اللطائف من دقائق المعارف في علوم الحفاظ الأعارف [9] باب ذكر
نوع آخر. وهو: أن يكون رجل سمع من شيخ له الحديث وروى عنه، ثم
روى عن رجل، عن آخر عنه
ولم نذكر من روى عن شيخ ثم روى عن رجل عنه، لأن ذلك يكثر فمن
ذلك:
عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي
الله عنهما سمع من النبي صلى الله عليه وسلم الحديث الكثير
وصحبه وأسند عنه زيادة على سبعمائة حديث
من ذلك:
306- ما أخبرنا الفقيه أبو سعد محمد بن محمد بن محمد المطرز
رحمه الله قرئ عليه وأنا حاضر سنة ثلاث وخمسمائة في رمضانها في
أول مجلس أحضرت لسماع الحديث، أنا أبو الحسن عبيد الله بن
المعتز بن منصور النيسابوري، ثنا محمد بن الفضل بن محمد بن
إسحاق، ثنا جدي محمد بن إسحاق بن خزيمة، ثنا علي بن حجر، ثنا
إسماعيل بن جعفر، ثنا عبد الله بن دينار، أنه سمع ابن عمر رضي
الله عنهما قال: [قال] : رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من
كان حالفاً فلا يحلف إلا بالله عز وجل)) وكانت قريش تحلف
بآبائها، فقال: ((لا تحلفوا بآبائكم)) .
هذا حديث صحيح متفق عليه، أخرجه الشيخان البخاري ومسلم رحمهما
الله، عن قتيبة، عن إسماعيل، وأخرجه مسلم أيضاً، عن علي هذا.
(1/172)
رواية ابن عمر عن
امرأة عن رجل عن النبي صلى الله عليه وسلم
307- أخبرنا الحسين بن عبد الملك الأديب رحمه الله قرأته عليه،
عن كتاب أحمد بن علي بن مهدي إليه، أنا الحسن بن أبي بكر، أنا
أحمد بن محمد بن عبد الله القطان، ثنا عبد الكريم بن الهيثم،
ثنا عبيد بن يعيش، ثنا يونس يعني ابن بكير، ثنا محمد بن إسحاق،
عن محمد بن يحيى بن حبان، عن عبد الله بن عبد الله بن عمر، عن
أبيه رضي الله عنهما، عن أسماء بنت زيد بن الخطاب، عن عبد الله
بن حنظلة رضي الله [ص:173] عنه، أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال: ((لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل
صلاة)) .
هذا حديث ثابت أخرجه أبو داود السجستاني رحمه الله في سننه،
واختلف في إسناده على وجوه.
(1/172)
رواية ابن عمر عن
امرأته عن أخرى عن النبي صلى الله عليه وسلم
308- أخبرنا إسماعيل بن الفضل [التاجر] ، أنا أبو طاهر بن عبد
الرحيم، أنا أبو الحسن الدارقطني، ثنا أبو صالح الأصبهاني، ثنا
أبو مسعود، ثنا محمد بن الصلت، ثنا أبو شهاب، عن محمد بن
إسحاق، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه رضي الله عنه، عن صفية بنت
أبي عبيد، عن عائشة رضي الله عنها، عن النبي صلى الله عليه
وسلم: أنه رخص للنساء في الخفين عند الإحرام.
(1/173)
309- أخبرنا به أبو بكر أحمد بن علي بن
موسى المؤدب رحمه الله بقراءتي عليه في منزلي، أخبرنا عبد
الرزاق بن عمر بن موسى أبو الطيب، أنا أبو بكر بن المقرئ
إجازة. (ح) وأخبرنا إسماعيل بن السراج، أنا أبو طاهر بن عبد
الرحيم، أنا أبو بكر بن المقرئ، ثنا محمد بن الحسن بن قتيبة،
ثنا يزيد بن خالد أبو خالد الرملي (ح) قال: ابن المقرئ، وثنا
أبو بكر محمد بن زبان بن حبيب، ثنا محمد بن رمح، قالا: حدثنا
الليث بن سعد، عن ابن شهاب، عن سالم، أنه أخبره: أن عبد الله
بن عمر رضي الله عنهما كان يقطع الخفين على النساء في الإحرام،
حتى أخبرته صفية بنت أبي عبيد أن عائشة رضي الله عنها تفتي
النساء بأن لا يقطعن.
كذا رواه الليث موقوفاً، ولابن عمر رضي الله عنه، عن زوجته
صفية بنت أبي عبيد أخت المختار الكذاب أحاديث، وهي تابعية
ترويها، عن الصحابة رضي الله عنهم.
(1/173)
رواية ابن عمر عن
رجل عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم
310- قرأت على أبي عبد الله الحسين بن عبد الملك، عن كتاب أبي
بكر بن مهدي، أنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبيد الله
النجار، ثنا عبيد الله بن محمد بن سليمان المخرمي، ثنا إبراهيم
بن عبد الله [بن أيوب، ثنا منصور بن أبي مزاحم، ثنا أبو أويس،
عن الزهري، عن سالم بن عبد الله] : أن عبد الله بن عمر رضي
الله عنهما أخبره: أن عبد الله بن محمد بن أبي بكر الصديق
أخبره: أن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: ((ألم تري أن قومك حين بنوا الكعبة قصروا عن قواعد
إبراهيم)) قالت: قلت: يا رسول الله! ألا تردها على قواعد
إبراهيم عليه السلام؟ قال: ((لولا حدثان عهد قومك بالكفر)) .
قال عبد الله بن عمر: فوالله لئن كانت عائشة سمعت ذلك من رسول
الله صلى الله عليه وسلم، ما أرى رسول الله صلى الله عليه وسلم
ترك استلام الركنين اللذين يليان الحجر إلا أن البيت لم يتم
على قواعد إبراهيم عليه السلام.
هذا حديث صحيح في مسند أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها له
طرق.
ولترجمة ابن عمر في الصحابة رضي الله عنهم نظائر، ذكرنا بعضها
في ثلاثي الصحابة، ورباعيهم، وبعضها في رواية الصحابة عن
التابعين، أضربنا عن ذكره لشهرته عند من يقع إليه.
ونذكر إن شاء الله عز وجل من سوى الصحابة:
(1/174)
311- قرأت على هبة الله بن محمد بن عبد
الواحد رحمه الله في منزله بالمقندية من شرقي بغداد، أنا
القاضي أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي سنة سبع وثلاثين، ثنا
إبراهيم بن أحمد المقرئ، ثنا أبو بكر محمد بن علي بن مسلم
السراج، ثنا أبو عمران موسى بن سهل الجوني، ثنا صالح بن حكيم
التمار، ثنا أبو حذيفة، عن سفيان الثوري، عن طريف البصري قال:
كان الحسن بن أبي الحسن رحمه الله يقول إذا أصبح:
[ص:175]
فما الدنيا بباقية لحي ... ولا حي على الدنيا باقي
وإذا أمسى قال:
يسر الفتى ما كان قدم من تقى ... إذا عرف الداء الذي هو قاتله
آخر المجلس وصلى الله على سيدنا محمد وآله.
(1/174)
مجلس آخر أملي يوم السبت الحادي عشر من شهر
ربيع الأول سنة ثمان وأربعين وخمسمائة قال:
يحيى بن سعيد الأنصاري سمع من أنس بن مالك رضي الله عنه وروى
عنه -ففيه أكثر من ستين حديثاً- ثم روى عن جماعة من أصحاب أنس
رضي الله عنهم وروى عن رجل عن آخر [عن أنس وقد روى أيضاً عن
رجل] عن ثان عن ثالث عن أنس رضي الله عنه
312- أخبرنا القاضي أبو منصور محمد بن عبد الله بن عبد الواحد
بن مندويه الشروطي المعدل رحمه الله، حدثنا أبو نعيم أحمد بن
عبد الله الحافظ، ثنا أبو بكر أحمد بن يوسف بن خلاد النصيبي
العطار ببغداد، ثنا أبو محمد الحارث بن أبي أسامة التميمي، ثنا
سعيد بن سليمان، ثنا عباد هو ابن العوام، عن يحيى يعني ابن
سعيد: أن أنس بن مالك رضي الله عنه حدثهم قال: أقبلنا مع رسول
الله صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة، أنا وأبو طلحة
رضي الله عنه مكتنفاً رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصفية رضي
الله عنها رديفه، فعثرت ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم
فصرعت صفية، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول
الله جعلني الله فداءك، أصابك شيء؟ قال: ((لم أصب، عليك
بالمرأة)) فألقى أبو طلحة ثوبه على وجهه، ثم أتاها فألقت ثوبها
عليه، ثم أصلح لهما راحلتهما، ثم ركب رسول الله صلى الله عليه
وسلم حتى أشرف على المدينة أو قال: على الحرة قال: ((آيبون،
تائبون، عابدون، [لربنا] حامدون)) قال: فما زال يقولها حتى دخل
المدينة.
قد وقع لنا بهذا الإسناد عن الحارث، عن يزيد بن هارون، عن يحيى
بن سعيد، عن أنس حديث في السباعيات.
(1/175)
ما روى يحيى عن رجل
عن آخر عن أنس في ذكر صفية أيضاً
313- أخبرنا إسماعيل بن الفضل بن الإخشيد، أنا أبو طاهر
الكاتب، أنا علي بن عمر، ثنا الحسين بن إسماعيل وعلي بن سليمان
بن مهران الوزان قالا: ثنا عبد الله بن شبيب، حدثني أيوب بن
سليمان بن بلال، حدثني أبو بكر هو ابن أبي أويس، عن سليمان بن
يحيى بن بلال، عن يحيى بن سعيد، عن حميد يعني الطويل، عن موسى
بن أنس، عن أنس رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل
عتقها صداقها، يعني صفية.
هذا حديث مشهور ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من رواية
أنس رضي الله عنه، وقد رواه عن أنس: قتادة والزهري وشعيب بن
الحبحاب وثابت وغيرهم، وروي عن صفية رضي الله عنها أيضاً عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وليحيى عن حميد، عن أنس رضي الله عنه في ذكر صفية غير هذا.
(1/176)
314- أخبرنا الحسن بن أحمد فيما كتب لي
إذنه، ثنا أحمد بن عبد الله، ثنا أبو حكيم محمد بن إبراهيم بن
السري الخطيب بالكوفة، ثنا أبي، ثنا عبد الله بن شبيب، ثنا
أيوب بن سليمان، حدثني أبو بكر بن أبي أويس، عن سليمان بن
بلال، عن يحيى بن سعيد، عن حميد، عن موسى بن أنس، عن أنس رضي
الله عنه قال: لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر وكان
رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يغير إذا سمع أذاناً، فلما
أصبح لم يسمع أذاناً، فخرجوا عليهم بمساحيهم ومكاتلهم، فقالوا
محمد والخميس، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الله أكبر
خربت خيبر إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين)) .
وهذا أيضاً صحيح من حديث أنس رضي الله عنه.
(1/176)
فأما ما رواه يحيى
عن حميد عن أنس في ذكر صفية رضي الله عنهما
315- فأخبرنا به الحسن بن عبد الملك أبو عبد الله الأديب رحمه
الله قرأته عليه، أخبرنا سعيد بن محمد النيسابوري، أنا محمد بن
عمر بن شبويه، ثنا أبو عبد الله محمد بن يوسف الفربري، ثنا أبو
عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، ثنا إسماعيل [يعني] ابن أبي
أويس حدثني أخي، عن سليمان، عن يحيى، عن حميد الطويل سمع أنس
بن مالك رضي الله عنه: ((أن النبي صلى الله عليه وسلم أقام على
صفية بنت حيي بطريق خيبر ثلاثة أيام حين أعرس بها، وكانت فيمن
ضرب عليها الحجاب)) .
هذا حديث صحيح ضيق المخرج مشهور برواية البخاري عن إسماعيل،
فإذا قد جعل في ذكر صفية رواية عن أنس وعن رجل [عن أنس وعن
رجل] ، عن آخر، عن أنس.
(1/177)
سليمان التيمي رحمه الله سمع من أنس رضي
الله عنه وبلغ مسنده عنه نحواً من ستين حديثاً
316- أخبرنا أبو القاسم غانم بن محمد بن عبيد الله البرجي وأبو
علي الحسن بن أحمد بن الحسن رحمهما الله قالا: ثنا أحمد بن عبد
الله الحافظ (ح) وأخبرنا غانم هذا، أنا أبو عبد الله الحسين بن
إبراهيم الضبي [الجمال] إجازة قالا: ثنا عبد الله بن جعفر بن
أحمد، ثنا يونس بن حبيب، ثنا أبو داود الطيالسي، ثنا شعبة، عن
التيمي، عن أنس رضي الله عنه قال: ((عطس رجلان عند النبي صلى
الله عليه وسلم فشمت أحدهما ولم يشمت الآخر فقال: يا رسول الله
شمت هذا ولم تشمتني؟! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنه
حمد الله فشمته وأنت لم تحمد الله تعالى ولم أشمتك)) .
هذا حديث صحيح متفق عليه من حديث سليمان التيمي، أورده الأئمة
من حديثه [ص:178] وأخرجه البخاري من رواية شعبة عنه وقد ذكرنا
هذا الحديث من طريق آخر مع غيره في السباعيات، وقد سمع سليمان
من غير واحد من أصحاب أنس وروى عنهم عنه.
(1/177)
ما روى سليمان
التيمي عن رجل عن آخر عن أنس
317- أخبرنا أبو الفتح محمد بن عبد الله الخرقي رحمه الله
إذناً: أن أحمد بن عبد الله أذن لهم، ثنا القاضي أبو محمد عبد
الله بن محمد بن عمر، ثنا أبو محمد جعفر بن أحمد بن سنان، ثنا
يحيى بن حبيب من عرين، ثنا المعتمر قال: قال أبي، عن الأعمش،
عن يزيد الرقاشي، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان رسول
الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول: ((يا مقلب القلوب ثبت
قلبي على دينك)) ، فقال بعض أهله وأصحابه: يا رسول الله تخاف
علينا وقد آمنا بك وبما جئت به؟ فقال: ((نعم إن القلوب بين
إصبعين من أصابع الرحمن عز وجل يقول بها هكذا يعني يقلبها)) .
اختلف على الأعمش في إسناده فقيل عنه، عن غنيم بن قيس، عن أنس،
وقيل: عن ثابت، عن أنس وقيل: عن أبي سفيان، عن أنس والأصح: عن
أبي سفيان، عن جابر رضي الله عنه، ولهذا الحديث طرق عن رسول
الله صلى الله عليه وسلم من رواية النواس بن سمعان وعبد الله
بن عمرو بن العاص وروايتهما أصح، وعن جابر وأبي ذر وعبد الله
بن مسعود وأبي هريرة وعائشة وأم سلمة وأسماء بنت يزيد وغيرهم
رضي الله عنهم واتفقوا على (لفظ) الإصبعين لم يغيروه، فنحن
نرويه ونؤمن به ولا نتكلم فيه اقتداء بسلفنا الصالح.
(1/178)
طريق ثان لسليمان
التيمي هكذا
318- أخبرنا إسماعيل بن الفضل السراج، أنا محمد بن أحمد بن
محمد، أنا علي بن عمر الحافظ، ثنا أبو العباس بن أحمد بن محمد
بن يوسف بن مسعدة الفزاري من كتابه، ثنا جعفر بن أحمد بن عبد
الملك الخزاعي إملاءً، ثنا هريم بن عبد الأعلى أبو حمزة
[ص:179] الأسدي، ثنا معتمر بن سليمان قال: سمعت أبي يحدث، عن
سليمان بن المغيرة، ثنا ثابت، عن أنس، عن محمود بن الربيع، عن
عتبان بن مالك رضي الله عنهم قال -يعني أنساً-: فلقيت عتبان
بعد ذلك فحدثني فأعجبني فقلت لابني: اكتبه فكتبه قال: عتبان
وكان قد ذهب بصره، قلت: يا نبي الله لو أتيتني فصليت عندي في
كان أتخذه مسجداً، قال: فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم
-يعني فجعل يصلي- قال: وجعل أصحابه يتحدثون، فذكروا ما يلقون
من المنافقين من الأذى، فجعلوا عظم ذلك على مالك بن الدخشم،
فكان يعجبهم أن يحملوا النبي صلى الله عليه وسلم فيدعو عليه
فيهلك فقالوا: يا نبي الله، إن من أمره كذا وكذا [قال:] فقال
نبي الله: ((أليس يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول
الله؟)) قالوا: إنما يقول ذلك بلسانه وليس له حقيقة في قلبه،
قال: فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يشهد أحد أن لا
إله إلا الله وأني رسول الله فيدخله الله تعالى النار، أو قال:
فتطعمه النار أبداً)) .
قال معتمر: قال أبي: سمعته من أنس فما حدثت به أحداً. قال علي
بن عمر: هكذا رواه هذا الشيخ، عن هريم، عن معتمر، عن أبيه، عن
سليمان وغيره لا يذكر أبا المعتمر.
هذا حديث متفق عليه من حديث الزهري عن محمود، ومن حديث سليمان
عن ثابت، أورده مسلم.
(1/178)
طريق ثالث لسليمان
التيمي مثله
319- كتب إلي محمد بن عبد الله بن أحمد العطار رحمه الله أن
أحمد بن أبي محمد أذن لهم، ثنا محمد بن حميد، ثنا صالح بن أبي
مقاتل، ثنا جعفر بن أبي عثمان، ثنا علي بن المديني، ثنا عمرو
بن عاصم، ثنا معتمر بن سليمان، عن أبيه، عن قتادة، عن معبد
-يعني ابن هلال العنزي-، عن أنس بن مالك رضي الله عنه: أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال: ((بعثت أنا والساعة كهاتين)) .
[ص:180]
هكذا رواه علي بن المديني وتابعه أبو موسى محمد بن المثنى عن
عمرو بن عاصم، ورواه خالد بن عبد الله الواسطي عن سليمان عن
معبد، لم يذكر قتادة.
(1/179)
320- قرأت على الأديب أبي عبد الله الحسين
بن عبد الملك رحمه الله، ثنا السيد أبو طالب علي بن الحسن بن
الحسين إملاءً، ثنا محمد بن عيسى قال: سمعت أبا الحسين يونس بن
إبراهيم البلغاري يقول: سمعت أبا الحسن الربعي يقول: ((التأديب
تعذيب، والوراقة فاقة، والكتابة كآبة، والفقه رقة، والقضاء
بلاء، والتجارة خسارة، ومن هاب خاب، والهيبة خيبة، ومن جال
نال، ومن طاف ضاف، ومن جسر أيسر، ومن كسل أعسر، ومن ساد ماد))
.
(1/180)
321- وأنشدنا الأديب رحمه الله، أنشدنا
نظام الملك [قال:] أنشدنا أبو عدنان القرشي، أنشدنا أبو علي
الحسن بن علي بن إسحاق الوزير، أنشدنا القاضي أبو أحمد الأزدي
لنفسه:
لما عدمت وسيلةً ألقى بها ربي ... تقي نفسي شديد عذابها
صيرت رحمته لديه وسيلتي ... وكفى بها وكفى بها وكفى بها
آخر المجلس وصلى الله على سيدنا محمد وآله.
(1/180)
مجلس آخر أملي يوم السبت الثامن عشر من شهر
ربيع الأول سنة ثمان وأربعين وخمسمائة قال:
سعيد المقبري سمع من أبي هريرة رضي
الله عنه
وروى عنه الكثير، وربما يروي عن أبيه وغيره عن أبي هريرة
الكثير أيضاً:
322- أخبرنا أبو المنصور محمد بن عبد الله بن مندويه الشروطي
المعدل رحمه الله، ثنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد بن
إسحاق، ثنا أبو بكر أحمد بن يوسف بن خلاد العطار، ثنا الحارث
بن محمد بن أبي أسامة، ثنا أبو النصر، ثنا الليث، حدثني سعيد
[ص:181] المقبري، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى
الله عليه وسلم [قال] : ((إذا زنت أمة أحدكم فتبين زناها
فليجلدها ولا يثرب عليها، ثم إن زنت فليجلدها ولا يثرب عليها،
ثم إن زنت فليبعها ولو بحبل من شعر)) .
كذا رواه الحارث قال: عن سعيد، عن أبي هريرة، وهو حديث صحيح
ثابت من حديث سعيد المقبري، عن أبي هريرة، أخرجه مسلم بن
الحجاج وغيره من عدة طرق، غير أن المحفوظ من رواية الليث عن
سعيد، عن أبيه، عن أبي هريرة، أخرجه كذلك البخاري ومسلم أيضاً.
وعند سعيد أحاديث سمعها من أبي هريرة رضي الله عنه، وأخرى
سمعها من أبيه عنه، وأحاديث سمعها من أبي هريرة رضي الله عنه
ومن أبيه أيضاً، فتارة كان يرويه عنه نفسه ومرة، عن أبيه عنه،
وربما يجيء في الأسانيد، عن المقبري غير مسمى، عن أبي هريرة،
فيشتبه هل هو الابن أو الأب، ولا يميز جميع ذلك إلا النحرير من
أصحاب الحديث الذين انقرضوا منذ دهر.
(1/180)
وقد روى سعيد
المقبري عن رجل عن آخر عن أبي هريرة رضي الله عنه
323- أخبرنا الرئيس أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد
بن الحصين الشيباني رحمه الله ببغداد، أنا أبو علي الحسن بن
علي بن المذهب الواعظ، ثنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان
القطيعي، ثنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد، حدثني أبي أحمد
بن حنبل رحمه الله، ثنا حجاج، ثنا الليث، ثنا سعيد بن أبي
سعيد، عن أبي عبيدة، عن سعيد بن يسار: أنه سمع أبا هريرة رضي
الله عنه يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نحوه. وقبله
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لا يوطن رجل مسلم
المساجد للصلاة إلا تبشبش الله تبارك وتعالى به حتى يخرج من
بيته كما يتبشبش أهل الغائب بغائبهم إذا قدم)) .
[ص:182]
هذا حديث مشهور روه الأئمة والحفاظ وتلقوه بالقبول مسلمين له
غير منكرين عليه ولا متكلمين فيه.
اختلف على سعيد في إسناده وفي شيخه هذا فقيل: ابن عبيدة،
وعبيدة، وأبو عبيدة، ولم يسمه أحد، ومنهم من قال: عن سعيد
المقبري، عن سعيد بن سيار نفسه ومنهم من قال: عن المقبري عن
أبي هريرة، ولم يذكر بينهما أحداً.
(1/181)
عمرو بن دينار سمع من ابن عباس أحاديث وله
عنه في الصحيحين معاً خمسة أحاديث
324- أخبرنا أبو منصور محمد بن عبد الله بن عبد الواحد بن
مندويه، ثنا أبو نعيم الحافظ، ثنا أبو بكر بن خلاد، ثنا الحارث
بن محمد، ثنا روح هو ابن عبادة، ثنا زكريا بن إسحاق، ثنا عمرو
بن دينار، عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن رجلاً جاء إلى النبي
صلى الله عليه وسلم فقال: إن أبي شيخ كبير لا يستطيع أن يحج
أفأحج عنه؟ قال: ((نعم)) ، قال الرجل: أيجزئ عنه؟ قال: ((نعم،
أرأيت لو كان عليه دين فقضيت عنه ألا يجزئ عنه؟! فإنما هو مثل
ذلك)) .
هكذا رواه زكريا عن عمرو.
(1/182)
وإنما رواه عمرو عن
رجل عن آخر عن ابن عباس رضي الله عنه
325- أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد رحمه الله، ثنا أبو
نعيم [الحافظ] ، ثنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن الصواف،
ثنا أبو علي بشر بن موسى الأسدي، ثنا أبو بكر عبد الله بن
الزبير الحميدي، ثنا سفيان هو ابن عيينة، أنا الزهري قال: سمعت
سليمان بن يسار يقول: سمعت ابن عباس رضي الله عنه يقول: إن
امرأة من خثعم سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم غداة النحر
والفضل ردفه، فقالت: إن فريضة الله تعالى في الحج على عباده
أدركت أبي وهو شيخ كبير لا يستطيع أن يستمسك على الراحلة فهل
ترى أن يحج عنه قال: ((نعم)) .
[ص:183]
قال سفيان: وكان عمرو بن دينار حدثناه أولاً عن الزهري، عن
سليمان بن يسار، عن ابن عباس وزاد فيه: فقالت: يا رسول الله أو
ينفعه ذلك؟ قال: ((نعم، كما لو كان على أحدكم دين فقضاه)) ،
فلما جاءنا الزهري تفقدته فلم يقله.
هذا حديث صحيح في حديث الزهري أخرجه الشيخان -رحمهما الله- في
الصحيحين من عدة طرق عنه.
(1/182)
عمرو عن الزهري عن
شيخ آخر عن ابن عباس رضي الله عنهما
326- أخبرنا أبو غالب أحمد بن العباس الكوشيذي ومحمد بن الفضل
القرآني ونوشران بن شيرزاذ الديلمي رحمهم الله قالوا: أنا أبو
بكر محمد بن عبد الله بن ريذة، أنا سليمان بن أحمد الطبراني،
ثنا موسى بن هارون، ثنا خلف بن هشام البزاز قال: سليمان وثنا
عبدان بن أحمد، ثنا يحيى بن درست قالا: ثنا محمد بن ثابت
العبدي، عن عمرو بن دينار، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد
الله، عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن الصعب بن جثامة رضي الله
عنه: أنه أهدى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلٌ حمار وحش
فرده وقال: ((إنا حرم)) .
(1/183)
327- (ح) وبه قال: ثنا الطبراني، ثنا علي
بن عبد العزيز، حدثنا أبو عبيد، ثنا الحجاج، عن ابن جريج
أخبرني عمرو بن دينار، أن ابن شهاب أخبره، عن عبيد الله بن
عتبة، عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن الصعب بن جثامة رضي الله
عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قيل له: إن خيلاً أغارت
من الليل، وأصابت من أبناء المشركين، فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: ((هم من آبائهم)) . [ص:184] هذان الحديثان صحيحان
أخرجهما من حديث الزهري الشيخان، فالحديث الأخير أخرجه مسلم من
حديث عمرو عنه، وقد روى عمرو، عن طاووس، عن حجر المدري، عن ابن
عباس رضي الله عنه حديث العمري، ذكرناه في رباعيات التابعين،
وروى أيضاً عن أبي الشعثاء، عن عكرمة، عن ابن عباس ذكرناه فيما
تقدم.
(1/183)
عمرو بن دينار يروي
عن أبي هريرة رضي الله عنه أحاديث وجاء في حديث منها أنه قال:
أشهد على أبي هريرة فيدل أنه سمع منه
328- أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن رحمه الله، ثنا
أبو عمر عبد الوهاب بن محمد بن علي بن مهرة، حدثنا أبو القاسم
سليمان بن أحمد الطبراني، ثنا جعفر القلانسي، ثنا آدم يعني ابن
أبي إياس، ثنا شعبة، عن عمرو بن دينار، عن أبي هريرة رضي الله
عنه قال: ((من باع [سلعة] فلم ينتقد فأفلس المبتاع أو مات
والسلعة قائمة بعينها، فالبائع أحق بسلعته من سائر الغرماء)) .
كذا رواه موقوفاً وهو حديث صحيح مسند له طرق.
(1/184)
رواية عمرو عن رجل
عن آخر عن أبي هريرة رضي الله عنه
329- أخبرنا أبو علي الحداد، ثنا أبو نعيم الحافظ، ثنا أبو علي
الصواف، ثنا بشر بن موسى، ثنا الحميدي، ثنا سفيان، ثنا عمرو بن
دينار، أخبرني يحيى بن جعدة، عن عبد الله بن عبد القاري قال:
سمعت أبا هريرة رضي الله عنه يقول: ((ما نهيت عن صيام يوم
الجمعة ولكن محمد صلى الله عليه وسلم ورب هذا البيت نهى عنه))
.
(1/184)
330- وبه قال: سمعت أبا هريرة رضي الله عنه
يقول: ((ما أنا قلت: من أصبح [ص:185] جنباً فقد أفطر ولكن محمد
صلى الله عليه وسلم ورب هذه الكعبة قاله)) .
هذا حديث روي من وجوه وذكر سعيد بن المسيب أن أبا هريرة رضي
الله عنه رجع عن ذلك، وقيل إنه لما حدثته عائشة رضي الله عنها
بخلاف ذلك قال: عائشة أعلم بذلك وإنما حدثنيه الفضل بن العباس
رضي الله عنه.
(1/184)
331- أخبرنا أبو علي الحداد، ثنا أبو عمر
بن مهرة، ثنا سليمان بن أحمد، ثنا عبدان بن أحمد، ثنا محمد بن
بشار، ثنا محمد بن أبي عدي، ثنا شعبة، عن عمرو بن دينار، عن
يحيى بن جعدة، عن عبد الله بن عبد القاري، عن أبي هريرة رضي
الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((توضئوا مما
مست النار)) .
عبد الله بن عبد هذا هو أخو عبد الرحمن بن عبد من بني القارة
بطن من العرب.
(1/185)
رواية عمرو بن دينار
عن رجل آخر عن شيخ عن أبي هريرة رضي الله عنه
332- أخبرنا الفقيه أبو سعد محمد بن أبي عبد الله المطرز إذناً
رحمه الله، ثنا أبو نعيم الحافظ، ثنا حبيب بن الحسن، ثنا أحمد
بن الممتنع، ثنا زكريا بن يحيى الوقار، ثنا زياد بن يونس، عن
محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير، عن عمرو بن دينار، عن ابن
شهاب، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة
إلا المكتوبة)) .
هذا حديث غريب من هذا الوجه، محفوظ من حديث عمرو، عن عطاء نفسه
يجمع طرقه عنه.
(1/185)
333- أخبرنا القاضي أبو نصر أحمد بن علي بن
محمد بن إسماعيل العراقي قدم علينا، ثنا أبو سعيد محمد بن سعيد
الفريحزاذي النوقاني، ثنا أبو عبد الرحمن السلمي، [ص:186] ثنا
عبيد الله بن محمد بن حمدان قال: سمعت أبا محمد بن نعيم، يقول:
سمعت أبا العيناء يقول: قال الأصمعي: سمعت يحيى بن خالد يقول:
ما تاه إلا وضيع، ولا فاخر إلا سقيط، ولا تعصب إلا دخيل، وكان
يقول: رب سلف أورث تلفاً.
(1/185)
334- وأخبرنا أبو نصر هذا، ثنا أبو سعيد،
أنشدنا أبو عبد الرحمن السلمي، أنشدني أبو سعيد بن عبد الصمد،
أنشدني أبو الفتح البستي الكاتب لنفسه:
يا آمري باقتناء المال مجهداً ... كي ما أعيش بمالي في غد رغدا
هبني بجهدي قد حصلت رزق غد ... فمن ضميني بتحصيل الحياة غدا
آخر المجلس وصلى الله على سيدنا محمد وآله.
