الفصل للوصل المدرج في النقل

باب ذكر الأحاديث المسندة المرفوعة التي وصلت بها ألفاظ التابعين وأدرجت فيها1
__________
1. هذا هو النوع الثاني من أنواع المدرج عند الخطيب، والنوع الأول هو المتون المرفوعة التي وصلت بها ألفاظ الصحابة رضي الله عنهم.

(1/251)


20- حَدِيثٌ آخَرُ:
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْمُقْرِئُ نا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ الدِّينَوَرِيُّ الْمَعْرُوفُ بِبُرْهَانَ – نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ نا يَعْلَى بْنُ الْمِنْهَالِ السَّكُونِيُّ1 نا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّازِيُّ عَنِ الْجَرَّاحِ بْنِ الضَّحَّاكِ الْكِنْدِيِّ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ2 عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عُثْمَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ وَفَضْلُ الْقُرْآنِ عَلَى سَائِرِ الْكَلامِ كفضل الله على خلقه، وذلك أنه منه " 3.
__________
1. قال في اللباب 2/124: بفتح السين المهملة وضم الكاف وسكون الواو وآخرها النون، هذه النسبة إلى سكون بطن من كندة. أ. هـ.
ويعلى بن المنهال ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 9/305، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا ولم أجده في غير الجرح والتعديل.
2. قال الحافظ في الفتح 9/77: بمثلثلة بوزن جعفر ومنهم من ضبطه بكسر المثلثة، وهو من ثقات أهل الكوفة من طبقة الأعمش. أ. هـ.
3. ذكره الدارقطني في العلل 3/835 (تحقيق محفوظ) من طريق يعلى بن منهال.

(1/252)


قَالَ بُرْهَانُ: قَالَ الْحَضْرَمِيُّ1: لَيْسَ أَحَدٌ يَقُولُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ: " وذاك أَنَّهُ مِنْهُ " غَيْرَ هَذَا الشَّيْخِ، وسمعه يحيى (24/أ) الحماني من يَعْلَى بْنِ الْمِنْهَالِ هَذَا.
قَالَ الْخَطِيبُ: قَدْ وَافَقَهُ عَلَى هَذِهِ الرِّوَايَةِ شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ الرَّيِّ يُقَالُ لَهُ: عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْمُقْرِئُ2 - فَرَوَاهُ عَنِ الجراح بن الضحاك هكذا.
أخبرنا بِحَدِيثِهِ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ3 نا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ نيخاب4 الطيبيي نا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ5 - بِالرَّيِّ – أنا عبد الله ابن أَبِي جَعْفَرٍ6 أنا عَبْدُ الصَّمَدِ الْمُقْرِئُ عَنِ الْجَرَّاحِ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرحمن السمي عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ"
" خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ، وَفَضْلُ الْقُرْآنِ عَلَى سائر الكلام
__________
1. محمد بن عبد الله بن سليمان المعروف بمطين – قال في المغني: بفتح الياء المثناة تحت.
قال الذهبي: ثقة مطلقا (تذكرة الحفاظ 2/662، الميزان 3/607) .
2. ذكره ابن حبان في الثقات 8/415.
3. أَبُو بَكْرٍ = أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بن شاذان.
4. بالنون والياء المثناة التحتية ثم خاء معجمة آخره الباء الموحدة قبلها ألف هكذا في الإكمال 7/438 – واللباب 2/294.
5. أبو عبد الله بن الضريس، قال الذهبي في التذكرة 2/643: الحفاظ المسند صاحب كتاب فضائل القرآن.
6. أبو جعفر = عيسى بن ماهان الرازي، وثقه أبو زرعة وتكلم فيه ابن عدي، وقال ابن حبان في الثقات 8/335 وقال: يعتبر حديثه من غير روايته عن أبيه، وضعفه الساجي (التهذيب 5/176) .

(1/253)


كَفَضْلِ اللَّهِ تَعَالَى عَلَى خَلْقِهِ وَذَاكَ أَنَّهُ مِنْهُ " 1.
وَالْمَرْفُوعُ مِنَ الْحَدِيثِ: " خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ " هَذَا حَسْبُ كَلامُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأما مَا بَعْدَهُ فَهُوَ كَلامُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ2.
وَقَدْ رَوَى ذَلِكَ مُبَيَّنًا مُفَصَّلًا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الأَصْبَهَانِيُّ الْمَعْرُوفُ بِالفِلْفِلانِيِّ3 وَيَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ4 وَإِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ وَأَبُو مَسْعُودٍ أَحْمَدُ بْنُ الْفُرَاتِ جَمِيعًا عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ سُلَيْمَانَ الرَّازِيُّ عَنِ الْجَرَّاحِ بْنِ الضَّحَّاكِ.
وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الرَّازِيُّ5 عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ سُلَيْمَانَ فَوَهِمَ فِيهِ وَجَعَلَ كَلامَ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَرْفُوعًا. وَقَالَ فِيهِ: قال النبي صلى الله وعليه وَسَلَّمَ.
وَرَوَاهُ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ عَنِ الْجَرَّاحِ بْنِ الضَّحَّاكِ فَاقْتَصَرَ عَلَى ذِكْرِ الْمُسْنَدِ الْمَرْفُوعِ مِنْهُ فَقَطْ دُونَ كَلامِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ.
فأما حديث محمد بن حميد عن إسحاق بن سليمان الذي وهم فيه إذ رفع كلام أبي عبد الرحمن إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
__________
1. انظر فضائل القرآن لابن الضريس (ق 31 أ) مخطوط في مكتبة الجامعة الإسلامية رقم 225.
2. نص على الإدراج أيضا الدارقطني في العلل 3/835 (بتحقيق محفوظ) .
3. قال في اللباب: 2/438: بكسر الفاءين بينهما لام ساكنة ثم لام ألف ونون، هذه النسبة إلى فلفلان، وهي قرية من قرى أصبهان.
4. أبو طالب = جعفر بن عبد الله بن الزبرقان. قال أبو حاتم: محله الصدق، وقال الدارقطني: لا بأس به عندي، ولم يطعن فيه أحد بحجة، وقال موسى بن هارون: كذاب، وقال أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ بن إسحاق الحافظ: ليس بالمتين مات سنة 275هـ _تاريخ بغداد 14/220) .
5. قال الحافظ في التقريب 295 حافظ ضعيف، وكان ابن معين حسن الرأي فيه مات سنة 230هـ.

(1/254)


فَأَخْبَرَنِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْقُرَشِيُّ أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ الحافظ نا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سليمان1 نا ابن حميد ثنا إسحاق ابن سُلَيْمَانَ نا الْجَرَّاحُ الْكِنْدِيُّ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ عَنْ عُثْمَانَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
" أَفْضَلُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ، وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ فَضْلَ الْقُرْآنِ عَلَى سَائِرِ الْكَلامِ كَفَضْلِ اللَّهِ عَلَى خَلْقِهِ " 2.
وأما حديث إسحاق الفلفلاني عن إسحاق بن سليمان الذي فصل فيه كلام أبي عبد الرحمن من كلام النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وميز بينهما:
فَحَدَّثَنَاهُ أَبُو نُعَيْمٍ3 الحافظ نا عبد الله بن جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ فَارِسٍ نا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْفِلْفِلانِيُّ نا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّازِيُّ عَنِ الْجَرَّاحِ الْكِنْدِيِّ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
" خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ ".
قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: فَذَاكَ الَّذِي أَجْلَسَنِي هَذَا الْمَجْلِسَ، وَكَانَ يُقْرِئُ الْقُرْآنَ.
قَالَ: وَفَضْلُ الْقُرْآنِ عَلَى سَائِرِ الْكَلامِ كَفَضْلِ الرَّبِّ عَلَى خلقه وذاك أنه منه4 (24/ب) .
__________
1. الباغندي الواسطي.
2. لم أقف عليه من رواية محمد بن حميد الرازي.
3. أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أحمد الأصبهاني.
4. لم أجده من طريق إسحاق الفلفلاني عن إسحاق الرازي.

(1/255)


وأما حديث يحيى بن أبي طالب عن إسحاق بن سليمان مثل رواية الفلفلاني:
فأخبرناه مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ الْبَزَّازُ نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جعفر بن درستويه النحوي نا يَحْيَى بْنُ جَعْفَرٍ نا إِسْحَاقُ بن سليمان الرازي.
وأخبرناه عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْمُقْرِئُ نا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ نا يَحْيَى بْنُ أَبِي طالب.
وَأَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أنا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ محمد بن عبد الله بن زِيَادٍ الْقَطَّانُ نا يَحْيَى بْنُ جَعْفَرٍ – وَهُوَ ابْنُ أَبِي طَالِبٍ – أنا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّازِيُّ نا الْجَرَّاحُ – وَفِي حَدِيثِ ابْنِ رِزْقٍ عَنْ جَرَّاحِ – بْنِ الضَّحَّاكِ الْكِنْدِيِّ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
" خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ ".
قَالَ أَبُو عَبْدِ الرحمن: فذاك الَّذِي أَقْعَدَنِي هَذَا الْمَقْعَدَ "1.
قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: فَضْلُ الْقُرْآنِ عَلَى سَائِرِ الْكَلامِ كَفَضْلِ الرَّبِّ عَلَى خَلْقِهِ وَذَاكَ أَنَّهُ مِنْهُ.
وأما حديثا إسحاق بن راهويه وأبي مسعود أحمد بن الفرات مثل هذا القول:
فأخبرنا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الدَّقَّاقُ وَأَبُو الْقَاسِمِ علي
__________
1. إلى هذا الموضع أخرجه تمام الرازي في فوائده ق/275 أنسخة في مكتبة الجامعة الإسلامية رقم 362، ولم أجد من خرجه كاملا فيما وقفت عليه.

(1/256)


ابن الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْمُعَدَّلُ قَالا: أنبا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ الرازا1 ثنا – وَفِي حَدِيثِ الْمُعَدَّلِ أنبأ – جعفر بن محمد الفريابي نا إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ أنا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّازِيُّ عَنِ الْجَرَّاحِ بْنِ الضَّحَّاكِ الْكِنْدِيِّ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عُثْمَانَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
" خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ ".
قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: وَفَضْلُ كَلامِ اللَّهِ تَعَالَى عَلَى سَائِرِ الْكَلامِ كَفَضْلِ الرَّبِّ تَعَالَى2 عَلَى خَلْقِهِ.
وَقَالَ جَعْفَرٌ حَدَّثَنِي أَبُو مَسْعُودٍ أنا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنِ الْجَرَّاحِ بْنِ الضَّحَّاكِ بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ.
قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: فَذَاكَ الَّذِي أَجْلَسَنِي هَذَا الْمَجْلِسَ وَفَضْلُ الْقُرْآنِ عَلَى سَائِرِ الْكَلامِ كفضل الرب على خلقه (25/أ) وَذَلِكَ بِأَنَّهُ مِنْهُ3.
وأما حديث جرير بن عبد الحميد عن الجراح الذي اقتصر فيه على رواية المرفوع فقط:
فأخبرناه عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ وَعَلِيُّ بْنُ الْمُحَسِّنِ بْنِ عَلِيٍّ قَالا: أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ الرَّزَّازُ قَالَ: نا – وَفِي حَدِيثِ علي4 ابن المحسن أنا -
__________
1. بزايين بينهما ألف، قال العتيقي: كان ثقة أمينا له أصول حسان، مات سنة 372هـ (تاريخ بغداد 12/85) .
2. هنا في الأصل تضبيب لم يتبين لي سببه.
3. أشار على هذه الرواية الإمام الدارقطني في العلل 3/835، ولم أجده في غيره والله أعلم.
4. إشارة تضبيب.

(1/257)


جَعْفَرٌ1 الْفِرْيَابِيُّ نا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ2 نا جَرِيرُ بْنُ عبد الحميد عَنِ الْجَرَّاحِ الْكِنْدِيِّ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عُثْمَانَ قَالَ: قَالَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَفْضَلُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ " 3.
21- حديث آخر:
أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ أنا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمُسْتَمْلِي نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ السِّجِسْتَانِيُّ نا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الزُّبَيْدِيُّ4 أَبُو حَمَّةَ نا أَبُو قُرَّةَ مُوسَى بْنُ طَارِقٍ عَنْ زَمْعَةَ بْنِ صَالِحٍ5.
وَأَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ وَعُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْعَلافُ قَالا: أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ نا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَاكِرٍ نا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ نا أَبُو قُرَّةَ قَالَ: ذَكَرَ زَمْعَةُ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عطاء6
__________
1. ابن محمد بن الحسن.
2. ابن محمد بن إبراهيم.
3. لم أجده من رواية جرير، لكنه بهذا اللفظ أو بلفظ: " خيركم من تعلم ... " ثابت في البخاري وغيره من كتب الستة.
انظر (فتح الباري 9/74-77) فضائل القرآن للنسائي (87-88) .
4. بفتح الزاي وكسر الموحدة أبو حمة – بضم المهملة وفتح الميم الخفيفة – صاحب أبي قرة صدوق (التقريب 325) .
5. الجندي – بفتح الجيم والنون – اليماني نزيل مكة، ضعفه أحمد وابن معين والنسائي وأبو داود وأبو حاتم وأبو زرعة وغيرهم.
قال ابن حجر: أخرج له مسلم مقرونا (التهذيب 3/338) .
6. ابن أبي رماح المكي ضعفه أحمد وابن معين والنسائي وأبو زرعة وأبو حاتم وغيرهم مات سنة 155هـ (التهذيب 11/392) .

(1/258)


عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ عَنْ أُمِّهِ أُمِّ كُلْثُومٍ بِنْتِ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ أَنَّهَا سَمِعَتْ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – وَفِي حَدِيثِ السِّجِسْتَانِيِّ أَنَّ أُمِّهِ أُمِّ كُلْثُومٍ بِنْتِ عُقْبَةَ أَخْبَرَتْهُ قَالَتْ – سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَيْسَ الْكَاذِبُ الَّذِي يُصْلِحُ بَيْنَ الناس فيقول خيرا وينمي خيرا " 1.
قالت ولم أسمع يُرَخِّصُ فِي شَيْءٍ مِمَّا يَقُولُ النَّاسُ: كَذِب إِلَّا فِي ثَلاثٍ فِي الْحَرْبِ وَفِي الإِصْلاحِ وَفِي حَدِيثِ الرَّجُلِ امْرَأَتَهُ وَفِي حَدِيثِ الْمَرْأَةِ زَوْجَهَا2.
قَالَ: وَأُمُّ كُلْثُومٍ مِنَ الْمُهَاجِرَاتِ – زَادَ ابْنُ شَاكِرٍ الأَوَّلُ – ثُمَّ اتَّفَقَا اللَّاتِي بَايَعْنَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّقَرِ الْمُقْرِئُ أخبرنا فاروق بابن عَبْدِ الْكَبِيرِ الْخَطَّابِيُّ حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ الأَسْفَاطِيُّ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ الزُّبَيْرِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ3 عَنْ يَزِيدَ
__________
1. قال الحافظ في الفتح 5/299: قوله (وينمي) بفتح أوله وكسر الميم أي يبلغ، تقول نميت الحديث أنميته إذا بلغته على وجه الإصلاح وطلب الخير، فإذاك بلغته على وجه الإفساد والنميمة قلت: نمّيته بالتشديد كذا قاله الجمهور، أ. هـ، واستغرب الحافظ مخالفة الحربي للجمهور في ذلك ونقل رد ابن الأثير عليه.
2. روى الطبراني أوله إلى قوله: " أو ينمي خيرا " في الكبير 25/78 ح 196 عن الزبيدي عن أبي قرة عن زمعة عن يعقوب به..
وفي إسناده هنا زمعة بن صالح ويعقوب بن عطاء وهما ضعيفان.
قال أبو أحمد بن عدي في يعقوب: ... وعنده غرائب وخاصة إذا روى عنه أبو إسماعيل المؤدب وزمعة بن صالح وأبو قرة (التهذيب 11/393) .
وقال ابن حبان في الثقات (7/639 – 640) : يعتبر حديثه من غير رواية زمعة عنه ...
3. الدراوردي.

(1/259)


ابْنُ الْهَادِ1 عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ بُخْتٍ2 عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أُمِّ كُلْثُومٍ بِنْتِ عُقْبَةَ قَالَتْ: " مَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرَخِّصُ فِي شَيْءٍ مِنَ الْكَذِبِ إِلَّا فِي ثَلاثٍ: الرَّجُلُ يُصْلِحُ بَيْنَ النَّاسِ يَقُولُ الْقَوْلَ يُرِيدُ الإِصْلاحَ، وَالرَّجُلُ يَقُولُ الْقَوْلَ فِي الْحَرْبِ، وَالرَّجُلُ يُحَدِّثُ امْرَأَتَهُ، وَالْمَرْأَةُ تُحَدِّثُ زَوْجَهَا " 3.
قَالَ الشَّيْخُ أَبُو بَكْرٍ: كَذَا قَالَ فِي هَذِهِ الرِّوَايَةِ عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ بُخت وهو خطأ، إنما هُوَ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ رُفَيْعٍ4 وَقَدْ رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْجَارِي5 عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَلَى الصَّوَابِ، وَكَذَلِكَ رَوَاهُ غَيْرُ وَاحِدٍ عَنِ ابْنِ الْهَادِ، وَعَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ بُخْتٍ مَكِّيٌّ وَعَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ رُفَيْعٍ مَدَنِيٌّ.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْوَاعِظُ نا أبو محمد عبد الله
__________
1. ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُسَامَةَ بْنِ الهاد الليثي ثقة مات سنة 139 هـ (التهذيب 11/339) .
2. بضم الموحدة وسكون المعجمة بعدها مثناة فوقية، ثقة مات سنة 113 أو 111 هـ (التقريب 222) .
ذهب أبو داود وغيره إلى أنه هُوَ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ أَبِي بكر، وذهب البخاري وابن أبي حاتم والنسائي وابن حبان والدارقطني والحافظ ابن حجر والخطيب إلى التفريق بينهما وأن ابن أبي بكر هو المعروف بابن رفيع وهو مدني وابن بخت مكي (التاريخ الكبير 6/93، الجرح والتعديل 6/69، 71، الثقات لابن حبان 7/132، التهذيب 6/444، 446) .
3. سيأتي تخريجه على الصواب الذي أشار إليه المصنف رحمه الله.
4. ابن أبي بكر وكيل الزهري ثقة (راجع المصادر في الحاشية قبل الماضية) .
5. بجيم وراء خفيفة نسبة إلى مرفأ السفن يقال إنه موضع على البحر الأحمر وثقه العجلي. وذكره ابن حبان في الثقات 9/259 وقال: يغرب، قال البخاري: يتكلمون فيه (التهذيب 11/274، التقريب 379) .

(1/260)


ابن مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْفَاكِهِيُّ – بِمَكَّةَ – نا أبو يحيى ابن أبي مسرة1 نا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْجَارِي قَالَ: نا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ رُفَيْعٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أُمِّهِ أُمِّ كُلْثُومٍ قَالَتْ: " مَا سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرَخِّصُ فِي الْكَذِبِ إِلَّا فِي ثَلاثٍ؛ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لا أَعُدُّهُنَّ كَذِبًا، الرَّجُلُ يُصْلِحُ بَيْنَ النَّاسِ يَقُولُ قَوْلًا يُرِيدُ بِهِ الإصلاح، وَالرَّجُلُ يُحَدِّثُ امْرَأَتَهُ، وَالْمَرْأَةُ تُحَدِّثُ زَوْجَهَا، وَالرَّجُلُ يَقُولُ فِي الْحَرْبِ " 2.
نا أَبُو الْفَرَجِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ شَهْرَيَارَ التَّاجِرُ – بِأَصْبَهَانَ – أنا سُلَيْمَانُ بن أحمد بن أيوب (25/ب) الطَّبَرَانِيُّ حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ سَلامَةَ بن جَعْفَرٍ الطَّحَاوِيُّ الْمِصْرِيُّ الْفَقِيهُ نا سعيد بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ نا أَبُو زُرْعَةَ وَهْبُ اللَّهِ بْنُ رَاشِدٍ3 نا حَيْوَةُ بن
__________
1. لم أهتد لاسمه ولم أقف على ترجمته إلا أن ابن حجر ذكره في ترجمة شيخه (التهذيب 11/274) . وذكر رواية عبد الوهاب بن رفيع في الفتح (5/300) وقال: وروينا في فوائد ابن أبي مسرة ...
2. رواه أحمد في المسند 6/404 عن يونس بن محمد المؤدب عن الليث عن ابْنُ الْهَادِ عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ ... به ...
ورواه الطبراني في الكبير 25/77 – 78 ح 193، 194 الأول عن سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ عَنْ ابن لهيعة عن ابن الهاد.. به..
والثاني من طريق إبراهيم بن صرمة عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنِ ابن الهاد به ...
أما طريق الدراوردي فلم أجده.
وذكر الحافظ في الفتح 5/300: رواية عبد الوهاب هذه فقال: وهو وهم شديد أي في رفعها وإنما هي مدرجة من قول الزهري كما بينته رواية يونس عن الزهري عند مسلم كما سيأتي.
3. قال ابن حبان في الثقات 9/338: يخطئ، وقال أبو حاتم: محله الصدق، قال ابن يونس: لم يكن النسائي يرضاه مات سنة 211 هـ (لسان الميزان 6/235) .

(1/261)


شُرَيْحٍ1 حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الله الْهَادِ حَدَّثَنِي عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ عَنْ أُمِّهِ أُمِّ كُلْثُومٍ بِنْتِ عُقْبَةَ قَالَتْ:
" مَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرَخِّصُ فِي شَيْءٍ مِنَ الْكَذِبِ إِلَّا فِي ثَلاثٍ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لا أَعُدُّهُنَّ كَذِبًا، الرَّجُلُ يُصْلِحُ بَيْنَ النَّاسِ يُرِيدُ بِهِ الإِصْلاحَ، وَالرَّجُلُ يَقُولُ فِي الْحَرْبِ، وَالرَّجُلُ يُحَدِّثُ امْرَأَتَهُ، وَالْمَرْأَةُ تُحَدِّثُ زَوْجَهَا ".
قَالَ سُلَيْمَانُ: لَمْ يَرْوِهِ عَنْ حَيْوَةَ إِلَّا وَهْبُ اللَّهِ2.
قَالَ الْخَطِيبُ: عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ رُفَيْعٍ هُوَ عَبْدُ الوهاب بْنُ أَبِي بَكْرٍ.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ سَلامَةَ بْنِ جَعْفَرٍ الْقُضَاعِيُّ قَاضِي مِصْرَ – ببدر بعد حجنا ونحن عامدون إلى المدينة – أنا أبو الْحُسَيْنِ النَّيْسَابُورِيُّ أنا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْقَاضِي نا مُوسَى بْنُ هَارُونَ نا مُحَمَّدُ بْنُ زُنْبُورٍ3 نا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْهَادِ عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أُمِّهِ أُمِّ كُلْثُومٍ بِنْتِ عُقْبَةَ أَنَّهَا قالت:
__________
1. بفتح الحاء المهملة وسكون التحتانية وفتح الواو – ابن صفوان التجيبي أبو زرعة المصري ثقة ثبت فقيه زاهد مات سنة 8/159هـ (التقريب 86) .
2. رواه الطبراني في الصغير 1/70 بهذا الإسناد واللفظ.
3. أبو صالح المكي واسم والده جعفر بن أبي الأزهر وزنبور – بالزي ثم النون فالموحدة آخره راء – لقب لوالده، قال الحافظ في التقريب 2/297: صدوق له أوهام مات سنة 248هـ (التهذيب 9/167) .

(1/262)


" سمعت رسل الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يُرَخِّصُ فِي شَيْءٍ مِنَ الْكَذِبِ إِلَّا فِي ثَلاثٍ، كَانَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: لا أَعُدُّهُ كَذِبًا1، الرَّجُلُ يُصْلِحُ بَيْنَ النَّاسِ يَقُولُ الْقَوْلَ يُرِيدُ بِهِ الإِصْلاحَ، وَالرَّجُلُ يَقُولُ الْقَوْلَ فِي الْحَرْبِ، وَالرَّجُلُ يُحَدِّثُ امْرَأَتَهُ، وَالْمَرْأَةُ تُحَدِّثُ زَوْجَهَا " 2.
قَالَ أَبُو طَاهِرٍ: قَالَ لَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ: وَهَذَا حَدِيثٌ قَدْ وَقَعَ فِيهِ وَهْمٌ غَلِيظٌ، وَالْوَهْمُ فِيهِ عِنْدَنَا مِنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ، لأَنَّ الدَّرَاوَرْدِيَّ قَدْ وَافَقَ فِيهِ يَزِيدَ بْنِ الْهَادِ، فَرَوَاهُ عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ كَمَا رَوَاهُ يَزِيدُ3.
قَالَ الْخَطِيبُ: وَقَدْ رَوَاهُ أَيْضًا نَافِعُ بْنُ يَزِيدَ وَاللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ وَرِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ الْمِصْرِيُّونَ عَنِ ابْنِ الهاد.
أما حديث نافع:
فَأَخْبَرَنَاهُ الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْهَاشِمِيُّ نا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بن أحمد بن عمرو اللؤلؤي نا أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ الأَشْعَثِ نا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْجِيزِيُّ نا أَبُو الأَسْوَدِ4 عَنْ نافع – يعني ابن يزيد
__________
1. وضع على هذه الكلمة في الأصل إشارة تضبيب لعله إشارة إلى أنه ورد في الروايات الأخرى كاذبا أو كذابا بدل = كذبا والعلم عند الله.
2. أخرجه القضاعي في مسند الشهاب 2/210 بهذا الإسناد والسياق إلا أنه قال: لا أعتده بدل (لا أعده) وبهذا الإسناد والسياق رواه النسائي في الكبرى (تحفة الإشراف 13/103) .
3. انظر فتح الباري 5/300 فقد أشار إلى كلام موسى بن هارون.
4. النَّضْرِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْمُرَادِيِّ مولاهم المصري مشهور بكنيته ثقة توفي 219 (التقريب 358) .

(1/263)


وأخبرناه أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْمَاطِيُّ أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ أنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سُلَيْمَانَ الْبَزَّازُ1 - بِمِصْرَ – نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ نا أَبُو الأَسْوَدِ نا نَافِعٌ عَنِ ابْنِ الهاد أن عبد الوهاب (26/أ) بْنَ أَبِي بَكْرٍ حَدَّثَهُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أُمِّهِ أُمِّ كُلْثُومٍ بِنْتِ عُقْبَةَ قَالَتْ:
" مَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرَخِّصُ فِي شَيْءٍ مِنَ الْكَذِبِ إِلَّا فِي ثَلاثٍ؛ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: لا أَعُدُّهُ كاذبا، الرَّجُلُ يُصْلِحُ بَيْنَ النَّاسِ يَقُولُ القول ولا يريد إِلَّا الإِصْلَاحَ، وَالرَّجُلُ يَقُولُ فِي الْحَرْبِ، وَالرَّجُلُ يُحَدِّثُ امْرَأَتَهُ، وَالْمَرْأَةُ تحدث زرجها " 2.
وأما حديث الليث:
فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إبراهيم البزاز3 - بالبصرة – حدثنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ الْفَسَوِيُّ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ الْهَادِ عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ عَنْ أُمِّهِ ... أُمِّ كُلْثُومٍ بِنْتِ عُقْبَةَ قَالَتْ:
" مَا سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرَخِّصُ فِي شَيْءٍ مِنَ الْكَذِبِ إِلَّا فِي ثَلاثٍ؛ كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: الرَّجُلُ يُصْلِحُ بَيْنَ النَّاسِ يَقُولُ الْقَوْلَ لا يُرِيدُ بِهِ
__________
1. بزايين بينهما ألف كذا في الأصل.
2. رواه أبو داود في السنن كتاب الأدب باب في إصلاح ذات البين 5/219 ح 492 بهذا الإسناد والسياق.
3. بزايين بينهما ألف كذا في الأصل.

(1/264)


إِلَّا الإِصْلاحَ، وَالرَّجُلُ يَقُولُ الْقَوْلَ فِي الْحَرْبِ، وَالرَّجُلُ يُحَدِّثُ امْرَأَتَهُ، وَالْمَرْأَةُ تُحَدِّثُ زَوْجَهَا " 1.
وأما حديث رشدين2:
فأخبرناه أبو الحسن محمد بن عبد العزيز بن إسماعيل البككي3 أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ نا يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ نا رِشْدِينُ عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْهَادِ عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أُمِّهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَ حَدِيثٍ قَبْلَهُ، قَالَ: لَيْسَ بِالْكَذَّابِ الَّذِي يُصْلِحُ بَيْنَ النَّاسِ فَيَنْمِي خَيْرًا وَيَقُولُ خَيْرًا.
وَبِإِسْنَادِهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ لَمْ يُرَخِّصُ فِي شَيْءٍ مِنَ الْكَذِبِ إِلَّا فِي حَدِيثِ الرَّجُلِ امْرَأَتَهُ وَفِي حَدِيثِ الْمَرْأَةِ زَوْجَهَا 4.
وَقَدْ بَدَأْنَا فِي أَوَّلِ هَذِهِ التَّرْجَمَةِ بِرِوَايَةِ يَعْقُوبَ بْنِ عَطَاءٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ مِثْلَ رِوَايَةِ عَبْدِ الْوَهَّابِ هذه عنه أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ أنا أحمد بن
__________
1. رواه الإمام أحمد في المسند 6/404 عن يونس بن محمد المؤدب عن الليث به ...
2. قال في التقريب 103: بكسر الراء وسكون المعجمة، ابن سعد بن مفلح أبو الحجاج المصري. ضعفه أحمد وابن معين وأبو زرعة وأبو حاتم وابن حبان والنسائي وابن عدي وغيرهم مات سنة 188 هـ (التهذيب 3/277) .
3. بالباء الموحدة بعدها كاف ثم كاف أخرى في الأصل وتاريخ بغداد 2/254، والذي في الأنساب للسمعاني 3/65، وما سيأتي عند المؤلف في آخر هذه الترجمة: التككي – بكسر التاء المنقوطة من فوقها باثنتين وفتح الكاف وفي آخرها كاف أخرى.
قال الخطيب: كتبنا عنه وكان ثقة.
4. لم أجده من طريق رشدين بن سعد ولعله رواه الحربي في كتاب (الكذب) كما أشار إلى ذلك المؤلف فيما بعد، وهذا الكتاب فيما أعلم أنه مفقود.

(1/265)


جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ نا مُحَمَّدُ بن الجنيد1 وأخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامَةَ الْقُضَاعِيُّ أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ النَّيْسَابُورِيُّ أنا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْقَاضِي نا مُوسَى بْنُ هَارُونَ نا محمد بن أحمد الجنيد – إملاءا مِنْ كِتَابِهِ نا أَبُو عَامِرٍ2 عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ3 قَالَ حُدِّثْتُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ حُمَيْدِ عَنْ أُمِّهِ.
أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
" ترخص4 فِي الْكَذِبِ فِي ثَلاثٍ؛ فِي قَوْلِ الرَّجُلِ لامْرَأَتِهِ وَفِي الْحَرْبِ وَفِي الصُّلْحِ " 5 وَاللَّفْظُ لِحَدِيثِ مُوسَى، وأما حديث إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّهُ سَاقَ الإِسْنَادَ إِثْرَ حَدِيثِ عُقَيْلٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، ثم قال: مثله (26/ب) قَالَ مُوسَى بْنُ هَارُونَ: وَالَّذِي نَرَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ – أَنَّ ابْنَ جُرَيْجٍ إِنَّمَا وَقَعَ إِلَيْهِ هَذَا الْحَدِيثُ مِنْ رِوَايَةِ عَبْدِ الْوَهَّابِ6، إِمَّا أَنْ يَكُونَ ابْنُ جُرَيْجٍ سمعه من
__________
1. هو مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْجُنَيْدِ المذكور فيما بعد، وهو ثقة مات سنة 267هـ (تاريخ بغداد 1/285) .
2. لم أستطع تميز اسمه والله أعلم.
3. عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الأموي مولاهم المكي، قال الحافظ في التقريب 3190 ثقة فقيه فاضل، وكان يدلس ويرسل مات سنة 150هـ أو بعدها.
4. هكذا في الأصل (ترخص) بالتاء المثناة الفوقية في هذا الموضع وآخر سيأتي، والباقي بالمثناة التحتية.
5. ذكره الدارقطني في العلل في مسند أم كلثوم 5/319.
6. في الأصل في الموضع الأول (لا) والثاني (إلى) وكتب، فوق الجملة التي بينهما ما نصه (حاشية نسخة) ، وذكر القاضي عياض في الإلماع (170-171) باب في الضرب والحك ... : أن هذه الإشارة للتحويق لإلغاء ما بينهما ثم قال: وتصلح فيما صح في بعض الروايات وسقط من بعض..

(1/266)


عبد الْوَهَّابِ1، أَوْ بَلَغَهُ عَنْهُ وَاللَّهُ أَعْلَمُ2.
قَالَ مُوسَى: وَقَدْ ذَكَرْنَا أنه وقع في الْحَدِيثِ وَهْمٌ غَلِيظٌ وَلِعَمْرِي إِنَّهُ لَوَهْمٌ غَلِيظٌ جِدًّا.
لأَنَّ هَذَا الْكَلامَ إِنَّمَا هُوَ قَوْلُ الزُّهْرِيِّ، أَنَّهُ لَمْ يَسْمَعْ يُرَخِّصُ فِي الْكَذِبِ إِلَّا فِي الثَّلاثِ خِصَالٍ وَإِنَّمَا رَوَى الزُّهْرِيُّ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أُمِّهِ:
" أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عبيه وَسَلَّمَ قَالَ: " لَيْسَ بِالْكَاذِبِ مَنْ أَصْلَحَ بَيْنَ النَّاسِ، فَقَالَ خَيْرًا أَوْ نَمَى خَيْرًا " 3 4. لَيْسَ فِي حَدِيثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَكْثَرُ مِنْ هَذَا، وَاتَّفَقَ عَلَى هَذِهِ الرِّوَايَةِ أَيُّوبُ السَّخْتِيَانِيُّ وَمَالِكُ بْنُ أَنَسٍ وَصَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ وَمُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي عَتِيقٍ وَمَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ وَالنُّعْمَانُ بْنُ رَاشِدٍ وَعُقَيْلُ بْنُ خَالِدٍ ويونس ابن يَزِيدَ وَشُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ الزُّبَيْدِيُّ وَسُفْيَانُ بْنُ حسين5.
__________
1. في الأصل في الموضع الأول (لا) والثاني (إلى) وكتب، فوق الجملة التي بينهما ما نصه (حاشية نسخة) ، وذكر القاضي عياض في الإلماع (170-171) باب في الضرب والحك ... : أن هذه الإشارة للتحويق لإلغاء ما بينهما ثم قال: وتصلح فيما صح في بعض الروايات وسقط من بعض..
2. ذهب الدارقطني في العلل 5/ ق 319 مسند أم كلثوم إلى أن ابن جريج سمعه من الزهري.
3. لعل موسى بن هارون ذكر ذلك في فوائده عن شيوخه وهو مفقود سوى قطعة منه في المكتبة الظاهرية (موارد الخطيب 413) .
4. في هامش الأصل ق 26 ب: بلغ مقابلة في الرابع حسب الطاقة.
5. لعله في فوائد أبي عمران موسى بن هارون الحمال عن شيوخه يوجد منه 12 ورقة في المكتبة الظاهرية وهي قطعة من الجزء الخامس والباقي مفقود (موارد الخطيب البغدادي 413) وقد ووقفت على الجزء الموجود وليس فيه هذا الحديث وأسلوبه فيه غالبا يعلق في نهاية الحديث بنحو كلامه هنا.

(1/267)


أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَرَأْنَا عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْحَسَّانِيِّ1 حَدَّثَكُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْقَاضِي نا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى2 نا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ3 عَنْ أَبِيهِ عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ شهاب أن أحميد بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَخْبَرَهُ أَنَّ أُمِّهِ أُمِّ كُلْثُومٍ بِنْتِ عُقْبَةَ أَخْبَرَتْهُ أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَيْسَ الْكَذَّابُ الَّذِي يُصْلِحُ بَيْنَ النَّاسِ فَيَنْمِي خَيْرًا أَوْ يَقُولُ خَيْرًا وَلَمْ أَسْمَعْهُ يُرَخِّصُ فِي شَيْءٍ مِمَّا يَقُولُ النَّاسُ فِيهِ إِلَّا فِي ثَلاثٍ فِي الْحَرْبِ وَالإِصْلاحِ بَيْنَ النَّاسِ وَحَدِيثُ الْمَرْأَةِ زَوْجَهَا ".
قَالَ: وَكَانَتْ أُمُّ كُلْثُومٍ من المهاجرات اللاتي بايعهن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ4 أنا الْقُضَاعِيُّ أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ النَّيْسَابُورِيُّ نا أَبُو طَاهِرٍ5 الْقَاضِي نا مُوسَى بْنُ هَارُونَ نا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَاتِمٍ نا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ نا أَبِي عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ نا ابْنُ شِهَابٍ بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ قَالَ مُوسَى بْنُ هَارُونَ: هَكَذَا قَالَ لَنَا عَبَّاسٌ الدوري، ولم أسمعه ترخص وهو عندنا رَحِمَهُ اللَّهُ.
وَإِنَّمَا هُوَ قَالَ: ولم أسمعه ترخص رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى النَّيْسَابُورِيُّ6
__________
1. قال في اللباب 1/364: بفتح الحاء وتشديد السين المهملتين وفي آخرها النون هذه النسبة إلى بعض أجداد المنتسب إليه وهو حسان.
2. أبو عبد الله الذهلي إمام حافظ مات 257 هـ (تاريخ بغداد 3/415) .
3. ابن سعد بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن عوف.
4. رواه أحمد في المسند 6/403 عن يعقوب بن إبراهيم ... به.
5. محمد بن أحمد
6. أبو عبد الله الذهلي.

(1/268)


وَكَانَ أَثْبَتَ مِنْ عَبَّاسٍ الدُّورِيِّ وَأَضْبَطَ مِنْهُ، رَوَاهُ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ بِهَذَا الإِسْنَادِ وَاللَّفْظِ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: عِنْدَ قَوْلِهِ أَوْ يَقُولُ خَيْرًا، قال ولم أسمعه ترخص، قَالَ مُوسَى وَإِنَّمَا هَذَا قَوْلُ ابن شهاب (27/أ) وَلَيْسَ هُوَ مُتَّصِلًا بِحَدِيثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيَّنَ ذلك يونس بن يزيد فِي عَقِبِ حَدِيثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعْمَرٌ أَيْضًا قَدْ ذَكَرَ قَوْلَ الزُّهْرِيِّ فِي عَقِبِ حَدِيثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَوَاهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ.
قَالَ الْخَطِيبُ: أَمَّا مَا ذَكَرَهُ مُوسَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى النَّيْسَابُورِيِّ فَلا أَعْرِفُ وَجْهَهُ، وَقَدْ سُقْنَا الْحَدِيثَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى مِثْلَ رِوَايَةِ عَبَّاسٍ الدُّورِيِّ سَوَاءً.
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَبُو خَيْثَمَةَ زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ عَنْ يَعْقُوبَ بن إبراهيم بن سعد. أخبرناه مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ التِّكَكِيُّ1 أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ نا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ نا زهير بن حرب نا يَعْقُوبُ نا أَبِي عَنْ صالح قال: ثنا محمد بن مسلم أن حميدا أخبره أَنَّ أُمَّهُ أَخْبَرَتْهُ أَنَّهَا سَمِعَتْ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
" لَيْسَ الْكَذَّابُ الَّذِي يُصْلِحُ بَيْنَ النَّاسِ فَيَنْمِي خَيْرًا أو يقول خيرا " 2.
وأخبرنا محمد أنا أحمد بن جعفر ثنا إبراهيم الحربي ثنا زهير ثنا يعقوب ثنا أَبِي عَنْ صَالِحٍ عَنِ ابْنِ شهاب أن حميدا أخبره أن أُمَّ كُلْثُومٍ قَالَتْ: " لَمْ أَسْمَعْ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرَخِّصُ فِي شَيْءٍ مِمَّا يقول الناس إلا في
__________
1. التككي – بالتاء المثناة من فوق – وقد سبق ضبطه والتعريف به.
2. لم أجده من رواية زهير عن يعقوب، وقد رواه عن يعقوب غير زهير وسبق تخريج تلك الروايات.

