التقييد والإيضاح شرح مقدمة ابن الصلاح النوع الرابع
والخمسون: معرفة المتفق والمفترق من الأسماء والأنساب ونحوهما.
هذا النوع متفق لفظا وخطا بخلاف النوع الذي قبله فإن فيه
الاتفاق في صورة الخط مع الافتراق في اللفظ وهذا من قبيل ما
يسمى في أصول الفقه المشترك. وزلق
(1/404)
الحزامي حيث وقع فيها فهو بالزاي غير
المهملة والله أعلم.
السلمي: إذا جاء في الأنصار فهو بفتح السين نسبة إلى بني سلمة
منهم. ومنهم جابر بن عبد الله وأبو قتادة. ثم إن أهل العربية
يفتحون اللام منه في النسب كما في النمري والصدفي وبابهما
وأكثر أهل الحديث يقولونه بكسر اللام على الأصل وهو لحن والله
أعلم.
__________
الحديث الذي أورده الخطيب له وقال إنه حديث منكر وهكذا ذكره
صاحب الميزان وهو الصواب فتحرر أن يحيى بن بشر ثلاثة لا أربعة
والله أعلم.
الأمر الرابع: أن المصنف اقتصر في هذه الترجمة على الجريري بضم
الجيم والحريري بفتح الحاء المهملة وزاد فيها أبو على الجيانى
في تقييد المهمل والقاضي عياض في المشارق الجريري بفتح الجيم
قال القاضي عياض وفي البخاري يحيى بن أيوب الجريري بفتح الجيم
في أول كتاب الأدب وسبقه إلى ذلك الجيانى فقال ذكره البخاري
مستشهدا به في أول كتاب الأدب قلت لا يرد هذا على ابن الصلاح
فأنه ليس مذكورا في البخاري بهذه النسبة إنما قال وقال ابن
شبرمة ويحيى بن أيوب حدثنا أبو زرعة مثله.
"قوله" الحزامى حيث وقع فيها فهو بالزاى غير المهملة والله
أعلم انتهى.
قلت وقع في صحيح مسلم في أواخر الكتاب في حديث أبى اليسر قال
كان لى على فلان بن فلان الحرامى مال فأتيت أهله الحديث.
وقد اختلفوا في ضبط هذه النسبة فقال القاضى عياض إن الأكثرين
رووه بحاء مهملة مفتوحة وراء قال وعند الطبرى الحزامى بكسرها
وبالزاى قال وعند ابن ماهان الجذامى بضم الجيم وذال معجمة وقد
اعتذر المصنف عن هذا الاعتراض حين قرئ عليه علوم الحديث في
حاشية أملاها على كتابة بأن قال لا يرد على هذا فإن المراد
بكلامنا المذكور ما وقع من ذلك في أنساب الرواية وهكذا قال
النووى في كتاب الإرشاد وهذا لا يحسن جوابا لأن المصنف وتبعه
النووى في مختصر به قد ذكرا في هذا القسم غير واحد ليس لهم في
الصحيحين ولا في الموطأ رواية بل مجرد ذكر منهم بنو عقيل
القبيلة وبنو سلمة القبيلة وخبيب بن عدى له ذكر في البخاري دون
رواية وكذلك حبان بن العرقة له ذكر في الصحيحين من غير رواية
وكذلك أم سنان المذكورة في حديث عمرة في رمضان كما تقدم ذكره
كذلك والله أعلم.
(1/405)
بسببه غير واحد من إلاكابر ولم يزل
إلاشتراك من مظان الغلط في كل علم.
وللخطيب فيه كتاب المتفق والمفترق وهو مع أنه كتاب حفيل غير
مستوف للأقسام التي أذكرها إن شاء الله تعالى.
فأحدها: المفترق ممن اتفقت أسماؤهم وأسماء آبائهم مثاله:
الخليل بن أحمد ستة وفات الخطيب منهم الأربعة الأخيرة. فأولهم
النحوي البصري صاحب العروض حدث عن عاصم الأحول وغيره. قال أبو
العباس المبرد: فتش المفتشون فما وجد بعد نبينا صلى الله عليه
وسلم من اسمه أحمد قبل أبي الخليل بن أحمد.
وذكر التاريخي أبو بكر: أنه لم يزل يسمع النسابين والإخباريين
يقولون: إنهم لم يعرفوا غيره. واعترض عليه بأبي السفر سعيد بن
أحمد احتجاجا بقول يحيى بن معين في اسم أبيه فإنه أقدم. وأجاب:
بأن أكثر أهل العلم إنما قالوا فيه سعيد بن يحمد والله أعلم.
والثاني: أبو بشر المزني بصري أيضا حدث عن المستنير بن أخضر عن
معاوية بن قرة.
روى عنه العباس العنبري وجماعة والثالث: أصبهاني روى عن روح بن
عبادة والرابع: أبو سعيد السجزي القاضي الفقيه الحنفي المشهور
بخراسان حدث عن ابن خزيمة وابن صاعد والبغوي وغيرهم من الحفاظ
المسندين.
__________
النوع الرابع والخمسون- معرفة المتفق والمفترق.
قوله الخليل بن أحمد ستة فذكر الأول والثانى ثم قال والثالث
اصبهانى روى عن روح ابن عبادة وغيره انتهى وهذا وهم من المصنف
وكأنه قلد فيه غيره فقد سبقه إلى ذلك ابن الجوزى في كتاب
التلقيح وسبقهما إلى ذلك أبو الفضل الهروى في كتاب مشتبه أسماء
المحدثين فعد هذا فيمن اسمه الخليل بن أحمد وإنما هو الخليل بن
محمد العجلى يكنى ابا العباس وقيل أبا محمد هكذا سماه أبو
الشيخ بن حيان في كتاب الطبقات
(1/406)
والخامس: أبو سعيد البستي القاضي المهلبي
فاضل روى عن الخليل السجزي المذكور وحدث عن أحمد بن المظفر
البكري عن ابن أبي خثيمة بتاريخه وعن غيرهما حدث عنه البيهقي
الحافظ.
