اللطائف من دقائق المعارف في علوم الحفاظ الأعارف

مجلس آخر أملي يوم السبت الثامن من شهر رمضان سنة [سبع] وأربعين وخمسمائة قال:
[2] باب ذكر نوع آخر وهو: أن يكون رجلان يروي كل واحد منهما عن الآخر ويكون الراوي عن كل واحد [منهما] في روايته عن الآخر رجلاً واحداً، كما أنه فيما تقدم كان المروي عنه في رواية كل واحد منهما عن الآخر واحداً، من ذلك:
رواية عروة بن الزبير عن خالته عائشة عن أمه أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهم
74- أخبرنا أبو منصور محمد بن عبد الله بن مندويه، أنا أبو نعيم، ثنا أحمد بن عبد الله الحافظ، ثنا أبو بكر بن خلاد النصيبي، ثا الحارث بن أبي أسامة، ثنا عبد العزيز بن أبان، ثنا معمر بن أبان بن حمران، ثنا الزهري، ثنا عروة بن الزبير، عن عائشة رضي الله عنها قالت: لم أعقل أبوي إلا وهما يدينان دين الإسلام وذكر حديث الهجرة إلى أن قالت فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستأذن فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين دخل: ((أخرج من عندك)) قال أبو بكر رضي الله عنه: إنما هم أهلك، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((فإنه قد أذن لي في الخروج)) فقال أبو بكر رضي الله عنه: فالصحبة يا رسول الله بأبي أنت وأمي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((نعم)) فقال أبو بكر رضي الله عنه: فخذ بأبي وأمي إحدى راحلتي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((بالثمن)) قالت عائشة رضي الله عنها فجهزناهم أحث الجهاز، فصنعنا لهم سفرة في جراب وقطعت أسماء بنت أبي بكر قطعة من نطاقها أوكت به الجراب، فلذلك كانت تسمى ذات النطاقين.
[ص:60]
هذا حديث كبير صحيح من حديث الزهري، أخرجه البخاري من حديث معمر وعقيل عن الزهري. وقصة النطاق تروى عن هشام بن عروة عن أبيه ووهب بن كيسان وفاطمة بنت المنذر وكلها صحيح.

(1/59)


75- أخبرنا أبو علي الحداد رحمه الله، ثنا أبو نعيم الحافظ، ثنا أبو القاسم الطبراني، ثنا معاذ بن المثنى ويوسف القاضي، قالا: ثنا محمد بن كثير، ثنا سفيان عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها: أن أسماء سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن أمها مشركة: جاءتني راغبة أفأصلها فقال: ((نعم، صليها)) .
كذا رواه محمد بن كثير عن سفيان، وتابعه مصعب بن ماهان وغيره، وهو الصحيح من حديث سفيان الثوري، وقال أبو حذيفة: عن سفيان عن هشام عن أبيه عن أسماء نفسها لم يذكر عائشة، وهو صحيح من حديث هشام عن أبيه، وفاطمة بنت المنذر عن أسماء أخرجه البخاري في صحيحه واختلفوا على هشام في إسناده.

(1/60)


رواية عروة عن أمه أسماء عن خالته عائشة
76- أخبرنا أبو العباس أحمد بن علي الأسواري وغيره رحمهم الله فيما أذنوا لي، عن كتاب أبي بكر أحمد بن جعفر بن أحمد الحافظ، ثنا أبو القاسم علي بن عمر، ثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن إسحاق الحافظ، ثنا أحمد بن سعيد بن هاشم بن مرثد، ثنا ابن أبي فديك، ثنا ابن أبي حميد عن محمد بن المنكدر قال: أدركني عروة بن الزبير فأخذ بيدي فقال: يا أبا عبد الله فقلت: لبيك فقال: حدثتني أمي عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ما من مؤمن ولا مؤمنة يصيبه وصب ولا نصب حتى الشوكة إلا كتب الله عز وجل له بها حسنة ومحيت عنه سيئة)) .
هكذا رواه أبو بكر ابن السني في كتاب رواية الإخوة والأخوات، وترجم لرواية أسماء عن أختها، والمحفوظ من حديث ابن المنكدر وغيره عن عروة عن عائشة من غير ذكر أمه.

