مقدمة ابن الصلاح معرفة أنواع علوم الحديث ت فحل النَّوعُ الثَّانِي والْخَمْسُوْنَ
مَعْرِفَةُ أَلْقَابِ (1) الْمُحَدِّثِيْنَ وَمَنْ يُذْكَرُ
مَعَهُمْ (2)
وَفيها كَثْرَةٌ. ومَنْ لا يَعْرِفُها يُوشِكُ أَنْ يَظُنَّها
أسامِيَ وأنْ يَجْعَلَ مَنْ ذُكِرَ باسمِهِ فِي مَوْضِعٍ
وبِلقبِهِ فِي موضعٍ شَخْصَينِ، كَمَا اتَّفَقَ لكثيرٍ مِمَّن
ألَّفَ. وَمِمَّنْ صنَّفَها: أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ
الرَّحمانِ الشِّيرازيُّ الحافظُ ثُمَّ أَبُو الفَضْلِ ابنُ
الفَلَكيِّ الحافظُ. وَهِيَ تَنْقَسِمُ إلى مَا يَجوزُ
التَّعريفُ بِهِ وَهُوَ مَا لا يَكْرَهُهُ المُلَقَّبُ، وإلى
مَا لاَ يَجُوزُ وَهُوَ مَا يَكْرَهُهُ المُلَقَّبُ (3). وهذا
أُنْمُوذَجٌ مِنْها مُخْتَارٌ.
رُوِّينا عَنْ عَبْدِ الغَنِّي بنِ سَعيدٍ الحَافِظِ أَنَّهُ
قَالَ: رَجُلانِ جَلِيلانِ لَزِمَهُما لَقَبانِ قَبيحَانِ:
معاويةُ بنُ عَبْدِ الكريمِ الضَّالُ (4)؛ وإنَّما ضَلَّ فِي
طَرِيقِ مكَّةَ، وعبدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ الضَّعِيفُ (5)؛
وإنَما كَانَ ضَعِيْفاً فِي جِسْمِهِ لا فِي حَدِيثِهِ (6).
قُلْتُ: وثالثٌ، وَهُوَ عَارِمٌ (7) أَبُو النُّعْمَانِ
مُحَمَّدُ بنُ الفَضْلِ السَّدوسيُّ (8) وَكَانَ عَبْداً
صَالِحاً بَعِيداً
__________
(1) وهذه الألقاب تكون تارة بألفاظ الأسماء كأشهب، وبالصنائع
والحرف كالبقال وبالصفات كالأعمش، والكنى كأبي بطن والأنساب
إلى القبائل والبلدان وغيرها. انظر: فتح المغيث 3/ 178.
(2) انظر في ذلك:
معرفة علوم الحديث: 210 - 215، الإرشاد 2/ 686 - 695،
والتقريب: 178 - 180 والاقتراح: 315 - 317، واختصار علوم
الحديث: 220 - 223، والشذا الفياح 2/ 611 - 616، والمقنع 2/
583 - 591، وشرح التبصرة 3/ 128 - 133، ونزهة النظر: 202،
وطبعة عتر: 78، وفتح المغيث 3/ 206 - 210، وتدريب الراوي 2/
289 - 296، وشرح السيوطي على ألفية العراقي: 222، وفتح الباقي
3/ 123 - 127، وتوضيح الأفكار 2/ 482 - 483، وظفر الأماني:
118.
(3) راجع محاسن الاصطلاح 521.
(4) الأنساب 8/ 370، واللباب 2/ 257، نزهة الألباب 1/ 435.
(5) الأنساب 8/ 295، واللباب 2/ 264، ونزهة الألباب 1/ 436.
(6) أورد هذا القول السمعاني في الأنساب 8/ 395.
(7) انظر: الجامع لأخلاق الرّاوي 2/ 75 عقيب (1125)، والأنساب
4/ 88، والإكمال 6/ 20.
(8) بضم الدال المهملة والواو بين السينين المهملتين أولاهما
مفتوحة. الأنساب 3/ 258.
(1/445)
عَنِ (1) العَرَامِةِ (2)، والضَّعِيفُ
هُوَ الطَّرَسُوسِيُّ (3) أَبُو مُحَمَّدٍ سَمِعَ أبا مُعاويةَ
الضَّرِيرِ وغيرَهُ، كَتَبَ عَنْهُ أَبُو حَاتِمٍ الرازيُّ
وزَعَمَ أَبُو حَاتِمِ بنُ حِبَّانَ أنَّهُ قِيلَ لهُ:
الضَّعِيفُ لإتقانِهِ وضَبْطِهِ (4).
- غُنْدَرٌ (5): لَقَبُ مُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرٍ البَصْريِّ أبي
بَكْرٍ. وَسبَبُهُ مَا (6) رُوِّينا أنَّ ابنَ جُرَيجٍ قَدِمَ
البَصْرةَ فحدَّثَهُم بحديثٍ عنِ الحَسَنِ البَصْرِيِّ
فأنكروهُ عَلَيْهِ وشَغَّبوا وأكثَرَ مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرٍ
مِنَ الشَّغَبِ عَلَيْهِ، فقالَ لَهُ: اسكُتْ يا غُنْدَرُ! -
وأهلُ الحجازِ يُسَمَّونَ المُشَغِّبَ غُنْدَراً - (7) ثُمَّ
كَانَ بَعْدَهُ غَنَادِرةٌ كُلٌّ مِنْهُمْ يُلَقَّبُ
بِغُنْدَرٍ، مِنْهُمْ: مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ (8)
أَبُو الحُسَين (9) غُنْدَرٌ رَوَى عَنْ أبي حاتمٍ الرَّازِيِّ
وغيرِه، ومنهم: مُحَمَّدُ ابنُ جَعْفَرٍ أَبُو بَكْرٍ
البغداديُّ غُنْدَرٌ الحافظُ الجَوَّالُ حدَّثَ عَنْهُ أَبُو
نُعَيْمٍ الحافظُ وغيرُهُ. ومنهم: مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرِ بنُ
دُرَّانَ البغداديُّ أَبُو الطَّيِّبِ رَوَى عَنْ أبي خَلِيفةَ
الجُمَحيِّ وغيرِهِ، وآخرونَ لُقِّبوا بذلكَ مِمَّنْ لَيْسَ
بمحمّدِ بنِ جَعْفَرٍ (10).
__________
(1) في (ع) والتقييد: ((من)) وما أثبتناه من النسخ و (م).
(2) هي الفساد كما قاله النّوويّ، أو الشراسة كما قاله المحب
الطبري، وهي النفور وسوء الخلق، ويجوز أن تكون مما ذكره ابن
سيده حيث قال: ((عرم يعرم عَرامةً وعُرامةً اشتدّ، وعند
القزّاز: بلغ منزلةً)) المقنع 2/ 584، وانظر: التقريب (178)،
واللسان 12/ 395 ومحاسن الاصطلاح 522، ومتن اللغة 4/ 85. وقال
ابن الجارود في المنتقى (198): ((حدّثنا محمّد بن يحيى، قال:
حدّثنا أبو النّعمان محمّد بن الفضل السدودسي، ولقبه عارم وكان
بعيداً عن العرامة ثقة صدوقاً مسلماً ... )).
(3) بفتح الطاء، والراء المهملتين، والواو بين السينين
المهملتين الأولى مضمومة، والثانية مكسورة، هذه النسبة إلى
طرسوس: وهي من بلاد الثغر بالشام. الأنساب 4/ 39.
(4) الثّقات 8/ 363.
(5) بضم الغين المعجمة وسكون النون وفتح الدال المهملة، انظر:
الأنساب 4/ 287، ونزهة الألباب 2/ 57، ومحاسن الاصطلاح: 522،
وتاج العروس 13/ 269.
(6) سقطت من (م).
(7) معرفة علوم الحديث: 212، والجامع 2/ 74 (1224)، وتهذيب
الكمال 6/ 265 (5709)، ونزهة الألباب 2/ 58 (2101).
(8) في (ب): ((أبو بكر الرّازيّ)).
(9) في (أ): ((أبو الحسن)).
(10) ذكر الحافظ ابن حجر في نزهة الألباب 2/ 58 - 59 أحد عشر
راوياً لقب بغندر.
(1/446)
- غُنْجَارٌ (1): لَقَبُ عِيسَى بنِ مُوسى
التَّيْميِّ (2) أبي أَحْمَدَ البخاريِّ مُتَقدِّمٌ حَدَّثَ
عَنْ مَالِكٍ والثَّوريِّ وغَيرِهما لُقِّبَ بغُنْجَارٍ
لِحُمْرةِ وَجْنَتَيهِ (3). وغُنْجارٌ آخرُ متأخِّرٌ وَهُوَ
أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ البخاريُّ الحافِظُ
صاحبُ " تاريخ بُخارى " ماتَ سنةَ
ثنتَيْ (4) عَشْرَةَ وأَرْبعِ مئةٍ، واللهُ أعلمُ.