والسادس: أبو سعيد البستي أيضا الشافعي فاضل متصرف في علوم دخل
الأندلس وحدث ولد سنة ستين وثلاثمائة. روى عن أبي حامد
الإسفرائيني وغيره. حدث عنه أبو العباس العذري وغيره والله
أعلم.
__________
الأصبهانيين وكذلك أبو نعيم الأصبهانى في تاريخ أصبهان وروى له
أحاديث في ترجمته عن روح بن عبادة وغيره فقال حدثنا عبد الرحمن
بن محمد بن جعفر حدثنا أبو الأسود عبد الرحمن بن محمد بن الفيض
حدثنا الخليل بن محمد حدثنا روح بن عبادة حدثنا موسى ابن عبيد
أخبرنى عبد الله ابن دينار قال قال عبد الله بن عمر قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: "إذا مشت امتى المطيطاء" الحديث وروى
له حديثين آخرين من روايته عن عبد العزيز بن أبان وحدثنا من
روايته عن أبى بكر الواسطى وهكذا ذكر الحافظ أبو الحجاج المزى
في الوفاة عن روح بن عبادة الخليل بن محمد العجلى الأصبهانى
ولم أر أحدا من الأصبهانيين تسمى الخليل بن أحمد بل لم يذكر
أبو نعيم في تاريخ أصبهان أحدا اسمه الخليل غير الخليل بن محمد
العجلى هذا والوهم في ذلك من أبى الفضل الهروى وتبعه ابن
الجوزى والمصنف ويشبه هذا ما وقع في أصل سماعنا من صحيح ابن
حبان في النوع التاسع والمائة من القسم الثانى أخبرنا الخليل
بن أحمد بواسط حدثنا جابر بن الكردى فذكر حديثا والظاهر أن هذا
تغيير من بعض الرواة وإنما هو الخليل بن محمد فقد سمع منه ابن
حبان بواسط عدة أحاديث متفرقة في أنواع الكتاب وهو الخليل بن
محمد ابن الخليل الواسطى البزاز أحد الحفاظ وهو ابن بنت تميم
المنتصر وإنما ذكرت هذا هنا لئلا يستدرك هذا بأنه من جملة من
اسمه الخليل بن أحمد.
"قوله" والخامس أبو سعيد البستى القاضى المهلبى ثم قال والسادس
أبو سعيد البستى أيضا الشافعى إلى آخر كلامه قلت وأخشى أن يكون
هذان واحدا فيحرر من فرق بينهما غير المؤلف فإن كان واحدا فقد
سقط من الستة الذين ذكرهم المصنف اثنان فرأيت أن اذكر من سمى
بالخليل بن أحمد من غير من ذكره المصنف ليعوض منهم
(1/407)
القسم الثاني: المفترق ممن اتفقت أسماؤهم
وأسماء آبائهم وأجدادهم أو أكثر من ذلك ومن أمثلته: أحمد بن
جعفر بن حمدان أربعة كلهم في عصر واحد أحدهم: القطيعي البغدادي
أبو بكر الراوي عن عبد الله بن أحمد بن حنبل الثاني: السقطي
البصري أبو بكر يروي أيضا عن عبد الله بن أحمد ولكنه عبد الله
بن أحمد بن إبراهيم الدورقي الثالث: دينوري روى عن عبد الله بن
محمد بن سنان عن محمد بن كثير صاحب سفيان الثوري والرابع:
طرسوسي روى عن عبد الله بن جابر الطر سوسي تاريخ محمد ابن عيسى
الطباع.
محمد بن يعقوب بن يوسف النيسابوري: اثنان كلاهما في عصر واحد
وكلاهما يروي عنه الحاكم أبو عبد الله وغيره فأحدهما: هو
المعروف بأبي العباس الأصم.
والثاني: هو أبو عبد الله بن الأخرم الشيباني ويعرف بالحافظ
دون الأول والله أعلم.
__________
عمن سقط وهم الخليل بن أحمد بصري أيضا يروى عن عكرمة ذكره أبو
الفضل الهروي في كتاب مشتبه أسماء المحدثين فيما حكاه ابن
الجوزي في التلقيح عن خط شيخه عبد الوهاب الأنماطي عنه والخليل
بن أحمد بن إسماعيل القاضي أبو سعيد السجزي الحنفي روى عنه أبو
عبد الله الفارسي.
وهذا غير الخليل بن أحمد السجزى الحنفي القاضي فإن هذا ذكره
الحاكم في تاريخ نيسابور واسم جده الخليل وأما الذى ذكرناه
فاسم جده إسماعيل ذكره عبد الغافر في السياق وهو ذيله على
تاريخ الحاكم والخليل بن أحمد أبو سليمان بن أبى جعفر الخالدي
الفقيه سمع من أبى بكر أحمد بن منصور بن خلف والقضاة الصاعدية
توفي في صفر سنة ثلاث وخمسمائة ذكره عبد الغافر أيضا في السياق
والخليل بن أحمد أبو القاسم المصري.
ذكره أبو القاسم بن الطحان في ذيله على تاريخ مصر وقال توفي
سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة والخليل بن أحمد البغدادى روى عن
سيار بن حاتم ذكره ابن النجار في ذيله على تاريخ الخطيب
والخليل بن أحمد بن على أبو طاهر الجوسقى الصرصرى سمع من ابن
البطى وشهدة وروى عنه الحافظ بن النجار وابن الدبيثى وذكره كل
منهما في الذيل وقال ابن النجار توفي سنة أربع وثلاثين
(1/408)
القسم الثالث: ما اتفق من ذلك في الكنية
والنسبة مثاله: أبو عمران الجوني اثنان أحدهما: التابعي عبد
الملك بن حبيب والثاني: اسمه موسى بن سهل بصري سكن بغداد روى
عن هشام ابن عمار وغيره روى عنه دعلج ابن أحمد وغيره.
ومما يقاربه أبو بكر بن عياش ثلاثة أولهم: القارئ المحدث وقد
سبق ذكر الخلاف في اسمه والثاني: أبو بكر بن عياش الحمصي الذي
حدث عنه جعفر بن عبد الواحد الهاشمي وهو مجهول وجعفر غير ثقة
والثالث: أبو بكر بن عياش السلمي الباجدائي صاحب كتاب غريب
الحديث واسمه حسين بن عياش مات سنة أربع ومائتين بباجدا روى
عنه علي بن جميل الرقي وغيره والله أعلم.
