المقنع في علوم الحديث النَّوْع السِّتُّونَ معرفَة التواريخ
والوفيات
قَالَ سُفْيَان الثَّوْريّ لما اسْتعْمل الروَاة الْكَذِب
استعملنا لَهُم التَّارِيخ أَو كَمَا قَالَ
وَقَالَ حَفْص بن غياث إِذا اتهمتم الشَّيْخ فحاسبوه
بِالسِّنِينَ يَعْنِي احسبوا سنه وَسن من كتب عَنهُ
وَهَذَا كنحو مَا رُوِيَ عَن إِسْمَاعِيل بن عَيَّاش قَالَ كنت
بالعراق فَأَتَانِي أهل الحَدِيث فَقَالُوا قربنا رجل حدث عَن
خَالِد بن معدان فَأَتَيْته فَقلت لَهُ أَي سنة كتبت عَن
خَالِد بن معدان فَقَالَ سنة ثَلَاث عشرَة يعين ومئة فَقلت
أَنْت تزْعم أَنَّك سَمِعت من خَالِد بن معدان بعد مَوته بِسبع
سِنِين قَالَ إِسْمَاعِيل مَاتَ خَالِد سنة سِتّ
(2/644)
ومئة
وَرُوِيَ عَن عفير بن معدان نَحْو هَذِه الْقِصَّة جرت لَهُ
مَعَ بعض من حدث عَن خَالِد هَذَا وَإِن خَالِدا توفّي سنة
أَربع ومئة
وروينا عَن الْحَاكِم قَالَ لما قدم علينا أَبُو جَعْفَر
مُحَمَّد بن حَاتِم الْكشِّي وَحدث عَن عبد بن حميد سَأَلته
عَن مولده فَذكر أَنه ولد سنة سِتِّينَ ومئتين فَقلت
لِأَصْحَابِنَا سمع هَذَا الشَّيْخ من عبد بن حميد بعد مَوته
بِثَلَاث عشرَة سنة
قَالَ أَبُو عبد الله الْحميدِي ثَلَاثَة أَشْيَاء من عُلُوم
الحَدِيث يجب تَقْدِيم التهمم بهَا الْعِلَل وَأحسن كتاب وضع
فِيهِ كتاب الدَّارَقُطْنِيّ والمؤتلف والمختلف وَأحسن كتاب
وضع فِيهِ كتاب ابْن مَاكُولَا ووفيات الشُّيُوخ وَلَيْسَ
فِيهَا كتاب
قَالَ الشَّيْخ فِيهَا غير كتاب وَلَكِن من غير استقصاء وتعميم
(2/645)
وتواريخ الْمُحدثين مُشْتَمِلَة على ذكر
الوفيات وَلذَلِك وَنَحْوه سميت تواريخ وَأما مَا فِيهَا من
الْجرْح وَالتَّعْدِيل وَنَحْوهمَا فَلَا يُنَاسب هَذَا
الِاسْم
ولنذكر من لَك عيُونا
أَولهَا الصَّحِيح فِي سيدنَا مُحَمَّد سيد الْبشر رَسُول الله
صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وصاحبيه أبي بكر وَعمر رَضِي الله
عَنْهُمَا ثَلَاث وَسِتُّونَ سنة
وَقبض صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ضحى اثْنَيْنِ لثنتي عشرَة خلت
من شهر ربيع الأول سنة إِحْدَى عشرَة من هجرته إِلَى
الْمَدِينَة
قلت وَمِنْهَا التَّارِيخ وَأول من وَضعه عمر بن الْخطاب سنة
سِتّ عشرَة وَقيل سنة عشْرين
وَأَبُو بكر فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث عشرَة
وَعمر فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَعشْرين
وَعُثْمَان رَضِي الله عَنهُ فِيهِ سنة خمس وَثَلَاثِينَ
