معرفة علوم الحديث ط العلمية ذِكْرُ النَّوْعِ الْعَاشِرِ مِنْ عُلُومِ
الْحَدِيثِ قَالَ الْحَاكِمُ: النَّوْعُ الْعَاشِرُ مِنْ
هَذِهِ الْعُلُومِ مَعْرِفَةُ الْمُسَلْسَلِ مِنَ
الْأَسَانِيدِ، فَإِنَّهُ نَوْعٌ مِنَ السَّمَاعِ الظَّاهِرِ
الَّذِي لَا غُبَارَ عَلَيْهِ، وَمِثَالُهُ مَا
(1/29)
سَمِعْتُ أَبَا الْحُسَيْنِ بْنَ عَلِيٍّ
[ص:30] الْحَافِظَ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ سَالِمٍ
الْأَصْبَهَانِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ يَحْيَى
بْنَ حَكِيمٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ
مَهْدِيٍّ يَقُولُ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ:
سَمِعْتُ أَبَا عَوْنٍ الثَّقَفِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ
اللَّهِ بْنَ شَدَّادٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ
يَقُولُ: الْوُضُوءُ مِمَّا مَسَّتِ النَّارُ قَالَ:
فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِمَرْوَانَ أَوْ ذُكِرَ لَهُ فَأَرْسَلَ
أَوْ أَرْسَلَنِي إِلَى أُمِّ سَلَمَةَ فَحَدَّثَتْنِي أَنَّ
رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَانَ
يَخْرُجُ إِلَى الصَّلَاةَ فَانْتَشَلَ عَظْمًا أَوْ أَكَلَ
كَتِفًا، ثُمَّ صَلَّى، وَلَمْ يَتَوَضَّأْ هَذَا النَّوْعُ
الْأَوَّلُ مِنَ الْمُسَلْسَلِ، وَالنَّوْعُ الثَّانِي مِنْهُ
مَا
(1/29)
حَدَّثَنَاهُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ
دَاوُدَ بْنِ سُلَيْمَانَ الزَّاهِدُ , حَدَّثَنَا أَبُو
عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْمُؤَمَّلِ
الضَّرِيرُ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ رَاشِدٍ
الْأَدَمِيُّ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى
الْوَاسِطِيُّ خَادِمُ أَبِي مَنْصُورٍ الشَّنَابُزِيِّ قَالَ:
قَالَ لِي أَبُو مَنْصُورٍ: قُمْ فَصُبَّ عَلَيَّ حَتَّى
أُرِيَكَ وُضُوءَ مَنْصُورٍ، فَإِنَّ مَنْصُورًا قَالَ لِي:
قُمْ فَصُبَّ عَلَيَّ حَتَّى أُرِيَكَ وُضُوءَ إِبْرَاهِيمَ،
فَإِنَّ إِبْرَاهِيمَ قَالَ لِي: قُمْ فَصُبَّ عَلَيَّ حَتَّى
أُرِيَكَ وُضُوءَ عَلْقَمَةَ، فَإِنَّ عَلْقَمَةَ قَالَ لِي:
قُمْ فَصُبَّ عَلَيَّ حَتَّى أُرِيَكَ وُضُوءَ ابْنِ
مَسْعُودٍ، فَإِنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ قَالَ لِي: قُمْ فَصُبَّ
عَلَيَّ حَتَّى أُرِيَكَ وُضُوءَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ لِي: «قُمْ فَصُبَّ عَلَيَّ حَتَّى أُرِيَكَ
وُضُوءَ جَبْرَائِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ» ، فَقُلْتُ لِأَبِي
جَعْفَرٍ: كَيْفَ تَوَضَّأَ؟ قَالَ: ثَلَاثًا ثَلَاثًا
وَالنَّوْعُ الثَّالِثُ مِنَ الْمُسَلْسَلِ مَا
(1/30)
حَدَّثَنَاهُ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ
بْنُ عَلِيٍّ الصَّائِغُ , ثنا أَحْمَدُ بْنُ حَازِمِ بْنِ
أَبِي غَرَزَةَ , ثنا أَبُو نُعَيْمٍ , ثنا نُصَيْرُ بْنُ
أَبِي الْأَشْعَثِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الزُّبَيْرِ
يُحَدِّثُ أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرًا يَقُولُ: سَمِعْتُ
النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِذَا
نِمْتَ فَأَطْفِئِ السِّرَاجَ، وَأَغْلِقِ الْبَابَ، وَأَوْكِ
السِّقَاءَ، وَخَمِّرِ الْإِنَاءَ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا
يَفْتَحُ غَلَقًا وَلَا يَحِلُّ [ص:31] وِكَاءً، وَلَا