القسم الرابع: عكس هذا. ومثاله صالح بن أبي صالح أربعة: أحدهم:
مولى التوأمة بنت أمية بن خلف
والثاني: أبوه أبو صالح السمان ذكوان الراوي عن أبي هريرة.
والثالث: صالح بن أبي صالح السدوسي روى عن علي وعائشة روى عنه
خلاد بن عمر والرابع: صالح بن أبي صالح مولى عمرو بن حريث روى
عن أبي هريرة روى عنه أبو بكر بن عياش والله أعلم.
القسم الخامس: المفترق ممن اتفقت أسماؤهم وأسماء آبائهم
ونسبتهم مثاله محمد بن عبد الله الأنصاري اثنان متقاربان في
الطبقة أحدهما: هو الأنصاري المشهور
__________
"قوله" ومثاله صالح بن أبى صالح أربعة فذكرهم قلت فإنه خامس
وهو صالح بن أبى صالح الأسدي روى عن الشعبي روى عنه زكريا بن
أبى زائدة روى له النسائي حديثا لكن في كتاب ابن أبى حاتم أنه
صالح بن صالح وذكر البخاري الاختلاف فيه في التاريخ الكبير قال
وصالح بن أبى صالح أصح.
"قوله" مثاله محمد بن عبد الله الأنصاري اثنان متقاربان في
الطبقة فذكرهما قلت هكذا اقتصر المصنف على كونهما اثنين تبعا
للخطيب في كتاب المتفق والمفترق وزادا الحافظ أبو الحجاج المزي
ثالثا فقال محمد بن عبد الله الأنصاري ثلاثة فزاد فيهم محمد بن
عبد الله
(1/409)
القاضي أبو عبد الله الذي روى عنه البخاري
والناس والثاني: كنيته أبو سلمة ضعيف الحديث والله أعلم.
القسم السادس: ما وقع فيه إلاشتراك في إلاسم خاصة أو الكنية
خاصة وأشكل مع ذلك لكونه لم يذكر بغير ذلك. مثاله: ما رويناه
عن ابن خلاد القاضي الحافظ قال إذا قال عارم: حدثنا حماد فهو
حماد بن زيد وكذلك سليمان بن حرب.
وإذا قال التبوذكي: حدثنا حماد فهو حماد بن سلمة وكذلك الحجاج
بن منهال وإذا قال عفان: حدثنا أمكن أن يكون أحدهما ثم وجدت عن
محمد بن يحيى الذهلي عن عفان قال: إذا قلت لكم حدثنا حماد ولم
أنسبه فهو ابن سلمة وذكر محمد بن يحيى فيمن سوى التبوذكي ما
ذكره ابن خلاد. ومن ذلك ما رويناه عن سلمة بن سليمان أنه حدث
يوما فقال: أخبرنا عبد الله فقيل له: ابن من؟ فقال: يا سبحان
الله أما ترضون في كل حديث حتى أقول: حدثنا عبد الله بن
المبارك أبو عبد الرحمن الحنظلي الذي منزله في سكة صغد. ثم قال
سلمة: إذا قيل بمكة عبد الله فهو ابن الزبير. وإذا قيل
بالمدينة عبد الله فهو ابن عمر. وإذا قيل بالكوفة عبد الله فهو
ابن مسعود. وإذا قيل بالبصرة عبد الله فهو ابن عباس. وإذا قيل
بخراسان عبد الله فهو ابن المبارك.
__________
ابن حفص بن هشام بن زيد بن أنس بن مالك الأنصاري روى عنه ابن
ماجه وآخرون.
وذكره ابن حبان في الثقات قلت ولهم رابع وهو محمد بن عبد الله
بن زيد بن عبد ربه الأنصاري ذكره ابن حبان في ثقات التابعين
ويجاب عن المصنف بأنه اقتصر عليهما لتقاربهما في الطبقة كما
أشار إليه المصنف والخطيب قبله وزاد كونهما بصريين.
والثالث وإن كان بصريا أيضا فهو متأخر عنهما فإنه روى عن محمد
بن عبد الله بن المثنى الأنصاري أحد المذكورين وأما الرابع فهو
متقدم الطبقة عليهما انتهى.
"قوله" وإذا قال التبوذكي حدثنا حماد فهو حماد بن سلمة انتهى.
(1/410)
.........................................................................
__________
وقد اعترض على المصنف بما ذكره ابن الجوزي في كتاب التلقيح أن
موسى بن إسماعيل التبوذكي ليس يروى إلا عن حماد بن سلمة خاصة
وإذا كان كذلك فلا حاجة لتقييد ذلك بما إذا أطلقه لأنه إنما
يشكل الحال في حالة إطلاق حماد بالنسبة لمن روى عنهما جميعا
والجواب أن ما ذكره ابن الجوزي غير مسلم له فقد ذكر المزي في
تهذيب الكمال أنه روى عن حماد بن زيد أيضا إلا أنه قال يقال
روى عنه حديثا واحدا وخالف ذلك في فصل ذكره في ترجمة حماد بن
سلمة فقال وممن انفرد بالرواية عن حماد بن سلمة أو اشتهر
بالرواية عنه بهز بن أسد وموسى بن إسماعيل وعامة من ذكرناه في
ترجمته دون ترجمة حماد بن زيد وقد يجمع بين كلاميه بأنه قال
هنا أو اشتهر بالرواية عنه فيكون أراد أن موسى بن إسماعيل
اشتهر بالرواية عنه دون الانفراد عنه والله أعلم.
