رسوم التحديث في علوم الحديث

[الْحَادِي وَالسِّتُّونَ: معرفَة المتشابهين فِي الِاسْم وَالنّسب المتمايزين بالتقديم وَالتَّأْخِير]

التَّمْيِيز بالتقديم وَالتَّأْخِير:

للخطيب فِيهِ " رَافع الارتياب ". - يزِيد بن الْأسود الْخُزَاعِيّ الصَّحَابِيّ، والجرشي المخضرم، واستسقى بِهِ مُعَاوِيَة بِدِمَشْق، وَالْأسود بن يزِيد النَّخعِيّ التَّابِعِيّ.

(1/192)


- الْوَلِيد بن مُسلم التَّابِعِيّ، رَاوِي جُنْدُب، والدمشقي صَاحب الْأَوْزَاعِيّ؛ وَمُسلم بن الْوَلِيد بن رَبَاح شيخ الدَّرَاورْدِي، وَقَلبه البُخَارِيّ فِي " تَارِيخه " فَتكلم فِيهِ لَعَلَّه مثنى.
[الثَّانِي وَالسِّتُّونَ: معرفَة المنسوبين إِلَى غير آبَائِهِم]

الْمَنْسُوب إِلَى غير أَبِيه: - معَاذ ومعوذ وعوذ أَو عَوْف: بَنو عفرآء / أبوهم الْحَارِث الْأنْصَارِيّ. - بِلَال الْمُؤَذّن: ابْن حمامة ورباح. - سُهَيْل وَسَهل وَصَفوَان: بَنو بَيْضَاء (دعد) ووهب. - شُرَحْبِيل ابْن: حَسَنَة وَعبد الله الْكِنْدِيّ. - عبد الله ابْن: بُحَيْنَة وَابْن مَالك الْأَزْدِيّ. - سعد ابْن: حبتة وبحير بن مُعَاوِيَة: صحابيون.

(1/193)


- مُحَمَّد: ابْن الْحَنَفِيَّة: " خَوْلَة " وَعلي رَضِي الله عَنهُ. - إِسْمَاعِيل ابْن: علية وَإِبْرَاهِيم. - إِبْرَاهِيم ابْن: هراسة وَسَلَمَة.
[من نسب إِلَى جدته]

ثمَّ يعلى صَحَابِيّ: ابْن منية، أَو أم أَبِيه أُميَّة.
بشير بن الخصاصية - صَحَابِيّ - أم جده الثَّالِث أَو أمه: (ابْن معبد) . - عبد الْوَهَّاب الْبَغْدَادِيّ ابْن سكينَة أم أَبِيه عَليّ.
[من نسب إِلَى جده]
- ثمَّ أَبُو عُبَيْدَة عَامر بن الْجراح (أبي: أَبِيه عبد الله) . - حمل بن النَّابِغَة صَحَابِيّ: أبي أَبِيه مَالك.

(1/194)


- مجمع بن جَارِيَة: صَحَابِيّ أبي أَبِيه يزِيد. - عبد الْملك بن جريج: أبي أَبِيه عبد الْعَزِيز. - بَنو يَعْقُوب الْمَاجشون: (المورد) : يُوسُف ابْنه وَبَنُو أَخِيه عبد الله. - مُحَمَّد بن أبي ذِئْب: أبي: جده الْمُغيرَة: أبي (أَبِيه عبد الرَّحْمَن) - مُحَمَّد بن أبي ليلِي: أبي (أَبِيه عبد الرَّحْمَن) /.
عبد الله بن أبي مليكَة: أبي أَبِيه عبيد الله. - أَحْمد بن حَنْبَل أبي أَبِيه مُحَمَّد. - أَبُو بكر وَعُثْمَان وَالقَاسِم بَنو [أبي] شيبَة: (إِبْرَاهِيم) أبي: أَبِيهِم مُحَمَّد. - أَبُو سعيد ابْن يُونُس المؤرخ: أبي أَبِيه أَحْمد.
[من نسب إِلَى رجل غير أَبِيه، هُوَ مِنْهُ بِسَبَب]
- ثمَّ الْمِقْدَاد بن الْأسود متبنيه؛ أَبوهُ: عَمْرو الْكِنْدِيّ. - الْحسن بن دِينَار (زوج أمه) ؛ وَأَبوهُ: وَاصل، فَقَوْل [ابْن] أبي حَاتِم: (دِينَار بن وَاصل) لَعَلَّه مثنى.