(1/60)


رواية شعبة عن عاصم الأحول عن قتادة
77- أخبرنا أبو علي الحداد، ثنا أبو عمر عبد الوهاب بن محمد بن مهرة، أنا سليمان بن أحمد، ثنا جعفر القلانسي ثنا آدم، (ح) قال سليمان: وثنا عمر بن حفص السدوسي، ثنا عاصم بن علي، قال: وحدثنا محمد بن عبدوس، ثنا علي بن الجعد، قالوا أنا شعبة، عن عاصم الأحول، عن قتادة، عن عروة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما في المجدور وأشباهه إذا أجنب قال: ((يتيمم بالصعيد)) .

(1/61)


78- أخبرنا الحسن بن أحمد المقري، ثنا أحمد بن عبد الله الحافظ، قال: نا الطبراني، ثنا ابن أبي مريم، [ثنا] الفريابي، (ح) قال أبو القاسم: وحدثنا علي بن عبد العزيز، ثنا أبو نعيم، (ح) قال: وحدثنا الدبري، عن عبد الرزاق، كلهم عن سفيان الثوري، عن عاصم الأحول، عن قتادة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ((رخصة للمريض في الوضوء التيمم بالصعيد)) ، قال: وقال ابن عباس: أرأيت إن كان مجدوراً كأنه صمغة كيف يصنع به.
[ص:62]
اختلف على سفيان وشعبة في إسناده فمنهم من أدخل عزرة بين قتادة وسعيد، ومنم من لم يذكره، وخالفهما حفص، فقال: عن عاصم عن قتادة عن هاشم بن سعد، أو سعد بن هشام، عن ابن عباس، ولم يصنع شيئاً.
وذكر شعبة أنه لم يسمع عاصماً يحدث عن قتادة غير هذا الحديث، وقد روى أبو معاوية عن عاصم عن قتادة حديثاً آخر.

(1/61)


رواية شعبة عن قتادة عن عاصم الأحول
79- أخبرنا إسماعيل بن الفضل المقري، أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، أنا أبو الحسن الدارقطني، ثنا علي بن محمد بن مهران السواق، ثنا زيد بن إسماعيل الصائغ، ثنا الحسن بن موسى، ثنا شعبة، قال: لم أسمع قتادة يحدث عن عاصم غير هذا، يعني قول أبي العالية: أن رجله اشتكت فقال: امسحوا [لي] عليها فإنها مريضة.
وقال الدارقطني: ثنا ابن مخلد، ثنا صالح بن أحمد، ثنا علي بن المديني قال: سمعت يحيى بن سعيد ذكر عن شعبة قال: قال عاصم الأحول: حفظت من قتادة حديثاً.
قول أبي العالية: امسحوا عليها فإنها مريضة، قال: وحفظت عنه عن عروة في المريض أو المجدور يتيمم. كذا ذكره وكأن الأول أصح.

(1/62)


80- أخبرنا أبو علي الحداد وإسماعيل السراج قالا: أخبرنا أحمد بن الفضل المقري، ثنا أبو زرعة السني، ثنا أبو أحمد الحسين بن علي النيسابوري، ثنا أبو عوانة المهرجاني، حدثني جعفر بن عبد الواحد، ثنا محمد بن عباد الهنائي، عن شعبة، عن قتادة، عن الشعبي، عن ابن عباس رضي الله عنهما: ((أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على قبر بعد ما دفن)) .
قال شعبة: فقلت لقتادة ممن سمعته؟ فقال: حدثني عاصم الأحول.
رواه ابن الباغندي عن جعفر عن يحيى بن كثير عن شعبة.

(1/62)


81- أخبرنا أبو علي الحداد، أنا أبو علي الوخشي، قال أنشدني جمهور بن حيدر القرشي قال: أنشدني والدي قال: أنشدني محمد بن معن:
إن للحب والبغض ... على الوجه علامه
لست ممن ليس يدري ... ما هوان من كرامه
ليس في أخذك بالحلم ... وبالفضل ندامه
وجواب الجاهل الصمت ... وفي الصمت سلامه
آخر الإملاء.

