التقييد والإيضاح شرح مقدمة ابن الصلاح النوع الثامن
وإلاربعون: معرفة من ذكر بأسماء مختلفة أو نعوت متعددة فظن من
لا خبرة له بها أن تلك إلاسماء أو النعوت لجماعة متفرقين.
هذا فن عويص والحاجة إليه حاقة وفيه إظهار تدليس المدلسين فإن
أكثر ذلك إنما نشأ من تدليسهم
وقد صنف عبد الغني بن سعيد الحافظ المصري وغيره في ذلك.
مثاله: محمد بن السائب الكلبي صاحب التفسير هو أبو النضر الذي
روى عنه محمد بن إسحاق بن يسار حديث تميم الداري.
وعدي بن بداء وهو حماد بن السائب الذي روى عنه أبو أسامة حديث:
ذكاة كل مسك دباغه. وهو أبو سعيد الذي يروي عنه عطية العوفي
التفسير يدلس به موهما أنه أبو سعيد الخدري.
ومثاله أيضا: سالم الراوي عن أبي هريرة وأبي سعيد الخدري
وعائشة رضي الله عنهم هو سالم أبو عبد الله المديني وهو سالم
مولى مالك بن أوس بن الحدثان النصري وهو سالم مولى شداد بن
الهاد النصري وهو في بعض الروايات مسمى بسالم مولى النصريين
وفي بعضها بسالم مولى المهدي وهو في بعضها سالم سبلان وفي
بعضها: أبو عبد الله مولى شداد بن الهاد وفي بعضها: سالم أبو
عبد الله الدوسي وفي بعضها: سالم مولى دوس. ذكر ذلك كله عبد
الغني بن سعيد.
قلت: والخطيب الحافظ يروي في كتبه عن أبي القاسم إلازهري وعن
عبيد الله بن أبي الفتح الفارسي وعن عبيد الله بن أحمد بن
عثمان الصيرفي والجميع شخص واحد من مشايخه.
وكذلك يروي عن الحسن بن محمد الخلال وعن الحسن بن أبي طالب وعن
أبي محمد الخلال والجميع عبارة عن واحد. ويروى أيضا عن أبي
القاسم التنوخي وعن علي بن المحسن وعن القاضي أبي القاسم علي
بن المحسن التنوخي وعن علي بن أبي علي المعدل والجميع شخص
واحد. وله من ذلك الكثير والله أعلم.
(1/358)
النوع التاسع وإلاربعون: معرفة المفردات
الاحاد من أسماء الصحابة ورواة الحديث والعلماء وألقابهم
وكناهم.
هذا نوع مليح عزيز يوجد في كتب الحفاظ المصنفة في الرجال
مجموعا مفرقا في أواخر أبوابها.
وأفرد أيضا بالتصنيف وكتاب أحمد بن هارون البرديجي البرذعي
المترجم بإلاسماء المفردة من أشهر كتاب في ذلك. ولحقه في كثير
منه اعتراض واستدراك من غير واحد من الحفاظ منهم أبو عبد الله
بن بكير.
فمن ذلك ما وقع في كونه ذكر أسماء كثيرة على أنها آحاد وهي
مثان ومثالث. وأكثر من ذلك وعلى ما فهمناه من شرطه لا يلزمه ما
يوجد من ذلك في غير أسماء الصحابة والعلماء ورواة الحديث ومن
ذلك أفراد ذكرها اعترض عليه فيها بأنها ألقاب لا أسامي منها:
إلاجلح الكندي إنما هو لقب لجلحة كانت به واسمه يحيى ويحيى
كثير.
ومنها صغدي بن سنان اسمه عمر وصغدي لقب ومع ذلك فلهم صغدي
غيره.
وليس يرد هذا على ما ترجمت به هذا النوع والحق أن هذا فن يصعب
الحكم فيه والحاكم فيه على خطر من الخطأ وإلانتقاض فإنه حصر في
باب واسع شديد إلانتشار.
__________
النوع التاسع والأربعون- معرفة المفردات.
"قوله" ومنها صغدى بن سنان اسمه عمر وصغدى لقب ومع ذلك فلهم
صغدى غيره انتهى.