يَكْشِفُ إِنَاءً، وَإِنَّ الْفُوَيْسِقَةَ تُضْرِمُ عَلَى
النَّاسِ بُيُوتَهُمْ، فَإِنْ لَمْ تَجِدْ مَا تُخَمِّرُهُ
فَأَعْرِضْ عَلَيْهِ عُودًا، وَاذْكُرِ اسْمَ اللَّهِ
عَلَيْهِ» قَالَ الْحَاكِمُ: هَذَا النَّوْعُ مِمَّا تَكْثُرُ
شَوَاهِدُهُ فِي الْحَدِيثِ أَنْ يَكُونَ عَلَامَةُ السَّمَاعِ
بَيْنَ كُلِّ رَاوِيَيْنِ ظَاهِرًا، أَوْ أَنْ يَكُونَ
بِلَفْظِ السَّمَاعِ، أَوْ حَدَّثَنَا أَوْ أَخْبَرَنَا إِلَى
أَنْ يَصِلَ مُسَلْسَلًا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالنَّوْعُ الرَّابِعُ مِنَ الْمُسَلْسَلِ
مَا
(1/30)
أَخْبَرَنَاهُ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ
بْنِ نُصَيْرٍ الْخُلْدِيُّ , ثنا الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ
الدَّلَّالُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ
قَالَا: ثنا أَبُو بِلَالٍ الْأَشْعَرِيُّ , حَدَّثَنَا
حُصَيْنُ بْنُ ذَيَّالٍ الْجُعْفِيُّ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ
لِلْحَسَنِ بْنِ صَالِحٍ: أَمْسَحُ عَلَى الْخُفَّيْنِ؟ قَالَ:
نَعَمْ، قَالَ: فَإِنْ قَالَ لِي رَبِّي مَنْ أَمَرَكَ
بِهَذَا؟ , قَالَ: قُلِ: الْحَسَنُ بْنُ حَيٍّ، قَالَ: فَإِنْ
قِيلَ لَكَ: أَنْتَ؟ , قَالَ: فَأَقُولُ " أَمَرَنِي
الْمَنْصُورُ بْنُ الْمُعْتَمِرُ قَالَ: فَإِنْ قِيلَ
لِلْمَنْصُورِ، قَالَ: يَقُولُ: أَمَرَنِي إِبْرَاهِيمُ،
قَالَ: فَإِنْ قِيلَ لِإِبْرَاهِيمَ، قَالَ: يَقُولُ:
أَمَرَنِي هَمَّامُ بْنُ الْحَارِثِ، قَالَ: فَإِنْ قِيلَ
لِهَمَّامٍ، قَالَ: يَقُولُ: أَمَرَنِي جَرِيرٌ، قَالَ: فَإِنْ
قِيلَ لِجَرِيرٍ قَالَ: يَقُولُ: " أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالنَّوْعُ الْخَامِسُ مِنَ
الْمُسَلْسَلِ مَا
(1/31)
حَدَّثَنِي الزُّبَيْرُ بْنُ عَبْدِ
الْوَاحِدِ، حَدَّثَنِي أَبُو الْحَسَنِ يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ
الْأَحَدِ الْقُمَنِيُّ الشَّافِعِيُّ بِمِصْرَ، قَالَ:
حَدَّثَنِي سُلَيْمُ بْنُ شُعَيْبٍ الْكِسَائِيُّ حَدَّثَنِي
سَعِيدٌ الْآدَمُ، حَدَّثَنِي شِهَابُ بْنُ خِرَاشٍ
الْحَوْشَبِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ يَزِيدَ الرَّقَاشِيَّ
يُحَدِّثُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَجِدُ
الْعَبْدُ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ حَتَّى يُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ
خَيْرِهِ، وَشَرِّهِ، وَحُلْوِهِ، وَمُرِّهِ» ، قَالَ:
وَقَبَضَ رَسُولُ
(1/31)
اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
عَلَى لِحْيَتِهِ، فَقَالَ: آمَنْتُ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ
وَشَرِّهِ وَحُلْوِهِ وَمُرِّهِ "، قَالَ: وَقَبَضَ أَنَسٌ
عَلَى لِحْيَتِهِ، فَقَالَ: آمَنْتُ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ
وَشَرِّهِ وَحُلْوِهِ وَمُرِّهِ، قَالَ: وَأَخَذَ يَزِيدُ
بِلِحْيَتِهِ، فَقَالَ: آمَنْتُ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ
وَشَرِّهِ وَحُلْوِهِ وَمُرِّهِ، قَالَ: وَأَخَذَ شِهَابٌ
بِلِحْيَتِهِ، فَقَالَ: آمَنْتُ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ
وَشَرِّهِ وَحُلْوِهِ وَمُرِّهِ، قَالَ: وَأَخَذَ سَعِيدٌ
بِلِحْيَتِهِ، فَقَالَ: آمَنْتُ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ
وَشَرِّهِ وَحُلْوِهِ وَمُرِّهِ، قَالَ: وَأَخَذَ سُلَيْمَانُ
بِلِحْيَتِهِ فَقَالَ: آمَنْتُ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ
