تدريب الراوي في شرح تقريب النووي ط الكتب الحديثة ج / 1 ص -179-
النوع الثالث: الضعيف: وهو ما لم يجمع صفة الصحيح أو الحسن.
-------------------------
النوع الثالث: الضعيف:
وهو ما لم يجمع صفة الصحيح أو الحسن جمعهما تبعا لابن الصلاح وإن قيل:
إن الاقتصار على الثاني أولى لأن ما لم يجمع صفة الحسن فهو عن صفات
الصحيح أبعد ولذلك لم يذكره ابن دقيق العيد.
قال ابن الصلاح: وقد قسمه ابن حبان إلى خمسين إلا
قسما قال شيخ الإسلام: ولم نقف عليها ثم قسمه ابن الصلاح إلى أقسام
كثيرة باعتبار فقد صفة من صفات القبول الستة وهي الاتصال والعدالة
والضبط والمتابعة في المستور وعدم الشذوذ وعدم العلة وباعتبار فقد صفة
مع صفة أخرى تليها أولا أو مع أكثر من صفة إلى أن تفقد الستة فبلغت
فيما ذكره العراقي في شرح الألفية اثنين وأربعين قسما ووصله غيره إلى
ثلاثة وستين وجمع في ذلك شيخنا قاضي القضاة شرف الدين المناوي كراسة
ونوع ما فقد الاتصال إلى ما سقط منه الصحابي أو واحد غيره او اثنان وما
فقد العدالة إلى ما في سنده ضعيف أو مجهول وقسمها بهذا الاعتبار إلى
مائة وتسعة وعشرين قسما باعتبار العقل وإلى واحد وثمانين باعتبار إمكان
الوجود وإن لم يتحقق وقوعها وقد كنت أردت بسطها في هذا الشرح ثم رأيت
شيخ الإسلام قال إن ذلك تعب ليس وراءه أرب فإنه لا يخلو إما أن يكون
لأجل معرفة مراتب الضعيف وما كان منها أضعف أولا فإن كان الأول فلا
يخلو من أن يكون لأجل أن يعرف أن ما فقد من الشرط أكثر أضعف أولا فإن
كان الأول فليس كذلك لأن لنا ما يفقد شرطا واحدا أو يكون أضعف لا يفقد
الشروط الخمسة الباقية وهو ما فقد الصدق وإن كان الثاني فما هو ؟ وإن
كان لأمر غير معرفة الأضعف:فإن كان لتخصيص
ج / 1 ص -180-
ويتفاوت ضعفه كصحة الصحيح
-------------------------
فإن كان لتخصيص كل قسم باسم فليس كذلك فإنهم لم
يسموا منها إلا القليل كالمعضل والمرسل ونحوهما أو لمعرفة كم يبلغ قسما
بالبسط فهذه ثمرة مرة أو لغير ذلك فما هو انتهى فلذلك عدلت عن تسويد
الأوراق بتسطيره.
ويتفاوت ضعفه بحسب شدة ضعف رواته وخفته وقوله
كصحة الصحيح إشارة إلى أن منه أوهى كما أن في الصحيح أصح.
قال الحاكم فأوهى أسانيد الصديق: صدقه الدقيقي عن
فرقد السبخي عن مرة الطيب عنه.
وأوهى أسانيد اهل البيت عمرو بن شمر عن جابر
الجعفي عن الحارث الأعور عن علي رضي الله تعالى عنه.
وأوهى أسانيد العمريين محمد بن عبد الله بن
القاسم بن عمر بن حفص بن عاصم عن أبيه عن جده فإن الثلاثة لا يحتج بهم.
وأوهى أسانيد ابي هريرة السري بن إسماعيل عن داود
بن يزيد الأودي عن أبيه عنه.
وأوهى أسانيد عائشة نسخة عندالبصريين عن الحارث
بن شبل عن أم النعمان عنها.
وأوهى اسانيد ابن مسعود شريك عن أبي فزارة عن أبي
زيد عنه.
وأوهى أسانيد أنس داود بن المحبر عن قحذم عن أبيه
عن أبان بن أبي عياش عنه.
وأوهى أسانيد المكيين عبد الله بن ميمون القداح
عن شهاب بن خراش عن إبراهيم بن يزيد الخوري عن عكرمة عن ابن عباس.
ج / 1 ص -181-
ومنه ما له لقب خاص كالموضوع والشاذ
وغيرهما.
---------------------------
وأوهى أسانيد اليمانيين حفص بن عمر العدني عن
الحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس قال البلقيني فيهما لعله أراد إلا
عكرمة فإن البخاري يحتج به قلت لا شك في ذلك وأما أوهى أسانيد ابن عباس
مطلقا فالسدى الصغير محمد بن مروان عن الكلبي عن أبي صالح عنه.
قال شيخ الإسلام: هذه سلسلة الكذب لا سلسلة الذهب
ثم قال الحاكم وأوهى أسانيد المصريين أحمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين
عن أبيه عن جده عن قرة بن عبد الرحمن عن كل من روى عنه فإنها نسخة
كبيرة وأوهى أسانيد الشاميين محمد بن قيس المصلوب عن عبيد بن زحر عن
علي ابن زيد عن القاسم عن أبي أمامة.
وأوهى أسانيد الخراسانيين عبد الرحمن بن مليحة عن
نهشل بن سعيد عن الضحاك عن ابن عباس.
ومنه أي الضعيف ما له لقب خاص كالموضوع والشاذ
وغيرهما كالمقلوب والمعلل والمضطرب والمرسل والمنقطع والمعضل والمنكر.
فائدة: صنف ابن الجوزي كتابا في الأحاديث الواهية
وأورد فيه جملا في كثير منها عليه انتقاد.
ج / 1 ص -182-
النوع الرابع: المسند
قال الخطيب البغدادي هو عند أهل الحديث ما اتصل سنده إلى منتهاه وأكثر
ما يستعمل فيما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم دون غيره وقال ابن عبد
البر هو ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم خاصة متصلا كان أو منقطعا
وقال الحاكم وغيره. لا يستعمل إلا في المرفوع المتصل.
---------------------------
النوع الرابع:
من مطلق أنواع علوم الحديث لا خصوص التقسيم السابق كما صرح به ابن
الصلاح المسند قال الخطيب أبو بكر البغدادي في الكفاية هو عند أهل
الحديث ما اتصل سنده من راويه إلى منتهاه فشمل المرفوع والموقوف
والمقطوع وتبعه ابن الصباغ في العدة والمراد اتصال السند ظاهرا فيدخل
ما فيه انقطاع خفي كعنعنة المدلس والمعاصر الذي لم يثبت لقيه لإطباق من
خرج المسانيد على ذلك قال المصنف كابن الصلاح و لكن أكثر ما يستعمل
فيما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم دون غيره.
وقال ابن عبد البر في التمهيد: هو ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم
خاصة متصلا كان كمالك عن نافع عن ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه
وسلم أو منقطعا كمالك عن الزهري عن ابن عباس عن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال فهذا مسند لأنه قد أسند إلى رسول الله صلى الله عليه
وسلم وهو منقطع لأن الزهري لم يسمع من ابن عباس وعلى هذا القول يستوي
المسند والمرفوع.
وقال شيخ الإسلام: يلزم عليه أن يصدق على المرسل والمعضل والمنقطع إذا
كان مرفوعا ولا قائل به وقال الحاكم وغيره لا يستعمل إلا في المرفوع
المتصل بخلاف الموقوف والمرسل والمعضل والمدلس وحكاه ابن عبد البر عن
قوم من |