مقدمة ابن الصلاح معرفة أنواع علوم الحديث ت فحل النَّوْعُ الرَّابِعُ والْخَمْسُوْنَ
مَعْرِفَةُ المُتَّفِقِ والمُفْتَرِقِ (6) مِنَ الأسْمَاءِ
والأَنْسابِ وَنَحوِها
__________
(1) الإكمال 7/ 491، وقال السمعاني في الأنساب 3/ 303: ((هذه
النسبة بفتح السين المهملة وفتح اللام إلى بني سلمة ... وهذه
النسبة عند النحويين، وأصحاب الحديث يكسرون اللام على غير قياس
النحويين)). وبنحوه في اللباب 2/ 129.
(2) ولكن ذكر النوويّ في الإرشاد 2/ 728 أنها لغة قليلة، ونصه
في التقريب 185: ((إنه يجوز
في لُغَية)) وفي الأنساب 3/ 303: ((وهذه النسبة وردت على خلاف
القياس كما في سفرة سفري، وكما في نمرة نمري، وهذه النسبة عند
النحويين، وأصحاب الحديث يكسرون اللام على غير قياس النحويين))
انظر: شرح المفصل 5/ 145، وأوضح المسالك: 292، والمقرب: 413.
(3) انظر: المحاسن 551.
(4) الإكمال 7/ 419.
(5) يعني به مشارق الأنوار على صحاح الآثار، وهو مطبوع متداول.
(6) انظر في ذلك:
الإرشاد 2/ 730 - 743، والتقريب: 185 - 188، والاقتراح: 314 -
315، والمنهل الروي 127 - 129، واختصار علوم الحديث: 227 -
229، والشذا الفياح 2/ 662 - 682، والمقنع 2/ 614 - 621، وشرح
التبصرة 3/ 190، ونزهة النظر: 175 - 176، وطبعة عتر: 68، وفتح
المغيث 3/ 245 - 258، وتدريب الراوي 2/ 316 - 329، وفتح الباقي
3/ 200، وتوضيح الأفكار 2/ 488 - 493، وظفر الأماني: 89 - 98.
(1/462)
هَذَا النَّوعُ مُتَّفِقٌ لَفْظاً وَخَطّاً
بِخِلافِ النَّوعِ الذي قَبْلَهُ، فإنَّ فِيهِ الاتِّفاقَ فِي
صُورَةِ الخطِّ مَعَ الافْتِراقِ فِي اللَّفْظِ. وهذا مِن
قَبِيلِ مَا يُسَمَّى فِي أُصُولِ الفِقْهِ: المُشْتَركُ.
وزَلَقَ بِسَبَبِهِ غَيْرُ واحِدٍ مِنَ الأكابرِ وَلَمْ يَزَلِ
الاشْتراكُ مِنْ مَظانِّ الغَلَطِ فِي كُلِّ علمٍ. ولِلخَطِيبِ
فِيهِ كتابُ " المتَّفِقِ والمُفْتَرِقِ " وَهُوَ مَعَ أنّهُ
(1) كتابٌ حَفِيلٌ غَيْرُ مُستوفٍ لِلأقْسامِ التي أذكرُها إنْ
شاءَ اللهُ تَعَالَى.
فأحدُها: المُفْتَرِقُ مِمَّنْ اتَّفَقَتْ أَسْماؤُهم
وأَسْماءُ آبائِهِم.
مثالُهُ: الخَليلُ بنُ أَحْمَدَ (2): سِتَّةٌ، وفاتَ الخطيبَ
مِنْهُمْ الأربعةُ الأخيرةُ. فأوّلُهم: النَّحْوِيُّ
البَصْرِيُّ - صاحبُ العَرُوضِ - حَدَّثَ عَنْ عاصمٍ الأَحْولِ
وغيرِهِ. قَالَ أَبُو العَبَّاسِ المُبَرِّدُ: ((فَتِّشَ
المُفتِشُونَ فَما وَجَدُوا (3) بعدَ نَبيِّنا - صلى الله عليه
وسلم - مَنْ اسمُهُ أَحْمَدُ، قَبْلَ أبي الخَليلِ بنِ
أَحْمَدَ)). وَذكرَ التَارِيخيُّ (4) أَبُو بكرٍ أنّهُ لَمْ
يَزلْ يَسْمعُ النَّسَّابِينَ والأخْبَارِيِّيْنَ يقولونَ:
إنَّهُم لَمْ يَعْرِفوا غَيرَهُ. واعتُرِضَ عَلَيْهِ بأبي
السَّفَرِ سعيدِ بنِ أَحْمَدَ احتجاجاً بقولِ يَحْيَى بنِ
مَعِينٍ فِي اسمِ أبيهِ فإنّهُ أَقْدمُ. وأجابَ بأنَّ أكثرَ
أَهْلِ العلمِ إنَّما قَالوا فِيهِ سَعيدُ بنُ يُحْمِدَ (5)،
واللهُ أعلمُ.
والثاني: أَبُو بِشْرٍ المُزَنيُّ بَصْرِيٌّ أَيْضَاً حَدَّثَ
عَنِ المُسْتَنِيرِ بنِ أخْضَرَ عَنْ مُعَاويةَ بنِ قُرَّةَ.
رَوَى عَنْهُ العَبَّاسُ العَنْبَرِيُّ وجَمَاعةٌ.
والثالثُ (6): أصبهانيٌّ رَوَى عَنْ رَوْحِ بنِ عُبَادةَ
وغيرِهِ.
__________
(1) في (ب): ((مع كونه)).