والمشهور الذى ذكره الجمهور أن صغديا اسمه لا لقبه هكذا سماه
ابن أبى حاتم في الجرح والتعديل وابن حبان في تاريخ الضعفاء
وابن عدى في الكامل والسمعانى في
(1/359)
فمن أمثلة ذلك المستفادة: أحمد بن عجيان
الهمداني بالجيم صحابي ذكره أبو يونس: وعجيان كنا نعرفه
بالتشديد على وزن عليان. ثم وجدته بخط ابن الفرات وهو حجة
عجيان بالتخفيف على وزن سفيان.
أوسط بن عمرو البجلي تابعي. تدوم بن صيبح الكلاعي عن تبيع بن
عامر الكلاعي ويقال فيه: يدوم بالياء وصوابه بالتاء المثناة من
فوق.
جبيب بن الحارث صحابي بالجيم وبالباء الموحدة المكررة. جيلان
بن فروة بالجيم المكسوة أبو الجلد إلاخباري تابعي.
__________
الأنساب وصرح بأنه اسم له فقال هذه الكلمة وردت في الأنساب
والأسماء فأما في الأسماء فأبو يحيى صغدى بن سنان العقيلى بصرى
وهو ضعيف إلى آخر كلامه وأما القول بأنه لقب له وأن اسمه عمر
فحكاه العقيلى في تاريخ الضعفاء بصيغة التمريض فقال صغدى بن
سنان أبو معاوية العقيلى يقال اسمه عمر ثم قال ومن حديثه ما
حدثناه محمد بن على المروزى حدثنا محمد بن مرزوق جار هدبة قال
حدثنا صغدى بن سنان اسمه عمر يلقب صغدى فذكر له حديثا وقال لا
يتابع عليه بهذا الإسناد ولا على شئ من حديثه انتهى.
وتبعه الدارقطنى فقال في الضعفاء اسمه عمر وكذا سماه الشيرازى
في الألقاب إلا أنه ذكره في باب السين سعدى وفي الضعفاء لابن
الجوزى اسمه عمرو وتبع ابن الجوزى أيضا العقيلى في أن كنيته
أبو معاوية وهكذا كناه ابن عدى في الكامل والشيرازى في الألقاب
والمشهور أن كنيته أبو يحيى كذا كناه ابن أبى حاتم في الجرح
والتعديل والسمعانى في الأنساب.
ولم أر من ذكره في الكتب المصنفة في معرفة الكنى بشئ من الكنى
كمسلم والنسائى وأبى أحمد الحاكم وأبى بشر الدولابى وأبى عمر
بن عبد البر والله أعلم.
وأما كونه ليس فردا وأن لهم بهذا الاسم غيره فهو كذلك منهم
صغدى الكوفي غير منسوب لأبيه قال فيه يحيى بن معين ثقة وذكره
ابن أبى حاتم في الجرح والتعديل ولهم ثالث وهو صغدى بن عبد
الله ذكره العقيلى في الضعفاء وروى له من رواية عنبسة بن عبد
الرحمن أحد الضعفاء عنه عن قتادة عن أنس مرفوعا الشاء بركة قال
العقيلى حديثه غير محفوظ ولا يعرف إلا به
(1/360)
الدجين بن ثابت بالجيم مصغرا أبو الغصن
قيل: إنه جحا المعروف والأصح أنه غيره.
زر بن حبيش التابعي الكبير.
__________
"قوله" الدجين بن ثابت بالجيم مصغرا أبو الغصن قيل إنه جحا
المعروف والأصح أنه غيره وفيه أمران أحدهما ما ذكره المصنف من
أنه فرد هو الذى ذكره البخارى فى التاريخ الكبير وابن أبى حاتم
فى الجرح والتعديل وغيرهما وخالف فى ذلك ابن عدى فى الكامل
فذكره فى الثانى فقال اسمه دجين بن ثابت أبو الغصن اليربوعى
البصرى ثم قال دجين العرينى ثم روى عن يحيى بن معين قال حدث
ابن المبارك عن شيخ يقال له الدجين العرينى وهو ضعيف قال ابن
عدى وهذا الذى قاله يحيى أن دجين العرينى روى عنه ابن المبارك
هو عندى الدجين بن ثابت كما قال البخارى الدجين بن ثابت روى
عنه ابن المبارك وتبعه صاحب الميزان فى إيراد الترجمتين ثم قال
بعد ذكر الثانى أراه الأول.
