -
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - سُئِلَ عَن الْإِيمَان، فَقَالَ: أَن
تؤمن بِاللَّه وَمَلَائِكَته وَكتبه وَرُسُله وَالْيَوْم الآخر، وتؤمن
بِالْقدرِ خَيره وشره ".
هَذَا مُخْتَصر من حَدِيث قد تقدم بكامله فِي أول الْكتاب.
التِّرْمِذِيّ: حَدثنَا مَحْمُود بن غيلَان، ثَنَا أَبُو دَاوُد، أَنبأَنَا
شُعْبَة، عَن مَنْصُور، عَن ربعي بن حِرَاش، عَن عَليّ قَالَ: قَالَ رَسُول
الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " لَا يُؤمن عبد حَتَّى
يُؤمن بِأَرْبَع: يشْهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَأَنِّي رَسُول الله -
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يعثني بِالْحَقِّ، ويؤمن
بِالْمَوْتِ، وبالبعث بعد الْمَوْت، ويؤمن بِالْقدرِ ".
رَوَاهُ النَّضر بن شُمَيْل عَن شُعْبَة نَحوه، إِلَّا أَنه قَالَ: عَن
ربعي، عَن رجل، عَن عَليّ.
قَالَ أَبُو عِيسَى: حَدِيث أبي دَاوُد عِنْدِي أصح.
(3/445)
بَاب بَدْء خلق ابْن آدم وَكتب رزقه وأجله
وَعَمله وسعادته أَو شقاوته
مُسلم: حَدثنَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة، ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَة ووكيع.
وثنا: مُحَمَّد بن عبد الله بن نمير، ثَنَا أبي وَأَبُو مُعَاوِيَة ووكيع،
قَالُوا: ثَنَا الْأَعْمَش، عَن زيد بن وهب، عَن عبد الله قَالَ: " ثَنَا
رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَهُوَ الصَّادِق
المصدوق - إِن أحدكُم يجمع خلقه فِي بطن أمه أَرْبَعِينَ يَوْمًا، ثمَّ
يكون فِي ذَلِك علقه مثل ذَلِك، ثمَّ يكون فِي ذَلِك مُضْغَة مثل ذَلِك،
ثمَّ يُرْسل الله الْملك، فينفخ الرّوح، وَيُؤمر بِأَرْبَع كَلِمَات،
فَيكْتب رزقه وأجله وَعَمله وشقي أَو سعيد، فوالذي لَا إِلَه غَيره إِن
أحدكُم ليعْمَل بِعَمَل أهل الْجنَّة حَتَّى مَا يكون بَينه وَبَينهَا
إِلَّا ذِرَاع، فَيَسْبق عَلَيْهِ الْكتاب فَيعْمل بِعَمَل أهل النَّار
فيدخلها، وَإِن أحدكُم ليعْمَل بِعَمَل أهل النَّار حَتَّى مَا يكون بَينه
وَبَينهَا إِلَّا ذِرَاع، فَيَسْبق عَلَيْهِ الْكتاب فَيعْمل بِعَمَل أهل
الْجنَّة فيدخلها ".
وحَدثني أَبُو سعيد الْأَشَج، ثَنَا وَكِيع، عَن الْأَعْمَش بِهَذَا
الْإِسْنَاد: " إِن أحدكُم يجمع خلقه فِي بطن أمه أَرْبَعِينَ لَيْلَة ".
وثنا عبيد الله بن معَاذ، ثَنَا أبي، ثَنَا شُعْبَة بن الْحجَّاج، عَن
الْأَعْمَش بِهَذَا الْإِسْنَاد وَقَالَ: " أَرْبَعِينَ لَيْلَة
أَرْبَعِينَ يَوْمًا ".
مُسلم: وَحدثنَا مُحَمَّد بن عبد الله بن نمير، وَزُهَيْر بن حَرْب -
وَاللَّفْظ لِابْنِ نمير - قَالَا: ثَنَا سُفْيَان بن عُيَيْنَة [عَن]
عَمْرو بن دِينَار، عَن أبي الطُّفَيْل،
(3/446)
عَن حُذَيْفَة بن أسيد يبلغ بِهِ النَّبِي
- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " يدْخل الْملك على
النُّطْفَة بَعْدَمَا تَسْتَقِر فِي الرَّحِم أَرْبَعِينَ أَو خَمْسَة
وَأَرْبَعين لَيْلَة فَيَقُول: يارب، أشقي أَو سعيد؟ فيكتبان، فَيَقُول:
أَي رب، أذكر أم أُنْثَى؟ فيكتبان، وَيكْتب عمله وأثره وأجله ورزقه، ثمَّ
تطوى الصُّحُف فَلَا يزْدَاد فِيهَا وَلَا ينقص ".
مُسلم: حَدثنِي أَبُو الطَّاهِر، أَنا ابْن وهب، أَخْبرنِي عَمْرو بن
الْحَارِث، عَن أبي الزبير الْمَكِّيّ، أَن عَامر بن وَاثِلَة حَدثهُ، أَنه
سمع عبد الله بن مَسْعُود يَقُول: " الشقي من شقي فِي بطن أمه، والسعيد من
وعظ بِغَيْرِهِ. فَأتى رجلا من أَصْحَاب النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يُقَال لَهُ: حُذَيْفَة بن أسيد الْغِفَارِيّ، فحدثه
بذلك من قَول ابْن مَسْعُود، فَقَالَ: وَكَيف يشقى رجل بِغَيْر عمل!
فَقَالَ لَهُ الرجل: أتعجب من ذَلِك، فَإِنِّي سَمِعت رَسُول الله - صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَقُول: إِذا مر بالنطفه ثِنْتَانِ
وَأَرْبَعُونَ لَيْلَة بعث الله إِلَيْهَا ملكا فصورها، وَخلق سَمعهَا
وبصرها وجلدها ولحمها وعظامها، ثمَّ قَالَ: يَا رب، أذكر أم أُنْثَى؟
فَيَقْضِي رَبك مَا شار وَيكْتب الْملك، ثمَّ يَقُول: يَا رب، أَجله،
فَيَقُول رَبك مَا شَاءَ وَيكْتب الْملك، ثمَّ يَقُول: يَا رب، رزقه.
فَيَقْضِي رَبك مَا شَاءَ وَيكْتب الْملك، ثمَّ يخرج الْملك بالصحيفة فِي
يَده، فَلَا يزِيد على مَا أَمر، وَلَا ينقص ".