وقد اقتصر المصنف على ثلاثة رواه ممن يحمل إطلاقهم حدثنا حماد
على حماد بن سلمة وهم التبوذكي وحجاج بن منهال وعفان على قول
محمد بن يحيى الذهلي وزاد المزي في التهذيب معهم هدبة بن خالد
فإذا أطلق حمادا فهو ابن سلمة وبقى وراء ذلك أمر آخر وهو أن
جماعة من الرواة يطلقون الرواية عن حماد من غير تمييز ويكون
بعضهم إنما يروى عن حماد بن زيد دون ابن سلمة وبعضهم عن حماد
بن سلمة دون ابن زيد فربما ظن غير أهل الحديث أو غير المتبحر
منهم أنهم يروون عنهما ولا يتميز مرادهم لكونه غير منسوب فأردت
بيان من يروى عن واحد منهما دون الآخر ليعرف بذلك مراده في
حالة الإطلاق فممن يروى عن حماد بن زيد دون ابن سلمة أحمد بن
إبراهيم الموصلى وأحمد بن عبد الملك الحرانى وأحمد بن عبدة
الضبى وأحمد بن المقدام العجلى وأزهر بن مروان الرقاشى وإسحاق
بن أبى إسرائيل وإسحاق بن عيسى بن الطباع والأشعث بن إسحاق
والد أبى داود وبشر بن معاذ وجبارة بن المغلس وحامد بن عمر
البكراوى والحسن بن الربيع والحسن بن الوليد وحفص بن عمر
الحوضى وحماد بن أسامة وحميد بن مسعدة وحوثرة بن محمد المنقرى
وخالد بن خداش وخلف بن هشام البزار وداود بن عمرو وداود بن
معاذ وزكريا بن عدى وسعيد بن عمرو الأشعثى وسعيد بن منصور
وسعيد بن يعقوب الطالقانى وسفيان بن عيينة وسليمان بن داود
الزهرانى وصالح بن عبد الله الترمذى والصلت بن محمد الخاركى
والضحاك بن مخلد أبو عاصم النبيل وعبد الله بن الجراح
القهستانى وعبد الله بن داود التمار الواسطى وعبد الله بن عبد
الوهاب الحجبى وعبد الله بن
(1/411)
...........................................................................
__________
وهب وعبد الرحمن بن المبارك العيشى وعبد العزيز بن المغيرة
وعبيد الله بن سعيد السرخسى وعبيد الله بن عمر القواريرى وعلى
بن المدينى وعمر بن زيد السيارى وعمرو ابن عون الواسطى وعمران
بن موسى القزاز وغسان بن الفضل السجستانى وفضيل بن عبد الوهاب
القناد وفطر بن حماد وقتيبة بن سعيد وليث بن حماد الصفار وليث
بن خالد البلخى ومحمد بن إسماعيل السكرى ومحمد بن أبى بكر
المقدمى ومحمد بن زنبور المكى ومحمد بن زياد الزيادى ومحمد
سليمان لوين ومحمد بن عبد الله الرقاشى ومحمد بن عبيد بن حساب
ومحمد بن عيسى بن الطباع ومحمد بن موسى الخرشى ومحمد بن النضر
بن مساور المروزى ومحمد ابن أبى نعيم الواسطى ومخلد بن الحسن
البصرى ومخلد بن خداش البصرى ومسدد بن مسرهد ويعلى بن منصور
الرازى ومهدى بن حفص وهلال بن بشر والهيثم بن سهل التسترى وهو
آخر من روى عنه ووهب بن جرير بن حازم ويحيى ابن بحر الكرمانى
ويحيى بن حبيب بن عربى الحارثى ويحيى بن درست البصرى ويحيى ابن
عبد الله بن بكير المصرى ويحيى بن يحيى النيسابورى ويوسف بن
حماد المعنى وممن يروى عن حماد بن سلمة دون ابن زيد إبراهيم بن
الحجاج الشامى وابراهيم بن أبى سويد الدراع وأحمد بن إسحاق
الحضرمى وآدم بن أبى إياس وإسحق بن عمر بن سليط وإسحق بن منصور
السلولى وأسد بن موسى وبشر بن السرى وبشر بن عمر الزهرانى وبهز
بن أسد وحبان بن هلال والحسن بن بلال والحسن بن موسى الأشيب
والحسين بن عروة وخليفة بن خياط وداود بن شبيب وزيد بن الحباب
وزيد بن أبى الورقاء وشريح بن النعمان وسعيد بن عبد الجبار
المصرى وسعيد بن يحيى اللخمى وأبو داود سليمان ابن داود
الطيالسى وشعبة وشهاب بن معمر البلخى وطالوت بن عباد والعباس
بن بكار الضبى وعبد الله بن صالح العجلى وعبد الرحمن بن سلام
الجمحى وعبد الصمد بن حسان وعبد الصمد بن عبد الوارث وعبد
الغفار بن داود الحرانى وعبد الملك بن عبد العزيز ابن جريج وهو
من شيوخه وعبد الملك بن عبد العزيز أبو نصر التمار وعبد الواحد
بن غياث وعبيد الله بن محمد العيشى وعمرو بن خالد الحرانى
وعمرو بن عاصم الكلابى والعلاء بن عبد الجبار وغسان بن الربيع
وأبو نعيم الفضل بن دكين والفضل بن عنبسة الواسطى وقبيصة بن
عقبة وقريش بن أنس وكامل بن طلحة الجحدرى ومالك بن أنس وهو من
أقرانه ومحمد بن إسحق بن يسار وهو من شيوخه ومحمد بن بكر
البرسانى
(1/412)
وقال الحافظ أبو يعلى الخليلي القزويني:
إذا قال المصري عن عبد الله ولا ينسبه فهو ابن عمرو يعني ابن
العاص. وإذا قال المكي عن عبد الله ولا ينسبه فهو ابن عباس.
__________
ومحمد بن عبد الله الخزاعى ومحمد بن كثير المصيصي ومسلم بن أبى
عاصم النبيل وأبو كامل مظفر بن مدرك ومعاذ بن خالد بن شقيق
ومعاذ بن معاذ ومهنا بن عبد الحميد وموسى ابن داود الضبى
والنضر بن شميل والنضر بن محمد الجرشى والنعمان بن عبد السلام
وهشام بن عبد الملك الطيالسى والهيثم بن جميل ويحيى بن إسحق
السيلحينى ويحيى بن حماد الشهبانى ويحيى بن الضريس الرازى
ويعقوب بن إسحق الحضرمى وأبو سعيد مولى أبى هاشم وأبو عامر
العقدي.
