المهروانيات = الفوائد المنتخبة الصحاح والغرائب

الجُزْء الثَّاني مِن الفَوائد المُنتَخَبَة الصّحَاح الحِسَان
تخريج الشّيخ الإمام أبي بكر أحمد بن عليّ ابن ثابت الخطيب رحمه الله للشّيخ الدّيّن الصّالح أبي القاسم يوسف بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ المِهْرَوانيّ رحمه الله,
رواية القاضي الإمام العالم أبي الفضل محمّد ابن عمر بن يوسف الأرمويّ عن المهروانيّ رحمه الله، رواية الشّيخ الإمام العالم عفيف الدين أبي المعالي نصر الله بن سلامة بن سالم المقرئ الهيتيّ أيده الله بطاعته عنه، سماع صاحبه الفقير إلى رحمة الله تعالى محمّد بن أحمد بن الحسين الهكّاريّ منه، وَالحمد لله ربِّ العالمين, / (أ [14/أ] )

(2/613)


[34]- أَخبرنا الشَّيخ الإِمام العالم عفيف الدّين أَبو المعالي نصر الله ابن سلامة بن سالم الهيتيّ (1) بالموصل (2) ، ثالث شهر الله الأَصبّ رجب، سنة: اثنتين وتسعين وخمسمائة، قال: أَخبرنا الإِمام العالم فخر القضاة أَبو الفضل محمَّد بن عمر بن يوسف الأُرمويّ (3) بقراءَتي عليه [قال: أنا أَبو القاسم يوسف بْنُ محمَّد بْنِ أَحمد بْنِ المِهْروانيّ الهَمَذانيّ] (4) قَالَ: أَخبرنا أَبو أَحمد عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ محمَّد بْنِ أَحمد بْنِ أَبي مُسْلِمٍ الْفَرَضِيُّ (5) : حدَّثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الحسَين بْنُ إِسماعيل الْمَحَامِلِيّ (6) إِملاءً يَوْمَ الأَحد لِثَمَانٍ خَلَوْنَ مِنَ المحرَّم سَنَةَ: ثلاثين وثلاثمائة: حدَّثنا محمَّد بْنُ الْوَلِيدِ (7) :
حدَّثنا عبد الأَعلى السَّاميّ (8) : حدَّثنا
_________
(1) تقدّمت ترجمته. انظر ص/407.
(2) تقدّم التّعريف بها. انظر ص/491.
(3) تقدّمت ترجمته، انظر ص/408.
(4) زيادة من: (ج) ، (د) إلاّ أن قوله: " ابن محمَّد بن أحمد" ليس في: (ج) .
(5) تقدّمت ترجمته، انظر ص/48.
(6) تقدّمت ترجمته أيضا، انظر ص/492.
(7) ابن عبد المجيد القرشيّ، البُسْرِيّ بضمّ الباء الموحدة، وسكون السّين المهملة، وفي آخرها الرّاء أبو عبد الله، البصريّ، ثقة. روى له: خ، م، س، ق.
ومات سنة: خمسين ومئتين. انظر: الثّقات لابن حبّان (9/120) ، وتهذيب الكمال (26/591) ت/5674، والتّقريب (ص/511) ت/6373.
(8) بالسّين المهملة أبو محمَّد البصريّ، ثقة.
روى له: ع. ومات سنة: تسع وثمانين ومائة.
انظر: التّأريخ لابن معين رواية: الدّوريّ (2/339) ، والمعرفة والتّأريخ ليعقوب بن سفيان (2/119) ، والكاشف (1/611) ت/3078.

(2/615)


هشام (1) عن محمَّد قال: سأَلتُ أَنسَ بْنُ مَالِكٍ وأَنا أَرى أَنَّ عِنْدَهُ عِلْما فَقَالَ: إِنَّ هِلَالَ بنَ أُميَّة (2) قَذَفَ امرأَته (3) بشَريك بْنِ سَحْمَاء (4) وَكَانَ أَخا: البراءَ بْنِ مَالِكٍ (5) وَكَانَ أَوّل مَنْ لَاعَنَ فِي الإِسلام، فَلَاعَنَهَا، فَقَالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم:
_________
(1) ابن حسَّان الأزديّ، أبو عبد الله، البصريّ، ثقة، من أثبت النّاس في ابن سيرين شيخه في هذا الحديث. روى له: ع. ومات سنة: ستّ وأربعين ومائة وقيل بعدها. انظر: الطّبقات الكبرى لابن سعد (7/271) ، والتّقريب (ص/572) ت/7289.
(2) ابن عامر الأنصاريّ الواقفيّ، شهد بدرًا وما بعدها، وأحد الثّلاثة الّذين تخلّفوا عن غزوة تبوك. انظر ترجمته في: الاستيعاب لابن عبد البر (3/604) ، والإصابة لابن حجر (3/606) ت/8978.
(3) هي: خولة بنت عاصم. وقيل: خولة بنت قيس، وقيل: بنت أخي عاصم. والأوّل أشهر. انظر: أسد الغابة (6/95) ت/6885، والمستفاد لابن العراقيّ (2/1039) ، وهدي السّاري (ص/342) .
(4) بفتح السّين، وسكون الحاء، المهملتين وهي أُمّه، واسم أبيه: عبدة بن مغيث البلويّ. انظر ترجمته في: الاستيعاب (2/150) ، والإصابة (2/150) ت/3898.
(5) لأُمّه، من الرّضاعة.
انظر: صحيح مسلم (2/1134) رقم الحديث/1496، وأسد الغابة (2/371) ت/2434، والإصابة (2/150) ت/620، والفتح (9/355) .

(2/616)


"انْظُرُوهَا فَإِنْ جَاءَتْ [بِهِ] (1) أَبْيَضَ سَبْطا (2) قَضِيْءَ (3) الْعَيْنَيْنِ فَهُوَ لِهِلاَلِ بنِ أُمَيَّةَ, وَإِنْ جَاءَتْ بِهِ أَكْحَلَ (4) جَعْدًا (5) حَمْشَ (6) السَّاقَيْنِ فَهُوَ لِشَرِيكَ ابنِ سَحْمَاءَ", فجاءَت به أكْحل، حَمْش السَّاقَيْنِ.
قَالَ الشَّيخ الإِمام أَبو بَكْرٍ الْخَطِيبُ (7) : "هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ مِنْ حَدِيثِ أَبي بَكْرٍ محمَّد بْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبي حَمْزَةَ أَنس بْنِ مَالِكٍ الْأَنْصَارِيِّ، وَثَابِتٌ مِنْ رِوَايَةِ أَبي عَبْدِ اللَّهِ هشام بن حسّان القُرْدُوسِيّ (8) عن محمَّد,
_________
(1) ساقطة من: (أ) ، ومثبتة في: (ج) .
(2) أي: ممتدّ الأعضاء، تامّ الخَلق. انظر: غريب الحديث للخطّابيّ (1/377) ، والنّهاية (باب: السّين مع الباء) 2/334.
(3) أي: فاسد. انظر: النّهاية (باب: القاف مع الضّاد) 4/76.
(4) الكَحَل: سواد في أجفان العين، يكون خلقة في الإنسان.
انظر: النّهاية (باب: الكاف مع الحاء) 4/154.
(5) الجَعْد في صفات الرّجل يكون مدحا، ويكون ذما، فالمدح معناه: أن يكون شديد الأسر والخَلْق، أو يكون جعد الشّعر وهو ضدّ السّبط.
وأمّا الذّمّ فهو: القصير المتردّد الخلق. انظر: غريب الحديث للخطّابي (1/377) ، والنّهاية (باب: الجيم مع العين) 1/275.
(6) أي دقيق. انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (2/98) ، والنّهاية (باب: الحاء مع الميم) (1/440) .
(7) لم يُنص في جميع أجزاء: (ج) على صاحب الكلام على أحاديث الكتاب.
(8) بضمّ القاف، وسكون الرّاء، وضمّ الدّال المهملتين، وفي آخرها السّين المهملة ... نسبة إلى: (القراديس) بطن من الأزد، نزلوا محلّة بالبصرة، فنسبت المحلّة إليهم، وكان هشام ينزل دربها. انظر: الأنساب للسّمعانيّ (4/469) .

(2/617)


انْفَرَدَ مُسْلِمُ بْنُ الحجَّاج بِإِخْرَاجِهِ فِي كِتَابِهِ الصَّحيح فَرَوَاهُ عَنْ محمَّد ابن المثنّى (1) عن عبد الأَعلى [بن عبد الأَعلى] (2) / (ج [1/ب] ) السَّاميّ (3) ، فكأَنَّ شَيْخَنَا أَبا أَحمد سمعه منه". / (د [12/ب] )
[35]- أَنا أَبو أَحمد / أ [14/ب] عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ محمَّد بْنِ أَبي مُسْلم (4) : حدَّثنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسماعيل (5) : حدَّثنا زَيْدُ بْنُ أَخزم (6) قَالَ: حدَّثني عُمَرُ بْنُ يُونُسَ اليَمَاميّ (7) : قال أبي (8) : أَخبرنا (9) إِسحاق بن
_________
(1) تقدّمت ترجمته، انظر ص/647.
(2) لحق بحاشية: (أ) .
(3) صحيح مسلم (كتاب: اللّعان) 2/1134 رقم الحديث/1496.
(4) تقدّمت ترجمته، انظر ص/48.
(5) تقدّمت ترجمته أيضا، انظر ص/492.
(6) بمعجمتين الطّائيّ، النّبهانيّ، أبو طالب، البصريّ، ثقة.
روى له: خ، 4. ومات سنة: سبع وخمسين ومئتين. انظر: الجرح والتّعديل (3/556) ت/2518، والتّقريب (ص/221) ت/2114.
(7) أبو حفص الحنفيّ، الجُرشيّ بضمّ الجيم، وفتح الرّاء، وفي آخرها شين معجمة، ثقة، مُقلّ. روى له: ع. وقيل مات سنة: ستّ ومئتين.
انظر: الجرح والتّعديل (6/142) ت/774، والكاشف (2/71) ت/4121، والخلاصة للخزرجيّ (ص/286) .
(8) هو: يونس بن القاسم، ثقة، من الثّامنة. روى له: خ.
انظر: تأريخ الدّارميّ عن ابن معين (ص/232) ت/895، وتهذيب الكمال (32/537) ت/7183.
(9) جاء في النّسخ الثّلاث: (أخبرنا عن إسحاق) إلاّ أنّ الّذي يظهر أنّ: (عن) مقحمة هنا، فإنّ يونس يروي عن إسحاق بن عبد الله دون واسطة، وكلّ من أخرج حديثه هذا أخرجه عنه بسند متّصل ليس فيه ذكر واسطة بينهما، ولا إيهام بالانقطاع، بل صرّح بالسّماع من شيخه عند البخاريّ في: (صحيحه 3/162 رقم الحديث/149) ، والبيهقيّ في: (السّنن الكبرى 5/298) .

(2/618)


عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ (1) عَنْ [أَنس] (2) : "أَنّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسلَّمَ تَسْلِيمًا نَهَى عَنِ الْمُحَاقَلَةِ (3) ، وَالْمُزَابَنَةِ (4) ،
_________
(1) أبو يحيى الأنصاريّ، ثقة حجّة، من حفّاظ أهل المدينة. انظر: المشاهير لابن حبّان (ص/67) ت/456، والتّقريب (ص/101) ت/367.
(2) لحق بحاشية: (أ) .
(3) قال ابن الأثير: "المحاقلة مختلف فيها، قيل: هي اكتراء الأرض بالحنطة هكذا جاء مفسّرًا في الحديث وهو الّذي يسمّيه الزرّاعون: المحارثة. وقيل: هي المزارعة على نصيب معلوم كالثّلث، والرّبع، ونحوهما. وقيل: هي بيع الطّعام في سُنبله بالبرّ. وقيل: بيع الزّرع قبل إدراكه. وإنّما نُهي عنها لأنّها من الكيل، ولا يجوز فيه إذا كانا من جنس واحد إلاّ مثلاً بمثل، ويدًا بيد، وهذا مجهول لا يدرى أيّهما أكثر". النّهاية (باب: الحاء مع القاف) 1/416.
وماذكره رحمه الله أنّه جاء مفسراّ في الحديث يّشير به إلى مثل حديث عطاء عن جابر يرفعه، وفيه تفسير المحاقلة بمثل ما ذكر، رواه مسلم في صحيحه (3/1175) ورقمه/1536. واقتصر الجرجانيّ في: (التّعريفات ص/205) على القول الثّالث دون بقيّة الأقوال، والمشهور الأوّل.
انظر: تهذيب الأسماء واللّغات (3/68) ، والفتح (4/472) .
(4) هي: بيع ثمر النّخل بالتّمر كيلاً، وبيع العنب بالزّبيب كيلاً، وبيع الزّرع بالحنطة كيلاً.. كما ورد تفسيرها بذلك في الحديث المتّفق عليه.
انظر: صحيح البخاريّ (كتاب: البيوع، باب: بيع الزّرع بالطّعام كيلاً) 3/161 رقم الحديث/147.
صحيح مسلم (كتاب: البيوع، باب: تحريم بيع الرّطب بالتّمر إلاّ في العرايا) 3/1171 ورقمه/1542.
وألحق الشّافعيّ بذلك: كلّ بيع مجهول بمجهول، أو بمعلوم من جنس يجري الرّبا في نقده. وإنّما نُهي عنها لما يقع فيها من الغبن، والجهالة، والغرر. ورخّص في جملتها في العرايا (فيما دون خمسة أوسق) ، وصورتها: أن يدرك رجل محتاج الرّطب، ولا نقد بيده يشتريه به لعياله، ولا نخل له يطعمهم منه، ويكون قد فضل له من قُوْتِهِ تمر، فيجيء إلى صاحب النّخل، فيقول له: بعني ثمر نخلة بخرصها من التّمر. فيعطيه ذلك الفاضل من التّمر بثمر تلك النّخلة؛ ليصيب من رطبها مع النّاس.
انظر: صحيح مسلم (كتاب: البيوع، باب: تحريم بيع الرّطب بالتّمر إلاّ في العرايا) 3/1168 رقم الحديث/1539 وَ 1541، والنّهاية (باب: الزّاي مع الباء) 2/294، وَ (باب: العين مع الرّاء) 3/224، والفتح (4/449) .

(2/619)


وَالْمُخَابَرَةِ (1) ".
قَالَ الشَّيخ الإِمام أَبو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: "هَذَا حديثٌ صحيحٌ مِنْ حَدِيثِ إِسحاق بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبي طَلْحَةَ الأَنصاريّ عَنْ أَنس بْنِ مَالِكٍ، وثابتٌ مِنْ رِوَايَةِ يُونُسَ بْنِ الْقَاسِمِ اليَماميّ عن إِسحاق,
انفرد محمَّد بْنُ إِسماعيل الْبُخَارِيُّ بإِخراجه في صحيحه، فرواه عن
_________
(1) هي: المعاملة على الأرض ببعض ما يخرج منها، ويكون البذر من العامل. وقيل: والبذر من المالك، وهي بهذا بمعنى المزارعة، وبكلّ قال قوم.
انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (1/232) ، وتهذيب الأسماء واللّغات للنّوويّ (2/87) ، والفتح (5/16، 18) .

(2/620)


إِسحاق بْنِ وَهْب العَلاّف (1) عَنْ عُمَرَ بْنِ يُونُسَ (2) ، فكأَنَّ شَيْخَنَا أَبا أَحمد سَمِعَهُ مِنَ البخاريِّ,
وَرَوَاهُ النَّاسُ (3) : "أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيما
_________
(1) أبو يعقوب ويقال: أبو معاذ الواسطيّ، صدوق.
روى له: خ، ق. كان حيا سنة: خمس وخمسين ومائة.
انظر: الجرح (1/236) ت/834، والتّقريب (ص/103) ت/389.
(2) صحيح البخاريّ (كتاب: البيوع، باب: بيع المخاضرة) 3/162 رقم الحديث/149.
(3) كالقاسم بن زكريّا (ثقة، كما في: التّقريب ت/5460) فإنّه خالف الحسين بن إسماعيل كما هنا فرواه عن زيد بن أخزم عن عمر بن يونس، وقال فيه مثل ما ذكره الخطيب هنا، أخرج روايته البيهقيّ في: (سننه الكبرى 5/298- 299) عن أبي عمرو الأديب عن أبي بكر الإسماعيليّ عنه به.
وتابع زيدَ بن أخرم، بمثل رواية القاسم بن زكريّا عنه: إسحاق بن وهب (صدوق، كما تقدّم) عند البخاريّ في: صحيحه (وتقدّم عزوه إليه ص/561) ، وَالبيهقيّ في: (سننه الكبرى 5/298- 299) ، وَأبو عبيد القاسم بن سلاّم، عند البيهقيّ أيضا في الموضع المتقدّم نفسه من السّنن الكبرى، وَحمّاد بن الحسن (ثقة، كما في: التّقريب ت/1493) عند الدّارقطنيّ في (سننه 3/75- 76) ، والحاكم في: (مستدركه 2/57) ، وإبراهيم ابن مرزوق (ثقة، كما في: التّقريب ت/248) عند الطحاويّ في: (شرح معاني الآثار 4/23- 24) كلّهم عن عمر بن يونس به، بمثله.
وممّا سبق يظهر أن قول المحاملي: (والمخابرة) غير محفوظ من حديث أنس، وهو من باب الشّاذ؛ لمخالفته جماعة من الرّواة الحفّاظ عن زيد بن أخزم، وعمر ابن يونس، ولعلّ المحامليّ اختلط عليه متن حديث أنس بمتن حديث جابر بمثله هنا، رواه البخاريّ في صحيحه: (كتاب: المساقاة، باب: الرّجل يكون له ممرّ أو شرب في حائط، أو نخل) 3/232 ورقمه/29.
ومسلم (كتاب: البيوع، باب: النّهي عن المحاقلة والمزابنة) 3/1174 ورقمه/1536 والله تعالى أعلم.

(2/621)


نَهَى عَنْ الْمُخَاضَرَةِ (1) "، مَكَانَ: المخَابرة.
[36]- أَخبرنا أَبو محمَّد عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ يَحْيَى الْبَيِّعِ (2) : حدَّثنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسماعيل الْمَحَامِلِيُّ (3) : حدَّثنا محمَّد بْنُ الْوَلِيدِ الْبُسْرِيُّ (4) : حدَّثنا محمَّد بْنُ جَعْفَرٍ (5) : حدَّثنا شُعْبَةُ عَنِ الْحَكَمِ (6) قَالَ: سمعت ابن أَبي
_________
(1) بالخاء والضّاد المعجمتين والمراد: بيع الثّمار وَالحبوب قبل أن يبدو صلاحها، ويدخل فيها أيضا: بيع الرّطوب والبقول، وأشباهها.
انظر: النّهاية (باب: الخاء مع الضّاد) 2/41، ولسان العرب (حرف: الرّاء، فصل: الخاءالمعجمة) 4/248، والسّنن الكبرى للبيهقيّ (5/299) ، والقبس لابن العربيّ (2/818) .
(2) تقدّمت ترجمته، انظر ص/52.
(3) تقدّمت ترجمته أيضا، انظر ص/492.
(4) تقدّمت ترجمته أيضا، انظر ص/615.
(5) الهذليّ، المعروف بغُنْدَُر بضمّ المعجمة، وسكون النّون، وفتح الدّال المهملة، وقد تضمّ أبو عبد الله البصريّ، ثقة صحيح الكتاب على غفلة فيه ثبت حجة في روايته عن شعبة شيخه في هذا الحديث.
روى له: ع. ومات في: آخر ثلاث (أو: أوّل أربع) وتسعين ومائة.
انظر: تهذيب الكمال (25/5) ت/5120، والتّقريب (ص/472) ت/5787.
(6) ابن عُتَيْبة بالمثنّاة، ثمّ الموحدة، مصغّرًا الكنديّ، أبو محمَّد ويقال: أبو عبد الله، ويقال: أبو عمر الكوفيّ.. ثقة فقيه عابد، صاحب سنّة واتباع، إلاّ أنّه ربّما دلّس. روى له: ع. ومات سنة: خمس عشرة ومائة.
انظر: الجرح والتّعديل (3/123) ت/567، والثّقات للعجليّ (1/57) ، والتّقريب (ص/175) ت/1453.