وَحُلْوِهِ وَمُرِّهِ قَالَ: وَأَخَذَ يُوسُفُ بِلِحْيَتِهِ
فَقَالَ: آمَنْتُ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ وَحُلْوِهِ
وَمُرِّهِ قَالَ: وَأَخَذَ شَيْخُنَا الزُّبَيْرُ بِلِحْيَتِهِ
فَقَالَ: آمَنْتُ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ وَحُلْوِهِ
وَمُرِّهِ قَالَ: لَنَا الشَّيْخُ أَبُو بَكْرٍ
الشِّيرَازِيُّ، قَالَ لَنَا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ:
وَأَنَا أَقُولُ عَنْ نِيَّةٍ صَادِقَةٍ وَعَقِيدَةٍ
صَحِيحَةٍ: آمَنْتُ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ وَحُلْوِهِ
وَمُرِّهِ وَأَخَذَ بِلِحْيَتِهِ وَأَخَذَ الشَّيْخُ أَبُو
بَكْرٍ بِلِحْيَتِهِ، فَقَالَ: «آمَنْتُ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ
وَشَرِّهِ وَحُلْوِهِ وَمُرِّهِ» وَالنَّوْعُ السَّادِسُ مِنَ
الْمُسَلْسَلِ مَا:
(1/32)
عَدَّهُنَّ فِي يَدِي أَبُو بَكْرِ بْنُ
أَبِي دَارِمٍ الْحَافِظُ بِالْكُوفَةِ، وَقَالَ لِي
عَدَّهُنَّ فِي يَدِي عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ
الْعِجْلِيُّ، وَقَالَ لِي عَدَّهُنَّ فِي يَدِي حَرْبُ بْنُ
الْحَسَنِ الطَّحَّانُ وَقَالَ لِي: عَدَّهُنَّ فِي يَدِي
يَحْيَى بْنُ الْمُسَاوِرِ الْحَنَّاطُ، وَقَالَ لِي:
عَدَّهُنَّ فِي يَدِي عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ، وَقَالَ لِي:
عَدَّهُنَّ فِي يَدِي زَيْدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ،
وَقَالَ لِي: عَدَّهُنَّ فِي يَدِي عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ،
وَقَالَ: عَدَّهُنَّ فِي يَدِي أَبِي الْحُسَيْنُ بْنُ
عَلِيٍّ، وَقَالَ لِي: عَدَّهُنَّ فِي يَدِي عَلِيُّ بْنُ
أَبِي طَالِبٍ، وَقَالَ لِي: عَدَّهُنَّ فِي يَدِي رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عَدَّهُنَّ فِي
يَدِي جِبْرِيلُ، وَقَالَ جِبْرِيلُ: هَكَذَا نَزَلْتُ بِهِنَّ
مِنْ عِنْدِ رَبِّ الْعِزَّةِ اللَّهُمَّ صَلَّى عَلَى
مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى
إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ
مَجِيدٌ اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ
مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ
إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ [ص:33] حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ
تَرَحَّمَ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا
تَرَحَّمْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ
إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ تَحَنَّنْ عَلَى
مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا تَحَنَّنْتَ عَلَى
إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ
مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ وَسَلِّمْ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ
مُحَمَّدٍ كَمَا سَلَّمْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ
إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ " وَقَبَضَ حَرْبٌ
خَمْسَ أَصَابِعِهِ، وَقَبَضَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ
الْعِجْلِيُّ خَمْسَ أَصَابِعِهِ، وَقَبَضَ شَيْخُنَا أَبُو
بَكْرٍ خَمْسَ أَصَابِعِهِ، وَعَدَّهُنَّ فِي أَيْدِينَا،
وَقَبَضَ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ خَمْسَ أَصَابِعِهِ،
وَعَدَّهُنَّ فِي أَيْدِينَا، وَقَبَضَ أَحْمَدُ بْنُ خَلَفٍ