وَهُوَ ابْن اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ سنة وَقيل ابْن تسعين
وَقيل غير ذَلِك
وَعلي رَضِي الله عَنهُ فِي شهر رَمَضَان سنة أَرْبَعِينَ ان
ثَلَاث وَسِتِّينَ وَقيل أَربع وَقيل خمس
وَطَلْحَة وَالزُّبَيْر جَمِيعًا فِي جُمَادَى الأولى سنة سِتّ
وَثَلَاثِينَ قَالَ الْحَاكِم كَانَا ابْني أَربع وَسِتِّينَ
وَقيل غير قَوْله
(2/646)
وَسعد بن أبي وَقاص سنة خمس وَخمسين على
الْأَصَح ابْن ثَلَاث وَسبعين سنة
وَسَعِيد بن زيد سنة إِحْدَى وَخمسين ابْن ثَلَاث أَو أَربع
وَسبعين
وَعبد الرَّحْمَن بن عَوْف سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ ابْن
خمس وَسبعين
وَأَبُو عُبَيْدَة سنة ثَمَانِي عشرَة ابْن ثَمَان وَخمسين
وَفِي بعض هَذَا خلاف رَضِي الله عَنْهُم
الثَّانِي صحابيان عاشا سِتِّينَ سنة فِي الْجَاهِلِيَّة
وَسِتِّينَ فِي الْإِسْلَام وَمَاتَا بِالْمَدِينَةِ سنة أَربع
وَخمسين
1 - حَكِيم بن حزَام ولد فِي جَوف الْكَعْبَة قبل عَام الْفِيل
بِثَلَاث عشرَة سنة
2 - وَحسان بن ثَابت بن الْمُنْذر بن حرَام قَالَ ابْن
إِسْحَاق عَاشَ حسان وآباؤه الثَّلَاثَة كل وَاحِد مئة
وَعشْرين سنة وَلَا يعرف لغَيرهم من الْعَرَب مله كَمَا قَالَه
أَبُو نعيم الْحَافِظ وَقد قيل مَاتَ حسان سنة خمسين
قلت وَاسْتشْكل بَعضهم مَا ذكره فِي حَكِيم فَإِن إِسْلَامه
عَام الْفَتْح سنة ثَمَان ووفاته كَمَا ذكر سنة أَربع وَخمسين
فَكيف يُقَال عَاشَ فِي الْإِسْلَام سِتِّينَ سنة
وَقد يُجَاب أَن المُرَاد من حِين ظُهُور الْإِسْلَام
(2/647)
وَكَانَ عبد الرَّحْمَن بن حسان إِذا ذكر
مَا عَاشَ سلفه اسْتلْقى على فرَاشه وَضحك وتمدد فَمَاتَ
وَهُوَ ابْن ثَمَان وَأَرْبَعين سنة
وَلَا يعرف خَمْسَة من الشُّعَرَاء على نسق وَاحِد شَاعِر بن
شَاعِر بن شَاعِر إِلَّا هَؤُلَاءِ
ثمَّ ننبه بعد ذَلِك لأمر مُهِمّ وَهُوَ أَن النَّوَوِيّ ذكر
فِي تهذيبه أَنه لَا يعرف لَهما مشارك ف ذَلِك أَعنِي لحكيم
وَحسان وَهُوَ ظَاهر كَلَام ابْن الصّلاح الْمَذْكُور وَلَيْسَ
كَذَلِك فقد شاركهما فِي ذَلِك جمَاعَة
أَوَّلهمْ حويطب بن عبد الْعُزَّى بن أبي قيس عَاشَ مئة
وَعشْرين سنة سِتِّينَ فِي الْجَاهِلِيَّة وَسِتِّينَ فِي
الْإِسْلَام ذكره الْحَاكِم فِي مستدره فِي تَرْجَمته وَابْن
مَنْدَه فِي جزئه فِيمَن عَاشَ من الصَّحَابَة مئة وَعشْرين
ثانيهم حمنن بن عَوْف بن عبد عَوْف بن الْحَارِث بن زهرَة أسلم
عَام الْفَتْح عَاشَ مئة وَعشْرين سنة سِتِّينَ فِي