(2) انظر: التقييد: 406.
(3) في (ع) والتقييد والشذا و (ج) و (م): ((وجد)).
(4) بفتح التاء وكسر الراء، هذه النسبة إلى التاريخ. انظر
الأنساب 1/ 465.
(5) قال ابن الملقن في المقنع 2/ 615: ((يعترض بـ أحمد بن حفص
بن المغيرة الصحابي عَلَى
أحد الأقوال في اسمه، وأما أحمد بن عجيان الصّحابيّ فهو
بالجيم، ومن ادعى أنه بالحاء فقد صحفه)). وانظر: محاسن
الاصطلاح 553، والإصابة 1/ 22 و 4/ 139.
(6) قال العراقي في شرح التبصرة 3/ 194: ((وقد أسقطت من الستة
الذين ذكرهم ابن الصّلاح واحداً، وهو الخليل بن أحمد،
أصبهانيٌّ يروي عن روح بن عبادة؛ لأنَّهُ وهم فِيْهِ، وإنما
هُوَ الخليل بن محمّد، ووهم فِيْهِ قبله ابن الجوزي، وأبو
الفضل الهروي، فإنه عده فيمن اسمه الخليل ابن أَحْمَد، وَهُوَ
في تاريخ أصبهان لأبي نُعَيْم عَلَى الصّواب: الخليل بن محمّد
أبو العباس العجلي))، وانظر: تاريخ أصبهان 1/ 307 - 308.
(1/463)
والرابعُ: أَبُو سَعيدٍ السِّجْزِيُّ
الْقَاضِي الفقيهُ الحَنَفيُّ المشهورُ بِخُراسانَ حَدَّثَ
عَنِ ابنِ خُزَيمةَ، وابنِ صاعِدٍ (1)، والبَغَويِّ، وَغَيرهِم
مِنَ الحُفَّاظِ المُسْنِدينَ.
والخامسُ: أَبُو سَعيدٍ البُسْتِيُّ القَاضِي المُهَلَّبيُّ
فاضِلٌ رَوَى عَنِ الخليلِ السِّجْزيِّ المذكورِ وحَدَّثَ عنْ
أَحْمَدَ بنِ المُظَفَّرِ البَكْرِيِّ عَنِ ابنِ أبي خَيثمةَ
بـ " تاريخهِ " وعَنْ غَيرِهما، حَدَّثَ عَنْهُ البَيْهَقِيُّ
الحافظُ.
والسادسُ: أَبُو سعيدٍ البُسْتيُّ أَيْضَاً الشَّافِعيُّ فاضلٌ
مُتَصِّرفٌ فِي عُلومٍ. دَخَلَ الأندلسَ، وَحَدَّثَ، وُلِدَ
سنةَ ستِّينَ وثلاثِ مئةٍ. رَوَى عَنْ أبِي حامدٍ
الإسفرايينيِّ وغيرِهِ. وَحَدَّثَ عَنْهُ أَبُو العَبَّاسِ
العُذريُّ وغيرُهُ، واللهُ أعلمُ.
القِسمُ الثَّانِي: المُفْتَرِقُ مِمَّنْ اتَّفَقتْ أسماؤهم
وأَسماءُ آبائِهم وأجدادِهم أَو أكثرُ مِنْ ذَلِكَ.
ومِنْ أمثلتِهِ: أَحْمَدُ بنُ جَعْفَرِ بنِ حَمْدَانَ
أَرْبَعَةٌ كُلُّهم فِي عَصْرٍ واحدٍ.
أحَدُهُمُ: القَطِيعيُّ (2) البغداديُّ أَبُو بَكْرٍ الرَّاوِي
عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ.
الثَّانِي: السَّقَطيُّ (3) البَصْريُّ أَبُو بَكْرٍ يَرْوِي
أَيْضَاً عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ ولكنّهُ (4) عَبْدُ
اللهِ ابنُ أَحْمَدَ بنِ إِبْرَاهِيمُ الدَّوْرَقيُّ.
الثَّالِثُ: دِيْنَوَرِيٌّ رَوَى عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ
مُحَمَّدِ بنِ سِنَانٍ عَنْ مُحَمَّدِ بنِ كَثِيْرٍ صاحبِ
سُفيانَ الثوريِّ. والرابعُ: طَرَسُوسيٌّ رَوَى عَنْ عَبْدِ
اللهِ بنِ جابرٍ الطَّرَسُوسيِّ " تأريخَ مُحَمَّدِ بنِ عِيسى
الطَّبَّاعِ ".
مُحَمَّدُ بنُ يعقوبَ بنِ يوسفَ النَّيْسَابُوْرِيُّ اثْنَانِ
كِلاهما فِي عَصْرٍ واحدٍ وكلاهما يَرْوِي عَنْهُ الحَاكِمُ
أَبُو عَبْدِ اللهِ وغيرُهُ. فأحدُهما: هُوَ المعروفُ بأبي
العَبَّاسِ الأصَمِّ. والثاني: هُوَ أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ
الأَخْرَمِ الشَّيْبانيُّ ويُعْرَفُ بالحافظِ دُوْنَ
الأَوَّلِ، واللهُ أعلمُ.
__________
(1) هو يحيى بن محمّد بن صاعد، أبو محمّد مولى أبي جعفر
المنصور، كان أحد حفّاظ الحديث، وهو عالم بالعلل والرجال توفّي
سنة (318 هـ). انظر: تاريخ بغداد 14/ 231، والسير 14/ 501.