(2/622)


لَيْلَى (1) : حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ أَبي طَالِبٍ: أَنَّ فَاطِمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عنها اشتكت ما (2) تلقى من أَثر الرَّحا (3) فِي يَدِهَا، فأُتي النَّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا بِسَبي (4) ، فانطلَقَتْ فَلَمْ تَجِدْهُ، فَلَقَيَتْ عَائِشَةَ، فأَخبرتها، فلمَّا جاءَ النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلّم تسليما أَخبرته عائِشة بمجيء فاطمة رضي الله عنها، فجاءَ النَّبيُّ صَلَوَاتُ [اللَّهِ] (5) عَلَيْهِ وسلَّم تَسْلِيمًا إِلينا، وَقَدْ أَخَذْنا مَضَاجِعَنَا، فَذَهَبْنَا نَقُومُ، فَقَالَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم: "عَلَى مَكَانِكُمَا".
فقعد بيننا حتَّى/ (أ [15/أ] ) وجدتُ بَرْدَ قَدَمِهِ عَلَى صَدْرِي، / (ج [2/أ] ) فقال:
_________
(1) هو: عبد الرّحمن، تقدّمت ترجمته، انظر ص/599.
(2) في (ج) ، (د) : (ممّا) بميمين.
(3) هي: الّتي تصنع من الحجارة، ويُطحن بها.
انظر: النّهاية (باب: الرّاء مع الحاء) 2/211، ولسان العرب (باب: الواو والياء من المعتلّ، فصل: الرّاء المهملة) 14/312.
(4) السّبي: الأسر.. يقال: "سبي العدوُّ، وغيره سبيا، وسباءً" إذا أسره.
ولا يقع إلاّ على النّساء خاصّة، ولا يقال ذلك للرجال. انظر: لسان العرب (باب: الواو والياء من المعتلّ، فصل: السّين المهملة) 14/367، 368.
(5) لفظ الجلالة ساقط من: (أ) .

(2/623)


"أَلاَ أُعَلِّمُكُمَا خَيْرًا مِمَّا سَأَلْتُمُوْنِي؟ إَذَا [أَخَذْتمَا] (1) مَضْجَعَكُما أَنْ تُكَبِّرَا اللهَ تَعَالَى أَرْبَعا وَثَلاَثِيْنَ، وَتُسَبِّحَاهُ ثَلاَثا وَثَلاَثِيْنَ، وَتَحْمَدَاهُ ثَلاَثا وَثَلاَثِيْنَ، فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمَا مِنْ خَاْدِمٍ". / (د [13/1] )
قَالَ الشَّيخ الإِمام أَبو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: "اتَّفَقَ البخاريُّ، وَمُسْلِمٌ عَلَى إِخراج هَذَا الْحَدِيثِ مِنْ هَذَا الطَّرِيقِ، فَرَوَاهُ البخاريُّ عَنْ محمَّد بْنِ بَشَّارٍ (2) ، وَرَوَاهُ مُسلم عَنِ ابْنِ بَشَّارٍ أَيضا وَعن محمَّد بْنِ المُثَنَّى (3) ،كِلَيْهِمَا عَنْ محمَّد بْنِ جَعْفَرٍ غُنْدر فكأَنَّ شَيْخَنَا أَبا محمَّد سَمِعَهُ مِنَ البخاريِّ، وَمُسِلْمٍ جَمِيعًا".
[37]- أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ يَحْيَى (4) : حدَّثنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسماعيل (5) : حدَّثنا محمَّد بْنُ الْوَلِيدِ البُسريّ (6) : حدَّثنا محمَّد يَعْنِي: غُنْدَُرًا (7) قَالَ: حدَّثنا شعبة عن الحكم (8) عن
_________
(1) في (أ) : (أخذتم) ، وما أثبتّه من: (ج) ، (د) .
(2) المعروف ببندار.
(3) تقدّمت ترجمته أيضا، انظر ص/492.
(4) هو: البيّع، تقدّمت ترجمته أيضاً، انظر ص/52.
(5) تقدّمت ترجمته أيضا، انظر ص/492.
(6) تقدّمت ترجمته أيضا، انظر ص/615.
(7) تقدّمت ترجمته أيضا، انظر ص/623.
(8) هو: ابن عُتيْبة، تقدّمت ترجمته أيضاً، انظر ص/623.

(2/624)


ذَرٍّ (1) عَنِ ابْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى (2) عَنْ أَبيه (3) : أَنَّ رَجُلًا أَتى عُمر، فَقَالَ: إِنِّي أَجْنَبت فَلَمْ أَجد مَاءً, فَقَالَ عُمَرُ: لَا تُصلّ, فَقَالَ عَمَّارٌ: أَمَا تذكر يا أَمير المؤمنين إِذْ أَنا، وأَنت فِي سَريّة (4) فأَجْنَبْنا، فَلَمْ نَجِدْ مَاءً، فأَمَّا أَنت فَلَمْ تُصَلِّ، وأَمَّا أَنا فتمعّكْتُ (5) بالتّراب، وصلَّيت, فلمَّا أَتينا النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم تَسْلِيمًا فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم:
_________
(1) بفتح المعجمة، وتشديد الرّاء ابن عبد الله بن زرارة، الهَمدانيّ بالدّال المهملة، ثقة. روى له: ع. ومات قبل المائة.
انظر: الضّعفاء الصّغير للبخاريّ (ص/90) ت/113، والجرح والتّعديل (3/453 454) ت/2049، والتّقريب (ص/203) ت/1840.
(2) هو: سعيد الخزاعيّ، مولاهم، الكوفيّ، ثقة مُقِلّ، من الثّالثة.
روى له: ع. انظر: الثّقات لابن حبّان (4/288) ، والسّير (4/481) ، والتّقريب (ص/238) ت/2346.
(3) تقدّمت ترجمته، انظر ص/55.
(4) السَّريَّة: بفتح المهملة، وكسر الرّاء، وتشديد التّحتانيّة قطعة من الجيش، تخرج منه، وتعود إليه، وهي من خمسة أنفس وقيل: من مائة إلى خمسمائة.
انظر: النّهاية (باب: السّين مع الرّاء) 2/363،والفتح (7/653) .
(5) أي: فتمرّغت، وتقلّبت ... ظانا أنّه لا بدّ أن يوصل التّراب إلى جميع بدنه كما يفعل بالماء. انظر: النّهاية (باب: الميم مع العين) 4/343، وَ (باب: الميم مع الرّاء) 4/320، ولسان العرب (باب: الكاف، فصل: الميم) 10/490، والفتح (1/529) .

(2/625)


"إِنَّمَا كَانَ يَكْفِيكَ وَضَربَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهَ وَسَلَّمَ تَسْلِيما بِيَدَيْهَ الأَرْضَ، وَنَفَخَ فَيهَمَا، وَمَسَحَ بِهِمَا وَجْهَهُ، وَكَفَّيْهِ".
قَالَ الشَّيخ الإِمام أَبو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: "اسمُ ابْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبزى: سَعِيدٌ, وذَرّ هُوَ: ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ المُرْهِبيّ (1) وَالِدُ: عُمَرَ بْنِ ذَرّ (2) , وهذا الحديث / (أ [15/ب] ) اتَّفق البخاريُّ، وَمُسْلِمٌ عَلَى إِخراجه فِي كِتَابَيْهِمَا، فَرَوَاهُ البخاريُّ عَنْ محمَّد بْنِ بَشّار (3) عَنْ غُندر (4) ,
_________
(1) بضمّ الميم، وسكون الرّاء، وكسر الهاء، وفي آخرها الباء الموحدة.. نسبة إلى بني (مُرْهِبة) ، وهو: مرهبة بن دُعام بن مالك بن معاوية، وهم بطن من همْدان، نزلوا الكوفة. انظر: جمهرة أنساب العرب لابن حزم (ص/396، 476) ، والأنساب (5/266) .
(2) تقدّم نسبه في ترجمة أبيه. مات سنة: ثلاث وخمسين ومائة وقيل بعدها.
له ترجمة في: الطّبقات الكبرى لابن سعد (6/362) ، والكاشف (2/60) ت/4050، والتّقريب (ص/412) ت/4893.
(3) المعروف ببندار.
(4) صحيح البخاريّ (كتاب: التيمّم، باب: التّيمّم للوجه والكفّين) 1/152 رقم الحديث/9 مختصرًا.
ورواه أيضا في: الموضع نفسه (1/151 رقم الحديث/6) عن حجّاح (هو: ابن المنهال) ، وَ: (1/152 رقم/8) عن مسلم بن إبراهيم، ومحمد بن كثير، وَ: (رقم/7) عن سليمان بن حرب، أربعتهم عن الحكم به، بنحوه، مختصرًا.
وَ: (باب: إذا خاف الجنب على نفسه المرض، أو الموت، أو خاف الموت يتيمّم..) 1/155 رقم/11 عن بشر بن خالد عن غندر عن شعبة،
(ورقم/12) عن عمر بن حفص بن غياث عن أبيه،
وَ: (باب: التيّمّم ضربة واحدة) 1/155 156 رقم/13 عن محمَّد بن سلام عن أبي معاوية، ثلاثتهم عن الأعمش عن شقيق بن سلمة عن أبي موسى الأشعري في سؤالة عبد الله بن مسعود عن الجنب لا يجد الماء، كيف يصنع بِهِ، مُخْتصرًا.

(2/626)


وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ القطَّان، وَالنَّضر بْنُ شُمَيْل / (ج [2/ب] ) (1) ، ثَلَاثَتْهُمْ عَنْ شُعْبَةَ (2) ، فكأَنَّ شَيْخَنَا سَمِعَهُ مِنَ البخاريِّ".
[38]- أَخبرنا أَبو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ محمَّد بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَهْدِيٍّ (3) قَالَ: أَخبرنا أَبو عَبْدِ اللَّهِ محمَّد بْنُ مَخْلَدٍ العَطَّار (4) : حدَّثنا محمَّد بْنُ عُثْمان بْنِ كَرَامة (5) : حدَّثنا خالد بن
_________
(1) المازنيّ، أبو الحسن، البصريّ، ثقة ثبت. روى له: ع. ومات سنة: أربع ومئتين. انظر: الجرح والتّعديل (8/477) ت/2188، والتّقريب (ص/562) ت/7135.
(2) صحيح مسلم (كتاب: الحيض، باب: التّيمّم) 1/280- 281 ورقمه/368.
(3) تقدّمت ترجمته، انظر ص/54.
(4) تقدّمت ترجمته أيضا، انظر ص/540.
(5) بفتح الكاف، وتخفيف الرّاء العجليّ، مولاهم، الورّاق، أبو جعفر وقيل: أبو عبد الله الكوفيّ، ثمّ البغداديّ ... صدوق. روى له: خ، د، ت، ق. ومات سنة: ستّ وخمسين ومئتين على الصّحيح. انظر: الجرح والتّعديل (8/25) ت/113، والكاشف (2/200) ت/5044، والتّقريب (ص/496) ت/6134.

(2/627)


مَخْلَد (1) عن / (د/ [13/ب] ) سُليمان بْنِ بِلَالٍ (2) عَنْ شَرِيكِ بْنِ أَبي نَمِر (3) عَنْ عَطَاءٍ (4) عن أَبي هريرة قال:
_________
(1) القَطَوانيّ بفتح القاف، وَالطّاء البجليّ مولاهم، أبو الهيثم، الكوفيّ ... صدوق مكثر، إلاّ أنّه يتشيّع ويُغْرب. روى له: خ، م، كد، ت، س، ق.
ومات سنة: ثلاث عشرة ومئتين. انظر: الطّبقات الكبرى لابن سعد (6/406) ، وتأريخ الدّارميّ عن ابن معين (ص/105) ت/301، والتّقريب (ص/190) ت/1677، وهدي السّاري (ص/420) .
(2) التّيميّ، أبو محمَّد، وأبو أيّوب، المدنيّ، ثقة. روى له: ع. ومات سنة: سبع وسبعين ومائة. انظر: الطّبقات الكبرى لابن سعد (5/420) ، والتّقريب (ص/250) ت/2539.
(3) هو: شريك بن عبد الله بن أبي نمر بفتح النّون، وكسر الميم القرشيّ، اللّيثيّ، أبو عبد الله، المدنيّ..
قال ابن سعد في الطّبقات (القسم المتمّم لتابعي أهل المدينة) ص/278 ت/163: "ثقة، كثير الحديث".
وقال ابن معين في: (التّأريخ رواية: الدّوريّ 2/251) ، والنّسائيّ (كما في: تهذيب الكمال 12/476) : "ليس به بأس".
وذكره ابن حبّان في: (الثّقات 4/360) ، وقال: "ربّما أخطأ".
وقال في: (المشاهير ص/81 ت/586) : "ربّما يهم في الشّيء بعد الشّيء". وقال الذّهبيّ في: (الميزان 2/459 ت/3696) : "صدوق".
روى له: خ، م، د، تم، س، ق. ومات سنة: أربعين ومائة. وانظر: الجرح والتّعديل (4/363) ت/1592، وهدي السّاري (ص/430) .
(4) هو: ابن يسار.

(2/628)


قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (1) صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم تَسْلِيمًا: "إِنَّ اللهَ تَعَالَى قَالَ: مَنْ عَادَى لِي وَلِيا (2) فَقَدْ آذَنَنَي (3) بِالْحَرْبِ، وَمَا تَقَرَّبَ إَلَىَّ عَبْدِي بِشَيْء أَحَبَّ إِلَىَّ مِمَّا (4) افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَىَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ (5) بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي عَلَيْهَا، وَلَئِنْ سَأَلَنِي عَبْدَي لأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لأُعِيذَنَّهُ، وَمَا تَرَدَّدْتُ (6) عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ
_________
(1) في (ج) : "النّبيّ".
(2) الوليّ: خلاف العدوّ، مشتقّ من: الولاء، وهو: الدّنوّ، وَالقرب.
ووليّ الله: من والى الله بموافقة محبوباته، والتّقرّب إليه بمرضاته.
انظر: معجم المقاييس (كتاب: الواو، فصل: الواو واللاّم وما يثلّثهما) ص/1104، ولسان العرب (باب: الواو والياء من المعتلّ، فصل: الواو) 15/411، وشرح العقيدة الطّحاويّة (ص/360) .
(3) أي: أعلمني، يقال: "آذانه الأمر، وآذنه به" أي: أعلمه.
انظر: لسان العرب (حرف: النّون، فصل: الهمزة) 13/9.
(4) في (ج) : "فيما"، وهو خطأ.
(5) البطش: التّناول بشدّة عند الصّولة، والأخذ الشّديد في كلّ شيء: بطش. لسان العرب (باب: الشّين المعجمة، فصل: الباء) 6/267.
وانظر: معجم المقاييس (كتاب: الباء، فصل: الباء والطّاء وما يثلّثهما) ص/140.
(6) لشيخ الإسلام جوابٌ قيّم على سؤال حول التّردّد المذكور في الحديث هنا حاصله: أنّ الله سبحانه بَيّن أنّه يتردّد؛ لأنّ التّردّد تعارض إرادتين، وهو سبحانه يحب ما يحب عبده، ويكره ما يكرهه، وهو يكره الموت، فهو يكرهه، وهو سبحانه قد قضى بالموت، فهو يريد كونه، فسمّى ذلك تردّدًا.
الفتاوى (18/129 131) ، وانظره: (10/58- 59) .
وانظر: شرح العقيدة الطّحاوية (ص/384) .

(2/629)


الْمُؤْمِنِ يَكْرَهُ الْمَوْتَ، وَأَكْرَهُ مُسَاءَتَهُ، وَلاَ بُدَّ لَهُ مِنْهُ".
قَالَ الشَّيخ الإِمام أَبو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: "هَذَا حديثٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ [عَطَاءِ] (1) بْنِ أَبي رَبَاحٍ (2) عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ، وَمِنْ حَدِيثِ شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبي نَمِر عَنْ عَطَاءٍ، انْفَرَدَ بِرِوَايَتِهِ: سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ عَنْهُ, وَلَا نَعْلَمُ رَوَاهُ عَنْ سُلَيْمَانَ إِلاَّ خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ القَطَوانيّ، رواه البخاريُّ/ (أ [16/أ] ) فِي صَحِيحِهِ عَنِ ابْنِ كَرَامة (3) ، فكأَنَّ شيخنا أَبا عمر
_________
(1) لحق بحاشية: (أ) .
(2) الصّواب أنّه: ابن يسار كما تقدّم ص/660 جاء منسوبا في بعض نسخ صحيح البخاريّ (كما في: الفتح 11/349) .
وإنْ كان هذا الّذي ذكره الخطيب رحمه الله قولٌ في تعيينه إلاّ أنّه قول مرجُوح، والأوّل هو الرّاجح، كما نبّه عليه الخطيب نفسه (نقل ذلك عنه: الحافظ في: الفتح 11/349) ، وأيضا هو الّذي يرجّحه الذّهبيّ في: (الميزان 2/165) ، وابن حجر في: (الفتح، الموضع المتقدّم نفسه) .
وجاء في حاشية: (ج) أمام قول الخطيب ".. من حديث عطاء بن أبي رباح" ما نصّه: "إنّما هو عطاء بن يسار، وفي ترجمته، ذكره خلف، وأبو مسعود". وانظر: تحفة الأشراف (10/273، 274) .
(3) صحيح البخاريّ (كتاب: الرّقاق، باب: التّواضع) 8/189 بنحوه.
واستنكر الذّهبيّ عفاالله عنه هذا الحديث جدًّا، فقال في ترجمة خالد بن مخلد في: (الميزان 2/164- 165) بعد أن ذكر اختلاف العلماء في درجته، وساق بعض مناكيره، موردًا منها هذا الحديث: "فهذا حديث غريب جدًّا، ولولا هيبة الجامع الصحيح لعدّوه في منكرات خالد ابن مخلد؛ وذلك لغرابة لفظه، ولأنّه ممّا ينفرد به شريك وليس بالحافظ ولم يرو هذا المتن إلاّ بهذا الإسناد، ولا خرّجه من عدا البخاريّ.." اهـ.
ونقل الحافظ ابن حجر بعض كلامه هذا في: (الفتح 11/349) وقال: ".. وإطلاق أنّه لم يرو هذا المتن إلاّ بهذا الإسناد مردود.." ثمّ ذكر أنّ للحديث طرقا أخرى قال عنها: "يدلّ مجموعها على أنّ له أصلاً".
ثمّ ذكره عن: عائشة، وأبي أمامة، وعلي، وابن عبّاس، وأنس، وحذيفة، ومعاذ ابن جبل، ووهب بن منبّه مقطوعا، وعزاها إلى مخرّجيها، وتكلّم عليها، وتعقّب بعض أهل العلم في كلامهم على بعض طرقها.
وأَمْعَن الألبانيُّ النّظر في هذه الشّواهد، وزاد عليها شاهدًا من حديث ميمونة رضي الله عنها ودرسها سندًا ومتنا سوى حديث عليّ؛ لعدم وقوفه على سنده وأطال النّفس في ذلك إلى أن قال: "وخلاصة القول: إنّ أكثر هذه الشّواهد لا تصلح لتقوية الحديث بها؛ إمّا لشدّة ضعف إسنادها، وإمّا لاختصارها، اللهم إلاّ حديث عائشة، وحديث أنس بطريقيه، فإنّهما إذا ضمّا إلى إسناد حديث أبي هريرة اعتضد بمجموعها، وارتقى إلى درجة الصّحيح إن شاء الله تعالى".انظر: سلسلة الأحاديث الصّحيحة (4/183- 193) رقم الحديث/1640.

