اللطائف من دقائق المعارف في علوم الحفاظ الأعارف

مجلس آخر أملي يوم السبت الثامن عشر من شعبان سنة ثمان وأربعين وخمسمائة قال:
[10] باب ذكر نوع آخر. وهو: أن يروي رجل عن شيخ له قد سمع منه، ثم يروي عن رجل عن آخر عن ثالث عن ذلك الشيخ.
من ذلك: رواية جماعة من الصحابة -رضي الله عنهم- ذكرناهم في رباعيات الصحابة وخماسيهم لم نعد ذكرهم.
فأما ممن بعدهم:
محمد بن سيرين روى عن عمران بن حصين رضي الله عنهما وقد سمع منه على ما ذكره أبو حاتم الرازي عن إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين وأورد مسلم بن الحجاج في صحيحه من هذه الترجمة ثلاثة أحاديث ثم روى ابن سيرين عن رجل عن ثان عن ثالث عنه
578- أخبرنا أبو القاسم غانم بن أبي نصر البرجي، وأبو علي الحسن بن أحمد الحداد -رحمهما الله- قالا: ثنا أبو نعيم الحافظ، (ح) وأخبرنا غانم هذا: أخبرنا أبو عبد الله الجمال في كتابه قالا: ثنا عبد الله بن جعفر بن أحمد، ثنا يونس بن حبيب، ثنا أبو داود الطيالسي، ثنا شعبة، (ح) وأخبرنا أبو علي الحداد، ثنا أبو عمر بن مهرة، ثنا أبو القاسم الطبراني، ثنا يوسف القاضي، ثنا عمرو بن مرزوق، أنا شعبة، عن عبد الله بن [ص:292] صبيح، عن محمد بن سيرين قال: ذكر في مجلس عمران بن حصين -رضي الله عنهما- الميت يعذب ببكاء الحي، فقال عمران: قاله نبيكم صلى الله عليه وسلم. هذا لفظ الطبراني.

(1/291)


579- وبهذا الإسناد الذي تقدم، عن أبي داود، ثنا يزيد بن إبراهيم قال: سألت محمد بن سيرين، عن حديث عمران فقال: قال عمران للحكم الغفاري -رضي الله عنهما- وكلاهما من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: هل تعلم يوم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا طاعة في معصية الله عز وجل)) قال: نعم، قال عمران: الله أكبر، الله أكبر.
هذا حديث مشهور من حديث محمد بن سيرين، رواه عنه جماعة جمة. ولابن سيرين عن عمران أحاديث صالحة.

(1/292)


فأما ما بين ابن سيرين وعمران في إسناده ثلاثة أنفس
580- فأخبرنا أبو طاهر عبد الواحد بن محمد بن أحمد بن الهيثم الصباغ رحمه الله، أنا أبو سعيد عبد الرحمن بن أحمد بن عمر الصفار، وأبو بكر محمد بن عبد الله بن ريذة، (ح) وأخبرنا أبو غالب الكوشيذي، وفاطمة بنت عبد الله بن أحمد بن عقيل، رحمهما الله، قالا: أنا أبو بكر بن ريذة، قالا: أنا سليمان بن أحمد، ثنا الحسين بن إسحاق التستري، ثنا سعيد بن محمد بن ثواب الحصري، (ح) وأخبرنا أبو علي الحداد وجعفر بن عبد الواحد قالا: أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، أنا أبو محمد بن حيان، ثنا محمد بن العباس، ثنا أبو الصباح محمد بن الليث، (ح) وأخبرنا هبة الله بن عبد الله أبو القاسم بن الواسطي بكرخ بغداد، بقراءتي عليه -رحمه الله-، أنا أبو بكر أحمد بن علي الحافظ، أنا أبو بكر الخيري، أنا محمد بن أحمد بن معقل الميداني، ثنا محمد بن يحيى قالوا: ثنا محمد بن عبد الله الأنصاري، ثنا أشعث بن عبد الملك، عن محمد بن سيرين، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن أبي المهلب، عن عمران -يعني ابن حصين رضي الله عنه-: أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بهم فسها في صلاته، فسجد سجدتي السهو ثم تشهد ثم سلم. [ص:293] هذا لفظ الطبراني، وهو صحيح على شرط مسلم، أخرجه من حديث خالد هذا، وهو من حديث ابن سيرين عنه غريب فرد، تفرد به الأنصاري عن أشعث، ورواه أناس عن الأنصاري.

(1/292)


581- أخبرنا الحافظ أبو نصر الحسن بن محمد اليونارتي بقراءتي عليه، أنا غانم بن عبد الواحد بن عبد الرحيم، أنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق، ثنا أبو سعيد الزعفراني، ثنا عبد الله بن محمد بن زياد، قال: قال محمد بن يحيى -عقيب هذا الحديث-: وما أرى أشعث إلا واهماً فيه، لأن ابن عون رواه عن محمد قال: نبئت عن عمران أنه قال: ثم سلم ولم يذكر التشهد.

(1/293)


582- أخبرنا هبة الله بن عبد الله بن الواسطي بقراءتي عليه ببغداد، أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي الحافظ، أخبرني أبو سعد الماليني بقراءتي (ح) وأخبرنا الحسن بن محمد بن إبراهيم أبو نصر الحافظ بقراءتي، أنا أبو شكر غانم بن عبد الواحد، أنا أبو بكر الرباطي المفسر قالا: أنا أبو بكر محمد بن أحمد المقيد، ثنا سعيد بن عجب الأنباري، ثنا أيوب بن سليمان، ثنا محمد بن عبد الله الأنصاري، ثنا أشعث، عن ابن سيرين، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن أبي المهلب، عن عمران بن حصين -رضي الله عنهما- أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الشهرة.
قال أحمد بن علي الحافظ: كذا قال، وما أراه إلا وهماً، والمحفوظ بهذا الإسناد حديث السهو، وأظن بعض الرواة صحف السهو بالشهرة، والله تعالى أعلم.

(1/293)


583- أخبرنا إسماعيل بن الفضل السراج، أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، أنا أبو الحسن الدارقطني، ثنا علي بن محمد بن عبيد الحافظ، ثنا أحمد بن زهير بن حرب، ثنا علي بن المديني على باب عفان، ثنا معاذ بن معاذ، عن أشعث بن عبد الملك، عن محمد بن سيرين، عن خالد الحذاء عن أبي قلابة، عن أبي المهلب، عن عمران بن حصين -رضي الله عنهما- حديث القرعة بين المملوكين الستة، نحو حديث حماد بن زيد عن أيوب عن أبي قلابة.

(1/293)


584- أخبرنا بحديث حماد أبو غالب الكوشيذي، وأبو طاهر الدشتج وفاطمة الجوزدانية، قالوا: أنا أبو بكر بن ريذة، (ح) وأخبرنا عبد الواحد بن الهيثم أبو سعد الصفار، قالا: أنا الطبراني، ثنا علي بن عبد العزيز، ثنا عارم أبو النعمان، (ح) قال الطبراني وثنا أبو مسلم الكجي، ويوسف القاضي قالا: ثنا سليمان بن حرب، (ح) قال وحدثنا يوسف القاضي والحسين بن إسحاق التستري قالا: ثنا أبو الربيع الزهراني قالوا: ثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي المهلب، عن عمران بن حصين رضي الله عنه: أن رجلاً أعتق ستة أعبد عند موته لم يكن له مال غيرهم فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال للرجل قولاً شديداً، فجزأهم -يعني ثلاثة أجزاء- فأقرع بينهم فأعتق اثنين وأرق أربعة.
هذا حديث صحيح أخرجه مسلم من حديث أيوب، وقد رواه عن أيوب غير واحد وتفرد به من حديث ابن سيرين، عن خالد معاذ بن معاذ. وأورده مسلم أيضاً في الصحيح من حديث هشام، عن ابن سيرين، عن عمران نفسه، وهذا مما اعترض فيه على مسلم.