(2) بفتح القاف وكسر الطاء المهملة وسكون الياء. انظر: الأنساب
4/ 507.
(3) بفتح السين المهملة وفتح القاف وكسر الطاء المهملة. انظر:
الأنساب 3/ 286.
(4) في (م): ((ولكن)).
(1/464)
القِسْمُ الثَّالِثُ: مَا اتَّفَقَ مِنْ
ذَلِكَ فِي الكُنيةِ والنِّسْبَةِ معاً.
مثالُهُ: أَبُو عِمْرَانَ الجَوْنِيُّ اثنانِ؛ أحدُهما:
التَّابِعيُّ عَبْدُ الملكِ بنُ حَبِيبٍ. والثاني: اسمُهُ موسى
بنُ سَهْلٍ بَصْريٌّ سَكَنَ بغدادَ رَوَى عَنْ هِشَامِ بنِ
عَمَّارٍ وغيرِهِ رَوَى عَنْهُ
دَعْلَجُ بنُ أَحْمَدَ وغيرُهُ.
وَمِمّا يُقارِبهُ (1) أَبُو بَكْرِ بنُ عَيَّاشٍ ثلاثةٌ:
أَوَّلُهم: القارِئُ المحدِّثُ وَقَدْ سَبَقَ ذِكْرُ الخِلافِ
فِي اسمِهِ. والثاني: أَبُو بَكْرِ بنُ عَيَّاشٍ الحِمْصيُّ
الَّذِي حَدَّثَ عَنْهُ جَعْفَرُ بنُ
عَبْدِ الواحدِ الهاشميُّ وَهُوَ مجهولٌ، وجعفرٌ غَيْرُ ثِقَةٍ
(2). والثالثُ: أَبُو بكرِ بنُ عَيَّاشٍ السُّلَمِيُّ
البَاجُدَّائيُّ (3) صاحبُ كِتَابِ " غَرِيبِ الحَدِيْثِ " (4)
واسمُهُ حُسَيْنُ بنُ عيّاشٍ ماتَ سنة أربعٍ ومئتينِ
بِباجُدَّا رَوَى عَنْهُ عَلِيُّ ابنُ جَميلٍ الرَّقِّيُّ
وغيرُهُ (5)، واللهُ أعلمُ.
القِسْمُ الرابعُ: عَكْسُ هَذَا (6).
__________
(1) انظر: المحاسن: 556.
(2) المتفق والمفترق ل 178 / ب.
(3) قال صاحب الأنساب 1/ 255: ((بفتح الباء الموحدة والجيم
وبينهما الألف والدال المشددة المهملة، هذه النسبة إلى باجدا،
وهي قرية من نواحي بغداد)) ومثله في معجم البلدان 1/ 313،
واللباب 1/ 102 ومراصد الاطلاع 1/ 147. وقال في التقريب (1339)
بموحدة وجيم مضمومة ودال ثقيلة وبعد
الألف همزة)) وكذا في الخلاصة 84، ومثل هذا الضّبط في النسخ
الخطية و (ع) والشذا وتهذيب الكمال ولكنه ضبط قلم، والمثبت
منها. وانظر: التعليق على تهذيب الكمال 2/ 198، والباعث الحثيث
2/ 630.
(4) ذكره الخطيب في كتابه المتفق والمفترق 178/ب، والمزي في
تهذيب الكمال 2/ 198، وابن حجر في تهذيب التهذيب 2/ 362،
والذهبي في الكاشف 1/ 334، وصاحب معجم المؤلفين 4/ 40 وغيرهم
ولابد من الإشارة إلى أنّ هذا المؤلّف وكتابه لم يذكرهم ابن
الأثير في مقدمة نهايته مع أنه ذكر أوائل من صنف في هذا الفن،
وكذلك لم يذكرهما محققا النهاية مع أنه من المتقدمين.
(5) ترجمته في تهذيب الكمال 2/ 198 (1311)، والميزان 4/ 503
(10017).
(6) انظر: المحاسن: 556، والتقييد: 409.
(1/465)
ومثالُهُ: صَالحُ بنُ أبِي صالحٍ أربعةٌ
(1). أحدُهم: مَوْلَى التَّوأَمَةِ (2) بنتِ أميّةَ بنِ
خَلَفٍ. والثاني: أبوهُ (3) أبو صالحٍ السَّمَّانُ ذَكْوَانُ
الرَّاوِي عَنْ أبي هُرَيْرَةَ. والثالثُ: صالحُ بنُ أبي صالحٍ
السَّدُوسيُّ (4) رَوَى عَنْ عَلِيٍّ وعَائشةَ، رَوَى عَنْهُ
خَلاّدُ بنُ عَمْرٍو. والرابعُ: صالحُ بنُ أبي صالحٍ (5)
مَوْلَى عَمْرِو بنِ حُرَيْثٍ، رَوَى عَنْ أبي هُرَيْرَةَ،
رَوَى عَنْهُ أَبُو بَكْرِ بنُ عَيَّاشٍ (6)، واللهُ أعلمُ.
القسمُ الخامسُ: المُفْتَرِقُ مِمّنْ اتفقتْ أسماؤُهم وأسماءُ
آبائِهم ونسبتُهم.
مثالُهُ: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الأنصاريُّ (7) اثنانِ
مُتَقارِبانِ فِي الطّبقةِ. أحدُهما: هُوَ الأنْصاريُّ
المشهورُ الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللهِ الذي (8) رَوَى عَنْهُ
البُخَارِيُّ والناسُ. والثاني: كنيتُهُ أَبُو سَلَمةَ (9)
ضعيفُ الحديثِ، واللهُ أعلمُ.