(2/630)


ابن مْهَدِيٍّ سَمِعَهُ مِنْهُ".
[39]- أَخبرنا أَبو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ محمَّد بن عبد الله ابن مَهْدِيٍّ (1) قَالَ: أَخبرنا محمَّد بْنُ مخلد (2) : حدَّثنا محمَّد بْنُ عُثْمَانَ بْنِ
_________
(1) تقدّمت ترجمته، انظر ص/54.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا، انظر ص/540.

(2/631)


كَرَامة (1) : حدَّثنا أَبو أُسامة (2) عَنْ [هِشَامِ (3) عَنْ] (4) أَبيه قَالَ: مَرَّ هِشَامُ بْنُ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ (5) عَلَى أُناس من الأَنْبَاط (6) قد / (ج [3/أ] ) أُقيموا فِي الشَّمس، فَقَالَ: مَا شأنهم؟ قال: حُبسوا في الجِزْيَة (7) ,
_________
(1) تقدّمت ترجمته أيضا، انظر ص/628.
(2) هو: حمّاد بن أسامة بن زيد القرشيّ، مولاهم، الكوفيّ.. ثقة، ثبت، عابد، ربّما دلّس، من أروى النّاس عن هشام بن عروة شيخه في هذا الحديث.
روى له: ع. ومات سنة: إحدى ومئتين. انظر: الطّبقات الكبرى (6/394) ، والكاشف (1/348) ت/1212، والتّقريب (ص/177) ت/1487.
(3) هو: ابن عروة بن الزّبير بن العوّام.
(4) ساقط من: (أ) ، ومثبت في: (ج) ، (د) .
(5) انظر ترجمته في: الاستيعاب لابن عبد البر (3/593) ، وأسد الغابة (4/622) ت/5367، والإصابة (3/603) ت/8963.
(6) هم: نصارى الشّأم، وقيل: هم جيل من النّاس ينزلون بالبطائح بين العراقين، وسمّوا نبطا لاستنباطهم ما يخرج من الأرضين، واشتهارهم بعمارتها، وسكنى مدائنها، واتخاذ العقار والملك. انظر: لسان العرب (حرف: الطّاء المهملة، فصل: النّون) 7/411، والأنساب (5/454) ، وهدي السّاري (ص/202) .
(7) هي عبارة عن: المال الّذي يعقد للكتابيّ وَالمجوسيّ عليه الذّمّة، وهي (فعْلَة) من الجزاء، كأنّها جزت عن قتله. قال الله تعالى في سورة التّوبة، الآية (29) :
{قَاتِلُوا الَّذِينَ لاَيُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلاَبِالْيَوْمِ الآخِرِ، وَلاَيُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللهُ وَرَسُولُهُ، وُلايَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُون} .
انظر: كتاب الأموال لأبي عُبيد (ص/33) ، والنّهاية (باب: الجيم مع الزّاي) 1/271، وأحكام أهل الذّمّة لابن القيّم (1/1- 3) .

(2/632)


فقال هشام: أَشهد لسمعتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم قَالَ: "إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يُعَذِّبُ الَّذِينَ يُعَذِّبُوْنَ النَّاسَ فِي الدُّنْيَا".
قَالَ الشَّيخ الإِمام أَبو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: "انْفَرَدَ مسلمٌ بإِخراج/ (د [14/أ] ) هَذَا الْحَدِيثِ فِي صَحِيحِهِ دُونَ الْبُخَارِيِّ، فَرَوَاهُ عَنْ أَبِي كُرَيْب محمَّد بْنِ العلاءِ (1) عَنْ أَبي أُسامة حمَّاد ابن أُسامة عن هشام ابن عُرْوَةَ بْنِ الزُّبير (2) ، فكأَنَّ شَيْخَنَا أَبا عُمَرَ بْنَ مَهْدِيٍّ سَمِعَهُ مِنْ مُسْلم".
[40]- أَخبرنا أَبو عَبْدِ اللَّهِ أَحمد بْنُ محمَّد بْنِ يُوسُفَ بْنِ دُوَسْتَ البزَّار (3) قَالَ: أَخبرنا محمَّد بْنُ جَعْفَرٍ المَطِيْريّ (4) : حدَّثنا علىُّ بْنُ حَرْبٍ (5) : حدَّثنا أَبو مُعَاوِيَةَ (6) ، وَمحمد بْنُ فُضَيل (7) قالا: حدَّثنا
_________
(1) تقدّمت ترجمته، انظر ص/5522.
(2) صحيح مسلم (كتاب: البر، والصّلة، والآداب، باب: الوعيد الشّديد لمن عذّب النّاس بغير حقّ) 4/2018 رقم الحديث/2613.
(3) تقدّمت ترجمته، انظر ص/50.
(4) تقدّمت ترجمته أيضا، انظر ص/506.
(5) تقدّمت ترجمته أيضا، انظر ص/296.
(6) هو: محمَّد بن خازم، تقدّمت ترجمته أيضاً، انظر ص/519.
(7) تقدّمت ترجمته أيضاً، انظر ص/506.

(2/633)


الأَعمش عَنْ أَبي صَالِحٍ (1) عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم تَسْلِيمًا: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لاَ تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُواْ، وَلاَ تُؤْمِنُواْ حَتَّى تَحَابُّواْ، أَلاَ أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ؟ أَفْشُواْ (2) الْسَّلاَمَ بَيْنَكُمْ".
قَالَ الشَّيخ الإِمام أَبو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: "هَذَا حديثٌ صحيحٌ مِنْ حَدِيثِ الأَعمش سُلَيْمَانَ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ أَبي صَالِحٍ ذَكْوَانَ عَنْ أَبي هُريرة,
انْفَرَدَ مسلم / (أ [16/ب] ) بإِخراجه فِي صَحِيحِهِ، فَرَوَاهُ عَنْ أَبي بَكْرِ بْنِ أَبي شَيْبة عَنْ أَبي مُعاوية، وَوكيع عَنِ الأَعمش (3) ، فكأَنَّ شَيْخَنَا أَبا عَبْدِ اللَّهِ بْنَ دُوَسْتَ سَمِعَهُ مِنْ مُسلم"./ (ج [3/ب]
_________
(1) ذكوان بن عبد الله السّمّان، الزّيّات، المدنيّ.. ثقة ثبت، لاَزَمَ أبا هريرة مدّة، حتى جاء عنه قوله: "ما أحد يحدّث عن أبي هريرة إلاّ وأنا أعلم صادق هو أو كاذب". روى له: ع. ومات سنة: إحدى ومائة. انظر: التّأريخ لابن معين رواية الدّوريّ (2/158) ، والسّير (5/36) ، والتّقريب (ص/203) ت/1841.
(2) أي: انشروا، وأظهروا.
انظر: غريب الحديث للخطّابيّ (1/677) ، ولسان العرب (باب: الواو والياء من المعتلّ، فصل: الفاء) 15/155.
(3) صحيح مسلم (كتاب: الإيمان، باب: بيان أنّه لا يدخل الجنّة إلاّ المؤمنون، وأنّ محبّة المؤمنين من الإيمان، وأنّ إفشاء السّلام سبب لحصولها) 1/74 رقم الحديث/54.

(2/634)


[41]- أَخبرنا أَبو [الْحَسَنِ] (1) أَحمد بْنُ محمَّد بْنِ أَحمد بْنِ مُوسَى ابن هَارُونَ بْنِ الصَّلت الأَهوازيّ (2) : ثنا محمَّد بن جعفر المَطِيْريّ (3) [ح] (4) ,
وأَخبرنا الْقَاضِي أَبو الْحُسَيْنِ محمَّد بْنُ أَحمد بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ إِسماعيل الْمَحَامِلِيُّ (5) : حدَّثنا محمَّد بْنُ يَحْيَى بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حَرْبٍ الطّائِيّ (6) قالا: حدَّثنا عليُّ بْنُ حَرْبٍ (7) قَالَ: ثنا سُفيان بْنُ عُيينة عَنِ الزُّهريِّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ ابْنِ عبَّاس عَنْ عُمر قَالَ: قَالَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم تَسْلِيمًا: "لاَ تُطرُونِي (8) كَمَا أَطْرَتِ النَّصَارَى عِيسَى بنَ مَرْيَمَ، فَأَنَا عَبْدٌ".
وقالَ الْمَحَامِلِيُّ: "فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدٌ فَقُوْلُوا: عَبْدُ اللهِ، وَرَسُولُهُ"./د [14/ب]
قَالَ الشَّيخ الإِمام أَبو بَكْرٍ الخطيب:
_________
(1) لحق بحاشية: (أ) .
(2) تقدّمت ترجمته، انظر ص/53.
(3) تقدّمت ترجمته أيضا، انظر ص/506.
(4) زيادة من: (ج) .
(5) تقدّمت ترجمته أيضا، انظر ص/492.
(6) تقدّمت ترجمته أيضا، انظر ص/511.
(7) تقدّمت ترجمته أيضا، انظر ص/296.
(8) الإطراء هو: مجاوزة الحدّ في المدح، والكذب فيه.
النّهاية (باب: الطّاء مع الرّاء) 3/133.

(2/635)


"انْفَرَدَ البخاريُّ بإِخراجه، فَرَوَاهُ عَنْ أَبي بَكْرٍ الحميديِّ عَنْ سُفْيَانَ (1) ، فكأَنَّ شَيْخَيْنَا مَعًا سَمِعَاهُ مِنْهُ".
[42]- أَخبرنا أَبو بكر عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبان الْهِيتِيُّ (2) : حدَّثنا أَبو الطيِّب أَحمد بْنُ إِبراهيم بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ (3) : حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ (4) : حدَّثنا سَعِيدُ بن أَبي مَرْيَمَ (5) قَالَ: حدَّثنا يَحْيَى بْنُ أَيّوب (6) عن [عبيد
_________
(1) صحيح البخاريّ (كتاب: أحاديث الأنبياء، باب: قول الله {وَاذْكُرْ في الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ اْنْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا} ) 4/323 رقم الحديث/241 بنحوه.
وهذا الحديث طرف من حديث السّقيفة، فرّقه البخاريّ رحمه الله في سبعة مواضع من صحيحه مطوّلاً، ومختصرًا ولم يورد فيه قوله: "لاتطروني كما ... " الحديث إلاّ في موضعين:
أحدهما: الّذي تقدّم أعلاه.
والثّاني في: (كتاب: المحاربين، باب: رجم الحبلى من الزّنا إذا أحصنت) 8/300- 304 ورقمه/25 عن عبد العزيز بن عبد الله عن إبراهيم بن سعد عن صالح (هو: ابن كيسان) عن الزُّهريّ به، مطوّلاً.
(2) تقدّمت ترجمته، انظر ص/55.
(3) تقدّمت ترجمته أيضا، انظر ص/522.
(4) هو: الرّماديّ، تقدّمت ترجمته أيضاً، انظر ص/526.
(5) هو: سعيد بن الحكم بن محمَّد بن سالم، الجمحيّ، أبو محمَّد، المصريّ. ثقة، فقيه، صاحب سنّة. روى له: ع. ومات سنة: أربع وعشرين ومئتين.
انظر: تأريخ الثّقات للعجليّ (ص/182 183) ت/537، والمعجم المشتمل لابن عساكر (ص/360) ، وتهذيب الكمال (10/391) ت/2235.
(6) الغافقيّ بفتح العين المعجمة، وكسر الفاء والقاف أبو العبَّاس المِصْريّ.
وثّقه ابن معين (كما في: تأريخ الدّارميّ عنه ص/196 ت/719) ، والبخاريّ (كما في: التّهذيب 11/187) ، ويعقوب بن سفيان في: (المعرفة والتّأريخ 2/445) ، وإبراهيم الحربيّ (كما في: التّهذيب 11/187) ، والدّارقطنيّ في: (السّنن 2/171 172) ، وغيرهم.
وسئل عنه أبو حاتم (كما في: الجرح والتّعديل 9/128 ت/542) فقال: "محلّ يحيى الصّدق، يكتب حديثه، ولا يحتجّ به".
وضعّفه الإمام أحمد في: (العلل ومعرفة الرّجال 3/52 رقم النّص/4125) وأحمد بن صالح (كما في: الثّقات لابن شاهين ص/354 ت/1523) ، وأبو أحمد الحاكم (كما في: التّهذيب 11/187) وغيرهم؛ لسوء حفظه.
وأورده ابن عديّ في: (الكامل 7/214) وقال بعد أن ساق بعض مناكيره: ".. له أحاديث صالحة.. ولا أرى في أحاديثه إذا روى عنه ثقة، أو يروي هو عن ثقة حديثا منكرًا فأذكره، وهو عندي صدوق لا بأس به".
وقال الحافظ في: (التّقريب ص/588 ت/7511) : "صدوق ربّما أخطأ".
روى له: ع. ومات سنة: ثمان وستّين ومائة. وانظر: العلل الكبير للتّرمذيّ (1/350) ، وعمل اليوم واللّيلة للنّسائيّ (ص/365) .
... الكاشف (2/362) ت/6137.

(2/636)


الله (1) ابن] (2) زَحْر (3) عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ (4) عن القاسِم (5)
_________
(1) في حاشية (أ) : عبد الله، وما أثبتّه من: (ج) ، (د) ، وهو الصّحيح.
(2) لحق بحاشية: (أ) .
(3) بفتح الزّاي، وسكون المهملة الضمريّ بفتح الضّاد المعجمة وسكون الميم، وكسر الرّاء الإِفريقي، الكنانيّ،
ضعّفه ابن المدينيّ، والإمام أحمد، وأبو حاتم (كما في: الجرح والتّعديل لابن أبي حاتم 5/315 ت/1499) ، ويعقوب بن سفيان في: (المعرفة والتّأريخ 2/434) ، والدّارقطنيّ في: (العلل 2/138) وغيرهم.
وقال أبو زرعة (كما في: الجرح والتّعديل 5/315 ت/1499) : "لا بأس به، صدوق".
وقال النّسائيّ (كما في: تهذيب الكمال 19/38) : "لا بأس به". وقال ابن حبّان في: (المجروحين 2/62 63) : "يروي الموضوعات عن الأثبات، وإذا روى عن عليّ بن يزيد أتى بالطّامات، وإذا اجتمع في إسناد خبر: عبيد الله بن زحر، وعليّ بن يزيد، والقاسم بن عبد الرّحمن، لا يكون متن ذلك الخبر إلاّ مِمَّا عملت أيديهم، فلا يحلّ الاحتجاج بهذه الصّحيفة؛ بل التنكّب عن رواية عبيد الله بن زحر على الأحوال أولى" اهـ.
وقال الذّهبيّ في: (المغنى 2/415 ت/4922) : "مختلف فيه، وهو إلى الضّعف أقرب". روى له: بخ، 4.
وانظر: الكامل (4/324 325) ، والتّقريب (ص/371) ت/4290.
(4) ابن أبي هلال الألهانيّ بفتح الألف، وسكون اللاّم، وفتح الهاء، وفي آخرها النّون، ويقال: الهلاليّ أبو عبد الملك ويقال: أبو الحسن الشّاميّ، الدّمشقيّ ... واهي الحديث، كثير المنكرات. روى له: ت، ق. ومات سنة: بضع عشرة ومائة.
انظر: تأريخ الدّارميّ عن ابن معين (ص/174) ت/626، وسؤالات ابن أبي شيبة لابن المدينيّ (ص/155) ت/218، والضّعفاء الصّغير للبخاريّ (ص/167) ت/255، والكامل لابن عديّ (5/178 179) ، والكشف الحثيث لبرهان الدّين الحلبيّ (ص/191) ت/531.
(5) ابن عبد الرّحمن الشّاميّ، أبو عبد الرّحمن، الدّمشقيّ.. وثّقه ابن معين (كما في: التّأريخ رواية الدّوريّ عنه 2/481) ، ويعقوب بن سفيان في: (المعرفة والتّأريخ 3/477) ، والتّرمذيّ في: (الجامع 4/497 عند الحديث ذي الرقم/2347، 5/323 عند الحديث ذي الرّقم/3195) وغيرهم. وقال أبو حاتم (كما في: تهذيب الكمال 23/389) : "حديث الثّقات عنه مستقيم، وإنّما ينكر عنه الضّعفاء".
وذكره العقيليّ (3/476) ، وابن حبّان (2/211) ، وابن الجوزيّ (3/14 ت/2746) ضمن من ذكروه من الضّعفاء، والمتروكين ممّن وجدت المناكير في رواياتهم. روى له: بخ، 4. ومات سنة: اثنتي عشرة ومائة.
وانظر: القضاة لوكيع (2/291) ، والمغني للذّهبيّ (2/519) ت/4996، والتّقريب (ص/450) ت/5470.

(2/637)


عَنْ أَبي أُمامة قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "بُعِثْتُ رَحْمَةً وَهُدَى لِلْعَالَمِيْنَ بِمَحْقَ (1) الأَوْثَانِ، وَالْمَعَازِفِ (2) ، وَالْمَزَاميرِ (3) ، وَأَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ" ثُمَّ قالَ: "مَنْ شَرِبَ خَمْرًا فِي الدُّنْيَا سَقَاهُ اللهُ كَمَا شَرِبَ مِنْ حَمِيمِ جَهَنَّمَ مُعَذَّبا، أَوْ مَغْفُورًا لَهُ, وَمَنْ سَقَى صَبِيا / (ج [4/أ] ) صَغِيرًا مُسْلِما سَقَاهُ اللهُ كَمَا شَرِبَ مُعَذَّبا، أَوْ مَغْفُورًا لَهُ".
قَالَ الشَّيخ الإِمام أَبُو بَكْرٍ الخطيب: / (أ [17/أ] ) "هَذَا حديثٌ غريبٌ مِنْ رِوَايَةِ أَبي أُمامة الْبَاهِلِيِّ عَنِ النَّبيِّ صلوات اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلّم ومحفوظٌ مِنْ رواية أَبي عبد الرّحمن
_________
(1) المحق: النّقص، وَالمحو، وَالإبطال.
وقيل: أن يذهب الشيء كلّه حتّى لا يرى منه شيء. انظر: النّهاية (باب: الميم والحاء) 4/303، ولسان العرب (حرف: القاف، فصل: الميم) 10/338.
(2) هي: الدّفوف، وغيرها ممّا يضرب. النّهاية (باب: الدّال مع الفاء) 3/230.
(3) جمع: مزمار، وهو: آلة من قصب، يغنى بها. انظر: النّهاية (باب: الزّاي مع الميم) 2/312، ولسان العرب (حرف: الرّاء، فصل: الزّاي) 4/327.

