معرفة علوم الحديث ط العلمية ذِكْرُ النَّوْعِ الثَّالِثِ
وَالْعِشْرِينَ مِنْ عِلْمِ الْحَدِيثِ هَذَا النَّوْعُ مِنْ
هَذَا الْعِلْمِ مَعْرِفَةُ الْمَشْهُورِ مِنَ الْأَحَادِيثِ
الْمَرْوِيَّةِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، وَالْمَشْهُورُ مِنَ الْحَدِيثِ غَيْرِ الصَّحِيحِ،
فَرُبَّ حَدِيثٍ مَشْهُورٍ لَمْ يُخَرَّجْ فِي الصَّحِيحِ،
مِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ» , وَمِنْهُ
قَوْلُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «نَضَّرَ اللَّهُ
امْرَأً سَمِعَ مَقَالَتِي فَوَعَاهَا» , وَمِنْهُ
«الْخَوَارِجُ كِلَابُ النَّارِ» , وَمِنْهُ «لَا نِكَاحَ
إِلَّا بِوَلِيٍّ» , وَمِنْهُ «إِذَا انْتَصَفَ شَعْبَانُ
فَلَا صِيَامَ حَتَّى يَجِيءَ رَمَضَانُ» , وَمِنْهُ «أَفْطَرَ
الْحَاجِمُ وَالْمَحْجُومُ» , وَمِنْهُ «مَنْ سُئِلَ عَنْ
عِلْمٍ فَكَتَمَهُ أُلْجِمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِلِجَامٍ
مِنْ نَارٍ» , وَمِنْهُ «مَنْ مَسَّ ذَكَرَهُ فَلْيَتَوَضَّأْ»
, وَمِنْهُ «مَنْ كَانَ لَهُ إِمَامٌ فَقِرَاءَةُ الْإِمَامِ
لَهُ قِرَاءَةٌ» , وَمِنْهُ «الْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ» ,
وَمِنْهُ «صَلَاةُ الْقَاعِدِ عَلَى النِّصْفِ مِنْ صَلَاةِ
الْقَائِمِ» , فَكُلُّ هَذِهِ الْأَحَادِيثِ مَشْهُورَةٌ
بِأَسَانِيدِهَا، وَطُرُقِهَا، وَأَبْوَابٍ يَجْمَعُهَا
أَصْحَابُ الْحَدِيثِ، وَكُلُّ حَدِيثٍ مِنْهَا تَجْمَعُ
طُرُقُهُ فِي جُزْءٍ أَوْ جُزْئَيْنِ، وَلَمْ يُخَرَّجْ فِي
الصَّحِيحِ مِنْهَا حَرْفٌ وَأَمَّا الْأَحَادِيثُ
الْمَشْهُورَةُ الْمُخَرَّجَةُ فِي الصَّحِيحِ فَمِثْلُ
قَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّمَا
الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَلِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى»
الْحَدِيثَ وَقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«إِنَّ اللَّهَ لَا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا
يَنْتَزِعُهُ مِنَ النَّاسِ» الْحَدِيثَ وَقَوْلِهِ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَتَى الْجُمُعَةَ
فَلْيَغْتَسِلْ» وَقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«إِنَّ خَلْقَ أَحَدِكُمْ يُجْمَعُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ
أَرْبَعِينَ يَوْمًا» الْحَدِيثَ، وَقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أُمِرْتُ أَنَّ أَسْجُدَ عَلَى سَبْعَةِ
أَعْضَاءٍ» وَقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«كُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ» وَقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: «إِنَّمَا الْإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ» وَقَوْلِهِ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تَقْتُلُ عَمَّارًا
الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ» وَأَمْرِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: بِرَفْعِ الْيَدَيْنِ فِي الصَّلَاةِ، عِنْدَ
الرُّكُوعِ، وَرَفْعِ
(1/92)
الرَّأْسِ، وَأَمْرِهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بِإِفْرَادِ الْإِقَامَةِ، وَقَوْلِهِ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ
الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ» وَقَوْلِهِ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تَقَاطَعُوا وَلَا
