المنهل الروي في مختصر علوم الحديث النبوي

النَّوْع الثَّامِن عشر فِيمَن خلط من الثِّقَات

هُوَ فن مُهِمّ لَا يعرف فِيهِ تصنيف مُفْرد بِهِ وَهُوَ جدير بذلك ثمَّ هَؤُلَاءِ مِنْهُم من خلط لخرفه بكبره أَو لذهاب بَصَره أَو لغير ذَلِك فَيقبل مَا رُوِيَ عَنْهُم قبل الِاخْتِلَاط وَيرد مَا بعده وَمَا شكّ فِيهِ مِنْهُم عَطاء بن السَّائِب احْتَجُّوا بِرِوَايَة الأكابر عَنهُ كالثوري وَشعْبَة وَالْقطَّان إِلَّا حديثين سمعهما شُعْبَة بِأخرَة عَن زَاذَان

(1/137)


أَبُو إِسْحَاق السبيعِي وَيُقَال سَماع ابْن عُيَيْنَة مِنْهُ بعد مَا اخْتَلَط
سعيد الْجريرِي وَابْن أبي عرُوبَة سنة ثِنْتَيْنِ وَأَرْبَعين ومئة
عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن عتبَة بن عبد الله بن مَسْعُود فِي أَيَّام الْمهْدي
ربيعَة الرَّأْي شيخ مَالك فِي آخر عمره
صَالح مولى التوءمة سنة خمس وَعشْرين ومئة
حُصَيْن بن عبد الرَّحْمَن الْكُوفِي
عبد الْوَهَّاب الثَّقَفِيّ
سُفْيَان بن عُيَيْنَة قبل مَوته بِسنتَيْنِ
عبد الرَّزَّاق عمي فِي آخر عمره فَكَانَ يلقن فيتلقن
وعارم اخْتَلَط بِأخرَة فرواية البُخَارِيّ والحفاظ عَنهُ مَأْخُوذَة قبل ذَلِك
أَبُو قلَابَة عبد الْملك الرقاشِي
أَبُو أَحْمد الغطريفي
أَبُو طَاهِر حفيد ابْن خُزَيْمَة
أَبُو بكر الْقطيعِي رَاوِي مُسْند أَحْمد اخْتَلَّ فِي آخر عمره وخرف حَتَّى كَانَ لَا يعرف شَيْئا مِمَّا يقْرَأ عَلَيْهِ
وَاعْلَم أَن كل مَا احْتج بِهِ هَؤُلَاءِ فِي الصَّحِيحَيْنِ فَهُوَ مماأحذ عَنهُ قبل

(1/138)


اخْتِلَاطه فتعرف بذلك أَنه مِنْهُ
النَّوْع التَّاسِع عشر أوطان الروَاة

وَهُوَ مِمَّا يفْتَقر إِلَى مَعْرفَته حفاظ الحَدِيث فِي كثير من تصرفاتهم وتصانيفهم وَمن مظانه كتاب الطَّبَقَات لِابْنِ سعد وَكَانَت الْعَرَب إِنَّمَا تنتسب إِلَى قبائلها فَلَمَّا جَاءَ الْإِسْلَام وَغلب عَلَيْهِم سُكْنى الْبِلَاد حدث فيهم الانتساب إِلَى الأوطان كَمَا كَانَت عَادَة الْعَجم فأضاع كثير مِنْهُم أنسابهم وَلم يبْق إِلَّا انتسابهم إِلَى أوطانهم وَمن كَانَ من الناقلة من بلد إِلَى بلد وَأَرَادَ الانتساب إِلَيْهِمَا فليبدأ بِالْأولِ فَيَقُول فِي الناقلة من مصر إِلَى مَكَّة حرسها الله الْمصْرِيّ الْمَكِّيّ وَالْأَحْسَن الْمصْرِيّ ثمَّ الْمَكِّيّ وَمن كَانَ من قَرْيَة بَلْدَة جَازَ أَن ينتسب إِلَى الْقرْيَة وَإِلَى الْبَلدة وَإِلَى النَّاحِيَة أَو الإقليم الَّذِي مِنْهُ تِلْكَ الْبَلدة فَيَقُول فِيمَن هُوَ من داريا مثل الدَّارَانِي والدمشقي والشامي قَالَ الْحَاكِم رَاوِيا عَن ابْن الْمُبَارك إِن من أَقَامَ فِي مَدِينَة أَربع سِنِين فَهُوَ من أَهلهَا وَرُوِيَ ذَلِك عَن غَيره أَيْضا وَالله أعلم
النَّوْع الْعشْرُونَ فِي الْإِخْوَة

هَذَا فن من معارف أهل الحَدِيث صنف فِيهِ ابْن الْمَدِينِيّ ثمَّ النَّسَائِيّ ثمَّ السراج وَغَيرهم مِثَاله فِي الْأَخَوَيْنِ من الصَّحَابَة عمر وَزيد ابْنا الْخطاب عبد الله وَعتبَة ابْنا مَسْعُود زيد وَيزِيد ابْنا ثَابت عَمْرو وَهِشَام ابْنا الْعَاصِ وَمن التَّابِعين عَمْرو وأرقم ابْنا شُرَحْبِيل هزيل وأرقم ابْنا شُرَحْبِيل
الثَّلَاثَة عَليّ وجعفر وَعقيل بَنو أبي طَالب