مُسلم: حَدثنِي مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي خلف، ثَنَا يحيى بن أبي بكير،
ثَنَا زُهَيْر [أَبُو] خَيْثَمَة، حَدثنِي عبد الله بن عَطاء، أَن
عِكْرِمَة بن خَالِد حَدثهُ، أَن أَبَا الطُّفَيْل حَدثهُ قَالَ: دخلت على
أبي سريحَة حُذَيْفَة بن أسيد الْغِفَارِيّ فَقَالَ: سَمِعت رَسُول الله -
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بأذني هَاتين يَقُول: " إِن
النُّطْفَة تقع فِي الرَّحِم أَرْبَعِينَ لَيْلَة، ثمَّ يتَصَوَّر
عَلَيْهَا الْملك - قَالَ زُهَيْر: حسبته قَالَ: الَّذِي يخلقها -
فَيَقُول: يَا رب، أذكر أَو أُنْثَى؟ فَيَجْعَلهُ الله ذكرا أَو أُنْثَى،
ثمَّ يَقُول: يَا رب، أسوي أَو غير سوي؟ فَيَجْعَلهُ الله سوياً أَو غير
سوي، ثمَّ يَقُول: يَا رب، مَا رزقه، مَا أَجله، مَا خلقه؟ ثمَّ يَجعله
الله شقياً أَو سعيداً ".
(3/447)
قَالَ مُسلم: حَدثنَا عبد الْوَارِث بن عبد
الصَّمد، حَدثنِي أبي، ثَنَا ربيعَة بن كُلْثُوم، حَدثنِي أبي كُلْثُوم،
عَن أبي الطُّفَيْل، عَن حُذَيْفَة بن أسيد الْغِفَارِيّ - صَاحب رَسُول
الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - رفع الحَدِيث إِلَى رَسُول
الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " إِن ملكا موكلاً بِالْحرم
إِذا أَرَادَ الله أَن يخلق شَيْئا بِإِذن الله لبضع وَأَرْبَعين لَيْلَة
... " ثمَّ ذكر نَحْو حَدِيثهمْ.
مُسلم: وحَدثني أَبُو كَامِل، ثَنَا حَمَّاد بن زيد، ثَنَا عبيد الله بن
أبي بكر، عَن أنس بن مَالك، وَرفع الحَدِيث أَنه قَالَ: " إِن الله قد وكل
بالرحم ملكا فَيَقُول: أَي رب نُطْفَة، أَي رب علقَة، أَي رب مُضْغَة،
فَإِذا أَرَادَ الله - عز وَجل - أَن يقْضِي خلقا قَالَ الْملك: أَي رب ذكر
أَو أُنْثَى؟ شقي أَو سعيد؟ فَمَا الرزق؟ فَمَا الْأَجَل. فَيكْتب كَذَلِك
فِي بطن أمه ".
الْبَزَّار: حَدثنَا مُحَمَّد بن الْمثنى، ثَنَا عبد الرَّحْمَن بن
الْمُبَارك، ثَنَا حَمَّاد، عَن هِشَام، عَن مُحَمَّد، عَن أبي هُرَيْرَة،
عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " الشقي من
شقي فِي بطن أمه، والسعيد من سعد فِي بَطنهَا ".
هَذَا الحَدِيث لَا نعلم رَوَاهُ عَن حَمَّاد بن زيد، إِلَّا عبد
الرَّحْمَن بن الْمُبَارك، وَلَا نعلم رَوَاهُ عَن هِشَام إِلَّا حَمَّاد
بن زيد.
أَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ: حَدثنَا ابْن الْمُبَارك، عَن
الْأَوْزَاعِيّ، عَن ربيعَة بن يزِيد الدِّمَشْقِي، عَن ابْن الديلمي
قَالَ: " قلت لعبد الله بن عَمْرو: إِنَّه بَلغنِي أَنَّك تحدث أَن الشقي
من شقي فِي بطن أمه، فَقَالَ لنا: إِنِّي لَا أحل لأحد أَن يكذب عَليّ،
إِنِّي سَمِعت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَقُول:
إِن الله - عز وَجل - خلق خلقه فِي ظلمَة، ثمَّ ألْقى عَلَيْهِم نورا من
نوره، فَمن أصَاب شَيْء من ذَلِك النُّور اهْتَدَى، وَمن أخطأه ضل ".
(3/448)
بَاب كل ميسر لما خلق لَهُ
مُسلم: حَدثنَا زُهَيْر بن حَرْب، ثَنَا جرير، عَن مَنْصُور، عَن سعد بن
عُبَيْدَة، عَن أبي عبد الرَّحْمَن، عَن عَليّ قَالَ: " كُنَّا فِي
جَنَازَة فِي بَقِيع الْغَرْقَد فَأَتَانَا رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَقعدَ، وقعدنا حوله، وَمَعَهُ مخصرة، فَنَكس، ثمَّ
جعل ينكت بمخصرته، ثمَّ قَالَ: مَا مِنْكُم من أحد من نفس منفوسة إِلَّا
وَقد كتب الله مَكَانهَا من الْجنَّة وَالنَّار، إِلَّا وَقد كتبت شقية أَو
سعيدة. قَالَ: فَقَالَ رجل: يَا رَسُول الله، أَفلا نمكث نَتَّكِل على
كتَابنَا، وَنَدع الْعَمَل؟ فَقَالَ: من كَانَ من أهل السَّعَادَة فسيصير
إِلَى عمل أهل السَّعَادَة، وَمن كَانَ من أهل الشقاوة فسيصير إِلَى عمل
أهل الشقاوة، فَقَالَ: اعْمَلُوا فَكل ميسر، أما أهل السَّعَادَة فييسرون
لعمل أهل السَّعَادَة، وَأما أهل الشقاوة فييسرون لعمل أهل الشقاوة، ثمَّ
قَرَأَ: {فَأَما من أعْطى وَاتَّقَى وَصدق بِالْحُسْنَى، فسنيسره لليسرى،
وَأما من بخل وَاسْتغْنى، وَكذب بِالْحُسْنَى فسنيسره للعسرى} ".