الأمر الثانى: أن ما صححه المصنف من أن الدجين بن ثابت غير جحا
جزم الشيرازى فى الألقاب بخلافه فقال جحا الدجين بن ثابت وروى
ذلك أيضا عن يحيى بن معبن ولكن الذى صححه المصنف هو الذى
اختاره ابن عدى وابن حبان قال ابن عدى حدثنا ابن قتيبة حدثنى
محمد بن محمد الرومى حدثنا يوسف بن بحر سمعت يحيى بن معين يقول
الدجين بن ثابت أبو الغصن صاحب حديث عمر من كذب على متعمدا هو
جحا قال ابن عدى فهذه الحكاية التى حكيت عن يحيى أن الدجين هذا
هو جحا أخطأ عليه من حكاه عنه لأن يحيى أعلم بالرجال من أن
يقول هذا والدجين ابن ثابت إذا روى عنه ابن المبارك ووكيع وعبد
الصمد ومسلم بن إبراهيم وغيرهم هؤلاء أعلم بالله من أن يرووا
عن جحا والدجين أعرابى وقال ابن حبان فى تاريخ الضعفاء فى
ترجمة الدجين بن ثابت وهو الذى يتوهم أحداث أصحابنا أنه جحا
وليس كذلك انتهى وذكر الجاحظ أن اسم جحا نوح والله أعلم.
"قوله" زر بن حبيش التابعى الكبير وفيه نظر فإن زر بن حبيش ليس
فردا ولهم غير واحد يسمون هكذا منهم زر بن عبد الله بن كليب
الفقيمى قال الطبرانى
(1/361)
سعير بن الخمس انفرد في اسمه واسم أبيه.
سندر الخصي مولى زنباع الجذامي له صحبة.
__________
له صحبة وهو من المهاجرين وهو من أمراء الجيوش فتح خوزستان
ذكره أبو موسى المدينى فى ذيله فى الصحابة على بن منده وكذلك
ذكره ابن فتحون فى ذيله على الاستيعاب وقال وفد على رسول الله
صلى الله عليه وسلم مهاجرا ودعا له النبى صلى الله عليه وسلم
وأمره عمر رضى الله عنه على قتال جند نيسابور ذكره سيف
والطبرى.
ومنهم زر بن إربد بن قيس بن لبيد بن ربيعة وزر بن محمد الثعلبى
أحد بنى ثعلبة ابن سعد بن ذبيبان بن بغيض وقد ذكر ابن ماكولا
الثلاثة المذكورين فى الإكمال.
وقال فى كل منهم أنه شاعر وفى هذا جواب على المصنف فإنه ترجم
هذا النوع بالمفردات الآحاد من أسماء الصحابة ورواة الحديث
والعلماء فخرج بذلك الشعراء الذين لا صحبة لهم فيرد عليه الأول
فقط لأنه صحابى وأجاب بعض المتأخرين أن مثل هذا لا يرد على
البرديجى إنما يرد عليه ما ورد من الأسماء من طبقة ذلك الذى
سماه إما من الصحابة أو التابعين كذا قال وفيه نظر وهو وارد
على المصنف قطعا لأنه لم يقيد ذلك بطبقة والله أعلم.
قوله سعير بن الخمس انفرد فى اسمه واسم أبيه انتهى وليس سعير
فردا.
وقد ذكر غير واحد فى الصحابة اثنين بهذا الاسم أحدهما سعير بن
عداء البكائى ذكره الباوردى فى الصحابة وأن النبى صلى الله
عليه وسلم كتب له من محمد رسول الله إلى سعير بن عداء إنى
أحضرتك الرخيج وجعلت لك فضل ابن السبيل أورده ابن فتحون فى
ذيله على الاستيعاب وذكره ابن منده وأبو نعيم أيضا إلا أنهم لم
ينسباه البكائى ونسباه القريعى وقالا يعد فى الحجازيين.
والثانى سعير بن سوادة العامرى أتى النبى صلى الله عليه وسلم
ذكره ابن منده وأبو نعيم فى الصحابة قال أبو نعيم وقيل هو
سفيان بن سوادة والله أعلم.
