الفصل للوصل المدرج في النقل

باب ذكر الأحاديث التي وصلت ألفاظ رواتها بمتونها وأدرجت فيها
نبدأ من ذلك بما أدرج قول الصحابة فيه، فمنها:
1- حديث:
أخبرناه أَبُو نُعَيْمٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ الحافظ – بأصبهان – نا عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس ثنا يونس بن حبيب1 ثنا أبو داود ثنا زُهَيْرٌ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُرِّ2 عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ3 قَالَ: أَخَذَ عَلْقَمَةُ بِيَدِي وَذَكَرَ أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ أَخَذَ بِيَدِهِ وَذَكَرَ ابْنُ مَسْعُودٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخَذَ بِيَدِهِ4 فعلمه التشهد:
__________
1. ابن عبد القاهر العجلي مولاهم الأصبهاني جامع مسند الطيالسي كان ثقة ذا صلاح وجلالة مات سنة 267هـ (انظر أخبار أصبهان 2/345، وشذرات الذهب 2/152-153) .
2. بضم الحاء المهملة بعدها راء ابن الحكم النخعي (التهذيب 2/261) .
3. بالخاء المعجمة مصغرا (التهذيب 8/337) .
4. تسمى هذه الصفة في الإسناد عند المحدثين بالمسلسل، وهو ما تتابع رجال إسناده على صفة أو حالة للرواة تارة آخر. انظر تدريب الراوي 2/187.

(1/102)


" التحيات لله والصلوات والطيبات، والسلام عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، فَإِذَا قُلْتَ ذَلِكَ فَقَدْ تَمَّتْ صَلاتُكَ فَإِنْ شِئْتَ فَقُمْ، وَإِنْ شِئْتَ فَاقْعُدْ " 1.
كَذَا رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ عَنْ أَبِي خَيْثَمَةَ زُهَيْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ الْجُعْفِيِّ.
وَوَافَقَهُ عَلَيْهِ مُوسَى بْنُ دَاوُدَ الضَّبِّيُّ وَأَبُو النَّضْرِ هاشم بن القاسم الكناني ويحى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ الْكَرْمَانِيُّ وَأَبُو غسان مالك ابن إِسْمَاعِيلَ النَّهْدِيُّ وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ الْيَرْبُوعِيُّ وَيَحْيَى بْنُ يَحْيَى النَّيْسَابُورِيُّ وَعَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ الْبَغْدَادِيُّ، فَرَوَوْهُ سَبَعَتُهُمْ2 عَنْ زُهَيْرٍ كَرِوَايَةِ أَبِي دَاوُدَ عَنْهُ.
وقوله في المتن /2أ/: " فَإِذَا قُلْتَ ذَلِكَ فَقَدْ تَمَّتْ صَلاتُكَ " وَمَا بَعْدَهُ إِلَى آخِرِ الْحَدِيثِ، لَيْسَ مِنْ كَلامِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِنَّمَا هو من قَوْلُ ابْنِ مَسْعُودٍ أُدْرِجَ فِي الحديث3.
__________
1. انظر مسند الطيالسي 26 ح 275، ورجال إسناده كلهم ثقات.
2. ووافقهم على هذه الرواية عبد الله بن محمد النفيلي فِي رِوَايَتِهِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ زهير (انظر سنن أبي داود 1/593 ح 970) ، وعاصم بن علي عن زهير أيضا مثل هذه الرواية (انظر المحلى 3/361) .
3. قد سبق الخطيب إلى الحكم بالإدراج (ابن حبان في صحيحه 3/321، وأبو القاسم الطبراني في الأوسط انظر: مجمع البحرين ق 75 ب، مجمع الوائد 2/142، والحافظ أبو الحسن الدارقطني في السنن 1/353، والحافظ أبو علي الحسين بن علي النيسابوري، انظر سنن البيهقي 2/175، وابن حزم في المحلى 3/361) .

(1/103)


وَقَدْ بَيَّنَهُ شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ فِي رِوَايَتِهِ عَنْ زُهَيْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، وَفَصَلَ كَلامَ ابْنِ مَسْعُودٍ مِنْ كَلامِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان عن الحسن بن الحر مُفَصَّلًا مُبَيَّنًا1.
وَذِكْرُ الشَّهَادَتَيْنِ أَيْضًا مُدْرَجٌ، وَكَانَ زُهَيْرٌ قَدْ ذَهَبَ مِنْ كِتَابِهِ، فَكَانَ رُبَّمَا رَوَاهُ عَنْ رَجُلٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُرِّ وَرُبَّمَا أَدْرَجَهُ2.
وَقَدْ رَوَى الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجُعْفِيِّ وَمُحَمَّدُ بن عجلان3 عن الحسن ابن الْحُرِّ هَذَا الْحَدِيثَ فَلَمْ يَذْكُرَا بَعْدَ الشَّهَادَتَيْنِ شَيْئًا بَلِ اقْتَصَرَا عَلَى اللَّفْظِ الْمَرْفُوعِ إِلَى رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وأما أَحَادِيثُ الْجَمَاعَةِ الَّتِي ذَكَرْنَا أَنَّهُمْ وَافَقُوا أَبَا دَاوُدَ عَلَى رِوَايَتِهِ:
فَأَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ بَشَّارٍ النيسابوري4 - بِالْبَصْرَةِ – نا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَحْمَوِيَةَ الْعَسْكَرِيُّ نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ بُرْدٍ الأَنْطَاكِيُّ نا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ نا زُهَيْرٌ عن الحسن بن
__________
1. سيأتي بيان ذلك وتخريجه من سنن الدارقطني وابن حبان والبيهقي وغيرهم.
2. سيأتي بيان ذلك وتخريجه من مسندي أحمد والدارمي وسنن البيهقي وغيرهم.
3. ذكر الدارقطني في السنن 1/353 أن محمد بن أبان وافقهما في الرواية عن الحسن والاقتصار على المرفوع، إلا أن ابن حبان في صحيحه 3/322 لما ساق رواية الحسين الجعفي..قال في آخرها ... قال الحسن بن الحر: " وزادني فيه محمد بن أبان بهذا الإسناد، قال: " فإذا قلت هذا فإن شئت فقم " ".
قال أبو حاتم – ابن حبان -: " محمد بن أبان ضعيف قد تبرأنا من عهدته في كتاب المجروحين (2/260) .
4. في الأصل السابوري والتصويب من موارد الخطيب البغدادي 479.

(1/104)


الْحُرِّ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ قَالَ: أَخَذَ عَلْقَمَةُ بِيَدِي وَزَعَمَ أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ أَخَذَ بِيَدِهِ وَزَعَمَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخَذَ بِيَدِهِ فَعَلَّمَهُ التَّشَهُّدَ:
" التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، قَالَ: ثُمَّ قَالَ إِذَا قُلْتَ هَذَا أَوْ قَضَيْتَ هَذَا فَقَدْ قَضَيْتَ صَلاتَكَ، إِنْ شِئْتَ أَنْ تَقُومَ فَقُمْ، وَإِنْ شِئْتَ أن تجلس فاجلس " 1.
أخبرنا أَبُو طَاهِرٍ حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بن طاهر الدقاق أنا عبيد الله بن محمد بن إسحاق البزار نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ2 نا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ أنا زُهَيْرٌ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُرِّ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ قَيْسٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ أَخَذَ بِيَدِهِ فَعَلَّمَهُ التَّشَهُّدَ فِي الصَّلاةِ:
" التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، إِذَا فَعَلْتَ هَذَا فقد قضيت صلاتك، فَإِنْ شِئْتَ أَنْ تَقُومَ فَقُمْ وَإِنْ شِئْتَ أَنْ تَقْعُدَ فَاقْعُدْ "3.
__________
1. رواه الدارقطني في السنن 1/353 من طريق موسى بن داود.
وموسى هذا وثقه ابن سعد وابن نمير وابن عمار الموصلي وابن حبان والدارقطني، إلا أن أبا حاتم قال شيخ في حديثه اضطراب، وقال الحافظ في التقريب: صدوق له أوهام، انظر التهذيب 11/342.
2. هو أبو القاسم البغوي تاريخ بغداد 10/111.
3. انظر مسند علي بن الجعد بن عبيد البغدادي – ق 232 – 233، النسخة المصورة في مكتبة الجامعة الإسلامية تحت رقم 2227، وانظر النسخة المطبوعة منه 2936 ح 2687 ط. مكتبة الفلاح بالكويت.

(1/105)


أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْقَطَّانُ أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ الْخَلَّالُ نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ بْنِ شَيْبَةَ نا جَدِّي نا أَبُو النَّضْرِ1 ونا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ قَالا: نا أَبُو خَيْثَمَةَ زُهَيْرٌ نا الْحَسَنُ بْنُ الْحُرِّ قَالَ: حَدَّثَنِي الْقَاسِمُ بْنُ مُخَيْمِرَةَ – وَأَنَا وَهُوَ جَالِسٌ لَيْسَ مَعِي وَمَعَهُ أَحَدٌ – قَالَ: أَخَذَ علقمة بيدي:
قال جدي2: ونا أَبُو غَسَّانَ مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وناه أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يونس، وناه مُوسَى بْنُ دَاوُدَ قَالُوا:
حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ – قَالَ بَعْضُهُمْ: أوب خَيْثَمَةَ – أَنَّ عَلْقَمَةَ أَخَذَ بِيَدِهِ، - وَقَالَ بَعْضُهُمْ: قَالَ: أَخَذَ عَلْقَمَةُ بِيَدِي – وَحَدَّثَنِي أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ أَخَذَ بِيَدِهِ، وَأَنَّ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخَذَ بِيَدِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، فَعَلَّمَهُ التَّشَهُّدَ فِي الصَّلاةِ فَقَالَ:
" قُلِ التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النبي ورحمة الله وبركاته والسلام عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ".
ثُمَّ قَالَ: " إِذَا فَعَلْتَ هَذَا أَوْ قَضَيْتَ هَذَا، فَقَدْ قَضَيْتَ صَلاتَكَ، إِنْ شِئْتَ أَنْ تَقُومَ فَقُمْ وَإِنْ شِئْتَ أَنْ تقعد فاقعد "3.
__________
1. هو هاشم بن القاسم الكناني التهذيب 11/18.
2. القائل: محمد بن أحمد وجده هو يعقوب بن شيبة صاحب المسند المعلل الذي لم يصنف مثله قال ذلك الذهبي في ترجمته في التذكرة.
3. هذه الرواية لم أقف عليها من طريق أبي النضر ولا يحيى ولا غسان فيما وقفت عليه من المصادر، ولعلها مخرجة في مسند يعقوب بن شيبة المذكور في الإسناد هنا وله مسند كبير قال عنه الذهبي في التذكرة 2/577: " المسند الكبير المعلل ما صنف مسند أحسن منه ولكنه ما أتمه ".
وهذا المسند مفقود باستثناء جزء من مسند عمر بن الخطاب – طبع في بيروت – وقد ذكر الخطيب أنه رأى مسند العشرة وابن مسعود وعتبة بن غزوان وعمارة.
انظر موارد الخطيب البغدادي 349.
أما رواية موسى فقد تقدم تخريجها من سنن الدارقطني، وأما رواية أحمد بن يونس فانظر تخريجها في الحاشية التالية.

(1/106)


قَالَ أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ فِي حَدِيثِهِ عَنْ زُهَيْرٍ: أُرَاه قَالَ: " أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ".
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ: " قُلْتُ لِزُهَيْرٍ أَلَيْسَ فِيهِ أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ؟ " قَالَ: " نَعَمْ ".
وَكَانَ زُهَيْرٌ لا يَشُكُّ أَنَّهُ فِي الْحَدِيثِ، وَلَكِنَّهُ رَأَى بَعْضَهُ امْتَحَى أَوْ تَخَرَّقَ فَهَابَ1، وَكَانَ لا يَشُكُّ أَنَّهُ فِيهِ2.
قَالَ الْخَطِيبُ: " قَدْ رَوَاهُ الْحَسَنُ بْنُ مُكْرَمِ بْنِ حَسَّانٍ الْبَزَّارُ عَنْ أَبِي النَّضْرِ عَنْ زُهَيْرٍ، فَلَمَّا بَلَغَ إِلَى الشَّهَادَتَيْنِ قَالَ زُهَيْرٌ: حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ الْحَسَنَ بْنَ الْحُرِّ قَالَ: " أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وساق نصه ... " الحديث ".
__________
1. في الأصل هنا إشارة تضبيب هكذا (صـ) ولعله يريد أنه هاب الجزم بذلك وعبر بصيغة المبني للمجهول (أُرَاهُ) .
2. أخرج البيهقي في السنن الكبرى 2/74 رواية أحمد بن يونس هذه، ونص فيها على ذكر المحو والتخرق في كتاب زهير.
وأخرج الدارمي في مسنده 1/251: رواية زهير هذه من طريق أبي نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ عَنْ زهير به ... وقال في آخره: قال زُهَيْرٍ: أُرَاه قَالَ: " أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أن محمدا عبده ورسوله " أ. هـ.

(1/107)


ونحو ذلك رواية يَحْيَى بْنُ يَحْيَى النَّيْسَابُورِيُّ عَنْ زُهَيْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ.
فأما حديث الحسن بن مكرم عن أبي النضر، فَأَخْبَرَنَاهُ الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ الحَرَشي – بِنَيْسَابُورَ- نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الأَصَمُّ نا الْحَسَنُ بْنُ مُكْرَمٍ نا أَبُو النَّضْرِ نا أَبُو خَيْثَمَةَ – هُوَ زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ – قَالَ حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ الْحُرِّ قَالَ حَدَّثَنِي الْقَاسِمُ بْنُ مُخَيْمِرَةَ – وَأَنَا وَهُوَ جَالِسٌ لَيْسَ مَعَهُ وَمَعِي أَحَدٌ – قَالَ: أَخَذَ عَلْقَمَةُ بِيَدِي وَحَدَّثَنِي أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ أَخَذَ بِيَدِهِ، وَأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخَذَ بِيَدِ عَبْدِ اللَّهِ فَعَلَّمَهُ التَّشَهُّدَ فِي الصَّلاةِ قَالَ:
" قُلِ التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ "1.
قَالَ أَبُو خَيْثَمَةَ: حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَهُ قَالَ: " أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ إِذَا2 فَعَلْتَ هَذَا فَقَدْ قَضَيْتَ صَلاتَكَ، وَإِنْ شِئْتَ أَنْ تَقُومَ فَقُمْ وَإِنْ شِئْتَ أَنْ2 تَقْعُدَ، فَاقْعُدْ "3. وأما حديث يحيى بن يحيى4 عن زهير نحو هذا القول:
__________
1. لم أقف على هذه الرواية من طريق الحسن بن مكرم عن أبي النضر فيما اطلعت عليه من المصادر.
2. في هذين الموضعين كتب في الأصل كلمة " كذا ".
3. هذه الرواية أخرجها ابن حبان في صحيحه من طريق أبي عروبة عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرِو البجلي عن زهير به ... إلا أنه زاد فيه بعد قوله: " ... وأن محمدا عبده ورسوله.. " قال زهير: " ثم رجعت إلى حفظي قال: " فإذا قلت هذا فقد قضيت صلاتك ... إلخ " ".
انظر (الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان /3: 320 ح 21952) .
4. ابن بكير أبو زكريا النيسابوري مات سنة 226هـ (التهذيب 11/296) .

(1/108)


فأخبرناه أَبُو حَازِمٍ الْعَبْدَوِيُّ عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْحَافِظُ – بِنَيْسَابُورَ – أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ السَّلِيطِيُّ نا جَعْفَرُ بن محمد بن الحسين.
وأخبرناه أَبُو حَازِمٍ أَيْضًا أنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مَطَرٍ نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَلِيٍّ1 - قَالا: نا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى أنا أَبُو خَيْثَمَةَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُرِّ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ قَالَ:
أَخَذَ عَلْقَمَةُ بِيَدِي وَحَدَّثَنِي أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ أَخَذَ بيده وأن رسول الله /3 أ/صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخَذَ بِيَدِ عَبْدِ اللَّهِ فَعَلَّمَهُ التَّشَهُّدَ فِي الصَّلاةِ قَالَ:
" قُلِ: التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ السَّلامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصالحين ".
قال أبو خيثمة: فزاني فِي هَذَا الْحَدِيثِ بَعْضُ أَصْحَابِنَا عَنِ الْحَسَنِ: " أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ".
قَالَ أَبُو خَيْثَمَةَ: حِفْظِي عَنِ الْحَسَنِ فِي هَذَا الْحَدِيثِ: " إِذَا فَعَلْتَ هَذَا أَوْ قَضَيْتَ هَذَا فَقَدْ قَضَيْتَ صَلاتَكَ، إِنْ شِئْتَ فَقُمْ وَإِنْ شِئْتَ أَنْ تَقْعُدَ فَاقْعُدْ "2، وأما حديث شبابة بن سوار عن زهير الذي بين فيه كلام عبد الله ابن مسعود وفصله من كلام النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
__________
1. هُوَ الذهلي لم أقف على ترجمته ورأيت المزي ذكره في تلاميذ يحيى بن يحيى النيسابوري. انظر تهذيب الكمال 3/1525.
2. رواية يحيى بن يحيى النيسابوري أخرجها البيهقي في السنن الكبرى 2/174، وأخرج الإمام أحمد في المسند 1/422، عن يحيى بن آدم عن زهير ونحوه.

(1/109)


فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْقُرَشِيُّ وَالْقَاضِي أَبُو الطَّيِّبِ طَاهِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الطَّبَرِيُّ.
قَالا: نا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ: نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ محمد الصفار نا الحسين بْنُ مُكْرَمٍ نا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ نا أَبُو خَيْثَمَةَ زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ نا الْحَسَنُ بْنُ الْحُرِّ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ قَالَ: أَخَذَ عَلْقَمَةُ بِيَدِي، فَقَالَ: أَخَذَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ بِيَدِي قَالَ: أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِي فَعَلَّمَنِي التَّشَهُّدَ:
" التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ السَّلامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ".
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: " فَإِذَا قُلْتَ ذَلِكَ فَقَدْ قَضَيْتَ مَا عَلَيْكَ من الصَّلاةِ، فَإِنْ شِئْتَ أَنْ تَقُومَ1 فَقُمْ، وَإِنْ شِئْتَ أَنْ تَقْعُدَ فَاقْعُدْ2.
وأما حديث عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان عن الحسن بن الحر الذي تابع فيه رواية شبابة عن زهير في فصله كلام ابن مسعود من كلام النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وتمييزه بينهما.
فأخبرناه أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شَاذَانَ الْبَزَّازُ نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَيُّوبَ الْمَتُّوثِيُّ نا الحسين بن الكُميت.
__________
1. كتب في هذا الموضع من الأصل إشارة تضبيب هكذا (صـ) .
2. انظر هذه الرواية بهذا الإسناد وهذا اللفظ في سنن الإمام أبي الحسن الدارقطني 1/353 ثم عقب عليها بقوله: " شبابة ثقة، وقد فصل آخر الحديث وجعله من كلام ابن مسعود، وهو أصح من رواية من أدرج آخره في كَلامِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والله أعلم " أ. هـ.

(1/110)


وَأَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أيضا أنا أَبُو سُلَيْمَانَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ الْحَرَّانِيُّ قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ الْمُثَنَّى بْنِ يَحْيَى التَّمِيمِيُّ – وَهُوَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ -1.
وأخبرناه أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شَاذَانَ الصَّيْرَفِيّ، وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الثَّانِي، وَالْقَاضِي أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ الْبَصْرِيُّ2 قَالُوا: نا الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ فَهْدٍ الْمَوْصِلِيُّ نا أَبُو يَعْلَى أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ الْمُثَنَّى قَالا: حَدَّثَنَا غَسَّانُ بْنُ الرَّبِيعِ نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ – وَفِي حديث بي يَعْلَى عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثابت بن ثوبان عن الحسن بْنِ الْحُرِّ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ المخيمرة أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ أَخَذَ عَلْقَمَةُ بِيَدِي، وَأَخَذَ ابْنُ مَسْعُودٍ بِيَدِ عَلْقَمَةَ، وَأَخَذَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِ ابْنِ مَسْعُودٍ فِي التَّشَهُّدِ: " التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ السَّلامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ أَشْهَدُ (3/ب) أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ".
ثُمَّ قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: " إِذَا فَرَغْتَ مِنْ هَذَا فَقَدْ فَرَغْتَ مِنْ صَلاتِكَ فَإِنْ شِئْتَ فَاثْبُتْ وإن شئت فانصرف "3.
__________
1. كذا في الأصل نسبه المصنف إلى جده وفي تذكرة الحفاظ 2/707، والبداية والنهاية 11/130، وشذرات الذهب 2/250: أحمد ابن علي بن المثنى بن يحيى..أبو يعلى الموصلي، قال عنه الذهبي: " الحافظ الثقة محدث الجزيرة " وقال ابن عماد: " الحافظ صاحب المسند كان ثقة صالحا متقنا، توفي سنة 307هـ.
2. هو علي بن المحسن القاضي التنوخي انظر (تاريخ بغداد 12/115، وفتح المغيث 1/187) .
3. روواية ابن ثوبان هذه أخرجها الدارقطني في السنن 1/354 من نفس طريقي الحسن بن الكميت وأبي يعلى.
ومن طريق أبي يعلى عن غسان أخرجها ابن حبان في صحيحه 3/321 ح 1953.
ومن طريق غسان عن ابن ثوبان رواه أيضا الطبراني في الأوسط / انظر مجمع البحرين ق 75 ب.
ومجمع الزوائد 2/142.
ومدار هذه الروايات كلها على غسان بن الربيع الموصلي الأزدي، وقد ذكره ابن حبان في الثقات.
وقال الدارقطني: مرة صالح ومرة قال: " ضعيف مات سنة 226 " (انظر تاريخ بغداد 12/329، ميزان الاعتدال 3/334.
تعجيل المنفعة: 216، وكذلك شيخه عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، ضعفه أحمد وابن معين والنسائي، وقال أبو حاتم: " ثقة يشوبه شيء من القدر "، قال الحافظ في التقريب: " صدوق يخطئ رمي بالقدر، وتغير بآخره ".
انظر التهذيب (6/150) .

(1/111)


أخبرنا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الْوَرَّاقُ أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ الْمُفِيدُ نا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَعْمَرِيُّ نا مُحَمَّدُ بن مصفّى نا بَقِيَّةُ نا ابْنُ ثَوْبَانَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُرِّ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ قَيْسٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: عَلَّمَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ التَّشَهُّدَ.
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: " فَإِذَا فَرَغْتَ مِنْ هَذَا فَقَدْ فَرَغْتَ مِنْ صَلاتِكَ، فَإِنْ شِئْتَ فَاثْبُتْ وَإِنْ شِئْتَ فانصرف "1.
__________
1. هذه الرواية أخرجها البيهقي في السنن الكبرى 2/175 من طريق محمد بن مصفى – بالصاد المهملة – عن بقية بن الوليد به..وفي هذا الإسناد ثلاثة من الرواة متكلم فيهم الأول محمد بن مصفى في أحاديثه نكارة. قال عنه الحافظ: " صدوق له أوهام وكان يدلس " (انظر التقريب /319، والضعفاء للعقيلي 4/145، التهذيب 9/460، والثاني: بقية بن الوليد كان يدلس كثيرا عن الضعفاء التهذيب 1/473، والثالث: ابن ثوبان، وقد تقدم الكلام عنه في الحاشية التي قبل هذه.

(1/112)


وأما حديث الحسين بن علي الجعفي عن الحسن بن الحر الذي اقتصر فيه على المتن المرفوع.
فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ محمد بن عبد الله بن بِشْرَانَ الْمُعَدَّلَ أنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْبَخْتَرِيِّ الرَّزَّازُ نا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ1.
وأخبر الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الحرَشي نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الأَصَمُّ نا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ قال: نا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ – زَادَ عباس: الجعفي -.
وأخبرنا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ فَارِسٍ نا مُحَمَّدُ بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: نا الْجُعْفِيُّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُرِّ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ قَالَ: أَخَذَ عَلْقَمَةُ بِيَدِي قَالَ: أَخَذَ عَبْدُ اللَّهِ بِيَدِي قَالَ: أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِي فَعَلَّمَنِي التَّشَهُّدَ فِي الصَّلاةِ.
" التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ السَّلامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ "2.
أَلْفَاظُهُمْ سَوَاءُ.
وأما حديث ابن عجلان عن الحسن بن الحر الموافق لحديث حسين الجعفي:
__________
1. هو الدوري صاحب ابن معين وهو ثقة (انظر التهذيب: 5/129) .
2. رواه الدارقطني في السنن 1/352، وساقه من طريق الدوري وأحمد بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ سعيد عن حسين الجعفي ثم قال: تابعه ابن عجلان ومحمد بن أبان عن الحسن بن الحرّ.

(1/113)


فَأَخْبَرَنَاهُ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُعَدَّلُ أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْمِصْرِيُّ ثنا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ – هُوَ الْعَلَّافُ – ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ1 أنا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ حَدَّثَنِي ابن عجلان2.
وَأَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أنا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ابْنُ زِيَادٍ الْقَطَّانُ نا مُحَمَّدُ بْنُ موسى بن يونس بن زريق نا أحمد بن عيسى ثنا مُفَضَّلُ بْنُ فَضَالَةَ أَبُو مُعَاوِيَةَ قَاضِي أَهْلِ مِصْرَ قَالَ: حَدَّثَنِي محمد بن عجلان.
وأخبرنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ أنا مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرِ بْنِ مُكْرَمٍ الشَّاهِدُ نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ نا مُحَمَّدُ بن عبد الله ابن عَبْدِ الْحَكَمِ نا حَجَّاجُ بْنُ رُشْدِين عن حَيْوة عَنِ ابْنِ عَجْلانَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الحُرّ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِي فَعَلَّمَنِي التَّشَهُّدَ:
" التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ "3.
__________
1. اسمه الحكم بن محمد، وسعيد هذا ثقة (التهذيب 4/17) .
2. هو محمد بن عجلان المدني، وثقه أحمد وابن معين والنسائي وأبو حاتم وقال الحافظ في التقريب: صدوق اختلط عليه أحاديث أبي هريرة (التهذيب 9/341) .
3. أخرجه الدارقطني في السنن 1/352 – 353، عن طريق حَجَّاجُ بْنُ رِشْدِينَ عَنْ حَيْوَةَ بن شريح ويحيى بن أيوب كلاهما عن ابن عجلان وفي إسناده حجاج ذكره ابن حبان في الثقات وقال مسلمة بن قاسم: لا بأس به، وضعفه ابن عدي (انظر الكامل 2/651، لسان الميزان 2/176) . وفيه أيضا يحيى بن أيوب – الغافقي – قال الحافظ في التقريب: صدوق يخطئ، وفي إسناده عند الخطيب يحيى بن أيوب العلاف. قال الحافظ في التقريب: صدوق، ولكن تابع حيوة على روايته عن ابن عجلان مُفَضَّلُ بْنُ فَضَالَةَ أَبُو مُعَاوِيَةَ وهو ثقة (التهذيب 10/273) .

(1/114)


اتَّفَقَ لَفْظُ حَدِيثَيْ يَحْيَى بْنِ أيوب، والمفضل بن فضالة (4أ) ، وَحَدِيثُ حَيْوة نَحْوُهُمَا.
وَزَادَ يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ قَالَ: قَالَ ابْنُ عَجْلانَ: وَحَدَّثَنِي بِذَلِكَ عَبْدُ الْكَرِيمِ ابن أَبِي الْمُخَارِقِ1 عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود2.
__________
1 ضعفه أيوب السختياني وابن عيينة وأحمد وابن معين وغيرهم (التهذيب 6/376) .
2 حديث ابن مسعود في التشهد ثابت في الصحيحين وغيرهما من الكتب الستة (الفتح 2/311 ح 8301، 2/320 ح 835، ومسلم 1/301 ح 402) من عدة طرق عن أبي وائل شقيق بن سلمة عن عبد الله.
قال الترمذي 2/81 – 82 ح 289 باب ما جاء في التشهد: حديث ابن مسعود رُوِي عنه من غير وجه، وهو أصح حديث رُوِي في التشهد والعمل عليه عند أكثر أهل العلم من الصحابة ومن بعدهم.
قال الحافظ في الفتح 2/315، وقال البزار لما سئل عن أصح حديث في التشهد قال: هو عندي حديث ابن مسعود، روي من نيف وعشرين طريقا – ثم سرد أكثرها – وقال: لا أعلم في التشهد أثبت منه ولا أصح أسانيد ولا أشهر رجالا أ. هـ.
قال الحافظ: ولا اختلاف بين أهل الحديث في ذلك، وممن جزم بذلك البغوي في شرح السنة 3/183، ومن رجحانه أنه متفق عليه دون غيره، وأن الرواة عنه من الثقات لم يختلفوا في ألفاظه بخلاف غيره، وأنه تلقاه عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تلقينًا كلمة كلمة كفه بين كفيه. أ. هـ.

(1/115)


2- حديث آخر:
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ الْفَقِيهُ الْخُوَارَزْمِيُّ الْمَعْرُوفُ بِالْبَرْقَانِيِّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أبي القاسم بن النخاس1 أَخْبَرَكُمْ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ علي2 نا بندار3 ثنا أَبُو الْوَلِيدِ4 نا شُعْبَةُ عَنْ عبد الله بن دينار عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ:
" نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ بَيْعِ الثَّمَرَةِ حَتَّى يَبْدُوَ صَلاحُهَا، وَكَانَ إِذَا سُئِلَ عَنْ صَلاحِهَا قَالَ: حَتَّى تَذْهَبَ عَاهَتُهَا "5
الْمَسْئُولُ عَنْ صَلاحِ الثَّمَرَةِ وَالْمُجِيبُ بِقَوْلِهِ حَتَّى تَذْهَبَ عَاهَتُهَا لَيْسَ هُوَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِنَّمَا هُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، بَيَّنَ ذَلِكَ مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الأَزْدِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، غُندر6 فِي رِوَايَتِهِمَا هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ شُعْبَةَ.
وَرَوَاهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَسُلَيْمَانُ بْنُ بلال عن عبد الله بن دِينَارٍ فَلَمْ يَذْكُرَا قَوْلَ ابْنِ عُمَرَ، بَلِ اقْتَصَرَا عَلَى الْمَرْفُوعِ حسب.
__________
1. بالخاء المعجمة اسمه: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ سليمان المعروف بابن النخاس المقرئ وثقه الخطيب. انظر تاريخ بغداد 9/438، والأنساب 13/45.
2. المعروف بابن البندار البصلاني وثقه الدارقطني (تاريخ بغداد 2/46) .
3. محمد بن بشار بن عثمان أبو بكر الحافظ البصري ثقة مات سنة 252 هـ (التهذيب 9/70) .
4. هو هشام بن عبد الملك الباهلي الطيالسي الحافظ الحجة ت 227 هـ (التهذيب 11/45) .
5. لم أقف على رواية أبي الوليد الطيالسي عن شعبة.
6. بضم الغين المعجمة والنون (التهذيب 9/99) .

(1/116)


فأما حديث مسلم بن إبراهيم عن شعبة الذي فصل فيه كَلامِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من كلام ابن عمر وميز بينهما.
فأخبرناه أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْعَلافُ وَالْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ1 قَالا: أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى2 نا مُسْلِمٌ أنا شُعْبَةُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ:
" نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ بَيْعِ الثَّمَرَةِ حَتَّى يَبْدُوَ صَلاحُهَا وَعَنْ بَيْعِ النَّخْلِ حَتَّى يَسْتَبِينَ صَلاحُهُ ".
قِيلَ لابْنِ عُمَرَ مَا صَلاحُهُ؟ قَالَ: تَذْهَبُ عَاهَتُهُ3.
وأما حديث محمد بن جعفر غندر عن شعبة الذي وافق فيه رواية مسلم بن إبراهيم.
فأخبرناه الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ التَّمِيمِيُّ أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بن حمدان نا عبد الله بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ حَدَّثَنِي أَبِي نا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ.
وأخبرناه أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الإِسْمَاعِيلِيِّ أَخْبَرَكُمْ مُحَمَّدُ بْنُ إسحاق بن خزيمة ثنا أبو موسى محمد بن
__________
1. هو أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شَاذَانَ الْبَزَّازُ ثقة (تاريخ بغداد 7/279) .
2. أبو العباس البرتي القاضي وثقه الدارقطني وغيره مات سنة 280 هـ (تاريخ بغداد 5/63) .
3. لم أجد رواية مسلم بن إبراهيم عن شعبة فيما وقفت عليه من المصادر.

(1/117)


الْمُثَنَّى قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ نا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ – وَفِي حَدِيثِ الْبَرْقَانِيِّ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: -
" نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ بَيْعِ الثَّمَرَةِ أَوِ النَّخْلِ – وَقَالَ الْبَرْقَانِيُّ: الثَّمَرَةُ وَالنَّخْلُ – حَتَّى يَبْدُوَ صَلاحُهُ ".
فقيل لابْنِ عُمَرَ مَا صَلاحُهُ؟ قَالَ: تَذْهَبُ عَاهَتُهُ1.
رَوَاهُ النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ وَعَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ عَنْ شعبة فَلَمْ يَذْكُرَا أَنَّ ابْنَ عُمَرَ سُئِلَ لَكِنَّهُمَا قَالا:
وَقَالَ ابْنُ عمر: " صلاحهما أن تذهب عاهتهما2.
وأما حديث سفيان الثوري عن عبد الله بن دينار الذي اقتصر فيه على رواية المرفوع دون كلام ابن عمر.
فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ يَحْيَى بْنِ جَعْفَرٍ إِمَامُ الْمَسْجِدِ الْجَامِعِ بِأَصْبَهَانَ – نا أَبُو الْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ نا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الرَّقِّيُّ3 نا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ –. قال سليمان: وثنا محمد بن الحسن بن
__________
1. رواه الإمام أحمد في المسند 2/79 بهذا اللفظ.
ورواه مسلم 3/166 ح 1534، من طريق محمد بن المثنى عن محمد بن جعفر ... به إلا أنه لم يذكر النخل.
2. لم أقف عليه من روايتهما عن شعبة، ووقفت عليه من رواية أبي داود الطيالسي عنه..به..إلا أنه قال في آخره: " صلاحه أن يأكل منه " المسند /256 ح 1886.
3. ذكره ابن حبان في الثقات 8/201 وقال: " ربما أخطأ "، وقال ابن حجر في اللسان 2/328: " معروف من كبار مشيخة الطبراني، مكثر عن قبيصة وغيره "، قال أبو أحمد الحاكم: " حدث بغير حديث لم يتابع عليه.

(1/118)


كيسان نا أبو حذيفة1.
وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْمُقْرِئُ أنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بن الحسن النجاد (4/ب) نا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ نا أَبُو حُذَيْفَةَ1 قَالا نا سُفْيَانُ عن عبد الله بن دينار عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ – وَفِي حَدِيثِ النَّجَّادِ قَالَ سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ -:
" نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ بَيْعِ الثَّمَرَةِ حَتَّى يَبْدُوَ صَلاحُهَا "2.
وأما حديث سليمان بن بلال عن عبد الله بن دينار الموافق الرواية الثوري.
فَأَخْبَرَنَاهُ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْمُقْرِئُ أنا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ نا مُحَمَّدُ بْنُ الهيثم القاضي قال: نا سعيد بن غفير حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ عَنْ عبد الله بن دينار عن ابن عمر:
__________
1. موسى بن مسعود النهدي البصري، قال أبو حاتم – الجرح 8/163-: " صدوق، كان يصحف "، وقال الدارقطني والحاكم: " كثير الوهم، تكلموا فيه، مات سنة 220هـ " التهذيب 10/370.
2. لم أجده من رواية أبي حذيفة، وحديث الثوري أخرجه مسلم – 3/166 ح 1534 كتاب البيوع باب النهي عن بيع الثمار قبل بدو صلاحها. وأحمد في المسند 2/52 كلاهما من طريق عبد الرحمن بن مهدي عنه، وتابع الثوري في روايته عن ابن دينار سفيان بن عيينة (انظر مسند الشافعي بترتيب السندي 2/148 ح 508، ومسند أحمد 2/37) . وكذلك تابعه أيضا إسماعيل بن جعفر عند مسلم انظر الموضع السابق ذكره (وانظر أيضا: شرح معاني الآثار 4/23) .

(1/119)


" أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " لا تبيعوا التمر حَتَّى يَبْدُوَ صَلاحُهُ "1.2
3- حديث آخر:
أنا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُثْمَانَ الدَّقَّاقُ وَأَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ قَالَ: أنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الخِرَقي نا قَاسِمُ بْنُ زَكَرِيَّا الْمُطَرِّزُ نا حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ نا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ عَنْ حُميد3.
قَالَ قَاسِمٌ ونا ابْنُ عَبْدِ4 الأَعْلَى أنا مُعْتَمِرٌ5 قَالَ: سَمِعْتُ حُمَيْدًا قَالَ: سُئِلَ أَنَسٌ عَنْ بَيْعِ الثَّمَرَةِ فَقَالَ:
" نَهَى نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ بَيْعِ ثَمَرِ النَّخْلِ حَتَّى يُزْهِيَ6 قِيلَ مَا زَهْوُهُ؟ قَالَ: أَنْ يحمر ".
__________
1. لم أجده من رواية سليمان بن بلال.
2. رواية ابن دينار عن ابن عمر " نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ بَيْعِ الثَّمَرِ حتى يبدو صلاحها " له متابع من رواية نافع عن ابن عمر عند البخاري (انظر الفتح 4/394 ح 2194) ، ومسلم (3/116 ح 1534) ومتابع من رواية سالم عن أبيه عند مسلم (3/1167 ح 1534) .
وله شواهد كثيرة من رواية جابر وأبي هريرة وأبي سعيد وابن عباس وأنس بن مالك – وسيأتي حديثه – وكلها في الصحيحين أو أحدهما والله أعلم.
3. هو أبو عبيدة حميد بن أبي حميد الطويل ثقة مدلس ت سنة 143 هـ (التهذيب 3/38، التقريب /84) .
4. عبد الأعلى بن عبد الأعلى البصري السامي – بالمهملة – ثقة التقريب: 195.
5. ابن سليمان التيمي أبو محمد البصري ثقة ت سنة 187 هـ (التهذيب 10/227)
6. وفي رواية " حتى يزهو "، قال ابن الأثير في النهاية 2/323: يقال: زها النخل يزهو إذا ظهرت ثمرته وأزهى يزهي إذا اصفرّ واحمرّ، وقيل هما بمعنى الاحمرار والاصفرار، ومنهم من أنكر يزهو ومنهم من أنكر يُزهِي. أهـ.

(1/120)


- زَادَ مُعْتَمِرٌ وَذَكَرَ أَنَّهُ قَالَ: أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَنَعَ اللَّهُ الثَّمَرَةَ بِمَ تَسْتَحِلُّ أَكْلَ مَالِ أَخِيكَ؟ فَلا أَدْرِي، أَنَسٌ قَالَ بِمَ تَسْتَحِلُّ1 مَالَ أَخِيكَ أَمْ حَدَّثَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ2.
قَالَ الْخَطِيبُ: رَوَى مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ فَرَفَعَهُ وَفِيهِ3 هَذِهِ الأَلْفَاظُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَوَهِمَ فِي ذَلِكَ لأَنَّ قَوْلَهُ: " أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَنَعَ اللَّهُ الثَّمَرَةَ إِلَى آخِرِ الْمَتْنِ كَلامُ أَنَسٍ4 بَيَّنَ ذَلِكَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ وَأَبُو خَالِدٍ5 الأَحْمَرُ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ كُلُّهُمْ فِي رِوَايَتِهِمْ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ حُمَيْدٍ وَفَصَلُوا كَلامَ أَنَسٍ مِنْ كلام
__________
1. في الأصل هنا إشارة تضبيب هكذا ((صـ)) ويبدو أنها إشارة لسقوط كلمة ((أكل)) .
2. لم أجد هذه الرواية لهذا الحديث من طريقي بشر بن المفضل، ومعتمر بن سليمان عن حميد فيما وقفت عليه من المصادر، ورأيت الحافظ أشار إليها في الفتح، ولم يعزها لغير الخطيب في المدرج (انظر الفتح 4/398 ح 2198) .
3. كتب في هذا الموضع من الأصل كلمة ((كذا)) .
4. سبق ابن أبي حاتم الخطيب في تخطئة مالك في رفعه هذه الجملة وجزم بذلك عن أبيه وأبي زرعة انظر (العلل: 1/378 ح 1129) .
قال الحافظ في الفتح (4/398) : " وجزم الدارقطني وغيره مِنَ الحفاظ – بأن مالكا أخطأ فيه ثم أشار الحافظ بعد ذلك إلى الروايات التي ساقها الخطيب في المدرج التي خالف أصحابها مالكا في رفع هذه الجملة، وقال بعد ذلك: " قلت: وليس في جميع ما تقدم ما يمنع أن يكون التفسير مرفوعا لأن مع الذي رفعه زيادة على ما عند الذي وقفه، وليس في رواية الذي وقفه ما ينفي قول من رفعه، وقد روى مسلم (3/190 ح 1154) ، من طريق أبي الزبير عن جابر ما يقوي رواية الرفع في حديث أنس، ولفظه: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لو بعت من أخيك ثمرا فأصابته عاهة، فلا يحل لك أن تأخذ منه شيئا، يم تأخذ ما أخيك بغير حق؟ ".
5. اسمه سليمان بن حيان – بالمثنات التحتية – الأزدي الكوفي قال: ابن معين صدوق وليس بحجة (التهذيب 4/181) ، وقال الحافظ في التقريب: صدوق يخطئ مات سنة 190 هـ.

