السابق واللاحق في تباعد ما بين وفاة راويين عن شيخ واحد السابق واللاحق في تباعد ما بين وفاة
راويين عن شيخ واحد
للحافظ أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي المتوفي سنة 463هـ
تحقيق وتعليق: د. محمد بن مطر الزهراني
دار الصميعي للنشر والتوزيع
بسم الله الرحمن الرحيم
حقوق الطبع محفوظة
الطبعة الثانية 1421 هـ- 2000م
دار الصميعي للنشر والتوزيع
هاتف وفاكس: 4262945- 4251459
الرياض – السويد – شارع السويدي العام
ص. ب: 4967- الرمز البريد 11412
المملكة العربية السعودية
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة الطبعة الثانية
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء
والمرسلين،
وبعد:
فهذه هي الطبعة الثانية من كتاب "السابق واللاحق في تباعد ما
بين وفاة راويين عن شيخ واحد" للحافظ أبي بكر أحمد بن علي بن
ثابت، مؤرخ بغداد ومحدثها المعروف بالخطيب البغدادي المتوفى
سنة 463هـ رحمه الله.
ونظرا لنفاسة هذا الكتاب وتفرده في فنه أحببت أن أقدمه لإخواني
طلبة العلم في طبعة جديدة، بعد أن مضى على الطبعة الأولى أكثر
من سبعة عشر عاماً.
وكنت أود إخراج هذه الطبعة قبل الآن، لكن حالت بعض الأسباب دون
ذلك، لعل من أهمها: أنني عزمت على إعادة النظر في كثر من
التعليقات في الطبعة السابقة وكذلك في إخراجها أيضاً، وموجب
ذلك أمران:
الأول: الأخطاء المطبعية التي كثرت في الطبعة الأولى، لأنني لم
أتمكن من تصحيح بروفاتها بنفسي، بل تولى تصحيحها الطابع بنفسه
فلم يوفق في ذلك.
الثاني: أنه حصل في الطبعة الأولى – في نظري- شيء من تكبير حجم
الكتاب بما لا حاجة إليه، ولعل ذلك حصل بسببين: إحداهما: ما
كان من إخراج الطابع حيث ترك أوراق وفراغات بين الأبواب
والفصول ما كان لها من حاجة، وثانيها: توسعي في التعليق في
الحواشي، حيث كنت أترجم لكل عَلَمٍ
(1/5)
يمر في السند أو المتن وغير ذلك من
التعليقات التي رأيت فيما بعد أن لا حاجة إليها، ولعل عذري في
ذلك الوقت أنني تقدمت بتحقيق هذا الكتاب لنيل الماجستير من قسم
السنة بالدراسات العليا بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة،
وذلك يتطلب أمورا قد لا يحتاج إليها كثير من القراء.
لهذا وذاك أعدت النظر في الكتاب، فقمت بإعادة قراءة النص
المخطوط مقابلته، ثم حذفت كثيراً من التعليقات التي رأيت أنها
ليست ضرورية، ثم صححت الأخطاء، كما أنني أضفت بعض التعليقات
التي لها فائدة في خدمة النص، وزدت في ضبط المشكل في النص
والتعليقات، وتقييد المهمل، وتبيين المبهم.
هذا ما أدى إليه اجتهادي وحسبي أنني قصدت بذل تقريب الكتاب إلى
إخواني طلبة العلم بحجمه الجديد، ثم أتقدم بالشكر الجزيل لكل
من أسدى إلى نصحاً أو نبهني على خطأ مما حصل في الطبعة الأولى
فجزا الله الجميع عني خير الجزاء.
وأسأل الله لي ولإخواني من طلبة العلم أن يرزقنا العلم النافع
والعمل الصالح، وأن يوفقنا للحق ويثبتنا عليه، وصلى الله وسلم
على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وكتبه: محمد بن مطر الزهراني
بطيبة الطيبة قبل عصر يوم الجمعة
الموافق يوم عرفة من ذي الحجة سنة 1419هـ.
(1/6)
المقدمة:
أولاً ترجمة موجزة للمؤلف1:
هو أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ بن أحمد
البغدادي- من أصل عربي – ولد سنة 392هـ.
ونشأ في قرية درزيجان الواقعة جنوب غربي بغداد، حيث كان والده
يتولى خطبة وإمامة جامعها لمدة عشرين سنة2.
وكانت نشأت الخطيب البغداد في بيت من بيوت العلم والصلاح فكان
والده رجلاً صالحاً محباً للعلم والعلماء، فلذلك حرص على تنشئة
ابنه تنشئة علمية قوية مبنية على تقوى الله وطلب العلم لوجهه
تعالى، فأخذه منذ صغره إلى مؤدب يؤدبه ويقرؤه القرآن ثم أخذ
بعد ذلك يوجهه إلى حلقات العلم ومجالس العلماء، حتى أصبح بعد
ذلك من العلماء المشهورين، توفي سنة 463هـ.
طلبه للعلم وحلته:
بدأ الخطيب الجلوس إلى حلقات العلم في وقت مبكر وأخذ ينتقل من
حلقة إلى حلقة يسمع من هذا الشيخ ويصغي إلى ذاك الشيخ فسمع
الحديث وأخذ
__________
1 نظراً لأن الخطيب قد درس دراسة وافية من الأستاذ يوسف العش
والدكتور أكرم العمري فإنني أوجز الترجمة هنا، واعتمدت في
النقل على كتابيهما كثيراً، وإنما أردت هنا التعريف الموجز
كمدخل للكتاب.
2 انظر: موارد الخطيبص:29.
(1/7)
واللاحق، ولأن كل من كتب في الخطيب ذكر
مصنفاته بالتفصيل:
1- الأسماء المبهمة في الأنباء المحكمة.
2- الأسماء المتواطئة والأنساب المتكافئة.
3- تلخيص المتشابه في الرسم.
4- تمييز المزيد في المتصل الأسانيد.
5- تاريخ بغداد.
6- الرواة عن شعبة.
7- الرواة عن مالك.
8- المتفق والفترق.
9- غنية الملتمس في إيضاح الملتبس.
وغيرها كثير.
(1/8)
ثانيا: دراسة الكتاب:
1- تعريف السابق واللاحق وصلته بكتب الوفيات:
لم أقف على من عرف بالسابق واللاحق قبل الخطيب البغدادي فيما
اطلعت عليه من كتب المصطلح.
قال الخطيب في كتاب السابق واللاحق – ص2-: "ضَمَّنْتُهُ ذِكْرَ
مَنِ اشْتَرَكَ فِي الرِّوَايَةِ عَنْهُ مِنْ تَبَايُنِ وَقْتِ
وَفَاتَيْهِمَا تَبَايُنًا شَدِيدًا، وَتَأَخُّرِ مَوْتِ
أَحَدِهِمَا عَنِ الآخَرِ تَأَخُّرًا بَعِيدًا، وَسَمَّيْتُهُ
السابق واللاحق".
وقال أبو عمرو بن الصلاح في تعريف السابق واللاحق: "معرفة من
اشترك في الرواية عنه راويان متقدم ومتأخر تباين وقت وفاتيهما
تبايناً شديداً فحصل بينهما أمد بعيد، وإن كان المتأخر منهما
غير معدود من معاصري الأول وذوي طبقته"1.
وقال العراقي في الألفية:
وصنفوا في سابق ولاحق ... وهو اشتراك راويين سابق
موتا كزهري وذي تدارك ... كابن دويد رويا عن مالك
سبع ثلاثين وقرن وافى ... آخر كالجعفي والخفاف
وقال في شرحه للألفية: وموضوعه"أن يشترك راويان في الرواية عن
شخص واحد وأحد الراويين متقدم والآخر متأخر بحيث يكون بين
وفاتيهما أمد بعيد"2.
__________
1 انظر: علوم الحديث لابن الصلاحص:286.
2 انظر: شرح التبصرة والتذكرة3/101.
(1/9)
والناظر في هذه التعريفات يجدها متقاربة
جداً بل متحدة، ويجد أن من جاء بعد الخطيب لم تختلف تعاريفهم
عن تعريف الخطيب وأن جميع هذه التعريفات تنص على إلحاق الراوي
المتأخر بالمتقدم الذي شاركه في الرواية عن شيخه وإن لم يكونا
متعاصرين.