مُسلم: حَدثنَا أَبُو كريب، ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَة، ثَنَا الْأَعْمَش، عَن
سعد بن عُبَيْدَة، عَن أبي عبد الرَّحْمَن السّلمِيّ، عَن عَليّ قَالَ: "
كَانَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ذَات يَوْم
جَالِسا وَفِي يَده عود ينكت بِهِ، فَرفع رَأسه، فَقَالَ: مَا مِنْكُم من
نفس إِلَّا وَقد علم منزلهَا من الْجنَّة وَالنَّار. قَالُوا: يَا رَسُول
الله، فَلم نعمل، أَفلا نَتَّكِل؟ قَالَ: لَا، اعْمَلُوا فَكل ميسر لما خلق
لَهُ، ثمَّ قَرَأَ: {فَأَما من أعْطى وَاتَّقَى، وَصدق بِالْحُسْنَى} إِلَى
قَوْله {فسنيسره للعسرى} ".
(3/449)
بَاب فألهمها فجورها وتقواها
مُسلم: حَدثنَا إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم الْحَنْظَلِي، ثَنَا عُثْمَان بن
عمر، ثَنَا عزْرَة ابْن ثَابت، عَن يحيى بن عقيل، عَن يحيى بن يعمر، عَن
أبي الْأسود الدؤَلِي قَالَ: " قَالَ لي عمرَان بن حُصَيْن: أَرَأَيْت مَا
يعْمل النَّاس الْيَوْم ويكدحون فِيهِ أَشَيْء قضي عَلَيْهِم وَمضى
عَلَيْهِم من قدر مَا سبق أَو فِيمَا يستقبلون بِهِ مِمَّا أَتَاهُم بِهِ
نَبِيّهم وَثبتت الْحجَّة عَلَيْهِم؟ فَقلت: بل شَيْء قضي عَلَيْهِم وَمضى
عَلَيْهِم. قَالَ: فَقَالَ: أَفلا يكون ظلما؟ قَالَ: فَفَزِعت من ذَلِك
فَزعًا شَدِيدا، وَقلت: كل شَيْء خلق الله وَملك يَده، فَلَا يسْأَل عَمَّا
يفعل وهم يسْأَلُون، فَقَالَ لي: يَرْحَمك الله إِنِّي لم أرد بِمَا
سَأَلتك إِلَّا لأحزر عقلك، إِن رجلَيْنِ من مزينة أَتَيَا رَسُول الله -
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَقَالَا: يَا رَسُول الله،
أَرَأَيْت مَا يعْمل النَّاس الْيَوْم ويكدحون فِيهِ، أَشَيْء قضي
عَلَيْهِم وَمضى فيهم من قدر قد سبق أَو فِيمَا يستقبلون بِهِ مِمَّا
أَتَاهُم بِهِ نَبِيّهم وَثبتت الْحجَّة عَلَيْهِم؟ فَقَالَ: لَا بل شَيْء
قد قضى عَلَيْهِم وَمضى فيهم وتصديق ذَلِك فِي كتاب الله - عز وَجل -:
{وَنَفس وَمَا سواهَا، فألهمها فجورها وتقواها} .
بَاب مَا جَاءَ أَن الْأَعْمَال بالخواتم
البُخَارِيّ: حَدثنَا سعيد بن أبي مَرْيَم، ثَنَا أَبُو غَسَّان، حَدثنِي
أَبُو حَازِم، عَن سهل بن سعد " أَن رجلا من أعظم الْمُسلمين غناء عَن
الْمُسلمين فِي غَزْوَة غَزَاهَا مَعَ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّم َ -، فَنظر النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
فَقَالَ: من أحب أَن ينظر إِلَى رجل من أهل النَّار، فَلْينْظر إِلَى
هَذَا. فَاتبعهُ رجل من الْقَوْم وَهُوَ على تِلْكَ الْحَال من أَشد
النَّاس على الْمُشْركين حَتَّى جرح فاستعجل الْمَوْت، فَجعل ذُبَابَة
سَيْفه بَين ثدييه حَتَّى خرج من بَين كَتفيهِ، فَأقبل الرجل إِلَى
النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مسرعاً فَقَالَ: أشهد
أَنَّك رَسُول الله. فَقَالَ: وَمَا ذَاك؟ قَالَ: قلت لفُلَان: من أحب أَن
ينظر إِلَى رجل من أهل النَّار فَلْينْظر
(3/450)
[إِلَيْهِ] فَكَانَ من أعظمنا غناء عَن
الْمُسلمين، فَعرفت أَنه لَا يَمُوت على ذَلِك، فَلَمَّا جرح استعجل
الْمَوْت فَقتل نَفسه، فَقَالَ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّم َ - عِنْد ذَلِك: إِن العَبْد ليعْمَل عمل أهل النَّار وَإنَّهُ
من أهل الْجنَّة، وَيعْمل عمل أهل الْجنَّة وَإنَّهُ من أهل النَّار،
وَإِنَّمَا الْأَعْمَال بالخواتيم ".
مُسلم: حَدثنَا قُتَيْبَة بن سعيد، ثَنَا عبد الْعَزِيز - يَعْنِي ابْن
مُحَمَّد - عَن الْعَلَاء، عَن أَبِيه، عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله
- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " إِن الرجل ليعْمَل
الزَّمن الطَّوِيل بِعَمَل أهل الْجنَّة، ثمَّ يخْتم لَهُ عمله بِعَمَل أهل
النَّار، وَإِن الرجل ليعْمَل الزَّمن الطَّوِيل بِعَمَل أهل النَّار، ثمَّ
يخْتم لَهُ عمله بِعَمَل أهل الْجنَّة ".
مُسلم: حَدثنَا قُتَيْبَة بن سعيد، ثَنَا يَعْقُوب - يَعْنِي ابْن عبد
الرَّحْمَن - عَن أبي حَازِم، عَن سهل من سعد السَّاعِدِيّ أَن رَسُول الله
- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " إِن الرجل ليعْمَل عمل
أهل الْجنَّة فِيمَا يَبْدُو للنَّاس وَهُوَ من أهل النَّار، وَإِن الرجل
ليعْمَل عمل [أهل] النَّار فِيمَا يَبْدُو للنَّاس وَهُوَ من أهل الْجنَّة
".