"قوله" سندر الخصى مولى زنباع الجذامى له صحبة انتهى اعترض
عليه بأن فى الصحابة اثنين بهذا الاسم أحدهما سندر هذا يكنى
أبا عبد الله ذكره ابن منده وأبو نعيم وابن عبد البر والثانى
سندر يكنى أبا الأسود ذكره وأبو موسى المدينى فى ذيله فى
الصحابة
(1/362)
شكل بن حميد الصحابي بفتحتين شمعون بن زيد
أبو ريحانة بالشين المنقوطة والعين المهملة ويقال: بالغين
المعجمة. قال أبو سعيد بن يونس: وهو عندي أصح أحد الصحابة
الفضلاء صدي بن عجلان أبو أمامة الصحابي.
صنابح بن إلاعسر الصحابي ومن قال فيه: صنابحي فقد أخطأ ضريب بن
نقير بن سمير بالتصغير فيها كلها أبو السليل القيسي البصري.
روى عن معاذة العدوية وغيرها. ونقير أبوه بالنون والقاف وقيل:
بالفاء وقيل بالفاء واللام نفيل.
__________
على ابن منده وذكر له حديث أسلم سالمها الله الحديث وهذا يقتضى
أنه عند أبى موسى آخر والجواب عنه أن الصواب أنهما واحد وكنيته
أبو الأسود كما كناه البخارى فى التاريخ الكبير وابن أبى حاتم
فى الجرح والتعديل والنسائى فى الكنى وغيرهم وإنما كناه من
كناه بأبى عبد الله كما فعل الطبرانى فى المعجم الكبير بابنه
عبد الله الذى روى عنه أحد الحديثين وهو قد نزل مصر وإنما روى
عنه الحديث الذى ذكره أبو موسى أهل مصر وقد قال الحافظ أبو
عبيد الله محمد بن الربيع الجيزى فى كتاب له جمع فيه حديث من
دخل مصر من الصحابة فى ترجمة سندر ولأهل مصر عنه عن النبى صلى
الله عليه وسلم حديثان لا أعلم له غيرهما ثم روى له الحديثين
معا وقال أبو الحسن بن الأثير الجزرى يغلب على ظنى أنهما واحد
ودليله أنهما من أهل مصر انتهى.
"قوله" صنابح بن الأعسر الصحابى ومن قال فيه صنابحى فقد أخطأ
انتهى.
اعترض عليه بأن أبا نعيم ذكر له الصحابة آخر اسمه صنابح وكذلك
ذكره أبو موسى المدينى فى ذيله على ابن منده وذكرا له حديثا
متنه لا تزال هذه الأمة فى مسكة من دينها ما لم يكلوا الجنايز
إلى أهلها والجواب أن أبا نعيم بعد أن أورده قال هو عندى
المتقدم أورده بعض المتأخرين ترجمة انتهى.
وقد تقدم أن الذكر الحديث فى المعجم الكبير فى ترجمة الصنابح
بن الأعسر ولكنه قال فى المسند الصنانجي بالياء آخر الحروف
وانصاب؟ حذفها كما ذكره المصنف والله أعلم.
(1/363)
عزوان بن زيد الرقاشي بعين غير معجمة عبد
صالح تابعي قرثع الضبي بالثاء المثلثة.
كلدة بن حنبل بفتح اللام صحابي. لبي بن لبا إلاسدي الصحابي
باللام فيهما وإلاول مشدد مصغر على وزن أبي والثاني مخفف مكبر
على وزن عصا فاعلمه فإنه يغلط فيه.
مستمر بن الريان رأى أنسا
نبيشة الخير صحابي.
__________
"قوله" عزوان بن زيد الرقاشى بعين غير معجمة عبد صالح تابعى
انتهى.
اعترض عليه بأن لهم عزوان آخر لم ينسب تابعى أيضا ذكره ابن
ماكولا فى الإكمال بعد ذكر الأول وقال إنه من أصحاب أبى موسى
روى عن أنس بن مالك قال ما أصنع بالضحك والجواب أن ابن ماكولا
بعد أن ذكره قال لعله ابن زيد الذى قبله انتهى.
وكذلك لم يذكره الدارقطنى بل اقتصر على الأول وكذلك ذكره
البخارى فى التاريخ الكبير وابن أبى حاتم فى الجرح والتعديل فى
الإفراد قلت ولا يعرف له رواية وإنما روى عنه شئ من قوله كما
أشار إليه البخارى وابن أبى حاتم وذكر الدارقطنى فى المؤتلف
والمختلف عن السرى بن يحيى أن عزوان الرقاشى كان يختلف إلى
مجلس ثابت مجلس القصص.