- صَاعِقَةُ: هُوَ أَبُو يَحْيَى مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ
الرَّحيمِ الحَافظُ رَوَى عَنْهُ البُخَارِيُّ وغيرُهُ. قَالَ
أَبُو عَلِيٍّ الحافظُ: ((إنَّما لُقِّبَ صاعِقَةُ لِحفْظِهِ
وشِدَّةِ مُذاكَراتِهِ ومُطالَبَتِهِ)) (5).
- شَبَابٌ (6): لَقَبُ خَلِيفَةَ بنِ خَيَّاطٍ العُصْفُرِيُّ
(7) صاحبِ " التاريخِ " سَمِعَ غُنْدَراً وغيرَهُ.
- زُنَيْجٌ (8) بالنُّونِ والجيمِ: لَقَبُ أبي غَسَّانَ محمدِ
بنِ عَمْرٍو [الأصْبَهانيِّ] (9) الرَّازِيِّ رَوَى عَنْهُ
مُسْلِمٌ وغيرُهُ.
- رُسْتَهْ (10): لَقَبُ عَبْدِ الرَّحمانِ بنِ عُمَرَ
الأصْبَهانيِّ.
__________
(1) بضم الغين وسكون النون وفي آخرها الراء، انظر: الأنساب 4/
284، ونزهة الأباب 2/ 56، وتاج العروس 13/ 267.
(2) في (ج) و (م): ((التميمي)) ويقال له ذلك أيضاً. انظر:
تهذيب الكمال 5/ 560.
(3) الأنساب 4/ 284، ومعرفة علوم الحديث: 213.
(4) في التقييد: ((اثنتي)).
(5) أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد 2/ 363، وفي الجامع (1228) عن
ابن داود الكرخي، قال: ((سمي صاعقة؛ لأنه كان جيد الحفظ))، وهو
في تذكرة الحفاظ 2/ 553.
(6) بفتح الشين وتخفيف المعجمة كسحاب. انظر: الإكمال 5/ 15،
ونزهة الألباب 1/ 393، والتاج 3/ 98.
(7) بضم العين وسكون الصاد المهملتين وضم الفاء بعدها راءٌ
مهملة هذه نسبةٌ إلى العصفر وبيعه وشرائه وهو شيءٌ تصبغ به
الثياب. الأنساب 4/ 178.
(8) بضم الغين المعجمة وسكون النون وفتح الدال المهملة. انظر:
الأنساب 4/ 287، ونزهة الألباب 2/ 57، ومحاسن الاصطلاح 522،
وتاج العروس 13/ 269.
(9) ليست في النسخ ولا (م) ولا في الشذا وهي من (ع) والتقييد.
(10) قال البلقيني: ((رسته بلسانهم النبات من القمح وغيره في
ابتدائه، وهو بضم الراء وإسكان المهملة وفتح التاء المثناة من
فوق، وآخره هاءٌ ساكنةٌ)). محاسن الاصطلاح 524. وبنحو هذا
التعليق في حاشية (ب) و (ج)، وانظر: الإكمال 4/ 72، والتبصير
2/ 603، والتقريب (3962)، والمنهل الرّوي 119، والتاج 4/ 525.
(1/447)
- سُنَيدٌ (1): لَقَبُ الحُسَينِ بنِ داودَ
المِصِّيصيِّ صاحبِ التفسيرِ رَوَى عَنْهُ (2) أَبُو زُرْعَةَ
وأبو حاتِمٍ الحافِظانِ وغيرُهما.
- بُنْدَارٌ (3): لَقَبُ مُحَمَّدِ بنِ (4) بَشَّارٍ
البَصْريِّ رَوَى عَنْهُ البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ والناسُ.
قَالَ ابنُ الفَلَكِي: إنَّما لُقِّبَ بهذا؛ لأنَّهُ كَانَ
بُندَارَ الحَدِيْثِ (5).
- قَيْصَرُ: لَقَبُ أبي النَّضْرِ هَاشِمِ بنِ القاسمِ
المعْروفِ، رَوَى عَنْهُ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ وغيرُهُ.
- الأَخْفَشُ: لَقَبُ جَمَاعَةٍ مِنْهُمْ: أَحْمَدُ بنُ
عِمْرَانَ البَصْريُّ النَّحْوِيُّ مُتقدِّمٌ رَوَى عَنْ زيدِ
بنِ الحُبَابِ وغيرِهِ وله "غريبُ المُوَطَّأِ ". وَفِي
النَّحْويْينَ أَخافِشُ ثلاثةٌ مَشْهورُونَ:
أَكْبرُهُم: أَبُو الخَطَّابِ عَبْدُ الحَميدِ بنِ عَبْدِ
المجيدِ وَهُوَ الذي ذَكَرَهُ سِيبَوَيْهِ فِي
" كِتابهِ ".
والثَّانِي: سَعِيْدُ بنُ مَسْعَدةَ أبو الحسَنِ الذي يُروَى
عنهُ كِتابِ سِيْبَوَيْهِ، وَهُوَ صاحبُهُ.
والثَّالِثُ: أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ سُلَيمانَ صَاحِبُ
أَبَوَي العَبَّاسِ النَّحْوِيَّيْنِ: أَحْمَدَ بنِ يَحْيَى
المُلقَّبِ بِثَعْلَبٍ، ومُحَمَّدِ بنِ يَزيدَ الملقَّبِ
بالمُبَرَِّدِ (6).
- مُرَبَّعٌ (7): بفتحِ الباءِ المشدَّدةِ، هُوَ مُحَمَّدُ بنُ
إِبْرَاهِيمَ الحافظُ البغداديُّ.
__________
(1) بنون ثمّ دال مصغراً (التقريب 2646).
(2) في (أ) و (ب): ((عنهما)).
(3) بضم الباء الموحدة وسكون النون وفتح الدال المهملة، وفي
آخرها الراء هذه النسبة إلى من يكون مكثراً من شيءٍ يشتري منه
من هو أسفل منه أو أخف حالاً وأقل مالاً منه، ثُمَّ يبيع ما
يشتري منه غيره. الأنساب 1/ 421 وانظر: الإكمال 1/ 356 وقال في
التاج 10/ 251: ((وبندار معناه الحافظ))، ومثله في السير 12/
144.
(4) ساقطة من (م).
(5) انظر: تهذيب الكمال 6/ 247 (5675).
(6) بضم الميم وفتح الباء الموحدة، والراء المشددة، وبعدها دال
مهملة. وفيات الأعيان 4/ 321.
(7) بضم الميم وفتح الراء وتشديد الباء الموحدة المفتوحة
كمعظم. انظر: الإكمال 7/ 181، والتبصير 4/ 1272 وتاج العروس
21/ 52.
(1/448)
- جَزَرَةُ (1): لَقَبُ صالحِ بنِ
مُحَمَّدٍ البغداديِّ الحافظِ لُقِّبَ بذلكَ مِن أجلِ أنَّهُ
سَمِعَ مِنْ بعضِ الشِّيوخِ مَا رُوِيَ عَنْ عبدِ اللهِ بنِ
بُسْرٍ أنَّهُ كَانَ يَرْقِيَ بِخَرَزةٍ فَصَحَّفَهَا وَقَالَ:
جَزَرَةً بالجيمِ فَذَهبتْ عَلَيْهِ (2) وَكَانَ ظريفاً (3)
لَهُ نوادرُ تُحكَى.
- عُبَيْدٌ العِجْلُ (4): لقبُ أبي عَبْدِ اللهِ الحُسَينِ بنِ
محمدِ بنِ حاتِمٍ (5) البَغْداديِّ الحَافِظِ.
- كِيْلَجَةُ (6): هُوَ مُحَمَّدُ بنُ صالحٍ البغداديُّ
الحافظُ.
- مَا غَمَّهُ: بلفظِ النَّفيِّ لِفعلِ الغَمِّ هُوَ لَقَبُ
عَلاَّنِ بنِ عَبْدِ الصَّمدِ، وَهُوَ عَلِيُّ بنُ الحَسَنِ
بنِ عبدِ الصَّمدِ البغداديُّ الحافظُ، ويُجمعُ فِيهِ بَيْن
اللَّقَبَينِ فَيُقالُ: عَلاَّنٌ مَا غَمَّهُ. وهؤلاءِ
البَغداديونَ الخمسةُ (7) رُوِّينا أنَّ (8) يَحْيَى بنَ
مَعِينٍ هُوَ لَقَّبَهُم وهُم مِنْ كبارِ أصْحابِهِ وحُفَّاظِ
الحديثِ (9).
- سَجَّادةُ: المشْهورُ (10): هُوَ الحَسَنُ بنُ حَمَّادٍ
سَمِعَ وَكِيعاً وغيرَهُ.
- مُشْكُدَانَةُ (11): ومَعْناهُ بالفارسيةِ: حَبَّةُ المِسْكِ
أَوْ وِعاءُ المِسْكِ لَقَبُ عبدِ اللهِ ابنِ عُمَرَ بنِ محمدِ
بنِ أبانَ.