التِّرْمِذِيّ: ثَنَا قُتَيْبَة، ثَنَا اللَّيْث، عَن أبي قبيل، عَن شفي بن
ماتع، عَن عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ قَالَ: " خرج علينا رَسُول الله
- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَفِي يَده كِتَابَانِ فَقَالَ:
أَتَدْرُونَ مَا هَذَانِ الكتابان؟ فَقُلْنَا: لَا يَا رَسُول الله إِلَّا
أَن تخبرنا، فَقَالَ للَّذي فِي يَده الْيُمْنَى: هَذَا كتاب من رب
الْعَالمين فِيهِ: أَسمَاء أهل الْجنَّة، وَأَسْمَاء آبَائِهِم، وقبائلهم،
ثمَّ أجمل على آخِرهم فَلَا يُزَاد فيهم وَلَا ينقص مِنْهُم أبدا، ثمَّ
قَالَ للَّذي فِي شِمَاله: هَذَا كتاب من رب الْعَالمين فِيهِ: أَسمَاء أهل
النَّار، وَأَسْمَاء آبَائِهِم، وقبائلهم، ثمَّ أجمل على آخِرهم فَلَا
يُزَاد فيهم وَلَا ينقص مِنْهُم أبدا. فَقَالَ أَصْحَابه: فَفِيمَ الْعَمَل
يَا رَسُول الله، إِن كَانَ أَمر قد فرغ مِنْهُ؟ فَقَالَ: سددوا وقاربوا،
(3/451)
فَإِن صَاحب الْجنَّة يخْتم لَهُ بِعَمَل
أهل الْجنَّة وَإِن عمل أَي عمل، وَإِن صَاحب النَّار يخْتم لَهُ بِعَمَل
أهل النَّار وَإِن عمل أَي عمل، ثمَّ قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بيدَيْهِ فنبذهما، ثمَّ قَالَ: فرغ ربكُم من الْعباد
فريق فِي الْجنَّة، وفريق فِي السعير ".
ثَنَا قُتَيْبَة، ثَنَا بكر بن مُضر، عَن أبي قبيل نَحوه.
وَفِي الْبَاب عَن ابْن عمر.
قَالَ أَبُو عِيسَى: حَدِيث حسن غَرِيب صَحِيح، وَأَبُو قبيل اسْمه حييّ بن
هَانِئ.
بَاب كتب الْمَقَادِير قبل خلق الْخَلَائق
مُسلم: حَدثنِي أَبُو الطَّاهِر، ثَنَا ابْن وهب، أَخْبرنِي أَبُو هَانِئ
الْخَولَانِيّ، عَن أبي عبد الرَّحْمَن الحبلي، عَن عبد الله بن عَمْرو بن
الْعَاصِ قَالَ: سَمِعت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ
- يَقُول: " كتب الله مقادير الْخَلَائق قبل أَن يخلق السَّمَاوَات
[وَالْأَرْض] بِخَمْسِينَ ألف سنة وعرشه على المَاء ".
البُخَارِيّ: حَدثنَا عمر بن حَفْص بن غياث، ثَنَا أبي، ثَنَا الْأَعْمَش،
ثَنَا جَامع بن شَدَّاد، عَن صَفْوَان بن مُحرز أَنه حَدثهُ، عَن عمرَان بن
حُصَيْن قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -:
" كَانَ الله - عز وَجل - وَلم يكن شَيْء غَيره، وَكَانَ عَرْشه على
المَاء، وَكتب فِي الذّكر كل شَيْء ".
الْبَزَّار: حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن زِيَاد الصَّائِغ، ثَنَا زيد بن
الْحباب، ثَنَا مُعَاوِيَة
(3/452)
ابْن صَالح، حَدثنِي أَيُّوب بن أبي
(زَائِدَة) ، عَن عبَادَة بن الْوَلِيد بن عبَادَة، عَن أَبِيه، عَن جده
عبَادَة بن الصَّامِت قَالَ: سَمِعت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّم َ - يَقُول: " أول مَا خلق الله الْقَلَم فَقَالَ لَهُ: اجْرِ.
فَجرى بِمَا هُوَ كَائِن إِلَى يَوْم الْقِيَامَة، يَا بني، إِن مت على غير
هَذَا دخلت النَّار ".
أَيُّوب هَذَا هُوَ ابْن زِيَاد، روى عَن عبَادَة بن الْوَلِيد وَالقَاسِم
بن عبد الرَّحْمَن ابْن عبد الله بن مَسْعُود وَالقَاسِم أبي عبد
الرَّحْمَن وخَالِد بن معدان، وروى عَنهُ مُعَاوِيَة بن صَالح وَيزِيد بن
سِنَان وَيزِيد بن أبي أنيسَة.
التِّرْمِذِيّ: حَدثنَا يحيى بن مُوسَى، ثَنَا أَبُو دَاوُد
الطَّيَالِسِيّ، ثَنَا عبد الْوَاحِد ابْن سليم، سمع عَطاء بن أبي رَبَاح،
سمع الْوَلِيد بن عبَادَة بن الصَّامِت قَالَ: " دَعَاني أبي فَقَالَ: يَا
بني، اتَّقِ الله وَاعْلَم أَنَّك لن تتقى الله حَتَّى تؤمن بِاللَّه،
وتؤمن بِالْقدرِ كُله خَيره وشره، فَإِن مت على غير هَذَا دخلت النَّار،
إِنِّي سَمِعت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَقُول:
إِن أول مَا خلق الله الْقَلَم فَقَالَ: اكْتُبْ. قَالَ: مَا أكتب؟ قَالَ:
اكْتُبْ الْقدر مَا كَانَ وَمَا هُوَ كَائِن إِلَى الْأَبَد ".
قَالَ أَبُو عِيسَى: هَذَا حَدِيث غَرِيب.
التِّرْمِذِيّ: حَدثنَا أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُوسَى، أَنا عبد الله بن
الْمُبَارك، ثَنَا لَيْث بن سعد وَابْن لَهِيعَة عَن قيس بن الْحجَّاج.
وثنا عبد الله بن عبد الرَّحْمَن، أَنا أَبُو الْوَلِيد، ثَنَا لَيْث بن
سعد، حَدثنِي قيس بن الْحجَّاج - الْمَعْنى وَاحِد - عَن حَنش
الصَّنْعَانِيّ، عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: " كنت خلف رَسُول الله - صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَقَالَ: يَا غُلَام، إِنِّي أعلمك
كَلِمَات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تَجدهُ تجاهك، إِذا سَأَلت فاسأل
الله، وَإِذا استعنت فَاسْتَعِنْ بِاللَّه، وَاعْلَم أَن الْأمة لَو
اجْتَمعُوا على أَن ينفعوك بِشَيْء لم ينفعوك إِلَّا بِشَيْء قد كتبه الله
(3/453)
لَك، وَلَو اجْتَمعُوا على أَن يضروك
بِشَيْء لم يضروك إِلَّا بِشَيْء كتبه الله عَلَيْك، رفعت الأقلام وجفت
الصُّحُف ".
