الغاية في شرح الهداية في علم الرواية الْمَنْسُوب إِلَى غير أَبِيه
(239 - (ص) وميزوا أَنْسَاب ذى أم وَأب ... مِمَّن إِلَى
غَيرهمَا قد انتسب)
(240 - مثل بنى منية بنى عفراء ... وَابْن بُحَيْنَة بنى
بَيْضَاء)
(241 - وَابْن أَبى فى سلول أمة ... وَمثل مقداد لزوج أمه)
(ش) هَذَا نوع مِنْهُم، وَهُوَ من نسب إِلَى غير أَبِيه، ويأتى
على ضروب؛ اعتنى الْأَئِمَّة بتمييزها.
(1/254)
فَالْأول: من نسب إِلَى أمه، مثل: [يعلى بن
منية] بِضَم الْمِيم وَسُكُون النُّون بعْدهَا تَحْتَانِيَّة،
وَيُقَال: بل هى جدته، وَاسم أَبِيه أُميَّة، ومعاذ، ومعوذ [/
179] ، وعوذ، وَيُقَال: عَوْف، بَنو عفراء هى أمّهم وأبوهم
الحارس بن رِفَاعَة،
[وَعبد الله بن بُحَيْنَة] بِضَم الْمُوَحدَة، ثمَّ مُهْملَة
مَفْتُوحَة مصغرة، وَأَبوهُ مَالك، [وَبَنُو بَيْضَاء] وهم
سهل، وَسُهيْل، وَصَفوَان، وَاسم بَيْضَاء دعد، وأبوهم وهب.
والثانى: من نسب إِلَى جدته وَمِنْهُم: عبد الله بن أَبى ابْن
سلول، غير مَصْرُوف، وَتثبت الْألف من ابْن كِتَابَة.
وَالثَّالِث: من نسب إِلَى زوج أمه كالمقداد بن الْأسود، وَاسم
أَبِيه عَمْرو بن ثَعْلَب وَلم يذكر النَّاظِم مِثَالا لمن نسب
لِأَبِيهِ لكَونه الجادة، وَكَذَا لم يذكر النَّاظِم من نسب
إِلَى جده، وَمِنْه قَوْله [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] : " أَنا
النبى لَا كذب أَنا بن عبد الْمطلب ".
أوطان الروَاة وقبائلهم وبلدانهم وَالْموالى)
(242 - (ص) ولازم معرفَة الأوطان ... من الْقَبَائِل من
الْبلدَانِ)
(243 - كَذَلِك الْمولى من الصَّرِيح ... من الدعى من
الصَّحِيح)
(ش) : معرفَة أوطان الروَاة، وقبائلهم، وبلدانهم، من اللَّازِم
الذى يفْتَقر إِلَيْهِ حفاظ الحَدِيث، فَإِنَّهُم يتوصلون بذلك
إِلَى الإسمين المتفقين فى اللَّفْظَة؛ بِأَن ينظر فى
الشَّيْخ،
(1/255)
والذى روى عَنهُ بِحَيْثُ يكون أحد المتفقين فى اللَّفْظ
بلديه، يغلب على الظَّن أَنه هُوَ الْمَذْكُور فى السَّنَد،
لَا سِيمَا إِذا لم يعرف لَهُ سَماع بِغَيْر بَلَده، وَأَيْضًا
فقد يسْتَدلّ بِذكر وَطن الشَّيْخ، أَو ذكر مَكَان السماع على
الْإِرْسَال بَين الرِّوَايَتَيْنِ، إِذا لم يكن لَهما
اجْتِمَاع عِنْد من يكْتَفى بالمعاصرة، وَكَذَا من اللَّازِم
معرفَة [الْمولى] الذى هُوَ أَعم من كَونه، وَلَا عتاقة [/
180] أَو إِسْلَام أَو حلف لنَفسِهِ، أَو لأحد من آبَائِهِ [من
الصَّرِيح] أى الْخَالِص، نسبه من ذَلِك، السَّالِم مِنْهُ
بِحَيْثُ تميز أَحدهمَا من الآخر وَلَا يخفى عَلَيْهِ من انتسب
قريشيا مثلا. فيظنه من خالصهم تمسكا بِظَاهِر الْإِطْلَاق،
وَكَذَا معرفَة الدعيين جمع دعى، وَهُوَ من انتسب إِلَى غير
عشيرته وقبيلته، مِمَّن انتسابه صَحِيح.
وَفَائِدَته الإدعاء فى ذَلِك كُله التَّمْيِيز، وَقد يظْهر
فَائِدَته فى الْأَحْكَام الشَّرْعِيَّة فى الْأُمُور
الْمُشْتَرط فِيهَا النّسَب كالإمامة الْعُظْمَى، والكفاءة فى
النِّكَاح، أَو الْمُسْتَحبّ فِيهَا كالتقديم فى الصَّلَاة،
وَنَحْو ذَلِك |