__________
(1) بفتح الجيم والزاي والراء، وفي الإرشاد للنووي 2/ 693:
((بفتح الجيم وكسرها))، انظر: الإكمال 7/ 461، والمقنع 2/ 589،
والمنهل الروي: 120، والتاج 10/ 416.
(2) معرفة علوم الحَدِيْث: 213، وتاريخ بغداد9/ 322 - 323
وتذكرة الحفاظ2/ 642، ونزهة الألباب1/ 170.
(3) في (أ) و (ب): ((طريفاً)) بالطاء المهملة.
(4) ينون عبيد، ويضم العجل صفة له، ولا يقال بالإضافة فهي هنا
مكروهة الصورة، وقد تقدم بيان ذلك.
(5) في (م): ((حامد)) وهو مخالف لما في النسخ الخطية والشذا
والتقييد ومصادر ترجمته. انظر: تاريخ بغداد 8/ 93، والسير 14/
90، والشذرات 2/ 216.
(6) بكسر الكاف وفتح اللام، وضبطت الكاف بالفتح أيضاً، انظر:
الإرشاد للنووي 2/ 694، واللسان 2/ 162، والمنهل الروي 120،
وتاج العروس 6/ 175.
(7) في (أ): ((الخمسة البغداديون)) يعني بهم: مربعاً، وجزرة
وعبيداً العجل، وكيلجة، وما غمّه.
(8) في (م): ((عن)).
(9) معرفة علوم الحديث 212، وتاريخ بغداد 1/ 388.
(10) في نسخة (ب) حاشية نصها: ((قال المصنف: إنما قلت المشهور؛
لأن ثمّ سجادة آخر اسمه الحسين بن أحمد، وروى عنه ابن عدي
الجرجاني الحافظ وغيره، والله أعلم)) ونحوها في نسخة (م) و
(ع).
(11) بضم الميم الأولى وسكون الشين المعجمة، وضم الثانية -
وقيل: بفتحها أيضاً - كما تقدم.
(1/449)
- مُطَيَّنٌ (1): بِفَتْحِ الياءِ، لَقَبُ
أبي جَعْفَرٍ الحَضْرَميِّ خَاطَبَهُما بِذَلِكَ أَبُو
نُعَيْمٍ الفَضْلُ بنُ دُكَينٍ فَلُقِّبا بِهِما (2).
- عَبْدَانُ: لَقَبٌ لجماعةٍ:
أَكْبَرُهُم: عَبْدُ اللهِ بنُ عُثْمَانَ المَرْوَزيُّ -صاحبُ
ابنِ المباركِ- وراوَيتُهُ. رُوِّينا عَنْ مُحَمَّدِ بنِ طاهرٍ
المَقْدسيِّ أنَّهُ إنما قِيلَ لَهُ: عَبْدَانُ؛ لأنَّ
كُنْيَتَهُ أَبُو عَبْدِ الرَّحمانِ، واسْمَهُ عَبْدُ اللهِ،
فاجتمَعَ فِي كُنْيَتِهِ واسْمِهِ العَبْدانِ (3)، وهذا لا
يَصِحُّ بَلْ ذَلِكَ من تغْيّيرِ العامّةِ للأسامي وكَسْرِهم
لها فِي زمانِ صِغَرِ المُسَمَّى أَوْ نَحْوِ ذَلِكَ، كَمَا
قالوا فِي عليٍّ: ((عَلاَّنٌ)) وَفِي أَحْمَدَ ابنِ يوسُفَ
السُّلميِّ وغيرِهِ ((حَمْدَانُ))، وَفِي وَهْبِ بنِ بَقِيَّةَ
الواسطيِّ: ((وَهْبَانُ))، واللهُ أعلمُ.
النَّوْعُ الثَّالِثُ وَالْخَمْسُوْنَ
مَعْرِفَةُ الْمُؤْتَلِفِ والْمُخْتَلِفِ مِنَ الأَسْمَاءِ
والأَنْسَابِ
وَمَا يَلْتَحِقُ بِهَا (4)
وَهُوَ مَا يأْتَلِفُ أي يتَّفِقُ (5) فِي الخَطِّ صُورَتُهُ،
وتَخْتَلِفُ فِي اللَّفْظِ صِيغتُهُ. هَذَا فَنٌّ جليلٌ، مَن
لَمْ يَعْرِفْهُ مِنَ المُحدِّثينَ كَثُرَ عثَارُهُ، وَلَمْ
يَعْدَمْ مُخَجِّلاً، وَهُوَ مُنْتَشَرٌ لا ضَابِطَ فِي
أكْثَرِهِ يُفْزَعُ إِليهِ؛ وإنّمَا يُضْبَطُ بالحِفْظِ
تَفْصيلاً. وَقَدْ صُنِّفَتْ فِيهِ كُتُبٌ (6) مُفيدةٌ، ومِنْ
أَكْمَلِها
__________
(1) بضم الميم وفتح الطاء المهملة وتشديد الياء المفتوحة كما
تقدم.
(2) انظر معرفة علوم الحديث 212، والجامع 2/ 75 و 76 (1225) و
(1229).
(3) معجم البلدان 1/ 405.
(4) انظر في ذلك:
الإرشاد 2/ 696 - 729، والتقريب: 180 - 185، والاقتراح: 313 -
314، والمنهل الروي: 121 - 127، والموقظة: 92، واختصار علوم
الحديث: 223 - 226، والشذا الفياح 2/ 617 - 661، والمقنع 2/
592 - 613، وشرح التبصرة 3/ 133، ونزهة النظر: 176، وطبعة عتر:
68، وفتح المغيث 3/ 211 - 244، وتدريب الراوي 2/ 297 - 315،
وشرح السيوطي على ألفية العراقي: 222، وفتح الباقي 3/ 123 -
127، وتوضيح الأفكار 2/ 487 - 488، وظفر الأماني: 98 - 102.
(5) في (ع): ((تتفق)).
(6) بعد هذا في (ع): ((كثيرة)) ولم ترد في شيء من النسخ ولام.
(1/450)
" الإكْمالُ " لأبي نَصْرِ بنِ ماكُوْلا
عَلَى إعْوازٍ فِيهِ (1). وهذه أشياءُ مِمّا دَخَلَ مِنْهُ
تَحْتَ الضَّبطِ مِمّا يَكْثُرُ ذِكْرُهُ. والضَّبْطُ فِيْهَا
عَلَى قِسْمَيْنِ عَلَى العُمُومِ وعَلى الخُصُوصِ.
فمنْ القِسْمِ الأَوَّلِ:
- سَلاَّمٌ وسَلاَمٌ: جَمِيْعُ مَا يَرِدُ عَلَيْكَ مِنْ
ذَلِكَ فَهُوَ بتَشْديدِ اللاّم إلاّ خَمْسَةً وهُم: سَلاَمٌ
والدُ عبدِ اللهِ بنِ سَلاَمٍ الإسرائيليِّ الصَّحَابيِّ،
وسَلاَمٌ والدُ مُحَمَّدِ بنِ سَلاَمٍ البِيكَنْديِّ (2)
البُخَارِيِّ شَيْخُ البُخَارِيِّ لَمْ يَذْكُرْ فِيهِ
الخَطِيبُ (3) وابنُ مَاكُوْلا (4) غَيْرَ التَّخْفِيفِ.
وَقَالَ: صَاحِبُ المَطالِعِ (5): مِنْهُمْ مَنْ خَفَّفَ
ومِنْهُمْ مَنْ ثَقَّلَ، وَهُوَ الأكْثَرُ.
قُلْتُ: التَّخْفيفُ أثْبَتُ، وَهُوَ الّذي ذَكَرَهُ غُنْجارٌ
فِي " تاريخِ بُخارى " وَهُوَ أَعْلمُ بأهلِ بِلادِهِ (6).
وسَلاَمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ ناهِضٍ المَقْدسيُّ، رَوَى عَنْهُ
أَبُو طَالبٍ الحافِظُ والطَّبَرانيُّ. وسَمّاهُ الطَّبَرانيُّ
(7)؛ سَلامةَ. وسَلاَمٌ جَدُّ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الوَهَابِ
بنِ سَلاَمٍ المُتَكَلِّمِ الجُبَّائيِّ (8) أَبي عَلِيٍّ
المُعْتَزِليِّ (9). وَقَالَ المُبرِّدُ فِي " كاملِهِ ":
((لَيْسَ فِي العَرَبِ سَلاَمٌ مُخفَّفُ اللامِ إلاَّ والدَ
عَبْدِ اللهِ بنِ سَلاَمٍ، وسَلاَمَ بنُ أبي الحُقَيقِ. قَالَ:
وزادَ
__________
(1) قال البلقيني: ((قد استدرك عليه الحافظ بن عبد الغني بن
نقطة كتاباً ذيّل به على الأصل، وهو قريب منه، وفيه فوائد
كثيرة، وقد صنّف في ذلك جماعة من المتأخرين)). محاسن الاصطلاح:
528.
قلنا: ينظر عن المؤلفات في ذلك: بحوث في تاريخ السّنّة: 135،
ومقدمة محقق المؤتلف والمختلف للدارقطني 1/ 69 - 82.