(1/121)


النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.1
وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأنصاري، وعبد الله بن المبارك، وهشيم بن بشير، وعبيدة بن حميد أربعتهم عن حميد فاقتصروا على المرفوع حسب دون كلام أنس.
وأما حديث مالك الذي رفع فيه جميع المتن:
فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْحَرْبِيُّ وَأَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْعَلافُ قَالا: أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرْبِيُّ نا الْقَعْنَبِيُّ2 أنا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ3 عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ:
" أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ بَيْعِ الثِّمَارِ حَتَّى تُزهي فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ: وما تزْهي؟ قال: تحمرّ، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَرَأَيْتَ إِذَا مَنَعَ الله الثمرة فبم
__________
1. نص على ذلك الحافظ الدارقطني في كتاب الأحاديث التي خولف فيها مالك – مخطوط مجموع 1495 ق 145 نسخة مصورة في مكتبة الجامعة الإسلامية – ثم أضاف في الرواة الذين خالفوا مالكا وفصلوا المرفوع من غيره: سليمان بن بلال ومحمد بن إسحاق ومعتمر بن سليمان وإسماعيل بن يوسف ومعاذ بن معاذ وغيرهم.
2. هو عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قعنب صاحب الإمام مالك حافظ ثقة مات سنة 221 هـ (التهذيب 6/31) .
3. كتب في الأصل في هذا الموضع إشارة تضبيب هكذا ((صـ)) .

(1/122)


يَأْخُذُ أَحَدُكُمْ مَالَ أَخِيهِ "1.
وَهَكَذَا رَوَاهُ عَنْ مَالِكٍ كَافَّةُ أَصْحَابِهِ لَمْ يَخْتَلِفُوا فِيهِ2.
وأما حديث يزيد بن هارون وأحاديث من وافقه على الفصل الأخير قول أنس بن مالك وتمييزهم إياه وفصلهم بينه وبين كلام النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
فأخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ عبد اللَّهِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْمَحَامِلِيُّ أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ نا مُوسَى بْنُ سهل ابن كثير3 أنا
__________
1. انظر الموطأ 2/618 ح 11 من كتاب البيوع باب النهي عن بيع الثمار حتى يبدو صلاحها.
2. قال ابن عبد البر في التمهيد 2/190: " هكذا روى هذا الحديث جماعة الروات في الموطأ ولم يختلفوا فيه فيما علمت ... وأما قوله: " أرأيت إن منع الله ... " فيزعم قوم أنه من قول أنس وهذا باطل بما رواه مالك وغيره من الحفاظ في هذا الحديث إذ جعلوه مرفوعا من قول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وقد روى أبو الزبير عن جابر عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مثله مرفوعا. أهـ. قلت: تابع مالكا على الرفع يحيى بن أيوب عن حميد به. انظر شرح معاني الآثار للطحاوي 4/24.
هذا ومن روايات أصحاب مالك التي وقفت عليها:
1- عبد الله بن يوسف عن مالك (البخاري مع الفتح 4/398) .
2- ابن وهب عن مالك (مسلم 3/190 ح 1555) .
3- عبد الرحمن بن القاسم عن مالك (النسائي 7/364) .
4- أبو مصعب عن مالك (شرح السنة للبغوي 8/94 ح 2080) .
5- ابن بكير عن مالك (البيهقي في السنن الكبرى 5/305) .
وكذا وافقهم الشافعي عن مالك / انظر (ترتيب مسند الشافعي للسند 2/148 ح 509، والبيهقي في السنن 5/300) .
3. هو البغدادي المعروف بالوشاء – بتشديد المعجمة – ضعيف مات سنة 278هـ (التقريب: 351) .

(1/123)


يزيد بن هارون.
وأخبرنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الحسن الحبري – بنيسابور – (5/أ) أنا حَاجِبُ بْنُ أَحْمَدَ الطُّوسِيُّ1 نا عبد الرحيم ابن منيب2 نا يزيد نا حُمَيْدٌ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ:
" نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ بَيْعِ الثمر حتى تزهو قُلْنَا مَا زَهْوُهُ قَالَ: حَتَّى تحمرّ ".
قال أنس: أرأيت لو مَنَعَ اللَّهُ الثَّمَرَةَ بِمَ تَسْتَحِلُّ مَالَ أَخِيكَ3، لفظ حديث المحاملي.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْمُقْرِئُ أنا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ النَّجَّادُ4 نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ5 نا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ6 عن
__________
1. قال الحاكم: " لم يسمع حديثا قط "، ووثقه ابن طاهر مات سنة 336هـ (اللسان الميزان 2/146) .
2. لم أقف على ترجمته فيما اطلعت عليه من المصادر.
3. رواية يزيد بن هارون هذه أخرجها البغوي (شرح السنة 8/94 ح 2081 من نفس طريق الخطيب) .
4. كتب في الأصل في هذا الموضع إشارة تضبيب هكذا (صـ) .
5. ابن محمد بن حمزة بن مصعب بن الزبير بن العوام، قال أبو حاتم: " صدوق "، وثقه ابن سعد وابن حبان، وقال الحافظ في التقريب: " صدوق " مات سنة 230هـ (التهذيب 1/116) .
6. هو أبو محمد الدراوردي، كان مالك يوثقه، وقال أحمد: " كان معروفا بطلب الحديث، إذا حدث من كتابه فهو صحيح، وإذا حدث من كتب الناس ووهم " (التهذيب 6/353) ، وقال الحافظ في التقريب: " صدوق كان يحدث من كتب غيره فيخطئ " مات سنة 186 هـ.

(1/124)


حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ:
" نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ بَيْعِ الثَّمَرَةِ ثَمَرَةِ النَّخْلِ حَتَّى تزهة ". قُلْنَا لأَنَسٍ: مَا زَهْوُهُ؟ قَالَ: تحمرّ، قَالَ: أَرَأَيْتَ إِذَا مَنَعَ اللَّهُ الثمرة فبم تستحل مالك أَخِيكَ؟ 1
روى محمد بن عباد المكي2 عن عبد العزيز بن محمد كلام أنس مفردًا فرفعه كذلك.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي حفص بن زيات3 حَدَّثَكُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ الْمَكِّيُّ نا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
" قَالَ: إِنْ لَمْ يثمرها الله فبما يَسْتَحِلُّ أَحَدُكُمْ مَالَ أَخِيهِ "4.
قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ مَنِيعٍ5 رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ جَمَاعَةٌ كُلُّهُمْ عَنْ حميد
__________
1. أخرجه البيهقي (السنن الكبرى 5/300) من طريق النجاد عن إسماعيل بن إسحاق عن إبراهيم ... به..
2. هو ابن الزبرقان نزيل بغداد، قال أحمد: حديثه حديث أهل الصدق، وقال ابن معين: لا بأس به. قال الحافظ ابن حجر: صدوق يهم، مات سنة 234 هـ (التهذيب 9/244) .
3. هو عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الناقد، اشتهر بكنيته، وهو ثقة (تاريخ بغداد 11/260) .
4. رواه مسلم (3/1190 ح 1555) باب وضع الجوائح من كتاب المساقاة، وأخرجه البيهقي (السنن الكبرى 5/300) من طريق مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيِّ عَنْ أحمد بن علي الجزار عنه ... به..
5. هو عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي، ولم أهتد للمصدر الذي ذكر البغوي فيه الكلام.

(1/125)


من قول أنس، ولا نعلم أحدا رَفَعَهُ إِلا الدَّرَاوَرْدِيُّ.
قَالَ الْخَطِيبُ: قَدْ رَوَاهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ الزُّبَيْرِيُّ عَنِ الدَّرَاوَرْدِيِّ مَوْقُوفًا كَمَا ذَكَرْنَاهُ.
وَإِبْرَاهِيمُ أَتْقَنُ مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادٍ، وَلَيْسَ يَصِحُّ أَنَّ أَحَدًا رَفَعَهُ سِوَى مَالِكٍ وَاللَّهُ أعلم1.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ أنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ جَعْفَرِ الْخِرَقِيُّ نا قَاسِمُ بْنُ زَكَرِيَّا المطرز نا أَبُو كُرَيْبٍ2 وَأَبُو سَعِيدٍ3 قَالا: نا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ4 أنا حُمَيْدٌ عَنْ أَنَسٍ قَالَ:
" قَالَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لا تَشْتَرُوا الثَّمَرَ حَتَّى يَبْدُوَ صَلاحُهُ "– وَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ: لا يَصْلُحُ بَيْعُ النَّخْلِ حَتَّى يَبْدُوَ صَلاحُهُ – قَالُوا: وَمَا صَلَاحُهُ؟ قال: يحمرّ ويصفرّ5.
__________
1. سبق الكلام عن ذلك ص 32، ونقلنا هناك كلام ابن عبد البر ... وابن حجر.
وقال النووي في شرح مسلم 10/218، عند شرح حديث محمد بن عباد قال الدارقطني: هذا وهم من محمد بن عباد أو من عبد العزيز في حال إسماعه محمدا؛ لأن إبراهيم بن حمزة سمعه من عبد العزيز مفصولا مبينا إنه من كلام أنس وهو الصواب، وليس مِنْ كَلامِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأسقط محمد بن عباد كَلامِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأتى بكلام أنس وجعله مرفوعا وهو خطأ. أهـ.
2. اسمه محمد بن العلاء بن كريب الهمداني الكوفي ثقة حافظ مات سنة 247 هـ (التهذيب 9/385) .
3. هو عبد الله بن سعيد الكندي وثقه أبو حاتم، وقال ابن معين والنسائي صدوق لا بأس به، وثقه الحافظ ابن حجر، مات سنة 257 هـ التهذيب 5/236.
4. هو سليمان بن حيان – بالمثنات التحتية – تقدم.
5. روى هذا الجزء من الحديث ابن الجارود (المنتقى 206 ح 604) من طريق أبي سعيد عن أبي خالد، ولم يذكر كلام حميد المذكور هنا ولم أقف على رواية أبي كريب فيما وقفت عليه من المصادر.

(1/126)


قَالَ حُمَيْدٌ: قَالَ أَنَسٌ: أَرَأَيْتَ إِنْ مَنَعَ اللَّهُ الثَّمَرَةَ بِمَ تَأْكُلُ مَالَ أَخِيكَ؟ وَقَالَ أَبُو سعيد: بم تستحل مالك أَخِيكَ؟ 1.
أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ قَالَ: قُرِئَ عَلَى أَبِي مُحَمَّدِ بْنِ مَاسِيٍّ2 وَأَنَا أَسْمَعُ أَخْبَرَكُمْ يُوسُفُ الْقَاضِي3 نا أَبُو الرَّبِيعِ4 نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ5 نا حُمَيْدٌ عَنْ أَنَسٍ:
" أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ بَيْعِ النَّخْلِ حَتَّى يَزْهُوَ ".
فَقِيلَ لأَنَسٍ: مَا زَهْوُهُ؟ قَالَ: أَنْ يَحْمَرَّ وَيَصْفَرَّ، قَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ مَنَعَ اللَّهُ الثَّمَرَةَ بِمَ تَسْتَحِلُّ مَالَ أَخِيكَ "6.
__________
1. سيأتي متابعة لهذا الرواية من رواية إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ حُمَيْدٍ.
2. هو عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أيوب، وثقه البرقاني والخطيب، مات سنة 369 هـ تاريخ بغداد 9/408.
3. ابن يعقوب بن إسماعيل بن حماد بن زيد أبو محمد البصري وثقه الخطيب مات سنة 297 هـ تاريخ بغداد 14/310.
4. هو سليمان بن داود العتكي الزهراني البصري وثقه ابن معين، وأبو حاتم وأبو زرعة وابن حجر وغيرهم مات سنة 234 هـ (التهذيب 4/190) .
5. ابن أبي كثير الأنصاري الزرقي مولاهم، ثقة حافظ مات سنة 180 هـ (التهذيب 1/287) .
6. حديث إسماعيل بن جعفر رواه البخاري عن قتيبة عنه. انظر الفتح (4/404 ح 2208) ، ومسلم من طريق يحيى بن أيوب وقتيبة وعلي بن حجر عنه (صحيح مسلم 3/1190 ح 1555) ، وأخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار 4/24 من طريق علي بن معبد عنه.

(1/127)


وأما حديث مالك بن عبد الله الأنصاري عن حميد الذي اقتصر فيه على المتن المرفوع دون كلام أنس الأخير وأحاديث من تابعة على روايته كذلك عن حميد1.
فَأَخْبَرَنَاهُ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ2 أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشافعي نا محمد ابن سُلَيْمَانَ الْوَاسِطِيُّ الْبَاغَنْدِيُّ نا الأَنْصَارِيُّ – يَعْنِي مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ – نا حُمَيْدٌ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ بَيْعِ الثَّمَرَةِ حَتَّى تَزْهُوَ ".
قِيلَ يَا أَبَا حَمْزَةَ وَمَا زَهْوُهَا؟ قَالَ: حَتَّى تحمرّ أو تصفرّ3.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ الإِسْمَاعِيلِيِّ4 أَخْبَرَكَ الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ نا حِبَّانُ5 أنا عَبْدُ اللَّهِ6 أنا حُمَيْدٌ عَنْ أَنَسٍ:
__________
1. الروايات التي ساقها الخطيب تحت هذا العنوان: ليس فيها اقتصار على المرفوع بل هي مثل التي قبلها والله تعالى أعلم!!!
2. أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شَاذَانَ البزاز بزايين. انظر (تاريخ بغداد 7/279) .
3. أخرج البيهقي رواية الأنصاري من طريق أبي حاتم الرازي (السنن 5/300) .
4. هو أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الحافظ الإمام الثبت مات سنة 371 هـ (تذكرة الحفاظ 3/947) .
5. هو ابن موسى بن سوار أبو محمد السلمي المروزي ثقة مات سنة 233 هـ (التهذيب 2/174) .
6. ابْنُ الْمُبَارَكِ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الحنظلي التميمي مولاهم أحد الأئمة الأعلام (التهذيب 5/382) .

(1/128)


" أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى أَنْ يُبَاعَ ثمر النخل حتى يزهو " (5/ب) قال: يعني حتى يحمرّ1.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ2 قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْفَضْلِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خميروية أَخْبَرَكُمُ الْحُسَيْنُ بْنُ إِدْرِيسَ نا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ نا هشيم3 وعبيدة بن حميد عن حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ:
" نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ بَيْعِ الثَّمَرَةِ حَتَّى يَبْدُوَ صَلاحُهَا وَعَنِ النَّخْلِ حَتَّى يَزْهُوَ ".
قِيلَ: وَمَا يَزْهُو؟ قال: يحمارّ ويصفارّ.4 5 6
__________
1. رواه البخاري في كتاب البيوع باب بيع الثمار قبل أن يبدو صلاحها من طريق ابن مقاتل عن ابن مبارك به ... (انظر الفتح 4/394 ح 2195) .
2. هو أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ تقدم.
3. هشيم – بالتصغير – بن بشير - بوزن عظيم – بن القاسم بن دينار السلمي الواسطي ثقة كثير التدليس والإرسال مات سنة 183 هـ (التهذيب 11/59) .
4. رواه البخاري في باب بيع النخل قبل أن يبدو صلاحه من كتاب البيوع، من طريق علي بن الهيثم عن معلى بن منصور عن هشيم به انظر الفتح (4/397 ح 2197) .
أما رواية عبيدة بن حميد فلم أقف عليها فيما اطلعت عليه من المصادر.
ووجدت لهما متابع من رواية يحيى القطان عن حميد به عند الإمام أحمد في المسند 3/115) .
5. كتب في هامش الأصل هنا ما نصه " بلغ مقابلة في الأولى حسب الطاقة ".
6. يراجع ما كتبته من تعليق في نهاية الحديث السابق – الحديث الثاني عن ابن عمر – في الحاشية رقم = 2 =.

(1/129)


4- حديث آخر:
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ الْبَزَّازُ1 أنا أَبُو الْعَبَّاسِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَمَّادٍ الْعَسْكَرِيُّ ثنا أحمد بن الوليد2 ثنا شاذان3 ثنا شعبة.
وأخبرنا أَبُو نُعَيْمٍ4 الْحَافِظُ نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ فَارِسٍ نا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ نا أَبُو دَاوُدَ5 نا شعبة عن جبلة6 ابن سُحَيْمٍ قَالَ: أَصَابَتْنَا مَخْمَصَةٌ فَرَزَقَنَا ابْنُ الزُّبَيْرِ تَمْرًا، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ:
" لا تَقْرُنُوا، فَإِنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ الْقِرَانِ7 إِلَّا أَنْ يَسْتَأْذِنَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ "8
وَاللَّفْظُ لِحَدِيثِ أبي داود.
__________
1. بالموحدة بعدها زايان معجمتان بينهما ألف (تاريخ بغداد 1/351) .
2. أبو بكر الفحام وثقه الخطيب، مات سنة 273 هـ (تاريخ بغداد 5/188) .
3. أبو عبد الرحمن أسود بن عامر البغدادي الملقب شاذان ثقة (التهذيب 1/340) .
4. أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أحمد بن إسحاق الأصبهاني صاحب الحلية مات سنة 430 هـ (الميزان 1/111) .
5. سليمان بن داود الطيالسي صاحب المسند الذي جمعه يونس بن حبيب مات سنة 204 هـ التهذيب (4/182) .
6. جبلة – بالجيم والموحدة – بن سُحيْم – بمهملتين – مصغرا كوفي ثقة (التقريب/ 45) .
7. ورد القران في اللغة لعدة معان والمراد هنا الجمع بين التمرتين في الأكل (انظر القاموس 4/260، والنهاية 4/52) .
8. انظر مسند أبي داود الطيالسي الذي جمعه يونس بن حبيب 359 ح 1906 إلا أنه قال في آخره: " إلا أن يشاور أحدكم أخاه ((بدل)) يستأذن ".

(1/130)


أخبرناه أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ قَالَ: قُرِئَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ1 الإِسْمَاعِيلِيِّ وَأَنَا أَسْمَعُ أَخْبَرَكُمُ الْفَضْلُ بن الحُباب ثنا أَبُو الْوَلِيدِ2 وَالْحَوْضِيُّ3 جَمِيعًا عَنْ شعبة.
وأخبرنا ابْنُ غَالِبٍ قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ إِبْرَاهِيمَ الآبَنْدُونِيَّ4 يَقُولُ: أنا أَبُو خَلِيفَةَ5 نا أَبُو الْوَلِيدِ نا شُعْبَةُ قَالَ جَبَلَةُ بْنُ سُحَيْمٍ أَخْبَرَنِي6 قَالَ: " كُنَّا بِالْمَدِينَةِ – وَزَادَ الْحَوْضِيُّ فِي بَعْثِ أَهْلِ الْعِرَاقِ – ثُمَّ قَالا: فَأَصَابَتْنَا سَنَةٌ وَكَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ يَرْزُقُنَا التَّمْرَ، وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَمُرُّ بِنَا فَيَقُولُ: لا تُقَارِنُوا فَإِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ الْقِرَانِ، إِلَّا أَنْ يَسْتَأْذِنَ الرَّجُلُ مِنْكُمْ أخاه "7
__________
1. اسمه: أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ.
2. هو هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الطَّيَالِسِيُّ.
3. أبو عمر حفص بن عمر الأزدي النمري ثقة مات سنة 225 هـ التهذيب 2/406.
4. في الأصل الأنبدوني بتقديم النون على الباء الموحدة والتصويب من الأنساب للسمعاني (1/64) ، وتاريخ بغداد (9/407) ، وهو نسبة إلى أبندون – بألف مفتوحة بعدها باء موحدة ثم نون ثم دال مهملة مضمومة – قرية من قرى جرجان.
5. هو الفضل بن الحباب الجمحي، قال الذهبي: ثقة صادق، مات سنة 305 هـ. تذكرة الحفاظ 2/670.
6. هكذا في الأصل، ولعل كلمة – أخبرني اعتراضية من قول شعبة ليوضح سماعه منه والله أعلم.
7. أخرج هذه الرواية الإمام البخاري من طريق أبي عمر حفص بن عمر الحوضي عن شعبة في كتاب المظالم باب إذا أذن إنسان لآخر شيئا جاز. انظر الفتح 5/106 ح 2455.
وأخرجها أيضا من طريق أبي الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي عن شعبة في كتاب الشركة باب القران في التمر بين الشركاء. انظر الفتح 5/131 ح 2490، ورواية الطيالسي رواها أيضا الدارمي في السنن (2/29 ح 2065) كتاب الأطعمة باب النهي عن القران.

(1/131)


أخبرنا ابْنُ غَالِبٍ قَالَ: قُرِئَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ الإِسْمَاعِيلِيِّ وَأَنَا أَسْمَعُ أَخْبَرَكُمْ يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْبَخْتَرِيِّ نا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ1 نا أَبِي نا شُعْبَةُ عَنْ جَبَلَةَ بْنِ سُحَيْمٍ.
قَالَ: كُنَّا بِالْمَدِينَةِ فِي بَعْثِ أَهْلِ الْعِرَاقِ فَأَصَابَتْنَا سَنَةٌ وَكَانَ ابْنُ الزُّبُيْرِ يَرْزُقُنَا التَّمْرَ، فَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَمُرُّ بِنَا فَيَقُولُ:
" لا تُقَارِنُوا فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ الْقِرَانِ إِلَّا أَنْ يَسْتَأْذِنَ الرَّجُلُ أَخَاهُ "2.
وَهَكَذَا رَوَاهُ أَبُو إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ3 وَسَفْيَانُ الثَّوْرِيُّ كِلاهُمَا عَنْ جبلة بن سحيم.
__________
1. عبيد الله بن معاذ بن معاذ بن نصر العنبري هو ووالده ثقتان، انظر (التهذيب 7/48، 10/194) .
2. رواه مسلم 3/1617 ح 2045 (كتاب الأشربة باب نهي الآكل مع جماعة عن قران تمرتين ونحوهما ... ) وقد تابع هؤلاء الرواة – الذين ذكر الخطيب رواياتهم – عن شعبة في رفع جميع الحديث كل من يزيد بن هارون وبهز بن أسد العمي وعفان بن مسلم فرووه عن شعبة مرفوعا.
انظر رواياتهم في مسند الإمام أحمد 2/46، 74، 103.
3. هو سليمان بن أبي سليمان الكوفي، ثقة مات بعد سنة 140 هـ (التهذيب 4/197) .

(1/132)


* أما حديث أبي إسحاق:
فَأَخْبَرَنَاهُ الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْهَاشِمِيُّ – بِالْبَصْرَةِ – نا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَمْرٍو اللؤلؤي نا أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ الأَشْعَثِ نا وَاصِلُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى نا ابْنُ فُضَيْلٍ1 عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ جَبَلَةَ بْنِ سُحَيْمٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ:
" نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الإِقْرَانِ2 إِلَّا أَنْ تَسْتَأْذِنَ أَصْحَابَكَ "3
وأما حديث سفيان:
فأخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْكَاتِبُ أنا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الصَّوَّافُ نا بِشْرُ بْنُ مُوسَى نا خَلَّادُ بْنُ يَحْيَى عَنْ سُفْيَانَ نا جَبَلَةُ بْنُ سُحَيْمٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابن عمر يقول:
__________
1. هو محمد بْنُ فُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ الضَّبِّيُّ، صدوق رمي بالتشيع مات سنة 195 هـ. انظر (التهذيب 9/405)
2. هكذا في الأصل ((الإقران)) بخلاف الروايات السابقة ((القران)) بدون الهمزة.
وقد ورد بالهمزة كما هو هنا في رواية أبي داود 4/175، وفي رواية البخاري – سيأتي تخريجها – وكذلك عند مسلم قال النووي 13/229: هكذا هو في الأصل والمعروف في اللغة ((القران)) يقال: قرن بين الشيئين ولا يقال: أقرن. أهـ.
قال الحافظ في الفتح: كذا لأكثر الرواة وقد أوضحت في كتاب الحج أن اللغة الفصحى بغير ألف – ثم ذكر من خرجه بلفظ القران ومن خرجه بلفظ الإقران – ثم قال: وليست هذه اللفظة معروفة. وأقرن من الرباعي وقرن من الثلاثي وهو الصواب، ... ثم قال: والحق أن هذه اللفظة من اختلاف الرواة انتهى كلامه ملخصا (الفتح 9/570) ، وانظر (النهاية في غريب الحديث 4/52) .
3. رواه أبو داود 4/175 ح 3834 كتاب الأطعمة باب الإقران في التمر عند الأكل، ورواه الإمام أحمد في المسند 2/7 من طريق ابن فضيل به..

(1/133)


" نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَقْرُنَ الرَّجُلُ تَمْرَتَيْنِ جَمِيعًا حَتَّى يَسْتَأْذِنَ أَصْحَابَهُ "1.
ورواه سعيد بن عامر الضبعي عن شعبة عن عبد الله بن دينار عن عبد الله بن عمر كذلك.
أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحِيرِيُّ النَّيْسَابُورِيُّ أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ السُّلَمِيُّ أنا جَدِّي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ نا إِسْحَاقُ بْنُ زِيَادٍ الأُبُلِّيُّ2 أنا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ عَنِ ابْنِ عمر قال: (6/أ)
"نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الإِقْرَانِ فِي التَّمْرِ إِلَّا أَنْ يَسْتَأْذِنَ أَحَدُكُمْ أخاه "3.
__________
1. رواه البخاري في كتاب الشركة باب القران في التمر بين الشركاء.
انظر (الفتح 5/131 ح 2489) ، رواه مسلم 3/1617 ح 2045 من طريق زهير عن ابن مهدي عن الثوري به..ورواه الإمام أحمد في المسند 2/60 من طريق وكيع وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ عَنْ سفيان به ...
هذا وقد تابع سفيان وأبا إسحاق وشعبة على رواية الرفع عن جبلة عبد الملك بن حميد بن أبي غنية - بفتح الغين المعجمة وتشديد المثناة التحتانية بينهما نون – أخرجها الإمام أحمد في المسند 2/131.
2. نسبة إلى الأبلة – بضم الألف والباء الموحدة وتشديد اللام آخرها تاء مربوطة – بلدة قرب البصر (الأنساب للسمعاني 1/98) وإسحاق هذا ذكره ابن حبان (الثقات 8/119) وذكره المعلمي (هامش رقم (2) من صـ 130 من الجزء الأول من الإكمال نقلا عن مشتبه النسبة لعبد الغني) .
3. لم أقف على رواية سعيد بن عامر هذه فيما اطلعت عليه من المصادر، ورأيت الحافظ ذكرها في الفتح 9/57، ولم يعزها لغير الخطيب في المدرج.

(1/134)


وَذِكْرُ الاسْتِثْنَاءِ بِالاسْتِئْذَانِ فِي الْقِرَانِ مِنْ قَوْلِ ابْنِ عُمَرَ، وَلَيْسَ هُوَ مِنْ قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيَّنَ ذَلِكَ آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ فِي رِوَايَتِهِ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ جَبَلَةَ بن سحيم، وجوده1 شبابة سَوَّارٍ عَنْ شُعْبَةَ.
وَقَالَ عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ عَنْ شُعْبَةَ أَرَى الإِذْنُ مِنْ قَوْلِ ابْنِ عُمَرَ، وَرَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُونُسَ السِّمْنَانِيُّ2 عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ زِيَادٍ الأُبُلِّيِّ حَدِيثَ سَعِيدِ بْنُ عَامِرٍ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ وَبَيَّنَ أن ذكر الاستئذان قو ابْنِ عُمَرَ3.
أما حديث آدم بن أبي إياس:
فأخبرناه أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بن أحمد بن بشار النيسابوري نا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَحْمَوِيَةَ الْعَسْكَرِيُّ نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَلانِسِيُّ نا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ نا شُعْبَةُ عَنْ جَبَلَةَ بْنِ سُحَيْمٍ قال:
__________
1. جوده تجويدا تستعمل عند المحدثين لمعنيين:
الأول: بمعنى سواه تسوية أي دلسة تدليس تسوية، وذلك إذا أسقط الضعفاء من الإسناد وأبقى على الثقات وذكر صيغة محتملة والقدماء يسمونه تجويدا، والمتأخرون يسمونه تسوية. انظر فتح الباقي المطبوع في حاشية التبصرة والتذكرة 1/190، وفتح المغيث 1/80، وما بعدها، وتوضيح الأفكار 1/376.
والثاني بمعنى: أتقنه وحفظه إسنادا أو متنا وهذا الأخير هو الذي أراده الخطيب هنا والتجويد بهذا المعنى استعمله ابن عبد البر كثيرا في التمهيد.
انظر (9/33، 10/67، 14/265، 266) ...
2. بكسر السين المهملة وسكون وفتح النون وفي آخرها نون آخر قرية من نواحي نسا (الأنساب/ 7/239) .
3. سيأتي في نهاية هذا الحديث زيادة تفصيل عن صحة الإدراج أو عدمه وكلام ابن حجر عن ذلك فليراجع هناك.

(1/135)


" أَصَابَنَا عَامُ سَنَةٍ مَعَ ابْنِ الزُّبَيْرِ وَرَزَقَنَا تَمْرًا، وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ يَمُرُّ بِنَا وَنَحْنُ نَأْكُلُ فَيَقُولُ: لا تُقَارِنُوا فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ الإِقْرَانِ ثُمَّ قَالَ: إِلَّا أَنْ يَسْتَأْذِنَ الرَّجُلُ أَخَاهُ "
قَالَ شُعْبَةُ: " الإِذْنُ مِنْ قَوْلِ ابْنِ عُمَرَ "1
وأما حديث شبابة:
فأخبرناه أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ مُوسَى الْبَزَّازُ2 أنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْمِصْرِيُّ نا مالك ابن يَحْيَى أَبُو غَسَّانَ نا شَبَابَةُ نا شُعْبَةُ عَنْ جَبَلَةَ بْنِ سُحَيْمٍ قَالَ:
" أَصَابَنَا عَامُ سَنَةٍ وَنَحْنُ مَعَ ابْنِ الزُّبَيْرِ فَرَزَقَنَا التَّمْرَ، فَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَمُرُّ بِنَا وَنَحْنُ نَأْكُلُ فَيَقُولُ: لا تُقَارِنُوا فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ الإِقْرَانِ ".
قَالَ ابْنُ عُمَرَ: إِلَّا أَنْ يَسْتَأْذِنَ الرَّجُلُ مِنْكُمْ أَخَاهُ.3
وأما حديث عاصم بن علي:
فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ4 قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى بِشْرِ بْنِ أَحْمَدَ الإسفراييني ... حَدَّثَكُمْ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْمَرْوَزِيُّ قَالَ: نا عَاصِمٌ نا شُعْبَةُ عَنْ جَبَلَةَ بْنِ سُحَيْمٍ قَالَ: كُنَّا فِي بَعْثٍ فَأَصَابَنَا عَامُ سَنَةٍ، وَكَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ يَرْزُقُ
__________
1. رواه البخاري في كتاب الأطعمة باب القران في التمر (الفتح 9/569 ح 5446) .
2. البزاز – بزائين بينهما ألف – يعرف بابن الحصري وثقه الخطيب مات سنة 409 هـ (تاريخ بغداد 12/97) .
3. لم أجد هذه الرواية من طريق شبابة، وقد ذكرها الحافظ في الفتح (9/570 ولم يعزها لغير الخطيب.
4. هو أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ الخوارزمي.

(1/136)


التَّمْرَ وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَمُرُّ بِنَا وَنَحْنُ نَأْكُلُ فَيَقُولُ: " لا تُقَارِنُوا فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ الْقِرَانِ ثُمَّ يَقُولُ: إِلَّا أَنْ يَسْتَأْذِنَ الرَّجُلُ أَخَاهُ ".
قَالَ شُعْبَةُ: أَرَى الإِذْنَ مِنْ قَوْلِ ابْنِ عُمَرَ1.
وأما حديث سعيد بن عَامِرٍ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ عَبْدِ الله بن دينار الذي رواه السِّمْنَانِيُّ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ زِيَادٍ الأبلي.
فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو عُبَيْدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ النَّيْسَابُورِيُّ أنا أَبُو عَمْرِو بْنُ حَمْدَانَ2 الْحِيرِيُّ نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ محمد بن يونس السمناني3 ثنا إِسْحَاقَ بْنِ زِيَادٍ الأُبُلِّيِّ – مُؤَذِّنِ مَسْجِدِ الْجَامِعِ – نا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ نا شُعْبَةُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ – بْنِ دِينَارٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ:
" نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الإِقْرَانِ – يَعْنِي فِي التَّمْرِ – إِلَّا أن يستأذن أحدكم أخاه ".
__________
1. لم أجده من طريق عاصم ولكن ابن حجر ذكره في الفتح 9/570، ولم يعزه لغير الخطيب ولكن وجدت له متابعا عند مسلم (3/1617 ح 2045 كتاب الأشربة باب النهي عن القران) .
وأحمد (المسند 2/44، 81) كلاهما عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ غُنْدَرٍ عن شعبة به ...
2. هو محمد بن أحمد ونسبته إلى حيرة نيسابور قال السمعاني: كان أحد الثقات الأثبات مات سنة 380 هـ وقيل قبل ذلك، انظر (الأنساب 4/326، لسان الميزان 5/38) .
3. بكسر السين المهملة وفتح الميم والنون بلدة من بلاد قومس بين الدامغان وخوار الري يقال لها سمنان، وسمنان أيضا قرية من قرى نسا، وإلى هذه الأخيرة ينسب صاحب الترجمة، وقد كان من أعيان المحدثين مات سنة 303 هـ (الأنساب 7/239 – 341) .

(1/137)


قَالَ شُعْبَةُ: " إِلَّا أَنْ يَسْتَأْذِنَ أحدكم أخاه، هو قول ابن عمر "1 2.
__________
1. لم أجده من طريق سعيد بن عامر إلا أن ابن حجر ذكر رواية سعيد هذه (الفتح 9/570) وقال: " أخرجه الخطيب، إلا أن سعيدا أخطأ في اسم التابعي فقال: عن شعبة عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر والمحفوظ – جبلة بن سحيم كما قال الجماعة " أهـ.
2. لقد رجح الإمام النووي والحافظ ابن حجر ثبوت رفع كلمة الاستئذان إلى رسول لله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأنها ليست موقوفة على ابن عمر، فقال النووي (13/229) وقوله: قال شعبة لا أرى هذه الكلمة إلا من كلام ابن عمر ... وهذا الذي قال شعبة لا يؤثر في رفع الاستئذان إلى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأنه نفاه بظن وحسبان وقد أثبته سفيان في روايته فثبت. أهـ.
قال الحافظ (الفتح 9/570) : والحاصل أن أصحاب شعبة اختلفوا، فأكثرهم رواه عنه مدرجا، وطائفة منهم رووا عنه التردد في كون هذه الزيادة مرفوعة أو موقوفة، وشبابة فصل عنه وآدم جزم عنه بأن الزيادة من قول ابن عمر، وتابعه سعيد بن عامر إلا أنه خالف في التابعي فلما اختلفوا على شعبة وتعارض جزمه وتردده وكان الذي رووا عنه التردد أكثر، نظرنا فيمن رواه غيره من التابعين، فرأيناه قد ورد عن الثوري وأبي إسحاق الشيباني – تقدم تخريج روايتهما -.
ومسعر – روايته عند النسائي في الكبرى موقوفة: تحفة الأشراف (5/326) وزيد بن أبي أنيسة – روايته عند ابن حبان في النوع الثامن والخمسين من القسم الثاني من صحيحه – بلفظ: من أكل مع قوم من تمر فلا يقرن، فإن أراد أن يفعل ذلك فليستأذنهم ... ، وهذا أظهر في الرفع مع احتمال الإدراج، ثم نظرنا فيمن رواه عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غير ابن عمر فوجدناه عن أبي هريرة وسياقه يقتضي الرفع – ثم ذكر ألفاظه ومن خرجها عنه ثم قال: فالذي ترجح عندي أن لا إدراج فيه، وقد اعتمد البخاري هذه الرواية وترجم عليها في كتاب المظالم وفي الشركة. أهـ.
ورواية أبي هريرة أخرجها البغوي في شرح السنة – 11/328 ح 2892 – عن عطاء بن السائب وذكرها الهيثمي في مجمع الزوائد – 5/41 – وقال: رواه البزار وفيه عطاء وقد اختلط وبقية رجاله رجال الصحيح. أهـ.
قلت: ورواه عن أبي هريرة الشعبي ذكره ذلك الحافظ وعزاه إلى ابن حبان.
قال الهيثمي: ورواه أبو طلحة عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رواه الطبراني وفيه عمر بن دريج ضعفه أبو حاتم ووثقه ابن معين بقية رجاله ثقات، وعن بريدة قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كنت نهيتكم عن القران في التمر فإن الله قد أوسع عليكم فاقرنوا " رواه الطبراني والبزار وفي إسنادهما يزيد بن بزيع – بالموحدة والزاي – وهو ضعيف. أهـ.

(1/138)


5- حديث آخر:
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْعَبَّاسِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَمْدَانَ حَدَّثَكُمْ تميم بن محمد الطوسي (6/ب)
وأخبرنا الْبَرْقَانِيُّ1 ونا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الإِسْمَاعِيلِيُّ لَفْظًا أنا الْحَضْرَمِيُّ – يَعْنِي مطينا -2.
وأخبرنا الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: وَقَرَأْتُ عَلَى بِشْرِ بْنِ أَحْمَدَ الإِسْفَرَايِينِيِّ حَدَّثَكُمْ يَحْيَى بن محمد الحنائي3.
وأخبرنا أَبُو الْفَرَجِ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عُمَرَ بْنِ بُرْهَانَ البغدادي – بصور – وأبو الحسين4 طَاهِرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عيسى الدعا بِبَغْدَادَ – قَالا: أنا إِسْحَاقُ بْنُ سَعْدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ سُفْيَانَ النسوي قال: حدثني جدي
__________
1. العطف هنا من كلام البرقاني لأن إسماعيلي شيخه.
2. هو محمد بن عبد الله بن سليمان وثقه الدارقطني والذهبي مات سنة 297هـ (تذكرة الحفاظ 2/662) .
3. أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ البختري الحنائي – بكسر الحاء المهملة وفتح النون المشددة وفي آخرها الياء آخر الحروف – هذه النسبة إلى بيع الحناء (الأنساب 4/275) ، وثقه الخطيب مات سنة 299 و (تاريخ بغداد 14/229) .
4.في تاريخ بغداد 9/3568، أبو الحسن ... ويعرف بابن الحصري – بضم الحاء المهملة وتسكين الصاد المهملة أيضا بعدها راء – كان عابدا صالحا مات سنة 425هـ.

(1/139)


قالوا: نا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ1 نا أبي نا شعبة.
وَأَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أنا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ السِّجِسْتَانِيُّ أنا معاذ بن الْمُثَنَّى2 قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي نا أَبِي عَنْ شُعْبَةَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ3 عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " أَيُّهَا النَّاسُ أَنَّكُمْ تَقْرَءُونَ هَذِهِ الآيَةَ وَتَضَعُونَهَا عَلَى غَيْرِ مَا وضعها الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} 4، وَإِنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوُا الْمُنْكَرَ فلم يغيروه أو شكوا أَنْ يَعُمَّهُمُ اللَّهُ بِعِقَابٍ "5.
أَلْفَاظُهُمْ سواء6.
__________
1. هو عبيد الله بن معاذ بن معاذ بن نصر العنبري أخو المثنى بن معاذ كان ثقة حافظ مات سنة 237هـ (التهذيب 7/48) .
2. معاذ بن المثنى بن معاذ بن معاذ بن نصر بن حسان العنبري يروي عن أبيه عن جده عن شعبة، كان ثقة مات سنة 288هـ (تاريخ بغداد 13/136) .
3. إسماعيل بن قيس عن أبي بكر هذه السلسلة أصح الأسانيد إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه. (انظر تدريب الراوي 1/83) .
4. سورة المائدة آية: 105.
5. رواية عبيد الله بْنِ مُعَاذٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ شعبة أخرجها أيضا ابن حبان في صحيحه انظر: موارد الظمآن 455 ح 1838، وأخرجها أيضا أبو بكر المروزي في مسند الصديق (131 ح 89) .
أما رواية ابن أخيه معاذ بن المثنى بن معاذ فلم أجدها فيما وقفت عليه من المصادر.
6. تابع شعبة في رفع جميع المتن جرير بن عبد الحميد في روايته عن إسماعيل عن قيس ... به، انظر تفسير الطبري: 98، مسند أبي بكر للمروزي: (130 ح 87) .
وتابعه أيضا شعيب بن أبي حمزة عن إسماعيل به مرفوعا.
انظر: (العلل لابن أبي حاتم 2/98 ح 1788) ، وكذلك تابعه أيضا عن إسماعيل يزيد بن هارون، وانظر مسند أبي ربكر للمروزي 130 ح 87) ، وكذلك تابعه علي رفع جميع المتن وكيع عن جرير بن عبد الحميد عن إسماعيل به (تفسير بن جرير 7/98) ، وجميع هذه الطرق رجالها ثقات.