(1/269)


حَدِيثِ الرَّجُلِ امْرَأَتَهُ وَحَدِيثِ الْمَرْأَةِ زَوْجَهَا " 1
وَبِإِسْنَادِهِ أَنَّ أُمَّ كُلْثُومٍ أَخْبَرَتْهُ قَالَتْ:
" لَمْ أَسْمَعْ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرَخِّصُ فِي شَيْءٍ مِنَ الْكَذِبِ إِلَّا فِي الْحَرْبِ ".
فَرَّقَهُ إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ فِي أَبْوَابٍ مِنْ كِتَابِ الكذب2، فكذلك حَدَّدَ لِكُلِّ فَصْلٍ مِنْهُ إِسْنَادًا.
وَقَدْ رَوَى إِسْحَاقُ بْنُ رَاشِدٍ الْجَزَرِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ الزُّبَيْدِيُّ الْحَدِيثَ عَنِ الزُّهْرِيِّ وَلَفْظَهُ:
فَقَالَ: خَيْرًا أَوْ نَمَى خَيْرًا، وَقَالَ: ولم يُرَخِّصِ اللَّهُ فِي شَيْءٍ مِنَ الكذب إلا في ثلاث.
أخبرناه الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْعَبَّاسِ النِّعَالِيُّ أنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْيَقْطِينِيُّ3 نا محمد بن سعيد – يَعْنِي ابْنَ هِلالٍ4 - بِرَأْسِ الْعَيْنِ5 - نا الْمُعَافَى بْنُ سُلَيْمَانَ نا مُوسَى بْنُ أَعْيَنَ عَنْ إِسْحَاقَ بن
__________
1. لم أجده من رواية زهير عن يعقوب، وقد رواه عن يعقوب غير زهير وسبق تخريج تلك الروايات.
2. مفقود.
3. قال في اللباب 3/416: بفتح الياء تحتها نقطتان وسكون القاف وكسر الطاء المهملة وسكون الياء تحتها نقطتان وبعدها نون هذه النسبة إلى يقطين اسم جد..
4. الرسعني يعرف بابن البناء – بالباء الموحدة ثم نون مشددة آخره همزة – قال ابن عدي في الكامل 6/2306: سمعت أبا عروبة يقول: إن ابن البنّاء ليس بمؤتمن في نفسه، قال ابن عدي: ولم نكتب نسخة إسحاق بن راشد بعلو إلا عنه.
5. قال ياقوت في معجم البلدان 3/13 – 14: رأس عين، ويقال: رأس العين والعامة تقول هكذا ... وهي مدينة كبيرة مشهورة من مدن الجزيرة – شمال العراق – بين حرّان ونصيبين وبينها وبين نصيبين خمسة عشر فرسخا وقريب من ذلك بينها وبين حران، وفيها عيون كثيرة صافية تصب جميعها في نهر الخابور.

(1/270)


رَاشِدٍ1 عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّ أُمَّهُ أَخْبَرَتْهُ أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَيْسَ الْكَذَّابُ مَنْ أَصْلَحَ بَيْنَ النَّاسِ فَقَالَ خَيْرًا أَوْ نَمَى2 خَيْرًا، وَقَالَ لَمْ يُرَخِّصِ اللَّهُ فِي شَيْءٍ مِنَ الْكَذِبِ إِلَّا فِي ثَلاثٍ، الْحَرْبِ وَالإِصْلاحِ وَحَدِيثِ الرَّجُلِ امْرَأَتَهُ وَحَدِيثِهَا إِيَّاهُ " 3.
أخبرنا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْحِنَّائِيُّ4 - بِدِمَشْقَ – نا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْحَسَنِ الْكِلابِيُّ أنا أَبُو الْحَسَنِ5 بْنُ جَوْصَاءَ نا كَثِيرُ بْنُ عُبَيْدٍ6 نا مُحَمَّدُ بْنُ حرب7
__________
1. رجال هذا الإسناد من محمد بن سعيد إلى إسحاق جزريون رسعنيون – بفتح الراء بعدها سين مهملة ثم عين مهملة آخرها نون.
2. هكذا في الأصل، مشددةن وقد تقدم الكلام على تخفيفها وتشديدها في أول الحديث.
3. لم أقف على رواية إِسْحَاقَ بْنِ رَاشِدٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ.
4. قال في الأنساب 4/275: بكسر الحاء المهملة وفتح النون المشددة وفي آخرها الياء آخر الحروف هذه النسبة إلى بيع الحناء، ثم ذكر من ينسب هذه النسبة فذكر منهم الحسين بن محمد بن إبراهيم الدمشقي، وذكر توثيق ابن ماكولا له.
5. ذكره السمعاني في الأنساب 3/413 في الجوصي – بفتح الجيم بعدها وواو وفي أخرها الصاد المهملة نسبة إلى جوصا جد أبي الحسن أحمد بن عمير بن يوسف بن جوص، قال: وكان من مشاهير المحدثين بدمشق ونقل توثيقه عن الطبراني والدارقطني.
6. ابن نمير المذحجي أبو الحسن الحمصي المقرئ، ثقة مات سنة 250 هـ (التقريب 285) .
7. الخولاني الحمصي الأبرش – بالمعجمة – ثقة مات سنة 194 هـ (التهذيب 9/109) .

(1/271)


عَنِ الزُّبَيْدِيِّ1 عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ أَنَّ أُمَّهُ أُمَّ كُلْثُومٍ بِنْتَ عُقْبَةَ أَخْبَرَتْهُ أَنَّهَا سَمِعَتْ (27/ب) رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَيْسَ الْكَاذِبُ الَّذِي يُصْلِحُ بَيْنَ النَّاسِ فَيَقُولُ خَيْرًا أَوْ يَنْمِي خَيْرًا، وَقَالَ: وَلَمْ يُرَخِّصُ فِي شَيْءٍ مِمَّا يَقُولُ النَّاسُ أَنَّهُ كَذِبٌ إِلَّا فِي ثَلاثٍ؛ فِي الْحَرْبِ وَالإِصْلاحِ بَيْنَ النَّاسِ وَحَدِيثِ الرَّجُلِ امْرَأَتَهُ وَحَدِيثِ الْمَرْأَةِ زَوْجَهَا " 2.
فَأَمَّا قَوْلُ مُوسَى بْنِ هَارُونَ أَنَّ يُونُسَ بْنَ يَزِيدَ فَصَلَ بَيْنَ الْكَلامَيْنِ، وَبَيَّنَ أن قوله " ولم أسمع ترخص " كَلامُ ابْنِ شِهَابٍ، وَأَنَّ مَعْمَرًا رواه كذا.
فَلَعَمْرِي أَنَّ الأَمْرَ عَلَى مَا قَالَ، وَيَقْوَى فِي نَفْسِي أَنَّ الصَّوَابَ مَعَهُمَا وَالْقَوْلُ قَوْلُهُمَا وَاللَّهُ أعلم.
أخبرنا الْبَرْقَانِيُّ3 قَالَ: قَرَأْنَا عَلَى أَبِي عَلِيِّ4 بْنِ الصَّوَّافِ وَعَلَى عُمَرَ بْنِ نُوحٍ الْبَجَلِيِّ5 وَعَلَى أَبِي حفص ابن الزَّيَّاتِ6 حَدَّثَكُمْ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ
__________
1. بالزاي والموحدة والدال المهملة مصغرا، أبو الهذيل محمد بن الوليد بن عامر الحمصي ثقة ثبت من كبار أصحاب الزهري (التقريب 322) .
2. أخرجه من طريق كثير بن عبيد عن محمد بن الحرب ... به الإمام النسائي في الكبرى كتاب عشرة النساء (تحفة الأشراف 13/103) .
وهو مخرج في حديث أحمد بن جوصاء ق 3/ب، نسخة ضمن مجموع 1507 في مكتبة الجامعة الإسلامية.
3. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ الخوارزمي.
4. مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ.
5. البجلي – بالموحدة والجيم – أبو القاسم البندار وقفه البرقاني ... (تاريخ بغداد 11/255) .
6. عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ بن يحيى الناقد، وثقه الدارقطني والبرقاني وغيرهما (تاريخ بغداد 11/260) .

(1/272)


الْفِرْيَابِيُّ نا مُزَاحِمُ بْنُ سَعِيدٍ الْمَرْوَزِيُّ أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ أنا يُونُسُ1 عَنِ الزُّهْرِيِّ أَخْبَرَنِي حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ أَنَّ أُمَّهُ أُمَّ كُلْثُومٍ بِنْتِ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ أَخْبَرَتْهُ أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
" لَيْسَ الْكَاذِبُ الَّذِي يُصْلِحُ بين الناس ويقول خَيْرًا، أَوْ يَنْمِي خَيْرًا ".
وَقَالَ ابن شهاب: ولم أسمعه ترخص فِي شَيْءٍ مِمَّا يَقُولُ النَّاسُ فِيهِ كَذِبٌ إِلَّا فِي ثَلاثٍ؛ الْحَرْبِ وَالإِصْلاحِ بَيْنَ النَّاسِ وَحَدِيثُ الرَّجُلِ امْرَأَتَهُ وَحَدِيثِ الْمَرْأَةِ زَوْجَهَا2.
أخبرناه علي بن محمد بن عبد اللَّهِ الْمُعَدَّلُ أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْجَوْزِيُّ3 نا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا4 نا أَحْمَدُ بْنُ جَمِيلٍ5 أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ أنا يُونُسُ عَنِ الزُّهْرِيِّ أنا حُمَيْدُ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ أَنَّ أُمَّهُ – وَهِيَ أُمُّ كُلْثُومٍ بِنْتِ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ – أَخْبَرَتْهُ أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَيْسَ الْكَاذِبُ الَّذِي يُصْلِحُ بَيْنَ الناس فيقول خيرا أم يَنْمِي خَيْرًا ".
قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: فَلَمْ أَسْمَعْ يُرَخَّصُ فِيمَا يَقُولُ الناس كذب إلا في
__________
1. ابن زيد بن أبي النجاد.
2. رواه مسلم 4/2011 ح 101 من كتاب البر والصلة باب تحريم الكذب وبيان المباح منه عَنْ حَرْمَلَةَ بْنِ يَحْيَى عَنِ ابن وهب عن يونس ... به ...
3. قال السمعاني في الأنساب 3/407: بفتح الجيم وسكون الواو وفي آخرها الزاي هذه النسبة إلى الجوز وبيعه ثم ذكر ممن ينسب إلى ذلك أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بن جعفر ... (تاريخ بغداد 4/407، والإكمال 3/13 – 14) .
4. عبد الله بن محمد بن عبيد الأموي.
5. أبو يوسف المروزي وثقه غير واحد (تاريخ بغداد 4/76) .

(1/273)


ثَلاثٍ، الْحَرْبِ وَالإِصْلاحِ بَيْنَ النَّاسِ وَحَدِيثِ الرَّجُلِ امْرَأَتَهُ وَحَدِيثِ الْمَرْأَةِ زَوْجَهَا1.
أَخْبَرَنَا الْقُضَاعِيُّ2: أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ النَّيْسَابُورِيُّ نا أَبُو طَاهِرٍ الْقَاضِي نا مُوسَى بْنُ هَارُونَ قَالَ:
وَكَذَلِكَ نا بِهِ عبيد بن شريك3 عن ابن بكير4 عن الليث عن يُونُسَ بِنَحْوِ حَدِيثِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، قال ولم أسمعه5 ترخص، وقال: حَدَّثَنَا بِهِ عُبَيْدُ بْنُ شَرِيكٍ أَيْضًا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ صَالِحٍ عَنِ ابْنِ وَهْبٍ عَنْ يُونُسَ بِنَحْوٍ حَدِيثِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، وَقَالَ فِي آخِرِهِ: قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: ولم أسمعه ترخص إلى آخره6 ... (28/أ) .
قَالَ مُوسَى نا بِهِ عُبَيْدٌ أَيْضًا نا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ نا عبد الرزاق عن معمر عَنِ الزُّهْرِيِّ بِهَذَا الْحَدِيثِ، وَقَالَ فِي آخِرِهِ: قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَلَمْ يُرَخَّصْ فِي شَيْءٍ يَقُولُ النَّاسُ أَنَّهُ كَذِبٌ إِلَّا فِي ثَلاثٍ.
__________
1. أخرج الطبراني في الكبير 25/77 ح 192 عن حبان بن موسى وسويد بن نصر عن ابن المبارك الجزء الأول من الحديث دون قول ابن شهاب.
2. الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بن سلامة بن جعفر.
3. عُبَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ شريك ثقة. اللسان (4/120) .
4. يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بكير المصري ثقة قد ينسب إلى جده (التهذيب 11/237) .
5. هنا في الأصل تضبيب لعله بسبب قوله: " ترخص " بينما في الروايات الأكثر – يرخص – بالمثناة التحتانية.
6. أخرجه الطبراني في الكبير 25/77 ح 192 مختصرا من طريق أَحْمَدَ بْنِ صَالِحٍ عَنِ ابْنِ وهب ... به ... وأحمد بن صالح هو أبو جعفر الطبري المصري ثقة مات سنة 248 هـ (التقريب 13) .

(1/274)


أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ1 أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ نا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ2 نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أنا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: لا يُرَخِّصُونَ فِي الْكَذِبِ إِلَّا فِي الإِصْلاحِ بَيْنَ النَّاسِ.
أخبرنا القضاعي أنا النيسابوري3 نا أبو طاهر4 القاضي قال: قال موسى بن هارون: وهذا بين وأمر واضح أن آخر الحديث إنما هو من قول الزهري5 لا من قول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كما نصه عبد الوهاب بن رفيع نصًا عن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
فلو أن عبد الوهاب روى عن الزُّهْرِيُّ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أُمِّهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الحديث الذي يرويه الناس عن الزهري ثم أدرج كلام الزهري في الحديث كان أيسر لأنه كان يكون وهمًا دون وهم ولكنه لم يرو كلام النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أصلًا, وروى كلام الزهري بإسناد حديث النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فجاء بوهم غليظ جدًا، وهو عندنًا غير معتمد لما فعل من ذلك6.
22- حديث آخر:
أَخْبَرَنِي أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ علي القاضي بدرزيجان7 أنا
__________
1. التككي.
2. ابن زنجويه أبو بكر الغزال البغدادي ثقة مات سنة 258 هـ ... (التهذيب 9/315) .
3. أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ.
4. أحمد بن محمد المصري.
5. نص على ذلك الدارقطني في العلل 5 ق 399 أ.
6. لم أقف على المصدر الذي ذكر فيه موسى بن هارون أو القضاعي هذا الكلام، وهو كلام نفيس في بيان العلل.
7. بفتح الدال وسكون الراء وكسر الزاي وسكون الياء المثناة من تحتها وفتح الجيم وبعد الألف نون هذه النسبة إلى درزيجان وهي قرية من قرى بغداد (معجم البلدان 2/450، اللباب 1/497) .

(1/275)


مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ الْحَافِظُ أنا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْبَاغَنْدِيُّ نا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ الأَشَجُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى وَعَلِيُّ بن المديني قالوا: نا عبد الله ابن إِدْرِيسَ1 وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بن عمر بن محمد الْحَرْبِيُّ الزَّاهِدُ أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مَرْوَانَ الْكُوفِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُقْبَةَ الشَّيْبَانِيُّ نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ السَّلامِ بن سريع الْجَلابُ ثنا ابْنُ إِدْرِيسَ عَنْ سهيل ابن أَبِي2 صَالِحٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ كَانَ مُصَلِّيًا بَعْدَ الْجُمُعَةِ فَلْيُصَلِّ أَرْبَعًا، فَإِنْ عَجِلَ بِهِ شَيْءٌ فَلْيُصَلِّ رَكْعَتَيْنِ فِي الْمَسْجِدِ وَرَكْعَتَيْنِ إِذَا رَجَعَ " 3. قَالَ عُثْمَانُ فِي حَدِيثِهِ: " فَإِنْ عَجِلَ بِكَ شَيْءٌ فَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ فِي مَنْزِلِكَ وفي المسجد ركعتين ".
__________
1. أبو محمد الأودي – بسكون الواو – الكوفي ثقة فقيه توفي سنة 192 هـ (التقريب 167) .
2. أبو صالح ذكوان السمان، وسهيل صدوق تغير حفظه بآخره (التقريب 139) .
3. أخرجه ابن حبان في صحيحه من طريق عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ الأَشَجُّ عن ابن إدريس ... به (موارد الظمآن 152 ح 580) .
وأخرجه الخطيب في تاريخه في موضعين الأول في 8/85 من طريق الحسين بن الفرج عن ابن إدريس ... به، والثاني 14/28 من طريق الحسين بن عمرو بن محمد العنقزي – بالمهملة والنون ثم القاف بعدها زاي – عن ابن إدريس ... به، والحسين بن الفرج ضعيف (تاريخ بغداد 8/84) .
والحسين العنقزي قال فيه أبو زرعة: كان لا يصدق (الميزان 1/545) .
ولم أقف عليه من طريق ابن المديني ولا ابن المثنى ولا عثمان بن أبي شيبة والله أعلم.

(1/276)


هكذا روى عبد الله بن إدريس الأودي هذا الحديث عن سهيل بن أبي صالح، والمرفوع من المتن قوله: " من كان مُصَلِّيًا بَعْدَ الْجُمُعَةِ فَلْيُصَلِّ أَرْبَعًا " هذه الكلمات حسب، هي قول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ1 (28/ب) .
وأما ما بعدها من ذكر الركعتين فهو قول أبي صالح السمان صاحب أبي هريرة أدرجة عبد الله بن إدريس في حديثه2.
وقد بين ذلك زهير بن معاوية وحماد بن سلمة في روايتهما عن سهيل3 هذا الحديث، وميزا قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من قول أبي صالح.
وروى سفيان الثوري وأبو عوانة4 ووهيب بن خالد وعلي بن عاصم وسفيان بن عيينة وعبد العزيز بن محمد الدراوردي وخالد بن عبد الله الواسطي وزهير بن محمد الخراساني5 وإسماعيل بن زكريا الخُلقاني وجرير بن عبد الحميد وحفص بن غياث والحسن بن صالح بن حي وورقاء
__________
1. انظر المدرج إلى المدرج 22 ح 7.
2. رواية الإمام أحمد عن ابن إدريس في المسند 2/249: تدل عل شكه في رفع آخر الحديث ... قال: لا أدري هذا الحديث لرسول الله أم لا.
3. في الأصل ((سهل)) مكبرا والصواب ما أثبت.
4. وضاح بن عبد الله اليشكري.
5. قال الحافظ في التقريب 108 – 109: رواية أهل الشام عنه غير مستقيمة فضعف بسببها.
وقال البخاري عن أحمد: كأن زهير الذي يروي عنه الشاميون آخر فقلب اسمه (التاريخ الكبير 3/427) ,
قال أبو حاتم: محله الصدق وفي حفظه سوء وحديثه بالشام أنكر من حديثه بالعراق، فما حدث من كتبه فهو صالح وما حدث من حفظه ففيه أغاليط أ. هـ، وقال ابن معين: صالح (الجرح والتعديل 3/589 – 590) .

(1/277)


ابن عمر1 وأبو إسحاق2 الفزاري كلهم روى هذا الحديث عن سهيل فاقتصروا على رواية اللفظ المرفوع دون كلام أبي صالح، وكذلك رُوي عن الأوزاعي3 وعن مالك بن أنس عن سهيل.
فأما حديث سفيان الثوري وأحاديث هذه الجماعة المتفقة على رواية اللفظ المرفوع دون كلام أبي صالح:
فأخبرنا عَلِيُّ بْنُ يَحْيَى بْنِ جَعْفَرٍ الإِمَامُ – بِأَصْبَهَانَ – نا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيُّ نا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ نا أَبُو نُعَيْمٍ نا سُفْيَانُ عَنْ سُهَيْلٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
" إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمُ الْجُمُعَةَ فليصل بعدها أربعا " 4.
أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ نَا عبد الله بن جعفر بن أَحْمَدَ بْنِ فَارِسٍ نا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ نا أَبُو دَاوُدَ5 نا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ سُهَيْلٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
__________
1. أبو بشر اليشكري قال في التقريب 369: صدوق في حديثه عن منصور لين.
2. إبراهيم بن محمد بن الحارث بن أسماء الإمام ثقة حافظ له تصانيف (التقريب 22) .
3. أبو عمرو عبد الرحمن بن عمرو.
4. لعل الطبراني أخرجه في مسند أبي هريرة الذي أفرده عن المعجم الكبير كما ذكر ذلك الحافظ ابن كثير في آخر جامع المسانيد / الفتح الرباني 1/8 ورواية الثوري هذه أخرجها الإمام مسلم 2/600 ح 69 كتاب الجمعة عن وكيع عنه ... به، والدارمي في السنن 1/307 ح 1583 عن مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْفِرْيَابِيُّ عَنْ سفيان ... به، زاد في آخره: قال أبو محمد – الدارمي – أصلي بعد الجمعة ركعتين أو أربعا.
5. سليمان بن داود الطيالسي.

(1/278)


" مَنْ كَانَ مِنْكُمْ مُصَلِّيًا بَعْدَ الجمعة فليصل أربعا " 1.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ أنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْحَسَنِ الصَّيْرَفِيُّ نا الْعَبَّاسُ بْنُ أَحْمَدَ الْبِرْتِيُّ نا عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ نا وُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ نا سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: " أَنَّ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِذَا صَلَّيْتَ الْجُمُعَةَ فصل بعدها أربعا " 2.
أخبرنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُبَيْدِ3 اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَرْبِيُّ أنا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ النَّجَّادُ أنا الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدٍ4 نا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ عَنْ سُهَيْلٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
" إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمُ الْجُمُعَةَ فليصل بعدها أربع ركعات " 5.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى عَبَّاسٍ النَّضْرُوِيِّ6 أَخْبَرَكُمْ أَحْمَدُ بْنُ نَجْدَةَ نا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ7 نا سُفْيَانُ وَأَبُو عوانة (29/أ) وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ سُهَيْلٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
__________
1. رواه أبو داود الطيالسي في المسند 316 ح 2406 عن أبي عوانة ... به.
2. لم أجده من رواية وهيب بن خالد.
3. في الأصل عبد الله مكبرا والتصويب من تاريخ الخطيب 10/303 وقد مرّ في أكثر من موضع باسم ((عبيد الله مصغرا)) .
4. هو ابن أبي أسامة.
5. رواه أحمد في المسند 1/499 عن علي بن عاصم ... به ...
6. قال في اللباب 3/314: بفتح النون وسكون الضاد المعجمة وضم الراء وبعد الواو ياء تحتها نقطتان هذه النسبة إلى نضرويه وهو اسم لجد أبي منصور العباس بن الفضل بن زكريا النضروي الهروي روى عن أحمد بن نجدة القرشي، روى عنه أبو بكر البرقاني.
7. ابن شعبة أبو عثمان الخراساني صاحب السنن.

(1/279)


" أَمَرَهُمْ أَنْ يُصَلُّوا بَعْدَ الْجُمُعَةِ أَرْبَعًا " 1.
أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ الْقَاضِي أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ أنا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْبَاغَنْدِيُّ نا وَهْبَانُ2 وَإِسْحَاقُ – يَعْنِي ابْنَ شَاهِينَ – قَالا: أنا خَالِدٌ3 عَنْ سُهَيْلٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
" إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمُ الْجُمُعَةَ فَلْيُصَلِّ بَعْدَهَا أَرْبَعًا " 4.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْقُرَشِيُّ أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ نا أَبُو الْحَارِثِ أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الدمشقي – بدمشق – ن موسى بن عامر قال: حدثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ أَخْبَرَنِي زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَغَيْرُهُ عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ كَانَ مُصَلِّيًا بَعْدَ الجمعة فليصل أربعا " 5.
__________
1. رواية سفيان الثوري سبق تخريجها من مسلم والدارمي ونضيف هنا الحميدي في المسند 2/431 ح 976، والبيهقي في السنن 3/240 من طريق يعلى بن عبيد عنه به ...
والحديث أخرجه أيضا ابن خزيمة في صحيحه 3/183 ح 1873 من طريق الثوري وعبد العزيز الدراوردي وأخرجه في ص 184 ح 1874 عن الثوري فقط وأخرجه الطحاوي في معاني الآثار (11/159) .
2. وهب بن بقية بن عثمان بن شابور أبو محمد الواسطي المعروف بوهبان ثقة مات سنة 239 هـ (التهذيب 11/159) .
3. ابن عبد الله الطحان الواسطي.
4. رواه مسلم 2/600 ح 67 من كتاب الجمعة عن يحيى بن يحيى عنه ... به ...
5. لم أقف من رواية زهير بن محمد – الخراساني – وزهير رواية الشاميين عنه فيها ضعف كما سبق بيان ذلك، والوليد بن مسلم دمشقي ثقة يدلس كثيرا تدليس تسوية. والله أعلم.

(1/280)


أخبرنا الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قُرِئَ عَلَى أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ وَأَنَا أَسْمَعُ حَدَّثَكُمُ ابْنُ شِيرَوَيْهِ1 نا إِسْحَاقُ2 أنا جَرِيرٌ وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – قَالَ حَفْصٌ فِي حَدِيثِهِ –: " مَنْ كَانَ مُصَلِّيًا بَعْدَ الْجُمُعَةِ فَلْيُصَلِّ أَرْبَعًا " – وَقَالَ جَرِيرٌ فِي حَدِيثِهِ -: " إِذَا صَلَّيْتُمْ بَعْدَ الْجُمُعَةِ فصلوا أربعا " 3.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يَزْدَادَ4 الْقَارِئُ أنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ حَيَّانَ الأصبهاني – بها – نا مَحْمُودُ بْنُ أَحْمَدَ5 بْنِ الْفَرَجِ نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَمْرٍو نا الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ كَانَ مُصَلِّيًا بَعْدَ الْجُمُعَةِ فَلْيُصَلِّ أَرْبَعًا "6.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْقُرَشِيُّ أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ نا أَبُو طيب النعمان بن أبي الدلهاث7 - ببلد -8 نا عِصَامُ بْنُ رَوَّادِ بْنِ الجراح نا
__________
1. عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ.
2. ابن إبراهيم المعروف بابن راهويه.
3. رواية جرير بن عبد لحميد أخرجها مسلم 2/600 ح 69 من كتاب الجمعة عن زهير بن حرب عنه ... به ... ورواه النسائي 3/113 عن إسحاق عنه به، ولم أقف على رواية حفص بن غياث.
4. أوله ياء مثناة تحتية ثم زاي بعده دالين – مهملتين – بينهما ألف.
5. في الجرح والتعديل 8/292، وتاريخ بغداد 13/93 نسب إلى جده ((الفرج)) قال ابن أبي حاتم: كتبت عنه وكان ثقة صدوقا.
6. رواية الحسن بن صالح أخرجها أبو نعيم في الحلية 7/334.
7. ابن هارون بن محمد بن هارون أبو القاسم الشيباني البلدي يعرف بابن الدلهاث – آخره ثاء مثلثة – (تاريخ بغداد 13/454) .
8. بالباء الموحدة بعدها لام ثم دال مهملة – بفتح الباء واللام – مدينة قديمة على دجلة فوق الموصل بينهما سبعة فراسخ (معجم البلدان 1/481) .

(1/281)


أَبِي1 نا وَرْقَاءُ عَنْ سُهَيْلٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قال: قال رسول اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ كَانَ مُصَلِّيًا بَعْدَ الْجُمُعَةِ فَلْيُصَلِّ أَرْبَعًا " 2.
أخبرنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ علي بن محمد القرشي نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْيَقْطِينِيُّ3 نا عُمَرُ بْنُ سَعِيدٍ – هُوَ الْمَنْبِجِيُّ4 نا أَبُو نُعَيْمٍ5 - يَعْنِي الْحَلَبِيُّ – نا ابن عيينة وَأَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ عَنْ سُهَيْلٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ كَانَ مُصَلِّيًا بَعْدَ الْجُمُعَةِ فَلْيُصَلِّ أَرْبَعًا " 6.
أخبرنا أبو نعيم (29/ب) الْحَافِظُ نا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بن أيوب نا
__________
1. قال الحافظ في التقريب (104) : روّاد بتشديد الواو، أبو عصام العسقلاني صدوق اختلط بآخره فترك وفي حديثه عن الثوري ضعف شديد.
2. لم أقف على رواية ورقاء بن عمر اليشكري.
3. قال في الأنساب 13/519: بفتح الياء المنقوظة باثنتين – من تحت – وسكون القاف وكسر الطاء المهملة بعدها ياء أخرى، وفي آخره النون هذه النسبة إلى يقطين – اسم جد -، ثم ذكر من ينسب إليه، ومنهم أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بن علي البزار – آخره راء – اليقطيني ثم قال: كان فهما ذكيا ثقة صدوقا.
4. بفتح الميم وسكون النون وكسر الباء الموحدة وفي آخرها الجيم – إحدى بلاد الشام بناها كسرى حين غلب على ناحية من الشام (الأنساب 12/440) قال في معجم البلدان 5/205: هو بلد قديم ما أظنه إلا روميا ...
5. عبيد بن هشام، صدوق تغير فتلقن (التقريب 230) .
6. لم أقف عليه من طريق الفزاري، ورواية ابن عيينة عن سهيل أخرجها الترمذي 2/399 ح 523 باب ما جاء في الصلاة قبل الجمعة وبعدها من طريق ابن أبي عمر العدني.

(1/282)


عَلِيُّ بْنُ سَعِيدٍ الرَّازِيُّ نا علي بن زيد الفرائضي1 الطَّرَسُوسِيِّ نا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ الصَّنْعَانِيُّ نا الأَوْزَاعِيُّ عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ كَانَ مِنْكُمْ مُصَلِّيًا بَعْدَ الْجُمُعَةِ فَلْيُصَلِّ أَرْبَعًا " 2.
أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ أنا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ نا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الأَهْوَازِيُّ نا مُحَمَّدُ بْنُ خَلِيلٍ الْحَنَفِيُّ نا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ كَانَ مِنْكُمْ مُصَلِّيًا – أَوْ كَانَ مُصَلِّيًا – فَلْيُصَلِّ بَعْدَ الْجُمُعَةِ أَرْبَعًا " 3.
وأما حديث زهير بن معاوية عن سهيل، الذي وافق فيه عبد الله بن إدريس على الزيادة التي ذكرها في حديثه إلا أنه فصلها مِنْ كَلامِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وبين أنها قول أبي صالح السمان:
فَأَخْبَرَنَاهُ الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرٍ الْهَاشِمِيُّ نا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عمرو اللؤلؤي نا أبو داود سليمان ابن الأَشْعَثِ نا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ4 نا زُهَيْرٌ، قَالَ أَبُو دَاوُدَ: ونا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ الْبَزَّازُ قَالَ: نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا عَنْ سُهَيْلٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ابْنُ الصَّبَّاحِ: " مَنْ كَانَ مُصَلِّيًا بَعْدَ الْجُمُعَةِ فَلْيُصَلِّ أَرْبَعًا " وَتَمَّ حَدِيثُهُ، وَقَالَ ابْنُ يُونُسَ: إِذَا صَلَّيْتُمُ الْجُمُعَةَ فَصَلُّوا بَعْدَهَا أربعا، قال فقال
__________
1. هذه النسبة إلى الفرائض وهو علم المواريث (الأنساب 10/169) .
2. لم أقف على رواية الأوزاعي.
3. لم أقف على رواية مالك في الموطأ ولا في غيره.
4. ابن عبد الله بن يونس وقد ينسب إلى جده (التقريب 17) .

(1/283)


لي أبي: " يا ابني فَإِنْ صَلَّيْتَ فِي الْمَسْجِدِ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ أَتَيْتَ الْمَنْزِلَ أَوِ الْبَيْتَ فصل الركعتين "1.
وأما حديث حماد بن سلمة عن سهيل مثل رواية زهير بن معاوية:
فأخبرناه الْقَاضِي أَبُو الْعَلاءِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يَعْقُوبَ الْوَاسِطِيُّ أنا أَبُو مُسْلِمٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ محمد بن عبد الله بن مِهْرَانَ أنا عَبْدُ الْمُؤْمِنِ بْنُ خَلَفٍ النَّسَفِيُّ نا صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيُّ نا يَعْقُوبُ2 الدَّوْرَقِيُّ نا ابْنُ مَهْدِيٍّ3 عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ سُهَيْلٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
" مَنْ كَانَ مِنْكُمْ مُصَلِّيًا بَعْدَ الْجُمُعَةِ فَلْيُصَلِّ أَرْبَعًا " 4.
قَالَ سُهَيْلٌ: قَالَ أَبِي: فَإِنْ بَدَتْ لَهُ حَاجَةٌ فَلْيُصَلِّ رَكْعَتَيْنِ.
23- حديث آخر:
أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ نَا عبد الله بن جعفر بن أَحْمَدَ بْنِ فَارِسٍ نا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ نا أَبُو دَاوُدَ نا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ5 عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَالِمٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (30/أ) قال:
__________
1. انظر سنن أبي داود السجستاني (1/673 ح 131) كتاب الصلاح باب الصلاة بعد الجمعة.
وكذلك ساقه من طريق أبي داود: البيهقي في السنن الكبرى 3/240.
2. ابن إبراهيم أبو يوسف العبدي مولاهم.
3. أبو سعيد عبد الرحمن بن مهدي الأزدي.
4. لم أقف عليه من رواية حماد بن سلمة وعزاه السيوطي في المدرج إلى ابن حبان.
5. ابن عبد الله بن الماجشون – بكسر الجيم وضم الشين المعجمة – (التقريب /215) .

(1/284)


" إِنَّ بِلالًا يُؤَذِّنُ بِلَيْلٍ فَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يُؤَذِّنَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ ".
قَالَ: وَكَانَ ضَرِيرًا فَكَانَ يُقَالُ لَهُ أَذِّنْ فَقَدْ أَصْبَحْتَ1.
وَهَكَذَا رَوَاهُ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَأَبُو النَّضْرِ هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ عن عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ2 بن أبي سلمة الماجشون.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ أَحْمَدَ بم جعفر بن محمد بن سلم حَدَّثَكُمْ أَبُو مُسْلِمٍ3 الْكَجِّيُّ نا الْقَعْنَبِيُّ4 نا مَالِكٌ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
" إِنَّ بِلالًا يُنَادِي بِلَيْلٍ فَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يُنَادِيَ ابْنُ أبي مكتوم " وكان ابن أبي مَكْتُومٍ رَجُلًا أَعْمَى لا يُنَادِي حَتَّى يُقَالَ لَهُ: أَصْبَحْتَ أَصْبَحْتَ5.
__________
1. انظر مسند أبي داود الطيالسي 250 ح 1819.
وحديث ابن الماجشون بهذا اللفظ أخرجه البخاري في باب شهادة الأعمى.. من كتاب الشهادات عن مالك بن إسماعيل عن عبد العزيز الماجشون ... به، وأخرجه ابن عبد البر في التمهيد (10/57) من طريق يزيد بن هارون وعن علي بن الجعد كلاهما عن عبد العزيز الماجشون، ورواية أبي النضر أخرجها أحمد في المسند 2/123.
2. في الأصل (عبيد الله) مصغرا والتصويب من (التقريب 215، والتهذيب 6/343) .
3. إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَصْرِيُّ يعرف بالكجي – بالجيم – أو الكشي – بالشين المعجمة – وثقه موسى بن هارون، والدارقطني؟ ن والخطيب، مات 292هـ (تاريخ بغداد 6/120) .
4. عبد الله بن مسلمة بن قعنب.
5. رواه البخاري في كتاب الأذان باب أذان الأعمى إذا كان له من يخبره، عن القعنبي به (الفتح 2/99 ح 617) إلا أنه قال في آخره.
ثم قال: وكان..، ولم يذكر من القائل.
وهو في الموطأ 1/74 كتاب الصلاة باب قدر السحور من النداء بهذا اللفظ عن سالم بن عبد الله مرسلا، وأخرجه عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب مرسلا أيضا (المصنف 1/471 ح 1819) .
قال الدارقطني أسنده القعنبي دون أصحاب الموطأ وتابعه وأبو قرة ... وأرسله أصحاب الموطأ.
(أحاديث الموطأ واتفاق الرواة عن مالك واختلافهم فيها ص 11، الفتح 2/99 والتمهيد 10/57) .

(1/285)


اتَّفَقَتْ هَاتَانِ الرِّوَايَتَانِ عَلَى سِيَاقَةِ هَذَا الْحَدِيثِ هَكَذَا مُدْرَجًا، وَآخِرُ رِوَايَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيه: " حتى ينادي أو يؤذن ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ: وَمَا بَعْدَ ذَلِكَ لَيْسَ مِنْ كَلامِهِ وَإِنَّمَا هُوَ كَلامٌ مِنْ دُونِهِ ".
وَقَدْ رَوَى سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ وَاللَّيْثُ بن سعد عن ابن شهاب الْمُسْنَدَ مِنَ الْحَدِيثِ فَقَطْ، وَلَمْ يَذْكُرَا الْكَلامَ الَّذِي بَعْدَهُ "
وَرَوَى غَيْرُ وَاحِدٍ عَنِ الْقَعْنَبِيِّ عَنْ مَالِكٍ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ إِلَّا أَنَّهُمْ قَالُوا بَعْدَ الْمَتْنِ الْمُسْنَدِ، قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: وَكَانَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ رَجُلًا أَعْمَى إِلَى آخِرِ الحديث2.
وروى الحديث بطوله أيضا يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ الأَيْلِيُّ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ إِلَّا أَنَّهُ جَعَلَ: " وَكَانَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ رَجُلًا ضَرِيرَ الْبَصَرِ إِلَى آخِرِ الْحَدِيثِ " كَلامُ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ2.
فأما حديث سفيان بن عيينة عن ابن شهاب الزهري الذي اقتصر فيه على رواية المسند عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقط:
__________
1. سيأتي تخريج هاتين الروايتين إن شاء الله.
2. سيأتي تخريجها.