(2) نسبة إلى بيكند - بالكسر وفتح الكاف وسكون النون - بلدة
بين بخارى وجيحون. انظر: الأنساب 1/ 456، ومعجم البلدان 1/
533.
(3) تلخيص المتشابه 1/ 127.
(4) الإكمال 4/ 405.
(5) هو كتاب "مطالع الأنوار على صحاح الآثار" لابن قرقول
المتوفى سنة (569 هـ) والكتاب مازال مخطوطاً - حسب علمنا -
وله عدة نسخ خطية، انظرها في الفهرس الشامل 3/ 1519.
(6) انظر: محاسن الاصطلاح: 529.
(7) المعجم الصغير 1/ 174.
(8) بضم الجيم وتشديد الباء المفتوحة المنقوطة بواحدة من تحت.
الأنساب 2/ 36.
(9) انظر: محاسن الاصطلاح: 539، والتقييد: 381.
(1/451)
آخرونَ سَلاَمَ بنَ مِشْكَمٍ خَمَّاراً
كَانَ فِي الجاهِليةِ، والمعروفُ فِيهِ التَّشْديدُ)) (1)،
واللهُ أعلمُ.
- عُمَارَةُ وعِمَارَةُ: لَيْسَ لَنَا عِمَارةُ بكَسرِ
العَيْنِ إلاَّ أُبَيَّ بنَ عِمَارَةَ مِنَ الصَّحَابَةِ (2)،
ومِنْهُمْ مَن ضَمَّهُ ومَنْ عَدَاهُ عُمَارَةُ بالضمِّ،
واللهُ أعلمُ.
- كَرِيزٌ وكُرَيْزٌ: حَكَى أَبُو عَلِيٍّ الغَسَّانيُّ فِي
كِتَابِهِ " تَقْييدِ المُهملِ " عَنْ محمدِ بنِ وَضَّاحٍ أنَّ
كَرِيزاً بفتحِ الكافِ فِي خُزَاعَةَ، وكُرَيْزاً بِضمِّها فِي
عَبْدِ شَمْسٍ بنِ عبدِ مَنَافٍ. قُلْتُ: وكُرَيْزٌ بضمِّها
موجودٌ أَيْضَاً فِي غَيْرِهِما. ولا نَسْتَدْرِكُ فِي
المَفْتُوحِ بأيوبَ بنِ كُرَيْزٍ الرَّاوِي عَنْ عَبْدِ
الرحمانِ بنِ غَنْمٍ (3)، لكونِ عَبْدِ الغنيِّ ذَكَرَهُ
بالفَتْحِ؛ لأنَّهُ بالضمِّ، كَذلِكَ ذَكَرَهُ
الدَّارَقُطْنِيُّ (4) وغيرُهُ (5).
- حِزَامٌ -بالزَّاي- فِي قُرَيشٍ، وَحَرَامٌ -بالرَّاءِ
المُهْمَلَةِ- فِي الأنْصَارِ (6)، واللهُ أعلمُ.
ذَكَرَ أَبُو عَلِيِّ بنُ البَرَدانيِّ (7): أنَّهُ سَمِعَ
الخَطيبَ الحافِظَ يَقُولُ: العَيْشِيُّونَ: بَصْرِيُّونَ،
والعَبْسِيُّونَ: كُوفِيُّونَ، والعَنْسيُّونَ: شَامِيُّونَ.
قُلْتُ: وَقَدْ قَالَهُ قَبْلَهُ الحاكِمُ أَبُو عَبْدَ اللهِ
وهذا عَلَى الغَالبِ: الأَوَّلُ بالشِّينِ المُعْجَمَةِ،
والثَّانِي بالباءِ المُوَحَّدةِ، والثَّالثُ بالنّونِ
والسِّينِ فيهما غيرِ مُعْجَمَةٍ (8).
- أَبُو عُبَيْدَةَ: كُلُّهُ بالضَّمِّ. بَلَغَنَا عنِ
الدَّارَقُطْنِيِّ (9) أنَّهُ قَالَ: لا نَعْلَمُ أَحَداً
يُكْنَى أبا عَبَيْدَةَ بِالفَتْحِ (10).
__________
(1) انظر: المحاسن: 530.
(2) انظر: التقييد: 382.
(3) بفتح المعجمة وسكون النون. التقريب (3978).
(4) المؤتلف والمختلف 4/ 1957.
(5) انظر: الإكمال 7/ 168، وثقات ابن حبان 6/ 54، والمؤتلف
والمختلف لعبد الغني: 108.
(6) انظر: التقييد: 384، والمحاسن: 531.
(7) بفتح الباء الموحدة والراء، والدال المهملة، وفي آخرها
النون، هذه النسبة إلى بردان، وهي
قرية من قرى بغداد. الأنساب 1/ 326.
(8) في (أ) و (م) بعد هذا: ((والله أعلم)).
(9) المؤتلف والمختلف 3/ 1506.
(10) جاء في نسخة (م) حاشية نصها: ((قول الدّارقطنيّ محمول على
أنه أراد الكنية. وأما الأسماء فقد نقل ابن الطحان نحو أحد عشر
رجلاً كلهم اسمه: عبيدة - بفتح العين - ونحو تسع رجال بالضم.
فلينظر ما مراده، والله أعلم)). =
(1/452)
وهذهِ أَشْياءُ اجتَهَدتُ فِي ضَبْطِها
مُتَتبِّعاً مَن ذَكَرَهُم الدَّارَقُطْنِيُّ، وَعَبْدُ
الغَنيِّ، وابنُ مَاكُوْلاَ.
مِنْها: السَّفْرُ - بإسكانِ الفاءِ - والسَّفَرُ بِفَتْحِهَا
وَجَدْتُ الكُنى مِنْ ذَلِكَ بالفَتْحِ والبَاقي بالإسكانِ.
ومِنَ المَغاربةِ مَن سَكَّنَ الفاءَ مِن أبي السَّفْرِ سعيدِ
بنِ يُحْمِدَ (1)، وذَلِكَ خلافُ مَا يَقُولُهُ أَصْحَابُ
الحَدِيْثِ، حَكَاهُ الدَّارَقُطْنِيُّ (2) عَنْهُمْ.
- عِسْلٌ بكسرِ العَين المُهْمَلَة وإسكانِ السينِ
المُهْمَلَةِ، وَعَسَلٌ بفتحِهما: وجدْتُ الجميعَ مِنَ
القَبِيلِ الأَوَّلِ ومِنْهُمْ: عِسْلُ بنُ سُفْيانَ، إلاّ
عَسَلَ بنَ ذَكْوانَ الأخباريَّ البَصْريَّ فإنَّهُ
بِالفَتْحِ، ذَكَرَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ وغيرُهُ وَوَجدْتُهُ
بِخَطِّ الإمامِ أبي مَنْصورٍ الأزْهَريِّ فِي كِتابِهِ "
تَهْذيبِ اللُّغَةِ " بالكَسْرِ والإسْكانِ أَيْضَاً، ولا
أُراهُ ضَبَطَهُ (3)، واللهُ أعلمُ.
- غَنَّامٌ: - بالغَيْنِ المُعْجَمَةِ والنُّونِ المُشَدَّدَةِ
-، وعَثَّامٌ: - بِالعَيْنِ المُهْمَلَةِ والثّاءِ
المُثَلَّثةِ المشدَّدةِ -: لا نَعْرِفُ (4) مِنَ القَبيلِ
الثَّانِي غَيْرَ عَثَّامِ بنِ عَلِيٍّ العامريِّ الكوفيِّ
والدِ عليِّ بنِ عَثَّامٍ الزاهدِ والباقونَ مِنَ الأَوَّلِ
مِنْهُمْ: غَنَّامُ بنُ أوسٍ صَحَابِيٌّ بَدْريٌّ، واللهُ
أعلمُ.
- قُمَيرٌ وقَمِيرٌ: الجميعُ بضمِّ القَافِ ومنهُم: مكّيُّ بنُ
قُمَيْرٍ عَنْ جَعْفَرِ بنِ سُليمانَ إلاّ امْرأةَ مَسْروقِ
بنِ الأَجْدَعِ: قَمِيرَ بنتَ عَمْرٍو فإنَّها بِفَتْحِ القافِ
وَكسْرِ المِيمِ، واللهُ أعلمُ.
- مِسْوَرٌ ومُسَوَّرٌ: أما مُسَوَّرٌ بضمِّ الميمِ وتَشْديدِ
الواو وفَتْحِهَا (5)، فَهُوَ مُسوَّرُ بنُ يزيدَ المالكيُّ
الكاهليُّ لَهُ صُحبةٌ. وَمُسَوَّرُ بنُ عَبْدِ الملكِ
اليَرْبوعيُّ رَوَى عَنْهُ مَعْنُ بنُ عِيسى ذَكَرَهُ
البُخَارِيُّ. ومَنْ سِواهُما فِيْمَا نَعْلَمُ بِكَسْرِ
الميمِ وإسْكانِ السينِ، واللهُ أعلمُ.