قَالَ: هَذَا حَدِيث حسن صَحِيح.
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا مُحَمَّد بن كثير، أَنا سُفْيَان، عَن أبي سِنَان،
عَن وهب ابْن خَالِد الْحِمصِي، عَن [ابْن] الديلمي قَالَ: " أتيت أبي بن
كَعْب فَقلت لَهُ: وَقع فِي نَفسِي شَيْء من الْقدر فَحَدثني بِشَيْء
لَعَلَّ الله أَن يذهبه من قلبِي، فَقَالَ: لَو أَن الله عذب أهل سماواته
وَأهل أرضه عذبهم وَهُوَ غير ظَالِم، وَلَو رَحِمهم كَانَت رَحمته إيَّاهُم
خير لَهُم من أَعْمَالهم، وَلَو أنفقت مثل أحد ذَهَبا فِي سَبِيل الله مَا
قبله مِنْك حَتَّى تؤمن بِالْقدرِ، وَتعلم أَن مَا أَصَابَك لم يكن ليخطئك،
وَأَن مَا أخطأك لم يكن ليصيبك، وَإِن مت على غير هَذَا لدخلت النَّار.
قَالَ: ثمَّ أتيت عبد الله بن مَسْعُود فَقَالَ مثل ذَلِك، ثمَّ أتيت
حُذَيْفَة بن الْيَمَان فَقَالَ مثل ذَلِك، ثمَّ أتيت زيد بن ثَابت
فَحَدثني عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بِمثل ذَلِك
".
بَاب قَول الله تَعَالَى {إِنَّا كل شَيْء خلقناه بِقدر}
مُسلم: حَدثنَا قُتَيْبَة بن سعيد، عَن مَالك فِيمَا قرئَ عَلَيْهِ، عَن
زِيَاد بن سعد، عَن عَمْرو بن مُسلم، عَن طَاوس أَنه قَالَ: " أدْركْت
نَاسا من أَصْحَاب النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
يَقُولُونَ: كل شَيْء بِقدر. قَالَ: وَسمعت عبد الله بن عمر يَقُول: قَالَ
رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: كل شَيْء بِقدر
حَتَّى الْعَجز والكيس - أَو الْكيس وَالْعجز ".
(3/454)
مُسلم: حَدثنَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة
وَأَبُو كريب قَالَا: ثَنَا وَكِيع، عَن سُفْيَان، عَن زِيَاد بن
إِسْمَاعِيل، عَن مُحَمَّد بن عباد بن جَعْفَر المَخْزُومِي، عَن أبي
هُرَيْرَة، قَالَ: " جَاءَ مشركو قُرَيْش يُخَاصِمُونَ رَسُول الله -
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِي الْقدر، فَنزلت: {يَوْم
يسْحَبُونَ فِي النَّار على وُجُوههم ذوقوا مس سقر، إِنَّا كل شَيْء خلقناه
بِقدر} .
بَاب مَا جَاءَ أَن الله كتب على ابْن آدم حَظه من الزِّنَا
مُسلم: حَدثنِي إِسْحَاق بن مَنْصُور، أَنا أَبُو هِشَام المَخْزُومِي،
ثَنَا وهيب، ثَنَا سُهَيْل بن أبي صَالح، عَن أَبِيه، عَن أبي هُرَيْرَة
عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " كتب على
ابْن آدم نصِيبه من الزِّنَا مدرك ذَلِك لَا محَالة، العينان زناهما
النّظر، والأذنان زناهما الِاسْتِمَاع، وَاللِّسَان زِنَاهُ الْكَلَام،
وَالْيَد زنَاهَا الْبَطْش، وَالرجل زنَاهَا الخطا، وَالْقلب يهوى ويتمنى،
وَيصدق ذَلِك الْفرج ويكذبه ".
مُسلم: حَدثنَا إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم، وَعبد بن حميد - وَاللَّفْظ
لإسحاق - قَالَ: أخبرنَا عبد الرَّزَّاق، أَنا معمر، عَن ابْن طَاوس، عَن
أَبِيه، عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: " مَا رَأَيْت شَيْئا أشبه باللمم مِمَّا
قَالَ أَبُو هُرَيْرَة، أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ
- قَالَ: إِن الله كتب على ابْن آدم حَظه من الزِّنَا أدْرك ذَلِك لَا
محَالة، فزنا الْعَينَيْنِ النّظر، وزنا اللِّسَان الْمنطق، وَالنَّفس تمني
وتشتهي، والفرج يصدق ذَلِك أَو يكذبهُ ".
قَالَ عبد فِي رِوَايَته: ابْن طَاوس، عَن أَبِيه، سَمِعت ابْن عَبَّاس.
(3/455)
بَاب احتجاج آدم ومُوسَى عَلَيْهِمَا
السَّلَام
مُسلم: حَدثنِي مُحَمَّد بن حَاتِم وَإِبْرَاهِيم بن دِينَار وَابْن أبي
عمر الْمَكِّيّ وَأحمد بن عَبدة الضَّبِّيّ، جَمِيعًا عَن ابْن عُيَيْنَة -
وَاللَّفْظ لِابْنِ حَاتِم وَابْن دِينَار - قَالَا: ثَنَا سُفْيَان بن
عُيَيْنَة، عَن عَمْرو، عَن طَاوس قَالَ: سَمِعت أَبَا هُرَيْرَة يَقُول:
قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " احْتج آدم
ومُوسَى، فَقَالَ مُوسَى: يَا آدم، أَنْت أَبونَا خيبتنا وأخرجتنا من
الْجنَّة. فَقَالَ لَهُ آدم: أَنْت مُوسَى خصك الله بِكَلَامِهِ وَخط لَك
بِيَدِهِ، أتلومني على أَمر قد قدره الله عَليّ قبل أَن يخلقني
بِأَرْبَعِينَ سنة. فحج آدم مُوسَى ".
وَفِي حَدِيث ابْن أبي عمر وَأحمد بن عَبدة، قَالَ أَحدهمَا: " خطّ -
وَقَالَ الآخر: كتب - لَك التَّوْرَاة بِيَدِهِ ".