(1/294)


يحيى بن سعيد الأنصاري يروي عن عروة بن الزبير أحاديث ثم روى حديثاً لعروة بينه وبينه في إسناده ثلاثة
585- أخبرنا أبو غالب الكوشيذي، أنا أبو بكر بن ريذة، أنا الطبراني، ثنا الحسين بن إسحاق التستري، ثنا أبو معمر القطيعي، ثنا إسماعيل بن عياش، عن يحيى بن سعيد، عن عروة بن الزبير، عن أبي حميد الساعدي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((هدايا الأمراء غلول)) .
رواه عن إسماعيل محمد بن بكير أيضاً.

(1/294)


فأما ما بينه وبين عروة فيه ثلاثة
586- فأخبرنا أبو سعد محمد بن علي بن إبراهيم الكاتب بقراءة والدي عليه سنة خمس وأبو علي الحداد سنة سبع وجعفر بن عبد الواحد رحمهم الله قالوا: أنا أبو منصور الخطيب، أنا أبو الشيخ، ثنا أبو جعفر بن الجارود، ثنا هارون بن إسحاق، ثنا يعلى [ص:295] يعني ابن عبيد، عن يحيى بن سعيد، عن ابن جريج، عن سليمان بن موسى، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله، وقبله قال: ((لا نكاح إلا بولي فأيما امرأة نكحت بغير إذن ولي فنكاحها باطل ثلاثاً، فمن لم يكن له ولي فالسلطان ولي من لا ولي له)) .

(1/294)


يعلى هو: ابن عبيد وتابعه زهير بن معاوية وأبو حمزة السكري عن يحيى، ورواه شجاع بن الوليد عن يحيى عن سليمان نفسه.

(1/295)


587- قرأت على عبد الواحد بن حمد أبي المظفر المقري رحمه الله: أخبركم أحمد بن الفضل المقري إذناً، حدثنا أبو القاسم علي بن عمر الهمداني، ثنا أبو أحمد بن عدي قال: سمعت الحسن بن سفيان يقول: سأل أصحاب الحديث الزيادة من علي بن حجر فأنشأ يقول:
لكم مائة في كل يوم أعدها ... حديثاً حديثاً لست زائدكم حرفا
وما طال فيها من حديث فإنني ... به طالب منكم على قدره صرفا
فإن أقنعتكم فاسمعوها صريحة ... وإلا فجيئوا من يحدثكم ألفا
آخر المجلس وصلى الله على محمد وآله.

(1/295)


مجلس آخر أملي يوم السبت الخامس والعشرين من شعبان سنة ثمان وأربعين وخمسمائة قال:
سليمان الأعمش سمع من مجاهد بن جبير الكثير ثم روى عن رجل عن آخر عن ثالث عنه
588- أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد بقراءة والدي عليه رحمهم الله سنة سبع وخمسمائة، ثنا أبو عمر عبد الوهاب بن محمد بن علي بن مهرة، ثنا سليمان بن [ص:296] أحمد الطبراني، ثنا محمد بن أسد بن يزيد الأصبهاني، ثنا أبو داود الطيالسي، (ح) قال سليمان: وثنا أبو مسلم الكشي، ثنا عمرو بن مرزوق، (ح) وأخبرنا غانم بن أبي نصر البرجي وأبو علي الحداد قالا: ثنا أبو نعيم الحافظ، (ح) وأخبرنا غانم هذا، أنا أبو عبد الله الجمال إجازة قالا: ثنا عبد الله بن جعفر، ثنا يونس بن حبيب، ثنا أبو داود قالا: ثنا شعبة، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا هذه الآية: {اتقوا الله حق تقاته} فقال: ((لو أن قطرة من الزقوم قطرت في بحار الدنيا لأفسدت على أهل الأرض معايشهم فكيف بمن يكون طعامه)) .
ترجمة مجاهد عن ابن عباس صحيحة أخرجها كل واحد من أصحاب الصحاح في كتبهم.

(1/295)


فأما ما رواه عن رجل عن ثان عن ثالث عنه
589- فأخبرنا إسماعيل بن الفضل بن أحمد، أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، أنا أبو الحسن الدارقطني، ثنا أبو بكر محمد بن الحسن بن محمد، ثنا الحسين بن إدريس بهزاتم، ثنا محمد بن عبد الله بن عمار قال: وكان أبو معاوية إذا ذهب في حاجة وصى من يترك عند الأعمش أن يتحفظ عليه ما يمر بعده قال: فكان يجيء فيسأله عما مر بعده قال: فجئت يوماً فذكرها لي: أن ذكر عن مجاهد: من إيجاب المغفرة إطعام المسلم السغبان. [قال: فسألته عنه فقال لي: أليس أنت حدثتني به، عن هشام، عن سعيد العلاف، عن مجاهد؟ قال: فقلت له: فحدثني به، فحدثني به، قال ابن عمار: فألقى الأعمش: أبا معاوية وهشاماً وسعيداً، وقال مجاهد، ثم قال ابن عمار: حدثناه أبو معاوية، عن هشام بن حسان، عن سعيد العلاف، عن مجاهد قال: من إيجاب المغفرة إطعام المسلم السغبان] .
هذا حسن جداً عزيز من حديث الأعمش عن أبي معاوية، وهو من رواية الأكابر، عن الأصاغر وقد جاز تدليس الأعمش في هذا على جماعة من الناس.

(1/296)


590- أخبرنا به الحسن بن أحمد المقري ثنا الفضل بن محمد بن سعيد، ثنا عبد الله بن محمد بن جعفر أبو الشيخ، ثنا أحمد بن الحسين الحذاء، ثنا إسماعيل بن عبيد بن أبي كريمة، ثنا محاضر، عن الأعمش، عن مجاهد قال: إن من موجبات المغفرة إطعام الجايع السغبان.

(1/296)


يحيى بن أبي كثير اليمامي يروي عن عروة بن الزبير أحاديث ثم روى عن رجل عن آخر عن ثالث عنه
591- أخبرنا أبو علي الحداد بقراءة والدي عليه رحمهما الله، ثنا أبو نعيم الحافظ، ثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد، ثنا أحمد بن عبد الرحمن السقطي، ثنا يزيد بن هارون، ثنا هشام الدستوائي، (ح) قال أبو نعيم: وحدثنا سليمان بن أحمد، ثنا إسحاق بن إبراهيم، أنا عبد الرزاق، ثنا معمر قالا: عن يحيى بن أبي كثير، عن عروة بن الزبير، حدثه قال: حدثني عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله عز وجل لا يقبض العلم بقبض يقبضه ولكن يقبض العلماء بعلمهم)) الحديث.
صحيح من حديث هشام بن عروة وأبي الأسود عن عروة.

(1/297)


فأما ما رواه عن رجل عن آخر عن ثالث عنه
592- فأخبرنا إسماعيل بن الفضل السراج، أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، أنا علي بن عمر الحافظ، ثنا الحسن بن الخضر المعدل بمكة، ثنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن عثمان المديني بمصر، ثنا يحيى بن درست، ثنا أبو إسماعيل القناد، ثنا يحيى بن أبي كثير، عن الأوزاعي، عن مالك بن أنس، عن الزهري، عن عروة، عن عمرة، عن عائشة رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يقطع إلا في ربع دينار فصاعداً)) .