__________
= قلنا: وهذا الحمل متجه؛ لأننا نجد في كتابه المؤتلف والمختلف
3/ 1506 أسماء رِجَال عَلَى وصف ابن الطحان. وانظر التاج 8/
343 (عبد).
(1) في (أ): ((محمّد)) وهو خطأ قال في التقريب (2413): ((يحمد،
بضم الياء التحتانية، وكسر الميم)).
(2) المؤتلف والمختلف 3/ 1185.
(3) قال البلقيني في المحاسن: 534: ((كشفت على ذلك في نسختين،
فلم يوجد الاسم بالكلية)).
(4) في الشذا (يعرف).
(5) في (ع) والتقييد ((وبفتحها)).
(1/453)
- الحَمَّالُ والجَمَّالُ: لا نَعْرِفُ فِي
رُواةِ الحديثِ أَوْ فِيمَنْ ذُكِرَ مِنْهُمْ فِي كُتُبِ
الحَدِيْثِ المُتَدَاوَلةِ؛ الحمَّالَ بالحاءِ المُهْمَلةِ
صفةً لا اسماً إلاّ هارونَ بنَ عبدِ اللهِ الحمَّالَ والدَ
موسى بنِ هارونَ الحمَّالِ الحافظِ. حَكَى عَبْدُ الغنيِّ
الحافظُ أنَّهُ كَانَ: بزَّازاً فلمَّا تَزَهَّدَ حَمَلَ (1).
وَزَعَمَ الخليليُّ وابنُ الفَلَكيِّ أنّهُ لُقِّبَ بالحمَّالِ
لِكَثْرَةِ مَا حَمَلَ مِنَ العِلْمِ (2)، ولا أَرى مَا قالاهُ
يَصِحُّ (3). وَمَن عَداهُ فالجمَّالُ بالجيمِ مِنْهُمْ
مُحَمَّدُ بنُ مِهْرَانَ الجَمَّالُ حَدَّثَ عَنْهُ
البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ وغيرُهما، واللهُ أعلمُ.
وَقَدْ يُوجَدُ فِي هَذَا البَابِ مَا يُؤْمَنُ فِيهِ مِنَ
الغَلَطِ ويكُونُ الّلافِظُ فِيهِ مُصيباً كَيْفَما قَالَ،
مثلُ: عيسى بنِ أبي عِيسى الحَنَّاطِ، وهوَ أيضاً: الخبَّاطُ
والخيَّاطُ إلاَّ أنَّهُ اشْتَهَرَ بـ: عيسى الحنَّاطِ -
بالحاءِ والنونِ -، كَانَ خَيَّاطاً للثِّيابِ. ثُمَّ تَرَكَ
ذَلِكَ وصارَ حَنَّاطاً يبيعُ الحِنطَةَ. ثُمَّ ترَكَ ذَلِكَ
وصَارَ خَبَّاطاً يَبيعُ الخَبَطَ (4) الذِي تَأْكُلُهُ الإبلُ
(5) وكذلكَ مُسْلِمٌ الخَبَّاطُ - بالباءِ المَنْقُوطَةِ
بِواحِدَةٍ - اجْتَمَعَ فِيهِ الأَوْصَافُ الثَّلاثةُ؛ حَكَى
اجتماعَها فِي هذَيْنِ الشَّخْصَينِ الإمامُ الدَّارَقُطْنِيُّ
(6)، واللهُ أعلمُ.
القِسْمُ الثَّانِي: ضَبْطُ مَا فِي " الصَّحِيحَيْنِ " أَوْ
مَا فِيهِمَا مَعَ " المُوطَّأ " مِنْ ذَلِكَ الخُصُوصِ. فمِنْ
ذَلِكَ بَشَّارٌ: بالشِّينِ المَنْقُوطَةِ والدُ بُنْدَارٍ
مُحَمَّدِ بنِ بَشَّارٍ. وَسَائِرُ مَنْ في الكِتَابَينِ
يَسَارٌ بالياءِ المثنّاةِ فِي أوَّلِهِ والسِّينِ
المُهْمَلَةِ، ذَكَرَ ذَلِكَ أَبُو عَلِيٍّ الغَسَّانيُّ فِي
كِتابِهِ، وفِيهِمَا جَميعاً سَيَّارُ بنُ سَلامَةَ، وسَيَّارُ
بنُ أبِي سَيَّارٍ (7) وَرْدَانُ، ولكن لَيْسَا عَلَى هذِهِ
الصُّورَةِ وإن قَارَبا، واللهُ أعلمُ.
__________
(1) مشتبه النسبة: 19.
(2) ذكره السمعاني في الأنساب 2/ 297، وابن الأثير في اللباب
1/ 384 ولم ينسباه لأحد.
(3) انظر: المحاسن: 536.
(4) الخبط - محركة - ما تسقط من ورق الشجر بالخبط أو النّفض
وهو نوع من العلف. انظر اللسان 7/ 281، والمعجم الوسيط 1/ 216.
(5) ينظر: الاستيعاب 2/ 365 - 366.
(6) المؤتلف والمختلف 2/ 939 - 940.
(7) وقيل في اسمه غير ذلك، انظر: تهذيب الكمال 3/ 351.
(1/454)
جَمِيْعُ مَا فِي "الصَّحِيحَينِ" و
"الموَطَّأ" مِمَّا هُوَ عَلَى صُورَةِ بِشْرٍ فَهُوَ
بِالشِّينِ المَنْقُوطَةِ وكَسْرِ البَاءِ (1)، إلا أَرْبَعةً
فإنَّهُم بالسِّينِ المُهْمَلَةِ وضَمِّ الباءِ. وهُمْ: عَبْدُ
اللهِ بنُ بُسْرٍ المازِنيُّ مِنَ الصَّحَابَةِ، وبُسْرُ بنُ
سعيدٍ، وبُسْرُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ الحَضْرميُّ، وبُسْرُ ابنُ
مِحْجَنٍ الدَّيْلِيُّ. وَقَدْ قِيلَ فِي ابنِ مِحْجَنٍ بِشْرٌ
بالشِّينِ المَنْقُوطَةِ حَكَاهُ أَحْمَدُ بنُ صالحٍ
المِصْريُّ عَنْ جماعةٍ من وَلَدِهِ وَرَهْطِهِ (2). وبالأوّلِ
قَالَ مَالكٌ والأكثرُ، واللهُ أعلمُ.
وَجَميعُ مَا فِيْهَا عَلَى صُورةِ بَشيرِ - بالياءِ المثنّاةِ
مِنْ تحتُ قَبْلَ الرَّاءِ، فَهُوَ بالشِّينِ المَنْقوطةِ
والبَاءِ الموَحَّدةِ المفْتُوحةِ - إلاَّ أربعةً. فاثْنانِ
مِنْهُمْ بِضمِّ الباءِ وفَتْحِ الشَّينِ المعجمةِ وهما:
بُشَيْرُ بنُ كَعْبٍ العَدَوِيُّ، وبُشَيْرُ بنُ يَسارٍ.
والثالثُ يُسَيْرُ بنُ عَمْرٍو وَهُوَ بالسِّينِ المُهْمَلَةِ،
وأوّلُهُ ياءٌ مُثْناةٌ من تَحْتُ مضمومةٌ، ويُقَالُ فِيهِ
أَيْضَاً: أُسَيرٌ. والرابعُ قَطَنُ بنُ نُسَيْرٍ وَهُوَ
بالنُّونِ المَضْمُومةِ والسِّينِ المُهْمَلَةِ، واللهُ أعلمُ.
كُلُّ مَا فِيْهَا (3) عَلَى صُورةِ يَزِيدَ فَهُوَ بالزَّاي
واليَاءِ المُثنّاة مِن تحتُ؛ إلاّ ثلاثةً: أَحَدُها بُرَيِدُ
بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أبي بُرْدَةَ فإنّهُ بِضمِّ الباءِ
الموحَّدةِ وبالرّاءِ المُهْمَلَةِ، وَالثّاني مُحَمَّدُ بنُ
عَرْعَرَةَ بنُ البِرِنْدِ فإنَّهُ بالباءِ الموَحَدةِ والراءِ
المُهْمَلَةِ المكْسوْرَتَينِ وَبَعْدَها نونٌ ساكِنَةٌ. وَفِي
كِتَابِ " عُمْدةِ المُحدِّثينَ " (4) وغيرِهِ أنَّهُ بِفَتحِ
الباءِ والراءِ والأوّلُ أَشْهَرُ، وَلَمْ يَذْكُرِ
__________
(1) انظر: التقييد 391.
(2) وقال ابن عبد البرِّ: إن عبد الله بن جعفر والِد عليِّ بن
المديني روى حديثه عن زيد بن أسلم فقال: ((بشر)) بالمعجمة،
وقال الطحاوي: سمعت إبراهيم البرُلسي، يقول: سمعت أحمد بن صالح
بجامع مصر يقول: سمعت جماعة من ولده ومن رهطه فما اختلف اثنان
أنه بشر، كما قال الثوري - يعني: بالمعجمة - وقال الحافظ ابن
حبان في ثقاته 4/ 79: ((ومن قال بشر فقد وهم)).