(1/63)


مجلس آخر أملي يوم السبت الرابع عشر من شهر رمضان سنة سبع وأربعين وخمسمائة قال:
رواية هشام الدستوائي عن قتادة عن عامر الأحول
82- أخبرنا أبو الفتح إسماعيل بن الفضل المقري، أنا أبو طاهر محمد بن أحمد الكاتب، أنا أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني الحافظ، ثنا أبو علي إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الصفار، ثنا محمد بن إبراهيم بن عبد الحميد الحلواني، ثنا إبراهيم بن محمد بن عرعرة قال: دفع إلينا معاذ بن هشام كتاباً، قال: سمعته من أبي فنسخناه ولم يقرأه علينا، وكان فيه: عن قتادة عن عامر الأحول عن بكر بن عبد الله المزني عن عبد الله بن سلمة عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((عمرة في رمضان تعدل حجة)) .
هذا حديث محفوظ من مسند ابن عباس رضي الله عنه، غريب من هذا الوجه عنه.

(1/63)


رواية هشام الدستوائي عن عامر الأحول عن قتادة
83- أخبرنا إسماعيل بن الفضل السراج، أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، أنا أبو الحسن الدارقطني، ثنا علي بن محمد بن يحيى بن مهران السواق، ثنا إبراهيم بن راشد الآدمي، ثنا علي بن المديني، ثنا معاذ بن هشام، حدثني أبي، عن عامر الأحول، عن قتادة، عن أبي أيوب، عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: ((كلما أراد المؤمن زوجته -يعني في الجنة- وجدها عذراء)) .

(1/64)


84- (ح) قال: وحدثني أبي، عن عامر الأحول، عن قتادة، عن رجل، عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: ((أهل الجنة هرج هرج)) قال أبي: نكاح نكاح.
وقد روى هشام بن حسان أيضاً عن عامر الأحول عن قتادة حديثاً.

(1/64)


رواية الليث بن سعد عن يحيى بن سعيد عن يزيد بن الهاد
85- أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد، نا أبو نعيم الحافظ، ثنا سليمان بن أحمد الطبراني، ثنا أحمد بن زهير، ثنا عبيد الله بن محمد، ثنا أبو الربيع الحارثي، ثنا بشر بن عمر الزهراني، ثنا ليث بن سعد، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن يزيد بن عبد الله بن الهاد، عن صفوان بن سليم، عن الأعرج، عن أبي هريرة رضي الله عنه: ((أن النبي صلى الله عليه وسلم سجد في {اقرأ باسم ربك} .
[ص:65]
قال سليمان: لم يرو هذا الحديث عن يحيى إلا ليث تفرد به بشر.
المحفوظ هذا الحديث من حديث ليث عن يزيد بن أبي حبيب عن صفوان.

(1/64)


86- (ح) أخبرنا [به] أبو علي الحداد، أنا أبو الفتح الدليلي علي بن محمد بن عبد الصمد، أنا أبو بكر بن المقرئ، ثنا أحمد بن عبد الوارث بن جرير العسال بمصر، ثنا عيسى بن حماد، ثنا الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن صفوان بن سليم، عن الأعرج، عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: ((سجد رسول الله صلى الله عليه وسلم في {إذا السماء انشقت} .
[كذا ذكر في الرواية الأولى سورة اقرأ، وفي الثانية {إذا السماء انشقت} ] وكلاهما صحيح، والأعرج هذا ليس هو بعبد الرحمن بن هرمز الذي يروي الكثير عن أبي هريرة، وإنما هو عبد الرحمن بن سعد المقعد.

(1/65)


87- أخبرنا [به] أبو بكر أحمد بن علي المؤدب رحمه الله، أنا عبد الرزاق بن عمر، أنا محمد بن إبراهيم بن علي، أنا محمد بن زبان بن حبيب، ثنا محمد بن رمح، أنا الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن صفوان بن سليم، عن عبد الرحمن الأعرج -مولى لبني مخزوم- عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: ((سجد رسول الله صلى الله عليه وسلم في {إذا السماء انشقت} و {اقرأ باسم ربك} )) .