(1/195)


[الثَّالِث وَالسِّتُّونَ: معرفَة النّسَب الْمُخَالفَة لظاهرها]

النّسَب الْمُخَالفَة لظاهرها:
مِنْهُم نزيل: أَبُو مَسْعُود: عقبَة البدري، لم يشهدها للْأَكْثَر. - ابْن طرخان التَّيْمِيّ، مولى بني مرّة. - يزِيد الدالاني (بطن من هَمدَان) ، مولى بني أَسد. - إِبْرَاهِيم الخوزي، نزل شِعْبهمْ بِمَكَّة. - عبد الْملك الْعَرْزَمِي، بطن من فَزَارَة بِالْكُوفَةِ. - مُحَمَّد بن سِنَان العوقي، بطن من عبد الْقَيْس، باهلي. - ثمَّ أَحْمد السّلمِيّ: شيخ مُسلم، أزدي، إِلَى أمه السلمِيَّة. - وَأَبُو عَمْرو السّلمِيّ: حفيده. - وَأَبُو عبد الرَّحْمَن السّلمِيّ الصُّوفِي: ابْن بنت أبي عَمْرو.
[معرفَة الموَالِي]

وَمِنْهُم مَوْلَاهُم: - سعيد بن فَيْرُوز الطَّائِي: تَابِعِيّ.

(1/196)


- أَبُو الْعَالِيَة الريَاحي: تميمي تَابِعِيّ /. - ابْن هُرْمُز: أَبُو دَاوُد الْهَاشِمِي. - اللَّيْث الفهمي. - عبد الله الْكَاتِب الْجُهَنِيّ. - ابْن الْمُبَارك الْحَنْظَلِي. - ابْن وهب الْقرشِي.
[المنسوبون إِلَى الْقَبَائِل من موَالِي الموَالِي]

ثمَّ مولى مَوْلَاهُم: - أَبُو الْحباب الْهَاشِمِي: مولى شقران مولى رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -. وَأما خَالِد الْحذاء فلجلوسه بَينهم. وَيزِيد الْفَقِير لعِلَّة بفقار ظَهره.
[الرَّابِع وَالسِّتُّونَ: معرفَة بلدان الروَاة وأوطانهم]

بلدان الروَاة وأوطانهم:
[فَائِدَته]

ويفيد معرفَة مخارجها.
وَكَانَت النِّسْبَة إِلَى الْقَبَائِل، فَلَمَّا سكنوا المدن نسبوا إِلَيْهَا فَذَهَبت.

(1/197)


ويفيد فِي مخارج الحَدِيث.
ومظانه: " الطَّبَقَات ".
وَالنِّسْبَة إِلَى المولد حَقِيقَة، وَإِلَى المنشأ والتوطن مجَاز.
(ابْن الْمُبَارك) : أَقَله أَربع سِنِين.
وأولاها: الْجمع بالترتيب أَو الِاقْتِصَار على الْأَشْهر.
وللقروي: النِّسْبَة إِلَيْهَا وَإِلَى مدينتها وناحيتها، وَالْكل إِلَى الإقليم.
أَنبأَنَا أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن إِبْرَاهِيم، أخبرنَا أَبُو عَمْرو عُثْمَان النصري، أَخْبرنِي أَبُو الْفَتْح مَنْصُور الفراوي، أخبرنَا أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن الْفضل، أخبرنَا أَبُو عُثْمَان سعيد بن مُحَمَّد، أخبرنَا أَبُو سعيد مُحَمَّد بن عبد الله / أخبرنَا أَبُو حَاتِم مكي، أخبرنَا عبد الرَّحْمَن بن بشر، أخبرنَا عبد الرَّزَّاق، أخبرنَا ابْن جريج، أَخْبرنِي عَبدة بن أبي لبَابَة أَن وردا مولى الْمُغيرَة بن شُعْبَة، أخبرهُ أَن الْمُغيرَة كتب لَهُ عَبده إِلَى مُعَاوِيَة أَنِّي سَمِعت رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَقُول حِين يسلم: " لَا إِلَه إِلَّا الله وَحده لَا شريك لَهُ، لَهُ الْملك وَله الْحَمد، اللَّهُمَّ لَا مَانع لما أَعْطَيْت وَلَا معطي لما منعت، وَلَا ينفع ذَا الْجد مِنْك الْجد ".