تَدَابَرُوا» , وَالطُّوَالَاتُ مِنَ الْأَحَادِيثِ مِثْلُ
حَدِيثِ الْإِيمَانِ وَحَدِيثُ الزَّكَاةِ، وَحَدِيثُ
الْحَجِّ، وَحَدِيثُ الْإِفْكِ، وَحَدِيثُ التَّوْبَةِ،
وَحَدِيثُ الْمِعْرَاجِ، وَحَدِيثُ الشَّفَاعَةِ، وَحَدِيثُ
الْقَبْرِ، وَحَدِيثُ أُمِّ زَرْعٍ، وَمِنَ الطُّوَالَاتِ
الْمَشْهُورَةِ الَّتِي لَمْ تُخَرَّجْ فِي الصَّحِيحِ حَدِيثُ
الطَّيْرِ، وَحَدِيثُ عَرْضِ الْقَبَائِلِ، وَحَدِيثُ وَالْآنَ
الْعَدَوِيُّ، وَحَدِيثُ الشُّورَى، وَحَدِيثُ سَقِيفَةَ بَنِي
سَاعِدَةَ، وَمَقْتَلُ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ،
وَحَدِيثُ سُطَيْحٍ وَعَجَائِبِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ
الرَّحِيمِ، وَحَدِيثُ بِلُوقِيَا , وَحَدِيثُ حَلِيمَةَ،
وَحَدِيثُ قَسِّ بْنِ سَاعِدَةَ، وَحَدِيثُ أُمِّ مَعْبَدٍ ,
وَغَيْرِهَا مِنَ الطُّوَالَاتِ فَهَذِهِ الْأَنْوَاعُ الَّتِي
ذَكَرْنَا مِنَ الْمَشْهُورَةِ الَّتِي يَعْرِفُهَا أَهْلُ
الْعِلْمِ، وَقَلَّمَا يَخْفَى ذَلِكَ عَلَيْهِمْ، وَهُوَ
الْمَشْهُورُ الَّذِي يَسْتَوِي فِي مَعْرِفَتِهَا الْخَاصُّ
وَالْعَامُّ، وَأَمَّا الْمَشْهُورُ الَّذِي يَعْرِفُهُ أَهْلُ
الصَّنْعَةِ، فَمِثَالُ ذَلِكَ مَا
(1/93)
حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْوَزِيرِ
التَّاجِرُ قَالَ: ثنا أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ قَالَ:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ
قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ , عَنْ أَبِي
مِجْلَزٍ , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَنَتَ شَهْرًا بَعْدَ
الرُّكُوعِ يَدْعُو عَلَى رِعْلٍ , وَذَكْوَانَ قَالَ أَبُو
عَبْدِ اللَّهِ: هَذَا حَدِيثٌ مُخَرَّجٌ فِي الصَّحِيحِ،
وَلَهُ رُوَاةٌ عَنْ أَنَسٍ غَيْرُ أَبِي مِجْلَزٍ، وَرَوَاهُ
عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ غَيْرُ التَّيْمِىِّ، وَرَوَاهُ عَنِ
التَّيْمِىِّ، غَيْرُ الْأَنْصَارِيِّ وَلَا يَعْلَمُ ذَلِكَ
غَيْرُ أَهْلِ الصَّنْعَةِ، فَإِنَّ الْغَيْرَ إِذَا
تَأَمَّلَهُ يَقُولُ: سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ هُوَ صَاحِبُ
أَنَسٍ، وَهَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ أَنْ يَرْوِيهَ، عَنْ رَجُلٍ،
عَنْ أَنَسٍ، وَلَا يُعْلَمُ أَنَّ الْحَدِيثَ عِنْدَ
الزُّهْرِيِّ , وَقَتَادَةَ، وَلَهُ عَنْ قَتَادَةَ طُرُقٌ
كَثِيرَةٌ، وَلَا يُعْلَمُ أَيْضًا أَنَّ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ
فِي ذِكْرِ الْعُرَنِيِّينَ يُجْمَعُ وَيُذَاكُرُ بِطُرُقِهِ،
وَأَمْثَالُ هَذَا الْحَدِيثِ أُلُوفٌ مِنَ الْأَحَادِيثِ
الَّتِي لَا يَقِفُ عَلَى شُهْرَتِهَا غَيْرُ أَهْلِ
الْحَدِيثِ وَالْمُجْتَهِدِينَ فِي جَمْعِهِ وَمَعْرِفَتِهِ
(1/93)
ذِكْرُ النَّوْعِ الرَّابِعِ
وَالْعِشْرِينَ مِنْ عِلْمِ الْحَدِيثِ هَذَا النَّوْعُ مِنْهُ
مَعْرِفَةُ الْغَرِيبِ مِنَ الْحَدِيثِ وَلَيْسَ هَذَا
الْعِلْمُ ضِدَّ الْأَوَّلِ فَإِنَّهُ يَشْتَمِلُ عَلَى
أَنْوَاعٍ شَتَّى لَا بُدَّ مِنْ شَرْحِهَا فِي هَذَا
الْمَوْضِعِ، فَنَوْعٌ مِنْهُ غَرَائِبُ الصَّحِيحِ، مِثَالُ
ذَلِكَ مَا
(1/94)
حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ
بْنُ يَعْقُوبَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ
الْجَبَّارِ قَالَ: ثنا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ , عَنْ عَبْدِ