(1/65)


88- أخبرنا عبد الله بن محمد المعدل، أنا عبد الوهاب بن محمد، أنا أبي، أنا محمد بن يعقوب بحر بن نصر بن سابق، أنا عبد الله بن وهب، ثنا قرة بن عبد الرحمن، عن ابن شهاب، وصفوان، عن عبد الرحمن بن سعد، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ((سجدت مع النبي صلى الله عليه وسلم في {إذا السماء انشقت} و {اقرأ باسم ربك} )) .
وهذا الحديث بعينه كان عند عبد الرحمن بن هرمز الأعرج عن أبي هريرة أيضاً، وصفوان، والزهري يرويان عن الأعرجين، غير أن هذا الحديث في رواية صفوان والزهري، عن عبد الرحمن بن سعد، وكان يكنى أبا حميد، وهو مولى بني مخزوم، والآخر الأشهر يكنى أبا داود مولى ربيع بن الحارث وهما مدنيان.

(1/65)


رواية الليث عن يزيد بن الهاد عن يحيى بن سعيد
89- قرأت بكرخ بغداد على أبي القاسم هبة الله بن عبد الله الشروطي رحمه الله قلت: أخبركم أبو بكر الحافظ، أنا أبو بكر الخرشي، وأبو سعيد الصيرفي، (ح) وأخبرنيه عالياً أبو بكر عبد الغفار بن محمد فيما كتب إليّ من نيسابور رحمه الله، أنا أبو سعيد الصيرفي قالا: ثنا محمد بن يعقوب، أنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، أنا أبي وشعيب يعني ابن الليث قالا: أنا الليث، عن ابن الهاد، عن يحيى بن سعيد، عن زرارة أو ابن زرارة، عن عائشة رضي الله عنها قالت: ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم من مجلس إلا قال: ((سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك)) فقلت: يا رسول الله ما أكثر ما تقول هذه الكلمات إذا قمت، فقال: ((إنه لا يقولهن أحد حين يقوم من مجلسه إلا غفر له ما كان في ذلك المجلس)) .
ولليث عن يزيد عن يحيى حديث آخر في سالم مولى أبي حذيفة وإرضاعه.

(1/66)


90- أخبرنا الإمام أبو الطيب حبيب بن محمد بن أحمد الطهراني الفقيه، قال: سمعت عبد الله بن محمد بن إبراهيم الفقيه يقول: سمعت أبا الحسن علي بن أحمد يقول: حضرت عند أبي بكر النقاش، وقد جاءه بعض أصحاب الحديث، وقد فاته بعض الجزء فأراد إعادته، فسمعت النقاش، يقول: سمعت إدريس بن عبد الكريم، يقول: سمعت هارون بن عبد الله الجمال، يقول: سمعت يزيد بن هارون، يقول: سمعت سفيان الثوري، يقول: من غاب خاب وأكل نصيبه الأصحاب. ولم يعد له حرفاً.

(1/66)


91- أخبرنا أبو عدنان محمد بن أحمد بن المطهر البجيري رحمه الله، أنا جدي أبو عمر المطهر بن أبي نزار، أنا أبو الفضل الخزاعي واسمه كميل بن جعفر، قال: أنشدني هشام بن خليفة بمصر:
أكرم الناس يكرموك وإن كنت محتقر ... لا تهنهم فيرفضوك وإن كنت ذا خطر
أخر المجلس وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.

(1/66)


[مجلس آخر أملي يوم السبت الحادي والعشرين من شهر رمضان سنة سبع وأربعين وخمسمائة، قال] :
رواية عباد بن ثابت عن الحسن بن صالح بن حي عن سفيان بن عيينة
92- أخبرنا إسماعيل بن الفضل المقري، أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، ثنا علي بن عمر الحافظ، ثنا أحمد بن محمد بن سعيد، ثنا محمد بن أحمد بن الحسن القطواني ثنا عباد بن ثابت، ثنا سفيان بن عيينة، ثنا محمد بن المنكدر، قال سمعت جابراً رضي الله عنه يقول لنا: قتل ابن جميل حتى وضع بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم، فجئت فجعلت أكشف عن وجهه وأبكي، وجعل أصحابه يمنعوني، وجعلت أكشف عن وجهه ويمنعوني فسمع النبي صلى الله عليه وسلم صائحة فقال: ((ما هذا؟)) قالوا: بنت عمرو، قال: ((لا تبكي، فما زالت الملائكة خافتة بأجنحها حتى رفع)) .
قال عباد بن ثابت: كان الحسن بن صالح ثنا به عن سفيان، ثم لقيت سفيان فحدثنا به.
هذا حديث صحيح متفق على إخراجه من حديث ابن عيينة، أخرجه البخاري ومسلم عن غير واحد من أصحابه. وقد رواه عن ابن المنكدر جماعة.