وكل من جاء بعد العراقي وابن الصلاح لم يضف شيئاً في تعريف
السابق واللاحق إلى تعريف من سبقه.
هذا وقد نصوا على أن من فوائد ضبطه ما يلي:
1- الأمن من ظن سقوط شيء في إسناد المتأخر.
2- تفقه الطالب في معرفة العالي والنازل.
3- معرفة الأقدم من الرواة عن الشيخ ومن به ختم حديثه.
4- تقرير حلاوة علو الإسناد في القلوب1.
وقد رد السخاوي على ابن كثير في قوله: "وهو مما يتحلى به كثير
من المحدثين، وليس من المهمات فيه ... "2، قال السخاوي: "وهو
متعقب بأولى فوائده".
أما صلة هذا الفن بكتب الوفيات، فواضحة وبينة، إذ أن هذا الفن
موضوعه البحث في وفاة الراويين عن هذا الشيخ، ويزيد على ذلك
بتأكيد كزنهما رويا عنه وهذا الأخير هو الذي من أجله يبحث عن
وفاة الراوي، ومعرفة ما إذا كان أدرك هذا الشيخ الذي يروي عنه
وسمع منه أو لا.
__________
1 انظر: فتح المغيث3/183.
2 انظر: الباعث الحثيثص:205.
(1/10)
الفقه وغيرهما على كبار علماء بغداد في
عصره حتى إذا ما بدأ يصلب عوده أخذ يتطلع إلى السماع من
العلماء المقيمين خارج بغداد، وبدأ رحلته حيث رحل في طلب العلم
وسماع العلماء وخاصة علماء الحديث – فرحل إلى الحجاز ومصر
والشام والمشرق وبعض هذه البلدان كرر رحلته إليها، واهتم
الخطيب بالرحلة في طلب العلم فألف كتاباً في ذلك1.
أشهر شيوخه وتلاميذه:
أفاد الخطيب كثيراً من علماء بغداد، وكان يحث طلبة العلم
باستفاد حديث أهل بلدهم قبل الرحلة في كلبه من علماء البلدان
الأخرى2، وقد طبق ذلك فبدأ التحمل عن كبار شيوخ بغداد في زمانه
ومن أشهر من استفاد منهم من شيوخ بغداد:
1- أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ.
2-أبو بكر أحمد بن محمد البرقاني.
3- أبو القاسم عبيد الله بن أحمد الأزهري.
4- أبو الحسن أحمد بن محمد العتيقي.
5- أبو الحسين محمد بن الحسين بن الفضل القطان.
6- أبو علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان، وغيرهم من
علماء بغداد وغيرها خلق كثير3
__________
1 انظر: المواردص:35- 47.
2 المصدر السابقص:31.
3 تذكرة الحفاظ3/1136، موارد الخطيب ص:31-32.
(1/11)
ومن أشهر تلاميذه:
1- أبو الفضل بن خيرون.
2- الأمير أبو النصر بن ماكولا.
3- عبد الله بن أحمد السمرقندي.
4- محمد بن السين بن علي الشيباني.
5- هِبَةِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ الشروطي
الواسطي، وغيرهم خلق كثير 1.
مكانته بين العلماء2:
وثقه العلماء من معاصريه ومن أتى بعدهم، فممن وثقه: عبد العزيز
الكتاني، وابن ماكولا، وابن الأكفاني وغيرهم، وقد أشادوا بعلمه
وفضله كثيراً، وممن أشاد بذلك السّمعاني والسبكي وابن النجار
وابن عساكر، وقد اعتبروه خاتمة الحفاظ، قال ابن حجر: كل الناس
بعد الخطيب عيال عليه في الحديث3 إلا أنه لا يخلو كل إنسان من
حساد، فقد اتهمه ابن الجوزي بالتعصي ضد الحنابلة وعاب عليه
الاحتجاج بالأحاديث الموضوعة في كتبه ودفاعه عن بعض المبتدعة4،
واتهمه الأحناف بالتعصب ضد مذهبهم وكل
__________
1 انظر: تذكرة الحفاظ1/1136، الخطيب البغدادي للعشصك 86-89.
2 انظر تذكرة الحفاظ3/1135، موارد الخطيبص:49.
3 انظر: نزهة النظرص:16.
4 المنتظم لابن الجوزي8/267-269.
(1/12)
من ترجم للخطيب رد هذه التهم.
عقيدةه ومذهبه:
كان الخطيب سلفي العقيدة أي أنه ينتحل مذهب أهل السنة والجماعة
في العقيدة بما في ذلك الأسماء والصفات وقد نص على ذلك ابن
القيم في " اجتماع الجيوش الإسلامية" والذهبي في " العلو للعلي
الغفار" وله رسالة في العقيدة في موضوع الأسماء والصفات محفوظة
بالظاهرية، ومما قال فيها:
"أما الكلام في الصفات، فأما ما روي منها في السنن الصحاح
فمذهب السلف إثباته وإجراؤها على ظواهرها، ونفي الكيفية
والتشبيه عنها".
والأصل في هذا أن الكلام في الصفات فرع عن الكلام في الذات،
ونحتذي في ذلك حذوه وأمثاله، وإذا كان معلوما أن إثبات رب
العالمين، إنما هو إثبات وجود، لا إثبات تحديد وكيفية، فكذلك
إثبات صفاته، إنما هو إثبات وجود لا إثبات تحديد وكيفية1، أما
مذهبه في الفروع فإنه كان شافعياً.
ذكر بعض كتبه:
الخطيب ممن أكثر من التأليف في جميع الفنون فلم يقتصر على فن
دون فن، ولكن نجده في علم الحديث أكثر تأليفا من غيره، حتى إنه
أفرد أكثر فنون المصلح كل فن في كتاب مستقل، ومن ذلك كتابنا
الذي نقدمه بهذه المقدمة.
وسأكتفي بذكر بعض كتبه في علم الرجال خاصة لصلتها بالسابق
__________
1 انظر: مختصر العلو للعلي الغفار للذهبي- اختصار
الألبانيص:272.
(1/13)
ولذا نرى الخطيب يعتمد في كتابه "السابق
اللاحق" على كتب التاريخ والتراجم التي تعتني بالوفيات
اعتماداً كبيراً، فقد نقل عن وفيات ابن قانع وحده أكثر من48
نصاً، كما سنفصل ذلك في جريدة مصادره في السابق واللاحق، في
هذه المقدمة.
وإنما كان هذا الفن نمط خاص من الوفيات، ولم يسبق الخطيب –
فيما أعلم – إلى هذا الفن من التأليف، وإنما كان من قبله يؤلف
في الوفيات على ترتيب السنين أو المعاجم أو التاريخ العام ونحو
ذلك، أما الخطيب فقد اعتنى بهذا الفن من فنون المصطلح وأفرده
في كتاب خاص وجمعه على نمط خاص، وقد تيسر له جمع عدد من الرواة
غير يسير في كتابه هذا.
وقد ذكر السخاوي وزين الدين العراقي وزكريا بن محمد الأنصاري
وابن العماد وغيرهم أن الذهبي قد تابع الخطيب في هذا النمط من
التأليف، فألف في هذا الفن كتاباً سماه "التلويح بمن سبق
ولحق"1، ولم أقف على ذكر من ألف في هذا الفن غير الخطيب
والذهبي.
2- توثيق نسبة الكتاب إلى الخطيب:
وقد اعتمدت في ذلك ما يلي:
أ - أسانيد الكتاب تبدأ بشيوخ الخطيب البغدادي، وهذا دليل قوي
على أن الكتاب له، وقد أشرت إلى ذلك عند ذكر مشائخ الخطيب في
هذه المقدمة.
__________
1 انظر: فتح المغيث3/183، فتح الباقي على ألفية العراقي،- في
حاشية التبصرة والتذكرة3/101، وانظر أيضاً: الذهبي ومنهجه في
تاريخ الإسلامص:165.
(1/14)
ب- ذكر كتب المصطلح والكتب التي ترجمت
للخطيب أن من بين مؤلفاته كتاب السابق واللاحق.
فمن كتب المصلح التي نصت على ذلك:
1- علوم الحديث لابن الصلاح (ص:286) .
2- شرح التبصرة والتذكرة للعراقي (3/101) .
3- فتح الباقي على ألفية العراقي (3/101) .