(1/140)


هَكَذَا رَوَى مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِيُّ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ شُعْبَةَ، جَعَلَهُ كُلَّهُ مِنْ كَلامِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَوَهِمَ فِي ذَلِكَ لأَنَّ أَوَّلَ الْحَدِيثِ إنما هو من كَلامُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ إِلَى مَا ذُكِرَ مِنَ الآيَةِ وَمَا بَعْدَ ذَلِكَ هُوَ كَلامُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
رَوَاهُ كَذَلِكَ عَنْ شُعْبَةَ مُبَيَّنًا مُفَصَّلًا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ غُنْدَرٌ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ.
وَهَكَذَا رَوَاهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ عَنْ مُثَنَّى بْنِ مُعَاذِ بْنِ مُعَاذٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ شُعْبَةَ، وَأَحْسَبُ أن إبراهيم رد إِلَى الصَّوَابِ، وَكَرِهَ مُخَالَفَةَ النَّاسِ، لأَنَّ الْمَحْفُوظَ عَنْ مُعَاذِ بْنِ مُعَاذٍ مِنْ رِوَايَةِ ابْنَيْهِ مَعًا مَا قَدَّمْنَاهُ.
وَرَوَى هَذَا الْحَدِيثَ مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْفَرَاهِيدِيُّ عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ وَشُعْبَةَ جَمِيعًا عَنِ ابْنِ أَبِي خَالِدٍ فَجَعَلَ الْمَتْنَ كُلَّهُ كَلامَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ وَلَمْ يَرْفَعْ مِنْهُ شَيْئًا.
وأما حديث محمد بن جعفر عن شعبة:
فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ الْحَسَنِ الشَّاهِدُ – بِالْبَصْرَةِ – نا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ الْمَادَرَائِيُّ1 نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ نا أَبِي نا مُحَمَّدٌ2 نا شُعْبَةُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ قَالَ: سَمِعْتُ قَيْسَ بْنَ أَبِي حَازِمٍ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصديق أنه خطب فقال:
__________
1. نسبة إلى مادرايا – بالدال المهملة – بلدة قرب البصرة (اللباب 3/142) .
2. ابن جعفر غندر.

(1/141)


" يا أَيُّهَا النَّاسُ أَنَّكُمْ تَقْرَءُونَ هَذِهِ الآيَةَ وَتَضَعُونَهَا عَلَى غَيْرِ مَا وضعها الله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} ، وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوْا مُنْكَرًا بَيْنَهُمْ فَلَمْ يُغَيِّرُوهُ عَمَّهُمُ اللَّهُ أَوْ يُوشِكُ أَنْ يَعُمَّهُمُ اللَّهُ بِعِقَابٍ "1.
وأما حديث عبد الرحمن بن مهدي عن شعبة:
فَأَخْبَرَنَاهُ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أنا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الْقَبَّانِيُّ2 قَالَ: نا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ أَبُو قُدَامَةَ3 نا عبد الرحمن بن مهدي عن شعبة (7/أ) عَنْ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: سَمِعْتُ قَيْسَ بْنَ أَبِي حَازِمٍ يُحَدِّثُ عَنْ أبي بكر الصديق أنه قال:
" يا أَيُّهَا النَّاسُ أَنَّكُمْ تَقْرَءُونَ هَذِهِ الآيَةَ وَتَضَعُونَهَا عَلَى غَيْرِ مَا وضعها الله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
" إِنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوُا الْمُنْكَرَ بَيْنَهُمْ فَلَمْ يُنْكِرُوهُ يُوشِكُ أَنْ يَعُمَّهُمُ اللَّهُ بعقاب "4.
__________
1. رواه الإمام أحمد في المستند 1/9، وتابع شعبة في ذَلِكَ / مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ عن إسماعيل به (مسند الحميدي 1/3 ح 3) وتابعه أيضا هشيم عن إسماعيل ... به (مسند أبي بكر للمروزي 128 ح 86) .
2. بفتح القاف وتشديد الباء المنقطوطة بواحد، وفي آخرها نون، هذه النسبة إلى القبان وهو الذي يوزن به الأشياء (الأنساب 10/319) .
وانظر ترجمة القباني في (التهذيب 2/368) .
3. هو اليشكري الحافظ نزيل نيسابور كان ثقة مات سنة 241هـ التهذيب 7/16.
4. لم أقف على من خرج رواية بن مهدي عن شعبة ... ورواته هنا كلهم ثقات.

(1/142)


وأما حديث إبراهيم الْحَرْبِيُّ عَنْ مُثَنَّى بْنِ مُعَاذِ عن أبيه الذي يرى أنه كره فيه مخالفة الناس فرواه على الصواب.
فأخبرناه أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ أنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ1 النَّجَّادُ نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ نا مُثَنَّى بْنُ مُعَاذٍ نا أَبِي نا شُعْبَةُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ قَالَ: سَمِعْتُ قَيْسًا يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي بَكْرٍ أَنَّهُ خَطَبَ فَقَالَ:
أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّكُمْ تَقْرَءُونَ هَذِهِ الآيَةَ وتضعونها على غير مواضعها: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوُا الْمُنْكَرَ فَلَمْ يُنْكِرُوهُ أَوْشَكَ أَنْ يَعُمَّهُمُ اللَّهُ بِعِقَابٍ "2.
وَهَكَذَا رَوَى الْحَدِيثَ عَنِ ابْنِ أَبِي خَالِدٍ عَامَّةُ أَصْحَابِهِ مِنْهُمْ زهير بن معاوية3
__________
1. في الأصل ((سليمان)) بالمثناة التحتية والتصويب من تاريخ بغداد 4/189، طبقات الحنابلة 2/7.
2. لم أجد رواية إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ عَنْ شعبة فيما اطلعت عليه من المراجع.
وقد تابع شعبة على رواية الحديث عن إسماعيل مفصلا مبينا:
عبد الله بن نمير حماد بن أسامة وزهير بن معاوية ويزيد بن هارون (مسند أحمد 1/2، 5، 7، ومسند الصديق للمروزي 130 ح 88) ، وعبد العزيز بن مسلم القسملي (شرح السنة للبغوي 14/344 ح 4153) ، وأخرج ابن جرير الطبري في التفسير 7/98، 99، الحديث من طريق عيسى بن المسيب البجلي، ومجالد بن سعيد الهمداني كلاهما عن قيس مبينا مفصلا مثل رواية إسماعيل هذه إلا أنهما ضعيفان. انظر عيسى في تعجيل المنفعة 215، ومجالد في التهذيب 10/39.
3. أخرجه الإمام أحمد في المسند 1/5، وقد نص في حديثه على رفع آخره.

(1/143)


وَهُشَيْمُ بْنُ بَشِيرٍ1 وَيَزِيدُ بْنُ هارون2 ويعلى بن عبيد وَعَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ3 وَغَيْرُهُمْ لَمْ يَخْتَلِفُوا أَنَّ أَوَّلَ الْحَدِيثِ كَلامُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ وَاخْتَلَفُوا فِي أخوه فَمِنْهُمْ مَنْ رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمِنْهُمْ مَنْ وَقَفَهُ4.
وأما حديث مسلم بن إبراهيم عن مالك بن مغول وشعبة الذي وقف جميعه.
فأخبرناه مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ أنا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ قَالَ: قُرِئَ عَلَى أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى الْقَاضِي وَأَنَا أَسْمَعُ قَالَ: نا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ نا مَالِكُ بْنُ مغول وَشُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ وَتَلا هَذِهِ الآيَةَ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} وأنتم تقرءونها
__________
1. رواه أبو داود 4/509-510 ح 4338، وأشار إلى رواية هشيم الدارقطني في العلل 1/183.
2. رواه الترمذي 4/467 ح 2168، 2169 كتاب الفتن باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر 5/256 ح 3057 كتاب التفسير، سورة المائدة، ذلك من طريق أحمد بن منيع ومحمد بن بشار كلاهما عن يزيد به ورفع آخر الحديث ووقف أوله على أبي بكر، وقال الترمذي: وهكذا روى غير واحد نحو حديث يزيد ورفعه بعضهم عن إسماعيل، ووقفه بعضهم، ورواه أيضا الإمام أحمد في المسند 1/7.
3. لم أجد روايتهما – يعلى وعلي – وأشار الدارقطني في العلل 1/181 إلى رواية علي بن عاصم – وهو ابن صهيب الواسطي – صدوق يخطئ وصر رمي بالتشيع (تقريب /247) .
4. قال الدارقطني – عن حديث قيس عن أبي بكر – هو حديث رواه إسماعيل بن أبي خالد عن قيس ... فرواه عنه جماعة من الثقات، فاختلفوا عليه فيه فمنهم من أسنده إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومنهم من أوقفه على أبي بكر – ثم سرد أسماء الذين رووه مسند ثم أعقبهم بذكر من وقفه ثم قال: - وجميع رواة هذا الحديث ثقات، ويشبه أن يكون قيس بن حازم كان ينشط في الرواية مرة فيسنده ومرة يجبن عنه فيقفه على أبي بكر – أ. هـ ملخصا (العلل 1/179-186) .
وقال أبو زرعة – بعد ذكر أسماء من وقفه ... : وأحسب إسماعيل كان يرفعه مرة ويوقفه مرة (العلل لابن أبي حاتم 2/98 ح 1788) .
وقال البزار في مسنده 1/3/2: وقد أسنده جماعة ثم سرد أسماءهم – وأوقفه جماعة ثم ذكر أسماءهم ثم قال: والحديث لمن زاد فيه إذا كان ثقة. أ. هـ ملخصا.

(1/144)


لا تَدْرُونَ مَا تَفْسِيرُهَا، وَإِنَّهُ يُوشِكُ أَنْ تَرَوُا الْمُنْكَرَ فَلا تُنْكِرُوهُ فَيَعُمُّكُمُ اللَّهُ مِنْهُ بِعِقَابٍ "1.
6- حديث آخر:
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ نا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْوَكِيلُ نا زَيْدُ بْنُ أحزم نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ نا سَلامُ بْنُ أَبِي مُطِيعٍ عَنْ عَاصِمٍ2 عَنْ زِرٍّ3 أَنَّ ابن جرموز4
__________
1. لم أجد هذه الرواية فيما وقفت عليه من المصادر – من طريق مسلم بن إبراهيم إلا أن الدارقطني أشار في العلل 1/181، إلى رواية مالك وشعبة فيمن رواه موقوفا.
وقد أخرج ابن جرير في التفسير 7/98، عن جرير بن عبد الحميد وابن فضيل عن بيان بن بشر عن قيس ... وعن وكيع عن إسماعيل عن قيس..جميع المتن موقوفا على أبي بكر، وفي 7/99 من طريق عبد الملك بن ميسرة عن قيس مثله.
2. هو ابن بهدلة أبي النجود أبو بكر المقرئ وثقه أحمد وابن سعد وأبو زرعة وابن معين، وقال النسائي: لا بأس به مات سنة 128هـ (التهذيب 5/38) ، وقال الحافظ في التقريب (159) : صدوق له أوهام حجة في القراءات حديثه في الصحيحين مقرونا.
3. بكسر أوله وتشديد الراء ابن حبيش – بمهملة وموحدة ومعجمة، مصغرا بن حباشة – بضم المهملة بعدها موحدة ثم معجمة – بن أوس بن بلال الأسدي الكوفي، مخضرم أدرك الجاهلية وهو ثقة مات سنة 81هـ أو 82هـ (التقريب 106، التهذيب 3/321) .
4. اختلف في اسمه فسماه الطبري في التاريخ 4/499، والخطيب في الأسماء المبهمة في الأبناء المحكمة 211 ح 106 عمير بن جرموز، وسماه ابن سعد في الطبقات 3/111: عمرو، وفي 112 سماه عمير.
وقال ابن عبد البر في الاستيعاب 3/316: قيل اسمه عبد الله وقيل عمرو، وقيل عمير، وقيل عميرة بن جرموز السعدي التميمي، وذكر ابن حجر في الإصابة 4/9، والتهذيب 3/319: أن اسمه عمرو بن جرمو.

(1/145)


اسْتَأْذَنَ عَلَى عَلِيٍّ فَقَالَ: " ائْذَنُوا له، وسمعت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
" بَشِّرْ قَاتِلَ ابْنِ صَفِيَّةَ بِالنَّارِ، إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ حواريا والزبير حواريي "1.
جعل هذا الراوي وأظنه زَيْدَ بْنَ أَخْزَمَ – قَوْلَهُ بَشِّرْ قَاتِلَ ابْنِ صَفِيَّةَ، بِالنَّارِ مِنْ كَلامِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَذَلِكَ وَهْمٌ، إِنَّمَا هُوَ قَوْلُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَمَا بَعْدَهُ قَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
رَوَى ذَلِكَ أَبُو سَلَمَةَ التَّبُوذَكِيُّ2 عَنْ سَلامِ بْنِ أَبِي مُطِيعٍ مُبَيَّنًا مُفَصَّلًا.
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ زَائِدَةُ بْنُ قُدَامَةَ وشبيان بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَشَرِيكُ بْنُ عبد الله والحكم (7/ب) بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ وَأَبُو الأَحْوَصِ سَلَّامُ بْنُ سُلَيْمٍ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ ثَمَانِيَتُهُمْ رَوَوْهُ عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، وَجَعَلُوا الْفَصْلَ الأَوَّلَ مِنْ كَلامِ عَلِيٍّ وَالْفَصْلَ الثَّانِي مِنْ كَلامِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
فأما حديث أبي سلمة عن سلام بن أبي مطيع
فأخبرناه الْجَوْهَرِيُّ أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ الْمُعَدَّلُ نا عَلِيُّ بن محمد
__________
1. لم أجد رواية زيد بن أخزم من طريق سلام بن أبي مطيع بهذا اللفظ فيما وقفت عليه من المصادر.
2. موسى بن إسماعيل المنقري – بكسر الميم وسكون النون وفتح القاف – ثقة ثبت مات سنة 223 هـ (التقريب 349) .

(1/146)


ابن عُبَيْدٍ نا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ وَأَحْمَدُ بْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ1 قَالا: نا أَبُو سَلَمَةَ نا سَلامُ بْنُ أَبِي مُطِيعٍ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ زِرٍّ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ عَلِيٍّ، فَجَاءَ الآذِنُ فَقَالَ: قاتل الزبير بالباب. قال: لِيَدْخُلْ قَاتِلُ الزُّبَيْرِ النَّارَ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
" لِكُلِّ نَبِيٍّ حواري وحواريي الزُّبَيْرُ "2
وأما حديث زائدة3 عن عاصم مثل هذه الرواية.
فأخبرناه عَلِيُّ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ الْحَسَنِ الشاهد ثنا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ الْمَادَرَائِيُّ قَالَ: قُرِئَ عَلَى ابْنِ أَبِي خَيْثَمَةَ وَأَنَا حَاضِرٌ قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ4 نا زَائِدَةُ3 عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ عَنْ زِرٍّ قَالَ: كُنْتُ قَاعِدًا عِنْدَ عَلِيٍّ فَاسْتَأْذَنَ ابْنُ جُرْمُوزٍ فَقَالَ عَلِيٌّ: بَشِّرْ قَاتِلَ ابْنِ صَفِيَّةَ بِالنَّارِ ثُمَّ قَالَ:
" سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: لكل نبي حواري، وحواريي الزبير "5.
__________
1. أبو بكر أحمد بن زهير بن حرب النسائي قال الخطيب: كان ثقة عالما متفننا حافظا، مات سنة 279 هـ (تاريخ بغداد 4/162) .
2. رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 3/105 من طريق موسى بن إسماعيل أبي سلمة التبوذكي، ولم أجده في غيره.
3. هو ابن قدامة أبو الصلت الثقفي وكان ثقة صاحب سنة 161 هـ أو بعدها (التهذيب 3/306) .
4. أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يونس اليربوعي.
5. رواه أحمد في المسند 1/89، من طريق مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ زَائِدَةَ ... به.
ورواه أيضا في فضائل الصحابة 2/737 ح 1272 من نفس الطريق ...
ورواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 3/105 من طريق أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يونس عنه به ... وأخرجه أيضا أبو نعيم في الحلية 4/186.
وأخرجه الترمذي في مناقب الزبير 5/646 ح 3745، عن زائدة مقتصرا على اللفظ المرفوع فقط ... ((لكل نبي حواري)) وقال: هذا حديث حسن صحيح. ورواه أيضا ابن أبي عاصم في السنة 2/610 ح 1388، وأحمد في فضائل الصحابة 2/737 ح 1271 كلاهما من طريق زائدة مقتصرا على المرفوع فقط.

(1/147)


وأما حديث شبيان1 عن عاصم
فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ نَا عبد الله بن جعفر بن فَارِسٍ نا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ نا أبو داود2 نا شبيان عَنْ عَاصِمٍ عَنْ زِرٍّ قَالَ: اسْتَأْذَنَ قَاتِلُ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ عَلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ عَلِيٌّ: وَاللَّهِ لَيَدْخُلَنَّ قَاتِلُ ابْنِ صَفِيَّةَ النَّارَ إِنِّي سَمِعْتُ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
" إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ حواري، وحواريي الزُّبَيْرُ "3.
وأما حديث حماد بن سلمة عن عاصم.
فأخبرناه عَلِيُّ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ الْحَسَنِ نا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ الْمَادَرَائِيُّ نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الجنيد نا أبو زبيعة4 نا حَمَّادٌ – يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ – عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ أَنَّ عَلِيًّا قِيلَ لَهُ إِنَّ قَاتِلَ الزُّبَيْرِ عَلَى الْبَابِ، فَقَالَ: أُدْخِلَ قَاتِلُ ابْنِ صَفِيَّةَ النَّارَ، سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول:
__________
1. أبو معاوية ابن عبد الرحمن النحوي البصري، وثقه أحمد وابن معين والعجلي والنسائي وغيرهم مات سنة 164 هـ (التهذيب 4/373) .
2. هو سليمان بن داود الطيالسي.
3. انظر مسند الطيالسي 24 ح 163، وأخرجه من طريقه أبو نعيم في الحلية 4/186، ورواه أحمد في المسند 1/89، عن هاشم وحسن عن شيبان به ...
4. زيد بن عوف لقبه فهد قال الذهبي: يروي عن حماد بن سلمة، تركوه، وضعفه الدارقطني وأبو حاتم وأبو زرعة والفلاس (الميزان 2/105) .

(1/148)


" إن لكل نبي حواريا، وحواريي الزُّبَيْرُ "1.
وأما حديث سفيان الثوري عن عاصم.
فأخبرناه أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْوَاعِظُ أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حمدان نا عبد الله بن أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ حَدَّثَنِي أَبِي نا هاشم بن القاسم ثنا سُفْيَانُ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ زِرٍّ قَالَ: اسْتَأْذَنَ ابْنُ جُرْمُوزٍ عَلَى عَلِيٍّ فَقَالَ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالَ: ابْنُ جُرْمُوزٍ يَسْتَأْذِنُ، فَقَالَ: ائْذَنُوا لَهُ، لِيَدْخُلْ قَاتِلُ الزُّبَيْرِ النَّارَ، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
" لِكُلِّ نبي حواري، وإن حواريي الزبير "2.
__________
1. رواه أحمد في المسند 1/102، من طريق عفان بن مسلم عن حماد ... به، و1/103 عن يونس بن محمد المؤدب عنه وابن أبي عاصم في السنة 2/610 ح 1389 من طريق إبراهيم بن حجاج الساسي عن حماد ...
وابن سعد في الطبقات الكبرى 3/105، عَنْ عَفَّانَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ حماد.. به ...
وأخرجه الحاكم في المستدرك 3/367 من طريق حجاج بن منهال عن حماد وأبو نعيم في الحلية 4/186.
2. رواه الإمام أحمد في فضائل الصحابة 2/737 ح 1273 عن هاشم بن القاسم الكناني عن الثوري ... به، ورواه أيضا الطبراني في الكبير 1/79 ح 228، 1/83 ح 243، عن محمد بن عبد الله الحضرمي عن حمزة بن عون المسعودي عن محمد بن القاسم الأسدي عن الثوري مقتصرا على المرفوع فقط ومن هذا الطريق: أخرجه أيضا الحاكم في المستدرك 3/367 مبينا الموقوف من المرفوع. وحمزة المسعودي ذكره ابن حبان في الثقات 8/210 ولم أجده في غيره، وفي هذا الإسناد محمد بن القاسم الأسدي، كذبه أحمد والدارقطني وغيرهما (الضعفاء للعقيلي 4/126، التهذيب9/408) وأشار إلى رواية هذه أبو نعيم في الحلية 4/186.

(1/149)


وأما حديث شريك بن عبد الله1 عن عاصم.
فأخبرناه مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْقَاسِمِ النَّرْسِيُّ أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكَرْخِيُّ، وَأَخْبَرَنِيهِ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَلَّالُ – وَاللَّفْظُ لَهُ – نا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْخَزَّازُ2 نا أَبُو بَكْرِ بن أبي داود3 - إملاءا – قال: نا حَمْزَةُ بْنُ عَوْنٍ4 الْمَسْعُودِيُّ نا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الأَسَدِيُّ4 ثنا سُفْيَانُ وَشَرِيكٌ عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ الأَسَدِيِّ قَالَ: إِنِّي لَجَالِسٌ عِنْدَ عَلِيٍّ إِذْ أُتي بِرَأْسِ الزُّبَيْرِ، فَقَالَ عَلِيٌّ: بَشِّرْ قَاتِلَ ابن (8/أ) صَفِيَّةَ بِالنَّارِ، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
" إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيًّا، وحواريي الزبير "5.
__________
1. أبو عبد الله النخعي الكوفي القاضي، وثقه أحمد وابن معين وقال يعقوب بن شيبة وابن سعد وأبو داود وغيرهم: ثقة يخطئ كثيرا وضعفه القطان وغيره، مات سنة 177هـ (التهذيب 4/333) .
2. بالخاء المعجمة ثم زاي بعدها ألف ثم زاي آخر (تاريخ بغداد 3/121) .
3. عبد الله بن سليمان بن الأشعث السجستاني قال الذهبي – في تذكرة الحفاظ 2/767: الحافظ العلامة قدوة المحدثين صاحب التصانيف، مات سنة 316هـ.
4. تقدم الكلام عليهما قبل ثلاث حواشي.
5. حديث شريك أخرجه الحاكم في المستدرك 3/367 من طريق حمزة المسعودي عن محمد بن القاسم الأسدي وتقدمت الإشارة إلى رواية حماد بن سلمة وسفيان عند الحاكم.
وقد عقب الحاكم على هذه الأحاديث الثلاثة فقال: هذه الأحاديث صحيحة عن أمير المؤمنين علي رضي الله عنه وإن لم يخرجاها بهذه الأسانيد، ووافقه الذهبي في التلخيص فقال: هذه أحاديث صحيحة. أ. هـ، وبهذا الإسناد رواه الطبراني في الكبير 1/79 ح 228 مقتصرا على المرفوع منه فقط، وقد تقدم في تخريج حديث سفيان الثوري الكلام على محمد بن القاسم الأسدي وتكذيب العلماء له. والله أعلم.
هذا وقد أشار أبو نعيم في الحلية 4/186 إلى رواية شريك بن عبد الله.

(1/150)


وأما حديث الحكم بن عبد الملك1 عن عاصم.
فأخبرناه عَلِيُّ بْنُ الْقَاسِمِ الْبَصْرِيُّ نا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ الْمَادَرَائِيُّ نا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ2 نا الْحَسَنُ بْنُ بِشْرٍ نا الْحَكَمُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، فجاء المستأذن يَسْتَأْذِنُ فَقَالَ: قَاتِلُ الزُّبَيْرِ بِالْبَابِ. قَالَ: بَشِّرْ قَاتِلَ ابْنِ صَفِيَّةَ بِالنَّارِ، سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لِكُلِّ نَبِيٍّ حواري وحواريي الزُّبَيْرُ "3.
وأما حديث أبي الأحوص4 عن عاصم.
فَأَخْبَرَنَاهُ الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ الْحِيرِيُّ – بِنَيْسَابُورَ – نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الأَصَمُّ نا الْعَبَّاسُ بن محمد الدوري ثنا أَبُو نُعَيْمٍ5 نا أَبُو الأَحْوَصِ عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ قَالَ: جَاءَ ابْنُ جُرْمُوزٍ قَاتِلُ الزُّبَيْرِ يَسْتَأْذِنُ عَلَى عَلِيٍّ، فَقَالُوا: هَذَا ابْنُ جُرْمُوزٍ قَاتِلُ الزُّبَيْرِ عَلَى الْبَابِ يَسْتَأْذِنُ، فَقَالَ عَلِيٌّ: لِيَدْخُلْ قَاتِلُ ابْنِ صَفِيَّةَ النَّارَ سَمِعْتُ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ حواريا وحواريي الزبير "6.
__________
1. القرشي البصري نزل الكوفة، ضعفه ابن معين وأوب حاتم والنسائي وابن عدي وغيرهم (التهذيب 2/431) .
2. هو الدوري.
3. رواية الحكم بهذا الإسناد والمتن أخرجها الخطيب في الأسماء المبهمة في الأبناء المحكمة 211 ح 106.
والحكم ضعيف وشيخه الحسن بن بشر الهمداني وقيل البجلي تكلم فيه.
انظر التهذيب 2/255.
4. سلام بن سليم الحنفي مولاهم الكوفي.
5. الفضل بن دكين الكوفي التيمي.
6. رواه ابن سعد في الطبقات 3/105، وأبو نعيم في الحلية 4/186.
وانظر فوائد أبي القاسم الشيباني 74/2.

(1/151)


وأما حديث أبي بكر بن عياش عن عاصم.
فأخبرناه الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُقَنَّعِيُّ1 نا عِيسَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى الْوَزِيرُ نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ نا مُحَمَّدُ بْنُ زُنْبُورٍ الْمَكِّيُّ2 نا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ زِرٍّ قَالَ: جَاءَ ابْنُ جُرْمُوزٍ قَاتِلُ الزُّبَيْرِ يَسْتَأْذِنُ عَلَى عَلِيٍّ فَقَالَ عَلِيٌّ: لَيَدْخُلُ النَّارَ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لِكُلِّ نبي حواري وحواريي الزبير "3.
وأخبرناه أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ فِرَاسٍ العبقسي4 بمكة نا أبي.
__________
1. هو الجوهري شيخ الخطيب وذكره بهذا اللقب من تدليس الخطيب، وقد اشتهر عن الخطيب إكثاره من تدليس الشيوخ، والذي نص على نسبته هذه السمعاني في الأنساب 12/402.
2. قال في التهذيب: هو محمد بن جعفر بن أبي الأزهر مولى بني هاشم وثقه النسائي وابن حبان وقال: ربما أخطأ وتركه أبو بكر بن خزيمة مات سنة 238 هـ (التهذيب 9/178) .
3. رواه الطبراني في الكبير – عن نفس طريق حديث سفيان وشريك المتقدمين 1/79 ح 228) مقتصرا على المرفوع منه.
ورواه البزار في مسند علي من مسنده المعلل 108/1 ثم قال: هذا الحديث قد روى عن علي رضي الله عنه من غير وجه، ولا نعلمه يروى إلا من حديث عاصم عن زر، رواه غير واحد عن عاصم عن زر.
وأخرجه من طريق ابن عياش أيضا أبو نعيم في الحلية 4/186، ثم قال معقبا على جميع الروايات السابقة: هذا حديث صحيح ثابت ... أ. هـ.
ورواه أيضا أبو بكر الشافعي في الفوائد 110/2.
4. قال السمعاني في الأنساب 9/207: هذه النسبة إلى عبد قيس، وقد ينسب إليه العبدي والعبقسي أشهر ... أ. هـ.

(1/152)


وأخبرناه أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَسَنِ الشَّافِعِيُّ بِمَكَّةَ نا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ فِرَاسٍ الْعَبْقَسِيُّ أنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بن عبد الله بن الفضل الدَّيْبُلِيُّ1 نا مُحَمَّدُ بْنُ زُنْبُورٍ نا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ زِرٍّ قَالَ: أَتَى ابْنُ جُرْمُوزٍ بَعْدَ الْقِتَالِ يَسْتَأْذِنُ عَلَى عَلِيٍّ فَقَالَ: ائْذَنْ لَهُ، وَبَشِّرْ قَاتِلَ ابْنِ صَفِيَّةَ بِالنَّارِ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
" لِكُلِّ نبي حواري، وحواريي الزبير "2.
__________
1. بفتح الدال المهملة وسكون الياء المعجمة بنقطتين من تحتها وضم الباء المنقوطة بواحدة هذه النسبة إلى ديبل بلدة من بلاد ساحل البحر من بلاد الهند قريبة من السند (الأنساب 5/439) .
2. تقدم تخريجه قبل قليل.
هذا ولحديث عاصم عن زرّ متابعان عن علي رضي الله عنه الأول رواه الحاكم 3/367 من طريق محمد بن عبد الله الحضرمي عن عمر ابن محمد بن القاسم الأسدي عن أبيه عن شريك عن العباس بن ذريح – بالذال المعجمة – عن مسلم بن ندير – ويقال بالمعجمة مصغرا -.
قال: كنا عند علي فجاء ابن جرموز ... الحديث وفي هذا الإسناد محمد الأسدي وقد تقدم الكلام عليه ومسلم بن ندير قال عنه ابن حجر: مقبول (التقريب/336) .
والثاني رواه الخطيب في الأسماء المبهمة (21 ح 106) من طريق محمد بن العباس الدوري عن يحيى بن حماد عن أبي عوانة عن مغيرة ابن مقسم عن أم موسى حبيبة سرية لعلي رضي الله عنه قالت: رأيت عمير بن جرموز استأذن على علي ... فذكر الحديث.

(1/153)


7- حديث آخر:
أنا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ شَاذَانَ أنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ نا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ1 نا بِشْرُ بْنُ عُمَرَ2 نا شُعْبَةُ عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ:
" طَلَّقْتُ امْرَأَتِي وَهِيَ حَائِضٌ، فَأَتَى عُمَرُ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلَهُ فَقَالَ: مُره فَلْيُرَاجِعْهَا فَإِذَا طَهُرَتْ فَلْيُطَلِّقْهَا إِنْ شَاءَ، قَالَ فَقَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَفَيَحْتَسِبُ بِتِلْكَ التَّطْلِيقَةِ؟ قَالَ: نَعَمْ "3.
وَأَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ نا محمد بن العباس بن نَجِيحٍ – مِنْ لَفْظِهِ – نا أَحْمَدُ بْنُ حَرْبٍ4 نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خَيْرَانَ5 نا شُعْبَةُ عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ أَنَّهُ سَمِعَ ابن عمر يقول:
__________
1. أبو قلابة الرقاشي وثقه ابن الأعرابي، وقال أبو داود: رجل صدق أمينٌ مأمون، وقال الدارقطني: صدوق كثير الخطأ في الأسانيد والمتون، كان يحدث من حفظه فكثرت الأوهام في روايته، مات سنة 276 هـ (التهذيب 6/419) .
2. ابن الحكم أبو محمد الزهراني الأزدي البصري ثقة مات سنة 207 هـ (التهذيب 1/455) .
3. رواه الدارقطني في السنن 4/5، والبيهقي في السنن الكبرى 7/326، كلاهما من طريق عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بشر بن عمر به ...
4. أبو جعفر بن مسمع بن مالك المعدِّل. وثقه الدارقطني والخطيب وغيرهما مات سنة 275 هـ تاريخ بغداد 4/119.
5. قال الخطيب: أبو محمد ... كوفي الأصل ... قد اعتبرتُ من رواياته أحاديث كثيرة فوجدتها مستقيمة تدل على ثقته والله أعلم. أهـ، وقد ذكره في ترجمة تلميذه أحمد بن حرب 4/114 باسم عبد الله بن حمران وذكر هذا الحديث هناك بسنده هنا.

(1/154)


" طلقت امرأتي وهو حَائِضٌ، فَذَكَرَ عُمَرُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: فليراجعها فإذا طهرت فليطلقها، قال: فيحتسب بالتطليقة؟ قال: فمه؟ "1.
أما الحديث (8/ب) الأَوَّلُ فَقَدْ صُرح فِيهِ أَنَّ عُمَرَ اسْتَفْهَمَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَوْلِهِ أَفَيَحْتَسِبُ بِتِلْكَ التَّطْلِيقَةِ؟ وَأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجَابَهُ بِقَوْلِهِ نَعَمْ2.
وَأَمَّا الْحَدِيثُ الثَّانِي فَإِنَّ الاسْتِفْهَامَ أدرج فيه، والظاهر منه أنه مِثْلُ الأَوَّلِ، وَذَلِكَ وَهْمٌ وَالصَّوَابُ أَنَّ الاسْتِفْهَامَ مِنْ قَوْلِ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ وَأَنَّ جَوَابَهُ قَوْلٌ لابْنِ عُمَرَ بَيَّنَ ذَلِكَ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ غُندر وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ وَالنَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ الْمَازِنِيُّ فِي رِوَايَتِهِمْ عَنْ شُعْبَةَ3.
أما حديث محمد بن جعفر.
فأخبرناه الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ نا أبي.
__________
1. أخرج هذه الرواية المؤلف في تاريخه 4/119 – 120 في ترجمة أحمد بن حرب المعدل، وذكرها ابن حجر في النكت 2/815 من حديث عبد الله بن خيران.
قوله: " فمه؟ " قال ابن حجر في الفتح 9/352: أصله فما، وهو استفهام أي فما يكون إن لم تحتسب ويحتمل أن يكون الهاء أصلية وهي كلمة تقال للزجر. قال ابن عبد البر: قول ابن عمر ((فمه)) معناه فأي شيء يكون إذا لم تعتد بها أ. هـ. الفتح ملخصا.
2. قال الحافظ ابن حجر في النكت 2/816: قال الخطيب: ورواه بشر بن عمر الزهراني عن شعبة فوهم فيه وهما فاحشا فإنه قال فيه: " قال عمر: يا رسول الله ... أفتحسب بتلك التطليقة؟ قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: نعم. أ. هـ
هكذا ذكر ابن حجر هذا النص ولم أجده في النسخة التي بين يديه وهي فريدة ومقابلة على أصل صحيح. والله أعلم.
3. انظر النكت لابن حجر 2/815 – 816.

(1/155)


وأخبرنا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الثَّانِي1 وَالْقَاضِي أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ الْمُحَسِّنِ التَّنُوخِيُّ قَالا: أنا الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ فَهْدٍ الْمَوْصِلِيُّ أنا أَبُو يَعْلَى أَحْمَدُ بْنِ الْمُثَنَّى نا بُنْدَارٌ2 قَالَ: نا محمد بن جعفر نا شُعْبَةُ عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ:
" طَلَّقْتُ امْرَأَتِي وَهِيَ حَائِضٌ، فَأَتَى عُمَرُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ: مُرْهُ فَلْيُرَاجِعْهَا ثُمَّ إِذَا طَهُرَتْ فَلْيُطَلِّقْهَا ".
قُلْتُ لابن عمر: أحتسبتَ تلك التطليقة؟ قال: فمه3.
__________
1. ويقال الأوسط وذلك إن له أخوين أحدهما أكبر منه اسمه محمد أيضا ويكنى أبا عبد الله، والآخر أصغر منه يسمى أحمد (انظر تاريخ بغداد 2/361، وشذرات الذهب 3/269) .
2. محمد بن بشار.
3. رواه مسلم – كتاب الطلاق باب تحريم طلاق الحائض – 2/1097 ح 12 من طريق محمد بن المثنى ومحمد بن بشار عن محمد بن جعفر ... به..ورواه أحمد في المسند 2/78 عن محمد بن جعفر به ... وقد تابع أنس بن سيرين على روايته هذه يونس بن جبير الباهلي أخرجه مسلم في نفس الكتاب والباب المتقدمين ح 10بنفس الإسناد عن ابن المثنى وابن بشار ... به إلا أن بين شعبة ويونس قتادة، وقد تابع محمد بن جعفر عن شعبة سليمان بن حرب (انظر فتح الباري 9/351 ح 5252) .
وكذلك تابع محمد بن جعفر في روايته عن شعبة خالد بن الحارث وبهز بن أسد عن شعبة به في مسلم في الموضع السابق ذكره، وعبد الرحمن بن مهدي وبهز أيضا عند أحمد 2/61، وأخرجه أحمد أيضا عن بهز عن شعبة ... به ... في 2/74، وكذلك يزيد بن برهان (المنتقى 245 ح 735، هذا وقد تابع شعبة عن أنس عبد الملك بن أبي سليمان، روايته في مسلم في المواضع السابق رقم 11، وفي المسند 2/128 إلا أنه قال في آخره. قال أنس فاعتددت بتلك التطليقة؟ قال: مالي لا أعتد بها، إن كنت عجزت واستحمقت.

(1/156)


وأما حديث يحيى بن القطان.
فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْقَاسِمِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ1 النَّخَّاسِ2 حَدَّثَكُمْ عُمَرُ بْنُ رِزْقِ اللَّهِ بْنِ الْحَجَّاجِ نا سَوَّارُ بْنُ عَبْدِ الله نَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ حَدَّثَنِي شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ حَدَّثَنِي أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ:
" طَلَّقَ ابْنُ عُمَرَ امْرَأَتَهُ وَهِيَ حَائِضٌ فَأَتَى عُمَرُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: لِيُرَاجِعْهَا فَإِذَا طَهُرَتْ فاليطلقها ".
قَالَ: قُلْتُ احْتَسَبْتَ بِهَا؟ قَالَ: فَمَهْ؟ 3.
وأما حديث النضر بن شميل.
فأخبرناه أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ السِّمِّذِيِّ4 حَدَّثَكُمْ عَبْدُ الله بن محمد شِيرَوَيْهِ نا إِسْحَاقُ – هُوَ ابْنُ إبراهيم الحنظلي5 - أنا النضر نا شعبة ننا أَنَسُ بْنُ سِيرِينَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابن عمر:
__________
1. في الأصل الحسين والتصويب من تاريخ بغداد 9/438، والأنساب 13/54.
2. بفتح النون وتشديد الخاء المعجمة بعدها ألف وفي آخرها السين المهملة هذا الاسم لمن يكون دلالا في بيع الجواري والغلمان والدواب (الأنساب 13/54) .
3. لم أجد رواية القطان فيما اطلعت عليه من المصادر.
4. اسمه عبد الله بن محمد بن علي بن زياد السمذي – بكسر السين المهملة وفتح الميم المشددة، وقيل بكسرها وفي آخره الذال المعجمة – هذه النسبة إلى السمذوهو نوع من الخبز الأبيض الذي يعمله الآكاسرة والملوك (الأنساب 7/216) .
5. المعروف بابن راهويه.

(1/157)


" أَنَّهُ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ وَهِيَ حَائِضٌ فَأَتَى عُمَرُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ فَأَمَرَهُ أَنْ يُرَاجِعَهَا ثُمَّ يُطَلِّقَهَا وَهِيَ طَاهِرٌ، قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ أَتَحْتَسِبُ بِتِلْكَ التَّطْلِيقَةِ؟ قَالَ: فَمَهْ1.
8- حديث آخر:
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أنا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ نا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الأَزْدِيُّ نا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ – هُوَ الزَّعْفَرَانِيُّ – نا أَبُو قَطَنٍ2 نا شُعْبَةُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ3 عَنْ أبي – هُرَيْرَةَ قَالَ:
" قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَسْبِغُوا الْوُضُوءَ وَيْلٌ لِلأَعْقَابِ4 مِنَ النَّارِ "5.
__________
1. لم أقف على رواية النضر بن شميل هذه.
حديث ابن عمر هذا مشهور من رواية ابنه سالم عنه عند البخاري وغيره (الفتح 8/653 ح 4908) من كتاب التفسير ((سورة الطلاق)) ، ومن رواية مالك وغيره عن نافع عن ابن عمر عند البخاري وغيره (التفح 9/435 ح 5251) كتاب الطلاق الباب الأول.
راجع بيان طرق هذا الحديث والتي لم يذكرها الخطيب، وفيها تأكيد ما ذكره الخطيب من الإدراج والراجح فيه في الصفحة السابقة حاشية ((أي عند تخريج حديث محمد بن جعفر غندر)) .
2. عمرو بن الهيثم بن قَطَن – بفتح القاف والمهملة آخره نون – القُطَعي – بضم القاف وفتح المهملتين – البصري ثقة مات سنة 200 هـ (التقريب 263) .
3. القرشي الجمحي مولاهم أبو الحارث المدني ثقة (التهذيب 9/169) .
4. قال الجوهري في الصحاح 1/184: والعقب بكسر القاف وتسكينها لغتان. مؤخر القدم وهي مؤنثة وعقب الرجل ولده وولد ولده.
5. لم أجد رواية أبي قطن هذه فيما وقفت عليه من المصادر وجميع كتب المصطلح اللاحقة للخطيب لم تعزها لغير المدرج للخطيب.

(1/158)


قَرَأْتُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ الْبَرْقَانِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ عُمَرَ الْحَافِظِ أن أَبَا بَكْرٍ النَّيْسَابُورِيَّ1 حَدَّثَهُمْ قَالَ: نا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ نا شَبَابَةُ نا شُعْبَةُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَسْبِغُوا الْوُضُوءَ وَيْلٌ لِلأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ "2.
" وَهِمَ أَبُو قَطَنٍ عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ القُطَعي وَشَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ الْفَزَارِيُّ في روايتهما هذا الحديث (9/أ) عَنْ شُعْبَةَ عَلَى مَا سُقْنَاهُ ".
وَذَلِكَ أَنَّ قَوْلَهُ: " أَسْبِغُوا الْوُضُوءَ" كَلامُ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَقَوْلُهُ: " وَيْلٌ لِلأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ " كَلامُ3 النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَقَدْ رواه دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ وَوَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ وَآدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ وَعَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، وَعَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ غُندر، وهشيم بْنُ
__________
1. عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ بن زياد الفقيه قال الخطيب: كان حافظا متقنا عالما بالفقه والحديث معا موثقا في روايته، مات سنة 324 هـ (تاريخ بغداد 10/120، الأنساب 13/235) .
2. لم أقف على رواية شبابة بن سوار وذكرها علماء المصطلح في باب المدرج ولم يعزوها لغير كتاب الفصل للوصل للخطيب.
3. ورد رفع جميع هذا المتن أعني: " أَسْبِغُوا الْوُضُوءَ وَيْلٌ لِلأَعْقَابِ مِنَ النار " إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من حديث عبد الله ابن عمرو بن العاص عند مسلم 1/214 ح 26 من كتاب الطهارة باب وجوب غسل الرجلين بكمالهما.
ورواه أحمد 2/193 من المسند، وابن ماجة 1/154 ح 450 كتاب الطهارة باب غسل العراقيب.
وورد وقف ((أسبغوا)) ورفع الباقي عن عائشة رضي الله عنها عند مسلم 1/213 ح 25 كتاب الطهارة باب وجوب غسل الرجلين ... وابن ماجة ... 1/154 ح 452 كتاب الطهارة ...