الْجَاهِلِيَّة وَسِتِّينَ فِي الْإِسْلَام وَلم يُهَاجر وَلم
يدْخل الْمَدِينَة قطّ حَتَّى مَا ذكره هَكَذَا أَبُو نعيم
الْحَافِظ وَهُوَ أَخُو عبد الرَّحْمَن بن عَوْف
(2/648)
ثالثهم سعيد بن يَرْبُوع بن عنكثة بن عَامر
بن مَخْزُوم يكنى أَبَا هود توفّي سنة أَربع وَخمسين وَهُوَ
ابْن عشْرين ومئة سنة سِتِّينَ ف الْجَاهِلِيَّة وَسِتِّينَ
فِي الْإِسْلَام
رابعهم وخامسهم وسادسهم النَّابِغَة الْجَعْدِي ولبيد بن
ربيعَة وَأَوْس بن مغراء السَّعْدِيّ
ذكرهم الصريفيني الْحَافِظ فِي كتاب أَسمَاء رُوَاة الْكتب
الْأَحَد عشر فِي تَرْجَمَة اوس بن مغراء السَّعْدِيّ
بِإِسْنَادِهِ عَن مَسْعُود بن بشر قَالَ سَمِعت أَبَا
الْيَقظَان يَقُول ثَلَاثَة من الشُّعَرَاء كَانُوا مخضرمين
عاشوا فِي الْجَاهِلِيَّة سِتِّينَ سنة وَفِي الْإِسْلَام
سِتِّينَ سنة فَذكرهمْ
وسابعهم نَوْفَل بن مُعَاوِيَة كَمَا نَقله عبد الْغَنِيّ فِي
الْكَمَال عَن ابْن سعد بِإِسْنَادِهِ
وَذكر ابْن مَنْدَه أَن اللَّجْلَاج عَاشَ مئة وَعشْرين سنة
وَأَنه أسلم وَهُوَ
(2/649)
ابْن خمسين سنة
وَفِي أَعمار الْأَعْيَان لِابْنِ الْجَوْزِيّ الرّبيع بن ضبع
الْفَزارِيّ عَاشَ ثلاثمئة وَثَمَانِينَ سنة مِنْهَا سِتُّونَ
فِي الْإِسْلَام
فاستفد ذَلِك فَإِنَّهُ مُهِمّ يُسَاوِي رحْلَة
وَأما من عَاشَ مئة وَعشْرين من الصَّحَابَة على الْإِطْلَاق
فجماعة ذكرهم ابْن مندة فِي جُزْء مِنْهُم مخرمَة بن نَوْفَل
الثَّالِث أَصْحَاب الْمذَاهب الْخَمْسَة المتبوعة
1 - سُفْيَان بن سعيد أَبُو عبد الله الثَّوْريّ مَاتَ بِلَا
خلاف بِالْبَصْرَةِ سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَمِائَة
قلت بلَى فِيهِ خلاف فقد قَالَ الْعجلِيّ مَاتَ سنة سِتِّينَ
وَقَالَ خَليفَة بن خياط سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَفِي
كتاب الكلاباذي سنة ثَمَان وَخمسين وَقَالَ المنتجيلي سنة تسع
وَخمسين
وَكَانَ مولده سنة سبع وَتِسْعين
قلت وَقَالَ ابْن حبَان سنة خمس وَتِسْعين
(2/650)
2 - مَالك بن أنس مَاتَ بِالْمَدِينَةِ سنة
تسع وَسبعين ومئة قيل ولد سنّ ثَلَاث وَتِسْعين وَقيل إِحْدَى
وَقيل أَربع وَقيل سبع وَقيل سنة تسعين
3 - أَبُو حنيفَة النُّعْمَان بن ثَابت مَاتَ بِبَغْدَاد سنة
خمسين ومئة ابْن سبعين رَضِي الله عَنهُ
4 - أَب عبد الله مُحَمَّد بن إِدْرِيس الشَّافِعِي رَضِي الله
عَنهُ مَاتَ بِمصْر آخر رَجَب سنة أَربع ومئتين وَولد سنة
خمسين ومئة