4- فتح المغيث (3/183) .
5- تدريب الراوي (2/262) .
وغيرها من كتب المصطلح التي نصت على ذلك.
ومن الكتب التي ترجمت للخطيب وذكرت من مؤلفاته السابق واللاحق:
1- فهرست محمد بن أحمد المالكي، انظر: يوسف العش- الخطيب
البغدادي (ص:131) .
2- المنتظم لابن الجوزي (8/266) .
3- تذكرة الحفاظ للذهبي (3/1139) .
4- البداية والنهاية (12/102) .
5- كشف الظنون (2/973) .
وكل من ترجم للخطيب وذكر مصنفاته ضمنها كتاب السابق واللاحق.
ج- تطابق النصوص التي نقلتها الكتب اللاحقة به منه وقد نصت على
اسم الكتاب.
وهذا من أقوى الأدلة على صحة نسبة الكتاب إليه.
(1/15)
ومن هذه الكتب:
1- طبقات الحنابلة (1/139، 327) ،
2- اتلروض الأنف (2/187) .
3- فتاوى ابن تيمية (4/324) .
4- تهذيب الكمال للمزي (1/ق 6، ق 27) .
5- الميزان (1/ 37) ، (3/675) ... وغير ذلك.
6- ابن كثير في التفسير (4/159-160) – سورة التوبة: 113.
7- تهذيب التهذيب (1/122، 152، 291) ... وغير ذلك.
وهناك كتب أخرى نقلت عنه ولخوف الإطالة أكتفي بهذا.
3- موارد الخطيب في السابق واللاحق:
يمكن تقسيم موارد الخطيب في هذا الكتاب إلى قسمين:
1- كتب الحديث.
2- كتب التاريخ والتراجم.
وبما أن طبية مادة الكتاب هي في تراجم الرجال فلذا نلحظ أن
موارده الرئيسية هي كتب التاريخ والتراجم، فقد استقى معلوماته
من أكثر من "27 " مصنفاً في هذا الفن بينما نجد موارده من كتب
الحديث لا يتجاوز ثمانية مصادر تقريباً.
أ- كتب الحديث:
لم يبين الخطيب أسماء المصنفات التي اعتمد عليها في رواية
الأحاديث والآثار في السابق واللاحق، ويبدو أنه أخذ معظمها من
كتب معاجم الشيوخ والأجزاء، ولم يأخذها من كتب الحديث المشهورة
كالسنة وموطأ مالك – هذا باستثناء نص واحد ورد عن البخاري ونص
آخر عن ابن ماجة – وهذه عادته في
(1/16)
مصنفاته خاصة التي في علم الرجال كتاريخ
بغداد مثلاً1.
وبتتبع أسانيده اهتديت إلى معرفة بعض هذه الكتب، والذي تمكنت
من الوقوف عليه قابلت النص والسند وأشرت على موضعه منه أثناء
التحقيق، وما لم أقف عليه أو لم أجزم به لوجود بعض الاختلاف في
السند أو المتن أشرت إليه بعبارة الاحتمال، أو اكتفيت بذكره في
المقدمة.
1- الجامع الصحيح للبخاري.
محمد بن إسماعيل أبو عبد الله المتوفى سنة 256هـ.
اقتبس منه الخطيب في السابق واللاحق نصاً واحداً فقط.
وذلك من طريق:
1- إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
النَّيْسَابُورِيُّ، الحسين بن عثمان الشيرازي – كلاهما- عن
محمد بن مكي الكشميهني عن محمد بن يوسف الفربري عنه.
2- أبو عبد الله الحسين بن محمد الخلال عن إسماعيل بن محمد بن
حاجب الكشاني عن الفربري عنه.
2- جزء حديث ابن عرفة2:
الحسن بن عرفة العبدي المتوفى سنة 257هـ
اقتبس مكنه الخطيب هنا نصاً واحداً، وذلك من طريق أبي الحسن
أحمد بن
__________
1 انظر: موارد الخطيب ص:431.
2 مخطوط في الظاهرية مجموع22/8، وانظر: موارد الخطيبص:432.
(1/17)
محمد الواعظ عن يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ
بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ بُهْلُولٍ التنوخي عنه، فلعله من هذا
الجزء
3- السنن لابن ماجة:
محمد بن يزيد بن ماجة القزويني المتوفى سنة 273هـ.
اقتطف منه الخطيب نصاً واحداً من طريق أبي الْقَاسِمِ عَبْدُ
الرَّحْمَنِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ القزويني عن علي
بن إبراهيم بن سلمة القطان عن صالح بن محمد بن مهران عنه.
4- جزء حديث أبي علي الصفار1:
إسماعيل بن محمد الصفار المتوفى سنة 341 هـ.
اقتبس منه الخطيب في السابق واللاحق نصاً واحداً، من طريق أبي
الْقَاسِمِ الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْمُنْذِرِ
الْقَاضِي عنه.. لعله من هذا الجزء.
5- جزء حديث أبي سهل القطان2:
أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زياد القطان
المتوفى سنة 350 هـ.
اقتبس منه الخطيب نصاً واحداً، مكن طريق أبي الْحَسَنِ عَلِيُّ
بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ داود الرزاز عنه فلعل هذا
النص مقتبس من هذا الجزء
__________
1 انظر: الرسالة المستطرفةص: 88 وقد وصلت بعض أجزاء من حديثه،
انظر: فهرست الظاهرية للألباني ص: 322- 323، موارد
الخطيبص:435.
2 وصل إلينا54 ورقة من حديثه، مخطوط في الظاهرية مجموع85،
انظر: موارد الخطيبص:437.
(1/18)
6- حديث الإمام مالك لأبي بكر الشافعي1:
محمد بن عبد الله الشافعي البزاز المتوفى سنة 354هـ.
أورد الخطيب من طريقه نصين وذلك من طريق أبي الحسن بن أبي بكر
بن شاذان عنه.
وأحد هذين النصين حديث فلعله من جزئه هذا والآخر في وفاة موسى
بن سهل الوشاء ولم أقف على من ذكر له كتاب في التاريخ أو
التراجم.
7- المعجم الصغير للطبراني:
سليمان بن أحمد الطبراني المتوفى سنة 360هـ.
اقتبس منه الخطيب في السابق واللاحق نصاً واحداً من طريق
الحسين بن علي الطناجيري عن كوشيار بن لياليزور عن الحسين بن
عيسى بن مهدي الختلي عن أبي نعيم عنه، ... وبعد المقارنة تبيّن
لي أنه من المعجم الصغير.
هذا وهناك نصوص حديثية أخرى يرويها الخطيب عن مشائخه بلفظ قرأت
في اصل كتاب فلان، أو بلفظ قال وذكر، وسمعت ... ، ولم أجد في
أسانيدها أسماء أحد من الذين لهم مصنفات معروفة فيما أعلم.
ب- كتب التاريخ والتراجم:
اعتمد الخطيب في استقاء معلوماته في السابق واللاحق على كتب
الرجال اعتماداً كبيراً وخصوصاً التي تهتم بذكر الوفيات.
وتتنوع مصادر الخطيب هذه، فمنها كتب الوفيات، ومنها كتب
التاريخ
__________
1 انظر: موارد الخطيبص: 438.
(1/19)
العام، ومنها معاجم الشيوخ وغيرها كما سنرى
فيما يلي: وهذا يدل دلالة واضحة على سعة اطلاع الخطيب
البغدادي، وتذوقه للمادة العلمية.
وفيما يلي سرد للمؤلفين الذين نقل عن مؤلفاتهم:
1- الهيثم بن عدي (ت207) :
ذكرت المصادر له كتاب " طبقات الفقهاء والمحدثين"1.
وقد اقتبس منه الخطيب نصاً واحداً، وذلك بلفظ قال ابن عدي مما
يدل على أنه من كتاب فلعله منه.
2- أبو نعيم الفضل بن دكين (ت219 هـ) :
له كتاب " التاريخ" أو " تاريخ الكوفة "2.
اقتطف منه الخطيب في " 7 " مواضع، بلفظ قال: أبو نعيم ...
وكلها في الوفيات.
3- محمد بن سعد كاتب الواقدي (ت230هـ) :
له كتاب " الطبقات الكبرى" وهو مطبوع.