(1/186)
مجلس آخر أملي يوم السبت الخامس والعشرين
من شهر ربيع الأول سنة ثمان وأربعين وخمسمائة قال:
عمرو بن دينار سمع من عبد الله بن
عمر بن الخطاب رضي الله عنه أحاديث ذوي عدد
335- أخبرنا القاضي أبو منصور محمد بن عبد الله بن عبد الواحد
بن مندويه الشروطي المعدل رحمه الله، ثنا أبو نعيم أحمد بن عبد
الله الحافظ، ثنا أبو بكر أحمد بن يوسف بن خلاد العطار النصيبي
ببغداد، ثنا أبو محمد الحارث بن محمد بن أبي أسامة، ثنا روح هو
ابن عبادة، ثنا زكريا بن إسحاق، عن عمرو بن دينار: أنه سمع ابن
عمر رضي الله عنهما يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول: ((الشهر هكذا وهكذا)) وقبض إبهامه في الثالثة.
(1/186)
336- وبهذا الإسناد قال: ثنا الحارث، ثنا
هوذة بن خليفة، ثنا داود بن [ص:187] عبد الرحمن، عن عمرو بن
دينار قال: سمعت عبد الله بن عمرو رضي الله عنه يقول: سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من كان له عبد بينه وبين
(رجل) آخر فأعتق نصيبه فإنه يقام عليه فيعتقه)) .
الحديث الأول صحيح أخرجه مسلم بن الحجاج رحمه الله في صحيحه
راوياً له عن هارون بن عبد الله، عن روح هذا، كأن شيخي سمعه من
صاحبه. والحديث الثاني مختلف في إسناده.
(1/186)
337- فأخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد
رحمه الله، ثنا أحمد بن عبد الله الحافظ، ثنا أبو علي محمد بن
أحمد بن الحسن الصواف، ثنا أبو علي بشر بن موسى، ثنا عبد الله
بن الزبير الحميدي، ثنا سفيان، ثنا عمرو بن دينار، عن سالم، عن
أبيه رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
((أيما عبد كان بين اثنين فأعتق أحدهما نصيبه فإن كان موسراً
فإنه يقوم عليه بأعلى القيمة أو قال: قيمة لاوكس ولا شطط ثم
يغرم لصاحبه حصته ثم يعتق)) .
قال: سفيان: كأن عمرو يشك فيه هكذا.
(1/187)
338- أخبرنا أبو القاسم غانم بن أبي نصر
الخرقي وأبو علي الحسن بن أحمد المقرئ قالا: ثنا أبو نعيم
الحافظ. (ح) وأخبرنا غانم هذا، أخبرنا أبو عبد الله الجمال
كتابة واسمه الحسين بن إبراهيم الضبي قالا: ثنا عبد الله بن
جعفر، ثنا يونس بن حبيب أبو بشر، ثنا أبو داود سليمان بن داود،
ثنا حماد بن زيد، عن عمرو بن دينار، عن ابن عمر رضي الله
عنهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم طاف بالبيت سبعاً وصلى خلف
المقام ركعتين وطاف بين الصفا والمروة، وقال: {لقد كان لكم في
رسول الله أسوة حسنة} .
وهذا أيضاً صحيح متفق عليه، أخرجوه من عدة طرق، عن عمرو،
ولعمرو أيضاً، عن أصحاب ابن عمر أحاديث كثيرة.
(1/187)
وهذه رواية عمرو عن
رجل عن آخر عن ابن عمر
339- أخبرنا الحسن بن أحمد المقري، ثنا أحمد بن عبد الله
الحافظ، ثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا بشر بن موسى، ثنا
الحميدي، ثنا سفيان يعني ابن عيينة، ثنا عمرو -قبل أن يلقى
الزهري-، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه قال: رأيت رسول الله صلى
الله عليه وسلم يصلي بعد الجمعة ركعتين، ورأيه يصلي قبل الظهر
ركعتين وبعدها ركعتين، وبعد المغرب ركعتين، وبعد العشاء
ركعتين، قال ابن عمر رضي الله عنه: -وذكر لي ولم أره-: أن
النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي حين يضيء له الفجر ركعتين.
هذا حديث اختلف في إسناده على عمرو والأصح ما ذكرناه، ولعمرو
طريق آخر هكذا روي عن القاسم بن أبي بزة، عن حمران بن أبان، عن
ابن عمر رضي الله عنهما حديثاً آخر، وهذه الأسانيد أعلى ما يقع
لأقراننا من حديث عمرو إذا وقع في الإسناد سابعاً، وقد وقع لنا
في أسانيد قليلة سادساً.
(1/188)
340- فيما كتب إلينا عبد الغفار بن محمد
أبو بكر الجنابذي من نيسابور غير مرة أن أبا بكر أحمد بن الحسن
الجندي أخبرهم سنة إحدى وعشرين وأربعمائة، ثنا أبو العباس محمد
بن يعقوب الأصم، ثنا أبو زكريا يحيى بن زكريا المروزي ببغداد
بباب خراسان سنة ثمان وستين ومائتين في المحرم، ثنا سفيان بن
عيينة، عن عمرو سمع نافع بن جبير يخبر، عن أبي شريح الخزاعي
رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من كان يؤمن
بالله واليوم الآخر [فليحسن إلى جاره، ومن كان يؤمن بالله
واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر]
فليقل خيراً أو ليسكت)) .
هذا حديث صحيح متفق عليه من حديث سعيد المقبري، عن أبي شريح،
ومن حديث عمرو بن دينار هذا أخرجه مسلم عن زهير وابن نمير عن
[ابن] عيينة، فكأن شيخي سمعه من صاحب مسلم. وعندنا عمرو بهذا
الإسناد أحاديث، وأبو شريح اسمه: خويلد بن عمرو، وقال الطبراني
وحده: اسمه هانئ بن عمرو، ولم يتابع عليه.
(1/188)
صفوان بن سليم يروي عن أنس بن مالك رضي
الله عنه بضعة عشر حديثاً وقد سمع منه
341- أخبرنا أبو عدنان محمد بن أحمد بن المطهر البجيري سنة
ثمان وخمسمائة أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن ريذة سنة
تسع وثلاثين وأربعمائة. (ح) وأخبرنا أبو علي المقري، ثنا أبو
نعيم الحافظ قالا: ثنا سليمان بن أحمد الطبراني، ثنا صالح بن
شعيب الزاهد البصري بمصر، ثنا بكر بن محمد القرشي، ثنا عبد
الرحمن بن سعد بن عمار بن سعد المؤذن، عن صفوان بن سليم، عن
أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((إذا أذن في قرية أمنها الله [تعالى] من عذابه ذلك اليوم)) .
قال سليمان: لم يروه عن صفوان إلا عبد الرحمن، تفرد به بكر.
ورواه الإمام أبو عبد الله بن منده عن شيخين له، عن شيخيهما،
فكأني سمعته منه.
(1/189)
342- أخبرنا القاضي أبو بكر محمد بن عبد
الباقي بن محمد الأنصاري بالنصرية من غربي بغداد، أنا أبو محمد
الحسن بن علي الجوهري سنة ست وأربعين، أنا أبو القاسم إبراهيم
بن أحمد بن جعفر الخرقي، ثنا أبو بكر جعفر بن محمد بن المستفاض
الفريابي، ثنا محمد بن أبي بكر المقدمي، ثنا أبو عامر يعني
العقدي، ثنا الزبير بن عبد الله، حدثني صفوان بن سليم قال:
سمعت أنس بن مالك رضي الله عنه يقول: فرض الله تبارك وتعالى
صيام رمضان، وسن رسول الله صلى الله عليه وسلم قيامه.
هذا حديث غريب من حديث صفوان عن أنس رضي الله عنه، لم يروه عنه
غير الزبير. ورواه محمد بن عمر المدني عن الزبير.
(1/189)
وقد روى صفوان عن
رجل عن آخر عن أنس رضي الله عنه
343- فيما أخبرنا القاضي أبو سهل عبد الله بن محمد بن عمر
المعدل الإمام، أنا عبد الوهاب بن محمد التاجر، أنا والدي
قراءة عليه، أخبرنا أبو عمرو أحمد بن محمد [ص:190] بن إبراهيم،
ثنا سيار بن الحسن التستري، ثنا إبراهيم بن المنذر، ثنا
إبراهيم بن مهاجر، عن صفوان بن سليم، عن محمد بن المنكدر، عن
يزيد الرقاشي، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((بعث الله تبارك وتعالى ثمانية
آلاف من الأنبياء منهم ألف من بني إسرائيل)) .
كذا في هذه الرواية: ألف من بني إسرائيل، وفي غير هذه الرواية:
أربعة آلاف من بني إسرائيل، واختلف في هذا الإسناد على وجوه
هذا أحد الأقوال منها.
(1/189)
أبان بن تغلب روى عن
أنس بن مالك رضي الله عنه ثلاثة أحاديث وقيل إنه سمع منه
344- أخبرنا الشريف أبو محمد حمزة بن العباس بن علي العلوي
الزاهد إذناً، أنا علي بن القاسم بن إبراهيم، ثنا يوسف بن أحمد
الصيدلاني، ثنا إسماعيل بن العباس الوراق، (ح) وأخبرنا الحسن
بن أحمد المقري إذناً، ثنا أبو نعيم الحافظ، ثنا أبو زيد محمد
بن جعفر بن علي البزاز بالكوفة وأبو النضر محمد بن أحمد بن
العباس بن قهيار قالا: ثنا محمد بن مخلد قالا: ثنا حاتم بن
الليث، ثنا كلثوم بن محمد الرازي، ثنا سفيان بن عيينة قال:
سمعت أبان بن تغلب قال: سمعت أنس بن مالك رضي الله عنه يقول:
أبصر رسول الله صلى الله عليه وسلم سعداً رضي الله عنه يدعو
بإصبعين، وأشار سفيان بأصبعه السبابة من يده اليمنى على ركبته
اليمنى وأشار بإصبعه السبابة من يده اليسرى على ركبته اليسرى،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أحد يا سعد)) .
سقط كلثوم في رواية حمزة من الإسناد.
(1/190)
أبان عن رجل عن آخر
عن أنس رضي الله عنه
345- أخبرنا إسماعيل بن الفضل بن أحمد أبو الفتح المقري، أنا
أبو طاهر محمد [ص:191] بن أحمد بن محمد الكاتب، أنا أبو الحسن
علي بن عمر بن أحمد بن مهدي الحافظ، ثنا أحمد بن محمد بن سعيد،
ثنا الحسن بن القاسم بن الحسين البجلي، ثنا علي بن إبراهيم بن
معلى، ثنا يزيد بن زياد صاحب الحجارة، عن أبان بن تغلب، عن
شعبة، عن قتادة، عن أنس رضي الله عنه: {إنا فتحنا لك فتحاً
مبيناً} قال: فتح مكة.
(1/190)
346- أخبرنا أبو علي الحداد، ثنا أبو عمر
عبد الوهاب بن محمد بن مهرة المعلم، ثنا سليمان بن أحمد
الحافظ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي رحمه الله،
ثنا محمد بن جعفر، ثنا شعبة، عن قتادة، عن أنس رضي الله عنه في
هذه الآية: {إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً} قال: الحديبية.
(1/191)
347- أخبرنا المشايخ الإمام أبو الطيب حبيب
بن محمد بن أحمد الفقيه وأبو الخير المفضل بن محمد بن طاهر بن
سلمة وأبو زيد عبد الرزاق بن علي بن محمد الصيدلاني بقراءة
والدي عليهم رحمهم الله سنة سبع وخمسمائة، قالوا: أنا أبو مسلم
محمد بن أحمد بن محمد الطهراني، أنا أبو سعد أحمد بن محمد بن
أحمد بن عبد الله بن حفص بن الخليل الصوفي الهروي، قدم علينا
قال: زعم الفضل بن عبد الله: أنه سمع الشبلي يقول: دخلت على
الصنوبري وهو عليل فسألته عن العلة فقال هذا البيت:
ولي فؤادٌ إذا طال العذاب به ... هام اشتياقاً إلى لقيا معذبه
يفديك بالنفس صب لو يكون له ... أعز من نفسه شيئاً فذاك به
آخر المجلس وصلى الله على سيدنا محمد وآله.
(1/191)
مجلس آخر أملي يوم السبت الثاني من شهر
ربيع الآخر سنة ثمان وأربعين وخمسمائة قال:
سليمان بن مهران الأعمش روى عن أنس
بن مالك رضي اله عنه أحاديث عدة
348- أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد بقراءة والدي عليه
رحمهم الله وأنا حاضر سنة خمس وخمسمائة، ثنا أبو نعيم أحمد بن
عبد الله الحافظ، ثنا محمد بن إبراهيم، ثنا علي بن أحمد بن
غيلان، ثنا محمد بن هشام بن أبي خيرة، ثنا يوسف بن خالد، ثنا
الأعمش، عن أنس بن مالك رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال: ((يعرض أهل النار يوم القيامة صفوفاً فيمر بهم
المؤمنون فيرى الرجل من أهل النار الرجل من المؤمنين قد عرفه
في الدنيا فيقول: يا فلان أما تذكر يوم استعنت بي على حاجة كذا
وكذا؟ ويقول: أما تذكر يوم أعطيتك وضوءاً؟ فيذكر ذلك المؤمن
فيشفع له إلى ربه عز وجل، فيشفعه فيه)) .
(1/192)
349- أخبرنا أبو علي الحداد، ثنا أبو نعيم
الحافظ، ثنا أبو بكر عبد الله بن يحيى الطلحي، ثنا حسين بن
جعفر القتات، ثنا عبد الله بن نوفل الهاشمي، ثنا أبو معاوية،
عن الأعمش قال: رأيت أنس بن مالك رضي الله عنه وهو قائم يصلي
عند البيت، فكان إذا رفع رأسه من الركوع لم ينحط حتى يستوي
عكين بطنه.
(1/192)
350- أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد
بن عبد الواحد بن زريق القزاز ببغداد، أنا أبو بكر أحمد بن علي
بن ثابت، أنا محمد بن أحمد بن رزق ومحمد بن الحسين بن الفضل
قالا: أنا دعلج بن أحمد، ثنا أحمد بن علي الأبار، ثنا أحمد بن
عبد الصمد الأنصاري، ثنا وكيع، عن الأعمش قال: رأيت أنس بن
مالك رضي الله عنه وما منعني أن أسمع منه إلا استغنائي
بأصحابي.
(1/192)
351- (ح) وبه قال: حدثنا الأبار، ثنا جعفر
بن عمران، ثنا أبو يحيى الحماني، عن الأعمش قال: سمعت أنساً
رضي الله عنه يقول: ((إن ناشئة الليل هي أشد [ص:193] وطءاً
وأصوب قيلاً)) ، فقيل له: يا أبا حمزة: وأقوم قيلاً، فقال:
أقوم وأصوب واحد.
ثم حكم الأئمة أن نسخة الأعمش عن أنس مرسلة إلا أنه قد صح
رؤيته له، وكان للأعمش يوم مات أنس رضي الله عنه نحو من أربعين
سنة فإن مولده كان سنة ستين، ووفاة أنس رضي الله عنه في حدود
سنة مائة.
وروي عن الأعمش قال: رأيت أنس بن مالك وهو مع الحجاج فلم أسمع
منه، كأنه أزرى به صحبته للحجاج، وقد روى الأعمش عن أصحاب أنس
رضي الله عنه أحاديث كثيرة.
(1/192)
وروى عن رجل عن آخر
عن أنس رضي الله عنه
352- أخبرنا أبو الحداد، ثنا أبو عمر عبد الوهاب بن محمد بن
مهرة المعلم، أنا أبو القاسم سليمان بن محمد الطبراني، أنا
هلال بن العلاء في كتابه، ثنا أبو الجواب الأحوص بن جواب. (ح)
قال الطبراني: وحدثنا عبيد بن غنام، ثنا محمد بن عبد الله بن
نمير. (ح) قال الطبراني: وثنا زكريا بن يحيى الساجي، ثنا
العباس بن عبد العظيم العنبري قالا: ثنا أبو الجواب، ثنا عمار
بن زريق، عن الأعمش، عن شعبة، عن ثابت، عن أنس رضي الله عنه:
أن النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر رضي الله عنهما
كانوا يفتتحون بالحمد لله رب العالمين.
(1/193)
353- أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن أحمد
الواسطي الشروطي بكرخ بغداد، أنا أبو بكر بن ثابت الحافظ، أنا
علي بن أحمد الرزاز، ثنا أبو بكر الشافعي، ثنا محمد بن خلف
الأعور المروزي، ثنا يحيى بن هاشم، ثنا الأعمش، عن شعبة، عن
ثابت، عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: ((لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به، يعني ولكن ليقل:
اللهم أحيني ما كانت الحياة خيراً لي، وتوفني إذا كانت الوفاة
خيراً لي)) .
تفرد به محمد بن خلف عن يحيى عن هاشم.
(1/193)
طريق آخر للأعمش
هكذا
354- أخبرنا أبو الفتح إسماعيل بن الفضل بن أحمد، أنا أبو طاهر
محمد بن أحمد بن محمد الكاتب، أخبرنا علي بن عمر بن أحمد
الحافظ، ثنا أحمد بن محمد بن سعيد، ثنا عبد الواحد بن حماد بن
الحارث، ثنا أبي، ثنا روح بن مسافر، ثنا الأعمش، عن شعبة بن
الحجاج، عن رجل، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يحب الأنصار إلا مؤمن، ولا
يبغضهم إلا منافق)) .
الرجل الذي لم يسم في الإسناد هو: عبد الله بن عبد الله بن
جبر.
(1/194)
355- أخبرنا بذلك غانم بن أبي نصر البرجي
وأبو علي الحسن بن أحمد المقري قالا: ثنا أبو نعيم الحافظ، (ح)
وأخبرنا غانم هذا، أنا أبو عبد الله الجمال إجازة قالا: ثنا
عبد الله بن جعفر بن أحمد، ثنا يونس بن حبيب بن عبد القاهر،
ثنا أبو داود سليمان بن داود الحافظ، ثنا شعبة، أخبرني عبد
الله بن عبد الله بن جبر، سمع أنس بن مالك رضي الله عنه يقول:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((في الأنصار آية المؤمنين
وآية المنافقين؛ لا يحبهم إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا منافق)) .
هذا حديث صحيح بالاتفاق من حديث شعبة، وعلى الإسناد الأخير
كأني سمعت الأول مع الدارقطني من شيخه.
(1/194)
طريق آخر للأعمش
مثله
356-[أخبرنا] إسماعيل بن الفضل السراج، أنا أبو طاهر بن عبد
الرحيم، أنا أبو الحسن الدارقطني الحافظ، ثنا محمد بن العباس
بن مهران المستملي وعبد الرحمن بن الحسن الهمداني، قالا: ثنا
عيسى بن محمد بن عيسى الطهماني المروزي، حدثني محمد بن معبد
أبو جعفر الخوارزمي من كتابه الأصل، ثنا معاوية بن عمرو، ثنا
زائدة، عن الأعمش، قال: شعبة بن الحجاج: عن قتادة، عن أنس بن
مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((ألا أنبئكم بأهل الجنة؟ قالوا: بلى. قال: كل ذي طمرين لو
أقسم [ص:195] على الله تبارك وتعالى لأبره)) . (ح) قال: وقال
الهمداني: ثنا عيسى، ثنا محمد بن محمد بن عثمان الخوارزمي،
وقال أيضاً قال: سمعت شعبة يحدث به.
(1/194)
طريق رابع له مثله
357- أخبرنا إسماعيل بن الإخشيد، أنا أبو طاهر [بن] عبد
الرحيم، أنا الدارقطني، ثنا أحمد بن محمد بن سعيد، حدثني محمد
بن علي بن الحسن الحسني، قال: وجدت في كتاب شريك بن عبد الله
فيما حدثني شريك وزكريا ابنا محمد بن عبد الرحمن بن شريك: أنه
خط شريك بن عبد الله، عن الأعمش، عن شعبة، عن معاوية بن قرة،
عن أنس بن مالك رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان
يتوضأ بالمد ويغتسل بالصاع.
غريب فرد، لا أعرفه من حديث الأعمش إلا من هذا الوجه.
(1/195)
محمد بن إسحاق بن
يسار صاحب المغازي رأى أنس بن مالك رضي الله عنه وحكى عنه
358- أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن عبد الواحد
القزاز، أخبرنا أبو بكر بن ثابت الخطيب، أنا عبد الواحد بن
محمد بن عبد الله إجازة، أخبرنا محمد بن أحمد بن يعقوب. (ح)
قال الخطيب: ثم أخبرني الأزهري قراءة، ثنا عبد الرحمن بن عمر
الخلال، ثنا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، ثنا جدي إسحاق بن
إبراهيم ختن سلمة، نا سلمة، حدثني محمد بن إسحاق قال: رأيت على
أنس بن مالك رضي الله عنه عمامة سوداء والصبيان يشتدون
ويقولون: هذا رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا يموت
حتى يلقى الدجال.
(1/195)
وقد روى محمد بن
إسحاق عن جماعة من أصحاب أنس رضي الله عنه وهذه روايته عن رجل
آخر عن أنس رضي الله عنه
359- أخبرنا الحسن بن أحمد بن (الحسن المقرئ) وجعفر بن عبد
الواحد بن محمد الثقفي، قالا: أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، أنا
أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان قال: قرأت على أبي
بكر بن مكرم، حدثكم عبيد الله بن سعد. (ح) قال أبو محمد:
وحدثنا أحمد بن محمد البغدادي، ثنا عبد الله بن سعد، ثنا عمي،
ثنا أبي، عن محمد بن إسحاق، حدثني شعبة، عن عمرو بن عامر
الأنصاري قال: سمعت أنس بن مالك رضي الله عنه يحدث: أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم دعا بقدح من ماء فتوضأ. قلت لأنس رضي
الله عنه: هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ لكل
صلاة؟ قال: نعم. قلت: فأنتم. قال: قد كنا نصلي الصلوات كلها
بوضوء واحد.
(1/196)
طريق آخر لمحمد بن
إسحاق مثله
360- أخبرنا الحسن بن أحمد وجعفر بن عبد الواحد قالا: أنا أبو
طاهر بن عبد الرحيم، أنا أبو الشيخ، ثنا أحمد بن محمد
البغدادي، ثنا عبيد الله بن سعد، ثنا عمي، ثنا أبي، عن محمد بن
إسحاق، حدثني شعبة، عن قتادة، عن أنس بن مالك رضي الله عنه
قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((البصاق في
المسجد خطيئة وكفارتها دفنها)) .
(1/196)
361- (ح) وبهذا الإسناد عن أنس رضي الله
عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اعتدلوا في
السجود ولا يفترش أحدكم ذراعيه افتراش الكلب)) .
(1/196)
362- (ح) وبهذا الإسناد، عن أنس رضي الله
عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تواصلوا.
فقيل إنك تفعل ذلك قال: لست كأحد منكم إني أطعم وأسقى)) .
(1/196)
363- أخبرنا إسماعيل بن الفضل بن الإخشيد،
ثنا أبو المظفر عبد الله بن شبيب بن عبد الله المقري إملاءً،
أخبرنا أبو الحسن بن الحمامي، ثنا أحمد بن جعفر بن سلم الختلي،
ثنا أبو علي عبيد الله بن جعفر الرازي، أنشدنا [أبو] العباس
إسماعيل بن علويه لابن عروس في الناصر لدين الله:
أعزاء وقد تضمنك اللحد ... حرام منا العزاء حرام
إن قوماً رأوك في سكرة الموت ... فلم يشركوك فيها لئام
آخر المجلس وصلى الله على سيدنا محمد وآله.
(1/197)
مجلس آخر أملي يوم السبت التاسع من شهر
ربيع الآخر سنة ثمان وأربعين وخمسمائة قال:
أبو بكر محمد بن مسلم بن شهاب الزهري سمع من أبي سلمة بن عبد
الرحمن بن عوف حديثاً كثيراً
364- أخبرنا أبو منصور محمد بن عبد الله بن عبد الواحد بن
مندويه المعدل، أنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ، ثنا أبو
بكر أحمد بن يوسف بن خلاد العطار، نا الحارث بن أبي أسامة، ثنا
يحيى بن إسحاق، ثنا سفيان وليث، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن
عائشة رضي الله عنها وعن أبيها: أن النبي صلى الله عليه وسلم
[قال: ((إذا أراد أحدكم أن ينام وهو جنب فليتوضأ وضوءه
للصلاة)) .
هذا حديث صحيح أخرجه مسلم في كتابه عن يحيى بن يحيى وغيره، عن
الليث، عن الزهري، غير أن لفظه: ((أن النبي صلى الله عليه
وسلم] كان إذا أراد أن ينام وهو جنب توضأ)) .
(1/197)
365- أخبرنا أبو القاسم غانم بن أبي نصر
البرجي وأبو علي الحداد قالا: ثنا أحمد بن عبد الله الحافظ.
(ح) وأخبرنا غانم بن محمد الخرقي، أنا أبو عبد الله الجمال
إجازة [ص:198] قالا: ثنا عبد الله بن جعفر بن فارس، ثنا يونس
بن حبيب، ثنا أبو داود الطيالسي، ثنا سفيان بن عيينة، عن
الزهري، عن أبي سلمة، عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: ((كل شراب أسكر فهو حرام)) .
هذا حديث صحيح متفق عليه من حديث سفيان بن عيينة وغيره عن
الزهري، أخرجاه من عدة طرق، وأخرجه مسلم فيما أخرج، عن (عبد بن
حميد) وغيره، عن يعقوب بن إبراهيم، عن أبيه، عن صالح بن كيسان،
عن الزهري.
وللزهري عن أبي سلمة، عن عائشة عدة أحاديث في الصحاح وغيرها.
(1/197)
وقد روى عن رجل عن
آخر عن أبي سلمة عن عائشة رضي الله عنها
366- أخبرنا إسماعيل بن الفضل السراج، أنا أبو طاهر بن عبد
الرحيم، أنا أبو الحسن الدارقطني، ثنا القاضي أبو عمر محمد بن
يوسف وإسماعيل بن العباس الوراق، وعثمان بن إسماعيل بن بكر
ومحمد بن مخلد قالوا: ثنا عبد الله بن شبيب، ثنا أيوب بن
سليمان بن بلال، حدثني أبو بكر بن أبي أويس، عن سليمان بن
بلال، عن محمد بن أبي عتيق، وموسى بن عقبة، عن الزهري، عن
سليمان بن أرقم، عن يحيى بن أبي كثير الذي كان يسكن اليمامة،
عن أبي سلمة، عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: ((لا وفاء لنذر في معصية الله، وكفارته كفارة
يمين)) .
لم يرو هذا الحديث عن الزهري هكذا غير هذين الرجلين، وأرسله
يونس بن يزيد وعقيل، عن الزهري، عن أبي سلمة.
(1/198)
يحيى بن أبي كثير
اليمامي روى عن عروة بن الزبير أحاديث ليست بالكثيرة
367- أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد المقري بقراءة والدي عليه
رحمهما الله سنة سبع وخمسمائة، ثنا أبو نعيم الحافظ، ثنا أبو
بكر محمد بن أحمد بن محمد، ثنا أحمد بن عبد الرحمن السقطي، ثنا
يزيد بن هارون، ثنا هشام الدستوائي. (ح) قال أبو نعيم: وحدثنا
سليمان بن أحمد، ثنا إسحاق بن إبراهيم، أنا عبد الرزاق عن يحيى
بن أبي كثير، عن عروة بن الزبير حدثه قال: حدثني عبد الله بن
عمرو بن العاص رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
((إن الله تبارك وتعالى لا يقبض العلم بقبض يقبضه، ولكن بقبض
العلماء بعلمهم)) .
هذا حديث صحيح من حديث أبي الأسود وهشام بن عروة عن عروة.
(1/199)
368- أخبرنا القاضي أبو منصور بن مندويه،
أنا أبو نعيم الحافظ، ثنا أبو بكر بن خلاد، ثنا الحارث بن أبي
أسامة، ثنا عبد العزيز بن أبان، ثنا هشام، عن يحيى بن أبي
كثير، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: ((إذا مس أحدكم ذكره فليعد الوضوء)) .
(1/199)
369- أخبرنا والدي رحمه الله بقراءتي عليه،
أنا محمد بن أحمد بن جعفر بن أحمد في كتابه، أنا أبو الحسن علي
بن محمد بن جعفر العطار، أنا أبو العباس محمد بن الحسن بن أحمد
بن الحسين الغازي الآملي الطبري، أنا عبد الرحمن بن أبي حاتم
قال: ذكره أبي، عن إسحاق بن منصور، عن يحيى بن معين، قلت: يحيى
بن أبي كثير سمع من عروة بن الزبير قال: نعم. قال عبد الرحمن:
سمعت أبا زرعة يقول: يحيى بن أبي [ص:200] كثير لم يسمع من
عروة، قال عبد الرحمن: قال لي يحيى بن أبي كثير: ما أراه سمع
من عروة بن الزبير، لأنه يدخل بينه وبينه رجلاً أو رجلين، ولا
يذكر سماعاً ولا رواية ولا سؤاله عن مسألة.
قال الإمام أبو موسى حرسه الله وأبقاه: قد جاء في بعض الأحاديث
ما يدل على سماعه منه مع قول يحيى بن معين الذي ذكرناه.
(1/199)
370- أخبرنا بذلك أبو علي الحداد إجازة إن
لم أكن سمعته منه، ثنا أبو نعيم الحافظ، ثنا سليمان بن أحمد،
ثنا أحمد بن يحيى بن زهير، ثنا محمد بن عثمان بن كرامة، ثنا
عبيد الله بن موسى، ثنا شيبان، عن يحيى، عن عروة أخبره: أن أبا
أيوب رضي الله عنه أخبره: أنه سمع ذلك من رسول الله صلى الله
عليه وسلم: ((إذا جامع الرجل امرأته ولم يمن يتوضأ للصلاة
ويغسل ذكره)) .
هذا حديث صحيح مخرج في الصحاح [من حديث يحيى عن عروة، وفي هذا
الطريق أثر السماع، وكذلك في الحديث الذي تقدمه] ، على أنه
اختلف في إسناد هذا الحديث على ما نذكره بعد.
(1/200)
فأما روايته عن رجل
عن آخر عن عروة
371- أخبرنا أبو المواهب أحمد بن محمد بن عبد الملك المعروف
بابن ملوك الوراق بقراءتي عليه في بستان داره بالجانب الغربي
من مدينة السلام، أنا أبو محمد الحسن بن محمد الجوهري، ثنا أبو
الحسين محمد بن المظفر الحافظ، ثنا محمد بن محمد بن سليمان أبو
بكر الباغندي، حدثني أحمد بن عمر بن عبد الرحمن، ثنا عبيد الله
بن موسى، ثنا شيبان، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة بن عبد
الرحمن، عن عمر بن عبد العزيز، عن عروة بن الزبير، عن أبي أيوب
رضي الله عنه قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرجل
يجامع أهله فلا ينزل؟ قال: ((يتوضأ وضوءه للصلاة ويغسل
مذاكيره)) .
(1/200)
372- (ح) وبهذا الإسناد قال: ثنا ابن
المظفر، ثنا عبد الواحد بن سليمان بن الأشعث، ثنا يزيد بن عبد
الله بن زريق، ثنا الوليد، ثنا الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير،
عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن عمر بن عبد العزيز، عن عروة، عن
عائشة رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقبل
وهو صائم.