قلت قيل بغزة وَقيل بعسقلان كَانَ رأى بالحجاز مَا يكره فَخرج
إِلَيْهَا فَأَقَامَ بهَا حَتَّى مَاتَ
5 - أَبُو عبد الله أَحْمد بن مُحَمَّد بن حَنْبَل رَضِي الله
عَنهُ مَاتَ بِبَغْدَاد تفي شهر ربيع الآخر سنة إِحْدَى
أَرْبَعِينَ ومئتين ولد سنة أَربع وَسِتِّينَ ومئة
قلت ذكر النَّوَوِيّ رَحمَه الله فِي مُخْتَصر المبهمات أَن
أَصْحَاب الْمذَاهب المتبوعة سِتَّة فَزَاد دَاوُد بن خلف بن
عَليّ أَبَا
(2/651)
سُلَيْمَان الْأَصْبَهَانِيّ ولد سنة
اثْنَتَيْنِ ومئتين وَتُوفِّي بِبَغْدَاد سنة تسعين ومئتين
وَهُوَ غمام الظَّاهِرِيَّة أَخذ الْعلم عَن ابْن رَاهَوَيْه
وَأبي ثَوْر
وَقد جمع الإِمَام أَبُو الْفضل يحيى بن سَلامَة الأديب من
أَصْحَابنَا الْفُقَهَاء رَحمَه الله الْمذَاهب فِي بَيت
والقراء فِي آخر فَقَالَ
(جمعت لَك الْقُرَّاء لما أردتهم ... بِبَيْت ترَاهُ للأئمة
جَامعا)
(أَبُو عَمْرو عبد الله حَمْزَة عَاصِم ... عَليّ وَلَا تنس
الْمَدِينِيّ نَافِعًا)
(وَإِن شِئْت أَرْكَان الشَّرِيعَة فاستمع ... لتعرفهم فاحفظ
إِذا كنت سَامِعًا)
(مُحَمَّد والنعمان مَالك أَحْمد ... وسُفْيَان وَاذْكُر بعد
دَاوُد تَابعا)
وَقَوله عبد الله هُوَ بالتثنية أَي عبد الله بن عَامر وَابْن
كثير
الرَّابِع أَصْحَاب كتب الحَدِيث الْخَمْسَة الْمُعْتَمدَة
1 - أَبُو عبد الله البُخَارِيّ ولد سنة أَربع وَتِسْعين ومئة
يَوْم الْجُمُعَة بعد صلَاتهَا لثلاث عشرَة خلت من شَوَّال
مِنْهَا وَمَات بخرتنك قَرِيبا من سَمَرْقَنْد لَيْلَة عيد
الْفطر سنة سِتّ وَخمسين ومئتين فَكَانَ عمره اثْنَتَيْنِ
وَسِتِّينَ سنة إِلَّا ثَلَاثَة عشرا يَوْمًا
وَأغْرب ابْن يُونُس فَقَالَ فِي تَارِيخ الغرباء إِنَّه مَاتَ
بِمصْر بعد
(2/652)
الْخمسين ومئتين وَلَا يبعد وهمه
2 - وَمُسلم بن الْحجَّاج النَّيْسَابُورِي مَاتَ بهَا لخمس
بَقينَ من رَجَب سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ ومئتين ابْن خمس
وَخمسين سنة
قلت قيل سِتُّونَ وَبِه جزم الذَّهَبِيّ فِي العبر
وَالْمَشْهُور أَنه ولد عَام مَاتَ الشَّافِعِي رَضِي الله
عَنهُ
3 - أَبُو دَاوُد السجسْتانِي سُلَيْمَان بن الْأَشْعَث مَاتَ
بِالْبَصْرَةِ سنة خمس وَسبعين ومئتين فِي شَوَّال
قلت وَولد سنة اثْنَتَيْنِ ومئتين
4 - وَأَبُو عِيسَى مُحَمَّد بن عِيسَى السّلمِيّ
التِّرْمِذِيّ مَاتَ بهَا لثلاث عشرَة مَضَت من رَجَب سنة تسع
وَسبعين ومئتين وَأغْرب الخليلي فَقَالَ فِي إرشاده مَاتَ بعد
الثَّمَانِينَ
قلت وَلَا يحضرني مولده بعد التتبع