اقتبس منه الخطيب أكثر من 18 نصاً، وذلك من أربعة طرق، أشهرها
والذي يتكرر كثيراً عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ بشران – الحسين بن صفوان – أبو بكر بن أبي الدنيا
... عنه.
وتدل المقارنة في جميع النصوص المقتبسة عن ابن سعد في السابق
واللاحق
__________
1 مفقود، انظر: موارد الخطيب البغداديص: 386.
2 ذكره أكرم العمري في مقدمة المعرفة والتاريخ للفسوي1/47.
(1/20)
أنها من الطبقات الكبرى.
4- يحيى بن عبد الله بن بكير (ت 231 هـ) :
ذكرت له المصادر كتاب "التاريخ "1 وهو مفقود.
تقتبس منه الخطيب نصين فقط تتعلق بالوفيات وذلك من طريق: أبي
حازم عمر بن أحمد بن إبراهيم العبدي – القاسم بن غانم بن حموية
الصيدلاني – محمد بن إبراهيم اليوشنجي عنه.
5- يحي بن معين (ت233هـ) :
له كتاب "التاريخ" مطبوع.
اقتبس منه الخطيب نصاً واحداً بلفظ قال ابن معين:.. وذلك في
الوفيات، فلعله منه.
6- محمد بن عبد الله بن نمير (ت234 هـ) :
نقل عنه الخطيب بلفظ قال:.. مما يدل على أنه من كتاب، وطبيعة
المادة التي ينقلها عنه في وفيات الرواة، فلعل له كتاب في
تراجم الرواة أو وفياتهم ولم أجد من نص على ذكر ذلك إلا ما
ذكره ابن زبر الربعي في مصادر كتابه "تاريخ مولد العلماء
ووفياتهم"2.
__________
1 انظر: المواردص: 336.
2 نسخة مصورة محفوظة في مكتبة الجامعة الإسلامية تحت رقم505
راجع المقدمة.
(1/21)
7-علي بن عبد الله المديني (ت 234هـ) :
ذكرت الصادر أن له كتاب "التاريخ"1 وكتاب "العلل ومعرفة
الرجال" مطبوع.
وقد اقتبس منه الخطيب في السابق واللاحق "7" نصوص من طريق
منصور بن ربيعة الزهري الخطيب – عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ
عَلِيِّ بْنِ رَاشِدٍ – أحمد بن يحيى بن الجارود عنه..،
وأحياناً يروي عنه بلفظ قال علي بن المديني ...
وطبيعة مادة ما نقله عنه الخطيب تتعلق بأحوال الرواة ووفياتهم،
وقد وجدت بعضها في كتاب "العلل ومعرفة الرجال" وأشرت إلى
مواضعها أثناء التحقيق، وبعضها لم أجده فلعله من كتاب التاريخ
وهو مفقود.
8- خليفة بن خياط (ت240 هـ) :
له كتاب "الطبقات"، و "التاريخ"، مطبوعان.
اقتبس الخطيب من خليفة "10" نصوص، وذلك من طريق أبي سعيد بن
حسنويه الكاتب، - أبي مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ
بْنِ جَعْفَرِ بن حيان – عمر بن أحمد الأهوازي – عنه، ... ،
ويروي عنه أحياناً بلفظ قال: ...
وبعد المقارنة ظهر لي أن هذه النصوص التي أوردها الخطيب في
السابق واللاحق عن خليفة هي من كتاب "الطبقات"2 وتتضمن
المعلومات التي ينقلها الخطيب عن خليفة أخبار الرواة وأحوالهم
ووفياتهم.
__________
1 مفقود، انظر: المواردص:341.
2 انظر: المواردص:390.
(1/22)
9- الإمام أحمد بن محمد بن حنبل (ت 241 هـ)
:
ذكرت المصادر أن له كتاب "التاريخ" وكتاب "العلل والرجال"،
والأول مفقود والثاني طبع منه المجلد الأول.1
اقتطف منه الخطيب في السابق واللاحق نصاً واحداً ورواه عنه
بلفظ: قال الإمام أحمد مما يدل على أنه من كتاب.
وموضوع النص الذي استقاه الخطيب عن أحمد هو في وفاة أبي إسحاق
إبراهيم بن محمد الفزاري فلعله من أحد كتابيه هذين.
10- عمرو بن علي الفلاس المدني (ت 249 هـ) :
له كتاب "التاريخ" وهو مفقود.
اقتبس منه الخطيب في السابق واللاحق أكثر من "5" نصوص.
ويروي عنه الخطيب من طريق على بن أحمد بن محمد بن الرزاز –
محمد بن أحمد بن الحسن الصواف = بشر بن موسى عنه.
وطبيعة المادة التي اقتطفها الخطيب من الفلاس تتضمن وفيات
وأحوال الرواة فلعلها من تاريخه.
11- أبو موسى محمد بن المثنى العنزي الزمن (ت 252 هـ) :
ذكرت المصادر له كتاب "التاريخ"2، اقتبس منه الخطيب "11" نصاً،
وذلك من طريق أبي القاسم الأزهر – محمد بن العباس الخزاز –
إبراهيم بن محمد الكندي عنه ... وأحيانا يروي عنه بلفظ قال:
...
__________
1 انظر: المواردص: 342.
2 مفقود، انظر: الموارد ص: 405.
(1/23)
12-محمد بن إسماعيل البخاري (ت 256 هـ) :
"التاريخ الكبير" مطبوع – اقتبس منه الخطيب "4" نصوص من طريق
محمد بن الفضل القطان – علي بن إبراهيم المستملي – محمد بن
سليمان بن فارس عنه..
13- أبو علي حنبل إسحاق بن حنبل الشيباني (ت 273هـ) :
له كتاب "التاريخ".
اقتبس منه الخطيب "9" نصوص من طريق محمد بن أحمد بن رزق –
عثمان بن أحمد الدقاق عنه..
14- يعقوب بن سفيان الفسوي (ت 277 هـ) :
"المعرفة والتاريخ"، مطبوع.
اقتبس منه الخطيب "13" نصاً من طريق محمد بن الحسين بن الفضل
القطان – عبد الله بن جعفر بن دستويه عنه ...
15- أبو العباس أحمد بن علي الأبار (ت 290 هـ) .
ذكرت له المصادر كتاب "التاريخ"1.
اقتبس منه الخطيب "5" نصوص، وذلك بلفظ قال: ...
16- مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ
الْحَضْرَمِيُّ مطين (ت297 هـ) :
له كتاب "التاريخ"2.
__________
1 مفقود، انظر: الموارد ص: 359.
2 انظر: موارد الخطيب ص: 360.
(1/24)
اقتبس منه الخطيب " 7" نصوص، من طريق محمد
بن الحسين بن الفضل القطان – جعفر بن محمد الخلدي.
17- أَبُو عَرُوبَةَ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ
مَوْدُودٍ الحراني (ت 318 هـ) :
ذكرت له المصادر كتاب "التاريخ أو تاريخ حران"1.
اقتبس منه الخطيب نصاً واحداً من طريق البرقاني، والباقرحي عن
أبي بكر الأبهري عنه.
18- محمد بن مخلد الدوري العطار (ت 331 هـ) :
له "معجم شيوخ"2.
اقتبس منه الخطيب "3" نصوص من طريق عمر بن إبراهيم الفقيه –
محمد بن العباس الخزاز عنه، وأحيانا يقول قرأت في كتاب محمد بن
مخلد ...
19- أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ
بن عقدة (ت 332 هـ) :
ذكرت المصادر له كتاب "الوفيات".
اقتبس منه الخطيب نصاً واحداً من طريق أحمد بن علي التوزي ت
أحمد بن الفرج الوراق - عنه.
20- أحمد بن محمد بن ياسين الحداد الهروي (ت 334 هـ) :
له "تاريخ هراة "3.
__________
1 انظر: الموارد ص: 296.
2 انظر: الموارد ص:416.
3 انظر: الموارد ص: 284.
(1/25)
اقتبس منه الخطيب نصاً واحداً من طريق أبي
محمد الخلال – عثمان الدقاق – علي البلخي – أحمد بن محمد بن
رمح – عنه.
21- أبو الحسين أحمد بن جعفر بن محمد بن المناوي (ت 336 هـ) :
له كتاب " التاريخ "1.