(1/67)


93- أخبرنا [به] عالياً أبو علي الحداد، ثنا أبو نعيم الحافظ، ثنا أبو علي الصواف، (ح) وأخبرنا أبو غالب الكوشيذي أنا أبو بكر بن ريذة، أنا أبو القاسم الطبراني قالا: ثنا بشر بن موسى، ثنا الحميدي، ثنا سفيان، ثنا محمد بن المنكدر، قال: سمعت جابراً به نحوه.

(1/67)


رواية عباد بن ثابت عن سفيان بن عيينة عن الحسن بن صالح
94- أخبرنا أبو الفتح السراج، أنا محمد بن أحمد الكاتب، أنا أبو الحسن الدارقطني ثنا أحمد بن محمد بن سعيد، ثنا أحمد بن عبد الرحمن بن سراج، ثنا عباد بن ثابت، أنا حسن بن صالح، عن عمرو بن دينار قال: حصب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر رضي الله عنهما، قال ابن عباس رضي الله عنهما: ((إنما هو منزل نزله رسول الله صلى الله عليه وسلم)) .
قال عباد: وسمعت من سفيان بن عيينة نحوه عن حسن بن صالح [به، كذا رواه حسن بن صالح] عن عمرو عن ابن عباس.

(1/68)


95- أخبرنا به عالياً أبو غالب الكوشيذي، ومحمد بن الفضل القرآني رحمهما الله، قالا: أنا محمد بن عبد الله بن ريذة، أنا سليمان بن أحمد الطبراني، ثنا علي بن إبراهيم العامري، أنا أحمد بن يونس، ثنا حسن بن صالح، عن عمرو بن دينار قال: قال ابن عباس رضي الله عنه: ((إنما هو منزل نزله رسول الله صلى الله عليه وسلم -يعني الأبطح-)) .
رواه حميد بن عبد الرحمن عن الحسن بن صالح مثله. ورواه الحميدي وغيره عن سفيان عن عمرو عن عطاء عن ابن عباس رضي الله عنه وهو الصحيح.

(1/68)


96- أخبرنا [به] أبو علي الحداد، ثنا أبو نعيم الحافظ، ثنا أبو علي الصواف، ثنا بشر بن موسى، ثنا الحميدي ثنا سفيان، ثنا عمرو، عن عطاء، عن ابن عباس رضي الله عنه [قال] : ((ليس المحصب بشيء وإنما هو منزل نزله رسول الله صلى الله عليه وسلم)) .
وهذا صحيح متفق عليه من حديث ابن عيينة أخرجاه عن أصحابه، وكأن عند ابن عيينة فيه إسناد آخر.

(1/68)


97- أخبرنا به السيد أبو الحسن علي بن هاشم العلوي وغير واحد رحمهم الله قالوا: أنا محمد بن عبد الله البابي، أنا سليمان بن [أحمد] الحافظ، ثنا بشر بن موسى ثنا الحميدي، ثنا سفيان بن عيينة ثنا صالح بن كيسان، أنه سمع سليمان بن يسار يحدث عن أبي رافع رضي الله عنه قال: ((لم يأمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أنزل ثم -يعني بالأبطح- ولكن [ص:69] ضربت قبته فجاء فنزل)) .
قال سفيان: وكان عمرو بن دينار يحدث بهذا الحديث عن صالح بن كيسان، فلما قدم علينا، قال لنا عمرو: اذهبوا فسلوه عن هذا الحديث. وهذا أيضاً صحيح أخرجه مسلم عن قتيبة وغيره عن ابن عيينة.