5 - وَأَبُو عبد الرَّحْمَن النسوي مَاتَ سنة ثَلَاث وثلاثمئة
قلت بفلسطين وَقيل بالرملة وَدفن بِالْبَيْتِ الْمُقَدّس
واسْمه أَحْمد بن
(2/653)
شُعَيْب وَجزم النَّوَوِيّ فِي مُخْتَصر
المبهمات بِأَنَّهُ مَاتَ مَكَّة وَقَالَ النَّسَائِيّ عَن
نَفسه يشبه أَن يكون ولدت فِي سنة خمس عشرَة ومئتين وَقَالَ
غَيره سنة أَربع عشرَة ونسا من كور بنيسابور وَقيل من أَرض
فَارس
قَالَ الرشاطي وَالْقِيَاس النسوي
فَائِدَة ولد ابْن ماجة صَاحب السّنَن سنة تسع ومئتين وَمَات
سنة ثَلَاث وَسبعين ومئتين
الْخَامِس سَبْعَة من الْحفاظ فِي ساقتهم أَحْسنُوا التصنيف
وَعظم الِانْتِفَاع بتصانيفهم
1 - أَبُو الْحسن عَليّ بن عمر الدَّارَقُطْنِيّ
الْبَغْدَادِيّ مَاتَ بهَا فِي ذِي الْقعدَة سنة خمس
وَثَمَانِينَ وثلاثمئة وَولد فِي ذِي الْقعدَة سنة سِتّ
وثلاثمئة
2 - ثمَّ الْحَاكِم أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن عبد الله بن
البيع النَّيْسَابُورِي مَاتَ بهَا فِي صفر سنة خمس وأربعمئة
وَولد بهَا فِي شهر ربيع الأول سنة إِحْدَى وَعشْرين وثلاثمئة
3 - ثمَّ أَبُو مُحَمَّد عبد الْغَنِيّ بن سعيد الْأَزْدِيّ
حَافظ مصر ولد فِي
(2/654)
ذِي الْقعدَة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ
وثلاثمئة وَمَات بِمصْر فِي صفر سنة تسع وأربعمئة
4 - ثمَّ أَبُو نعيم أَحْمد بن عبد الله الْأَصْبَهَانِيّ ولد
سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وثلاثمئة وَمَات فِي صفر سنة
ثَلَاثِينَ وأربعمئة بأصبهان
وبعدهم طبقَة أُخْرَى
5 - أَبُو عمر بن عبد الْبر النمري حَافظ الْمغرب ولد فِي شهر
ربيع الآخر سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وثلاثمئة وَمَات بشاطبة فِي
سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وأربعمئة
6 - ثمَّ أَبُو بكر أَحْمد بن الْحُسَيْن الْبَيْهَقِيّ ولد
سنة أَربع وَثَمَانِينَ وثلاثمئة وَمَات بنيسابور فِي جُمَادَى
الأولى سنة ثَمَان وَخمسين وأربعمئة وَنقل إِلَى بيهق فَدفن
بهَا
7 - ثمَّ أَبُو بكر أَحْمد بن عَليّ الْخَطِيب الْبَغْدَادِيّ
ولد فِي جُمَادَى الاخرة سنة اثْنَتَيْنِ وَقيل سنة إِحْدَى
وَتِسْعين وثلاثمئة وَمَات بَغْدَاد فِي ذِي الْحجَّة سنة
ثَلَاث وَسِتِّينَ وأربعمئة
رَحْمَة الله عَلَيْهِم أَجْمَعِينَ
قلت قَالَ النَّاس فِي تِلْكَ السّنة مَاتَ فِيهَا حَافظ
الْمشرق وحافظ الْمغرب يعنون الْخَطِيب وَابْن عبد الْبر
(2/655)
وَمن الْحفاظ