اقتبس منه الخطيب نصين فقط من طريق محمد بن عبد الواحد الأكبر
– محمد بن العباس الخزاز – عنه.
22- أبو سعيد عبد الرحمن بن أحمد بن يونس المصري (ت 347 هـ) :
له كتاب " تاريخ مصر، كتاب الغرباء"2.
يروي عنه الخطيب من طريق أحمد بن محمد الماليني – عبد الواحد
بن محمد بن مسرور عنه.
اقتبس منه الخطيب في السابق واللاحق نصاً واحداً.
23- أبو محمد إسماعيل بن علي الخطمي (ت 350 هـ) :
له " تاريخ الخلفاء "3.
اقتبس منه الخطيب "3" نصوص من طريق محمد بن أحمد بن رزق عنه.
24- عبد الباقي بن قانع (ت 351 هـ) :
له كتاب "الوفيات"4.
__________
1 انظر: الموارد ص: 284.
2 انظر: الموارد ص: 299.
3 انظر: الموارد ص: 151.
4 انظر: الموارد ص: 406.
(1/26)
اقتبس منه الخطيب في السابق واللاحق "48"
نصاً من طريق السمسار – الصفار عنه ...
25- عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ حيان
أبو الشيخ 369 هـ:
له "طبقات المحدثين بأصبهان"1.
اقتبس منه الخطيب نصين من طريق أبي نعيم الأصبهان.
26- أبو حفص عمر بن أحمد بن شاهين 385 هـ:
له كتاب "الثقات، التاريخ"2.
اقتبس منه الخطيب نصين من طريق الحسين بن علي الطناجيري عنه.
وبعد الرجوع إلى "الثقات" لم أجدها فيه فلعله نقل ذلك
من"التاريخ" وهو مفقود.
27- أبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني ت 430 هـ:
له كتاب "أخبار أصبهان" مطبوع.
اقتبس منه الخطيب "9" نصوص وهو يروي عنه مباشرة بلفظ قال أو
سمعت أو نحو ذلك.
__________
1 انظر: الموارد ص: 190، وقد حقق وقدم للماجستير في الجامعة
الإسلامية، وقد طبع في أربعة مجلدات بتحقيق د عبد الغفور
البلوشي.
2 انظر: الموارد ص: 313، والتاريخ مفقود، أما الثقات فيحقق في
جامعة الإمام محمد بن سعود بالرياض وله نسخ عديدة.
(1/27)
4- منهج الخطيب في كتاب السابق واللاحق:
قلنا فيما مضى أن الخطيب ابتكر هذا النوع من التأليف إذ لم
يسبق إليه فيما نعلم وقد اشار مؤلفه في المقدمة إلى أنه ضمنه
ذِكْرَ مَنِ اشْتَرَكَ فِي الرِّوَايَةِ عَنْهُ مِنْ تباين وقت
وفاتيهما تبايناً شديداً وتأخر أحدهما عن الآخر تأخراً
شديداً1.
وقد جعل اعتبار اقل فرق بين وفاة الراويين مدة ستين سنة فإن قل
الفرق عن ذلك أهمله وهذا هو شرطه 2، ورتب اسماء المذكورين على
حروف المعجم من أوائل أسمائهم، وأورد لكل من الشيخين الراويين
عن شيخ واحد رواية ثم يذكر سنتي وفاتيهما والمدة بينهما، لكنه
عدل عن طريقته في منتف3 الكتاب تقريباً فلم يعد يستعمل
الأسانيد عند ذكر تواريخ الوفيات ولا الاستشهاد بروايات
الراويين عن شيخ واحد، إلا نادراً، بل اكتفى بذكر اسميهما ومدة
ما بين وفاتيهما، ثم يقول: توفي فلان سنة كذا وكذا أو بلغني أن
فلاناً توفي سنة كذا وكذا بدون ذكر للإسناد.
وفي آخر الكتاب أكثر من الإحالات على ما سبق في ذكر وفاة
الرواة، وأحياناً يبيّن الباب الذي تقدم فيه والترجمة وأحياناً
يقتصر على قوله تقدم ذكر
__________
1 السابق واللاحق ص: 2.
2 السابق واللاحق ص: 3.
3 المصدر السابق ص: 68 وما بعها.
(1/28)
وفاة فلان1.
5- وهذه جريرة بأسماء شيوخ الخطيب الذين روى عنهم في السابق
واللاحق وبالمقارنة مع الشيوخ الذين أخذ عنهم العلم والذين نص
على ذكرهم في مشائخه كل من ترجم له نجد هؤلاء الموجودين هنا هم
أنفسهم أولئك وبهذا يتأكد نسبة الكتاب إليه.
هذا وقد اكتفيت في ترتيبهم على حسب تسلسل ورودهم في الكتاب
فذكرت الصفحة – من المخطوط – التي ذكر فيها أول مرة فقط ولم
أذكر الصفحات التي تكرر فيها.
الاسم ... الصفحة
1- أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ
البرقاني ... 3
2- أحمد بن محمد بن حسنون النرسي ... 3
3- عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بشران
المعدل ... 4
4- أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ الحرشي
الحيري ... 4
5- أبو سعيد إسماعيل بن علي الاستراباذي ... 4
6- أبو سعد مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ الْفَضْلِ بْنِ
شَاذَانَ الصيرفي ... 5
7- أبو الفضل علي بن الحسين الفكي ... 5
8- أبو القاسم عبيد الله بن أبي الفتح الأزهري ... 5
__________
1 انظر مثلاُ: ترجمة الإمام مالك إذ يكثر فيها إحالات المؤلف
على ما سبق ذكره.
(1/29)
الاسم ... الصفحة
9- أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ
السمسار ... 5
10- أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ
مُحَمَّدِ بن الفضل القطان ... 6
11- أَبُو طَالِبٍ يَحْيَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ الطَّيِّبِ
العجلي الدسكري ... 6
12- أَبُو الْفَتْحِ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَرَ بْنِ خلف
الرزاز ... 7
13- أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الله
المقرئ ... 7
14- أبو الحسن أحمد بن محمد أبو جعفر القطيعي العتيقي ... 7
15- محمد بن أحمد بن يعقوب المعدل ... 8
16- أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ
البزار ... 8
17- حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق ... 9
18- إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
النَّيْسَابُورِيُّ ... 10
19- أبو سعد الحسين بن عثمان الشيرازي ... 10
20- أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَخُو
أبي محمد الخلال ... 10
21-أبو الحسن أحمد بن محمد بن موسى الصلت الأهوازي ... 10
22- إبراهيم بن مخلد بن جعفر المعدل ... 10
23- هلال بن محمد بن جعفر الحفار ... 10
24- الحسن بن علي الجوهري ...
11
25- أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مهدي
... 12
26- أبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني ... 14
27-أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
الْمُقْرِئُ ... 14
(1/30)
الاسم ... الصفحة
28- أبو الفتح أحمد بن علي الأيادي ... 14
29- هبة الله بن أحمد المأموني ... 14
30- أبو بكر محمد بن علي الحراني ... 14
31- أحمد بن علي بن حسين التوزي ... 15
32- الحسن بن علي بن عبد الله المغربي ... 15
33- الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ بَشَّارٍ
النيسابوري ... 15
34- أبو محمد الحسن بن محمد الخلال ... 16
35- أبو الفرج حسين بن علي الطناجيري ... 17
36- الحسن بن أبي بكر بن شاذان ... 18
37- محمد بن محمد بن علي النيسابوري ... 20
38- الحسن بن الحسين بن المنذر القاضي ... 20
39- علي بن أحمد الرزاز ... 21
40 الحسن بن أبي طالب ... 22
41- عمر بن أحمد بن إبراهيم العبدوي ... 22
42- أحمد بن علي بن الحسين البادا ... 23
43- إسحاق بن إبراهيم بن مخلد الفارسي ... 23
44- أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي ... 23
45- محمد بن محمد بن عثمان السواق ... 24
46- أبو الحسن محمد بن عبد الواحد ... 25
(1/31)
الاسم ... الصفحة
47- أحمد بن محمد بن أحمد الواعظ ... 25
48- علي بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ
الطَّرَازِيُّ ... 28
49- أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ
... 29
50 عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ
الْقَزْوِينِيُّ ... 33
51- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ
السكري ... 36
52- مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَخْلَدٍ
البزار ... 36
53- أحمد بن علي بن يزداد القارئ ... 37
54- أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدُوسٍ الجصاص
الأهوازي ... 38
55- أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ عُمَرَ بْنِ برهان
الغزال ... 39
56- الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّدٍ يُوسُفُ بْنُ رَبَاحِ بْنِ علي
المقرئ ... 40
57- عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ دَاوُدَ الرزاز
... 41
58- علي بن محمد بن عبد الله المقري الحذاء ... 44
59- منصور بن ربيعة الزهري الخطيب الدينوري ... 51
60- أبو سَعْدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ
الْمَالِينِيُّ الهروي ... 53
61- أَبُو الْفَرَجِ عَبْدُ السَّلامِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ
القرشي ... 59
62- أبو سعيد الحسن بن محمد بن حسنويه الك ... 87
63- أبو أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ
الأَخْرَمُ ... 97
(1/32)
6- منهجي في التحقيق:
أولاً: قمت بتحقيق النص وقراءته قراءة صحيحة حسب الإمكان،
فصححت ما صحف وأكملت ما سقط على حسب الاستطاعة.