(1/159)


بَشِيرٍ وَيَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ وَالنَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ وَوَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ وَعِيسَى بْنُ يُونُسَ وَمُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ كُلُّهُمْ عَنْ شُعْبَةَ، وَجَعَلُوا الْكَلامَ الأَوَّلَ مِنْ قَوْلِ أَبِي هريرة والكلام الثاني مرفوعا.1
أخبرناه أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ فَارِسٍ نا يونس بن حبيب نا أَبُو دَاوُدَ نا شُعْبَةُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، وَأَتَى عَلَى قَوْمٍ يَتَوَضَّئُونَ مِنَ الْمَطْهَرَةِ2 فَقَالَ: أَسْبِغُوا الْوُضُوءَ، فَإِنِّي سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " وَيْلٌ للعقب من النار " 3.
حدثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبَانٍ التَّغْلِبِيُّ الْهِيتِيُّ4 - لفظا – نا محمد بْنُ سَلْمَانَ النَّجَّادُ قَالَ: قُرِئَ على عبد الملك ابن مُحَمَّدٍ وَأَنَا أَسْمَعُ قَالَ: نا وهب – يعني بن جرير – ننا شُعْبَةُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ قَالَ: كَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يَمُرُّ بِنَا وَنَحْنُ نَتَوَضَّأُ مِنَ الْمَطْهَرَةِ. فَيَقُولُ: أَسْبِغُوا الْوُضُوءَ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: وَيْلٌ لِلأَعْقَابِ مِنَ النار "5.
__________
1. ما بين إشارتي التنصيص نقله عن المصنف الحافظ العراقي في التقييد والإيضاح 107 – 108.
وقد تابع هؤلاء في روايتهم عن شعبة: حجاج بن منهال في مسند أحمد 2/494، وهاشم بن القاسم عند الدارمي 1/145 ح 713 وتابع شعبة عن ابن زياد: الربيع بن مسلم عند مسلم 1/214 ح 28 ومعمر عند أحمد 2/284.
2. قال صاحب الصحاح 2/727: والمطهرة – بفتح الميم وكسرها – الإداوة والفتح الأعلى والجمع المطاهر، ويقال السواك مطهرة – بالفتح – للفم أ. هـ.
3. انظر مسند الطيالسي 325 ح 2486.
4. قال السمعاني في الأنساب 13/445: بكسر الهاء وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وفي آخرها التاء المنقوطة من فوقها باثنتين هذه النسبة إلى هيت بليدة فوق الأنبار من أعمال بغداد أ. هـ.
5. أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار 1/38 من طريق ابن مرزوق عن وهب به ...

(1/160)


أخبرنا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَخْلَدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْمُعَدَّلُ نا مُكْرَمُ بْنُ أَحْمَدَ الْقَاضِي نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْهَيْثَمِ الْبَلَدِيُّ1 نا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ نا شُعْبَةُ نا محمد ابن زِيَادٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، وَكَانَ يَمُرُّ بِنَا وَالنَّاسُ يَتَوَضَّئُونَ مِنَ الْمَطْهَرَةِ فَيَقُولُ: أَسْبِغُوا الْوُضُوءَ، فَإِنَّ أَبَا الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " وَيْلٌ لِلأَعْقَابِ من النار "2.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أنا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ نا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ السَّدُوسِيُّ نا عَاصِمٌ – يَعْنِي ابْنَ عَلِيٍّ – نا شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنُ زِيَادٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، وَكَانَ يَمُرُّ بِنَا وَالنَّاسُ يَتَوَضَّئُونَ مِنَ الْمَطْهَرَةِ فَيَقُولُ: أَسْبِغُوا الْوُضُوءَ فَإِنَّ أَبَا الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " وَيْلٌ للعقب من النار "3.
حدثنا أَبُو بَكْرٍ الْهِيتِيُّ نا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ نا مُحَمَّدُ بْنُ عبدوس بن كامل.
وَأَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أنا دَعْلَجٌ نا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَبْدُوسٍ نا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ أنا شُعْبَةُ بِإِسْنَادِهِ مِثْلُهُ سَوَاءٌ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: " وَيْلٌ للأعقاب من النار "4.
__________
1. قال في الأنساب 2/306: بفتح الباء المنقوطة بواحدة واللام وفي آخرها الدال المهملة هذه النسبة إلى موضعين أحدهما البلد اسم بلدة تقارب الموصل يقال لها بلد الحطب وبها كان يونس بن متى عليه السلام، والثاني منسوبة إلى بلد الكرج – بالجيم – التي بناها أبو دلف وسماها البلد. أ. هـ.
2. رواه البخاري – كتاب الوضوء باب غسل الأعقاب – انظر الفتح (1/267 ح 165) .
3. لم أجد رواية عاصم هذه فيما وقفت عليه من المصادر.
4. رواه الطحاوي في شرح معاني الآثار 1/38 من طريق ابن خزيمة عن علي به.

(1/161)


حدثنا محمد بن عبد الله بن أَبَانٍ نا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ النَّجَّادُ نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنِي أَبِي نا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ نا شُعْبَةُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ أَنَّهُ قَالَ: كَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يَأْتِي عَلَى النَّاسِ وَهُمْ يَتَوَضَّئُونَ مِنَ الْمَطْهَرَةِ فَيَقُولُ لَهُمْ: أَسْبِغُوا الْوُضُوءَ فَإِنِّي سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " وَيْلٌ لِلأَعْقَابِ من النار "1.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ دَاوُدَ الرَّزَّازُ أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ قريش البزار وحبيب ابن الْحَسَنِ الْقَزَّاز قَالا: نا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْمَرْوَزِيُّ أنا أَبُو عبيد القاسم بن سلام (9/ب) نا هشيم2 أخبرنا شُعْبَةُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ أَتَى عَلَى قَوْمٍ يَتَوَضَّئُونَ فَقَالَ: أَسْبِغُوا الْوُضُوءَ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " وَيْلٌ لِلأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ "3.
أنا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أنا دعلج بن أحمد ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ القباني ثنا عمرو بن علي4 ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ. قَالَ دَعْلَجٌ: ونا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شِيرَوَيْهِ نا إِسْحَاقُ أنا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ قَالا: نا شُعْبَةُ نا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ قَالَ: كَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يَمُرُّ بِنَا وَنَحْنُ نَتَوَضَّأُ مِنَ الْمَطْهَرَةِ فَيَقُولُ: أَسْبِغُوا الْوُضُوءَ، فَإِنَّ أَبَا الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " وَيْلٌ لِلأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ " 5 لَفْظُ يزيد بن زريع.
__________
1. رواه أحمد في المسند 2/409.
2. ابن بشير الواسطي.
3. رواه أحمد (انظر المسند 2/228) إلا أنه قال: عن شعيب عن ابن زياد فلا أدري أشعيب هنا تصحيف لشعبة أم ماذا؟؟.
4. هو أبو حفص الفلاس ثقة حافظ مات سنة 249هـ (التقريب 261) .
5. انظر رواية النضر بن شميل في المنتقى لابن الجارود 36 ح 79، ولم أقف على رواية يزيد بن زريع.

(1/162)


حدثنا أَبُو بَكْرٍ الْهِيتِيُّ1 نا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ نا أَبُو بَكْرِ بْنُ المُطوعي2 نا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ3 نا وَكِيعٌ4 عَنْ شُعْبَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ رَأَى قَوْمًا يَتَوَضَّئُونَ مِنَ الْمَطْهَرَةِ، فَقَالَ: أَسْبِغُوا الْوُضُوءَ فَإِنِّي سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " وَيْلٌ لِلْعَرَاقِيبِ مِنَ النار " 5.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَمْدَانَ حَدَّثَكُمُ الْحَسَنُ بْنُ علي السُرّي6 نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى نا عِيسَى بْنُ يُونُسَ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ وَكَانَ يَمُرُّ بِنَا وَالنَّاسُ يَتَوَضَّئُونَ مِنَ الْمَطْهَرَةِ فَيَقُولُ: أَسْبِغُوا الْوُضُوءَ فَإِنَّ أَبَا الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " ويل للعراقيب7 من النار "8.
__________
1. محمد بن عبد الله بن أبان التغلبي.
2. قال في الأنساب 12/317: بضم الميم وتشديد الطاء المهملة وفتحها وكسر الواو في آخرها العين المهملة هذه النسبة إلى المطوعة، وهم جماعة فرعوا أنفسهم للغزو والجهاد ورابطوا في الثغور. أ. هـ ولم أعرف اسمه ولا ترجمته.
3. عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن عثمان الحافظ الثقة صاحب المصنف والمسند مات سنة 235هـ (التهذيب 6/2) .
4. ابن الجراح بن مليح الؤاسي أبو سفيان الحافظ الثقة العابد صاحب الزهد – مطبوع – مات سنة 197هـ (التهذيب 11/123) .
5. انظر مصنف ابن أبي شيبة 1/26، وأخرجه أيضا مسلم من طريق ابن أبي شيبة، وقتيبة وأبي كريب عن وكيع به (صحيح مسلم 1/214 ح 29 كتاب الطهارة باب وجوب عسل الرجلين ... ) .
6. قال في الأنساب 7/136: بضم السين المهملة وتشديد الراء المكسورة هذه النسبة إلى ((سر)) قرية من قرى الري. أ. هـ.
7. قال الجوهري: العرقوب العصب الغليظ فوق عقب الإنسان (الصحاح 1/180) .
8. رواه ابن الجارود في المنتقى 36/ ح 78.

(1/163)


وأخبرنا الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ الإِسْمَاعِيلِيِّ أَخْبَرَكُمْ يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْبَخْتَرِيِّ نا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ نا أَبِي نا شُعْبَةُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ فَذَكَرَ مِثْلَهُ سَوَاء1.
9- حديث آخر:
أخبرنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ الْحِيرِيُّ وَالْحُسَيْنُ بْنُ عُثْمَانَ الشِّيرَازِيُّ قَالا: أنا أبو الهيثم بن محمد بن المكي الكُشْمِيْهني2.
وأخبرنا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ أَخُو الْخَلَّالِ أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَاجِبٍ الكُشَاني3 قَالا: نا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْفَرَبْرِيُّ4 نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ نا بِشْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ أنا عَبْدُ اللَّهِ – هُوَ ابْنُ الْمُبَارَكِ – أنا يُونُسُ5 عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ يَقُولُ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
__________
1. لم أقف على رواية معاذ بن معاذ عن شعبة.
2. بضم الكاف وسكون الشين المعجمة وكسر الميم وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفتح الهاء وفي آخرها نون، هذه النسبة إلى قرية من قرى مرو (الأنساب 11/115 – 116) .
3. بضم الكاف وفتح الشين المعجمة بعدها الألف وفي آخرها النون هذه النسبة إلى الكشانية وهي بلدة بنواحي سمرقند (الأنساب 11/110 -111) .
4. بفتح الفاء والراء وسكون الباء المنقوطة بواحدة وبعدها راء أخرى هذه النسبة إلى فربر وهي بلدة على طرف جيحون مما يلي بخارى. (الأنساب 10/170) .
5. ابن يزيد بن أبي النجاد الأيلي – بفتح الألف وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها اللام نسبة إلى بلدة على ساحل بحر القلزم مما يلي مصر (اللباب 1/98) ، ويعرف الآن بالأحمر، وثقه ابن المبارك وابن معين والنسائي والعجلي وغيرهم وتكلم فيه من جهة حفظه أحمد ووكيع وابن سعد وغيرهم مات سنة 159 هـ (التهذيب 11/450) .

(1/164)


" لِلْعَبْدِ الْمَمْلُوكِ الصَّالِحِ أَجْرَانِ، وَالَّذِي نفسي بيده لولا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْحَجُّ وَبِرُّ أُمِّي لأَحْبَبْتُ أَنْ أَمُوتَ وَأَنَا مَمْلُوكٌ "1.
كَذَا رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي كِتَابِ الْجَامِعِ الصَّحِيحِ عَنْ بِشْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَرْوَزِيِّ عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ.
وَقَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هو " للعبد الصَّالِحِ أَجْرَانِ " فَقَطْ وَمَا بَعْدَ ذلك إنما هوكلام أبي هريرة2.
رواه مبينًا مجودا حِبَّانُ بْنُ مُوسَى عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، وَكَذَلِكَ رَوَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ الْمِصْرِيُّ عَنْ يُونُسَ بن يزيد.
__________
1. انظر صحيح البخاري كتاب العتق باب العبد إذا أحسن عبادة ربه ونصح سيده (الفتح 5/175 ح 2548) .
2. ذكر الحافظ في النكت على ابن الصلاح 2/812 هذا الحديث مثالا من أمثلة وجوه معرفة المدرج، وذلك للوجه الأول وهو ما يستحيل إضافته إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثم قال: فهذا الفصل الذي في آخر الحديث لا يجوز أن يكون مِنْ قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذ يمتنع عليه أن يتمنى أن يصير مملوكا، وأيضا لم يكن له أم يبرها بل هذا من قول أبي هريرة رضي الله عنه أُدرح في المتن. أ. هـ.
قال في الفتح 5/175-176 في شرح هذا الحديث: " ظاهر هذا السياق رفع هذا الجمل إلى آخرها، وعلى ذلك جرى الخطابي ... ، وجزم الداودي وابن بطال وغير واحد بأن ذلك مدرج من قول أبي هريرة ويدل عليه من حيث المعنى قوله: " وبرّ أمي " فإنه لم يكن للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حينئذ أم يبرها ... إلى أن قال: فقد فصله الإسماعيلي من طريق أخرى عن ابن المبارك ولفظه " والذي نفس أبي هريرة بيده ... " وكذلك أخرجه الحسين بن الحسن المروزي في كتاب ((كتاب البر والصلة)) .. إلخ. أ. هـ ملخصا من الفتح.

(1/165)


أما حديث حبان عن ابن المبارك.
فأخبرناه أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ الإِسْمَاعِيلِيِّ أَخْبَرَكَ الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ نا حِبَّانُ نا عَبْدُ اللَّهِ أنا يُونُسُ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: سمعت (10/أ) سَعِيدًا يَقُولُ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: قال رسول اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لِلْمَمْلُوكِ الصَّالِحِ أَجْرَانِ ". " وَالَّذِي نَفْسُ أَبِي هُرَيْرَةَ بيده لولا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْحَجُّ وَبِرُّ أُمِّي لأَحْبَبْتُ أَنْ أَمُوتَ وَأَنَا مَمْلُوكٌ "1.
وأما حديث ابن وهب عن يونس.
فَأَخْبَرَنِيهِ أَبُو بكر أحمد بن علي بن مُحَمَّدٍ الْيَزْدِيُّ2 الْحَافِظُ – بِنَيْسَابُورَ – أنا أَبُو عَمْرِو بْنُ حَمْدَانَ3 أنا عبد الله بن محمد ابن يونس السمناني ثنا أبو طاهر – يعني أحمد بن عمرو السَّرْحِ – أنا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ يَقُولُ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لِلْعَبْدِ الْمُصْلِحِ أَجْرَانِ ".
وَالَّذِي نَفْسُ أَبِي هُرَيْرَةَ بِيَدِهِ لَوْلا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْحَجُّ وَبِرُّ أُمِّي لأَحْبَبْتُ أَنْ أموت وأنا مملوك.
__________
1. أشار الحافظ في (الفتح 5/176) إلى رواية الإسماعيلي وعزاها إلى مستخرجه على البخاري.
2. بفتح الياء وسكون الزاي وبعدها دال مهملة هذه النسبة إلى مدينة يزد وهي من أعمال اصطخر فارس بين أصفهان وكرمان ينسب إليها جماعة كثيرة من العلماء – أ. هـ (اللباب 3/411) .
3. مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَمْدَانَ الحيري (الأنساب 4/326) .

(1/166)


قَالَ: وَبَلَغَنَا أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ لَمْ يَكُنْ يَحُجُّ حَتَّى مَاتَتْ أمه لصحبتها1.
10- حَدِيثٌ آخَرُ:
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْهَاشِمِيُّ نا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الدقاق نا أَبُو بَكْرٍ يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ2 أنا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ أنا خَالِدٌ3 وَهِشَامٌ4 عَنْ مُحَمَّدٍ5 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
" إِذَا قَرُب الزَّمَانُ لَمْ تَكَدْ رُؤْيَا الْمُسْلِمِ تَكْذِبُ، وَأَصْدَقُهُمْ رؤيا أصدقهم
__________
1. صحيح مسلم 3/1284 ح 44 كتاب الأيمان باب ثواب العبد وأجره إذا نصح لسيده.
وقوله " بلغنا " من كلام الزهري نص على ذلك الحافظ في الفتح 5/176.
وورد هنا قوله " للعبد المصلح " وفي رواية البخاري والإسماعيلي المتقدمتين " الصالح " والحديث رواه أحمد في المسند 2/330، 402، كرواية مسلم إلا قوله: " بلغنا ... " ليس عند أحمد.
وكذلك رواه البخاري في الأدب المفرد 62 ح 208 من طريق سليمان بن بلال عن يونس به ... وفيه فصل كلام أبي هريرة من كلام رسول الله عليه وسلم.
2. هو يحيى بن جعفر الواسطي، قال أبو حاتم: محله الصدق، وقال الدارقطني: لا بأس به لم يطعن فيه أحد بحجة (الجرح والتعديل 4/134، الميزان 4/386) .
3. ابن مهران أبو المنازل الحذاء – بالذال العجمة – البصري، وثقه أحمد وابن معين والنسائي وابن سعد وغيرهم مات سنة 141 هـ (التهذيب 3/120) .
4. ابن حسان الأزدي القردوسي – بالقاف وضم الدال المهملة – أبو عبد الله البصري، قال ابن حجر في التقريب 364: ثقة من أثبت الناس في ابن سيرين، وفي روايته عن الحسن وعطاء مقال لأنه قيل كان يرسل عنهما، مات سنة 147 هـ أو بعدها.
5. ابن سيرين أبو بكر البصري أمام وقته، مولى أنس بن مالك مات سنة 110 هـ التهذيب 9/214.

(1/167)


حَدِيثًا، وَرُؤْيَا الْمُسْلِمِ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ، والرؤيا ثَلاثَةٌ فَرُؤْيَا بُشْرَى مِنَ اللَّهِ، ورؤيا من الشيء يحدث بِهِ الإِنْسَانُ نَفْسَهُ، وَرُؤْيَا مِنْ تَحْزِينِ الشَّيْطَانِ، فَإِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ مَا يَكْرَهُ فَلا يَذْكُرَنَّهُ، وَلْيَقُمْ فَلْيُصَلِّ، وَأُحِبُّ الْقَيْدَ1 فِي النَّوْمِ، وَأَكْرَهُ الغُل2، الْقَيْدُ ثَبَاتٌ فِي الدين "3.
أخبرنا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ الدَّقَّاقُ وَعَلِيُّ بْنُ الْمُحَسِّنِ بْنِ عَلِيٍّ الْقَاضِي قَالا: أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ الرَّزَّازُ أنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْفِرْيَابِيُّ نا عَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ النَّرْسِيُّ نا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ نا سَعِيدٌ4 عَنْ قَتَادَةَ عن محمد بن سيرين عن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ نَبِيُّ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
" إِنَّ الرُّؤْيَا ثَلاثَةٌ5 فَرُؤْيَا يُحَدِّثُ الرَّجُلُ بِهِ نَفْسَهُ، وَرُؤْيَا حَقٌّ، ورؤيا تحزين
__________
1. قال الحافظ في الفتح 12/405: أي من رأى في المنام أنه مقيد ما يكون تعبيره؟
وظاهر إطلاق الخبر أنه يعبر بالثبات في الدين ... إلخ. أ. هـ مختصرا.
2. الغل بضم الغين المعجمة وتشديد اللام واحد. الأغلال يقال: في رقبته غلّ من حديد ... وغللتُ يده إلى عنقه وقد غل فهو مغلول. أ. هـ ملخصا من (الصحاح 5/1783 – 1784) .
3. رواه الإمام أحمد في المسند 2/507، من طريق يزيد بن هارون عن هشام به مرفوعا كامل المتن كما هو هنا، ورواه مسلم من طريق حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ وهشام ... به موقوفا على أبي هريرة ولم يَذْكُرْ فِيهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ 4/1773 ح 6 من كتاب الرؤيا.
ورواه الدارمي 2/49 – 50 ح 2149، 2150 عن مخلد بن الحسين عن هشام مرفوعا كرواية أحمد. أما رواية خالد عن ابن سيرين فلم أقف عليها فيما اطلعت عليه من المصادر، إلا أن الحافظ في الفتح 12/410 أشار إلى رواية علي بن عاصم عنهما ولم يعزها لغير المدرج للخطيب.
4. هو ابن أبي عروبة أبو النضر اليشكري البصري، ثقة حافظ كان من أثبت الناس في قتادة مات سنة 156 هـ (التهذيب 4/63) .
5. في هذا الموضع من الأصل علامة التضبيب ولعله بسبب تأنيث العدد هنا، والأمر جائز في اللغة، لأن الرؤيا مؤنث غير حقيقي والله أعلم.

(1/168)


مِنْ الشَّيْطَانِ، وَكَانَ يَقُولُ: أَكْرَهُ الغُل وَيُعْجِبُنِي الْقَيْدَ، الْقَيْدُ ثَبَاتٌ فِي الدِّينِ، وَكَانَ يَقُولُ: إِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ شَيْئًا يَكْرَهُهُ فَلْيَقُمْ فَلْيُصَلِّ "1.
هَكَذَا رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
قَصَرَ عَنْ سِيَاقَةِ خَالِدٍ وَهِشَامٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ الَّتِي بَدَأْنَا بِهَا.
وَقَدْ رَوَى عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ عَنْ أَيُّوبَ السختياني عن محمد بن سيرين مِثْلَ رِوَايَةِ خَالِدٍ وَهِشَامٍ كَذَلِكَ.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْعَبَّاسِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَمْدَانَ حَدَّثَكُمْ أَبُو الْعَبَّاسِ السَّرَّاجُ2.
قَالَ: وَقُرِئَ عَلَى أَبِي مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ3 وَأَنَا أَسْمَعُ حَدَّثَكُمُ ابْنُ شِيرَوَيْهِ4 قَالا: نا إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ أنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ المجيد ثَنَا أَيُّوبُ5 عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال:
__________
1. رواه الترمذي 4/537 ح 2280 كتاب الرؤيا باب في تأويل الرؤيا ما يستحب ويكره، وقال: هذا حديث حسن صحيح، ورواه النسائي في الكبرى (تحفة الأشراف 10/347 ح 14496) .
2. محمد بن إسحاق وثقه الخطيب والذهبي مات سنة 313 هـ (تاريخ بغداد 1/448، تذكرة الحفاظ 2/731) .
3. هو عبد الله بن محمد بن زياد السمذي تقدم.
4. عبد الله بن محمد بن شيرويه تقدم.
5. ابن أبي تميمة السختياني إمام ثقة حافظ مات سنة 131 هـ (التهذيب 1/397) .

(1/169)


" إِذَا اقْتَرَبَ الزَّمَانُ لَمْ تَكَدْ رُؤْيَا الْمُؤْمِنِ أَنْ تَكْذِبَ، وَأَصْدَقُهُمْ رُؤْيَا أَصْدَقُهُمْ حَدِيثًا، وَرُؤْيَا الْمُسْلِمِ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا من النبوة، والرؤيا (10/ب) ثَلاثٌ؛ فَالرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ بُشْرَى مِنَ اللَّهِ، وَرُؤْيَا تَحْزِينٌ مِنَ الشَّيْطَانِ، وَرُؤْيَا مِمَّا يُحَدِّثُ بِهِ الْمَرْءُ نَفْسَهُ، فَإِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ رُؤْيَا يَكْرَهُهُ1 فَلا يُحَدِّثْ بِهِ النَّاسَ، وَأُحِبُّ الْقَيْدَ فِي النَّوْمِ وَأَكْرَهُ الغُلّ، وَالْقَيْدُ ثَبَاتٌ فِي الدِّينِ "2.
جَاءَ فِي هَذِهِ الأَحَادِيثِ الَّتِي ذَكَرْنَاهَا أَنَّ جَمِيعَ هَذَا الْمَتْنِ قَوْلُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا ذِكْرَ الْقَيْدِ والغل فإنه من قول أبي هريرة أدرجه الرُّوَاةُ فِي الْحَدِيثِ3 وَبَيَّنَهُ مَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ فِي رِوَايَتِهِ عَنْ أَيُّوبُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ.
__________
1. في الأصل تضبيب لعله إشارة إلى تذكير الضمير وكان الأولى التأنيث والله أعلم.
2. رواه مسلم 4/1773 ح 6 من كتاب الرؤيا عن محمد بن أبي عمر المكي، وقال في آخره قوله: " وأحب القيد ... " فلا أدري هو في الحديث أم قاله ابن سيرين.
والحديث أخرجه أيضا أبو داود في كتاب الأدب من سننه باب ما جاء في الرؤيا 5/282 ح 5019 من طريق قتيبة بن سعيد عن عبد الوهاب به، ورواه أيضا الترمذي في جامعه 4/532 ح 2270 كتاب الرؤيا باب إن رؤيا الْمُؤْمِنِ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جزءا من النبوة عن نصر بن علي عن عبد الوهاب. وقال: هذا حديث حسن صحيح.
3. نص على ذلك أيضا البخاري حيث قال – بعد إخراجه لرواية عوف الأعرابي عن ابن سيرين التي سيأتي تخريجها بعد قليل -: وروى قتادة وهشام ... وأدرجه بعضهم كله في الحديث، وحديث عوف أبين لأنه فصل المرفوع من الموقوف. (راجع الفتح 12/404 – 410) .
وكذا النص على الإدراج الإمام مسلم في صحيحه 4/1773، حيث قال تعقيبا على رواة عبد الوهاب الثقفي عن أيوب ... -: فلا أدري هو في الحديث " وأكره الغل ... " أم قاله ابن سيرين، ثم ساق بعد ذلك رواية معاذ بن هشام بن عبد الله الدستوائي، عن أبيه عن قتادة ثم قال بعدها: وأدرج في الحديث قوله: " وأكره الغل ... " إلى تمام الكلام. أ. هـ.
وكذلك عزا الحافظ في الفتح (12/407 – 409) : التنصيص على الإدراج إلى أبي عوانة الإسفراييني في صحيحه، والقرطبي في شرح مسلم ((المفهم)) ، وكذلك نص المنذري على الإدراج في مختصر أبي داود (7/297) .

(1/170)


أخبرناه أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْبَزَّازُ1 - بِالْبَصْرَةِ – نا أَبُو بَكْرِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُمَرَ ابن يزيد الخلال نا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الرَّمَادِيُّ نَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أنا مَعْمَرٌ عَنْ أَيُّوبَ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
" فِي آخِرِ الزَّمَانِ لا تَكَادُ رؤيا المؤمن تكذب، وأصدقكم رؤيا أصدقكم حَدِيثًا، وَالرُّؤْيَا ثَلاثَةٌ؛ الرُّؤْيَا الْحَسَنَةُ بُشْرَى مِنَ اللَّهِ، وَالرُّؤْيَا يُحَدِّثُ بِهَا الرَّجُلُ نَفْسَهُ، وَالرُّؤْيَا تَحْزِينٌ مِنَ الشَّيْطَانِ2، وَإِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ رُؤْيَا يَكْرَهُهَا فَلا يُحَدِّثُ بِهَا أَحَدًا وَلْيَقُمْ فَلْيُصَلِّ ".
قَالَ: وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: يُعْجِبُنِي الْقَيْدَ وَأَكْرَهُ الغُلّ، الْقَيْدُ ثَبَاتٌ فِي الدِّينِ3.
وأما حديث عوف.
فَأَخْبَرَنَاهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ الْحِيرِيُّ أنا أَبُو الْهَيْثَمِ مُحَمَّدُ بْنُ الْمَكِّيِّ الكُشْميهني ثنا محمد بن يوسف الفربري ثنا محمد بن إسماعيل البخاري ثنا عبد الله بن الصباح ثنا معتمر4 قال: سمعت عوفًا5 ثنا محمد بن
__________
1. بزايين بينهما ألف كذا في الأصل ولم أقف على ترجمته فيما اطلعت عليه من المراجع.
2. كتب هنا في الأصل كلمة ((كذا)) .
3. رواه مسلم 4/1773 ح 6 كتاب الرؤيا، ورواه أحمد في المسند 2/269، ورواه الترمذي 4/541 ح 2291.
4. هو ابن سليمان التيمي تقدم.
5. ابن أبي جميلة العبدي الهجري أبو سهل البصري المعروف بالأعرابي وثقه أحمد وابن معين والنسائي وغيرهم. وقد رمي بالقدر والتشيع مات سنة 147 هـ (الميزان 4/305، التهذيب 8/166، مقدمة الفتح 433) .

(1/171)


سِيرِينَ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
" إِذَا اقْتَرَبَ الزَّمَانُ لَمْ تَكَدْ تَكْذِبُ رُؤْيَا الْمُؤْمِنِ، وَرُؤْيَا الْمُؤْمِنِ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ ".
قَالَ مُحَمَّدٌ: وَأَنَا أَقُولُ هَذِهِ، قَالَ: وَكَانَ يُقَالُ الرُّؤْيَا ثَلاثٌ1، حَدِيثُ النَّفْسِ، وَتَخْوِيفُ2 الشَّيْطَانِ، وَبُشْرَى مِنَ اللَّهِ، فَمَنْ رَأَى شَيْئًا يَكْرَهُهُ فَلا يَقُصَّهُ عَلَى أَحَدٍ، وَلْيَقُمْ فَلْيُصَلِّ، قَالَ: وَكَانَ يَكْرَهُ الْغُلَّ فِي النَّوْمِ، وَكَانَ يُعْجِبُهُمُ القيد، ويقال: القيد ثبات الدِّينِ3.
11- حديث آخر:
أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الأَزْرَقُ أنا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ محمد بن عبد الله بن زِيَادٍ الْقَطَّانُ نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي نا مُسَدَّدٌ نا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ نا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدٍ4 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
__________
1. في الأصل هنا تضبيب لعله من أجل تذكير ثلاث وقد سبق تأنيثها في الروايات السابقة، والأمران جائزان عند النحاة لأن الرؤيا مؤنث غير حقيقي.
2. في الأصل في هذا الموضع إشارة ((كذا)) .
3. رواه البخاري في صحيحه كتاب الرؤيا باب القيد في النوم (انظر الفتح 12/404 ح 7017) .
ورواه أحمد في المسند 2/395، وابن ماجه 2/1285 ح 3906 كلاهما من طريق هوذة بن خليفة عن عوف مختصرا، قال في الزوائد ((زوائد ابن ماجه)) : في إسناده هوذة قال ابن معين: ضعيف.
4. هو ابن المسيب.

(1/172)


" مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلَّا يَمَسُّهُ الشَّيْطَانُ، فَيَسْتَهِلُّ صَارِخًا مِنْ مَسِّهِ إِلَّا مَرْيَمَ بِنْتَ عِمْرَانَ وَابْنَهَا قَالَ: فَإِنْ شِئْتُمْ قَرَأْتُمْ: {وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} 1.
قوله: فإن شئتم قرأت إِلَى آخِرِ الآيَةِ لَيْسَ مِنْ كَلامِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِنَّمَا هُوَ قَوْلُ أَبِي هُرَيْرَةَ2.
بَيَّنَ ذَلِكَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ وَعَبْدُ الأَعْلَى بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى وَمُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ فِي رِوَايَتِهِمْ عَنْ مَعْمَرٍ هَذَا الْحَدِيثَ.
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ شُعَيْبُ بْنُ [أبي] 3 حمزة عن الزهري.
__________
1. الآية 36 من سورة آل عمران، ولم أقف على رواية عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ عَنْ معمر فيما اطلعت عليه من المصادر.
ووجدت في تفسير ابن جرير الطبري 3/238 – 240: رواية فيها رفع جميع المتن مثل رواية ابن زياد عن معمر، وذلك عن أبي صالح عن أبي هريرة لكن في إسناد أبي جعفر الطبري يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الحُمّاني وهو متهم بسرقة الحديث، وكذلك عنعنة الأعمش وهو مدلس، وكذلك عن محمد بن إسحاق عن يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قسيط من طريقين إلا أن فيهما عنعنة ابن إسحاق وهو مدلس:
وقد أشار الحافظ في الفتح 6/470 إلى رواية أبي صالح هذا، وذكر أن تلاوة الآية موقوف على أبي هريرة لكنها أدرجت في المتن والله أعلم، وقد رواه عن الزهري عن أبي سلمة مثل هذه الرواية – أعني رفع المتن كله – معاوية بن يحيى الصدفي ومعاوية ضعفوه (انظر التهذيب 10/219) .
2. نص على ذلك مدرج الحافظ في الفتح وقد سبقت الإشارة إلى ذلك في الحاشية السابقة.
3. ما بين القوسين سقط من الأصل وأضفته من التهذيب 4/351، واسم أبي حمزة دينار كما سيأتي، وشعيب هذا من أثبت الناس في الزهري.

(1/173)


فأما حديث من رواه عن معمر مبينا مفصلا.
فأخبرنا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَرَأْتُ على محمد بْنِ حَمْدَانَ حَدَّثَكُمْ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُوحِ بْنِ أَبِي طالب:
قَالَ: وَقَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ حَدَّثَكُمُ ابْنُ شِيرَوَيْهِ قَالا: نا إِسْحَاقُ أنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ نا مَعْمَرٌ عن الزهري عن سعيد بن الْمُسَيِّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال:
" ما من مولد يُولَدُ1 إِلَّا وَالشَّيْطَانُ يَمَسُّهُ حِينَ يُولَدُ فَيَسْتَهِلُّ صَارِخًا مِنْ مَسِّ الشَّيْطَانِ إِلَّا مَرْيَمَ وَابْنَهَا "
قَالَ: ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ: اقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ: {وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} 2.
في حديث ابن شيرويه (11/أ) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حمدان نا عبد الله بن أَحْمَدَ حَدَّثَنِي أَبِي نا عَبْدُ الأَعْلَى عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عن
__________
1. في الأصل هنا تضبيب.
2. رواه الإمام البخاري في صحيحه كتاب التفسير باب (وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشيطان الرجيم) عن عبد الله بن محمد عن عبد الرزاق ... (انظر الفتح 8/212 ح 4548) .
ورواه مسلم في صحيحه أيضا 4/1838 ح 146 من كتاب الفضائل عن محمد بن رافع عنه.
وأخرجه أحمد في المسند 2/274-275.
وابن جرير في التفسير 3/239.

(1/174)


سَعِيدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
" مَا مِنْ مَوْلُودٍ يُولَدُ إِلَّا نَخَسَهُ1 الشَّيْطَانُ فَيَسْتَهِلُّ صَارِخًا مِنْ نَخْسَةِ الشَّيْطَانِ إِلَّا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ ".
ثُمَّ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: اقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ {إِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} 2.
أخبرنا ابْنُ الْفَضْلِ3 الْقَطَّانُ أنا أَحْمَدُ بن محمد بن عبد الله بْنِ زِيَادٍ نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ نا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ4 نا مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ عَنْ مَعْمَرٍ بِإِسْنَادِهِ نَحْوَهُ5، وَقَالَ فِيهِ: ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ.
وأما حديث شعيب عن الزهري.
فَأَخْبَرَنَاهُ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي6 بَكْرٍ أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بن محمد بن
__________
1. قال في القاموس 2/263: نخس الدابة كنصر وجعل غرز مؤخرها أو جنبها بعود ونحوه وقال في النهاية 5/32-33 – النخس الدفع والحركة ... وقد ورد في الحديث كثيرا.
2. رواه مسلم في كتاب الفضائل من صحيحه 4/1838 ح 146، من طريق أبي بكر بن أبي شيبة عن عبد الأعلى به ...
ورواه أحد في المسند 2/233 عن عبد الأعلى به ...
3. محمد بن الحسن بن الفضل ...
4. ابن حساب بكسر الحاء المهملة وتخفيف السين المهملة آخره موحدة ثقة مات سنة 238هـ (التقريب 310) .
5. لم أقف على تخريج رواية محمد بن ثور.
6. الحسن بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شاذان.

(1/175)


عبد الله المزي الْهَرَوِيُّ أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى الْجَكَّانِيُّ1 نا أَبُو الْيَمَانِ الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ أَخْبَرَنِي شُعَيْبُ بْنُ دِينَارٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ قَالَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: سَمِعْتُ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
" مَا مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ مَوْلُودٍ إِلا يَمَسُّهُ الشَّيْطَانُ حِينَ يُولَدُ فَيَسْتَهِلُّ صَارِخًا مِنْ مَسِّ الشَّيْطَانِ غَيْرَ مَرْيَمَ وَابْنِهَا ".
ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ: اقرؤوا إن شئتم {إِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} 2.
12- حديث آخر:
أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ القطان أنا محمد بن عثمان بن
__________
1. وضع في الأصل هنا إشارة تضبيب وكتب في هامش (ق 11 ب) : في نسخة السماع الحراني. أ. هـ.
ونسبته إلى ((جكان)) قال في معجم البلدان 2/148 في باب الجيم والكاف: بالفتح والتشديد محلة على باب مدينة هراء منها أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ ... فذكره وساق طرفا من أخباره وقال: مات سنة 292هـ. أ. هـ. وذكره ابن حبان في الثقات 8/477، انظر الأنساب هامش 3/298.
2. رواه البخاري في كتاب الأنبياء من صحيحه باب قوله تعالى: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ ... } الآية عن أبي اليمان ... (الفتح 6/469 ح 3431) .
ومسلم في صحيحه 4/1838 ح 146 من كتاب الفضائل عن عبد الله الدارمي عن أبي اليمان به ... هذا، وقد ورد الحديث عن أبي هريرة من عدة طرق مقتصرا فيه على المرفوع دون ذكر تلاوة الآية.
(راجع: مسلم الموضع المشار إليه سابقا، وأحمد في المسند 2/288، 9292، والطبراني في التفسير 3/329) .

(1/176)


يَحْيَى الآدَمِيُّ نا الْحَسَنُ بْنُ الفضل البوصرائي1 نا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ نا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ2 قَالَ: " رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أتي بِثَوْبٍ مِنَ الْقَصَّارِ أَوْ يَذْهَبُ بِهِ إِلَى الْقَصَّارِ عَلَيْهِ مَكْتُوبٌ شَيْطَانٌ، فَرَمَى بِهِ وَقَالَ: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ " 3.
كَذَا رَوَى هذا الحديث البوصرائي عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ عَدِيٍّ، وَقِصَّةُ الثَّوْبِ إِنَّمَا هِيَ عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ لأَنَّهُ هُوَ الَّذِي أَتَى بِالثَّوْبِ مِنَ الْقَصَّارِ، وَمَا قَبْلَ ذَلِكَ مِنْ رُؤْيَتِهِ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ محفوظ (وَكَانَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ يُشْبِهُهُ) .
__________
1. بضم الباء الموحدة وفتح الصاد المهملة والراء وفي آخرها الياء المثناة من تحت هذه النسبة إلى قرية من قرى بوصرا وهي قرية من قرى بغداد هكذا نسبه الحافظ السمعاني في 2/360 من كتاب الأنساب ثم قال ينسب إليها أبو علي الحسن بن الفضل بن السمح الزعفؤاني المعروف بالبوصرائي ... يوفي سنة 280هـ، أكثر الناس عنه ثم انكشف ستره فتركوه.
وفي تاريخ بغداد 7/401، قال: البوصرائي بالنون ونقل عن ابن المنادي قوله: ثم انكشف ستره فتركوه. أ. هـ.
2. هو وهب بن عبد الله السوائي صحابي صغير. قال الحافظ في الفتح 6/568: كان يقال له وهب الله ووهب الخير وهو مشهور بكنيته أكثر من اسمه. أ. هـ.
وجحيفة بضم الجيم والسوائي بالضم والمد، قال الحافظ: كان من أصحاب علي بالكوفة مات سنة 74هـ (الإصابة 10/321) .
3. رواه بهذا اللفظ الحافظ الطبراني في الكبير 22/129 ح 337 عن العباس بن الفضل الإسفاطي عن عبيد بن يعيش عن زكريا بن عدي..به ... ثم قال: رفعه عبيد بن يعيش ووفقه غيره. أ. هـ. ثم ساق رواية الوقف وعقب عليها بقوله: والصحيح هذا.
وذكر الهيثمي الرواية المرفوعة في المجمع 8/55. ثم قال: رواه الطبراني مرفوعا وموقوفا ورجالهما رجال الصحيح إلا أن الطبراني رجح الوقف على الرفع. أ. هـ.