8 - أَبُو بكر أَحْمد بن إِبْرَاهِيم الْإِسْمَاعِيلِيّ
الْجِرْجَانِيّ ولد سنة سبع وَسبعين مئتين وَمَات سنة إِحْدَى
وَسبعين وثلاثمئة
9 - وَأَبُو الْقَاسِم الطَّبَرَانِيّ صَاحب المعاجم وَغَيرهَا
من المؤلفات مَاتَ سنة سِتِّينَ وثلاثمئة
10 - وَأَبُو بكر أَحْمد بن مُحَمَّد البرقاني ولد سنة سِتّ
وَثَلَاثِينَ وثلاثمئة وَمَات سنة خمس وَعشْرين وأربعمئة
11 - وَأَبُو عبد الله مُحَمَّد ن أبي نصر فتوح الْحميدِي
صَاحب الْجمع بَين الصَّحِيحَيْنِ مَاتَ سنة ثَمَان
وَثَمَانِينَ وأربعمئة
12 - وَأَبُو مُحَمَّد الْحُسَيْن بن مَسْعُود الْبَغَوِيّ
محيي السّنة مَاتَ سنة سِتّ عشرَة وخمسمئة
(2/656)
النَّوْع الْحَادِي وَالسِّتُّونَ معرفَة
الثِّقَات والضعفاء
هُوَ من أجل الْأَنْوَاع وأفخمه فَإِنَّهُ الْمرقاة إِلَى
معرفَة صِحَة الحَدِيث وسقمه
وَفِيه عدَّة تصانيف مِنْهَا مُفْرد فِي الضُّعَفَاء ككتاب
البُخَارِيّ وَالنَّسَائِيّ والعقيلي وَالدَّارَقُطْنِيّ
وَغَيرهَا وَفِي الثِّقَات
(2/657)
كالثقات لِابْنِ حبَان ومشترك كتاريخ
البُخَارِيّ وَابْن أبي خَيْثَمَة وَمَا أغزر فَوَائده وَابْن
أبي حَاتِم قلت وَمَا أَجله
قَالَ صَالح بن مُحَمَّد الْحَافِظ جزرة أول من تكلم فِي
الرِّجَال شُعْبَة بن الْحجَّاج ثمَّ تبعه يحيى بن سعيد
الْقطَّان ثمَّ بعده أَحْمد وَيحيى بن معِين وَهَؤُلَاء
قَالَ الشَّيْخ يَعْنِي أَنه أول من تصدى لذَلِك وعني بِهِ
وَإِلَّا فَالْكَلَام فيهم جرحا وتعديلا مُتَقَدم ثَابت عَن
رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثمَّ عَن كثير من
الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ فَمن بعدهمْ
وَجوز ذَلِك صونا للشريعة ونفيا للخطأ وَالْكذب عَنْهَا وكما
جَازَ الْجرْح فِي الشُّهُود جَازَ فِي الرِّوَايَة
(2/658)
قَالَ أَبُو بكر بن خَلاد قلت ليحيى بن
سعيد أما تخشى أَن يكون هَؤُلَاءِ الَّذين تركت حَدِيثهمْ
خصماءك عِنْد الله يَوْم الْقِيَامَة فَقَالَ لِأَن يَكُونُوا
خصمائي أحب إِلَيّ من أَن يكون خصمي رَسُول الله صلى الله
عَلَيْهِ وَسلم يَقُول لي لم لم تذب الْكَذِب عَن حَدِيثي
وَقَالَ أَبُو تُرَاب النخشبي الزَّاهِد لِأَحْمَد يَا شيخ لَا
تغتاب الْعلمَاء فَقَالَ لَهُ وَيحك هَذَا نصيحة لَيْسَ هَذَا
غيبَة
ثمَّ إِن على الْآخِذ فِي ذَلِك أَن يَتَّقِي الله ويتثبت
ويتوقى التساهل كَيْلا يجرح سليما ويسم بريا بسمه سوء يبْقى
عله الدَّهْر عارها
وَدخل يُوسُف بن الْحُسَيْن الرَّازِيّ الصُّوفِي على عبد