(1/68)


رواية عمرو بن علي عن عبد الرحمن بن مهدي عن يحيى بن سعيد القطان
98- أخبرنا إسماعيل بن الفضل المقري، أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، أنا علي بن عمر الحافظ، ثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا أبو علي الخرقي الحسين بن عبد الله، ثنا أبو حفص عمرو بن علي، قال: رأيت عبد الرحمن بن مهدي يوم الجمعة جاء إلى حلقة يحيى بن سعيد ومعاذ بن معاذ، فجلس خارجاً من الحلقة فقال له يحيى: ادخل الحلقة، فقال: أنت حدثتني عن ابن عجلان عن عمرو بن شعيب عن [أبيه عن] جده رضي الله عنه: ((أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن التحلق يوم الجمعة قبل خروج الإمام)) .
فقال يحيى أنا رأيت هشام بن حسان وحبيب بن الشهيد وسعيد بن أبي عروبة يتحلقون يوم الجمعة قبل خروج الإمام. فقال عبد الرحمن: فهؤلاء بلغهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عنه ثم فعلوه؟.
هذا حديث مشهور من حديث ابن عجلان عن عمرو بن شعيب.

(1/69)


99- أخبرنا به أبو علي الحداد، وجعفر بن عبد الواحد رحمهما الله قالا: أنا عبد الرزاق بن أحمد بن عبد الرحمن أنا عبد الله [بن] (1) محمد بن جعفر، ثنا ابن أبي عاصم، ثنا أبو بكر، ثنا أبو خالد الأحمر، عن ابن عجلان، عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضي الله عنه [قال: ((نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم] عن التحلق للحديث يوم الجمعة قبل خروج الإمام)) .
__________
(1) ساقطة من المطبوع.

(1/70)


رواية عمرو بن علي عن يحيى بن سعيد عن عبد الرحمن بن مهدي
100- أخبرنا أبو الفتح السراج، أنبأنا محمد بن أحمد الكاتب، أنا أبو الحسن الدارقطني، ثنا الحسين بن إسماعيل القاضي، ومحمد بن صالح بن خلف الجواربي، قالا: ثنا عمرو بن علي، ثنا أبو معاوية، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي صالح في قوله عز وجل: {إلا من أذن له الرحمن وقال صواباً} قال: لا إله إلا الله.
قال أبو حفص: فحدثت به يحيى بن سعيد فقال: أنا كتبته عن عبد الرحمن عن أبي معاوية.

(1/70)


101- أخبرنا به أبو علي الحداد في كتابه، ثنا أحمد بن عبد الله، ثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، أنا إسحاق بن محمد الفارسي، ثنا عبد الله بن عمران، ثنا أبو معاوية عن إسماعيل، عن أبي صالح في قوله تعالى: {إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا} قال: لا إله إلا الله.

(1/70)


102- وأخبرنا أبو علي الحداد قراءة عليه، أنا أحمد بن جعفر الفقيه إجازة، ثنا عبد الله بن محمد السلمي، ثنا عبد الله بن جعفر، ثنا أبي، ثنا سهل بن عثمان، ثنا أبو معاوية عن إسماعيل عن أبي صالح: {وقال صوابا} قال: لا إله إلا الله في الدنيا.

(1/70)


حكاية عبيد الله القواريري فعل حسين بن علي الجعفي بسفيان بن عيينة وفعل سفيان بحسين
103- أخبرنا أبو علي الحداد رحمه الله، أنا الفضل بن محمد بن سعيد أنا عبد الله بن محمد بن جعفر أبو الشيخ، ثنا أبو بكر بن مكرم قال: سمع القواريري يقول: رأيت ابن [ص:71] عيينة يقبل يد حسين الجعفي، ورأيت حسيناً يقبله أيضاً.

(1/70)


104- أخبرنا شيرويه بن شهردار الحافظ، قدم علينا بقراءة والدي عليه رحمهما الله سنة خمس، قال: سمعت أبا العلاء محمد بن طاهر العابد يقول: سمعت أبا الحسن علي بن شعيب القاضي يقول: سمعت أبا زرعة أحمد بن الحسين الرازي يقول: سمعت أبا الحسن محمد بن محمد بن [أبي] خراسان بطابران يقول: سمعت تميم بن محمد يقول: سمعت سويد بن سعيد يقول: كنا عند سفيان بن عيينة فتفرقنا عند الظهر فقال: أين ذهب أصحاب الحديث قيل: ذهبوا يصلون، قال: وأصحاب الحديث يصلون.