(1/286)


فأخبرناه الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ [نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنِي أَبِي نا سُفْيَانُ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
" إِنَّ بِلالًا يُؤَذِّنُ بِلَيْلٍ فَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يُؤَذِّنَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ "] 1.
وأما حديث الليث بن سعد عن ابن شهاب مِثْلُ هَذِهِ الرِّوَايَةِ:
فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى محمد بن أحمد بن أزهر الأَدِيبِ حَدَّثَكُمُ الْحُسَيْنُ بْنُ إِدْرِيسَ نا [مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ نا اللَّيْثُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
" إِنَّ بِلالًا يُؤَذِّنُ بِلَيْلٍ، فَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى تَسْمَعُوا تَأْذِينَ ابن أم مكتوم "] 2.
وكذا رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ يَحْيَى النَّيْسَابُورِيُّ وقتيبة بن سعيد (30/ب) البلخي عن الليث3.
__________
1. انظر مسند الإمام أحمد 2/9.
وأخرج رواية سفيان هذه أيضا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ في المصنف 2/9.
وأخرجها أيضا الدارمي 1/215 ح 1192,
وذكرها ابن عبد البر في التمهيد 10/56.
2. انظر ما بين المعقوفتين في صحيح مسلم 2/768 ح 36 من كتاب الصيام.
3. انظر روايتهما عند مسلم في الموضع السابق.
ورواية قتيبة عن الليث رواه الترمذي 1/392 ح 203 أبواب الصلاة باب ما جاء في الأذان بالليل، ثم قال: هذا حديث حسن صحيح.
وذكره ابن عبد البر في التمهيد 10/56.

(1/287)


وأما حديث مالك الذي ساقه بطوله، وفصل فيه قول ابن شهاب من قول ابن عمر:
فَأَخْبَرَنَاهُ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أنا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقَطَّانُ نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي نا عبد الله ابن مسلمة.
وأخبرناه عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْحَرْبِيُّ أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ1 نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مسلمة القعنبي.
وأخبرنا البرقاني2 ثنا أَبُو بَكْرٍ الإِسْمَاعِيلِيُّ3 نا أَبُو خَلِيفَةَ4 نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ عَنْ مَالِكٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
" إِنَّ بِلالًا يُنَادِي بِلَيْلٍ فَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يُنَادِيَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ ".
قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: وَكَانَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ رَجُلًا أَعْمَى لا يُنَادِي حَتَّى يُقَالَ له: أصبحت أصبحت "5.
__________
1. ابن ميمون أبو يعقوب الحربي.
2. أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بن غالب الخوارزمي.
3. أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ.
4. الفضل بن الحباب الجمحي.
5. رواه من طريق القعنبي بهذا السياق الإمام الطحاوي في شرح معاني الآثار 1/137.
والحافظ البيهقي في الكبرى (1/380، 426) وعزاه في كلام الموضعين إلى البخاري، ورواية القعنبي في البخاري في كتاب الأذان باب أذان الأعمى..بهذا السياق إلا أنه لم يصرح بفاعل قال: وكان ابن أم مكتوم أعمى ...
قال الحافظ في الفتح 2/100: ظاهره – يعني سياق البخاري – أن فاعل قال، هو ابن عمر وبذلك جزم الشيخ الموفق في المغني، ثم أشار على رواية الإسماعيلي التي ساقها الخطيب هنا.
ورواية الطحاوي والبيهقي والدارقطني وغيرها من الروايات التي عينت أن القائل هو ابن شهاب ... ثم قال: وعلى هذا ففي رواية البخاري إدراج، ويجاب عن ذلك بأنه لا يمنع كون ابن شهاب قاله أن يكون شيخه – سالم قاله، وكذا شيخ شيخه – ابن عمر – أ. هـ. ملخصا.

(1/288)


وَأَمّا حديث يونس عن ابن شهاب الذي جعل فيه الكلام لسالم:
فأخبرناه أَبُو سَعِيدٍ1 الصَّيْرَفِيُّ نا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الأَصَمُّ نا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ نا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي يُونُسُ وَاللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ سَالِمِ عن عبد الله بن عمر قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ بِلالًا يُؤَذِّنُ بِلَيْلٍ فَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى تَسْمَعُوا أَذَانَ ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ ".
قَالَ يُونُسُ فِي الْحَدِيثِ: وَكَانَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ هُوَ الأَعْمَى الَّذِي أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ: {عَبَسَ وَتَوَلَّى} 2.
وَكَانَ يُؤَذِّنُ مَعَ بِلالٍ قَالَ سَالِمٌ: وَكَانَ رَجُلًا ضَرِيرَ الْبَصَرِ، وَلَمْ يَكُنْ يُؤَذِّنُ حَتَّى يَقُولَ لَهُ النَّاسُ – حِينَ يَنْظُرُونَ إِلَى فُرُوعِ3 الْفَجْرِ - أَذِّنْ4.
__________
1. مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ الْفَضْلِ بن شاذان.
2. سورة عبس الآية الأولى.
3. هكذا في الأصل – بالفاء بعدها راء ثم واو بعده عين مهملة وجميع الروايات كما يأتي في التخريج بلفظ – بزوغ بالباء الموحدة ثم الزاي وآخره غين معجمة، وكنت أظنه خطأ أو تصحيفا من الناسخ حتى رأيت قول ابن الأثير في النهاية 3/436 – مادة فرع -: ومنه حديث قيام رمضان فما كنا ننصرف إلا في فروع الفجر. ثم ذكر بعد ذلك إن الفارع: المرتفع العالي، فعند ذلك أثبتها كما هي.
4. أخرجه البيهقي في السنن الكبرى 2/768 ح 37 كتاب الصيام عن حرملة عن ابن وهب عنه به مقتصرا على المرفوع منه فقط ولم يذكر ما بعده.

(1/289)


24- حديث آخر:
أخبرنا أَبُو سَعِيدٍ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسْنَوَيْهِ الْكَاتِبُ – بِأَصْبَهَانَ – أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ مزيد الخشاب نا محمد بْنُ مَهْدِيِّ بْنِ رُسْتُمَ نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ الْقَعْنَبِيُّ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ – قِرَاءَةً – عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عن ابن أكمية1 اللَّيْثِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ:
أَنَّ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انْصَرَفَ مِنْ صَلاةٍ جَهَرَ فِيهَا بِالْقِرَاءَةِ، فَقَالَ: " هَلْ قَرَأَ مَعِي أَحَدٌ مِنْكُمْ آنِفًا " فَقَالَ رَجُلٌ: " نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ "، فَقَالَ: " إِنِّي أَقُولُ مَالِي أُنَازَعُ الْقُرْآنَ " 2.
فَانْتَهَى النَّاسُ عَنِ الْقِرَاءَةِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا جَهَرَ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ بِالْقِرَاءَةِ مِنَ الصَّلَوَاتِ حِينَ سَمِعُوا ذَلِكَ مِنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ3.
__________
1. عُمَارَة بضم المهملة بن أكيمة، وقيل عمار وقيل عمرو وقيل عامر، قال أبو حاتم: صالح الحديث مقبول، وثقه ابن معين والذهلي وابن حبان ويحيى القطان وغيرهم. قال البزار ... ليس بمشهور بالنقل ولم يحدث عنه إلا الزهري، ورجح الحافظ ابن حجر والشيخ أحمد شاكر توثيقه (التهذيب 7/410، الترمذي بتحقيق شاكر 2/120 حاشية (2)) .
2. قال في النهاية 5/41: أي أجانب في قراءته.
3. رواه أبو داود 1/516 كتاب الصلاة باب من كره القراءة بفاتحة الكتاب إذا جهر الإمام، ح 826.
ورواه مالك في الموطأ 1/86 ح 44 من كتاب الصلاة.
ورواه ابن حبان في صحيحه 3/244 ح 1840.
ورواه أحمد في المسند 2/301-302 عن ابن مهدي عن مالك به ...
وأخرجه من طريق القعنبي عن مالك الحافظ البيهقي في السنن 1/157.

(1/290)


أخبرناه أَبُو حَازِمٍ عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْعَبْدَوِيُّ1 - بِنَيْسَابُورَ – أنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بن مطر المعدل نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَلِيٍّ الذُّهْلِيُّ نا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى2 أنا الليث (31/أ) بن سعد عن ابن شهاب عَنِ ابْنِ أُكَيْمَةَ عَنْ أَبِي هريرة أنه قَالَ: " صَلَّى لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلاةً يَجْهَرُ أَوْ يُجْهَرُ3 فِيهَا، فَلَمَّا انْصَرَفَ اسْتَقْبَلَ النَّاسَ فَقَالَ لَهُمْ: " هَلْ قَرَأَ آنِفًا مَعِي مِنْكُمْ أَحَدٌ "، فَقَالَ رَجُلٌ: " نَعَمْ أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ "، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنِّي أَقُولُ مَالِي أُنَازَعُ الْقُرْآنَ "، قَالَ فَانْتَهَى النَّاسُ عَنِ الْقِرَاءَةِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا جَهَرَ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ بِالْقِرَاءَةِ مِنَ الصَّلَوَاتِ حِينَ سَمِعُوا ذَلِكَ مِنْهُ "4.
رَوَى يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ الْمِصْرِيُّ عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ هَذَا الْحَدِيثَ فَأَوْرَدَ مِنْهُ الْمُسْنَدَ فَقَطْ، وَهُوَ إِلَى قَوْلِهِ: "مالي أنازع القرآن "، ولم يَزِدْ عَلَى ذَلِكَ5.
وَرَوَى سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ عَنِ الزُّهْرِيِّ غَيْرَ أَنَّهُ لَمَّا بَلَغَ إِلَى قَوْلِهِ مَالِي أُنَازَعُ الْقُرْآنَ قَالَ: فَحَدَّثَنِي مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: فَانْتَهَى النَّاسُ وَسَاقَ الْكَلامَ إلى آخره5.
__________
1. قال ابن الأثير في اللباب 2/313: بفتح العين المهملة وسكون الباء الموحدة وضم الدال المهملة وسكون الواو وفي آخره ياء مثناة تحتية – هكذا يقول المحدثون – هذه النسبة إلى عبدويه بضم الدال المهملة، وأما النحاة فيقولون: عبدويه – بفتح العين والدال المهملتين – ثم ذكر من اشتهر بهذه النسبة ومنهم أبو حازم ...
2. أبو زكريا النيسابوري.
3. الأولى بالبناء للمفعول والثانية بالبناء للفاعل.
4. لم اقف على رواية الليث بهذا السياق فيما وقفت عليه من المصادر.
5.سيأتي تخريج هاتين الروايتين إن شاء الله.

(1/291)


وَقَالَ بَعْضُ الرُّوَاةِ عَنْ سُفْيَانَ قَالَ: فَحَدَّثَنِي مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنِ ابْنِ أُكيمة قَالَ: فَانْتَهَى النَّاسُ1.
وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ: قَالَ الزُّهْرِيُّ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ2.
وَالصَّحِيحُ أَنَّهُ كَلامُ ابْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ3.4
فأما حديث ابن بكير عن الليث عن ابن شهاب:
فَأَخْبَرَنَاهُ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُعَدَّلُ نا عَبْدُ الصمد بن علي بن الطَّسْتِيُّ5 نا عُبَيْدُ بْنُ عَبْدِ الواحد البزار6 نا يحيى ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ نا
__________
1. لم أقف على من ذكره غير الخطيب هنا.
2. عزا أبو داود السجستاني هذا القول إلى أبي طاهر أَحْمَدَ بْنَ عَمْرِو بْنِ السَّرْحِ المصري حيث قال: قال ابن السرح في حديثه عن معمر ن الزهري أن أبا هريرة قال: فانتهى الناس ... (السنن 1/518 ح 827) .
3. نص على الإدراج وعزاه للزهري الحافظ في التلخيص الحبير 1/246 ح 15.
4. سبق الخطيب في تقرير ذلك كل من:
1- البخاري في جزء القراءة خلف الإمام ص 28 ح 62، وساقه بإسناده إلى الزهري.
2- أبو داود في السنن 1/518 ح 827 وساقه بسنده إلى الزهري من طريق الأوزاعي ومعمر وابن عيينة.
3- محمد بن يحيى بن فارس الذهلي ذكره أبو داود في الموضع السابق من السنن.
4- ونقله البيهقي عن هؤلاء وغيرهم في السنن 1/158، وكتاب القراءة خلف الإمام – له – ص 140 وما بعدها.
5. بفتح الطاء المهملة وسكون السين المهملة أيضا، وفي آخرها التاء المنقوطة – بإثنيتن من فوقها هذه النسبة إلى الطست وعمله (الأنساب 9/75) .
6. بالباء الموحدة والزاي آخره راء كذا في الأصل وفي تاريخ بغداد 11/99، واللسان 4/120.

(1/292)


الليث بن سعد عن ابن شِهَابٍ عَنِ ابْنِ أُكَيْمَةَ عَنْ أبي هريرة أنه قَالَ:
" صَلَّى لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلاةً فَجَهَرَ فِيهَا فَلَمَّا انْصَرَفَ اسْتَقْبَلَ النَّاسَ فَقَالَ لَهُمْ: هَلْ قَرَأَ معي آنفا منكم أَحَدٌ؟ قَالُوا: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: إِنِّي أَقُولُ مَالِي أُنَازَعُ الْقُرْآنَ " 1.
وأما حديث سفيان بن عيينة عن الزهري:
فأخبرناه الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ أنا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ النَّاقِدُ أنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفِرْيَابِيُّ نا قُتَيْبَةُ بن سعيد نا سفيان بن عُيَيْنَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ سَمِعَ ابْنَ أُكَيْمَةَ يُحَدِّثُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: " صَلَّى لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلاةً نَظُنُّ أَنَّهَا الصُّبْحَ، فَلَمَّا قَضَاهَا قَالَ: هَلْ قَرَأَ مِنْكُمْ أَحَدٌ؟ فَقَالَ رَجُلٌ: نَعَمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنِّي أَقُولُ مَا لِي أُنَازَعُ الْقُرْآنَ " 2.
وَقَالَ جَعْفَرٌ نا قُتَيْبَةُ نا سُفْيَانُ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنِ ابْنِ أُكَيْمَةَ قَالَ: فَانْتَهَى النَّاسُ عَنِ الْقِرَاءَةِ فِيمَا يَجْهَرُ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ3.
أخبرناه علي بن أحمد (31/ب) بْنِ عُمَرَ الْمُقْرِئُ أنا مُحَمَّدُ بن عبد الله
__________
1. رواه البخاري في جزء القراءة خلف الإمام 28 ح 63، ورواه البيهقي في كتاب القراءة خلف الإمام 140 ح 319.
2. لم أقف عليه من طريق جعفر الفريابي عن قتيبة عن سفيان ... وإنما وقفت عليه من رواية ابن ماجه 1/276 ح 848 من طريق أبي بكر بن أبي شيبة وهشام بن عمار عن سفيان مقتصرا على الحديث المرفوع فقط.
3. لم أقف على كلام جعفر – الفريابي – هذا وسيأتي كلام معمر ونسبته هذا الكلام إلى الزهري لا إلى ابن أكيمة.

(1/293)


ابن إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ نا مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى نا مُسَدَّدٌ نا سُفْيَانُ نَا الزُّهْرِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أُكَيْمَةَ يُحَدِّثُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ:
" صَلَّى بِنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلاةً نَظُنُّ أَنَّهَا الصُّبْحَ، فَقَالَ: هَلْ قَرَأَ خَلْفِي أَحَدٌ مِنْكُمْ؟ فَقَالَ رَجُلٌ: أَنَا، فَقَالَ: إِنِّي أَقُولُ مَالِي أُنَازَعُ الْقُرْآنَ ".
قَالَ مَعْمَرٌ: فَانْتَهَى النَّاسُ عَنِ الْقِرَاءَةِ فِيمَا جَهَرَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ1.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ الْحَافِظُ أنا محمد بن زيان بْنِ حَبِيبٍ نا الْحَارِثُ بْنُ مِسْكِينٍ نا سُفْيَانُ عَنِ الزُّهْرِيِّ بِإِسْنَادِهِ نَحْوَ مَا تَقَدَّمَ.
قَالَ سُفْيَانُ: فَحَدَّثَنِي مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: فَانْتَهَى النَّاسُ عَنِ الْقِرَاءَةِ فِيمَا جَهَرَ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ2.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ بَشَّارٍ السَّابُورِيُّ – بِالْبَصْرَةِ – أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ التَّمَّارُ نا أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ الأَشْعَثِ نا مُسَدَّدٌ وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرْوَزِيُّ3، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي خَلَفٍ وَابْنُ السَّرْحِ4 وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيُّ قَالُوا: نا سُفْيَانُ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أُكَيْمَةَ يُحَدِّثُ سعيد بن المسيب قال:
__________
1. رواه أحمد عن سفيان ... به المسند 1/240.
وأبو داود 1/517 – 518 ح 827 عن مسدد عن سفيان.. به..
وأخرجه أيضا البيهقي في جزء القراءة خلف الإمام 140 ح 321 وأشار إليه الدارقطني في العلل 3 ق 105.
2. تقدم تخريجه.
3.بالزاي نسبة إلى مرو (اللباب 3/199) .
4. أبو طاهر أحمد بن عمرو المصري.

(1/294)


سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: " صَلَّى بنا رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلاةً أَظُنُّ أَنَّهَا الصُّبْحَ، قَالَ أَبُو دَاوُدَ: فَذَكَرَ مَعْنَى حديث مالك إلى قوله: " مَا لِي أُنَازَعُ الْقُرْآنَ ".
قَالَ مُسَدَّدٌ فِي حَدِيثِهِ: قَالَ مَعْمَرٌ: فَانْتَهَى النَّاسُ عَنِ الْقِرَاءَةِ فِيمَا يجهر بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وقال ابن السرح في حديثه: قال معمر: عن الزهري قال أبو هريرة: فانتهى الناس.
وقال عبد الله بن محمد الزهري من بينهم قال سفيان: وتكلم الزهري بكلمة لم أسمعها قال معمر: إنه قال: فانتهى الناس1.
قال أبو داود: وروى حديث ابن أكيمة هذا معمر2 ويونس3 وأسامة بن زيد علي معنى [حديث] 4 مالك (ف) ـجعلوا5 (انتهى الناس عن القراءة) مدرجا في الحديث6.
__________
1. أخرجه من طريق سفيان البيهقي في جزء القراءة خلف الإمام 140 – 141 ح 321.
2. رواية معمر أخرجها عبد الرزاق في المصنف 2/135 ح 271695 عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنِ ابْنِ أُكَيْمَةَ ... به ...
3. رواية يونس أخرجها البخاري في جزء القراءة خلف الإمام 28 ح 62 عن ابن شهاب سمعت ابن أكيمة يحدث ابن المسيب ... به ... ولم أقف على رواية أسامة.
4. ما بين المعقوفتين سقط من الأصل وأثبته بناء على ما تقدم.
5. زيادة يقتضيها المعنى والله أعلم.
6. نص على ذلك الحافظ ابن حجر في التلخيص الحبير 1/246 ح 15 وعزاه للفصل للخطيب وجملة فجعلوا ... مدرجا في الحديث من كلام الخطيب وليست داخلة في رواية أبي داود التي لم تنته بعد.

(1/295)


ورواه الأوزاعي1 عن الزهري قال فيه: قال الزهري فاتعظ المسلمون بذلك، فلم يكونوا يقرؤون معه فيما جهر به.
ورواه عبد الرحمن بن إسحاق2 عن الزهري، وانتهى حديثه إلى قوله: " مالي أنازع القرآن ".
قال أبو داود: سمعت محمد بن يحيى بن فارس3 صاحب الزهري قال: منتهى حديث ابن أكيمة إلى قوله: ما لي أنازع القرآن، وقوله: " انتهى الناس " كلام الزهري] 4.
قال الخطيب: ذكر أبو داود أن الأوزاعي راوي هذا الحديث عن الزهري ولعمري5 (32/أ) إنه لكذلك غير أنه خالف أصحاب الزهري فيه ووهم لإجماعهم على خلافه، فقال: عن الزهري عن سعيد بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
__________
1. أبو عمرو عبد الرحمن بن عمرو.
2. ابن عبد الله العامري القرشي مولاهم، ويقال له عباد بن إسحاق قال سفيان: كان قدريا فنفاه أهل المدينة. قال أحمد: رجل صالح ليس به بأس ووثقه ابن معين. قال القطان وابن المديني: لم يكن أهل المدينة يحمدونه، قال الدارقطني: ضعيف رمي بالقدر (التهذيب 6/137) .
3. هو الذهلي ووجه كونه صاحب الزهري ذلك لأنه جمع أحاديث الزهري في كتاب والعلم عند الله.
4. ما بين المعقوفتين – من قوله نا مسدد ... إلى هنا – انظره في أبي داود 1/517 – 518 ح 827، وقد تخلله بعض الكلام للخطيب نبهت عليه في موضعه.
5. كتب في الهامش ((قوبل فصح إن شاء الله تعالى)) .

(1/296)


ورواه كذلك عن الأوزاعي المفضل بن يونس وأبو المغيرة عبد القدوس بن الحجاج ومحمد بن يوسف الفريابي ويحيى ابن عبد الله البابلتي1 وأبو إسحاق2 الفزاري وعبد الحميد بن حبيب بن أبي العشرين3.
وإنما دخل الوهم فيه على الأوزاعي لأنه سمع الزهري يقول: سمعت ابْنَ أُكَيْمَةَ يُحَدِّثُ سَعِيدَ بْنَ المسيب، فسبق إلى حفظه ذكر سعيد بن المسيب واستقرت روايته على ذلك4.
والصحيح أنه عن الزهري عن ابن أكيمة الليثي واسمه عمارة سماه محمد بن إسحاق5.
__________
1. قال في اللباب 1/101: بفتح الباء الموحدة وسكون الموحدة الثانية وضم اللام وكسر التاء المنقوطة بنقطتين من فوقها مع التشديد، هذه النسبة إلى بابلت وظني أنه موضع بالجزيرة أ. هـ.
ويكنى أبا سعيد الحراني ضعفه ابن حبان وابن معين وأحمد وابن عدي وغيرهم، قال ابن معين والخليل: تكلموا في سماعه من الأوزاعي رغم أنه ابن امرأة الأوزاعي مات سنة 318 هـ (التهذيب 11/240) .
2. إبراهيم بن محمد بن الحارث.
3. قال في المغني 174: أبو العُشُريْن أخت الثُلُثين، وثقه أحمد وابن حبان وأبو زرعة والدارقطني، قال أبو حاتم: ثقة كان كاتب ديوان ولم يكن صاحب حديث، يكنى أبا سعيد البيروتي كان كاتبا للأوزاعي، ضعفه دحيم والبخاري والنسائي وغيرهم (الجرح والتعديل 6/11، التهذيب 6/112 – 113) .
4. قال ابن حبان في صحيحه تعقيبا على رواية الأوزاعي التي وهم فيها 3/246: هذا خبر مشهور للزهري من رواية أصحابه عنه عن ابن أكيمة عن أبي هريرة، ووهم فيه الأوزاعي، إذ الجواد يعثر فقال عن الزهري عن سعيد بن المسيب..، ونص على وهم الأوزاعي في هذا الإسناد البيهقي في جزء القراءة خلف الإمام 141 – 142.
5. كتب في الهامش ((بلغ مقابلة في الخامس حسب الطاقة)) .

(1/297)


فأما حديث المفضل بن يونس:
فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ نَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيُّ [نا الْحَسَنُ بْنُ عُليل الْعَنْزِيُّ1 وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الأَصْبَهَانِيُّ قَالا: نا أَبُو كُرَيْبٍ2 نا الْعَلاءُ – بْنُ عُصَيْمٍ3 نا الْمُفَضَّلُ بْنُ يُونُسَ نا الأَوْزَاعِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: " صَلَّى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلاةً جَهَرَ فِيهَا، فَقَالَ: تقرؤون خَلْفِي؟ قُلْنَا نَعَمْ، قَالَ: إِنِّي أَقُولُ مَا لِي أُنَازَعُ الْقُرْآنَ، قَالَ: فَانْتَهَى النَّاسُ عَنِ الْقِرَاءَةِ فِيمَا جَهَرَ فِيهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ".
قَالَ سُلَيْمَانُ4: الْمُفَضَّلُ بْنُ يُونُسَ مِنْ عُبَّادِ الْكُوفَةِ، وَلَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ – عَنْهُ إِلَّا الْعَلاءُ بْنُ عُصَيْمٍ] 5.
قَالَ الْخَطِيبُ: أَدْرَجَ الْمُفَضَّلُ عَنِ الأوزاعي كلام الزُّهْرِيّ، وَأَمَّا الْبَاقُونَ مِنْ أَصْحَابِ الأَوْزَاعِيِّ فَإِنَّهُمْ بَيَّنُوهُ.
وأما حديث أبي المغيرة والفريابي:
فأخبرناه أبو نعيم نا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أيوب نا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ6 نا أَبُو الْمُغِيرَةِ – قَالَ سُلَيْمَانُ ونا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بن أبي
__________
1. بضم المهملة من عليل وفتحها وفتح النون من العنزي وقد تقدم.
2. محمد بن علاء الهمداني الكوفي مشهور بكنيته.
3. قال في التقريب 268: بمهملتين مصغرا، أبو عبد الله الجعفي الكوفي المؤذن، صدوق مات 205 أو 208هـ.
4. ابن أحمد بن أيوب الطبراني.
5. لم أجده في المعاجم الثلاثة للطبراني فلعله ذكره في غيرها والله أعلم.
6. ابن نجدة – أوله نون ثم الجيم بعدها مهملة آخرها تاء مربوطة – الحوطي بمهملتين -.

(1/298)


مريم – نا الفريابي قالا: نا الأَوْزَاعِيُّ نا الزُّهْرِيُّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: حَدَّثَنِي أبو هريرة قال: " قرأنا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي صَلاةٍ جَهَرَ فِيهَا بِالْقِرَاءَةِ فَقَالَ: هَلْ قَرَأَ مَعِي أَحَدٌ آنِفًا؟ قَالُوا: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: إِنِّي لأَقُولُ مَالِي أُنَازَعُ الْقُرْآنَ، قَالَ الزُّهْرِيُّ فَاتَّعَظَ الْمُسْلِمُونَ بِذَلِكَ، وَلَمْ يكونوا يقرؤون الْقُرْآنَ "1.
وأما حديث يحيى البابلتي:
فَأَخْبَرَنِيهِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَلِيٍّ الْوَرَّاقُ نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بن المفيد - بجرجان2 - نا أبو شعيب3 الحراني (32/ب) نا يحيى ابن عبد الله البابلتي ن الأَوْزَاعِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ:
" قَرَأَ النَّاسُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي صَلاةٍ جَهَرَ فِيهَا بِالْقِرَاءَةِ فَلَمَّا قَضَى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلاتَهُ وَسَلَّمَ أَقْبَلَ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ: هَلْ قَرَأَ أَحَدٌ مَعِي آنِفًا، قَالُوا: نَعَمْ يَا رَسُولَ الله، فقال رَسُولُ اللَّهِ: " إِنِّي لأَقُولُ مَالِي أنازع القرآن "،
__________
1. لم أجده هذه الرواية في المعاجم الموجود للطبراني فلعلها في المفقود من الكبير ورواية الفريابي رواها ابن حبان 3/245 ح 1741، والطحاوي في معاني الآثار 1/217.
2. قال ياقوت الحموي في المعجم 2/119: جرجان ن- بضم الجيم، وآخره النون ... مدينة مشهورة عظيمة بين طبرستان خراسان فبعض يعدها من هذه وبعض يعدها من هذه، وقيل إن أول من أحدث بناءها يزيد بن المهلب بن أبي صفرة.
3. عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ أحمد، كان ربيبا للبابلتي، وثقه موسى بن هارون والدارقطني وغيرهما، قال أحمد بن الكامل: مات أبو شعيب الحراني سنة 295هـ وكان مسندا غير متهم في روايته وكان يأخذ الدراهيم على التحديث (تاريخ بغداد 9/435، الميزان 2/406) .

(1/299)


قال الزهري فاتعظ المسلمون بذلك فلم يكونوا يقرؤون1.
وأما حديث أبي إسحاق الفزاري:
فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو الْقَاسِمِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ جَعْفَرٍ الْمَالِكِيُّ وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ2 الْبَصْرِيُّ وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ قَالُوا: أنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ الصَّيْرَفِيُّ نا محمد بن موسى السرابيطي3 نا عَلِيُّ بْنُ بَكَّارٍ نا الْفَزَارِيُّ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ عَنِ الزُّهْرِيِّ عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال:
قَرَأَ النَّاسُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي صَلاةٍ جَهَرَ فِيهَا بِالْقِرَاءَةِ فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلاتَهُ أَقْبَلَ عَلَيْهِمْ فَقَالَ: " هَلْ قَرَأَ مِنْكُمْ أَحَدٌ آنِفًا. قَالُوا: " نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ "، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنِّي أَقُولُ مَالِي أُنَازَعُ الْقُرْآنَ "، قَالَ الزُّهْرِيُّ فاتعظ المسلمون بذلك فلم يكونوا يقرؤون4.
وأما حديث ابن أبي العشرين5:
فأخبرناه الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُقَنَّعِيُّ6 أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ
__________
1. لم أجده فيما وقفت عليه من المصادر.
2. ابن المحسن التنوخي القاضي.
3. لم أجد هذه النسبة.
4. لم أقف عليه من طريق الفزاري.
5. عبد الحميد بن حبيب.
6. بضم الميم وفتح القاف والنون وتشديدها وفي آخرها العين المهملة.
قال السمعاني: هذه النسبة المحدث بغداد أبي مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ محمد..
الجوهري المقنعي..أ. هـ (الأنساب 12/402) .
قلت: وهذا من تدليس الشيوخ الذي اشتهر به الخطيب.

(1/300)


الْحَافِظُ نا مُحَمَّدُ بْنُ خُرَيْمٍ1 الدِّمَشْقِيُّ نا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ نا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ أَبِي عشرين نا الأَوْزَاعِيُّ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ قَالَ:
" قَرَأَ نَاسٌ مَعَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي صَلاةٍ جَهَرَ فِيهَا بِالْقِرَاءَةِ، فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأقبل عَلَيْهِمْ. فَقَالَ: " هَلْ قَرَأَ مَعِي منكم أحد آنفا. قال: " نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ "، فَقَالَ رسول الله: " فَإِنِّي أَقُولُ مَالِي أُنَازَعُ الْقُرْآنَ " قال الزهري: فاتعظ المسلمون بذلك. فلم يكونوا يقرؤون إلا بأم القرآن "2.
أخبرنا محمد بن علي المقرئ أما مُسْلِمِ3 بْنُ مِهْرَانَ أَنَا عَبْدُ المؤمن بن خلف النسفي. قال: سألت أبا علي صالح بن محمد عن حديث الزهري عن سعيد بن المسيب سمعت أبا هريرة يقول: حديث ابن أكيمة فقال أبو علي: غلط فيه الأوزاعي إنما هو عن ابن أكيمة4.
__________
1. قال الأمير في الإكمال (3/132-134) : خريم أوله خاء معجمة مضمومة ثم راء مفتوحة..ثم عدد من يسمى بذلك ثم ذكر في الكنى والآباء صاحب الترجمة فقال: محمد بن خريم بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بن مروان الدمشقي أبو بكر العقيلي روى عن هشام بن عمار.
2. لم أقف عليه من رواية ابن أبي العشرين.
وقد تابع المفضل بن يونس ومن شاركه عن الأوزاعي تابعهم الوليد بن مزيد البيروتي في روايته الحديث بهذا السياق عن الأوزاعي، أخرج روايته الحافظ البيهقي في جزء القراءة خلف الإمام 141 ح 322.
3. عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله.
4. انظر كلام أبي علي في جزء القراءة خلف الإمام للبيهقي 142 ح 323.

(1/301)


25- حديث آخر:
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ1 أنا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ أنا مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بن أسماء.
وأخبرنا عبد الله (32/أ) ابن يَحْيَى السُّكَّرِيُّ أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ نا مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى نا عَبْدُ اللَّهِ بن محمد نا جورية2 عَنْ مَالِكٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ أَنَّ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ أَخْبَرَهُ (أَنَّ عويمر3 من بني العجلان أتى عَاصِمِ بْنِ عَدِيٍّ الأَنْصَارِيِّ فَقَالَ: " يَا عَاصِمُ أَرَأَيْتَ رَجُلًا وَجَدَ مَعَ امْرَأَتِهِ رَجُلًا أَيَقْتُلُهُ فَتَقْتُلُونَهُ أَمْ كَيْفَ يَصْنَعُ؟ سَلْ لِي عَنْ ذَلِكَ يَا عَاصِمُ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "، قَالَ: فَسَأَلَ عَاصِمٌ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَرِهَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَسَائِلَ وَعَابَهَا حَتَّى كَبُرَ عَلَى عَاصِمٍ مَا سَمِعَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ، فَلَمَّا جَاءَ عَاصِمٌ إِلَى أَهْلِهِ جَاءَهُ عُوَيْمِرٌ فَقَالَ: " يَا عَاصِمُ مَاذَا قَالَ لَكَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " قال له عاصم:
__________
1. أَبُو بَكْرٍ = أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بن شاذان.
2. تصغير جارية – ابن أسماء بن عبيد الضبعي – بضم المعجمة وفتح الموحدة – البصري، صدوق (التقريب 58) .
3. ابن الحارث بن زيد بن الجد بن عجلان البصري الأنصاري هكذا نسبه الطبري في تهذيب الآثار. ونص على هذا الحافظ الخطيب في الأسماء المبهمة 207-208 ح 104، وذهب إلى ذلك الترجيح الحافظ في الفتح 9/447، ولإصابة 7/182، وقال ابن عبد البر في الاستيعاب – في حاشية الإصابة – 8/54: عويمر بن أبيض العجلاني ...
قال الحافظ ابن حجر في الموضعين السابقين – بعد ذكر قول ابن عبد البر، ورواية أبي داود وغيره = عويمر بن أشقر = قال: أما ابن أشقر فهو مازني وليس عجلانيا ولم يذكر عنه أنه لاعن، ويمكن الجمع بأن يكون أبا عويمر – الحارث – كان يلقب بأشقر أو أبيض فلا يكون هناك تعارض بين روايات حديث اللعان.

(1/302)


لَمْ تَأْتِنِي بِخَيْرٍ قَدْ كَرِهَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَسَائِلَ الَّتِي سَأَلْتَ عَنْهَا "، قَالَ عُوَيْمِرٌ: " وَاللَّهِ لا أَنْتَهِي حَتَّى أَسْأَلَهُ عَنْ ذَلِكَ، فَأَقْبَلَ عُوَيْمِرٌ حَتَّى سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسَطَ النَّاسِ.
فَقَالَ: " يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ رَجُلًا وَجَدَ مَعَ امْرَأَتِهِ رَجُلًا أَيَقْتُلُهُ فَتَقْتُلُونَهُ أَمْ كَيْفَ يَصْنَعُ؟ " فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قد أنزل فِيكَ وَفِي صَاحِبَتِكَ "، قَالَ: وَأُنْزِلَ الْقُرْآنُ فَاذْهَبْ فَأْتِ بِهَا فَتَلاعَنَا ".
قال سهل: أنا مَعَ النَّاسِ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ فلما فرغا من تلا عنهما قَالَ: " يَا رَسُولَ اللَّهِ كَذَبْتُ عَلَيْهَا إِنْ أَمْسَكْتُهَا "، فَطَلَّقَهَا ثَلاثًا قَبْلَ أَنْ يَأْمُرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَانَ فِرَاقُهُ إِيَّاهَا سُنَّةً1 بَعْدُ.
سِيَاقُ الْحَدِيثِ لِدَعْلَجٍ.
وَأَمَّا الشَّافِعِيُّ فَسَاقَ بَعْض الْمَتْنِ إِثْرَ حَدِيثِ أَبِي مُصْعَبٍ2 عَنْ مَالِكٍ، وَقَالَ: ثُمَّ ذَكَرَ نَحْوَهُ، وَقَالَ فِي آخِرِهِ: فَكَانَ تِلْكَ سُنَّةَ الْمُتَلاعِنِينِ، جَعَلَهُ من كلام سهل بن سعد متصلا في الحديث.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أنا دَعْلَجٌ أنا أَبُو الْعَبَّاسِ أحمد بن محمد بن
__________
1. رواية جُوَيْرِيَةُ بْنُ أَسْمَاءَ عَنْ مَالِكٍ رواها الطبراني في الكبير 6/137 ح 5676.
وأخرجها ابن عبد البر في التمهيد 6/185.
وفي حديثه كما في الحديث الذي يليه – حديث إبراهيم بن طهمان – جعل قوله: فكانت سنة المتلاعنين من قول سهل بن سعد الساعدي.
2. أحمد بن أبي بكر القاسم بن الحارث بن زرارة بن مصعب بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ الزهري المدني ثقة عاب عليه أبو وخيثمة دخوله القضاء وإكثاره من الفتوى بالرأي مات سنة 242هـ (التهذيب 1/20) .

(1/303)


الأَزْهَرِ حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ حَفْصٍ حَدَّثَنِي أَبِي1 قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ مُحَمَّدِ بْنِ مسلم بن شهاب بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ أَنَّهُ حَدَّثَهُ أن عويمر مِنْ بَنِي الْعَجْلانِ – وَسَاقَ حَدِيثَ اللِّعَانِ عَنِ النَّبِيِّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ عِنْدَ قَوْلِهِ قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ فِيكَ وَفِي صَاحِبَتِكَ، قَالَ: وَنَزَلَ الْقُرْآنُ فَلَمَّا فَرَغَا مِنْ تَلاعُنِهِمَا وَطَلَّقَهَا ثَلاثًا قَبْلَ أَنْ يَأْمُرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: فَكَانَتْ فُرْقَتُهُ إِيَّاهَا سُنَّةً بَعْدُ2.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُؤَمَّلِ الأَنْبَارِيُّ أنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الدَّارَقُطْنِيُّ نا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ محمد بن عبد العزيز البغوي قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ قَالَ: قُرِئَ عَلَى سُوَيْدِ بْنِ سَعِيدٍ3 [عن] 4 مالك عن الزهري (33/ب) عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ: " أَنَّ رَجُلًا أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ رَجُلًا وَجَدَ مع امرأته رجلا فيقتله فتقتله أَمْ كَيْفَ يَفْعَلُ؟ قَالَ: فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِمَا مَا ذُكِرَ فِي الْقُرْآنِ5 مِنَ التَّلاعُنِ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قد
__________
1. حفص بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَاشِدٍ السلمي النيسابوري القاضي.
2. رواية ابن طهمان أخرجها ابن عبد البر في التمهيد 6/185.
وعقب عليه بقوله: ومن رواة إبراهيم بن طهمان من يقول عنه فيه: فكان طلاقه إياها سنة كل ذلك مدرج في كلام سهل لا من قول ابن شهاب.
3. ابن سهل الهروي أبو محمد الحدثاني – الحاء والدال المهملتين ثم المثلثة آخرها نون ثم ياء النسبة وثقه مسلمة وأحمد وقال أبو حاتم: صدوق كن يدلس ويكثر، قال البخاري: عمي فتلقن.
وضعفه ابن معين والنسائي وغيرهما سئل مسلم كيف أستجزت الرواية عنه؟ فقال: ومن أين كنت آتي بنسخة حفص بن ميسرة، مات سنة 240هـ (التهذيب 4/272) .
4. وضعت هنا إشارة تضبيب لسقوط (عن) من الأصل.
5. الآيات من (6-9) سورة النور.