(2/639)


القاسم ابن عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبي أُمامة, لَا أَعلم رَوَاهُ عَنْهُ إِلاَّ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زَحْر الإِفريقيّ (1) ".
_________
(1) كذا قال، وظاهره أنّ الضّمير عائد إلى القاسم بن عبد الرحمن، وهذا مشكل، فعبيد الله بن زحر لا يروي عن القاسم إنّما يروي عن عليّ بن يزيد.
ثمّ إنّ عبيد الله بن زحر لم يتفرّد برواية الحديث عن عليّ بن يزيد بل تابعه: الفرج بن فضالة كما سيأتي،
ولعلّ الخطيب يرحمه الله كان يريد أن يقول: "لا أعلم رواه عنه إلاّ عليّ ابن يزيد الألهاني" فعرض له ما يعرض للبشر من السّهو، فقال ما قال من غير قصد والله تعالى أعلم.
والحديث من طريق على بن يزيد رواه أيضا الرّويانيّ في: (المسند 2/281 ورقمه/1206، 2/290 ورقمه/1230) ، والطّبرانيّ في: (الكبير 8/197 198 رقم/7804، 8/211 ورقمه/7852) ، والآجرّيّ في: (تحريم النّرد ص/116 رقم/59، ص/117 رقم/60) ، والحسن بن رشيق في: حديثه (جزء منتقى منه [2/ب] ) ، وأبو يعقوب النّيسابوريّ في: (المناهي [214/أ] ) كلّهم من طرق عن عبيد الله بن زحر،
ورواه الحسن الأشيب في: (جزئه ص/39 ورقمه/12) ، والإمام أحمد في: (مسنده 5/257، 268) ومن طريقه: ابن الجوزيّ في: علله (2/784 ورقمه/1308) وأبو داود الطّيالسيّ في: (مسنده ص/154) ، والعقيليّ في: (ضعفائه 3/255) ، والطّبرانيّ في: (معجمه الكبير 8/196 197 ورقمه/7803) كلّهم من طريق الفرج بن فضالة، كلاهما عن يزيد به، مطوّلاً، ومختصرًا،
والفرج وثّقه الإمام أحمد (كما في: تأريخ بغداد 12/395) ، وقال ابن معين (كما في: تأريخ الدّارميّ عنه ص/191 ت/696) : "ليس به بأس"، والجمهور على ضعفه (انظر مثلاً: الطّبقات الكبرى لابن سعد 7/327، وَالضّعفاء الصّغير للبخاريّ ص/193 ت/30، وَالضّعفاء والمتروكين للنّسائيّ ص/227 ت/491) .
وعبيد الله بن زحر مختلف فيه، وهو إلى الضعف أقرب (كما تقدّم ص/578) ، وعليّ بن يزيد واهي الحديث، كثير المنكرات، وكذا شيخه القاسم ابن عبد الرّحمن مختلف فيه، والرّاوي عنه ضعيف (انظر ص/578) .
وجاء متنه أيضاً من حديث عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه رواه ابن عديّ في: (الكامل 6/138 139) ، وأبو بكر الأزديّ في: (حديثه [2 ب 3 أ] ) كلاهما عن عبد الله بن محمَّد بن ناجية عن سويد بن سعيد عن محمَّد بن الفرات عن أبي إسحاق عن الحارث عن عليّ بن أبي طالب به مرفوعا، بنحو حديث الفرج ابن فضالة عن عليّ بن يزيد،
وفي سنده: سويد بن سعيد، وهو الحدثانيّ، قال عنه الإمام أحمد (كما في: بحر الدّم ص/194) : "أرجو أن يكون صدوقا"، وقال ابن المدينيّ (كما في: تأريخ بغداد 9/229) : "ليس بشيء".
وقال النّسائيّ في: (الضّعفاء له ت/260) : "ليس بثقة ولا مأمون".
وكذا فيه محمَّد بن الفرات، كذّبه الإمام أحمد، وابن أبي شيبة (انظر: الميزان 5/128 ت/8047) ، وقال البخاريّ في: (الضّعفاء الصّغير له ص/218) : "منكر الحديث".
وأبو إسحاق هو: السّبيعيّ، مدلّس من الثّالثة (كما عند الحافظ في طبقات المدلّسين ص/42 ت/91) ولا يقبل حديث هؤلاء الطّبقة إلاّ ما صرّحوا فيه بالسّماع، ولم يصرّح هنا.
والحارث هو: ابن عبد الله الهَمْدانيّ الأعور، كذّبه الشّعبيّ، وابن المدينيّ، وغيرهما (انظر: تهذيب الكمال 5/244 ت/1025) .
وروى نحوه أبو بكر الشّافعي في: (فوائده [1/17 أ] ) ، والآجرّيّ في: (تحريم النّرد ص/116 ورقمه/58) ، وابن الجوزيّ في: (تلبيس إبليس ص/233) ثلاثتهم عن عبد الله بن محمَّد بن ناجية عن عبّاد بن يعقوب عن موسى بن عمير عن جعفر بن محمَّد عن أبيه عن جدّه عن عليّ مرفوعا به، بنحوه ...
وموسى بن عمير هو: أبو هارون الكوفيّ، ليس بشيء، كذّبه أبو حاتم، واتّهمه ابن حبّان (انظر: الجرح والتّعديل 8/155،وَالمجروحين 2/238) .
ومن هذا يتبيّن أن الحديث من جميع طرقه لا يعدو كونه ضعيفا جدًّا، أو موضوعا، فلا يصحّ عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
وروى أبو داود في: (سننه 4/89- 90 رقم/3685) ، والإمام أحمد في: (مسنده 2/158، 165، 167، 170، 172، وفي: الأشربة ص/82 رقم/207، ص/83 رقم/211، ص/84 رقم/214) ، ويعقوب بن سفيان في: (المعرفة 2/519) ، والبيهقيّ في: (سننه الكبرى 10/221 222) ، وابن عبد البر في: (التّمهيد 5/167) ، والطّبرانيّ في: (المعجم الكبير 13/51- 52 رقم/127) وغيرهم من عدّة طرق عن عبد الله بن عمرو: "أنّ نبي الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى عن الخمر، والميسر، والكوبة، والغبيراء"، وقال: "كلّ مسكر حرام" وهذا لفظ أبي داود. وهو حديث لا ينزل عن درجة الحسن، ومال الألبانيّ إلى تصحيحه بشواهده في كتابه: (تحريم آلات الطّرب) فانظره ص/56 59.
وروى البخاريّ في صحيحه معلّقا بصيغة الجزم (7/193) ، وأبو داود في (سننه 4/319 رقم/4039) ، وابن حبّان في صحيحه (الإحسان 8/265 رقم/6719) ، والطّبرانيّ في: (معجمه الكبير 3/282 رقم/3417) ، والبيهقيّ في: (سننه الكبرى 10/221) ، وغيرهم حديث أبي مالك أو أبي عامر الأشعريّ رضي الله عنه أنّه سمع النّبيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "ليكوننّ من أمّتي أقوامٌ يستحلّون الحِرَ، والحريرَ، والخمرَ، والمعازف". الحديث، وهذا لفظ البخاريّ.
وهو حديث صحيح، صحّحه ابن الصّلاح في: (مقدّمته ص/226) ، وابن تيميّة في: (الاستقامة 1/294) ، وابن القيّم في: (إغاثة اللهفان1/259) ، والزّركشيّ (كما في: الفتح 10/54) ، والألبانيّ في: (سلسلة الأحاديث الصّحيحة 1/139 رقم/91، وتحريم آلات الطّرب ص/38 وما بعدها) ، وغيرهم.

(2/640)


[43]- أَنا أَبو الْحَسَنِ محمَّد بْنُ أَحمد بْنُ محمَّد بْنِ أَحمد بْنِ رِزْقَوَيْهِ البزَّار (1) قَالَ: أَخبرنا [أَبو بَكْرٍ] (2) أَحمد بْنُ سُليمان بْنِ أَيّوب العبَّادانيّ (3) : حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ (4) : حدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَحْيَى الْمَدَنِيُّ (5) : حدَّثنا مَالِكُ بْنُ أَنس عن
_________
(1) تقدّمت ترجمته، انظر ص/56.
(2) لحق بحاشية (أ) .
(3) تقدّمت ترجمته أيضا، انظر ص/602.
(4) تقدّمت ترجمته أيضا، انظر ص/296.
(5) العُذريّ، قال العقيليّ في: (الضّعفاء 2/351) : "مجهول، لا يستقيم الحديث من جهته".
وقال ابن عديّ في: (الكامل 4/290) : "حدّث عن الثّقات بالمناكير".
وضعّفه أيضا: الدّارقطنيّ (كما في: لسان الميزان 3/444 ت/1728) ، وفيه: "وقال الأزديّ: متروك، لا يحتجّ به". وانظر: الضّعفاء والمتروكين لابن الجوزيّ (2/101) ت/1909، والميزان (3/311) ت/5003.

(2/642)


سُمَيّ (1) عَنْ أَبي صَالِحٍ (2) عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم تَسْلِيمًا قَالَ: "الشُّهَدَاءُ خَمْسَةٌ: الْمَطْعُوْنُ (3) ، وَالْمبطُوْنُ (4) ، وَالْغَرِيقُ، وَصَاحبُ
_________
(1) بسين مهملة مضمومة، وفتح ميم، وشدّة تحتيّة القرشيّ، المخزوميّ، أبو عبد الله، المدني، ثقة. روى له: ع. ومات سنة: ثلاثين ومائة.
انظر: تأريخ الدّارميّ عن ابن معين (ص/123) ت/383، والعلل للإمام أحمد (2/493) رقم النّص/3244، والتّقريب (ص/256) ت/2635.
(2) هو: ذكوان بن عبد الله السّمّان.. تقدّمت ترجمته، انظر ص/634.
(3) يقال: "طُعِن الرّجل، فهو مطعون: إذا أصابه الطّاعون" وهو المرض العام، والوباء الذي يفسد له الهواء فتفسد به الأمزجة، والأبدان.
انظر: النّهاية (باب: الطّاء مع العين) 3/127، ولسان العرب (حرف: النّون، فصل: الطّاء المهملة) 13/267. ويقول ابن سينا في: (القانون 3/121- 122) : ".. ثمّ قيل لكلّ ورم قتّال؛ لاستحالة مادّته لجوهر سُمّيّ يفسد العضو، ويغيّر لون ما يليه، وربّما رشح دما، وصديدًا أو نحوه ويؤدّي كيفيّة رديئة إلى القلب من طريق الشّرايين، فيُحدث القيء، والخفقان، والغشيّ، وإذا اشتدّت أعراضه قتل، ومن الواجب أن يكون هذا الورم القتّال يعرض في أكثر الأمر في الأعضاء الضعيفة، مثل: الآباط، والأربية، وخلف الأذن، ويكون أردؤها ما يعرض في الآباط، وخلف الأذن؛ لقربها من الأعضاء الّتي هي أشدّ رئاسة.." اهـ.
(4) هو: الّذي يموت بمرض بطنه كالاستسقاء، ونحوه. انظر: النّهاية (باب: الباء مع الطّاء) 1/136، ولسان العرب (حرف: النّون، فصل: الباء) 13/53.

(2/643)


الْهَدْمِ (1) ، وَالْمَقْتُولُ فِي سَبِيلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ".
قَالَ الشَّيخ الإِمام أَبو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: "هَذَا حديثٌ صحيحٌ من حديث / (د [15/أ] ) أَبي عَبْدِ اللَّهِ مَالِكِ بْنِ أَنس بْنِ مَالِكِ (2) بْنِ أَبي عَامِرٍ عَنْ سُمَيّ مَوْلَى: أَبي بكر بن عبد الرّحمن ابن الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ وَهُوَ غريبٌ من رواية عبد الرّحمن بن يَحْيَى العُذريّ (3) الْمَدَنِيِّ عَنْ مَالِكٍ (4) ,
_________
(1) مأخوذ من الهدم بالتّحريك: البناء المهدوم، والمراد: من انهار عليه بناء، أو تهدّمت عليه بئر أو نحو ذلك.
انظر: النّهاية (باب: الهاء مع الدّال) 5/252، ولسان العرب (حرف: الميم، فصل: الهاء) 12/603.
(2) قوله: (ابن مالك) ليس في (ج) .
(3) قوله: "العذريّ" ليس في (ج) أيضا.
(4) هذا الحديث كما قال المصنّف غريب من رواية عبد الرّحمن بن يحيى عن مالك، ولم أجد من رواه من هذا الطّريق إلاّ المهروانيّ هنا، وهو ثابت من طرق أخرى عن مالك في الصّحيحين وغيرهما،
فرواه البخاريّ في: (كتاب: الجهاد والسّير، باب: الشّهادة سبع سوى القتل) 4/83 ورقمه/45 عن عبد الله بن يوسف،
وفي: (كتاب: الأذان، باب: الصّف الأوّل) 1/290 ورقمه/109، و (كتاب: الطّب، باب: ما يذكر في الطّاعون) 7/239 ورقمه/48 عن أبي عاصم (هو: الضّحّاك بن مخلد) ،
وفي: (كتاب: الأذان أيضا باب: فضل التهجير إلى الظهر) 1/264 265 ورقمه/47 عن قتيبة (هو: ابن سعيد) ثلاثتهم عن مالك به، مطوّلاً، ومختصراً.
ورواه مسلم في: (كتاب: الإمارة، باب: بيان الشّهداء) 3/1521 ورقمه/1914 من حديث يحيى بن يحيى عن مالك به، مطوّلاً.

(2/644)


وقع إِلَيْنَا بِعُلُوٍّ مِنْ رِوَايَةِ عَلِيِّ بن حرب الطَّائِيّ عنه" / (ج [4/ ب] )
[44]- أَخبرنا أَبو الحُسين محمَّد بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الفَضْل الْقَطَّانُ (1) : حدَّثنا أَبو بَكْرٍ محمَّد بْنُ الْحَسَنِ النَّقَّاش (2) : حدَّثنا أَبو بَكْرٍ أَيّوب بْنُ سُليمان بْنِ دَاوُدَ (3) بالمَصِّيْصة (4) حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ زِيَادٍ (5) : حدَّثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبي رَجَاءٍ (6) قَالَ: حدَّثنا مَالِكُ بْنُ أَنس عَنْ سُهيل بْنِ أَبي صَالِحٍ (7) عَنْ أَبيه عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ، وَأَبي سعيد
_________
(1) تقدّمت ترجمته، انظر ص/63.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا، انظر ص/552.
(3) تقدّمت ترجمته أيضا، انظر ص/534.
(4) بالفتح، ثمّ الكسر والتّشديد، ونقل: التّخفيف، ثمّ ياء ساكنة، وصاد مهملة أخرى مدينة بالشّأم، من ثغور الإسلام، رابط بها الصّالحون قديما.
انظر: معجم ما استعجم (4/1235) ، ومعجم البلدان (5/144) ، ولسان العرب (حرف: الصّاد المهملة، فصل: الميم) 7/93.
(5) المتّوثيّ بضمّ الميم، وضمّ الفوقيّة المشدّدة، وسكون الواو، وآخره ثاء مثلّثة نسبة إلى متّوث بلد بين فرقوب، والأهواز، نسبه الحافظ ابن حجر في: لسان الميزان (4/30) ، ولم أقف على ترجمة له. وانظر: اللّباب لابن الأثير (3/162) .
(6) قال الدّارقطنيّ (كما في: الميزان 3/342 ت/5100) : "متروك، له مصنّف موضوع كلّه".
وأورد اسمه كلّ من: الفتّنيّ في: (قانون الموضوعات والضّعفاء ص/270) ، وابن عرّاق في: (تنزيه الشّريعة 1/80) ضمن ما سرداه من أسماء الوضّاعين والكذّابين. وانظر: لسان الميزان لابن حجر (4/30) ت/80.
(7) ذكوان المدنيّ، صدوق تغيّر حفظه بأخرة (انظر: التّقريب ص/259 ت/2675) .

(2/645)


الْخُدْرِيِّ عَنِ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم تسليما قَالَ: "ابْنَ آدَمَ، أَطِعْ رَبَّكَ تُسَمَّ عَالِما، وَلاَ تَعْصِهِ فَتُسَمَّى جَاهِلاً".
قَالَ الشَّيخ الإِمام أَبو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: "هَذَا حديثٌ غَرِيبٌ جدّاً / (أ [17/ أ] ) مِنْ حَدِيثِ مَالِكِ بْنِ أَنس، تَفَرَّدَ بِرِوَايَتِهِ عَنْهُ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبي رَجَاءٍ، وَلَمْ نَكْتُبْهُ إِلاَّ من هذا الوجه (1) ".
_________
(1) الحديث رواه أيضا: الخطيب في: أسماء الرّواة عن مالك (كما في: إتحاف السّادة المتّقين للزّبيديّ 1/452) من طريق ابن أبي رجاء المذكور، وقال: "منكر من حديث مالك".
وكذا رواه: أبو نعيم في: (الحلية 6/345) عن عليّ بن أحمد بن عليّ المصّيصيّ عن أيّوب بن سليمان بسنده كما هنا دون قوله: "ابن آدم"، وفيه: "عاقلاً" بدل: "عالما".
وقال: "غريب من حديث مالك، لم نكتبه إلاّ من حديث ابن أبي رجاء".
والحديث أورده الذّهبيّ في ترجمة (عبد العزيز بن أبي رجاء) من الميزان (3/342) وقال: "هذا باطل على مالك".
وعقّب برهان الدّين الحلبيّ على قول الذّهبيّ في ترجمة المذكور من كتابه: الكشف الحثيث (ص/169 ت/445) بقوله: "كأنّه يشير إلى أنّ المتّهم به عبد العزيز هذا والله أعلم".
وقال المناويّ في: (التّيسير 1/17) : "وهو ضعيف، بل قيل موضوع".
وللحديث عدّة طرق إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم متّصلة ومرسلة، رواها داود بن المحبّر في كتاب: (العقل) أورد الغزاليّ بعضا منها في: (الإحياء 1/89، 91، 92) ، وتكلّم العراقيّ عليها في تخريجه (1/48 52) ، ومدارها كلّها على داود بن المحبّر، وهو متروك، وأكثر أحاديث كتابه هذا موضوعات (انظر: المجروحين لابن حبّان 1/291، وَالتّهذيب لابن حجر 3/199 201) .
وكتاب: (العقل) هذا في الأصل ليس له، وإنّما سرقه من ميسرة بن عبد ربّه وهو أوّل من وضعه وركّب له أسانيد غير أسانيد ميسرة، ثمّ سرقه عبد العزيز بن أبي رجاء راوي هذا الحديث من داود بن المحبّر، وركّب له أسانيد غير أسانيده، ثمّ سرقه سليمان بن عيسى السّجزيّ فأتى بأسانيد أُخر؟! (انظر: الكامل لابن عديّ 3/101، وَتأريخ بغداد 8/360) .
وبالجملة فإنّه لا يصحّ من أحاديث العقل شيء كما نُقل عن العقيليّ، وابن حبّان، وكما يقوله ابن القيّم، وابن هِمَّات، وغيرهما.
(انظر: المنار المنيف لابن القيّم ص/64، وَالتنّكيت والإفادة لابن هِمّات ص/24، وَتحذير المسلمين للأزهريّ ص/74) .

(2/646)


[45]- أَخبرنا أَبو الْفَتْحِ هِلَالُ بْنُ محمَّد بْنِ جَعْفَرٍ الحفَّار (1) قَالَ: أَنا إِسماعيل بْنُ محمَّد الصَّفَّار (2) : حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ التَّرْقُفيّ (3) : حدَّثنا رَوَّاد بْنُ الجَرَّاح، أَبُو عِصَامٍ العَسْقَلاَنيّ (4) عَنْ سُفْيَانَ عن
_________
(1) تقدّمت ترجمته، انظر ص/61.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا، انظر ص/245.
(3) تقدّمت ترجمته أيضا، انظر ص/251.
(4) الشّاميّ، قال الإمام أحمد في: (العلل ومعرفة الرّجال 2/31رقم النّص/1457) : (لا بأس به، صاحب سنّة، إلاّ أنّه حدّث عن سفيان أحاديث مناكير) .
وقال ابن معين في: (التّأريخ رواية: الدّوريّ 2/167) : (لا بأس به، إنّما غلط في حديث سفيان الثّوريّ) .
وقال البخاريّ في: (التّأريخ الكبير 3/336 ت/1139) :
(كان قد اختلط، لا يكاد أن يقوم حديثه) .
وقال النّسائيّ في: (الضّعفاء والمتروكين ص/176 ت/194) : (ليس بالقويّ، روى غير حديث منكر، وكان قد اختلط) .
وقال الحافظ في: (التّقريب ص/211 ت/1958) : (صدوق اختلط بآخرة فترك، وفي حديثه عن الثّوريّ ضعف شديد، من التّاسعة) .
روى له: ق. وانظر: الكامل لابن عديّ (3/176) ، والكواكب النّيّرات لابن الكيّال (ص/176) ، والاغتباط لبرهان الدّين الحلبيّ (ص/123) .