(1/297)


سفيان الثوري سمع من أبي إسحاق السبيعي الكثير ثم روى عن رجل عن آخر عن ثالث عنه
593- أخبرنا أبو منصور محمد بن عبد الله بن مندويه، ثنا أحمد بن عبد الله الحافظ، ثنا أحمد بن يوسف أبو بكر بن خلاد العطار النصيبي ببغداد، ثنا أبو محمد الحارث بن محمد بن أبي أسامة التميمي، ثنا معاوية بن عمرو، ثنا أبو إسحاق –هو الفزاري-، عن سفيان، (ح) وأخبرناه عالياً أبو علي الحداد، ثنا أبو نعيم، ثنا سليمان بن أحمد، ثنا ابن أبي مريم واسمه عبد الله بن محمد، ثنا الفريابي، ثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن البراء بن [ص:298] عازب رضي الله عنهما قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الخندق وهو يحمل التراب قد كاد يواري ظهره وهو يقول:
والله لولا ما اهتدينا ... ولا تصدقنا ولا صلينا
فأنزلن سكينة علينا ... وثبت الأقدام إن لاقينا
إن الأولى قد بغوا علينا ... إذا أردوا فتنة أبينا
هذا لفظ رواية الحارث، وهو صحيح من حديث شعبة وغيره عن أبي إسحاق.

(1/297)


فأما ما رواه عن شيخ عن ثان عن ثالث عنه
594-فأخبرنا أحمد بن عبد الله بن المظفر بن محمد بن ماجه وإسماعيل بن محمد بن أحمد بن محمد أبو الوفا ابن الفتح فيما أذنا لي رحمهما الله قالا: أنا أبو زيد طلحة ابن عبد الرزاق بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق، ثنا أبو عبد الله محمد بن إسحاق الحافظ، أنا عمر بن الحسن بن مالك، ثنا محمد بن زكريا البغدادي، (ح) وأخبرنا أبو الفتح ابن الإخشيد قراءة عليه أنا محمد بن أحمد بن محمد، أنا علي بن عمر الحافظ، ثنا محمد بن محمود الواسطي، ثنا محمد بن زكريا بن يحيى بن الصلت، ثنا سويد بن سعيد، ثنا محمد بن الحسن الهمداني قال: سمعت سفيان الثوري يحدث، عن المعتمر بن سليمان، عن أبيه، عن رقبة، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن أبي [بن] كعب رضي الله عنهما، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((الغلام الذي قتله الخضر عليه السلام طبع كافرا)) .
صحيح من حديث المعتمر أخرجه مسلم عن القعنبي عنه، قيل: تفرد به المعتمر، عن أبيه، وتفرد به رقبة، عن أبي إسحاق، ويقال: رواه عبد الجبار بن العباس عن أبي إسحاق وهو من حديث الثوري غريب.

(1/298)


595- أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد، ثنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله، ثنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب، ثنا محمد بن صالح بن الوليد، ثنا أبو حفص عمرو بن علي قال: كنا عند سفيان بن عيينة فجاءته جارية فقالت: مولاي فلان الصيرفي يقرئك السلام، وقالت: يقول بعث إلي إنسان بعشرة آلاف درهم، فقال: ادفعها إلى سفيان بن عيينة، وهي عندي، فأخذ منها سفيان ثلاثة آلاف درهم وبقيت عنده سبعة آلاف، فجاء ابن أخيه عمران ذات يوم مع جماعة يخطب إليه بنته فقال: مرحباً يا ابن أخي جاء يطلب أخته إلا أن الله عز وجل قد أحلها له، ثم قال: اقرأ عشر آيات من كتاب الله عز وجل؟ فلم يحسن، فقال: هات ثلاثة أحاديث، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فلم يحسن، فقال: هات ثلاثة أبيات شعر من شعر العرب؟ فلم يحسن، فقال: لا تحسن آيات من كتاب الله تعالى ولا حديثاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أبيات شعر. اذهب إلى فلان الصيرفي فخذ منه أربعة آلاف درهم وتزوج إلى من شئت، وبقي عند الصيرفي ثلاثة آلاف درهم، فمر به الصيرفي يوماً فقال: ألا تبعث إلى بقية المال من يأخذه؟ قال أبو حفص -وقد كان الصيرفي قضى له حاجة- فقال: هو لك، فقال الرجل: لا حاجة لي بها، وأنا عنها غني، فقال: ابن أخيك اليتيم ادفعها إليه ولا تراجعني فيه.

(1/299)


596-أخبرنا عبد الواحد بن حمد المقري، أنا أحمد بن الفضل المقري إذناً، ثنا أبو القاسم الهمذاني، ثنا أبو أحمد بن عدي، أنشدنا منصور بن إسماعيل الفقيه لنفسه:
أجالس كلاً وإن لم يكن ... على ما أحب سوى الأحمق
فإني أجالسه مرة ... وأنهض عنه فلا نلتقي
آخر المجلس وصلى الله على سيدنا محمد وآله.

(1/299)


مجلس آخر أملي يوم السبت الثاني من شهر رمضان سنة ثمان وأربعين وخمسمائة قال:
سفيان بن عيينة سمع من عمرو بن دينار الكثير ثم روى حديثاً بينه وبين عمرو في إسناده ثلاثة
597- أخبرنا الإمام والدي رحمه الله بقراءتي عليه، أنا مكي بن منصور قدم علينا، (ح) ، وأخبرناه عالياً أبو بكر الشيروي فيما أذن لي رحمه الله قالا: أنا أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري، ثنا أبو العباس الأصم، ثنا زكريا بن يحيى أبو يحيى المروزي ببغداد، ثنا سفيان بن عيينة الهلالي، عن عمرو، عن أبي العباس، عن عبد الله بن عمرو -كذا قال رضي الله عنه- قال: حاصر النبي صلى الله عليه وسلم أهل الطائف فلم ينل منهم شيئاً، قال: ((إنا قافلون غداً إن شاء الله)) قال المسلمون: أنرجع ولم نفتحه؟! قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اغدوا على القتال غداً)) فأصابهم جراح، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنا قافلون غداً إن شاء الله)) فأعجبهم ذلك، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم.
كذا وقع في هذه الرواية عبد الله بن عمرو، ولأبي العباس السايب بن فروخ الشاعر عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه أحاديث إلا أن هذا الحديث إنما هو عن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وقد وهم فيه جماعة من الحافظ فصيروه في مسند عبد الله بن عمرو، وهو صحيح أخرجه البخاري ومسلم من حديث ابن عيينة.

(1/300)


فأما ما وقع في إسناده بينه وبين عمرو ثلاثة
598- فأخبرنا أبو علي الحداد بقراءة والدي عليه رحمهما الله سنة خمس، ثنا أبو نعيم الحافظ، أنا محمد بن حميد، ثنا عصام بن غياث، ثنا أبو رفاعة، (ح) وأخبرنا سعيد ابن أبي الرجاء وغيره رحمهما الله قالا: أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقري، ثنا أبو عروبة وعبد الجبار بن نعيم الحصني ومحمد بن خالد بن يزيد البردعي والقاسم بن خليد القاضي، (ح) وأخبرنا هبة الله بن الواسطي ببغداد رحمه الله، أنا أبو بكر بن [ص:301][ثابت، ثنا محمد بن] الفرج البزاز، أنا عمر بن محمد الناقد، ثنا عبد الله بن محمد بن ناجية، (ح) وأخبرنا أبو علي الحداد وإسماعيل بن الفضل السراج قالا: أنا أحمد بن الفضل المقري، ثنا أحمد بن محمد بن عبد الله، ثنا أبو علي الحسين بن الوليد بتستر، ثنا محمد بن مخلد بن حفص قالوا: أنا أبو رفاعة واسمه عبد الله بن محمد بن عمر بن حبيب العدوي، ثنا إبراهيم بن بشار، ثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن الحسن بن محمد قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يبيت مالاً ولا يقبله.
فقال رجل: يا أبا محمد سماع من عمرو بن دينار؟ فقال: دعه لا تفسده، قال: سماع من عمرو؟ قال: ابن جريج عن عمرو، قال: سماع من ابن جريج عن عمرو؟ قال: أبو عاصم عن ابن جريج؟ قال: يا أبا محمد سماع من أبي عاصم؟ قال: ويحك كم تفسده، قال: سماع من أبي عاصم؟ قال: لا، حدثنيه علي بن المديني عن أبي عاصم.
هذا رواية أبي علي عن أبي نعيم، زاد هبة الله في روايته ثم قال سفيان: تلوموني على علي بن المدني، لما أتعلم منه أكثر مما يتعلم مني.