__________
(1) قال العراقي في شرح التبصرة 3/ 201: ((ولم يذكر الخطيب في
كتابه إلا الثلاثة الأولين))، وانظر: المتفق والمفترق 19 - 20
(أ) و (ب).
(2) قال الخطيب في المتفق والمفترق 20 / أ: ((يقال: إنّ
التوأمة كانت ولدت معها أخت لها في بطن، فسميت تلك باسم، وسميت
هذه التوأمة)).
(3) عبارة التقريب للنووي 187 أوضح مما هنا إذ قال: ((والذي
أبوه أبو صالح السمان)) يعني: صالح بن أبي صالح السمان، وأبو
صالح اسمه: ذكوان، وهو والد صالح، والمقصود بالكلام الابن كما
هو واضح. انظر: المتفق والمفترق 20 / أ، وتهذيب الكمال 3/ 429.
(4) انظر مصادر ترجمته: التاريخ الكبير 4/ 283 (2824)، والثقات
4/ 377.
(5) وقد ضعفه يحيى بن معين، وجهله النّسائيّ. تاريخ يحيى بن
معين (رواية الدارمي) 1/ 134 (436).
(6) وقد استدرك الحافظ العراقي في شرح التبصرة 3/ 203 فقال:
((ومما لم يذكراه صالح بن أبي صالح الأسدي، روى عن الشّعبيّ،
روى عنه زكريا بن أبي زائدة)) وعلل الحافظ عدم ذكره من ابن
الصّلاح بقوله: ((وإنما لم يذكراه؛ لكونه متأخر الطبقة عن
الأربعة المذكورين)).
(7) انظر: التقييد: 406.
(8) هو القاضي أبو عبد الله محمّد بن عبد الله بن المثنى بن
عبد الله بن أنس بن مالك الأنصاري، شيخ البخاريّ توفّي سنة 215
هـ. تاريخ بغداد 5/ 408، والسير 9/ 532.
(9) هو محمّد بن عبد الله بن زياد الأنصاري، أبو سلمة، أحد
الضعفاء لا يحتج بحديثه. انظر: المجروحين 2/ 266، والضعفاء
للعقيلي 4/ 96، وتهذيب الكمال 6/ 370 (5936).
(1/466)
القِسْمُ السَّادِسُ: مَا وَقَعَ فِيهِ
الاشتراكُ فِي الاسمِ خاصّةً أَوْ الكُنيةِ خاصّةً وأشكَلَ
مَعَ ذَلِكَ لكونِهِ لَمْ يُذْكَرُ بغيرِ ذَلِكَ.
مِثالُهُ: مَا رُوِّيناهُ عنِ ابنِ خَلاَّدٍ القاضِي الحافظِ
قَالَ: ((إذَا قَالَ عارِمٌ ((حَدَّثَنَا حَمَّادٌ)) فَهُوَ
حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ، وكذلكَ سُليمانُ بنُ حَرْبٍ. وإذا قَالَ
التَّبُوذَكيُّ (1) ((حَدَّثَنَا حمادٌ)) فَهُوَ حَمَّادُ بنُ
سَلَمَةَ (2)، وكذلكِ الحَجَّاجُ بنُ مِنْهالٍ. وإذا قَالَ
عَفّانُ ((حَدَّثَنَا حَمَّادٌ)) أمكَنَ أنْ يكونَ أحَدَهُما))
(3). ثُمَّ وَجَدْتُ عَنْ محمدِ بنِ يَحْيَى الذُّهْليِّ عَنْ
عَفَّانَ قَالَ: إذَا قُلْتُ لكم ((حَدَّثَنَا حَمَّادٌ))
وَلَمْ أَنْسُبْهُ فَهُوَ ابنُ سَلَمَةَ. وَذَكَرَ مُحَمَّدُ
بنُ يَحْيَى فيمَنْ سِوى التَّبُوذَكيِّ مَا ذَكَرَهُ ابنُ
خَلاَّدٍ.
ومِنْ ذَلِكَ مَا رُوِّيناهُ عَنْ سَلَمَةَ بنِ سُليمانَ (4)
أنّه حَدَّثَ يوماً فَقَالَ: ((أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ))
فقِيلَ لَهُ: ابنُ مَنْ؟ فَقَالَ: يا سُبْحانَ اللهِ! أمَا
تَرْضَوْنَ فِي كلِّ حَدِيثٍ حَتَّى أقولَ: ((حَدَّثَنَا
عَبْدُ اللهِ بنُ المباركِ أَبُو عَبْدِ الرحمانِ الحَنْظَليُّ
الَّذِي مَنْزِلُهُ فِي سِكّةِ صُغْدٍ)). ثُمَّ قَالَ
سَلَمَةُ: إذَا قِيلَ بمكَّةَ: ((عَبْدُ اللهِ)) فَهُوَ ابنُ
الزُّبَيْرِ. وإذا قِيلَ بالمدينةِ: ((عَبْدُ اللهِ)) فَهُوَ
ابنُ عُمَرَ. وإذا قِيلَ بالكُوفةِ: ((عَبْدُ اللهِ)) فَهُوَ
عَبْدُ اللهِ بنُ مَسْعُودٍ. وإذا قِيلَ بالبَصْرَةِ: ((عَبْدُ
اللهِ)) فَهُوَ ابنُ عَبَّاسٍ. وإذا قِيلَ بخُراسانَ ((عبدُ
اللهِ)) فَهُوَ ابنُ المُباركِ. وَقَالَ الحافظُ أَبُو يَعْلَى
الخليليُّ القَزْوِينيُّ: ((إذَا قَالَ المِصْريُّ: ((عَنْ
عَبْدِ اللهِ)) ولا يَنسُبُهُ فَهُوَ ابنُ عَمْرٍو يَعْنِي
ابنَ العاصِ (5)، وإذا قَالَ المَكِّيُّ: ((عَنْ عَبْدِ
اللهِ)) ولا يَنْسبُهُ فَهُوَ ابنُ عَبَّاسٍ)) (6).