(1/198)


فمعاوية وَابْن جريج مكيان، وَعَبدَة والمغيرة ومولاه كوفيون،

(1/199)


وَعبد الرَّزَّاق صنعاني، وَأَبُو الْفَتْح إِلَى عبد الرَّحْمَن نيسابوريون، وَمن قبله شهرزوري، وَالَّذِي قبله دمشقي، وأوله: جعبري فجزري فبغدادي فدمشقي. أَنبأَنَا أَبُو زَكَرِيَّا يحيى بن شرف الْحزَامِي، أخبرنَا أَبُو الْبَقَاء خَالِد بن يُوسُف، أَنا أَبُو طَالب عبد الله، أَنا الْحَافِظ أَبُو الْقَاسِم عَليّ بن الْحسن،

(1/200)


أَنا أَبُو الْقَاسِم عَليّ بن أبي الْحُسَيْن، أَنا أَبُو مُحَمَّد القماح، أَنا الْفضل بن جَعْفَر، أَنا عبد الرَّحْمَن / بن الْقَاسِم، أَنا أَبُو مسْهر، أَنا سعيد بن عبد الْعَزِيز، عَن ربيعَة بن يزِيد، عَن أبي إِدْرِيس عَن عبد الله بن حِوَالَة رَضِي الله عَنهُ عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " إِنَّكُم ستجندون أجناداً: جند بِالشَّام وجند بالعراق وجند بِالْيمن، فَقَالَ الحوالي: خر لي يَا رَسُول الله، قَالَ: عَلَيْكُم بِالشَّام، فَمن أَبى فليلحق بيمنه ويستقي من غدره، فَإِن الله تَعَالَى قد تكفل لي بِالشَّام وَأَهله " زَاد أَبُو دَاوُد: " عَلَيْك بِالشَّام، فَإِنَّهَا خيرة الله من أرضه، يجتبي إِلَيْهَا خيرته من خلقه ". حسن مَشْهُور مُنَاسِب، مسلسل بالدمشقيين مَعَ احْتِمَال الأول.
[الْخَامِس وَالسِّتُّونَ: معرفَة تواريخ الروَاة]

التَّارِيخ:
ومظانه: تواريخهم.

(1/201)


[فَائِدَته]

يُفِيد فِي علم النّسخ وكشف التَّدْلِيس، وَيبْطل الدَّعْوَى الكاذبة.
(الثَّوْريّ) : استعملوا الْكَذِب فاستعملنا التَّارِيخ.
(الْحميدِي) : من واجبه. - ولد نَبينَا مُحَمَّد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بِمَكَّة فِي شعب بني هَاشم، أَو فِي دَار مُحَمَّد بن يُوسُف الثَّقَفِيّ؛ وانتقل إِلَى رَحْمَة من الله ورضوان بِالْمَدِينَةِ ضحى الِاثْنَيْنِ / لِاثْنَتَيْ عشرَة خلت من شهر ربيع الأول من هجرته، وَمِنْهَا تاريخنا، وَالصَّحِيح فِي عمره - عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام - وصاحبيه ثَلَاث وَسِتُّونَ سنة. - وَتُوفِّي أَبُو بكر بجمادى الأولى سنة ثَلَاث عشرَة. - وَعمر بِذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَعشْرين. - وَعُثْمَان بِذِي الْحجَّة سنة خمس وَثَلَاثِينَ، وعمره اثْنَان وَثَمَانُونَ أَو تسعون. - وَعلي بِشَهْر رَمَضَان سنة أَرْبَعِينَ، ابْن ثَلَاث أَو أَربع أَو خمس وَسِتِّينَ. - وَطَلْحَة وَالزُّبَيْر بجمادى الأولى سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ (الْحَاكِم) ابْنا أَربع وَسِتِّينَ. - وَسعد بن أبي وَقاص سنة خمس وَخمسين فِي الْأَصَح، ابْن ثَلَاث وَسبعين. - وَسَعِيد بن زيد سنة إِحْدَى وَخمسين، ابْن ثَلَاث أَو أَربع وَسبعين.