وهذا الحديث بهذا الإسناد أعرف من الحديث الذي قبله.
(1/201)
طريق آخر ليحيى بن
أبي كثير نحوه
373- أخبرنا الحسن بن أحمد المقري في كتابه، ثنا أحمد بن عبد
الله، ثنا سليمان بن أحمد، ثنا الحسين بن إسحاق، ثنا الحسن بن
علي الحلواني، ثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، حدثني أبي، عن
حسين المعلم، عن يحيى، عن المهاجر قال: حدثني الزهري، عن عروة،
عن عائشة رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ
فقيل له: يا رسول الله، مم توضأت قال: ((إني حككت ذكري أو
أفضيت بيدي إلى ذكري)) .
(1/201)
يحيى بن سعيد
الأنصاري يروي عن عروة بن الزبير أحاديث قليلة
من ذلك:
374- أخبرنا أبو علي الحداد بقراءة والدي عليه رحمهما الله،
ثنا أحمد بن عبد الله الحافظ، ثنا سليمان بن أحمد، ثنا محمد بن
الحسين الأنماطي، ثنا سالم بن قادم، ثنا أبو معاوية هاشم بن
عيسى الحمصي، حدثني أبي، عن يحيى بن سعيد، عن عروة، عن عائشة
رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن
الملائكة تضع أجنحتها لطالب العالم رضى بما يصنع)) .
وقد روي حديث قبض العلم عن يحيى بن سعيد أيضاً عن عروة،
والمحفوظ فيه رواية يحيى بن أبي كثير عن عروة.
(1/201)
375- (ح) وأخبرنا الحسن بن أحمد إذناً، ثنا
أحمد بن عبد الله، ثنا أبو بكر بن خلاد، ثنا الحسن بن علي
المعمري، ثنا محمد بن المثنى، ثنا عبد الوهاب قال: سمعت يحيى
يقول: أخبرني عروة، عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: ((إن
الصلاة فرضت ركعتين في السفر والحضر، ثم زيد في صلاة الحضر
وأقرت صلاة السفر)) .
(1/202)
وقد روي عن رجل آخر
عن عروة
376- أخبرنا أبو عدنان محمد بن أحمد المطهري بن أبي نزار وجعفر
بن عبد الواحد الثقفي وأم الرجاء بنت علي بن أبي ذر رحمهم الله
قالوا: أخبرنا محمد بن عبد الله بن ريذة، أنا أبو القاسم
الطبراني، ثنا الحسن بن علي بن الأشعث المصري، ثنا محمد بن
يحيى بن سلام الأفريقي، ثنا أبي، ثنا عثمان بن مقسم البري، عن
يحيى بن سعيد الأنصاري، عن سعيد بن يسار، عن عمر بن عبد العزيز
قال: حدثني عروة بن الزبير، عن عائشة رضي الله عنها قالت:
((فرضت الصلاة ركعتين فزيد في صلاة المقيم وأثبتت صلاة المسافر
كما هي)) .
قال سليمان: لم يروه كذلك عن يحيى غير عثمان، ورواه زهير بن
معاوية عن يحيى عن عروة نفسه.
قال الإمام أبو موسى حفظه الله: وكذلك رواه حماد بن زيد والليث
بن سعد وجعفر بن عون، وعبد الوهاب الثقفي، وعباد بن العوام
ويزيد بن هارون، عن يحيى، غير أن الطبراني رحمه الله كذلك
أورده في المعجم الصغير قال: فيه سعيد بن يسار، ووهم، فإنه
سليمان بن يسار، وقد يعثر [الجواد] والحفظ خوان، وقد حدث به في
المعجم الأوسط على الصواب.
(1/202)
377- أخبرنا أبو علي الحداد، ثنا أحمد بن
عبد الله، ثنا سليمان بن أحمد بهذا [ص:203] الإسناد، وقال: فيه
سليمان بن يسار، وكذلك أخبرنا إسماعيل بن الفضل، أنا أبو طاهر
الكاتب، أنا أبو الحسن الدارقطني، ثنا محمد بن علي بن إسماعيل
الآبلي، ثنا أبو الحفاظ محفوظ بن حفاظ الأندلسي، ثنا محمد بن
يحيى مثله.
(1/202)
378- أخبرنا خورشيد بن أحمد الرقام أبو
أحمد بقراءة والدي عليه سنة أربع وخمسمائة وبعد ذلك أيضاً قال:
ثنا أبو المظفر عبد الله بن شبيب قال: أنشدني أبو سعيد، أنشدني
أبو بكر محمد بن إبراهيم الكسائي الأديب، أنشدني أبو محمد
القاسم بن محمد الأديب الأصبهاني:
قل لمن أبصر حالاً منكره ... ورأى من دهره ما حيره
ليس بالمنكر ما أبصرته ... كل من عاش يرى ما لم يره
آخر المجلس وصلى الله على سيدنا محمد وآله.
(1/203)
مجلس آخر أملي يوم السبت السادس عشر من
ربيع الآخر سنة ثمان وأربعين وخمسمائة قال:
الليث بن سعد سمع من أبي بكر محمد
بن مسلم بن شهاب الزهري عدة أحاديث
379- أخبرنا أبو الفتح إسماعيل بن الفضل بن أحمد المقري، أنا
أبو طاهر محمد بن أحمد بن عبد الرحيم، أنا أبو بكر محمد بن
إبراهيم بن علي المقري، ثنا أبو العباس محمد بن الحسن بن قتيبة
العسقلاني، ثنا أبو خالد يزيد بن خالد الرملي. (ح) قال ابن
المقري: وثنا أبو بكر محمد بن زبان بن حبيب بن زيان المصري،
ثنا محمد بن رمح التجيبي قالا: ثنا الليث بن سعد، عن ابن شهاب،
عن عروة: أن عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما حدثه: أن رجلاً
من الأنصار -وقال أبو خالد: أن حميداً رجلاً من الأنصار- خاصم
الزبير رضي الله عنه عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في شراج
الحرة التي يسقون بها النخل، فقال الأنصاري: شرج الماء يمر
فأبى عليه، واختصموا عند رسول الله [ص:204] صلى الله عليه
وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اسق يا زبير ثم
أرسل إلى جارك)) فغضب الأنصاري، وقال: يا رسول الله، أن كان
ابن عمتك. فتلون وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال:
((اسق يا زبير ثم احبس الماء حتى يرجع إلى الجدر)) ، فقال
الزبير: والله لا أحسب هذه الآية إلا نزلت في ذلك: {فلا وربك
لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم} .
هذا حديث صحيح باتفاق الأئمة أخرجه مسلم عن (ابن رمح) هذا،
وأورده البخاري عن غيره عن الليث.
والجدر: المسناة.
وقوله: أن كان ابن عمتك، أي: لأن كان ابن عمتك، أو بأن كان ابن
عمتك تحكم له بهذا. وقيل: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم
إنما حكم على الزبير في الأول بالإيثار والفضل، وحكم له في
الأخير بالحق والعدل.
(1/203)
380- أخبرنا إسماعيل هذا، أنا أبو طاهر،
أنا ابن المقري، أنا محمد بن الحسن، ثنا أبو خالد يزيد بن
خالد، حدثني الليث بن سعد، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة بن عبد
الرحمن، عن فاطمة بنت قيس رضي الله عنها أنها أخبرته أنها كانت
تحت ابن عمرو بن حفص بن المغيرة فطلقها ثلاث تطليقات، فزعمت
أنها جاءت رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستفتته في خروجها من
بيتها، فأمرها أن تنتقل إلى ابن أم مكتوم الأعمى، فأبى مروان
أن يصدق قول فاطمة في خروج المطلقة من بيتها، وقال عروة: أنكرت
عائشة على فاطمة بنت قيس رضي الله عنهما.
كذا رواه ابن المقري قال: عن الليث عن ابن شهاب، وأخرجه مسلم
بن الحجاج في صحيحه من حديث الليث عن عقيل عن الزهري، ومن حديث
الليث أيضاً عن عمران ابن أبي أنس عن أبي سلمة بن عبد الرحمن.
(1/204)
381- أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد،
ثنا أحمد بن عبد الله الحافظ، ثنا أحمد بن محمد بن عبد الله
بنيسابور، ثنا محمد بن إسحاق أبو العباس السراج، ثنا محمد بن
عبد الملك بن زنجويه، ثنا أبو صالح، عن الليث قال: ما رأيت
عالماً قط أجمع من ابن شهاب ولا أكثر علماً منه، ولو سمعت ابن
شهاب يحدث في الترغيب لقلت: لا يحسن إلا هذا، وإن حدث عن
الأنبياء وأهل الكتاب لقلت: لا يحسن إلا هذا، وإن حدث عن العرب
والأنساب لقلت: لا يحسن إلا هذا، وإن حدثني عن القرآن والسنة
كان حديثه نوعاً جامعاً.
(1/205)
382- أخبرنا الفقيه أبو سعد محمد بن أبي
عبد الله المطرز إذناً، ثنا أبو نعيم الحافظ، ثنا أبو حامد
الصايغ النيسابوري، ثنا محمد بن إسحاق الثقفي، ثنا محمد بن
يحيى، ثنا سعيد بن أبي مريم، أنا الليث قال: قلت لابن شهاب: يا
أبا بكر لو وضعت للناس هذه الكتب ودونته وتفرغت فقال: ما نشر
أحد من الناس هذا العلم نشري ولا بذله بذلي، قد كان عبد الله
بن عمر رضي الله عنه يجالس، فلا يجترئ عليه أحد يسأله عن حديث
حتى يأتيه إنسان فيسأله فيهيجه ذلك على الحديث، أو يبتدئ هو
الحديث، وكنا نجالس سعيد بن المسيب لا نسأله عن حديث حتى يأتيه
إنسان فيسأله فيهجيه ذلك فيحدث بالحديث، أو يبتدئ هو من عند
نفسه فيحدث به.
فقد تبين في هاتين الحكايتين لقي الليث الزهري وسماعه منه، وقد
يروي عن جماعة من أصحاب الزهري، ثم ينزل فيه فيروي عن رجل سمع
من أصحاب الزهري، وربما يروي عمن سمع ممن سمع من أصحاب الزهري
فيتحصل بينه وبين الزهري ثلاثة.
(1/205)
فمما روى الليث عن
رجل عن آخر عن الزهري
383-أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد المقري سنة سبع، ثنا أبو
نعيم الحافظ (ح) وأخبرنا أبو غالب أحمد بن العباس الكوشيذي،
أنا أبو بكر محمد بن عبد الله البابي قالا: ثنا سليمان بن
أحمد، ثنا مطلب بن شعيب، ثنا عبد الله بن صالح، حدثني الليث بن
سعد، أخبرني يحيى بن أيوب، عن مالك بن أنس، عن ابن شهاب، عن
حميد بن عبد الرحمن بن عوف، عن أم كلثوم بنت عقبة رضي الله
عنهما: أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((ليس
الكذاب الذي يمشي يصلح بين الناس فينمي خيراً أو يقوله)) .
[ص:206] قال أبو نعيم: قال سليمان: لم يروه عن مالك إلا يحيى،
تفرد به الليث.
هذا حديث صحيح متفق عليه من حديث الزهري.
(1/205)
طريق ثان للزهري
كذلك
384- أخبرنا الحسن بن أحمد المقري، ثنا أحمد بن عبيد الله، ثنا
سليمان بن أحمد، ثنا مطلب بن شعيب، ثنا عبد الله بن صالح،
حدثني الليث حدثني يحيى بن أيوب، عن ياسين بن معاذ الكوفي، عن
ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا أدرك أحدكم الركعتين
يوم الجمعة فقد أدرك الجمعة، وإذا أدرك ركعة فليركع إليها
أخرى، وإن لم يدرك ركعة فليصل أربع ركعات)) .
قال سليمان: لم يروه بهذا اللفظ عن الزهري إلا ياسين الزيات.
(1/206)
طريق ثالث
385- أخبرنا إسماعيل السراج، أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، أنا
أبو الحسن الدارقطني الحافظ أبو عبد الله الآبلي محمد بن علي
بن إسماعيل، ثنا أبو الوليد عبد الملك بن يحيى بن بكير، حدثني
أبي، حدثني الليث بن سعد، عن الوليد بن مسلم، عن شيخ من جند
دمشق يقال له: عبد الله بن زريق قال: سمعت ابن شهاب الزهري
يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما من امرئ مسلم
تصيبه مصيبة تحزنه فيرجع إلا قال الله تبارك وتعالى لملائكته:
أوجعت قلب عبدي فصبر واحتسب، اجعلوا ثوابه منها الجنة قال:
ومتى ما ذكر مصيبته فرجع إلا جدد الله تعالى له أجرها)) .
(1/206)
طريق رابع
386- أخبرنا أبو علي الحداد، ثنا أبو نعيم الحافظ. (ح) وأخبرنا
أبو غالب الكوشيذي، أخبرنا أبو بكر بن ريذة قالا: ثنا سليمان
بن أحمد، ثنا المطلب بن شعيب، [ص:207] ثنا عبد الله بن صالح،
حدثني الليث عن يزيد بن أبي حبيب، عن أسامة بن زيد، عن محمد بن
شهاب، عن عروة بن الزبير، أخبرني بشير بن أبي مسعود الأنصاري،
عن أبي مسعود رضي الله عنه: أنه سمع رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول: ((تنزل علي جبريل عليه السلام فصليت معه، ثم صليت
معه، ثم صليت معه، ثم صليت معه)) فرأيت رسول الله صلى الله
عليه وسلم بعد يصلي الهاجرة حين تزيغ الشمس وربما أخرها في شدة
الحر، والعصر والشمس بيضاء مرتفعة يسير الرجل حتى ينصرف منها
إلى ذي الحليفة ستة أميال قبل غروب الشمس، ويصلي المغرب إذا
وجبت الشمس ويصلي العشاء إذا اسود الأفق، وصلى الصبح فغلس بها
ثم صلاها يوماً آخر فأسفر بها ثم لم يعد إلى الإسفار حتى قبضه
الله تبارك وتعالى.
قال سليمان: لم يروه، عن أسامة إلا يزيد، تفرد به الليث، ولم
يحد -أحد ممن روى هذا عن الزهري- المواقيت إلا أسامة.
هذا حديث صحيح، وعند الليث هذا الحديث عن الزهري نفسه، أخرجه
الشيخان من حديثه عن الزهري، ورواه المطلب أيضاً عن عبد الله
بن صالح عن الليث، ولعله إنما سمع هذا من يزيد عن أسامة عن
الزهري بعد أن سمع أصل الحديث من الزهري لهذه الزيادة التي
ذكرها الطبراني.
(1/206)
طريق خامس
387- أخبرنا إسماعيل السراج، أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، أنا
الدارقطني، ثنا أحمد بن محمد بن زياد وعبد الصمد البكري قالا:
ثنا محمد بن غالب بن حرب، ثنا الوليد بن صالح أبو محمد، ثنا
ليث بن سعد، عن عقيل، أن أسامة بن زيد أخبره، عن الزهري، عن
أبي سلمة، عن عائشة رضي الله عنها أخبرته: أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم كان يقبلها وهو صائم.
(1/207)
388- أخبرنا محمد بن الفضل بن محمد الحداد
بقراءتي عليه، أخبرنا أبو العلاء صاعد بن منصور بن محمد الأزدي
الهروي فيما كتب إلينا قال: أنشدنا والدي القاضي الإمام أبو
أحمد منصور بن محمد لنفسه:
اغتنم الفسحة في أمرك ... وانظر مع الذنب إلى عذرك
وكل مع الدهر ولا تحتشم ... فإنه يأكل من عمرك
آخر المجلس.
آخر الجزء الرابع والحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد
وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
(1/208)
الجزء الخامس من
كتاب ((اللطائف من علوم المعارف))
مما أملاه الحافظ الإمام أبو موسى محمد بن أبي بكر بن أبي عيسى
المديني أدام الله أيامه مما لم يسبق إليه نفعنا الله تعالى
والمسلمين به
(1/209)
بسم الله الرحمن الرحيم
حدثنا الشيخ الإمام الحافظ، محيي السنة، نور الأئمة، شمس
الحفاظ: أبو موسى محمد بن أبي بكر بن أبي عيسى المديني، أدام
الله أيامه، إملاءً من لفظه يوم السبت الثالث والعشرين من شهر
ربيع الآخر سنة ثمان وأربعين وخمسمائة قال:
طريق سادس لرواية الليث عن رجل عن
آخر عن الزهري
389- أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد رحمه الله سنة خمس
وستة عشر وخمسمائة، ثنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ، ثنا
عبد الله بن جعفر بن أحمد، ثنا إسماعيل بن عبد الله سمويه. (ح)
وأخبرنا أبو علي سنة سبع، ثنا أبو نعيم، ثنا سليمان بن أحمد،
ثنا مطلب بن شعيب قالا: ثنا عبد الله بن صالح، حدثني الليث بن
سعد، (ح) وأخبرنا إسماعيل بن الفضل السراج، أنا أبو طاهر بن
عبد الرحيم، (ح) وأخبرنا أحمد بن علي بن محمد المؤدب رحمه
الله، أنا عبد الرزاق بن عمر قالا: أنا ابن المقري، ثنا أبو
بكر أحمد بن عبد الوارث بن جرير العسال الخولاني بمصر، ثنا أبو
موسى عيسى بن حماد زغبة سنة اثنتين وأربعين ومائتين، (ح) قال
ابن المقري: وأخبرنا محمد بن زبان بن حبيب، ثنا محمد بن رمح
قالا: أنا الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عمار بن عبد الله
ابن أبي فروة -وفي رواية سمويه وزغبة عمارة بن أبي فروة، وفي
رواية ابن رمح عمار ابن أبي فروة-: أن محمد بن مسلم بن شهاب
حدثه أن عروة بن الزبير حدثه: أن عمرة بنت عبد الرحمن حدثته:
أن عائشة رضي الله عنها حدثتها: أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال: ((فإن زنت الأمة فاجلدوها، وإن زنت فاجلدوها، وإن
زنت فاجلدوها، ثم بيعوها ولو بضفير والضفير الحبل)) .
هذا لفظ رواية الطبراني، زاد زغبة: قال الليث: لا تجلد الأمة
على الزنا حد الزنا إلا أن تكون حملت من الزنا أو شهد عليها
أربعة شهداء أنهم رأوها تزني أو تعترف بذلك فتجلد باعترافها.
قال الطبراني: لم يروه عن الزهري، عن عروة، عن عمرة، عن عائشة
إلا عمار [ص:212][ولا عن عمار] إلا يزيد، تفرد به الليث. ورواه
الناس عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن أبي هريرة وزيد
بن خالد. ورواه ابن عيينة فزاد في إسناده شبلاً. ورواه ابن أبي
ليلى عن إسماعيل بن أمية، عن الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن،
عن أبي هريرة رضي الله عنه.
(1/211)
طريق سابع لذلك
390- أخبرنا أبو بكر محمد بن أبي القاسم القصار، وأبو غالب
أحمد بن العباس الكوشيذي وأبو محمد نصر بن أبي القاسم بن محمد
بن مردانه رحمهم الله قالوا: أنا أبو بكر بن ريذة، (ح) وأخبرنا
أبو علي الحداد، ثنا أبو نعيم قالا: ثنا سليمان بن أحمد، ثنا
مطلب بن شعيب، ثنا عبد الله بن صالح، حدثني الليث بن سعد، عن
يزيد بن الهاد، عن عبد الوهاب بن أبي بكر، عن الزهري، عن حميد
بن عبد الرحمن بن عوف قال: سمعت معاوية بن أبي سفيان رضي الله
عنهما يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إنما
أنا قاسم ويعطي الله عز وجل)) .
وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من يرد الله به
خيراً يفقهه في الدين)) .
وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((لا تزال من هذه
الأمة أمة قائمة على أمر الله تعالى لا يضرهم من خالفهم حتى
يأتي أمر الله تعالى وهم ظاهرون على الحق)) .
هذا لفظ رواية ابن ريذة، زاد أبو نعيم بإسناده قال: سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم ينهى، عن مثل هذه يقول: ((إنما عذب
بنو إسرائيل حين اتخذ هذه نساؤهم يعني القصة)) .
(1/212)
391- أخبرنا أبو علي الحداد، ثنا أبو نعيم،
ثنا سليمان، ثنا مطلب، ثنا عبد الله حدثني الليث، عن يزيد بن
عبد الله، عن عبد الوهاب بن أبي بكر، عن ابن شهاب، عن سعيد بن
المسيب، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أتي رسول الله صلى
الله عليه وسلم ليلة أسري به إلى [ص:213] إيلياء بقدحين خمر
ولبن، فنظر إليهما ثم أخذ اللبن، فقال له جبريل عليه السلام:
الحمد لله الذي هداك للفطرة؛ لو أخذت الخمر غوت أمتك.
قال سليمان: لم يرو هذه الأحاديث، عن عبد الوهاب إلا يزيد.
(1/212)
#طريق ثامن
392- أخبرنا أبو علي الحداد، ثنا أبو نعيم، ثنا سليمان، ثنا
مطلب بن شعيب الأزدي، ثنا عبد الله بن صالح، حدثني الليث، عن
خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن ابن شهاب، عن ابن
المسيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن: أن عبد الله بن عمرو بن العاص
رضي الله عنهما قال: أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أني
أقول: لأصومن الدهر، ولأقومن الليل ما عشت، [فقال لي رسول الله
صلى الله عليه وسلم: ((أنت الذي تقول: لأصومن الدهر ولأقومن
الليل ما عشت] )) قلت: قد قلت ذلك يا رسول الله، فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: ((إنك لا تستطيع ذلك فأفطر وصم وقم
ونم وصم من الشهر ثلاثة أيام؛ فإن الحسنة بعشرة أمثالها، ذلك
مثل صياح الدهر)) . قلت: إني أطيق أفضل من ذلك. قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: ((صم يوماً وأفطر يوماً ذلك صيام داود
عليه السلام [وهو أعدل الصيام] )) ، قلت: يا رسول الله، إني
أطيق أفضل من ذلك. قال: ((لا أفضل من ذلك)) .
رواه الليث أيضاً عالياً عن عبد الرحمن بن خالد بن مسافر، عن
الزهري.
(1/213)
393- (ح) وبهذا الإسناد حدثني الليث، عن
خالد، عن سعيد، عن ابن شهاب أن حميد بن عبد الرحمن أخبره أنه
سمع معاوية رضي الله عنه وهو يخطب الناس بالمدينة يقول: يا أهل
المدينة أين علماؤكم؛ إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول: ((هذا يوم عاشوراء ولم يكتب عليكم صيامه)) قال معاوية
رضي الله عنه: إني صائم فمن أحب أن يصوم فليصم، ومن أحب أن
يفطر فليفطر، يعني بذلك نفسه.
(1/213)
394- وبه قال: حدثني الليث، عن خالد، عن
سعيد، عن ابن شهاب، ثنا أبو عبد الله الأغر: أنه سمع أبا هريرة
رضي الله عنه يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا
كان يوم الجمعة كان على كل باب من أبواب المسجد ملائكة يكتبون
الأول فالأول فإذا جلس الإمام طووا الصحف وجاءوا يستمعون
الذكر)) .
قال سليمان: لم يرو هذه الأحاديث عن سعيد إلا خالد، تفرد بها
الليث.
(1/214)
الليث روى عن هشام
بن عروة أحاديث كثيرة
395- أخبرنا إسماعيل السراج، أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، (ح)
وأخبرنا أحمد بن علي بن موسى رحمه الله: أخبرنا عبد الرزاق بن
عمر، (ح) وأخبرنا أبو علي الحداد، ثنا أبو بكر محمد بن علي
الجوزداني وأبو الطيب بن شمة قالوا: أنا أبو بكر بن المقري،
أنا أحمد بن عبد الوارث العسال، ثنا عيسى بن حماد، أنا الليث،
عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد الله بن زمعة رضي الله عنه:
أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في خطبته: ذكر
الناقة والذي عقرها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((
{إذ انبعث أشقاها} انبعث لها رجل عارم عزيز منيع في رهطه مثل
أبي زمعة)) ، ثم ذكر النساء فقال: ((إلام يعمد أحدكم فيجلد
امرأته كما يجلد العبد، ولعله يضاجعها من آخر يومه)) ، ثم
وعظهم في ضحكهم من الضرطة فقال: ((إلام يضحك أحدكم مما يفعله))
.
هذا إسناد صحيح عن هشام بن عروة.
(1/214)
ثم روى الليث عن رجل
عن آخر عن هشام
396- أخبرنا أبو علي الحداد سنة خمس، ثنا أبو نعيم، ثنا عبد
الله بن جعفر، ثنا إسماعيل سمويه، ثنا عبد الله بن صالح، حدثني
الليث، حدثني عبيد الله بن أبي جعفر، عن أبي الأسود، عن هشام
بن عروة، عن يحيى بن سعيد، عن عمرة، عن عائشة رضي الله عنها:
أنها قالت في لحوم الضحايا: كنا نملح منه ويقدم به أناس إلى
المدينة فقال: ((لا تأكلوا إلا ثلاثة أيام)) ليست بالعزيمة،
ولكن أراد أن يطعمون منه.
(1/214)
397- أخبرنا محمد بن الفضل أبو طاهر الحداد
قرأت عليه قال: كتب إلي شيخ الإسلام عبد الله بن محمد الأنصاري
من هراة وأنشده ليحيى بن عمار:
أرى الدنيا على الإدبار هماً ... وفي الإقبال مفسدة لديني
فما حي بأغبط من دفينٍ ... تمدد في الضريح على اليقين
نجا من باطل الدنيا سليماً ... وفاز برؤية الحق المبين
(1/215)
آخر المجلس وصلى الله على سيدنا محمد وآله.
مجلس آخر أملي يوم السبت، غرة جمادى الأولى سنة ثمان وأربعين
وخمسمائة قال:
رواية الليث بن سعد عن نافع مولى
ابن عمر له عنه نسخة مسموعة له منه
398- أخبرنا القاضي أبو منصور محمد بن عبد الله بن عبد الواحد
بن مندويه المعدل، ثنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ، ثنا
أبو بكر أحمد بن يوسف بن خلاد العطار ببغداد، ثنا الحارث بن
أبي أسامة التميمي، ثنا عاصم بن علي، ثنا ليث بن سعد، حدثني
نافع مولى عبد الله بن عمر، عن عبد الله بن عمر رضي الله
عنهما: أنه قال: إن رجلاً قام في المسجد فقال: من أين تأمرنا
يا رسول الله أن نهل؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((يهل أهل المدينة من ذي الحليفة، ويهل أهل الشام من الجحفة،
ويهل أهل نجد من قرن)) قال: ويزعمون أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال: ((يهل أهل اليمن من يلملم)) . [ص:216] وكان عبد
الله رضي الله عنه يقول: لم أفقه هذا من رسول الله صلى الله
عليه وسلم، وكان عبد الله بن عمر إذا جاز الحليفة حاجاً أو
معتمراً مكث بها ما بدا له، فإذا أراد أن يركب دخل المسجد فصلى
فيه، فقدمت راحلته بفناء المسجد، فإذا خرج ركبها، فإذا استوت
به قائمة أهل، ثم انطلق يهل يقول: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا
شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك، وكان
عبد الله يقول: هذه تلبية رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان
يزيد من عنده في أثر تلبية رسول الله صلى الله عليه وسلم: لبيك
لبيك وسعديك، والخير كله في يديك والرغباء إليك والعمل. يهل
بذلك وإذا دخل [أدنى] الحرم ترك الإهلال حتى يطوف بالبيت وبين
الصفا والمروة، وكان كثيراً ما يقول عند الصفا والمروة: لا إله
إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء
قدير، فما مكث بعد أن يفرغ من طوافه كله أهل حتى يروح من مكة
إلى منى، فيهل عشية تلك الليلة التي يمكث بمنى وحتى يصبح بمنى،
وكان إذا استطاع صلى الظهر يوم التروية بمنى، وإذا ركب غادياً
من منى إلى عرفة ترك الإهلال حتى يقضي حجه، وأخذ يكبر ويهلل
ويحمد ويسبح.
هذا حديث حسن السياق، أخرج البخاري منه ذكر الإهلال في الصحيح
عن قتيبة، عن الليث، وقد يروي الليث عن جماعة من أصحاب نافع.
(1/215)
وروى عن رجل عن آخر
عن نافع
399- أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد رحمه الله سنة خمس
وستة عشر وخمسمائة، ثنا أبو نعيم الحافظ، ثنا [عبد الله بن
جعفر قال: وجدت في كتابي، عن إسماعيل بن عبد الله سمويه. (ح)
وأخبرنا أبو علي، ثنا أبو نعيم، ثنا] سليمان بن أحمد، ثنا
المطلب بن شعيب قالا: ثنا عبد الله بن صالح، ثنا الليث، حدثني
خالد هو ابن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن نافع: أن ابن عمر
رضي الله عنه أخبره: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخرج
يوم الفطر والأضحى بالحربة يغرزها بين يديه حين يقوم ويصلي.
قال سليمان: لم يروه عن سعيد إلا خالد، تفرد به الليث.
(1/216)
طريق آخر لليث عن
رجل عن آخر عن نافع
400- أخبرنا أحمد بن علي بن موسى أبو بكر المؤدب رحمه الله،
أنا أبو الطيب عبد الرزاق بن عمر بن موسى، أنا أبو بكر بن
المقري إذناً، ثنا محمد بن الحسن بن قتيبة، ثنا محمد بن رمح،
ثنا الليث، عن يحيى بن عبد الله بن سالم بن عبد الله بن عمر:
أن عبد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر حدثه، عن نافع، عن
ابن عمر: أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين هلك أسيد بن
الحضير رضي الله عنه وقام غرماؤه بماله سأل عمر: في كل يؤدي من
ثمرة ماله ما عليه من الدين؟ فقيل: في أربع سنين. فقال
لغرمائه: ما عليكم أن لا يباع، فإني أكفيكم وإنما تقضون في
أربع سنين. قال فرضوا بذلك. فأقر المال لهم ولم يكن باع ثمار
نخل أسيد أربع سنين من عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه، ولكنه
وضعه على يدي عبد الرحمن بن عوف للغرماء.
رواه المعافى بن عمران عن الليث نحوه.
(1/217)
401- أخبرنا إسماعيل بن الفضل السراج، أنا
أبو طاهر بن عبد الرحيم، أنا أبو بكر ابن المقري، ثنا ابن
قتيبة، ثنا محمد بن رمح، أنا الليث، عن يحيى بن عبد الله بن
سالم: أن عبيد الله بن عمر حدثه، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله
عنه: أنه كان يقول فيمن قال لامرأته: أنت مني برية، أو أنت من
خلية، أو قد طلقتك البتة، أنها ثلاث تطليقات.