(2/647)


مَنْصُورٍ (1) عَنْ رِبْعِيّ (2) عَنْ حُذيفة قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم تَسْلِيمًا: "خَيْرُكُمْ فَي الْمائتين: كُلُّ خَفِيفِ الْحَاذِ (3) ". قِيلَ: يَا رسولَ اللَّهِ، وَمَا الخفيفُ الْحَاذِ؟ قَالَ: "الَّذِي لاَ أَهْلَ لَهُ وَلاَ وَلَدٌ".
قَالَ الشَّيخ الإِمام أَبو بَكْرٍ الْخَطِيبُ:
_________
(1) ابن المعتمر السّلميّ، أبو عتّاب بمثنّاة مشدّدة، ثمّ موحّدة، بينهما ألف الكوفيّ، ثقة ثبت، من عبّاد أهل الكوفة، وفقهائهم. روى له: ع. ومات سنة: اثنتين وثلاثين ومائة.
انظر: أحوال الرّجال (ص/79) ت/103، والمشاهير (ص/166) ت/1321، والتّقريب (ص/547) ت/6908.
(2) ابن حراش بكسر الحاء المهملة، وآخره شين معجمة بن جحش، الغطفانيّ، ثمّ العبسيّ، أبو مريم، الكوفيّ.. ثقة من خيار التّابعين. روى له: ع. ومات سنة: مائة وقيل بعدها. انظر: تأريخ الثّقات للعجليّ (ص/152) ت/415، وتأريخ مولد العلماء ووفياتهم (1/248) ، والكاشف (1/390) ت/1521.
(3) الحاذُ وَالحال واحد، وأصل الحاذ: طريقة المتن من الإنسان، وهو ما يقع عليه اللَّبْدُ من ظهر الفرس.
انظر: النّهاية (باب: الحاء مع الواو) 1/457، ولسان الميزان (حرف: الذّال المعجمة، فصل: الحاء المهملة) 3/487.

(2/648)


"هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ أَبي عَبْدِ اللَّهِ سُفْيَانَ بْنِ سعيد بن مسروق (1) الثوّريّ / (ج [5/أ] ) عَنْ مَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ عَنْ / (د [15/ب] ) ربعيّ بن حِراش عَنْ حُذيفة بْنِ الْيَمَانِ، تَفَرَّدَ بِرِوَايَتِهِ: أَبُو عِصَامٍ رَوَّادُ بْنُ الْجَرَّاحِ عَنِ الثَّوْرِيِّ (2) .
وَقَدْ رَوَاهُ أيضا عنه غيره (3) " (4) .
_________
(1) قوله: "ابن مسروق" ليس في (د) .
(2) كذلك قال الدّارقطنيّ في: الأفراد وَالغرائب له (ترتيب ابن القيسرانيّ [126/أ] ) ، والبيهقيّ في: (شعب الإيمان 7/292) عند الحديث ذي الرّقم/10350) .
وكلامهم هذا محمول على أنّه إنّما اشتهر من رواية روّاد عن سفيان، فكأنّه تفرّد به عنه، أو أنّ من حدّث به سرقه منه، وهو العمدة فيه، وإلاّ فقد رواه عنه غيره كما سيأتي والله تعالى أعلم.
(3) كعبد الغفّار بن الحسن الرّمليّ، والحسن بن عبد الله الخراسانيّ، أشار إلى روايتهما ابن عديّ في: (الكامل 3/176) .
وعبد الغفّار هذا قال عنه الجوزجانيّ (كما في: الكامل 5/328) : "لا يغترّ بحديثه"، وقال الأزديّ (كما في: الميزان للذّهبيّ 4/354) : "كذّاب"،
وقال أبو حاتم (كما في: الجرح والتّعديل لابنه 6/54 ت/288) : "لا بأس به". وقال ابن عديّ في: (الكامل 5/329) بعد أن ذكر شيئا من مناكيره: "ولعبد الغفّار أحاديث غير محفوظة".
وَالحسن بن عبد الله مجهول، ذكر ذلك ابن عديّ في: (الكامل 3/176) ، والذّهبيّ في: (الميزان 2/245 في التّرجمة ذات الرّقم/2795) .
(4) هذا الحديث في الأصل قطعة من حديث فيه طول يرويه روّاد بن الجرّاح عن الثّوريّ بسنده كما هنا، يوقِّت فيه لأمور، فيقول: "إذا كانت سنة كذا كان كذا، وكذا" وقد رواه عنه غيره كما تقدّم أعلاه.
وهذا الحديث رواه التّرقفيّ في: (حديثه [1/ب] ) ، وابن عديّ في: (الكامل 3/176- 177) ، وابن الأعرابي في: (معنى الزّهد ص/61 ورقمه/106) ومن طريقه: الخطّابيّ في (العزلة ص/120) والبيهقيّ في: (شعب الإيمان 7/292 ورقمه/10350) ، والخطيب في: (تأريخ بغداد 6/197- 198، 11/225) من طريقين عن التّرقفيّ، وابن الجوزيّ في: (العلل المتناهية 2/635- 636 رقم الحديث/1051، 1052) من طريقين عن التّرقفيّ أيضا وذكره ابن أبي حاتم في: (العلل 2/420 رقم الحديث/2765) عن أحمد بن عمر الأنطاكيّ عن روّاد..
وَالحديث من هذا الطّريق حديث منكر؛ لضعف روّاد بن الجرّاح، وتفرّده به.. أمّا ما أشير إليه من متابعة له من طريق عبد الغفّار بن الحسن، والحسن بن عبد الله فلا عبرة بها، الأول متّهم، والثّاني مجهول، ثمّ إنّ الحديث حديث روّاد، ولا يعرف إلاّ به.
هذا، وقال أبو حاتم (كما في: العِلل لابنه 2/420 وقد سأله عن الحديث) : "هذا حديث منكر". وقال مرّة (كما في: المرجع المتقدّم نفسه 2/132 رقم الحديث/1890) : "هذا حديث باطل".
وقال مرّة (كما في: الميزان 2/246) : "منكر لا يشبه حديث الأثبات، وإنما كان بدوّ هذا الخبر فيما يبدو: ذكر لي أنّ رجلاً جاء إلى روّاد فذكر له هذا الحديث فاستحسنه، وكتبه، ثمّ بعد حدّث به؛ يظنّ أنّه من سماعه"!
وللحديث طرق أُخرى بمعناه عن عدد من الصّحابة رضوان الله عليهم منها:
1 حديث ابن مسعود: رواه الحارث ابن أبي أسامة في مسنده (كما في: بغية الباحث 2/773 774 رقم الحديث/774، وَالمطالب العالية 4/275) ومن طريقه: أبو بكر بن خلاّد في: (فوائده [ق 9] ) ، ومن طريق ابن خلاّد: أبو نعيم في: (الحلية 2/118) عن عبد الرّحيم بن واقد عن مسعدة ابن صدقة عن الثّوريّ عن أبيه عن الرّبيع بن خثيم عن ابن مسعود به، مرفوعا..
قال أبو نعيم: "غريب من حديث الرّبيع، ومن حديث الثّوريّ، لم يروه عنه إلاّ مَسْعدة، ولا كتبناه إلاّ من حديث عبد الرّحيم بن واقد عاليا".
وعبد الرّحيم بن واقد، قال عنه الخطيب في: (تأريخ بغداد 11/85) : "وفي حديثه غرائب وَمناكير؛ لأنّها عن الضّعفاء والمجاهيل".
وكذا شيخه مسعدة بن صدقة، قال عنه الدّارقطنيّ (كما في: الميزان 5/223) : "متروك".
2 حديث أبي سعيد: رواه أبو يعلى في: (المسند 2/276 277 رقم الحديث/990) بسنده عن مسلمة بن عليّ عن عبد الرّحمن بن يزيد عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيّب عن أبي سعيد به مرفوعا،
وفي سنده: مسلمة بن عليّ، وهو أبو سعيد الخشنيّ، متروك الحديث.
انظر: التّأريخ لابن معين رواية: الدّوريّ (2/565) ، والضّعفاء والمتروكين للنّسائيّ (ص/238) ت/570، والكامل (6/313) .
وعبد الرّحمن بن يزيد هو: ابن تميم السّلميّ.. قال البخاريّ في: (التّأريخ الكبير 5/635 ت/1156) : (عنده مناكير) .
بل نصّ ابن معين في: (التّأريخ رواية: الدّوري 2/361) ، ودحيم (كما في: المعرفة والتّأريخ 3/53) على ضعفه في الزُّهريّ شيخه في هذا الحديث.
3 حديث أبي أمامة: وروي من ثلاث طرق عنه:
الطريق الأولى: رواها التّرمذيّ في: (جامعه 4/496 497 رقم الحديث/2347) ، ووكيع في: (الزّهد 1/359 رقم/133) ، والحميديّ في: (مسنده 2/404 رقم/909) ومن طريقه: الخطّابيّ في: العزلة (ص/120) وأحمد في: (مسنده 5/252، 255، والزّهد ص/25 رقم/55) ، والرّويانيّ في: (مسنده 2/280- 281 رقم/1205، 2/287 رقم/1219) ، وابن الأعرابي في: (معنى الزّهد ص/59 رقم/102، وص/60 برقم/105) ، وأبو بكر النجّاد في: (حديثه [14/ب] ) ، والطّبرانيّ في: (معجمه الكبير 8/205 برقم/7829، 8/213 برقم/7860) ، والآجرّيّ في: (الغرباء ص/53 برقم/32) ، والحاكم في: (المستدرك 4/123) ، والنّقّاش في: (فوائد العراقيّين ص/35- 36 برقم/20) ومن طريقه أبو طاهر السّلفيّ في: (الفوائد الحسان [3/أ] ) وأبو نعيم في: (الحلية 1/25) ، والبيهقيّ في: (الزّهد الكبير ص/113- 114 برقم/196، 197) كلّهم من طرق عن عبيد الله بن زحر عن عليّ بن زيد عن القاسم عن أبي أمامة به، مرفوعا، إلاّ أنٍّ ابن الأعرابيّ، والخطّابيّ قالا: عن عبيد الله بن زحر عن القاسم، وفيه سقط، أو أنّه هكذا وقعت روايته لهما.
والحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًّا؛ لحال عبيد الله بن زحر، ومن فوقه، وتقدّم الكلام على مثل هذا السّند عند الحديث ذي الرّقم/42 ص/570.
الثّانية: رواها ابن ماجه في: (سننه 2/1378- 1379 برقم/4117) بسنده عن صدقة بن عبد الله عن إبراهيم بن مرّة عن أيّوب بن سليمان عن أبي أمامة به مرفوعا، بنحو حديث القاسم عنه..
وصدقة بن عبد الله هو: السّمين، ضعيف جدًّا،
انظر: العلل ومعرفة الرّجال لأحمد (2/20) رقم النّص/1411، (2/46) رقم/1506،والكنى لمسلم (2/758) ت/3082.
وأيّوب بن سليمان شاميّ مجهول، قاله: أبو حاتم (كما في: التّهذيب لابن حجر 1/404) ، والذّهبيّ في: (الميزان 1/287) ، وقال الحافظ في: (التّهذيب 1/404) : (وذكر ابن حبّان في الثّقات [4/28] : " أيّوب بن سليمان، روى عن: أنس، وعنه: محمَّد بن حمير فعندي أنّه هو".
وقال الذّهبيّ بعد أن ذكر حديثه هذا: "تفرّد به عنه إبراهيم بن مرّة".
وقال البوصيريّ في الزّوائد "إسناده ضعيف لضعف أيّوب بن سليمان..".
الثّالثة: رواها ابن الأعرابي في: (معنى الزّهد ص/60 ورقمها/104) ، وابن عديّ في: (الكامل 5/223) من حديث العلاء بن هلال عن هلال بن عمر عن أبيه عمر بن هلال عن أبي غالب عن أبي أمامة به، بنحوه، وهذا إسناد مسلسل بالضّعفاء، والمجاهيل: فالعلاء منكر الحديث، لا يجوز الاحتجاج به.
انظر: الجرح والتّعديل (6/361) ت/1997، والمجروحين (2/184) . وهلال بن عمر ضعيف أيضا،
انظر: الجرح والتّعديل (9/78) ت/314.
وأبوه لم أقف على ترجمة له، وأبو غالب اسمه: حزوّر، ضعيف أيضا.
انظر: الميزان (1/476) ت/1799، (6/234) ت/10495.
وحزوّر: بفتح الحاء المهملة، والزاي المعجمة معا، وتشديد الواو المفتوحة، وآخره راء مهملة كما في: البدر المنير (3/401) .
وللحديث طرق أخرى بمعناه عن بعض الصّحابة رضوان الله عليهم إلاّ أنها واهية لا يصحّ منها شيء، كما قاله الدّارقطنيّ في: (العلل [الجزء الثّالث، حديث أبي قتادة] ، وانظر: تعليقاته على المجروحين لابن حبّان ص/213) ، والسّخاوي في: (المقاصد ص/214) ، والعجلونيّ في (كشف الخفاء 1/386) ، وابن هِمَّات في: (التّنكيت ص/122، 123) وغيرهم.
ومعلوم أن الأحاديث الّتي يرد فيها ذكر التّواريخ المستقبلة، واشتملت على مثل: إذا كان سنة كذا وكذا كان كذا وكذا، بله الّتي جاء فيها ظهور شيء من الآيات بعد المئتين، أو الّتي فيها ذمّ الأولاد كلّها كذب مفترى، كما قرّر ذلك أئمة الحديث رحمهم الله تعالى انظر: المغني عن الحفظ والكتاب (ص/531،535،537) ، والمنار المنيف (ص/61، 100، 101) ، والتّنكيت لابن هِمّات (ص/187) .

(2/649)


[46]- أَخبرنا أَبو الحُسين عَلِيُّ بْنُ محمَّد بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْران المعدِّل (1) قَالَ: أَنا محمَّد بن عمرو البَخْتَرِيّ (2) : حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ محمَّد بْنِ شَاكر (3) قَالَ: أَخبرنا حُسين بن عليّ الجُعْفِيّ (4) : حدَّثنا
_________
(1) تقدّمت ترجمته، انظر ص/62.
(2) بفتح الموحدة، وسكون المعجمة، وفتح المثنّاة الفوقيّة، وكسر الرّاء أبو جعفر، البغداديّ، ثقة ثبت. مات سنة: تسع وثلاثين وثلاثمائة.
انظر: تأريخ بغداد (3/132) ت/1152، والسّير (15/385) .
(3) العنبريّ، المقرئ، أبو البختريّ، الكوفيّ، ثمّ البغداديّ، صدوق.
مات سنة: سبعين ومئتين. انظر: الجرح والتّعديل (5/162) ت/748، وسؤالات الحاكم للدّارقطنيّ (ص/121) ت/117، وغاية النّهاية لابن الجزريّ (1/449) ت/1874.
(4) تقدّمت ترجمته، انظر ص/594.

(2/653)


زائِدة (1) عَنِ الْمُخْتَارِ بْنِ فُلْفُل (2) عَنْ أَنس بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم سليما: "أَنَا أَوَّلُ شَفِيعٍ فِي الْجَنَّةِ".
قَالَ الشَّيخ الإِمام أَبو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: "هَذَا حديثٌ صَحِيحٌ مِنْ حَدِيثِ الْمُخْتَارِ بْنِ فُلْفُل عَنْ أَنس، وَمِنْ رِوَايَةِ [أَبي] (3) الصَّلت زائِدة بْنِ قُدامة الثَّقفيّ عَنِ الْمُخْتَارِ,
انْفَرَدَ مسلمٌ بإِخراجه فِي كِتَابِهِ، فَرَوَاهُ عَنْ أَبي بَكْرِ بْنِ أَبي شَيْبَةَ عَنْ حُسين الجُعفيّ (4) ، فكأَنَّ شَيْخَنَا أَبا الْحُسَيْنِ سمعه [من مسلم] (5) ".
_________
(1) هو: ابن قدامة، تقدّمت ترجمته أيضا، انظر ص/594.
(2) بفائين مضمومتين، ولامين الأولى منهما ساكنة القرشيّ، المخزوميّ، مولاهم. قال الإمام أحمد في: (العلل ومعرفة الرّجال 2/504 رقم النّص/3321) : (لا أعلم به بأسا، لا أعلم إلاّ خيرًا) .
وقال مرّة (كما في: بحر الدّم ص/397 ت/967) : (ثقة) .
ووثّقه أيضا: ابن معين، وأبو حاتم (كما في: الجرح والتّعديل 8/310 ت/1432) ، والعجليّ في: (الثّقات ص/422 ت/1545) ، ويعقوب ابن سفيان في: (المعرفة والتّأريخ 3/151) ، وغيرهم.
وذكره ابن حبّان في: (الثّقات 5/429) ، وقال: (يخطئ كثيرًا) .
وقال ابن حجر في: (التّهذيب 10/69) : (تكلّم فيه السّليمانيّ، فعدّه في رواة المناكير عن أنس، وقال أبو بكر البزّار: صالح الحديث، وقد احتملوا حديثه) .
روى له: م، د، ت، س. وانظر: تأريخ أسماء الثّقات (ص/311) ت/133، والكاشف (2/248) ت/5331.
(3) لحق بحاشية: (أ) .
(4) صحيح مسلم (كتاب: الإيمان، باب في قول النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: "أنا أوّل شفيع في الجنّة، وأنا أكثر الأنبياء تبعا" 1/188 رقم الحديث/196 بأطول من هذا.
(5) لحق بحاشية: (أ) .

(2/654)


[47]- أَخبرنا أَبو القاسم / أ [18/أ] عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَحمد بْنِ إِبراهيم القَزْوينيّ (1) قَالَ: أَخبرنا عَلِيُّ بْنُ إِبراهيم بن سلمة القطَّان: (2) حدَّثنا عُبيد بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ شَريك (3) : حدَّثنا محمَّد بْنُ عَبْدِ العزيز الواسطيّ (4) : حدَّثنا الْقَاسِمُ بْنُ غُصْن (5) عَنْ: محمَّد بن
_________
(1) تقدّمت ترجمته، انظر ص/59.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا، انظر ص/556.
(3) أبو محمَّد، البغداديّ، البزّار،
قال الدّارقطنيّ (كما في: سؤالات الحاكم له ص/132 ت/154) : "صدوق". وقال أبو مزاحم موسى بن عبيد الله (كما في: تأريخ بغداد 11/100) : "وكان أحد الثّقات، ولم أكتب عنه في تغيّره شيئا".
وقال ابن المنادي (في: الموضع نفسه من تأريخ الخطيب) : ".. أكثر النّاس عنه، ثمّ أصابه أذى فغيّره في آخر أيّامه، وكان على ذلك صدوقا".
مات سنة: خمس وثمانين ومئتين. وانظر: المنتظمّ (12/387) ت/1923، ولسان الميزان (4/120) ت/255.
(4) العمريّ، أبو عبد الله، الرّمليّ، المعروف: بالواسطيّ،
نقل ابن أبي حاتم في: (الجرح والتّعديل 8/8 ت/29) عن أبي زرعة قال: "ليس بالقويّ".
وعن أبيه: "أدركته، ولم يقض لي بالسّماع منه، كان عنده غرائب، ولم يكن عندهم بالمحمود، وهو إلى الضّعف ما هو".
وقال البزّار (كما في: كشف الأستار للهيثميّ 1/479 رقم/1017) : "ليس بالحافظ". روى له: تم، س. وانظر: تأريخ الثّقات للعجليّ (ص/409) ت/1478،والضّعفاء والمتروكين لابن الجوزيّ (3/77) ت/3076، والمغني في الضّعفاء للذّهبيّ (2/608) ت/5769.
(5) أصله من العراق، سكن الشّأم،
قال الإمام أحمد في: (العلل ومعرفة الرجال 2/475 رقم النّص/3116) : "يحدّث بأحاديث مناكير". ونقل ابن أبي حاتم في: (الجرح والتّعديل7/116 ت/667) عن أبي زرعة قال: "ليس بالقويّ". وعن أبيه: "ضعيف الحديث".
وقال ابن عديّ في: (الكامل 6/36) : ".. وأمّا إذا روى عن القاسم بن غصن محمَّدُ بن عبد العزيز الرّمليّ فإنّه يأتي عنه عن مشايخه بمناكير" وابن عبد العزيز هو الرّاوي عنه في الحديث.
وانظر: سؤالات أبي داود للإمام أحمد (ص/249) ت/264، والضّعفاء للعقيليّ (3/472) ، والمجروحين لابن حبّان (2/213) ، وتأريخ أسماء الضّعفاء والكذّابين لابن شاهين (ص/159) ت/520.