(1/139)


سهل وَعباد وَعُثْمَان بَنو حنيف صحابة
وَفِي غَيرهم عَمْرو وَعمر وَشُعَيْب بَنو شُعَيْب
الْأَرْبَعَة سُهَيْل وَعبد الله وَمُحَمّد وَصَالح بَنو أبي صَالح السمان
الْخَمْسَة سُفْيَان وآدَم وَعمْرَان وَمُحَمّد وَإِبْرَاهِيم بَنو عُيَيْنَة كلهم حدثوا
السِّتَّة مُحَمَّد وَأنس وَيحيى ومعبد وَحَفْصَة وكريمة بَنو سِيرِين وَذكر بَعضهم فيهم أَشْعَث وَذكر بعض خَالِدا بدل كَرِيمَة وَقد روى مُحَمَّد عَن أَخِيه يحيى عَن أَخِيه أنس عَن أنس بن مَالك حَدِيثا وَهُوَ لَطِيفَة رِوَايَة ثَلَاث إخْوَة بَعضهم عَن بعض
السَّبْعَة النُّعْمَان وَمَعْقِل وَعقيل وسُويد وَسنَان وَعبد الرَّحْمَن وسابع لم يسم بَنو مقرن هَاجرُوا كلهم وصحبوا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَلم يشاركهم فِي هَذَا أحد
فرع أَخَوان بَين مولدهما ثَمَانُون سنة مُوسَى بن عُبَيْدَة الزيدي وَأَخُوهُ عبد الله أَرْبَعَة ولدُوا فِي بطن عُلَمَاء مُحَمَّد وَعمر وَإِسْمَاعِيل وأخوهم بَنو رَاشد السّلمِيّ
النَّوْع الْحَادِي وَالْعشْرُونَ فِي التواريخ والوفيات وَهُوَ فن مُهِمّ بِهِ يعرف اتِّصَال الحَدِيث وانقطاعه وَادّعى قوم رِوَايَة عَن نَاس فَنظر
فِي التَّارِيخ فَظهر أَنهم زَعَمُوا الرِّوَايَة عَنْهُم بعد سِنِين كإبراهيم

(1/140)


هدبة فِي رِوَايَته عَن الْأَوْزَاعِيّ قَالَ سُفْيَان الثَّوْريّ لما اسْتعْمل الروَاة الْكَذِب استعملنا لَهُم التَّارِيخ وَقَالَ أَبُو عبد الله الْحميدِي ثَلَاثَة أَشْيَاء من علم الحَدِيث يجب تَقْدِيم الْعِنَايَة بهَا
الْعِلَل وَأحسن كتاب صنف فِيهِ كتاب الدَّارَقُطْنِيّ
والمؤتلف والمختلف وَأحسن كتاب صنف فِيهِ كتاب ابْن مَاكُولَا
ووفيات الشُّيُوخ وَلَيْسَ فِيهِ كتاب قَالَ ابْن الصّلاح قلت فِيهِ غير كتاب وَلَكِن من غير استقصاء وَمِمَّنْ صنف فِيهِ ابْن زبر وذيل عَلَيْهِ قوم بعد قوم إِلَى زَمَاننَا
وَأول من وضع التَّارِيخ الإسلامي الهجري عمر بن الْخطاب سنة سِتّ عشرَة وَقيل سنة عشْرين
فصل الصَّحِيح أَن سنّ سيدنَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَسن أبي بكر وَعمر ثَلَاث وَسِتُّونَ سنة وَقبض ضحى يَوْم الِاثْنَيْنِ لاثنتى
عشرَة خلت من شهر ربيع الأول سنة إِحْدَى عشرَة من هجرته
وَمَات أَبُو بكر فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث عشرَة وَعمر فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَعشْرين وَعُثْمَان فِي ذِي الْحجَّة سنة خمس وَثَلَاثِينَ عَن اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَقيل تسعين وَقيل غَيره وَعلي فِي شهر رَمَضَان سنة أَرْبَعِينَ عَن ثَلَاث وَسِتِّينَ وَقيل أَربع وَقيل خمس وَطَلْحَة وَالزُّبَيْر فِي جُمَادَى الأولى سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ قَالَ الْحَاكِم وَلَهُمَا أَربع وَسِتُّونَ وَقيل غَيره

(1/141)


سعد بن أبي وَقاص واسْمه مَالك الزُّهْرِيّ سنة خمس وَخمسين على الْأَصَح عَن ثَلَاث وَسبعين وَهُوَ آخر الْعشْرَة موتا بِالْمَدِينَةِ
سعيد بن زيد سنة إِحْدَى وَخمسين عَن ثَلَاث أَو أَربع وَسبعين
عبد الرَّحْمَن بن عَوْف سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ عَن خمس وَسبعين وفيهَا توفّي الْعَبَّاس وَابْن مَسْعُود وَأَبُو ذَر وَأَبُو مسْهر بن حَرْب
أَبُو عُبَيْدَة عَامر سنة ثَمَان عشرَة عَن ثَمَان وَخمسين سنة