(1/217)
طريق ثالث
402- أخبرنا أبو علي الحداد، ثنا أبو نعيم الحافظ، ثنا سليمان
بن أحمد، ثنا المطلب، ثنا عبد الله بن صالح، حدثني الليث،
حدثني عبد الله بن أبي جعفر، عن بكير بن الأشج، عن نافع، عن
ابن عمر رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
((من أعتق عبداً فماله له إلا أن يشترط السيد ماله فيكون له))
.
قال سليمان: لم يروه، عن عبد الله إلا الليث.
(1/217)
403- أخبرنا الحسن بن أحمد المقري بقراءة
والدي عليه رحمه الله سنة سبع، [ثنا [ص:218] أحمد بن عبد الله
الحافظ، ثنا عبد الله بن إسحاق بن أحمد، ثنا الحسن بن علي
المناطقي] ، ثنا أبو زهير، حدثنا السري، عن عامر، عن مسروق، عن
عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((إن الله عز وجل جعل العلم قبضات ثم نبذها في البلاد، فإذا
سمعتم بعالم قد قبض من أرض فقد رفعت قبضة من العلم، فلا يزال
يقبض حتى لم يبق منها شيء)) . (ح) قال: أحمد: غريب من حديث عبد
الله مرفوعاً، تفرد به أبو زهير، واسمه عبد الرحمن بن مغراء،
عن السري وهو إسماعيل الهمداني.
(1/217)
404- أخبرنا أبو علي الحداد، ثنا أبو نعيم،
أنا عبد الله بن جعفر كتابة، ثنا هارون بن سليمان، ثنا مؤمل بن
إسماعيل، ثنا سفيان، عن الأعمش، عن عمارة يعني ابن عمير، عن
حريث بن ظهير قال: قال عبد الله رضي الله عنه: ما من عالم يموت
إلا انثلم في الإسلام ثلمة لا يجبرها أحد بعده.
(1/218)
405- وأخبرنا أبو علي، ثنا أبو نعيم، ثنا
الحسن بن سعيد بن جعفر هو ابن العباس المطوعي المقري، ثنا أبو
خليفة، ثنا أبو عمر الضرير، ثنا عبد العزيز بن مسلم، عن عبد
الله بن دينار قال: كتب عمر بن عبد العزيز رحمه الله: أن
انظروا ما كان من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فاكتبوه،؛
فإني أخشى موت العلماء ودروس العلم.
(1/218)
406- سمعت الشيخ الإمام الدين العالم أبا
نجيح محمود بن المرجا بن أبي الطيب البزار رحمه الله لفظاً
وحفظاً على منبر وعظه بالكرخ حين قفلنا من الحج سنة خمس وعشرين
فعلقته عنه حفظاً، ولم أعلق عنه مسنداً غيره، قال: سمعت أبا
العباس أحمد بن عبد الغفار بن أشته يقول: سمعت أبا الحسن بن
عبد كويه الإمام يقول: سمعت أبا القاسم الطبراني يقول: سمعت
أبا عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن حنبل (يقول: سمعت أبي رحمه
الله) يقول: قبور الفساق من أهل السنة روضة من رياض الجنة،
وقبور العباد من أهل البدعة حفرة من حفر النار.
(1/218)
407- أخبرنا أبو طاهر محمد بن الفضل بن
محمد بن أحمد الحداد قرأته عليه: أن الإمام أبا الحسن عبد
الرحمن بن محمد بن المظفر الداودي البوشنجي كتب إليه وقد أنشد
لنفسه: [ص:219]
يا كريم المزيد زدني مزيداً ... وأمتني على فراشي شهيدا
إن تكرمت واستجبت دعائي ... كان موتي على الحقيقة عيدا
ليت شعري وفي الأماني شفائي ... أشقياً كتبتني أم سعيدا
آخر المجلس وصلى الله على سيدنا محمد وآله.
(1/218)
مجلس آخر أملي يوم السبت الثامن من جمادى
الأولى سنة ثمان وأربعين وخمسمائة قال:
الليث بن سعد روى عن أبي الزبير
نسخة عن جابر وعن غيره سمعها منه سماعاً
408- أخبرنا القاضي أبو منصور محمد بن عبد الله بن عبد الواحد
الشروطي المعدل رحمه الله، أنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله
الحافظ، ثنا أبو بكر أحمد بن يوسف بن خلاد العطار النصيبي
ببغداد، ثنا أبو محمد الحارث بن أبي أسامة، ثنا يونس بن محمد،
ثنا ليث يعني ابن سعد، عن أبي الزبير، عن جابر رضي الله عنه،
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((عرض علي الأنبياء
صلوات الله عليهم فإذا موسى عليه السلام ضرب من الرجال كأنه من
رجال شنؤة، ورأيت عيسى ابن مريم عليهما السلام فإذا أقرب من
رأيت به شبهاً عروة بن مسعود ورأيت إبراهيم عليه السلام فإذا
أقرب ما رأيت به شبهاً صاحبكم يعني نفسه صلى الله عليه وسلم
ورأيت جبريل عليه السلام فإذا أقرب من رأيت به شبهاً دحية)) .
هذا حديث صحيح الإسناد على شرط مسلم أخرجه عن قتيبة بن رمح، عن
الليث وذكر جبريل ودحية في هذا الحديث لا أظنه في الصحيح،
والضرب الخفيف اللحم.
(1/219)
409- أخبرنا أبو العباس أحمد بن أبي الفتح
بن محمد الخرقي رحمه الله في شعبان [ص:220] سنة أربع وخمسمائة
وأنا حاضر، أنا عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن عبد الرحمن، (ح)
وأخبرنا إسماعيل بن الفضل السراج وأم الرضا زهرة بنت محمد بن
عمر بن الحسن قراءة عليه أيضاً سنة أربع قالا: أنا أبو طاهر بن
عبد الرحيم قالا: أخبرنا أبو محمد بن حيان أبو الشيخ، (ح)
وأخبرنا القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد الأنصاري
بالنصرية في مسجدها من غربي بغداد قرأته عليه، أنا أبو محمد
الحسن بن علي بن محمد الجوهري، أنا أبو عبد الله الحسين بن
محمد بن عبيد العسكري قالا: أنا أبو بكر محمد بن يحيى المروزي،
ثنا أبو عبيد القاسم بن سلام، ثنا عبد الله بن صالح، عن الليث،
عن أبي الزبير، عن سفيان بن عبد الرحمن، عن عاصم بن سفيان
الثقفي، عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: ((من توضأ كما أمر وصلى كما أمر غفر له ما
قدم من عمل، أكذاك يا عقبة قال: نعم)) .
روى هذا الحديث غير واحد عن الليث، وقد روى ثابت بن أبي سليم
أيضاً عن أبي الزبير، وربما يشتبهان على من لا يعرف.
(1/219)
وقد روى الليث بن
سعد عن رجل عن آخر عن أبي الزبير
410- أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد سنة خمس، ثنا أبو
نعيم الحافظ، ثنا عبد الله بن جعفر، ثنا إسماعيل بن عبد الله
العبدي، (ح) وأخبرنا أبو علي، ثنا أبو نعيم، ثنا سليمان بن
أحمد، ثنا المطلب بن شعيب قالا: ثنا عبد الله بن صالح، حدثني
الليث، حدثني إبراهيم بن أعين المصري، ثنا أبو صالح، سمعته من
إبراهيم، عن أبي عمرو العبدي، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد
الله رضي الله عنهما، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
((من اعتذر إلى أخيه فلم يعذره أو لم يقبل عذره كان عليه مثل
خطية صاحب مكس)) . قال أبو الزبير: المكاس العشار.
قال سليمان: لم يروه عن أبي الزبير إلا أبو عمرو ولا، عن أبي
عمرو إلا إبراهيم، تفرد به الليث. ولم يذكر سليمان سماع أبي
صالح من إبراهيم.
(1/220)
طريق ثان
411- أخبرنا أبو علي الحداد سنة سبع، ثنا أبو نعيم، ثنا
سليمان، ثنا المطلب، ثنا عبد الله، حدثني الليث، حدثني إبراهيم
بن أعين، عن بحر بن كنيز السقا قال: سمعت أبا الزبير يحدث، عن
جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: ((من أكرم امرأ مسلماً فإنما يكرم الله عز وجل)) .
قال سليمان: لم يروه عن أبي الزبير إلا بحر، ولا عن بحر إلا
إبراهيم، تفرد به الليث.
(1/221)
الليث بن سعد روى عن
سهيل بن أبي صالح لقيه وسمع منه
412- أخبرنا إسماعيل بن الفضل بن أحمد المقري، ثنا محمد بن
أحمد الكاتب، أنا محمد بن إبراهيم بن المقري، أنا محمد بن زبان
بن حبيب، ثنا محمد بن رمح، (ح) قال ابن المقري: وأخبرنا محمد
بن الحسن بن قتيبة، ثنا عيسى بن حماد زغبة إملاءً قالا: ثنا
الليث بن سعد، عن يحيى بن سعيد، عن سهيل، يعني ابن أبي صالح،
عن أبيه: أنه سأل عبد الله بن عمرو سعد بن أبي وقاص وأبا هريرة
وأبا سعيد الخدري رضي الله عنهم: عن الزكاة أينفذها على ما
أمره الله عز وجل أو يدفعها إلى الولاة؟ فقالوا: بل إلى
الولاة.
قال الليث: ثم لقيت سهيل بن أبي صالح فحدثني بذلك.
(1/221)
وقد روى الليث عن
رجل عن آخر عن سهيل
413- أخبرنا أبو منصور بن مندويه والحسن بن أحمد قالا: ثنا
أحمد بن عبد الله، ثنا أبو القاسم الطبراني، ثنا مطلب، ثنا عبد
الله بن صالح، حدثني الليث، حدثني إبراهيم بن أعين، عن خارجة
بن مصعب، عن سهيل بن ذكوان، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي الله
عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يجزئ ولد
والده إلا أن يجده مملوكاً فيعتقه)) .
قال سليمان: لم يروه عن خارجة إلا إبراهيم، تفرد به الليث.
(1/221)
وقد روى الليث عن
عطاء بن أبي رباح
414- أخبرنا مؤدبي الشيخ أبو بكر أحمد بن علي بن محمد بن موسى
المقري رحمه الله قرأته عليه في منزلي: أخبرنا عبد الرزاق بن
عمر بن موسى أبو الطيب، أنا أبو بكر بن المقري، ثنا ابن قتيبة،
ثنا محمد بن رمح، أنا الليث بن سعد، عن أبي الزبير، عن جابر
رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنه نهى أن
ينبذ الزبيب والتمر جميعاً، ونهى أن ينبذ البسر والرطب جميعاً.
(1/222)
415- (ح) قال الليث: وحدثني عطاء بن أبي
رباح المكي، عن جابر رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه
وسلم مثله.
أخبرنا به محمد بن عبد الله الشروطي، ثنا أبو نعيم الحافظ، ثنا
أبو بكر بن خلاد، ثنا الحارث بن أبي أسامة، ثنا عاصم بن علي،
ثنا الليث بن سعد، عن عطاء، عن جابر، عن رسول الله صلى الله
عليه وسلم، مثله.
هذا حديث صحيح أخرجه مسلم من حديث ليث عن الزبير، وأخرجه
البخاري ومسلم من حديث ابن جريج، عن عطاء.
(1/222)
الليث عن رجل عن آخر
عن عطاء
416- أخبرنا أبو علي الحداد، ثنا أبو نعيم، ثنا سليمان، ثنا
مطلب، ثنا عبد الله بن صالح، حدثني الليث، عن عمر بن عيسى
القرشي ثم الأسيدي، عن ابن جريج، عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن
عباس رضي الله عنهما [أنه] قال: جاءت جارية إلى عمر بن الخطاب
رضي الله عنه فقالت: إن سيدي اتهمني فأقعدني على النار حتى
احترق فرجي فقال لها عمر رضي الله عنه: هل رأى ذلك عليك؟ قالت:
لا، قال: فاعترفت له بشيء، قالت: لا، قال عمر رضي الله عنه:
علي به، فلما رأى عمر الرجل قال: أتعذب بعذاب الله تعالى. قال:
يا أمير المؤمنين اتهمتها في نفسها، قال: رأيت ذلك عليها؟ قال
الرجل: لا، قال: فاعترفت لك به؟ قال: لا، قال: والذي نفسي
بيده، لو لم أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((لا
يقاد مملوك من مالكه ولا ولد من والده)) ، لأقدتها منك،
[ص:223] فضربه مائة سوط، ثم قال: اذهبي؛ فأنت حرة لوجه الله
تعالى، وأنت مولاة الله ورسوله، أشهد لسمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول: ((من حرق بالنار أو مثل مثله فهو حر، وهو مولى
الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم)) . قال الليث: هذا أمر
معمول به.
قال سليمان: لم يروه عن ابن جريج إلا عمر، تفرد به الليث.
(1/222)
الليث عن ربيعة بن
أبي عبد الرحمن
417- أخبرنا أبو علي، ثنا أبو نعيم، ثنا الطبراني، ثنا مطلب،
ثنا عبد الله، حدثني الليث، عن ربيعة، حدثني عبد الله بن دينار
-وكان من صالحي المسلمين فضلاً وديناً- قال: غابت الشمس ونحن
مع عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، فسرنا فلما رأينا أنه قد
أمسى قلنا: الصلاة! فسكت، فسار حتى غاب الشفق وتصوبت النجوم،
فنزل فصلى الصلاتين جميعاً، ثم قال: رأيت رسول الله صلى الله
عليه وسلم إذا جد به السير صلى صلاتي هذه يقول جمع بينهما بعد
ليل.
قال سليمان: لم يروه عن ربيعة إلا الليث، رواه ابن وهب عن
الليث قال: كتب إلي ربيعة.
(1/223)
وقد روى الليث عن
رجل عن آخر عن ربيعة
418- أخبرنا أبو علي، ثنا أبو نعيم، ثنا سليمان، ثنا مطلب، ثنا
عبد الله، حدثني الليث، عن يحيى بن أيوب، عن أيوب بن موسى، عن
ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن يزيد مولى المنبعث، عن زيد بن
خالد الجهني رضي الله عنه صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم:
أن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله
أخبرني عن اللقطة فقال: ((أعرف عفاصها ووكاءها وعرفها سنة، فإن
أتى باغيها فردها عليه وإلا فاستنفقها)) قال: فأخبرني عن
[ص:224] ضالة الغنم؟ قال: ((خذها فإنها لك أو لأخيك أو للذئب))
قال: فأخبرني عن ضالة الإبل؟ قال: فغضب رسول الله صلى الله
عليه وسلم حتى احمرت وجنتاه ثم قال: ((مالك ولها معها حذاؤها
وسقاؤها ترد الماء وتأكل الشجر، دعها حتى يأتيها صاحبها)) .
قال سليمان: لم يروه عن أيوب إلا يحيى، تفرد به الليث.
هذا حديث صحيح من حديث ربيعة، أخرجه البخاري ومسلم ورواه الناس
عن ربيعة.
(1/223)
419- أخبرنا إسماعيل بن الفضل بن الإخشيد،
ثنا أبو المظفر عبد الله بن شبيب المقري، أنا أبو الحسن بن
الحماني ببغداد، أنا أحمد بن جعفر بن سليم الختلي، ثنا أبو علي
عبيد الله بن جعفر لبعضهم:
فمن يحمد الدنيا لعيش يسره ... فسوف لعمري، عن قليل يلومها
إذا أدبرت كانت على المرء حسرة ... وإن أقبلت كانت قليلاً
نعيمها
آخر المجلس الحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد وآله.
(1/224)
مجلس آخر أملي يوم السبت الخامس عشر من
جمادى الأولى سنة ثمان وأربعين وخمسمائة قال:
الليث بن سعد له نسخة سمعها من
سعيد بن أبي سعيد المقبري بعضها عن أبي هريرة وبعضها عن أبيه
وغيره عن أبي هريرة رضي الله عنهم
420- أخبرنا القاضي أبو منصور محمد بن عبد الله بن مندويه
الشروطي رحمه الله، ثنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ، ثنا
أبو بكر أحمد بن يوسف بن خلاد [ص:225] النصيبي، ثنا الحارث بن
أبي أسامة، ثنا أبو النضر هاشم بن القاسم، ثنا الليث، عن سعيد،
عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
كان يقول: ((يا نساء المسلمات لا تحقرن جارة لجارتها ولو فرسن
شاة)) .
(1/224)
421- (ح) وبه قال الليث: حدثني سعيد
المقبري، عن سعيد بن يسار أخي أبي مرثد: أنه سمع أبا هريرة رضي
الله عنه يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما تصدق
أحد بصدقة من طيب -ولا يقبل الله عز وجل إلا الطيب- إلا أخذها
الرحمن تعالى بيمينه وإن كانت تمرة، فتربو في كف الرحمن تعالى
حتى تكون مثل الجبل كما يربي أحدكم فلوه أو فصيله)) .
هذا حديث صحيح متفق على صحته من حديث سعيد بن يسار أخرجه مسلم
عن الليث، [وأورده البخاري من رواية عبد الله بن دينار عن سعيد
بن يسار أخي أبي مزرد، والليث] يقول: أبو مرثد.
(1/225)
وقد روى عن رجل عن
آخر عن سعيد
422- أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد سنة خمس وخمسمائة،
ثنا أبو نعيم الحافظ سنة أربع وعشرين، ثنا عبد الله بن جعفر،
ثنا إسماعيل بن عبد الله بن مسعود سمويه، ثنا عبد الله بن
صالح، حدثني الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عبد الحميد بن
الحكم أنه كتب إليه يذكر: أن سعيد بن أبي سعيد المقبري قال:
سمعت أبا هريرة رضي الله عنه يقول: نهانا رسول الله صلى الله
عليه وسلم عن الصلاة نصف النهار حتى تزيغ الشمس.
(1/225)
رواية الليث عن
الحسن البصري إن صح لقيه له وسماعه منه
423- أخبرنا الحسن بن أحمد المقري، ثنا أحمد بن عبد الله
الحافظ، ثنا سليمان بن أحمد، ثنا المطلب بن شعيب، ثنا عبد الله
بن صالح، حدثني الليث، عن الحسن بن أبي الحسن البصري، عن زيد
بن عبد الله رضي الله عنه قال: عرضنا على رسول الله صلى الله
عليه وسلم رقية الحية، فأذن لنا بها وقال: ((إنما هي مواثيق))
. والرقية: بسم الله شجة قرنية ملحة بحر قفطا. [ص:226] قال
سليمان: لا يروى هذا عن زيد إلا بهذا الإسناد، تفرد به الليث.
كذا رواه الطبراني عن هذا الوجه في الأوسط، ولم يورده في
الكبير مع إمكان لقي الليث الحسن، لأن الليث ولد سنة ثلاث
وتسعين من الهجرة، وتوفي الحسن سنة عشر ومائة. ورواه يحيى بن
بكير عن الليث، عن إسحاق بن رافع، عن سعد بن معاذ، عن زيد،
وكان الأشبه. وهذه الكلمات سريانية.
(1/225)
وللليث طريق آخر عن
رجل عن آخر عن الحسن
424- أخبرنا أبو علي الحداد، ثنا أبو نعيم، ثنا الطبراني، [ثنا
المطلب] ، ثنا عبد الله، حدثني الليث، حدثني إبراهيم بن أعين،
عن أبي المعلى قال: سمعت الحسن بن أبي الحسن، عن معقل بن يسار
رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
((من دخل في شيء من أسعار المسلمين ليغليه عليهم كان حقاً على
الله عز وجل أن يقذفه في معظم من النار)) .
قال سليمان: لم يروه عن إبراهيم إلا الليث.
(1/226)
طريق آخر للليث عن
رجل عن آخر عن هشام بن عروة سوى ما تقدم
425- أخبرنا أبو علي الحداد، ثنا أبو نعيم، ثنا سليمان، ثنا
مطلب، ثنا عبد الله حدثني الليث، عن عمرو بن الحارث، عن ابن
أبي فروة، عن هشام بن عروة، عن فاطمة بنت المنذر، عن أسماء بنت
أبي بكر رضي الله عنهما: أن امرأة أتت النبي صلى الله عليه
وسلم فقال: إن ابنتي عروس وقد أخذتها الحصبة فتساقط شعرها فأصل
فيه؟ فقال: ((لعن الله الواصلة والمستوصلة)) .
قال سليمان: لم يروه عن عمرو إلا الليث.
(1/226)
رواية الليث عن رجل
عن آخر عن الزهري سوى ما تقدم
426- أخبرنا إسماعيل بن الفضل بن أحمد، أنا أبو طاهر بن عبد
الرحيم، أنا أبو بكر بن المقري، أنا محمد بن زبان بن حبيب بمصر
في جمادى الآخرة من سنة تسع وثلاثمائة، ثنا محمد بن رمح بن
المهاجر التجيبي، أنا الليث بن سعد، عن يحيى بن سعيد، عن
سليمان بن سعد، عن ابن شهاب: أن رجلاً أتى عمر بن الخطاب رضي
الله عنه فقال: كيف تأمرني، أن لا أبالي في الله لومة لائم أم
أقبل على خويصة نفسي؟ فقال له عمر رضي الله عنه: إن وليت شيئاً
من أمر الناس فلا تبال في الله لومة لائم، وإن لم يك شيئاً
فأقبل على نفسك ومر بالمعروف وانه عن المنكر.
قال ابن شهاب: فذكرته لعمر بن عبد العزيز، فقام بها على المنبر
فقلت له: ما حملك على هذا؟ قال: إني لم أسمك.
(1/227)
رواية الليث عن بكير
بن عبد الله بن الأشج له عنه أحاديث كثيرة
427- أخبرنا أبو غالب الكوشيذي ومحمد بن أبي القاسم القصار
وأبو محمد بن أبي الفوارس الديلمي رحمهم الله قالوا: أنا أبو
بكر محمد بن عبد الله بن ريذة، أنا سليمان بن أحمد الحافظ، ثنا
أبو يزيد القراطيسي، ثنا عبد الله بن عبد الحكم، (ح) قال
سليمان: وحدثنا أبو مسلم الكشي، ثنا أبو الوليد الطيالسي، (ح)
وأخبرنا أحمد بن علي بن موسى المؤدب وأبو علي الحداد قالا: أنا
عبد الرزاق بن عمر، أنا محمد بن إبراهيم بن علي، ثنا محمد بن
الحسن بن قتيبة، ثنا عيسى بن حماد قالوا: أنا الليث، عن بكير
بن عبد الله بن الأشج، عن نايل صاحب العباء، عن عبد الله بن
عمر، عن صهيب صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: مررت
برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي فسلمت عليه فرد إلي
إشارة، وقال: لا أعلم إلا أنه قال: إشارة بأصبعه.
مشهور من حديث ابن عمر رواه عنه أيضاً زيد بن أسلم.
(1/227)
رواية الليث عن رجل
عن آخر عن بكير
428- أخبرنا أبو علي الحداد، ثنا أبو نعيم، ثنا عبد الله بن
جعفر، ثنا سمويه، ثنا عبد الله بن صالح، حدثني الليث، عن يحيى
بن أيوب، عن عمرو بن الحارث، عن بكير بن عبد الله بن الأشج، عن
يعقوب بن عتبة، عن ابن المسيب: أنه سأل أبا أيوب الأنصاري رضي
الله عنه عن الرجل يصلي في بيته ثم يأتي المسجد فيدرك تلك
الصلاة أيعيدها مع الناس أم لا؟ قال أبو أيوب: قد سألنا رسول
الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال: ((نعم يعيدها ذلك له سهم
جمع)) .
(1/228)
429- (ح) أخبرنا به أبو علي، ثنا أبو نعيم،
ثنا سليمان، ثنا المطلب، ثنا عبد الله بن صالح بهذا الحديث إلا
أنه قال: يعقوب بن عقبة بن المسيب. وقال: ولك سهم جمع.
قال سليمان: لا يروى عن أبي أيوب إلا بهذا الإسناد، تفرد به
بكير.
(1/228)
طريق ثان
430- أخبرنا أبو علي، ثنا أبو نعيم، ثنا سليمان، ثنا مطلب، ثنا
عبد الله، حدثني الليث، عن عبيد الله بن أبي جعفر، عن أبي
الأسود محمد بن عبد الرحمن، عن بكير بن عبد الله، عن نافع، عن
ابن عمر رضي الله عنهما، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه
قال: ((إن قال رجل لآخر: يا كافر، وجب الكفر على أحدهما)) .
قال سليمان: لم يروه عن عبيد الله إلا الليث.
(1/228)
رواية الليث عن يزيد
بن عبد الله بن الهاد وقد سمع منه
431- أخبرنا إسماعيل بن الإخشيد السراج، أنا أبو طاهر بن عبد
الرحيم، (ح) وأخبرنا أحمد بن علي المؤدب، أنا أبو الطيب بن شمة
قالا: أنا أبو بكر بن المقري، أنا محمد بن زبان، ثنا محمد بن
رمح، أنا الليث، عن يزيد بن الهاد، عن سهل بن أبي صالح، عن
النعمان بن أبي عياش الزرقي، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه
قال: قال [ص:229] رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما من عبد
يصوم يوماً في سبيل الله إلا باعد الله تعالى بذلك اليوم وجهه
عن النار سبعين خريفاً)) .
صحيح متفق عليه من حديث سهيل، وأخرجه مسلم عن ابن رمح هذا.
(1/228)
رواية الليث عن رجل
عن آخر عن يزيد بن الهاد
432- أخبرنا أبو الحداد، ثنا أبو نعيم الحافظ، ثنا سليمان بن
أحمد، ثنا مطلب، ثنا عبد الله بن صالح، حدثني الليث، عن خالد
بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن يزيد [بن عبد الله] ، عن
محمد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((جهاد الكبير والضعيف
والمرأة الحج والعمرة)) .
قال سليمان: لم يروه عن ابن الهاد إلا سعيد، ولا عن سعيد إلا
خالد، تفرد به الليث.
(1/229)
433- أخبرنا إسماعيل بن الفضل بن أحمد
قرأته عليه، ثنا أبو المظفر عبد الله بن شبيب بن عبد الله
المقري إملاء، أنا أبو سعيد محمد بن علي، ثنا أبو يعلى الحسين
بن محمد الزبيري، ثنا عبد الواحد بن سعيد قال: سمعت محمد بن
الحسن الرام يقول: قال محمد بن أسلم الطوسي رحمه الله:
ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها ... إن السفينة لا تجري على يبس
ما بال دينك ترضى أن تدنسه ... وإن ثوبك مغسول من الدنس
آخر المجلس وصلى الله على محمد وآله.
(1/229)
مجلس آخر أملي يوم السبت الثاني والعشرين
من جمادى الأولى سنة ثمان وأربعين وخمسمائة قال:
حديث آخر للليث عن رجل عن آخر عن
يزيد بن الهاد
434- أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد سنة خمس
وستة عشر وخمسمائة، ثنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ، ثنا
عبد الله بن جعفر بن أحمد، ثنا إسماعيل بن عبد الله بن مسعود،
ثنا عبد الله بن صالح، (ح) وأخبرنا أبو علي الحداد سنة ست، ثنا
أبو نعيم الحافظ، ثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق،
ثنا قتيبة واللفظ له قالا: ثنا الليث بن سعد، عن خالد بن يزيد،
عن سعيد بن أبي هلال، عن يزيد بن عبد الله بن أسامة، عن عمير
مولى آبي اللحم، عن آبي اللحم رضي الله عنهما: ((أنه رأى رسول
الله صلى الله عليه وسلم عند أحجار الزيت يستسقي وهو مقنع
بكفيه يدعو)) .
كذا رواه الليث، ورواه ابن وهب عن حيوة، عن ابن الهاد، عن محمد
بن إبراهيم التيمي، عن عمير قال: رأيت النبي صلى الله عليه
وسلم على أحجاز الزيت.
نقص المولى من الإسناد، وزاد محمد بن إبراهيم فيه.
وكذلك رواه ابن لهيعة عن محمد بن زيد بن المهاجر، عن عمير ولم
يذكر مولاه، ولعمير أيضاً صحبة، ومولاه آبي اللحم لقب بذلك
لأنه كان يأبى أكل اللحم، واسمه: عبد الله بن عبد الملك، وقيل:
اسمه خلف من بني غفار، وكان شاعراً عريفاً، وظنه بعض الحفاظ
كنية له فأورده في الكنى فوهم.
وقوله: يقنع بكفيه -أي رافعهما، ومنه قوله سبحانه وتعالى:
{مقنعي رءوسهم} أي: رافعيها، وأقنع صوته: رفعه.
وبهذا الحديث يستدل أن الاستسقاء جائز في كل موضع، وإن لم يكن
مصلى ولا مسجداً؛ لأنه موضع أحجار الزيت، قيل: إنه داخل
المدينة.
(1/230)
رواية الليث عن محمد
بن عجلان
435- أخبرنا أبو منصور محمد بن عبد الله الشروطي، ثنا أبو نعيم
الحافظ، ثنا أبو بكر بن خلاد، ثنا الحارث بن أبي أسامة، ثنا
أبو النضر، ثنا الليث، عن محمد بن عجلان، عن بكير بن عبد الله
بن الأشج، عن العجلان، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((للمملوك طعامه وكسوته، ولا
يكلف من العمل ما لا يطيق)) .
هذا حديث صحيح أورده مسلم بن الحجاج من حديث عمرو بن الحارث عن
بكير.
وعجلان هو: والد محمد بن عجلان هذا، وهو مولى فاطمة بنت عتبة
بن ربيعة، وقد روى عن أبي هريرة رضي الله عنه في المملوك
أيضاً: عجلان مولى المشمعل، ووهم فيه آدم بن أبي إياس فقال: عن
ابن أبي ذئب عن عجلان أبي محمد بن عجلان. ولم يرو ابن أبي ذئب
عن عجلان أبي محمد إنما روى عن مولى المشمعل. وللليث عن ابن
عجلان عدة أحاديث مسموعة له منه.
(1/231)
وقد روى عن رجل عن
آخر عنه
436- أخبرنا أبو علي الحداد، ثنا أبو نعيم، ثنا سليمان بن
أحمد، ثنا مطلب، ثنا عبد الله بن صالح، حدثني الليث، حدثني
خالد بن يزيد، عن سعيد بن هلال، عن محمد بن عجلان أن أبا
الزبير المكي أخبره: أنه رأى عبد الله بن عمر رضي الله عنهما
إذا سجد حتى يرفع رأسه من السجدة الأولى فقعد على أطراف أصابعه
ويقول: إنه من السنة.
قال سليمان: لم يروه عن أبي الزبير إلا ابن عجلان، ولا عن ابن
عجلان إلا سعيد، ولا عن سعيد إلا خالد، تفرد به الليث.
(1/231)
رواية الليث عن
صفوان بن سليم
437-أخبرنا أبو منصور بن مندويه، ثنا أبو نعيم، ثنا أبو بكر بن
خلاد، ثنا [ص:232] الحارث، ثنا أبو النضر، (ح) وأخبرنا أبو علي
الحداد، أنا أبو الفتح علي بن محمد بن عبد الصمد الدليلي، أنا
أبو بكر بن المقري، ثنا أبو يعلى، ثنا غسان بن الربيع قالا:
ثنا الليث، ثنا صفوان بن سليم، عن أبي بسرة، عن البراء بن عازب
رضي الله عنهما قال: سافرت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
ثمانية عشر سفراً، فلم أره ترك الركعتين قبل الظهر.