(1/300)


وقد سمع سفيان بن عيينة من الزهري الكثير ثم روى عن رجل عن آخر عن ثالث عنه
599- أخبرنا أبو علي الحداد بقراءة والدي عليه رحمهما الله سنة سبع، ثنا أبو نعيم الحافظ، ثنا أبو علي الصواف، ثنا بشر بن موسى، ثنا الحميدي، (ح) وأخبرناه عالياً عبد الغفار بن محمد فيما كتب إلي من نيسابور، أنا أبو بكر القاضي، ثنا محمد بن يعقوب بن يوسف، ثنا زكريا بن يحيى قالا: ثنا سفيان، ثنا الزهري قال: سمعت أنس بن مالك رضي الله عنه يقول: سقط النبي صلى الله عليه وسلم من فرس فجحش شقه الأيمن، فدخلنا نعوده فحضرت الصلاة، فصلى بنا قاعداً وصلينا خلفه قياماً، فلما قضى صلاته قال: ((إنما جعل الإمام ليؤتم به؛ فإذا كبر فكبروا، وإذا ركع فاركعوا، وإذا رفع فارفعوا، وإذا قال: سمع الله لمن حمده فقولوا: اللهم ربنا ولك الحمد، وإذا سجد فاسجدوا، وإذا صلى قاعداً فصلوا قعوداً أجمعون)) . [ص:302] هذا لفظ رواية الحميدي وزاد: قال سفيان: وكان لفظ الزهري إذا حدث عن أنس وسهل: سمعت، سمعت.
هذا حديث صحيح من حديث ابن عيينة بالاتفاق.

(1/301)


فأما ما بينه وبينه فيه ثلاثة
600- فإني وجدت عن أبي مسعود الرازي قال: سمعت أبا داود الحفري يقول: سفيان بن عيينة أحذق بالتدليس من هشيم، قال: أبو مسعود: حدثت عن ابن عيينة أنه روى حديثاً عن الزهري، فقيل: حدثكم الزهري؟ فقال: معمر عن الزهري، [فقيل له: أحدثكم معمر عن الزهري؟] فقال: بلغني عن ابن المبارك عن معمر عن الزهري، لو سكت كان خيراً لك.

(1/302)


طريق آخر له كذلك
601- أخبرنا أبو علي الحداد وأبو الفتح بن الإخشيد قالا: أنا أبو بكر الباطرقاني، ثنا أحمد بن عبد الرحمن الهروي، ثنا الحسن بن عبد الله بن سعيد الزبيري [بن] أحمد الحافظ، ثنا عبد الله بن أبي عبد الله، ثنا علي بن المديني قال: كنا يوماً عند سفيان بن عيينة فقال الزهري: عن سالم، عن أبيه رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((إنما الناس كإبل مائة)) .
فقيل له: سمعت من الزهري؟ فقال: دعه لا تفسده، معمر عن الزهري، فقيل له: سمعته من معمر؟ فقال: دعه لا تفسده، عبد الرزاق عن معمر عن الزهري، فقيل: سمعته من عبد الرزاق؟ فقال: سمعته من هذا الفتى -يعني علياً- يذكره عن عبد الرزاق.

(1/302)


602- (ح) أخبرنا بهذا الحديث عالياً غانم بن أبي نصر البرجي وأبو علي الحداد رحمهما الله قالا: ثنا أبو نعيم الحافظ، ثنا سليمان الطبراني، ثنا إسحاق الدبري، أنا عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الناس كإبل مائة لا يجد الرجل فيها راحلة)) .
هذا حديث صحيح من حديث الزهري رواه عنه جماعة.

(1/302)


603- أخبرنا أبو منصور بن زريق ببغداد، أنا أبو بكر بن ثابت، أنا ابن الفضيل -يعني محمد بن الحسين بن الفضل-، أنا دعلج بن أحمد، ثنا أحمد بن علي الأبار، ثنا الحسن بن علي، ثنا علي -يعني ابن المديني- قال: قال سفيان: جالست عمرو بن دينار من ثنتين وعشرين سنة، ومات سنة ست وعشرين، وجالسته وأنا ابن أربع عشرة سنة. قال أبو بكر: كذا قال، وهو خطأ، وصوابه: جالست عمرو بن دينار سنة ثنتين وعشرين، ومات سنة ست وعشرين، قال أبو بكر: أنا الحسن بن أبي بكر، أنا محمد بن عبد الله الشافعي، ثنا جعفر بن كزال قال: سمعت أبا مسلم يعني المستملي قال: سمعت سفيان يقول: سمعت من عمرو ما لبث نوح في قومه.
- (ح) قال أبو بكر: أنا أبو نعيم، ثنا إبراهيم بن محمد المزكي، أنا أبو العباس السراج قال: سمعت سلمان بن توبة يقول: سمعت علياً يقول: قال يحيى بن سعيد القطان: ابن عيينة أحب إلي في الزهري من معمر.

(1/303)


604- أخبرنا أبو علي الحداد، ثنا أبو نعيم، ثنا أبو بكر محمد بن جعفر بن محمد بن غندر قال: سمعت محمد بن جعفر بن سهل العسكري يقول: سمعت العباس الترقفي يقول: خرج علينا سفيان بن عيينة يوماً فنظر إلى أصحاب الحديث فقال: فيكم أحد من أهل مصر؟ فقالوا: نعم، قال: ما فعل فيكم الليث بن سعد؟ قالوا: توفي، فقال: هل فيكم أحد من أهل الرملة؟ فقالوا: نعم، قال: ما فعل فيكم ضمرة بن ربيعة الرملي؟ قالوا: توفي، قال: هل فيكم أحد من أهل حمص؟ قالوا: نعم، قال: ما فعل فيكم بقية بن الوليد؟ قالوا: توفي، قال: هل فيكم أحد من أهل دمشق؟ قالوا: نعم، قال: ما فعل فيكم الوليد بن مسلم؟ قالوا: توفي، قال: هل فيكم أحد من أهل قيسارية؟ قالوا: نعم، قال: ما فعل فيكم محمد بن يوسف الفريابي؟ قالوا: توفي، قال: فبكى طويلاً ثم أنشأ يقول:
خلت الديار فسدت غير مسود ... ومن الشقاء تفردي بالسؤدد
آخر المجلس وصلى الله على سيدنا محمد وآله.