ثانياً: اكتفيت في التراجم – غالبا – بتراجم من تكلم فيهم فقط
ولو بجرح بسيط، وكذلك تقييد المهمل وتبيين المبهم مع الضبط
بالشكل ما أمكن ونحو ذلك.
ثالثاً: خرجت الأحاديث الواردة في الكتاب مكتفياً بعزوها إلى
مصادرها ولم أتكلم على الحديث صحة وضعفاً إلا يسيراً، وقد بلغ
عددها ما يقارب سبعين حديثاً وأثراً.
رابعاً: عرّفت بالغريب وأسماء الأماكن وما أشكل من النص حسب
الاستطاعة.
خامساً: عزوت النصوص التي اقتبسها الخطيب من الكتب السابقة إلى
مصادرها وحصرتها بين علامتي تنصيص.
وكذلك النصوص التي اقتبسها منه المصنفون اللاحقون له أشرت إلى
مواضعها هناك.
سادساً: وضعت فهرساً للأحاديث، وآخر للأعلام الذين عرفت بهم في
الحواشي.
هذا وقد اكتفيت في التعريف بالعلم في الحاشية بذكر أقوال أشهر
النقاد فيه جرحاً وتعديلاً، ولم اقتصر على التقريب وحده وإن
كنت حرصت كثيراً على ذكر قول ابن حجر في ختام الأقوال في
الراوي، وقد اعتمدت في الوقوف على
(1/33)
أقوال النقاد في الراوي، كتاب الجرح
والتعديل وتاريخ بغداد والتهذيب والتقريب والميزان والمجروحين
وغيرها.
سابعاً: وضعت مقدمة للكتاب تشمل:
أولاً: ترجمة للمؤلف تضمنت النقاط التالية:
1- اسمه وكنيته ونشأته وسنتي ولادته ووفاته.
2- طلبه للعلم ورحلته.
3- أشهر شيوخه وتلاميذه
4- مكانته العلمية بين العلماء.
5- عقيدته ومذهبه.
6- ختمت ترجمته بذكر بعض مؤلفاته وخاصة المتعلق منها بالرجال
وقد أوجزت جداً في ترجمته لأنه قد درس دراسة تفصيلية من قبل
الأستاذ يوسف العش وفضيلة الدكتور أكرم ضياء العمري والدكتور
محمود الطحان.
ثانياً: دراسة تفصيلية عن الكتاب وقد ضمنتها النقاط التالية:
أ- تعريف السابق واللاحق وصلته بكتب الوفيات وتطرقت إلى ذكر
فوائد ضبطه عند المحدثين.
2-توثيق نسبة الكتاب إلى المؤلف وقد أثبت ذلك من المصادر
التالية:
أ - أسانيد الكتاب.
ب - كتب المصطلح التي نصت على ذكره ونسبته للخطيب البغدادي.
ج- الكتب التي ترجمت للخطيب وذكرت السابق واللاحق ضمن مؤلفاته.
(1/34)
د- تطابق النصوص التي نقلتها منه المصادر
اللاحقة به، ونصت على اسم كتاب.
1- موارد الخطيب في السابق واللاحق وقسمتها إلى ثلاثة أقسام:
أ - كتب الحديث وقد بلغت 7 سبعة مصادر.
ب - كتب الرجال وقد بلغت 27 سبعة وعشرين مصدراً.
ج- كتب أخرى نقل منها المؤلف بعض النصوص الأدبية والأخبارية
والشعرية وهي قليلة ولم أستطع الجزم بكتب معينة في هذا المجال.
2- وصف النسخة المعتمدة في التحقيق مع التعريف بسندها، وهذه
النسخة فريدة ويوجد أصلها بمكتبة شستربيني بايرلندا تحت
رقم3508.
3- منهج الخطيب في السابق واللاحق.
4- ذكرت جريدة بأسماء شيوخ الخطيب الذين روى عنهم في السابق
واللاحق وقد جاوز عددهم 63 شيخاً.
5- ختمت المقدمة ببيان منهجي في التحقيق.
ثامناً: المصاعب التي واجهتني في التحقيق:
1- أولى هذه المصاعب كون النسخة فريدة.
2- كثرة السقط والتصحيف في هذه النسخة وقد أشرت إلى ذلك عند
وصف النسخة وأضيف إلى ذلك ما يلي:
1- عمر بن الحسين القطان أبو بكر صوابه محمد بن الحسين القطان.
2- عمر بن أحمد بن عمران صوابه جعفر بن أحمد بن حمدان.
3- إبراهيم بن محمد صوابه عبيد الله بن محمد.
(1/35)
1- سعيد بن أبي شعبة صوابه سعيد بن أبي
سعيد المقبري.
2- محمد بن عيسى الصباغ صوابه الطباع وغير ذلك كثير.
1- تدليس الخطيب بعض شيوخه مثل شيخه أحمد بن محمد بن الحسن
العتيقي يروي عنه أحيانا باسم أحمد بن أبي جعفر القطيعي، وبحثت
عن ترجمة القطيعي هذا كثيراً دون نتيجة وأخيراً وجدت في
الأنساب للسمعاني في باب القطيعي قوله: أحمد بن أبي جعفر
القطيعي هو أحمد بن محمد بن الحسن العتيقي كان الخطيب إذا روى
عنه في حياته فنسبه إلى قطيعة بني عيسى ناحية من بغداد كان
يسكنها العتيقي.
أبو عبد الله الحاكم يذكره الخطيب أحياناً باسم محمد بن عبد
الله بن نعيم.
2- عدم استطاعتي الوقوف على بعض تراجم شيوخ الخطيب
النيسابوريين لعدم توفر المراجع التي ترجمت لهم.
3- إبهام بعض الأشخاص مثل قوله: ... عن خَلَفُ بْنُ عَبْدِ
الْعَزِيزِ قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي وَعَمِّي عَنْ
جَدِّي عَنْ شُعْبَةَ، فوجدت صعوبة في معرفة جد خلف هذا وأصعب
منه معرفة عم خلف، وبعد جهد وبحث طويل تمكنت من التعريف بهم
جميعاً.
وغير ذلك كثير من المصاعب التي واجهتني أثناء البحث.
7- وصف النسخة المعتمدة في التحقيق:
اعتمدت في تحقيق كتاب السابق واللاحق – على نسخة مصورة محفوظة
في مكتبة الجامعة الإسلامية – تقع في مجلد واحد – تحت رقم 69 –
مصورة عن
(1/36)
النسخة المحفوظة بدار الكتب المصرية تحت
رقم381- وقد تبين لي أنها مصورة عن الأصل المحفوظ بمكتبة
شستربيني بايرلندا تحت رقم3508.
وهي نسخة فريدة وليست – كما قال الأستاذ خير الدين الزركلي1 -
نسختين، حيث قمت بجلب نسخة شستربيني وقابلتها مع الصورة
الموجودة بمكتبة الجامعة الإسلامية فوجدتها نفس النسخة، ولم
استفد من ذلك سوى إكمال الصفحة السادسة بعد المائة، التي سقطت
من مصورة دار الكتب المصرية.