(1/304)


قَضَى فِيكَ وَفِي امْرَأَتِكَ، قَالَ: فَتَلاعَنَا وَأَنَا شَاهِدٌ عِنْدَ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ أَمْسَكْتُهَا فَقَدْ كَذَبْتُ عَلَيْهَا فَفَارَقَهَا فكانت السنة فيهما أن يفرق بَيْنَ الْمُتَلاعِنَيْنِ، وَكَانَتْ حَامِلًا فَأَنْكَرَ حَمْلَهَا وَكَانَ ابَنُهَا يُدْعَى إِلَيْهَا ثُمَّ جَرَتِ السُّنَّةِ فِي الْمِيرَاثِ أَنْ يَرِثَهَا وَتَرِثَ مِنْهُ مَا فَرَضَ اللَّهُ لَهَا ".
قال أبو الحسن: هكذا رواه سويد عن مالك بهذا اللفظ، وقوله: " وكانت حاملًا فأنكر حملها " إلى آخر الحديث ليس في الموطأ ولا أعلم روى هذا اللفظ – عن مالك بهذا الإسناد غير سويد.
وأما قوله فكانت سنة فيهما أن يفرق بين المتلاعنين، فإنه في الموطأ من قول الزهري مفصولًا من حديث سهل بن سعد.
وقد تابع سويدًا على إدراجه في حديث سهل بن سعد جويرية بن أسماء وإبراهيم بن طهمان فروياه عن مالك كذلك1.
قال الخطيب: أما جويرية وابن طهمان فإنهما روياه كما ذكر أبو الحسن الدارقطني، وسقناه عنهما في أول هذه الترجمة.
وأما سويد بن سعيد فقد رواه عنه غير واحد كرواية أصحاب الموطأ عن
__________
1. رواية سويد بن سعيد أخرجها الدارقطني في غرائب الإمام مالك.
وأخرجها من طريقه الحافظ ابن عبد البر في التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد 6/186-187.
وذكر الحافظ ابن حجر في الفتح 9/453-454.
(تنبيه) قد خطأ الشيخ صبحي السامرائي في عزوه كلام الدارقطني على هذا الحديث – في تحقيقه المدرج للسيوطي – إلى سنن الدارقطني 3/274 (المدرج إلى المدرج ص 30 ح 25) وتابعه على الخطأ عبد العزيز الغماري في تسهيل المدرج ص 26.

(1/305)


مالك وبخلاف رواية البغوي عنه التي أوردها الدارقطني. وفصل سويد كلام الزهري ممن كلام سهل بن سعد وهو الصحيح.
وروى حديث اللعان عن الزهري جماعة فأدرجوا كلام الزهري فيه: منهم الأوزاعي وابن أبي ذئب وعياض بن عبد الله الفهري وفليح بن سليمان1.
ورواه عبد الملك بن جريج وإبراهيم بن سعد ومحمد بن إسحاق1 عن الزهري فقالوا في آخره: قال ابن شهاب: فكانت تلك السنة المتلاعنين بمتابعة أصحاب الموطأ عن مالك، وذلك هو الصواب.
فأما حديث الأوزاعي عن الزهري الذي وافق فيه رواية جويرية وإبراهيم بن طهمان في إدراجهما الحديث عن مالك:
فأخبرناه أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى الْبَزَّازُ2 أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْمِصْرِيُّ أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بن سعيد ابن أَبِي مَرْيَمَ نا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْفِرْيَابِيُّ نا الأَوْزَاعِيُّ نا الزُّهْرِيِّ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ: " أَنَّ عُوَيْمِرَ أَتَى عَاصِمَ بْنَ عدي – وكان (34/أ) سَيِّدَ بَنِي الْعَجْلانِ – قَالَ: " كَيْفَ تَقُولُونَ فِي رَجُلٍ وَجَدَ مَعَ امْرَأَتِهِ رَجُلًا أَيَقْتُلُهُ فَتَقْتُلُونَهُ أَمْ كَيْفَ يَصْنَعُ؟ ". قَالَ: " سَلْ لِي رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ "، قَالَ: فَأَتَى عَاصِمٌ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَسَاقَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ، إِلَى أَنْ قَالَ: " فَلاعَنَهَا "، ثُمَّ قَالَ: " يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ حَبَسْتُهَا فَقَدْ ظَلَمْتُهَا " قَالَ: " فَطَلَّقَهَا "، قَالَ: " فَكَانَتْ بَعْدُ سُنَّةً لِمَنْ كَانَ بعدهما
__________
1. كل هذه الروايات سيأتي تخريجها بإذن الله.
2. بالباء الموحدة بعدها زايين بينهما ألف كذا في الأصل وتاريخ بغداد 12/97، ويعرف بابن الحصري.

(1/306)


مِنَ الْمُتَلاعِنَيْنِ "1.
وأما حديث ابن أبي ذئب2 عن الزهري مثل هذه الرواية:
فأخبرناه القاضي أبو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرَشِيُّ نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الأَصَمُّ أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ أنا الشَّافِعِيُّ3 أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ4 عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ: أَنَّ عُوَيْمِرًا جَاءَ إِلَى عَاصِمٍ فَقَالَ: " أَرَأَيْتَ رَجُلًا وَجَدَ مَعَ امْرَأَتِهِ رَجُلًا فَقَتَلَهُ أَتَقْتُلُونَهُ؟ سَلْ لِي يَا عَاصِمُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "، فَسَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَرِهَ رَسُولُ اللَّهِ الْمَسَائِلَ وَعَابَهَا، فَرَجَعَ عَاصِمٌ إِلَى عُوَيْمِرٍ فَأَخْبَرَهُ أَنَّ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَرِهَ الْمَسَائِلَ وَعَابَهَا، فَقَالَ عُوَيْمِرٌ: " وَاللَّهِ لآتِيَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَاءَ وَقَدْ نزل القرآن خلاف
__________
1. رواه البخاري في كتاب التفسير من صحيحه باب قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ ... } الآية ... عن إسحاق بن منصور عن الفريابي به.. (الفتح 8/448 ح 4745) .
ورواه أبو داود في السنن – كتاب الطلاق باب اللعان – 2/683 ح 2249، عن محمود بن خالد الدمشقي عن الفريابي..به، ورواه أيضا الدارمي 2/74 ح 2236، وابن الجارود 254 ح 756.
ورواه أيضا الحافظ أَبُو الْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الطبراني في الكبير 6/138 ح 5677 عن عبد الله بن محمد بن سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ عَنْ الفريابي ... به..، وأخرجه البيهقي في الكبير 7/400 من طريق الفريابي.. وذكرهما أيضا ابن عبد البر في التمهيد 6/186.
2. محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث القرشي العامري.
3. أبو عبد الله محمد بن إدريس.
4. ابن أبي نافع الصائغ المخزومي مولاهم أبو محمد المدني وثقه النسائي وابن حبان، وقال: ابن عدي: رواياته مستقيمة ووثقه الحافظ في التقريب 191 فيما روى من كتابه، وقال أبو زرعة: لا بأس به، وضعفه في حفظه البخاري وأبو حاتم وقالا: كتابه أصح مات سنة 206 (التهذيب 6/51) .

(1/307)


عَاصِمٍ، فَسَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ [عَلَيْهِ] 1 وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " قَدْ نَزَلَ فِيكُمَا الْقُرْآنُ، فَتَقَدَّمَا فَتَلاعَنَا ثُمَّ قَالَ: كذبتُ عَلَيْهَا إِنْ أَمْسَكْتُهَا فَفَارَقَهَا وَمَا أَمَرَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَضَتْ سُنَّةَ الْمُتَلاعِنَيْنِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: انظروها إن جاءت به أحيمر2 قَصِيرًا كَأَنَّهُ وَحَرَةً3 فَلا أَحْسِبُهُ إِلَّا قَدْ كَذَبَ عَلَيْهَا، وَإِنْ جاءت به أسحم أعين ذا إليتين4 فَلا أَحْسِبُهُ إِلَّا قَدْ صَدَقَ عَلَيْهَا فَجَاءَتْ بِهِ عَلَى النَّعْتِ الْمَكْرُوهِ " 5.
وأما حديث عياض بن عبد الله6 عن الزهري بمتابعة الأوزاعي وابن أبي ذئب:
فأخبرناه الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْهَاشِمِيُّ7 نا محمد بن أحمد اللؤلؤي نا
__________
1. ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
2. تصغير أحمر وقد جاء في بعض الروايات مكبرا.
3. قال في النهاية 5/160: هي بالتحريك دويبة كالعظاءة تلزق بالأرض.
وقال الحافظ في الفتح 9/453: دويبة تترامى على الطعام واللحم فتفسده وهي من نوع الوزغ.
4. أي عظيم الأليتين كما جاء في بعض الروايات، والأسحم: الأسود، والأعين: واسع العين (النهاية في غريب الحديث 2/348، 3/333، الفتح 9/453) .
5. رواه الشافعي في المسند – انظر ترتيبه للسندي 2/45 ح 148 – 149 عن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ عَنِ ابن أبي ذئب ... به، ومن طريق آدم بن أبي إياس عن ابن أبي ذئب أخرجه البخاري (الفتح 13/276 ح 7304) .
وأخرجه من طريق الشافعي ... به البيهقي في الكبري 7/399.
ورواه الطبراني في الكبير 6/139 خ 5678 من طريق عاصم بن علي عن ابن أبي ذئب ... به ...
6. الفهري المدني نزيل مصر؛ ذكره ابن حبان وابن شاهين في الثقات، وضعفه أبو حاتم والساجي والبخاري وابن معين (التهذيب 8/201) .
7. القاسم بن جعفر بن عبد الواحد.

(1/308)


أَبُو دَاوُدَ1 نا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ السَّرْحِ2 نا ابْنُ وَهْبٍ3 عَنْ عِيَاضِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْفِهْرِيِّ وَغَيْرِهِ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ فِي هَذَا الْخَبَرِ، قَالَ: " فَطَلَّقَهَا ثَلاثَ تَطْلِيقَاتٍ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ مَا صُنِعَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُنَّةً ".
قَالَ سَهْلٌ: حَضَرْتُ هَذَا عِنْدَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَمَضَتِ السُّنَّةُ بَعْدُ فِي الْمُتَلاعِنَيْنِ أَنْ يُفَرَّقَ بَيْنَهُمَا ثُمَّ لا يَجْتَمِعَانِ أَبَدًا " 4.
وأما حديث فليح5 عن الزهري بموافقة هذه الجماعة:
فأخبرناه أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ الْخُوَارَزْمِيُّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي مُحَمَّدِ بْنِ مَاسِي6 أَخْبَرَكُمْ يُوسُفُ القاضي7 نا أبو الربيع (34/ب)
__________
1. سليمان بن الأشعث السجستاني صاحب السنن.
2. بمهملات ...
3. عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ الْمِصْرِيُّ.
4. رواه أبو داود السجستاني في السنن 2/683 ح 2250، كتاب الطلاق باب اللعان.
وأخرجه البيهقي في السنن الكبري 7/401 من طريق أبي بكر بن داسة عن أبي داود ... به ... وفيه وفي سنن أبي داود زيادة " فأنفذه رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبل " وَكَانَ مَا صُنِعَ عِنْدَ رَسُولِ الله ...
ورواه الطبراني في الكبرى 6/142 ح 5684.
5. ابن سليمان بن أبي المغيرة الخزاعي، ويقال الأسلمي أبو يحيى المدني وفليح لقب غلب عليه، واسمه عبد الملك، ذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن عدي: لا بأس به، وقال الدارقطني: يختلفون فيه وليس به بأس.
قال الحاكم: اتفاق الشيخين عليه يقوي أمره، وضعفه ابن معين، وأبو حاتم والنسائي وابن المديني وغيرهم مات سنة 168 هـ (التهذيب 8/303) .
6. عبد الله بن إبراهيم بن أيوب.
7. ابن يعقوب.

(1/309)


الزَّهْرَانِيُّ1 نا فُلَيْحٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ: أَنَّ رَجُلا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ رَجُلًا وَجَدَ مَعَ امْرَأَتِهِ رَجُلًا، أَيَقْتُلُهُ فَتَقْتُلُونَهُ أَمْ كَيْفَ يَفْعَلُ؟ فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِمَا مَا ذُكِرَ فِي الْقُرْآنِ مِنَ التَّلاعُنِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَدْ قَضَى فِيكَ وَفِي امْرَأَتِكَ، قَالَ: فَتَلاعَنَا وَأَنَا شَاهِدٌ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: إِنْ أَمْسَكْتُهَا فَقَدْ كَذَبْتُ عَلَيْهَا، ففارقها وكانت السنة فيها أو يُفَرَّقَ بَيْنَ الْمُتَلاعِنَيْنِ، وَكَانَتْ حَامِلًا فَأَنْكَرَ حَمْلَهَا، وَكَانَ ابَنُهَا يُدْعَى إِلَيْهَا ثُمَّ جَرَتِ السُّنَّةِ فِي الْمِيرَاثِ أَنْ يَرِثَهَا وَتَرِثَ مِنْهُ فَرَضَ اللَّهُ لَهَا " 2.
وَهَذَا اللَّفْظُ مِثْلُ لَفْظِ حَدِيثِ الْبَغَوِيِّ3 عَنْ سُوَيْدِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ مَالِكٍ الَّذِي أَسْلَفْنَاهُ، وَكَأَنَّ الْبَغَوِيَّ جَمَعَ بَيْنَ حَدِيثِ مَالِكٍ وَحَدِيثِ فُلَيْحٍ فِي رِوَايَتِهِ فَإِنَّ حَدِيثَ فُلَيْحٍ أَيْضًا قَدْ كَانَ عِنْدَهُ عَنْ أَبِي الرَّبِيعِ، وَحَمَلَ حَدِيثَ سُوَيْدٍ عَلَى حَدِيثِ أَبِي الرَّبِيعِ فِي اللَّفْظِ، فَأَفْرَدَ الدَّارَقُطْنِيُّ عَنْهُ، وَأَفْرَدَ لَهُ حَدِيثَ مَالِكٍ4.
وَأَنَا أَسُوقُ حَدِيثَ سُوَيْدٍ عَنْ مَالِكٍ، وَأُتْبِعُهُ بِأَحَادِيثِ أَصْحَابِ الْمُوَطَّأِ عَنْهُ لِيَتَبَيَّنَ صِحَّةُ مَا ذَكَرْنَا إِنْ شَاءَ الله.
__________
1. سليمان بن داود العتكي.
2. رواه البخاري في كتاب التفسير باب قوله تعالى: {وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ} .
عن أبي الربيع..به (الفتح 8/448 ح 4746) .
ورواه أيضا عن أبي الربيع الوهراني الإمام أبو داود في السنن 2/685 ح 2252، والطبراني في الكبير 6/141 ح 5683.
3. أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ محمد بن عبد العزيز.
4.لم أجد في الجزء الموجود من غرائب مالك للدارقطني، والله أعلم.

(1/310)


أخبرنا أَبُو طَالِبٍ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعِيدٍ الْفَقِيهُ أنا مُحَمَّدُ بْنُ غَرِيبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَزَّازُ1 أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الْجَعْدِ الوشاء.
وأخبرنا الْقَاضِي أَبُو الْعَلاءِ مُحَمَّدُ بْنُ علي الواسطي أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي دَارَةَ الضَّبِّيُّ2 - بِالْكُوفَةِ – نا الْحَسَنُ بْنُ الطَّيِّبِ الشُّجَاعِيُّ3 قَالا: نا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ السَّاعِدِيَّ أَخْبَرَهُ " أَنَّ عويمر الْعَجْلانِيَّ جَاءَ إِلَى عَاصِمِ بْنِ عدي الأنصاري فَقَالَ لَهُ: يَا عَاصِمُ أَرَأَيْتَ رَجُلًا وَجَدَ مَعَ امْرَأَتِهِ رَجُلًا أَيَقْتُلُهُ فَتَقْتُلُونَهُ أَمْ كَيْفَ يَفْعَلُ؟ سَلْ لِي يَا عَاصِمُ عَنْ ذلك رسول الله، فَسَأَلَ عَاصِمٌ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ فَكَرِهَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَسَائِلَ وَعَابَهَا حَتَّى كَبُرَ عَلَى عَاصِمٍ مَا سَمِعَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا رَجَعَ عَاصِمٌ إِلَى أَهْلِهِ جَاءَهُ عُوَيْمِرٌ، فَقَالَ: يَا عَاصِمُ مَاذَا قَالَ لَكَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ عَاصِمٌ: لَمْ تَأْتِنِي بِخَيْرٍ، قَدْ كَرِهَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المسألة الَّتِي سَأَلْتُهُ عَنْهَا، فَقَالَ عُوَيْمِرٌ: وَاللَّهِ لا أَنْتَهِي حَتَّى أَسْأَلَهُ عَنْهَا، فَأَقْبَلَ عُوَيْمِرٌ حَتَّى أَتَى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسَطَ النَّاسِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ رَجُلًا وَجَدَ مع امرأته رجلا (35/أ) أَيَقْتُلُهُ فَتَقْتُلُونَهُ أَمْ كَيْفَ يَفْعَلُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قد نرل فيك وفي
__________
1. بزايين وغريب بالغين المعجمة ويعرف بصاحب أبي بكر بن مجاهد، وثقه البرقاني (تاريخ بغداد 3/147) .
2. بالضاد المعجمة ثم الباء الموحدة أحد القراء (غاية النهاية 1/102) .
3. بضم الشين المعجمة وفتح الجيم وفي أخرها العين المهملة هذه النسبة إلى شجاع اسم لجد المنتسب إليه. (الأنساب 8/61) ، وهو أبو علي البلخي – بالباء الموحدة بعد لام ثم خاء معجمة – اتهمه البغداديون بسرقة الحديث وضعفه الدارقطني والبرقاني وغيرهما وكان الإسماعيلي حسن الرأي فيه مات سنة 307هـ (تاريخ بغداد 7/333) .

(1/311)


صاحبتك1 فاذهب فأت بها "، فقال سَهْلٌ: فَتَلاعَنَا وَأَنَا مَعَ النَّاسِ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا فَرَغَا مِنْ تَلاعُنِهِمَا. قَالَ عُوَيْمِرٌ: كَذَبْتُ عَلَيْهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ أَمْسَكْتُهَا، فَطَلَّقَهَا ثَلاثًا قَبْلَ أَنْ يَأْمُرَهُ رسول الله، قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: وَكَانَتْ تِلْكَ سُنَّةَ الْمُتَلاعِنَيْنِ2.
لَيْسَ بَيْنَ الرِّوَايَتَيْنِ خِلافٌ إِلَّا فِي الْكَلِمَةِ أَوِ الحرف.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ الْحِيرِيُّ3 نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الأَصَمُّ أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ أنا الشَّافِعِيُّ أنا مَالِكٌ4.
وَأَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْهَاشِمِيُّ5 نا محمد بن أحمد اللؤلؤي نا أَبُو دَاوُدَ6 نا عَبْدُ الله بن سلمة عن مالك7.
وأخبرنا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَرَأْنَا عَلَى أَبِي الْعَبَّاسِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَمْدٍانَ حَدَّثَكُمْ مُوسَى بْنُ مُحَمَّدٍ نَا يَحْيَى بْنُ يحيى قال:
__________
1. في الأصل هنا تضبيب لم يتبين لي سببه.
2. لم أقف عليه من طريق سُوَيْدِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ مَالِكٍ.
3. أحمد بن الحسن الحرشي – بالحاء المهملة ثم راء ثم شين معجمة نسبة إلى الحريش بن كعب ... الحيري – بالمهملة – نسبة إلى محلة بنيسابور يقال لها الحيرة – الأكمال 2/238، 3/043) .
4. انظر مسند الشافي بترتيب السندي = 344 ح 146 باب اللعان. وانظر التمهيد 6/185.
5. الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ الواحد.
6. سليمان بن الأشعث.
7. رواية القعنبي عن مالك أخرجها الإمام أبو داود السجستاني في سننه كتاب الطلاق باب اللعان 2/679 ح 2245
وأخرجها أيضا الحافظ الطبراني في الكبير 6/137 ح 5675، وانظر (التمهيد 6/185، الفتح 9/447) .

(1/312)


قَرَأْتُ عَلَى مَالِكٍ1.
وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى السُّكَّرِيُّ أنا محمد بن عبد الله بن إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ نا أَبُو مُصْعَبٍ2 نا مالك.
وأخبرنا أَبُو الْقَاسِمِ3 الأَزْهَرِيُّ أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْوَرَّاقُ أَنَا (هَيْثَمُ) 4 بْنُ خَلَفٍ الدُّورِيُّ نا إِسْحَاقُ بْنُ مُوسَى5 نا معن6 نا مالك7.
وأخبرنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى السُّلَمِيُّ – بِدِمَشْقَ – أنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْحَسَنِ الْكِلابِيُّ أنا أَحْمَدُ بْنُ عُمَيْرِ بْنِ جَوْصَاءَ8 نا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى أنا ابْنُ وَهْبٍ أَنَّ مَالِكًا أَخْبَرَهُ9.
قَالَ ابْنُ جَوْصَاءَ: ونا عِيسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَثْرُودٍ10 أنا
__________
1. رواه مسلم 2/1129 ح 1 من كتاب اللعان.
2. أحمد بن أبي بكر القاسم بن الحارث، وروايته هذه أشار إليها ابن عبد البر في التمهيد 6/185.
3. عبيد الله بن أحمد الصيرفي.
4. في الأصل (هشيم) تصغير هشام والتصويب من تاريخ بغداد 14/63.
5. الأنصاري.
6. ابن عيسى بن يحيى أبو يحيى الأشجعي المدني ثقة ثبت قال أبو حاتم: هو أثبت أصحاب مالك (التقريب 344) .
7. رواية معن أشار إليها الحافظ ابن عبد البر في الجزء السادس من التمهيد الصفحة الخامسة والثمانون بعد المائة.
8. بالجيم والصاد المهملة تقدم.
9. انظر التمهيد لابن عبد البر 6/185.
10. قال الأمير في الإكمال 7/200: بثاء معجمة بثلاث آخره دال ثم ذكر عيسى وقال ولد سنة 170هـ ومات سنة 271هـ.

(1/313)


ابْنُ الْقَاسِمِ1 حَدَّثَنِي مَالِكٌ، وَأَخْبَرَنِي عَتِيقُ بْنُ سَلامَةَ الْقَيْرَوَانِيُّ أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ الْمِصْرِيُّ نا أحمد بن بهران2 الْفَارِسِيُّ نا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ كَثِيرِ بْنِ عُفَيْرٍ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ السَّاعِدِيَّ أَخْبَرَهُ: أَنَّ عُوَيْمِرَ بْنَ أَشْقَرَ الْعَجْلانِيَّ جَاءَ إِلَى عَاصِمِ بْنِ عَدِيٍّ فَقَالَ لَهُ: يَا عَاصِمُ أَرَأَيْتَ رَجُلًا وَجَدَ مَعَ امْرَأَتِهِ رَجُلًا أَيَقْتُلُهُ فَتَقْتُلُونَهُ أَمْ كَيْفَ يَفْعَلُ؟ سَلْ لِي يَا عَاصِمُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ، وَذُكَرَوُا الْحَدِيثَ بِطُولِهِ نَحْوَ حَدِيثِ سُوَيْدٍ وَكُلُّهُمْ قَالَ فِي آخره: قال ابن شهاب: فكانت تلك سنة المتلاعنين3.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أنا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ نا عبد الله بن علي بن الْجَارُودِ نا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ ابن نَافِعٍ عَنْ4 مَالِكٍ مِثْلَ رِوَايَةِ الْجَمَاعَةِ.
وأما حديث ابن جريج عن الزهري (35/ب) الموافق لحديث الموطأ هذا في فصل كلام الزهري من كلام سهل بن سعد.
__________
1. عبد الرحمن بن القاسم بن خالد بن جنادة – بالجيم والنون الدال المهملة – أبو عبد الله البصري صاحب مالك وروايته هذه أشار إليها الحافظ ابن عبد البر في التمهيد 6/185.
2. أوله باء موحدة وآخره دال مهملة كذا في لسان الميزان 1/142، في الأصل بالذال المعجمة وهو السيرا في المحدث المشهور، قال مسلمة بن قاسم: كان ثقة كثير الرواية وتكلم فيه أبو عمر الطلمنكي وابن الحداد وابن الطحان وغيرهم، مات سنة 346 هـ.
3. لم أقف على رواية ابن عفير، ابن عفير سبق التعريف به في الحديث رقم 15.
4. رواه ابن الجارود في المنتقى 246 ح 747 كتاب الطلاق.
وانظر التمهيد 6/185.

(1/314)


فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو عَلِيٍّ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الصَّيْدَلانِيُّ – بِأَصْبَهَانَ – أنا أَبُو الْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ نا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبَّادٍ الدبري1 أنا عبد الرزاق2.
وأخبرناه أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَرَأْتُ على أبي العباس ابن حَمْدَانَ3 حَدَّثَكُمْ مُحَمَّدٌ – هُوَ ابْنُ يُوسُفَ الْفَرَبْرِيُّ4 - عَنْ مُحَمَّدٍ – يَعْنِي ابْنَ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيَّ – قَالَ: نا يَحْيَى5 نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أنا ابْنُ جُرَيْجٍ أَخْبَرَنِي ابْنُ شِهَابٍ عَنِ الْمُلاعَنَةِ وَعَنِ السُّنَّةِ فِيهَا عَنْ حَدِيثِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ أَخِي بَنِي سَاعِدَةَ: " أَنَّ رَجُلًا مِنَ الأَنْصَارِ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ رَجُلًا وَجَدَ مَعَ امْرَأَتِهِ رَجُلًا أَيَقْتُلُهُ أَمْ كَيْفَ يَفْعَلُ؟ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى فِي شَأْنِهِ مَا ذُكِرَ فِي الْقُرْآنِ مِنْ أَمْرِ التَّلاعُنِ ".
فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَدْ قَضَى اللَّهُ فِيكَ وَفِي امْرَأَتِكَ. قَالَ: فَتَلاعَنَا فِي الْمَسْجِدِ وَأَنَا شَاهِدٌ فَلَمَّا فَرَغَا، قَالَ كَذَبْتُ عَلَيْهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ أَمْسَكْتُهَا فَطَلَّقَهَا ثَلاثًا قَبْلَ أَنْ يَأْمُرَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ فَرَغَا من التلاعن ففقارقها عند
__________
1. قال في اللباب 1/489: بفتح الدال المهملة والباء الموحدة بعدها راء هذه النسبة إلى – دبر – وهي من قرى صنعاء اليمن.
2. رواه عبد الرزاق الصنعاني في المصنف 7/115 ح 12446، ومسلم 2/130 ح 3 من كتاب اللعان عن محمد بن رافع عن عبد الرزاق به ...
وأخرجه الطبراني في الكبير 6/136 ح 5674.
3. مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَمْدَانَ.
4. قال في اللباب../418: بفتح الفاء والراء وسكون الباء الموحدة وفي آخرها راء ثانية هذه النسبة إلى فربر وهي بلدة على طرف جيحون مما يلي بخارى، ثم ذكر من المشهورين بهذه النسبة محمد يوسف راوية صحيح البخاري عنه.
5. ابن جعفر بن أعين الأزدي البخاري.

(1/315)


النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: ذاك تَفْرِيقٌ بَيْنَ كُلِّ مُتَلاعِنَيْنِ ".
هَذَا آخِرُ حَدِيثِ الدَّبَرِيِّ1 وَزَادَ الْبُخَارِيُّ فِي حَدِيثِهِ قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: " فَكَانَتِ السُّنَّةُ بَعْدَهُمَا أَنْ يُفَرَّقَ بَيْنَ الْمُتَلاعِنَيْنِ ".
" وَكَانَتْ حَامِلًا وَكَانَ ابْنُهَا يُدْعَى لأُمِّهِ، قَالَ: ثُمَّ جَرَتِ السُّنَّةُ فِي مِيرَاثِهَا أَنَّهَا تَرِثُهُ وَيَرِثُ مِنْهَا مَا فَرَضَ اللَّهُ لَهَا "2.
وأما حديث إبراهيم بن سعد عن الزهري مثل هذا القول.
فَأَخْبَرَنَاهُ الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرَشِيُّ نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الأَصَمُّ أنا الريع بْنُ سُلَيْمَانَ3 أنا الشَّافِعِيُّ أنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ أَخْبَرَهُ قَالَ:
جَاءَ عُوَيْمِرٌ الْعَجْلانِيُّ إِلَى عَاصِمِ بْنِ عَدِيٍّ فَقَالَ: " يَا عَاصِمُ بْنَ عَدِيٍّ سَلْ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ رَجُلٍ وَجَدَ مع امرأته رجلا فيقتله أَيُقْتَلُ بِهِ أَمْ كَيْفَ يَصْنَعُ؟ " فَسَأَلَ عَاصِمٌ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَابَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَسَائِلَ فَلَقِيَهُ عُوَيْمِرٌ فَقَالَ: " مَا صَنَعْتَ؟ " قَالَ: " صنعت إِنَّكَ لَمْ تَأْتِنِي بِخَيْرٍ، سَأَلْتُ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَابَ الْمَسَائِلَ ". قَالَ عُوَيْمِرٌ: " وَاللَّهِ لآتِيَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فلأسلنه "، فَأَتَاهُ فَوَجَدَهُ قَدْ أُنْزِلَ عَلَيْهِ فيهما، فدعاهما فلا عن بينهما. فقال عويمر
__________
1. في حديث الدبري في المعجم الكبير 6/136 ح 5674 وفي مسلم 2/1130 ح 3 في آخره فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " ذلك التفريق بين كل متلاعنين "، وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " إن جاءت به أخيمر قصيرا ... "الحديث ...
2. رواه البخاري بكامل السياق الذي ذكره الخطيب، وذلك في كتاب الطلاق باب التلاعن في المسجد (الفتح 9/452-453 ح 5306) .
3. ابن عبد الجبار بن كامل المرادي مولاهم أبو محمد المصري رواية كتب الشافعي عنه.

(1/316)


(36/أ) لأن انْطَلَقْتُ بِهَا لَقَدْ كَذَبْتُ عَلَيْهَا، فَفَارَقَهَا قَبْلَ أَنْ يَأْمُرَهُ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " انْظُرُوهَا فَإِنْ جَاءَتْ بِهِ أَسْحَمَ أَدْعَجَ1 عَظِيمَ الأَلْيَتَيْنِ فَلا أَرَاهُ إِلَّا قَدْ صدق، وإن جاءت به أحيمر كأنه وحرة2 فلا أَرَاهُ إِلا كَاذِبًا، فَجَاءَتْ بِهِ عَلَى النَّعْتِ الْمَكْرُوهِ. قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: فَصَارَتْ سُنَّةَ الْمُتَلاعِنَيْنِ "3.
وأما حديث محمد بن إسحاق عن الزهري بمتابعتهم:
فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُؤَمَّلِ الأَنْبَارِيُّ قَالَ: أنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ الْحَافِظُ الدَّارَقُطْنِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الخياش4 المصري قال: نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الحجاج بن رشدين5.
__________
1. قال في النهاية 2/119: الدعلج والدعجة: السواد في العين وغيرها يريد أن سواد عينيه كان شديد السواد وقيل: الدعج: شدة سواد العين في شدة بياضها.
2. تقدم تعريفها ...
3. رواه الشافعي في المسند 2/45 ح 147 بترتيب السندي.
رواه أحمد في المسند 5/334 عن أبي كامل عن إبراهيم بن سعد ... به.. ورواه من طريق الحميدي وحفص الحوضي عن إبراهيم بن سعد ... به ... الحافظ الطبراني في المعجم الكبير 6/140 ح 5682.
ومن طريق الشافعي أخرجه البيهقي في السنن 7/399 وانظر التمهيد 6/186.
وأخرجه أبو داود السجستاني في السنن 2/682 ح 2248 كتاب الطلاق باب اللعان الجزء الأخير من حديث إبراهيم بن سعد (قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أبصروها فإن جاءت به أعدج ... "إلخ الحديث عن محمد بن جعفر الوركاني عن إبراهيم ... به ...
4. الخاء المعجمة بعدها ياء مثناة تحتية آخره شين معجمة كذا في الأصل وتاريخ بغداد 4/65.
5. قال ابن عدي: كذبوه، وأنكرت عليه أشياء وقال ابن أبي حاتم: تكلموا فيه، وكذبه أحمد بن صالح المصري، وثقه مسلمة بن قاسم وابن يونس وغيرهم (لسان الميزان 1/257) .

(1/317)


قال: نا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ مُسْلِمٍ الْجُعْفِيُّ قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ1 وَمَالِكًا يَذْكُرَانِ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ فَذَكَرَ حَدِيثَ اللِّعَانِ هَذَا بِطُولِهِ، وَزَادَ فِيهِ: " فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ عز وجل فيكما قُرْآنًا، وَتَلا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي ذَلِكَ، وَلاعَنَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَهُمَا بَعْدَ صَلاةِ الْعَصْرِ، فَلَمَّا لاعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَهُمَا قَالَ يا رسول الله: ظَلَمْتُهَا إِنْ أَمْسَكْتُهَا فَهِيَ الطَّلاقُ فَهِيَ الطَّلاقُ فَهِيَ الطَّلاقُ، قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: فَمَضَتِ السُّنَّةُ أَنَّهُمَا إِذَا تَلاعَنَا لَمْ يَجْتَمِعَا أَبَدًا " 2.
قال أبو الحسن الدارقطني: قوله: " فلاعن بينهما بعد صلاة العصر " لم يروه أحمد عن مالك إلا في هذا الرواية، وما أراه محفوظًا عن مالك وهو محفوظ عن محمد بن إسحاق عن الزهري.
فلعل ابن إدريس حمل حديث أحدهما على صاحبه والله أعلم3.
__________
1. صاحب المغازي قال الذهبي – بعد أن ترجم له بأكثر من ست صفحات -: فالذي يظهر لي أن ابن إسحاق حسن الحديث صالح الحال صدوق، وما انفرد به ففيه نكارة، فإن في حفظه شيئا، وقد احتج به الأئمة والله أعلم (الميزان 3/468 – 475) .
ورجح الحافظ في التقريب 290 كونه صدوقا مع رميه بالتدليس والقدر والتشيع.
2. رواه الطبراني في الكبير 6/143 – 144 ح 5688، 5689 عن جعفر بن الحارث عن ابن إسحاق ... به، وروى الإمام أحمد في المسند 5/334 عن ابن إدريس عن ابن إسحاق من قوله لما لاعن عويمر العجلاني امرأته قال: يا رسول الله ظلمتها إن أمسكتها إلخ الحديث. وأشار إلى رواية ابن إسحاق عن ابن شهاب هذه الحافظ ابن عبد البر في التمهيد 6/186.
3. لم أقف عليه في الجزء الموجود من غرائب مالك للدارقطني والله أعلم.

(1/318)


26- حديث آخر:
أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى السُّكَّرِيُّ أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ نا أَحْمَدُ بن منصور الرمادي نا عبد الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ1 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَرْغَبُ فِي قِيَامِ رَمَضَانَ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَأْمُرَهُمْ فِيهِ بِعَزِيمَةٍ فَيَقُولُ: مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ، فَتُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالأَمْرُ عَلَى ذَلِكَ، ثُمَّ كَانَ الأَمْرُ عَلَى ذَلِكَ فِي خِلافَةِ أَبِي بَكْرٍ وَصَدْرًا مِنْ خِلافَةِ عُمَرَ "2. هَكَذَا رَوَى مَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الزُّهْرِيِّ.
وَآخِرُ الْمُسْنَدِ المرفوع قَوْلُهُ: " مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ "، وأما الكلام الذي بعده (36/ب) فَلَيْسَ مِنْ قَوْلِ أَبِي هُرَيْرَةَ وإنما هو مِنْ قَوْلِ الزُّهْرِيِّ، بَيَّنَ ذَلِكَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ فِي رِوَايَتِهِ عنه هذا الحديث.
__________
1. ابن عبد الرحمن بن عوف الزهري قيل: اسمه عبد الله وقيل إسماعيل وقيل اسمه كنيته، ثقة مات سنة 94 هـ (التهذيب 12/115) .
2. رواه عبد الرزاق في المصنف 4/258 ح 7719 عن معمر ومالك بن أنس عن الزهري ... به ...
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه كل من مسلم 1/523 ح 174 من كتاب صلاة المسافرين عن عبد بن حميد عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ به ... ، والترمذي 3/162 ح 808 كتاب الصوم باب الترغيب في قيام رمضان عن عبد بن حميد ... به ...
وأبو داود 2/102 ح 1371 عن الحسن بن علي ومحمد بن المتوكل عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ ومالك ... به.
وأخرجه البخاري في كتاب التراويح باب فضل من قام رمضان ... عن عبد الله بن يوسف عَنْ مَالِكٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عن أبي هريرة وليس عن أبي سلمة عن أبي هريرة مثل سياق الموطأ تماما (الفتح 4/250 ح 2009) .

(1/319)


أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أنا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ نا أحمد بن إِبْرَاهِيمَ بْنِ مِلْحَانَ نا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ1 نا مَالِكٌ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ:
" أَنَّ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَرْغَبُ بِقِيَامِ رَمَضَانَ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَأْمُرَ بِعَزِيمَةٍ مِنْهُ، فَيَقُولُ: مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ، قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: فَتُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالأَمْرُ عَلَى ذَلِكَ، ثُمَّ كَانَ الأَمْرُ عَلَى ذَلِكَ فِي خِلافَةِ أَبِي بَكْرٍ وَصَدْرًا مِنْ خِلافَةِ عُمَرَ "2.
تَابَعَ ابْنُ بُكَيْرٍ عَلَى وَصْلِهِ عَنْ مَالِكٍ عَبْد الرَّزَّاقِ بْن هَمَّامٍ وَعُثْمَان بْن عُمَرَ بْنِ فَارِسٍ3.
وأرسله عنه أَصْحَابُ الْمُوَطَّأِ فَلَمْ يَذْكُرُوا فِيهِ أَبَا هُرَيْرَةَ، وَنَحْنُ نَذْكُرُ ذَلِكَ بَعْدُ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ4 مِنْ هَذَا الْكِتَابِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ.
27- حديث آخر:
أخبرنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ السُّكَّرِيُّ أنا محمد
__________
1. قال الحافظ في التقريب 376: ثقة في الليث وتكلموا في سماعة من مالك.
2. رواه مالك في الموطأ 1/113 ح 2 من كتاب الصلاة في رمضان.
3. رواية عبد الرزاق عن مالك في المصنف 4/258 ح 7720 إلا أنه عن حميد عن أبي هريرة وليس عن أبي سلمة. ورواية عثمان بن عمر عن مالك أخرجها أحمد في المسند 2/529: عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هريرة إلا أنه في كلا الروايتين اقتصر فيهما على المرفوع فقط.
4. وذلك في حديث عائشة رقم 45 الآتي.