(2/655)


سُوقة (1) عَنْ: عَلِيِّ بْنِ أَبي طلحة (2) مولى: / ج [5/ب] ابن عبّاس
_________
(1) بضمّ المهملة الغنويّ بفتح المعجمة، والنّون الخفيفة أبو بكر، الكوفيّ ... ثقة، مقلّ، من الخامسة. روى له: ع.
انظر: سؤالات أبي داود للإمام أحمد (ص/307) ت/39، وتهذيب الكمال (25/333) ت/5275، والتّقريب (ص/482) ت/5942.
(2) ابن المخارق، الهاشميّ، مولاهم، أبو الحسَن ويقال: أبو محمد، ويقال: أبوطَلْحة أصله من الجزيرة، وانتقل إلى حمص،
قال الإمام أحمد (كما في: الضّعفاء للعقيليّ 3/234) : "له أشياء منكرات".
وقال يعقوب بن سفيان في: (المعرفة والتّأريخ 2/457) : "هو ضعيف الحديث منكر، ليس بمحمود المذهب".
وقال مرّة (3/65) : "ليس هو بمتروك، ولا هو حجّة".
وقال أبو داود (كما في: تأريخ بغداد 11/428) : "هو إن شاء الله في الحديث مستقيم، ولكن له رأي سوء كان يرى السّيف".
ووثّقه العجليّ في: (تأريخ الثّقات له ص/348 ت/1191) ، وذكره ابن حبّان في: (الثّقات 7/211) .
أمّا روايته عن ابن عبّاس كما هنا فهي منقطعة؛ لأنّه لم يره، نبّه على ذلك: ابن معين (كما في: رواية ابن طهمان عنه ص/85 ت/260) ، ودحيم، وأبو حاتم (كما في: المراسيل لابن أبي حاتم ص/118 ت/247) ، وابن أبي حاتم نفسه في: (الجرح والتّعديل 6/188 ت/1031) ، وابن حبّان في: (الثّقات 7/211) وغيرهم. روى له: م، د، س، ق. مات سنة: ثلاث وأربعين ومائة.
وانظر: رجال صحيح مسلم لابن منجويه (2/56) ت/1139، وتهذيب الكمال (20/490) ت/4090، وجامع التّحصيل للعلائيّ (ص/240) ت/542.

(2/656)


عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: رَفَعَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم رأسَه إِلى السَّماء، فَقَالَ: "النُّجُومُ أَمَانُ السَّمَاءِ، فَإِذَا طُمِسَتِ النُّجُومَ أَتَى السَّمَاءَ مَا تُوعَدُ. وَأَنَا أَمَانُ أَصْحَابِي، فَإِذَا مِتُّ أَتَى أَصْحَابِي مَا يُوْعَدُوْنَ, وَأَصْحَابِي أَمَانُ أُمَّتِي، فَإِذَا مَاتَ أَصْحَابِي أَتَى أُمَّتِي مَايُوْعَدُوْنَ".
قَالَ الشَّيخ الْإِمَامُ أَبُو بَكْرٍ / د [16/أ] الْخَطِيبُ: "هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ أَبي بَكْرٍ محمَّد بْنِ سُوقة الْبَجَلِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبي طَلْحَةَ,
تفرَّد بِرِوَايَتِهِ عَنْهُ هكذا: القاسم بن غُصْن (1) ,
_________
(1) أخرج روايته أيضا: الطّبرانيّ في: (المعجم الأوسط 7/354 رقم الحديث/6683) عن محمَّد بن الحسن بن قتيبة عن موسى بن سهل الرّمليّ عن محمَّد الواسطيّ به، بنحوه، مختصرًا.
وقال: "لم يرو هذا الحديث عن محمَّد بن سوقة إلاّ القاسم بن غصن، تفرّد به محمَّد بن عبد العزيز" اهـ، وهو كما قال.

(2/657)


وَتَابَعَهُ: الصَّبَّاح بْنُ مُحارب (1) عَنِ ابْنِ سُوقة,
وَخَالَفَهُمَا: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، فَرَوَاهُ عَنِ ابْنِ سُوقة عن عليّ
_________
(1) التّميميّ، الكوفيّ، قال أبو زرعة، وأبو حاتم (كما في: الجرح والتّعديل 4/443 ت/1943) : "صدوق".
وذكره العقيليّ في: (الضّعفاء 2/214) وقال: "يخالف في حديثه".
وذكره ابن حبّان في: (الثّقات 8/323) وقال: "يروي المقاطيع".
وقال الدّارقطنيّ (كما في سؤالات البرقانيّ له ت/229) : "يُعْتبربه".
وقال الذّهبيّ في: (المغني 1/306 ت/2857) : "صدوق".
وقال الحافظ في: (التّقريب ص/274 ت/2897) : "صدوق ربما خالف، من الثّامنة". روى له: ق حديثا واحدًا.
أخرج روايته: الطّبرانيّ في: (المعجم الأوسط 5/50 ورقمه/4086) ومن طريقه: ابن حجر في: الأمالي المطلقة (ص/61- 62) عن عليّ بن سعيد الرّازيّ عن الحسين بن عيسى بن مغيرة عنه به،
وأشار إليها أبو نعيم في: (معرفة الصّحابة 1/137) .
قال الطّبرانيّ: "لم يرو هذا الحديث عن محمَّد بن سوقة إلاّ الصّبّاح، تفرّد به الحسين بن عيسى"؟! وسبق كلامه على رواية القاسم عن ابن سوقة!
قال الحافظ ابن حجر: "قلت: رجاله موثوقون، لكنّهم قالوا: لم يسمع عليّ بن أبي طلحة من ابن عبّاس، وإنّما أخذ التّفسير عن مجاهد، وسعيد بن جبير عنه. قلت: بعد أن عرفت الواسطة، وهي معروفة بالثّقة حصل الوثوق به، وقد اعتدّ البخاريّ في أكثر ما يجزم به مُعلّقا عن ابن عبّاس في التّفسير على نسخة معاوية بن صالح عن عليّ ابن أبي طلحة هذا" اهـ
لكن الرّواية كما ترى ليست في التّفسير، والصّبّاح يروي المقاطيع، ويخالف، والقاسم بن غصن في الرّواية الأخرى منكر الحديث، لا سيّما إذا روى عنه محمَّد بن عبد العزيز كما هنا وقد خولفا في روايتهما عن ابن سوقة خالفهما ابن المبارك فرواه عن عليّ بن أبي طلحة مُرْسلاً وسيأتي.

(2/658)


ابْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنِ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم وَلَمْ يذكر فيه ابنَ عبّاس (1) .
_________
(1) هو كذلك في زهد ابن المبارك (ص/200) رقم الحديث/569.
ورواية ابن المبارك هذه بالإرسال هي الصّواب في حديث عليّ بن أبي طلحة، وعليٌّ ضعّفه الجمهور (كما تقدّم ص/598) .
وللحديث عن ابن عبّاس طريقان آخران:
إحداهما: طريق عطاء عنه.. رواها الحاكم في: (المستدرك 3/149) بسنده عن إسحاق بن سعيد بن أركون عن خليد بن دعلج السّدوسيّ: أظنّه عن قتادة عنه به، بنحوه، مختصرًا، وقال: "هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرّجاه"، وتعقّبه الذّهبيّ، فقال: "بل موضوع، وابن أركون ضعّفوه، وكذا خليد ضعّفه أحمد، وغيره" اهـ. وهو مع روايته بالظنّ عن قتادة، فيه: ابن أركون قال أبو حاتم (كما في: الجرح والتّعديل 2/221 ت/762) : "ليس بثقة، أخرج إلينا كتابا عن محمَّد ابن راشد، فبقي يتفكّر، فظننّا أنّه يتفكّر هل يكذب أم لا"؟
وانظر: قانون الموضوعات للفتّنيّ (ص/239) .
وخليد قال ابن معين في: (التّأريخ رواية: الدّوريّ 2/149) : "ليس بشيء"، وقال أحمد في: (العلل 3/56 رقم النّص/4150) : "ضعيف الحديث"، وأورد الذّهبيّ في: (الميزان 2/186) هذا الحديث ضمن ما أنكره عليه.
والأخرى: طريق طاوس عنه.. أشار إليها أبو نعيم في: (المعرفة 1/137) عن محمَّد بن الوليد الزّبيديّ عن عيسى بن يزيد عنه به، بنحوه،
ومع عدم معرفتنا السّند إلى الزّبيديّ فيه: عيسى بن يزيد (وهو: الشّاميّ) ترجم له البخاريّ في: (التّأريخ الكبير 6/403 ت/2785) ، وابن أبي حاتم في: (الجرح والتّعديل 6/291 ت/1614) ، ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلاً. وذكره ابن حبّان في: (الثّقات 7/237) .
وبهذا يتبيّن أنّ جميع طرق الحديث الموصولة والمرسلة من هذا الوجه لا يصحّ شيء منها، وأمثلها طريق ابن المبارك عن ابن سوقة عن عليّ بن أبي طلحة به، مرسلاً.
وللحديث عدّة شواهد عن جماعة من الصّحابة رضوان الله عليهم منها: حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه رواه مسلم في صحيحه (كتاب: فضائل الصّحابة، باب: بيان أنّ بقاء النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أمان لأصحابه..) 4/1961 ورقمه/2531.

(2/659)


وَابْنُ سُوقة كُوفِيٌّ ثِقَةٌ، عَزِيزُ الْحَدِيثِ (1) ، وَالْحُفَّاظُ مِنَ الرَّوَاةِ يَجْمَعُونَ حَديثه (2) ".
[48]- أَخبرنا أَبُو أَحمد عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ محمَّد بْنِ أَحمد الفَرَضيّ (3) : حدَّثنا أَبو الْعَبَّاسِ أَحمد بْنُ محمَّد بْنِ سَعِيدٍ الْكُوفِيُّ (4) : حدَّثنا أَحمد ابْنُ يَحْيَى الصُّوفيّ (5) : حدَّثنا محمَّد بْنُ بِشْر (6) : حدَّثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ عَنْ
_________
(1) نقل المزّيّ في: (تهذيب الكمال 25/334) عن البخاريّ عن عليّ ابن المدينيّ قال: "له نحو ثلاثين حديثا".
وقال العجليّ في: (تأريخ الثّقات ص/405) : "وليس بكثير الحديث".
وساق أبو نعيم في: (الحلية 5/8- 14) بسنده عنه واحداً وعشرين حديثا من أحاديثه.
(2) ممّن جمع حديثه: سفيان الثّوريّ في كتاب له (انظر: الجرح والتّعديل 7/281) ، والخطيب في مؤلّف باسم: (مجموع أحاديث أو مسند محمَّد بن سُوقة) في ثلاثة أجزاء،
انظر: الجامع للخطيب (2/456، 458) ، والخطيب البغدادي ليوسف العُشّ (ص/121) ،والحافظ الخطيب للطّحّان (ص/122) ،وموارد الخطيب في تأريخ بغداد للعمريّ (ص/57) .
(3) تقدّمت ترجمته، انظر ص/48.
(4) تقدّمت ترجمته أيضا، انظر ص/543.
(5) الأَوديّ بفتح الألف، وسكون الواو، وفي آخرها الدَّال المهملة أبو جعفر، الكوفيّ، ثقة. روى له: س. ومات سنة: أربع وستّين ومئتين.
انظر: الثّقات لابن حبّان (8/40) ، والجرح والتّعديل (2/81) ت/189، والتّقريب (ص/85) ت/124.
(6) ابن الفَرَافِصة، العبديّ، أبو عبد الله، الكوفيّ، ثقة، متقن.
روى له: ع. ومات سنة: ثلاث ومئتين.
انظر: المشاهير لابن حبّان (ص/173) ت/1375، والتّقريب (ص/469) ت/5756.

(2/660)


نَافِعٍ عَنْ سَعيد بْنِ أَبي هِنْدَ (1) عَنْ أَبي مُوسَى الأَشعريّ: أَنَّ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم قال: "مَنْ لَعِبَ بِالنَّرْدِ (2) / (ج [6/أ] ) فَقَدْ عَصَى اللهَ وَرَسْولَهُ".
_________
(1) الفَزَاريّ بفتح الفاء والزّاي، والرّاءُ في آخرها بعد الألف مولى: سمرة بن جُندب رضي الله عنه.
ذكره ابن سعد في الطّبقات (القسم المتمّم لتابعي أهل المدينة ومن بعدهم ص/151 ت/59) ، وقال: "وله أحاديث صالحة".
ووثّقه العجليّ (كما في: التّهذيب 4/94) ، وذكره ابن حبّان في: (الثّقات 4/293) ، ووثّقه أيضا: ابن عبد البر في: (التّمهيد 13/174) .
أمّا روايته عن أبي موسى كما هنا فإنّها مرسلة، فقد قال ابن أبي حاتم في: (المراسيل له ص/67 ت/118) : "سمعت أبي يقول: لم يلق سعيد بن أبي هند أبا موسى الأشعريّ".
وكذلك قال أبو زرعة (كما في: التّهذيب لابن حجر 4/94) ، والدّارقطنيّ في: (العلل 7/242) ، والحافظ في: (التّقريب ص/242 ت/2409) ، والخزرجيّ في: (الخلاصة ص/143) ، وغيرهم، بل أشار الهيثميّ إلى الانقطاع بينهما في هذا الحديث بعينه في: (الزّواجر 2/198) . روى له: ع. ومات سنة: ست عشرة ومائة.
انظر: تهذيب الكمال (11/93) ت/2371، والكاشف (1/445) ت/1969، وجامع التّحصيل للعلائيّ (ص/185) ت/246.
(2) النّرد: اسم أعجميّ معرّب، وهو شيء يُلعَب به، وكان قديما يعرف بعدّة أسماء، فيُعرف بالنّرد كما هنا ويعرف بالنّردشير، وبالكِعَاب، وبالأون، أمّا الآن فيعرف عند العامّة باسم: الطّاولة، وهي عبارة عن: صندوق، وحجارة، وفصين، تعتمد على الحظّ، وتنقل فيها الحجارة على حسب ما يأتي به الفصّ (الزّهر) .
انظر: التّمهيد لابن عبد البر (13/175) ، والنّهاية (باب: النّون مع الرّاء) 5/39، ولسان العرب (حرف: الرّاء، فصل: النّون) 3/421، والمعجم الوسيط (2/912) .

(2/661)


قَالَ الشَّيخ الإِمام أَبو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: "تَابَعَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عمر العُمريّ (1) :
موسى بنُ مَيْسرة (2) / (أ [18/ب] ) وَعبد اللَّهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبي هند (3) ،
_________
(1) أخرج رِوَايَةِ عُبيد اللَّهِ بْنِ عُمَر كما هنا أيضا: الدّارقطنيّ في: (العلل 7/240) بسنده عن ابن المبارك، وبشر بن المفضّل،
وابن صاعد في (حديثه [1/ب] ) بسنده عن ابن المبارك وحده،
والبخاريّ في: (الأدب المفرد ص/420 ورقمه/1277) عن أحمد ابن يونس، ومالك بن إسماعيل، كلاهما عن زهير (هو: ابن معاوية) ،
والإمام أحمد في: (المسند 4/400) عن يحيى بن سعيد (هو: القطّان) ، ومحمد ابن عبيد،
وأبو يعلى في: (المسند 13/274 275 ورقمه/7290) بسنده عن القطّان، وبشر بن المفضّل،
والحاكم في: (المستدرك 1/50) بسنده عن يحيى وحده،
وعبد بن حميد في المسند (المنتخب ص/193 ورقمه/547) ، والخرائطيّ في: (مساوئ الأخلاق ص/259 ورقمه/746) ، والبيهقيّ في: (الكبرى 10/215) من طرق عن محمَّد بن عبيد وحده،
والآجرّيّ في: (تحريم النّرد ص/61 ورقمه/14) بسنده عن عبيد الله ابن موسى، ومحمد بن عبيد الله،
وابن أبي شيبة في: (المصنّف 8/547 ورقمه/6192) ومن طريقه: ابن ماجه في: سننه (2/1237- 1238 ورقمه/3762) عن عبد الرحيم بن سليمان، وأبو أُسامة (هو: حمّاد بن أسامة) عشرتهم عن عبيد الله بن عمر به ...
(2) الدِّيْليّ بكسر الدّال المهملة، وسكون الياء آخر الحروف مولاهم، أبو عروة المدنيّ، ثقة، لم أقف على أنّه يروي عن نافع والله تعالى أعلم.
روى له: بخ، د، كن. ومات بعد: الثّلاثين ومائة.
انظر: الطّبقات الكبرى لابن سعد (الجزء المتمّم لتابعي أهل المدينة ومن بعدهم) ص/325 ت/288، والجرح والتّعديل (8/162) ت/719، وتهذيب الكمال (29/156) ت/6306،والتّقريب (ص/554) ت/7016.
روى حديثه هذا: الإمام مالك في: (الموطأ رواية: يحيى 2/958 ورقمه/6، وَ: رواية أبي مصعب الزُّهريّ 2/136 ورقمه/2015) ومن طريقه: الإمام أحمد في: (المسند 4/397) ، وَالبخاريّ في: الأدب المفرد (ص/420 ورقمه/1274) ، وَأبو داود في: سننه (5/230ورقمه/4938) ، والبيهقيّ في: (السّنن الكبرى 10/214) ، والمحامليّ في: أماليه رواية: ابن البيّع (ص/347 ورقمه/379) والرّويانيّ في: (المسند [23/109 ب] ) ، وابن عبد البر في: (التّمهيد 13/174) ، والآجرّيّ في: (تحريم النّرد ص/56 رقم/12) كلّهم من طرق عنه عن سعيد بن أبي هند عن أبي موسى به، وهذا ضعيف للانقطاع بين سعيد، وأبي موسى (انظرص/694) .
(3) الفَزَاريّ، أبو بكر، المدنيّ، وثقه ابن معين في: (التأريخ رواية: الدّوريّ 2/310) ، وابن المدينيّ (كما في: سؤالات ابن أبي شيبة له ص/139 ت/182) ، والإمام أحمد في: (العلل ومعرفة الرّجال 1/401 رقم النّص/821) ، والعجليّ في: (تأريخ الثّقات له ص/258 ت/816) ، ويعقوب بن سفيان في: (المعرفة والتأريخ 1/435) ، وذكره كلّ من ابن حبّان (7/12) ، وابن شاهين (ص/185 ت/604) في الثّقات لهما.
ووهّنه: أبو زرعة، وأبو حاتم (كما في: الجرح والتّعديل 5/71 ت/335) ، والقطّان (كما في: العلل للإمام أحمد 3/238 ت/5046) .
وقال الذّهبيّ في: (الدّيوان ت/2182) ، والمغني (ت/3191) :"ثقة"، وقال في: (الكاشف ت/2754) : "صدوق" ولعلّ هذا هو الأقرب. وقال الحافظ في: (التّقريب ص/306 ت/3358) : "صدوق ربّما وهم".
روى له: ع. ومات سنة: بضع وأربعين ومائة.
أخرج روايته كما هنا: البزّار في: (المسند [2/91] خ) عن يحيى بن حكيم (ثقة، كما في: التّقريب ت/7534) ، وابن الأعرابيّ في: (المعجم 4/50 رقم الحديث/698) عن محمَّد بن سنان (هو: القزّاز، متّهم، انظر: الضّعفاء والمتروكين لابن الجوزيّ ت/3031) كلاهما عن مكيّ ابن إبراهيم،
وأبو طاهر المخلّص في: (فوائده [5/13 ب] ) عن أحمد بن نصر عن علي عن خارجة بن مصعب (متروك، كما في: التّقريب ت/1612) كلاهما عنه به.