قال المزى في التهذيب وعامة من ذكرناه في ترجمة حماد بن زيد
دون ترجمة حماد ابن سلمة فانه لم يرو أحد منهم عن حماد بن سلمة
ثم قال وممن انفرد بالرواية عن حماد ابن سلمة أو اشتهر
بالرواية عنه بهز بن أسد وموسى بن إسمعيل وعامة من ذكرناه في
ترجمته دون ترجمة حماد بن زيد فاذا جاءك عن أحد من هؤلاء عن
حماد غير منسوب فهو ابن سلمة والله أعلم انتهى.
وما أدرى لم فرق المزى بين من ذكرهم في ترجمة حماد بن زيد دون
ابن سلمة وبين من ذكرهم في ترجمة حماد بن سلمة دون ابن زيد
فقال في الأولين إنهما انفردوا بالرواية عن حماد بن زيد وقال
في الآخرين إنهم انفردوا أو اشتهروا بالرواية عن حماد بن سلمة
فزاد في الآخرين أو اشتهروا بذلك فيفهم منه أن بعضهم رووا عن
حماد بن زيد ولكن لم يشتهروا بالرواية عنه فما أدرى وقع ذلك
منه قصدا للتفرقة بين الترجمتين أو اتفاقا والله أعلم.
"قوله" وقال الحافظ أبو يعلى الخليلى القزوينى إذا قال المصرى
عن عبد الله ولا ينسبه فهو ابن عمرو يعنى بن العاص انتهى قلت
وما حكاه الخليلى عن المصريين حكاه الخطيب في الكفاية عن بعض
المصريين بعد أن صدر كلامه بأن الشاميين يفعلون ذلك فروى
بإسناده عن النضر بن شميل قال إذا قال الشامى عبد الله فهو ابن
عمرو يعنى بن العاص وإذا قال المدنى عبد الله فهو ابن عمر قال
الخطيب وهذا القول الصحيح ثم قال وكذلك بفعل بعض المصريين في
عبد الله بن عمرو بن العاص انتهى وكلام الخطيب يدل على أن هذا
في الشاميين أكثر منه في المصريين والله أعلم
(1/413)
ومن ذلك: أبو حمزة بالحاء والزاي عن ابن
عباس إذا أطلق.
وذكر بعض الحفاظ: أن شعبة روى عن سبعة كلهم أبو حمزة عن ابن
عباس وكلهم أبو حمزة بالحاء والزاي إلا واحدا فإنه بالجيم وهو
أبو جمرة نصر ابن عمران الضبعي ويدرك فيه الفرق بينهم بأن شعبة
إذا قال عن أبي جمرة عن ابن عباس وأطلق فهو عن نصر بن عمران
وإذا روى عن غيره فهو يذكر اسمه أو نسبه والله أعلم.
__________
"قوله" وذكر بعض الحفاظ أن شعبة يروى عن سبعة كلهم أبو حمزة عن
ابن عباس وكلهم أبو حمزة بالحاء والزاي إلا واحدا فإنه بالجيم
وهو أبو جمرة نصر بن عمران الضبعي ويدرك فيه الفرق بينهم بأن
شعبة إذا قال عن أبى حمزة عن ابن عباس وأطلق فهو نصر ابن عمران
وإذا روى عن غيره فهو يذكر اسمه أو نسبه والله أعلم انتهى.
وفيه نظر من حيث أن شعبة قد يروى عن غير نصر بن عمران ويطلقه
فلا يذكر اسمه ولا نسبه مثاله ما رواه أحمد في مسنده حدثنا
محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن أبى حمزة سمعت ابن عباس يقول مر
أبى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا ألعب مع الغلمان
فاختبأت منه خلف باب الحديث فهذا شعبة قد أطلق الرواية عن أبى
حمزة وليس هو نصر بن عمران وإنما هو أبو حمزة بالحاء المهملة
والزاي القصاب واسمه عمران بن أبى عطاء وقد نسبه مسلم في
روايته في هذا الحديث فرواه من رواية أمية بن خالد ثنا شعبة عن
أبى حمزة القصاب عن ابن عباس فذكره ولم يسمه مسلم في روايته
وسماه النسائي في روايته لهذا الحديث في كتاب الكنى فقال أنا
عمرو بن على حدثني سهل بن يوسف قال ثنا شعبة عن أبى حمزة عمران
بن أبى عطاء عن ابن عباس فذكره وكان ينبغي لمسلم أن يسميه في
روايته وإن لم يكن سماه شيخه بقوله هو عمران ابن أبى عطاء أو
يعنى عمران بن أبى عطاء لأن أبا حمزة القصاب اثنان أحدهما هذا
والآخر اسمه ميمون القصاب الأعور وقد يجاب عن فعل مسلم بأن
ميمونا القصاب لا يروى عن ابن عباس ولا يروى عنه شعبة وإنما
يروى عنه سفيان الثوري وشريك بن عبد الله النخعي وآخرون وروى
هو عن إبراهيم النخعي والحسن البصري في آخرين من التابعين وهو
ضعيف عندهم والأول ثقة من التابعين وميمون من أتابع التابعين
فلا يلتبس والله أعلم.
(1/414)
القسم السابع: المشترك المتفق في النسبة
خاصة ومن أمثلته: الأملى والآملي:
فالأول: إلى آمل طبرستان. قال أبو سعيد السمعاني: أكثر أهل
العلم من أهل طبرستان. من آمل.
والثاني: إلى آمل جيحون. شهر بالنسبة إليها عبد الله بن حماد
الأملى روي عنه البخاري في صحيحه
وما ذكره الحافظ أبو علي الغساني ثم القاضي عياض المغربيان: من
أنه منسوب إلى آمل طبرستان فهو خطأ والله أعلم.
ومن ذلك الحنفي والحنفي فالأول نسبة إلى بني حنيفة والثاني:
نسبة إلى مذهب أبي حنيفة. وفي كل منهما كثرة وشهرة. وكان محمد
بن طاهر المقدسي وكثير من أهل العلم والحديث وغيرهم يفرقون
بينهما فيقولون في المذهب حنيفي بالياء ولم أجد ذلك عن أحد من
النحويين إلا عن أبي بكر بن الأنباري الإمام قاله في كتابه
__________
وقد يروى شعبة أيضا عن أبى حمزة عن ابن عباس وهو نصر بن عمران
وينسبه.