(1/177)


كَذَلِكَ رَوَاهُ عَنِ ابْنِ أَبِي خَالِدٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كُنَاسَةَ الأَسَدِيُّ وَزُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ وَوَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ وَغَيْلانُ بْنُ جَامِعٍ وَخَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيُّ ومحمد بن الفضيل بْنِ غَزْوَانَ الضَّبِّيُّ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ الأَوْدِيُّ وَغَيْرُهُمْ1.
وَقَدْ رَوَى عُبَيْدُ بْنُ يَعِيشَ عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ عَدِيٍّ حَدِيثَ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ كَرِوَايَةِ الْجَمَاعَةِ عَنِ ابْنِ أَبِي خَالِدٍ وَفِيهِ ذِكْرُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ وَاتَّبَعَهُ بِقِصَّةِ الثَّوْبِ وَأَدْرَجَ ذَلِكَ.
وَرَوَى إِبْرَاهِيمُ بْنُ حُمَيْدٍ الرُّؤَاسِيُّ عَنِ ابْنِ أَبِي خَالِدٍ قِصَّةَ الثَّوْبِ مُفْرَدَةً، وَأَنَّهُ هُوَ الَّذِي مَرَّ بِهِ على أبي جحيفة.
فأما حديث مر روى عن إسماعيل بن أبي خالد (11/ب) عن أبي جحيفة حديث رؤيته لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وتشبيهه الحسن بن علي به وهو المحفوظ.
فأخبرنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ أَبُو الْقَاسِمِ الْوَاعِظُ أنا أَحْمَدُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ خُزَيْمَةَ نا أحمد ابن سَعِيدٍ الْجَمَّالُ نا مُحَمَّدُ بْنُ كُنَاسَةَ2 نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جُحَيْفَةَ:
__________
1. كذلك رواه عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ مثل رواية الجماعة يحيى بن سعيد القطان أخرج ذلك الإمام الترمذي في جامعه في موضعين كلاهما. – من طريق محمد بن بشار عنه به. (الترمذي 5/129 ح 2827 كتاب الأدب باب ما جاء في العِدَة – بكسر العين المهملة وتخفيف الدال المهملة – 5/659 ح 3777 كتاب المناقب باب مناقب الحسن والحسين وعقب ذلك بقوله: هذا حديث حسن صحيح.
2. اسمه محمد بن عبد الله بن عبد الأعلى وكناسة بضم الكاف وتخفيف النون بعدها ألف ثم سين مهملة – لقب لأبيه وقيل لجده، وثقه ابن معين وأبو داود والعجلي وابن المديني وابن حبان وقال أبو حاتم: كان صاحب أخبار يكتب حديثه ولا يحتج به، مات سنة 207 هـ. الجرح والتعديل 7/301، التهذيب 9/259.

(1/178)


رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: نَعَمْ. وَكَانَ الْحَسَنُ يشبهه1.
أخبرنا الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ الإِسْمَاعِيلِيِّ2 أَخْبَرَكُمْ يُوسُفُ الْقَاضِي3 نا عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ أنا زُهَيْرٌ4 عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ يشبهه5.
أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ أنا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ الصَّائِغُ أَنَّ سَعِيدَ بْنَ مَنْصُورٍ حَدَّثَهُمْ قَالَ: نا سُفْيَانُ6 عَنِ ابْنِ أَبِي خَالِدٍ قَالَ: مَشَيْتُ مَعَ أَبِي جُحَيْفَةَ إِلَى الْمَسْجِدِ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ:
" رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ الْحَسَنُ يشبهه "7.
__________
1. لم أقف عليه من رواية ابن كناسة.
2. أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ.
3. هو ابن يعقوب بن إسماعيل من ولد حماد بن زيد، وثقه الخطيب وأثنى على صلاحه واستقامته كثيرا، مات سنة 297 هـ (تاريخ بغداد 14/310) .
4. ابن معاوية أبو خيثمة الجعفي.
5. رواه البخاري في كتاب المناقب من صحيحه في باب صفة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من طريق أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يونس عن زهير ... به.. (الفتح 6/563 ح 3543) .
ورواه من طريق أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يونس عن زهير ... به الطبراني في الكبير 22/128 ح 333.
6. هو ابن عيينة.
7. رواه مسلم 4/1822 ح 107 من كتاب الفضائل، ورواه أبو بكر الحميدي في المسند 2/394 ح 890، ورواه من طريق الحميدي الطبراني في الكبير 22/128 ح 334) .

(1/179)


أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حمدان نا عبد الله بن أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلِ بْنِ هِلالِ بْنِ أَسَدٍ حَدَّثَنِي أَبِي نا وَكِيعٌ1 عَنْ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: سَمِعْتُ وَهْبًا أَبَا جُحَيْفَةَ قَالَ:
" رَأَيْتُ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ يشبهه "2.
أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى بْنِ هَارُونَ بْنِ الصَّلْتِ الأَهْوَازِيُّ نا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ الْهَمْدَانِيُّ نا يَعْقُوبُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ زِيَادٍ نا يَحْيَى بْنُ يَعْلَى نا أَبِي نا غَيْلانُ3 عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جحيفة يَقُولُ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ الْحَسَنُ يشبهه "4.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْمُقْرِئُ أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ نا مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى نا مُسَدَّدٌ نا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ نا إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنْ وَهْبٍ أَبِي جُحَيْفَةَ، قَالَ: " قُلْتُ رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: نَعَمْ، كَانَ الْحَسَنُ بن علي يشبهه "5.
__________
1. هو ابن الجراح.
2. أخرجه الحاكم في المستدرك 3/168 عن أحمد بن جعفر القطيعي عن عبد الله بن أحمد عن أبيه عن وكيع.. به ... ولم أقف عليه في المسند من طريق وكيع ووقفت عليه في المسند 4/307 من طريق يزيد بن هارون عن إسماعيل ... به..، ثم وجدته عن وكيع في فضائل الصحابة لأحمد 2/766 ح 1348.
3. هو ابن جامع بن أشعث أبو عبد الله البخاري ثقة مات سنة 132 هـ (التقريب 274) .
4. لم أقف على رواية غيلان فيما اطلعت عليه من المصادر.
5. رواه مسلم 4/1822 ح 107 من كتاب الفضائل عن سعيد بن منصور عن خالد بن عبد الله ... به ...
ورواه من طريق معاذ عن مسدد عن خالد ... الطبراني في الكبير 22/128 ح 335.

(1/180)


أَخْبَرَنِي أَبُو الْقَاسِمِ الأَزْهَرِيُّ1 نا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ2 نا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الْحَضْرَمِيُّ نا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ3 نا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ4 نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جُحَيْفَةَ يقول:
وأخبرنا الْجَوْهَرِيُّ أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ الْحَافِظُ نا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ نا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ قَالَ:
" رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ يُشْبِهُهُ "5.
وأما حديث عبيد بن يعيش عن زكريا بن عدي الذي جمع فيه بين الرواية المشهورة المحفوظة وبين قصة الثوب.
__________
1. عبيد الله بن أحمد الصيرفي.
2. هو المعروف بأبي بكر ابن شاذان.
3. هو الفلاس.
4. ابن غزوان بن جرير الضبي، وثقه ابن معين، وقال أحمد: كان يتشيع وكان حسن الحديث. قال أبو زرعة: صدوق من أهل العلم، وقال أبو حاتم: شيخ، وقال أبو داود: كان شيعيا محترقا (التهذيب 9/406) .
5. رواية محمد بن فضيل أخرجها البخاري في باب صفة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من كتاب المناقب من صحيحه من طريق عمرو بن علي الفلاس (الفتح 6/563 ح 3544) .
وأخرجها مسلم 4/1822 ح 107 من كتاب الفضائل عن واصل بن عبد الأعلى.
وأخرجها الترمذي أيضا من طريق واصل ... في كتاب الأدب باب ما جاء في العدة (جامع الترمذي 5/128 ح 2826) .
وأما رواية عبد الله بن إدريس فأخرجها الطبراني في الكبير 22/128 ح 331.

(1/181)


فَأَخْبَرَنِيهِ أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُقْرِئُ نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ أنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ المطيري نا محمد ابن إِسْمَاعِيلَ السُّلَمِيُّ نا عُبَيْدُ بْنُ يَعِيشَ نا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ عن حفص (12/أ) بْنُ غِيَاثٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ قَالَ: " رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ يُشْبِهُهُ، وأُتي بِثَوْبٍ مِنَ الْقَصَّارِ أَوْ يَذْهَبُ بِهِ إِلَى الْقَصَّارِ عَلَيْهِ مَكْتُوبٌ شَيْطَانٌ فَرَمَى بِهِ، وَقَالَ: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ " 1.
رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ الأَنْمَاطِيُّ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ يَعِيشَ فَلَمْ يَذْكُرْ فِيهِ قِصَّةَ الْحَسَنِ وَتَشْبِيهَهُ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بَلِ اقْتَصَرَ عَلَى قِصَّةِ الثَّوْبِ وَرَفَعَ جَمِيعَ الْمَتْنِ كَذَلِكَ.
أَخْبَرَنِي أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ محمد السبيع أنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَرْدَعِيُّ نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ بْنِ شَيْبَةَ نا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ نا عُبَيْدُ بْنُ يَعِيشَ نا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ عَنْ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ قَالَ: مَرَرْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعِي ثَوْبٌ أَذْهَبُ بِهِ إِلَى الْقَصَّارِ عَلَيْهِ صُورَةُ شَيْطَانٍ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ " 2. وَرِوَايَةُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ السُّلَمِيِّ عَنْ عُبَيْدٍ الَّتِي قَبْلَ هَذَا الْحَدِيثِ أَقْرَبُ إِلَى الصَّوَابِ, وَإِنْ كَانَ الْمَتْنُ فِيهَا مدرجا لأنه جمع فيها المرفوع والموقوف.
__________
1. لم أقف على رواية عبيد بن يعيش بهذا السياق، وقد مر في أول هذا الحديث أن الطبراني في الكبير أخرجه من طريق عبيد ولم يذكر في السياق الحسن بن علي. ورجع وقفه (راجع الطبراني في الكبير 22/129، ومجمع الزوائد 8/55) .
2. لم أقف عليه فيما وقفت عليه من المصادر.

(1/182)


وَأَمَّا حَدِيثُ مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحٍ هَذَا فَاقْتَضَبَ فِيهِ مَا لَيْسَ بِمَرْفُوعٍ فَرُفِعَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وأما حديث إبراهيم بن حميد عن أبي خالد الذي ذكر فيه قصة الثوب فقط ووقفها على جحيفة وأتى بالصواب في ذلك.
فَأَخْبَرَنِيهِ عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْمَحَامِلِيُّ نا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمُقْرِئُ نا أَبُو حَامِدٍ مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الْحَضْرَمِيُّ نا بُنْدَارٌ1 نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ قَالَ: " مَرَرْتُ عَلَى أَبِي جُحَيْفَةَ بِثَوْبٍ قَدْ جُعلت عَلَيْهِ عَلامَةً صُورَةَ شَيْطَانٍ فَكَرِهَهُ وَقَالَ: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ "2.3
13- حديث آخر:
أخبرنا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْوَاعِظُ أنا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ دَعْلَجٍ أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّائِغُ نا سَعِيدٌ – يَعْنِي ابْنَ مَنْصُورٍ – نا أَبُو مَعْشَرٍ4 عَنْ نَافِعٍ قَالَ: بَلَغَنِي عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ حَدِيثٌ، فَأَتَيْتُهُ أَنَا وَابْنُ عُمَرَ فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول:
__________
1. هو محمد بن بشار.
2. لم أقف عليه بهذا السياق عن إِبْرَاهِيمُ بْنُ حُمَيْدٍ الرُّؤَاسِيُّ عَنِ إسماعيل، ولكن وجدته في الطبراني في الكبير 22/129 ح 338، وذلك من طريق محمد بن عبد الله الحضرمي عن محمد بن عبد الله بن نمير عن زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ عَنْ حَفْصِ بن غياث عن إسماعيل ... بهذا السياق والله أعلم.
3. كتب في هامش ق 12 ب مقابل هذا الموضع من الأصل ما نصه (بلغ مقابلة في الثاني حسب الطاقة) .
4. نجيح بن عبد الرحمن السندي المدني مولى بني هاشم، ضعفه أحمد، وابن معين، والبخاري، والنسائي وغيرهم مات سنة 170هـ (التهذيب 10/419) .

(1/183)


" الذَّهَبُ بِالذَّهَبِ مِثْلا بِمِثْلٍ لا يَشِفُّ1 بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ، وَالْفِضَّةُ مِثْلا بِمِثْلٍ لا فَضْلَ بَيْنَهُمَا وَلا يُبَاعُ غَائِبٌ بِنَاجِزٍ2 إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمُ الرَّمَاءَ3 وَالرَّمَاءُ هُوَ الرِّبَا ".
قَالَ [أَبُو] 4 سَعِيدٍ: سَمِعَ أُذُنِي وَبَصُرَ عَيْنِي مِنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ5.
قَوْلُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمُ الرَّمَاءَ وَالرَّمَاءُ هُوَ الرِّبَا لَيْسَ مِنْ كَلامِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَبَقِيَّةُ الْحَدِيثِ مَحْفُوظٌ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَأَمَّا هَذِهِ الْكَلِمَاتُ فَهِيَ مِنْ قَوْلِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ6، رَوَاهَا نَافِعٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن عمر عن أبيه (12/ب) وَقَدْ وَهِمَ أَبُو مَعْشَرٍ نَجِيحٌ إذ وصلها
__________
1. بضم أوله وكسر الشين المعجمة وتشديد الفاء أي يفضل، والشف بالكسر الزيادة ويطلق على النقص فهو من الأضداد (النهاية 2/486، فتح الباري 4/380) .
2. قال الحافظ في الفتح 4/380: بنون وجيم وزاي أي مؤجلا بحال.
3. كتب في هامش 12 ب مقابل هذه الكلمة ما نصه: " قلت: الرماء بالفتح والمد الزيادة على ما يحل، ويروى الإرماء، يقال: أرمى على الشيء إذا زاد عليه كما يقال: أربا. أ. هـ حاشية منقولة من النهاية لابن الأثير رحمه الله ". انظر هذه الحاشية في النهاية 2/269.
4. في الأصل (ابن) وهو خطأ لعله من الناسخ.
5. لم أقف على تخريجه من طريق أبي معشر، إلا أن السيوطي في المدرج إلى المدرج 27 قال: أخرجه الإسماعيلي.
6. وافق السيوطي الخطيب على الإدراج وزاد قوله: والرماء الربا مدرج ثان فإنه ليس من قول عمر بل تفسير من بعض الرواة أو إدراج في إدراج (المدرج إلى المدرج 27 ح 20) .
إلا أن قوله: إني أخاف عليكم الرماء ... قد جاء مرفوعا من حديث ابن عمر عند أحمد في المسند 2/109 لكن في إسناده أبو جناب – بالجيم والنون المخففة آخره باء موحدة – يحيى بن أبي حية الكلبي – وهو ضعيف ويرويه عن أبيه عن ابن عمر، وأبوه مجهول (انظر التقريب 374، 403) .
وانظر أيضا (المسند بتحقيق أحمد شاكر 8/144 ح 5885) ففي الحاشية كلام طويل عن رواية أبي جناب الكلبي هذا وأبيه.

(1/184)


بِحَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ وَأَدْرَجَهَا فِيهِ، وَخَالَفَهُ عَامَّةُ أَصْحَابِ نَافِعٍ فَلَمْ يَذْكُرُوهَا عَنْهُ وَذَكَرُوا مَا عَدَاهَا مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ.
فَمِمَّنْ رَوَى عَنْ نَافِعٍ ذَلِكَ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيُّ وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْعُمَرِيُّ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ وَيَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنِ بْنِ أَرْطُبَانَ وَصَخْرُ بْنُ جُوَيْرِيَةَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ الأَسْلَمِيُّ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أُمَيَّةَ وَلَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ.
وَقَدْ رَوَى أَيُّوبُ السَّخْتِيَانِيُّ وَجَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ وَمُوسَى بْنُ عُقْبَةَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ عَنْ نَافِعٍ وَأَوْرَدُوا كَلِمَاتِ عُمَرَ فِيهِ مُمَيَّزَةً عَمَّا ذَكَرَهُ أَبُو سَعِيدٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَرَوَى مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ وَاللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ وَشُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ ثَلاثَتُهُمْ عَنْ نَافِعٍ حَدِيثَ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، وَحَدِيثَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَيْضًا، وَأَفْرَدُوا لِكُلِّ وَاحِدٍ منهما إِسْنَادًا.
فأما حديث الزهري عن نافع عن أبي سعيد الخدري.
فأخبرناه مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ أنا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ الصَّائِغُ أَنَّ أَحْمَدَ بْنَ شَبِيبِ بْنِ سَعِيدٍ حَدَّثَهُمْ قَالَ: نا أَبِي1 عَنْ يُونُسَ2 عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ نَافِعٍ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ أَخْبَرَهُ
__________
1. وثقه ابن المديني والدارقطني وابن حبان والذهلي والطبراني، وقال النسائي وأبو زرعة وأبو حاتم: لا بأس به وضعفه في رواية ابن وهب المصري عنه (التهذيب 4/306) .
2. ابن يزيد الأيلي.

(1/185)


رَجُلٌ مِنْ بَنِي لَيْثٍ1 أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يُخْبِرُ ذَلِكَ عن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ نَافِعٌ: فَانْطَلَقَ عَبْدُ اللَّهِ وَأَنَا مَعَهُ وَالرَّجُلُ الَّذِي أَخْبَرَهُ ذَلِكَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ حَتَّى وَلَجَ عَلَى أَبِي سَعِيدٍ فَسَأَلَهُ عَنْ ذَلِكَ، فَأَشَارَ أَبُو سَعِيدٍ بِإِصْبَعَيْهِ إِلَى عَيْنَيْهِ وأذنيه قال: بَصُرَ عَيْنِي وَسَمِعَ أُذُنِي رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
" لا تَبِيعُوا الذَّهَبَ بِالذَّهَبِ إِلَّا مِثْلا بِمِثْلٍ وَالْوَرِقَ بِالْوَرِقِ إِلَّا مِثْلا بِمِثْلٍ، لا تَشِفُّوا بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ وَلا تَبِيعُوا شَيْئًا مِنْهَا غَائِبًا بِنَاجِزٍ "2
وأما حديث يحيى بن سعيد الأنصاري عن نافع.
فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ محمد بن عبد الله المعدل، وَأَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَرْبِيُّ قَالا: نا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ النَّجَّادُ نا الْحَسَنُ بْنُ مُكْرَمٍ نا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ أنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ نَافِعٍ أ، عَمْرَو بْنَ ثَابِتٍ الْعتوارِيَّ حَدَّثَ ابْنَ عُمَرَ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يُحَدِّثَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الدِّينَارُ بِالدِّينَارِ وَالدِّرْهَمُ بِالدِّرْهَمِ لا فَضْلَ بَيْنَهُمَا، فَمَشَى عَبْدُ اللَّهِ وَمَعَهُ نَافِعٌ حَتَّى دَخَلا عَلَى أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ فَسَأَلَهُ فَقَالَ: بَصُرَ عَيْنِي وَسَمِعَ أُذُنِي رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
" الدِّينَارُ بِالدِّينَارِ وَالدِّرْهَمُ بِالدِّرْهَمِ وَزْنًا بِوَزْنٍ وَلا فَضْلَ بَيْنَهُمَا ولا يباع عاجل بآجل "3.
__________
1. هو عمرو بن ثابت العتواري كما نص على ذلك المصنف فيما بعد وفي كتابه الأسماء المبهمة في الأنباء المحكمة 215 ح 109.
2. أخرجه الخطيب في الأسماء المبهمة في الأنباء المحكمة 215 ح 109 ولم أجده من هذا الطريق عند غيره فيما اطلعت عليه من المصادر والله أعلم.
3. رواه مسلم 3/1209 ح 76 في باب الربا من كتاب المساقاة.
وأخرجه أيضا البيهقي في السنن الكبرى 5/279.

(1/186)


وأما حديث عبيد الله بن عمر عن نافع.
فأخبرناه عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْوَاعِظُ أنا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ نا أَبُو مُسْلِمٍ الْكَجِّيُّ1 نا مُسَدَّدٌ نا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ نا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَى ابْنِ عُمَرَ (13/أ) فَأَخْبَرَهُ أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يَأْثُرُ ذَلِكَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: فَانْطَلَقَ عَبْدُ اللَّهِ وَأَنَا مَعَهُ وَالرَّجُلُ الَّذِي حَدَّثَهُ حَتَّى دَخَلْنَا عَلَى أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: مَا حَدِيثٌ بَلَغَنِي أَنَّكَ تَأْثُرُهُ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الصَّرْفِ، فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ: بَصُرَ عَيْنِي وَسَمِعَ أُذُنِي رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
" لا تَبِيعُوا الذَّهَبَ بِالذَّهَبِ إِلَّا مِثْلا بِمِثْلٍ، وَلا تَبِيعُوا الْوَرِقَ بِالْوَرِقِ إِلَّا مِثْلًا بِمِثْلٍ، لا يُزَادُ بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ، وَلا يُبَاعُ مِنْهَا شَيْءٌ غَائِبًا بِنَاجِزٍ "2.
وأما حديث إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة عن نافع.
فَأَخْبَرَنَاهُ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُعَدَّلُ أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْمِصْرِيُّ نا يُوسُفُ بْنُ يَزِيدَ3 نا يَعْقُوبُ بْنُ أَبِي عَبَّادٍ4 نا إسماعيل بْنُ
__________
1. إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن مسلم البصري الكجي بالجيم، ويقال الكشي بالشين وثقه موسى بن هارون، والدارقطني والخطيب مات سنة 292 هـ.
(تاريخ بغداد 6/120، تذكرة الحفاظ 2/620) .
2. رواه أحمد في المسند 3/51، 53 من طريق يزيد بن هارون ويحيى بن سعيد القطان عنه.
3. هو أبو يزيد القراطيسي، ثقة مات سنة 287 هـ (التهذيب 11/429) .
4. يعقوب بن إسحاق بن أبي عباد المكي، كان يسكن القلزم، قال أبو حاتم: محله الصدق لا بأس به (الجرح والتعديل 9/203) .

(1/187)


إبراهيم بن عقبة عن نافع أَنَّهُ ذَهَبَ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ إِلَى أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ.
فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ لِرَجُلٍ مَعَهُ مِنْ بَنِي لَيْثٍ: أَنَّ هَذَا أَخْبَرَنِي عَنْكَ أَنَّكَ تُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي شَأْنِ الذَّهَبِ بِالذَّهَبِ وَالْوَرِقِ بِالْوَرِقِ، فَأَشَارَ أَبُو سَعِيدٍ إِلَى عُيَنْيَهَ فَقَالَ: أَبْصَرَتْ هَاتَانِ وَسَمِعَتْ أُذُنَايَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
" لا تَبِيعُوا الذَّهَبَ بِالذَّهَبِ وَلا الْوَرِقَ بِالْوَرِقِ إِلَّا مِثْلًا بِمِثْلٍ، وَلا تَشِفُّوا بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ وَلا تَبِيعُوا شَيْئًا مِنْهَا غَائِبًا بِنَاجِزٍ "1.
وأما حديث يحيى بن أبي كثير2 عن نافع.
فَأَخْبَرَنَاهُ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ3 أنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الْهَيْثَمِ الأَنْبَارِيُّ نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّائِغُ نا مُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ نا شَيْبَانُ4 عَنْ يَحْيَى بن أبي كثير عن نافع مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ قَالَ: جَاءَ عَمْرُو بْنُ ثَابِتٍ الْعُتْوَارِيُّ – وَهُوَ مِنْ بَنِي لَيْثٍ – إِلَى ابْنِ عمر فقال: " يا ابْنَ عُمَرَ أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ حَدَّثَنِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَجَرَ عن الصرف "، قال نافع: فانطلق أَنَا وَعَبْدُ اللَّهِ وَعَمْرُو بْنُ ثَابِتٍ حَتَّى أَتَيْنَا أَبَا سَعِيدٍ. فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ: " يَا أبا سعيد حدثنا الذي حدثت هَذَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الصَّرْفِ "، فَقَالَ: " نَعَمْ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَمِعَ أُذُنِي هَاتَيْنِ وَبَصُرَ عَيْنِي هَاتَيْنِ يقول:
__________
1. لم أقف على هذه الرواية من طريق إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة.
2. أبو نصر الطائي مولاهم اليمامي حافظ ثقة إلا أنه كان يدلس ويرسل مات سنة 132هـ (التهذيب 11/268) .
3. ابن أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شَاذَانَ تقدم.
4. ابن عبد الرحمن التميمي أبو معاوية النحوي.

(1/188)


" لا تَبِيعُوا الذَّهَبَ بِالذَّهَبِ إِلَّا مِثْلًا بِمِثْلٍ، وَلا تَشِفُّوا بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ وَلا الْفِضَّةَ بِالْفِضَّةِ إِلَّا مِثْلًا بِمِثْلٍ وَلا تَشِفُّوا بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ، وَلا تَبِيعُوا غَائِبًا بِنَاجِزٍ "1.
وأما حديث ابن عون2 وصخر بن جويرية عن نافع.
فَأَخْبَرَنَاهُ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ نا الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدٍ نا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ أنا ابْنُ عَوْنٍ وصخر بن جويرية عن نافع، وَسَعِيدٍ3 عَنْ أَيُّوبَ عَنْ نَافِعٍ قَالَ:
دَخَلَ رَجُلٌ عَلَى ابْنِ عُمَرَ فَحَدَّثَهُ بِحَدِيثٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ فَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُهُ مِنْهُ.
فَانْطَلَقَ ابْنُ عُمَرَ وَأَنَا مَعَهُ حَتَّى انْتَهَى إِلَيْهِ فَقَالَ: " مَا حديث هَذَا عَنْكَ؟ " فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ: " سَمِعَ أُذُنِي وَبَصُرَ عَيْنِي مِنْ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (13/ب) .
__________
1. رواه الإمام أحمد في المسند 3/73 عن الأوزاعي عن يحيى به ...
وأخرجه الخطيب في الأسماء المبهمة في الأبناء المحكمة 215-216 ح 109 من طريق شيبان النحوي وفي كل هذه الطرق عنعنة يحيى ابن أبي كثير عن نافع وقد مر في ترجمته أنه مدلس ويرسل.
كما رواه أيضا من طريق شيبان عن يحيى ... الإمام الترمذي 3/533-534 ح 1214 كتاب البيوع باب ما جاء في الصرف، وقال: حديث أبي سعيد حسن صحيح وعليه العمل عند أهل العلم من الصحابة وغيرهم ... أ. هـ.
ثم ذكر خلاف ابن عباس ورجوعه إلى هذا الحديث لما بلغه.
2. عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنِ بْنِ أرطبان أبو عون البصري ثقة ثبت فاضل مات سنة 150هـ (التقريب 184) .
3. ابن أبي عروبة.

(1/189)


قَالَ نَافِعٌ فَمَا نَسِيتُ صَنِيعَهُ بِأُصْبُعِهِ وَأَوْمَأَ إِلَى عَيْنَيْهِ وَأُذُنَيْهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
" نَهَى عَنْ بَيْعِ الذَّهَبِ بِالذَّهَبِ وَالْوَرِقِ بِالْوَرِقِ إِلَّا مِثْلا بِمِثْلٍ سَوَاءً بِسَوَاءٍ، وَلا تَشِفُّوا بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ – يَعْنِي يَزِيدُ بَعْضُهُ عَلَى بَعْضٍ "1.
رَوَى إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ عَنْ أَيُّوبَ الْحَدِيثَ وَفِيهِ كَلامُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَنَحْنُ نَذْكُرُهُ بَعْدُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ.
وأما حديث عبد الله بن عامر2 عن نافع.
فأخبرناه محمد بن الحسن الْفَضْلِ الْقَطَّانُ أنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ نا مُحَمَّدُ بْنُ الحسين ابن أبي حنين نا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ عَنْ عبد الله بن عامر عن نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: بَيْنَمَا أَنَا جَالِسٌ مَعَهُ إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: " إِنَّ أَبَا سَعِيدٍ يَنْهَى عَنْ بَيْعِ الذَّهَبِ بِالذَّهَبِ وَالْوَرِقِ بِالْوَرِقِ "، فَانْطَلَقْتُ أَنَا وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ وَذَاكَ الرَّجُلُ حَتَّى جِئْنَا أَبَا سَعِيدٍ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ عُمَرَ: " مَا حَدِيثٌ ذَكَرَهُ هَذَا الرَّجُلُ عَنْكَ؟ " قَالَ:: " مَا هُوَ "، قَالَ: " بَيْعُ الذهب
__________
1. رواية ابن عون أخرجها مسلم في صحيحه 3/1209 ح 76 من باب الربا من كتاب المساقات من طريق مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي عدي عن ابن عون ... ورواه أيضا النسائي 7/278-279 كتاب البيوع باب بيع الذهب بالذهب من طريق يزيد بن زريع عن ... كما أخرج رواية ابن عون هذه أيضا البيهقي في السنن الكبرى 5/278 عن عبد الوهاب بن عطاء عن ابن عون ... به.
ولم أقف على رواية صخر بن جويرية عن نافع ولا رواية سعيد عن أيوب عن نافع فيما اطلعت عليه من المصادر.
2. أبو عامر الأسلمي المدني، ضعفه أحمد وابن معين والبخاري وأبو داود وأبو زرعة وأبو حاتم وغيرهم مات سنة 150هـ أو بعدها (تهذيب الكمال 2/698، التهذيب 5/275) .

(1/190)


بِالذَّهَبِ وَالْوَرِقِ بِالْوَرِقِ ".
فَأَهْوَى أَبُو سَعِيدٍ إِلَى عَيْنَيْهِ وَقَالَ: " بَصُرَ عَيْنِي وَسَمِعَ أُذُنِي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
" لا تَبِيعُوا الذَّهَبَ بِالذَّهَبِ وَلا تَبِيعُوا الْوَرِقَ بِالْوَرِقِ وَلا تَشِفُّوا بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ، وَلا تَبِيعُوا غَائِبًا بِنَاجِزٍ وَإِنِ اسْتَنْظَرَكَ إِلَى أَنْ يَلِجَ بَيْتَهُ " 1 – يَعْنِي فَلا تَنْظُرُهُ -.
وأما حديث إسماعيل بن أمية عَنْ نَافِعٍ.
فَأَخْبَرَنَاهُ عَلِيُّ بْنُ محمد بن عبد الله المعدل أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمِصْرِيُّ نا الْحَسَنُ بْنُ غُلَيْبٍ2 نا عُفَيْرٍ3 نا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ4 عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ عَنْ نَافِعٍ أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ قال:
__________
1.لم أجد رواية عبد الله بن عامر الأسلمي هذه فيما اطلعت عليه من المراجع.
2. قال في التقريب 71: بمعجمة وآخره موحدة مصغرا الأزدي المصري ليس به بأس مات سنة 290هـ أخرج له النسائي فقط.
3. سَعِيدِ بْنِ كَثِيرِ بْنِ عُفَيْرٍ – بالمهملة والفاء آخره راء – مصغرا، قد ينسب إلى جده قال الذهبي في الميزان 2/155: أحد الثقات والأئمة، له ما ينكر. أ. هـ
ورد ابن عدي في الكامل 3/1246: تضعيف الجوزجاني السعدي له ... وقال: وهو عند الناس صدوق ثقة. أ. هـ. وقال الحافظ في التقريب ص 125: صدوق عالم بالأنساب وغيرها (انظر أيضا التهذيب 4/74) .
4. أبو العباس الغافقي المصري، قال أوب حاتم: محله الصدق يكتب حديثه ولا يحتج به، وقال ابن معين وأوب داود: صالح وقال أحمد: سيئ الحفظ، قال الحافظ في التقريب 373: صدوق ربما أخطأ مات سنة 168 هـ (راجع الجرح ووالتعديل 9/127، التهذيب 11/186) .

(1/191)


" أَبْصَرَتْ عَيْنَايَ وَسَمِعَتْ أُذُنَايَ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَم يَقُولُ: " الذَّهَبُ بِالذَّهَبِ مِثْلا بِمِثْلٍ وَالْوَرِقِ بِالْوَرِقِ مِثْلًا بِمِثْلٍ لا يَشِفُّ بَعْضُهُ عَلَى بَعْضٍ وَلا يَشْتَرِي غَائِبٌ بِنَاجِزٍ إِلا يَدًا بِيَدٍ "1.
وأما حديث ليث بن أبي سليم2 عن نافع:
فأخبرناه عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَاعِظُ أنا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ نا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو3 نا زَائِدَةُ4 نا لَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ عَنْ نَافِعٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
" الذَّهَبُ بِالذَّهَبِ مِثْلًا بِمِثْلٍ5 وَلا فِضَّةٌ بِفِضَّةٍ إِلَّا مِثْلًا بِمِثْلٍ أَوْ وَزْنًا بِوَزْنٍ قَالَ: وَلا تَبِيعُوا شَاهِدًا بِغَائِبٍ وَلا غَائِبًا بِشَاهِدٍ إِلَّا نَاجِزًا بِنَاجِزٍ "6.
وأما حديث أيوب السختياني عن نافع الذي ساقه بطوله وأورد فيه كلام عمر بن الخطاب مميزًا عن كلام رسول الله7:
__________
1. لم أقف على رواية إسماعيل بن أمية.
2. ضعفه أحمد وابن معين وأبو حاتم وابن عيينة ويحيى القطان وغيرهم وقد اختلط فلم يتميز حديثه فترك أخرج له مسلم متابعة والبخاري تعليقا مات سنة 148هـ (المجروحين 2/231، الميزان 3/420، التهذيب 8/465) .
3. ابن المهلب بن عمرو الأزدي المعني – وثقه أحمد وابن معين وأبو حاتم وابن حبان وغيرهم مات 214هـ (التهذيب 10/215) .
4. ابن قدامة الثقفي.
5. هنا إشارة تضبيب.
6. لم أقف على من خرجه من طريق ليث بن أبي سليم فيما وقفت عيه من المصادر.
7. هكذا في الأصل الرواية التي ساقها فيها أمران: الأول: إنها موقوفة على عمر ولم يميز فيها المدرج، والثاني: أن نافع لا يصح له سماع من عمر، والذي في مسند الإمام أحمد عن ابن عمر أن عمر قال (المسند 3/4) .

(1/192)


فَأَخْبَرَنَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْقُرَشِيُّ أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ نا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبَزَّازُ1 نا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ2 عَنْ أَيُّوبَ عَنْ نَافِعٍ قَالَ: قَالَ عُمَرُ: لا تَبِيعُوا الذَّهَبَ بِالذَّهَبِ وَلا الْوَرِقَ بِالْوَرِقِ إِلَّا مِثْلًا بِمِثْلٍ وَلا تَشِفُّوا بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ وَلا تَبِيعُوا شَيْئًا مِنْهَا غالبا بِنَاجِزٍ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمُ الرَّمَاءَ "3 قال: " والرماء الربا " (14/أ) .
قَالَ: فَحَدَّثَ رَجُلٌ ابْنَ عُمَرَ مِثْلَ هَذَا الْحَدِيثِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ يُحَدِّثُهُ عَنْ رَسُولِ الله صلى الله عليه سلم، قال: فما فالته4 حَتَّى دَخَلَ عَلَى أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَأَنَا مَعَهُ، فَقَالَ: " إِنَّ هَذَا حَدَّثَنِي عَنْكَ يَزْعُمُ أَنَّكَ تُحَدِّثُهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَسَمِعْتُهُ ".
قَالَ: فَقَالَ: " بَصُرَ عَيْنِي وَسَمِعَ أُذُنِي رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
" لا تَبِيعُوا الذَّهَبَ بِالذَّهَبِ وَلا الْوَرِقَ بِالْوَرِقِ إِلَّا مِثْلًا بِمِثْلٍ وَلا تَشِفُّوا بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ، وَلا تَبِيعُوا شَيْئًا غائبا بناجز "5.
__________
1. ابن أحمد بن عيسى بن البختري أبو بكر البزاز – بزايين – وثقه الدارقطني، وعبد الغني بن سعيد وغيرهما مات سنة 322 هـ (تاريخ بغداد 14/293) .
2. ابن إبراهيم بن مقسم الأسدي المعروف بابن علية حافظ ثقة مات سنة 193 هـ (التقريب 32) .
3. رواه أحمد في المسند 3/4 عَنِ ابْنِ عُلَيَّةَ عَنْ أَيُّوبَ به إلا أنه أسند القول إلى ابن عمر والرواية هنا مسندة إلى عمر وكان في الأصل ق 14/أكلمة ابن ثم ضرب عليها، وأخرج أحمد في المسند 3/61 من طريق إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ عَنْ أَيُّوبَ حديث أبي سعيد المرفوع فقط.
4. أي لم يتركه ويخلصه منه، راجع مادة فلت في القاموس 1/160، وتاج العروس (1/578 - ... ) .
5. مسند أحمد 3/4.

(1/193)


وأما حديث جرير بن حازم عن نافع مثل هذه الرواية:
فأخبرناه أَحْمَدُ بْنُ أَبِي1 جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، والحسن بن علي الجوهري قالا: أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ الْحَافِظُ نا محمد بن محمد ابن سُلَيْمَانَ الْبَاغَنْدِيُّ نا مُحَمَّدُ بْنُ أَبَانٍ2 نا جَرِيرٌ – هُوَ ابْنُ حَازِمٍ – قَالَ: سَمِعْتُ نَافِعًا قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ يُحَدِّثُ عَنْ عُمَرَ فِي الصَّرْفِ، وَلَمْ يَسْمَعْ فِيهِ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا.
قَالَ: قَالَ عُمَرُ: " لا تَبِيعُوا الذَّهَبَ بِالذَّهَبِ، وَلا الْوَرِقَ بِالْوَرِقِ إِلَّا مِثْلًا بِمِثْلٍ سَوَاءً بِسَوَاءٍ، وَلا تَشِفُّوا بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمُ الرَّمَاءَ "
قَالَ: قُلْتُ لِنَافِعٍ: وَمَا الرَّمَاءُ؟ قَالَ: الرِّبَا3.
قَالَ فَحَدَّثَهُ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ حَدِيثًا.
قَالَ نَافِعٌ: فَأَخَذَ بِيَدِ الأَنْصَارِيِّ وَأَنَا مَعَهُمَا حَتَّى دَخَلْنَا عَلَى أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ فَقَالَ: يَا أَبَا سَعِيدٍ هَذَا حَدَّثَ عَنْكَ حَدِيثَ كذا وكذا، قال: ما هُوَ؟ فَذَكَرَ لَهُ، قَالَ: نَعَمْ.
__________
1. أحمد بن محمد بن أحمد العتيقي، قال ابن ماكولا 7/150: كان ثقة متقنا، ربما دلسه الخطيب فروى عنه وهو في الحياة بقوله: أخبرني أَحْمَدُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ لسكناه قطيعة بني عيسى. أ. هـ.
2. ابن عمران الواسطي الطحان، وثقه مسلمة وذكره ابن حبان في الثقات وقال: ربما أخطأ. وتكلم فيه الأزدي مات سنة 238 هـ (الثقات 9/87، التهذيب 9/2) .
3. أخرجه البيهقي في السنن الكبرى 5/279 من طريق سليمان بن حرب وشيبان بن فروخ عنه، وقد ساق مسلم إسناده ولكن لم يذكر لفظة مسلم (3/1209 ح 76) .

(1/194)


سَمِعَ أُذُنَايَ وَبَصُرَ عَيْنِي – قَالَهَا ثلاثا – فأشار بأصبعه حِيَالَ عَيْنَيْهِ – مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقُولُ: " لا تُبَايِعُوا الذَّهَبَ بِالذَّهَبِ، وَلا تُبَايِعُوا الْوَرِقَ بِالْوَرِقِ إِلَّا مِثْلا بِمِثْلٍ سَوَاءً بِسَوَاءٍ، وَلا تَبِيعُوا شَيْئًا مِنْهَا غَائِبًا بِنَاجِزٍ، ولا يعني تشفوا بعضها عَلَى بَعْضٍ."
وأما حديث موسى بن عقبة عن نافع مثل ما ذكرنا آنفا.
فأخبرناه عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَاعِظُ أنا دَعْلَجٌ نا الإِسْمَاعِيلِيُّ – وَهُوَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ النَّيْسَابُورِيُّ – نا أَحْمَدُ بْنُ حَفْصٍ1 حَدَّثَنِي أَبِي نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ عَنْ موسى بن عقبة عن نافع عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: " لا تَبِيعُوا الذَّهَبَ بِالذَّهَبِ إِلَّا مِثْلا بِمِثْلٍ، وَلا تَبِيعُوا الْوَرِقَ بِالْوَرِقِ إِلَّا مِثْلًا بِمِثْلٍ، وَلا تَشِفُّوا بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ، وَلا تَبِيعُوا مِنْهُ شَيْئًا غَائِبًا بِنَاجِزٍ إِلَّا يَدًا بِيَدٍ، وَإِنِ اسْتَنْظَرَكُمْ حَتَّى يَلِجَ بَيْتَهُ فَإِنِّي أخاف عليكم الرما، والرما الرِّبَا ".
قَالَ: وَكَانَ يُخْبِرُ بِذَلِكَ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ. قَالَ فَقَالَ رَجُل مِنْ بَنِي لَيْثٍ لِعَبْدِ اللَّهِ: إِنَّ أَبَا سَعِيدٍ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهَذَا الْحَدِيثِ، فَانْطَلَقَ عَبْدُ اللَّهِ وَمَعَهُ الرَّجُلُ وَأَنَا مَعَهُمَا حَتَّى دَخَلْنَا عَلَى أَبِي سَعِيدٍ فَذَكَرَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَ حديث عبيد الله بن عمر عن نافع2 (14/ب) .
__________
1. ابن عبد الله بن راشد السلمي النيسابوري القاضي وثقه مسلمة، والنسائي، وقال النسائي – مرة – لا بأس به صدوق قليل الحديث. أ. هـ مات سنة 258 هـ (التهذيب 1/24) .
2. تقدم تخريج حديث عبيد الله عن نافع، أما حديث موسى بن عقبة فلم أقف عليه فيما اطلعت عليه من المصادر والله أعلم.