(1/202)


- وَعبد الرَّحْمَن سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ، ابْن خمس وَسبعين. - وَأَبُو عُبَيْدَة سنة ثَمَانِي عشرَة، ابْن ثَمَان وَخمسين - رَضِي الله عَنْهُم أَجْمَعِينَ - /. - وَحَكِيم بن حزَام ولد بِالْكَعْبَةِ، وَحسان بن ثَابت بن الْمُنْذر بن حرَام عاشا سِتِّينَ سنة فِي الْجَاهِلِيَّة وَسِتِّينَ [سنة] فِي الْإِسْلَام، وَمَاتَا بِالْمَدِينَةِ سنة أَربع وَخمسين أَو حسان خمسين.
(ابْن إِسْحَاق) : هُوَ وآباؤه كَذَلِك.
وَإِن أشكل إِسْلَام حَكِيم يَوْم الْفَتْح سنة ثَمَان أول ظُهُور الْإِسْلَام.
أَصْحَاب الْمذَاهب المتبوعة: - أَبُو حنيفَة النُّعْمَان بن ثَابت الْكُوفِي، عمره سَبْعُونَ، توفّي بِبَغْدَاد سنة خمسين ومئة. - أَبُو عبد الله مَالك بن أنس الْمدنِي، ولد سنة ثَلَاث أَو إِحْدَى أَو أَربع أَو سبع وَتِسْعين، وَتُوفِّي بهَا سنة [تسع] وَسبعين ومئة. - أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن إِدْرِيس الشَّافِعِي الْمَكِّيّ، ولد سنة خمسين ومئة، توفّي بِمصْر آخر رَجَب سنة أَربع ومئتين. - أَبُو عبد الله أَحْمد بن حَنْبَل الْبَغْدَادِيّ، ولد سنة أَربع وَسِتِّينَ ومئة، وَتُوفِّي بهَا / شهر ربيع الآخر سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين ومئتين.

(1/203)


- أَبُو عبد الله سُفْيَان بن سعيد الثَّوْريّ، ولد سنة سبع وَتِسْعين، وَمَات بِالْبَصْرَةِ سنة إِحْدَى وَسبعين ومئة - رَحِمهم الله تَعَالَى -.
أَرْبَاب المسانيد الْمُعْتَمدَة: - أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل البُخَارِيّ، ولد يَوْم الْجُمُعَة لثلاث عشرَة خلت من شَوَّال سنة أَربع وَتِسْعين ومئة، وَتُوفِّي لَيْلَة عيد الْفطر سنة سِتّ وَخمسين ومئتين. - أَبُو الْحسن مُسلم بن الْحجَّاج النَّيْسَابُورِي، عمره خمس وَخَمْسُونَ، توفّي بهَا لخمس بَقينَ من رَجَب سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ ومئتين. _ أَبُو دَاوُد سُلَيْمَان السجسْتانِي، توفّي بِالْبَصْرَةِ بشوال سنة خمس وَسبعين ومئتين. - أَبُو عِيسَى مُحَمَّد التِّرْمِذِيّ، توفّي بهَا لثلاث عشرَة مَضَت من رَجَب سنة تسع وَسبعين ومئتين. - أَبُو عبد الرَّحْمَن أَحْمد النسوي، توفّي سنة ثَلَاث وَثَلَاث مئة. ويتلوهم من الْحفاظ: - أَبُو الْحسن عَليّ بن عمر / الدَّارَقُطْنِيّ، ولد بِذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَثَلَاث مئة، وَتُوفِّي بِبَغْدَاد بِذِي الْقعدَة سنة خمس وَثَمَانِينَ وَثَلَاث مئة. - الْحَاكِم أَبُو عبد الله النَّيْسَابُورِي، ولد شهر ربيع الأول سنة إِحْدَى وَعشْرين وَثَلَاث مئة، وَتُوفِّي بهَا بصفر سنة خمس وَأَرْبع مئة.