الْوَاحِدِ بْنِ أَيْمَنَ الْمَخْزُومِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي
أَيْمَنُ قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ
يَقُولُ: " كُنَّا يَوْمَ الْخَنْدَقِ نَحْفِرُ الْخَنْدَقَ
فَعَرَضَتْ فِيهِ كَذَّانَةٌ وَهِيَ الْجَبَلُ، فَقُلْتُ: يَا
رَسُولَ اللَّهِ كَذَّانَةٌ قَدْ عَرَضَتْ فِيهِ، فَقَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «رُشُّوا
عَلَيْهَا» , ثُمَّ قَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فَأَتَاهَا، وَبَطْنُهُ مَعْصُوبٌ بِحَجَرٍ مِنَ
الْجُوعِ فَذَكَرَ حَدِيثًا طَوِيلًا فِيهِ ذِكْرُ أَهْلِ
الصُّفَّةِ، وَدَعْوَةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ إِيَّاهُمْ، وَهُوَ حَدِيثٌ فِي وَرَقَةٍ قَالَ
الْحَاكِمُ: رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الْجَامِعِ الصَّحِيحِ،
عَنْ خَلَّادِ بْنِ يَحْيَى الْمَكِّيِّ , عَنْ عَبْدِ
الْوَاحِدِ بْنِ أَيْمَنَ، فَهَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ وَقَدْ
تَفَرَّدَ بِهِ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَيْمَنَ , عَنْ
أَبِيهِ , وَهُوَ مِنْ غَرَائِبِ الصَّحِيحِ، وَمِنْ ذَلِكَ
مَا
(1/94)
حَدَّثَنَاهُ أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ
بْنُ يَعْقُوبَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى زَكَرِيَّا
بْنُ يَحْيَى بْنِ أَسَدٍ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ بْنُ
عُيَيْنَةَ , عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ , عَنْ أَبِي
الْعَبَّاسِ [ص:95] الْأَعْمَى الشَّاعِرِ , عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: لَمَّا حَاصَرَ النَّبِيُّ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَهْلَ الطَّائِفِ فَلَمْ يَنَلْ
مِنْهُمْ شَيْئًا، فَقَالَ: «إِنَّا قَافِلُونَ إِنْ شَاءَ
اللَّهُ غَدًا» فَقَالَ الْمُسْلِمُونَ: أَنَرْجِعُ وَلَمْ
نَفْتَحْهُ؟ فَقَالَ:: «لَهُمُ اغْدُوا عَلَى الْقِتَالِ» ,
فَغَدَوْا فَأَصَابَهُمْ جِرَاحٌ، فَقَالَ لَهُمْ: إِنَّا
قَافِلُونَ غَدًا «, فَأَعْجَبَهُمْ ذَلِكَ فَغَدَا رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» قَالَ الْحَاكِمُ:
رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الْمُسْنَدِ الصَّحِيحِ، عَنْ أَبِي
بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، وَغَيْرِهِ، عَنْ سُفْيَانَ،
وَهُوَ غَرِيبٌ صَحِيحٌ، فَإِنِّي لَا أَعْلَمُ أَحَدًا
حَدَّثَ بِهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو غَيْرَ أَبِي
الْعَبَّاسِ السَّائِبِ بْنِ فَرُّوخَ الشَّاعِرِ، وَلَا
عَنْهُ غَيْرُ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، وَلَا عَنْهُ غَيْرُ
سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ فَهُوَ غَرِيبٌ صَحِيحٌ وَالنَّوْعُ
الثَّانِي مِنْ غَرِيبِ الْحَدِيثِ غَرَائِبُ الشُّيُوخِ،
مِثَالُهُ مَا
(1/94)
حَدَّثَنَاهُ أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ
بْنُ يَعْقُوبَ قَالَ: ثنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ:
أَخْبَرَنَا الشَّافِعِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ , عَنْ
نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «لَا يَبِيعُ حَاضِرٌ
لِبَادٍ» قَالَ الْحَاكِمُ: هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ لِمَالِكِ