قَالَ مُسلم: وَحدثنَا قُتَيْبَة بن سعيد، عَن مَالك بن أنس فِيمَا قرئَ
عَلَيْهِ، عَن أبي الزِّنَاد، عَن الْأَعْرَج، عَن أبي هُرَيْرَة، أَن
رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " تحاج آدم
ومُوسَى، فحج آدم ومُوسَى، فَقَالَ لَهُ مُوسَى: أَنْت آدم الَّذِي أغويت
النَّاس وأخرجتهم من الْجنَّة. فَقَالَ لَهُ آدم: أَنْت الَّذِي أعطَاهُ
الله علم كل شَيْء، واصطفاه على النَّاس برسالته؟ قَالَ: نعم. قَالَ:
فتلومني على أَمر قد قدر عَليّ قبل أَن أخلق ".
وَلمُسلم: فِي بعض أَلْفَاظ هَذَا الحَدِيث: " أَنْت آدم الَّذِي أخرجتك
خطيئتك من الْجنَّة ".
(3/456)
بَاب مَا جَاءَ أَن كل مَوْلُود يُولد على
الْفطْرَة
مُسلم: حَدثنَا حَاجِب بن الْوَلِيد، ثَنَا مُحَمَّد بن حَرْب، عَن
الزبيدِيّ، عَن الزُّهْرِيّ، أَخْبرنِي سعيد بن الْمسيب، عَن أبي هُرَيْرَة
أَنه كَانَ يَقُول: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم
َ -: " مَا من مَوْلُود إِلَّا ويولد على الْفطْرَة، أَبَوَاهُ
يُهَوِّدَانِهِ وَيُنَصِّرَانِهِ ويمجسانه، كَمَا تنْتج الْبَهِيمَة
بَهِيمَة جَمْعَاء، هَل تُحِسُّونَ فِيهَا من جَدْعَاء. ثمَّ يَقُول أَبُو
هُرَيْرَة: اقْرَءُوا إِن شِئْتُم: {فطرت الله الَّتِي فطر النَّاس
عَلَيْهَا لَا تَبْدِيل لخلق الله} الْآيَة ".
مُسلم: حَدثنَا زُهَيْر بن حَرْب، ثَنَا جرير، عَن الْأَعْمَش، عَن أبي
صَالح، عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " مَا من مَوْلُود إِلَّا يُولد على الْفطْرَة،
فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ وَيُنَصِّرَانِهِ ويشركانه. فَقَالَ رجل: يَا
رَسُول الله، أَرَأَيْت لَو مَاتَ قبل ذَلِك؟ قَالَ: الله أعلم بِمَا
كَانُوا عاملين ".
مُسلم: حَدثنَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة وَأَبُو كريب قَالَا: ثَنَا أَبُو
مُعَاوِيَة.
وثنا ابْن نمير، حَدثنِي أبي، كِلَاهُمَا عَن الْأَعْمَش بِهَذَا
الْإِسْنَاد فِي حَدِيث ابْن نمير: " مَا من مَوْلُود إِلَّا وَهُوَ على
الْملَّة ".
وَفِي رِوَايَة أبي بكر، عَن أبي مُعَاوِيَة: " إِلَّا على هَذِه الْملَّة
حَتَّى يبين عَنهُ لِسَانه " وَفِي رِوَايَة أبي كريب، عَن أبي مُعَاوِيَة:
" لَيْسَ من مَوْلُود إِلَّا على هَذِه الْفطْرَة حَتَّى يعبر عَنهُ
لِسَانه ".
مُسلم: حَدثنَا مُحَمَّد بن رَافع، ثَنَا عبد الرَّزَّاق، ثَنَا معمر، عَن
همام بن مُنَبّه: هَذَا مَا ثَنَا أَبُو هُرَيْرَة عَن رَسُول الله -
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، فَذكر أَحَادِيث مِنْهَا: وَقَالَ
(3/457)
رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّم َ -: " من يُولد يُولد يَعْنِي على هَذِه الْفطْرَة، فَأَبَوَاهُ
يُهَوِّدَانِهِ وَيُنَصِّرَانِهِ كَمَا تنتجون الْإِبِل، فَهَل تَجِدُونَ
فِيهَا جَدْعَاء حَتَّى تَكُونُوا أَنْتُم تجدعونها؟ . قَالُوا: يَا رَسُول
الله، أَفَرَأَيْت من يَمُوت صَغِيرا؟ قَالَ: الله أعلم بِمَا كَانُوا
عاملين ".
مُسلم: حَدثنَا قُتَيْبَة بن سعيد، ثَنَا عبد الْعَزِيز - يَعْنِي
الدَّرَاورْدِي - عَن الْعَلَاء، عَن أَبِيه، عَن أبي هُرَيْرَة، أَن
رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " كل إِنْسَان
تلده أمه على الْفطْرَة، أَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَو ينصرَانِهِ أَو
يُمَجِّسَانِهِ، فَإِن كَانَا مُسلمين فَمُسلم، كل إِنْسَان تلده أمه يلكزه
الشَّيْطَان فِي حضنيه إِلَّا مَرْيَم وَابْنهَا - عَلَيْهِمَا السَّلَام
".
بَاب مَا جَاءَ فِي أَوْلَاد الْمُشْركين
مُسلم: حَدثنَا ابْن أبي عمر، ثَنَا سُفْيَان، عَن أبي الزِّنَاد، عَن
الْأَعْرَج، عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: " سُئِلَ رَسُول الله - صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عَن أَطْفَال الْمُشْركين، عَمَّن يَمُوت
مِنْهُم صَغِيرا؟ فَقَالَ: الله أعلم بِمَا كَانُوا عاملين ".
مُسلم: حَدثنَا زُهَيْر بن حَرْب، ثَنَا جرير، عَن الْعَلَاء بن الْمسيب،
عَن فُضَيْل بن عَمْرو، عَن عَائِشَة بنة طَلْحَة، عَن عَائِشَة أم
الْمُؤمنِينَ قَالَت: " توفّي صبي فَقلت: طُوبَى لَهُ عُصْفُور من عصافير
الْجنَّة، فَقَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -:
أَولا تدرين أَن الله خلق الْجنَّة وَخلق النَّار، فخلق لهَذِهِ أَهلا،
وَخلق لهَذِهِ أَهلا ".