(1/195)


وأما حديث مالك بن أنس الذي أفرده نافع عن أبي سعيد الخدري:
فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ1 قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْعَبَّاسِ2 بْنِ حَمْدَانَ حَدَّثَكُمْ مُوسَى بْنُ مُحَمَّدٍ الأَعْيَنُ نا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ نَافِعٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
" لا تَبِيعُوا الْوَرِقَ بِالْوَرِقِ إِلَّا مِثْلًا بِمِثْلٍ، وَلا تَشِفُّوا بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ "3 وَلا تَبِيعُوا غَائِبًا بناجز "4.
قال أبو بكر1: قرأته عَلَى أَبِي الْعَبَّاسِ مَرَّةً أُخْرَى وَفِيهِ الذَّهَبُ بِالذَّهَبِ بَدَلًا مِنَ الْوَرِقِ بِالْوَرِقِ، وَفِيهِ: وَلا تَبِيعُوا مِنْهَا شَيْئًا غَائِبًا بِنَاجِزٍ.
قَالَ الْخَطِيبُ: ذِكْرُ الْوَرِقِ وَالذَّهَبِ جَمِيعًا مَحْفُوظٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى عَنْ مَالِكٍ فِي حَدِيثٍ وَاحِدٍ:
__________
1. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ الخوارزمي تلميذ الدارقطني.
2. محمد بن أحمد.
3. عبارة ولا تشفوا بعضها ... (كررت في الأصل ق 15 أمرتين لعله خطأ من الناسخ.
4. رواه مالك في الموطأ 2/632 ح 30 من كتاب البيوع.
ورواه البخاري من طريق عبد اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ التِّنِّيسِيِّ عَنْ مالك به كتاب البيوع باب بيع الفضة بالفضة (الفتح 4/379 ح 2177) .
ورواه مسلم 3/1208 ح 75 من كتاب المساقاة باب الربا من طريق يحيى بن يحيى الليثي.
ورواه الشافعي عن مالك في المسند 2/156 ح 541 – بترتيب السندي وفي الرسالة 276 فقرة 758 بتحقيق أحمد شاكر.
وأخرجه أبضا ابن الجارود في المنتقى 218 ح 649 عن ابن وهب عن مالك ...
وأخرجه أيضا البغوي في شرح السنة 8/64 ح 2061 من طريق أبي مصعب عن مالك – ومن طريق قتيبة بن سعيد عن مالك أخرجه النسائي 7/278 كتاب البيوع باب بيع الذهب بالذهب.

(1/196)


أخبرناه عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ أنا دَعْلَجٌ نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَلِيٍّ وَمُوسَى بْنُ أَبِي خُزَيْمَةَ قَالا: نا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مَالِكٍ عَنْ نَافِعٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
" لا تَبِيعُوا الذَّهَبَ بِالذَّهَبِ إِلَّا مِثْلا بِمِثْلٍ، وَلا تَشِفُّوا بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ، وَلا تَبِيعُوا الْوَرِقَ بِالْوَرِقِ إِلَّا مِثْلًا بِمِثْلٍ، وَلا تَشِفُّوا بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ، وَلا تَبِيعُوا شَيْئًا غَائِبًا بِنَاجِزٍ ".
وَهَكَذَا رَوَاهُ مَالِكٌ فِي الْمُوَطَّأِ وَحَدَّثَ بِهِ كَافَّةُ أَصْحَابِهِ عَنْهُ1.
وأما حديث الليث بن سعد عن نافع عن أبي سعيد المفرد أيضا:
فأخبرناه أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْحُسَيْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَجَّاجِيِّ حَدَّثَكُمْ أَبُو الْعَبَّاسِ السَّرَّاجُ2 نا قُتَيْبَةُ نا الليث.
وأخبرنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ الْحَافِظُ نا مُحَمَّدُ بْنُ زَبَّانَ3 نا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ أنا اللَّيْثُ عَنْ نَافِعٍ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ قَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي لَيْثٍ أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يَأْثُرُ هَذَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
فَذَهَبَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ وَأَنَا مَعَهُ وَاللَّيْثِيُّ حَتَّى دَخَلَ عَلَى أَبِي سعيد الخدري فقال:
__________
1. تقدم تخريجه في الرواية السابقة.
2. محمد بن إسحاق النيسابوري.
3. قال ابن ماكولا في الإكمال 4/113: ... زبان أوله زاي بعدها باء مشددة معجمة بواحدة ... أ. هـ ثم ذكر جماعة منهم زبان بن حبيب بن زبان المصري الحضرمي. ثم قال: حدث عنه ابنه محمد بن زبان ... أ. هـ.

(1/197)


إِنَّ هَذَا أَخْبَرَنِي أَنَّكَ تُخْبِرُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ بَيْعِ الْوَرِقَ بِالْوَرِقِ إِلَّا مِثْلًا بِمِثْلٍ، وَعَنْ بَيْعِ الذَّهَبِ بِالذَّهَبِ إِلَّا مِثْلًا بِمِثْلٍ.
فَأَشَارَ أَبُو سَعِيدٍ بِأُصْبُعِهِ – وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: بِإِصْبَعَيْهِ – إِلَى عَيْنَيْهِ وَأُذُنَيْهِ فَقَالَ: أَبْصَرَتْ عَيْنَايَ وَسَمِعَتْ أُذُنَايَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
" لا تَبِيعُوا الذَّهَبَ بِالذَّهَبِ، وَلا تَبِيعُوا الْوَرِقَ بِالْوَرِقِ إِلَّا مِثْلًا بِمِثْلٍ، وَلا تَشِفُّوا بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ، وَلا تَبِيعُوا شَيْئًا غَائِبًا بِنَاجِزٍ إِلَّا يَدًا بِيَدٍ "1.
لَفْظُهُمَا سَوَاءٌ حَرْفًا بِحَرْفٍ.
وأما حديث شعيب بن أبي حمزة عن نافع عن أبي سعيد مثل هذا:
فَأَخْبَرَنَاهُ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُعَدَّلُ أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ نا عَبْدُ الكريم بن الهيثم الدير عاقولي2 نا أبو (15/أ) الْيَمَانِ3 نا شُعَيْبٌ عَنْ نَافِعٍ.
أَنَّ رَجُلًا حَدَّثَ ابْنَ عُمَرَ أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يُحَدِّثُ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
__________
1. رَوَاهُ مسلم 3/1208 ح 76 من كتاب المساقاة باب الربا عن محمد بن رمح التجيبي عن الليث بن سعيد ... به ...
2. بفتح الدال المهملة وسكون الياء آخر الحروف وبعدها الراء وبعدها العين المهملة وبعد الألف قاف ثم واو وفي آخرها اللام هذه النسبة إلى دير العاقول وهي قرية من أعمال بغداد، ممن ينسب إليها أبو يحيى عبد الكريم بن الهيثم وهو ثقة مات سنة 278هـ. (اللباب 1/523) .
3. الحكم بن نافع البهراني – بفتح الموحدة – الحمصي اشتهر بكنيته ثقة ثبت مات سنة 222هـ (التقريب 80) .

(1/198)


قَالَ نَافِعٌ فَانْطَلَقَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ وَذَلِكَ الرَّجُلُ وَأَنَا مَعَهُمَا حَتَّى دَخَلْنَا عَلَى أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ. فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ لأَبِي سَعِيدٍ: أَرَأَيْتُكَ حَدِيثًا حَدَّثَنِيهِ هَذَا الرَّجُلُ تُحَدِّثُهُ عن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَسَمِعْتَهُ مِنْهُ؟
فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ وَمَا هُوَ؟ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ: بَيْعُ الذَّهَبِ بِالذَّهَبِ وَالْوَرِقِ بِالْوَرِقِ.
فَأَشَارَ أَبُو سَعِيدٍ بِإِصْبَعِهِ إِلَى عَيْنَيْهِ وَإِلَى أُذُنَيْهِ فقال:
بصري عَيْنِي وَسَمِعَ أُذُنِي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
" لا تَبِيعُوا الذَّهَبَ بِالذَّهَبِ وَلا الْوَرِقَ بِالْوَرِقِ إِلَّا مِثْلًا بِمِثْلٍ، وَلا تَشِفُّوا بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ، وَلا تَبِيعُوا مِنْهَا شَيْئًا غَائِبًا بِنَاجِزٍ "1.
وأما حديث مالك بن أنس عن نافع عن ابن عمر عن عمر الموقوف:
فَأَخْبَرَنَاهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ السِّمْسَارُ وَعُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْعَلافُ قَالا: أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ نا إِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ نا الْقَعْنَبِيُّ2 أنا مَالِكٌ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ: لا تَبِيعُوا الذَّهَبَ بِالذَّهَبِ إِلَّا مِثْلا بِمِثْلٍ، وَلا تَشِفُّوا بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ، وَلا تَبِيعُوا الْوَرِقَ بِالْوَرِقِ إِلَّا مِثْلًا بِمِثْلٍ، وَلا تَشِفُّوا بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ، وَلا تَبِيعُوا الْوَرِقَ بِالذَّهَبِ أحدها غائب والآخر ناجز، وإن استظهرك إِلَى أَنْ يَلِجَ بَيْتَهُ فَلا تَنْظُرْهُ، إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمُ الرَّمَاءَ والرماء هو الربا3.
__________
1. لم أقف على رواية شعيب بن أبي حمزة فيما وقفت عليه من المصادر.
2. عبد الله بن مسلمة.
3. رواه مالك في الموطأ 2/634 ح 34 كتاب البيوع باب بيع الذهب بالفضة ... رواه مالك في نفسص الموضع ح 35 عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر ... به ... وهو في الموطأ برواية محمد الشيباني 289 ح 813، 814 كتاب الصرف وأبواب الرِّبَا.

(1/199)


وأما حديث الليث بن سعد عن نافع مثل هذا:
فَأَخْبَرَنَاهُ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ أنا مُحَمَّدُ بْنُ زَبَّانَ نا مُحَمَّدُ بْنُ رُمَح أنا اللَّيْثُ عَنْ نافع عن عبد الله ابن عمر عن عمر بن الْخَطَّابِ أَنَّهُ قَالَ:
" لا تَبِيعُوا الذَّهَبَ بِالذَّهَبِ إِلَّا مِثْلا بِمِثْلٍ، وَلا تَبِيعُوا الْوَرِقَ بِالْوَرِقِ إِلَّا مِثْلا بِمِثْلٍ، وَلا تَشِفُّوا بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ، وَلا تَبِيعُوا شَيْئًا منها غَائِبًا بِنَاجِزٍ إِلَّا يَدًا بِيَدٍ، فَإِنْ قَالَ: انْظُرْنِي حَتَّى أَلِجَ بَيْتِي فَلا تَنْظُرْهُ، فَإِنِّي أَخَافُ عليكم الرماء، والرما هُوَ الرِّبَا "1.
وَأَمَّا حَدِيثُ شُعَيْبِ بن أبي حمزة عن نافع مثل هذا أيضا.
فَأَخْبَرَنَاهُ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُعَدَّلُ أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ نا عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ الْهَيْثَمِ نا أَبُو اليمن أَخْبَرَنِي شُعَيْبٌ أنا نَافِعٌ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَقُولُ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ:
" لا تَبِيعُوا الذَّهَبَ بِالذَّهَبِ وَلا الْوَرِقَ بِالْوَرِقِ إِلَّا مِثْلًا بِمِثْلٍ، وَلا تَشِفُّوا بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ، وَلا تَبِيعُوا مِنْهَا غَائِبًا بِنَاجِزٍ، وَإِنِ اسْتَنْظَرَكَ أَنْ يَلِجَ بِلمَّةِ2 بَيْتِهِ فَلا تنظره، إني أخاف عليكم الرما، والرما الربا "3.
__________
1. لم أقف على رواية الليث عن نافع بهذا اللفظ.
2. في الأصل هنا إشارة تطبيب.
3. لم أقف على رواية شعيب عن نافع بهذا اللفظ.

(1/200)


14- حَدِيثٌ آخَرُ:
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بكر (15/ب) أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ الْحَرَشِيُّ نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الأَصَمُّ نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ نا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَيَّانَ1 نا عبد الصمد بن عبد الوارث نا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدراوردي.
وأخبرنا علي بن محمد بن عبد اللَّهِ الْمُعَدَّلُ أنا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الجوزي2 أنا أَبُو بَكْرِ3 بْنُ أَبِي الدُّنْيَا قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَبَّانَ4 بْنِ الْحَكَمِ الطَّائِيُّ نا عبد الصمد بن عبد الوارث عن عبد العزيز بن محمد عن زيد ابن أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ اطَّلَعَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ وَهُوَ يَمُدُّ لِسَانَهُ فَقَالَ: مَا تَصْنَعُ يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ الله؟
__________
1. بالحاء المهملة بعدها مثناة تحتانية ثم ألف ثم نون – قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 8/161: ترك أبو زرعة حديثه.
قال الذهبي في الميزان 4/221: وقد نقطه بجيم في أماكن ابن الأزهر الصريفيني فوهم. أ. هـ، ومع ذلك كتبه المحقق بالجيم وفي اللسان 6/130 وهم آخر وهو أنه كتب بالسين المهملة حسان.
ذكره ابن حبان في الثقات 9/161 وكناه بأبي عمران البصري وقال: ربما خالف مات سنة بضع وثلاثين ومائتين.
2. بالجيم والزاي وثقه الخطيب، مات سنة 341هـ (تاريخ بغداد 4/407) .
3. عبد الله بن محمد بن عبيد الأموي.
4. قال الأمير ابن ماكولا في الإكمال 4/113: زبان أوله زاي بعدها باء مشددة معجمة بواحدة ثم ذكر من يسمون بذلك ثم أعقبهم بمن يسمون بذلك من الآباء فذكر منهم ابن أبي البختري بالخاء المعجمة عبد الرحمن بن زبان الطائي وذلك ص 118 منه.
وانظر أيضا تاريخ بغداد 10/267.

(1/201)


قَالَ: إِنَّ هَذَا أَوْرَدَنِي الْمَوَارِدَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
" لَيْسَ شَيْءٌ مِنَ الْجَسَدِ إِلَّا يَشْكُو إِلَى الله عَلَى حِدَّتِهِ " 1.
هَذَا لَفْظُ حَدِيثِ الصَّغَانِيِّ.
وَفِي حَدِيثِ ابْنِ أَبِي الدنيا يمد بلسانه، وَفِيهِ هَذَا الَّذِي أَوْرَدَنِي الْمَوَارِدَ، وفيه أيضا. إلا يشكوا ذَرَبَ2 اللِّسَانِ عَلَى حِدَّتِهِ.
أَخْبَرَنِيهِ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ طَاهِرٍ الدَّقَّاقُ، وَحَمْدَانُ بْنُ سَلْمَانَ بْنِ حَمْدَانَ الطَّحَّانُ قَالا: نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الذَّهَبِيُّ نا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ الطَّائِيُّ أَبُو عَلِيٍّ نا عبد الصمد بن الوارث عن عبد العزيز ابن مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيِّ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: اطَّلَعَ عُمَرُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ وَهُوَ يَمُدُّ لِسَانَهُ فَقَالَ:
" مَا تَصْنَعُ يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ؟ " قَالَ: " أَنَّ هَذَا أَوْرَدَنِي الْمَوَارِدَ وَإِنَّ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَيْسَ شَيْءٌ مِنَ الجسد إلا يشكوا إلى الله كاللسان على حدته " 3.
__________
1. أخرجه ابن أبي الدنيا في الورع (ق 77 أ) وابن السني في عمل اليوم والليلة باب في حفظ اللسان 13 أخرجه ابن السني من نفس طريق الخطيب..عن مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَيَّانَ عن عبد الصمد ... به ... وعن محمد بن الحسين بن أشكاب عنه ... ومن طريق ابن أشكاب أخرجه ابن المقرئ في معجمه ق 84 أمختصرا.
2. قال في تاج العروس (1/253) : ذرب كفرح يذرب ذربا وذرابة فهو ذرب ككتف (حد) . أ. هـ، وقال في النهاية 2/156 ذرب اللسان إذا كان حاد اللسان لا يبالي ما قال.
3. سبق تخريجه.

(1/202)


قَالَ ابْنُ صَاعِدٍ هَكَذَا قَالَ عبد الصمد، فأخرج الْحَدِيثَ الْمُسْنَدَ فِي الْحَدِيثِ الْمَوْقُوفِ.
وَقَدْ فَصَّلَهُ لَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عِمْرَانَ الْعَابِدِيُّ.
قَالَ الْخَطِيبُ: أَمَّا الْمُسْنَدُ الْمَذْكُورُ فِي هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِنَّمَا يَرْوِيهِ الداروردي عن زيد ابن أَسْلَمَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُرْسَلًا لا ذِكْرَ فِيهِ لأَبِي بَكْرٍ وَلا لعمر ولا أسلم.
وَأَمَّا الْمَوْقُوفُ فَهُوَ كَمَا سَاقَهُ عَبْدُ الصَّمَدِ مِنْ أَوَّلِ حَدِيثِهِ إِلَى آخِرِ قَوْلِ أَبِي بَكْرٍ هَذَا أَوْرَدَنِي الْمَوَارِدَ، وَكَذَلِكَ رَوَاهُ مالك عن أَنَسٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ لَمْ يَذْكُرِ الْمُسْنَدَ1.
وَرَوَى سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ الْحَدِيثَ الْمَوْقُوفَ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ لَمْ يَذْكُرِ الْمُسْنَدَ وَاخْتُلِفَ عَلَيْهِ فِيهِ، فَرَوَاهُ وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي بكر الصديق، ورواه قبيصة ابن عُقْبَةَ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ زَيْدٍ عن أبي بكر، لم يذكر أَسْلَمُ فِيهِ، وَخَالَفَ الْجَمِيعَ هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ فَرَوَاهُ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ عَنْ أَبِي بكر الصديق (16/أ) .
__________
1. قال الدارقطني في العلل 1/10 بعد سياقه لرواية عبد الصمد:
قال ذلك عبد الصمد بن عبد الوارث عن الدَّرَاوَرْدِيِّ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عن أبيه، ووهم فيه على الدراوردي. والصواب عنه عن (زيد عن أبيه) أن عمر اطَّلَعَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ وَهُوَ آخذ بلسانه فقال: " هذا أوردني الموارد ".
وقال الدَّرَاوَرْدِيِّ: عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: كل عضو يشكو ... ".
وقد نقل الدارقطني في الأفراد كلام ابن صاعد المشار إليه هنا (أطراف غرائب الأفراد مسند أبي بكر 11ب – 12أ.

(1/203)


وروى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عِمْرَانَ الْعَابِدِيُّ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ الدَّرَاوَرْدِيِّ الْحَدِيثَ الَّذِي سُقْنَاهُ عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ عَبْدِ الْوَارِثِ عَنِ الدَّرَاوَرْدِيِّ بِطُولِهِ، إِلَّا أَنَّهُ فَصَلَ كَلامَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ مِنْ كَلامِ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأفراد لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا إِسْنَادًا.
فأما حديث مالك بن أنس عن زيد بن أسلم.
فَأَخْبَرَنَاهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْحَرْبِيُّ وَعُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَلافُ قَالا: أنا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ1 نا إِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ2 نَا الْقَعْنَبِيُّ3 عَنْ مَالِكٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ (أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ دَخَلَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ وَهُوَ يَجْبِذُ4 لِسَانَهُ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: مَهْ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكَ؟
فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: إِنَّ هَذَا أَوْرَدَنِي الموارد5.
__________
1. محمد بن عبد الله بن إبراهيم.
2. الحربي قال الذهبي: ثقة حجة وثقه إبراهيم الحربي والدارقطني وغيرهم مات سنة 284 هـ (الميزان 1/190) .
3. عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قعنب.
4. قال في النهاية 1/235: الجبذ لغة في الجذب، وقيل: هو مقلوب. أ. هـ.
وقال في القاموس 1/364: الجبذ: الجذب وليس مقلوبة بل لغة صحيحة ووهم الجوهري وغيره ... أ. هـ.
5. رواه مالك في الموطأ 2/988 كتاب الكلام باب ما جاء فيما يخاف من اللسان.
وأخرجه ابن أبي عاصم في الزهد 18 ح 18 عن ابن عجلان عن زيد بن أسلم.. به.
وأخرجه أيضا أبو نعيم في الحلية 1/33 عن مصعب الزبيري عن ملك ... به..
ومن طريق ابن عجلان رواه ابن أبي شيبة في المصنف 9/66 كتاب الأدب باب كف للسان.

(1/204)


وأما حَدِيثُ وَكِيعٍ1 عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عن زيد بن أسلم:
فأخبرناه عَلِيُّ بْنُ الْقَاسِمِ الْبَصْرِيُّ نا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ الْمَادَرَائِيُّ نا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ2 نا وَكِيعٌ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ: " أَنَّهُ أَخَذَ بِلِسَانِهِ في مرضه فجعل يلوكه فِيهِ وَيَقُولُ هَذَا3 أَوْرَدَنِي الْمَوَارِدَ "4.
وأما حَدِيثُ ابْنِ الْمُبَارَكِ عَنِ الثَّوْرِيِّ:
فَأَخْبَرَنَاهُ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْخَزَّازُ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْوَرَّاقُ قَالا: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ5 الْمَرْوَزِيُّ أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي بَكْرٍ: " أَنَّهُ قَالَ بِلِسَانِهِ: هَذَا أَوْرَدَنِي الْمَوَارِدَ "6.
وَأَمَّا حديث عبد الرحمن بن مهدي عن الثوري 7:
__________
1. ابن الجراح الرؤاسي.
2. ابن محمد بن علي الطائي وثقه ابن حبان ومسلمة بن قاسم والدارقطني، وقال أبو حاتم: صدوق، وقال النسائي: صالح مات سنة 2665 هـ (الثقات 8/471، التهذيب 7/294) .
3. كتب في الأصل (كذا) .
4. رواه وكيع عن الثوري في الزهد 2/556.
5. كتب في هامش الأصل الحسن – مكبرا – ووضع عليه علامة التصحيح.
وهو الحسين بن الحسن بن حرب السلمي المروزي نزيل مكة قال أبو حاتم: صدوق، وذكره ابن حبان في الثقات ووثقه مسلمة، مات سنة 246 هـ (الثقات 8/190، التهذيب 2/334) .
6. رواه ابن المبارك في الزهد 125 ح 369.
7. حديث ابن مهدي رواه ابن أبي عاصم عنه عن أسامة بن زيد بن أسلم في الزهد 19 ح 22 وأسامة ضعفوه (انظر التهذيب 1/207) .

(1/205)


فَإِنَّ أَبَا عُبَيْدٍ الْقَاسِمَ بْنَ سَلَّامٍ رَوَاهُ عَنْهُ وَضَمَّ إِلَيْهِ حَدِيثَ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ وَذَكَرَ مَا فِيهِ مِنَ الْغَرِيبِ، وَنَحْنُ نَسُوقُهُ وَغَرِيبَهُ إِثْرَ حَدِيثِ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ إِنْ شَاءَ اللَّهُ.
وأما حديث قبيصة بن عقبة عن الثوري:
فأخبرناه إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُمَرَ الْبَرْمَكِيُّ أنا محمد بن عبد الله بن خَلَفٍ الدَّقَّاقُ نا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ ذُرَيْحٍ الْعُكْبَرِيُّ نا هناد ابن السَّرِيِّ نا قَبِيصَةُ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ: " أَنَّ أَبَا بَكْرٍ جَعَلَ يَلْوِي لِسَانَهُ أَوْ يُحَرِّكُ لِسَانَهُ، وَيَقُولُ هَذَا أوردني الموارد "1.
وأما حديث هشام بن سعد:2
فأخبرناه علي بن القاسم ثنا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ الْمَادَرَائِيُّ نا عِيسَى بْنُ جَعْفَرٍ وَجَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَاكِرٍ قَالا: نا أَبُو نُعَيْمٍ3 نا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ، وَهُوَ يَقُولُ: " اطَّلَعْتُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ وَهُوَ مُدَلِّعٌ لِسَانَهُ يُنَصْنِصُهُ4، فقال: هذا أوردني الموارد "5.
__________
1. انظر الزهد لهناد بن السري: 2/531 ح 1093 تحقيق الفروائي.
2. أبو عباد المدني القرشي مولاهم، قال أبو زرعة: محله الصدق، قال أبو داود: أثبت الناس في زيد بن أسلم، وضعفه أحمد وابن معين والنسائي وغيرهم، وقال ابن حجر في التقريب 364: صدوق له أوهام ورمي بالتشيع، مات سنة 160هـ أو قبلها (التهذيب 11/39) .
3. الفضل بن دكين.
4. بالصاد المهملة يعني يحركه ويقلقله (الغريب لأبي عبيد بن سلام 3/220) .
5. ذكر الدارقطني رواية هشام بن سعد في العلل 1/12، وقال عنها وعن رواية ابن عجلان ومن تابعهما أنهما أصح من رواية من رواه بخلافهم ورواية أبي نعيم عن هشام عن زيد رواها أبو عبيد في الغريب 3/219.

(1/206)


قَالَ زَيْدٌ: وَكَانَ مِنْ أَصْمَتِ الناس – لفظ ابن شاكر -.
أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ البادا وَالْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالا: أنا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ نا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: " قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ فِي حَدِيثِ أَبِي بَكْرٍ حِينَ دَخَلَ عَلَيْهِ وهو ينصنص1 (16/ب) لِسَانَهُ، وَيَقُولُ: إِنَّ هَذَا أَوْرَدَنِي الْمَوَارِدَ، قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: حَدَّثَنِيهِ ابْنُ مَهْدِيٍّ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي بَكْرٍ.
قَالَ: وَحَدَّثَنِيهِ أَبُو نُعَيْمٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عُمَرَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ بِهَذَا الْحَدِيثِ إِلَّا أَنَّ بَعْضَهُمْ قَالَ: يُنَصْنِصُ وَقَالَ بَعْضُهُمْ يُحَرِّكُ.
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ قال أبو عمرو2: قوله " ينصنص " يعني يحرك وَيُقَلْقِلُهُ، وَكُلُّ شَيْءٍ حَرَّكْتَهُ فَقَدْ نَصْنَصْتَهُ، وَفِيهِ لُغَةٌ أُخْرَى لَيْسَتْ فِي الْحَدِيثِ بِمَعْنَاهُ نَضْنَضْتُ بِالضَّادِ3 وَمِنْهُ قِيلَ لِلْحَيَّةِ نَضْنَاضٌ وَهُوَ الْقَلِقُ الَّذِي لا يَثْبُتُ فِي مكانه لشدته ونشاطه.
قال الراعي:4
__________
1. بالصاد المهملة (الغريب لأبي عبيد 3/219) .
2. زبان – بالزي والباء المشددة الموحدة – بن العلاء بن عمار بن العريان التميمي المازني البصري أحد القراء السبعة وأحد أئمة النحو واللغة.
اختلف في اسمه وأصح ما قيل فيه (زبان) مات سنة 154هـ.
(معرفة القراء الكبار 1/100، غاية النهاية للجزري 1/288) .
3. المعجمة: (انظر الغريب لأبي عبيد 3/220) .
4. النميري واسمه عبيد بن الحصين بن جندل يكنى أبا جندل وهو شاعر مشهور ولقب الراعي لكثرة وصفه الأبل والرعاء في شعره، وفد على عبد الملك ومدحه بشيء من شعره (المؤتلف والمختلف للآمدي 177، إنباه الرواة 1/320 حاشية 2) .

(1/207)


يَبِيتُ1 الْحَيَّةُ النَّضْنَاضُ فِيهَا2 مَكَانَ الْحِبِّ3 يَسْتَمِعُ السِّرَارَا4.
قَالَ أَبُو عبيد: أَخْبَرَنِي الأَصْمَعِيُّ5 أَنَّهُ سَأَلَ6 أَعْرَابِيًّا أَوْ أَعْرَابِيَّةً عَنِ النَّضْنَاضِ7 فَأَخْرَجَ لسانه فحركه لم يزد عَلَى هَذَا، وَهَذَا كُلُّهُ يَرْجِعُ على الْحَرَكَةِ، فَأَمَّا الْحَدِيثُ فَبِالصَّادِ8 لا غَيْرَ9.
وَأَمَّا حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِمْرَانَ الْعَابِدِيِّ عَنِ الدَّرَاوَرْدِيِّ الَّذِي فَصَلَ فِيهِ الْمَتْنَ الْمَرْفُوعَ مِنَ الْمَوْقُوفِ وَسَاقَهُمَا بِإِسْنَادَيْنِ.
فَأَخْبَرَنِيهِ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ طَاهِرٍ وَحَمْدَانُ بْنُ سَلْمَانَ قَالا: نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الذَّهَبِيُّ نا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عِمْرَانَ الْعَابِدِيُّ – بِمَكَّةَ – نا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ: اطَّلَعَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ وَهُوَ مُدَلِّعٌ لسانه
__________
1. كتب في الأصل هنا (كذا) .
2. في غريب أبي عبيد 3/220: منه وكتب المحقق أن في هامش الأصل فيها.
3. قال محقق الغريب: بهامش الأصل وقال نشوان: الحب – بكسر الحاء المهملة – القرط في هذا البيت. (3/220 حاشية رقم خمسة) .
4. انظر الغريب 3/219-220.
5. أبو سعيد عبد الملك بن قريب بن علي قال الذهبي في سير أعلام النبلاء 10/175: الإمام العلامة الحافظ حجة الأدب لسان العرب مات سنة 216هـ.
6. كتب في حاشية الأصل 17 أسمع بدال سأل، والذي في الغريب لأبي عبيد 3/220 سأل.
7. بالضاد المعجمة (المصدر السابق نفس الجزء والصفحة) .
8. في الغرييب 3/220: بالصاد غير المعجمة وهي في بعض النسخ دون بعض كما قال محققه.
9. ما بين القوسين من غريب الحديث لأبي عبيد 3/220.

(1/208)


أَخَذَهُ بِيَدِهِ، فَقَالَ: " مَا تَصْنَعُ يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ "، فَقَالَ: " وَهَلْ أَوْرَدَنِي الْمَوَارِدَ إِلَّا هَذَا "1.
قَالَ ابْنُ صَاعِدٍ: هَذَا آخِرُ الْحَدِيثِ، ثُمَّ ابْتَدَأَ الْحَدِيثَ الآخَرَ بَعْدَهُ فِي إِثْرِهِ.
وَقَالَ: نا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ أَنَّ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
" مَا مِنْ عُضْوٍ مِنَ الأَعْضَاءِ إِلَّا وَهُوَ يَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ مَا يَلْقَى مِنَ اللِّسَانِ عَلَى حِدَّتِهِ "2.
قَالَ الْخَطِيبُ: لَيْسَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ إِشْكَالٌ يُتَخَوَّفُ مِنْهُ اخْتِلاطُ كَلامِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكَلامِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، وَإِنَّمَا الْمُشْكِلُ مِنْهُ أَنَّ عَبْدَ الصَّمَدِ بْنَ عَبْدِ الْوَارِثِ رَوَى حَدِيثَ أَبِي بَكْرٍ وَاتَّبَعَهُ بِكَلامِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ غَيْرِ فَاصِلَةَ، فشبه بِذَلِكَ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ هُوَ الَّذِي رَوَاهُ إِثْرَ قَوْلِهِ، وَنَسَّقَهُ عَلَى كَلامِهِ، وَلَوْ ذَكَرَ فِي أَحَادِيثِ مَنْ وَصَلَ الْمُرْسَلَ الْمَقْطُوعَ بِالْمُتَّصِلِ الْمَرْفُوعِ لَكَانَ لائِقًا بِذَلِكَ الْبَابِ، وَاللَّهُ الْمُوَفِّقُ لإدراك الصواب.
15- حَدِيثٌ آخَرُ:
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْهَاشِمِيُّ – بِالْبَصْرَةِ – نا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ الْمَادَرَائِيُّ نا عباس ابن محمد الدوري نا
__________
1. لم أقف عليه من هذا الطريق فيما وقفت عليه من المصادر.
2. أخرجه الدارقطني في مسند أبي بكر في الإفراد (أطراف غرائب الأفراد 12أ) .

(1/209)


عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى أنا شَيْبَانُ1 عَنِ الأَعْمَشِ2.
وَأَخْبَرَنِي أَبُو الْفَضْلِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الصَّيْرَفِيُّ أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ الْخَلَّالُ نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ نا جدي (17/أ) نا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ3 نا أَبُو عَوَانَةَ4 عَنْ سُلَيْمَانَ – وَهُوَ الأَعْمَشُ – عَنْ شَقِيقٍ5 عَنْ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: وفي حديث أبي عوانة عَنْ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ قَالَ: قال عبد الله:
" قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: تَعَاهَدُوا الْقُرْآنَ فَلَهُوَ أَشَدُّ تَفَصِّيًا6 مِنْ صُدُورِ الرِّجَالِ مِنَ النَّعَمِ مِنْ عُقُلِهِ، وَلا يَقُلْ أَحَدُكُمْ نَسِيتُ آيَةَ كَيْتَ وكيت بل هو نسّي " 7.
__________
1. ابن عبد الرحمن التيمي مولاهم النحوي.
2. سليمان بن مهران الأسدي الكاهلي، ثقة حافظ عارف بالقراءة لكنه يدلس ت 148 هـ (التقريب 374) .
3. ابن أبي زياد الشيباني مولاهم البصري ختن أبي عوانة ثقة عابد مات سنة 215 هـ (التقريب 374) .
4. وضّاح – بتشديد المعجمة آخره مهملة – بن عبد الله اليشكري – بالمعجمة – الواسطي مشهور بكنيته، ثقة ثبت مات سنة 176 هـ أو قبلها (التقريب 369) .
5. أبو وائل شقيق بن سلمة الأسدي الكوفي، قال الحافظ: ثقة مخضرم (التقريب 147) .
6. قال في الفتح 9/81: بفتح الفاء وكسر الصاد المهملة الثقيلة بعدها تحتانية خفيفة أي تفلتّا وتخلصًا ... أ. هـ مختصرا.
7. مبني للمجهول وروي مشددا ومخففا، وفيه أدب في التعبير عن حصول ذلك، فإن النسيان ليس من فعل العبد، وقد تصدر عنه أسبابه من التناسي والتغافل والتهاون المفضي إلى ذلك.
فأما النسيان نفسه فليس بفعله، ولهذا بني لما لم يسمى فاعله، وأدب أيضا في ترك إضافة ذلك إلى الله تعالى. أ. هـ بتصرف من فضائل القرآن لابن كثير ص 68.
وقوله كيت وكيت: يعبر بهما عن الجمل الكثيرة والحديث الطويل ومثلهما ذيت وذيت (فتح الباري 9/80) .

(1/210)


أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عُمَرَ بْنِ بُرْهَانَ1 الْغَزَّالُ – بِصُورَ – أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ أسد بْنِ سَعِيدِ بْنِ كَثِيرِ بْنِ عفير – بمصر – أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ كَثِيرِ بْنِ عُفَيْرٍ2 - عَمُّ أَبِي – أَخْبَرَنِي أَبِي سَعِيدُ بْنُ كَثِيرِ بْنِ عُفْيرٍ حَدَّثَنِي الْمُغِيرَةُ بْنُ الْحَسَنِ حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ حَبِيبٍ الْكُوفِيُّ عَنْ سُلَيْمَانَ الأَعْمَشِ عَنْ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
" تَعَاهَدُوا الْقُرْآنَ فَلَهُوَ أَشَدُّ تَفَصِّيًا مِنْ صُدُورِ الرِّجَالِ مِنَ النَّعَمِ مِنْ عُقُلِهَا، وَلا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ نَسِيتُ آيَةَ كَيْتَ بَلْ هُوَ نُسِي " 3.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَلاءِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْوَرَّاقُ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَحْمَوِيَةَ الْعَسْكَرِيُّ – بِالْبَصْرَةِ – حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
__________
1. لم أقف عليه فيما اطلعت عليه من المصادر من رواية شيبان ولا أبي عوانة عن الأعمش لكنه ورد من عدة طرق عَنْ مَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ عَنْ أبي وائل شقيق عن ابن مسعود مرفوعا، وستأتي إشارة المؤلف لها في آخر الترجمة وسأذكر من خرّجها هنالك إن شاء الله.
2. قال ابن حبان في المجروحين 2/67: يروي عن أبيه عن الثقات الأشياء المقلوبات لا يشبه حديثه حديث الثقات، أخبرنا الحسين بن إسحاق الأصبهاني قال: ... لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد. أ. هـ. مات سنة 273 هـ (لسان الميزان 4/104) .
3. لم أجده من هذا الطريق.

(1/211)


خَالِدِ بْنِ خَلِيٍّ1 الْكَلاعِيُّ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْعَوْصِيُّ2 عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حُمَيْدٍ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ شَقِيقٍ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
" عليكم بالقرآن فو الله لَهُوَ أَسْرَعُ تَفَصِّيًا مِنْ صُدُورِ الرجال من النعم من علقه، وَلا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ نَسِيتُ آيَةَ كَذَا وَكَذَا بَلْ هُوَ نُسّي " 3.
كَذَا رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ شَيْبَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَأَبُو عَوَانَةَ الْوَضَّاحُ وَمُوسَى بْنُ حَبِيبٍ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حُمَيْدٍ الرُّؤَاسِيُّ أَرْبَعَتُهُمْ عَنِ الأَعْمَشِ وَرَفَعُوا جَمِيعَ الْحَدِيثِ إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَخَالَفَهُمْ يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ وَمُحَاضِرُ بْنُ الْمُوَرِّعِ وَأَبُو بدر الشجاع بْنُ الْوَلِيدِ، فَرَوَوْهُ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ شَقِيقٍ – وَهُوَ أَبُو وَائِلٍ – عن عبد الله بن مسعود مِنْ قَوْلِهِ غَيْرَ مَرْفُوعٍ.
كَمَا أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْهَاشِمِيُّ4 نا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ الْمَادَرَائِيُّ نا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ نا يَعْلَى نا الأَعْمَشُ عَنْ شَقِيقٍ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: " تَعَاهَدُوا هَذَا الْقُرْآنَ فَلَهُوَ أَشَدُّ تَفَصِّيًا مِنْ صُدُورِ الرِّجَالِ مِنَ النَّعَمِ مِنْ عُقُلِهِ، وَلا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ نَسِيتُ آيَةَ كَيْتَ وَكَيْتَ بل هو نُسّي "5 موقوف.
__________
1. بالخاء المعجمة قال ابن حجر في التقريب 295: يوزن جلّي، صدوق.
2. بمهملتين الحمصي صدوق يخالف (التقريب 131) .
3. لم أجده من هذا الطريق.
4. الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ الواحد.
5. لم أقف عليه فيما اطلعت عليه من المصادر.

(1/212)


وأخبرني عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْفَزَارِيُّ أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ1 ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ ثنا جَدِّي نا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ وَمُحَاضِرُ - بْنُ الْمُوَرِّعِ السكوني قالا: نا الأعمش (17/ب) عَنْ شَقِيقٍ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: " تَعَاهَدُوا الْقُرْآنَ "2 وَذَكَرَ مِثْلَهُ سواء -.
أخبرنا الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرٍ نا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ نا عِيسَى بْنُ جَعْفَرٍ الْوَرَّاقُ نا شُجَاعٌ أَبُو (بَدْرٍ) 3 عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: " تَعَاهَدُوا الْمَصَاحِفَ فَلَهُوَ أَشَدُّ تَفَصِّيًا مِنْ صُدُورِ الرِّجَالِ مِنَ النَّعَمِ مِنْ عُقُلِهِ، وَلا يَقُلْ أَحَدُكُمْ نَسِيتُ آيَةَ كَيْتَ وَكَيْتَ بَلْ هُوَ نُسّي "4.
وَرَفْعُ جَمِيعِ هَذَا الْحَدِيثِ عَنِ الأَعْمَشِ خَطَأٌ5 وَإِيقَافُ جَمِيعِهِ أَيْضًا عَنْهُ خَطَأٌ5، وَذَلِكَ أَنَّ الأَعْمَشَ كَانَ يَرْفَعُ مِنْ آخِرِهِ كَلِمَاتٍ فِي فَصْلِ النِّسْيَانِ، وَهِيَ6 قَوْلُهُ6: " بَلْ6 هُوَ6 نُسِّيَ "6 وَيَجْعَلُ الْحَدِيثَ كله عَدَا هَذِهِ الْكَلِمَاتِ مِنْ كَلامِ عَبْدِ اللَّهِ بَيَّنَ ذَلِكَ أَبُو مُعَاوِيَةَ مُحَمَّدُ بْنُ خَازِمٍ وَعِيسَى بْنُ يُونُسَ وَوَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ الْخُرَيْبِيُّ7 فِي رِوَايَتِهِمْ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ الأعمش.
__________
1. ابن أحمد أبو الحسين المعروف بابن حمة – بالمهملة – الخلال، ثقة 396هـ. (تاريخ بغداد 10/301) .
2. لم أجده من خرجه من هذا الطريق.
3. في الأصل (زيد) والصواب ما أثبت، وهو ابن الوليد السكوني (التهذيب 4/313) .
4. لم أقف على تخريجه من هذا الطريق.
5. انظر المدرج إلى المدرج للسيوطي (34 ح 36) .
6. كل هذه المواضع وضع فيها إشارة تضبيب.
7. قال الحافظ في التقريب 172: الخريبي – بمعجمة وموحدة – مصغرا كوفي الأصل ثقة عابد، مات سنة 213هـ.