بْنِ أَنَسٍ , عَنْ نَافِعٍ، وَهُوَ إِمَامٌ يُجْمَعُ
حَدِيثُهُ تَفَرَّدَ بِهِ عَنْهُ الشَّافِعِيُّ، وَهُوَ
إِمَامٌ مُقَدَّمٌ، لَا نَعْلَمُ أَحَدًا حَدَّثَ بِهِ عَنْهُ
غَيْرُ الرَّبِيعِ بْنِ سُلَيْمَانَ، وَهُوَ ثِقَةٌ مَأْمُونٌ
حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ
الْمَحْبُوبِيُّ بِمَرْوَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ
مَسْعُودٍ قَالَ: حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ قَالَ:
ثَنَا شُعْبَةُ , عَنْ حُصَيْنٍ , عَنْ أَبِي وَائِلٍ , عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ، حَدِيثَ التَّشَهُّدِ قَالَ الْحَاكِمُ: هَذَا
حَدِيثٌ يُعَدُّ فِي أَفْرَادِ النَّضْرِ بْنِ شُمَيْلٍ , عَنْ
شُعْبَةَ، وَقَدْ تَابَعَهُ بَدَلُ بْنُ الْمُحَبَّرِ وَلَا
أَعْلَمُ لَهُ رَاوِيًا، عَنِ النَّضْرِ بْنِ شُمَيْلِ غَيْرَ
سَعِيدِ بْنِ مَسْعُودٍ وَالنَّوْعُ الثَّالِثُ مِنْ غَرِيبِ
الْحَدِيثِ غَرَائِبُ الْمُتُونِ، مِثَالُ ذَلِكَ مَا
(1/95)
حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ
بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْخُزَاعِيُّ بِمَكَّةَ،
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى بْنُ مَسَرَّةَ، قَالَ:
حَدَّثَنَا خَلَّادُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: ثنا أَبُو عَقِيلٍ ,
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ هَذَا الدِّينَ
مَتِينٌ فَأَوْغِلْ فِيهِ بِرِفْقٍ، وَلَا تُبَغِّضْ إِلَى
نَفْسِكَ عِبَادَةَ اللَّهِ، فَإِنَّ الْمُنْبَتَّ لَا أَرْضًا
قَطَعَ، وَلَا ظَهْرًا أَبْقَى» قَالَ الْحَاكِمُ: هَذَا
حَدِيثٌ غَرِيبُ الْإِسْنَادِ وَالْمَتْنِ، فَكُلُّ مَا رُوِيَ
فِيهِ فَهُوَ مِنَ الْخِلَافِ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ،
فَأَمَّا ابْنُ الْمُنْكَدِرِ , عَنْ جَابِرٍ، فَلَيْسَ
يَرْوِيهِ غَيْرُ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ، وَعَنْهُ أَبُو
عَقِيلٍ، وَعَنْهُ خَلَّادُ بْنُ يَحْيَى
(1/95)
حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ
الْمُظَفَّرِ الْحَافِظُ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ
بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَزْوَانَ قَالَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ
جَابِرٍ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ
اللَّهِ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ قَالَ: ثنا
مُحَمَّدُ بْنُ سُوقَةَ , عَنْ إِبْرَاهِيمَ , عَنِ
الْأَسْوَدِ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا عَبْدَ اللَّهِ
أَتَانِي مَلَكٌ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، وَسَلْ مَنْ
أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا عَلَامَ بُعِثُوا؟
قَالَ: قُلْتُ: عَلَامَ بُعِثُوا؟ قَالَ: عَلَى وِلَايَتِكَ
وَوِلَايَةِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ " قَالَ الْحَاكِمُ:
تَفَرَّدَ بِهِ عَلِيُّ بْنُ جَابِرٍ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
خَالِدٍ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ فُضَيْلٍ وَلَمْ نَكْتُبْهُ
إِلَّا عَنِ ابْنِ مُظَفَّرٍ، وَهُوَ عِنْدَنَا حَافَظٌ ثِقَةٌ
مَأْمُونٌ فَهَذِهِ الْأَنْوَاعُ الَّتِي ذَكَرْتُهَا مِثَالٌ
لِأُلُوفٍ مِنَ الْحَدِيثِ يَجْرِي عَلَى مِثَالِهَا
وَسُنَنِهَا
(1/95)
|