مثاله ما رواه مسلم في الحج من رواية محمد بن جعفر قال حدثنا
شعبة قال سمعت أبا حمزة الضبعى يقول تمتعت فنهانى ناس عن ذلك
فأتيت ابن عباس الحديث فهذا شعبة لم يطلق الرواية عن أبى جمرة
بل نسبه بأنه الضبعى وهذا لا يرد على عبارة المصنف ولكن أردت
بإيراده أنه ربما نسب أبا جمرة الذي بالجيم وربما لم ينسب أبا
حمزة الذي بالحاء كما تقدم من مسند أحمد والله أعلم.
"قوله" والثاني إلى آمل جيحون شهر بالنسبة إليها عبد الله بن
حماد الآملي روى عنه البخاري في صحيحه انتهى وفيه نظر من حيث
أن البخاري لم يصرح في صحيحه بروايته عن عبد الله بن حماد
الآملي وإنما روى في صحيحه عن عبد الله غير منسوب حديثين
أحدهما عنه عن يحيى بن معين والآخر عنه عن سليمان بن عبد
الرحمن وموسى ابن هارون البرقي فظن بعضهم أنه عبد الله بن حماد
الآملي فذكره الكلاباذي في رجال البخاري قال المزي ويحتمل أن
يكون عبد الله بن أبى القاضي الخوارزمي انتهى.
ويؤيد هذا الاحتمال أن البخاري روى عنه في كتاب الضعفاء الكبير
عدة أحاديث عن سليمان بن عبد الرحمن وغيره سماعا وتعليقا والله
أعلم.
(1/415)
الكافي ولمحمد بن طاهر في هذا القسم كتاب
الأنساب المتفقة. ووراء هذه الأقسام أقسام أخر لا حاجة بنا إلى
ذكرها.
ثم إن ما يوجد من المتفق المفترق غير مقرون ببيان فالمراد به
قد يدرك بالنظر في رواياته فكثيرا ما يأتي مميزا في بعضها وقد
يدرك بالنظر في حال الراوي والمروي عنه وربما قالوا بذلك بظن
لا يقوى.
حدث القاسم المطرز يوما بحديث عن أبي همام أو غيره عن الوليد
بن مسلم عن سفيان. فقال له أبو طالب بن نصر الحافظ: من سفيان
هذا؟ فقال: هذا الثوري فقال له أبو طالب: بل هو ابن عيينة.
فقال له المطرز: من أين قلت فقال لأن الوليد قد روى عن الثوري
أحاديث معدودة محفوظة وهو مليء بابن عيينة والله أعلم.
__________
"قوله" حدث القاسم المطرز يوما بحديث عن أبى همام أو غيره عن
الوليد بن مسلم عن سفيان فقال له أبو طالب بن نصر الحافظ من
سفيان هذا فقال له المطرز هو الثوري فقال له أبو طالب بل هو
ابن عيينة فقال له المطرز من أين قلت فقال لأن الوليد قد روى
عن الثوري أحاديث معدودة محفوظة وهو ملئ بابن عيينة والله أعلم
انتهى.
قلت أقر المصنف تصويب كلام الحافظ أبى طالب أحمد بن نصر وتعليل
ذلك بكون الوليد بن مسلم مليئا بابن عيينة وفيه نظر من حيث أنه
لا يلزم من كونه مليا بابن عيينة على تقدير تسليمه أن يكون هذا
من حديثه عنه إذا أطلقه بل يجوز أن يكون هذا من تلك الأحاديث
المعدودة التى رواها الوليد عن سفيان الثوري وإذا عرف ذلك فإني
لم أر في شيء من كتب التواريخ وأسماء الرجال رواية الوليد بن
مسلم عن سفيان ابن عيينة البتة وإنما رأيت فيها ذكر روايته عن
سفيان الثوري وممن ذكر ذلك البخاري في التاريخ الكبير وابن
عساكر في تاريخ دمشق والمزي في التهذيب وكذلك لم أر في شيء من
كتب الحديث رواية الوليد عن ابن عيينة لا في الكتب الستة ولا
غيرها.
(1/416)
.........................................................................
__________
وروايته عن الثوري في السنن الكبرى للنسائي فروى في اليوم
والليلة حديثا عن الجارود بن معاذ الترمذي عن الوليد بن مسلم
عن سفيان الثوري والله أعلم.
ويرجح ذلك وفاة الوليد بن مسلم قبل سفيان بن عيينة بزمن فإن
الوليد حج سنة أربع وتسعين ومائة ومات بعد انصرافه من الحج قبل
أن يصل إلى دمشق في المحرم سنة خمس وتسعين وقيل مات في بقية
سنة أربع وتأخر سفيان بن عيينة إلى سنة ثمان وتسعين وتوفي
الثوري سنة إحدى وستين ومائة فالظاهر أن ما قاله القاسم بن
زكريا المطرز من أنه الثوري هو الصواب والله أعلم.
(1/417)
النوع الخامس والخمسون: نوع يتركب من
النوعين اللذين قبله.
وهو: أن يوجد الاتفاق المذكور في النوع الذي فرغنا منه آنفا في
اسمي شخصين أو كنيتهما التي عرفا بها ويوجد في نسبهما أو
نسبتهما الاختلاف والائتلاف المذكوران في النوع الذي قبله. أو
على العكس من هذا: بأن يختلف ويأتلف أسماؤهما ويتفق نسبتهما أو
نسبهما اسما أو كنية ويلتحق بالمؤتلف والمختلف فيه ما يتقارب
ويشتبه وإن كان مختلفا في بعض حروفه في صورة الخط. وصنف الخطيب
الحافظ في ذلك كتابه الذي سماه كتاب تلخيص المتشابه في الرسم
وهو من أحسن كتبه لكن لم يعرب باسمه الذي سماه به عن موضوعه
كما أعربنا عنه.
فمن أمثلة الأول: موسى بن علي بفتح العين وموسى بن علي بضم
العين فمن الأول جماعة منهم: أبو عيسى الختلي الذي روى عنه أبو
بكر بن مقسم المقري وأبو علي الصواف وغيرهما.
__________
النوع الخامس والخمسون: نوع يتركب
من النوعين اللذين قبله.