__________
(1) بفتح التاء المعجمة بنقطتين من فوق، وضم الباء المنقوطة
بواحدة والذال المعجمة المفتوحة بعد الواو، والتبوذكي أي: بياع
السماد، وهذه النسبة إلى بيع السماد. وقيل: التبوذكي هو الذي
يبيع ما في بطون الدجاج والطيور من الكبد والقلب والقانصة))
الأنساب 1/ 470.
(2) انظر: التقييد 410، وراجع تهذيب الكمال 2/ 281، والسير 7/
464.
(3) المحدث الفاصل 284.
(4) أورده الخطيب بسنده في الجامع 2/ 73 (1219).
(5) في (ج): ((العاصي)).
(6) الإرشاد 1/ 440، وراجع التقييد والإيضاح: 413.
(1/467)
وَمِنْ ذَلِكَ أَبُو حَمْزَةَ بالحاءِ
والزّاي عَنْ ابنِ عَبَّاسٍ إذَا أطلقَ. وَذَكَرَ (1) بَعْضُ
الحُفَّاظِ أنَّ شُعْبَةَ رَوَى عَنْ سبعةٍ كُلُّهُم أَبُو
حمزةَ عَنْ ابنِ عَبَّاسٍ، وكُلُّهُمْ أبو حمزةَ بالحاءِ
والزايِ إلاَّ واحداً فإنَّهُ بالجيمِ وَهُوَ أَبُو جَمْرَةَ
نَصْرُ بنُ عِمْرانَ الضُّبَعِيُّ (2). ويُدركُ فِيهِ الفرقُ
بَيْنَهم بأنَّ شُعْبَةَ إذَا قَالَ: ((عَنْ أبي جَمْرَةَ (3)
عنِ ابنِ عَبَّاسٍ)) وأطلَقَ فَهُوَ عَنْ نَصْرِ بنِ عِمْرانَ،
وإذا رَوَى عَنْ غَيْرهِ فَهُوَ يذكُرُ اسمَهُ أَوْ نسبَهُ،
واللهُ أعلمُ.
القِسْمُ السابعُ: المُشْتَرَكُ المتَّفِقُ فِي النِّسْبةِ
خاصّةً.
ومنْ أمثلتِهِ: الآمُلِيُّ والآمُليُّ. فالأوَّلُ إلى آمُلِ
(4) طَبَرِسْتَانَ (5). قَالَ أَبُو سَعْدٍ (6)
السَّمْعانِيُّ: ((أكثرُ أَهْلِ العلمِ منْ أَهْلِ
طَبَرِسْتَانَ منْ آمُلَ)) (7). والثاني: إلى آمُلِ جَيْحُونَ
(8). شُهِرَ بالنَّسْبةِ إليها عَبْدُ اللهِ بنُ حَمَّادٍ
الآمُلِيُّ (9)، رَوَى عَنْهُ البُخَارِيُّ فِي " صَحِيْحِهِ "
(10). وذَكرَهُ الحافظُ أَبُو عَلِيٍّ الغَسَّانيُّ ثُمَّ
الْقَاضِي عِياضٌ (11) المغْرِبيانِ منْ أنّه مَنْسوبٌ إلى
آمُلِ طَبَرِسْتَانَ فَهُوَ خَطَأٌ، واللهُ أعلمُ.
__________
(1) انظر: التقييد: 414.
(2) بضم المعجمة وفتح الموحدة بعدها مهملة، انظر: التقريب
(7122).
(3) في (ب) و (ج): ((حمزة)).
(4) آمل: بالمد وضم الياء. الأنساب 1/ 62.
(5) بفتح أوله وثانيه وكسر الراء كما نص على ذلك في معجم
البلدان 4/ 13، وكذا في تاج العروس 12/ 413، ولكنه قال بفتح
الراء.
(6) في (أ) و (ب): ((سعيد)) خطأ.
(7) الأنساب 1/ 62.
(8) بالفتح ثمّ السكون، انظر معجم البلدان 2/ 196.
(9) بالمد وتخفيف الميم المضمومة. التقريب (3281). قال ياقوت
في معجم البلدان 1/ 59:
((هي آمل الشط ... هكذا يقولها العجم على الاختصار والعجمة)).
وآمل الشط هي آمل جيحون، انظر: تبصير المنتبه 1/ 49 - 50.
(10) قال العراقي في شرح التبصرة 3/ 208: ((لم يرو البخاريّ في
صحيحه عنه مصرحاً بنفسه، ولا بأبيه وإنما حدّث في موضع، عن عبد
الله - غير منسوب - عن يحيى بن معين، وفي موضع آخر: عن عبد
الله - غير منسوب - عن سليمان بن عبد الرحمن))، وانظر:
التقييد: 415.
(11) مشارق الأنوار 1/ 69.
(1/468)
ومِنْ ذَلِكَ الحَنَفِيُّ والحَنَفِيُّ.