(1/204)


- أَبُو مُحَمَّد عبد الْغَنِيّ بن سعيد الْمصْرِيّ، ولد بِذِي الْقعدَة سنة اثْنَتَيْنِ [وَثَلَاثِينَ] وَثَلَاث مئة، وَتُوفِّي بهَا بصفر سنة تسع وَأَرْبع مئة. - أَبُو نعيم أَحْمد بن عبد الله الْأَصْفَهَانِي، ولد سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَثَلَاث مئة، وَتُوفِّي بهَا بصفر سنة ثَلَاثِينَ وَأَرْبع مئة.
وبعدهم؛ مِنْهُم: - أَبُو عمر ابْن عبد الْبر المغربي، ولد بِشَهْر ربيع الآخر سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَثَلَاث مئة، وَتُوفِّي بشاطبة الأندلس شهر ربيع الآخر سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَأَرْبع مئة. - أَبُو بكر أَحْمد بن الْحُسَيْن الْبَيْهَقِيّ، ولد سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَثَلَاث مئة، وَمَات بنيسابور - وَنقل إِلَيْهَا - سنة، بجمادى الأولى سنة ثَمَان وَخمسين وَأَرْبع مئة. - أَبُو بكر / أَحْمد بن عَليّ الْخَطِيب الْبَغْدَادِيّ، ولد بجمادى الْآخِرَة سنة ثِنْتَيْنِ وَتِسْعين وَثَلَاث مئة، وَتُوفِّي بهَا بِذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَأَرْبع مئة - رَحِمهم الله [تَعَالَى] .

(1/205)


خَاتِمَة فِي شُرُوط أَئِمَّة المسانيد

لما توقفت معرفَة أَقسَام الْأَحَادِيث الصَّحِيحَة على أُمُور مِنْهَا: معرفَة شُرُوط المخرجين: حق علينا بَيَانهَا لتبنى عَلَيْهَا أَرْكَانهَا.
والتخريج: تَنْقِيح الرَّاوِي طرق رِوَايَته عَن شُيُوخه قُوَّة وضعفاً ليثبت السَّالِم، وَيتْرك الْمَدْخُول إِلَّا لشاهد أَو مُتَابعَة.
وَالشّرط مَا يُوجد الْمَشْرُوط عِنْده خَارِجا، مُتَّفق ومختلف، فاتفق أَئِمَّة تَخْرِيج المسانيد على أَن شَرط الرَّاوِي: الْعقل والميز وَالْإِسْلَام - وَإِن فقد عِنْد التَّحَمُّل -، والطارئ كالمقارن، وَالْعَدَالَة والضبط لحفظه شفاهاً وَأَصله، واليقظة غَالِبا، وَعدم التَّدْلِيس، والبدعة الداعية؛ زَاد البُخَارِيّ: الشُّهْرَة وبروز الْعَدَالَة، وَزِيَادَة الإتقان، وملازمة شَيْخه ومزاملته، وَمُسلم: مُطلق الضَّبْط والصحبة /.
(الْحَاكِم وَابْن الْأَثِير) لَهما أَن يكون لكل أصل فرعان ومخرجان، ولشيخي: كل الْحِفْظ خلافًا للحازمي، وَدلّ عَلَيْهِمَا بقول البستي.