"قوله" موسى بن على بفتح العين وموسى بن على بضم العين فمن
الأول جماعة منهم أبو عيسى الختلي الذي روى عنه أبو بكر بن
مقسم المقرئ وأبو على الصواف وغيرهما انتهى.
(1/417)
........................................................................
__________
فقوله وأبو على الصواف هو معطوف على أبى بكر بن مقسم لا على
أبى عيسى الختلي وقد توهم بعضهم أنه معطوف على أبى عيسى وهو
شيخنا العلامة علاء الدين التركماني في اختصاره لكتاب ابن
الصلاح فقال فالأول كموسى بن على بفتح العين أبو عيسى الختلي
وأبو على بن الصواف انتهى.
وهذا لا يصح لأن اسم أبى على الصواف محمد بن أحمد بن الحسن لا
موسى بن على فعلى هذا لم يذكر المصنف ممن اسمه موسى بن على
بالفتح إلا واحدا فقط وزاد النووي في مختصره المسمى بالإرشاد
فقال أنهم كثيرون وفيه نظر وليس في المتقدمين أحد يسمى هكذا لا
في رجال الكتب الستة ولا في تاريخ البخاري ولا كتاب ابن أبى
حاتم ولا ثقات ابن حبان ولا في كثير من التواريخ أمهات تواريخ
الإسلام كتاريخ أبى بكر ابن خيثمة والطبقات لمحمد بن سعد
وتاريخ مصر لابن يونس والتكامل لابن عدى وتاريخ نيسابور للحاكم
وتاريخ أصبهان لأبى نعيم وفي كتاب تاريخ بغداد للخطيب رجلان
وفي تاريخ دمشق رجل واحد وهذه الكتب العشرة المذكورة بعد تاريخ
البخاري هى أمهات الكتب المصنفة في هذا الفن كما قال المزى في
التهذيب وقد رأيت ذكر من وقع ذكره في التواريخ من القسم الأول
فالأول موسى بن على بن موسى أبو عيسى الختلى وهو أقدمهم روى
عنه أبو بكر بن الأنبارى النحوى وابن مقسم والصواف ذكره الخطيب
في التاريخ وكان ثقة والثانى موسى بن على بن موسى أبو بكر
الأحول البزاز روى عن جعفر بن محمد الفريابى روى عنه محمد بن
عمر بن بكر المقرى ذكره الخطيب أيضا والثالث موسى بن على بن
محمد أبو عمران النحوى الصقلى سكن دمشق مدة روى عن أبى ذر
الهروى روى عنه عبد العزيز الكتانى وغيره وتوفي سنة سبعين
وأربعمائة ذكره ابن عساكر في تاريخ دمشق والرابع موسى بن على
بن قداح أبو الفضل المؤذن الخياط سمع منه الحافظان أبو المظفر
بن السمعاني وأبو القاسم بن عساكر توفي سنة سبع وثلاثين
وخمسمائة والخامس موسى بن على القرشي أحد المجهولين ذكره
الخطيب في تلخيص المتشابه في ترجمة قنبر بن أحمد وروى له
الحديث الآتي ذكره وذكره ابن ماكولا في الإكمال في باب القاف
وقال أنه روى عن قنبر بن أحمد بن قنبر وذكره الذهبي في الميزان
وقال لا يدرى من ذا والخبر كذب عن قنبر بن أحمد بن
(1/418)
وأما الثاني: فهو موسى بن علي بن رباح
اللخمي المصري عرف بالضم في اسم أبيه.
وقد روينا عنه تخريجه من يقوله بالضم. ويقال: إن أهل مصر كانوا
يقولونه بالفتح لذلك وأهل العراق كانوا يقولونه بالضم. وكان
بعض الحفاظ يجعله بالفتح اسما له وبالضم لقبا والله أعلم.
ومن المتفق من ذلك المختلف المؤتلف في النسبة محمد بن عبد الله
المخرمي بضم الميم الأولى وكسر الراء المشددة مشهور صاحب حديث
نسب إلى المخرم من بغداد.
__________
قنبر عن أبيه عن جده عن كعب بن نوفل عن بلال مرفوعا كان نثار
عرس فاطمة وعلى صكاك بأسماء محبيهما يعتقهم من النار قال
إسناده ظلمات والسادس موسى بن على بن غالب أبو عمران الأموي من
أهل غرب الأندلس روى عن أحمد بن طارق بن سنان وغيره ذكره ابن
حوط الله وقال توفي ثالث رمضان سنة ثمان وتسعين وخمسمائة ذكره
ابن الأبار في التكملة والسابع موسى بن على بن عامر أبو عمران
الجزيرى أصله من الجزيرة الخضراء وهو من أهل أشبيلية له مصنفات
منها شرح الإيضاح وشرح البصرة للصيمرى ذكره ابن الأبار في
التكملة أيضا.
فهؤلاء المذكورون في تواريخ الإسلام من الشرق والغرب إلى زمن
ابن الصلاح لم يبلغوا حد الكثرة فوصف الشيخ محيى الدين رحمه
الله لهم بأنهم كثيرون فيه تجوز والله أعلم.
"قوله" وأما الثاني فهو موسى بن على بن رباح اللخمي المصري ثم
قال ويقال إن أهل مصر كانوا يقولونه بالفتح كذلك وأهل العراق
كانوا يقولونه بالضم انتهى.
أبهم المصنف قائل ذلك وأتى به بصيغة التمريض والذي قال ذلك
محمد بن سعد قاله في الطبقات بلفظ أهل مصر يفتحون وأهل العراق
يضمون.
"قوله" وكان بعض الحفاظ يجعله بالفتح اسما له وبالضم لقبا
انتهى أبهم المصنف تسمية الحافظ القائل ذلك وهو الدارقطني.
(1/419)
ومحمد بن عبد الله المخرمي بفتح الميم
الأولى وإسكان الخاء المعجمة غير مشهور روى عن الإمام الشافعي
والله أعلم.
ومما يتقارب ويشتبه مع الاختلاف في الصورة: ثور بن يزيد
الكلاعي الشامي.
وثور بن زيد بلا ياء في أوله الديلي المدني وهذا الذي روى عنه
مالك وحديثه في الصحيحين معا.