فالأول: نِسْبةً إلى بني حَنِيفَةَ، والثاني: نِسْبةً
إلى مَذْهَبِ أبي حَنَيْفَةَ. وَفِي كُلٍّ مِنْهُمَا كَثْرةٌ
وشُهْرةٌ. وَكَانَ مُحَمَّدُ بنُ طاهرٍ المقدسيُّ وكثيرٌ مِنْ
أَهْلِ العلمِ (1) والحديث (2) وغيرِهم يُفَرِّقُونَ
بَيْنَهُمَا فَيَقُولُونَ فِي المَذْهَبِ:
((حَنِيفيٌّ)) بالياءِ وَلَمْ أجدْ ذَلِكَ عَنْ أحدٍ مِنَ
النَّحْوِيِّينَ إلاّ عَنْ أبي بَكْرِ بنِ الأنبارِيِّ
الإمامِ، قَالَهُ فِي كتابِهِ " الكافي " (3)، ولمُحَمَّدِ بنِ
طاهرٍ فِي هَذَا القسمِ كِتَابُ " الأنْسابِ المُتَّفِقَةِ ".
ووراءَ هذِهِ الأقسامِ أقسامٌ أُخَرُ لا حاجةَ بنا إلى
ذِكْرِها.
ثُمَّ إنّ مَا يُوجَدُ مِنَ المتَّفِقِ المُفْتَرِقِ غَيْرَ
مَقْرُونٍ ببيانٍ، فالمُرادُ بِهِ قَدْ يُدْرِكُ بالنَّظرِ فِي
رِواياتِهِ، فكثيراً مَا يأتي مُميَّزاً فِي بَعْضِها وَقَدْ
يُدْركُ بالنَّظَرِ فِي حالِ الرَّاوِي والمَرْوِيِّ عَنْهُ
ورُبَّما قالوا فِي ذَلِكَ بظنٍّ لا يَقْوى حَدَّثَ القاسمُ
المُطَرِّزُ يوماً بحديثٍ ((عَنْ أبي هَمَّامٍ أَوْ غيرِهِ عنِ
الوليدِ (4) بنِ مسلمٍ عَنْ سُفيانَ)). فقالَ لَهُ أَبُو طالبِ
بنِ نَصْرٍ الحافظُ: مَنْ سفيانُ هَذَا؟ فقالَ: هَذَا
الثوريُّ. فقالَ لَهُ أَبُو طالبٍ: بَلْ هُوَ ابنُ عُيَيْنَةَ.
فقالَ لَهُ المُطَرِّزُ: مِن أينَ قلتَ؟ فقالَ: لأنَّ الوليدَ
قَدْ رَوَى عنِ الثوريِّ أحاديثَ معدودةً محفوظةً وَهُوَ
مَلِيءٌ بابنِ عُيَيْنَةَ (5)، واللهُ أعلمُ.
__________
(1) ((العلم)) من (ع)) والتقييد فقط.
(2) الأنساب المتفقة 46.
(3) ذكره النديم في الفهرست: 82، وياقوت في معجم الأدباء 18/
312 وغيرهما، ولا نعلم عنه غير اسمه. وما ذهب إليه أبو بكر بن
الأنباري نصره السيوطي إذ قال: والصّواب معه، وقد اخترته في
كتاب جمع الجوامع في العربية، فقد قال - صلى الله عليه وسلم -:
((بعثت بالحنيفية السمحة)) فأثبت الياء في اللفظة المنسوبة إلى
الحنفية فلا مانع من ذلك)). تدريب الرّاوي 2/ 328، وانظر:
المقرب 416، وأوضح المسالك: 294، وجمع الجوامع مع شرحه همع
الهوامع 6/ 162.
(4) انظر: التقييد: 416.
(5) انظر: التقييد والإيضاح: 416 - 417.
(1/469)
النَّوْعُ الْخَامِسُ وَالْخَمْسُوْنَ
نَوْعٌ يَتَركَّبُ مِنَ النَّوعَينِ اللَّذَينِ قَبْلَهُ (1)
وَهُوَ أنْ يُوجَدَ الاتِّفاقُ الْمذكُورُ فِيْ النَّوع الذي
فَرَغْنا منهُ آنفاً، فِيْ اسْمَي شَخْصَيْنِ أَوْ
كُنْيَتِهِما التي عُرِفا بها، وَيوجَدُ (2) فِيْ نَسَبِهِما
أَوْ نِسْبَتِهما الاختلافُ والائتلافُ المذْكُورانِ فِي
النَّوعِ الذي قَبْلَهُ، أَوْ عَلَى العكسِ منْ هَذَا بأنْ
يخْتَلِفَ ويأتلِفَ أسماؤها ويتفقَ (3) نسبتُهما أَوْ
نَسَبُهما اسماً أَوْ كُنيةً. ويلتحِقُ بالمؤْتلِفِ والمُختلفِ
فِيهِ: مَا يتقاربُ ويَشْتبهُ وإنْ كَانَ مختلفاً فِي بعضِ
حُروفِهِ فِي صورةِ الخطِّ. وصَنَّفَ الخطيبُ الحافِظُ (4) فِي
ذَلِكَ كتابَهُ الذي سمّاهُ (5) كتابَ " تَلْخِيصِ
المُتَشَابِهِ فِي الرَّسْم " (6) وَهُوَ منْ أحسنِ كُتبِهِ
لَكِنْ لَمْ يُعْرِبْ (7) باسمِهِ الذي سَمّاهُ بِهِ عَنْ
مَوْضُوْعِهِ كَمَا أَعْرَبنا عَنْهُ (8).