(1/320)


ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ شَدَّادٍ الْمِسْمَعِيُّ1 نا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ نا ابْنُ جُرَيْجٍ وَمَالِكٌ وَزَمْعَةُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ ابْنِ فارس: " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ إِلَى مَكَّةَ عَامَ الْفَتْحِ فَصَامَ حَتَّى بَلَغَ الْكَدِيدَ ثُمَّ أَفْطَرَ فَأَفْطَرَ النَّاسُ، فَكَانُوا يَأْخُذُونَ بِالأَحْدَثِ فَالأَحْدَثِ مِنْ أَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: بِالآخِرِ فَالآخِرِ مِنْ أَمْرِ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "2.
تَابَعَ ابْنَ جُرَيْجٍ وَمَالِكًا وَزَمْعَةَ بن صالح رِوَايَةِ هَذَا الْحَدِيثِ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ وَفُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَاللَّيْثُ بن سعد ويونس ابن يزيد فرووه عن ابن
__________
1. بفتح الميم الأولى وكسر الثانية هذه النسبة إلى المسامعة محلة بالبصرة نزلها المسمعيون أبناء مسمع بن شهاب بن عمرو من بني بكر ابن وائل ... (هكذا في الأنساب 12/263) قال الدارقطني: لا يكتب حديث، وقال مرة: ضعيف، وضعفه البرقاني قال الذهبي: لقبه زرقان، وكان معتزليا مات 278 هـ (الميزان 3/579) .
2. رواية الإمام مالك في الموطأ (انظر التمهيد 9/64) .
وأخرجه كل من:
1- الدارمي في السنن 1/341 ح 1715 باب الصوم في السفر عن عن خالد بن مخلد عن مالك ... به..
2- الإمام الطحاوي في شرح معاني الآثار 2/94 من طريق ابن وهب عنه به ... .
3- البيهقي في الكبرى 4/240 من طريق الشافعي والقعنبي عنه ... به..
4- أخرج البخاري عن مالك الفصل المرفوع دون قوله: " فكانوا يأخذون بالأحدث ... " من طريق عبد الله بن يوسف (الفتح 4/180 ح 1994) كتاب الصوم باب إذا صام أياما ... ثم سافر.
أما رواية ابن جريج فأخرجها الطحاوي في الشرح 4/64 عن روح بن عبادة عن مالك وابن جريج ... به..، وذكرها ابن عبد البر في التمهيد 9/65، وأما رواية زمعة – هو ابن صالح ضعيف التقريب 108 – فلم أقف عليها والله أعلم.

(1/321)


شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ سِيَاقَةً ((وَاحِدَةً)) وَبَعْضُ الْمَتْنِ لَيْسَ مِنْ قَوْلِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَإِنَّمَا هُوَ قَوْلُ الزُّهْرِيِّ وأدرج فِي الْحَدِيثِ1، وَهُوَ: " فَكَانَ النَّاسُ يأخذون بالأحدث فَالأَحْدَثِ أَوْ بِالآخِرِ فَالآخِرِ مِنْ أَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ".
رَوَى ذَلِكَ مَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنِ الزُّهْرِيِّ فَبَيَّنَاهُ وَفَصَلا كَلامَ الزُّهْرِيِّ مِنْ كَلامِ ابْنِ عَبَّاسٍ.
فأما حديث سفيان بن عيينة عن الزهري بمتابعة الرواية التي سقناها مدرجة:
فَأَخْبَرَنَاهُ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أنا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ الصَّائِغُ نا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ نا سُفْيَانُ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " خَرَجَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (37/أ) عَامَ الْفَتْحِ فِي رَمَضَانَ صَائِمًا فَلَمَّا بَلَغَ الْكَدِيدَ أَفْطَرَ، وَإِنَّمَا يُؤْخَذُ بِالآخِرِ مِنْ فِعْلِ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " 2.
وأخبرنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ3 نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنِي أَبِي نا سُفْيَانُ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عبد الله
__________
1. وقد نص على ذلك الحافظان ابن عبد البر في التمهيد 9/64، وابن حجر في الفتح 4/181. وسيأتي بيان ذلك في تخريج رِوَايَةُ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ عَنْ الزهري إن شاء الله.
2. بهذا اللفظ أخرجه ابن الجارود في المنتقى 143 ح 398 عن سفيان ... به ...
وأخرجه البخاري في كتاب الجهاد من صحيحه باب الخروج في رمضان من طريق ابن المديني عن سفيان الفصل الأول منه إلى قوله فلما بلغ الكديد أفطر الفتح 6/115 ح 2953.
3. هو القطيعي راوية مسند أحمد عن ابنه عَبْدِ اللَّهِ.

(1/322)


عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ عَامَ الْفَتْحِ فَصَامَ حَتَّى إِذَا كَانَ بِالْكَدِيدِ أَفْطَرَ، وَإِنَّمَا يُؤْخَذُ بالآخر من فعل النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قِيلَ لِسُفْيَانَ: قَوْلُهُ: إِنَّمَا يُؤْخَذُ بِالآخِرِ مِنْ قَوْلِ الزُّهْرِيِّ أَوْ من قَوْلِ ابْنِ عَبَّاسٍ؟ قَالَ: كَذَا الْحَدِيثُ1.
وأما حديث فليح عن الزهري مثل هذا:
فَأَخْبَرَنَاهُ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُعَدَّلُ أنا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ نا يُوسُفُ2 الْقَاضِي وموسى بن هارون3 قالا: نا أَبُو الرَّبِيعِ4 الزَّهْرَانِيُّ نا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ:
" أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خرج في رَمَضَانَ فِي غَزْوَةِ الْفَتْحِ فَصَامَ حَتَّى بَلَغَ الْكَدِيدَ ثُمَّ أَفْطَرَ، فَكَانُوا يَتَّبِعُونَ الأَحْدَثَ فَالأَحْدَثِ مِنْ أَمْرِهِ وَيَرَوْنَهُ "5.
وأما حديث الليث بن سعد عن الزهري الموافق لما تقدم أيضا:
فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ علّك6 الْجَوْهَرِيِّ – بِمَرْوَ – حَدَّثَكُمْ إِبْرَاهِيمُ بْنُ علي الذهلي7 نا
__________
1. رواه أحمد في المسند 1/219، وأخرجه أيضا بهذا السياق مسلم في صحيحه كتاب الصيام 2/784 ح 88، ورواه أيضا الحميدي في المسند ...
1/238 ح 514، وابن خزيمة في صحيحه 3/262 ح 2035 إلا أن آخره عنده قال سفيان: لا أدري هذا من قول ابن عباس أو من قول عبيد الله أو من قول الزهري، ولم يذكر عبيد الله إلا عند ابن خزيمة.
هذا وقد جزم ابن الجارود في المنتقى 143 ح 398 أنه من قول الزهري وذهب الطحاوي إلى أنه من قول ابن عباس (شرح معاني الآثار 2/67) .
2. ابن يعقوب.
3. أبو عمران الحمال.
4. سليمان بن داود.
5. لم أقف على رواية فليح بن سليمان.
6. بفتح العين المهملة واللام المشددة وقد يخففونها وفي آخرها كاف (اللباب 2/353)
7. بالذال المعجمة.

(1/323)


يَحْيَى بْنُ يَحْيَى أنا اللَّيْثُ.
وأخبرنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ أنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ جَعْفَرٍ الْخِرَقِيُّ1 أنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفِرْيَابِيُّ نا قُتَيْبَةُ ابن سَعِيدٍ نا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ:
" أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ عَامَ الْفَتْحِ فِي رَمَضَانَ فَصَامَ حَتَّى بَلَغَ الْكَدِيدَ ثُمَّ أَفْطَرَ، وَكَانَ صَحَابَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – وقال يَحْيَى فِي حَدِيثِهِ أَصْحَابُ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَّبِعُونَ الأَحْدَثَ فَالأَحْدَثِ مِنْ أَمْرِهِ "2.
وأما حديث يونس بن يزيد عن الزهري كثل ذلك:
فَأَخْبَرَنَاهُ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُعَدَّلُ وَمُحَمَّدُ بْنُ الحسين بن الفضل القطان قالا: أنا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ الصَّائِغُ أَنَّ أَحْمَدَ بْنَ شَبِيبِ حَدَّثَهُمْ قَالَ: نا أَبِي عَنْ يُونُسَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ عَنِ عبد الله بن عَبَّاسٍ:
" أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَامَ عَامَ الْفَتْحِ حَتَّى بَلَغَ الْكَدِيدَ – مَاءٌ قريبا من عسفان – (37/ب) أفطر رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَفْطَرَ أَصْحَابُهُ فَلَمْ يَزَالُوا يَتَّبِعُونَ الأحادث فَالأَحْدَثِ مِنْ أَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " 3.
__________
1. بكسر الخاء المعجمة وفتح الراء وفي آخرها القاف هذه النسبة إلى بيع الخرق والثياب (اللباب 1/435) .
2. رواية الليث رواها مسلم 2/784 ح 88 من كتاب الصيام من صحيحه من طريق يحيى بن يحيى ومحمد بن رمح وقتيبة بن سعيد عن الليث ... به.
3. رواية يونس أيضا أخرجها مسلم 2/785 ح 88 من كتاب الصيام.

(1/324)


وأما حديث معمر عن الزهري الذي فصل فيه كلامه من كلام ابن عباس وميز بينهما:
فأخبرناا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ أنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ الْخِرَقِيُّ أنا جعفر بن محمد الفريابي نا أَبُو مَسْعُودٍ أَحْمَدُ بْنُ الْفُرَاتِ ا، اعَبْدُ الرَّزَّاقِ أنا مَعْمَرٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:
" خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ الْفَتْحِ إِلَى مَكَّةَ فِي رَمَضَانَ، فَسَارَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيمن مَعَهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ إِلَى مَكَّةَ وَمَعَهُ عَشْرَةُ آلافٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَذَلِكَ عَلَى رَأْسِ ثَمَانٍ مِنْ مَقْدَمِهِ الْمَدِينَةَ فِي رَمَضَانَ فَسَارَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَنْ مَعَهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ إِلَى مَكَّةَ يَصُومُ وَيَصُومُونَ حَتَّى بلغ الكديد – وهو ماء بَيْنَ عُسْفَانَ وَقَدِيدٍ1 - أَفْطَرَ وَأَفْطَرَ المسلمون معه فلم يصموا مِنْ بَقِيَّةِ الشَّهْرِ شَيْئًا، قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَكَانَ الْفِطْرُ آخِرَ الأَمْرَيْنِ، قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَإِنَّمَا يُؤْخَذُ مِنْ أَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالآخر فالآخر "2.
__________
1.قال الحافظ في الفتح 4/180: الكديد – بفتح الكاف وكسر الدال المهملة – مكان معروف وقد وقع تفسيره في نفس الحديث أي – هو ماء بين عسفان ... ، وقديد بضم القاف على التصغير.
2. رواه البخاري في كتاب المغازي باب غزوة الفتح في رمضان (الفتح 8/3 ح 4276) عن محمود بن غيلان عن عبد الرزاق به، إلا أنه لم يذكر قول الزُّهْرِيُّ: وَكَانَ الْفِطْرُ آخِرَ الأَمْرَيْنِ. وذكر ما بعده ... (وإنما يؤخذ) ... والحديث بمكامله في مغازي الزهري جمع وتحقيق سهيل زكار من 86 فتح مكة.
وحديث معمر أخرجه عبد الرزاق في المصنف 4/269 ح 776 في رمضان حَتَّى بَلَغَ الْكَدِيدَ ثُمَّ أَفْطَرَ فكان الفطر آخر الأمرين.

(1/325)


وأما حديث محمد بن إسحاق عن الزهري الذي رواه مبينا كرواية معمر:
فَأَخْبَرَنَاهُ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ نا محمد بن العباس بن نَجِيحٍ نا يَحْيَى بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الزِّبْرِقَانِ أنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ أنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:
" خَرَجَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ الْفَتْحِ فِي رَمَضَانَ، حَتَّى إِذَا كَانَ بِالْكَدِيدِ أَفْطَرَ، قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَكَانَ الْقَوْمُ يَرَوْنَ أَنَّ الآخِرَ مِنْ أَمْرِ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ النَّاسِخُ1 "2.
28- حديث آخر:
أَخْبَرَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ بَشَّارٍ السَّابُورِيُّ3 - بالبصرة – أنا أبو بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ التَّمَّارُ نا أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ الأَشْعَثِ نا مُسَدَّدٌ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْجُشَمِيُّ وأبو كامل4 قال: نا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ نا معمر عن الزهري عن أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
__________
1. لم أقف عليه من طريق ابن إسحاق بهذا السياق، غير أني وجدت في سيرة ابن هشام 4/20 بهذا الإسناد والسياق إلى قوله: " حَتَّى إِذَا كَانَ بِالْكَدِيدِ أَفْطَرَ " فقط ولم يذكر بقية الحديث.
2. في هامش الأصل ((بلغ مقابلة في السادس حسب الطاقة)) .
3. قال في اللباب 2/9: بفتح السين المهملة وضم الباء الموحدة بعد الألف وبعدها الواو وفي آخرها راء هذه النسبة إلى سابور وهي بلدة بفارس، ونقل عن السمعاني قوله " وظني أنها جند يسابور " أهـ.
4. فضيل بن حسين بن طلحة الجحدري.

(1/326)


" لَيْسَ الْمِسْكِينُ الَّذِي تَرُدُّهُ التَّمْرَةُ وَالتَّمْرَتَانِ وَالأَكْلَةُ وَالأَكْلَتَانِ، وَلَكِنَّ الْمِسْكِينَ – زَادَ مُسَدَّدٌ فِي حَدِيثِهِ: الَّذِي لَيْسَ لَهُ مَا يَسْتَغْنِي بِهِ – الَّذِي لا يَسْأَلُ وَلا يَعْلَمُ بِحَاجَتِهِ – فَيُتَصَدَّقُ عَلَيْهِ، فَذَاكَ الْمَحْرُومُ " 1.
كَذَا رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ عَنْ مَعْمَرٍ، وذكر المحروم (38/أ) لَيْسَ مِنْ قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِنَّمَا هُوَ كَلامُ الزُّهْرِيِّ2، كَذَلِكَ رَوَاهُ عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى عَنْ مَعْمَرٍ مُبَيَّنًا وفصل كلام الزهري مِنْ كَلامِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أخبرنا بحديثه الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ نا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حنبل حدثني أبي عَبْدُ الأَعْلَى عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
" لَيْسَ الْمِسْكِينُ الَّذِي تَرُدُّهُ التَّمْرَةُ وَالتَّمْرَتَانِ وَالأَكْلَةُ وَالأَكْلَتَانِ، قَالُوا: فَمَنِ الْمِسْكِينُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: الَّذِي لا يجد غنا وَلا يَعْلَمُ النَّاسُ بِحَاجَتِهِ فَيُتَصَدَّقُ عَلَيْهِ، قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَذَلِكَ هُوَ المحرم "3.
__________
1. رواه أبو داود بهذا الإسناد والسياق 2/284 ح 1633 كتاب الزكاة.
2. نص على ذلك أيضا أبو داود في روايته لهذا الحديث 2/284 ح 1632 حيث عقب على الحديث بقوله قَالَ أَبُو دَاوُدَ: رَوَى هَذَا الحديث محمد بن ثور وعبد الرزاق عن معمر وجعلا المحروم من كلام الزهري وهو وأصح.
3. روى أحمد في المسند 2/260، والنسائي 5/85 كتاب الزكاة باب تفسير المسكين عن نصر بن علي عن الأعلى ... به.
والحديث عن أبي هريرة من غير طريق أبي سلمة مخرج عند البخاري وأحمد والنسائي وغيرهم ولم يذكر فيه المحروم وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

(1/327)


29- حَدِيثٌ آخَرُ:
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْهَاشِمِيُّ نا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عمرو اللؤلؤي نا أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ الأَشْعَثِ نا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ نَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أنا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَالِمٍ عَنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ أَعْتَقَ شِرْكًا لَهُ فِي عَبْدٍ عُتِقَ مَا بَقِيَ فِي مَالِهِ إِذَا كَانَ لَهُ مَا يَبْلُغُ ثَمَنَ الْعَبْدِ " 1.
هَكَذَا رَوَى الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحُلْوَانِيُّ2 هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ بِطُولِهِ سِيَاقَةً وَاحِدَةً.
وقوله إِذَا كَانَ لَهُ مَا يَبْلُغُ ثمن العبد، يقال إنه كَلامِ الزُّهْرِيِّ وَلَيْسَ مِنْ كَلامِ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَقَدْ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ فَلَمْ يَزِدْ عَلَى قَوْلِهِ " في ماله ".
__________
1. رواه أبو داود في كتاب العتق باب فيمن روى أنه لا يستسعي ... من سننه 4/258 ح 3946. ورواه الترمذي في جامعة 3/621 ح 1347 كتاب الأحكام باب ما جاء في العبد يكون بين الرجلين..عن الحسن بن علي ... به قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح، والنسائي في البيوع 7/319 عن نوح بن حبيب عن عبد الرزاق ... به ...
ورواه مسلم 3/1287 ح 51 من كتاب الأيمان – بفتح الهمزة – عن عبد بن حميد عن عبد الرزاق ... به ...
2. أبو علي الخلال والحلواني – بضم المهملة – نسبة إلة مدينة حلوان وعي أخر السواد مما يلي الجبال (اللباب 1/380 معجم البلدان 2/290) وكانت تعد من أعمال العراق في الغالب لسترنج: بلدان الخلافة الشرقية ص 88.

(1/328)


وَرَوَاهُ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّبَرِيُّ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ كَرِوَايَةِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْهُ، ثُمَّ قَالَ: لا أَدْرِي قَوْلُهُ " إِذَا كَانَ لَهُ مَا يَبْلُغُ ثَمَنَ الْعَبْدِ " أفي حَدِيثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أو شيء قال الزهري.
أما حديث ابن حنبل:
فأخبرناه الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ حَدَّثَنِي أَبِي نا عبد الرزاق نا معمر عن الزُّهْرِيِّ عَنْ سَالِمٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال:
" من عتق شِرْكًا فِي عَبْدٍ أُقِيمَ مَا بَقِيَ فِي مَالِهِ " 1.
وأما حديث الدبري:
فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو عَلِيٍّ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الصَّيْدَلانِيُّ – بِأَصْبَهَانَ – أنا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ نا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّبَرِيُّ أنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَالِمٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ أَعْتَقَ شِرْكًا لَهُ فِي عبد أقيم بَقِيَ مِنْهُ فِي مَالِهِ إِذَا كان له مال (38/ب) يَبْلُغُ ثَمَنَ الْعَبْدِ ".
لا أَدْرِي قَوْلُهُ إِذَا كَانَ لَهُ مَا يَبْلُغُ ثَمَنَ الْعَبْدِ فِي حَدِيثِ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ شَيْءٌ قَالَهُ الزُّهْرِيُّ2.
وَرَوَاهُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّسَائِيُّ3 عَنْ إسحاق بن راهويه عن
__________
1. انظر مسند أحمد 2/34.
2. رواه عبد الرزاق في المصنف 9/150 ح 1672.
3. أحمد بن شعيب صاحب السنن.

(1/329)


عَبْدِ الرَّزَّاقِ، فَقَالَ فِيهِ: - بَعْدَ قَوْلِهِ أُقِيمَ مَا بَقِيَ فِي ماله – قَالَ الزُّهْرِيُّ: " إِنْ كَانَ له مال يبلغ ثمنه ".
ذكر ذلك أبو جعفر الطحاوي عن النسائي في كتاب مشكل الحديث1. وكان موسى بن عقبة يقول للزهري2 أفصل كلامه مِنْ كَلامِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما كان يحدث به من حديث رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيخلطه بكلامه.
30- حديث آخر:
وأخبرنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الأَصَمُّ نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ3 أنا جعفر بن عون4 أنا بن جُرَيْجٍ5 عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَالِمٍ: " أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَمْشِي أَمَامَ الْجِنَازَةِ، وَيُقَالُ: قَدْ مَشَى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ أَمَامَهَا "6.
كَذَا رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ وَجَمَاعَةٌ مَعَهُ عن ابن جريج
__________
1. لم أعثر على هذا الحديث في مشكل الآثار للطحاوي المطبوع في حيدر آباد، وقد أشار المحقق في نهاية المجلد الرابع – الأخير – أن النسخ التي حققها ناقصة والله تعالى أعلم.
والحديث من طريق إسحاق عن عبد الرزاق..يه ... أخرجه النسائي في الكبرى كتاب العتق (تحفة الأشراف 5/393 ح 6935) .
2. كتب في الهامش (في الأصل الزهري) .
3. بفتح الصاد المهملة والغين المعجمة وفي آخرها نون (الأنساب 8/310) .
4. ابن جعفر بن عمرو بن حريث المخزومي قال الحافظ: صدوق (التقريب 56) .
5. عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الأموي.
6. أخرجه ابن عبد البر في التمهيد 12/90.

(1/330)


عَنِ الزُّهْرِيِّ. وَرَوَاهُ حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَعْوَرُ التِّرْمِذِيُّ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ زِيَادِ بْنِ سَعْدٍ عن الزهري.
والحديث لَيْسَ بِمُسْنَدٍ وَإِنَّمَا أُدْرِجَ فِيهِ ذِكْرُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ، وَذَلِكَ أَنَّ الزُّهْرِيَّ كَانَ يَرْوِيهِ عَنْ سَالِمٍ: " أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَمْشِي أَمَامَ الْجِنَازَةِ ثُمَّ يَقُولُ الزُّهْرِيُّ وَقَدْ مَشَى رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ أَمَامَهَا "1.
__________
1. وافق المؤلف على أن الصواب المرسل وأن ذِكْرُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ...
مدرج كل من:
1- ابن المبارك (سنن النسائي 4/56، الترمذي 3/321) .
2- الإمام أحمد (الطبراني في الكبير 12/286 ح 3033 التلخيص الحبير 118) .
3- النسائي والترمذي في الموضعين السابقين.
4- البخاري (الترمذي 3/322) .
5- الإمام مالك في الموطأ 1/225، وكذلك ابن عبد البر في التمهيد 12/93-94.
6- الحافظ في التلخيص 2/118-119.
وغير هؤلاء.
والحديث قد جاء موصولا عن ابن عيينة وغيره بأسانيد صحيحة وقد ساقها الشيخ ناصر الدين الألباني في الإرواء 3/186-192ح 739، وذهب الشيخ ناصر إلى خلاف ما ذهب إليه المؤلف ومن سبقه ممن ذكرت أسمائهم أعلاه مرجحا رواية سفيان بن عيينة، ورادا على من وهم سفيان في ذلك وقد سبق الشيخ ناصر إلى هذا الترحيح كل من 1- ابن المنذر 2- ابن حزم (التلخيص 2/118-119) 3- البيهقي في الكبرى 4/24 وحديث سفيان ومن تابعه مخرجة في السنن الأربعة وأحمد وغيرها وقد ساقها الشيخ ناصر في الإرواء في الموضع المذكور أعلاه هذا وقد ذهب إلى ماذهب إليه الشيخ ناصر الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على المسند 6/247 ح 4539 وعزاه أيضا على السيوطي في شرحه للموطأ، ونص السيوطي على أن رواية سفيان زيادة ثقة أ. هـ والصواب والله أعلم: ما ذهب إليه الجمهور من ترجيح الإرسال هنا، ويكفي في الرد على المخالفين ما قاله ابن المبارك: (الحفاظ عن الزهري ثلاثة مالك وسفيان ومعمر، فإذا اتفق اثنان وخالفهم الآخر تركنا قول الأخر) (تحفة الأشراف 5/371) .

(1/331)


مَيَّزَ ذَلِكَ مَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ وَفَصَلَ أَحَدَ الْقَوْلَيْنِ من الآخر.
وقد رواه عدة عَنِ الزُّهْرِيِّ عَلَى وُجُوهٍ تَحْتَمِلُ الاتصال والإرسال:
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ أنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ الْعَبَّاس ِالْوَرَّاقُ أنا يحيى بن محمد ابن صَاعِدٍ نا يُوسُفُ بْنُ سَعِيدٍ المصيصي نا حجاج بن محمد عن ابن جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي زِيَادُ بْنُ سَعْدٍ أَنَّ ابْنَ شِهَابٍ أَخْبَرَهُ قَالَ: أَخْبَرَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ: " أَنَّهُ كَانَ يَمْشِي بَيْنَ يَدَيِ الْجِنَازَةِ1 وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وعثمان يمشون أمامها "2.
في ابْنُ صَاعِدٍ: هَكَذَا قَالَ لَنَا يُوسُفُ: وَكَانَ، وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي هَذَا الْحَدِيثِ: وَقَدْ كَانَ – رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " زاد " وقد " ناه زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ3 عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ عَنْ حَجَّاجِ بْنِ محمد.
__________
1. وضع هنا في الأصل إشارة تضبيب وذلك بسبب احتمال الوصل والإرسال هنا والله أعلم.
2. أخرجه أبو عمر بن عبد البر في التمهيد 12/89 من طريق يوسف المصيصي عن حجاج ... به ...
وأورده – حديث زياد – من طريق جعفر بن محمد الأنطاكي عن حجاج مصرحا فيه بالاتصال كرواية سفيان بن عيينة التي سبق الإشارة إليها في هامش الصفحة السابق.
3. ابن زياد أبو هاشم طوسي الأصل يعرف بدلّوية بفتح الدال المهملة وضم اللام المشددة وفتح الواو وآخره هاء – كذا في تاريخ بغداد 8/479 مضبوطا بالشكل، قال أحمد والدارقطني: هو شعبة الصغير ...

(1/332)


أخبرناه الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ نا أَبِي نا حجاج قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى ابْنِ جُرَيْجٍ قال (39/أ) : حَدَّثَنِي زِيَادُ بْنُ سَعْدٍ أَنَّ ابْنَ شِهَابٍ حَدَّثَهُ قَالَ حَدَّثَنِي سَالِمٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ: " أَنَّهُ كَانَ يَمْشِي بَيْنَ يَدَيِ الْجِنَازَةِ1 وَقَدْ كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ يَمْشُونَ أَمَامَهَا "2.
قَالَ الْخَطِيبُ: قَدْ رَوَاهُ أَبُو قُرة مُوسَى بْنُ طَارِقٍ وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ وَمُحَمَّدُ بن بكر عن ابن جريج عَنِ الزُّهْرِيِّ وَفِيهِ: " وَقَدْ كَانَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَذَلِكَ رَوَاهُ النُّعْمَانُ بْنُ رَاشِدٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ وَقَالَ فِيهِ يونس بن يزيد عن الزهري: وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقال فيه عُقَيْلُ بْنُ خَالِدٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ: وَأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ.
فأما حديث أبي قرة وعبد الرزاق ومحمد بن بكر3 عن ابن جريج عن الزهري:
فأخبرناه الْقَاضِي أَبُو الْعَلاءِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ الْوَاسِطِيُّ أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ الْحَافِظُ نا المفضل بن محمد
__________
1. هنا تضبيب لعله بسبب احتمال الكلام هنا الاتصال والإرسال.
2. انظر مسند أحمد 2/140.
ورواه عن أحمد الطبراني في الكبير 12/286 ح 13133 من طريق ابنه عبد الله بن أحمد، ثم قال: قال أبي – أحمد – هذا الحديث وَأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – إنما هو عن الزهري مرسل، وحديث سالم فعل ابن عمر، وحديث ابن عيينة كأنه وهم أهـ.
3. ابن عثمان البرساني – بضم الموحدة وسكون الراء بعدها مهملة – قال الحافظ: صدوق يخطئ مات سنة 204 هـ (التقريب 291) .

(1/333)


الجَنَدي1 نا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ أَبُو حَمَّةَ2 نا مُوسَى بْنُ طارق قال: ذكر ابْنُ جُرَيْجٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ أَنَّهُ قَالَ: أَخْبَرَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ الله.
وأخبرنا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الْمُؤَدِّبُ3 أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنِي أَبِي نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ وَابْنُ بَكْرٍ قَالا:
أنا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: حَدَّثَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: " أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ كَانَ يَمْشِي بَيْنَ يَدَيِ الْجِنَازَةِ4 وَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ يَمْشُونَ أَمَامَهَا "5.
وأما حديث النعمان بن راشد6 عن الزهري:
__________
1. في هامش الأصل (الجَنَدِي) ((نسبة إلى الجَنَد وهي بلدة مشهورة باليمن حاشية)) أ. هـ.
وفي اللباب 1/297: بفتح الجيم والنون وفي آخرها الدال المهملة. الخ.
2. بضم الحاء المهملة وفتح الميم المخففة – الزبيدي بفتح الزاي وكسر الموحدة – صاحب أبي قرة وقد تقدم.
3. هو الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ التميمي الواعظ راوي المسند عن القطيعي قال الخطيب: إن سماعه له من القطيعي صحيح إلا في أجزاء منه (تاريخ بغداد 7/390) ، وقد دلسه الخطيب هنا وهذا من تدليس الشيوخ الذي عرف به الخطيب.
4. وضع هنا علامة تضبيب.
5. رواه أحمد في المسند 2/37.
وقد تابع عبد الرزاق وابن بكر على روايته عن الزهري بهذا الإسناد والسياق موسى بن عقبة ويحيى بن سعيد ومحمد بن أبي عتيق أخرج روايتهم الحافظ أبو عمر عبد البر في التمهيد 12/87-89، وانظر الطبراني في الكبير 12/286 ح 13136) .
6. أبو إسحاق الجزري الرقي مولى بني أمية، ذكره ابن حبان في الثقات وقال أبو حاتم: كثير الوهم وهو في الأصل صدوق وقال النسائي: صدوق ومرة قال: ضعيف كثير الغلط، وضعفه أحمد والبخاري وابن معين والعقيلي (التهذيب 10/452) قال في التقريب 358: صدوق سيئ الحفظ.

(1/334)


فأخبرناه مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الأَكْبَرُ أنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْوَرَّاقُ أنا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ نا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي1 الرَّبِيعِ نا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ2 نا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ النُّعْمَانَ بْنَ رَاشِدٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَالِمٍ: " أَنَّ أَبَاهُ كَانَ يَمْشِي أَمَامَ الْجِنَازَةِ3 وَقَدْ كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ يَمْشُونَ بَيْنَ يدي الجنازة "4.
وَأَمَّا حَدِيثُ يُونُسَ5 عَنِ الزُّهْرِيِّ:
فأخبرناه مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ أنا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ الصَّائِغُ أَنَّ أَحْمَدَ بْنَ شَبِيبٍ حَدَّثَهُمْ قَالَ: نا أَبِي عَنْ يُونُسَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي سَالِمٌ: " أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ كَانَ يَمْشِي بَيْنَ يَدَيِ الْجِنَازَةِ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْشِي بَيْنَ يَدَيْهَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ وكذلك السنة في اتباع الجنازة "6.
وأما حديث عقيل7 عن الزهري:
فأخبرناه الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ8 الْحِيرِيُّ نا أبو العباس (39/ب) محمد بن
__________
1. الحسن بن يحيى بن الجعدي العبدي أبو علي بن أبي الربيع قال الحافظ: صدوق (التقريب 72) .
2. ابن حازم الأزدي البصري.
3. تضبيب في الأصل.
4. لم أجد من خرجه.
5. ابن يزيد الأيلي.
6. أخرج الطحاوي – شرح معاني الآثار 1/479- رواية يونس من طريق ابن وهب عن يونس عن الزهري ... به إلا أنه لم يذكر قوله (كذلك السنة) وأشار إليها في التمهيد 12/89 ابن عبد البر ولم يسق لفظه.
7. بالضم مصغرا – ابن خالد بن عقيل – بالفتح مكبرا – الأيلي بفتح الهمزة بعدها تحتانية ساكنة ثم لام الأموي مولاهم ثقة ثبت مات سنة 144هـ (التقريب 242) .
8. أحمد بن الحسن الحرشي القاضي.

(1/335)


يَعْقُوبَ الأَصَمُّ نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ نا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ1 نا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ2 عَنْ عُقَيْلٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: " أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ كَانَ يَمْشِي بَيْنَ يَدَيِ الْجِنَازَةِ وَأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَمْشِي بَيْنَ يَدَيِ الْجِنَازَةِ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ، وَكَذَلِكَ السُّنَّةُ فِي اتِّبَاعِ الْجَنَائِزِ "3.
وأما حديث معمر عن الزهري الذي ميزه وبين فيه قول الزهري وإرساله الخبر:
فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو عَلِيٍّ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ أنا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ نا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَبَري4 قَالَ: قَرَأْنَا عَلَى عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ يَمْشُونَ أَمَامَ الْجِنَازَةِ ".
قَالَ مَعْمَرٌ: وَأَخْبَرَنِي الزُّهْرِيُّ قَالَ: وَأَخْبَرَنِي سَالِمٌ: " أَنَّ أَبَاهُ كَانَ يَمْشِي بَيْنَ يدي الجنازة "5.
__________
1. هو سَعِيدِ بْنِ كَثِيرِ بْنِ عُفَيْرٍ قد ينسب إلى جده – تقدم الكلام عليه.
2. أبو العباس الغافقي – بمعجمة وفاء وقاف – المصري، صدوق ربما أخطأ التقريب 373.
3. رواه أحمد في المسند 2/140 عن حجاج عن الليث عن عقيل ... به.
إلا أنه لم يذكر " وكذلك السنة "، وأخرجه أيضا الطحاوي في شرح معاني الآثار 1/480 وذلك من طريق سعيد بن عفير عن يحيى بن أيوب ... به ...
4. في هامش الأصل ((الدبري نسبة إلى دبر وهي من قرى صنعاء اليمن حاشية من الأنساب)) والذي في الأنساب 5/304: الدبري – بفتح الدال المهملة والباء المنقوطة بنقطة من تحت والراء المهملة بعدها – هذه النسبة إلى الدبر وهي قرية من قرى صنعاء اليمن ... أهـ، وقد سبق ضبطه في أول الكتاب.
5. ما بين المعكوفتين في مصنق عبد الرزاق 3/444 ح 6259.
وانظر أيضا (التمهيد 12/93) .

(1/336)


أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أنا مُكْرَمُ بْنُ أَحْمَدَ الْقَاضِي نا يَحْيَى بْنُ أَبِي1 طَالِبٍ أنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ أنا سَعِيدٌ2 عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ3:
" أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ كَانُوا يَمْشُونَ أَمَامَ الْجِنَازَةِ "4.
قَالَ عَبْدُ الْوَهَّابِ: ثُمَّ إِنَّ سَعِيدًا شَكَّ أَخِيرًا فِي عُثْمَانَ.
وَيُؤَيِّدُ رِوَايَةَ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ أَنَّ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ رَوَى فِي موطأه هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الزُّهْرِيِّ مُرْسَلًا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
أخبرناه عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ السِّمْسَارُ وَعُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْعَلافُ قَالا: أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ نا إِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرْبِيُّ نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ الْقَعْنَبِيُّ عَنْ مَالِكٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّهُ قَالَ:
" كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْشِي أَمَامَ الْجِنَازَةِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ وَالْخُلَفَاءُ هَلُمَّ جَرَّا "5.
__________
1. أبو طالب = جعفر.
2.هو ابن أبي عروبة.
3. علم هنا بعلامة تضبيب لعله بسبب الإرسال ...
4. رواه الترمذي 3/321 ح 1009 كتاب الجنائز عن عبد بن حميد عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ ... به ... بهذا السياق.
5. رواه مالك في الموطأ 1/225 ح 8 من كتاب الجنائز.
ورواية القعنبي عن مالك، وكذلك ابن وهب عن مالك بهذا السياق.
أخرجها الطحاوي في شرح معني الآثار 1/480.
وانظر الموطأ رواية محمد بن الحسن ص 110 ح 307 عن مالك ... بهذا السياق..
وانظر التمهيد 12/83.

(1/337)


31- حَدِيثٌ آخَرُ:
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ محمد بن عبد الله المعدل أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ أَبُو بَكْرٍ نا أَبُو الأَسْوَدِ1 نا ابْنُ لَهِيعَةَ2 عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: سَمِعْتُ السَّائِبَ بْنَ يزيد3 يقول: صبحت سعد بن أبي وقاص زمنا فَلَمْ أَسْمَعْهُ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلا حَدِيثًا وَاحِدًا يَقُولُ قَالَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
" لا يُفَرِّقُ بَيْنَ مُجْتَمِعٍ وَلا يَجْمَعُ بَيْنَ مُتَفَرِّقٍ فِي الصَّدَقَةِ، وَالْخَلِيطَانِ مَا اجْتَمَعَ عَلَى الفحل والراعي والحوض " 4.
أخبرنا عَلِيُّ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ الْحَسَنِ الشَّاهِدُ – بِالْبَصْرَةِ – نا عَلِيُّ بْنُ إسحاق (40/أ) الْمَادَرَائِيُّ نا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ نا عَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ5 الْقَطَّانُ نا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ نا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ يَحْيَى بن سعيد عن السائب
__________
1. النَّضْرِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْمُرَادِيِّ المصري.
2. عبد الله بن لهيعة – بفتح اللام وكسر الهاء – ابن عقبة أبو عبد الرحمن الحضرمي. قال الفلاس وغيره: من روى عنه قبل احتراق كتبه فسماعه أصح من سماع من سمع منه بعد احتراق كتبه، قال الحافظ في التقريب 186: صدوق ورواية ابن المبارك وابن وهب عندي أعدل من غيرهما.
وضعفه أحمد وابن معين، مات سنة 174هـ (التهذيب 5/373) .
3. ابن سعيد ثمامة – صحابي صغير حج به والده مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو ابن ست سنوات، يعرف بابن أخت النمر (الإصابة 4/117) .
4. رواه البيهقي في السنن الكبرى 4/106 من طريق أبي الأسود عن ابن ليهعة ... به ...
5. بالموحدة ثم الحاء المهملة بعدها راء – ابن بري بفتح الموحدة وتشديد الراء المكسورة بعدها تحتانية ثقيلة أبو الحسن القطان فارسي الأصل ثقة فاضل (التقريب 343) .

(1/338)


ابن يزيد قال: صبحت سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ عَشْرَ سِنِينَ فَمَا سَمِعْتُهُ يَقُولُ قَالَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلا فِي حَدِيثٍ وَاحِدٍ. يَقُولُ ذَاتَ يَوْمٍ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
" لا يُجْمَعُ بَيْنَ مُتَفَرِّقٍ وَلا يُفَرَّقُ بَيْنَ مُجْتَمِعٍ فِي الصَّدَقَةِ، الْخَلِيطَانِ مَا اجْتَمَعَ عَلَى الْحَوْضِ وَالرَّاعِي وَالْفَحْلِ " 1.
لَمْ يَسْمَعْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ لَهِيعَةَ هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ وإنما كان يرويه من كِتَابِهِ إِلَيْهِ ذَكَرَ ذَلِكَ أَبُو عُبَيْدٍ2 الْقَاسِمُ بْنُ سَلَّامٍ عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ النَّضْرِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْمُرَادِيِّ عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ.
وَأَخْبَرَنَاهُ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ بن إبراهيم الْبَغَوِيُّ أنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ نا (أَبُو عُبَيْدٍ نا أَبُو الأَسْوَدِ عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ قال: كتب إليّ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ أَنَّهُ سَمِعَ السَّائِبَ بْنَ يَزِيدَ يُحَدِّثُ عَنْ سَعْدٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْخَلِيطَانِ مَا اجْتَمَعَ عَلَى الْفَحْلِ وَالْمَرْعَى وَالْحَوْضِ "، قَالَ أَبُو الأسود: كل شَيْءٍ حَدَّثَ بِهِ ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ يَحْيَى فَإِنَّمَا هُوَ كِتَابٌ كتب به إليه) 3.
__________
1. رواه الدارقطني في السنن 2/104 ح الأول من باب تفسير الخليطين من طريق داود بن رشيد عن الوليد ... به ...
ورواه من طريق علي بن بحر عن الوليد ... به ابن عدي في الكامل 2/1467.
2. في الأصل (عبيد الله) والتصويب من التهذيب 8/315، ولم أجد من ذكره مضافا. والله أعلم.
3. رواه أَبُو عُبَيْدٍ الْقَاسِمُ بْنُ سَلَّامٍ في كتاب الأموال 357 ح 1060، 359 ح 1067.
قال ابن أبي حاتم في العلل 1/218 219 ح 635: سألت أبي عن حديث رواه مروان الططاري – هكذا بطائين مهملتين – عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ قَالَ: كَتَبَ إلى يحيى ابن سعيد ... قال أبي: هذا حديث باطل عندي ولا أعلم أحد رواه غير ابن لهيعة، قال أبي: ويروي من كلام سعد فقط.