هذا حديث مشهور من حديث الليث، غريب من حديث صفوان، ويريد
بهاتين الركعتين صلاة الزوال، وأبو بسرة غفاري لا يسمى، وهو
معروف بهذا الحديث، وقد روى الليث عن أصحاب صفوان.
(1/231)
ثم روى عن رجل عن
آخر عنه
438-أخبرنا أبو علي الحداد، ثنا أبو الفتح الدليلي، أنا أبو
بكر بن المقري، ثنا أبو جعفر أحمد بن يحيى بن زهير إملاءً من
أصل كتابه، ثنا أبو الربيع الناقد، ثنا بشر بن عمر، ثنا الليث
بن سعد، عن يحيى بن سعيد، عن يزيد بن عبد الله بن الهاد، عن
صفوان بن سليم، عن الأعرج، عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن
النبي صلى الله عليه وسلم سجد في: {اقرأ باسم ربك الذي خلق} ))
.
هذا حديث غريب من حديث الليث بهذا الإسناد، ورواه زغبة عن
الليث عن يزيد بن أبي حبيب، عن صفوان.
(1/232)
رواية الليث عن مالك
بن أنس
439- أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن موسى رحمه الله قرأته عليه
في منزلي، أنا عبد الرزاق بن عمر بن موسى، (ح) وأخبرنا إسماعيل
بن الفضل المقري، أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، (ح) وأخبرنا أبو
علي الحداد، ثنا أبو بكر محمد بن علي الجوزداني المقري وأبو
الطيب بن شمة قالوا: أخبرنا محمد بن إبراهيم بن علي، أنا محمد
بن زبان ومحمد بن الحسن بن قتيبة وإسماعيل بن وردان قالوا: أنا
محمد بن رمح، أنا الليث بن سعد، [ص:233] عن مالك، عن ابن شهاب،
عن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من سأله جاره أن يغرز
خشبة في جداره فلا يمنعه)) . (ح) قال الليث: هذا أول ما صح
لمالك عندي وآخره، يعني أنه ليس له سماع من مالك إلا لهذا
الحديث وحده، وقد روى [عنه] غير هذا الحديث عن مالك إلا أنه لا
يثبت.
وهو صحيح متفق عليه من حديث مالك وغيره عن الزهري، وذكر بعض
أصحاب الليث: أن الليث لم يرو عن مالك غيره، وقد كان مستغنياً
عنه، وقد روى الليث عن غير واحد عن مالك.
(1/232)
وقد روى عن رجل عن
آخر عن مالك
440- فيما أخبرنا إسماعيل بن الفضل السراج، أنا أبو طاهر بن
عبد الرحيم، أنا أبو الحسن الدارقطني الحافظ قال: وحدثنا أيضاً
يعني الليث، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن مالك.
قال الإمام: ولم أر هذا النوع في حديث أحد من الرواة أكثر منه
في حديث الليث، وقد بقي منه ما لم يحضرني في الحال.
(1/233)
يحيى بن سعيد
الأنصاري روى عن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج أحاديث
441- أخبرنا أبو غالب أحمد بن العباس الكوشيذي، أنا أبو بكر
محمد بن عبد الله البابي، أنا أبو القاسم الطبراني، ثنا إدريس
بن جعفر العطار، ثنا يزيد بن هارون، (ح) قال الطبراني: وثنا
علي بن عبد العزيز، ثنا القعنبي، (ح) قال: وثنا علي بن المبارك
الصنعاني، ثنا إسماعيل بن أبي أويس، (ح) قال: وثنا بكر بن
سهيل، ثنا عبد الله بن [ص:234] يوسف كلهم، عن مالك، (ح) قال
الطبراني: وثنا محمد بن النضر الأزدي، ثنا الحسن بن الربيع،
ثنا حماد بن زيد، (ح) وأخبرنا أبو علي الحداد، ثنا أبو عمر عبد
الوهاب بن محمد بن علي بن مهرة، ثنا سليمان بن أحمد، [ثنا
أحمد] بن داود المكي، ثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا شعبة، (ح)
وأخبرنا أبو علي واللفظ له، ثنا أبو نعيم، ثنا سليمان بن أحمد،
ثنا إسحاق الديري، عن عبد الرزاق، (ح) قال سليمان: وثنا ابن
أبي مريم، ثنا الفريابي كلاهما، عن سفيان الثوري، خمستهم عن
يحيى بن سعيد، عن عبد الرحمن الأعرج، عن عبد الله بن بحينة رضي
الله عنه قال: قام النبي صلى الله عليه وسلم في الركعتين
الأوليين من الظهر أو العصر، ولم يجلس، فلما قضى صلاته سجد
سجدتين قبل التسليم.
هذا حديث ثابت متفق على صحته من حديث الزهري، عال من رواية
يزيد بن هارون، عن يحيى بن سعيد، أخرجه مسلم عن أبي الربيع عن
حماد بن زيد في طرق غيره.
وعبد الله بن بحينة: هو عبد الله بن مالك، وبحينة أمه، وربما
ينسب إلى أبيه وأمه معاً فيقال: عبد الله بن مالك بن بحينة.
وقد روي عن يحيى بن سعيد عن يزيد بن الهاد عن صفوان بن سليم عن
الأعرج في الترجمة التي تقدمت من حديث الليث عن رجل عن آخر عن
صفوان.
(1/233)
442- أخبرنا أبو بكر بن عبد الجبار بن عبيد
الله بن محمد بن فورويه الصفار بقراءة والدي عليه رحمهما الله
سنة خمس، ثنا أحمد بن عبد الله الحافظ، ثنا أبو بكر بن مالك،
ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، ثنا عبيد الله بن عمر، ثنا سليم
بن النضر، ثنا ابن عون قال: أنبأني الحسن قال: تكلموا عند
معاوية رضي الله عنه، والأحنف بن قيس ساكت، فقال له معاوية:
مالك لا تتكلم؟ قال: أخاف الله تعالى إن كذبت وأخافكم إن صدقت.
(1/234)
443- أخبرنا أبو علي الحداد فيما أرى، ثنا
أبو نعيم، أنشدنا أحمد بن محمد بن عبد الرحيم، أنشدنا أحمد بن
محمد بن الفضل، أنشدني أبي، أنشدني أحمد بن عبيد: [ص:235]
يا لائم الدهر إذا ما نبا ... لا تلم الدهر على غدره
الدهر مأمور له أمره ... ينصرف الدهر إلى أمره
كم كافر بالله أمواله ... تزداد أضعافاً على كفره
ومؤمن ليس له درهم ... يزداد إيماناً على فقره
لا خير فيمن لم يكن عاقلاً ... يبسط رجليه على قدره
آخر المجلس وصلى الله على سيدنا محمد وآله.
(1/234)
مجلس آخر أملي يوم السبت التاسع والعشرين
من جمادى الأولى سنة ثمان وأربعين وخمسمائة قال:
هشام بن عروة يروي عن أبيه الكثير سماعاً ثم يروي عن أخيه
وغيره عن أبيه وقد روى عن رجل عن آخر عن أبيه
444- أخبرنا أبو سعد محمد بن علي الكاتب سنة خمس، وأبو منصور
محمد بن عبد الله بن مندويه سنة سبع، وأبو علي الحسن بن أحمد
المقري سنة ست وخمسمائة رحمهم الله قالوا: أنا أبو نعيم أحمد
بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق، ثنا أبو بكر أحمد بن يوسف
النصيبي، ثنا محمد بن الفرج الأزرق، ثنا عبيد الله بن موسى،
أنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن أبي مراوح، عن أبي ذر رضي الله
عنه قال: قلت: يا رسول الله أي الرقاب أفضل؟ قال: ((أنفسها عند
أهلها وأغلاها ثمناً)) .
هذا حديث صحيح متفق عليه من موافقات كتاب البخاري، عال من حديث
هشام بن عروة، أخرجه البخاري عن عبيد الله هذا، وأخرجه مسلم
نازلاً عن أبي الربيع وخلف بن هشام، عن حماد بن زيد، عن هشام
بن عروة، فكأن شيخي سمعه من صاحب مسلم، وقد علوت في الرواية
إلى هشام بن عروة من خمسة عشر طريقاً ذكرته في غير هذا الموضع.
(1/235)
فأما روايته عن رجل
عن آخر عن أبيه عروة
445- فأخبرنا إسماعيل بن الفضل بن أحمد المقري، أنا أبو طاهر
محمد بن أحمد الكاتب، أنا أبو الحسن الدارقطني الحافظ، حدثني
عبد الصمد بن علي المكرمي، ومحمد ابن علي بن خاقان، (ح)
وأخبرناه عالياً الفقيه أبو سعد محمد بن أبي عبد الله المطرز
إذناً، ثنا أبو نعيم الحافظ، ثنا محمد بن علي بن حبيش قالوا:
ثنا الحسين بن محمد بن حاتم، ثنا جبارة بن المغلس، ثنا عبد
الله بن حكيم أبو بكر الزاهري، عن هشام بن عروة، عن محمد بن
المنكدر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها قالت:
جاءت امرأة إليها ومعها ابنتان لها ومعها تمرة، فأخذت التمرة
فشقتها نصفين، فأعطت كل واحدة منهما شقة، قالت: فذكرت ذلك
لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((ما من أحد يكون له
ابنتان فيحسن إليهما إلا سترتاه من النار)) .
قال الدارقطني: محفوظ عن الزهري باختلاف عنه، قيل: عن الزهري،
عن عبد الله بن أبي بكر، عن عروة، وهو الصحيح.
(1/236)
سهيل بن أبي صالح
سمع من أبيه الحديث الكثير وقد يروي عن رجل عن أبيه
446- أخبرنا أبو القاسم غانم بن محمد بن عبيد الله الخرقي، أنا
أبو نعيم الحافظ قراءة وأبو عبد الله الحسين بن إبراهيم الجمال
إجازة، (ح) وأخبرنا أبو علي الحداد، ثنا أبو نعيم قالا: ثنا
عبد الله بن جعفر، ثنا يونس بن حبيب، ثنا أبو داود الطيالسي،
ثنا وهيب، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي
الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن لله عز
وجل ملائكة سيارة يلتمسون مجالس الذكر، فإذا أتوا على قوم
يذكرون الله تعالى جلسوا فأظلوهم بأجنحتهم ما بينهم وبين سماء
الدنيا، فإذا قاموا عرجوا إلى ربهم عز وجل فيقول تبارك وتعالى
وهو أعلم: من أين جئتم؟ فيقولون: جئنا من عند عباد لك يسبحونك
ويحمدونك ويهللونك ويكبرونك ويستجيرونك من عذابك ويسألونك
جنتك، فيقول الله جل جلاله: هل رأوا جنتي وناري؟ فيقولون: لا،
فيقول: فكيف لو رأوهما، فقد أجرتهم بما استجاروا، وأعطيتهم ما
سألوا. فيقال: إن فيهم رجلاً مر بهم فقعد معهم، فيقول [ص:237]
الله عز وجل: وله قد غفرت، إنهم القوم لا يشقى بهم جليسهم)) .
هذا حديث جليل حسن صحيح، أخرجه مسلم عن محمد بن حاتم، عن بهز،
عن وهيب، واستشهد به البخاري فيما أحسب.
(1/236)
فأما رواية سهيل عن
رجل عن آخر عن أبيه أبي صالح
447- فأخبرنا الحسن بن أحمد المقري وأبو الفتح بن الإخشيد
السراج قالا: أنا محمد بن أحمد الكاتب، ثنا عبد الله بن محمد
أبو الشيخ، ثنا عبدان، ثنا أبو مروان العثماني، (ح) قال أبو
الشيخ: وثنا محمد بن يحيى بن منده، وعبد الله بن قحطبة الصلحي
قالا: ثنا أحمد بن عبدة قالا: ثنا الدراوردي، عن سهيل بن أبي
صالح، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الإمام ضامن والمؤذن
مؤتمن)) .
هكذا رواه سهيل عن الأعمش عن أبي صالح، والأعمش قيل: لم يسمعه
من أبي صالح، وإنما سمعه من رجل عنه، فيكون رواية سهيل عن
الأعمش عن رجل عن أبي صالح.
(1/237)
448- أخبرنا بذلك عبد الكريم بن عبد الرزاق
أبو طاهر الإمام المقري، أنا أبو القاسم بن أبي بكر بن أبي علي
إذناً، أنا أبو محمد بن حيان، ثنا عبدان قال: ثنا سهيل بن
سنان، ثنا شجاع بن الوليد، ثنا الأعمش قال: حدثت عن أبي صالح،
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: ((الإمام ضامن والمؤذن مؤتمن)) .
ولهذا الإسناد علة ذكرناها في غير هذا الموضع.
(1/237)
محمد بن إسحاق بن
يسار يروي عن عمرو بن شعيب
449- أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد بقراءة والدي عليه
رحمهما الله سنة ست، ثنا أبو نعيم الحافظ سنة ست وعشرين، ثنا
أبو عمرو محمد بن أحمد بن حمدان، [ص:238] ثنا أبو محمد عبد
الله بن محمد بن شيرويه، ثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، ثنا
عبدة بن سليمان، ثنا محمد بن إسحاق (ح) وأخبرنا إسماعيل بن
الفضل السراج، أنا عبد الرزاق بن أحمد أبو الفضل البقال، (ح)
وأخبرنا سعيد بن أبي الرجاء أبو الفرج، أنا عبد الواحد بن أحمد
المعلم قالا: أنا عبيد الله بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بن
جميل، أنا جدي إسحاق، ثنا أحمد بن منيع، ثنا يزيد بن هارون،
ثنا محمد بن إسحاق، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده رضي الله
عنه قال: لما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة
قام خطيباً فقال: ((يا أيها الناس لا حلف في الإسلام، وما كان
من حلف في الجاهلية لم يزده الإسلام إلا شدةً، المسلمون يد على
من سواهم يجير عليهم أدناهم ويرد سراياهم على قاعدهم، ولا يقتل
مسلم بكافر، دية الكافر نصف دية المؤمن، لا جنب ولا جلب تؤخذ
صدقات المسلمين في ديارهم)) .
هذا حديث محفوظ من حديث عمرو بن شعيب.
(1/237)
وقد روى محمد بن
إسحاق عن رجل عن آخر عن عمرو
450- أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن عبد الواحد بن زريق
القزاز ببغداد رحمه الله، أنا أبو بكر أحمد بن علي بن كاتب
الخطيب الحافظ، أخبرني الأزهري، ثنا عبد الرحمن بن عمر الخلال،
ثنا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، ثنا جدي قال: سمعت علياً
يعني ابن المديني يقول: إن حديث محمد بن إسحاق ليتبين فيه
الصدق، يروي مرة: حدثني أبو الزناد، ومرة: ذكر أبو الزناد،
وروى عن رجل عمن سمع منه يقول: حدثني سفيان بن سعيد، عن سالم
أبي النضر، عن عمر رضي الله عنه: صوم يوم عرفة. وهو من أروى
الناس عن أبي النضر، ويقول: حدثني الحسن بن دينار، عن أيوب عن
عمرو بن شعيب: في سلف وبيع، وهو من أروى الناس عن عمرو بن
شعيب.
(1/238)
وقد روى محمد بن
إسحاق بن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج ثم روى عن رجل عن آخر عنه
451- فيما أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن المقري إذناً
أن الخليل بن عبد الله الحافظ كتب إليه من قزوين قال: قال ابن
إدريس: كيف لا يكون محمد بن إسحاق ثقة، وقد سمع عبد الرحمن
الأعرج ويروي عنه، ثم يروي عن أبي الزناد عن الأعرج، ثم يروي
عن أبي الزناد عن أبيه عن الأعرج.
(1/239)
452- أخبرنا أبو طاهر رجاء بن [أبي] الفتح
محمد بن أحمد بن عمر السمسار وأبو القاسم الخضر بن الفضل بن
الخضر الغاري قالا: ثنا أبو الحسن علي بن القاسم بن إبراهيم
إملاء، ثنا أبو بكر أحمد بن علي الفقيه، ثنا القاسم بن أبي
صالح، ثنا محمد بن عمر، حدثني إسحاق، حدثني محمد بن عبد الله
الأصمعي قال: كان لأعرابي كلب وكان قصيراً وجعل يتبصبص حول
الأعرابي من الجوع فأنشأ الأعرابي يقول:
يشكو إلي الكلب شدة جوعه ... وبي مثل ما بالكلب أو بي أكثر
كأني أمير المؤمنين من الغنى ... وأنت إلى حين كأنك جعفر
آخر المجلس وصلى الله على محمد وآله.
(1/239)
مجلس آخر أملي يوم السبت السادس من جمادى
الآخرة سنة ثمان وأربعين وخمسمائة قال:
محمد بن سيرين يروي عن أبي المهلب
الجرمي ثم يروي عن رجل عن آخر عنه
453- أخبرنا أبو طاهر عبد الواحد محمد بن أحمد بن الهيثم
الصباغ الدشتج، أنا أبو سعد عبد الرحمن بن أحمد بن عمر الصفار،
وأبو بكر محمد بن عبد الله بن ريذة [ص:240] كلاهما سنة خمس
وثلاثين. (ح) وأخبرنا أبو غالب أحمد بن العباس الكوشيذي وأم
إبراهيم فاطمة بنت عبد الله بن أحمد بن القاسم بن عقيل
الجوزدانية رحمهما الله قالا: أنا أبو بكر بن ريذة قالا: أنا
أبو القاسم الطبراني، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني
عبيد الله بن عمر القواريري، ومحمد بن أبي بكر المقدمي قالا:
ثنا بشر بن المفضل، ثنا يونس بن عبيد، عن محمد بن سيرين، عن
أبي المهلب، عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: ((إن أخاكم النجاشي قد مات فقوموا فصلوا
عليه)) فصففنا كما يصف على الميت وصلينا عليه كما نصلي على
الميت.
هذا حديث صحيح أخرجه مسلم من حديث أيوب عن أبي قلابة عن أبي
المهلب، واختلف في اسم أبي المهلب وأبيه على وجوه، أصحها:
معاوية بن عمرو.
(1/239)
فأما روايته عن رجل
عن آخر عنه
454- فأخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد وجعفر بن عبد
الواحد الكاتب رحمهما الله قالا: أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم،
أنا عبد الله بن محمد أبو الشيخ، ثنا محمد بن العباس، ثنا أبو
الصباح محمد بن الليث، ثنا الأنصاري، ثنا أشعث، عن محمد بن
سيرين، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن أبي المهلب بن عمرو،
عن عمران بن الحصين رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه
وسلم صلى بهم فسها فلم يسجد ولم يسلم. كذا في هذه الرواية
والصحيح: ثم سجد ثم سلم.
غريب من حديث ابن سيرين عن خالد، لم نكتبه إلا من حديث محمد بن
عبد الله الأنصاري، والحديث صحيح على شرط مسلم أيضاً، أخرجه من
حديث ابن علية وعبد الوهاب الثقفي عن خالد.
(1/240)
النعمان بن سالم
الطايفي سمع أوس بن أوس
455- فيما أخبرنا أبو غالب الكوشيذي، أنا أبو بكر بن ريذة، أنا
الطبراني، ثنا محمد بن جعفر الرازي ومحمد بن عبدوس بن كامل
قالا: ثنا علي بن الجعد، (ح) وأخبرنا أبو علي الحداد، ثنا أبو
عمر بن مهرة، ثنا سليمان بن أحمد، ثنا عبد الله بن أحمد بن
حنبل، حدثني أبي رحمه الله، ثنا محمد بن جعفر قالا: ثنا شعبة،
عن النعمان بن سالم قال: سمعت أوس بن أوس الثقفي رضي الله عنه
يقول: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في وفد ثقيف فكنا في
قبة فذهب من كان فيها غيري وغير رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فجاء رجل يساره فقال: ((اذهب فاقتله)) ثم قال النبي صلى الله
عليه وسلم: ((يشهد أن لا إله إلا الله)) قال: بلى، ولكن يقولها
تعوذاً، فقال: ((ذره؛ أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله
إلا الله فإذا قالوها حرمت علي دماؤهم وأموالهم إلا بحقها)) .
هذا حديث مشهور من حديث شعبة، ومن حديث النعمان أيضاً، رواه عن
النعمان هكذا أيضاً سماك بن حرب، ورواه أبو يونس حاتم بن أبي
صغيرة عن النعمان عن عمرو بن أوس، عن أبيه، وهو وهم.
(1/241)
وقد روي عن النعمان
عن رجل عن آخر عن أوس حديث
456- أخبرنا أبو منصور محمد بن عبد الملك بن خيرون العطار فيما
كتب إلي من بغداد رحمه الله: أن أحمد بن علي بن مهدي أذن لهم،
أنا هلال الحفار، ثنا أحمد بن سليمان النجار، ثنا محمد بن يونس
-يعني الكديمي-، ثنا أبو عامر هو العقدي، ثنا شعبة، عن النعمان
بن سالم قال: سمعت رجلاً يقال له: عبد الرحمن جده أوس، عن
أبيه، عن جده رضي الله عنه قال: رأيت رسول الله يتوضأ فاستوكف،
قال: قلت: ما استوكف؟ قال: غسل يديه ثلاثاً، قال: ورأيت النبي
صلى الله عليه وسلم يصلي في نعليه. [ص:242] قال ابن مهدي، كذا
رواه الكديمي. وقوله: عن أبيه وهم؛ لأنه محفوظ عن شعبة، عن
النعمان، عن ابن عمرو بن أوس، عن جده، ليس فيه: عن أبيه، رواه
كذلك عن شعبة: أبو داود، والنضر، وعاصم بن علي، وعلي بن الجعد،
وآدم، وغندر، وابن مهدي، وابن أبي عدي، وغيرهم.
قال الإمام حرسه الله: فإن يخرج الحديث من هذه الترجمة يدخل في
ترجمة: من روى عن رجل ثم روى عن ولد ولده.
(1/241)
أبو عبيدة بن عبد
الله بن مسعود روى عن أبيه الكثير مع الاختلاف في سماعه منه
457- أخبرنا أبو منصور محمد بن عبد الله الشروطي، ثنا أبو نعيم
الحافظ، ثنا أبو بكر بن خلاد، ثنا الحارث بن أبي أسامة، ثنا
معاوية بن عمرو، ثنا أبو إسحاق، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن
أبي عبيدة، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: أتيت النبي صلى
الله عليه وسلم في يوم بدر فقلت: قتلت أبا جهل، قال: ((آلله
الذي لا إله إلا هو)) . قال قلت: آلله الذي لا إله إلا هو.
قال: ((آلله الذي لا إله إلا هو)) . [قال] : قلت: آلله الذي لا
إله إلا هو. قال: ((الله أكبر الحمد لله الذي صدق وعده ونصر
عبده وهزم الأحزاب وحده)) ، ثم قال: ((انطلق فأرنيه)) ،
فانطلقت فأتيناه، فقال: ((هذا فرعون هذه الأمة)) .
أبو إسحاق الأول هو: السبيعي، والذي يروي عن سفيان هو:
الفزاري، وأبو عبيدة قيل: اسمه عامر، وقيل: اسمه كنيته.
(1/242)
وقد روى عن أبي
عبيدة عن رجل عن آخر عن أبيه
458- أخبرنا الرئيس أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد
الشيباني رحمه الله ببغداد، أنا أبو طالب بن غيلان، أنا أبو
بكر محمد بن عبد الله الشافعي، ثنا أحمد بن محمد بن شيبة، ثنا
ابن زنجويه، ثنا ابن إشكاب الكوفي، ثنا إسماعيل بن إبراهيم أبو
[ص:243] يحيى التيمي، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن أبي
عبيدة، عن عبد الله بن سلمة، عن عبيدة، عن عبد الله رضي الله
عنه قال: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((يطلع
عليكم رجل من أهل الجنة)) فطلع أبو بكر رضي الله عنه ثم قال:
((يطلع عليكم رجل من أهل الجنة)) فطلع عمر رضي الله عنه. (ح)
قال الشافعي: كذا في كتاب الشيخ عن عمرو، عن أبي عبيدة، رواه
عبد الله بن عبد القدوس عن الأعمش عن عمرو عن عبد الله، وهو
ابن سلمة بكسر اللام، عن عبيدة -بفتح العين- وهو: السلماني.
(1/242)
أيوب السختياني روى
عن أبي صالح السمان
459- أخبرنا والدي رحمه الله إذناً أخبرنا أحمد بن محمد بن
عبيد الله الفقيه، ثنا أبو أحمد الهيثم بن محمد بن عبد الله،
ثنا أبو القاسم بن أيوب، ثنا زكريا بن يحيى الساجي، ثنا محمد
بن ميمون المكي، ثنا عبد المجيد بن عبد العزيز، ثنا معمر، عن
أيوب بن أبي تميمة، عن أبي صالح وسهيل بن أبي صالح، عن أبيه،
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: ((ليس فيما دون خمس أواق صدقة ولا فيما دون خمس ذود صدقة
ولا فيما دون خمسة أوسق صدقة)) .
هذا حديث صحيح المتن غريب الإسناد ولا أعرف لأيوب عن أبي صالح
إلا هذا الحديث، وحديثاً آخر اختلف في إسناده.
(1/243)
وقد روى عن أيوب عن
رجل عن آخر عن أبي صالح
460- أخبرنا أبو علي الحداد، ثنا أبو نعيم، ثنا سليمان بن
أحمد، ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، ثنا الحسن بن علي
الحلواني، ثنا سليمان بن حرب، ثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن
عبيد الله بن عمر، عن سمي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رضي الله
عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( [ما سبح الحاج
تسبيحة ولا كبر من تكبيرة إلا بشر بها بشرى)) .
(1/243)
461- وبهذا الإسناد عن أبي هريرة رضي الله
عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم] : ((العمرتان
تكفران ما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة)) ،
(ح) قال حماد: فلقيت عبيد الله فحدثني عن سمي، عن أبي صالح، عن
أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم. أظنه
يعني الحديث الأخير.
قال سليمان: لم يرو هذين الحديثين عن أيوب إلا حماد، ولا عن
حماد إلا سليمان، تفرد بهما الحسن.
(1/244)
462- أخبرنا [به] أبو علي الحداد، ثنا
الفضل بن محمد بن سعيد، ثنا أبو الشيخ، أنا عبد الرحمن بن محمد
بن حماد، ثنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله الجزري بالبصرة،
أنا سليمان بن حرب، ثنا حماد، عن أيوب، عن عبيد الله قال:
فلقيت عبيد الله فحدثني، عن سمي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة
رضي الله عنه قال: العمرة تكفر ما بينها وبين العمرة، والحج
المبرور ليس له جزاء إلا الجنة. وفي حديث أيوب: ((ما سبح الحاج
تسبيحة أو كبر تكبيرة إلا بشر بها تبشيرة)) .
(1/244)
463- أنشدني الأديب أبو عبد الله الحسن بن
عبد الملك الخلال رحمه الله لغيره قال: وأنشدني أيضاً:
اكسر دواتك واشتغل بالمحبره ... إن الوزارة منذ كانت مدبره
وزارتكم وزرٌ وإمرتكم إمر ... وليس لكم نهيٌ يطاع ولا أمر
آخر المجلس وصلى الله على محمد وآله.
(1/244)
مجلس آخر أملي يوم السبت الثالث عشر من
جمادى الآخرة سنة ثمان وأربعين وخمسمائة قال:
أسامة بن زيد الليثي روى عن القاسم
بن محمد وسمع منه ثم سمع من رجل عن آخر [عنه]
464- أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد رحمه الله سنة ست،
ثنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ، ثنا سليمان بن أحمد
الطبراني، ثنا حفص بن عمر بن الصباح الرقي، ثنا قبيصة بن عقبة،
ثنا سفيان الثوري، عن أسامة بن زيد، عن القاسم بن محمد، عن
عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
لا يسرد الكلام كسردكم، كان كلامه فصلاً يحفظه كل من سمعه.
(1/245)
465- أخبرنا الرئيس أبو القاسم هبة الله بن
محمد بن عبد الواحد بن الحصين الشيباني رحمه الله ببغداد، أنا
أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان، أنا أبو بكر
الشافعي، ثنا أحمد بن الحسين المديني، ثنا عبد الله بن عمر،
ثنا أبو أسامة، عن أسامة، (ح) قال الشافعي: وثنا محمد بن
إسماعيل السلمي واللفظ لروايته، ثنا ابن أبي مريم، ثنا ابن
فروخ، ثنا أسامة بن زيد، عن القاسم بن محمد، عن عائشة رضي الله
عنها قالت: كانت الصلاة ركعتين حين فرضت، فزيد في صلاة الحضر
ركعتين، فصارت أربعاً وتركت صلاة السفر كما هي.
هذا حديث مشهور له طرق، واختلف على أسامة في إسناده فروي عنه
هكذا، ورواه عبد الله بن موسى التيمي، عن أسامة، عن ربيعة بن
أبي عبد الرحمن [و] يحيى بن سعيد، عن القاسم.
(1/245)
فأما رواية أسامة عن
رجل عن آخر عن القاسم
466- فأخبرنا إسماعيل بن الفضل بن أحمد السراج، أنا أبو طاهر
محمد بن أحمد بن عبد الرحيم، أنا أبو الحسن الدارقطني الحافظ،
حدثني أبو الحسن محمد بن عبد الله بن زكريا النيسابوري، ثنا
أحمد بن شعيب النسائي، أخبرني محمد بن إسماعيل، ثنا إبراهيم بن
المنذر، حدثني عبد الله بن موسى -وأثنى عليه إبراهيم-، عن
أسامة بن زيد، عن محمد بن عبد الرحمن بن نوفل، عن ابن شهاب، عن
القاسم بن محمد قال: سمعت عائشة رضي الله عنها تقول: في بريرة
ثلاث سنن: أردت أن أشتريها فأعتقها فقال أهلها: لا نبيعها إلا
أن تشترطي لنا ولاءها، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم
فقال: ((ما بال أقوام يشترطون شروطاً ليست في كتاب الله تعالى
ولا سنة نبيه صلى الله عليه وسلم [إن كل شرط ليس في كتاب الله
تعالى ولا سنة نبيه صلى الله عليه وسلم] باطل، إنما الولاء لمن
أعتق)) ، فلما عتقت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((اختاري)) ، وكان لها زوج مملوك وتصدق عليها بصدقة لحم فقال
النبي صلى الله عليه وسلم: ((هو عليها صدقة ولنا هدية)) .
قال الدارقطني: هذا حديث غريب من حديث الزهري عن القاسم، وقد
سمع أسامة بن زيد من القاسم بعض هذا الحديث.
قال الإمام أبو موسى حفظه الله: ورواه حاتم بن إسماعيل عن
أسامة عن القاسم، لم يذكر بينهما أحداً.