(1/303)


مجلس آخر أملي يوم السبت التاسع من شهر رمضان سنة ثمان وأربعين وخمسمائة قال:
الليث بن سعد سمع من الزهري الكثير كما تقدم ذكرنا له ثم روى عن رجل عن آخر عن ثالث عنه
605- أخبرنا أبو الفتح إسماعيل بن الفضل بن أحمد السراج، أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، أنا أبو بكر بن المقري، (ح) وأخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن موسى المؤدب رحمه الله، أنا عبد الرزاق بن عمر بن موسى المؤدب رحمه الله، أنا عبد الرزاق بن عمر بن موسى، أنا أبو بكر بن المقري إجازة، ثنا أبو بكر محمد بن زبان بن حبيب بمصر، ثنا محمد بن رمح، (ح) قال ابن المقري وحدثنا محمد بن الحسن بن قتيبة، ثنا يزيد بن خالد الرملي قالا: ثنا الليث بن سعد، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها أن قريشاً أهمتهم شأن المخزومية التي سرقت فقالوا: من يكلم فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فكلمه أسامة رضي الله عنه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أتشفع في حد من حدود الله عز وجل، ثم قام فاختطب -وقال ابن رمح فخطب- فقال: يا أيها الناس إنما هلك الذين من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد، وايم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها)) .
هذا حديث صحيح متفق عليه؛ أخرجه البخاري عن قتيبة وأبي الوليد وسعيد بن سليمان، ورواه مسلم عن قتيبة وابن رمح هذا، جميعاً عن الليث.

(1/304)


فأما ما رواه الليث وبينه وبين الزهري في إسناده ثلاثة
606- فأخبرنا أبو الفضل جعفر بن عبد الواحد الثقفي، أنا أبو منصور عبد الرزاق بن أحمد الخطيب، أنا أبو محمد الحسن بن أحمد المخلدي بنيسابور، أنا أبو حامد أحمد بن حمدون بن عمارة الأعمش، ثنا أبو حصين جعفر بن الزبرقان، ثنا أبو صالح كاتب الليث، حدثني الليث، ثنا عبد الله بن وهب المصري، عن ابن جريج، عن سليمان بن [ص:305] موسى، عن الزهري. عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل)) .

(1/304)


طريق آخر للليث كذلك
607- أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد، ثنا أبو نعيم الحافظ، ثنا سليمان بن أحمد الطبراني، ثنا المطلب بن شعيب، ثنا عبد الله بن صالح، حدثني الليث، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن يزيد بن عبد الله بن الهاد، عن محمد بن مسلم بن شهاب، عن عروة بن الزبير، عن عائشة رضي الله عنها: أنه سألها عن الآية من سورة النساء: {وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى} قالت: أنزلت في اليتيمة تكون عند الرجل فتكون شريكته في المال فينكحها بدون ما تعطى ثم يسيء صحبتها.

(1/305)


608- (ح) وبهذا الإسناد عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها في قول الله عز وجل يعني: {ويستفتونك في النساء قل الله يفتيكم فيهن وما يتلى عليكم في الكتاب} ، إنما أنزلت في الرجل تكون عنده اليتيمة يملك أمرها فلا ينكحها ويرغب عنها ويمسكها حتى تموت ويرثها.
قال سليمان: لم يرو هذين الحديثين عن ابن الهاد إلا سعيد، تفرد بهما الليث عن خالد.

(1/305)


طريق ثالث للليث كذلك
609- أخبرنا إسماعيل بن الفضل بن الإخشيد، أنا محمد بن أحمد الكاتب، أنا أبو الحسن الدارقطني، ثنا أبو بكر النيسابوري، ثنا أحمد بن منصور الرمادي (ح) وأخبرنا به عالياً أبو علي، ثنا أبو نعيم، ثنا سليمان، ثنا المطلب قالا: ثنا عبد الله بن صالح، حدثني الليث، حدثني ابن الهاد، عن إبراهيم بن سعد، عن صالح بن كيسان، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((بينما أنا نائم رأيتني على قليب، فنزعت منها ما شاء الله تعالى، ثم نزع ابن [ص:306] أبي قحافة ذنوباً أو ذنوبين وفي نزعه ضعف وليغفر الله له، ثم استحالت غرباً فأخذها عمر بن الخطاب، فلم أر عبقرياً من الناس ينزع نزعه حتى ضرب الناس بعطن)) .
هذا حدث صحيح، أخرجه مسلم عن جماعة عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، وعند الليث بهذا الإسناد عن الزهري أحاديث.

(1/305)


رواية الليث عن أبي الزبير وعن رجل عن آخر عن ثالث عنه
610- أخبرنا أبو منصور محمد بن عبد الله بن مندويه، ثنا أبو نعيم الحافظ، ثنا أبو بكر بن خلاد، ثنا الحارث بن أبي أسامة، ثنا يونس بن محمد، ثنا ليث، عن أبي الزبير، عن جابر رضي الله عنه قال: أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مهلين بالحج مفرداً وأقبلت عائشة رضي الله عنه مهلة بعمرة حتى إذا كانت بسرف عركت، حتى إذا قدمنا طفنا بالكعبة وبالصفا والمروة وأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يحل منا من لم يكن معه هدي قال: فقلنا حل ماذا؟ قال: الحل كله، قال: فواقعنا النساء وتطيبنا بالطيب، وليس بيننا وبين عرفة إلا أربع ليال، ثم أهللت يوم التروية، ثم دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على عائشة فوجدها تبكي فقال: ((ما شأنك)) قالت: شأني أني قد حضت، وقد حل الناس ولم أحلل ولم أطف بالبيت والناس يذهبون إلى الحج الآن قال: ((فإن هذا أمر كتبه الله تعالى على بنات آدم، فاغتسلي ثم أهلي بحج)) ففعلت ووقفت الموقف حتى إذا طهرت طافت بالكعبة وبالصفا والمروة ثم قال: ((قد حللت من حجك وعمرتك جميعاً)) فقالت: يا رسول الله إني أجد في نفسي إن لم أطف بالبيت حتى حججت قال: ((فاذهب بها يا عبد الرحمن بن أبي بكر فأعمرها من التنعيم وذلك ليلة الحصبة)) .
هذا حديث صحيح على شرط مسلم دون البخاري، أخرجه عن قتيبة وابن رمح، عن الليث.

(1/306)


فأما ما رواه الليث وبينهما فيه ثلاثة
611- فأخبرنا أبو علي، ثنا أبو نعيم، ثنا سليمان، ثنا المطلب، ثنا عبد الله بن صالح، حدثني الليث، حدثني خالد يعني ابن يزيد، عن سعيد يعني ابن أبي هلال، عن محمد بن عجلان أن أبا الزبير المكي أخبره: أنه رأى عبد الله بن عمر رضي الله عنه إذا سجد حتى يرفع رأسه من السجدة الأولى فقعد على أطراف أصابعه ويقول: إنه من السنة.
قال سليمان: لم يروه عن أبي الزبير إلا ابن عجلان، ولا عن ابن عجلان إلا سعيد، ولا عن سعيد إلا خالد، تفرد به الليث.

(1/307)


612- أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن عبد الواحد بن زريق القزاز ببغداد، أنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت، أنا محمد بن الحسين بن الفضل، أنا عبد الله بن جعفر بن درستويه، ثنا يعقوب بن سفيان قال: قال ابن بكير: وأخبرني من سمع الليث يقول: كتبت من علم ابن شهاب علماً كثيراً، وطلبت ركوب البريد إليه إلى الرصافة فخفت أن لا يكون لله عز وجل فتركت ذلك.

(1/307)


613- أخبرنا الحافظ أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي ببغداد، أنا أبو عبد الله محمد بن فتوح الحميدي إجازة، ثنا أبو إسحاق إبراهيم بن سعيد الحبال المصري بها، ثنا هبة بن إبراهيم الصواف، ثنا أبو يعقوب بن الدخيل، ثنا العقيلي، ثنا زكريا بن يحيى الحلواني، ثنا أحمد بن سعيد بن أبي مريم، [ثنا] عمي هو سعيد بن أبي مريم، ثنا الليث بن سعد قال: قدمت مكة فجئت أبا الزبير، فدفع إلي كتابين وانقلبت بهما، ثم قلت في نفسي: لو عاودته فسألته أسمع هذا كله من جابر، فرجعت إليه فسألته فقال: منه ما سمعت ومنه ما حدثت عنه، فقلت: أعلم لي على ما سمعت، فأعلم [لي] على هذا الذي عندي.
آخر المجلس وصلى الله على سيدنا محمد وآله.