الرَّحْمَن بن أبي حَاتِم وَهُوَ يقْرَأ كِتَابه فِي الْجرْح
وَالتَّعْدِيل فَقَالَ لَهُ كم من هَؤُلَاءِ الْقَوْم قد حطوا
رواحلهم فِي الْجنَّة مُنْذُ مئة سنة ومئتي سنة وَأَنت تذكرهم
وتغتابهم فَبكى عبد الرَّحْمَن
قيل وَكَانَ يعد من الأبدال
(2/659)
وَحدث يَوْمًا وَهُوَ يقْرَأ كِتَابه ذَلِك
على النَّاس عَن يحيى بن معِين انه قَالَ إِنَّا لنطعن على
أَقوام لَعَلَّهُم قد حطوا رحالهم فِي الْجنَّة مُنْذُ أَكثر
من مئتي سنة فَبكى عبد الرَّحْمَن وارتعدت يَدَاهُ حَتَّى سقط
الْكتاب
وَقد أَخطَأ فِيهِ غير وَاحِد على غر وَاحِد فجرحوهم بِمَا لَا
صِحَة لَهُ من ذَلِك جرح النَّسَائِيّ لِأَحْمَد بن صَالح
وَهُوَ حَافظ إِمَام ثِقَة لَا يعلق بِهِ جرح أخرج عَنهُ
البُخَارِيّ فِي صَحِيحه وَقد كَانَ من أَحْمد إِلَى
النَّسَائِيّ جفَاء أفسد قلبه عَلَيْهِ
قَالَ الخليلي الْحَافِظ اتّفق الْحفاظ على أَن كَلَامه فِيهِ
تحامل وَلَا يقْدَح كَلَام مِثَاله فِيهِ
قَالَ الشَّيْخ وَالنَّسَائِيّ إِمَام حجَّة فِي الْجرْح
وَالتَّعْدِيل
وَوجه هَذَا أَن عين السخط تبدي مساوي لَهَا مخارج صَحِيحَة
فِي الْبَاطِن يعمي عَنْهَا حجاب السخط لَا أَن ذَلِك يَقع من
مثله تعمدا لقدح يعلم بُطْلَانه فَاعْلَم هَذَا فَإِنَّهُ من
النكت النفيسة المهمة
وَقد مضى الْكَلَام فِي أَحْكَام الْجرْح وَالتَّعْدِيل فِي
النَّوْع الثَّالِث
(2/660)
وَالْعِشْرين
قلت وَقد تكلم فِي أَحْمد هَذَا غير النَّسَائِيّ أَيْضا ورماه
ابْن معِين بِالْكَذِبِ والفلسفة نعم ثقه الْعجلِيّ وَجَمَاعَة
وَأخرج لَهُ خَ
(2/661)
النَّوْع الثَّانِي وَالسِّتُّونَ معرفَة
من خلط فِي آخر عمره من الثِّقَات
هَذَا فن مُهِمّ لَا يعرف فِيهِ تصنف مُفْرد وَهُوَ حقيق بِهِ
(2/662)
وهم منقسمون فَمنهمْ من خلط لخرفه أَو
لذهاب بَصَره أَو لغيره فَيقبل مَا رُوِيَ عَنْهُم قبل
الِاخْتِلَاط وَلَا يقبل مَا بعده أَو شكّ فِيهِ
فَمنهمْ عَطاء بن السَّائِب فاحتجوا بِرِوَايَة الأكابر عَنهُ
كالثوري وَشعْبَة إِلَّا حديثين سمعهما شُعْبَة بِأخرَة عَن
زَاذَان استثناهما يحيى بن سعيد الْقطَّان
وَمِنْهُم أَبُو إِسْحَاق السبيعِي وَيُقَال سَماع ابْن
عُيَيْنَة مِنْهُ بعد اخْتِلَاطه ذكره الخليلي
وَمِنْهُم سعيد الْجريرِي أنكر أَيَّام الطَّاعُون
وَمِنْهُم سعيد بن أبي عرُوبَة صَحَّ سَماع يزِيد بن هَارُون
مِنْهُ وَأثبت النَّاس سَمَاعا مِنْهُ عَبدة بن سُلَيْمَان
وَسمع مِنْهُ بعد اخْتِلَاطه وَكِيع والمعافى بن عمرَان
