رسوم التحديث في علوم الحديث [الثَّامِن وَالْعشْرُونَ: معرفَة المدرج]
المدرج: مفعول من الدرج: الْوَصْل.
للخطيب / فِيهِ كتاب.
[تَعْرِيفه]
وصل الرَّاوِي الحَدِيث بِغَيْرِهِ من قَوْله أَو غَيره، أَو
يروي حديثين بِإِسْنَاد أَحدهمَا أَو يَسُوق أَحَادِيث
مُخْتَلفَة الْأَسَانِيد أَو الْأَلْفَاظ بِاتِّفَاق فيوهمه،
سِيمَا نَحْو الْعَطف.
(1/90)
[حكم الإدراج]
وَهُوَ حرَام للتلبيس، إِلَّا أَن يبين كقال ابْن مَسْعُود،
وَفِي الْوَقْف احْتِمَال، وَإِلَّا فعلى مَا كَانَ إِلَى
الْبَيَان.
[التَّاسِع وَالْعشْرُونَ: معرفَة المقلوب]
المقلوب: رِوَايَة حَدِيث بِإِسْنَاد آخر وَعَكسه؛ للترغيب
بأشهر أَو الامتحان: كقلب بَغْدَاد مئة حَدِيث على
البُخَارِيّ؛ فألحقها. فَيكْرَه أَو للتبكيت: فَيحرم.
[الثَّلَاثُونَ: معرفَة الْمَزِيد فِي مُتَّصِل الْأَسَانِيد]
زِيَادَة الْعدَد فِي السَّنَد: هُوَ زِيَادَة فِي رُوَاة
السَّنَد كَابْن الْمُبَارك ثَنَا سُفْيَان عَن عبد الرَّحْمَن
حَدثنِي بسر سَمِعت أَبَا إِدْرِيس سَمِعت وَاثِلَة: وهم قبل
(1/91)
ابْن الْمُبَارك بسفيان، وَهُوَ بِأبي
إِدْرِيس، لحذفهما الثِّقَات، وَالْحق: أَنه إِن أمكن حمله على
نوع إرْسَال أَو تعدد السماع صير إِلَيْهِ، وَالْأولَى ذكرهمَا
وَإِلَّا فالوهم، وَهُوَ كَالْعدمِ.
[الْحَادِي وَالثَّلَاثُونَ: معرفَة الْمُصحف]
الْمُصحف: من الصُّحُف، وللدارقطني فِيهِ / مُصَنف. ولصعوبته
قَالَ أَحْمد: " وَمن يسلم مِنْهُ ". وَهُوَ تَغْيِير اللَّفْظ
أَو الْمَعْنى.
(1/92)
[أَمْثِلَة تَغْيِير اللَّفْظ]
فَالسَّنَد: الْعَوام ابْن مراجم نقل نقط الْجِيم إِلَى
الرَّاء.
والمتن: (احتجر) بِالْمِيم، وَأبي: أبي، وستاً: شَيْئا
(الدَّارَقُطْنِيّ) عَاصِم الْأَحول: وَاصل الأحدب.
[أَمْثِلَة تَغْيِير الْمَعْنى]
وَالْمعْنَى: (صلى إِلَى عنزة) عَصا: بقبيلة.
وشَاة بِالسُّكُونِ.
والمخلص مِنْهُ التلقي من الْحفاظ، وَالْأُصُول الْمُعْتَمدَة.
(1/93)
الثَّانِي وَالثَّلَاثُونَ: معرفَة غَرِيب
الحَدِيث
غَرِيب الحَدِيث: وأوله: النَّضر أَو أَبُو عُبَيْدَة ثمَّ
أَبُو عبيد ونهايته النِّهَايَة.
ولغموضه أحَال أَحْمد عَلَيْهِم شرح الْمُفْردَات الْوَارِدَة
على القلى تَنْبِيها عَلَيْهَا أَو كَانَت لُغَة الْمُخَاطب،
والمركبات الَّتِي على غير ظَاهرهَا لغَرَض مَا كالنزعة
والهيعة والجبهة والنخة والكسعة وتربت يداك.
أَصَحه مَا فسره عَلَيْهِ السَّلَام، كخضراء الدمن، ... . .
(1/94)
والدخ.
واحتيج إِلَيْهِ لتوقف فهمه عَلَيْهِ، وَمن أَرَادَ ملكته
فليترو من اللُّغَة وَعلمِي الْمعَانِي وَالْبَيَان.
[الثَّالِث وَالثَّلَاثُونَ: معرفَة الْمَوْضُوع]
والموضوع والمختلق: المعزو إِلَى / النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كذبا. وغلا فِيهِ ابْن الْجَوْزِيّ
وَإِن سلم لَهُ الْكثير.
وَهُوَ وَاقع على تقديري: " سيكذب عَليّ " نَحْو: لَا
تَأْكُلُوا الْقرعَة حَتَّى تذبحوها "، وَزِيَادَة غياث للمهدي
" أَو جنَاح " وَوَضَعته الْمَلَاحِدَة تنفيراً، وأجازت
الكرامية وَضعهَا للترغيب فخرقت.
(1/95)
وَقد يتَّفق ك " من صلى بِاللَّيْلِ حسن
وَجهه بِالنَّهَارِ "، وَرُبمَا روج بِكَلَام الْحُكَمَاء
وَالصَّحَابَة، وَعَكسه الشِّيعَة.
وأضره وضع المعتقد فِيهِ.
وَيعرف بِالْإِقْرَارِ كَأبي عصمَة فِي فضل سُورَة سُورَة،
والمعزو نَحوه إِلَى أبي، وَخُرُوجه عَن الْعَرَبيَّة بردأة
لغته، وسخافة تركيبه، وتحريف تصريفه وَإِعْرَابه، وَهُوَ
حرَام، فَلَا يحل نَقله إِلَّا لتعريفه، وَمن استحله
فَليَتَبَوَّأ مَقْعَده من النَّار.
تَنْبِيه: يُقَال فِي الصَّحِيح نَحْو: قَالَ، والمختلف
والضعيف نَحْو: رُوِيَ، والمختلق نَحْو: كذب، وَإِذا أسْند
الضَّعِيف قَالَ: إِسْنَاد ضَعِيف، لَا " ضَعِيف " إِلَّا إِذا
حكم عَلَيْهِ بِهِ إِمَام.
وأباح الْعلمَاء إِطْلَاقه وَالْعَمَل بِهِ فِي غير صِفَات
الله تَعَالَى، وَالْأَحْكَام؛ كفضائل الْأَعْمَال.
(1/96)
|