(1/246)
467- أخبرنا به القاضي أبو الفرج رجاء بن
محمد بن أحمد بن روح، أنا عبد الرحمن بن محمد، أنا أبو حفص عمر
بن أحمد بن محمد الزعفراني، أنا أبو أحمد محمد بن أحمد بن
إبراهيم، ثنا موسى بن إسحاق، ثنا منجاب بن الحارث، أنا حاتم بن
إسماعيل، عن أسامة، عن القاسم، به نحوه.
(1/246)
وقد سمع أسامة من
نافع مولى ابن عمر وروى عنه الكثير ثم سمع من رجل عن آخر عنه
468- أخبرنا القاضي أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء بن أبي منصور
الصيرفي، أنا أبو أحمد عبد الواحد بن أحمد المعلم، أنا عبيد
الله بن يعقوب بن جميل، أنا جدي [ص:247] إسحاق بن إبراهيم بن
جميل، ثنا أحمد بن منيع، ثنا علي بن غراب، ثنا أسامة بن زيد،
عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى
الله عليه وسلم يذبح يوم النحر بالمصلى.
(1/246)
469- أخبرنا أبو الفضل جعفر بن عبد الواحد
الثقفي وأبو الفتح إسماعيل بن الفضل بن الإخشيد قالا: أنا أبو
طاهر محمد بن أحمد الكاتب، أنا عبد الله بن محمد أبو الشيخ،
ثنا يحيى بن صاعد، ثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، ثنا ابن
وهب، حدثني مالك وعبد الله بن عمر ويونس بن يزيد وأسامة بن
زيد، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: ((من حق المسلم أن لا يبيت ليلتين إلا
ووصيته مكتوبة عنده)) .
هذا حديث صحيح له طرق في الصحاح، ومن حديث أسامة أخرجه مسلم عن
هارون الأيلي عن ابن وهب عنه.
(1/247)
فأما روايته عن رجل
عن آخر عنه
470- فأخبرنا إسماعيل بن الفضل بن أحمد، أنا أبو طاهر بن عبد
الرحيم، أنا أبو الحسن الدارقطني، ثنا الحسين بن إسماعيل، وأبو
القاسم عثمان بن إسماعيل بن بكر السكري، ومحمد بن أحمد بن أسد
قالوا: حدثنا عبد الله بن شبيب، حدثني يحيى بن إبراهيم بن داود
بن أبي قتيلة، ثنا عبد الله بن موسى التيمي، ثنا أسامة بن زيد،
عن عبيد الله بن عمر، عن أيوب بن أبي تميمة، عن نافع، عن ابن
عمر رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((طعام
الواحد يكفي الاثنين وطعام الاثنين يكفي الأربعة)) .
(1/247)
عبيد الله بن عمر
العمري يروي عنه عن أبي صالح السمان
471- أخبرنا أبو الفتح محمد بن عبد الله العطار الخرقي إذناً
أن أبا نعيم أجاز له، أنا علي بن أحمد المقدسي، ثنا محمد بن
عبيد بن عامر، ثنا عصام بن يوسف، (ح) قال [ص:248] أبو نعيم:
وثنا أبو محمد عمر بن محمد بن عبد الصمد المقري ببغداد، ثنا
البغوي، ثنا عبيد الله العيشي قالا: ثنا حماد بن سلمة، ثنا
عبيد الله بن عمر وسهيل بن أبي صالح، عن أبي صالح، عن أبي
هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
((منبري هذا على ترعة من ترع الجنة، وما بين منبري وحجرتي روضة
من رياض الجنة)) .
هذا حديث ثابت مشهور له طرق وهذا الطريق غريب.
(1/247)
وقد روى عبيد الله
عن رجل عن آخر عن أبي صالح
472- أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد سنة ست، ثنا أبو
نعيم الحافظ، ثنا سليمان بن أحمد، ثنا علي بن سعيد الرازي، ثنا
عبد العزيز بن يحيى، ثنا سليمان بن بلال، عن عبيد الله بن عمر،
عن سهيل بن أبي صالح، عن سمي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رضي
الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((العمرة إلى
العمرة كفارة لما بينهما وليس للحج المبرور جزاء إلا الجنة)) .
قال سليمان: لم يدخل فيه سهيلاً بين سمي وعبيد الله إلا سليمان
بن بلال، تفرد به عبد العزيز.
قال أبو نعيم: ورواه حماد بن سلمة عن عبيد الله عن سمي، وتابعه
زمعة وعبد الله بن سعيد بن أبي هند عن عبد الله. وقال إسماعيل
بن زكريا: عن عبيد الله عن أبي صالح.
(1/248)
سليمان بن بلال قيل
لقي الزهري وقد روى عن رجل عن آخر عنه
473- أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد المقري إذناً: أن الخليل بن
عبد الله بن أحمد أبا يعلى القزويني الحافظ كتب إليه: حدثني
أبو مسلم غالب بن علي، أنا محمد بن [ص:249] عبد الله الأبهري
بإفادة ابن بكير، ثنا بكر بن محمد بن العلاء، ثنا أحمد بن
مضارب الكلبي، ثنا أبي، عن محمد بن عمر، عن سليمان بن بلال،
ثنا ربيعة بن أبي عبد الرحمن قال: سمعت ذاك الفتى مالكاً، عن
الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((رأيت عمرو بن لحي يجر
قصبه في النار، وهو أول من سيب السوائب)) . (ح) قال سليمان:
وحدثني به مالك، عن الزهري ويحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب
قال محمد بن عمر: ثم سمعته من مالك.
صحيح متفق عليه من حديث الزهري، غريب جداً من حديث ربيعة، عن
مالك.
(1/248)
474- أخبرنا أبو طاهر رجاء بن محمد بن أحمد
بن عمر السمسار، وأبو القاسم الخضر بن الفضل بن الخضر الغازي
رحمهما الله قالا: ثنا علي بن القاسم بن إبراهيم أبو الحسن
الخياط، ثنا أبو الطيب أحمد بن محمد الوزيري النيسابوري قدم
علينا الري، ثنا عبد الله بن عدي الحافظ، ثنا إبراهيم بن إسحاق
بن عمر السمرقندي بمصر، ثنا أبو عبيد الله بن أخي ابن وهب قال:
سمعت الشافعي رحمه الله يقول:
وأنطقت الدراهم بعد صمت ... أناساً بعد ما كانوا سكوتا
فما عطفوا على أحد بفضل ... ولا عرفوا لمكرمة بيوتا
آخر المجلس وصلى الله على سيدنا محمد وآله.
(1/249)
مجلس آخر أملي يوم السبت العشرين من جمادى
الآخرة سنة ثمان وأربعين وخمسمائة قال:
يحيى بن أبي كثير اليمامي يروي عن
أبي سلمة بن عبد الرحمن الكثير واشتهر سماعه منه ثم روى عن رجل
عن آخر عنه
475- أخبرنا القاضي أبو منصور محمد بن عبد الله بن عبد الواحد
بن مندويه الشروطي -رحمه الله-، ثنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله
بن أحمد بن إسحاق الحافظ، [ص:250][أنا] أبو بكر أحمد بن يوسف
بن خلاد النصيبي العطار ببغداد، ثنا أبو محمد بن الحارث بن
محمد بن أبي أسامة التميمي، ثنا عبد الله بن بكر، ثنا هشام بن
أبي عبد الله، عن يحيى بن أبي كثير، أن أبا سلمة قال: سمعت أبا
هريرة -رضي الله عنه- يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول: ((اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر، وعذاب النار، وفتنة
المحيا والممات، وشر المسيح الدجال)) .
هذا حديث صحيح أخرجه أبو عبد الله البخاري في صحيحه عن مسلم بن
إبراهيم، عن هشام، وأورده مسلم بن الحجاج في الصحيح نازلاً عن
أبي موسى عن ابن أبي عدي، عن هشام، فكأن شيخ شيخي سمعه من
مسلم.
(1/249)
476- أخبرنا أبو القاسم غانم بن محمد بن
عبيد الله الخرقي -رحمه الله-، ثنا أحمد بن عبد الله الحافظ
قراءة عليه، (ح) قال غانم: وأخبرنا أبو عبد الله الحسين بن
إبراهيم الضبي الجمال إجازة، (ح) وأخبرنا أبو علي الحسن بن
أحمد الحداد المقري، ثنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله قالا: ثنا
أبو محمد عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس، ثنا أبو بشر يونس
بن حبيب، ثنا أبو داود سليمان بن داود الطيالسي، ثنا حرب بن
شداد، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة -رضي
الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((إن الله
تبارك وتعالى يغار، وإن المؤمن يغار، وغيرة الله عز وجل أن
يأتي المؤمن ما حرم عليه)) .
وهذا أيضاً صحيح متفق عليه من حديث يحيى بن أبي كثير، وأخرجه
مسلم عن أبي موسى عن أبي داود هذا عن أبان بن يزيد وحرب بن
شداد معاً عن يحيى بن أبي كثير.
(1/250)
فأما روايته عن رجل
عن آخر عن أبي سلمة
477- فأخبرنا أبو الفتح إسماعيل بن الفضل بن أحمد بن الإخشيد،
أنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن عبد الرحيم، أنا أبو الحسن علي
بن عمر الدارقطني الحافظ، ثنا عبد الله بن أحمد الدمشقي، حدثنا
أحمد بن عبيد بن ناصح، ثنا علي بن محمد بن أبي سيف، ثنا عكرمة
بن إبراهيم، حدثني هشام بن أبي عبد الله الدستوائي، عن [ص:251]
يحيى بن أبي كثير، حدثني أيوب بن عتبة، عن الزهري، عن أبي
سلمة، عن أبي هريرة -رضي الله عنه-أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال: ((من أدرك من الصلاة ركعة فقد أدرك الصلاة)) .
(1/250)
طريق آخر ليحيى أيضاً كذلك
478- أخبرنا إسماعيل بن الفضل، أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم،
أنا الدارقطني، ثنا أبو علي الصواف، ثنا محمد بن عثمان، ثنا
يحيى بن عبد الحميد، ثنا ابن المبارك، عن الأوزاعي، عن يحيى بن
أبي كثير، حدثني هلال بن أبي ميمونة، حدثني عطاء بن يسار: أن
أبا سلمة بن عبد الرحمن حدثه أن عبد الله بن سلام -رضي الله
عنه- حدثه، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه. وقبله قال:
تذاكرنا بيننا فقلنا: أيكم يأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم
يسأله: أي الأعمال أحب إلى الله عز وجل؟ فهبنا أن يقوم منا
أحد، فأرسل إلينا النبي صلى الله عليه وسلم حتى جمعنا رجلاً
رجلاً، فجعل بعضنا يشير إلى بعض، فقرأ علينا رسول الله صلى
الله عليه وسلم: {سبح لله ما في السموات وما في الأرض وهو
العزيز الحكيم، يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون} ،
فتلاها من أولها إلى آخرها، قال: فتلاها علينا ابن سلام من
أولها إلى آخرها، قال هلال: فتلاها علينا عطاء، قال يحيى:
فتلاها علينا هلال من أولها إلى آخرها، قال الأوزاعي: فتلاها
علينا يحيى من أولها إلى آخرها.
هذا حديث مختلف في إسناده قد تقدم [شرحه] .
(1/251)
يحيى بن أبي كثير
روى عنه عن سعيد بن المسيب وقد روى عن رجل عن آخر عنه
479- أخبرنا أبو علي الحداد، ثنا أبو نعيم الحافظ، ثنا سليمان
بن أحمد الطبراني، ثنا عبد الرحمن بن خلاد الدورقي، ثنا سعدان
بن زكريا الدورقي، ثنا إسماعيل بن يحيى التيمي، عن سفيان، عن
أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي -رضي الله عنه- والأوزاعي، عن
يحيى بن أبي كثير، عن سعيد بن المسيب، عن علي وابن جريج، عن
[ص:252] أبي الزبير، عن جابر -رضي الله عنه- قالا: قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: ((بني الإسلام على ثلاثة: أهل لا إله
إلا الله، لا تكفروهم بذنب ولا تشهدوا عليهم بشرك، ومعرفة
المقادير خيرها وشرها من الله عز وجل، والجهاد ماض إلى يوم
القيامة مذ بعث الله عز وجل محمداً صلى الله عليه وسلم إلى آخر
عصابة من المسلمين حتى تقوم الساعة، ولا ينقص ذلك جور جائر ولا
عدل عادل)) .
قال سليمان: لم يروه عن الثوري والأوزاعي، وابن جريج إلا
إسماعيل.
[قال] الإمام أبو موسى -حرسه الله-: ولا أعرف ليحيى عن سعيد بن
المسيب غير هذا الحديث
(1/251)
فأما ما رواه عن رجل
عن آخر عن سعيد
480- فأخبرنا إسماعيل بن الفضل المقري، أنا محمد بن أحمد
الكاتب، أنا علي بن عمر الحافظ، حدثني أبو الحسن محمد بن عبد
الله بن زكريا النيسابوري بمصر، ثنا إسحاق بن إبراهيم بن يونس
البغدادي، ثنا الحسين بن علي بن يزيد الصدائي، ثنا محمد بن عمر
هو الواقدي، ثنا عصام بن عمر بن حفص بن عاصم، عن أيوب بن عتبة،
عن يحيى بن أبي كثير، عن معمر بن راشد، عن الزهري، عن سعيد بن
المسيب، عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، عن النبي صلى الله عليه
وسلم قال: ((لا فرع ولا عتيرة)) .
هذا حديث مشهور عن الزهري غريب عن هذا الوجه عنه.
(1/252)
يحيى بن أبي كثير
روى عن الزهري أحاديث ثلاثة أو نحوها وروى عن أصحاب الزهري ثم
روى عن أصحاب أصحابه
481- أخبرنا الحسن بن أحمد المقري في كتابه، ثنا أحمد بن عبد
الله الحافظ، ثنا سليمان بن أحمد الطبراني، ثنا أحمد هو ابن
يحيى بن زهير، ثنا محمد بن إدريس [ص:253] الرازي، ثنا محمد بن
يزيد بن سنان، حدثني يحيى بن أبي كثير، ثنا ابن شهاب أن عباد
بن أويس حدثه: أنه سمع أبا هريرة -رضي الله عنه- يقول: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تفضل صلاة الجماعة على صلاة
الرجل وحده خمساً وعشرين درجة)) .
كذا رواه هذا الشيخ، وقال غيره: عن يحيى بن أبي كثير عن محمد
بن عبد الرحمن الزهري عن عباد.
(1/252)
فأما روايته عن رجل
عن آخر عنه
482- فأخبرنا أبو الفتح السراج، أنا أبو طاهر الكاتب، ثنا علي
بن عمر الحافظ، ثنا الحسن بن الخضر المعدل بمكة، ثنا أبو
الطاهر محمد بن أحمد بن عثمان المديني بمصر، ثنا يحيى بن درست،
ثنا أبو إسماعيل القناد، ثنا يحيى بن أبي كثير، عن الأوزاعي،
عن مالك بن أنس، عن الزهري، عن عروة، عن عمرة، عن عائشة -رضي
الله عنها- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تقطع -يعني
اليد- إلا في ربع دينار فصاعداً)) .
وقد تقدم رواية يحيى عن عروة بن الزبير، ثم عن رجل عن آخر عنه.
(1/253)
أيوب بن عتبة
اليمامي روى عن الزهري أحاديث وروى عن رجل عن آخر عنه
483- أخبرنا أبو منصور محمود بن إسماعيل بن محمد الصيرفي
بقراءة والدي عليه -رحمهما الله- سنة أربع وخمسمائة وأنا حاضر،
أنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن شاذان الأعرج الأديب إذناً،
أنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن محمد بن فورك القباب المقري،
ثنا أبو بكر أحمد بن عمرو بن أبي عاصم النبيل القاضي، ثنا
يعقوب بن حميد، ثنا عبد الله بن نافع، عن يعقوب بن المرار، عن
أيوب بن عتبة، عن ابن شهاب: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال: ((أشار علي جبريل -عليه السلام- باليمين مع الشاهد)) .
(1/253)
فأما روايته عن رجل
عن آخر عن الزهري
هي التي ذكرناها آنفاً في ترجمة يحيى بن أبي كثير، عن معمر عن
الزهري، عن سعيد بن المسيب.
(1/253)
484- أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد
المقري بقراءة والدي عليه -رحمه الله-، أنا أبو سعد إسماعيل بن
علي بن الحسين السمان الرازي قدم علينا سنة خمس وأربعين، قال:
قرأت على أبي علي الحسن بن القاسم بن الحسين بن العلاء الخلال:
حدثكم أحمد بن عبد الله بن محمد صاحب أبي صخرة، ثنا علي بن
مسلم الطوسي، ثنا سيار بن حاتم، ثنا عبيد الله بن عبد الله أبو
عاصم العباداني، ثنا الفضل الرقاشي قال: ما زال لقمان -عليه
السلام- يعظ ابنه حتى انشقت مرارته فمات.
(1/254)
485- أخبرنا أبو علي هذا، أنا أبو سعد
السمان، قال: قرأت على أبي إسحاق بن إبراهيم بن أحمد بن محمد
الطبري المقري، أنشدكم أحمد بن عبد الرحمن بن محمد أبو بكر،
أنشدنا الربيع بن سليمان، أنشدنا الشافعي -رضي الله عنه-:
ولم أر مثل الفقر أوضع للفتى ... ولم أر مثل المال أرفع للغسل
ولم أر عزاً مثل عز عشيرة ... ولم أر ذلاً مثل نأي عن الأهل
ولم أر إعداماً أشد على الفتى ... إذا عاش بين الناس من عدم
العقل
آخر المجلس وصلى الله على سيدنا محمد وآله.
(1/254)
مجلس آخر أملي يوم السبت السابع والعشرين
من جمادى الآخرة سنة ثمان وأربعين وخمسمائة قال:
عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي إمام
أهل الشام سمع من الزهري أحاديث كثيرة، ثم روى عن رجل عن آخر
عنه
486- أخبرنا أبو غالب أحمد بن العباس بن محمد الكوشيذي قراءة
عليه سنة أربع وخمسمائة وأنا حاضر، أنا أبو بكر محمد بن عبد
الله الضبي الأديب، ثنا أبو القاسم الطبراني الحافظ، ثنا أحمد
بن المعلى الدمشقي، ثنا العباس بن عثمان المعلم، (ح) وأخبرنا
أبو علي الحسن بن أحمد الحداد سنة خمس، ثنا أبو نعيم الحافظ،
ثنا سليمان بن أحمد الطبراني، ثنا هاشم بن مرثد الطبراني، ثنا
صفوان بن صالح قالا: ثنا الوليد بن مسلم، ثنا [ص:255]
الأوزاعي: حدثني ابن شهاب، عن محمود بن الربيع الأنصاري -رضي
الله عنه- قال: عقلت مجة مجها رسول الله صلى الله عليه وسلم في
وجهي من دلو معلقة في دارنا.
(1/254)
487- قال: وحدثني عتبان بن مالك -رضي الله
عنه- قال: قلت: يا رسول الله، إن بصري قد ساء وإن الأمطار إذا
اشتدت سال وحال الوادي بيني وبين الصلاة في مسجد قومي، فلو
صليت في منزلي مكاناً أتخذه مصلى؟ فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: ((نعم)) فغدا علي رسول الله صلى الله عليه وسلم
ومعه أبو بكر -رضي الله عنه- فاستأذنا، فأذنت لهما، فما جلس
حتى قال: ((أين تحب أن أصلي من منزلك؟)) ، فأشرت له إلى ناحية،
فتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم وصففنا خلفه فصلى، وحبسنا
رسول الله صلى الله عليه وسلم على خزيرة صنعناها له.
هذا لفظ حديث أبي غالب، وهو صحيح ثابت من حديث الزهري، أخرجه
البخاري ومسلم من عدة طرق عنه، وأخرج مسلم فيما أخرج عن إسحاق
بن راهويه، عن الوليد هذا.
(1/255)
فأما ما رواه عن رجل
عن آخر عنه
488- فأخبرنا إسماعيل بن الفضل أبو الفتح التاجر، أنا أبو طاهر
محمد بن أحمد بن عبد الرحيم، أنا علي بن عمر الحافظ، ثنا محمد
بن إسماعيل الفارسي، ثنا أبو زرعة الدمشقي، حدثني معن بن
الوليد بن هشام وجنادة بن محمد المديني قالا: ثنا مخلد بن
الحسين، عن الأوزاعي، عن سليمان بن حبيب المحاربي قال: قال لي
عمر بن عبد العزيز: ما أتاك به ابن شهاب يسنده فاشدد يديك به.
(1/255)
وروي عن الأوزاعي عن
القاسم بن محمد بن أبي بكر وعن الأوزاعي عن رجل عن آخر عن
القاسم
489- أخبرنا الرئيس أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد
بن الحصين بقراءتي عليه ببغداد -رحمه الله-، أنا أبو طالب محمد
بن محمد بن إبراهيم بن غيلان، أنا أبو بكر محمد بن عبد الله
الشافعي، ثنا أبو شعيب عبد الله بن الحسن الحراني، قال: وجدت
في كتابي، عن البابلتي يعني يحيى بن عبد الله، عن الأوزاعي، عن
محمد بن الوليد، عن نافع أن القاسم أخبره، عن عائشة -رضي الله
عنها- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى المطر قال:
((اللهم اجعله صيباً هنيئاً)) .
(1/256)
490- (ح) وبه قال: أخبرنا الشافعي حدثني
ابن ياسين، ثنا علي بن داود، ثنا الحارث بن سليمان، ثنا عقبة
بن علقة، حدثني الأوزاعي، عن الزهري أخبرني نافع أن القاسم
أخبره، عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنها:
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان، مثله.
(1/256)
491- وأخبرنا هبة الله، أنا ابن غيلان، أنا
أبو بكر الشافعي، ثنا أبو أحمد محمد بن محمد المقري الشطوي،
ثنا ميمون بن الأصبع، ثنا أبو مسهر، ثنا إسماعيل بن عبد الله
يعني ابن سماعة، ثنا الأوزاعي قال: قال رجل: عن نافع مولى ابن
عمر: أن القاسم أخبره، عن عائشة -رضي الله عنها- أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم، وذكر مثله.
هذا حديث مختلف في إسناده؛ رواه عيسى بن يونس وأبو المغيرة، عن
الأوزعي، عن القاسم نفسه قال موسى بن هارون الحافظ: إن كان ضبط
عيسى الإسناد فهو غريب قال: والمعروف عن الأوزاعي، عن نافع، عن
القاسم، وقيل: عن الأوزاعي، عن الزهري، عن القاسم، وهو صحيح من
حديث نافع عن القاسم. قال البخاري في الصحيح: ورواه الأوزاعي،
عن نافع.
(1/256)
الإمام أبو عبد الله
محمد بن إدريس المطلبي الشافعي رضي الله عنه سمع من مالك بن
أنس الكثير وقرأ عليه الموطأ ثم روى عن رجل عن آخر عنه
492- كتب إلي أبو بكر عبد الغفار بن محمد بن الحسين الجنابذي
من نيسابور، أن أبا بكر أحمد بن الحسن بن أحمد الجرشي، أخبرهم،
(ح) وقرأته على الإمام والدي -رحمه الله- وعلى غيره قالا: أنا
أبو الحسن الرئيس، ثنا أبو بكر الحيري، ثنا أبو العباس الأصم،
ثنا الربيع بن سليمان، أنا الشافعي، أنا مالك، عن نافع، عن ابن
عمر -رضي الله عنهما- أنه طلق امرأته وهي حائض في زمان رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال عمر -رضي الله عنه-: فسألت رسول
الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال: ((مره فليراجعها، ثم
ليمسكها حتى تطهر، ثم تحيض، ثم تطهر، فإن شاء أمسكها، وإن شاء
طلقها قبل أن تمس، فتلك العدة التي أمر الله تبارك وتعالى أن
تطلق لها النساء)) .
هذا حديث عال من حديث الشافعي صحيح من حديث مالك، أخرجه
البخاري ومسلم، عن أصحابه.
(1/257)
فأما روايته عن رجل
عن آخر عن مالك
493- فأخبرنا هبة الله بن عبد الله بن أحمد الواسطي الشروطي
بقراءتي عليه بكرخ بغداد في درب السلولي -رحمه الله-، أنا أبو
بكر أحمد بن علي بن ثابت الحافظ، أنا أبو بكر الجرشي، ثنا أبو
العباس محمد بن يعقوب، أنا الربيع المرادي، (ح) قال أبو بكر:
وأخبرنا أبو سعد إسماعيل بن علي بن الحسن الإستراباذي ببيت
المقدس، ثنا محمد بن عبد الله الحافظ، ثنا محمد بن يعقوب، أنا
الربيع، أخبرنا الشافعي، أنا الثقة، عن عبد الله بن الحارث إن
لم أكن سمعته من عبد الله، عن مالك بن أنس، عن يزيد بن قسيط،
عن سعيد بن المسيب: أن عمر وعثمان -رضي الله عنهما- قضيا في
الملطاة بنصف دية الموضحة.
قد تقدم شرح الحديث.
(1/257)
حجاج بن محمد الأعور
رأى علي بن أبي طلحة وروى عن رجل عن آخر عنه
494- كتب إلي أبو منصور محمد بن عبد الملك بن خيرون العطار من
بغداد، أن أبا بكر بن مهدي أذن لهم قال: أنبأنا أبو الحسن بن
رزقويه، أنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا عبد الله بن أحمد بن
حنبل، حدثني أبي رحمه الله، ثنا حجاج، ثنا ليث حدثني معاوية بن
صالح، عن علي بن أبي طلحة، قال حجاج: وقد رأيت علي بن أبي طلحة
يعني فيما أظن حديثه، عن ابن عباس -رضي الله عنهما- في تفسير
قوله تعالى: {سيهزم الجمع ويولون الدبر} قال: يوم بدر.
(1/258)
منصور بن المعتمر
يروي عن إبراهيم بن يزيد النخعي الكثير ثم يروي عن رجل عن آخر
عنه
495- أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد بقراءة والدي عليه
-رحمهما الله- سنة سبع، ثنا أبو عمر عبد الوهاب بن محمد بن
مهرة، ثنا سليمان بن أحمد الحافظ، ثنا جعفر بن محمد القلاسي،
ثنا آدم ابن أبي إياس، (ح) قال سليمان: وثنا علي بن عبد
العزيز، ثنا مسلم بن إبراهيم قالا: ثنا شعبة، عن منصور، عن
إبراهيم، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن رجل من أصحاب النبي صلى
الله عليه وسلم ورضي عنهم: أن المشركين قالوا للمسلمين: علمكم
محمد كل شيء حتى الخراءة، قال: أجل، أمرنا أن لا نستقبل القبلة
بفروجنا، ولا نستنجي بأيماننا وأن نستنجي بثلاثة أحجار ولا
نستنجي بعظم ولا رجيع.
هكذا رواه شعبة ولم يسم الرجل، ورواه الثوري وغيره فقالوا:
سلمان الفارسي.
(1/258)
496- أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم
التاجر -رحمه الله-، أنا عبد الرحمن بن محمد، أنا أبو طاهر بن
سلمة، أنا أبو بكر بن الفافا، أنا ابن أبي حاتم، ثنا صالح بن
أحمد، ثنا علي، يعني ابن المديني، قال: سمعت عبد الرحمن يعني
ابن مهدي، قال: سمعت سفيان وذكر منصوراً يوماً فقال: ربما حدث
عن رجلين، عن إبراهيم، كأنه يقول: لا يرسل شيئاً.
(1/259)
497- أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد
بن عبد الواحد القزاز ببغداد -رحمه الله- بقراءتي عليه، أنا
أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت، أخبرنا أبو الفضل -يعني محمد بن
الحسين القطان-، أنا عثمان بن أحمد الدقاق، ثنا محمد بن إسحاق
السراج، قال: سمعت إبراهيم بن السري السقطي، يقول: مرض أبو
المغيرة القاص فبعث إلى أبي بالسلام فقال أبي: أقرئه السلام
وقل له: ليس من حمد الله على سيلان الصديد كمن حمده على أكل
الثريد، قال: فوقع من أبي المغيرة ذلك الكلام بالموقع، فما
أظهر ما به حتى مات.
(1/259)
498- وأخبرنا أبو منصور، أنا أبو بكر، أنا
محمد بن علي بن مخلد الوراق، أنا أحمد بن محمد بن عمران،
أنشدنا الحسين بن إسماعيل المحاملي، أنشدنا أبو عبادة البحتري:
إذا المرء لم يرض ما أمكنه ... ولم يأت من أمره أزينه
وأعجب بالعجب فاقتاده ... وتاه به التيه فاستحسنه
فدعه فقد ساء تدبيره ... سيضحك يوماً ويبكي سنه
آخر المجلس وصلى الله على محمد وآله.
(1/259)
مجلس آخر أملي يوم السبت الخامس من شهر
الله الأصم رجب سنة ثمان وأربعون وخمسمائة قال:
معمر بن راشد أبو عروة الصنعاني من
كبار أصحاب الزهري المعروفين بالسماع منه المكثرين عنه وقد روى
عن رجل عن آخر عنه
499- أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد بقراءة والدي عليه
-رحمهما الله- سنة أربع وخمسمائة، في ذي الحجة وأبو القاسم
غانم بن أبي نصر البرجي سنة سبع قالا: ثنا أبو نعيم أحمد بن
عبد الله الحافظ، ثنا أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني، ثنا
إسحاق بن إبراهيم الدبري، أنا عبد الرزاق بن همام، أنا معمر بن
راشد، عن الزهري أخبرني أنس بن مالك -رضي الله عنه- أن ناساً
من الأنصار يوم حنين حين أفاء الله تعالى على رسوله صلى الله
عليه وسلم أموال هوازن، طفق النبي صلى الله عليه وسلم يعطي
رجالاً من قريش المائة من الإبل كل رجل منهم، فقالوا: يغفر
الله تعالى لرسوله، يعطي قريشاً ويتركنا، وسيوفنا تقطر من
دمائهم، قال أنس: فحدث رسول الله صلى الله عليه وسلم بمقالتهم
فأرسل إلى الأنصار فجمعهم في قبة من أدم، ولم يدع معهم أحداً
غيرهم، فلما اجتمعوا جاءهم رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فقال: ((ما حديث بلغني عنكم)) . فقالت الأنصار: أما ذوو رأينا
فلم يقولوا شيئاً، وأما أناس حديثة أسنانهم فقالوا: كذا وكذا
للذي قالوا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إنما أعطي
رجالاً حدثاء عهد بكفر أتألفهم -أو قال: أستألفهم- أفلا ترضون
أن يذهب الناس بالأموال وترجعون برسول الله صلى الله عليه وسلم
إلى رحالكم، فوالله لما تنقلبون به خير مما ينقلبون)) ،
فقالوا: يا رسول الله، رضينا، فقال لهم رسول الله صلى الله
عليه وسلم: ((ستجدون بعدي أثرة شديدة، فاصبروا حتى تلقوا الله
عز وجل ورسوله، فإني فرطكم على الحوض)) ، قال أنس: فلم يصبروا.
هذا حديث ثابت متفق على صحته من حديث الزهري، ومن رواية معمر
عنه، أخرجه البخاري في صحيحه عن عبد الله بن محمد عن هاشم
الصنعاني عنه، كأن شيخي سمعه من صاحب البخاري.