(2/662)


فَرَوَيَاهُ عَنْ نَافِعٍ كَرِوَايَةِ عُبيد اللَّهِ,
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ: مؤمَّل بْنُ إِسماعيل (1) عَنْ سُفيان الثَّوْرِيِّ عَنْ محمَّد
_________
(1) القرشيّ، العدويّ، مولاهم، أبو عبد الرّحمن، البصريّ،
قال ابن معين في: (التأريخ رواية: الدّوريّ 2/592) : "ثقة".
وقال ابن محرز في: (سؤالاته لابن معين ت/560) : سمعت يحيى يقول: "قبيصة ليس بحجّة في سفيان، ولا أبو حذيفة، ولا يحيى بن آدم، ولا مؤمّل".
وقال البخاريّ (كما في: تهذيب الكمال 29/178) : "منكر الحديث".
وقال أبو زرعة (كما في: الميزان للذّهبيّ 5/353) : "في حديثه خطأ كثير".
وقال أبو حاتم (كما في: الجرح والتّعديل لابنه 8/374 ت/1709) : "صدوق، شديد في السنّة، إلاّ أنّه كثير الخطأ". وقال يعقوب بن سفيان في: (المعرفة والتأريخ 3/52) : "ومؤمّل بن إسماعيل سنّيّ، شيخ جليل، سمعت سليمان ابن حرب يحسن الثّناء عليه يقول:
كان مشيختنا يعرفون له، ويوصون به، إلاّ أنّ حديثه لا يشبه حديث أصحابه، حتّى ربّما قال: كان لا يسعه أن يحدّث، وقد يجب على أهل العلم أن يقفوا عن حديثه، ويتخفّفوا من الرّواية عنه، فإنّه منكر، يروي المناكير عن ثقات شيوخنا، وهذا أشدّ، فلو كانت هذه المناكير عن ضعاف لكنّا نجعل له عذرًا".
وقال الحافظ في: (التّقريب ص/555 ت/7029) : "صدوق سيّء الحفظ".
روى له: قد، ت، س، ق. ومات سنة: ستّ ومئتين.

(2/664)


ابن عجلان (1) عن نافع (2) ,
_________
(1) القرشيّ، مولاهم، أبو عبد الله، المدنيّ، ثقة، إلاّ أنّه اختلطت عليه أحاديث أبي هريرة وليس هذا منها.
لكن قال العقيليّ في: (الضّعفاء 4/118) : "حدَّثنا عبد الله بن أحمد قال: حدّثني أبو بكر بن خلاّد قال: سمعت يحيى يقول: كان ابن عجلان مضطّرب الحديث في حديث نافع، ولم يكن له تلك القيمة عنده". روى له: خت، م، 4. ومات سنة: ثمان وأربعين ومائة.
انظر: التأريخ الكبير للبخاريّ (1/196) ت/603، والمعرفة والتأريخ (1/698، 2/163) ، والتّقريب (ص/496) ت/6136.
(2) رواية مؤمّل لم أقف عليها في غير المهروانيّات، ولكنْ تابعه في روايته عن سفيان: محمَّد بن كثير،
أخرج روايته: ابن خلاّد في: (فوائده [2/5 أب] ) عن إسماعيل بن إسحاق القاضي عنه عن سفيان به، بمثله.
ومحمد بن كثير هو: الصّنعانيّ.. قال البخاريّ في: (التأريخ الكبير 1/218 ت/684) : "ضعّفه أحمد، وقال: بعث إلى اليمن، فأتي بكتاب، فأخذه، فرواه". وقال الحافظ في: (التّقريب ص/504 ت/6251) : "صدوق كثير الغلط".
ورواه ابن عديّ في: (الكامل 4/121) عن أحمد بن حمدون عن طاهر بن خالد عن أبيه عن القاسم بن مبرور عن يونس بن يزيد عن الزُّهريّ عن نافع به، بمثل رواية ابن عجلان عنه، وفيه: طاهر بن خالد.. قال الدّولابيّ (كما في: الكامل 4/121) : ".. يشترى له الكتب من مصر، وتوجّه إليه فيحدّث بها"، وقال ابن عديّ (في الموضع نفسه) : "له أحاديث عن أبيه إفرادات وغرائب"، وقال الذّهبيّ في: (الميزان 3/48) : "صدوق، وله ما ينكر".

(2/665)


وَوقّفه أَيّوب السِّخْتَيَانِيُّ عَنْ: نَافِعٍ، وَلَمْ يَرْفَعْهُ (1) ,
وَرَوَاهُ: أُسامة بْنُ زَيْدٍ اللَّيْثِيُّ (2) عَنْ: سَعِيدِ بْنِ أَبي هِنْدَ،
_________
(1) أخرج روايته كما هنا بإسنادين صحيحين: عبد الرّزّاق في: (المصنّف 10/468 رقم الحديث/19730) ، والطّيالسيّ في: (المسند ص/69) ، وأشار إليها البيهقيّ في: (السّنن الكبرى 10/215) .
وذكره ابن عبد البر في: (التمهيد 13/174 175) عن حمّاد بن زيد عن نافع عن سعيد بن أبي هند عن أبي موسى موقوفا أيضا، وقال: "والّذين رفعوه ثقات يجب قبول زيادتهم، وفي قول أبي موسى: "فقد عصى الله، ورسوله" ما يدلّ على رفعه" اهـ.
(2) أبو زيد، المدنيّ، وثّقه ابن معين في عدّة روايات عنه (انظر مثلاً: التأريخ رواية الدّوريّ عنه 2/23، ورواية الدّارميّ ص/66 ت/118، والكامل لابن عديّ 1/395) ، ويعقوب بن سفيان في: (المعرفة والتأريخ3/43) ، وذكره ابن حبّان في: (الثّقات له 6/74) ، وابن شاهين في: (تأريخ أسماء الثّقات له ص/66 ت/74) وغيرهم.
وقال الآجرّيّ عن أبي داود (كما في: التّهذيب 1/209) : "صالح".
وقال ابن عديّ في: (الكامل 1/395) : "وأسامة بن زيد هذا يروي عنه الثّوريّ، وجماعة من الثّقات، ويروي عنه ابن وهب نسخة صالحة، وهو حسن الحديث، وأرجو أنّه لا بأس به".
وقال أبو حاتم (كما في: الجرح والتّعديل لابنه 2/285 ت/1031) : "يكتب حديثه، ولا يحتجّ به". وقال النّسائيّ في: (الضّعفاء والمتروكين ص/154 ت/51) : "ليس بثقة"، ونقل المزّيّ في: (تهذيب الكمال 2/350) عنه قال: "ليس بالقويّ".
هذا وجاء عن القطّان في عدّة روايات عنه أنّه تركه بأخرة (انظر مثلاً: العلل ومعرفة الرّجال للإمام أحمد 1/413 رقم النّص/874، وَالجرح والتّعديل لابن أبي حاتم 2/284) إلاّ أنّ هذا التّرك تبيّن سببه، وهو تحديثه بحديث أنكره، فقال: "أشهدوا أنّي قد تركت حديثه".
انظر: أواخر ترجمة الرّواي في (التّهذيب 1/209 210) .
وهذا ناتج عن تشدّده يرحمه الله في نقد الرّواة.
وروي تركه أيضا عن: ابن معين، ذكر ذلك ابن الجوزيّ في (الضّعفاء والمتروكين 1/96 ت/289) إلاّ أنّ الصّحيح أنّ هذا القول ليحيى القطّان، ونسبته إلى ابن معين خطأ كما ذكره الذّهبيّ في (الميزان 1/174) ، والسّير (6/343) ، وقال الذّهبيّ في: (المغني 1/66) : "صدوق يهم".
وقال في: (مَنْ تُكلّم فيه وهو موثَّق ص/41) : "صدوق، قويّ الحديث، أكثر مسلم إخراج حديث ابن وهب عنه، ولكنّ أكثرها شواهد ومتابعات، والظّاهر أنّه ثقة".
وقال في: (السّير 6/343) : ".. وقد يرتقي حديثه إلى رتبة الحسن".
وقال الحافظ في: (التّقريب ص/98 ت/317) : "صدوق يهم".
روى له: خت، م، 4. ومات سنة: ثلاث وخمسين ومائة.

(2/666)


مَرْفُوعًا (1) ، إِلاَّ أَنَّ بَعْضَ الرُّواة (2) عَنْ أُسامة أَدخل بَيْنَ سَعِيدٍ، وَأَبي
_________
(1) كذلك رواه ابن أبي شيبة في: (المصنّف 8/548 رقم الحديث/6195) ، والإمام أحمد في: (المسند 4/394) ، وابن سختام في: (فوائده [2/ب] ) كلاهما عن وكيع عن أسامة به.
وأشار إليه كلّ من الدّارقطنيّ في: (العلل 7/239) ، وابن عبد البر في: (التّمهيد 13/174) عن ابن وهب عن أسامة به.
(2) كعبد الله بن المبارك، روى حديثه الإمام أحمد في: (المسند 4/394) ، وابن صاعد في: (حديثه [1/ب] ) ، والآجرّيّ في: (تحريم النّرد ص/56 رقم/11) ، والدّارقطنيّ في: (العلل 7/240) ، والخطيب في: (تأريخه 7/352) ، وأبو يعقوب النّيسابوريّ في: (المناهي [224/ب] ) كلّهم من طرق عنه به،
وهذا الاختلاف في إثبات أبي مرّة في السّند وحذفه أخرى يحتمل أن يكون مصدره من أسامة بن زيد، فإنّه يهم، وصفه بذلك غير واحد من أهل العلم كما سبق نقله ص/608 609 وهذا أشبه.
ويحتمل أيضا أن يكون من سعيد بن أبي هند؛ لأنّه قد رواه عبد الرّزّاق في: (المصنّف 10/468 رقم الحديث/19730) عن عبد الله بن سعيد ابن أبي هند عن أبيه عن رجل عن أبي موسى به ومن طريقه الإمام أحمد في: (المسند 4/392) ، وعبد بن حميد في المسند (المنتخب ص/193 ورقمه/547) فيحتمل أنّه لم يضبط سنده جيّدًا فحدّث به على أوجه مختلفة.. لكن الجماعة يروونه عنه عن أبي موسى دون واسطة والله أعلم.
والسّند بحذف أبي مرّة هو الأشبه بالصّواب؛ لاتّفاق ابن وهب، وَوكيع عليه، واثنان أحفظ من واحد، هذا أوّلاً، وثانيا: أنّه قيل في الإسناد الزّائد من طريق ابن المبارك: (عن أبي مرّة مولى عقيل فيما أعلم) وهذا مشعر بعدم جزم من حدّث به على هذا الوجه بسنده.
وثالثا: أنّ رواية نافع عن سعيد بن أبي هند بإسقاط أبي مرّة من سند الحديث قد تابعه عليها الجماعة عن سعيد بن أبي هند، ومنهم:
1 ابنه: عبد الله.. كذلك رواه ابن عبد البر في: (التّمهيد 13/174) بسنده عن اللّيث عن ابن الهاد عن موسى بن ميسرة عنه به.
2 موسى بن ميسرة، وتقدّم حديثه، وتخريجه ص/565.
3 موسى بن عبد الله بن سويد، أخرج روايته الآجرّيّ في: (تحريم النّرد [4/ب] ) بسنده عنه به، وأشار إليها الدّارقطنيّ في: (العلل 7/238) .
وموسى قال عنه أبو حاتم (كما في: الجرح والتّعديل لابنه 8/149 ت/675) : "لا أعرفه". وذكره ابن حبّان في: (الثّقات 7/453) .
4 يزيد بن الهاد "ثقة"، أشار لروايته البيهقيّ في: (السّنن الكبرى 10/214) .
5 عبد الله بن نافع الكوفيّ (صدوق، انظر: التّقريب ص/326 ت/3660) ، أخرج روايته الطّبرانيّ في: (المعجم الأوسط 6/270 رقم الحديث/5577) بسنده عن قيس بن الرّبيع عن أبي الهيثم عنه به.
وفي سنده: قيس بن الرّبيع، ضعيف، وثّقه بعضهم (انظر: تهذيب الكمال 24/25) ، وقال عنه الحافظ في: (التّقريب ص/457 ت/5573) : "صدوق تغيّر لمّا كبر، وأدخل عليه ابنه ما ليس من حديثه فحدّث به".
قال الألبانيّ في: (الإرواء 8/285) وبعض ما تقدّم مستفاد منه عن هذه النّقطة:
"فالأخذ به [أي: السّند بدون ذكر أبي مرّة] أولى، بل واجب؛ لأنّ الجمع أحفظ من الواحد، لا سيّما إذا كان مثل أسامة بن زيد، فإنّ في حفظه شيئا من الضّعف يجعل حديثه في مرتبة الحسن إذا لم يخالف، وأمّا مع المخالفة فغيره أوثق منه، لا سيّما إذا كانوا جماعة، ولا سيّما إذا وافقهم في إحدى الرّوايتين عنه".

(2/667)


مُوسَى: أَبا مرَّة مَوْلَى عَقِيلِ بن أَبي طالب (1) " (2) .
_________
(1) ويقال: مولى أخته أمّ هانئ بنت أبي طالب بل قال الواقديّ (كما في: الطّبقات الكبرى لابن سعد 5/177) : "إنّما هو مولى أمّ هانئ بنت أبي طالب، ولكنّه كان يلزم عقيلاً فنسب إليه". وهو: يزيد، أبو مرّة، حجازي مشهور بكنيته ... ثقة، من الثّالثة. روى له: ع.
انظر: الكاشف (2/392) ت/6372، والتّقريب (ص/606) ت/7797.
(2) وللحديث طرق أخرى عن أبي موسى:
الطّريق الأوّل: طريق محمد بن كعب عنه.. رواه: الإمام أحمد في: (المسند 4/407) ، وأبو يعلى في: (المسند 13/274 رقم الحديث/7289) ، والخرائطيّ في: (مساوئ الأخلاق ص/260 ورقمه/747) ، والبيهقيّ في: (السّنن الكبرى 10/215) ، وأبو يعقوب النّيسابوريّ في: (المناهي [244/أ] ) وغيرهم من طرق عن: مكّيّ بن إبراهيم عن الجعيد بن عبد الرّحمن عن يزيد بن خصيفة عن حميد بن بشير عنه، بنحوحديث ابن أبي هند عن أبي موسى، وفيه: حميد بن بشير، لم أقف على شيء من حاله، وقد روى عنه ابن خصيفة وغيره (كما ذكره الحافظ في: تعجيل المنفعة ص/72 ت/232) ، وذكره ابن حبّان في: (الثّقات 4/150) .
وأيضا: هذا الإسناد فيه انقطاع؛ محمَّد بن كعب لم يسمع أبا موسى (انظر: جامع التّحصيل ص/268 ت/707) .
الطّريق الثّاني: طريق سعيد بن المسيّب عنه.. رواه: الخرائطيّ في: (مساوئ الأخلاق ص/259 رقم الحديث/745) عن أبي الأحوص محمَّد بن الهيثم عن مسلم بن إبراهيم عن قريش بن حيان عن ابن عجلان عن ابن المسيّب عن أبي موسى، بنحوه.. وهذا إسناد ضعيف؛ فيه عنعنة ابن عجلان، وهو مدلّس، من: الثّالثة (انظر: طبقات المدلّسين ص/44 ت/98) .
الطّريق الثّالث: طريق أبي أمامة عنه، رواه الآجرّيّ في: (تحريم النّرد ص/57 رقم/13) بسنده عن عليّ بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة عن أبي موسى، بنحوه أيضا،
وفيه: عليّ بن يزيد، ضعيف جدًّا (انظرص/669) ، وشيخه متكّلم فيه (انظر ص/669670) . هذا، وفي الباب عن بريدة رضي الله عنه مرفوعا بلفظ: "مَنْ لعِبَ بالنّرْدَشِيرِ فَكَأنمَا صَبغَ يَدَهُ في لَحْمِ خِنْزِيرٍ، وَدَمِهِ" رواه مسلم في صحيحه: (كتاب: الشّعر، باب: تحريم اللّعب بالنّردشير) 4/1770 ورقمه/2260.

(2/669)


[49]- أَخبرنا أَبُو محمَّد عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ يَحْيَى الْبَيِّعُ (1) : حدَّثنا الْقَاضِي أَبو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ إِسماعيل الْمَحَامِلِيُّ (2) : حدَّثنا يَعقوب بْنُ إِبراهيم الدَّورقيّ (3) /د [16/ب] : حدَّثنا ابن عُليَّة (4) :
_________
(1) تقدّمت ترجمته، انظر ص/52.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا، انظر ص/492.
(3) أبو يوسف، العبديّ، مولاهم، ثقة.
روى له: ع. ومات سنة: اثنتين وخمسين ومئتين.
انظر: تأريخ بغداد (14/277) ت/7572، والتّقريب (ص/607) ت/7812.
(4) هو: إسماعيل بن إبراهيم.

(2/670)


حدَّثنا أَبُو حَيَّان (1) : حدَّثنا الضَّحّاك بْنُ الْمُنْذِرِ (2) عَنِ: ابْنِ أُخته المنذر ابن جَرير (3) : أَنَّ جَرِيرًا كَانَ فِي قرية بأَعلى السَّوَاد (4) بالْبَوَازيج (5) ،
_________
(1) بمثنّاة تحتيّة مشدّدة يَحْيَى بْنُ سَعِيدِ بْنِ حَيَّانَ التّيميّ، الكوفيّ، ثقة.
روى له: ع. ومات سنة: خمس وأربعين ومائة.
انظر: جامع التّرمذيّ (5/592) عند الحديث ذي الرّقم/3714، المعرفة والتأريخ (2/196، 3/94، 239) ، والتّقريب (ص/590) ت/7555.
(2) ابن جرير بن عبد الله البجليّ، الكوفيّ، قال ابن المدينيّ (كما في: التّهذيب 4/455) وقد ذكر هذا الحديث: (والضّحّاك لا يعرفونه، ولم يرو عنه غير أبي حيّان) .
وذكره ابن حبّان في: (الثّقات 6/482) ، وقال الحافظ في: (التّقريب ص/280 ت/2979) : (مقبول، من الرّابعة) . روى له: س، ق.
وانظر: التأريخ الكبير (4/334) ت/3031، والجرح والتّعديل (4/462) ت/2036.
(3) ابن عبد الله البجليّ، الكوفيّ (وعدّه البخاريّ في: التأريخ الكبير 7/356 بصريا) روى عنه جماعة، وذكره ابن حبّان في: (الثّقات 5/420) ، وقال الذّهبيّ في: (الكاشف 2/295 ت/5629) : "ثقة". روى له: م، د، س، ق.
وانظر: الجرح والتّعديل (8/241) ت/1091، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه (2/249) ت/1615، والتّقريب (ص/546) ت/6886.
(4) ضياع العراق الّتي افتتحها المسلمون على عهد عمر رضي الله عنه سمّيت بذلك: لسوادها بالزّروع، والنّخيل، والأشجار؛ لأنّه حيث تاخم جزيرة العرب الّتي لا زرع فيها، ولا شجر، كانوا إذا خرجوا من أرضهم ظهرت لهم خضرة الزّروع، والأشجار، فيسمّونه: سوادًا.
انظر: معجم البلدان (3/272) ، والرّوض المعطار للحِمْيريّ (ص/332) .
(5) بفتح أوّله، وبالزّاي المعجمة، بعدها ياء وجيم بلدة قديمة على الدّجلة، فوق بغداد، ودون سُرَّ من رأى، قرب تكريت، ويقال لها: "بوازيج الملك"، فتحها جرير بن عبد الله البجليّ رضي الله عنه.
انظر: الأنساب (1/406) ، ومعجم البلدان (1/503) ، وتاج العروس (فصل الباء من باب الجيم) 2/8.
هذا، وقد أنكر أبو عبيد البكريّ في: (معجم ما استعجم 1/282- 283) هذا الاسم بهذا الضّبط، ورأى أنّه محرّف، وصوابه: (الموازج) بالميم وقال إنّه هو المحفوظ، ثمّ تحدّث عنها إلى أن قال: "..وهناك كان تبدّى جرير والله أعلم إذ راحت عليه بقرة" إلخ.
ولعلّ ما صدر عنه لأنّه لم يعرف الموضع، وقد عرفه غيره كما تقدّم وضبطه، وعيّنه، فلا وجه لإنكاره والله تعالى أعلم، وانظر: الحاشية رقم (2) في الموضع المتقدّم من معجم مااستعجم.