والأول حديثه عند مسلم خاصة والله أعلم.
__________
"قوله" ومما يتقارب ويشتبه مع الاختلاف في الصورة ثور بن يزيد
الكلاعى الشامى وثور بن زيد بلا ياء في أوله الديلى المدنى
وهذا الذي روى عنه مالك وحديثه في الصحيحين معا والأول حديثه
عند مسلم خاصة والله أعلم انتهى وفيه أمران أحدهما أن قوله عند
ذكر ثور بن زيد وهذا الذي روى عنه مالك يقتضى أن مالكا لم يرو
عن ثور بن يزيد وقد ذكر صاحب الكمال أن مالكا روى عن ثور بن
يزيد أيضا وتبعه المزى في تهذيب الكمال على ذلك ولكنى لم أر
رواية مالك عنه لا في الموطأ ولا في شئ من الكتب الستة ولا في
غرائب مالك للداقطنى ولا غير ذلك.
الأمر الثانى: أن قوله أن ثور بن يزيد حديثه عند مسلم خاصة وهم
منه لم يخرج له مسلم في الصحيح شيئا وإنما أخرج له البخاري
خاصة فروى له في كتاب الأطعمة عن خالد بن معدان عن أبى أمامة
قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا رفع مائدته قال: "الحمد
لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه" وعن خالد عن المقدام بن معدى
كرب مرفوعا "كيلوا طعامكم يبارك لكم فيه" وحديث "ما أكل أحد
طعاما خيرا من عمل يديه" بهذا الإسناد وروى له في الجهاد عن
عمير بن الأسود عن أم حرام أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول: "أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا".
(1/420)
ومن المتفق في الكنية المختلف المؤتلف في
النسبة: أبو عمرو الشيباني وأبو عمرو السيباني تابعيان
يفترقان: في أن الأول بالشين المعجمة والثاني بالسين المهملة.
واسم الأول سعد بن أياس ويشاركه في ذلك أبو عمرو الشيباني
اللغوي إسحاق بن مرار.
وأما الثاني فاسمه زرعة وهو والد يحيى بن أبي عمرو السيباني
الشامي والله أعلم.
وأما القسم الثاني الذي هو على العكس: فمن أمثلته بأنواعه:
عمرو بن زرارة بفتح العين وعمر بن زرارة بضم العين فإلاول
جماعة منهم: أبو محمد النيسابوري الذي روى عنه مسلم.
والثاني: يعرف بالحدثي وهو الذي يروي عنه البغوي المنيعي.
وبلغنا عن
__________
المعجمة والثاني بالسين المهملة واسم الأول سعد بن إياس
ويشاركه في ذلك أبو عمرو الشيبانى اللغوي إسحق بن مرار انتهى
اقتصر المصنف على ذكر اثنين بالشين المعجمة وترك ثالثا أولى
بالذكر من أبى عمرو الشيباني اللغوي لكونه أقدم منه ولكون
حديثه في السنن وليس لأبى عمرو الشيباني النحوي حديث في شيء من
الكتب الستة إنما له عند مسلم أن أحمد بن حنبل سأله عن اخنع
اسم فقال أوضع واسم الذي لم يذكره المصنف هارون بن عنترة بن
عبد الرحمن الشيباني والمعروف أن كنيته أبو عمرو.
هكذا كناه يحيى بن سعيد القطان وعلى بن المديني والبخاري في
التاريخ ومسلم والنسائي وأبو أحمد الحاكم في كتبهم في الكنى
والخطيب في كتاب تلخيص المتشابه وأما ما جزم به المزى في تهذيب
الكمال من تكنيته بأبي عبد الرحمن فهو وهم.
"قوله" عمرو بن زرارة بفتح العين وعمر بن زرارة بضم العين
فالأول جماعة منهم أبو محمد النيسابورى الذي روى عنه مسلم
والثانى يعرف بالحدثى وهو الذي يروى عنه البغوى المنيعى انتهى
واقتصار المصنف على رواية مسلم عنه ليس بجيد فقد روى عنه
البخاري في صحيحه أيضا أحاديث كثيرة من روايته عن إسماعيل بن
علية وهشيم
(1/421)
الدارقطني: أنه من مدينة في الثغر يقال لها
الحدث. وروينا عن أبي أحمد الحافظ الحاكم: أنه من أهل الحديثة
منسوب إليها والله أعلم.
عبيد الله بن أبي عبد الله وعبد الله بن أبي عبد الله الأول:
هو ابن الأغر سلمان أبي عبد الله صاحب أبي هريرة روى عنه مالك
والثاني: جماعة منهم عبد الله بن أبي عبد الله المقري
الأصبهاني روى عنه أبو الشيخ الأصبهاني والله أعلم.
حيان الأسدي بالياء المشددة المثناة من تحت. وحنان بالنون
الخفيفة الأسدي.
فمن الأول: حيان بن حصين التابعي الراوي عن عمار بن ياسر.
والثاني: هو حنان الأسدي من بني أسد بن شريك بضم الشين وهو
مسرهد والد مسدد ذكره الدارقطني يروي عن أبي عثمان النهدي
والله أعلم.
__________
وعبد العزيز بن أبى حازم وأبى عبيدة الحداد والقاسم بن مالك
المزنى وزياد بن عبد الله البكائى وانما روى له مسلم من رواية
ابن علية وهشيم وعبد الوهاب بن عطاء الخفاف فقط وكأن المصنف
تبع الخطيب في اقتصاره على مسلم فانه قال في كتابه المسمى
بتالى التلخيص روى عنه مسلم بن الحجاج ومحمد بن إسحق السراج
وأما تعريف المصنف للثانى بأنه هو الذي يروى عنه البغوى
المنيعى فهو تعريف صحيح ولا يعترض عليه بقول الحافظ أبى بكر
البرقانى أن ابن منيع يحدث عنهما فقد بين الخطب في كتابه تالى
التلخيص أن البرقانى وهم في هذا القول وليس يروى ابن منيع عن
عمرو بن زرارة شيئا وانما روايته عن عمرو بن زرارة فحسب والله
أعلم.
(1/422)
|