(1/260)
500- قرأت على أبي بكر أحمد بن علي بن موسى
الأديب -رحمه الله- في منزلي، أخبركم أحمد بن الفضل إذناً، ثنا
أبو منصور بن محمد بن عبد العزيز الخبري، ثنا أبو أحمد محمد بن
أحمد بن إبراهيم، ثنا ابن الخليل، ثنا الحسين بن مهدي الأبلي،
ثنا عبد الرزاق، أنا ابن المبارك، قال: حفاظ علم الزهري ثلاثة:
معمر، ومالك، وابن عيينة، فإذا اختلفوا أخذنا بقول رجلين منهم.
(1/261)
501- (ح) وبه قال: أبو أحمد، ثنا عبد
الرحمن بن داود، ثنا عبد الرحمن بن عمرو هو أبو زرعة الدمشقي،
حدثني عبيد الله بن النضر، عن عفان بن مسلم، عن حماد بن سلمة
قال: لما رحل معمر إلى الزهري نبل، فكنا نسميه: معمر الزهري.
(1/261)
502- (ح) قال أبو أحمد وذكوان: عن يحيى بن
معين قال: معمر أثبت من ابن عيينة في الزهري.
(1/261)
503- أخبرنا أبو علي الحداد، ثنا أبو نعيم
الحافظ، ثنا أحمد بن جعفر، ثنا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي،
ثنا عبد الرزاق، عن معمر قال: ما رأيت مثل الزهري في وجهه قط
-يعني الحديث- ولا مثل حماد بن أبي سليمان في وجهه -يعني
الرأي-.
(1/261)
504- (ح) وبه قال: ثنا عبد الرزاق قال:
سمعت معمراً يقول: كنا نرى، أنا قد أكثرنا عن الزهري حتى قتل
الوليد، فإذا الدفاتر قد حملت على الدواب من خزانته يقول: من
علم الزهري.
(1/261)
505- (ح) وبهذا الإسناد قال: ثنا عبد
الرزاق، ثنا معمر، قال: أتيت الزهري بالرصافة، فلم يكن أحد
يسأله عن الحديث، فكان يلقي علي.
(1/261)
فأما ما رواه معمر
عن رجل عن آخر عن الزهري
506- فأخبرنا الحسن بن أحمد بن الحسن المقري، إذناً، ثنا أحمد
بن عبيد الله، ثنا محمد بن حميد بن سهيل، حدثني أحمد بن سليمان
النجاد، ثنا أحمد بن علي الأبار، ثنا حازم بن يحيى الحلواني،
ثنا محمد بن أبي السري، ثنا عبد الرزاق، أنا معمر، عن ابن
المبارك، عن يونس، عن الزهري، عن نبهان مولى أم سلمة، عن أم
سلمة -رضي الله عنها- قالت: دخلت علي وعلى عائشة ابن أم مكتوم
-رضي الله عنهما- فقال لنا [ص:262] رسول الله صلى الله عليه
وسلم: ((احتجبا منه)) فقلت: يا رسول الله، إنه أعمى، قال:
((أفعمياوان أنتما؟ ألستما تريانه؟!)) .
(1/261)
507- أخبرنا أبو غالب الكوشيذي أحمد بن
العباس عالياً، أنا أبو بكر بن ريذة، أنا أبو القاسم الطبراني،
ثنا علي بن عبد العزيز، ثنا عارم، (ح) قال أبو القاسم: وحدثني
عبيد بن غنام، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة قالا: ثنا ابن المبارك
نحوه، إلا أنه ذكر مكان عائشة ميمونة. فعلى هذا كأني سمعت
الأول من أحمد بن علي الأبار، وتوفي سنة تسعين ومائتين من نحو
ثمان وخمسين ومائتي سنة.
وهو حديث مشهور بيونس بن يزيد عن الزهري، وبابن المبارك عن
يونس، غريب من حديث معمر عن ابن المبارك، عزيز الوجود لا أعرفه
إلا من هذا الوجه.
ورواه ابن وهب عن يونس فقال أيضاً: أم سلمة وميمونة. وروي من
حديث سليمان التيمي عن أبي عثمان، عن أسامة بن زيد قال: كانت
عائشة وحفصة. فالله تعالى أعلم.
(1/262)
حماد بن زيد يروي
الكثير عن أيوب السختياني ثم روى عن رجل عن آخر عنه
508- أخبرنا أبو علي الحداد سنة أربع وغانم بن أبي نصر سنة سبع
قالا: ثنا أحمد بن عبد الله الحافظ، (ح) وأخبرنا غانم البرجي،
أنا أبو عبد الله الجمال كتابة، قالا: ثنا عبيد الله بن جعفر،
ثنا يونس بن حبيب أبو بشر، ثنا سليمان بن داود، أبو داود
الطيالسي، ثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن ابن سيرين، عن أبي
هريرة -رضي الله عنه- قال: نهي عن التخصر في الصلاة.
التخصر: وضع اليد على الخصر أو على الخاصرة، وروي أنه من فعل
اليهود.
(1/262)
509- أخبرنا أبو علي الحداد، ثنا أحمد بن
عبد الله الحافظ، ثنا محمد بن أحمد [ص:263] بن علي بن مخلد،
ثنا إبراهيم بن الهيثم البلدي، ثنا آدم بن أبي إياس، (ح) قال
أحمد: وثنا حبيب بن الحسن، ثنا يوسف القاضي، ثنا سليمان بن حرب
قالا: ثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن أبي عثمان، عن أبي موسى
رضي الله عنه قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في
مسير فقال: ((يا عبد الله بن قيس ألا أدلك على كنز من كنوز
الجنة: لا حول ولا قوة إلا بالله)) .
رواه ابن وهب عن الحارث بن نبهان، عن أيوب، وهو حديث ثابت صحيح
من وجوه.
(1/262)
فأما ما رواه حماد
عن رجل عن آخر عن أيوب
510- فأخبرنا أبو غالب أحمد بن العباس الكوشيذي، أنا محمد بن
عبد الله الضبي، أنا سليمان بن أحمد الحافظ، ثنا أحمد بن
القاسم بن مساور والحسن بن علي الفسوي، (ح) وأخبرنا أبو علي
الحداد، أنا أحمد بن عبد الله الحافظ، ثنا محمد بن علي بن
حبيش، ثنا الحسن بن علي بن الوليد الفسوي، قالا: ثنا خالد بن
خداش، ثنا حماد بن زيد، عن يحيى بن عتيق، عن محمد بن سيرين، عن
أيوب، عن يوسف بن ماهك، عن حكيم بن حزام -رضي الله عنه- قال:
نهاني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أبيع ما ليس عندي، أو
قال: سلعة ليست عندي. (ح) زاد أبو نعيم قال: ثنا حماد بن زيد،
وحدثني أيوب، عن يوسف، عن حكيم، عن النبي صلى الله عليه وسلم،
مثله.
(1/263)
511-أخبرنا به أبو الفتح إسماعيل بن الفضل
بن أحمد بن الإخشيد السراج، أنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن عبد
الرحيم، أنا أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني الحافظ، ثنا
الحسين بن إسماعيل، ثنا زكريا بن يحيى المكفوف، ثنا خالد بن
خداش، ثنا حماد بن زيد، عن يحيى بن عتيق وأبي الخشينة، عن ابن
سيرين، عن أيوب السختياني، عن يوسف بن ماهك، عن حكيم بن حزام،
مثله.
[ص:264]
رواه أحمد بن إبراهيم بن حماد الموصلي عن حماد بن أبي خشينة
وحده. واسم أبي خشينة عبد الله بن سعد، وقيل: عبد الله بن سعدي
بصري يروي عن الحسن.
(1/263)
طريق آخر لحماد هكذا
512- أخبرنا أبو علي الحداد، ثنا أبو نعيم، ثنا سليمان بن
أحمد، ثنا علي بن عبد العزيز، ثنا عارم أبو النعمان، ثنا حماد
بن زيد، ثنا ميمون أبو عبد الله القصار قال: كنا عند الحسن
وعنده أيوب فقام أيوب وخرج، فقال الحسن: هذا سيد الفتيان.
(1/264)
513- (ح) قال أبو نعيم: وثنا أبو محمد بن
حيان، ثنا محمد بن إبراهيم بن سعيد، ثنا أحمد بن عبدة، ثنا
حماد بن زيد، عن أبي راشد الحماني، قال: كنا عند الحسن فذكره.
(1/264)
514- أخبرنا أبو سهل عبد الله بن محمد بن
عمر بن عزيزة المعدل -رحمه الله- ثنا أبو المحاسن الروياني،
ثنا عمر بن أحمد بنيسابور، أنا أبو سعيد السمسار، أنا محمد بن
خزيمة، ثنا أبو حاتم السجستاني، ثنا الأصمعي قال: لقي أعرابي
نصرانياً فقال له النصراني: إنهم يقولون لي: أسلم وكن قدرياً؟
فقال الأعرابي: اثبت على نصرانيتك.
(1/264)
515- وأخبرنا أبو سهل، أنشدنا واقد بن
الخليل أبو زيد القزويني قدم علينا، أنشدني الشريف أبو الحسن
عمران بن موسى المقري، أنشدني أبو محمد لنفسه:
لا تصحبن من الورى ... أحداً وإن أبدى دنوا
ما تستفيد من الصديق ... وإن صفا إلا عدوا
آخر الجزء الخامس والحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد
وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.
(1/264)
الجزء السادس من
كتاب ((اللطائف من علوم المعارف))
مما أملاه الشيخ الإمام الحافظ محيي السنة أبو موسى محمد بن
أبي بكر بن أبي عيسى المديني مد الله في عمره مما لم يسبق إليه
نفعنا الله تعالى والمسلمين به
(1/265)
بسم الله الرحمن الرحيم
حدثنا الشيخ الإمام الحافظ، محيي السنة، نور الأئمة، شمس
الحفاظ، أبو موسى محمد بن أبي بكر بن أبي عيسى المديني، أدام
الله أيامه إملاءً من لفظه يوم السبت الثاني عشر من رجب سنة
ثمان وأربعين وخمسمائة قال:
سفيان بن عيينة الهلالي سمع من
زياد بن علاقة الثعلبي أربعة أحاديث ثم روى عن رجل عن آخر عنه
516- أخبرنا أبو غالب أحمد بن العباس بن محمد الكوشيذي البابي
-رحمه الله- أنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن ريذة، أنا سليمان
بن أحمد بن أيوب الطبراني، ثنا أبو خليفة، ثنا إبراهيم بن
بشار، ثنا سفيان، ثنا زياد بن علاقة قال: سمعت جرير بن عبد
الله -رضي الله عنه- يقول: بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
على النصح لكل مسلم.
(1/267)
517- (ح) قال: وحدثنا أبو خليفة، ثنا
إبراهيم، ثنا سفيان، عن مسعر، عن زياد، عن جرير (بن عبد الله)
-رضي الله عنه- قال: بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على
النصح لكل مسلم، وإني لكم ناصح.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، أخرجه البخاري عن أبي النعمان،
عن أبي عوانة، عن أبي نعيم، عن سفيان، وأخرجه مسلم، عن أبي بكر
وزهير وابن نمير، ثلاثتهم، عن ابن عيينة جميعاً، عن زياد، وقد
صح سماع سفيان بن عيينة، عن زياد لهذا الحديث، ثم سمعه من مسعر
عنه، لما كان يزيد فيه قول جرير: وإني لكم ناصح.
(1/267)
518- أخبرنا بذلك أبو علي الحسن بن أحمد
الحداد بقراءة والدي عليه -رحمهما الله-، ثنا أبو نعيم الحافظ،
ثنا أبو علي الصواف، ثنا بشر بن موسى، ثنا عبد الله بن الزبير
الحميدي، ثنا سفيان حدثني زياد بن علاقة قال: سمعت جرير بن عبد
الله البجلي [ص:268] -رضي الله عنه- يقول: بايعت رسول الله صلى
الله عليه وسلم على النصح لكل مسلم.
قال سفيان: وزادني مسعر، عن زياد، عن جرير، أنه قال: وإني لكم
ناصح.
(1/267)
519- أخبرني به عالياً أبو بكر عبد الغفار
بن محمد الشيروي فيما كتب إلي من نيسابور غير مرة، أنا أبو بكر
أحمد بن الحسن الحيري، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم،
ثنا زكريا بن يحيى المروزي، ثنا سفيان، عن زياد، سمع جرير بن
عبد الله -رضي الله عنه-، مثله.
(1/268)
520- أخبرنا الحسن بن أحمد بن الحسن
المقري، ثنا أحمد بن عبد الله بن أحمد، ثنا محمد بن أحمد بن
الحسن، ثنا بشر بن موسى، ثنا الحميدي، ثنا سفيان، حدثني زياد
بن علاقة قال: سمعت المغيرة بن شعبة -رضي الله عنه- يقول: قام
رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تورمت قدماه فقيل له: يا
رسول الله، قد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر. فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: ((أفلا أكون عبداً شكوراً)) .
(1/268)
521- أخبرنا أبو غالب الكوشيذي، أنا أبو
بكر محمد بن عبد الله، ثنا سليمان بن أحمد، ثنا إسحاق بن
إبراهيم الدبري، عن عبد الرزاق عن ابن عيينة بإسناده، مثله.
وهذا أيضاً متفق عليه من حديث ابن عيينة عن زياد، أخرجه
الشيخان.
(1/268)
522- أخبرنا أبو علي الحداد، ثنا أبو نعيم
الحافظ، ثنا أبو علي الصواف، ثنا بشر بن موسى، ثنا الحميدي،
ثنا سفيان، حدثني زياد بن علاقة، (ح) وأخبرنا أبو غالب
الكوشيذي، (ح) أنا أبو بكر، أنا الطبراني، ثنا المقدام بن
داود، ثنا أسد بن موسى، ثنا شيبان أبو معاوية، وسفيان بن
عيينة، (ح) قال الطبراني: وثنا عبيد بن غنام واللفظ له، ثنا
أبو بكر بن أبي شيبة، أنا شريك وسفيان بن عيينة، عن زياد بن
علاقة، عن قطبة بن مالك -رضي الله عنه- قال: سمعت النبي صلى
الله عليه وسلم يقرأ في الصبح: {والنخل باسقات لها طلع نضيد} .
[ص:269]
وهذا صحيح على شرط مسلم، أخرجه عن أبي بكر بن أبي شيبة هذا، عن
شريك وابن عيينة [معاً وعن زهير أيضاً، عن ابن عيينة] وقطبة
هو: عم زياد بن علاقة وهما ثعلبيان -بالثاء المنقوطة بثلاث نقط
وبالعين المهملة- من بني ثعلبة بن يربوع.
(1/268)
523- أخبرنا أبو علي الحداد، ثنا أبو نعيم
[ثنا] الصواف، [ثنا] بشر، ثنا الحميدي، ثنا سفيان بن عيينة،
حدثني زياد بن علاقة قال: سمعت أسامة بن شريك العامري -رضي
الله عنه- قال: شهدت الأعاريب يسألون رسول الله صلى الله عليه
وسلم: هل علينا حرج في كذا؟ فقال: ((عباد الله وضع الله الحرج
إلا من اقترض من عرض أخيه شيئاً، فذلك الذي حرج وهلك)) قالوا:
يا رسول الله، نتداوى؟ قال: ((تداووا، فإن الله عز وجل لم ينزل
داءً إلا قد أنزل له شفاءً إلا الهرم)) قالوا: يا رسول الله،
فما خير ما أعطي العبد المسلم؟ قال: ((خلق حسن)) .
(1/269)
524- أخبرنا به أبو غالب الكوشيذي، أنا ابن
ريذة، أنا الطبراني، ثنا عبيد بن غنام، ثنا أبو بكر بن أبي
شيبة، ثنا سفيان بن عيينة، بإسناده نحوه، (ح) قال الطبراني:
وثنا معاذ بن المثنى، ثنا مسدد، ثنا سفيان بإسناده بذكر حسن
الخلق وحده.
هذا حديث مشهور ثابت، رواه الجم الغفير عن زياد، وأظن هذه
الأحاديث الأربعة هي التي سمعها سفيان من زياد.
(1/269)
فأما ما رواه عن رجل
عن آخر عنه
525- قرأت على هبة الله بن عبد الله بن الواسطي بكرخ بغداد،
أنا أبو بكر بن ثابت الحافظ، ثنا أبو بكر البرقاني، ثنا محمد
بن المظفر الحافظ إملاء، ثنا محمد بن محمد بن سليمان، ثنا
إبراهيم بن عبد العزيز الأنطاكي قال: سمعت محمد بن عبد الرحمن
الصيرفي، يقول: ثنا سفيان بن عيينة، عن زياد بن علاقة، عن
أسامة بن شريك -رضي الله عنه- أن الأعراب جاءت إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم، فقال له علي بن المديني: من دون زياد بن
علاقة يا أبا محمد؟ فقال: ما تريد إلى هذا يرحمك الله؟ قال:
أحب أن أعلم. قال: مسعر بن كدام، قال: من دون مسعر، قال: اللهم
غفراً، ثنا أبو أسامة. [ص:270] هذا حديث غريب بهذا الإسناد،
وقد تقدم قول سفيان في إسناد هذا الحديث: ثنا زياد، فإن صح هذا
الإسناد، فيمكن أن يكون سمعه نازلاً وعالياً، فتارة رواه كذلك،
وتارة هكذا، والله تعالى أعلم.
(1/269)
سفيان بن عيينة سمع
الزهري فأكثر عنه واشتهر بصحبته ومنهم من يقدمه على جميع
أصحابه ثم روى عن رجل عن آخر عنه
526- أخبرنا غانم بن عبيد الله البرجي، وأبو علي الحداد
-رحمهما الله- قالا: ثنا أبو نعيم، (ح) وأخبرنا غانم، أنا أبو
عبد الله الجمال إذناً، قالا: ثنا عبد الله بن جعفر، ثنا يونس
بن حبيب، ثنا أبو داود، ثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن
حميد بن عبد الرحمن، عن أبي سعيد -رضي الله عنه- أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم أبصر نخامة في قبلة المسجد، فحكها بحصاة،
وقال: ((لا يبزقن الرجل أمامه ولا عن يمينه، ولكن عن يساره أو
تحت قدمه)) .
صحيح متفق عليه من حديث ابن عيينة وغير ابن عيينة يقرن مع أبي
سعيد أبا هريرة -رضي الله عنهما-.
(1/270)
527- أخبرنا غانم بن محمد الخرقي، أنا أبو
علي بن شاذان، فيما كتب إلي، أنا أبو بكر أحمد بن سليمان
العباداني، ثنا علي بن حرب الطائي، ثنا سفيان، عن الزهري عن
عامر بن سعد، عن أبيه -رضي الله عنه- قال: مرضت عام الفتح
مرضاً أشرفت منه على الموت، فأتاني رسول الله صلى الله عليه
وسلم، يعودني فقلت: يا رسول الله، إن لي مالاً كثيراً وليس
يرثني إلا ابنة لي، أفأتصدق بثلثي مالي؟ قال: ((لا)) قلت:
فالشطر؟ قال: ((لا)) قلت: فالثلث؟ قال: ((الثلث، والثلث كثير؛
إنك إن تترك ذريتك أغنياء خير من أن تدعهم عالة يتكففون الناس،
وإنك لن تنفق نفقة إلا أجرت عليها حتى اللقمة ترفعها إلى في
امرأتك)) قلت: يا رسول الله، أتخلف عن هجرتي؟ قال: ((إنك لن
تخلف بعدي فتعمل عملاً تريد به وجه الله تعالى إلا ازددت به
رفعة ودرجة، ولعلك أن تخلف بعدي حتى ينتفع بك أقوام، ويضر بك
آخرون، اللهم امض لأصحابي هجرتهم ولا تردهم على [ص:271]
أعقابهم، لكن البائس سعد بن خولة يرثي له [رسول الله صلى الله
عليه وسلم] أن مات بمكة)) .
هذا حديث كبير ثابت صحيح عالٍ، من حديث ابن عيينة، عن الزهري،
أخرجه الشيخان، وعندنا بهذا الإسناد وغيره أحاديث صالحة عالية،
عن ابن عيينة، عن الزهري وغيره.
(1/270)
528- أخبرنا الفقيه أبو سعد محمد بن محمد
بن المطرز فيما أذن لي وأخبرني عنه والدي -رحمه الله-، أنا نوح
بن نصر الفرغاني قال: سمعت أبا إبراهيم إسماعيل بن أحمد بن
الحسن الفضايلي الخياط يقول: سمعت [أبا] الحسن عبد الله بن
موسى السلامي، يقول: سمعت عمار بن علي اللوري باللور من رستاق
خوزستان يقول: سمعت أحمد بن النضر الهلالي يقول: سمعت أبي
يقول: كنت في مجلس سفيان بن عيينة فنظر إلى صبي قد دخل المجلس
-وكان أهل المجلس يتهاونون يصغر سنه- فقال سفيان: {كذلك كنتم
من قبل فمن الله عليكم فتبينوا} ثم قال لي سفيان: يا نصر لو
رأيتني ولي عشر سنين وطولي خمسة أشبار ووجهي كالدينار، وأنا
كشعلة نار، وثيابي صغار وأكمامي قصار، وذيلي بمقدار، ونعلي
كآذان الفار، أختلف إلى علماء الأمصار مثل الزهري، وعمرو بن
دينار، أجلس بينهم كالمسمار. ومحبرتي كالجوزة ومقلمتي كالموزة،
وقلمي كاللوزة، فإذا دخلت المجلس قال الناس: أوسعوا للشيخ
الصغير، أوسعوا للشيخ الصغير، قال: ثم تبسم ابن عيينة، قال
أحمد وتبسم أبي وضحك، قال عمار: وتبسم أحمد وضحك، قال السلامي:
وتبسم عمار وضحك، قال الفضايلي: وتبسم السلامي وضحك، قال نوح:
وتبسم الفضايلي وضحك، قال الفقيه: وتبسم نوح وضحك. قال أبي
-رحمه الله-: وتبسم الفقيه وضحك. قال الإمام أبو موسى -حفظه
الله-: وتبسم والدي -رحمه الله- وضحك.
آخر المجلس وصلى الله على سيدنا محمد وآله.
(1/271)
مجلس آخر أملي يوم السبت التاسع عشر من رجب
سنة ثمان وأربعون وخمسمائة قال:
فأما ما رواه سفيان بن عيينة عن
رجل عن آخر عن الزهري
529- فأخبرنا الإمام الحافظ قوام السنة، أبو القاسم إسماعيل بن
محمد بن الفضل -رحمه الله- قرأته عليه، أخبرنا أحمد بن علي بن
عبد الله الأديب بنيسابور، أنا محمد بن عبد الله بن محمد
الحافظ، أخبرني محمد بن أحمد الذهلي أبو الطيب الكرابيسي، ثنا
إبراهيم بن محمد السكري مروزي، ثنا علي بن خشرم قال: قال لنا
ابن عيينة: الزهري، فقيل له: سمعته من الزهري؟ فقال: لا، ولا
ممن سمعه من الزهري؛ حدثني عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري.
(1/272)
روح بن عبادة القيسي
يروي عن ابن جريج الكثير ثم روى عنه عن رجل عن آخر عن ابن جريج
530- أخبرنا أبو منصور محمد بن عبد الله بن عبد الواحد بن
مندويه، ثنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله، ثنا أبو بكر بن خلاد،
ثنا الحارث بن أبي أسامة، ثنا روح، ثنا ابن جريج قال: سمعت
محمد بن عباد بن جعفر يقول: أمرت مسلم بن يسار مولى نافع -يعني
ابن عبد الحارث- أن يسأل ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: وأنا
جالس بينهما: أسمعت من النبي صلى الله عليه وسلم في الذي يجر
إزاره من الخيلاء شيئاً؟ قال: سمعته يقول: ((لا ينظر الله
تعالى إليه يوم القامة)) .
هذا حديث صحيح أخرجه مسلم عن جماعة من أصحاب روح عنه، كأن شيخي
سمعه من صاحبه.
(1/272)
531- أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد
بن زريق القزاز ببغداد، أنا أحمد بن علي الخطيب، أخبرني أبو
نصر أحمد بن عبد الملك، أنا عبد الرحمن بن عمر، ثنا محمد بن
أحمد بن يعقوب، ثنا جدي، قال: سمعت محمد بن عمر يقول: سمعت علي
بن المديني يقول: قلت لأبي عاصم النبيل: رأيت روح بن عبادة عند
ابن جريج؟ فقال: أنا رأيت روح بن عبادة عند ابن جريج، [وكان]
ابن جريج يصير لروح بن عبادة كل يوم شيئاً من الحديث يخصه [به]
.
(1/272)
فأما ما روى عنه عن
رجل عن آخر عن ابن جريج
532- فأخبرنا إسماعيل بن الفضل السراج، أنا أبو طاهر بن عبد
الرحيم، أنا أبو الحسن الدارقطني، ثنا محمد بن أحمد بن صالح بن
أحمد بن حنبل إملاء علينا في مجلس أبي محمد البربهاري، ثنا
أحمد بن صالح، حدثني جدي أحمد بن حنبل، ثنا روح بن عبادة، عن
مالك بن أنس، عن سفيان الثوري، عن ابن جريج، عن عائشة -رضي
الله عنها- قالت: كنت أغتسل أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم
من إناء واحد.
قال الدارقطني: هكذا حدثنا به، وهذا إنباء يعرف عن روح، عن ابن
جريج ليس فيه مالك والثوري، فالله تعالى أعلم.
(1/273)
ثابت بن حماد روى عن
شعبة ثم روى عن رجل عن آخر عنه
533- أخبرنا أبو الفتح بن الإخشيد، أنا محمد بن أحمد الكاتب،
أنا علي بن عمر الحافظ، ثنا أحمد بن محمد بن سعيد، ثنا عمر بن
عيسى بن عثمان الآجري، ثنا أبي، ثنا ثابت بن حماد، حدثني خالد
الحذاء، عن أبي تميمة الهجيمي، عن جابر بن سليم، (ح) قال ثابت:
وحدثني شعبة قال: سمعت أبا إسحاق يذكره، عن أبي تميمة فقلت:
ممن سمعته؟ فقال: من خالد البصري، قال شعبة: فلقيت خالداً
فحدثني عن أبي تميمة، عن جابر بن سليم، [قال ثابت] : وحدثني
شعبة وحبيب بن الشهيد وعبيد الله بن العيزار، عن عقيل بن طلحة،
عن جابر بن سليم، (ح) قال ثابت: وحدثني يونس بن عبيد وعبد الله
بن المختار، عن عبيدة بن عمرو الهجيمي، عن جابر بن سليم: أنه
أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((اتق الله عز وجل ولا
تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تصب من [ص:274] دلوك في إناء
المستسقي ولو أن تلق أخاك ووجهك إليه منبسط)) . وذكر الحديث.
هذا حديث مشهور غير أن هذه الطرق كلها غرائب، تفرد بها ثابت،
ولم أعرفها إلا من رواية ابن عقدة، وفي [هذا] الإسناد أيضاً
رواية ثابت عن خالد الحذاء وعن شعبة عن أبي إسحاق عن خالد.
(1/273)
فأما ما رواه عن رجل
عن آخر عن شعبة
534- فأخبرنا إسماعيل بن الفضل، أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم،
أنا الدارقطني، ثنا أحمد بن محمد بن سعيد، ثنا حسين بن عبد
الرحمن بن محمد الأزدي أبو أحمد الشاعر، ثنا أبي، ثنا ثابت بن
حماد، ثنا مطر الوراق، عن قتادة، عن رجل حدثه قال الدارقطني:
يقال إنه شعبة بن الحجاج، عن أبي إسحاق السبيعي، عن عبيد بن
عمرو أنه سمع علياً -رضي الله عنه- يقول: ما أرى أن أحداً تابع
الإسلام ينام حتى يقرأ سورة البقرة؛ إنها من كنز من تحت العرش.
رواه مالك بن مغول وإسرائيل بن يونس عن أبي إسحاق وقالا: فواتح
البقرة وخواتمها. فأما من طريق مطر عن قتادة فغريب لم نكتبه
إلا من هذا الوجه.
(1/274)
عبد الرحمن بن مهدي
سمع من سفيان الثوري الكثير ثم روى عن رجل عن آخر عنه
535-أخبرنا غانم بن [أبي] نصر أبو القاسم البرجي -رحمه الله-
قرأته عليه، أنا الحسين بن إبراهيم أبو عبد الله الجمال في
كتابه، أنا عبد الله بن جعفر، ثنا هارون بن سليمان الخزاز، ثنا
عبد الرحمن بن مهدي، ثنا سفيان، عن منصور بن صفية، عن أمه، عن
عائشة -رضي الله عنها-: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يضع
رأسه في حجرها فيقرأ القرآن وهي حائض.
هذا حديث صحيح متفق عليه عالٍ من حديث عبد الرحمن، ساويت في
روايته المشايخ، أخرجه البخاري عن أبي نعيم عن زهير، وعن قبيصة
عن سفيان، وأخرجه مسلم [ص:275] عن يحيى بن يحيى عن داود بن عبد
الرحمن، جميعاً عن منصور -وهو ابن عبد الرحمن- وصفية أمه، وهو
ينسب إليها في الغالب.
(1/274)
536- أخبرنا أبو منصور بن مندويه وغيره
قالا: ثنا أبو نعيم، ثنا أبو بكر بن خلاد، ثنا الحارث بن أبي
أسامة، ثنا أبو عبيد، ثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان بن
سعيد، عن إسماعيل السدي، عن رفاعة الفتياني قال: كنت مع
المختار فأردت قتله، فذكرت حديثاً حدثنيه عمرو بن الحمق -رضي
الله عنه-، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من أمن رجلاً
على دمه ثم قتله فأنا بريء منه، وإن كان المقتول من أهل
النار)) .
قال أبو نعيم: غريب من حديث الثوري، تفرد به أبو عبيد عن ابن
مهدي، ورواه الأشجعي أيضاً عن سفيان ورفاعة من بني فتيان
-بالفاء وبعدها تاء منقوطة باثنتين من فوقها ثم بياء معجمة
باثنتين من تحت- بطن من بجيلة. ويشتبه بالقتباني بطن من رعين
-بالقاف والتاء المنقوطة باثنتين من فوقها وبعدها ياء معجمة
بواحدة- ينسب إليه جماعة من أهل مصر.
(1/275)
فأما روايته عن رجل
عن آخر عنه
537- فأخبرنا إسماعيل بن السراج، أنا أبو طاهر [أنا]
الدارقطني، ثنا دعلج بن أحمد، (ح) وأخبرنا به عالياً أبو علي
الحداد، ثنا أبو نعيم، ثنا أحمد بن جعفر بن سليم قالا: ثنا
أحمد بن علي الأبار، ثنا أحمد الدورقي، ثنا بشر بن الحارث، عن
عبد الرحمن بن مهدي، عن يحيى القطان قال: قال لي ابن المبارك:
إذا لقيت سفيان فلا تسأله عن شيء إلا عن رأيه؟
(1/275)
وقد سمع عبد الرحمن بن مهدي من سفيان بن
عيينة الكثير أيضاً ثم روى عن رجل عن آخر عنه
538- أخبرنا أبو علي الحداد، ثنا أبو نعيم، ثنا أحمد بن إسحاق،
ثنا محمد بن العباس بن أيوب، ثنا أحمد بن إبراهيم، ثنا عبد
الرحمن بن مهدي قال: حدثت شعبة، عن سفيان بن عيينة، عن
(الزهري، عن) سالم، عن ابن عمر -رضي الله عنهما- [ص:276] قال:
ما سمعته يقرأ إلا فامضوا إلى ذكر الله. فقال [شعبة] : وجب
عليك ضرب مائة؛ يكون عندك مثل هذا فلم تحدثني بي.