وهذه النسخة الفريدة تقع في148 ثمان وأربعين ومائة صفحة وهي
ناقصة من آخرها بمقدار صفحة أو صفحتين، وعدد اسطر كل صفحة
يتراوح ما بين 17 إلى 19 سطر، وكل سطر ما بين 10 – 12 كلمة
تقريباً.
وخطها خط رقعة جميل وواضح مقروء وحروفها كبيرة وبارزة ومنقوطة،
هذا ويوجد في هذه النسخة بعض السقط والطمس اليسير.
من ذلك مثلاً: سقط من آخر ترجمة الإمام أحمد – أول ترجمة في
الكتاب – أول ترجمة أحمد بن إبراهيم الدورقيص- 9، وكذلك في
صفحة 106 في ترجمة عبد الوهاب بن الضحاك يقرب من سطرين
تقريباً، وكذلك هناك نقص من آخر صفحة 108- 109- آخر ترجمة علي
بن الجعد الجوهري إلى أول ترجمة علي بن عمر الجريري.
وهناك أيضاً سقط في صفحة 133 في ترجمة الإمام مالك بن أنس، عند
__________
1 انظر: أعلام المستدرك2/23.
(1/37)
ذكر رواية زهير بن معاوية عنه ويقدر أيضاً
بما يقرب من سطرين.
هذا ويوجد في صفحة 65 كلام مدرج ليس من كلام المؤلف، فيحتمل
أنه من كلام أحد رواة النسخة أو من الناسخ نفسه.
هذا ولا يوجد في النسخة اسم كاتبها وليس عليها سماعات ولا ما
يدل على أنها عورضت بنسخة أخرى إلا أنه يوجد على هامش صفحة 129
تعليق لعبد القادر بن بدران الدمشقي صاحب تهذيب تاريخ عساكر
وشارح سنن ابن ماجة، مما يدل على أنه اطلع على هذه النسخة
وقرأها.
هذا ويكثر في هذه النسخة اللحق وهو تصحيح الناسخ في الهامش
لبعض الكلمات التي سقطت أثناء النسخ.
كذلك يوجد على ظهر الورقة الأولى منها وتحت اسم الكتاب وسند
النسخة عبارة: " دخل في ملك الفقير الحاج محمد بن أحمد المغربي
سنة 1209 هـ".
هذا ولا يوجد في هذه النسخة تجزئة للكتاب أي تحديد بداية كل
جزء ونهايته إلا مرة واحدة في آخر ترجمة إسماعيل بن إبراهيم بن
علية حيث ورود في هامش صفحة 40 عبارة "آخر الجزء الأول من
أجزاء الخطيب رحمه الله" ولم يتكرر ذلك علما بأن الكتاب يقع في
تسعة أجزاء وقيل عشرة.
(كما ذكر ذلك يوسف العش ص: 131، وأكرم العمري في موارد الخطيب
ص: 73- 74) .
(1/38)
هذا وتحتوي هذه النسخة على230 ترجمة، تبدأ
بأحمد بن حنبل وتنتهي بيعقوب بن إبراهيم الدورقي.
التعريف بسند النسخة:
إن النسخة التي وصلت إلينا والتي قمت بتحقيقها هي من رواية:
أبي الحسن علي بن خلف بن معزوز – بزايين – بن علي بن عبد الله
الكومي – بالميم – المحمودي التلمساني عن أبي محمد عبد الله بن
أحمد بن الخشاب- والجزء الأول كله أو أكثره عن أَبِي الْفَضْلِ
أَحْمَدَ بْنِ صَالِحِ بْنِ شَافِعٍ المعدل – عن أَبِي
الْقَاسِمِ هِبَةِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن أحمد
الشروطي – بالشين والطاء المضمومتين – الواسطي عن أبي بكر
الخطيب البغدادي.
فراوي النسخة عن الخطيب هو:
1- أبو الْقَاسِمِ هِبَةِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
أحمد الشروطي الواسطي1، وهو محدث فقيه ذكره السمعاني والذهبي
وابن عساكر في تلاميذ الخطيب، توفي سنة 528 هـ.
2- وروى هذه النسخة عنه بكاملها:
أ - أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أحمد
بن أحمد بن الخشاب2 البغدادي الحنبلي.
__________
1 الخطيب البغدادي ليوسف العش ص: 89، شذرات الذهب4/86.
2 طبقات الحنابلة1/316، البداية والنهاية12/269، شذرات
الذهب4/220.
(1/39)
قال ابن نقطة: "هو من الحفاظ الذين يعتمد
على ضبطهم"، وقال ابن الجوزي: "انتهى إليه معرفة النحو واللغة
والحساب والهندسة والفرائض والحديث وغيرها"، وقال السمعاني:
"له معرفة تامة بالحديث، يقرأ الحديث قراءة سريعة حسنة صحيحة
مفهومة، وكان ينتحل مذهب الإمام أحمد، وكان ظريفاً مزاحاً"،
قال الموفق المقدسي: "كان ثقة في الحديث والنقل، ولد سنة 492
هـ، ومات سنة 567 هـ".
وراوي الجزء الأول عن أبي القاسم هبة الله:
أ - أبو الْفَضْلِ أَحْمَدَ بْنِ صَالِحِ بْنِ شَافِعٍ
الْمُعَدَّلِ1 الجيلي الحافظ المفيد له تاريخ مرتب على السنين
بدأه بسنة 463هـ وانتهى بعد سنة 560 بقليل، مات ولم يبيضه.
قال ابن النجار: "كان حافظاً متقناً ضابطاً محققاً حسن القراءة
صحيح النقل ثبتاً حجة، متمسكاً بالسنة على طريقة السلف".
قال ابن رجب: "كان أحد العلماء المعدلين والفضلاء المحدثين"،
ولد سنة 520 هـ، ومات سنة 565 هـ.
3- وراويها عنهما هو: علي بن خلف بن معزوز – بزايين – بن علي
بن عبد الله المعروف بالكومي – بالميم – المحمودي التلمساني
المالكي 2.
__________
1 انظر: ذيل طبقات الحنابلة1/311، شذرات الذهب4/215.
2 انظر: التكملة للمنذري2/411، المشتبه للذهبي2/602، العقد
الثمين6/157.
(1/40)
قال المنذري: "هو الفقيه الإمام، تفقه على
مذهب مالك بن أنس، نظر في الأصول والحديث وغيرهما من العلوم،
على ورع وزهد وعبادة وكان شديد العناية والاجتهاد في السماع
والكتابة، وكانت له رحلة إلى مكة وجاور بها سنين، ثم رحل إلى
بغداد ثم الاسكندرية".
(1/41)
مقدمة المؤلف:
أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ الإِمَامُ الْعَالِمُ أَبُو مُحَمَّدٍ
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَحْمَدَ
بْنِ الْخَشَّابِ – رَحِمَهُ اللَّهُ – قِرَاءَةً عَلَيْهِ –
وَذَلِكَ فِي يَوْمِ الاثْنَيْنِ ثَامِنَ الْمُحَرَّمِ سَنَةَ
سِتٍّ وستين وخمسمائة – وَأَرَانِي قَدْ سَمِعْتُ هَذَا
الْجُزْءَ الأَوَّلَ كُلَّهُ أو أكثره من أَبِي الْفَضْلِ
أَحْمَدَ بْنِ صَالِحِ بْنِ شَافِعٍ الْمُعَدَّلِ مِنْ
لَفْظِهِ، ثنا أَبُو الْقَاسِمِ هِبَةُ اللَّهِ – وَقَالَ
ابْنُ الْخَشَّابِ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْقَاسِمِ هِبَةِ
اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ الْوَاسِطِيِّ فِي
يَوْمِ الأَحَدِ رَابِعَ عَشَرَ من شعبان من سنة ست وعشرين
وخمسمائة، ثنا الشَّيْخُ الْخَطِيبُ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ
بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ الْحَافِظُ، قَالَ:
الْحَمْدُ للَّهِ الأَوَّلِ بِلا بِدَايَةٍ وَالآخِرِ إِلَى
غَيْرِ نِهَايَةٍ وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ خَاتَمِ
النَّبِيِّينَ وَعَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ وَصَحَابَتِهِ
الْمَرْضِيِّينَ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِالإِحْسَانِ
أَجْمَعِينَ.