(1/307)


مجلس آخر أملي يوم السبت السادس عشر من شهر رمضان سنة ثمان وأربعين وخمسمائة قال:
الليث بن سعد سمع من سعيد المقبري أحاديث صالحة ثم روى عن رجل عن آخر عن ثالث عنه
614- أخبرنا أبو منصور محمد بن عبد الله بن مندويه، ثنا أبو نعيم الحافظ، ثنا أبو بكر بن خلاد، ثنا الحارث بن أبي أسامة، ثنا أبو النضر، ثنا الليث، حدثني سعيد المقبري، عن سعيد بن يسار: أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يتوضأ أحدكم فيحسن وضوءه فيسبغه ثم يأتي المسجد لا يريد إلا الصلاة إلا تبشبش الله به كما يتبشبش أهل الغائب بطلعته)) .
هذا إسناد صحيح، أخرج مسلم في صحيحه بهذا الإسناد حديثاً، وهذا الحديث وأمثاله يروى من غير إنكار ولا تأويل اقتداء بالسلف الصالح فيه.

(1/308)


فأما ما رواه وبينهما فيه ثلاثة
615- فأخبرنا أبو علي الحداد، ثنا أبو نعيم، ثنا سليمان بن أحمد، ثنا المطلب بن شعيب، ثنا عبد الله بن صالح، حدثني الليث بن سعد، عن عمر بن السائب، عن أسامة بن زيد، عن يعقوب بن الأشج، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله عز وجل لا ينزع العلم منكم بعدما أعطاكموه انتزاعاً ولكن يقبض العلماء بعلمهم ويبقى الناس جهالاً فيسألون فيفتون فيضلون ويضلون)) .
قال سليمان: لم يروه عن سعيد إلا يعقوب، ولا [عن] يعقوب إلا أسامة، ولا عن أسامة إلا عمر، تفرد به الليث.

(1/308)


وقد روى الليث عن نافع مولى ابن عمر نسخة سمعها منه ثم روى عن رجل عن آخر عن ثالث عنه
616- أخبرنا أبو منصور بن مندويه، ثنا أبو نعيم، ثنا أبو بكر بن خلاد، ثنا الحارث بن أبي أسامة، ثنا أبو النصر هاشم بن القاسم وعاصم بن علي قالا: ثنا الليث، حدثني نافع، عن عبد الله رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم [أنه] قال: ((لا يحلبن أحدكم ماشية رجل بغير إذنه، أيسر أحدكم أن يؤتى مشربته فيكسر باب خزانته فيؤخذ طعامه، فإنما يخزن لهم ضروع مواشيهم أطعمتهم، فلا يحلبن أحد ماشية امرئ بغير إذنه)) .
لفظ هاشم هذا صحيح على شرط مسلم، أخرجه عن قتيبة وابن رمح عن الليث.

(1/309)


فأما ما رواه من حديث نافع وبينهما ثلاثة
617- فأخبرنا أبو علي، ثنا أبو نعيم، ثنا سليمان، ثنا المطلب، ثنا عبد الله حدثني الليث، حدثني عبيد الله بن أبي جعفر، عن أبي الأسود، عن بكير بن عبد الله، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن قال رجل لآخر: يا كافر، وجب الكفر على أحدهما)) .
هذا حديث صحيح من حديث نافع، لم يروه عن عبيد الله إلا الليث.

(1/309)


وقد روى الليث عن حيوة بن شريح -أبي زرعة الكندي المصري- الكثير –وليس بحيوة بن شريح الحضرمي الحمصي- ثم روى حديثاً له وبينهما في إسناده ثلاثة
618- أخبرنا أبو غالب الكوشيذي، وأبو بكر محمد بن أبي القاسم القصار، [ص:310] ونوشروان الديلمي رحمهم الله قالوا: أنا أبو بكر بن ريذة، ثنا الطبراني، ثنا مطلب، (ح) وأخبرنا أبو علي سنة خمس، ثنا أبو نعيم، ثنا عبد الله بن جعفر، ثنا إسماعيل سمويه قالا: ثنا عبد الله بن صالح، حدثني الليث، حدثني حيوة بن شريح، عن ابن شفي [واسمه حسين، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((قفلة كغزوة)) .
زاد الطبراني: يريد القفول من الغزو.

(1/309)


619- (ح) وبهذين الإسنادين عن الليث، عن حيوة، عن شفي، وفي رواية سمويه: عن ابن شفي] ، عن شفي، عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((للغازي أجره وللجاعل أجره)) .
زاد الطبراني: وأجر الغازي. [هذا لفظ الطبراني] .

(1/310)


فأما روايته عن رجل عن آخر عن ثالث عنه
620- فأخبرنا أحمد بن علي بن موسى رحمه الله، أنا أبو الطيب بن شمة، أنا ابن المقري، أنا محمد بن زبان، أنا محمد بن رمح، أنا الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن الحارث بن يعقوب: أن يعقوب بن عبد الله بن الأشج وحيوة يعني حدثاه، عن القعقاع: أن رميثة بنت حكيم قالت: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((لم أزل أصلي ثماني ركعات وما كنت لأدعهن ولو نشر لي أبي من القبر)) .

(1/310)


621- (ح) قال: وأخبرنا ابن المقري، ثنا أحمد بن عبد الوارث، ثنا عيسى بن حماد، أنا الليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن الحارث بن يعقوب، عن يعقوب بن الأشج، عن القعقاع: أن رميثة بنت خالد قالت: إني سمعت عائشة رضي الله عنها تقول: لم أزل أصلي، وذكر مثله.
كذا ذكره، وأظنه الأصح، غير أن أبا عبد الله بن منده رحمه الله ذكر في تاريخه: رميثة بنت حكيم، سمعت النبي صلى الله عليه وسلم روى عنها القعقاع، ولم يذكرها كذلك في معرفة الصحابة.

(1/310)


622- أخبرنا أبو منصور بن زريق ببغداد، أنا أبو بكر الخطيب، أنا محمد بن أحمد بن رزق، أنا محمد بن أحمد بن الحسن الصواف، ثنا عبد الله بن أحمد ابن حنبل قال: سمعت أبي رحمه الله يقول: أصح الناس حديثاً عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، ليث، يفصل ما روى عن أبي هريرة وما روى عن أبيه، عن أبي هريرة، هو ثبت في حديثه جداً.

(1/311)


623- أخبرنا ابن زريق، أنا الخطيب أخبرني الأزهري، ثنا إسماعيل بن سعيد، ثنا الحسين بن القاسم الكوكبي، أنا المبرد قال: وجه صالح بن شيخ يعني جد بشر بن موسى الأسدي إلى سعيد بن سليم بجوذابة أوزة ولم يوجه بالأوزة فكتب إليه سعيد:
بعثت إلينا بجوذابة ... فأين التي جاء جوذابها
فقال صالح لابنه موسى: أجبه، فقال موسى:
بعثنا إليك بجوذابة ... وجاز الأوزة أربابها
وذلك حظ الفتى الباهلي ... فلا يتعبنك تطلابها
آخر المجلس وصلى الله على سيدنا محمد وآله.