(1/339)


قَالَ الْخَطِيبُ: وَحَدِيثُ أَبِي عُبَيْدٍ هَذَا هُوَ مُقْتَضَبٌ مِنْ حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيِّ عَنْ أبي الأسود الذي قدماه، وَمَتْنُهُ لا يَثْبُتُ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِنَّمَا هُوَ كَلامُ يَحْيَى بْنِ سعيد.
أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي1 جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ أنا يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يُوسُفَ الصَّيْدَلانِيُّ – بِمَكَّةَ – نا أَبُو جعفر محمد بن عمرو ابن مُوسَى الْعُقَيْلِيُّ2 [نا مُحَمَّدُ بْنُ إسماعيل3 نا الحسين علي4 قال: سمعت ابن أبي مَرْيَمَ5 يَقُولُ: لَمْ يَسْمَعِ ابْنُ لَهِيعَةَ مِنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ شَيْئًا وَلَكِنْ كَتَبَ إِلَيْهِ يَحْيَى، وَكَانَ فِيمَا كَتَبَ إِلَيْهِ يَحْيَى هَذَا الْحَدِيثَ يَعْنِي حَدِيثَ السَّائِبِ بن يزيد بن أخت نمر6: صبحت سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ كَذَا وَكَذَا سَنَةً فَلَمْ أَسْمَعْهُ يُحَدِّثُ عن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلا حَدِيثًا وَاحِدًا، وَكَتَبَ فِي عَقِبِهِ عَلَى أَثَرِهِ:
__________
1. ابن محمد بن أحمد المعروف بابن المهجز العتيقي.
2. في هامش الأصل (العقيلي نسبة إلى عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، حاشية في الأنساب) أ. هـ, وفي الأنساب 9/341: بضم العين المهملة وفتح القاف وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها هذه النسبة إلى عقيل بن ... هو صاحب كتاب الضعفاء – مطبوع -.
3. الصائغ.
4.أبو علي الخلال الحلواني – بضم المهملة -.
5. سعيد بن الحكم بن محمد بن سالم الجمحي مولاهم أبو محمد المصري ثقة ثبت فقيه. التقريب 120.
6. كتب في هذا الموضع في الأصل (كذا) .

(1/340)


" ولا يُفَرِّقُ بَيْنَ مُجْتَمِعٍ وَلا يَجْمَعُ بين متفرق فِي الصَّدَقَةِ " فَظَنَّ ابْنُ لَهِيعَةَ أَنَّهُ مِنْ حَدِيثِ سَعْدٍ أَنَّهُ يَعْنِي بِقَوْلِهِ إِلَّا حَدِيثًا وَاحِدًا: " لا يُفَرِّقُ بَيْنَ مُجْتَمِعٍ وَلا يجتمع بَيْنَ مُتَفَرِّقٍ "، وَإِنَّمَا كَانَ هَذَا كلاما مبتدءا مِنَ الْمَسَائِلِ الَّتِي كَتَبَ بِهَا إِلَيْهِ] 1.
أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْكَاتِبُ أنا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الْمُخَرِّمِيُّ2 نا علي بن الحسين بن حيان3 (40/ب) قال: وحلق4 في كتاب إليّ بِخَطِّ يَدِهِ [قَالَ أَبُو زَكَرِيَّا – يَعْنِي يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ – الْحَدِيثُ الَّذِي حَدَّثَ بِهِ ابْنُ لَهِيعَةَ عن يحيى ابن سَعِيدٍ عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ: صبحت طلحة بن عبيد الله وسعد فَلَمْ أَسْمَعْهُمْ5 يُحَدِّثُونَ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقالوا عن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
" لا يجتمع بين متفرق ولا يفرق بي مجيمع ".
فَقَالَ أَبُو زَكَرِيَّا: هَذَا بَاطِلٌ إِنَّمَا هَذَا مِنْ قَوْلِ يَحْيَى بن سعيد: " لا يفرق
__________
1. ما بين المعقوفين في الضعفاء للحافظ العقيلي 2/295 في ترجمة ابن لهيعة.
2. أوله ميم بعدها خاء معجمة ثم راء آخره ميم ثم ياء النسبة كذا في الأصل وتاريخ بغداد 2/264.
3. بالحاء المهملة بعدها مثناة تحتية آخره نون قبلها ألف كذا في الأصل وتاريخ بغداد 11/395.
4. التحليق: هو وضع دائرة صغيرة في أول الزيادة وآخرها، وتشعر بخلو ما بينهما عن صحة (الإلماع للقاضي عياض /171) .
5. تضبيب لعله تنبيه على أن حق الضمير هنا أن يثنى بأن يقال ... فلم أسمعهما يحدثنان.
وفي مقدمة الكامل 30: صحبت عبد الرحمن وطلحة وسعد والمقداد فلم أسمع أحدا منهم يتحدث عن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

(1/341)


بَيْنَ مُجْتَمِعٍ وَلا يَجْمَعُ بَيْنَ متفرق، كذا حدث به ليث بْنُ سَعْدٍ وَغَيْرُهُ] 1.
قَالَ الْخَطِيبُ: قَدْ رَوَى سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ سَعْدٍ هَذَا الْحَدِيثَ فَلَمْ يَذْكُرَا فَصْلَ الْجَمْعِ وَالتَّفْرِيقِ وَلا ذَكَرَا الْخَلِيطَيْنِ.
وَرَوَى اللَّيْثُ بن سعد الْحَدِيثَ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ فِي الْخَلِيطَيْنِ مِثْلَ رِوَايَةِ ابْنِ لَهِيعَةَ غَيْرَ أَنَّ اللَّيْثَ جَعَلَهُ من قول يحيى ابن سَعِيدٍ.
أما حديث سليمان بن بلال:
فأخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أحمد بن محمد بن أحمد بْنِ أَبِي طَاهِرٍ الدَّقَّاقُ نا محمد بن عبد الله بن إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَاسِينَ نا مُحَمَّدُ بْنُ مِسْكِينٍ نا يَحْيَى بْنُ حَسَّانٍ2 نا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عن السائب ابن يَزِيدَ قَالَ: " صَحِبْتُ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى مَكَّةَ – قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ كَذَا وَكَذَا مِنْ سُنَّة – غَيْرَ أَنَّهُ قَدْ أَكْثَرَ فَلَمْ أَسْمَعْهُ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلا حَدِيثًا وَاحِدًا "3.
وأما حديث حماد بن زيد:
فَأَخْبَرَنَاهُ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أنا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ محمد بن عبد الله
__________
1. لم أستطع الوقوف على المصدر الذي استقى منه الخطيب هذا النص، فقد بحثت في المطبوع من كتب ابن معين وفي المصادر التي ترجمت لابن لهيعة وأوسعها الكامل لابن عدي فلم أعثر على هذا النص في شيء منها والله أعلم.
2. التنيسي- بكسر المثناة الفوقية وكسر النون الثقيلة وسكون التحتانية ثم مهملة أصله من أهل البصرة – ثقة – مات سنة 208 هـ (التقريب 374) .
3.لم أقف عليه من طريق سليمان عن يحيى ...

(1/342)


ابن زِيَادٍ الْقَطَّانُ نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي نا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي السَّائِبُ بْنُ يَزِيدَ قَالَ: " صَحِبْتُ سَعْدَ بْنَ مَالِكٍ مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى مَكَّةَ فَلَمْ أَسْمَعْهُ يُحَدِّثَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى رَجَعَ "1.
وأما حديث الليث بن سعد في الخليطين:
فَأَخْبَرَنَاهُ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ الْبَغَوِيُّ أنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ العزيز نا أبو عبيد [[أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ عَنِ اللَّيْثِ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قال: " الخليطين مَا اجْتَمَعَ عَلَى الْمَرْعَى وَالْحَوْضِ وَالْفَحْلِ ".
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَلَمْ يسنده الليث "] 2.
22- حديث آخر:
أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ حَمْزَةَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ حَرْبٍ الدَّهَّانُ أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ حَمْزَةَ الأُشْنَانِيُّ – بِالْكُوفَةِ – نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْحَضْرَمِيُّ نا علي بن مسلم نا (41/أ) مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ3 نا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ4 عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ بسرة
__________
1. أخرجه العقيلي في الضعفاء 2/296 في ترجمة ابن لهيعة.
ورواه ابن ماجه 1/12 ح 29 عن محمد بن بشار عن عبد الرحمن عن حماد ... به ... نحوه.
2. أخرجه أبو عبيد في كتاب الأموال 359 ح 1068.
3. البرساني – بضم الموحدة وسكون الراء وفتح المهملة.
4. ابن عبد الله بن الحكم بن رافع الأنصاري قال الحافظ: صدوق رمي بالقدر وربما وهم (التقريب 196) .

(1/343)


بِنْتِ صَفْوَانَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ مَسَّ ذَكَرَهُ أَوْ أُنْثَيَيْهِ أَوْ رُفْغَيْهِ فَلْيَتَوَضَّأْ وُضُوءَهُ لِلصَّلاةِ " 1.
كَذَا رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ الأَنْصَارِيُّ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ بُسْرَةَ، وَوَافَقَهُ أَيُّوبُ السَّخْتِيَانِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطُّفَاوِيُّ2 وَأَبَانُ بْنُ يَزِيدَ الْعَطَّارُ وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ وَجَمَاعَةٌ كَبِيرَةٌ سِوَاهُمْ فَرَوَوْهُ عَنْ هِشَامٍ كَذَلِكَ3.
وخالفهم الحمادان4 وَسَلامُ بْنُ أَبِي مُطِيعٍ5 وَوُهَيْبُ بن
__________
1. رواه الطبراني في الكبير 24/200 ح 511 عن الحضرمي ...
ورواه الدارقطني في السنن 1/148 ح 10، والعلل 5/332 مسند بسرة بنت صفوان، وانظر المستدرك 1/137.
2. في هامش الأصل ((نسبة إلى طفاوة – وهي أم ثعلبة وعامر ومعاوية أولاد أعصر بن سعد بن قيس عيلان نسبوا إليها اشتهر بهذه النسبة جماعة منهم أبو المنذر مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطُّفَاوِيُّ من أئمة البصرة مات سنة سبع وثمانين ومائة وكان صدوقا ثقة حاشية من الأنساب)) أهـ. قلت في الأنساب 9/77: بضم الطاء المهملة وفتح الفاء وفي آخرها واو بعد ألف هذه النسبة إلى طفاوة والمشهور بهذا النسبة أبو المنذر ... ، وقال المحقق للأنساب في الحاشية (قال ابن الأثير: قلت: لم يذكر طفاوة من أي العرب هي؟ وهذه النسبة إلى ثعلبة وعامر ... وأمهم ظفاوة بنت جرم بن ريان أوله راء ثم مثناة تحتية وقيل زبان أوله زاي ثم موحدة) (انظر اللباب 2/283) .
3. أي بهذا الإسناد أما المتن فإن عبد الحميد تفرد به كما سيأتي في الصفحة التالية.
وقد ذكر رواياتهم الحاكم في المستدرك 1/136 – 138، والدارقطني في العلل 5/ق/167-169.
4. حماد بن زيد وحماد بن سلمة. وروايتهما عند الطبراني في الكبير 24/199 ح 507، 509.
5. روايتهما أشار إليها الحاكم في المستدرك 1/136، والدارقطني في العلل 5ق 167 – 170 ولم يذكر المتن عنهما، ورواية وهيب في الطبراني في الكبير 24/201 ح 515.

(1/344)


خَالِدٍ1 وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ2 فِي آخَرِينَ فَرَوَوْهُ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مَرْوَانَ عَنْ بُسْرَةَ وَكُلُّهُمُ اقْتَصَرَ عَلَى ذِكْرِ الذَّكَرِ، وَأَمَّا ذِكْرُ الأُنْثَيَيْنِ وَالرُّفْغَيْنِ فَتَفَرَّدَ3 بِهِ عَبْدُ الْحَمِيدِ ابن جَعْفَرٍ.
وَقد روي عن حجاج بن محمد عن ابن جريج عن هشام الحديث وفيه ذكر الأنثيين خاصة:
أخبرنا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ4 أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ [[نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي الرِّجَالِ الصِّلحي5 نا أَبُو حميد المصيصي عبد الله
__________
1. انظر الهامش السابق.
2. روايته عند الدارقطني في السنن 1/147 ح 7، والعلل له 5 ق 168.
3. قال الحافظ زين الدين العراقي في التبصرة والتذكرة 1/252: قلت: لم ينفرد عبد الحميد فقد رواه الطبراني في المعجم الكبير - 24/200 ح 510 – من رواية أبي كامل الجحدري – فضيل بن حسين – عن يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ بسرة بلفظ: " إِذَا مَسَّ أَحَدُكُمْ ذَكَرَهُ أَوْ أنثييه أو رفغيه فليتوضأ ... أهـ. قال الحافظ في النكت تعقيبا على كلام العراقي 2/830: وهو كما قال، إلا أنه مدرج أيضا والذي أدرجه أبو كامل الجحدري راويه عن يزيد، ثم ذكر من رواه عن ابن زريع مفصولا مبينا.
4. في هامش الأصل ((البرقاني نسبة إلى قرية من قرى كاث – بالثاء المثلثة – بنواحي خوارزم، وخربت والمشهور منها الإمام أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن غالب البرقاني الخوارزمي الفقيه المحدث الأديب الصالح، ((حاشية نم الأنساب)) أهـ.
وفي الأنساب 2/168: بفتح الباء الموحدة وسكون الراء وفتح القاف هذه النسبة إلى.
5. في هامش الأصل ((الصلحي نسبة إلى فم الصلح وهي بلدة على دجلة قريبة من واسط ((حاشية)) أهـ. قلت: في الأنساب 8/323: بكسر الصاد والحاء المهملتين بينهما اللام الساكنة هذه النسبة إلى ...

(1/345)


ابن مُحَمَّدِ بْنِ تَمِيمٍ قَالَ: سَمِعْتُ حجاجا1 يقول: قال ابْنُ جُرَيْجٍ أَخْبَرَنِي هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مَرْوَانَ عَنْ بُسْرَةَ بِنْتِ صَفْوَانَ – وَقَدْ كَانَتْ صَحِبَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
" إِذَا مَسَّ أَحَدُكُمْ ذَكَرَهُ أَوْ أُنْثَيَيْهِ، فَلا يُصَلِّي حَتَّى يَتَوَضَّأَ " 2
وَذِكْرُ الأُنْثَيَيْنِ وَالرُّفْغَيْنِ لَيْسَ مِنْ كَلامِ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وإنما هو من قَوْلُ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، فَأَدْرَجَهُ الرَّاوِي فِي مَتْنِ الْحَدِيثِ، وَقَدْ بَيَّنَ ذَلِكَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ وَأَيُّوبُ السَّخْتِيَانِيُّ فِي رِوَايَتِهِمَا عَنْ هِشَامٍ3.
أما حديث حماد بن زيد:
فأخبرناه الْبَرْقَانِيُّ أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الحافظ نا عبد الله بن مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ نا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ الْبَزَّارُ نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ أَنَّ عُرْوَةَ كَانَ عِنْدَ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ فَسُئِلُ عَنْ مَسِّ الذَّكَرِ فَلَمْ يَرَ بِهِ بَأْسًا فقال عروة: إن
__________
1. ابن محمد الأعور المصيصي أبو محمد الترمذي الأصل.
2. ما بين المعقوفتين في سنن الدارقطني 1/148 ح 13، وأخرجه الطبراني مختصرا في الكبير 24/201 ح 513 وفي إسناده عبد المجيد ابن عبد العزيز بن أبي داود، قال عنه ابن حبان في المجروحين 2/160: منكر الحديث جدا يقلب الأخبار ويروي المناكير عن المشاهير فاستحق الترك، وقال الحافظ في التقريب 217: صدوق يخطئ وكان مرجئا.
3. قد سبق الخطيب إلى القول بالإدراج الحافظ الدارقطني في السنن 1/148 حيث قال تعقيبا على حديث عبد الحميد بن جعفر ... : كذا رواه عبد الحميد عن هشام ووهم في ذكر الأنثيين والرفغ وإدراجه ذلك في حديث بسرة عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والمحفوظ أن ذلك من قول عروة غير مرفوع، كذلك رواه الثقات عن هشام منهم أيوب وحماد بن زيد وغيرهما. أهـ وانظر أيضا (التبصرة والتذكرة للعراقي 1/250 – 252، ونكت ابن حجر 2/830) .

(1/346)


بُسْرَةَ بِنْتَ صَفْوَانَ حَدَّثَتْنِي أَنَّ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا أَفْضَى أَحَدُكُمْ إِلَى ذَكَرِهِ فَلا يُصَلِّي حَتَّى يَتَوَضَّأَ ".
فَبَعَثَ مَرْوَانُ حَرَسِيًّا1 إِلَى بُسْرَةَ فَرَجَعَ الرَّسُولُ فَقَالَ: نَعَمْ، قال: فَكَانَ أَبِي يَقُولُ: إِذَا مَسَّ رُفْغَهُ أَوْ قَالَ: أُنْثَيَيْهِ أَوْ فَرْجَهُ فَلا يُصَلِّي حَتَّى يَتَوَضَّأَ "2. (41/ب) .
وأما حديث أيوب السختياني:
فَأَخْبَرَنِيهِ أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ بْنِ الْحَسَنِ الْخَلالُ نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ الذَّهَبِيُّ نا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الْحَضْرَمِيُّ نا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ3 نا يزيد بن رزيع نا أيوب عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أبيه عَنْ بُسْرَةَ أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ مَسَّ ذَكَرَهُ فَلْيَتَوَضَّأْ "، قَالَ: وَكَانَ عُرْوَةُ يَقُولُ: إِذَا مَسَّ رُفْغَيْهِ أَوْ أُنْثَيَيْهِ فَلْيَتَوَضَّأْ4.
وَرَوَى كَافَّةُ أَصْحَابِ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْهُ حَدِيثَ الْوُضُوءِ مِنْ مس
__________
1. أي شرطيًا من حرسه.
2. انظر ما بين علامة التنصيص في المستدرك للحاكم 1/136، والعلل للدارقطني 5 ق 174 أ، ولم أجد في سنن الدارقطني بهذا الإسناد إلا الجزء الأخير من الحديث وهو قول هشام: كان أبي يقول: إذا مس وفغيه..إلخ ثم عقب الدارقطني عليه بقوله: رجاله كلهم ثقات (السنن 1/148 ح 12) .
وأخرجه الطبراني في الكبير 24/199 ح 507 عن يوسف بن يعقوب القاضي عن محمد بن أبي بكر المقدمي عن حماد بن زيد.. به ...
3. هو الفلاس.
4. رواه الدارقطني في السنن 1/148 ح 11 عن يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ عَنْ أَيُّوبَ.. به ... ، وذكره في العلل 5/ق 167 ب.

(1/347)


الذَّكَرِ خَاصَّةً وَلَمْ يَذْكُرْ أَحَدٌ مِنْهُمُ الأُنْثَيَيْنِ وَالرُّفْغَيْنِ فِي رِوَايَتِهِ1، وَقَدْ ذَكَرْنَا ذَلِكَ عَلَى الاسْتِقْصَاءِ فِي كِتَابِ ((الْوُضُوءِ مِنْ مَسِّ الذكر)) 2.
33- حديث آخر:
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يُوسُفَ الصَّيَّادُ أنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ خَلَّادٍ نا الْحَارِثُ بْنُ محمد3 نَا عَبْدُ اللَّهِ4 بْنُ بَكْرٍ نا سعيد بن
__________
1. قال الحافظ ابن حجر في النكت 2/830 – 831: وله طريقان آخران عن هشام بن عروة مدرجان يستدرك بهما على الخطيب أيضا: أحدهما عن محمد بن دينار عن هشام ... به ... – في العلل للدارقطني – وثانيهما عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ عَنْ هشام بن عروة ... به.. عزاها الحافظ إلى كتاب الأبواب لابن شاهين أهـ.
فائدته: هذا الحديث كثر الكلام فيه والخلاف بين العلماء، وأكثر خلافهم فيه دار حول:
1- رفع مس الرفغين والأنثيين.
2- ذكر مروان بن الحكم في الإسناد.
3- سماع عروة من بسرة.
والحديث المرفوع " من مس ذكره فليتوضأ " باتفاق الرواة عن هشام وهو عند أحمد 6/406-407 والموطأ والسنن الأربعة وغيرهم في باب الوضوء من كتاب الطهارة.
وقد استقصى طرقه بمتابعاتها وشواهدها الإمام الحافظ أبو الحسن الطارقطني في العلل في مسنده بسرة، كذلك أتى على قسم كبير منها كل من:
1- الحاكم في المستدرك 1/136-138.
2- الطبراني 24/193-203 مسند بسرة.
3- الإمام عبد البر في التمهيد ولم أقف عليه في المطبوع منه ولكنه أشار إلى ذلك في تجريد التمهيد 81-82، في ترجمة عبد الله ابن أبي بكر بن عمرو بن حزم.
2. نص على ذكر هذا الكتاب ونسبه للخطيب في أسماء مصنفاته المالكي ونقله عنه الدكتور أكرم العمري في الموارد ص 10، وكذلك العش في كتابه عن الخطيب ص 128.
3. هو ابن أبي أسامة.
4. ابن حبيب السهمي الباهلي أبو وهب البصري نزيل بغداد.

(1/348)


أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيك1 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
" مَنْ أَعْتَقَ شقصًا2 من مملوك فخلاص من بَقِيَ مِنْهُ عَلَيْهِ فِي مَالِهِ إِنْ كَانَ لَهُ مَالٌ وَإِلَّا قوم قِيمَةُ عَدْلٍ فَاسْتَسْعَى3 فِيهَا غَيْرَ مشقوق عليه4.
أخبرنا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْعَلَّافُ أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ نا مُحَمَّدُ بْنُ ربح5 نا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ نا سعيد ابن أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
" مَنْ أَعْتَقَ نَصِيبًا لَهُ مِنْ عَبْدٍ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ مَالٌ استُسعي الْعَبْدُ فِي ثَمَنِ رَقَبَتِهِ غَيْرَ مَشْقُوقٍ عَلَيْهِ " 6.
هكذا رواه يزيد بن هارون قصر عن بعض الألفاظ التي ذكرها عبد الله بن بكر، وقد رواه عن سعيد عبد الله بن المبارك ويزيد بن زريع ومحمد بن
__________
1. قال الحافظ في التقريب 46، بفتح النون وكسر الهاء آخره كاف السدوسي ويقال السلولي أبو الشعثاء البصري.
2. قال في النهاية 2/490: الشقص والشقيص: النصيب في العين المشتركة من كل شيء.
3. قال ابن الأثير في النهاية 2/370: استسعاء العبد ... : هو أن يسعى في فكاك ما بقي من رقة، وغير مشقوق عليه: أي لا يكلف فوق طاقته.
4. رواه الدارقطني في السنن 4/128 ح 12 كتاب المكاتب.
5. أوله راء ثم باء موحدة آخره حاء مهملة – ابن سليمان أبو بكر البزار – آخره راء – (تاريخ بغداد 5/278) .
6. لم أجد رواية يزيد بن هارون فيما اطلعت عليه من المصادر.

(1/349)


بشر العبدي ويحيى بن سعيد القطان ومحمد بن أبي عدي فأحسنوا سياقته واستوفوا ألفاظه.
وكذلك رواه أبان بن يزيد وجرير بن حازم وموسى بن خلف عن قتادة. ورواه شعبة عن قتادة فلم يذكر فيه استسعاء العبد.
وكذلك رواه روح بن عبادة ومعاذ بن هشام كلاهما عن هشام بن أبي عبد الله الدستوائي عن قتادة إلا أن معاذًا لم يذكر في إسناده النضر بن أنس بل قال: عن قتادة عن بشير بن نهيك.
ورواه محمد بن كثير العبدي عن همام1 (42/أ) عن قتادة مثل رواية روح عن هشام عن قتادة.
وروى أبو عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ عن همام معنى ذلك إلا أنه زاد ذكر الاستسعاء، وجعله من كلام قتادة وميزه عن كلام النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ2.
فأما حديث ابن المبارك عن سعيد بن أبي عروبة:
فأخبرناه أحمد بن محمد بن أحمد الرُّويَانِيُّ3 - بِبَغْدَادَ – وَعَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ حسين بن عمر بن برهان الغزالي4 -بصور – قالا: أنا
__________
1. في الهامش ما نصه (قوبل فصح إن شاء الله تعلاى) .
2. سيأتي تخريج هذه الطرق كلها بإذن لله في الصفحات التالية.
3. بضم الراء وسكون الواو وفتح الياء المنقوطة باثنتين من تحت وآخرها النون – مدينة بنواحي طبرستان (الأنساب 6/198، معجم البلدان 3/104) .
4. بفتح الغين المعجمة وتشديد الزاي وفي آخرها لام – يقال هذا لمن يبيع الغزل (اللباب 2/379) .

(1/350)


إِسْحَاقُ بْنُ سَعْدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ سُفْيَانَ النَّسَوِيِّ نا جَدِّي نا حِبَّانُ1 بْنُ مُوسَى أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ سَعِيدٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
" مَنْ أَعْتَقَ شِقْصًا مِنْ مَمْلُوكِهِ فَعَلَيْهِ خَلاصُهُ فِي مَالِهِ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ مَالٌ قُوِّمَ الْمَمْلُوكُ قِيمَةَ عَدْلٍ ثُمَّ اسْتَسْعَى غَيْرَ مَشْقُوقٍ عَلَيْهِ " 2.
وأما حديث يزيد بن زريع عن سعيد:
فأخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ عبد اللَّهِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْمَحَامِلِيُّ أنا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بن محمد بن عبد الله بْنِ زِيَادٍ الْقَطَّانُ نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي نا مُحَمَّدُ بْنُ الْمِنْهَالِ نا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ نا سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
" مَنْ أَعْتَقَ نَصِيبًا لَهُ فِي مَمْلُوكٍ أَوْ شقصا لَهُ فِي مَمْلُوكٍ فَخَلاصُهُ عَلَيْهِ فِي مَالِهِ إِنْ كَانَ لَهُ مَالٌ وَإِلَّا قُوِّمَ الْمَمْلُوكُ قِيمَةَ عَدْلٍ وَاسْتَسْعَى غَيْرَ مَشْقُوقٍ عَلَيْهِ " 3.
__________
1. بكسر الحاء المهملة وتشديد الباء الموحدة آخره نون – مروزي الأصل.
2. رواه البخاري في صحيحه – كتاب الشركة باب تقويم الأشياء بين شركاء بقيمة عدل (الفتح 5/132 ح 2492) وذلك من طريق بشير بن محمد المروزي عن عبيد الله ... به.
3. رواه البخاري في باب إذا أعتق نصيبا في عبد وليس له مال استسعى العبد..، من كتاب العتق من صحيحه عن مسدد عن يزيد بن زريع ... به ... (الفتح 5/156 ح 2527) .
ورواه أبو داود في سننه كتاب العتق باب فيمن أَعْتَقَ نَصِيبًا لَهُ فِي مَمْلُوكٍ عن نصر بن علي عنه ... به ... (4/255 ح 3938) .
ورواه أحمد في المسند 2/255.

(1/351)


وأما حديث محمد بن بشر ويحيى القطان وابن أبي عدي1 عن سعيد:
فَأَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْهَاشِمِيُّ نا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بن أحمد بن عمرو اللؤلؤي.
وأخبرنا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ بَشَّارٍ السَّابُورِيُّ أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ التَّمَّارُ قَالا: [نا أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ الأَشْعَثِ نا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ أنا يَزِيدُ – يَعْنِي ابْنَ زريع -.
قال أبو داود: ونا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ نا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ – وَهَذَا لَفْظُهُ – عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ أَعْتَقَ شِقْصًا لَهُ أَوْ شَقِيصًا لَهُ فِي مَمْلُوكٍ فَخَلاصُهُ عَلَيْهِ فِي مَالِهِ إِنْ كَانَ لَهُ مَالٌ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ مَالٌ قُوِّمَ الْعَبْدُ قِيمَةَ عَدْلٍ ثُمَّ أستُسعي لِصَاحِبِهِ فِي قِيمَتِهِ غَيْرَ مَشْقُوقٍ عَلَيْهِ ".
قَالَ أَبُو دَاوُدَ: فِي حَدِيثِهِمَا جَمِيعًا فاستُسعى غَيْرَ مَشْقُوقٍ عَلَيْهِ.
وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ نا ابْنُ بَشَّارٍ2 نا يَحْيَى3 وَابْنُ أَبِي عَدِيٍّ عَنْ سَعِيدٍ بِإِسْنَادِهِ ومعناه] 4.
__________
1. مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي عدي – قد ينسب لجده – مات سنة 194 هـ.
2. محمد المعروف ((ببندار)) .
3. ابن سعيد القطان.
4. ما بين المعكوفتين من قوله: (نا أبو داود ... إلى هنا انظره بنصه وإسناده في سنن أبي داود 4/255 ح 3938، 3939، كتاب العتق باب من ذكر السعادية في هذا الحديث، ورواية محمد بن بشر أخرجها مسلم 3/1388 ح 55 من كتاب الأيمان، وابن ماجة 2/844 ح 2527.

(1/352)


وأما حديث أبان بن يزيد1 عن قتادة (42/ب) مثل هذه الروايات:
فَأَخْبَرَنَاهُ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أنا حَامِدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَرَوِيُّ أنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ نا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ نا أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ نا قَتَادَةُ عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
" مَنِ أَعْتَقَ شِقْصًا مِنْ مَمْلُوكِهِ فَعَلَيْهِ أَنْ يَعْتِقَهُ كُلَّهُ إِنْ كَانَ لَهُ مَالٌ وَإِلَّا استُسعى الْعَبْدُ غَيْرَ مَشْقُوقٍ عَلَيْهِ " 2.
وأما حديث جرير بن حازم3 عن قتادة مثل ذلك:
فأخبرناه عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْعَلَّافُ أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ نا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ نا جرير – قال
__________
1. أبو يزيد العطار، ثقة له أفراد (التقريب 18) .
2. رواه أبو داود – كتاب العتق باب ذكر السعادية 4/254 ح 3937 عن مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْفَرَاهِيدِيُّ عَنْ أبان ... به ...
وأشار إلى رواية أبان هذه كل من:
1- الإمام البخاري في كتاب العتق تعقيبا على حديث يزيد بن زريع حيث قال: وتابعه حجاج بن حجاج وأبان وموسى بن خلف ... (الفتح 5/156 ح 2517) .
2- أبو عيسى الترمذي في جامعه 3/621 – 622 ح 1348 كتاب الأحكام باب ما جاء في العبد يكون بين رجلين ... حيث قال: وهكذا روى أبان بن يزيد عن قتادة مثل رواية بن أبي عروبة ...
3. ابن زيد بن عبد الله أبو النضر الأزدي البصري والد وهب قال الحافظ في التقريب 54: ثقة لكن في حديثه عن قتادة ضعف، وله أوهام إذا حدث من حفظه مات بعد سنة 170 هـ بعد ما اختلط لكن لم يحدث في حال اختلاطه.

(1/353)


الشافعي ونا مُوسَى بْنُ الْحَسَنِ1 نا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ نا جَرِيرٌ – نا قَتَادَةَ عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ عن بشير ابن نَهِيكٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ أَعْتَقَ شِقْصًا مِنْ مَمْلُوكٍ كَانَ لَهُ مَا يَبْلُغُ قِيمَتَهُ أُعْتِقَ مِنْ مَالِهِ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ مَالٌ اسْتَسْعَى الْمَمْلُوكُ غَيْرَ مَشْقُوقٍ عَلَيْهِ " 2.
رَوَاهُ عَارِمِ3 بْنِ الْفَضْلِ عَنْ جَرِيرٍ فَلَمْ يَذْكُرْ أَبَا هُرَيْرَةَ بَلْ قَالَ: عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
كذلك أخبرنا أَبُو طَالِبٍ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعِيدٍ الْفَقِيهُ أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَيُّوبَ4 نا أَبُو مُسْلِمٍ5 الْبَصْرِيُّ نا أَبُو النُّعْمَانِ عارم أنا جرير عن قتادة
__________
1. ابن عباد أبو السري الأنصاري المعروف بالجلاجلي ثقة مات سنة 287 هـ تاريخ بغداد 13/49.
2. رواه البخاري في كتاب الشركة باب الشركة في الرقيق ... عن أبي النعمان عن جرير ... به ... ، ورواه في كتاب العتق باب إذا أعتق نصيبا في عبد وليس له مال اسْتَسْعَى الْعَبْدُ غَيْرَ مَشْقُوقٍ عَلَيْهِ عن أحمد بن أبي رجاء عن يحيى بن آدم عن جرير ... به (الفتح 5/137 ح 250، 5/156 ح 2526) .
ورواه مسلم 2/1140 ح 4 من كتاب العتق عن هارون بن عبد الله عَنْ وَهْبِ بْنِ جَرِيرٍ عَنْ أبيه به، قال مسلم: بهذا الإسناد بمعنى حديث ابن أبي عروبة عن قتادة وذكر في الحديث: قوّم عليه قيمة عدل.
ورواه الدارقطني في السنن 4/127 ح 11 كتاب المكاتب من طريق يحيى بن أبي بكر عن جرير ... به، ومن هذا الطريق أخرجه الإسماعيلي (الفتح 5/156 وأشار إليها أبو داود 4/255 ح 3939) .
3. عارم - بمهملتين – لقب لمحمد بن الفضل أبو النعمان السدوسي البصري.
4. هو أبو محمد عبد الله بن إبراهيم بن أيوب بن ماسي، نسب لجده هنا (تاريخ بغداد 9/408) .
5. إبراهيم بن عبد الله الكجي.

(1/354)


عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ بَشِيرٍ عَنِ1 النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِهِ2 لَمْ يَذْكُرْ أَبَا هُرَيْرَةَ.
وأما حديث موسى بن خلف3 عن قتادة:
فَأَخْبَرَنَاهُ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ4 أنا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُكْرَمٍ الطَّستي نا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ البَيْهَسي5 نا أَبُو ظَفْرٍ – هُوَ عَبْدُ السَّلامِ بْنُ مُطَهَّرٍ6 حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ خَلَفٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
" مَنْ أَعْتَقَ شِقْصًا فِي مَمْلُوكٍ فَعَلَيْهِ خَلاصُهُ إِنْ كَانَ لَهُ مَالٌ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ مَالٌ اسْتَسْعَى غير مشقوق عليه " 7.
__________
1. عُلّم هنا بعلامة تضبيب، لعلها إشارة إلى سقوط الصحابي من هنا وقد نبه على ذلك المصنف رحمه الله.
2. لم أقف على رواية عارم المرسلة.
3. أبو خلف العمّي – بتشديد الميم – البصري العابد، وثقه عفان بن مسلم، والعجلي ويعقوب بن شيبة. وقال الدارقطني: ليس بالقوي يعتبر به، وضعفه ابن معين وأبو داود، وقال ابن حبان في المجروحين 2/240: كان ردئ الحفظ يروي عن قتادة مناكير وعن يحيى بن أبي كثير مالا يشبه حديثه، فلما كثر هذا الضرب في روايته استحق ترك الاحتجاج به فيما خالف الأثبات أو انفرد به (انظر التهذيب 10/341) .
4. أبو بكر = أحمد بن إبراهيم بن شاذان.
5. بفتح الباء الموحدة وسكون الياء آخر الحروف وفتح الهاء وفي آخرها السين المهملة هذه النسبة إلى بيهس ينسب إليها أبو الحسن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم – توفي بالبصرة سنة 290 هـ وكان ضعيفا (اللباب 1/210) .
6. أبو ظفر بالمعجمة والفاء مطهر – بالمهملة – كذا في التقريب 313، والتهذيب 6/325) قال الحافظ: صدوق مات 224هـ.
7. لم أجد من خرجه من طريق موسى بن خلف، وقد ذكر الحافظ ابن حجر في الفتح 5/157 هذه الرواية عن موسى وعزاها إلى الفصل والوصل للخطيب ولم يعزها لغيره.
وقد أشار إليها أبو داود في السنن 4/255 ح 3939 تعقيبا على رواية ابن زريع.

(1/355)


وأما حديث شعبة عن قتادة الذي لم يذكر فيه الاستسعاء:
فَأَخْبَرَنَاهُ الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرٍ الْهَاشِمِيُّ نا الْحُسَيْنُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَيَّاشٍ الْمَتُّوثِيُّ1 نا عَلِيُّ بْنُ مُسْلِمٍ الطُّوسِيُّ نا أَبُو دَاوُدَ2 نا شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: سَمِعْتُ النَّضْرَ سَمِعَ بَشِيرَ بْنَ نَهِيكٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
" إِذَا أَعْتَقَ الرَّجُلُ شِقْصًا مِنْ مَمْلُوكِهِ فهو حر " 3.
وأخبرناه أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَرَأْنَا عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْحَسَّانِيِّ4 حَدَّثَكُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي5 الْقَاضِي نا بُنْدَارٌ6 عَنْ مُحَمَّدٍ – يعني بن جَعْفَرٍ – عَنْ شُعْبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ بشير بن نهيك (43/أ) عن
__________
1. بفتح الميم وضم التاء المثناة من فوق المشددة وسكون الواو وفي آخرها ثاء مثلثة هذا النسبة إلى متّوث وهي بلدة بين قرقوب وكورا الأهواز (اللباب 3/162) .
2. سليمان بن داود الطيالسي.
3. رواه الطيالسي في المسند 321 ح 2451.
وأخرجه مسلم عن عبيد الله بن معاذ بن معاذ العنبري عن أبيه عن شعبة به ... (3/1287 ح 53 من كتاب الأيمان والنذور) إلا أنه قال في آخره: " فهو حرّ من مناله ".
4. عُلّم عليه في الأصل بعلامة التضبيب لعله للتنبيه على ضبطه.
قال في اللباب 1/364: بفتح الحاء وتشديد السين المهملتين وفي آخرها النون هذه النسبة إلى بعض أجداد المنتسب إليه ثم ذكر من ينسب هذه النسبة وذكر منهم صاحب الترجمة.
5. كتب عليه في الأصل ((كذا)) وقد ذكره صاحب اللباب 1/365 في ترجمة تلميذه الحساني – بمهملتين – باسم: عبد الله بن أبي القاضي الإمام.
6. محمد بن بشار.