خَمْسَ أَصَابِعِهِ، وَعَدَّهُنَّ فِي أَيْدِينَا وَالنَّوْعُ
السَّابِعُ مِنَ الْمُسَلْسَلِ أَنِّي
(1/32)
شَهِدْتُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ
بْنِ دَاوُدَ الصُّوفِيِّ أَنَّهُ قَالَ: شَهِدْتُ عَلَى
عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ سَالِمٍ أَنَّهُ قَالَ: شَهِدْتُ
عَلَى يَحْيَى بْنِ حَكِيمٍ أَنَّهُ قَالَ: شَهِدْتُ عَلَى
أَبِي قُتَيْبَةَ أَنَّهُ قَالَ: شَهِدْتُ عَلَى زُهَيْرِ بْنِ
أَبِي خَيْثَمَةَ أَنَّهُ قَالَ: شَهِدْتُ عَلَى عَبْدِ
الْمَلِكِ بْنِ أَبِي بَشِيرٍ أَنَّهُ قَالَ: شَهِدْتُ عَلَى
عِكْرِمَةَ أَنَّهُ قَالَ: شَهِدْتُ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ
أَنَّهُ قَالَ: شَهِدْتُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ
أَنَّهُ قَالَ: «كُلِ السَّمَكَةَ الطَّافِيَةَ» وَالنَّوْعُ
الثَّامِنُ مِنَ الْمُسَلْسَلِ
(1/33)
شَبَّكَ بِيَدِي أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ
الْمُقْرِئُ، وَقَالَ: شَبَّكَ بِيَدِي أَبُو عُمَرَ عَبْدُ
الْعَزِيزِ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ بَكْرِ بْنِ
الشَّرُودِ الصَّنْعَانِيُّ، وَقَالَ: شَبَّكَ بِيَدِي أَبِي،
وَقَالَ: شَبَّكَ بِيَدِي أَبِي، وَقَالَ: شَبَّكَ بِيَدِي
إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي يَحْيَى، وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ:
شَبَّكَ بِيَدِي صَفْوَانُ بْنُ سُلَيْمٍ، وَقَالَ صَفْوَانُ:
شَبَّكَ بِيَدِي أَيُّوبُ بْنُ خَالِدٍ الْأَنْصَارِيُّ،
وَقَالَ أَيُّوبُ: شَبَّكَ بِيَدِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
رَافِعٍ، وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: شَبَّكَ بِيَدِي أَبُو
هُرَيْرَةَ، وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: شَبَّكَ بِيَدِي أَبُو
الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ: «خَلَقَ
اللَّهُ الْأَرْضَ يَوْمَ السَّبْتِ , وَالْجِبَالَ يَوْمَ
الْأَحَدِ، وَالشَّجَرَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ، وَالْمَكْرُوهَ
يَوْمَ الثُّلَاثَاءِ، وَالنُّورَ يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ،
وَالدَّوَابَّ يَوْمَ الْخَمِيسِ وَآدَمَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ»
فَهَذِهِ أَنْوَاعُ الْمُسَلْسَلِ مِنَ الْأَسَانِيدِ
الْمُتَّصِلَةِ الَّتِي لَا يَشُوبُهَا تَدْلِيسٌ، وَآثَارُ
السَّمَاعِ بَيْنَ الرَّاوِيَيْنِ ظَاهِرَةٌ غَيْرَ أَنَّ
رَسْمَ الْجَرْحِ وَالتَّعْدِيلِ عَلَيْهَا مُحْكَمٌ، وَإِنِّي
لَا أَحْكُمُ لِبَعْضِ هَذِهِ الْأَسَانِيدِ بِالصِّحَّةِ،
وَإِنَّمَا ذَكَرْتُهَا لِيُسْتَدَلَّ بِشَوَاهِدِهَا
عَلَيْهَا إِنْ شَاءَ اللَّهُ
(1/33)
ذِكْرُ النَّوْعِ الْحَادِي عَشَرَ مِنْ
عُلُومِ الْحَدِيثِ هَذَا النَّوْعُ مِنْ هَذِهِ الْعُلُومِ
هُوَ مَعْرِفَةُ الْأَحَادِيثِ الْمُعَنْعَنَةِ، وَلَيْسَ
فِيهَا تَدْلِيسٌ، وَهِيَ مُتَّصِلَةٌ بِإِجْمَاعِ أَئِمَّةِ
أَهْلِ النَّقْلِ عَلَى تَوَرُّعِ رُوَاتِهَا، عَنْ أَنْوَاعِ
التَّدْلِيسِ، مِثَالُ ذَلِكَ مَا
(1/34)
حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ
بْنُ يَعْقُوبَ , ثنا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ الْخَوْلَانِيُّ ,
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو
بْنُ الْحَارِثِ , عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ بْنِ سَعِيدٍ