(1/311)


مجلس آخر أملي يوم السبت الثالث والعشرين من شهر رمضان سنة ثمان وأربعين وخمسمائة قال:
الليث بن سعد سمع من يحيى بن سعيد الأنصاري الكثير ثم روى عن رجل عن آخر عن ثالث عنه
624- أخبرنا أبو غالب أحمد بن العباس الكوشيذي، أنا أبو بكر بن ريذة، أنا أبو القاسم الطبراني، ثنا أبو يزيد يوسف بن يزيد القراطيسي، ثنا عبد الله بن صالح، حدثني الليث بن سعد، حدثني يحيى بن سعيد، عن محمد بن المنكدر، عن يزيد بن نعيم بن هزال، عن جده هزال رضي الله عنه: أنه قال لماعز بن مالك رضي الله عنه: اذهب [ص:312] إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره بحديثك، فأتاه فأخبره، فأعرض عنه النبي صلى الله عليه وسلم مراراً، فجعل يردد ذلك على النبي صلى الله عليه وسلم، فبعث النبي صلى الله عليه وسلم إلى قومه فقال: ((أبه جنون؟)) قالوا: لا. قال: ((أفبكر أم ثيب؟)) قالوا: بل ثيب، فأمر به فرجم، ثم قال: ((ويحك [يا هزال] لو سترته بردائك كان خيراً لك)) .
رواه عكرمة بن عمار عن يزيد أتم منه، وللحديث طرق.

(1/311)


فأما ما في إسناده بينهما ثلاثة
625- فأخبرنا أبو علي الحداد سنة خمس، ثنا أبو نعيم الحافظ، ثنا عبد الله بن جعفر، ثنا إسماعيل بن عبد الله العبدي سمويه، ثنا عبد الله بن صالح، حدثني الليث، حدثني عبيد الله بن أبي جعفر، عن أبي الأسود، عن هشام بن عروة، عن يحيى بن سعيد، عن عمرة، عن عائشة رضي الله عنها: أنها قالت في لحوم الضحايا: كنا نملح منه ويقدم به أناس إلى المدينة فقال: ((لا تأكلوا إلا ثلاثة أيام ليست بالعزيمة ولكن أراد تطعمون منه)) .

(1/312)


وقد روي عن الليث عن الحسن البصري حديث ذكرناه فيما تقدم من هذا الكتاب وذكرنا روايته عن رجل عن آخر عنه وقد روى حديثاً بينهما فيه ثلاثة
626- أخبرنا إسماعيل السراج، أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، أنا أبو بكر بن المقري، ثنا أبو بكر أحمد بن عبد الوارث بن جرير العسال بمصر، ثنا أبو موسى عيسى بن حماد زغبة، ثنا الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن خالد بن كثير: أن أبا حفص العمري حدثه: أن الحسن البصري حدثه: أن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال له: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذهب لحاجته، فأخذت الإداوة فذهبت معه، فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم [من حاجته] توضأ وعليه جبة ضيقة الكمين، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد أن يخرج ذراعيه فلم يستطع من ضيقهما، فأخرج يده فجعلهما على منكبيه، فغسل وجهه ويديه ومسح على الخفين والعمامة -وذلك يوم صلى وراء عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه- وذلك أن [ص:313] رسول الله صلى الله عليه وسلم تأخر في مخرجه فجاء وأصحابه يصلون وراء عبد الرحمن بن عوف يؤمهم، فتأخر عبد الرحمن، فرده رسول الله صلى الله عليه وسلم وصلى وراءه.
غريب هذا الإسناد ولم أكتبه إلا من هذا الوجه.

(1/312)


أحمد بن حنبل الشيباني سمع من عبد الرحمن بن مهدي الكثير ثم حكى عن رجل آخر عنه وهذا من النوع الذي قبله يقدم إليه
627- أخبرنا هبة الله بن الحصين ببغداد، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، ثنا عبد الرحمن بن مهدي وأبو سعيد قالا: ثنا زائدة، عن عبد الملك بن عمير، وقال أبو سعيد: ثنا عبد الملك بن عمير، عن عبد الرحمن ابن أبي ليلى، عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال: يا رسول الله، ما تقول في رجل لقي امرأة لا يعرفها فليس يأتي الرجل من امرأته شيئاً إلا قد أتاه منها غير أن لا يجامعها؟ قال: فأنزل الله عز وجل هذه الآية: {أقم الصلاة طرفي النهار وزلفاً من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات} الآية فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ((توضأ ثم صل)) قال معاذ رضي الله عنه: فقلت: يا رسول الله أله خاصة [أم للمؤمنين عامة] ؟ قال: ((بل للمؤمنين عامة، بل للمؤمنين عامة)) .
هذا حديث مشهور له طرق.

(1/313)


فأما ما حكاه عن رجل عن آخر عنه
628- فأخبرنا إسماعيل بن الفضل، أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، أنا أبو الحسن الدارقطني، ثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي قال: قال عفان: قال يحيى بن سعيد: إن عبد الرحمن بن مهدي يقول: إن شعبة كان يقول: حدثنا فلان، للذي حدث عنه شعبة، قال أبي: وإنما أراد عفان أن يعيب بهذا عبد الرحمن.

(1/313)


629- أخبرنا أبو علي الحداد، ثنا أبو نعيم الحافظ، ثنا إبراهيم بن عبد الله النيسابوري، ثنا محمد بن إسحاق السراج قال: سمعت زياد بن أيوب يقول: كنا في مجلس هشيم، فلما قام أخذ أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وخلف بن سالم بيد فتى منا فأدخلوه مسجداً، وكتبوا عنه وكتبنا، فإذا هو عبد الرحمن بن مهدي.

(1/314)


630- أخبرنا أبو منصور بن زريق ببغداد، أنا أبو بكر الخطيب أخبرني علي بن الحسن بن محمد بن أبي عثمان الدقاق، أنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن، ثنا عمر بن محمد بن شعيب الصابوني ثنا حنبل بن إسحاق قال: سمعت أبا عبد الله يقول: قدم علينا عبد الرحمن بن مهدي سنة ثمانين وأبو بكر هاهنا - يعني ابن عياش- وقد خضب وهو ابن خمس وأربعين سنة، وكنت أراه في مسجد الجامع، ثم قدم علينا بعد، فأتيناه ولزمناه وكتبت عنه هاهنا نحواً من ستمائة، [أو] سبعمائة، وكان في سنة ثمانين يختلف إلى أبي بكر بن عياش.

(1/314)


631- أخبرنا الإمام الحافظ أبو نصر الغازي رحمه الله، أنا أبو إسماعيل الأنصاري بهراة قال: سمعت الفضل بن محمد يقول: رأيت بخط خالي محمد بن يعقوب بن إسحاق قال: ثنا [أبي، ثنا] أبو صالح بلال بن إسماعيل المقري السمرقندي، قال: بلغني عن عبد الرحمن بن مهدي قال: كاد هذا الغلام أن يكون إماماً في بطن أمه -يعني أبا عبد الله أحمد رحمه الله-.

(1/314)


632- قرأت على عبد الوهاب الأنماطي ببغداد، أخبركم محمد بن فتوح الأندلسي، أنا أبو أحمد عبد الله بن محمد الدهان، ثنا أبو جعفر أحمد بن الحسن بن محمد البردعي، ثنا أبو هريرة أحمد بن عبد الله العدوي، قال: قرأت على حائط في دير أبي إسحاق باللاهون:
لقد كتبت بكفي منتهى أثري ... وقد علمت بإتقان وتثبيت
أن الكتاب سيبقى بعد كاتبه ... وأن نفسي إلى هلك وتمويت
وأنني وجميع الناس كلهم ... إلى فناء وتفريق وتشتيت
آخر المجلس وصلى الله على محمد وآله.