مُسلم: حَدثنَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة، ثَنَا وَكِيع، عَن طَلْحَة بن يحيى
[عَن] عمته عَائِشَة بنت طَلْحَة، عَن عَائِشَة أم الْمُؤمنِينَ قَالَت: "
دعِي رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إِلَى جَنَازَة
صبي من الْأَنْصَار، فَقلت: يَا رَسُول الله، طُوبَى لهَذَا عُصْفُور من
عصافير الْجنَّة، لم يعْمل السوء وَلم يُدْرِكهُ. قَالَ: أَو غير ذَلِك يَا
عَائِشَة، إِن الله
(3/458)
خلق للجنة أَهلا خلقهمْ لَهَا وهم فِي
أصلاب آبَائِهِم، وَخلق للنار أَهلا، خلقهمْ لَهَا وهم فِي أصلاب آبَائِهِم
". البُخَارِيّ: حَدثنَا مُؤَمل [بن] هِشَام، عَن إِسْمَاعِيل بن
إِبْرَاهِيم، عَن عَوْف، عَن أبي رَجَاء، عَن سَمُرَة بن جُنْدُب، عَن
النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِي حَدِيث الرُّؤْيَا: "
[أما] الرجل الطَّوِيل الَّذِي فِي الرَّوْضَة فَإِنَّهُ إِبْرَاهِيم -
عَلَيْهِ السَّلَام - وَأما الْولدَان الَّذين حوله فَكل مَوْلُود مَاتَ
على الْفطْرَة. فَقَالَ بعض الْمُسلمين: يَا رَسُول الله، أَوْلَاد
الْمُشْركين؟ فَقَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -:
وَأَوْلَاد الْمُشْركين ".
بَاب مَا جَاءَ فِي الْغُلَام الَّذِي قَتله الْخضر عَلَيْهِ السَّلَام
مُسلم: حَدثنَا عبد الله بن مسلمة بن قعنب، ثَنَا مُعْتَمر بن سُلَيْمَان،
عَن أَبِيه، عَن رَقَبَة بن مَسْقَلَة، عَن أبي إِسْحَاق، عَن سعيد بن
جُبَير، عَن ابْن عَبَّاس، عَن أبي بن كَعْب قَالَ: قَالَ رَسُول الله -
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " إِن الْغُلَام الَّذِي قَتله
الْخضر طبع كَافِرًا وَلَو عَاشَ لأرهق أَبَوَيْهِ طغياناً وَكفرا ".
(3/459)
بَاب ضرب الْآجَال
مُسلم: حَدثنَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة وَأَبُو كريب - وَاللَّفْظ لأبي بكر
- قَالَا: ثَنَا وَكِيع، عَن مسعر، عَن عَلْقَمَة بن مرْثَد، عَن
الْمُغيرَة بن عبد الله الْيَشْكُرِي، عَن الْمَعْرُور بن سُوَيْد، عَن عبد
الله قَالَ: " قَالَت أم حَبِيبَة زوج النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّم َ -: اللَّهُمَّ أمتعني بزوجي رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وبأبي أبي سُفْيَان وبأخي مُعَاوِيَة. قَالَ:
فَقَالَ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قد سَأَلت الله
لآجال مَضْرُوبَة، وَأَيَّام مَعْدُودَة، وأرزاق مقسومة، لن يعجل شَيْئا
قبله حلّه، أَو يُؤَخر شَيْئا عَن حلّه، وَلَو كنت سَأَلت الله أَن يعيذك
من عَذَاب فِي النَّار، أَو عَذَاب فِي الْقَبْر كَانَ خيرا وَأفضل ... "
وَذكر الحَدِيث.
مُسلم: وَحدثنَا إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم الْحَنْظَلِي وحجاج بن الشَّاعِر
- وَاللَّفْظ لحجاج - قَالَ إِسْحَاق: أَنا، وَقَالَ حجاج: ثَنَا عبد
الرَّزَّاق، أَنا الثَّوْريّ، عَن عَلْقَمَة بن مرْثَد، عَن الْمُغيرَة بن
عبد الله الْيَشْكُرِي، عَن معْرور بن سُوَيْد، عَن عبد الله قَالَ: "
قَالَت أم حَبِيبَة: اللَّهُمَّ متعني بزوجي رَسُول الله ... . " فَذكر
الحَدِيث، وَقَالَ فِيهِ: " لآجال مَضْرُوبَة، وآثار مَوْطُوءَة ".
وَفِي طَرِيق أُخْرَى: " وآثار مبلوغة ".
بَاب وَمَا تَدْرِي نفس بِأَيّ أَرض تَمُوت
التِّرْمِذِيّ: ثَنَا بنْدَار، ثَنَا مُؤَمل، ثَنَا سُفْيَان، عَن أبي
إِسْحَاق، عَن مطر ابْن عكامس قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " إِذا قضى الله لعبد أَن يَمُوت بِأَرْض جعل لَهُ
إِلَيْهَا حَاجَة ".
قَالَ: هَذَا حَدِيث حسن غَرِيب، وَلَا يعرف لمطر بن عكامس، عَن النَّبِي -
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - غير هَذَا الحَدِيث.
(3/460)
قَالَ: ثَنَا أَحْمد بن منيع، وَعلي بن حجر
- الْمَعْنى وَاحِد - قَالَا: ثَنَا إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم، عَن
أَيُّوب، عَن أبي الْمليح بن أُسَامَة، عَن أبي عزة قَالَ: قَالَ رَسُول
الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " إِذا قضى الله لعبد أَن
يَمُوت بِأَرْض جعل لَهُ إِلَيْهَا حَاجَة - أَو قَالَ: بهَا حَاجَة ".
قَالَ أَبُو عِيسَى: هَذَا حَدِيث صَحِيح، وَأَبُو عزة لَهُ صُحْبَة،
واسْمه يسَار بن عبد، وَأَبُو الْمليح اسْمه عَامر بن أُسَامَة بن عُمَيْر
الْهُذلِيّ.
بَاب ترك العجر
مُسلم: حَدثنَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة وَابْن نمير، قَالَا: ثَنَا عبد
الله بن إِدْرِيس، عَن ربيعَة بن عُثْمَان، عَن مُحَمَّد بن يحيى بن حبَان،
عَن الْأَعْرَج، عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " الْمُؤمن الْقوي خير وَأحب إِلَى الله من
الْمُؤمن الضَّعِيف، وَفِي كل خير، احرص على مَا ينفعك، واستعن بِاللَّه
وَلَا تعجز، وَإِن أَصَابَك شَيْء فَلَا تقل: لَو أَنِّي فعلت لَكَانَ
كَذَا وَكَذَا، وَلَكِن قل: قدر الله وَمَا شَاءَ فعل. فَإِن لَو تفتح عمل
الشَّيْطَان ".