فمِنْ أَمثلةِ الأَوَّلِ: مُوسى بنُ عَلِيٍّ (9) بفَتْحِ
العَينِ ومُوسى بن عُلِيٍّ (10) بضمِّ العَينِ. فمِنَ
الأَوَّلِ جَمَاعَةٌ مِنْهُمْ أَبُو عيسى الخُتَّليُّ (11)
الذي رَوَى عَنْهُ أَبُو بكرِ بنِ مِقْسَمٍ المُقْرِئُ
__________
(1) انظر في ذلك:
الإرشاد 2/ 749 - 750، والتقريب: 189، والمنهل الروي: 130،
واختصار علوم الحديث: 230 - 231، والشذا الفياح 2/ 693 - 694،
والمقنع 2/ 625، وشرح التبصرة 3/ 210، ونزهة النظر: 180 - 184،
وطبعة عتر: 70، وفتح المغيث 3/ 264 - 265، وتدريب الراوي 2/
334 - 335، وفتح الباقي 3/ 217 - 222، وتوضيح الأفكار 2/ 495.
(2) في (م) والشذا: ((أو يوجد)).
(3) في (م) و (ب) والشذا: ((وتتفق)).
(4) سقطت من (م).
(5) في (م) والشذا: ((أسماه)).
(6) طبع بمجلدين في دمشق عن دار طلاس، بتحقيق سكينة الشهابي
1985 م.
(7) في (ب) و (ج): ((يعرف)).
(8) سقطت من (م).
(9) انظر: التقييد: 417.
(10) انظر: تلخيص المتشابه 1/ 54.
(11) بضم الخاء والتاء المشددة، انظر: الأنساب 2/ 372.
(1/470)
وأبو عَلِيٍّ الصَّوَّافُ وغيرُهما (1).
وأما الثَّانِي (2): فَهُوَ موسى بنُ عُلَيٍّ ابنِ رَباحٍ
اللَّخْمِيُّ المِصْرِيُّ، عُرِفَ بالضَّمِّ فِي اسمِ أبيهِ.
وَقَدْ رُوِّينا عَنْهُ تحريجَهُ (3) مَنْ يقولُهُ بالضمِّ.
ويُقالُ: إنَّ أهلَ مِصْرَ كانوا يَقُولونَهُ بالفَتْحِ
لِذلِكَ، وأهلَ العراقِ كانوا يقولونَهُ بالضَّمِّ (4).
وَكَانَ بعضُ الحُفَّاظِ يجعلُهُ بالفَتحِ اسماً لَهُ وبالضمِّ
لَقَباً (5) واللهُ أعلمُ.
ومِنَ المتَّفِقِ مِنْ ذَلِكَ: المختلفُ المؤتلفُ فِي
النِّسبةِ، محمدُ بنُ عَبْدِ اللهِ المُخَرِّميُّ بضمّ الميمِ
الأولى وكَسْرِ الرَّاءِ المُشدَّدةِ. مَشْهُورٌ صاحبُ حَدِيثٍ
نُسِبَ إلى المُخَرِّمِ منْ بغدادَ (6). ومحمدُ بنُ عبدِ اللهِ
المَخْرَمِيُّ (7) بفتحِ الميمِ الأولى وإسكانِ الخاءِ
المعجمةِ غَيْرُ مشهورٍ. رَوَى عنِ الشَّافِعيِّ الإمام (8)،
واللهُ أعلمُ.
ومِمَّا يتقاربُ ويَشْتَبِهُ (9) مَعَ الاختلافِ فِي
الصُّورةِ: ثورُ بنُ يَزِيدَ الكَلاَعيُّ الشَّاميُّ. وثَوْرُ
بنُ زَيْدٍ - بلا ياءٍ فِي أوّلِهِ - الدِّيليُّ المَدَنيُّ
وهذا الذي رَوَى عَنْهُ مَالِكٌ وحديثُهُ فِي " الصَّحِيحَيْنِ
" معاً. والأوّلُ حديثُهُ عِنْدَ مُسْلِمٍ (10) خاصّةً، واللهُ
أعلمُ.
__________
(1) قال العراقي في شرح التبصرة 3/ 211: ((فالأول: بفتح العين
مكبراً، وهم جماعة متأخرون، ليس في الكتب الستة منهم أحد، ولا
في تاريخ البخاريّ، ولا في كتاب ابن أبي حاتم إلا الثّاني ...
موسى بن عليّ، أبو عليّ الصواف)).
(2) انظر: التقييد: 419.
(3) في (أ) و (ب) و (م): ((تخريجه)) خطأ، وروي عنه هو ما اسنده
التّرمذي عقب (773)
قال: ((لا أجعل أحداً في حلّ يصغر اسمي)) وانظر: شرح التبصرة
3/ 211 وتعليقنا عليه.
(4) قاله محمّد بن سعد في طبقاته 7/ 515 نبه عليه العراقي في
التقييد: 419، وفي شرح التبصرة 3/ 211 - 212
(5) نسبه العراقي في شرح التبصرة 3/ 212، والتقييد: 419
للدارقطني.
(6) انظر: الأنساب 5/ 105.
(7) الأنساب 5/ 105.
(8) في (ع): ((الإمام الشّافعيّ)).
(9) قال العراقي في شرح التبصرة 1/ 216: ((وقد أدخل فيه الخطيب
وابن الصّلاح ما لا يأتلف خطه ك: ثور ابن يزيد وثور بن زيد
وعمرو بن زرارة، وعمر بن زرارة فلم أذكره لعدم الاشتباه في
الغالب)).