"قوله" المستمر بن الريان رأى أنسا انتهى وليس المستمر هذا
فردا فإن لهم المستمر التاحى وكلاهما بصرى وهو والد إبراهيم بن
المستمر العروقى روى له ابن ماجه حديثا رواه عن أبيه إبراهيم
بن المستمر العروقى عن أبيه المستمر عن عيسى بن ميمون عن عون
بن أبى شداد عن أبى عثمان النهدى عن سلمان الفارسى قال سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من غدا إلى صلاة الصبح
غدا براية الإيمان" الحديث قال صاحب الميزان انفرد عنه ابنه
إبراهيم.
"قوله" نبيشة الخير صحابى انتهى وليس نبيشة فردا فإن لهم نبيشة
آخر صحابى أورده ابن منده وأبو نعيم فى الصحابة وتوفى فى حياة
النبى صلى الله عليه وسلم وهو الذى
(1/364)
نوف البكالي من بكال بطن من حمير بكسر
الباء وتخفيف الكاف وغلب على ألسنة أهل الحديث فيه فتح الباء
وتشديد الكاف وابصة بن معبد الصحابي.
هبيب بن مغفل مصغر بالباء الموحدة المكررة صحابي ومغفل بالغين
المنقوطة الساكنة.
همذان بريد عمر بن الخطاب ضبطه ابن بكير وغيره: بالذال المعجمة
وضبطه بعض من ألف على كتاب البرديجي: بالدال المهملة وإسكان
الميم.
وأما الكنى المفردة فمنها: أبو العبيدين مصغر مثنى واسمه
معاوية بن سبرة من أصحاب ابن مسعود له حديثان أو ثلاثة أبو
العشراء الدارمي وقد سبق.
__________
روى أنه سمع النبى صلى الله عليه وسلم رجلا يلبى عنه والحديث
رواه الدارقطنى والبيهقى من حديث ابن عباس قال سمع النبى صلى
الله عليه وسلم رجلا يلبى عن نبيشة فقال: "أيها الملبى عن
نبيشة هذه عن نبيشة فاحجج عن نفسك" ولهم شيخ آخر اسمه نبيشة
ابن أبى السلمى روى عنه رشيد أبو موهب ذكره ابن أبى حاتم فى
الجرح والتعديل وقال سمعت أبى يقول إنه مجهول انتهى.
ويجاب عن المصنف بأنه تبع فى ذلك البخارى فإنه ذكر نبيشة الخير
فى التاريخ الكبير فى الإفراد وأما نبيشة المذكور فى الحج فإنه
لا يصح حديثه انفرد به الحسن بن عمارة وهو متروك الحديث
والمعروف من حديث ابن عباس لبيك عن شبرمة وقد رواه الحسن بن
عمارة أيضا هكذا مثل رواية غيره رواه الدارقطنى والبيهقى أيضا
قال الدارقطنى هذا هو الصحيح عن ابن عباس والذى قبله وهم يقال
أن الحسن بن عمارة كان يرويه ثم رجع عنه إلى الصواب فحدث به
على الصواب موافقا لرواية غيره عن ابن عباس وهو متروك الحديث
على كل حال انتهى فأما نبيشة الثالث فهو مجهول كما تقدم.
"قوله" نوف البكلى تابعى انتهى وليس نوفى فردا فأما نوف هذا
فهو نوف بن فضالة كذا نسبه البخارى وابن أبى حاتم وابن حبان
وغيرهم وهو ابن امرأة كعب الأحبار وله ذكر فى الصحيحين فى حديث
ابن عباس عن أبى فى قصة الخضر مع موسى عليهما السلام وأما نوف
الآخر فهو نوف بن عبد الله روى عن على بن أبى طالب قصة طويلة
(1/365)
أبو المدلة بكسر الدال المهملة وتشديد
اللام ولم يوقف على اسمه. روى عنه إلاعمش وابن عيينة وجماعة
ولا نعلم أحدا تابع أبا نعيم الحافظ في قوله: إن اسمه عبيد
الله بن عبد الله المدني أبو مراية العجلي عرفناه بضم الميم
وبعد إلالف ياء مثناة من تحت واسمه عبد الله بن عمرو تابعي روى
عنه قتادة أبو معيد مصغر مخفف الياء حفص بن غيلان الهمداني روى
عن مكحول وغيره.