(1/275)
539- أخبرنا أبو علي، ثنا حبيب بن الحسن،
ثنا يوسف القاضي، ثنا محمد بن أبي بكر، ثنا عبد الرحمن بن
مهدي، عن سفيان بن عيينة، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة،
عن أنس بن مالك --رضي الله عنه- قال: صليت أنا ويتيم خلف النبي
صلى الله عليه وسلم وأم سليم خلفنا. هذا حديث صحيح للبخاري.
(1/276)
فأما ما رواه عن رجل
عن آخر عنه
540- قرأت على هبة الله بن عبد الله بن أحمد بن الواسطي
ببغداد: أخبركم أحمد بن علي بن ثابت الحافظ، أنا علي بن الحسن
الدقاق، ثنا محمد بن عبد الله الدهان، ثنا محمد بن الحسن بن
إبراهيم بن فيل، ثنا عبد الله بن محمد القرشي، ثنا يحيى بن
حسان، ثنا عبد الرحمن بن مهدي، ثنا سفيان بن سعيد الثوري، ثنا
يحيى بن سعيد القطان، ثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار،
عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- قال: لما نزلت على رسول
الله صلى الله عليه وسلم: {وتعزروه} قال لنا رسول الله صلى
الله عليه وسلم: ((ما ذاكم؟)) قلنا: الله ورسوله أعلم، قال:
((لتنصروه)) .
(1/276)
541- حدثنا الإمام قوام السنة أبو القاسم
إسماعيل بن محمد الحافظ إملاء، أنا المعلى بن إبراهيم العرفجي
بمكة حرسها الله، أنا عبد العزيز بن بندار الشيرازي، أنا علي
بن جهضم، ثنا محمد بن علي أبو بكر الكرجي، حدثني أبو محمد
الرصافي، قال: خرج أبو حمزة يشيع بعض الغزاة فسمع قائلاً يقول:
نقل فؤادك حيث شئت من الهوى ... ما الحب إلا للحبيب الأول
قال: فسقط مغشياً عليه.
آخر المجلس وصلى الله على محمد وآله.
(1/276)
مجلس آخر أملي يوم السبت السادس والعشرين
من رجب سنة ثمان وأربعين وخمسمائة قال:
عبد الله بن وهب المصري سمع من
مالك بن أنس الكثير ثم روى عن رجل عن آخر عنه
542- أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد المقري
بقراءة والدي عليه -رحمه الله- سنة خمس، أنا أبو الفتح علي بن
محمد بن عبد الصمد الدليلي، أنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن
علي بن عاصم، أنا محمد بن الحسن بن قتيبة، ثنا حرملة بن يحيى،
أنا عبد الله بن وهب، أخبرني مالك بن أنس، عن محمد بن عمرو بن
علقمة، عن أبيه، عن بلال بن الحارث المزني -رضي الله عنه- أن
النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن أحدكم ليتكلم بالكلمة من
رضوان الله تعالى، ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب الله تعالى
له بها رضوانه إلى يوم يلقاه، وإن أحدكم ليتكلم بالكلمة من سخط
الله تعالى، ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب الله تعالى بها
سخطه إلى يوم يلقاه)) .
هذا حديث مشهور من حديث محمد بن عمرو، رواه عنه الناس، غير
أنهم اختلفوا عليه في إسناده على وجوه:
(1/277)
543- أخبرنا به عالياً من حديث مالك أبو
بكر محمد بن الفضل القصار وأبو غالب أحمد بن العباس الكوشيذي،
وأبو الحسين علي بن هاشم الشريف العلوي -رحمهم الله جميعاً-
سنة أربع وخمسمائة قالوا: أنا أبو بكر بن ريذة، أنا أبو القاسم
الطبراني، ثنا علي بن عبد العزيز، ثنا القعنبي، (ح) قال أبو
القاسم: وثنا بكر بن سهل، ثنا عبد الله بن يوسف، (ح) قال أبو
القاسم: وثنا أبو يزيد القراطيسي، ثنا عبد الله بن عبد الحكم،
جميعاً عن مالك بإسناده، نحوه.
(1/277)
544- وأخبرنا به أعلى منهما القاضي أبو
منصور بن مندويه وغيره، قالا: ثنا أبو نعيم الحافظ، ثنا أبو
بكر بن خلاد، ثنا الحارث بن أبي أسامة، ثنا يزيد بن هارون،
[ص:278] وسعيد بن عامر، قالا: ثنا محمد بن عمرو بن علقمة، عن
أبيه، عن جده، عن بلال بن الحارث -رضي الله عنه-، نحوه. زاد في
إسناده جد محمد بن عمرو، وهو: علقمة، وتابعهما عليه جماعة.
(1/277)
فأما ما رواه عن رجل
عن آخر عن مالك
545- فأخبرنا إسماعيل بن الفضل السراج، أنا أبو طاهر بن عبد
الرحيم، أنا أبو الحسن الدارقطني، حدثني محمد بن عمر بن سالم،
ثنا محمد بن أحمد بن الهيثم، ثنا موهب بن يزيد، ثنا ابن وهب،
حدثني أيوب بن سعد قال: سمعت عبيد الله بن عمر يقول: مالك بن
أنس أفضل أهل زمانه أحب ذاك محب وأبغضه مبغض.
(1/278)
أبو مصعب أحمد بن
أبي بكر الزهري سمع من مالك الموطأ وروى عن رجل عن آخر عنه
546- أخبرنا أبو عدنان محمد بن أحمد بن المطهر بن أبي نزار
-رحمه الله-، أنا جدي أبو عمر المطهر، وأبو القاسم بن أبي بكر
بن أبي علي قالا: أنا أبو بكر محمد بن إبراهيم المقري، ثنا
محمد بن عبدان بن عبد الغفار، ثنا أبو مصعب، ثنا مالك بن أنس،
عن عمرو بن يحيى المازني، عن أبيه، قال: سمعت أبا سعيد الخدري
-رضي الله عنه- يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ليس
فيما دون خمس ذود صدقة، وليس فيما دون خمس أواق صدقة، وليس
فيما دون خمسة أوسق صدقة)) .
(1/278)
547- (ح) وبه قال: ثنا مالك، عن محمد بن
عبد الرحمن بن أبي صعصعة المازني، عن أبيه، عن أبي سعيد، عن
النبي صلى الله عليه وسلم، نحوه.
هذا حديث صحيح على شرط البخاري من حديث مالك من الروايتين
جميعاً. ومحمد هو: ابن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة
نسب إلى جده.
(1/278)
فأما ما رواه عن رجل
عن آخر عن مالك
548- فأخبرنا به إسماعيل بن الفضل، أنا محمد بن أحمد الكاتب،
أنا علي بن عمر الحافظ، حدثني أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن
إبراهيم الرعيني المعدل، المعروف بابن النسائي بمصر، ثنا علي
بن أحمد بن سليمان، ثنا أحمد بن سعيد الفهري قال: سمعت أبا
مصعب قال: قال لي ابن أبي حازم: [قال سليمان بن بلال: سألت
مالكاً، عن مسألة، فقلت له: قال ابن أبي حازم] كذا وكذا، وقال
فلان: كذا وكذا، فقال: أما ابن أبي حازم فشغله التجارة، وأما
فلان فقد دخل أرض مسيلمة.
(1/279)
إسماعيل بن أبي أويس
ابن أخت مالك بن أنس سمع من مالك الكثير ثم روى عن رجل عن آخر
عنه
549- أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الواحد الشروطي، أنا أحمد
بن عبد الله الحافظ، ثنا أحمد بن يوسف النصيبي، ثنا الحارث بن
محمد التميمي، ثنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس المديني،
ثنا مالك بن أنس، عن عبد الله بن يزيد مولى الأسود بن سفيان،
عن أبي سلمة بن عبد الرحمن وعن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان،
عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال: ((إذا كان الحر فأبردوا عن الصلاة فإن شدة الحر من فيح
جهنم، وذكر أن النار شكت إلى ربها عز وجل فأذن لها في كل عام
بنفسين: نفس في الشتاء ونفس في الصيف)) .
هذا حديث صحيح، أخرجه مسلم عن إسحاق بن موسى عن معن بن عيسى عن
مالك كذلك.
(1/279)
فأما ما رواه عن رجل
عن آخر عنه
550- فأخبرنا إسماعيل بن الفضل، أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم،
أنا الدارقطني حدثني محمد بن عمر بن سليم أبو بكر الأشقر، ثنا
محمد بن أحمد بن الهيثم المصري، ثنا عبد الرحمن بن الحسن بن
القاسم العلاف بمصر، ثنا إسماعيل بن أبي أويس، حدثني [ص:280]
أبي، عن ربيعة، عن أبي عبد الرحمن قال: أخبرني مالك بن أنس فتى
أصبح، عن نافع، أن ابن عمر -رضي الله عنهما- كان يقول: إذا
فاتتك الركعة فقد فاتتك السجدة.
(1/279)
أبو مسعود أحمد بن
الفرات الرازي روى عن عبد الرزاق بن همام الكثير ورحل إلى
اليمن للسماع منه بنفقة أعطاه يزيد بن هارون ثم روى عن رجل عن
آخر عنه
551- أخبرنا غانم بن [أبي] نصر البرجي، وأبو علي الحداد قالا:
ثنا أبو نعيم الحافظ، (ح) وأخبرنا غانم هذا، أنا أبو عبد الله
الجمال إجازة، قالا: ثنا عبد الله بن جعفر، ثنا أبو مسعود، ثنا
عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن أبي بكر بن عبد الرحمن، عن
أسماء بنت عميس -رضي الله عنها- قالت: أول ما اشتكى رسول الله
صلى الله عليه وسلم في بيت ميمونة -رضي الله عنها- اشتد مرضه
حتى أغمي عليه قالت: فتشاور نساؤه في لده فلدوه، فلما أفاق
قال: ((ما هذا إلا فعل نساء جئن من هاهنا)) وأشار إلى أرض
الحبشة، وكانت فيهن أسماء قالوا: يا رسول الله، كنا نتهم بك
ذات الجنب؟ قال: ((إن ذاك لداء ما كان الله عز وجل ليقذفني به
لا يبقى في البيت أحد إلا التد إلا عم رسول الله صلى الله عليه
وسلم)) ، يعني عباساً -رضي الله عنه- فالتدت ميمونة وإنها
لصائمة لعزيمة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(1/280)
فأما ما رواه عن رجل
عن آخر عنه
552- وجدت فيما روى أبو عثمان بن أبي هريرة، أخو أبي علي بن
أبي هريرة، ثنا أبو مسعود، أنا بعض أصحابنا، عن أبي أسامة.
553- وأخبرنا به إسماعيل السراج، أنا أبو طاهر، أنا الدارقطني،
ثنا دعلج بن [ص:281] أحمد، ثنا أحمد بن علي الأبار، ثنا محمد
بن أبان البلخي، ثنا أبو أسامة، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن
الزهري، عن عروة، عن عائشة -رضي الله عنها-: أنها زفت إلى
النبي صلى الله عليه وسلم ومعها لعبها.
(1/280)
554- أخبرنا الإمام أبو نصر أحمد بن عمر بن
محمد الحافظ بقراءتي عليه، أنا علي بن أحمد البندار بقراءتي
عليه ببغداد، أنا أبو أحمد عبيد الله بن محمد الفرضي، ثنا أبو
بكر محمد بن يحيى النديم، أنشدنا المبرد، محمد بن يزيد:
هموم أناس في فنون كثيرة ... وهمي من الدنيا صديق مساعد
تكون كروح بين شخصين قسما ... فجسماهما جسمان والروح واحد
آخر المجلس وصلى الله على محمد وآله.
(1/281)
مجلس أملي يوم السبت الرابع من شعبان سنة
ثمان وأربعين وخمسمائة قال:
يحيى بن سعيد الأنصاري روى عن
الزهري أحاديث كثيرة وروايته عنه تدخل في رواية الأقران، ثم
روى عن رجل عن آخر عنه
555- أخبرنا أبو غالب الكوشيذي، أنا أبو بكر بن ريذة، أنا أبو
القاسم الطبراني، ثنا أحمد بن عمرو الخلال، ثنا يعقوب بن حميد،
ثنا سفيان بن عيينة، عن يحيى بن سعيد وعمرو بن دينار ومعمر بن
راشد، عن الزهري، عن هند بنت الحارث، عن أم سلمة -رضي الله
عنها-: أن النبي صلى الله عليه وسلم نظر ذات ليلة إلى السماء
فقال: ((سبحان الله! ماذا أنزل الليلة من الفتن، وماذا فتح من
الخزائن، أيقظن صواحب الحجر، فلرب كاسية في الدنيا عارية يوم
القيامة)) .
هذا حديث صحيح أخرجه البخاري عن صدقة، عن ابن عيينة عن
الثلاثة، غير أنه في رواية عمرو ويحيى لم يسم هنداً. وقال عن
امرأة.
(1/281)
فأما ما رواه عن رجل
عن آخر عنه
556- فأخبرنا أبو علي الحداد سنة سبع وغيره بعده -رحمهما الله-
قالا: أنا أبو منصور الخطيب، ثنا أبو الشيخ، ثنا محمد بن
العباس، حدثني أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد القطان، ثنا سويد
بن عمرو الكلبي، ثنا زهير بن معاوية، حدثني يحيى بن سعيد
الأنصاري: أن ابن جريج أخبره، عن سليمان بن موسى الدمشقي، أن
الزهري محمد بن مسلم حدثه: أن عروة بن الزبير حدثه: أنه سمع
عائشة -رضي الله عنها- تقول: قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: ((أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل، فنكاحها
باطل، ولها الذي أعطاها بما أصاب منها فإن اشتجروا فذلك إلى
السلطان، والسلطان ولي من لا ولي له)) .
هذا حديث ثابت مشهور يحتج به، وقد رواه يعلى بن عبيد عن يحيى
بن سعيد، مثله.
(1/282)
يحيى يروي عن نافع مولى ابن عمر حديثاً
كثيراً ثم روى عن رجل عن آخر عنه
557- أخبرنا أبو منصور بن مندويه، ثنا أبو نعيم الحافظ، ثنا
أبو بكر بن خلاد، ثنا الحارث بن أبي أسامة، ثنا يزيد بن هارون،
أنا يحيى بن سعيد، عن نافع، عن ابن عمر -رضي الله عنهما-: أن
جارية لآل كعب بن مالك كانت ترعى غنماً لهم بسلع، فخافت على
شاة منها، فأخذت حجراً فذبحتها به فذكر ذلك للنبي صلى الله
عليه وسلم، فأمرهم بأكلها.
(1/282)
558- (ح) قال الحارث: ثنا خلف، ثنا زائدة،
ثنا يحيى بن سعيد (به نحوه) ، وليس فيه: ابن عمر.
(1/282)
فأما روايته عن رجل
عن آخر عنه
559- فأخبرنا أبو شكر حمد بن علي الجدال، وأبو بكر محمد بن
الفضل [القصار] وأبو غالب أحمد بن العباس وأبو محمد بن أبي
الفوارس الديلمي، -رحمهم الله- قالوا: أنا أبو بكر بن ريذة،
أنا الطبراني، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا
علي بن عياش، ثنا إسماعيل بن عياش، حدثني يحيى بن سعيد: أخبرني
صالح بن كيسان أن إسماعيل بن محمد بن سعيد أخبره أن نافعاً
أخبره، عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما-، عن رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال: ((إنما يحسد من حسد أو كما شاء الله أن
يقول على خصلتين: رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل
والنهار، ورجل أعطاه الله مالاً فهو ينفقه)) .
(1/283)
رواية الليث بن سعد
عن رجل عن آخر عن أبي الزبير سوى من تقدم
560- أخبرنا أبو نعيم عبيد الله بن الحسن الحافظ وغيره إذناً،
رحمهما الله، أن أبا مسعود الحافظ أخبرهم، ثنا أبو الحسن علي
بن محمد بن جعفر العطار الحافظ، ثنا أبو علي زاهر بن أحمد
بسرخس، ثنا أبو بكر محمد بن سهل بن عبد الله القهستاني المعروف
بأبي تراب بطوس، ثنا إسحاق بن الحسن الطحان المصري، ثنا عبد
الله بن صالح، حدثني الليث، حدثني ابن وهب، عن ابن جريج، عن
أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- عن رسول
الله صلى الله عليه وسلم ((أنه نهى أن يقتل شيء من الدواب
صبراً)) .
للليث بهذا الإسناد أحاديث.
(1/283)
رواية الليث عن رجل
عن آخر عن عطاء بن أبي رباح سوى من تقدم
561- وبهذا الإسناد عن الليث: حدثني ابن وهب، حدثني ابن جريج،
حدثني [ص:284] عطاء بن أبي رباح، ثنا صفوان بن يعلى بن أمية
حدثه، عن يعلى بن منية -رضي الله عنه- قال: غزوت مع النبي صلى
الله عليه وسلم غزوة العسيرة، وكانت أوثق أعمالي في نفسي، فكان
لي أجير فقاتل إنساناً فعض أحدهما صاحبه فانتزع أصبعه فانقلعت
ثنيته، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فأهدر ثنيته، قال عطاء:
فحسبت أن صفوان قد سمى لي الغلام فنسيته.
صحيح من حديث ابن جريج، غريب من هذا الوجه عنه.
(1/283)
آدم بن أبي إياس يروي عن شعبة وكان مكيناً
عنده ولم يكن يدع شعبة أحداً يكتب عنده إلا آدم؛ فإنه كان
يستملي له ببغداد ويكتب قياماً وكان (من ضابطي) أصحابه، ثم روى
عن رجل عن آخر عنه
562- أخبرنا أبو علي الحداد بقراءة والدي عليه -رحمهما الله-
سنة خمس، ثنا أبو نعيم الحافظ، ثنا سليمان بن أحمد إملاء، ثنا
جعفر بن محمد القلانسي، ثنا آدم بن أبي إياس، ثنا شعبة، عن
إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، أن أباه رضي الله
عنه كان في الشمس ورسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب، فأمره
رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتحول إلى الظل.
(1/284)
فأما ما رواه عن رجل
عن آخر عنه
563- فأخبرنا الحسن بن أحمد المقري إذناً، أنا الخليل بن عبد
الله الحافظ كتب إليه: حدثني محمد بن أحمد بن عبدوس المزكي
إملاء بنيسابور، ثنا أبو بكر محمد بن حمدون بن خالد، ثنا الحسن
بن مسعود العسقلاني، ثنا آدم بن أبي إياس، ثنا محمد بن كثير
المصيصي، ثنا ابن المبارك، عن شعبة، عن محمد بن المنكدر قال:
سمعت جابر بن [ص:285] عبد الله -رضي الله عنهما- يقول: دخل علي
النبي صلى الله عليه وسلم وأنا مريض، فدعا بوضوء فتوضأ، ثم نضح
علي من وضوئه فأفقت، فقلت: إن لي أخوات فنزلت آية الفرائض.
قال الخليل: غريب جداً، حسن من رواية الأقران، آدم، عن محمد
وهما غريبان ومحمد يوافق ابن المبارك في شيوخ الشام بل أدرك من
لم يدركه ابن المبارك. لم يروه إلا الحسن وهو ثقة.
(1/284)
أبو حاتم الرازي سمع
من عبدة بن سليمان المروزي الكثير ثم روى عن رجل عن آخر عنه
564- أخبرنا سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي بقراءتي عليه، أنا أبو
نصر إبراهيم بن محمد الكسائي، أنا أبو السائب عتبة بن عبد
الرحمن القاضي، ثنا أبو الحسن علي بن الحسن المظالمي إملاء،
ثنا أبو حاتم محمد بن إدريس، ثنا عبدة بن سليمان المروزي، ثنا
ابن المبارك، أنا أبان بن عبد الله البجلي، عن أبي بكر حفص بن
عمر بن سعد بن أبي وقاص قال: خرجت مع ابن عمر -رضي الله عنهما-
إلى المصلى يوم العيد فلم أره صلى قبلها ولا بعدها، فذكرنا ذلك
له، فقال: هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل.
(1/285)
فأما روايته عن رجل
عن آخر [عنه]
565- فأخبرنا محمد بن إبراهيم التاجر، أنا عبد الرحمن بن محمد،
وأحمد بن الفضل الكاتب، قالا: أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا أبو
بكر بن الفافا، أنا عبد الرحمن بن أبي حاتم، ثنا أحمد بن أبي
الحواري، ثنا عمران بن هارون، عن عبدة -يعني ابن سليمان- قال:
قيل لابن المبارك: لو أتيت هذا الرجل فوعظته قال: ليس الآمر
الناهي من دخل عليهم إنما الآمر الناهي من جانبهم.
(1/285)
طريق ثان لأبي حاتم
كذلك
566- بهذا الإسناد عن ابن أبي حاتم قال: ذكره أبي، حدثني محمود
بن إبراهيم ابن سميع، حدثني عمار بن موسى قال: سمعت عبدة -يعني
ابن سليمان- يقول: رأيت ابن المبارك بين يدي أبي إسحاق الفزاري
ومعه ألواح فقلت له في ذلك، فقال: ما أراني أدعه حتى أموت
-يعني طلب الحديث-.
(1/286)
567- أخبرنا أبو منصور عبد الواحد بن منصور
المعبر بقراءتي عليه، أنا أبو معشر عبد الكريم بن عبد الصمد
الطبري بمكة قال: سمعت أبا الحسن علي بن محمود الزوزني شيخ
الصوفية ببغداد قال: سمعت أبا بكر؟؟؟؟ يقول سمعت الحسن بن
منصور وهو على الحسبة يقول:
طلبت المستقر بكل أرض ... فلم أر لي بأرض مستقرا
أطعت مطامعي فاستعبدتني ... فلو أني قنعت لكنت حرا
(1/286)
آخر المجلس وصلى الله على محمد وآله.
مجلس آخر أملي يوم السبت التاسع من شعبان سنة ثمان وأربعين
وخمسمائة قال:
موسى بن هارون الحافظ الحمال سمع
من إسحاق بن راهويه الكثير، ثم روى عن رجل عن آخر عنه
568- أخبرنا أبو غالب أحمد بن العباس الكوشيذي، والسيد أبو
الحسين علي بن هاشم بن طاهر العلوي، قراءة على كل واحد منهما
-رحمهما الله- قالا: أنا أبو بكر بن ريذة، أنا أبو القاسم
الطبراني الحافظ، ثنا موسى بن هارون، ثنا إسحاق بن راهويه، (ح)
قال أبو القاسم: وثنا جعفر بن محمد الفريابي، ثنا أبو الأصبغ
عبد العزيز بن يحيى الحراني، قالا: ثنا محمد بن سلمة، عن أبي
عبد الرحيم، عن عبد الوهاب بن بخت، عن عطاء بن أبي رباح قال:
رأيت جابر بن عبد الله وجابر بن عمير الأنصاري -رضي الله
[ص:287] عنهما- يرتميان، فمل أحدهما فجلس، فقال له الآخر:
كسلت؟ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((كل شيء ليس
من ذكر الله تعالى فهو لهو أو سهو إلا أربع خصال: مشي الرجل
بين الغرضين، وتأديبه فرسه، وملاعبة أهله، وتعلم السباحة)) .
هذا حديث غريب لا يروى عن جابر بن عبد الله وجابر بن عمير إلا
بهذا الإسناد، تفرد به محمد بن مسلمة، قاله الطبراني في غير
هذه الرواية.
(1/286)
فأما ما رواه عن رجل
عن آخر عنه
569-فأخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد، ثنا أبو نعيم أحمد
بن عبد الله الحافظ، ثنا سليمان بن أحمد، ثنا موسى بن هارون،
ثنا عطية بن بقية، حدثني أبي، ثنا إسحاق بن راهويه، عن المعتمر
بن سليمان التيمي، عن محمد بن فضالة، عن أبيه، عن علقمة بن عبد
الله يعني: عن أبيه -رضي الله عنه- قال: نهى رسول الله صلى
الله عليه وسلم عن كسر سكة المسلمين الجائزة بينهم إلا من بأس.
قال سليمان: لم يروه عن بقية إلا ابنه.
(1/287)
محمد بن عاصم
المديني الأصبهاني يروي عن يزيد بن هارون وعمن هو أقدم منه ثم
روى عن رجل عن آخر عن يزيد
570- أخبرنا أبو طاهر أحمد بن مسعود بن أحمد بن شذرة المديني
خطيبها بها، بقراءتي عليه، أنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن
الحسين الإسكافي المقري، ثنا أبو عمر عبد الله بن محمد بن أحمد
السلمي المقري، ثنا أبو جعفر محمد بن عمر بن حفص، ثنا محمد بن
عاصم بن عبد الله أبو جعفر، ثنا يزيد بن هارون، ثنا سليمان
التيمي، عن سعد بن مسعود، عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال:
ما من أحد له أبوان فيصبح [ص:288] وهو محسن إليهما إلا فتح
الله عز وجل له بابين من الجنة، ولا يسخط عليه واحد منهما
فيرضى الله عز وجل عنه حتى يرضى. قال: قلت: وإن كان ظالماً؟
قال: وإن كان ظالماً.
(1/287)
فأما ما رواه عن رجل
عن آخر عنه
571- فأخبرنا أبو طاهر هذا، أنا أبو الحسين، ثنا أبو عمر، ثنا
محمد بن عمر، ثنا محمد بن عاصم، ثنا عبدة -هو ابن سليمان-، عن
آدم بن أبي إياس، ثنا أبو خالد يزيد بن هارون، عن حسن بن
خليفة، عن ثابت البناني، قال: خرج رجل يوماً فنظر على السماء
فرآها مصحية فقال: إنا لله ليس مطر، ثم رجع إلى نفسه فقال: فيم
أنا هاهنا وما أنا وهذا وما لي ولهذا؟ فتعبد بتلك الكلمة
زماناً.
(1/288)
علي بن عبد الله بن
المديني سمع من حماد بن زيد على ما ذكره عبد الرحمن بن أبي
حاتم وأبو بكر بن ثابت الخطيب ثم روى عن رجل عن آخر عنه
572-أخبرنا إسماعيل بن الفضل بن الإخشيد، ثنا محمد بن أحمد
الكاتب، ثنا علي بن عمر الحافظ، ثنا أبو سهل أحمد بن محمد بن
زياد، ثنا إسماعيل بن إسحاق، ثنا علي بن المديني، ثنا يحيى بن
سعيد، عن سليمان بن حرب قال: سمعت حماد بن زيد يقول: أخوف ما
أخاف على أيوب وابن عون: الحديث.
(1/288)
الفضل بن محمد
العطار الأنطاكي سمع من هشام بن عمار ويروي عن رجل عن آخر عنه
573- أخبرنا أبو الفتح السراج، ثنا أبو طاهر بن عبد الرحيم
قال: [أنا] أبو الحسن [ص:289] الدارقطني، ثنا أبو بكر النقاش،
قال: سمعت الفضل بن محمد يقول: قلت لهشام بن عمار: عندنا
بأنطاكية من يحدثنا عن الوليد بن مسلم عنك، عن أبيك، فقال: روى
عني الوليد بن مسلم، وروى عني من هو أجل من الوليد: محمد بن
شعيب بن شابور.
(1/288)
فأما روايته عن رجل
عن آخر عنه
574- فأخبرنا إسماعيل السراج، أنا أبو طاهر، أنا الدارقطني،
ثنا محمد بن الحسن النقاش، ثنا الفضل بن محمد العطار بأنطاكية،
ثنا الحسين بن إسحاق الأنطاكي، ثنا الوليد بن مسلم، ثنا هشام
بن عمار الدمشقي، عن أبيه أن أبا عبيدة بن الجراح -رضي الله
عنه- لما هزم الروم يوم اليرموك قال لأصحابه: صلوا على ظهور
دوابكم لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يرفع النصر ما
دام الطلب)) .
هذا آخر ما حضرني من هذا النوع.
(1/289)
575- أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد،
ثنا أبو نعيم الحافظ، ثنا سليمان بن أحمد الطبراني، ثنا محمد
بن حماد البربري، ثنا عبد الله بن عمر بن أبان، ثنا أبو أسامة،
عن هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، قال: جلب رجل من أهل
البصرة سكراً إلى أهل المدينة فكسد عليه فذكر لعبد الله بن
جعفر رضي الله عنهما، فأمر قهرمانه أن يشتريه، ثم يدعو الناس
فيهبهم إياه، فقال البائع لعبد الله بن جعفر، آخذ معهم؟ قال:
نعم.
قال الإمام أبو موسى -حرسه الله-: قد صح أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم اشترى من جابر بن عبد الله بعيراً فأوفاه ثمنه، ثم
رد عليه بعيره.
(1/289)
576-أخبرنا أبو علي، ثنا أبو نعيم، ثنا
سليمان، قال: قال: أبو العباس ثعلب واسمه أحمد بن يحيى، وقال
علي بن محمد المدايني، عن عوانة قال: رأى عبد الله بن جعفر رضي
الله عنهما رجلاً معه نجيب يريد بيعه فقال لمولى له: اشتر هذا
النجيب، وأعجبه فاشتراه بثمانين ديناراً فلما قبض ثمنه قال:
[ص:290]
وقد ننزع الحاجات يا أم مالك ... كرائم من رب بهن ضنين
فقال عبد الله لمولاه: ادفع إليه نجيبه ولا تأخذ منه ثمنه.
(1/289)
577- أخبرنا أبو علي، ثنا أبو نعيم، ثنا
سليمان، ثنا خلف بن عمرو، ثنا سليمان ابن أبي شيخ، عن محمد بن
الحكم، عن عوانة، أن رجلاً كانت له قينة وكان بها معجباً، وكان
له يسار، ثم تضعضعت حاله، وقل ما في يديه، فقالت له الجارية:
إن رأيت أن تبيعني وتنتفع بثمني، وأصير أنا إلى قوم أنتفع بهم؟
فأتى بها عمر بن عبيد الله بن معمر فباعها منه بأربعين ألفاً،
فلما قبض المال بكى وقال:
فلولا قعود الدهر بي عنك لم يكن ... فراقك إلا بعد موتي فاعذري
أبيت بحزن من فراقك موجع ... أناجي به قلباً طويل التفكر
عليك سلام لا زيارة بيننا ... ولا وصل إلا أن يشاء ابن معمر
قال: فأنا قد شئت، فخذ بيدها مع الأربعين ألفاً.
آخر المجلس وصلى الله على محمد وآله.
(1/290)
|