(1/314)


مجلس آخر أملي يوم السبت غرة شوال سنة ثمان وأربعين وخمسمائة قال:
طريق رابع للليث بن سعد عن رجل عن آخر عن ثالث عن الزهري
633- أخبرنا أبو بكر تمام بن أحمد بن محمد بن الإخشيد الطهراني وأمه لامعة أم العلاء بنت محمد بن عمر كلاهما بطهران أصبهان رحمهما الله قالا: ثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن القاسم الطبراني، ثنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله المصاحفي، (ح) وأخبرنا إسماعيل بن الفضل بن الإخشيد، أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، أنا أبو الحسن الدارقطني قالا: ثنا الحسن بن إسماعيل القاضي، ثنا محمد بن إشكاب، ثنا أبو سلمة وهو منصور بن سلمة الخزاعي، أنا ليث [يعني] ابن سعد، عن يزيد بن الهاد، عن عبد الوهاب بن أبي بكر، عن عبد الله بن مسلم، عن ابن شهاب، عن أنس رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن الكوثر فقال: ((نهر أعطانيه ربي عز وجل أشد بياضاً من اللبن، وأحلى من العسل، وفيه طير كأعناق الجزر)) ، فقال عمر رضي الله عنه: يا رسول الله، إن تلك الطير ناعمة، قال: ((آكلها أنعم منها يا عمر)) .
رواه يحيى بن بكير وغيره عن الليث، وعبد الرحمن بن مسلم هو أخو الزهري.

(1/315)


634- أخبرنا به أبو العباس أحمد بن علي الأسواري رحمه الله إذناً، أخبرنا أحمد بن جعفر الفقيه إجازة، ثنا أبو سعد الماليني، ثنا أبو الفرج البلوطي، ثنا أبو بكر بن مجاهد، ثنا محمد بن عبد الله بن المنادي، ثنا يونس، ثنا الليث، نحوه.

(1/315)


عمرو بن مرة روى عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ثم روى عن رجل عن آخر عن ثالث عنه
635- أخبرنا أبو علي الحداد رحمه الله غير مرة، ثنا أبو نعيم الحافظ، ثنا محمد بن جعفر بن الهيثم، ثنا محمد بن أحمد بن أبي العوام، ثنا يزيد بن هارون، أنا العوام بن حوشب، عن عمرو بن مرة، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى وضع رجله بيني وبين فاطمة رضي الله عنها [ص:316] فعلمنا ما نقول إذا أخذنا مضاجعنا: ثلاثاً وثلاثين تسبيحة وثلاثة وثلاثين تحميدة، وأربعاً وثلاثين تكبيرة. قال علي رضي الله عنه: فما تركتها بعد. فقال [له] رجل: ولا ليلة صفين؟ قال: ولا ليلة صفين.
هذا حديث عال من حديث يزيد بن هارون، غريب من حديث عمرو، تفرد به العوام، ورواه مجاهد عن ابن أبي ليلى.

(1/315)


فأما الذي رواه وبينهما في إسناده ثلاثة
636-فأخبرنا القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري إذناً، أنا أبو طالب العشاري إجازة، (ح) وأخبرنا هبة الله بن عبد الله الشروطي بكرخ بغداد، أنا أحمد بن علي الحافظ، أنا محمد بن علي بن الفتح هو العشاري، أنا علي بن عمر الحافظ، ثنا أحمد بن محمد بن سعيد، ثنا يعقوب بن يوسف بن زياد، ثنا عبد الله بن عبد الغفار العجلي، ثنا محمد بن إسماعيل بن رجاء، عن أبي إسحاق الشيباني، عن عمرو بن مرة، عن هلال بن يساف، عن عمرو بن ميمون، عن الربيع بن خثيم، عن عبد الرحمن ابن أبي ليلى، قال هلال: فلقيت عبد الرحمن بن أبي ليلى، وقال: حدثتني امرأة من الأنصار: أن أبا أيوب صاحب منزل رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاها يوماً من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ألم تسمعي ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: وما قال؟ فرب خير قد أتى به صلى الله عليه وسلم، قال: قال: ((أيعجز أحدكم أن يقرأ القرآن في ليلة؟)) قلنا: يا رسول الله وأينا يطيق ذلك؟ قال: ((يقرأ أحدكم {قل هو الله أحد} ثلاث مرات؛ فإنها تعدل ثلث القرآن.

(1/316)


عبد الله بن أحمد بن حنبل رحمهما الله سمع من أبيه ما لم يسمعه غيره وشارك الناس فيما سمعوا منه
637- أخبرنا أبو منصور بن زريق القزاز ببغداد، أنا أبو بكر بن ثابت الخطيب قال: قال ابن المنادي: لم يكن في الدنيا أحد أروى عن أبيه منه؛ لأنه سمع المسند وهو ثلاثون [ص:317] ألفاً، والتفسير وهو مائة ألف وعشرون ألفاً، سمع منها ثمانين ألفاً والباقي وجادة، وسمع الناسخ والمنسوخ، والتاريخ، وحديث شعبة، والمقدم والمؤخر في كتاب الله تعالى، وجوابات القرآن، والمناسك الكبير والصغير، وغير ذلك من التصانيف وحديث الشيوخ.
(ح) قال الخطيب: أنا علي بن محمد المعدل، أنا أبو علي الصواف قال: قال عبد الله بن أحمد: كل شيء أقول: قال أبي، فقد سمعته مرتين وثلاثة، وأقله مرة.

(1/316)


638- أخبرنا أبو بكر [محمد] بن عبد الباقي الأنصاري رحمه الله، أنا أبو الحسن علي بن إبراهيم بن عيسى، (ح) وأخبرنا الزبير أبو القاسم الحصين، أنا أبو علي بن المذهب قالا: ثنا أبو بكر بن مالك قال: ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي رحمه الله، ثنا ابن نمير، ثنا مسعر، عن أبي العنبس، عن أبي العدبس، عن أبي مرزوق، عن أبي غالب، عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقمنا إليه فقال: ((لا تقوموا كما يقوم الأعاجم يعظم بعضهم بعضاً)) ، فكأنا اشتهينا أن يدعو الله لنا. فقال: ((اللهم اغفر لنا وارحمنا وأرض عنها وتقبل منا وأدخلنا الجنة ونجنا من النار وأصلح لنا شأننا كله)) ، فكأنا اشتهينا أن يزيد، فقال: ((قد جمعت لكم الأمر)) .

(1/317)


فأما ما رواه وبينه وبين أبيه ثلاثة فيه
639-فأخبرنا إسماعيل السراج، أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، أنا علي بن عمر الحافظ، ثنا دعلج بن أحمد، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبو عبد الرحمن الحلبي ابن أخي الإمام، حدثني أبو بكر الأعين، عن حميد الخزاز، عن أحمد بن حنبل رحمه الله، عن علي بن المديني، عن عبد الرحمن بن مهدي، عن معاذ بن معاذ، عن شعبة، عن أبي بكر بن حفص، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، أظنه عن عائشة رضي الله عنها قالت: كن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يأخذن من شعورهن كهيئة الوفرة.

(1/317)


640- أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن بن البنا ببغداد رحمه الله، أنا أبو محمد الجوهري، ثنا أبو عمر بن حيويه، أنا أبو عبد الله بن عرفة قال: أحسن بعض المحدثين في قوله:
إن وجه الحمى لوجه صفيق ... حين يسطو به جهاراً نهارا
لم تشن وجهه المليح ولكن ... جعلت ورد وجنتيه بهارا
آخر المجلس وصلى الله على سيدنا محمد وآله.

(1/317)