__________
ذكر ابن أبى حاتم منها قال بت مع على بن أبى طالب فقال يا نوف
أنائم أنت أم رامق روى عنه سالم بن أبى حفصة وفرقد السبخي وقد
ذكر ابن حبان الترجمتين معا في ثقات التابعين.
وقد قيل إن لهم ثالثا اسمه نوف بن عبد الله أيضا قال ابن أبى
حاتم فى الجرح والتعديل كأن البخاري جعل نوف بن عبد الله اسمين
فسمعت أبى يقول هما واحد وكتب بخطه ذلك انتهى قلت ولم يذكر
البخاري فى التاريخ الكبير غير نوف بن فضالة البكالي في
الأفراد فلا أدرى أين ذكر البخاري نوف بن عبد الله اثنين والله
أعلم.
"قوله" أبو المدلة بكسر الدال المهملة وتشديد اللام وروى عنه
الأعمش وابن عيينة وجماعة ولا نعلم أحدا تابع أبا نعيم الحافظ
فى قوله أن اسمه عبيد الله بن عبد الله المدني انتهى.
وفيه أمران أحدهما أن قوله روى عنه الأعمش وابن عيينة وجماعة
وهم عجيب ولم يرو عن أبى المدلة واحد من المذكورين أصلا وقد
انفرد بالرواية عنه أبو مجاهد الطائى واسمه سعد هذا مالا أعلم
فيه خلافا بين أهل الحديث ولم يذكر له ابن أبى حاتم فى الجرح
والتعديل وابن حبان فى الثقات وأبو أحمد الحاكم فى الكنى
وغيرهم ممن صنف فى أسماء الرجال فيما وقفت عليه راويا غير سعد
أبى مجاهد الطائى وصرح بذلك على بن المدينى فقال أبو مدلة مولى
عائشة لا يعرف اسمه مجهول لم يرو عنه غير أبى مجاهد وسبب هذا
الوهم الذى وقع للمصنف أنه اشتبه عليه ذلك بأبي مجاهد الذى روى
عن أبى مدلة فإنه روى عنه الأعمش وسفيان بن عيينة وآخرون وليس
أبو مجاهد من أفراد الكنى فإن لهم جماعة يكنون بأبى مجاهد
والله أعلم.
(1/366)
وأما الإفراد من إلالقاب فمثالها: سفينة
مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم من الصحابة لقب فرد واسمه
مهران على خلاف فيه.
مندل بن علي وهو بكسر الميم. روى عن الخطيب وغيره ويقولونه
كثيرا بفتحها وهو لقب واسمه عمرو.
سحنون بن سعيد التنوخي القيرواني صاحب المدونة على مذهب مالك
لقب فرد واسمه عبد السلام ومن ذلك مطين الحضرمي ومشكدانة
الجعفي في جماعة آخرين سنذكرهم في نوع إلالقاب إن شاء الله
تعالى والله أعلم.
__________
الأمر الثانى: أن أبا نعيم لم ينفرد بتسميته عبيد الله بن عبد
الله بل كذلك سماه ابن حبان فى الثقات وجزم أبو أحمد الحاكم فى
الكنى بأنه أخو سعيد بن يسار.
وروى بإسناده عن البخارى أنه قال أبو مدلة صاحب عائشة قال خلاد
بن يحيى عن سعدان الجهنى عن سعد الطائى عن أبى مدلة أخى سعيد
بن يسار قال وقال الليث بن سعد أبو مزيد ولا يصح.
قلت والمعروف أن أخا سعيد بن يسار إنما هو مزرد لا أبو مدلة
وهو أيضا من الأفراد فى الكنى.
واسم أبى مزرد عبد الرحمن بن يسار كما ذكره أحمد بن صالح وأبو
أحمد الحاكم فى الكنى وبه جزم المزى فى التهذيب وهو والد
معاوية بن أبى مزرد أحد من احتج به الشيخان والله أعلم.
"قوله" مندل بن على هو بكسر الميم عن الخطيب وغيره ويقولونه
كثيرا بفتحها انتهى.
قلت قال الحافظ أبو الفضل محمد بن ناصر الصواب فيه فتح الميم
كذا نقلته من خط الحافظ أبى الحجاج يوسف بن خليل أنه نقله من
خط ابن ناصر.
(1/367)
|