وقال الإمام أحمد في مسنده 4/ 338: حدثنا وكيع، قال: حدثنا
سفيان - هو الثوري - عن زيد بن أسلم، عن بشر أو بسر، عن أبيه،
فذكر حديثه فيحتمل أن يكون الشك فيه من وكيع. وقال ابن أبي
حاتم في الجرح 2/ 423: ((ويقال بشر، وبسر أصح، برفع الباء
والسين)). ومع أن الإمام الذهبي ذكره في الميزان 1/ 309،
والكاشف 1/ 266 (563) باسم بُسُر بالمهملة؛ لكنه قال في تاريخ
الإسلام 3/ 345: ((والأصح أنه بشر بالكسر وشين معجمة، وقال
مالك وغيره: بالضم والإهمال)). انظر: تهذيب الكمال 4/ 77
والتعليق عليه.
(3) انظر: التقييد: 392.
(4) هو كتابٌ للحافظ عبد الغني بن عبد الواحد الجماعيلي
المقدسي المتوفي سنة (600 هـ). انظر كشف الظنون 2/ 1171.
(1/455)
ابنُ مَاكُوْلاَ غيرَهُ. والثَّالثُ
عَلِيُّ بنُ هَاشِمِ بنِ البَرِيدِ فإنَّهُ بِفَتْحِ الباءِ
الموَحَّدةِ والرَّاءِ المُهْمَلَةِ المكْسورةِ والياءِ
المثنّاةِ من تحتُ، واللهُ أعلمُ.
كُلُّ مَا يأتي فِيْهَا مِنَ البَرَاءِ فَهُوَ بتَخْفيفِ
الرّاءِ إلاَّ أبا مَعْشَرٍ البَرَّاءَ، وأبا العاليةِ
البَرَّاءَ فإنَّهُما بِتَشْديد الرّاءِ. والبَرَّاءُ الَّذي
يَبْرِي العُودَ (1)، واللهُ أعلمُ.
لَيْسَ فِي " الصَّحِيْحَينِ " و " المُوَطِّأ " جَارِيةُ -
بالجِيمِ - إلاّ جَارِيةَ (2) بنَ قُدامَةَ، ويَزِيدَ بنَ
جَاريةَ. ومَنْ عَداهُما فَهُوَ حَارِثَةُ بالحاء والثاءِ،
واللهُ أعلمُ.
لَيْسَ فِيْهَا حَرِيزٌ بالحاءِ فِي أوَّلِهِ والزّاي فِي
آخرِهِ، إلاّ حَرِيزَ بنَ عُثْمَانَ الرَّحَبيَّ (3)
الحِمْصيَّ، وأبو حَرِيزٍ عَبْدُ اللهِ بنُ الحُسَينِ القَاضِي
الرَّاوِي عَنْ عِكْرِمةَ وغَيرِهِ ومَنْ عَدَاهُما جَرِيرٌ
بالجيمِ. وَرُبَّما اشتَبهَا بِحُدَيْرٍ بالدَّالِ وَهُوَ
فِيْهَا والدُ عِمْرَانَ بنِ حُدَيْرٍ وَوَالِدُ زَيْدٍ
وزِيَادٍ ابني حُدَيْرٍ، واللهُ أعلمُ.
لَيْسَ فِيْهَا حِرَاشٌ بالحاءِ المُهْمَلَةِ إلاّ والدَ
رِبْعيِّ بنِ حِرَاشٍ (4) وَمَنْ بَقِيَ مِمَّن اسمُهُ عَلَى
هذِهِ الصُّورةِ فَهُوَ خِرَاشٌ بالخاءِ المُعْجَمَةِ، واللهُ
أعلمُ.
لَيْسَ فِيْهَا حَصِينٌ بِفَتْحِ الحَاءِ إلاّ فِي أَبِي
حَصِينٍ عُثْمَانَ بنِ عَاصِمٍ الأَسديِّ وَمَنْ عَدَاهُ
حُصَيْنٌ بِضَمِّ الحاء وَجَميعُهُ بالصَّادِ المُهْمَلَةِ
إلاّ حُضَيْنَ بنَ المُنْذِرِ أبا سَاسَانَ فإنَّهُ بالضَّادِ
المُعْجَمَةِ (5)، واللهُ أعلمُ.
كُلُّ مَا فِيْهَا مِنْ حَازِمٍ، وأبي حَازِمٍ فَهُوَ بالحاءِ
المُهْمَلَةِ إلاّ مُحَمَّدَ بنَ خَازِمٍ أبا مُعاوِيةَ
الضَّرِيرَ (6) فإنَّهُ بخاءٍ مُعْجَمَةٍ، واللهُ أعلمُ.
__________
(1) انظر: اللسان 14/ 70.
(2) انظر: التقييد والإيضاح 393، وشرح التبصرة والتذكرة 3/
156.
(3) بفتح الراء والحاء المهملة بعدها موحدة. التقريب (1184).
(4) بعد هذا في (ج): ((جد عبد الله حنظلة بن حراس)).
(5) قال المزي في تهذيب الكمال 6/ 557: ((ولا أعرف من يسمّى
حضيناً بالضاد غيره وغير من ينسب إليه من ولده)).
(6) انظر: محاسن الاصطلاح 541.
(1/456)
الذي فِيْهَا مِن حَبَّانَ بالحَاءِ (1)
المفْتُوحَةِ والباءِ الموحَّدةِ المشدَّدةِ: حَبَّانُ بنُ
مُنْقَذٍ والدُ واسِعِ بنِ حَبَّانَ، وَجَدُّ مُحَمَّدِ بنِ
يَحْيَى بنِ حَبَّانَ، وَجَدُّ حَبَّانَ بنِ وَاسِعِ بنِ
حَبَّانَ. وحَبَّانُ بنُ هِلاَلٍ مَنْسُوباً وغَيْرَ مَنْسُوبٍ
عَنْ شُعْبَةَ، وعَنْ وُهَيْبٍ، وعنْ هَمَّامِ بنِ يَحْيَى،
وعنْ أبانَ بنِ يزيدَ، وَعَنْ سُليمانَ بنِ المُغيرةِ، وعَنْ
أبي عَوَانَةَ. والذي فِيْهَا مِنْ حِبَّانَ بِكَسْرِ الحاءِ
حِبَّانُ بنُ عَطِيَّةَ، وحِبَّانُ بنُ مُوسى وَهُوَ حِبَّانُ
غَيْرُ منسوبٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ؛ هُوَ ابنُ المبَارَكٍ، وابنُ
العَرِقَةِ اسمُهُ أَيْضَاً: حِبَّانُ، ومن عَدَا هؤلاءِ
فَهُوَ حَيَّانُ باليَاءِ المثنّاةِ مِنْ تحتُ، واللهُ أعلمُ.
الَّذي فِي هَذِهِ الكُتُبِ مِنْ خُبَيْبٍ (2) بالخَاءِ
المُعْجَمَةِ المضْمُومَةِ خبَيْبُ بنُ عَدِيٍّ، وخُبَيْبٍ بنُ
عَبْدِ الرَّحمانِ بنِ خُبَيْبِ بنِ يَسَافَ وَهُوَ خُبَيْبٌ
غَيْرُ مَنْسوبٍ عَنْ حَفْصِ بنِ عاصمٍ وعَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ
مُحَمَّدِ بنِ مَعْنٍ (3)، وأبو خُبَيْبٍ عَبْدُ اللهِ بنُ
الزُّبَيْرِ، وَمَن عدَاهُم فبالحاءِ المُهْمَلَةِ، واللهُ
أعلمُ.
لَيْسَ فِيْهَا حُكَيْمٌ بالضَّمِّ إلاّ حُكَيْمُ بنُ عَبْدِ
اللهِ، ورُزَيْقٌ (4) بنُ حُكَيْمٍ، واللهُ أعلمُ.
كُلُّ مَا فِيْهَا مِنْ رَبَاحٍ فَهُوَ بالباءِ الموَحَّدةِ
إلاّ زيادَ بنَ رياحٍ (5) وَهُوَ أَبُو قَيْسٍ، الرَّاوِي عَنْ
أبِي هُرَيْرَةَ فِي أشْراطِ السّاعةِ (6) ومُفَارَقَةِ (7)
الجَماعةِ فإنَّهُ بالياءِ المثنّاةِ من تحتُ (8) عِنْدَ
الأَكْثَرِيْنَ (9). وَقَدْ حَكَى البُخَارِيُّ فِيهِ
الوَجْهَيْنِ بالباءِ والياءِ (10)، واللهُ أعلمُ.
__________
(1) في (ب): ((بالحاء المهملة المفتوحة)).
(2) عبارة: ((من خبيب)) سقطت من (م).
(3) في (م): ((معين)).
(4) رزيق -بالتصغير-، ابن حكيم، كذلك، ويقال فيه: بتقديم
الزاي، وفي أبيه بالتكبير. التقريب (1935).
(5) راجع التقييد 394.
(6) صحيح مسلم 8/ 202 (2947).