الْأَنْصَارِيِّ , عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ , عَنْ جَابِرِ بْنِ
عَبْدِ اللَّهِ , عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «لِكُلِّ دَاءٍ دَوَاءٌ، فَإِذَا
أُصِيبَ دَوَاءُ الدَّاءِ بَرِئَ بِإِذْنِ اللَّهِ عَزَّ
وَجَلَّ» قَالَ الْحَاكِمُ: هَذَا حَدِيثٌ رُوَاتُهُ
بَصْرِيُّونَ، ثُمَّ مَدَنِيُّونَ وَمَكِيُّونَ، وَلَيْسَ مِنْ
مَذَاهِبِهِمُ التَّدْلِيسُ فَسَوَاءٌ عِنْدَنَا ذَكَرُوا
سَمَاعَهُمْ أَوْ لَمْ يَذْكُرُوهُ، وَإِنَّمَا جَعَلْتُهُ
مِثَالًا لِأُلُوفٍ مِثْلِهِ، وَمِثَالُ ذَلِكَ مَا
(1/34)
أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ
بْنُ أَحْمَدَ الْمَحْبُوبِيُّ بِمَرْوَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ
مَسْعُودٍ , ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى , ثنا
إِسْرَائِيلُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُخْتَارِ، عَنِ
ابْنِ سِيرِينَ , [ص:35] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يَقُولُ: «إِنَّ مَعَ الْغُلَامِ عَقِيقَةً فَأَهْرِيقُوا
عَنْهُ دَمًا، وَأَمِيطُوا عَنْهُ أَذًى» قَالَ الْحَاكِمُ:
هَذَا حَدِيثٌ رُوَاتُهُ كُوفِيُّونَ وَبَصْرِيُّونَ مِمَّنْ
لَا يُدَلِّسُونَ، وَلَيْسَ ذَلِكَ مِنْ مَذْهَبِهِمْ،
وَرِوَايَاتِهِمْ سَلِيمَةٌ، وَإِنْ لَمْ يَذْكُرُوا
السَّمَاعَ، وَأَمَّا ضِدُّ هَذَا مِنَ الْحَدِيثِ فَمِثَالُهُ
مَا
(1/34)
حَدَّثَنَاهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ
مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ , ثنا مُحَمَّدُ بْنُ
عَبْدِ الْوَهَّابِ الْفَرَّاءُ، أنا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ ,
حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ , عَنْ أَبِي صَالِحٍ , عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ، قَالَ: ذَكَرْنَا لَيْلَةَ الْقَدْرِ، فَقَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كَمْ مَضَى
مِنَ الشَّهْرِ؟» , قُلْنَا: ثِنْتَانِ وَعِشْرُونَ، وَبَقِيَ
ثَمَانٌ، فَقَالَ: «مَضَى ثِنْتَانِ وَعِشْرُونَ، وَبَقِيَ
سَبْعٌ، اطْلُبُوهَا اللَّيْلَةَ، الشَّهْرُ تِسْعٌ
وَعِشْرُونَ» قَالَ الْحَاكِمُ: لَمْ يَسْمَعْ هَذَا
الْحَدِيثَ الْأَعْمَشُ مِنْ أَبِي صَالِحٍ، وَقَدْ رَوَاهُ
أَكْثَرُ أَصْحَابِهِ عَنْهُ هَكَذَا مُنْقَطِعًا
(1/35)
فَأَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى , ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ ,
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ , ثنا
خَلَّادٌ الْجُعْفِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو مُسْلِمٍ عُبَيْدُ
اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ قَائِدُ الْأَعْمَشِ، عَنِ الْأَعْمَشِ ,
عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ , عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ قَالَ: ذَكَرْنَا لَيْلَةَ الْقَدْرِ، فَقَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كَمْ مَضَى
مِنَ الشَّهْرِ» قُلْنَا: ثِنْتَانِ وَعِشْرُونَ، وَبَقِيَ
ثَمَانٌ، فَقَالَ: مَضَى ثِنْتَانِ وَعِشْرُونَ، وَبَقِيَ
سَبْعٌ اطْلُبُوهَا اللَّيْلَةَ، الشَّهْرُ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ
" قَالَ: وَشَوَاهِدُ هَذَا وَنَظَائِرُهُ فِي الْحَدِيثِ
كَثِيرَةٌ، وَسَنَأْتِي بِمَشِيئَةِ اللَّهِ عَلَى شَرْحِهَا
فِي ذِكْرِ الْمُدَلِّسِينَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ
(1/35)
|