(1/213)


أما حديث أبي معاوية:
فَأَخْبَرَنَاهُ الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ الْحِيرِيُّ أنا أَبُو مُحَمَّدٍ حَاجِبُ بْنُ أَحْمَدَ الطُّوسِيُّ نا مُحَمَّدُ بْنُ حماد ثنا أبو معاوية.
وأخبرناه الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ – وَاللَّفْظُ لَهُ – أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بن حمدان نا عبد الله بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنِي أَبِي نا أَبُو مُعَاوِيَةَ نا الأَعْمَشُ عَنْ شَقِيقٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:
" تَعَاهَدُوا هَذِهِ الْمَصَاحِفَ وَرُبَّمَا قَالَ: الْقُرْآنَ فَلَهُوَ أَشَدُّ تَفَصِّيًا مِنْ صُدُورِ الرِّجَالِ مِنَ النَّعَمِ مِنْ عُقُلِهِ، قَالَ، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا يَقُلْ أَحَدُكُمْ إِنِّي نَسِيتُ آيَةَ كَيْتَ وَكَيْتَ بَلْ هُوَ نُسّي " 1.
وأما حديث عيسى بن يونس 2:
فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو حَازِمٍ عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْعَبْدَوِيُّ – بِنَيْسَابُورَ – أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدَةَ السَّلِيطِيُّ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الحسين – ويعرف بالترك3 حدثنا إسحاق بن إبراهيم4 أخبرنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ عَنْ شَقِيقٍ قَالَ: قَالَ عَبْدُ الله:
__________
1. انظر مسند الإمام أحمد 1/38-382، والحديث أخرجه أيضا مسلم من طريق أبي معاوية محمد بن خازم – بالخاء المعجمة والزاي – 1/544 ح 229 من كتاب صلاة المسافرين باب فضائل القرآن.
2. ابن أبي إسحاق السبيعي، ثقة، مات سنة 191هـ (التهذيب 8/237) .
3. قال ابن ماكولا في الإكمال (1/249-250) : ترك أوله تاء مضمومة معجمة باثنتين من فوقها، وراء ساكنة، ثم ذكر عددا ممن يلقب بذلك وذكر منهم جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ، وقال: من الثقات الأثبات ... مات سنة 295هـ.
4. المعروف بابن راهويه.

(1/214)


" تَعَاهَدُوا الْقُرْآنَ فَلَهُوَ أَشَدُّ تَفَصِّيًا مِنْ قُلُوبِ الرِّجَالِ مِنَ الْمخاضِ مِنْ عُقُلِهَا وَلا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ نسيت "1. 2
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بَلْ هُوَ نُسِّيَ ".
وأما حديث وكيع:
فأخبرناه أبو الحسن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن رزقزيه البزاز3 أنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عيسى ابن الْهَيْثَمِ التَّمَّارُ نا مُوسَى بْنُ إِسْحَاقَ الأَنْصَارِيُّ نا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ4 نا وَكِيعٌ نا الأَعْمَشُ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: " تَعَاهَدُوا هَذِهِ الْمَصَاحِفَ فَلَهِيَ أَشَدُّ تَفَصِّيًا مِنْ صُدُورِ الرِّجَالِ مِنَ النَّعَمِ مِنْ عُقُلِهِ، وَلا يَقُلْ أَحَدُكُمْ نَسِيتُ آيَةَ كَذَا، وَكَذَا، قَالَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بل هو (18/أ) نُسِّيَ " 5.
رَوَى يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحِمَّانِيُّ عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ6 وَوَكِيعٌ مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ كَلامَ عَبْدِ اللَّهِ حَسْبُ وَلَمْ يَذْكُرْ ما بعده.
كذلك أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ رِزْقَوَيْهِ7 أنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ نا
__________
1. عزاه السيوطي في المدرج إلى المدرج 34 ح 36 إلى البيهقي ولم أقف عليه في السنن فلعله في كتاب آخر لم أتمكن من الإطلاع عليه.
2. كتب في هذا الوضع بعد نهاية الحديث كذا، كذا كذا.
3. أوله باء موحدة ثم زايين بينهما ألف (راجع ترجمته في تاريخ بغداد 1/351) .
4. عبد الله بن محمد بن إبراهيم.
5. لم أقف عليه من طريق وكيع عن الأعمش.
6. محمد بن خازم الضرير.
7. محمد بن أحمد.

(1/215)


أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ إِسْحَاقَ الحُلواني نا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحِمَّانِيُّ نا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ شَقِيقٍ قَالَ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: " تَعَاهَدُوا هَذَا الْمَصَاحِفَ، وَرُبَّمَا قَالَ الْقُرْآنَ، فَلَهُوَ أَسْرَعُ تَفَصِّيًا مِنْ صُدُورِ الرِّجَالِ مِنَ النَّعَمِ مِنْ عُقُلِهِ "1.
وأما حديث عبد الله بن داود عن الأعمش:
فَأَخْبَرَنَاهُ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْمُقْرِئُ أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ ثنا مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى نا مُسَدَّدٌ نا عبد الله ابن دَاوُدَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ شَقِيقٍ قَالَ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مسعود:
" تَعَاهَدُوا الْمَصَاحِفَ فَلَهُوَ أَشَدُّ تَفَصِّيًا مِنْ صُدُورِ الرِّجَالِ مِنَ النَّعَمِ مِنْ عُقُلِهِ، وَلا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ نَسِيتُ آيَةَ كَيْتَ وَكَيْتَ، قَالَ رسول الله: بل نُسّي " 2.
وَقَدْ رَوَى مَنْصُورُ بْنُ الْمُعْتَمِرِ وَالْحَكَمُ بْنُ عَبْد الْمَلِكِ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جميع الحديث3.
__________
1. لم أقف على من خرجه من طريق الحماني، والحماني على كثرة حفظه مضعف عند علماء الحديث (التهذيب 11/243) .
2. لم أجده من حديث عبد الله الخريبي.
3. حديث الحكم بن عبد الملك لم أقف عليه، والحكم هو القرشي البصري.
قال الحافظ في التقريب (80) : ضعيف.
وأما حديث منصور بن المعتمر:
أخرجه البخاري في كتاب فضائل القرآن باب استذكار القرآن من صحيحه عن محمد بن عرعرة ثنا شعبة عن منصور ... : " بئس ما لأحدهم أن يقول نَسِيتُ آيَةَ كَيْتَ وَكَيْتَ بَلْ نسي، واستذكروا القرآن فإنه أشد تفصيا ... الحديث " (الفتح 9/79 ح 5032) .
وأخرجه أيضا في نفس الكتاب عن أبي نعيم عن سفيان عن منصور ... مقتصرا على فصل النسيان ح 5039.
ورواه مسلم في كتاب صلاة المسافرين باب فضائل القرآن من صحيحه 1/544 ح 228 عن زهير بن حرب وعثمان بن أبي شيبة وإسحاق بن إبراهيم عن جرير بن حازم عن منصور ... به.
وأخرجه أحمد في المسند عن هؤلاء وغيرهم عن منصور ... به ...
(راجع المسند 1/417، 423، 429، 438، 439، 463) .
ورواه أيضا الترمذي (1/193 ح 2942) .
ومن طريق شعبة عن منصور أخرجه الخطيب في تاريخه 5/453.
وقد تابع أبا وائل عن ابن مسعود زر بن حبيش، أخرجه الحاكم في المستدرك 1/553 عن شعيب عن خالد الرازي عن عاصم بن بهدلة عن زر ... به، والطبراني في الكبير (10/169) .
وأخرجه أيضا أبو نعيم في الحلية 4/188.
وكذا تابع منصور عن شقيق عبدة بن أبي لبابة أخرجه مسلم (1/544 ح 230، وأحمد 1/449) إلا أنه اقتصر على فصل النسيان فقط.

(1/216)


فَأَمَّا الأَعْمَشُ فَإِنَّمَا الصَّحِيحُ عَنْهُ إِيقَافُهُ سِوَى الْكِلَمَاتِ الَّتِي فِي آخِرِهِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ1.
16- حديث آخر:
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ أنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ جَعْفَرِ الْخِرَقِيُّ نا قَاسِمُ بْنُ زَكَرِيَّا الْمُطَرِّزُ نا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ2 نا أَبُو بَكْرِ بْنُ عياش عن
__________
1. في الهامش من الأصل (بلغ مقابلة في الثالثة حسب الطاقة) .
2. أبو عمر العطاردي الكوفي، قال ابن عدي في الكامل 1/194: رأيت أهل العراق مجمعين على ضعفه، قال: ولا يعرف له حديث منكر رواه، قال الذهبي في الميزان 1/112: كذبه مطيّن، وقال الدارقطني: لا بأس به، وقال الحافظ في التقريب 14: ضعيف وسماعه للسيرة صحيح مات سنة 272 هـ (التهذيب 1/51) .

(1/217)


عَاصِمٍ1 عَنْ زِرٍّ2 عَنْ عَبْدِ اللَّهِ3 قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
" مَنْ مَاتَ وَهُوَ يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ النَّارَ وَمَنْ مَاتَ وَهُوَ لا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ " 4.
هَكَذَا رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْعُطَارِدِيُّ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ، وَوَهِمَ فِي إِسْنَادِهِ وَفِي مَتْنِهِ5.
فَأَمَّا الْوَهْمُ فِي إِسْنَادِهِ فَإِنَّ عَاصِمًا إِنَّمَا كَانَ يَرْوِيهِ عَنْ أَبِي وَائِلٍ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ لا عَنْ زِرٍّ.
وَقَدْ رَوَاهُ كَذَلِكَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ، أَسْوَدُ بْنُ عامر شاذان وأبو هشام مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الرِّفَاعِيُّ وَأَبُو كُرَيْبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاءِ الْهَمْدَانِيُّ، وَوَافَقَهُمْ حَمَّادُ بْنُ شُعَيْبٍ وَالْهَيْثَمُ بْنُ جَهْمٍ وَالِدُ عُثْمَانَ بْنِ الْهَيْثَمِ الْمُؤَذِّنُ فَرَوَيَاهُ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ أَبِي وَائِلٍ كَذَلِكَ.
وَأَمَّا الْوَهْمُ فِي مَتْنِ الْحَدِيثِ فَإِنَّ الْعُطَارِدِيَّ فِي رِوَايَتِهِ جَعَلَهُ كُلَّهُ كَلامِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وليس (18/ب) كَذَلِكَ، وَإِنَّمَا الْفَصْلُ فِي ذِكْرِ مَنْ مَاتَ مُشْرِكًا قَوْلُ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَالْفَصْلُ الثَّانِي فِي ذِكْرِ مَنْ مات غير مشرك
__________
1. ابن أبي النجود بهدلة.
2. ابن حبيش.
3. ابن مسعود رضي الله عنه.
4. لم أجد من أخرج رواية زر عن عبد الله.
5. انظر فتح الباري 3/112 فقد نقل الحافظ كلام الخطيب هذا وعزاه إلى المدرج.
وانظر أيضا المدرج إلى المدرج للسيوطي 17 الحديث الأول.

(1/218)


قَوْلُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ1. بَيَّنَ ذَلِكَ أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، وَأَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ عَنْ أَبِي بكر عن عاصم. وحماد ابن شُعَيْبٍ وَالْهَيْثَمِ بْنِ جَهْمٍ عَنْ عَاصِمٍ، وَمَيَّزُوا أَحَدَ الْفَصْلَيْنِ مِنَ الآخَرِ.
وَكَذَلِكَ رَوَى سُلَيْمَانُ الأَعْمَشُ وَسَيَّارٌ أَبُو الْحَكَمِ وَمُغِيرَةُ بْنُ مِقْسَمٍ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ.
فأما حديث أسود بن عامر عن أبي بكر بن عياش بخلاف رواية العطاردي عنه في الإسناد والمتن جميعًا.
فأخبرناه الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بن حنبل حدثني أبي أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ نا أَبُو بَكْرٍ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
" مَنْ جَعَلَ لِلَّهِ نِدًّا جَعَلَهُ اللَّهُ فِي النار " قال وأخرى أقوالها لَمْ أَسْمَعْهَا مِنْهُ مَنْ مَاتَ لا يجعل الله نِدًّا أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ، وَإِنَّ هَذِهِ الصَّلَوَاتِ كَفَّارَاتٌ لِمَا بَيْنَهُنَّ ما اجتنب المقتل2.
__________
1. قد ورد مرفوعا من حديث جابر بن عبد الله وحديث أبي ذر الغفاري رضي الله عنهما عند مسلم 1/94 ح 93، 94، من كتاب الإيمان باب مَنْ مَاتَ لا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شيئا دخل الجنة ...
2. رواه أحمد في المسند 1/402، 407.
قال الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على هذا الحديث في المسند 5/310 ح 3811: إسناده صحيح ... وآخره في أن الصلوات كفارات لم أجده في غير هذا الموضع، إلا روايتين آخريين ضعيفتين عن ابن مسعود في مجمع الزوائد 1/298، 299 ومعناه صحيح ثابت من حديث أبي هريرة وغيره، فرواه مسلم 1/209 ح 14، 15، 16 من كتاب الطهارة، والترمذي 1/418 ح 214 باب ما جاء في فضل الصلوات الخمس.

(1/219)


وأما حديث أبي هشام محمد بن يزيد أبي بكر بموافقة رواية أسود بن عامر على الإسناد والمتن جميعا.
فأخبرناه عَلِيُّ بْنُ الْمُحَسِّنِ التَّنُوخِيُّ أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْكَاتِبُ نا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ – هُوَ ابْنُ غَالِبٍ الْكَتَّانِيُّ1 - نا أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ2 نا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ نا عَاصِمٌ عَنْ أَبِي وائل عن عبد الله قال قَالَ رَسُولُ اللَّهِ:
" مَنْ مَاتَ يَجْعَلُ لِلَّهِ نِدًّا دَخَلَ النَّارَ، وَأُخْرَى أَنَا أَقُولُهَا لَمْ أَسْمَعْهَا، مَنْ مَاتَ لا يَجْعَلُ لِلَّهِ نِدًّا دَخَلَ الْجَنَّةَ وَإِنَّ هَؤُلاءِ الْحَقَائِقَ3 كَفَّارَاتٌ لِمَا بَيْنَهُنَّ مَا اجتَنَبْتَ المقتل " 4.
وأما حديث أبي كريب محمد بن العلاء بموافقتهما على الإسناد:
فأخبرناه التَّنُوخِيُّ وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ قَالا: أنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ جَعْفَرٍ الْخِرَقِيُّ نا قَاسِمُ بْنُ زَكَرِيَّا الْمُطَرِّزُ نا أَبُو كُرَيْبٍ نا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ لَقِيَ اللَّهُ لا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ " 5.
__________
1. بالمثناة الفوقانية (تاريخ بغداد 6/391) .
2. ضعفه البخاري والنسائي وأبو حاتم وابن نمير وابن أبي شيبة وغيرهم – مات سنة 248 هـ (التهذيب 9/526) .
3. المراد بها هنا الصلوات الخمس كما في الرواية السابقة، وقد وردت هذه اللفظة في حديث آخر، قال أبو عبيد في الغريب 3/456 – 457: وفي حديث علي رضي الله عنه إذا بلغ النساء نص الحقائق وبعضهم يقول الحقاق ... فنص الحقاق إنما هو الإدراك لأنه منتهى الصغر.
4. لم أقف على من خرجه من طريق أبي هشام الرفاعي.
5. لم أقف على رواية أبي كريب هذه من حديث ابن مسعود، وقد أخرج مسلم في صحيحه 1/94 ح 93 من كتاب الإيمان عن أبي كريب عن أبي معاوية عن الأعمش ... عن جابر قَالَ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رسول الله ما الموجبتان؟ فقال: "مَنْ مَاتَ لا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شيئا دخل الجنة ومن مَاتَ يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ النار ".

(1/220)


هكذا كان في أصل التوخي وَالْجَوْهَرِيِّ جَمِيعًا، وَلا أَشُكُّ أَنَّهُ سَقَطَ مِنَ الْحَدِيثِ الْفَصْلُ الأَوَّلُ الْمَرْفُوعُ لأَنَّ هَذَا الْفَصْلَ هُوَ الثَّانِي الَّذِي مِنْ كَلامِ عَبْدِ اللَّهِ. وَلَسْتُ أَعْلَمُ أَسَقَطَ ذَلِكَ عَلَى قَاسِمٍ أَوْ عَلَى الْخِرَقِيِّ.
وأما حديث حماد بن شعيب1 عن عاصم بموافقة رواية أسود بن عامر عن أبي بكر بن عياش عن عاصم في (19/أ) الإسناد والمتن جميعا:
فَأَخْبَرَنَاهُ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ2 أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ3 الْبَغَوِيُّ نا الْحَسَنُ بْنُ عليلٍ4 نا عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ نا حَمَّادُ بْنُ شُعَيْبٍ عَنْ عَاصِمٌ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ عبد الله بن مسعود قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لا يَمُوتُ رَجُلٌ يَجْعَلُ لِلَّهِ نِدًّا إِلَّا أَدْخَلَهُ اللَّهُ النَّارَ" وَأُخْرَى أَقُولُهَا: " لا يَمُوتُ عَبْدٌ لا يَجْعَلُ لِلَّهِ نِدًّا إِلَّا أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ، وَالصَّلَوَاتُ كَفَّارَاتٌ لِمَا بَيْنَهُنَّ ما
__________
1. أبو شعيب الحمّاني التميمي ضعفه البخاري والنسائي وابن معين، وقال ابن حبان في المجروحين 1/251: يقلب الأخبار ويرويها على غير جهتها، وقال ابن عدي في الكامل 2/659: أكثر أحاديثه مما لا يتابع عليه، وهو ممن يكتب حديثه مع ضعفه (راجع أيضا تاريخ ابن معين 1/132 – 133) .
2. أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بن إبراهيم بن شاذان.
3. ابن إبراهيم بن عبد العزيز بن المرزبان أبو محمد المعدل المعروف بابنالخرساني (تاريخ بغداد 9/414) .
4. كتب عليه في الأصل ((كذا)) ، وهو أبو علي الحسن بن عُليل بن الحسين بن علي بن حبيش العنزي – قال الخطيب في التاريخ 7/398: كان صاحب أدب وأخبار وكان صدوقا، واسم أبيه على عليل لقبه. أ. هـ، وعليل بضم العين المهملة ولامين (الإكمال 6/260) .

(1/221)


اجْتُنِبَتِ الْمَقْتَلَةُ "1.
وأما حديث الهيثم بن جهم2 عن عاصم نحو ذلك:
فَأَخْبَرَنِيهِ أَبُو الْفَضْلِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الْفَزَارِيُّ أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ الْخَلَّالُ نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ نا جَدِّي نا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ الْمُؤَذِّنُ حَدَّثَنِي أَبِي الْهَيْثَمُ بْنُ جَهْمٍ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
" مَنْ مَاتَ يَجْعَلُ لِلَّهِ نِدًّا أَدْخَلَهُ اللَّهُ النَّارَ ".
قَالَ: " وَأُخْرَى أَقُولُهَا، وَلَمْ أَسْمَعْهَا مِنْ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إني لأرجو أنه مَنْ مَاتَ لا يَجْعَلُ لِلَّهِ نِدًّا أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ "3.
وأما حديث سليمان بن الأعمش عن أبي وائل مثل ذلك:
فَأَخْبَرَنَاهُ الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرٍ الْهَاشِمِيُّ نا أَبُو بِشْرٍ عِيسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ دستكوتا4 نا الْقَاسِمُ بْنُ نَصْرٍ الْمُخَرِّمِيُّ5 نا يَحْيَى بْنُ هَاشِمٍ6
__________
1. لم أجده من طريق حماد عن عاصم.
2. ابن حسان بن المنذر مؤذن مسجد الجامع بالبصرة، ذكره ابن حبان في الثقات، وقال أبو حاتم: لم أر في حديثه مكروها (الجرح والتعديل 9/83، الثقات: 9/235) .
3. لم أقف عليه من رواية الهيثم بن جهم.
4. أوله دال وسين مهملتان ثم مثناة من فوق ثم كاف ثم واو فمثناة من فوق آخره ألف.
انظر ترجمة شيخه في تاريخ بغداد 12/435 ولم أقف على ترجمته.
5. أوله ميم ثم خاء معجمة ثم راء وآخره ميم، وثقه الخطيب (تاريخ بغداد 12/434) .
6. أبو زكريا الغساني السمسار كذبه ابن معين والنسائي وأبو حاتم وغيرهم. قال ابن حبان وابن عدي: كان يضع الحديث ويسرقه توفي سنة 225 هـ (المجروحين 3/125، الكامل 7/2706) .

(1/222)


نا الأَعْمَشُ عَنْ شَقِيقٍ – وَهُوَ ابْنُ سَلَمَةَ أَبُو وَائِلٍ – عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ مَاتَ يَجْعَلُ لِلَّهِ نِدًّا أَدْخَلَهُ اللَّهُ النَّارَ ". قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: " وَأَنَا أَقُولُ مَنْ مَاتَ لا يَجْعَلُ لِلَّهِ نِدًّا أدخله الجنة "1.
وأخبرنا أَبُو نُعَيْمٍ2 الْحَافِظُ نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بن فارس ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود3 ثنا شعبة عن الأَعْمَشُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: " قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَلِمَةً وَقُلْتُ أُخْرَى.
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ مَاتَ وَهُوَ يَجْعَلُ لِلَّهِ نِدًّا دَخَلَ النَّارَ ".
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: " وَأَنَا أَقُولُ مَنْ مَاتَ وَهُوَ لا يَجْعَلُ لِلَّهِ نِدًّا أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ "4.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حمدان نا عبد الله بن أَحْمَدَ نا أَبِي نا أَبُو معاوية5 نا الأعمش.
وأنبأنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ الْمَخْزُومِيُّ نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَيْرٍ الخُلدي6 - إِمْلاءً – نا عبد الله بن غنام
__________
1. أخرجه من هذا الطريق بهذا اللفظ الخطيب في تاريخ 12/435، في ترجمة نصر ابن القاسم المخرمي.
2. أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أحمد بن إسحاق الأصبهاني صاحب الحلية.
3. سليمان بن داود الطيالسي صاحب المسند، ويونس راويته الذي جمعه.
4. انظر مسند الطيالسي ص 34 ح 256، ورواه أحمد في المسند 1/443، 462، 464، عن محمد بن جعفر عن شعبة ... به.
5. محمد بن خازم الضرير.
6. بضم الخاء المعجمة بعدها لام ثم دال مهملة.

(1/223)


النَّخَعِيُّ نا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاءِ نا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الأَعْمَشِ عن شقيق عن عبد الله قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَلِمَةً وَقُلْتُ أُخْرَى.
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ مَاتَ لا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ الجنة ".
قال قلت أَنَا: " مَنْ مَاتَ يُشْرِكُ بِاللَّهِ شيئا دخل النار "1. (19/ب) .
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ الإِسْمَاعِيلِيِّ2 أَخْبَرَكَ الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ نا ابْنُ نُمَيْرٍ3 نا أَبِي وَوَكِيعٌ قَالا: نا الأَعْمَشُ عَنْ أَبِي وائل عن عبد الله – قال وَكِيعٌ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ أَبِي قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ مَاتَ يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ النَّارَ "، وَقُلْتُ أَنَا: " مَنْ مَاتَ لا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ "4.
خالف هذه الجماعة سفيان الثوري، فرواه عن الأعمش عن زيد بن وهب5 عن عبد الله بن مسعود.
__________
1. رواه أحمد في المسند 1/382، في هذه الرواية ((قلب)) حيث رفع الموقوف ووقف المرفوع، ونقل ابن حجر في الفتح 3/111 عن الإسماعيلي قوله: إنما المحفوظ أن الذي قلبه أبو معاوية، وقد تقدمت الإشارة إلى أن مسلم أخرجه من طريق أبي كريب محمد بن العلاء بهذا الإسناد، وبنحو هذا اللفظ إلا أنه عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بدلا من عبد الله بن مسعود فهو شاهد لهذا الحديث والله أعلم.
2. أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ.
3. محمد بن عبد الله بن نمير.
4. رواه مسلم 1/94 ح 92 من كتاب الإيمان من صحيحه، وأحمد في المسند 1/443 عن وكيع ... به.
وأخرجه البخاري في كتاب الجنائز من صحيحه من طريق عمر بن حفص عن أبيه عن الأعمش ... به.. (الفتح 3/110 ح 1238) .
5. لم أقف على رواية الثوري.

(1/224)


وأما حديث سيار ومغيرة عن أبي وائل:
فأخبرناه الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ1 نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنِي أَبِي نا هُشَيْمٌ2 أنا سَيَّارٌ3 وَمُغِيرَةُ4 عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: خَصْلَتَانِ إِحْدَاهُمَا سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَالأُخْرَى مِنْ نَفْسِي؛ " مَنْ مَاتَ وَهُوَ يَجْعَلُ لِلَّهِ نِدًّا دَخَلَ النَّارَ ".
وَأَنَا أَقُولُ: " مَنْ مَاتَ وَهُوَ لا يَجْعَلُ لِلَّهِ نِدًّا وَلا يُشْرِكُ بِهِ شيئا دخل الجنة "5.
أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ6 أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ نا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَاغَنْدِيُّ نا شَيْبَانُ7 نا أَبُو عَوَانَةَ8 عَنِ الْمُغِيرَةِ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنِ
__________
1. ابن حمدان بن مالك القطيعي.
2. ابن بشير الواسطي.
3. أبو الحكم العنزي – بنون وزاي – اختلف في اسم أبيه، ثقة مات سنة 122 هـ (التقريب 142) .
4. ابن مقسم – بكسر الميم – أبو هشام الضبي – مولاهم – الكوفي الأعمى ثقة مات سنة 136 هـ (التقريب 345، والتهذيب 10/269) .
5. رواه أحمد في المسند 1/374 عن هشيم ... به سندا ومتنا.
قال الحافظ في الفتح: 3/111: أخرجه ابن خزيمة من طريق سيار، وابن حبان من طريق مغيرة كلاهما عن شقيق.
6. أحمد بن محمد بن أحمد العتيقي.
7. ابن فروخ الحبطي – بمهملة وموحدة مفتوحتين – الأُبُلّي – بضم الهمزة والموحدة وتشديد اللام. قال الحافظ: صدوق يهم رمي بالقدر، قال أبو حاتم: اضطر الناس إليه أخيرا توفي سنة 236 هـ.
(الجرح والتديل 4/375، التقريب 148) .
8. الوضاح بن عبد الله اليشكري.

(1/225)


ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: كَلِمَتَانِ سَمِعْتُ أحدهما مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالأُخْرَى أَقُولُهَا: سَمِعْتُ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
" لا يَلْقَى اللَّهَ عَبْدٌ يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا إِلَّا أَدْخَلَهُ النَّارَ " وَأَقُولُ أَنَا: " لا يلق اللَّهَ عَبْدٌ لَمْ يُشْرِكْ بِهِ شَيْئًا إِلَّا أُدخل الْجَنَّةَ "1.
17- حديث آخر:
أخبرنا أبو نعيم الحافظ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الصَّوَّافُ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حُبَيْشٍ2 النَّاقِدُ قَالا: نا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الحُلواني3 نا مُحَمَّدُ بن الصباح البزار نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا4 عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ5 عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
" مَنِ اشْتَرَى نَخْلًا قَدْ أُبِّرَتْ فَثَمَرَتُهَا لِلْبَائِعِ إِلَّا أَنْ يَشْتَرِطَ الْمُشْتَرِي، وَمَنِ اشْتَرَى عَبْدًا وَلَهُ مَالٌ فَمَالُهُ لِلْبَائِعِ إِلَّا أَنْ يشترط المشتري " 6.
أخبرنا أَبُو بَكْرٍ7 الْبَرْقَانِيُّ أنا أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن خميرويه
__________
1. لم أقف عليه من هذا الطريق ولفظه تقدم في الحديث الذي قبله، والله أعلم.
2. بالحاء المهملة بعدها موحدة ثم مثناة تحتية آخره شين معجمة تاريخ بغداد 3/86.
3. بضم الحاء المهملة هكذا في الأصل.
4. أبو زياد الخُلْقاني – بضم الخاء المعجمة وسكون اللام وفتح القاف وفي آخره النون – نسبة إلى بيع الخلق من الثياب (الأنساب 5/179) وثقه أحمد، وقال ابن معين وأبو داود والنسائي ليس به بأس (التهذيب 1/297) .
5. ابن عمر بن حفص بن عاصم العمري ثقة ثبت (التقريب 226) .
6. لم أجد من خرجه بهذا السياق لا من طريق إسماعيل بن زكريا ولا من طريق أبي معاوية.
7. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ الفقيه الخوارزمي.

(1/226)


الهروي أنا أحمد بن نحدة1 نا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحِمَّانِيُّ نا أَبُو مُعَاوِيَةَ2 نا عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ بَاعَ عَبْدًا وَلَهُ مَالٌ، فَمَالُهُ لِسَيِّدِهِ إِلَّا أَنْ يَشْتَرِطَ الْمُشْتَرِي، وَمَنْ بَاعَ نَخْلًا مُؤَبَّرًا فَثَمَرَتُهُ لِلْبَائِعِ إِلَّا أَنْ يَشْتَرِطَ المشتري " 3.
وأخبرنا الْبَرْقَانِيُّ أنا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ أبو حامد الهَمْداني نا أَحْمَدُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْعَبْدِيُّ نا جَدِّي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ نا الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ4 أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال قال (20/أ) رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
" مَنِ ابْتَاعَ نَخْلًا فَالثَّمَرَةُ لِلْبَائِعِ إِلَّا أَنْ يَشْتَرِطَ الْمُبْتَاعُ، وَمَنْ بَاعَ عَبْدًا وَلَهُ مَالٌ فالمال للبائع إلا أن تشترط المبتاع " 5.
اتفق إسماعيل بن زكريا أبو زياد الخلقاني وأبو معاوية محمد بن خازم
__________
1. هكذا في الأصل ولم أستطع أن أجزم بأنها بالنون أو الموحدة وبالجيم أو الحاء وبالدال أو الراء ولم أقف على ترجمته ووجدت أحمد ابن عبد الوهاب بن نجدة – بالنون والجيم ثم الدال.
2. محمد بن خازم بالخاء المعجمة والزاي – الضرير.
3. أشار إلى رواية أبي معاوية هذه الدارقطني في العلل 2/341 إلا أنه في رواية الدارقطني عن ابن عمر عن عمر عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وفي إسناده هنا يحيى الحماني حافظ متهم بسرقة الحديث كما ذكر ذلك ابن حجر في التقريب 377.
4. يكنى أبا عبد الرحمن الطائي المنبجي كذبه البخاري والنسائي وأبو داود ويحيى بن معين وغيرهم. قال الذهبي: كان أخباريا علامة، مات سنة 207 هـ (الميزان 4/324) .
5. لم أقف على تخريج هذه الرواية فيما اطلعت عليه من المصادر، وفي إسناده هنا الهيثم بن عدي وقد رمي بالكذب ما مرّ آنفا.

(1/227)


الضرير والهيثم بن عدي أبو عبد الرحمن الطائي على رواية هذا الحديث.
فرووه بطوله عن عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ الْعُمَرِيِّ عن نافع عن عبد الله بن عمر عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ووهموا في ذلك1 لأن نافعًا إنما كان يروي الفصل الذي في بيع النخل خاصة عن ابن عمر عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ويروي الفصل الآخر الذي في بيع العبد عن ابن عمر عن عمر بن الخطاب قوله2. بين ذلك يحيى بن سعيد القطان وبشر بن المفضل في روايتهما عن عبيد الله بن عمر هذا الحديث في سياقة واحدة وميزا أحد الفصلين من الآخر وضبطا إسناده3.
وكذلك رواه سعيد بن أبي عروبة عن أيوب السختياني عن نافع3. وقد روى عن عبيد الله بن عمر سفيان الثوري وهشيم بن بشير وابن نمير الفصل المرفوع حسب في ذكر النخل دون الفصل الآخر3.
وكذلك رواه حماد بن زيد وعبد الوارث بن سعيد عن أيوب عن نافع وتابعهما الليث بن سعد عن نافع3.
__________
1. انظر المَدرج إلى المُدرج ص 27 ح 18.
2. ذكر ذلك أيضا الترمذي – معلقا – 3/538 كتاب البيوع باب ابتياع النخل ... إلخ.
وقرره أيضا الدارقطني في العلل 2/341 – 342 بتحقيق محفوظ الرحمن.
وكذلك قرره ابن عبد البر في التمهيد 13/284.
وعزاه الدارقطني ذلك إلى حماد بن سلمة وهشيم بن بشير ومحمد بن بشير وابن نمير ثم قال: وهو الصحيح.
3. سيأتي تخريجه كل هذه الطرق بإذن الله.

(1/228)


وروى مالك بن أنس عن نافع الفصلين جميعًا إلا أنه أفرد كل واحد منهما بإسناده، وجعل فصل النخل عن ابن عمر عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وفصل العبد عن ابن عمر عن عمر قوله1.
وكذلك روى محمد بن بشير العبدي ومحمد بن عبيد الطنافسي عن عبيد الله بن عمر عن نافع الفصلين بإسنادين مفردين.
فأما حديث الثوري عن عبيد الله الذي اقتصر فيه على رواية الفصل المسند المرفوع إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو بيع النخل خاصة:
فَأَخْبَرَنَاهُ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الرَّزَّازُ2 أَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ النَّجَّادُ نَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبِ بْنِ حَرْبٍ الضَّبِّيِّ نا أَبُو حُذَيْفَةَ3 نا سُفْيَانُ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ بَاعَ نَخْلًا مُؤَبَّرًا فَثَمَرُتُهُ لِلْبَائِعِ إِلَّا أَنْ يَشْتَرِطَ الْمُبْتَاعُ " 4.
وأما حديث هشيم عن عبيد الله بموافقته للثوري:
فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ نَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حُبَيْشٍ قَالا: نا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الحلواني نا محمد ابن الصباح بن هُشَيْمٌ أنا عُبَيْدُ اللَّهِ عَنْ نافع عن ابن عمر عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنِ اشْتَرَى نَخْلًا قَدْ لحقت فَثَمَرَتُهُ لِلْبَائِعِ إِلَّا أَنْ يَشْتَرِطَ المشتري " 5 (20/ب) .
__________
1. سيأتي تخريج هذا الطريق بإذن الله.
2. بالراء ثم زايين بينهما ألف.
3. موسى بن مسعود النهدي البصري، قال أبو حاتم: صدوق معروف بالثوري لكنه يصحف. وقال الترمذي: يضعف في الحديث، وقال الدارقطني: كثير الوهم تكلموا فيه توفي 220 هـ (التهذيب 10/370) .
4. لم أقف على رواية الثوري عن عبيد الله.
5. لم أجده من طريق هشيم عن عبيد اللَّهُ.

(1/229)


وأما حديث عبد الله بن نمير عن عبيد الله مثل هذه الرواية:
فأخبرناه أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ السُّكَّرِيُّ أنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْحَكَمِ الْمُؤَدِّبُ نا مُوسَى بْنُ هَارُونَ نا ابْنُ نُمَيْرٍ1 نا أَبِي نا عُبَيْدُ اللَّهِ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ نمير أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "مَنِ اشْتَرَى نَخْلًا قَدْ أُبِّرَتْ2 فَثَمَرَتُهَا لِلَّذِي أَبَّرَهَا إِلَّا أَنْ يَشْتَرِطَ الَّذِي اشْتَرَى " 3.
وأما حديث أيوب السختياني عن نافع الذي رواه عنه حماد بن زيد وعبد الوارث بن سعيد متابعة لرواية الثوري وهشيم وابن نمير عن عبيد الله.
فأخبرناه أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ قَالَ: قُرِئَ عَلَى أَبِي مُحَمَّدِ بْنِ مَاسِيٍّ4 وَأَنَا أَسْمَعُ أَخْبَرَكُمْ يوسف5 القاضي نا سليمان ابن حَرْبٍ نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عن أيوب.
وأخبرناه أَبُو الْفَضْلِ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ الْهَاشِمِيُّ أنا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ خَلَّادٍ النَّصِيبِيُّ نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي نا مسدد ن عَبْدُ الْوَارِثِ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
__________
1. محمد بن عبد الله بن نمير.
2. قال في الغريب لأبي عبيد 1/349-350، والنهاية 1/13: أبرت – بالتخفيف- النخلة وأبرّتها بالتشديد – فهي مابورة ومؤبورة.
3. رواه مسلم 3/1172 ح 78 من كتاب البيوع.
4. عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أيوب بن ماسي وثقه البرقاني والخطيب مات سنة 369هـ (تاريخ بغداد 9/408) .
5. ابن يعقوب بن إسماعيل أبو محمد البصري.

(1/230)


" مَنْ بَاعَ نَخْلًا قَدْ أُبّرت فَثَمَرَتُهَا لِلْبَائِعِ إِلَّا أَنْ يَشْتَرِطَ المبتاع " 1 لفظ حديث حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ.
وأما حديث الليث عن نافع مثل ذلك:
فأخبرناه أبو بكر أحمد بن علي بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَافِظُ الْيَزْدِيُّ2 - بِنَيْسَابُورَ – أنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَصْبَهَانِيُّ أنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ نا قُتَيْبَةُ نا اللَّيْثُ عن نافع عن ابن عمر أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
" أَيُّمَا امْرِئٍ أَبَّرَ نَخْلًا ثُمَّ بَاعَ أَصْلَهَا فَلِلَّذِي أَبَّرَ ثَمَرُ النَّخْلِ إِلَّا أَنْ يَشْتَرِطَ الْمُبْتَاعُ " 3.
وأما حديث يحيى بن سعيد القطان عن عبيد الله بن عمر عن نافع الذي جمع فيه بين الفصلين إلا أنه ميز إسنادهما.
فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قُرِئَ عَلَى إِسْحَاقَ4 النِّعَالِيِّ وَأَنَا أسمع
__________
1. رواه مسلم 3/1173 ح 79 من كتاب البيوع عن أبي الربيع وأبي كامل عن حماد ... به ...
أما رواية عبد الوارث فلم أجدها، وقد تابعهما عن أيوب إسماعيل بن علية عند مسلم، وأحمد في المسند 2/6 وتابعهم أيضا شعبة عن أيوب عند أحمد 2/78.
2. بالياء المثناة من تحت بعدها زاي ثم دال – مهملة.
3. رواه البخاري في كتاب الشروط (الفتح 4/3 ح 2206) عن قتيبة عن الليث به ...
ومسلم 3/1173ح 79 من كتاب البيوع من طريق قتيبة ومحمد بن رمح كلاهما عن الليث ... به ... ورواه أيضا النسائي 7/296 البيوع باب النخل يباع أصلهما، عن قتيبة.
4. أبو يعقوب إسحاق بن محمد بن إسحاق النعالي قال البرقاني: صدوق ووثقه ابن الفرواس مات سنة 394هـ (تاريخ بغداد 6/400) .

(1/231)


أَخْبَرَكُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ الْمَدَائِنِيُّ نا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ1 نا يَحْيَى2 نا عُبَيْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي نَافِعٌ عَنِ ابْنِ عمر عن النبي صلى الله عليه سلم قَالَ: " مَنْ بَاعَ نَخْلًا قَدْ أُبِّرَتْ فَثَمَرَتُهَا لِلَّذِي أَبَّرَهَا إِلَّا أَنْ يَشْتَرِطَ الْمُبْتَاعُ "3.
وَعَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ عُمَرُ: " مَنْ باع عبدا له ماله فَمَالُهُ لِلْبَائِعِ إِلَّا أَنْ يَشْتَرِطَ الْمُبْتَاعُ ".
وأما حديث بشر بن المفضل عن عبيد الله مثل رواية يحيى هذه:
فَأَخْبَرَنَاهُ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْمُقْرِئُ أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ نا مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى نا مُسَدَّدٌ نا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ ننا عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ نَافِعٍ عَنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
" مَنْ بَاعَ نَخْلًا قَدْ أَبَّرَهَا فإن ثمرتها للذي (21/أ) أَبَّرَهَا، إِلَّا أَنْ يَشْتَرِطَ الْمُشْتَرِي ".
قَالَ وَقَالَ عُمَرُ: " مَنْ بَاعَ عَبْدًا وَلَهُ مَالٌ فَإِنَّ مَالَهُ لِلْبَائِعِ إِلَّا أَنْ يَشْتَرِطَ الْمُشْتَرِي "4.
وأما حديث سعيد بن أبي عروبة عن أيوب عن نافع الموافق لهذا القول:
فَأَخْبَرَنَاهُ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُعَدَّلُ أنا مُحَمَّدُ بن عمرو
__________
1. هو الفلاس.
2.ابن سعيد القطان.
3. رواه مسلم 3/1172 ح 78، من البيوع عن محمد بن المثنى عن يحيى به ... وأحمد في المسند 2/54، إلا أنهما اقتصرا على فصل النخل فقط.
4. أخرجه ابن عبد البر في التمهيد 13/214.