(7) صحيح مسلم 6/ 21 (1848).
(8) في (ع): ((تحث)) بالثاء.
(9) انظر: المحاسن 544.
(10) الذي ذكره البخاريّ في تاريخه الكبير 3/ 351 (1190)
بالباء الموحدة فقط، لكن نقل الإمام النّوويّ في شرح صحيح مسلم
4/ 515 فقال: وقاله البخاريّ: بالمثناة والموحدة، وقاله
الجماهير: بالمثناة لا غير)).
(1/457)
زُبَيْدٌ وزُيَيْدٌ (1): لَيْسَ فِي "
الصَّحِيحَينِ " إلاّ زُبيدٌ بالبَاءِ الموحَّدَةِ وَهُوَ
زُبَيدُ بنُ الحارثِ الياميُّ. وليسَ فِي " المُوطَّأ " مِن
ذَلِكَ إلا زُيَيْدٌ بياءيْنِ مثَنَّاتَيْنِ مِن تحتُ وَهُوَ
زُيَيْدُ بنُ الصَّلْتِ (2) يُكْسَرُ (3) أَوَّلُهُ ويُضمُّ،
واللهُ أعلمُ.
فِيْهَا: سَلِيمٌ بفَتْحِ السِّينِ واحدٌ وَهُوَ سَليمُ بنُ
حَيّانَ ومَنْ عَداهُ فِيْهَا فَهُوَ سُلَيمٌ بالضَّمِّ،
واللهُ أعلمُ.
وَفِيْهَا سَلْمُ بنُ زَرِيرٍ (4)، وسَلْمُ بنُ قُتَيْبَةَ،
وَسَلْمُ بنُ أَبِي الذَّيَّالِ (5)، وسَلْمُ بنُ
عَبْدِ الرَّحمانِ، هَؤُلاَءِ الأَرْبَعةُ بإسكانِ الّلامِ.
ومَنْ عَداهُم سالمٌ بالأَلِفِ، واللهُ أعلمُ.
وَفِيْهَا سُرَيْجُ بنُ يونُسَ، وسُرَيْجُ بنُ النُّعمانِ،
وأحمدُ بنُ أَبِي سُرَيجٍ، هَؤُلاَء الثلاثةُ بالجيمِ
والسِّينِ المُهْمَلَةِ، ومَنْ عَداهُم فِيْهَا فَهُوَ
بالشِّينِ المنْقُوطَةِ والحاءِ المُهْمَلَةِ واللهُ أعلمُ.
وَفِيْهَا سَلْمانُ (6) الفارِسيُّ، وسَلْمانُ بنُ عامرٍ،
وسَلْمانُ الأغرُّ، وعبدُ (7) الرحمانِ ابنُ سَلْمانَ، ومَنْ
عَدا هَؤُلاَءِ الأربعةِ سُلَيْمانُ بالياءِ (8). وأبو حَازِمٍ
(9) الأشجعيُّ - الرَّاوِي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -، وأبو
رَجَاءٍ مَوْلَى (10) أَبِي قِلاَبةَ كُلُّ واحدٍ مِنْهُمَا
اسمُهُ سَلمانُ بغيرِ ياءٍ لكنْ ذُكِرَا بالكُنْيةِ، واللهُ
أعلمُ.
__________
(1) في (ع) والتقييد: ((زبيد)).
(2) وحديثه في الموطأ (122) رواية الليثي.
(3) في (م) والشذا والتقييد ((بكسر)).
(4) بفتح الزاي وراءين. التقريب (2466).
(5) انظر: التقييد 396.
(6) قال العراقي في شرح التبصرة 3/ 171: ((وذكر ابن الصّلاح
هنا: سلمان وسليمان ولا يشتبهان لزيادة ياء التصغير في الثّاني
فلهذا أسقطته)).
(7) في (ب): ((عبيد)).
(8) يستدرك أيضاً: ((سلمان بن ربيعة الباهلي)) فقد أخرج له
مسلم في صحيحه 3/ 103 (1056) نبه على ذلك العراقي في التقييد
397.
(9) هو سلمان، أبو حازم الأشجعي، الكوفيّ: ثقة، مات على رأس
المئة (التقريب 2479).
(10) هو سلمان، أبو رجاء، مولى أبي قلابة الجرمي، البصري: صدوق
(التقريب 2480).
(1/458)
فِيْهَا سَلِمةُ بكسرِ الّلام عَمْرُو بنُ
سَلِمَةَ الجَرْمِيُّ إمامُ قَوْمِهِ، وَبَنُو سَلِمةَ
القبيلةُ مِنَ الأَنْصَارِ والباقي سَلَمةُ بفتحِ الّلامِ
غَيْرَ أنَّ عَبْدَ الخَالِقِ بنَ سَلِمَةَ فِي " كِتابِ
مُسْلِمٍ " ذُكِرَ فِيهِ الفَتْحُ (1) والكسرُ (2)، واللهُ
أعلمُ.
وَفِيْهَا سِنَانُ بنُ أَبِي سِنَانٍ الدُؤَليُّ (3)، وسِنَانُ
بنُ سَلَمةَ، وسِنَانُ بنُ رَبَيعَةَ أَبُو رَبِيعةَ، وأحمدُ
بنُ سِنَانٍ، وأُمُّ سِنَانٍ، وأبو سِنَانٍ ضِرَارُ بنُ
مُرَّةَ الشَّيبَانيُّ وَمَنْ عَدَا هَؤُلاَءِ السِّتَّةِ
شَيْبَانُ بالشِّينِ المنْقوطَةِ واليَاءِ، واللهُ أعلمُ.
عَبِيدةُ بِفَتْحِ العَيْنِ لَيْسَ فِي الكُتُبِ الثَّلاثَةِ
إلاّ عَبِيدةَ السَّلْمانيَّ (4)، وعَبِيدةَ بنَ حُمَيْدٍ،
وعَبِيدةَ بنَ سُفْيَانَ، وعامرَ بنَ عبِيدةَ الباهليَّ. وَمَن
عَدَا هَؤُلاَءِ الأربعةِ فعُبَيْدةُ بالضَّمِّ، واللهُ أعلمُ.
عُبَيْدٌ بغيرِ هاءِ التَّأنيثِ هُوَ بالضمِّ حَيْثُ (5)
وَقَعَ فِيْهَا. وكَذلِكَ عُبَادةُ بالضَّمِّ حَيْثُ وَقَعَ
إلاّ مُحَمَّدَ بنَ عَبَادَةَ الواسطيَّ (6) منْ شُيوخِ
البُخَارِيِّ فإنَّهُ بِفَتْحِ العَينِ وتَخْفِيفِ البَاءِ،
واللهُ أعلمُ.
عَبْدَةُ هُوَ بإسكانِ الباءِ حيثُ وَقَعَ فِي هذِهِ الكُتُبِ
إلاّ عامِرَ بنَ عَبَدَةَ فِي خُطْبةِ
" كِتَابِ مُسْلِمٍ " (7)، وإلاّ بَجَالةَ بنَ عَبَدَةَ (8)،
عَلَى أنَّ فِيْهِمَا خَلافاً، مِنْهُمْ مَنْ سَكَّنَ الباءَ
مِنْهُمَا أَيْضَاً. وَعِندَ بَعْضِ رُواةِ مُسْلِمٍ عامرُ بنُ
عَبْدٍ، بَلا هَاءٍ، ولا يَصِحُّ (9)،
واللهُ أعلمُ.
__________
(1) انظر: محاسن الاصطلاح: 549.
(2) حكى فيه الوجهين ابن ماكولا في الإكمال 4/ 336، وانظر:
التقريب (3778).
(3) انظر: التقييد 398.
(4) بسكون اللام، ويقال بفتحها. التقريب (4412).
(5) في (ج): ((حيثما)).
(6) هو محمّد بن عبادة البختري الأسدي: ثقة صدوق. انظر:
الإكمال 6/ 27، وتهذيب الكمال6/ 363 (5916)
(7) صحيح مسلم 1/ 9 عقيب (7).
(8) انظر: الإكمال 6/ 29 فقد قيّده بالفتح.
(9) قال العراقي في شرح التبصرة 3/ 175 نقلاً عن القاضي عياض:
((هو وهم)).
(1/459)
عَبَّادٌ هُوَ فِيْهَا بفَتْحِ العَينِ
وتَشْدِيدِ الباءِ إلاَّ قَيْسَ بنَ عُبَادٍ فإنَّهُ بِضَمِّ
العَينِ وتخْفيفِ الباءِ، واللهُ أعلمُ.
لَيْسَ فِيْهَا عُقَيْلٌ بضَمِّ العَيْنِ إلاّ عُقَيْلَ بنَ
خالدٍ، وَيَحْيَى بنَ عُقَيلٍ، وَبنُو عُقَيلٍ للقَبِيلةِ (1).
ومَنْ عَدا هَؤُلاَءِ عَقِيلٌ بِفَتحِ العَينِ، واللهُ أعلمُ.