(1/356)


أبي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَمْلُوكِ بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ فَيَعْتِقُ أَحَدُهُمَا نَصِيبَهُ قَالَ: يَضْمَنُ1.
وأما حديث روح بن عبادة ومعاذ بن هشام2 عن هشام عن قتادة بموافقه رواية شعبة على ترك ذكر الاستسعاء:
فأخبرنا أحمد بن عبد اللَّهِ الْمَحَامِلِيُّ أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقَطَّانُ نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ نا محمد بن المثنى.
وأخبرنا الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرٍ نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ اللؤلؤي [[نا أَبُو دَاوُدَ نا ابْنُ المثنى نا معاذ بن هشام حَدَّثَنِي أَبِي – قَالَ: أَبُو دَاوُدَ ونا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ سُوَيْدٍ3 نا رَوْحٌ – عَنْ هِشَامِ4 بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَنْ قَتَادَةَ عن النضر ابن أَنَسٍ عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ أَعْتَقَ نَصِيبًا لَهُ فِي مَمْلُوكٍ عُتِقَ مِنْ مَالِهِ إِنْ كَانَ لَهُ مَالٌ ".
وَلَمْ يَذْكُرِ ابْنُ الْمُثَنَّى النَّضْرَ بْنَ أَنَسٍ وهذا لفظ ابن سويد]] 5.
__________
1. رواه مسلم في صحيحه 3/1287 ح 52 من كتاب الأيمان والنذور عن محمد بن المثنى ومحمد بن بشار عن محمد بن جعفر ... به، وقد أخرجه مسلم قبل ذلك في كتاب العتق باب ذكر سعاية العبد بنفس الإسناد والسياق (2/1140 ح 2) .
ورواه أبو داود في السنن 4/253 ح 3935 كتاب العتق، والدارقطني في السنن من طريق النضر بن شميل عن شعبة 4/125 خ 8 كتاب المكاتب.
2. ابن أبي عبد الله الدستوائي قال الحافظ في التقريب (34: بصري، سكن اليمن صدوق ربما وهم)
3. أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ علي بن سويد بن منجوق – بنون ساكنة ثم جيم وآخره فاء قد ينسب إلى جده (التقريب 1/48 قال الحافظ في التقريب 14: صدوق) .
4. في الهامش ((كذا في الأصل همام)) .
5. ما بين المعقوفتين – من قوله: " نا أبو داود ... انظره في السنن 4/253 ح 3936 كتاب العتق باب فيمن أَعْتَقَ نَصِيبًا لَهُ فِي مَمْلُوكٍ.

(1/357)


وأما حديث محمد بن كثير العبدي عن همام عن قتادة بموافقة حديث شعبة وهشام أيضًا على ترك ذكر الاستسعاء:
فأخبرناه الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ السَّابُورِيُّ أنا مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ التَّمَّارُ [أنا أَبُو دَاوُدَ نا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ أنا هَمَّامٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ " أَنَّ رَجُلًا أَعْتَقَ شقصا مِنْ غُلامٍ فَأَجَازَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِتْقَهُ وَغَرَّمَهُ بَقِيَّةَ ثَمَنِهِ "] 1.
وأما حديث أبي عبد الرحمن المقرئ عن همام الذي ذكر فيه الاستسعاء وبين أنه قول قتادة وليس من كَلامِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
فَأَخْبَرَنِيهِ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْمَرْوَرُّوذِيُّ2 نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ3 الضَّبِّيُّ – بِنَيْسَابُورَ – [[نا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ محمد بْنُ يَعْقُوبَ نا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الدَّرَابجَرْدِيُّ4 نا عَبْدُ اللَّهِ بن يزيد
__________
1. ما بين المعقوفتين من سنن أبي داود 4/252 ح 3934 كتاب العتق، وأشار الدارقطني إلى رواية هشام في سننه 4/125 ح 8.
2. بفتح الميم والواو بينهما الراء الساكنة ثم راء أخرى مضمومة بعدها الواو وفي آخرها الذال المعجمة هذه النسبة إلى مرو الروذ، وقد يخفف في النسبة إليها ويقال ((المروذي)) أيضا وهي بلدة حسنة مبينة على وادي مرو بينهما أربعون فرسخا (الأنساب 12/200) .
3. هو أبو عبد الحاكم النيسابوري.
4. قال صاحب الأنساب 5/327: بفتح الدال – المهملة – والراء بعدهما الألف والباء الموحدة المفتوحة أو الساكنة والجيم المكسورة وراء أخرى ساكنة في آخرها دال أخرى هذه النسبة إلى دار بجرد وهي محلة بنيسابور.

(1/358)


الْمُقْرِئُ نا هَمَّامٌ1 عَنْ قَتَادَةَ عن النضر ابن أَنَسٍ عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ:
" أَنَّ رَجُلًا أَعْتَقَ شِقْصًا لَهُ فِي مَمْلُوكٍ فَغَرَّمَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ". قَالَ هَمَّامٌ: وَكَانَ قَتَادَةُ يَقُولُ: إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ مال استُسعى 2]] 3.
34- حديث آخر:
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الإِسْمَاعِيلِيِّ أَخْبَرَكَ أَبُو يَعْلَى – هُوَ الْمَوْصِلِيُّ – نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَسْمَاءَ نا جريرية عن نافع عن عبد الله أَخْبَرَهُ:
" أَنَّ النَّاسَ كَانُوا يَتَبَايَعُونَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ الْجَزُورَ4 إِلَى حَبَلِ الحبلة5
__________
1. ابن يحيى بن دينار العوذي – بفتح المهملة وسكون الواو وكسر المعجمة – البصري.
2. ما بين المعكوفتين انظره في معرفة علوم الحديث للحاكم ص 40 – 41، وسنن الدارقطني 4/127 ح 10.
وقصة الاستسعاء الخلاف فيها كبير بين العلماء، وقد أشار إلى ذلك الخطابي في معالم السنن.
والترمذي في السنن والدارقطني في السنن وقد جمع الأقوال كلها وحجة كل قول الحافظ ابن حجر في الفتح 5/156 – 160 كتاب العتق باب إذا أعتق نصيبا في عبد وليس لَهُ مَالٌ اسْتَسْعَى الْعَبْدُ.
3. فِي هامش الأصل ((بلغ مقابلة في السابع حسب الطاقة)) .
4. قال في النهاية 1/266: ذكر الجزور في غير موضع وهو البعير ذكرا كان أو أنثى إلا أن اللفظة مؤنثة.
5. قال أبو عيبد في الغريب 1/208: ولد ذلك الجنين الذي في بطن الناقة، قال ابن علية هو نتاج النتاج.
وقال ابن الأثير 1/334: الحَبَل بالتحريك مصدر سمي به المحمول كما سُمّي بالحمل وإنما دخلت عليه التاء – حبلة – لإشعار بمعنى الأنوثة، فالأول يراد به ما في بطون النوق من الحمْل، والثاني حَبَل الذي في بطون النوق.

(1/359)


بِأَوْلادِ الإِبِلِ1، وَحَبَلُ الْحَبَلَةِ أَنْ تَنْتُجَ النَّاقَةُ مَا فِي بَطْنِهَا ثُمَّ تُنْتِجُ الَّتِي نَتَجَتْ، فَنَهَاهُمْ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن ذلك " 2 (43/ب) .
كَذَا رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَسْمَاءَ عَنْ عَمِّهِ جُوَيْرِيَةَ بْنِ أَسْمَاءَ عَنْ نَافِعٍ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَوَافَقَهُ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ وَغَيْرُهُ عَنْ نَافِعٍ.
وَتَفْسِيرُ حَبَلِ الْحَبَلَةِ لَيْسَ مِنْ كَلامِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، وَإِنَّمَا هُوَ مِنْ كَلامِ نَافِعٍ أُدْرِجَ فِي الْحَدِيثِ3.
وَرَوَاهُ أَبُو سَلَمَةَ مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ التَّبُوذَكِيُّ عَنْ جُوَيْرِيَةَ مُبَيَّنًا مُفَصَّلًا:
أخبرناه الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أنا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقَطَّانُ نا عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ الْهَيْثَمِ نا أَبُو سَلَمَةَ التَّبُوذَكِيُّ نا جُوَيْرِيَةُ عن نافع
__________
1. هنا في الأصل تضبيب.
2. رواه مسلم 3/2254 ح 6 من كتاب البيوع عن زهير بن حرب ومحمد بن المثنى عن الْقَطَّانِ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ نافع ... به ...
وأخرجه مالك في الموطأ 2/653 ح 62 من كتاب البيوع، والبخاري من طريق مالك في كتاب البيوع باب بيع الغرر وحبل الحبلة عن نافع عن ابن عمر إلا أن فيه تقديم وتأخير (الفتح 4/356 ح 2143) .
3. سبق الخطيب إلى الحكم بإدراج ذلك الحافظ الإسماعيلي الذي ساق الخطيب الحديث من طريقه، ونقل ذلك عنه الحافظ في الفتح 4/357، كما نص الحافظ على نقل ذلك عن الخطيب وعزاه إلى الفصل للوصل ولم يعترض على ذلك مما يدل على أنه موافق لهما أيضا والعلم عند الله.

(1/360)


عَنْ عَبْدِ اللَّهِ: " أَنَّ أَهْلَ الْجَاهِلِيَّةِ كَانُوا يَتَبَايَعُونَ الْجَزُورَ إِلَى حَبَلِ الْحَبَلَةِ، وَأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ ذَلِكَ ".
وَحَبَلُ الْحَبَلَةِ تُنْتِجُ الناقة ما في بطنها1 وينتج الَّذِي فِي بَطْنِهَا، فَسَّرَ ذَلِكَ نَافِعٌ2.
35- حديث آخر:
ذَكَرَ أَبُو الحسين علي بن محمد بن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ الْمُعَدَّلَ أن دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ أَخْبَرَهُمْ نا ابن خزيمة3 قال: فإن4 يعقوب الدروقي5 نا قَالَ: نا ابْنُ6 الْمُبَارَكِ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ نا الْقَاسِمُ ابن
__________
1. في الأصل تضبيب.
2. رواه البخاري في كتاب السلم باب السلم إلى أن تنتج الناقة عن أبي سلمة عن جويرية ... به ... (الفتح 4/435 ح 2256) .
قال الحافظ في الفتح 4/357: لا يلزم من كون نافع فسره لجويرية أن لا يكون ذلك التفسير مما حمله عن مولاه ابن عمر، إلى أن قال: ولهذا جزم ابن عبد البر بأنه من تفسير ابن عمر – التمهيد 13/313 -.
وقد أخرجه مسلم من رواية الليث 3/153 ح 5 من البيوع دون التفسير، وكذلك النسائي والترمذي عن أيوب كلاهما عن نافع..
وفي أبي داود كتاب البيوع باب بيع الغرر 3/676 ح 3381 عن أحمد بن حنبل عن يحيى عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نحوه. وقال: وحبل الحبلة أن تنتج ... إلخ – الضمير في نحوه يعود لحديث مالك عن نافع قبله وفيه المرفوع فقط – وظاهر هذه الرواية أنه قول ابن عمر والله أعلم.
3. محمد بن إسحاق.
4. هكذا في الأصل ولو حذفت الفاء لكان أقوم للأسلوب والله أعلم.
5. ابن إبراهيم.
6. كذا في الأصل، وليس في الطبراني 24/19: (ابن) قال العلمي: لفظ (ابن) في هذا الإسناد غلط من الناسخ وهو مبارك بن عبد الله العيشي أبو عبد الرحمن التاريخ الكبير 5/113 و7/426.

(1/361)


مُطَيَّبٍ1 قَالَ: خَرَجَ أَبُو الْمَلِيحِ الْهُذَلِيُّ2 فِي جِنَازَةٍ، فَلَمَّا وُضِعَ السَّرِيرُ أَقْبَلَ عَلَى الْقَوْمِ فَقَالَ: سَوُّوا صُفُوفَكُمْ وَلْتَحْسُنْ شَفَاعَتُكُمْ وَلَوْ كُنْتُ مُخْتَارًا أَحَدًا اخْتَرْتُ صَاحِبَ السرري ثُمَّ قَالَ أَبُو الْمَلِيحِ: حَدَّثَنِي سَلِيطٌ – وَكَانَ أَخَا مَيْمُونَةَ مِنَ الرَّضَاعَةِ – عَنْ مَيْمُونَةَ أَنَّهَا ذَكَرَتْ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ صَلَّى عَلَيْهِ أُمَّةٌ مِنَ النَّاسِ شُفِّعُوا فِيهِ ". قال:3 " الأمة الأربعون إلى المائة، والعصبة عشرة إِلَى أَرْبَعِينَ وَالنَّفَرُ ثَلاثَةٌ إِلَى عَشَرَةٍ " 4.
كذا روى هذا الحديث القاسم بن مطيب عن أبي المليح قال: حدثني سليط5.
وخالفه أبو بكار الحكم بن فروخ6 فرواه عن أبي المليح عن عبد الله بن سليط7 عن ميمونة، حدث به كذلك أبو عبيدة عن الواحد بن واصل
__________
1. العجلي البصري قال ابن حبان في المجروحين 2/213: يخطئ كثيرا فاستحق الترك، وقال ابهن حجر في التقريب 280: القاسم بن مطيب – بتحتانية ثقيلة ثم موحدة – فيه لين.
2. أبو المليح بن أسامة بن عمير اختلف فيا اسمه وهو ثقة مات بعد سنة 98هـ (التقريب 428) .
3. هنا تضبيب لعله لعدم تعيين القائل هنا، والله أعلم.
4. رواه الطبراني في المعجم الكبير 24/19 ح 39 بهذا الإسناد والسياق.
5. سيأتي الاختلاف في اسمه والترجيح قريبا إن شاء الله تعالى.
6. – بالفاء والراء ثم الواو وآخره خاء معجمة – الغزال البصري.
7. اختلف فيه هل هو سليل بللام أو سليط – بالطاء المهملة – ورجح البخاري في الكبير 5/113 سليط، وكذلك ابن أبي حاتم في الجرح والحافظ في التقريب والتهذيب 5/343، وقد ذكر بللام في هذه الرواية – رواية يحيى – عند الطبراني وأحمد وغيرهم وذكر بالطاء عند المزي في التهذيب 1/313، والبخاري في الكبير 5/113.

(1/362)


الحداد عن أبي بكار، وقال يحيى بن سعيد القطان: عن أبي بكار عن أبي المليح عن عبد الله ابن سليل بللام بدل الطاء.
غيرأن يحيى وأبا عبيدة اتفقا [على] 1 أن اسم شيخ أبي مليح عبد الله.
وأدرج القاسم بن مطيب أيضًا في روايته المتن، وتفسير الأمة وما بعده ليس مِنْ كَلامِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِنَّمَا هُوَ كَلامُ أبي المليح بينه يحيى القطان وأبو عبيدة الحداد في روايتهما وفصلا كلام أبي المليح من كَلامِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْمُقْرِئُ أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ نا مُعَاذُ بن المثنى نا مسدد.
وَأَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ نيخابَ الطِّيبِيُّ2 نا مُحَمَّدُ بْنُ أيوب بن يحيى (44/أ) ابن الضَّرِيسِ الْبَجَلِيُّ أنا مُسَدَّدٌ.
نا يَحْيَى عَنِ الْحَكَمِ بْنِ فَرُّوخَ أبي بكار قال: صليت مع أَبِي الْمَلِيحِ عَلَى جِنَازَةٍ فَقَالَ: " سَوُّوا صُفُوفَكُمْ وَلْتَحْسُنْ شَفَاعَتُكُمْ، وَلَوْ خيرت رجلا لاخترته "، ةقال: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلِيلٍ عَنْ بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ3
__________
1. في الأصل (عن) ولعله خطأ من الناسخ وما أثبت أنسب للسياق والله أعلم.
2. نيخاب – بكسر الطاء المهملة وسكون الياء المثناة من تحتها وفي آخرها باء موحدة هذا النسبة إلى الطيب وهي بلدة من واسط وكور الأهواز (اللباب 2/294) .
3. علم هنا بعلامة تضبيب لعله بسبب أن الكلام هنا يحتاج إلى تقدير الضمير (وهي ميمونة) والجملة هكذا بدون الضمير في الطبراني والتريخ الكبير ومسند أحمد وغيرها كما سيأتي في تخريج هذه الرواية والله أعلم.

(1/363)


ميمونة قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
" مَا مِنْ رَجُلٍ مُسْلِمٍ يُصَلِّي عَلَيْهِ أُمَّةٌ يَشْفَعُونَ لَهُ – فِي حَدِيثِ مُعَاذِ: يشفعون إلاشفعوا فيه ".
قال أبو المليح: وَالأُمَّةُ مَا بَيْنَ الأَرْبَعِينَ إِلَى مائة1.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حمدان نا عبد الله بن أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ [[حَدَّثَنِي أَبِي نا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ أَبِي بَكَّارٍ قَالَ: صَلَّيْتُ خَلْفَ أبي المليح عل جِنَازَةٍ فَقَالَ: أَقِيمُوا صُفُوفَكُمْ وَلْتَحْسُنْ شَفَاعَتُكُمْ وَلَوْ خُيِّرْتُ رَجُلًا اخْتَرْتُهُ، ثُمَّ قَالَ:
حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلِيلٍ:
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ قال أبي ونا أَبُو عُبَيْدَةَ الْحَدَّادُ قَالَ: حَدَّثَنِي2 عبد الله بن سليط عن بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – ميمونة – وكان أخاها مِنَ الرَّضَاعَةِ – أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصَلِّي عَلَيْهِ أُمَّةٌ إِلَّا شُفِّعُوا فِيهِ ".
وَقَالَ أَبُو الْمَلِيحِ: الأُمَّةُ أَرْبَعُونَ إِلَى مائة فصاعدا]] 3.
__________
1. أخرجه البخاري في تاريخه 5/113، ورواه الطبراني في الكبير 23/437 ح 1060، 24/20 ح 42.
وذكره المزي في تهذيب الكمال في ترجمة الحكم بن فروخ 1/313.
2. وضع هنا في الأصل إشارة تضبيب ولم يتبين لي سبب وضعها والله أعلم.
3. ما بين المعكوفين في مسند أحمد 6/331، 334.
وأخرجه النسائي في السنن 4/76 باب ثواب من صلى على جنازة عن إسحاق بن إبراهيم عن محمد بن سواء أبي الخطاب عن أبي بكار الحكم بت فروخ ... به نحوه.

(1/364)


أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ السُّكَّرِيُّ أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الأَزْهَرِ نا ابْنُ الْغَلابِيِّ قَالَ: حدثت يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ عَنْ يَحْيَى بن سعيد القطان عن أبي بَكَّارٍ أَنَّهُ صَلَّى خَلْفَ أَبِي مَلِيحٍ عَلَى جِنَازَةٍ فَقَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلِيلٍ عَنْ بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِابْنِ سَلِيلٍ إِنَّمَا هُوَ عبد الله ابن سليط1.
36- حديث آخر:
أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ2 الْحَافِظُ نَا عبد الله بن جعفر بن أَحْمَدَ بْنِ فَارِسٍ نا يُونُسُ بن حيب [[نا أَبُو دَاوُدَ3 نا شُعْبَةُ عن إِسْحَاقَ4 قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ يَزِيدَ الأَنْصَارِيَّ5 يَخْطُبُ وَهُوَ يَقُولُ: حَدَّثَنِي الْبَرَاءُ بْنُ عَازِبٍ – وَكَانَ غَيْرَ كَذُوبٍ -: " أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا صَلَّوْا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَفَعُوا رؤسهم مِنَ الرُّكُوعِ لَمْ يَسْجُدْ أَحَدٌ مِنْهُمْ حَتَّى يَرَوْا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَاجِدًا ثم يسجدون]] 6.
__________
1. لم أجد كلام ابن معين في مطبع ن كتبه ولا في الكتب المترجمة لابن سليط والله أعلم.
2. أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أحمد بن إسحاق الأصبهاني.
3. سليمان بن داود الطيالسي.
4. عمرو بن عبد الله الهمداني السبيعي – بفتح المهملة وكسر الموحدة.
5. الخطمي – بفتح المعجمة – وسكون المهملة رجح الحافظ في التقريب 194، والخطابي والبرقي والدارقطني وغيرهم صحبته وإنه صحابي صغير ولي الكوفة لابن الزبير، ويرى ابن معين ومصعب الزبيري وغيرهما عدم صحبته، وتوقف في ذلك أحمد وأبو داود وأبو حاتم وغيرهم (الفتح 2/181-182) .
6. ما بين المعكوفتين في مسند أبي داود الطيالسي 98 ح 718.

(1/365)


أخبرناه الْقَاضِي أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَخْلَدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْفَارِسِيُّ نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الحكيمي1 نا عباس الدُّورِيُّ2 نا قُرَادٌ3 نا يُونُسُ4 بن إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ يَزِيدَ الأَنْصَارِيَّ قَالَ: نا الْبَرَاءُ بْنُ عَازِبٍ – وهو غيركذوب – قَالَ: " كُنَّا خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسم فِي الصَّلاةِ فَإِذَا قَالَ: " سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ "، لَمْ يَحْنُ رَجُلٌ مِنَّا ظَهْرَهُ لِلسُّجُودِ حَتَّى يَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (44/ب) جَبِينَهُ عَلَى الأَرْضِ "5.
قَالَ عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ وذكر هذا الحديث، نا
__________
1. قال في اللباب 1/379: بفتح الحاء المهملة وكسر الكاف وبعدها الياء المثناة من تحتها وآخره ميم ثم ياء الأخيرة.
2. ابن محمد بن حاتم بن واقد الدوري – بضم الدال المهملة وسكون الواو وفي آخره راء – كذا في اللباب 1/512، وهو ثقة حافظ مات سنة 271هـ (التقريب 166) .
3. قال الحافظ في التقريب 208: عبد الرحمن بن غزوان – بمعجمة مفتوحة وزاي ساكنة الضبي أبو نوح المعروف بقراد – بضم القاف وتخفيف الراء، ثقة له أفرد مات سنة 187هـ.
4. وثقه ابن معين وابن حبان وقال عمرو بن علي الفلاس والنسائي وغيرهما: لم أر به بأسا وذكره ابن شاهين في ثقاته، وقال أبو حاتم: صدوق إلا أنه لا يحتج بحديثه وتكلم فيه يحيى القطان وأحمد وأبو أحمد الحاكم وغيرهم (التهذيب 11/433) وقال الحافظ في التقريب 390: صدوق يهم قليلا.
5. لم أقف عليه من طريق يونس عن أبي إسحاق، وهو في البخاري بهذا السياق عن إسرائيل بن يونس عن أبي إسحاق (كتاب الأذان باب السجود على سبعة أعظم) (التفح 2/295 ح 811) .
وقد أخرجه صاحبا الصحيح وأحمد وأصحاب السنن من عدة طرق عن سفيان الثوري وشعبة عن أبي إسحاق وبنحوه انظر مثلا (الفتح 2/232 ح 747) ، ومسلم (1/345 ح 198، والمسند 4/285-286، 300، 304 ... ) .

(1/366)


البراء – وكان غير مكذوب – فَقَالَ يَحْيَى: لا يُقَالُ لأَصْحَابِ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غير كذوب، إنما يَعْنِي عَبْدَ اللَّهِ بْنَ يَزِيدَ غير كذوب.
قال الخطيب عنى يَحْيَى إِنَّ الْقَائِلَ هَذَا هُوَ أَبُو إِسْحَاقَ فِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ لا أَنَّ عَبْدَ الله قاله في البراء1.
37- حديث آخر:
أخبرنا أَبُو عَلِيٍّ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الصَّيْدَلانِيُّ – بِأَصْبَهَانَ – أنا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطبراني نا إسحاق ابن إِبْرَاهِيمَ الدَّبَرِيُّ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ عَنْ يَزِيدَ2 عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنِ الْبَرَاءِ مِثْلَ حَدِيثٍ قَبْلَهُ قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا كَبَّرَ رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى نَرَى إِبْهَامَيْهِ قَرِيبًا مِنْ أُذُنَيْهِ ".
وَقَالَ: زَادَ قَالَ: مَرَّةً أُخْرَى ثُمَّ لَمْ يَعُدْ لِرَفْعِهِمَا فِي تِلْكَ الصلاة3.
أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْقُرَشِيُّ أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ4 الْحَافِظُ نا
__________
1.انظر تاريخ ابن معين بتحقيق الدكتور أحمد نور سيف 3/518 رقم 2534، وهو هنا بالمعنى أما لفظه في تاريخ ابن معين فهو:
(سمعت يحيى يقول في قصة حديث أب إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يزيد قال: حدثنا البراء – وكان غير كذوب – قال يحيى: يعني (أبو إسحاق) أن عبد الله بن يزيد كان غير كذوب ولا يقال للبراء: كان غير كذوب) .
2. ابن زياد القرشي الهاشمي مولاهم أبو عبد الله الكوفي، ضعفه أحمد وشيبة وابن معين وأبو زرعة وأبو حاتم وغيرهم (التهذيب 11/329) .
وقال الحافظ في التقريب 383: ضعيف كبر فتغير فصار يتلقن وكان شيعيا مات سنة 136هـ.
3. أخرجه عبد الرزاق في المصنف 2/71 ح 2531.
4. أبو الحسن الدارقطني

(1/367)


يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ نا لُوَيْنٌ1 مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا2 عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ:
" أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ افْتَتَحَ الصَّلاةَ رَفَعَ يديه حتى حاذا بِهِمَا أُذُنَيْهِ ثُمَّ لَمْ يَعُدْ إِلَى شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ حَتَّى فرغ من صلاته " 3.
__________
1. بالتصغير لقب له، وهو ثقة مات سنة خمس أو ست وأربعين ومائتين (التقريب 300) .
2. ابن مرة الخلقاني من الثياب – بضم المعجمة وفتح القاف بعد اللام الساكنة وآخره نون نسبة إلى بيع الخلقان من الثياب – الأسدي أبو زياد الكوفي الملقب شقوصا – بفتح المعجمة وضم القاف الخفيفة بعدها واو ثم صاد مهملة – وثقه أحمد وابن أبي خيثمة والدوري وأبو داود وغيرهم، وقال ابن معين والنسائي: ليس به بأس، وسئل ابن معين: أحجة هو؟ قال الحجة شيء آخر.
وروي تضعيفه عن أحمد وابن معين والنسائي وغيرهم (التهذيب 1/297) .
وقال الحافظ في التقريب 33: صدوق يخطئ قليلا مات سنة 194هـ.
3. رواه الدارقطني من هذا الطريق وبهذا السياق في السنن 1/293 ح 21. ورواه أبو داود في السنن 1/478 ح 749 عن محمد بن الصباح البزاز عن شريك عن يزيد بن أبي زياد ... به..نحوه.
وأخرجه في ح 751 من طريق الحسن بن علي الخلال ثنا معاوية وخالد بن عمرو وأبو حذيفة النهدي ثنا سفيان بإسناده بهذا قال: فرفع يديه في أول مرة وقال بعضهم: مرة واحدة، وأخرج في حديث 752 متابعا ليزيد بن أبي زياد عن ابن أبي ليلى فقال: ثنا حسين بن عبد الرحمن أنا وكيع عن ابن أبي ليلى عن أخيه عيسى عن الحكم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن البراء قال: رأيت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رفع يديه حين افتتح الصلاة ثم لم يرفعهما حتى انصرف.
قال أبو داود: هذا الحديث ليس بصحيح أ. هـ، وفي هذا الإسناد: محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال الحافظ في تقريبه 308: صدوق سيئ الحفظ جدا، وهذه الرواية بهذا الإسناد عن وكيع ... به رواها أيضا البخاري في رفع اليدين في الصلاة.

(1/368)


ذكر ترك العود إلى الرف لَيْسَ بِثَابِتٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَانَ يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ يَرْوِي هَذَا الْحَدِيثَ قَدِيمًا وَلا يَذْكُرُهُ، ثُمَّ تَغَيَّرَ وَسَاءَ حِفْظُهُ فَلَقَّنَهُ الْكُوفِيُّونَ ذَلِكَ فَتَلَقَّنَهُ1 وَوَصَلَهُ بِمَتْنِ الْحَدِيثِ.
وَقَدْ رَوَى سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَشُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ وَهُشَيْمُ بْنُ بَشِيرٍ وَأَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَخَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الطَّحَّانُ وَغَيْرُهُمْ مِنَ الحفظ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ وَلَيْسَ فِيهِ تَرْكُ الْعَوْدِ إِلَى الرَّفْعِ، وَكَانُوا سَمِعُوهُ منه قديما قيل أَنْ زَادَ فِيهِ مَا لَقَّنَهُ إِيَّاهُ الْكُوفِيُّونَ مِنْ تَرْكِ الْعَوْدِ إِلَى الرَّفْعِ2.
أما حديث سفيان الثوري:
فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ يَحْيَى بْنِ جَعْفَرٍ الإِمَامُ – بِأَصْبَهَانَ – نا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيُّ نَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ نَا الفريابي3.
وأخبرناه عَلِيُّ بْنُ يَحْيَى أَيْضًا وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الصَّيْدَلانِيُّ – قَالَ عَلِيٌّ: نا وَقَالَ أَحْمَدُ أنا – سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ نا إِسْحَاقُ الدَّبَرِيُّ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنِ الثَّوْرِيِّ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن أبي ليلى
__________
1. نص على هذا أيضا الحافظ الدارقطني في السنن 1/294 ح 23، وقبله البخاري في جزء رفع اليدين في الصلاة 30-31.
كذلك نص أبو داود على الحفاظ هشيم وخالد الواسطي وابن إدريس رووه عن يزيد فلم يذكروا قوله: " ثم يعود " (السنن 1/478 ح 750، ومختصره للترمذي 1/368-369 ح 719) .
وكذلك قال الإمام أحمد: لا يصح هذا الحديث (تهذيب سنن أبي داود لابن القيم 1/368-369 ح 719) .
2. وسيأتي له مزيد تفصيل عند ذكر رواية ابن عيينة عن يزيد.
3. محمد بن يوسف.

(1/369)


عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ:
" كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا كَبَّرَ رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى نَرَى إِبْهَامَيْهِ قَرِيبًا من أذنيه " 1.
(45/أ) لَفْظُ الصَّيْدَلانِيِّ.
وأما حديث شعبة:
فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى الْقَاضِي أَبِي مُحَمَّدِ بْنِ الأَكْفَانِيِّ2 حَدَّثَكُمُ الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ3 نا أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ4 نا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ نا شُعْبَةُ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي لَيْلَى يَقُولُ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ فِي هذا المجلس يحدث قوما فيهم كَعْبُ بْنُ عُجْرَةَ قَالَ: " رَأَيْتُ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ افْتَتَحَ الصَّلاةَ رَفَعَ يَدَيْهِ في أول تكبيرة " 5.
__________
1. أخرجه من هذا الطريق وبهذا الإسناد عبد الرزاق في مصنفه 2/70 ح 2530، وأخرجه أحمد في المسند 4/303 من طريق عبد الرزاق..به.
وأخرجه أبو عبد الله البخاري في جزء رفع اليدين في الصلاة 30 ح 34 من طريق الفريابي عن سفيان به نحوه.
ورواه أيضا الدارقطني من طريق الثوري في السنن 1/293 ح 18.
2. بفتح الألف وسكون الكاف وفتح الفاء وفي آخرها النون هذه النسبة على بيع الأكفان والمشهور بهذا النسبة القاضي أبو محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن الأكفاني الأسدي البغدادي ولي القضاء ببغداد توفي سنة 405هـ (اللباب 1/82) .
3. ابن محمد بن إسماعيل أبو عبد الله الضبي المحاملي القاضي.
4. أبو الأشعث العجلي البصري.
5. رواه أحمد في المسند 4/303، والدارقطني في السنن 1/293 ح 19.

(1/370)


وأخبرنا البرقاني1 قال: قرأنا عَلَى عُمَرَ بْنِ نُوحٍ [الْبَجَلِيِّ] 2 حَدَّثَكُمُ الْحَسَنُ بْنُ صَاحِبٍ3 نا الْفَضْلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ نا مالك ابن سُلَيْمَانَ نا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ وَشُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: " رَأَيْتُ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَفَعَ يَدَيْهِ حِينَ افْتَتَحَ الصلاة " 4.
وأما حديث هشيم:5
فَأَخْبَرَنَاهُ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ6 أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقَطَّانُ نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ نا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ نا هُشَيْمٌ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: " رَأَيْتُ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ كَبَّرَ7 بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ لِلصَّلاةِ رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى كَادَ يُحَاذِي بهما أذنيه " 8.
__________
1. أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بن أحمد بن غالب الخوارزمي.
2. في الأصل (اللجلي) بلامين والتصويب من تاريخ بغداد 11/255.
3. ابن حميد أبو علي الشاشي أحد الرحالين وثقه الخطيب (تاريخ بغداد 7/333) .
4. سبق تخريج رواية شعبة، ورواية سفيان أخرجها أبو داود في السنن 1/478 ح 750، وأشار أبو عبد الله البخاري في كتاب رفع اليدين في الصلاة ص 31 إلى رواية شعبة وسفيان بن عيينة.
5. مصغرا ابن بشير الواسطي.
6. أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بن شاذان.
7. في الأصل هنا علامة تضبيب.
8. رواه أحمد في المسند 4/282، واشار إليها أبو داود في السنن 1/478 تعقيبا على ح 750.

(1/371)


وأما حديث أسباط1:
فأخبرناه مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ البزار أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَيُّوبَ الْمُخَرِّمِيُّ2 نا أَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ نا يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا افْتَتَحَ الصَّلاةَ رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى يَكُونَ إِبْهَامَاهُ حَذْوَ أُذُنَيْهِ " 3.
وأما حديث خالد بن عبد الله:4
فأخبرناه مُحَمَّدُ بْنُ [الْحُسَيْنِ] 5 الْقَطَّانُ أنا عبد الله بن جعفر بن دَرَسْتُوَيْهِ نا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ نا أَبُو عُمَرَ النَّمِرِيُّ6 نا خَالِدٌ نا يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنِ الْبَرَاءِ:
" أَنَّ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا قَامَ إِلَى الصلاة كبر ورفع يديه " 7.
__________
1. ابن محمد بن عبد الرحمن بن خالد أبو محمد القرشي مولاهم مات سنة 200هـ قال في التقريب 26: ثقة ضعف في الثوري.
2. هو عبد الله بن محمد بن أيوب أبو محمد المخرمي – قد ينسب إلى جده كذا في تاريخ بغداد 10/81، وسيأتي في آخر هذه الترجمة منسوبا لأبيه. وهو كذلك في سنن الطارقطني 1/294 ح 24.
3. رواه أحمد في المسند 4/301، 302، وكذلك أخرجه البيهقي أيضا من طريق أسباط في السنن الكبرى 2/25-26 ثم عقب عليه بقوله: يزيد بن أبي زياد غير قوي.
4. هو الطحان الواسطي.
5. في الأصل الحسن مكبرا والتصويب من تاريخ بغداد 2/249.
6. حفص بن عمر بن الحارث النمري الحوضي.
7. رواه الدارقطني في سننه 1/294 ح 23، وأشار إليها أبو داود في السنن 1/478 تعقيبا على حديث 750.

(1/372)


وأخبرناه مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْقُرَشِيُّ أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ نا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ هَارُونَ نا إِسْحَاقُ بْنُ شَاهِينَ نا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنِ الْبَرَاءِ: " أَنَّهُ رَأَى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ قَامَ إِلَى الصَّلاةِ كَبَّرَ وَرَفَعَ يَدَيْهِ " 1.
قَالَ: وَحَدَّثَنِي أَيْضًا عدي بن ثابت عن البراء عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِهِ 2.
وَكَانَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ يَحْكِي أَنَّهُ سَمِعَ هَذَا الحديث (45/ب) مِنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ – بِمَكَّةَ – نَحْوَ حَدِيثِ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ ومن سمينا مَعَهُ، ثُمَّ قَدِمَ الْكُوفَةَ فَوَجَدَ يَزِيدَ قَدْ زَادَ فِيهِ: " ثُمَّ يعود ".
كذلك أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْهَاشِمِيُّ3 نا محمد بن أحمد اللؤلؤي نا أَبُو دَاوُدَ: [نا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ الْبَزَّارُ نا شَرِيكٌ4 عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنِ الْبَرَاءِ:
" أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا افْتَتَحَ الصَّلاةَ رَفَعَ يَدَيْهِ إِلَى قَرِيبٍ مِنْ أُذُنَيْهِ ثُمَّ لا يَعُودُ ".
وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيُّ نا سُفْيَانُ5 عَنْ يزيد نحو
__________
1. رواه الدارقطني في السنن 1/294 ح 23.
2.
3. الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ الواحد الهاشمي.
4. ابن عبد الله بن أبي شريك النخعي أبو عبد الله الكوفي قاضي واسط ثم الكوفة اختلط فيه كثيرا توثيقا وتضعيفا (راجع التهذيب 4/333) .
ورجح الحافظ في التقريب 145: كونه صدوقا يخطئ كثيرا تغير حفظه منذ ولي القضاء بالكوفة.
5. هو ابن عيينة.

(1/373)


حَدِيثِ شَرِيكٍ، لَمْ يَقُلْ: " ثُمَّ لا يَعُودُ ".
قَالَ سُفْيَانُ1: قَالَ لَنَا بِالْكُوفَةِ بَعْد " ثُمَّ لا يَعُودُ ".
قَالَ أَبُو دَاوُدَ: رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ هُشَيْمٌ وَخَالِدٌ وَابْنُ إِدْرِيسَ2 عَنْ يَزِيدَ، لَمْ يَذْكُرُوا ثم لا يعود] 3.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرَشِيُّ نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الأَصَمُّ أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ [[أنا الشَّافِعِيُّ أنا سُفْيَانُ1 عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ:
" رَأَيْتُ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا افْتَتَحَ الصَّلاةَ رَفَعَ يَدَيْهِ ".
قَالَ سُفْيَانُ: ثُمَّ قَدِمْتُ الْكُوفَةَ فَلَقِيتُ يَزِيدَ فَسَمِعْتُهُ4 يُحَدِّثُ بِهَا هَكَذَا وَزَادَ فِيهِ " ثُمَّ لا يَعُودُ "، فَظَنَنْتُ أَنَّهُمْ لَقَّنُوهُ]] 5
قَالَ سُفْيَانُ: هَكَذَا سَمِعْتُ يَزِيدَ يحدثه ويزد فِيهِ: " ثُمَّ لا يَعُودُ ".
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ أنا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْبَاغَنْدِيُّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَدِينِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ الْهِلالِيُّ قَالَ: حَفِظْنَاهُ مِنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ وَأَنَا بِمَكَّةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ:
" أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَفَعَ يَدَيْهِ فَوْقَ المنكبين ".
__________
1. هو ابن عيينة.
2. عبد الله بن إدريس الأودي الكوفي.
3. ما بين المعكوفتين انظره في سنن أبي داود 1/478 ح 749، 750.
4. علم عليه في الأصل بعلامة التضبيب.
5. انظر الأم للإمام الشافعي 1/90 في الحاشية.