الْموصِلِي وَقَالَ ابْن معِين لوكيع تحدث
(2/663)
عَن سعيد بن أبي عرُوبَة وَإِنَّمَا سَمِعت
مِنْهُ فِي الِاخْتِلَاط فَقَالَ رَأَيْتنِي حدثت عَنهُ إِلَّا
بِحَدِيث مستو
وَمِنْهُم عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن عتبَة بن عبد الله بن
مَسْعُود المَسْعُودِيّ وَهُوَ أَخُو أبي العميس عتبَة
المَسْعُودِيّ قَالَ ابْن معِين من سمع مِنْهُ فِي زمَان أبي
جَعْفَر فَهُوَ صَحِيح السماع وَمن سمع مِنْهُ فِي أَيَّام
الْمهْدي فَلَيْسَ سَمَاعه بِشَيْء وَذكر أَحْمد أَن سَماع
عَاصِم بن عَليّ وَأبي النَّضر وَهَؤُلَاء من المَسْعُودِيّ
بعد مَا اخْتَلَط
ربيعَة الرَّأْي بن أبي عبد الرَّحْمَن شيخ مَالك
وَمِنْهُم صَالح مولى التَّوْأَمَة قَالَ ابْن حبَان تغير سنة
خمس وَعشْرين ومئة وَاخْتَلَطَ حَدِيثه الْأَخير بالقديم وَلم
يتَمَيَّز فَاسْتحقَّ التّرْك
(2/664)
وَمِنْهُم حُصَيْن بن عبد الرَّحْمَن
الْكُوفِي
وَعبد الْوَهَّاب الثَّقَفِيّ
وَمِنْهُم سُفْيَان بن عُيَيْنَة اخْتَلَط سنة سبع وَتِسْعين
قبل مَوته بِنَحْوِ سنتَيْن
وَمِنْهُم عبد الرَّزَّاق عمي فِي آخر عمره فَكَانَ يلقن
فيتلقن قَالَ النَّسَائِيّ فِيهِ نظر لمن كتب عَنهُ بِأخرَة
وعَلى هَذَا يحمل قَول عَبَّاس بن عبد الْعَظِيم لما رَجَعَ من
صنعاء وَالله لقد تجشمت إِلَى عبد الرَّزَّاق وَإنَّهُ لكذاب
والواقدي أصدق مِنْهُ قَالَ الشَّيْخ وَقد حدث فِيمَا رُوِيَ
عَن الطَّبَرَانِيّ عَن الدبرِي عَن عبد الرَّزَّاق أَحَادِيث
استنكرتها جدا فأحلت أمرهَا إِلَى ذَلِك فَإِن سَماع الدبرِي
مِنْهُ مُتَأَخّر جدا قَالَ إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ مَاتَ عبد
الرَّزَّاق
(2/665)
وللدبري سِتّ سِنِين وَسبع سِنِين
وَيحصل أَيْضا نظر فِي كثير من العوالي الْوَاقِعَة عَمَّن
تَأَخّر سَمَاعه من سُفْيَان بن عُيَيْنَة وأشباهه
وَمِنْهُم عَارِم بن الْفضل فَمَا رَوَاهُ عَنهُ البُخَارِيّ
وَغَيره من الْحفاظ يَنْبَغِي أَن يكون مأخوذا عَنهُ قبل
اخْتِلَاطه
وَمِنْهُم أَبُو قلَابَة الرقاشِي عبد الْملك بن مُحَمَّد حدث
عَنهُ ابْن
(2/666)
خُزَيْمَة قبل الِاخْتِلَاط
وَمن الْمُتَأَخِّرين أَبُو أَحْمد الغطريفي
وَأَبُو طَاهِر حفيد الإِمَام ابْن خُزَيْمَة
وَأَبُو بكر الْقطيعِي رَاوِي مُسْند أَحْمد فَكَانَ لَا يعرف
شَيْئا مِمَّا يقْرَأ عَلَيْهِ
وَمن كَانَ من هَذَا الْقَبِيل محتجا بِهِ فِي الصَّحِيح
فَهُوَ مِمَّا عرف رِوَايَته قبل الِاخْتِلَاط
وَالله أعلم
(2/667)
|