(1/206)


" الْأَخْبَار كلهَا آحَاد "، وَبِمَا فِي البُخَارِيّ من حَدِيث مرداس " يذهب الصالحون " وَلم يروه عَنهُ غير قيس، وحزن: " جَاءَ فَسئلَ "، وَتفرد بِهِ عَنهُ ابْنه الْمسيب "، وَفِي مُسلم بِحَدِيث عدي " من استعمناه "، وتوحد قيس عَنهُ بِهِ، وَأجِيب بِمَنْع الْكُلية والمتابعة وَالشَّاهِد، والاقتصار على الْأَعْلَى، وَالْحق السبر ليظْهر الْحق، وَلَا قدح لمن تكلم فِيهِ فيهمَا لرجحهانهما على غَيرهمَا.
وَشرط أبي دَاوُد والنسوي: اعْتِبَار كَثْرَة الصُّحْبَة، وَظَاهر الْعَدَالَة استصحاباً.
وَشرط التِّرْمِذِيّ: مُسَمّى الصُّحْبَة والظهور، وَهَذَا الْقدر الْأَلْيَق هُنَا. وختمتها بِهَذِهِ الأبيات (نظمي) : [الْكَامِل التَّام] 1 -
(يَا من يروم سَلامَة فِي سربه ... أَو دينه ويحوز طَاعَة ربه)
2 -
(احفظ كتاب الله وافهم حكمه ... واعمل بِهِ كَيْمَا ترى من حزبه)
3 -
(واجمع حَدِيث رَسُوله بِرِوَايَة ... ودراية لتَكون خيرة صَحبه)
4 -
(خُذْهُ عَن الْحفاظ ضَابِط لَفظه ... لتحيد عَن تصحيفه أَو قلبه)
5 -
(وتوغلن إِلَى رسوم علومه ... حَتَّى تميز قشره عَن لبه)

(1/207)


6 -
(وارحل إِلَى السَّنَد الْعلي بِشَرْطِهِ ... قرباً إِلَى الْمُخْتَار تحظ بِقُرْبِهِ)
7 -
(بلغ كَمَا بلغت فَهِيَ زَكَاته ... وَترى على الأياد رائق شربه)
8 -
(قد بَينا أحكامنا من وَاجِب ... وَكَرَاهَة وَإِبَاحَة من نَدبه)
9 -
(عضوا عَلَيْهَا بالنواجذ تظفروا ... بسعادة الدَّاريْنِ حائز إربه)
10 -
(وتجنباً بدع الضلال وَمن لحى ... عَن جمعه أَو نَقله أَو كتبه)
11 -
(واكمل بِحسن عقيدة سنية ... يجلو بهَا الواعي غيابة قلبه)
12 -
(يَا رب غفراً بِالنَّبِيِّ مُحَمَّد ... عبدا أَتَى مُسْتَغْفِرًا من ذَنبه)
13 -
(صلى عَلَيْك الله يَا خير الورى ... بسلامه مَعَ آله مَعَ صَحبه)
14 -
(وَالتَّابِعِينَ لَهُم بِإِحْسَان إِلَى ... ... مَا انهل واكف سحبه)

(1/208)


وَهَذَا آخر مَا يسر الله تَعَالَى من الْكَلَام فِي " رسوم التحديث " بعونه وَكَرمه، فلنصرح بِمَا ألجأنا إِلَى تَقْدِيره الِاخْتِصَار - صَلَاة الله وَسَلَامه على سيدنَا مُحَمَّد خَاتم النَّبِيين وَرَضي الله عَن آله وَصَحبه الطاهرين، ورحم الله أَئِمَّتنَا أَجْمَعِينَ، وَالْحَمْد لله رب الْعَالمين.
فرغ من تبييضه مُؤَلفه إِبْرَاهِيم بن عمر الجعبري نزيل الْخَلِيل - عَلَيْهِ السَّلَام - يَوْم الْخَمِيس بِذِي الْقعدَة سنة خمس عشرَة وَسبع مئة حامداً ومصلياً.

(1/209)