(1/71)


105- وأخبرنا شيرويه، أنشدنا أبو الفضل محمد بن عثمان القومساني، أنشدنا أبو علي الحسن [بن] علي بن بندار، أنشدني أبو إسحاق إبراهيم بن أبي حماد لربيعة بن [أبي] عبد الرحمن:
وما الذل إلا في تفهم جاهل ... فتحسب جهلاً أنه منك أعلم
متى يبلغ البنيان يوماً تمامه ... إذا كنت تبنيه وغيرك يهدم
آخر المجلس [وصلى الله على محمد وآله] .

(1/71)


مجلس آخر أملي يوم السبت الثامن والعشرين من شهر رمضان سنة سبع وأربعين وخمسمائة قال:
رواية بسر بن سعيد عن أبي بن كعب عن زوجته أم الطفيل رضي الله عنهما
106- أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد [بن] الحصين الشيباني رحمه الله ببغداد أنا أبو علي الحسن بن علي بن المذهب الواعظ أنا أبو بكر أحمد بن جعفر [ص:72] بن حمدان بن مالك القطيعي، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي رحمه الله، (ح) وأخبرنا [به] عالياً أبو الفتح إسماعيل بن الفضل السراج، أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم أنا أبو بكر بن المقري، ثنا أبو يعلى أحمد بن علي، قالا: ثنا إسحاق بن عيسى، حدثني ابن لهيعة عن بكير، عن بسر بن سعيد، عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: نازعني عمر بن الخطاب رضي الله عنه في المتوفى عنها وهي حامل، فقلت: تزوج إذا وضعت، فقالت أم الطفيل -أم ولدي- لعمر رضي الله عنهما: وقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم سبيعة الأسلمية أن تنكح إذا وضعت.
اللفظ لأبي يعلى، والآخر قريب منه.

(1/71)


رواية بسر بن سعيد عن أم الطفيل عن أبي هذا الحديث
107- أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد رحمه الله، ثنا أبو القاسم بن أبي بكر المعدل، ثنا أبو بكر عبد الله بن محمد القباب، ثنا أحمد بن عمرو بن أبي عاصم، ثنا الحسين بن علي الحلواني، ثنا سعيد بن عفير، (ح) وأخبرنا هبة الله بن الحصين ببغداد ثنا أبو علي بن المذهب، ثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي واللفظ له، ثنا يحيى بن إسحاق وقتيبة قالوا: ثنا ابن لهيعة، عن بكير بن الأشج، عن بسر بن سعيد قال: سمعت أم الطفيل أنها سمعت عمر بن الخطاب وأبي بن كعب رضي الله عنهما يختصمان فقالت [له] أم الطفيل: أفلا يسل عمر سبيعة الأسلمية ((توفي عنها زوجها وهي حامل فوضعت بعد ذلك بأيام فأنكحها رسول الله صلى الله عليه وسلم)) .
رواه يحيى بن بكير وغيره عن ابن لهيعة (مخالفاً للإسنادين) المتقدمين وكأنه الأصح.

(1/72)


108- أخبرنا أبو الطيب حبيب بن محمد الفقيه رحمه الله، أنا أحمد بن محمد بن النعمان، أنا محمد بن إبراهيم بن علي، ثنا أبو عروبة الحسين بن أبي معشر، ثنا محمد بن أبي عبد الرحمن المقري، ثنا أبي واللفظ له، (ح) وأخبرنا أبو علي الحداد، ثنا أبو نعيم الحافظ، (ح) وأخبرنا أبو غالب الكوشيذي، أنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن ريذة، قالا: ثنا سليمان بن أحمد الطبراني، ثنا عبد الملك بن يحيى بن بكير، حدثني أبي قالا: ثنا ابن لهيعة، ثنا بكير بن عبد الله، عن بسر بن سعيد، حدثه عن محمد بن أبي قال: سمعت أم الطفيل تقول: اختصم أبي بن كعب وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما في المرأة يتوفى عنها زوجها وهي حامل فتضع بعد ذلك بأيام، قالت أم الطفيل لأبي: أفلا يسأل عن ذلك عمر سبيعة الأسلمية توفي عنها زوجها وهي حبلى فوضعت بعد ذلك بأيام فأنكحها النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً.
وقد جمع أبو نعيم رواية هؤلاء على ما رواه ابن بكير ولم يذكر اختلاف رواياتهم فيه.

(1/73)