هَذَا كِتَابٌ ضَمَّنْتُهُ ذِكْرَ مَنِ اشْتَرَكَ فِي
الرِّوَايَةِ عَنْهُ [مِنْ] 1 تَبَايُنِ وَقْتِ وَفَاتَيْهِمَا
تَبَايُنًا شَدِيدًا وَتَأَخُّرِ مَوْتِ أَحَدِهِمَا عَنِ
الآخَرِ تَأَخُّرًا بَعِيدًا وَسَمَّيْتُهُ: كِتَابَ
السَّابِقِ وَاللاحِقِ إِشَارَةً إِلَى لَحَاقِ الْمُتَأَخِّرِ
بِالْمُتَقَدِّمِ فِي رِوَايَتِهِ وَإِنْ كَانَ غَيْرَ
مَعْدُودٍ فِي أَهْلِ/ عَصْرِهِ وَطَبَقَتِهِ.
وَقَدْ كَانَ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ
مُحَمَّدٍ الْحَرْبِيُّ2 فِيمَا ذَكَرَ لَنَا عَنْهُ
__________
1 ما بين المعكوفتين زيادة ليست في الأصل، والمعنى يقتضي
إثباتها.
2 انظر ترجمته في: تاريخ بغداد 12/40.
(1/48)
عَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ الْبَصْرِيُّ1
يَقُولُ عَلَى سبيل الافتخار: لألحقن الصغار بالكبار، (حثنا
أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ) 2.
وَيَجْمَعُ هَذَا الْفَنَّ بَيْنَ فَضْلِ عُلُوِّ الإِسْنَادِ
فِي النُّفُوسِ وَتَوَجُّهِ لَذَّةِ حَلاوَتِهِ فِي
الْقُلُوبِ، وَكَانَ الَّذِي دَعَانِي إِلَى رَسْمِهِ وَجَمْعِ
الْمُتَفَرِّقِ مِنْهُ وَضَمِّهِ:
مَا حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ
غَالِبٍ الْبَرْقَانِيُّ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ علي بن عمر بن
أحمد الداقطني قَالَ: رَوَى عَنْ مَالِكٍ رَجُلانِ بَيْنَهُمَا
مِائَةُ سنة، ربيعة بن أبي عبد الرحمن وأبا حُذَافَةَ
السَّهْمِيِّ.
فَنَظَرْتُ وَإِذَا جَمَاعَةٌ مِنَ الْعُلَمَاءِ قَدْ
[ظَاهَرُوا] 3 مَالِكًا فِي تَبَايُنِ مَوْتِ الرُّوَاةِ
عَنْهُمْ وَفِيهِمْ مَنْ كَانَتِ الْمُدَّةُ الْمُتَقَدِّمَةُ
لِتَبَايُنِ مَوْتِ مَنْ رَوَى عَنْهُ زَائِدَةً عَلَى مِائَةِ
سَنَةٍ وَفِيهِمْ مَنْ قَصُرَتْ مُدَّتُهُ عَنْهَا.
فَذَكَرْتُ جَمِيعَهُمْ وَأَلْحَقْتُ بِهِمْ مَنْ قَارَبَهُمْ،
وَجَعَلْتُ اعْتِبَارَ أَقَلِّ مُدَدِهِمْ أَنْ تَكُونَ
زَائِدَةً عَلَى السِّتِّينَ، دُونَ مَا قَصُرَ عَنْهَا مِنَ
السِّتِّينَ، لأَنَّهَا الْقَدْرُ الَّذِي حَدَّهُ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَعْمَارِ
أُمَّتِهِ وَالْغَايَةُ الْمُؤَقَّتَةُ لإلعذار اللَّهِ عَزَّ
وَجَلَّ إِلَى خَلِيقَتِهِ.
أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ
حَسْنُونٍ النَّرْسِيُّ ثنا علي [بن] 4
__________
1 هو أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي.
2 لم أجد معنى لوجود هذه الجملة هنا، وأحمد بن الحسن بن عبد
الجبار شيخ لأبي الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ
الْحَرْبِيُّ المتقدم ذكره فلعل في الكلام سقط والله أعلم.
3 في الأصل: "صاهراً "ولا يستقيم المعنى إلا بما أثبته.
4 في الأصل: "أبي "، والتصويب من تاريخ بغداد.
(1/49)
الْفَضْلِ بْنِ إِدْرِيسَ1 (السُّتُورِيُّ)
2 ثنا "الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ الْعَبْدِيُّ ثنا عَبْدُ
الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُحَارِبِيُّ3 عَنْ مُحَمَّدِ
بْنِ عَمْرٍو45 عَنْ أَبِي [سَلَمَةَ] 6 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
قَالَ: قَالَ رَسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ/:
"أَعْمَارُ أُمَّتِي مَا بَيْنَ السِّتِّينَ إِلَى
السَّبْعِينَ وَأَقَلُّهُمْ مَنْ يَجُوزُ ذَلِكَ " 7
__________
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ الْمُعَدَّلُ أنبا أبو
1 قال الخطيب: وثقه العتيقي، مات سنة 343هـ، تاريخ بغداد
12/48.
2 في الأصل: "السيوري" بالياء المثناة التحتانية، والتصويب من
اللباب وتاريخ بغداد، ونسبته إلى الستور جمع ستر بالمثناة
الفوقية، انظر: اللباب 2/103.
3 أبو محمد الكوفي، وثقه ابن معين والنسائي وابن سعد، قال أبو
حاتم: صدوق إذا حدث عن الثقات، روى عن المجاهيل أحاديث منكرة
ففسد حديثه، مات سنة 195هـ، انظر: الجرح والتعديل 2/2/282،
التهذيب 6/265.
4 في الأصل: "عمرويه "، والتصويب من الميزان والتهذيب.
5 ابن علقمة الليثي المدني، وثقه ابن معين ومرة قال: يتقون
حديثه، قال أبو حاتم: صالح الحديث، وقال النسائي: ليس به بأس،
وقال الحافظ في التقريب: صدوق له أوهام، مات سنة 144 أو 145.
انظر: الميزان 3/673، التهذيب 9/375.
6 في الأصل: "سليم" وهو تصحيف، والتصويب من سنن الترمذي.
7 رواه الترمذي في جامعه كتاب الدعوات 5/553، وقال: حسن غريب
من حديث محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة، وقد روى من
غير وجه عن أبي هريرة، ورواه أيضاً مختصراً في الزهد 4/566.
(1/50)
عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ
عَبْدِ اللَّهِ الرَّقَّاقُ ثنا الْحَسَنُ بْنُ سَلامٍ
السَّوَّاقُ1 ثنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ – هُوَ عَبْدُ
اللَّهِ بْنُ يزيد المقرئ – ثنا سعد2 – يعني – بن أَبِي
أَيُّوبَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلانَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ
أَبِي (سَعِيدٍ) 3 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "مَنْ أَتَتْ
عَلَيْهِ سِتُّونَ سَنَةً فَقَدْ أَعْذَرَ اللَّهُ تَعَالَى
إِلَيْهِ فِي الْعُمُرِ" 4.
وَقَدْ رَتَّبْتُ أَسْمَاءَ الْمَذْكُورِينَ فِي كِتَابِي
هَذَا عَلَى نَسَقِ حُرُوفِ الْمُعْجَمِ مِنْ أَوَائِلِ
أَسْمَائِهِمْ، وَأَوْرَدْتُ مَا تَيَسَّرَ إِيرَادُهُ مِنْ
رِوَايَاتِهِمْ وَاللَّهُ تَعَالَى أَسْأَلُ الْعِصْمَةَ مِنَ
الزَّلَلِ وَحُسْنَ التَّوْفِيقِ لِصَوَابِ الْقَوْلِ والعمل
فإن إليه الإنابة وعليه المتكل.
__________
1 قال الخطيب: وثقه الدارقطني، مات سنة 277 هـ، انظر: تاريخ
بغداد 7/326.
2 كذا في الأصل، والصواب سعيد كما سيأتي في ترجمة موسى بن
أعين، وانظر: التهذيب لابن حجر 4/7.
3 في الأصل: "شعبة"، والتصويب من البخاري ومسند أحمد.
4 رواه البخارى في الصحيح – كتاب الرقائق، باب من بلغ ستين سنة
… 8/ 111, وأحمد في المسند 2/ 320، و405، 417.
(1/51)
|