(1/374)


قَالَ سُفْيَانُ: ثُمَّ قَدِمْتُ الْكُوفَةَ بَعْدَهَا فَإِذَا هُمْ قَدْ لَقَّنُوهُ هذا الْكَلِمَةَ: " ثُمَّ لا يَعُودُ "1.
وَكَانَ عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ يَذْكُرُ أَنَّهُ سَمِعَ هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ وَفِيهِ: " ثُمَّ لَمْ يَعُدْ " ثُمَّ الْتَقَى بِيَزِيدَ فَسَأَلَهُ عَنِ الْحَدِيثِ فَأَنْكَرَ أَنْ يَكُونَ فِيهِ: " ثم لم يعد ".
أخبرنا بِذَلِكَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْقُرَشِيُّ أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، [[نَا أَبُو بَكْرٍ الأَدَمِيُّ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ الْمَخْرَمِيُّ نَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ نَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي لَيْلَى عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ:
" رَأَيْتُ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ قَامَ إِلَى الصَّلاةِ فَكَبَّرَ وَرَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى سَاوَى بِهِمَا أُذُنَيْهِ ثُمَّ لَمْ يَعُدْ ".
قَالَ عَلِيٌّ: فَلَمَّا قَدِمْتُ الْكُوفَةَ قِيلَ لِي إِنَّ يَزِيدَ حَيٌّ فَأَتَيْتُهُ فَحَدَّثَنِي بِهَذَا الْحَدِيثِ فَقَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين قام (46/أ) إِلَى الصَّلاةِ فَكَبَّرَ وَرَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى سَاوَى بِهِمَا أُذُنَيْهِ، فَقُلْتُ: إِنَّهُ أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي لَيْلَى أَنَّكَ قُلْتَ: " ثُمَّ لَمْ يَعُدْ "، قَالَ: لا أَحْفَظُ هَذَا فَعَاوَدْتُهُ. فقال: ما أحفظه]] 2.
__________
1. انظر سنن أبي داود 1/478 ح 749، والموضع السابق من كتاب الأم، وسنن الدارقطني 1/294 ح 23.
وانظر أيضا تهذيب سنن أبي داود لابن القيم 1/368 ح 719، ومعرفة علوم الحديث للحاكم 81.
2. ما بين المعكوفتين من سنن الدارقطني 1/294 ح 23.
وعلي بن عاصم هو صهيب الواسطي التميمي مولاهم قال فيه ابن حجر في التقريب 247: صدوق يخطئ ويصرّ، ورمي بالتشيع.

(1/375)


عونك يا رب1.
38- حديث آخر:
أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ نَا عبد الله بن جعفر بن أَحْمَدَ بْنِ فَارِسٍ نا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ نا أَبُو دَاوُدَ نَا جَعْفَرُ بْنُ الزُّبَيْرِ الْحَنَفِيُّ2 عَنِ الْقَاسِمِ3 عَنْ أَبِي أُمَامَةَ4 قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
" انْطُلِقَ5 بِرَجُلٍ إِلَى بَابِ الْجَنَّةِ فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَإِذَا عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ مَكْتُوبٌ الصَّدَقَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، وَالْقَرْضُ الْوَاحِدُ بِثَمَانِيَةَ عَشَرَ لأَنَّ صَاحِبَ الْقَرْضِ لا يَأْتِيكَ إِلا وَهُوَ مُحْتَاجٌ وَأَنَّ الصَّدَقَةَ رُبَّمَا وُضِعَتْ فِي غِنًى " 6.
كَذَا رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ وَفِي المتن كلام أدرج فيه وليس مِنْهُ، وَهُوَ قَوْلُهُ: " لأَنَّ صَاحِبَ القرض ... " إلى آخر الحديث.
__________
1. في هامش الأصل (بلغ مقابلة في الثامن حسب الطاقة) .
2. قال شعبة: كذاب وضع عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أربعمائة حديث كذب، وقال ابن معين: ليس بشيء ولا يكتب حديثه، وضعفه أيضا أحمد وضرب على حديثه، وقال الفلاس: متروك الحديث، وقال أبو حاتم وأبو زرعة: كان ذاهب الحديث ووهو متروك، كذا قال النسائي والدارقطني أيضا (التهذيب 2/90) .
3. ابن عبد الرحمن الدمشقي أبو عبد الرحمن صاحب أبي أمامة.
قال الحافظ في التقريب 279: صدوق يرسل كثيرا مات سنة 112هـ.
4. صدي – بالتصغير – بن عجلان الباهلي.
5. في الأصل (انطلق برجل) والتصويب من مسند الطيالسي 155.
6. رواه أبو داود سليمان بن داود الطيالسي 155 ح 1141.

(1/376)


هذا لَيْسَ مِنْ كَلامِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وإنما حكاه جعفر عن بعض الفقهاء ولم يسمه، بين مكي بن إبراهيم البلخي فِي رِوَايَتِهِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ جعفر بن الزبير.
أخبرناه أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْبَلْخِيُّ الْخَطِيبُ أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شَاذَانَ الْفَقِيهُ – بِبَلْخٍ – وَكَانَ ثِقَةً نَا أَبُو شِهَابٍ مَعْمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ1 الْعَوْفِيُّ نَا الْمَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ نَا جَعْفَرُ بْنُ الزُّبَيْرِ عَنِ الْقَاسِمِ مَوْلَى يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَكْتُوبٌ عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ الْقَرْضُ بِثَمَانِيَةَ عَشَرَ والصدق بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا ".
قَالَ جَعْفَرٌ: قَالَ بَعْضُ الْفُقَهَاءِ: لأَنَّ صَاحِبَ الْقَرْضِ لا يَأْتِيكَ إِلا وَهُوَ مُحْتَاجٌ وَالصَّدَقَةُ رُبَّمَا وُضِعَتْ فِي غِنًى2.
وأخبرنا القاضي أبو بكر الحيري – بنيسابر – نا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ محمد بن عبد الله بن زِيَادٍ الْقَطَّانُ – بِبَغْدَادَ – نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَسَوِيُّ نَا مَكِّيُّ بن إبراهيم بإسناده مثله.
__________
1. معمّر – مثقلا – بن محمد بن معمّر – مثقلا أيضا العوفي البلخي.
قال الذهبي في الميزان 4/157: وهو صدوق إن شاء الله، له ما ينكر.
2. لم أقف على تخريج هذه الرواية.
وقد ورد في ابن ماجة 2/812 ح 2431 من حديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " رأيت ليلة أسري بي على باب الجنة مكتوبا: الصدقة بعشر أمثالها والقرض بثمانية عشر، فقلت: " يا جبريل ما بال القرض أفضل من الصدقة؟ " قال: " لأن السائل يسأل وعنده، والمستقرض لا يستقرض إلا من حاجة ".
قال في الزوائد: في إسناده خلد بن يزيد، ضعفه أحمد وابن معين وأبو داود والنسائي وأبو زرعة والدارقطني وغيرهم.

(1/377)


قَالَ جَعْفَرٌ: قَالَ بَعْضُهُمْ: لأَنَّ صَاحِبَ الْقَرْضِ لا يَأْتِيكَ إِلا وَهُوَ مُحْتَاجٌ وَالصَّدَقَةُ رُبَّمَا وُضِعَتْ في غني1.
39- حديث آخر:
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ محمد بْنِ حَمْدَانَ الضَّرِيرُ – بِأَصْبَهَانَ – نَا أبو القاسم بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ نَا أَبُو زُرْعَةَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو الدِّمَشْقِيُّ نَا أَبُو مُسْهِرٍ2 نَا مَالِكٌ.
قَالَ سُلَيْمَانُ: وَنَا بَكْرُ بْنُ سَهْلٍ3 نَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ4 قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي النَّضْرِ5 عَنْ عَامِرِ ابن سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " مَا سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لأَحَدٍ يَمْشِي6 أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ إِلا لِعَبْدِ اللَّهِ بن سلام وفيه نزل (46/ب) هَذِهِ الآيَةُ: {وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى مِثْلِهِ} 7.8
__________
1. انظر الهامش السابق.
2. عبد الأعلى بن مسهر الغساني.
3. أبو محمد الدمياطي قال الذهبي في الميزان 1/345: حمل الناس عنه وهو مقارب الحال، قال النسائي: ضعيف، مات سنة 289 هـ عن نيف وتسعين سنة (انظر أيضا لسان الميزان 2/51) .
4. التنيسي – بالمثناة الفوقية ثم نون بعدها مثناة تحتية ثم سين مهملة – من أثبت الناس في الموطأ، ت 218 هـ (التقريب 194) .
5. سالم بن أبي أمية مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ التيمي المدني.
6. كتب هنا في الأصل علامة تضبيب، لعله تنبيه على ما جاء في رواية أخرى " يمشي على وجه الأرض ".
7. سورة الأحقاف الآية العاشرة.
8. لم أقف عليه في المعاجم الثلاثة ولا في مجمع الزوائد فلعل الطبراني رواه في غير المعاجم والله أعلم، وفي إسناد الطبراني يف الرواية الثانية بكر بن سهل ضعيف.
وقد أخرج النسائي في فضائل الصحابة في مناقب ابن سلام ص 144 ح 148 رواية أبي مسهر عن عمرو بن منصور أبي سعيد النسائي عن أبي مسهرة عبد الأعلى بن مسهر ... به ولم يذكر فيه الآية.
وأخرج البخاري في مناقب الأنصار من صحيحه باب مناقب عبد الله بن سلام رواية عبد الله بن يوسف إلا أنه قال في آخره، قال: لا أدري قال مالك الآية أو في الحديث (الفتح 7/128 ح 3812) .
هذا وقد ذهب ابن جرير في التفسير 26/12: إلى القول بأن الآية مكية ولم تنزل في ابن سلام وإنما استشهد بها مالك وإسلام عبد الله ابن سلام في المدينة، وكذلك ذهب إلى هذا الترجيح الحافظ ابن كثير في التفسير 7/262 وقد سبقهما إلى ذلك من المتقدمين مسروق والشعبي.

(1/378)


جَمَعَ الطَّبَرَانِيُّ بَيْنَ حَدِيثَيْ أَبِي مُسْهِرٍ عَبْدِ الأَعْلَى بْنِ مُسْهِرٍ الدمشقي وعبيد اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ التِّنِّيسِيِّ عَنْ مَالِكٍ وَحَمَلَ حَدِيثَ أَبِي مُسْهِرٍ عَلَى حَدِيثِ الآخَرِ، وَذَلِكَ أَنَّ ذِكْرَ نُزُولِ الآيَةِ فِيهِ إِنَّمَا هُوَ فِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ خَاصَّةً دُونَ حَدِيثِ أبي مسهر.
أخبرناه أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ فَارِسٍ نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ب مَسْعُودٍ1 الْعَبْدِيُّ نَا عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ مُسْهِرٍ نَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو النَّضْرِ.
قَالَ إِسْمَاعِيلُ: وَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي النَّضْرِ عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ عن أبيه قال:
__________
1. الأصبهاني الملقب: سمويه – بفتح المهملة وضم الميم وتشديدها – الإكمال 4/457 حاشية 2.

(1/379)


" مَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لأَحَدٍ يَمْشِي عَلَى الأَرْضِ أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ إِلا لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلامٍ – زَادَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ وَفِيهِ نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: {وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى مِثْلِهِ} –"1.
وَقَدْ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ يَحْيَى بْنُ مُعِينٍ عَنْ أَبِي مُسْهِرٍ وَلَمْ يَذْكُرْ فِيهِ الزِّيَادَةَ الَّتِي زَادَهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ مِنْ ذِكْرِ الآيَةِ2.
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى بْنِ الطَّبَّاعِ وَعَاصِمُ بْنُ مُهْجِعٍ3 وَإِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَرْوِيُّ عَنْ مَالِكٍ.
وَتِلْكَ الزِّيَادَةُ وَصَلَهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ فِي حَدِيثِهِ بِكَلامِ سَعْدٍ، وَلَيْسَتْ مِنْ كَلامِهِ وَإِنَّمَا هِيَ قول مالك بن أنس4.
__________
1. رواه إسماعيل بن عبد الله الملقب سمويه في (فوائده) نص على ذلك الحافظ ابن حجر في الفتح 7/130، ويوجد منه الجزء الثالث في قسم المخطوطات في الجامعة الإسلامية مصورة من الظاهرية بدمشق، ولم أجد هذا الحديث فيه فلعله في الأجزاء الأخرى.
2. سيأتي تخريجه في آخر الترجمة.
3. بالميم والهاء ثم الجيم وآخره العين المهملة – الأسدي وثقه أبو زرعة الرازي (الجرح والتعديل 6/350- والثقات لابن حبان 8/506) .
4. يقوي ما ذهب إليه الخطيب هنا رواية عبد الله بن يوسف عند البخاري في الصحيح حيث قال في آخرها: لا أدري قال مالك الآية أو في الحديث.
وكذلك رواية ابن منده لهذا الحديث في كتاب الإيمان 2/419 ح 269، عن إسحاق بن سيار عن عبد الله بن يوسف الحديث، وفيه الزيادة حيث قال إسحاق لعبد الله إن أبا مسهر رواه ولم يذكر الزيادة قال عبد الله إن مالكا تكلم به عقب الحديث وكانت معي ألواحي فكتبت. انتهى (الفتح 7/130) .
وكذلك وهم الدارقطني عبد الله بن يوسف في ذلك عند ما أخرج الزيادة فقط عنه عن مالك في غرائب مالك، ثم عقب على ذلك بذكر من رواه عن مالك بدون الزيادة ثم قال: فالظاهر أنها مدرجة من هذا الوجه. (الفتح 7/130) ملخصا.

(1/380)


رَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ الْحَدِيثَ عَنْ مَالِكٍ وَالزِّيَادَةُ فِيهِ مُبَيَّنَةٌ وَفَصْلُهَا مِنْ مَتْنِ الْحَدِيثِ.
فَأَمَّا حَدِيثُ يَحْيَى بْنُ مُعِينٍ عَنْ أَبِي مُسْهِرٍ بِمُوَافَقَتِهِ رِوَايَةَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ الَّتِي ذَكَرْنَاهَا وَمُتَابَعَةِ إِسْحَاقَ بْنِ الطَّبَّاعِ وَعَاصِمُ بْنُ مُهْجِعٍ له على ذلك:
فأخبرناه أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرحمن بن عثمان التميمي – بدمشق – أَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ يُوسُفُ بْنُ الْقَاسِمِ الْمَيَانِجِيُّ نَا أَبُو يَعْلَى أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ المثنى الموصلي.
وأخبرنا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الإِسْمَاعِيلِيِّ أَخْبَرَكَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ نَا يَحْيَى بْنُ مُعِينٍ نَا أَبُو مُسْهِرٍ نَا مَالِكٌ1.
وَأَخْبَرَكَ أَبُو يَعْلَى نَا أَبُو خَيْثَمَةَ نَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى ن مَالِكٌ2.
وَأَخْبَرَكَ الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ نَا الْعَبَّاسُ الْعَنْبَرِيُّ3 نَا عَاصِمُ بْنُ مُهْجِعٍ الأَسَدِيُّ نَا مَالِكُ بن أنس.
__________
1. رواه أبو يعلى في المسند 2/107 ح 767.
2. رواه أبو يعلى في المسند 2/114 ح 776، وأخرجه من طريق أبي خيثمة – زهير بن حرب – الإمام مسلم 4/1930 ح 147 من كتاب فضائل الصحابة فضائل ابن سلام.
ورواه أحمد في المسند 1/169، 177 في كلام الموضعين برواية أحمد عن إسحاق بن عيسى ... به ...
3. ابن عبد العظيم بن إسماعيل أبو الفضل البصري.

(1/381)


قَالَ الإِسْمَاعِيلِيُّ: وَهَذَا حَدِيثُ ابْنِ مُعِينٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو النَّضْرِ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ:
" مَا سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ أَنَّهُ مِنْ أهل الجنة (47/أ) إِلا لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلامٍ " 1 وَلَيْسَ فِي حَدِيثِ الْمَيَانِجِيِّ " عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ "، وَلَفْظُهُمَا فِي بَاقِي الْحَدِيثِ سَوَاءٌ.
وَأَمَّا حَدِيثُ إِسْحَاقَ2 الفروي نحو ذلك:
فَأَخْبَرَنَاهُ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي3 بَكْرٍ أنا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ نيخابَ الطِّيبِيُّ نا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ الْبَجَلِيُّ أَنَا الْفَرْوِيُّ نَا مَالِكٌ عَنْ أَبِي النَّضْرِ عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ أنه قَالَ:
" مَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لرجل من أهل الجنة أو قال: يوجب لرجل4 مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ إِلا لِعَبْدِ الله بن سلام " 5.
وأما حديث ابن وهب عن مالك الذي تابع عبد الله بن يوسف على زيادة ذكر الآية فيه غير أنه فصلها وجعلها من قول مالك:
__________
1. ذكره الحافظ في الفتح 7/130 وعزاه إلى الإسماعيلي ولم يذكر في أي كتاب ولعله في المستخرج على الصحيح له.
2. ابن محمد بن إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبي فروة الفروي – بالفاء والراء – المدني مولى بني أمية قال ابن حجر في التقريب 29: صدوق كف بصره فساء حفظه مات سنة 226هـ.
3. ابن أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شَاذَانَ.
4. في هذا الموضع من الأصل علامة تضبيب.
5. عزا الحافظ ابن حجر رواية إسحاق الفروي إلى غرائب مالك للدارقطني (الفتح 7/130) .

(1/382)


فأخبرناه أبو الحسن محمد بن عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ وَأَبُو الْخَطَّابِ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُكْرَمٍ قَالا: أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ سعيد الْمُعَدَّلُ نا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ النيسابوري نا يونس – يعني ابن عبد الأعلى – نا يحيى بن بكير1 عن ابن وهب عن مَالِكٌ عَنْ أَبِي النَّضْرِ عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مثل حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ إلا أنه قال في الحديث: قال مالك: {وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ} 2 (47/ب) 3.
40- حَدِيثٌ آخَرُ4:
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرَشِيُّ نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الأَصَمُّ أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ أنا الشَّافِعِيُّ أنا مَالِكٌ عن نافع عن ابن عمر:
" أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ الشِّغَارِ، وَالشِّغَارُ أَنْ يُزَوِّجَ الرَّجُلُ ابْنَتَهُ على
__________
1. ابن عبد الله بن بكير قد ينسب إلى جده.
2. رواية ابن وهب عن مالك عزاها الحافظ في الفتح 7/130: إلى الإسماعيلي والدارقطني في غرائب مالك.
3. كان في الأصل تقديم وتأخير من الناسخ وقد نبه عليه رحمه الله في محله وقد قمت بتعديل ذلك على الترتيب الأصلي حتى استقام الكلام وانتظم النص والحمد لله على توفيقه، هذا وقد كتب في هذا الموضع من الأصل في الهامش (كمل أي انتهى) ، وذلك تنبيه على انتهاء الترجمة التي حصل فيها التقديم والتأخير.
4. كان الأولى أن يكون هذا الحديث في أول الورقة 47/ب لكن – كما أشرنا سابقا – حصل تقديم وتأخير خطأ من الناسخ وقد نبه عليه، وقد قدم بقية الكلام على الحديث في ق 47/ب.

(1/383)


أَنْ يُزَوِّجَهُ الآخَرُ ابْنَتَهُ وَلَيْسَ بينهما صداق "1.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قُرِئَ عَلَى أَبِي الْعَبَّاسِ2 بْنِ حَمْدَانَ وَأَنَا أَسْمَعُ حَدَّثَكُمْ مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ أَنَا ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ حَدَّثَنِي خَالِي مَالِكُ بْنُ أنس3.
وأخبرنا أَبُو طَالِبٍ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْفَقِيهُ أنا مُحَمَّدُ بْنُ غَرِيبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَزَّازُ أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الْجَعْدِ4 الْوَشَّاءُ نَا سُوَيْدِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ مَالِكٍ5.
وأخبرنا أَبُو الْقَاسِمِ6 الأَزْهَرِيُّ وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ7 الْبَصْرِيُّ قَالا: أَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ لُؤْلُؤٍ الْوَرَّاقُ أَنَا هَيْثَمُ بْنُ خَلَفٍ الدُّورِيُّ نا إِسْحَاقُ بْنُ مُوسَى الأنصاري نا معن عيسى نا مالك8.
وأخبرنا أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْبَيْضَاوِيُّ وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ قَالا: أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ أنا عَلِيُّ بْنُ أحمد بن سليمان
__________
1. رواه الشافعي في الأم 5/76.
2. مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَمْدَانَ.
3. لم أجد رواية ابن أبي أويس عن مالك فيما وقفت عليه من المصادر.
4. راوي موطأ سويد عن مالك ذكره الخطيب في تاريخه 5/56، والذهبي في التذكرة 2/697، ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا مات سنة 301هـ.
5. رواية سُوَيْدِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ مَالِكٍ أخرجها ابن ماجة في سننه 1/606 ح 1883 كتاب النكاح باب النهي عن الشغار.
6. عبيد الله بن أحمد الأزهري الصيرفي.
7. أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ الْمُحَسِّنِ التنوخي القاضي.
8. رواية معن بن عيسى عن مالك رواها الترمذي في جامعه 3/422 ح 1124 كتاب النكاح باب ما جاء في النهي عن الشغار من طريق إسحاق الأنصاري عن معن ... به.

(1/384)


الْمِصْرِيُّ أَنَا الْحَارِثُ بْنُ مِسْكِينٍ أَنَا ابْنُ الْقَاسِمِ1 نَا مَالِكٌ وَأَخْبَرَنِي عَتِيقُ بْنُ سَلامَةَ الْقَيْرَوَانِيُّ أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ الْمِصْرِيُّ نا أَحْمَدُ بْنُ بُهْزَادَ السِّيرَافِيُّ2 نَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ كَثِيرِ بْنِ عُفَيْرٍ حَدَّثَنِي أَبِي حَدَّثَنِي مَالِكٌ3.
كُلُّهُمْ قَالَ: عَنْ نَافِعٍ إِلا ابْنَ القاسم فإنه قال قَالَ: حَدَّثَنِي نَافِعٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ: " أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ الشِّغَارِ، وَالشِّغَارُ أَنْ يُزَوِّجَ الرَّجُلُ ابْنَتَهُ عَلَى أَنْ يزوج الآخَرُ ابْنَتَهُ لَيْسَ بَيْنَهُمَا صَدَاقٌ " 4.
اتَّفَقَتْ هَذِهِ الْجَمَاعَةُ عَلَى رِوَايَةِ هَذَا الْحَدِيثِ عَنْ مَالِكٍ كَمَا سُقْنَاهُ.
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بن وَهْبٍ عَنْ مَالِكٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ الْعُمَرِيِّ عَنْ نَافِعٍ.
وَتَفْسِيرُ الشِّغَارِ لَيْسَ مِنْ كَلامِ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِنَّمَا هُوَ قَوْلُ مَالِكٍ وُصِلَ بِالْمَتْنِ الْمَرْفُوعِ، وَقَدْ بَيَّنَ ذَلِكَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ الْقَعْنَبِيُّ وعبد الرحمن بن
__________
1. عبد الرحمن بن القاسم، وروايته عن مالك لم أقف عليها إلا أن ابن عبد البر ذكر في التمهيد 14/70، أن جميع الرواة عن مالك ذكروا حديث النهي عن الشغار وتفسيره.
هذا ولشيخ شيخ الخطيب / محمد بن المظفر جزء في غرائب حديث مالك منه نسخة في مكتبة الجامعة الإسلامية تحت رقم 542 مصر عن نسخة الظاهرية وقرأته كله ولم أجد هذا الحديث فيه والله أعلم.
2. بالسين المهملة آخره فاء – وقد تقدم ضبطه كاملا في الحديث الخامس والعشرين.
3. لم أجد رواية ابن عفير فيما وقفت عليه من المصادر.
4. انظر الموطأ – برواية يحيى الليثي - 2/535 كتاب النكاح باب جامع ما لا يجوز من النكاح.
وانظر الموطأ برواية محمد بن الحسن الشيباني ص 179 ح 533 باب نكاح الشغار.

(1/385)


مَهْدِيٍّ وَمُحْرِزُ بْنُ عَوْنٍ فِي رِوَايَتِهِمُ الْحَدِيثَ عَنْ مَالِكٍ؛ وفصلوا كلامه من كلام (48/أ) رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ1 وَكَذَلِكَ رَوَى عُبَيْدُ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ الْعُمَرِيِّ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ: " أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ الشِّغَارِ ". ثُمَّ قَالَ عبيد الله (48/ب) 2 قُلْتُ لِنَافِعٍ: مَا الشِّغَارُ؟ قَالَ: مِثْلَ قَوْلِ مَالِكٍ3.
فَأَمَّا حَدِيثُ ابْنِ وَهْبٍ عَنْ مَالِكٍ وَعَبْدِ الله العمري مثل الروايات التقدمة:
__________
1. قال الشافعي في الأم 5/76: لا أدري تفسير الشغار في الحديث أو من ابن عمر أو نافع أو مالك أ. هـ. قال الحافظ في الفتح 9/162: اختلف الرواة عن مالك فيمن ينسب إليه التفسير، فالأكثر لم ينسبوه لأحد.
نقل الحافظ في الفتح عن أبي الوليد الميانجي قوله: الظاهر أنه من جبلة الحديث، وعليه يحمل حتى يتبين أنه من قول الراوي وهو نافع، قال الحافظ: قلت قد تبين ذلك – يشير إلى رواية عبيد الله بن عمر ... التي في آخرها. قلت لنافع: ما الشغار؟.
2. ثم يعود الكلام من هنا إلى ق 47 ب مع أن ق 48 ب لم تنته هنا.
3. رواية عبيد الله بن عمر ع نافع..وفيها إسناد تفسير الشغار إلى نافع أخرجها كل من:
1- البخاري في صحيحه كتاب الحيل باب الحيلة في النكاح عن مسدد عن يحيى بن سعيد عن عبيد الله ... به (التفح 12/333 ح 6960) .
2- مسلم في صحيحه كتاب النكاح باب تحريم نكاح الشغار وبطلانه 2/1034 ح 58 من كتاب النكاح عن زهير بن حرب ومحمد بن المثنى وعبيد الله بن سعيد عن يحيى عن عبيد الله..به.
3- أبو داود 2/560 ح 2074 كتاب النكاح باب الشغار عن مسدد عن يحيى عنه به.
4- النسائي 6/110 كتاب النكاح باب الشغار عن عبيد الله بن سعيد عن يحيى عنه به..
5- أحمد في المسند 2/19 عن يحيى بن عبيد الله ... به ...

(1/386)


فأخبرناه الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ1 الْحِيرِيُّ نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الأَصَمُّ أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ الْمِصْرِيُّ أَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبِ بْنِ مُسْلِمٍ أَنَّ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ أَخْبَرَاهُ عَنْ نَافِعٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ: " أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ الشِّغَارِ، وَالشِّغَارُ أَنْ يُزَوِّجَ الرَّجُلُ ابْنَتَهُ عَلَى أَنْ يُزَوِّجَهُ الرَّجُلُ الآخَرُ ابْنَتَهُ وَلَيْسَ بَيْنَهُمَا صَدَاقٌ "2.
وَأَمَّا حَدِيثُ الْقَعْنَبِيِّ عَنْ مَالِكٍ الَّذِي فُصِلَ فِيهِ كَلامَهُ مِنْ كَلامِ رَسُولِ اللَّهِ:
فَأَخْبَرَنَاهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْحَرْبِيُّ وَعُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَلافُ قَالا: أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ ابن الْحَسَنِ نَا الْقَعْنَبِيُّ عَنْ مَالِكٍ عن نافع عن ابن عمر:
" أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ الشِّغَارِ " 3.
قَالَ مَالِكٌ: " وَالشِّغَارُ أَنْ يُزَوِّجَ الرَّجُلُ ابْنَتَهُ الرَّجُلَ عَلَى أَنْ يزوج الآخَرُ ابْنَتَهُ وَلَيْسَ بَيْنَهُمَا صَدَاقٌ "4.
فأما حديث عبد الرحمن بن مهدي عَنْ مَالِكٍ نَحْوُ هَذِهِ الرِّوَايَةِ:
فأخبرناه الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ نا
__________
1. أحمد بن الحسن الحرشي الحيري.
2. لم أقف عليه على رواية ابن وهب ولا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ.
3. إِلَى هنا أخرجه أبو داود عن القعنبي في السنن 2/560 ح 2074 كتاب النكاح باب الشغار.
4. لم أقف عليه من رواية القعنبي إلا أن الحافظ ابن حجر ذكره في الفتح 9/162 ولم يعزه لغير المدرج للخطيب.

(1/387)


عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ حَدَّثَنِي أَبِي نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ نَا مَالِكٌ عن نافع عن ابن عمر: " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ الشِّغَارِ ".
قَالَ مَالِكٌ: وَالشِّغَارُ أَنْ يَقُولَ الرَّجُلُ أَنْكِحْنِي ابْنَتَكَ وَأُنْكِحُكَ ابْنَتِي1.
وَأَمَّا حَدِيثُ مُحْرِزِ بْنِ عَوْنٍ عن مالك مثل ذلك:
فأخبرناه عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى السُّكَّرِيُّ أنا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ نا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حنبل حدثني المحرز بن عون حدثنا مَالِكٌ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ: " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ الشِّغَارِ " 2.
قَالَ مَالِكٌ: وَالشِّغَارُ أَنْ يُزَوِّجَ الرَّجُلُ ابْنَتَهُ عَلَى أَنْ يزوج ابْنَتَهُ2.
وَأَمَّا حَدِيثُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْعُمَرِيِّ عَنْ نَافِعٍ الَّذِي اقْتَصَرَ فِيهِ عَلَى الْمَتْنِ الْمَرْفُوعِ، وَرَوَى تفسير الشغار عن نافع (47/ب)
فأخبرناه الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرٍ الْهَاشِمِيُّ نا محمد بن أحمد اللؤلؤي نَا أَبُو دَاوُدَ [[نَا مُسَدَّدُ بْنُ مُسَرْهَدٍ نَا يَحْيَى4 عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ:
" أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ الشِّغَارِ ".
قُلْتُ لِنَافِعٍ: مَا الشغار قال: يَنْكِحَ ابْنَةَ الرَّجُلِ وَيُنْكِحَهُ ابْنَتَهُ بِغَيْرِ صَدَاقٍ وَيَنْكِحَ أُخْتَ الرَّجُلِ فينكحه أخته بغير صداق "5 (48/أ) .
__________
1. رواه أحمد في المسند 2/62.
2. ذكر هذه الرواية عن محرز الحافظ في الفتح 9/162 وعزاها إلى الإسماعيلي والدارقطني في الموطآت.
3. إلى هنا انتهت ورقة 47/ب.
4. هو ابن سعيد القطان.
5. انظر سنن أبي داود السجستاني 2/560 ح 2074 كتاب النكاح باب الشغار، وقد تقدم تخريجه من الصحيحين والمسند والنسائي.

(1/388)


41- حديث آخر:
أخبرنا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْعَلَّافُ أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ نَا إِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرْبِيُّ نَا الْقَعْنَبِيُّ1 عَنْ مالك.
وأخبرنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنِي أَبِي نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ2 نَا مَالِكٌ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " نَهَى رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: أَنَّ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – نهى أَنْ يُسَافَرَ بِالْقُرْآنِ إِلَى أَرْضِ الْعَدُوِّ، مَخَافَةَ أَنْ يَنَالَهُ الْعَدُوُّ " 3.
هكذا رواه الْقَعْنَبِيُّ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ عَنْ مَالِكٍ مُدْرَجًا، وَقَوْلُهُ: " مَخَافَةَ أن يناله العدو " كلام مَالِكٍ، بَيَّنَ ذَلِكَ أَبُو مُصْعَبٍ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الزُّهْرِيُّ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ الْمِصْرِيَّانِ عَنْ مالك4
__________
.
1. عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قعنب القعنبي، وروايته بهذا السياق عن مالك لم أقف عليها.
2. ابن مهدي أبو سعيد الأزدي.
3. رواه أحمد في المسند 2/63، ورواه ضمن حديث طويل 2/7.
ورواه أيضا ابن ماجة 2/961 ح 287 عن أحمد بن سنان وأبي عمر عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ ... به.
4. ذهب الحافظ ابن حجر في الفتح 6/134: إلى أن هذه الزيادة صح رفعها ولم تكن مدرجة ثم قال: لعل مالكا كان يجزم به، ثم صار يشك في رفعه فجعله من تفسير نفسه، وقد استدل الحافظ على رفعها بالروايات الأخرى عن مالك التي تؤيد رواية القعنبي وابن مهدي، وكذلك الروايات الأخرى عن نافع، وكذلك متابعة ابن دينار لنافع على رفعها (رواية ابن دينار في المسند 2/128) .
كما ذهب إلى ترجيح رفع هذه الجملة إلى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الإمام أبو جعفر الطحاوي في مشكل الآثار 2/368 – 370، حيث قال: - بعد ذكر الروايات -: قد تحقق عندنا أن الخوف الذي في هذه الأحاديث أن يناله العدو حتى نُهِيَ عن السفر به إلى دارهم من أجله من رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا من سواه من رواة هذه الأحاديث.
أما الحافظ ابن عبد البر فقد نقل عنه الحافظ في الفتح 6/134: قوله: وأكثر الرواة عن مالك جعلوا التعليل من كلامه ولم يرفعوه، وأن ابن وهب هو الذي تفرد برفعها (رواية ابن وهب هذه أخرجها ابن الجارود في المنتقى 356 ح 1064) – قال الحافظ: وليس كذلك لما قدمته من الروايات يقصد بهذا الرد على ابن عبد البر.

(1/389)


وَرَوَاهُ يَحْيَى بْنُ يَحْيَى النَّيْسَابُورِيُّ عَنْ مَالِكٍ فَلَمْ يَقُلْ فِيهِ مَخَافَةَ أَنْ يَنَالَهُ الْعَدُوُّ، بَلِ اقْتَصَرَ عَلَى مَا كَانَ مَالِكٌ يَرْفَعُهُ حَسْبُ.
أَمَّا حَدِيثُ يَحْيَى بن يحيى بذلك:
فأخبرناه أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْعَبَّاسِ1 بْنِ حَمْدَانَ حَدَّثَكُمْ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ النَّضْرِ أَنَا يَحْيَى ابن يَحْيَى قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ:
" نَهَى رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُسَافَرَ بِالْقُرْآنِ إِلَى أَرْضِ الْعَدُوِّ " 2.
وَأَمَّا حَدِيثُ أَبِي مُصْعَبٍ3 الذي أورده فِيهِ كَلامَ مَالِكٍ وَفَصَلَهُ مِنَ المتن المرفوع:
فَأَخْبَرَنَاهُ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ4 أنا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ محمد بن [عبد الله] 5 بن زياد القطان.
__________
1. مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَمْدَانَ.
2. رواه مسلم في كتاب الإمارة باب النهي عن السفر بالمصحف إلى أرض الكفار إذا خيف وقوعه بأيديهم من صحيحه 3/1490 ح 92.
3. أحمد بن أبي بكر بن الحارث بن زرارة.
4. الحسن بن أحمد بن إبراهيم شاذان أبو علي.
5. في الأصل ((عبد الملك)) والتصويب من تاريخ المؤلف 5/45 وشذرات الذهب 3/2.

(1/390)


وأخبرناه عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ السُّكَّرِيُّ أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ قَالا: نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ1 نا أَبُو مُصْعَبٍ حَدَّثَنِي مَالِكٌ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ:
" نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُسَافَرَ بِالْقُرْآنِ إِلَى أَرْضِ الْعَدُوِّ 2 قَالَ مَالِكٌ: أَرَى ذَلِكَ مَخَافَةَ أَنْ يَنَالَهُ الْعَدُوُّ2.
وَأَمَّا حَدِيثِ ابْنِ وَهْبٍ وَابْنِ الْقَاسِمِ عَنْ مَالِكٍ بمتابعة رواية أَبِي مُصْعَبٍ:
فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ الْحَسَنِ الشاهد – بالبصرة – حدثني أبو روق الهزاني3 حدثني الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ4 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ نَا مَالِكٌ.
وأخبرناه أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى السُّلَمِيُّ – بِدِمَشْقَ – أنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْحَسَنِ الْكِلابِيُّ (48/ب) أنا أَحْمَدُ بْنُ عُمَيْرِ بْنِ يُوسُفَ بْنِ جَوْصَاءَ نَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى أنا ابْنُ وَهْبٍ أَنَّ مَالِكًا أَخْبَرَهُ.
قَالَ ابن جوصاء: وحدثنا عِيسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَثْرُودٍ أنا ابن القاسم5 ثنا مَالِكٌ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُسَافَرَ بِالْقُرْآنِ إِلَى أَرْضِ الْعَدُوِّ ".
__________
1. ابن إسماعيل بن حماد بن زيد أبو إسحاق الأزدي القاضي تقدم.
2. لم أقف على رواية أبي مصعب عن مالك.
3. بكسر الهاء وفتح الزاي المشددة وبعد الألف النون – هذه النسبة إلى هزّان وهو بطن من العتيك ... كذا في اللباب 3/387، ثم قال: منهم أبو روق أحمد بن محمد بن بكر الهزاني.
4. المرادي المصري.
5. عبد الرحمن بن القاسم.

(1/391)


وَقَالَ مَالِكٌ: مَخَافَةَ أَنْ يَنَالَهُ – زَادَ الرَّبِيعُ: الْعَدُوُّ -1.
وَقَدْ رَفَعَ هَذِهِ الْكَلِمَاتِ أَيُّوبُ السَّخْتِيَانِيُّ وَالضَّحَّاكُ بن عثمان الحزامي2 وَاللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ الْفَهْمِيُّ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ3.
وَأَمَّا مَالِكٌ فَكَانَ لا يَرْفَعُهُمَا وَإِنَّمَا كَانَ يَذْكُرُهَا مِنْ عِنْدِهِ تَفْسِيرًا للخبر والله أعلم.
__________
1. لم أجد رواية ابن وهب ولا رواية ابن القاسم عن مالك بهذا السياق وقد رجعت لجزء حديث ابن جوصاء في مكتبة المخطوطات بالجامعة الإسلامية تحت رقم (1507) فلم أجد فيه هذه الروايتين.
وقد أخرجه البخاري في صحيحه بهذا السياق لكن عن عبد الله بن مسلمة القعنبي عن مالك (فتح الباري 6/133 ح 2990) .
وأخرجه أيضا بهذا السياق ابن ماجة في السنن 2/961 ح 2879 عن عبد الرحمن بن مهدي عن مالك ...
2. قال الحافظ في التقريب 154: الحزامي – بكسر أوله – المهملة – وبالزاي أبو عثمان المدني، صدوق يهم.
3. أخرج روايات هؤلاء عن نافع عن ابن عمر الإمام مسلم في صحيحه 3/1491 ح 93، 94 من كتاب الإمارة باب النهي عن السفر بالمصحف إلى أرض الكفار إذا خيف من وقوعه بأيديهم.
وأخرجه أحمد رواية أيوب في المسند 2/6 عن ابن علية عنه به، 2/10 عن سفيان عن أيوب - به.
كما أخرج أحمد في المسند 2/55 عن يحيى بن سعيد عن عبيد بن عمر عن نافع به.
وكذلك أخرج النسائي رواية الليث بن سعد عن نافع – مثل رواية مسلم – في فضائل القرآن ص 98 ح 85، عن قتيبة بن سعيد عن الليث ... به، كذلك هناك روايات أخرى عن نافع وعن أيوب عن نافع انظرها في الفتح 6/133 – 134.
ومشكل الآثار 2/368 – 370، وحلية الأولياء 8/322، وتاريخ بغداد 13/34.

(1/392)