بَاب مَا جَاءَ فِي الْقَدَرِيَّة
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا مُوسَى بن إِسْمَاعِيل، ثَنَا عبد الْعَزِيز بن أبي
حَازِم - حَدثنِي بمنى - عَن أَبِيه، عَن ابْن عمر، عَن النَّبِي - صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " الْقَدَرِيَّة مجوس هَذِه الْأمة،
إِن مرضوا فَلَا تعودوهم، وَإِن مَاتُوا فَلَا تشهدوهم ".
التِّرْمِذِيّ: حَدثنَا مُحَمَّد بن بشار، ثَنَا أَبُو عَاصِم، ثَنَا
حَيْوَة بن شُرَيْح، أَخْبرنِي أَبُو صَخْر، حَدثنِي نَافِع " أَن ابْن عمر
جَاءَهُ رجل فَقَالَ: إِن فلَانا يقْرَأ
(3/461)
عَلَيْك السَّلَام. فَقَالَ: إِنَّه
بَلغنِي أَنه قد أحدث، فَإِن كَانَ قد أحدث فَلَا تقرئه مني السَّلَام،
فَإِنِّي سَمِعت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
يَقُول: يكون فِي هَذِه الْأمة - أَو فِي أمتِي، الشَّك مِنْهُ - خسف ومسخ
أَو قذف فِي أهل الْقدر ".
قَالَ أَبُو عِيسَى: هَذَا حَدِيث حسن صَحِيح غَرِيب، وَأَبُو صَخْر اسْمه
حميد ابْن زِيَاد.
الْبَزَّار: حَدثنَا عَمْرو بن عَليّ، ثَنَا أَبُو عَاصِم، ثَنَا حَيْوَة
بِهَذَا الْإِسْنَاد عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -:
" يكون فِي أمتِي خسف ومسخ وَقذف، وَيكون ذَلِك فِي أهل الْقدر ".
قَالَ: وَلَا نعلم أسْند حميد عَن نَافِع غير هَذَا الحَدِيث.
وروى أَبُو عِيسَى من طَرِيق الْقَاسِم بن حبيب وَعلي بن نزار، عَن نزار،
عَن عِكْرِمَة، عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " صنفان من أمتِي لَيْسَ لَهما فِي
الْإِسْلَام نصيب المرجئة والقدرية ".
وَالقَاسِم وَعلي ضعيفان لَيْسَ حَدِيثهمَا بِشَيْء.
قَالَ أَبُو عِيسَى: وَفِي الْبَاب عَن ابْن عمر وَرَافِع، وَهَذَا حَدِيث
(غَرِيب) .
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا أَحْمد بن حَنْبَل، ثَنَا عبد الله بن يزِيد، ثَنَا
سعيد - يَعْنِي: ابْن أبي أَيُّوب - أَخْبرنِي أَبُو صَخْر، عَن نَافِع
قَالَ: " كَانَ لِابْنِ عمر صديق من أهل الشَّام فكاتبه، فَكتب إِلَيْهِ
عبد الله بن عمر أَنه بَلغنِي أَنَّك تَكَلَّمت فِي شَيْء من الْقدر، فإياك
أَن تكْتب إِلَيّ فَإِنِّي سَمِعت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّم َ - يَقُول: سَيكون فِي أمتِي
(3/462)
أَقوام يكذبُون بِالْقدرِ ".
الْبَزَّار: حَدثنَا مُحَمَّد بن معمر، ثَنَا أَبُو عَاصِم، ثَنَا جرير بن
[حَازِم] ، عَن أبي رَجَاء، عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: قَالَ رَسُول الله -
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " لَا يزَال أَمر هَذِه الْأمة
موائماً - أَو مقارباً أَو كلمة تشبهها - مَا لم يتكلموا فِي الْولدَان
وَالْقدر ".
قَالَ: وَحدثنَا عمر، ثَنَا سُلَيْمَان بن عبد الرَّحْمَن، ثَنَا
سُلَيْمَان بن عتبَة، سَمِعت يُونُس بن ميسرَة بن حَلبس يحدث، عَن أبي
إِدْرِيس، عَن أبي الدَّرْدَاء، عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّم َ - قَالَ: " لَا يدْخل الْجنَّة عَاق، وَلَا مدمن خمر، وَلَا
مكذب بِقدر ".
قد تقدم ذكر سُلَيْمَان بن عتبَة.
الْبَزَّار: حَدثنَا مُحَمَّد بن حُصَيْن وَعَمْرو بن عَليّ - وَاللَّفْظ
لمُحَمد - قَالَا: ثَنَا عمر بن أبي خَليفَة، ثَنَا هِشَام - يَعْنِي: ابْن
حسان - عَن مُحَمَّد، عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " آخر الْكَلَام فِي الْقدر لشرار النَّاس
فِي آخر الزَّمَان ".
وَهَذَا الحَدِيث لَا نعلم لَهُ عَن أبي هُرَيْرَة طَرِيقا غير هَذِه
الطَّرِيقَة من جِهَة صَحِيحَة، وَلَا نعلم رَوَاهُ عَن هِشَام إِلَّا عمر
بن أبي خَليفَة.
بَاب الْمَعْصُوم من عصم الله
البُخَارِيّ: حَدثنَا عَبْدَانِ، ثَنَا عبد الله، أَنا يُونُس، عَن
الزُّهْرِيّ، حَدثنِي
(3/463)
أَبُو سَلمَة، عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ،
عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " مَا
اسْتخْلف خَليفَة إِلَّا لَهُ بطانتان: بطانة تَأمره بِالْخَيرِ وتحضه
عَلَيْهِ، [وبطانة تَأمره بِالشَّرِّ وتحضه عَلَيْهِ] والمعصوم من عصم الله
- عز وَجل ".
تمّ كتاب الْقدر بِحَمْد الله وعونه وتأييده وَنَصره
وَصلى الله على النَّبِي مُحَمَّد وعَلى آله وَصَحبه وَسلم تَسْلِيمًا
كثيرا يتلوه إِن شَاءَ الله - تَعَالَى - كتاب الْأَذْكَار والأدعية.
(3/464)
|