(1/232)


الْبَخْتَرِيِّ1 الرَّزَّازُ نا أَحْمَدُ بْنُ الْوَلِيدِ الْفَحَّامُ نا عَبْدُ الوهاب ابن عَطَاءٍ نا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عروبة عن أيوب عن نافع عن ابن عمر عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " أَيُّمَا رَجُلٍ بَاعَ نَخْلًا قَدْ أُبِّرَتْ فَثَمَرَتُهَا لِلرَّبِّ الأَوَّلِ إِلَّا أَنْ يَشْتَرِطَ الْمُبْتَاعُ ". قَالَ: وَقَضَى عُمَرُ: " أَنَّ مَنْ بَاعَ عَبْدًا فَمَالُهُ لِرَبِّهِ الأَوَّلِ إِلا أَنْ يَشْتَرِطَ الْمُبْتَاعُ "2.
وأما حديث مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ نَافِعٍ اللذان أفرد فيهما أحد الفصلين عن الآخر.
فَأَخْبَرَنَاهُ الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرَشِيُّ نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الأَصَمُّ أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ نا الشافعي نا مَالِكٍ.
وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى السُّكَّرِيُّ أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ قَالا: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ عَنْ مَالِكٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ بَاعَ نَخْلًا قَدْ أُبِّرَتْ فَثَمَرَتُهَا – وَقَالَ الشَّافِعِيُّ فتمرها – لِلْبَائِعِ إِلَّا أَنْ يَشْتَرِطَ الْمُبْتَاعُ " 3.
__________
1. البختري – بالباء الموحدة والخاء المعجمة ثم تاء مثناة من فوق بعدها راء – الرزاز – بزايين تاريخ بغداد 3/132.
2. أخرجه البيهقي في السنن الكبرى 5/298.
3. رواه مالك في الموطأ 2/617 ح 9 من كتاب البيوع باب ما جاء في ثمر المال يباع أصله.
ورواه الإمام الشافعي في المسند 2/148 ح 505 بترتيب السندي، وانظر التمهيد 13/282.
ورواه البخاري في كتاب البيوع باب مَنْ بَاعَ نَخْلًا قَدْ أُبِّرَتْ. (الفتح 4/401 ح 2204) عن عبد اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ التِّنِّيسِيِّ عَنْ مالك.. به ...
ومسلم 3/1172 ح 77 من كتاب البيوع من طريق يحيى بن يحيى ...
ورواه أحمد 2/63 عن عبد الرحمن بن القاسم.

(1/233)


أخبرنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْحَرْبِيُّ وَالْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ وعثمان بن محمد العلاف قَالَ: أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ أنا مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ نَافِعٍ عن عبد الله بن عمر أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ: " مَنْ بَاعَ عَبْدًا وَلَهُ مَالٌ فَمَالُهُ لِلْبَائِعِ إِلَّا أَنْ يَشْتَرِطَ المبتاع "1.
وأما حديث محمد بن بشر عن عبيد الله بن عمر عن نافع اللذان وافق فيهما مالكًا في إفراده أحد الفصلين عن الآخر.
فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بن حسنويه أَخْبَرَكُمُ الْحُسَيْنُ بْنُ إِدْرِيسَ نا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ نا محمد بن بشير نا عُبَيْدُ اللَّهِ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال:
" أيما نخلت اشْتُرِيَ أُصُولُهَا وَقَدْ أُبِّرَتْ فَإِنَّ ثَمَرَتَهَا لِلَّذِي أَبَّرَهَا إِلَّا أَنْ يشترط الذي اشتراها " 2.
أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى بْنِ هَارُونَ بْنِ الصَّلْتِ الأَهْوَازِيُّ أنا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ الْكُوفِيُّ نا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا نا محمد بن بشير نا عُبَيْدُ اللَّهِ عَنْ نَافِعٍ أن عبد الله بن
__________
1. رواه مالك في الموطأ 2/611 كتاب البيوع باب ما جاء في مال المملوك.
والحديثان أوردهما محمد بن الحسن الشيباني في روايته للموطأ عن مالك ص 280 ح792، 793.
2. رواه مسلم 3/1172 ح 78 من البيوع من طريق ابن ئابي شيبة.

(1/234)


عُمَرَ حَدَّثَهُ أَنَّ عُمَرَ قَالَ: " مَنْ بَاعَ عَبْدًا لَهُ (21/ب) مَالٌ، فَمَالُهُ لِسَيِّدِهِ الَّذِي بَاعَهُ إِلَّا أَنْ يَشْتَرِطَ الَّذِي اشْتَرَاهُ "1.
وأما حديث محمد بن عبيد الطنافسي عن عبيد الله المماثلان لحديثي محمد بن بشير:
فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ نَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حُبَيْشٍ قَالا: نا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الحلواني نا محمد ابن الصَّبَّاحِ نا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ نا عُبَيْدُ اللَّهِ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنِ اشْتَرَى نَخْلًا قَدْ أُبِّرَتْ فَثَمَرَتُهَا لِلْبَائِعِ إِلَّا أَنْ يَشْتَرِطَ الْمُشْتَرِي " 2.
رَوَى الْفَصْلَ الأَخِيرَ فِي ذِكْرِ الْعَبْدِ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ الْعَامِرِيُّ الْكُوفِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابن عمر عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ووهم ف إفراده ذلك وهما قبيحا.
فخالفه مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الْمُثَنَّى الْمَوْصِلِيُّ فَرَوَاهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ ع نافع عن ابن عمر عن عمر، وهو الصواب.
وأما حديث ابن عفان:
فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ الصَّيْرَفِيُّ – بِنَيْسَابُورَ – نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الأَصَمُّ نا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ الْعَامِرِيُّ نا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ عن عبيد الله بن عمر.
__________
1. لم أقف على من أخرجها وأشار إلى الروايتين عن محمد بن بشير العبدي الإمام الدارقطني في العلل 2/342.
2. رواه أحمد في المسند 2/102.

(1/235)


وأخبرناه أبو بكر البرقاني أنا الحسين1 بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ2 أنا أَبُو عَوَانَةَ يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ نا ابْنُ عَفَّانَ نا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ نا عُبَيْدُ اللَّهِ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ.
أَنَّ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنِ اشْتَرَى عَبْدًا وله مال فماله للبائع – وقال الأَصَمُّ: لِلَّذِي بَاعَهُ – ثُمَّ اتَّفَقَا، إِلَّا أَنْ يَشْتَرِطَ الْمُبْتَاعُ "3.
وأما حديث ابن أبي المثنى:
فأخبرناه أبو الحسن محمد بن عُمَرَ بْنِ عِيسَى بْنِ يَحْيَى الْبَلَدِيُّ4 نا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ محمد بن العباس بن الفضل صَاحِبُ الطَّعَامِ5 نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الْمُثَنَّى التَّمِيمِيُّ نا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ نا عُبَيْدُ اللَّهِ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ عُمَرَ قال:
__________
1. كتب هنا في الأصل (كذا) ولعله ظن أنه الحسن بن علي التميمي روي مسند أحمد عن القطيعي، وليس الأمر كذلك فهذا هو الحسين – مصغرا – بن علي المعروف بحسينك النيسابوري وهو شيخ للبرقاني والحسن التميمي شيخ الخطيب.
2. هكذا في الأصل وفي شذرات الذهب 3/84 وإنما هو تيمي وليس تميمي. وذكر الخطيب نسبه في التاريخ 8/74: فنسبه إلى زيد مناة بن تيم بن مرة.
3. لعله في المسند أبو عوانة لكنني لم أجده في القسم المطبوع منه فلعله فيما سقط من المطبوعة إذ هي ناقصة سقط منها المجلد الثالث.
4. بفتح الباء الموحدة واللام وفي آخره الدال المهملة (الأنساب 2/306 معجم البلدان 1/481 ... ) .
وقد نص ياقوت على اسمه فيمن ينسب إلى (بلد) وقال: مات سنة 410هـ.
5. هو الحناط – بالمهملة والنون – هكذا ذكره المعلمي في حاشية الإكمال 3/278-279، نقلا عن استدراك ابن نقطة على صاحب الإكمال، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا.

(1/236)


" مَنِ اشْتَرَى عَبْدًا لَهُ مَالٌ، فَمَالُهُ لِلَّذِي بَاعَهُ إِلَّا أَنْ يَشْتَرِطَ الْمُبْتَاعُ "1.
قَالَ الْخَطِيبُ: وَقَدْ رَوَى ابْنُ شِهَابٍ الزُّهْرِيُّ عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْفَصْلَيْنِ مَعًا فِي بَيْعِ النخل وبيع العبد، وهو الصحيح عَنْ سَالِمٍ، فَأَمَّا نَافِعٌ فَالصَّحِيحُ مِنْ حَدِيثِهِ رِوَايَتُهُ عَنِ ابْنِ عمر عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْع النَّخْلِ، وَعَنْ عُمَرَ بَيْع الْعَبْدِ2 عَلَى مَا شرحناه والله أعلم.
18- حديث آخر:
أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ القطان3 قال (22/أ) : قرئ على أبي عمر وعثمان بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الدَّقَّاقِ وَأَنَا أَسْمَعُ نا حَنْبَلُ بْنُ إِسْحَاقَ نا أَبُو سَلَمَةَ الْمِنْقَرِيُّ4 نا سَعِيدُ بْنُ سَلَمَةَ المديني عن هشام بن عروة
__________
1. رواه البخاري في كتاب المساقاة باب الرجل يكون له ممر أو شرب في حائط.. عن عبد الله بن يوسف عن الليث عن الزهري به (الفتح 5/49 ح 2379) ، ورواه مسلم 3/1173 ح 80 من البيوع عن يحيى بن يحيى ومحمد بن رمح عن الليث، وعن قتيبة عن الليث عن ابن شهاب ... به ...
ورواه النسائي 7/297 كتاب البيوع من طريق ابن عيينة عن الزهري ... ، وأخرجه أيضا بقية أصحاب الكتب الستة وأحمد 2/82 ... من عدة طرق عن الزهري ...
2. ذهب إلى هذا القول أيضا الترمذي 3/537 كتاب البيوع باب ما جاء في ابتياع النخل..إلخ.
والدارقطني في العلل 2/340-342 بتحقيق محفوظ الرحمن، وكذلك ابن عبد البر في التمهيد 13/282-285، والبيهقي 5/324-326.
وقد لخص أقوال هؤلاء وغيرهم في هذه المسألة ثم بسطها جيدا الحافظ ابن حجر في الفتح (4/401-403، 5/49-50) فليراجع هناك والله أعلم.
3. كتب في الهامش الأصل (قوبل فصح إن شاء الله تعالى) .
4. موسى بن إسماعيل المنقري – بكسر الميم وسكون النون وفتح القاف – التبوذكي – بفتح المثناة وضم الموحدة وسكون الواو وفتح المعجمة، ثقة ثبت (التقريب 349) .

(1/237)


عَنْ أَخِيهِ1 عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ لِي رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كُنْتُ لَكِ كَأَبِي زَرْعٍ لأُمِّ زَرْعٍ ثُمَّ أَنْشَأَ2 يُحَدِّثُ بِحَدِيثِ أُمِّ زَرْعٍ وَصَوَاحِبِهَا3، قَالَ: اجْتَمَعَ إِحْدَى عَشْرَةَ امْرَأَةً فَتَعَاقَدْنَ وَتَعَاهَدْنَ أن ينعتن أزواجهن ويصدقنه4.
فقالت إحداهن: " زوجي عيايا، طبقاء5 كُلُّ دَاءٍ لَهُ دَاءٌ شَجَّكِ أو
__________
1. عبد الله بن عروة بن الزبير بن العوام ثقة ثبت (التقريب 182) .
2. القائل ثم أنشأ هشام بن عروة وفاعل أنشأ يحدث عروة بن الزبير كما نص عليه المؤلف فيما سيأتي، وكذلك نص عليه الدارقطني، والقاضي عياض في بغية الرائد إلى ما تضمنه حديث أم زرع من الفوائد 21، واعترض ابن حجر في الفتح 9/257، بأن هذا احتمال فقط وأن رواية النسائي فيها التصريح بأن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هو الذي أنشأ يحدث، وأن التشبيه يقتضي بأنه سمع القصة فأقرها، فيكون له الحكم الرف. أ. هـ والله أعلم.
3. حديث أم زرع حديث طويل مشهور وهو مخرج في الصحيحين وغيرهما وقد اعتنى به كثير من العلماء تخريجا وشرحا، وقد أتى ابن حجر في الفتح 9/255-257، على ذكر كل من ألف فيه ثم قال: وأوسعها وأجمعها كتاب القاضي عياض (بغية الرائد ... ) (مطبوع في المغرب) .
4. كتب في الأصل على هذه الكلمة (كذا) وهي إشارة لزيادة الضمير المتصل إذ لا حاجة إليه، وفي رواية سعيد بن سلمة عند الطبراني (يصدقن) بدون الضمير كما في الفتح 9/259.
5. في رواية الصحيحين غيايا – بالمعجمة – أو غياياء، قال أبو عبيد في الغريب 2/294: فأما الغياياء بالمعجمة فلا أعرفها وليست بشيء، وكذلك قال الزمخشري في الفائق 3/51.
وقال ابن الأثير في الطوال والغرائب 545 الغياياء: هو من الغياية الظلمة تريد أنه العاجز الذي لا يهتدي لأمر.
قال أبو عبيد: العياياء من الإبل الذي لا يضرب ولا يلقح وكذلك هو من الرجال، والطباقاء: العي الأحمق.
وقال ابن الأثير 546 الطباقاء: المفحم الذي انطبق عليه الكلام ... (وانظر بغية الرائد 88-89) .

(1/238)


فَلَّكِ1 أَوْ جَمَعَ كُلًّا لَكِ ".
قَالَتِ الأُخْرَى: " زَوْجِي لَحْمُ جَمَلٍ غث بجبل2 لاسمين فَيُرْتَقَى إِلَيْهِ وَلا سَهْلٍ فَيُنْتَقَلُ ".
وَقَالَتِ الأُخْرَى: " زَوْجِي الْعَشَنَّقُ3 إِنْ أسكت أعلق وإن أنطلق أُطَلَّقْ "، وَقَالَتِ الأُخْرَى: " زَوْجِي إِذَا شَرِبَ اشْتَفَّ4 وَإِذَا رَقَدَ الْتَفَّ5 وَلا يُدْخِلُ الْكَفَّ فَيَعْلَمُ الْبَثَّ "6.
وَقَالَتِ الأُخْرَى: " زَوْجِي لا أَبُثُّ خَبَرَهُ أَخْشَى أَلَّا أَذَرُه "7.
فَقَالَ عُرْوَةُ هَؤُلاءُ خَمْسَةٌ يَشْكُونَ8.
وَقَالَتِ الأُخْرَى: " زَوْجِي لَيْلُ تِهامة لا حُرٌّ وَلا بَرْدٌ وَلا مَخَافَةٌ "9.
__________
1. الفل الكسر، والشج فتح الرأس (الطوال الغرائب 546) .
2. في الصحيحين على رأس جبل وعر.
3.الطويل (الغريب لأبي عبيد: 2/291 بغية الرائد 63) .
4. قال في الغريب 2/292: الاشتفاف في الشرب: أن يستقصي ما في الإناء ولا يبقى شيئا.
5. تعني رقد ولم يباشرها.
6. الحزن (بغية الرائد /81) .
7. في الصحيحين زيادة: (أن أذكره أذكر عجره وبجره) .
8.هكذا بالتأنيث في الأصل ق 22/ب، وفي الطبراني في الكبير 23/163-165، والصواب التذكير كما هو معروف في قاعدة العدد من ثلاثة إلى عشرة.
9. في الصحيحين ... كليل تهامة لا حر ولا قُرّ ولا مخافة ولا سآمة.

(1/239)


وَقَالَتِ الأُخْرَى: " زَوْجِي إِذَا دَخَلَ فهِد وإذا خرج أسِد وَلا يَسْأَلُ عَمَّا عَهِدَ "1، وَقَالَتِ الأُخْرَى: " زَوْجِي الرِّيحُ رِيحُ زَرْنَبٍ وَالْمَسُّ مَسُّ أَرْنَبٍ2 أَغْلِبُهُ وَالنَّاسُ يَغْلِبُ "3، وَقَالَتِ الأُخْرَى: " زَوْجِي أَبُو مَالِكٍ وَمَا أَبُو مَالِكٍ ذُو إِبِلٍ كَثِيرَةِ الْمَسَالِكِ قَلِيلَةِ الْمَبَارَكِ4 إِذَا سَمِعْنَ صَوْتَ الْمِزْهَرِ أَيْقَنَّ أَنَّهُنَّ هَوَالِكُ ".
وَقَالَتِ الأُخْرَى: " زَوْجِي طَوِيلُ النِّجَادِ رَفِيعُ الْعِمَادِ عَظِيمُ الرَّمَادِ قَرِيبُ الْبَيْتِ مِنَ النَّادِ5.
قَالَتْ أُمُّ زَرْعٍ: " زَوْجِي أَبُو زَرْعٍ وَمَا أَبُو زَرْعٍ أناس من حلي أنيه6 ومن
__________
1. قال أبو عبيد في الغريب 2/295-296: تصفه بكثرة النوم في منزله على وجه المدح له وذلك أن الفهد كثير النوم يقال أنوم من فهد، وإذا خرج أسد: تصفه بالشجاعة إذا خرج للعدو والحرب.
قال: وتصفه بأنه ليس يتفقد ما ذهب من ماله ولا يلتفت إلى معايب البيت وما فيه ولذلك قالت: ولا يسأل عما عهد.
2. قال أبو عبيد 2/296 تصفه بحسن الخلق ولين الجانب، وطيب ريح جسده وطيب الثناء في الناس.
والزرنب: نبات طيب الرائحة (الفائق 2/211) (الطوال الغرائب 546) .
3. تصفه بأنه يغلب الناس بشجاعته وهي تغلبه لحسن خلقه وحسن معاشرته (الطوال الغرائب 547) .
4. في الصحيحين: مالك وما لك؟ مالك خير من ذلك له إبل كثيرات المبارك، قليلات المسارح ... إلخ.
5. قال أبو عبيد في الغريب 2/297: تعني بذلك طول قامته ورفعة بيته وحسبه وفي قومه وأنه كثير الضيوف، لا ينزل إلا بين ظهراني الناس حتى يعرف منزله فيقصدها لأضياف.
6. كتب على هاتين الكلمتين في الأصل (كذا) ولعله إشارة إلى وجود الهاء في آخرها ... بينما هي ليست موجودة في رواية الصحيحين، والمعنى كما قال أبو عبيد 2/300: أنه حلاني قرطة وشنوفا تنوس – تتحرك – بإذني. أ. هـ.

(1/240)


شمم عَضُدَيْهِ1 وَبَجَّحَ بِنَفْسِي فَبَجِحْتُ إِلَيْهِ2، ابْنُ أَبِي زَرْعٍ وَمَا ابْنُ أبي زرع، مضجعه كمسل الشبطة3 تكفيه ذِرَاعُ الْجَفْرَةِ بِنْتُ أَبِي زَرْعٍ وما بنت أبي زرع ملئ كِسَائِهَا وَصُفْرُ رِدَائِهَا وَخَيْرُ نِسَائِهَا وَغَيْظُ جَارَاتِهَا4 وَطَوْعُ أَبِيهَا وَطَوْعُ أُمِّهَا خَادِمُ5 أَبِي زَرْعٍ وَمَا خَادِمُ أَبِي زَرْعٍ لا تَبُثُّ حَدِيثَنَا تَبْثِيثًا6 وَلا تَعُشُّ بَيْتَنَا تعشيشا7.
__________
1. كتب على هاتين الكلمتين في الأصل (كذا) ولعله إشارة إلى وجود الهاء في آخرها ... بينما ليست موجودة في رواية الصحيحين، والمعنى كما قال أبو عبيد 2/300: أنه خلاني قرطة وشنوفا تنوس – تتحرك – بإذني. أ. هـ.
2. قال أبو عبيد 2/300: أي فرحني ففرحت أ. هـ، ولفظ الصحيحين وبجحني فبجحت إلي نفسي.
3. قال أبو عبيد 2/306 الشبطة أصلها ما شبط من جريد النخل وهو سعفه: قال ابن الأثير في الغرائب 553 ... وقيل السيف، والمسل موضع المسلول تصفه بالدقة والنحافة.
4. قال القاضي عياض في بغية الرائد 42: وصفتها بأنها ممتلئة الجسم كثيرة اللحم وعبرت عن ذلك بامتلاء كسائها، وقال في 139، الصفر الخالي الفارغ، وقولها: غيظ جارتها أي ضرتها ويحتمل أن تكون الجارة بالسكنى، انظر أيضا طوال الغرائب 555.
5. في الصحيحين وغيرهما: جارية أبي زرع ...
6. في الغريب لأبي عبيد 2/307: لا تنث تنثيثا – بالنون، قال: وأحدهما قريب المعنى من الآخر أي لا تظهر سرنا.
7. في الصحيحين، ولا تملأ بيتنا تعشيشا في البخاري معلقا ... ولا تعشش ... قال: في النهاية 3/241: أي لا تخوننا في طعامنا فتخبأ منه في هذه الزاوية، وهذه الزاوية كالطيور إذا عششت في مواضع شتى، وقيل: أي لا تملأ بيتنا بالمزابل كأنه عش طائر. وقال في الطوال الغرائب 557: ويروى بالغين المعجمة من الغش: الدغل والمكر وأصله من الغشش وهو المشرب الكدر.

(1/241)


أَتَانِي أَبُو زَرْعٍ وَأَنَا فِي شِقٍّ فَنَكَحَنِي فَانْطَلَقَ بِي إِلَى أَهْلِ صُهَيْلٍ وَأَطِيطٍ وَدَائِسٍ وَمُنَقٍّ1.
فأنا عنده أشرب فاتقمح2 ورأقد فَأَتَصَبَّحُ، وَأَقُولُ فَلا أُقَبَّحُ، خَرَجَ مِنْ عِنْدِي أَبُو زَرْعٍ وَالأَوْطَابُ3 تَمْخُضُ، فَأَبْصَرَ امْرَأَةً لَهَا ابْنَانِ كَالْفَهْدَيْنِ يَلْعَبَانِ مِنْ تَحْتِهَا بِرُمَّانَتَيْنِ4 فَنَكَحَهَا أَبُو زَرْعٍ وَطَلَّقَنِي، فَنَكَحْتُ بَعْدَهُ شَابًّا سَرِيًّا فَرَكِبَ فَرَسًا شَرِيًّا وَأَخَذَ رُمْحًا خَطِيًّا وَأَرَاحَ عَلَى بَيْتِي نَعَمًا ثَرِيًّا5 وَأَتَانِي
__________
1. في الصحيحين: ... وجدني في أهل غنيمة – تصغير غنم – بشق.
قال أبو عبيد: شق بالكسر: موضع أ. هـ، وقيل بالفتح شق وهو اسم موضع أيضا قاله ابن الأنباري، وقيل الشق هو الناحية، وقيل المراد أنهم بشظف وجهد من العيش.
(راجع أيضا بغية الرائد 121 ... ، والفائق 2/212) .
وقولها دائس ومنقّ، قال أبو عبيد: فإن بعض الناس يتأوله دائس الطعام، وأما قول المحدثين منق – بالكسر فلا أدري ما معناه، ولكني أحسبه منق – بالفتح من تنقية الطعام (الغريب 2/302-303) ، والمعنى كما قال أبو عبيد 2/301-303: تعني أن أهلها كانوا أصحاب غنم وذهب بها إلى أهله وكانوا أهل صهيل – خيل – وأطيط – إبل – ودائس ومنق – أصحاب الزرع – (الطوال الغرائب 550-552) .
2. بالميم وفي الصحيحين – اتقنح – بالنون – قال البخاري: قال بعضهم القمح – بالميم – وهذا أصح (التفح 9/255) ، والمعنى كما قال أبو عبيد 2/303-304: فأحسب قولها فأتقمح: أي أروى حتى أدع الشرب من شدة الري ولا أراها قالت هذا إلا من عزة الماء عندهم، وقال في الطوال: التقمح: رفع البعير رأسه بعد الشرب لريه واكتفائه والتصبح: النوم بعد الصبح أي أنها مكفية بمن يخدمها فتنام.
3. قال في الغريب 2/308، وفي بغية الرائد 151-152: الأوطاب أسقية اللبن واحدها وطب.
4. قال في الغريب أيضا: تعني أنها ذات كفل – عجز – عظيم، فإذا استقلت نبأ بها الكفل عن الأرض حتى تصير تحتها فجوة تجري فيها الرمان.
5. قال ابن الأثير: السري: الشريف، والنفيس من كل شيء (الطوال 558) .
وقال أبو عبيد: شريا: أي إنه يستشري في عدوة ويمضي فيه بلا فتور ولا انكسار.
خطيا: الرمح الخطي الذي يأتي من بلاد الخط في ناحية البحرين وأصل هذه الرماح من الهند.
نعما ثريا: أي إبل كثيرة، والثري: الكثير من المال وغيره (الغريب 2/308-309) .

(1/242)


مِنْ كُلِّ سَائِمَةٍ زَوْجًا فَقَالَ: كُلِي وَمِيرِي أَهْلَكِ، فَلَوْ جَمَعْتُ كُلَّ شَيْءٍ أَصَبْتُهُ مِنْهُ – فَجَعَلْتُهُ فِي أَصْغَرِ وِعَاءٍ مِنْ أَوْعِيَةِ أَبِي زَرْعٍ مَا مَلَأَهُ "1.
قَالَتْ عَائِشَةُ: فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (22/ب) كُنْتُ لَكِ كَأَبِي زَرْعٍ لأُمِّ زَرْعٍ2.
الْمَرْفُوعُ مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَوْلُهُ لِعَائِشَةَ: " كُنْتُ لَكِ كَأَبِي زَرْعٍ لأُمِّ زَرْعٍ " حَسْبُ.
وَأَمَّا جَمِيعُ الْحَدِيثِ سِوَى هَذِهِ الْكَلِمَاتِ فَإِنَّهُ كَلامُ عَائِشَةَ حَدَّثَتْ هِيَ بِهِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
بَيَّنَ ذَلِكَ عِيسَى بْنُ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ فِي رِوَايَتِهِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أخيه – واسمه عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُرْوَةَ – عَنْ أبيه، وكذلك رواه أبو يونس عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَدَنِيُّ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ مُحَمَّدُ بْنُ خَازِمٍ الضَّرِيرُ عَنْ هِشَامٍ إِلَّا أَنَّهُمَا لَمْ يَذْكُرَا فِي الإِسْنَادِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُرْوَةَ بَلْ رَوَيَاهُ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ3.
__________
1. قال القاضي عياض: ثم أخبرت أنه مع اتصافه بهذا الصفات الكثيرة لم يقع عندها موقع أبي زرع وأن كثيره دون قليل أبي زرع (بغية الرائد /163) .
2. رواه مسلم 4/1902 ح 92 من فضائل الصحابة عن موسى بن إسماعيل عن سعيد بن مسلمة به.
ورواه الطبراني في الكبير 23/164 ح 265 من هذا الطريق ... به ... وأشار إليه المؤلف في الأسماء المبهمة 528، وانظر بغية الرائد 19، وفتح الباري 9/257.
3. انظر بغية الرائد 21، والفتح 9/257، وقد نص القاضي عياض وابن حجر على أن الدارقطني في كتاب الأفراد نص ما ذهب إليه الخطيب هنا من رفع (كنت لك كأبي زرع ... ) .
ووقف الباقي على عائشة، أما الحافظ ابن حجر فقد رجح الرفع مستدلا بروايات عباد بن منصور وعقبة بن خالد عن هشام عن أبيه..، ورواية القاسم بن عبد الواحد عن عمر بن عبد الله بن عروة. كل هذه الروايات أخرجها النسائي في عشرة النساء في السنن الكبرى ... تحفة الأشراف 12/11-12، 160-161، 183، وقال المزي بعد ذلك: والمحفوظ عن هشام عن أخيه عبد الله ابن عروة، وروايات النسائي وغيره التي استدل بها الحافظ لا تخلوا من مقال، ولذلك لا تقاوم رواية الصحيحين التي تخالفها في السند والمتن والعلم عند الله ولزيادة التفصيل يراجع (بغية الرائد 18-22) .

(1/243)


وَنَرَى أَنَّ الْقَائِلَ فِي حَدِيثِ سَعِيدِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ أَبِي الحسام1 عن هشام الذي ذكرناه ثُمَّ أَنْشَأَ يُحَدِّثُ بِحَدِيثِ أُمِّ زرع وصواحبها هو هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، حَكَى أَنَّ أَبَاهُ أَنْشَأَ يُحَدِّثُ وَأَدْرَجَ ذَلِكَ الْقَوْلَ فَصَارَ كَأَنَّهُ إِخْبَارٌ مِنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَ بِحَدِيثِ أُمِّ زَرْعٍ.
وَقَدْ رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ الضَّحَّاكِ2 الْحِزَامِيُّ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيِّ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ الْحَدِيثَ، فَجَعَلَهُ كُلَّهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَسَمَّى فِيهِ النِّسْوَةَ، وَهُوَ حَدِيثٌ غَرِيبٌ، لا أعلم رَوَاهُ كَذَلِكَ سِوَى مُحَمَّدِ بْنِ الضحاك3:
__________
1. الحسام – بضم المهملة وفتح السين المهملة أيضا آخره ميم – قال الحافظ في التقريب 122 صدوق صحيح الكتاب يخطئ من حفظه.
2. ذكره البخاري في التاريخ 1/119، وابن حاتم في الجرح والتعديل 7/290، وابن حبان في الثقات 9/59، ولم يذكروا فيه جرحا ولا تعديلا، والحزامي – بالحاء المهملة بعدها زاي.
3. انظر بغية الرائد 16، فقد نقل كلام الخطيب ونقل نحوه عن أبي الحسن الدارقطني.

(1/244)


أخبرناه أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْبَجَلِيُّ1 قَالَ: قُرِئَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ أَحْمَدَ بن إبراهيم بن الحسن البزار2 وَأَنَا أَسْمَعُ قِيلَ لَهُ حَدَّثَكُمْ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَبِيبٍ3 نا الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الضَّحَّاكِ بْنِ عُثْمَانَ الْحِزَامِيُّ عَنْ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أبيه عن عائشة قال: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدِي بَعْضُ نِسَائِهِ فَقَالَ: يَا عَائِشَةُ أَنَا لَكِ كَأَبِي زَرْعٍ لأُمِّ زَرْعٍ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ4 وَمَا حَدِيثُ أَبِي زَرْعٍ وَأُمِّ زَرْعٍ؟ "
قَالَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ قَرْيَةً مِنْ قُرَى الْيَمَنِ كَانَ بِهَا بَطْنٌ مِنْ بُطُونِ أَهْلِ الْيَمَنِ وَكَانَ مِنْهُنَّ إِحْدَى عَشْرَةَ امْرَأَةً وَإِنَّهُنَّ خَرَجْنَ إِلَى مَجْلِسٍ مِنْ مَجَالِسِهِنَّ.
فَقَالَ بَعْضُهُنَّ لِبَعْضٍ: " تَعَالَيْنَ فَلْنَذْكُرْ بُعُولَتَنَا بِمَا فِيهِمْ وَلا نَكْذِبُ " فَتَبَايَعْنَ عَلَى ذَلِكَ. فَقِيلَ لِلأُولَى: " تَكَلَّمِي بنعت زوجك ".
فقالت: " الليل تِهَامَةَ وَالْغَيْثُ غَيْثُ غَمَامَةٍ "5 وَسَاقَ الحديث بطوله.
__________
1. بالباء الموحدة ثم جيم ثم لام نسبة إلى بجيلة قبيلة.
2. آخره راء (تاريخ بغداد 4/18) .
3. مشهور بأبي بكر بن أبي شيبة أو ابن شيبة البزاز – بزايين – وثقه الدارقطني مات سنة 317 هـ (تاريخ بغداد 5/31) .
4. هكذا في الأصل، فلعل المناسب للسياق ((صلى الله عليك وسلم)) والله تعالى أعلم.
5. رواه الزبير بن بكار في الأخبار الموفقيات ص 462 فقرة 297، وقد ذكر الزبير في هذه الرواية أسماء هؤلاء النسوة، وانظر أيضا (هدي الساري 323 والفتح 9/255-258) .
قال الخطيب في الأسماء المبهمة 528: ولا أعلم أحدا سمى النسوة في حديثه إلا من الطريق الذي ذكره، وهو غريب جدا، ورواه من طريق الزبير الطبراني في الكبير 23/176 ح 274 وفيه عبيد الله العمري ضعيف.

(1/245)


وَهَكَذَا رَوَاهُ عَنْ هِشَامٍ غَيْرُ وَاحِدٍ1.
وَالصَّحِيحُ حَدِيثُ عِيسَى بْنِ يونس في متابعة سَعِيدَ بْنَ سَلَمَةَ عَلَى إِدْخَالِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُرْوَةَ فِي إسناده (23/أ) بَيْنَ هِشَامٍ وَأَبِيهِ وَفِي وَقْفِ جَمِيعِ الْمَتْنِ عَلَى عَائِشَةَ سِوَى قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كُنْتُ لَكِ كَأَبِي زَرْعٍ لأُمِّ زَرْعٍ ".
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْعَبَّاسِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَمْدَانَ حَدَّثَكُمْ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مِهْرَانَ نا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ نا عِيسَى بْنُ يُونُسَ نا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَخِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " اجْتَمَعَ إِحْدَى عَشْرَةَ امْرَأَةً فَتَعَاهَدْنَ وتعاقدن أن لا يَكْتُمْنَ مِنْ أَخْبَارِ أَزْوَاجِهِنَّ شَيْئًا، قَالَتِ الأُولَى: زَوْجِي لَحْمُ جَمَلٍ غث على رأس جبل
__________
1. منهم عقبة بن خالد السكوني وعباد بن منصور الناجي وروايتهما عند النسائي في الكبرى.
وعبد الله بن مصعب الزبيري وغيرهم (الفتح 9/256 – 257، بغية الرائد 18 – 19) .
وتابع هشام على ذلك عمر بن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ عروة عن عائشة رواه النسائي في عشرة النساء من الكبرى من طريق القاسم بن عبد الواحد (بغية الرائد 18 – 19، الفتح 9/256 – 257) .
والطبراني في الكبير 23/167 ح 267 عن داود بن شابور عن عمر بن عبد الله به نحوه وقد جمع.
الطبراني في الكبير 23/164 – 176 ح 265 – 274، والقاضي عياض في بغية الرائد جميع أسانيد وألفاظ حديث أم زرع والله أعلم.

(1/246)


لا سَهْلٍ فَيُرْتَقَى إِلَيْهِ وَلا سَمِينٍ فَيُنْتَقَلُ "، وَسَاقَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ وَقَالَ فِي آخِرِهِ: قَالَتْ عَائِشَةُ فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا عَائِشَةُ كُنْتُ لَكِ كَأَبِي زَرْعٍ لأُمِّ زَرْعٍ " 1.
وأما حديث أبي أويس الذي وافق فيه عيسى بن يونس عن هشام في سياقه وخالفه في إسناده حيث أسقط منه عبد الله بن عروة:
فأخبرناه الْقَاضِي أَبُو الْفَرَجِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الشَّافِعِيُّ نا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بن أبزون الأنباري أنا بهلول ابن إسحاق الأَنْبَارِيُّ نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ وَاسْمُ أَبِي أُوَيْسٍ – عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُوَيْسِ بْنِ أَبِي عَامِرٍ الْقُرَشِيُّ ثُمَّ التَّيْمِيُّ ثُمَّ الأَصْبَحِيُّ ابْنُ أخي مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ – قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي أَبُو أُوَيْسِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهَا قَالَتْ: " اجْتَمَعَ إِحْدَى عَشْرَةَ امْرَأَةً فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فتعاهدن ليتصادقن وَلا يَكْتُمْنَ بَيْنَهُنَّ مِنْ أَخْبَارِ أَزْوَاجِهِنَّ شَيْئًا، قَالَتِ الأُولَى: زَوْجِي لَحْمُ جَمَلٍ غَثٍّ عَلَى رَأْسِ جَبَلٍ لا سَمِينٍ فَيُرْتَقَى إِلَيْهِ، وَلا سَهْلٍ فَيُنْتَقَلُ ... " وَسَاقَ الْحَدِيثَ بطوله، إلى أن قال: قالت عَائِشَةُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِي: " يَا عَائِشَةُ كُنْتُ لَكِ كَأَبِي زَرْعٍ، غير أني لا أطلقك " 2.
__________
1. رواه البخاري في كتاب النكاح باب حسن المعاشرة مع الأهل (الفتح 9/254 ح 5189) عن سليمان بن عبد الرحمن وعلي بن حجر عن عيسى ... به ...
ورواه مسلم 4/1896 ح 92 من كتاب فضائل الصحابة من طريق علي بن حجر السعدي وأحمد بن جناب بفتح الجيم وتخفيف النون – عن عيسى ... به ...
ومن طريق علي بن حجر أخرجه الترمذي في الشمائل 129 ح 251.
ومن طريق هشام بن عمار وغيره أخرجه الطبراني في الكبير 23/166 ح 266.
2. لم أقف على من أخرج رواية أبي أويس إلا أن القاضي عياض أشار إليها في بغية الرائد 18 – 19، عند الكلام على إسناد حديث أبي زرعة.

(1/247)


قَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ: قَالَ أَبِي أَبُو أُوَيْسٍ: وَأَخْبَرَنِي يزيد بن رومان مولى آل الزُّبَيْرِ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ بِمِثْلِ هَذَا الْحَدِيثِ1.
وأما حديث أبي معاوية الضرير عن هشام:
فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ الْفَضْلِ الصَّيْرَفِيُّ نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الأَصَمُّ نا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْعُطَارِدِيُّ نا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ لِي رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" أولا تَرْضِينَ أَنْ أَكُونَ لَكِ كَأَبِي زرع (23/ب) لأُمِّ زَرْعٍ ".
قَالَتْ: كَانَ رَجُلٌ يُكَنَّى أَبَا زَرْعٍ وَامْرَأَتُهُ أُمَّ زَرْعٍ، وَكَانَ يُحْسِنُ إِلَيْهَا فَتَقُولُ: أحسن علي أَبُو زَرْعٍ، وَكَسَانِي أَبُو زَرْعٍ، وَأَعْطَانِي أَبُو زَرْعٍ، وَفَعَلَ بِي أَبُو زَرْعٍ، فَخَرَجَ أَبُو زَرْعٍ ذَاتَ يَوْمٍ فَمَرَّ عَلَى جَارِيَةٍ تَلْعَبُ مَعَهَا أَخَوَاهَا2، وَهِيَ مُسْتَلْقِيَةٌ عَلَى قَفَاهَا، وَأَخَوَاهَا مَعَهُمَا رُمَّانَةٌ يَلْعَبَانِ بِهَا يَرْمِيَانِ بِهَا مِنْ تَحْتِهَا فَتَخْرُجُ مِنَ الْجَانِبِ الآخَرِ من عظم إليتها فَخَطَبَهَا أَبُو زَرْعٍ، فَتَزَوَّجَهَا فَلَمْ تَزَلْ بِهِ أُمُّ زَرْعٍ حَتَّى طَلَّقَهَا، فَتَزَوَّجَتْ أُمُّ زَرْعٍ رَجُلًا فَأَكْرَمَهَا أَيْضًا، فَكَانَتْ تَقُولُ: أَكْرَمَنِي وَأَعْطَانِي وَفَعَلَ بِي، وَتَقُولُ فِي آخِرِ ذَلِكَ: لَوْ جُمِعَ ذَلِكَ كله ما ملأ أصغر وعاء لأبي زرع3.
__________
1. أشار إلى هذا الطريق – أبي أويس عن ابن رومان – القاضي عياض في بغية الرائد 18 – 19، وكذلك أشار إليها الحافظ في الفتح 9/256 – 257.
2. في الصحيحين ومعها ولدان لها ...
3. لم أقف على رواية أبي معاوية – محمد بن خازم – وقد عزاها الحافظ في الفتح 9/256 إلى أبي عوانة في صحيحه.

(1/248)


19- حديث آخر:
أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ1 نا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمُقْرِئُ نا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الْحَضْرَمِيُّ نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ2 عَنْ أَبِي حَمْزَةَ3 عَنْ عَاصِمٍ4 عَنِ ابْنِ سِيرِينَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ " أَنَّ قَدَحَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انْكَسَرَ فَاتَّخَذَ مَكَانَ الشِّعْبِ5 سِلْسِلَةً مِنْ فِضَّةٍ "، قَالَ عَاصِمٌ: رَأَيْتُ الْقَدَحَ وشربت فيه6
أخبرناه عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْوَاعِظُ أنا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ نا مُوسَى بْنُ هَارُونَ نا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي قَالَ: أنا أَبُو حَمْزَةَ أنا عَاصِمٌ الأَحْوَلُ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ عَنْ أَنَسٍ: " أَنَّ قَدَحَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انْصَدَعَ فَجَعَلَ مَكَانَ الشِّعْبِ سِلْسِلَةً مِنْ فِضَّةٍ ".
قَالَ عَاصِمٌ: رَأَيْتُ الْقَدَحَ وَشَرِبْتُ مِنْهُ7 قَالَ موسى: هذا قول ابن
__________
1. أحمد بن محمد بن أحمد العتيقي القطيعي.
2. ابن جبلة – بفتح الجيم والموحدة – بن أبي داود العتكي الملقب عبدان ثقة حافظ توفي 221 هـ (التقريب 181) .
3. محمد بن ميمون المروزي السكري ثقة فاضل توفي 178 هـ (التقريب: 321) .
4. ابن سليمان الأحول أبو عبد الرحمن البصري ثقة مات بعد 140 هـ (التقريب 259) .
5. بفتح المعجمة وسكون العين المهملة وهو الصدع الشق (الفتح 10/100) .
6. رواه البخاري في كتاب فرض الخمسة باب ما ذكر من درع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعصاه وسيفه وقدحه ... (الفتح 6/212 ح 3109) ، والبيهقي في السنن الكبرى (1/29) .
7. رواه البيهقي في السنن الكبرى 1/29 – 30، وعزاه الحافظ في الفتح 10/100 إلى أبي نعيم ولم أقف على من ذكر كلام موسى هذا، وهو ابن هارون الحمال أبو عمران.

(1/249)


سِيرِينَ الَّذِي قَالَ: فَجَعَلَ مَكَانَ الشِّعْبِ سِلْسِلَةً يَعْنِي أَنَّ أَنَسًا جعل مكان الشعب سلسلة1.
__________
1. في هامش الأصل ((بلغ مقابلة في الثالث حسب الطاقة)) .

(1/250)