وليسَ فِيْهَا وَافِدٌ بالفاءِ أَصْلاً وجميعُ مَا فِيْهَا
وَاقِدٌ بالقَافِ، واللهُ أعلمُ.
ومِنَ الأَنْسَابِ ذَكَرَ (2) القاضِي الحافظُ عِياضٌ أنّهُ
لَيْسَ فِي هذِهِ الكتبِ الأُبُلِيُّ بالباءِ الموَحّدةِ أي
المضمومةِ، وَجميعُ مَا فِيْهَا عَلَى هذِهِ الصُّورةِ فإنّما
هُوَ الأيْلِيُّ (3) بالياءِ المَنْقُوْطَةِ باثْنتَينِ من
تَحْتُ.
قُلْتُ: رَوَى مُسْلِمٌ الكَثيرَ عَنْ شَيْبَانَ بنِ فَرُّوخٍ
وَهُوَ أُبُليٌّ (4) بالباءِ الموحّدةِ، لَكِنْ إذَا لَمْ
يَكُنْ فِي شيءٍ منْ ذَلِكَ منسوباً لَمْ يلحقْ عياضاً مِنْهُ
تخطِئةٌ، واللهُ أعلمُ (5).
لا نَعْلَمُ فِي " الصَّحِيْحَيْنِ " البَزَّارَ بالرّاءِ
المُهْمَلَةِ فِي آخرِهِ إلاّ خَلَفَ بنَ هِشَامٍ البَزَّارَ،
والحسَنَ بنَ الصَّبَّاحِ البَزَّارَ (6)، وأمّا مُحَمَّدُ بنُ
الصَّبَّاحِ البَزَّازُ وغيرُهُ فِيهما فَهُوَ بِزَايَيْنِ،
واللهُ أعلمُ.
وَلَيْسَ فِي " الصَّحِيْحَيْنِ " و " المُوَطَّأِ "
النَّصْرِيُّ بالنُّونِ والصَّادِ المُهْمَلَةِ إلاّ ثلاثةً:
مالكُ بنُ أَوْسِ بنُ الحَدَثَانِ النَّصْريُّ، وَعَبدُ
الواحِدِ بنُ عَبْدِ اللهِ النَّصْرِيُّ، وسَالمٌ مَوْلَى
النَّصْرِيِّيْنَ، وسَائِرُ مَا فِيْهَا عَلَى هذِهِ
الصُّورَةِ فَهُوَ بَصْرِيٌّ بالباءِ الموحَّدَةِ، واللهُ
أعلمُ.
__________
(1) في (ج): ((القبيلة)).
(2) انظر: التقييد 400.
(3) الأيلي: نسبة إلى أيلة، وهذه بلدة على ساحل بحر القلزم
(الأحمر حاليا) مما يلي ديار مصر خرج منها جماعة من العلماء
الفضلاء. انظر: مراصد الاطلاع 1/ 138، والأنساب 1/ 246.
(4) هو شيبان بن فروخ بن أبي شيبة الحبطي الأبلي - بضم الهمزة
والموحدة وتشديد اللام، توفّي سنة (235 أو 236 هـ). تقريب
التهذيب (2834).
(5) انظر: محاسن الاصطلاح 548.
(6) استدرك على المصنف ابن الملقن في المقنع 2/ 609 قال:
((قلت: وإلا يحيى بن محمّد بن السكن بن حبيب وبشر بن ثابت
فبالراء أيضاً)). وانظر: شرح التبصرة والتذكرة 3/ 179،
والتقييد والإيضاح: 401.
(1/460)
لَيْسَ فِيْهَا التَّوَّزيُّ بفَتْحِ
التَّاءِ والمُثَنّاةِ مِنْ فَوْقُ والواوِ المُشَدَّدَةِ
المفتوحةِ والزّاي إلاَّ أَبُو يَعْلَى التَّوَّزيُّ مُحَمَّدُ
بنُ الصَّلْتِ فِي كِتَابِ البُخَارِيِّ فِي بَابِ الرِّدَّةِ
(1). وَمنْ عَداهُ فَهُوَ الثَّوْرِيُّ بالثَّاءِ المثلَّثَةِ،
ومِنْهُم: أبو يَعْلَى مُنْذِرُ بنُ يَعْلَى الثَّوْرِيُّ
خَرَّجَا عَنْهُ، واللهُ أعلمُ.
سَعِيدُ الجُرَيْريُّ (2)، وعَبَّاسُ الجُرَيرِيُّ،
والجُرَيرِيُّ غَيْرُ مُسَمًّى عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، هَذَا مَا
فِيْهَا بالجيمِ المَضْمُوْمَةِ. وَفِيْهَا الحَرِيريُّ
بالحاءِ المُهْمَلَةِ يَحْيَى بنُ بِشْرٍ شَيْخُ البُخَارِيِّ
وَمُسْلِمٍ، واللهُ أعلمُ.
[وَفِيْهَا الجَرِيرِيُّ بِفَتحِ الجِيمِ يَحْيَى بنُ أَيُّوبَ
الجَرَيرِيُّ فِي كِتَابِ البُخَارِيِّ مِنْ وُلِدَ جَرِيرِ
بنِ عبدِ اللهِ، واللهُ أعلمُ] (3).
الجَارِيُّ (4) فِيْهَا بالجِيمِ شَخْصٌ واحدٌ وَهُوَ سَعْدٌ
مَنْسوبٌ إلى الجارِ؛ مَرْفأُ (5) السُّفُنِ بِسَاحِلِ
المدينةِ (6) وَمَنْ عَداهُ الحارِثيُّ بالحاءِ والثاءِ،
واللهُ أعلمُ.
الحِزَامِيُّ حَيْثُ وَقَعَ فِيْهَا فَهُوَ بالزَّايِ غَيْرِ
المُهْمَلَةِ (7)، واللهُ أعلمُ.
السَّلَميُّ: إذَا جَاءَ فِي الأَنْصارِ فَهُوَ بِفَتْحِ
السِّينِ نِسْبةً إلى بَنِي سَلِمةَ مِنْهُمْ. وَمنهُم جَابرُ
بنُ عَبْدِ اللهِ وأبو قَتادةَ. ثُمَّ إنَّ أَهْلَ
العَرَبيَّةِ يَفْتَحونَ اللامَ مِنْهُ فِي النَّسَبِ كَمَا
فِي
__________
(1) صحيح البخاريّ 8/ 202 (6803).
(2) انظر: التقييد 401، والمحاسن 549.
(3) ما بين المعكوفتين لم يرد في النسخ، وهو من الشذا و (م)
والتقييد.
(4) الجاري بفتح الجيم والراء المهملة، هذه النسبة إلى الجار،
وهي بليدة على الساحل قرب مدينة
رسول الله. الأنساب 2/ 28.
(5) المرفأ: بفتح الميم -ويضم- وإسكان الراء وفتح الفاء مهموز
مقصور، قال الجوهري: أرفأت السفينة: قرّبتها من الشطّ. قال:
وذلك الموضع مرفأٌ. انظر الصحاح 1/ 53، وتاج العروس 1/ 247،
وشرح التبصرة 3/ 186.
(6) في (م) والشذا زيادة (بجدّة).
(7) انظر: محاسن الاصطلاح: 55، وشرح التبصرة والتذكرة 3/ 185.
(1/461)
النَّمَريِّ والصَّدَفيِّ وبابِهما. وأكثرُ أَهْل الحَدِيْثِ
(1) يقُولُونهُ بكسْرِ اللامِ عَلَى الأَصْلِ وَهُوَ لَحْنٌ
(2)، واللهُ أعلمُ.
لَيْسَ فِي " الصَّحِيْحَيْنِ " و " المُوَطَّأِ "
الهَمَدَانيُّ بالذالِ المَنْقُوْطَةِ (3). وجميعُ مَا فِيْهَا
عَلَى هذِهِ الصُّورةِ فَهُوَ الهَمْدَانيُّ بالدالِ
المُهْمَلَةِ وسُكونِ الميمِ وَقَدْ قَالَ أَبُو نَصْرِ ابنُ
مَاكُوْلاَ: ((الهَمدانيُّ فِي المُتَقدِّمينَ بسِكُونِ
المِيمِ أكثرُ وبِفَتْحِ الميمِ فِي المتأخّرِينَ أكثرُ)) (4)
وَهُوَ كَمَا قَالَ، واللهُ أعلمُ.
هذِهِ جملةٌ لَوْ رَحَلَ الطَّالِبُ فِيْهَا لَكَانَتْ رِحْلةً
رابحةً إنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى. ويحقُّ عَلَى الحَدِيثيِّ
إيداعُها فِي سُويْدَاءِ قلْبِهِ. وَفِي بَعْضها مِنْ خَوْفِ
الانتقاضِ مَا تَقَدَّمَ فِي الأَسْماءِ المُفْرَدةِ وأَنا فِي
بَعْضِها مُقلِّدٌ كِتَابَ القاضِي عياضٍ (5) ومُعْتَصِمٌ
باللهِ فِيهِ وَفِي جَمِيْعِ أمرِي، وَهُوَ سُبْحَانَهُ أعلمُ. |