(10) انظر: تعقب الحافظ العراقي لذلك في التقييد: 420.
(1/471)
ومِنَ المتَّفِقِ فِي الكُنيةِ المُختلِفِ
المؤتلِفِ (1) فِي النِّسْبةِ (2): أَبُو عَمْرٍو
الشَّيْبانيُّ وأبو عَمْرٍو السَّيْبانيُّ تابِعِيَّانِ
يَفْتَرِقانِ فِي أنَّ الأَوَّلَ بالشِّينِ المعجمةِ والثاني
بالسِّينِ المهملةِ، واسمُ الأَوَّلِ سَعْدُ بنُ إياسٍ
ويُشاركُهُ فِي ذَلِكَ أَبُو عَمْرٍو الشَّيْبانيُّ اللُّغويُّ
إسحاقُ بنُ مِرَارٍ (3). وأما الثَّانِي: فاسمَهُ زُرْعَةُ
وَهُوَ والدُ يَحْيَى بنِ أبي عَمْرٍو السَّيْبَانيِّ
الشَّاميِّ، واللهُ أعلمُ.
وأمَّا القسمُ الثَّانِي: الذي هُوَ عَلَى العكْسِ فمن
أَمْثِلَتِهِ بأنواعهِ: عَمْرُو ابنُ زُرَارَةَ بفتحِ العينِ،
وعُمَر بنُ زُرَارَةَ بضمِّ العَينِ. فالأولُ: جماعةٌ
مِنْهُمْ:
أَبُو مُحَمَّدٍ النَّيْسَابوريُّ (4) الذي رَوَى عَنْهُ
مُسْلِمٌ (5). والثاني يُعرَفُ
بالحَدَثيِّ (6) وَهُوَ الذي يَرْوِي عَنْهُ البَغَوِيُّ (7)
المَنِيْعِيُّ (8). وبَلَغنا عَنِ الدَّارَقُطْنِيِّ أنّهُ
((منْ مدينةٍ فِي الثَّغْرِ يُقالُ لها: الحَدَثُ)) (9).
ورُوِّينا عَنْ أبِي أَحْمَدَ الحافِظِ الحَاكِم أنّهُ منْ
أَهْلِ الحَدِيثةِ (10) منسوباً إليها (11)، واللهُ أعلمُ.
__________
(1) في (م) والشذا: ((المختلف والمؤتلف)).
(2) انظر التقييد: 421.
(3) قال ابن حجر في التقريب (8275): ((بكسر الميم وتخفيف
الراء))، وقال البلقيني في محاسن الاصطلاح: 563: ((في ميم
مرار: الكسر، على مثال: ضرار، والفتح مثال: سراب والتشديد على
مثال: عمّار)). ونحوه في الإرشاد 2/ 747 والمقنع 2/ 623، وشرح
التبصرة 3/ 214.
(4) عمرو بن زرارة بن واقد الكلابي، أبو محمّد بن أبي عمرو
النيسابوري: ثقة ثبت توفّي سنة (238هـ). انظر: تهذيب الكمال
5/ 414 (4957).
(5) استدرك على المصنف العراقي في التقييد: 421، وابن الملقن
في المقنع 2/ 623 أن البخاريّ روى عنه أيضاً، وانظر تهذيب
الكمال 5/ 415.
(6) بفتح الحاء والدال المهملتين ثمّ بثاء مثلثة، نسبة إلى
الحد، وهي قلعةٌ حصينة. انظر: مراصد الاطلاع 1/ 385.
(7) هو أبو القاسم البغويّ، انظر ترجمته في السير 14/ 44.
(8) بفتح الميم وسكون الياء هذه النسبة إلى منيع، وهو اسمٌ
لبعض أجداده. انظر: الأنساب 5/ 293.
(9) سؤالات البرقاني (354).
(10) بفتح أوله وكسر ثانيه، وياء ساكنة وثاء مثلثة. انظر مراصد
الاطلاع 1/ 386.
(11) أسنده السمعاني في الأنساب 2/ 224.
(1/472)
عُبيدُ اللهِ بنُ أبي عَبْدِ اللهِ، وعبدُ اللهِ بنُ أبي عبدِ
اللهِ. الأَوَّلُ: هُوَ ابنُ الأغرِّ سَلمانُ أبي عَبْدِ اللهِ
صاحبِ أبي هُرَيْرَةَ رَوَى عَنْهُ مَالِكٌ. والثاني: جماعةٌ
مِنْهُمْ:
عَبْدُ اللهِ بنُ أبي عَبْدِ اللهِ المُقْرِئُ الأصبهانيُّ
رَوَى عَنْهُ أَبُو الشَّيْخِ الأصبهانيُّ، واللهُ أعلمُ.
حَيَّانُ الأسديُّ بالياءِ المُشَدَّدةِ المُثَنَّاةِ منْ
تحتُ. وَحنَانٌ بالنونِ الخفيفةِ، الأَسَديُّ. فَمنِ
الأَوَّلِ: حَيَّانُ بنُ حُصَيْنٍ التَّابِعيُّ الرَّاوِي عَنْ
عَمَّارِ بنِ ياسرٍ. والثاني: هُوَ حنَانٌ الأسديُّ منْ بني
أسدِ بنِ شُرَيْكٍ بضمِّ الشِّينِ وَهُوَ عمُّ مُسَرْهَدٍ
والِدُ مُسَدَّدٍ ذَكَرَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ يَرْوِي عَنْ أبي
عثمانَ النهديِّ، واللهُ أعلمُ. |