(2/671)


فَرَاحَتِ الْبَقَرُ، فرأَى بَقَرَةً أَنكرها، فسأَل عَنْهَا، فَقَالَ الرَّاعي: لَحِقَتْ بِالْبَقَرِ، لاَ نَعْرِفُهَا (1) ,
فأَمر بِهَا، فطُرِدت حتَّى تَوَارَتْ، ثُمَّ قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسْولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيْما يَقْوْلُ: "لاَ يُؤْوِي الْضَّالَّةَ إِلاَّ ضَاْلٌّ".
قَالَ الشَّيخ الإِمام أَبو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: "هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ المُنذر بْنِ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيِّ عَنْ أَبيه,
تفرَّد بِرِوَايَتِهِ عَنْهُ خَالَهُ الضَّحّاك بْنُ الْمُنْذِرِ (2) ,
_________
(1) في (أ) : "لا يعرفها" بالمثنّاة التّحتيّة وما أثبتّه من: (ج) ،وهو الصّواب.
(2) واضطّرب في روايته عنه: أبو حيّان التّيميّ، على عدّة أوجه:
الأوّل: مثل الّذي هنا عن الضّحّاك بن المنذر عن المنذر بن جرير عن جرير ابن عبد الله به،
كذلك رواه: المحاملي في: (أماليه رواية: ابن البيّع ص/61 ورقمه/2) بسنده كما هنا، ورواه أيضا: ابن ماجه في: (السّنن 2/836 ورقمه/2503) ، والنّسائي في: (السّنن الكبرى 3/416 ورقمه/5800، وانظر: تحفة الأشراف 2/432 رقم الحديث/3233) ، والإمام أحمد في: (المسند 4/360، 362) ، والطّحاويّ في: (شرح المعاني 4/133) ، والطّبرانيّ في: (المعجم الكبير 2/330- 331 وأرقامه/2376، 2377، 2378) ، والبيهقيّ في: (السّنن الكبرى 4/190) ،كلّهم من طرق عن أبي حيّان عن الضّحّاك به، مطوّلاً، ومختصرًا ...
الثّاني: عن الضّحّاك بن المنذر عن جرير بن عبد الله (لم يذكر بينهما أحدًا) بِهِ، كذلك رواه: النّسائيّ في: (السّنن الكبرى 2/416 ورقمه/5801) عن محمَّد بن آدم عن ابن المبارك،
وأبو الحسين بن رزيق في: (الأفراد والغرائب [6/4 ب] تخريج خلف الواسطيّ له) عن محمَّد بن العبّاس البرذعيّ عن سعيد بن عمرو عن بقيّة عن صفوان بن سليم عن روح بن القاسم، كلاهما عن أبي حيّان به،
والحديث من هذا الوجه وَالّذي قبله ضعيف؛ لحال الضّحّاك بن المنذر لم يرو عنه إلاّ واحد، ولم يوثّقه إلاّ ابن حبّان.
وكذا يُحتمل وجود انقطاع في الوجه الثّاني؛ لأنّ طرق الحديث الأخرى تدلّ على وجود واسطة بين الضّحّاك وجرير، وكذا فإن الحافظ في: (التّقريب ص/280 ت/2979) عَدّ الضّحّاك من أهل الطّبقة الرّابعة وهم: طبقة تلي الوسطى من التّابعين جُلّ روايتهم عن كبار التّابعين.
وإذا نظرنا في وفيات الصّحابة ممّن روى عنهم أحد من أهل الطّبقة الرّابعة لوجدنا أنّه لا يثبت لهم سماع إلاّ مِمّن تأخّرت وفاته منهم.
فهذا هو الزُّهريّ من رؤوس هذه الطّبقة لا يثبت له سماع من أحد من الصّحابة من الّذين ذكرهم المزّيّ في طبقة شيوخه في تهذيب الكمال مات قبل عام الثّمانين، فإذا علمنا أنّ جريرًا رضي الله عنه قد مات سنة: (إحدى وخمسين) على الأَشْهر قوّى ذلك احتمال وجود الانقطاع بينه وبين الضّحّاك.
وفي سند ابن رزيق بقيّة، وهو: ابن الوليد، يدلّس ويسوّي (انظر: طبقات المدلّسين ص/49 ت/117) والله أعلم.
الثّالث: عن الضّحّاك عن رجل عن جرير به، ذكره المزّيّ في: (تهذيب الكمال 13/298) عن روح بن القاسم عن أبي حيّان.
وهذا إسناد ضعيف أيضا لحال الضّحّاك وجهالة شيخه.
الرّابع: عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير عن المنذر عن جرير به، كذلك رواه النّسائيّ في: (السّنن الكبرى 3/415- 416 رقم الحديث/5799) عن الحسين بن منصور عن إبراهيم بن عيينة عن أبي حيّان التّيميّ عن أبي زرعة به..
وفي سنده: إبراهيم بن عيينة، ضعّفه ابن معين، وأبو حاتم، والنّسائيّ، وغيرهم،
انظر: الجرح والتّعديل 2/119، وتهذيب الكمال 2/164.
وقال ابن حجر في: (التّقريب ص/92 ت/227) : "صدوق يهم".
الخامس: عن المنذر بن جرير عن جرير بن عبد الله به،
كذلك رواه أبو داود في: (السّنن 2/340- 341 رقم الحديث/1720) عن عمرو بن عون عن خالد بن عبد الله عن أبي حيّان عن المنذر (لم يذكر بينهما أحدًا) به.
وفي السّنن: (عن ابن أبي حيّان) والتّصحيح من: (تحفة الأشراف 2/432 رقم الحديث/3233، وتهذيب الكمال 13/298- 299) .
وأبو حيّان مختلف في سماعه من المنذر،
انظر: تهذيب الكمال (31/323) ، وتهذيبه (10/300) .
السّادس: عن رجل عن المنذر بن جرير عن جرير به..
كذلك رواه:
النّسائيّ في: السّنن الكبرى (تحفة الأشراف 2/432 رقم الحديث/3233) عن محمَّد بن بشّار عن غندر عن أبي حيّان عن رجل به،
وذكره المزّيّ أيضا في: (تهذيب الكمال 13/298، 28/502) .
وهذا الاضطّراب منشؤه كما تقدّم ص/615 من أبي حيّان التّيميّ فقد قال المزّيّ في: (تهذيب الكمال 13/299) : "والاضطّراب فيه من أبي حيّان".
وقال الخزرجيّ في: (الخلاصة ص/177) عند ترجمة أبي حيّان، وقد أشار إلى حديثه هذا: "والاضطراب منه".

(2/672)


وَلا أَعْلَمُ رَوَاهُ عَنِ الضَّحَّاكِ غَيْرُ أَبِي حَيَّان يَحْيَى بْنُ سَعِيدِ بْنِ حَيّان التَّيْمِيُّ الْكُوفِيُّ,
وَهذا الحديثُ عجيبٌ يَدْخل فِي رواية الأكابر عن الأصَاغر (1) " (2) .
[50]- أَبنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بن يحيى (3) : حدَّثنا الحسين/ (أ [19أ] )
_________
(1) رواية الأكابر عن الأصاغر نوع من أنواع علوم الحديث، له أقسامه، وفوائده، ومصنّفاته الخاصة به، وهو: أن يروي الرّاوي عمّن هو دونه في السّنّ والطّبقة، أو القدر، أو فيهما معا، يقول العراقي في ألفيّته:
وَقَد رَوى الكَبِيرُ عَنْ ذِي الصِّغَرِ
طَبَقَةً وَسِنا أَو في القَدْرِ
أَو فِيْهِمَا......................
.......................
والّذي يظهر أنّ هذا الحديث يدخل في رواية الرّاوي عمّن هو دونه في القدر، فهو من طريق الضّحّاك بن المنذر عن ابن أخته المنذر بن جرير، وابن الأخت أدنى في القدر من خاله كما لا يخفى والله تعالى أعلم.
انظر: علوم الحديث لابن الصّلاح (ص/307) ، وفضائل جرير ابن عبد الله البجليّ وأخباره لأحمد بن عيسى بن قُدامة المقدسيّ [12/15 أ] ، وشرح التّبصرة والتّذكرة للعراقيّ (3/64) ، وفتح المغيث للسّخاويّ (4/164) .
(2) وفي الباب من حديث زيد بن خالد رضي الله عنه عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: "مَنْ آوَى ضَالَّةً فهو ضَالٌّ مَاْ لَمْ يُعَرّفْهَا".
رواه الإمام مسلم في صحيحه (كتاب: اللّقطة، باب: في لُقطة الحاجّ) 3/1351 رقم الحديث/1725.
(3) تقدّمت ترجمته، انظر ص/52.

(2/675)


ابن إِسماعيل (1) : حدَّثنا خَلَّادُ بْنُ أَسْلَم (2) : حدَّثنا رَوْح بْنُ عُبَادة (3) : حدَّثنا ابْنُ جُرَيْجٍ (4) قَالَ: أَخبرني يَحْيَى بن أيّوب (5)
_________
(1) تقدّمت ترجمته أيضا، انظر ص/492.
(2) في (أ) : (خلاّد بن مسلم) ، وما أثبتّه من: (ج) ، وهو الصّحيح.
وهو: أبو بكر، الصّفّار، البغداديّ، ثقة.
روى له: ت، س. ومات سنة: تسع وأربعين ومئتين وقيل قبلها.
انظر: الثّقات لابن حبّان (8/229) ، وتأريخ بغداد (8/342- 343) ، والكاشف (1/376) ت/1418.
(3) روح بفتح الرّاء، وسكون الواو، وبعدها حاء مهملة وأبوه عبادة بعين مهملة مضمومة، وباء مخفّفة منقوطة بواحدة من تحت، وآخرها الهاء بن العلاء القيسيّ، أبو محمَّد، البصريّ، وثّقه ابن سعد في: (الطّبقات 7/296) ، وابن معين (كما في تأريخ الدّارميّ عنه ص/111 ت/332) ، وابن المدينيّ (كما في: هدي السّاري ص/422) ، والعجليّ في: (تأريخ الثّقات ص/162 ت/447) ، ويعقوب ابن شيبة (كما في: هدي السّاري ص/422) ، والخطيب في: (تأريخ بغداد 8/401) وغيرهم.
وقال الإمام أحمد (كما في سؤالات أبي داود عنه ص/347 ت/533) : "لم يكن به بأس، لم يكن متّهما بشيء من هذا وكان جَرَى ذكر الكذب".
وقال النّسائيّ (كما في: تأريخ بغداد 8/402) : "ليس بالقويّ".
ونفى ابن معين أن يكون القطّان قد تكلّم فيه بشيء، وكان عفّان بن مسلم يطعن عليه، فردّ ذلك عليه أبو خيثمة، فسكت عنه.
انظر: تهذيب الكمال (9/242، 243- 244) . روى له: ع.
ومات سنة: خمس ومئتين، وقيل بعدها.
وانظر: تأريخ أسماء الثّقات لابن شاهين (ص/129) ت/351، والتّقريب (ص/211) ت/1962.
(4) هو: عبد الملك بن عبد العزيز.
(5) تقدّمت ترجمته، انظر ص/637.

(2/676)


أنَّ يَزِيدَ بْنَ أَبي حبيبٍ (1) أَخْبَرَهُ أنَّ أَبا الْخَيْرِ (2) أَخْبَرَهُ عن عقبة ابن عَامِرٍ (3) قَالَ: نَذَرَتْ أُخْتِي (4) أَنْ تَمْشِيَ إِلَى بَيْتِ اللهِ عَزَّ
_________
(1) واسمه: سويد، وقيل: قيس الأزديّ، مولاهم، أبو رجاء، المصريّ ... ثقة، كثير الحديث، من سادات أهل مصر، وفقهائهم.
روى له: ع. ومات سنة: ثمان وعشرين ومائة.
انظر: الطّبقات الكبرى (7/513) ، والمشاهير (ص/122) ت/953، والنّجوم الزّاهرة (1/391) .
(2) مرثد بن عبد الله اليزنيّ بفتح الياء المنقوطة باثنتين، والزّاي مفتوحة، بعدها نون تابعيّ، ثقة، فاضل، كان مفتي أهل مِصْر في زمانه. روى له: ع. ومات سنة: تسعين. انظر: تأريخ الثّقات للعجليّ (ص/423) ت/1553، وذكر أسماء التّابعين للدّارقطنيّ (1/368، 2/256) ، وتهذيب الكمال (27/357) ت/5850.
(3) هو: الجهنيّ، كذلك جاء مصرّحا به عند الإمام مسلم في: (الصّحيح 3/1264) ، وأبي داود في: (السّنن 3/598- 599 رقم الحديث/3299) ، والإمام أحمد في: (المسند 4/152) ، وغيرهم.
(4) قيل هي: أمّ حبّان بكسر الحاء المهملة، والباء المنقوطة بواحدة بنت عامر،
ذكر ذلك ابن سعد (كما نقله عنه الحافظ في: الإصابة 8/221) ، وكذلك ابن العراقيّ في: (المستفاد 1/760) عن ابن ماكولا، والمنذريّ في: (مختصر سنن أبي داود 4/378) ، وعزاه الحافظ في: (الفتح 4/95) إلى ابن القسطلانيّ، والقطب الحلبيّ عن ابن ماكولا أيضا، ونقله العظيم آبادي في: (عون المعبود 9/127) عن المنذريّ، وسكت عنه،
لكن ردّ ذلك الحافظ ابن حجر في: (الفتح 4/95) وحقّق أنّ المذكورة إنّما هي أخت لعقبة بن عامر بن نابئ لا عقبة بن عامر الجهنيّ راوي الحديث وأنّ الصّحيح أنّه لا يعرف اسم المبهمة هنا.
(تنبيه) : كان الحافظ ابن حجر رحمه الله قد تبع من قال بأنّها أمّ حبّان في كتابيه: (التّلخيص الحبير 4/196) وَ (هدي السّاري ص/292) لكنّه صرّح برجوعه عن ذلك عند شرحه للحديث في: (الفتح 4/95) كما تقدّم.
(تنبيه آخر) : وذكر الحافظ في: (هدي السّاري ص/292) عن ابن ماكولا أنّ المرأة هي: أمّ حبال بكسر المهملة، وبعدها موحدة خفيفة، وآخره لام وهذه مخالفة لما ذكره عنه في: (الفتح 4/95) من أنّها: أمّ حبّان بكسر المهملة، وتشديد الموحدة، بعدها نون وهذا الأخير هو الصّحيح.

(2/677)


وَجَلَّ فَأَمَرَتْنِي أَنْ أَسْتَفْتِي النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيْما فَاسْتَفْتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيْما فَقَاْلَ: "لِتَمْشِ، وَلْتَرْكَبْ"
وَكانَ أَبوالخَيْر لايُفَارق عُقْبَة (1) .
قَالَ الشَّيخ الإِمام أَبو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: "اسْمُ أَبي الْخَيْرِ: مَرْثَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ اليَزَنيّ,
وقد تابع روحَ بنَ عُبادة عَلَى رِوَايَةِ هَذَا الْحَدِيثِ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ هَكَذَا: أَبو عَاصِمٍ الضَّحّاك بْنُ مَخْلَدٍ الشَّيْبَانِيُّ (2) , / (د [17/أ] )
وخالفهما: هشامُ بن يوسف (3) ،
_________
(1) القائل هو: يزيد بن أبي حَبيب، الرّاوي عن أبي الخير.
والمراد: بيان سماع أبي الخير له من عُقْبة (انظر: الفتح 4/96) .
(2) أخرج روايته: البخاريّ في: صحيحه (أبواب: المحصر، وجزاء الصّيد، باب: من نذر المشي إلى الكعبة) 3/49 رقم الحديث/438.
(3) أبو عبد الله الأَبَنَاويّ، قال عبد الرّزّاق (كما في: الجرح والتّعديل 9/70- 71) : "إن حدّثكم القاضي يعني: هشام بن يوسف فلا عليكم أن تكتبوا عن غيره".
وقال الدّوريّ (في: المصدر نفسه) : سمعت يحيى بن معين يقول: "هشام بن يوسف أثبت من عبد الرّزّاق، وكان أقرأ لكتب ابن جُرَيج من عبد الرّزاق، وكان أعلم بحديث سفيان من عبد الرّزّاق، وهو ثقة".
ووثّقه أيضا: أبو حاتم (كما في: المصدر نفسه أيضا 9/71) ، والحاكم، والخليليّ (كما في: التّهذيب 11/58) وغيرهم.
روى له: خ، 4. ومات سنة: سبع وتسعين ومائة.
أخرج روايته كما هنا البخاريّ في صحيحه (أبواب: المحصر، وجزاء الصّيد، باب: من نذر المشي إلى الكعبة) 3/48 رقم الحديث/437.

(2/678)


وَعبد الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ (1) الصّنعانيَّان، فَرَوَيَاهُ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبي أَيّوب (2) عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبي حَبِيبٍ,
وأَخرجه مُسلم فِي صَحِيحِهِ عَنْ محمَّد بْنِ حَاتِمٍ (3) ، وَمحمد بْنُ أَبي
_________
(1) في: (المصنّف له 8/451 رقم الحديث/15873) ومن طريقه: الإمام مسلم في صحيحه (كتاب: النّذر، باب: من نذر أن يمشي إلى الكعبة) 3/1264 عن محمَّد بن رافع عنه به.
(2) واسمه: مقلاص الخزاعيّ، مولاهم، أبو يحيى، المصريّ، ثقة ثبت.
روى له: ع. ومات سنة: إحدى وستّين ومائة على الصّحيح.
انظر: الثّقات لابن حبّان (6/362- 363) ، وتأريخ مولد العلماء ووفياتهم (1/376) ، وتهذيب الكمال (10/342) ت/2241.
(3) ابن ميمون البغداديّ، أبو عبد الله القطيعي، المعروف بالسّمين،
قال ابن عديّ كما في: (تهذيب الكمال 25/22) ، والدّارقطنيّ (كما في: تأريخ بغداد 2/167) : "ثقة". وقال الذّهبيّ في: (الدّيوان 2/287 ت/3636) : "ثقة، ليّنه بعضهم". وفي السّير (11/451) : ".. ثبت حجّة".
روى له: م، د. ومات سنة: خمس وثلاثين ومئتين.
وانظر: الثّقات لابن حبّان (9/86) ، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه (2/172) ت/1425، والتّقريب (ص/472) ت/5793.

(2/679)


خَلَف (1) عَنْ رَوْحِ بْنِ عُبَادَةَ (2) كَمَا أَوردناه فكأَنَّ شَيْخَنَا أَبا محمَّد ابن يَحْيَى سَمِعَهُ مِنْ مُسْلم".
[51]- أَخبرنا أَبو بَكْرٍ محمَّد بْنُ أَحمد الطُّوسيّ (3) : حدَّثنا أَبو الْعَبَّاسِ محمَّد بْنُ يَعْقُوبَ الأَصمّ (4) : ثنا أَحمد بن شيبان (5) : حدَّثنا
_________
(1) هو: محمَّد بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي خَلَف واسمه: محمَّد السّلميّ، مولاهم، أبو عبد الله، البغداديّ، ثقة. روى له: م، د. ومات سنة: ستّ وثلاثين ومئتين.
انظر: الجرح والتّعديل (7/245) ت/1350، والتّقريب (ص/466) ت/5711.
(2) صحيح مسلم (كتاب: النّذر، باب: من نذر أن يمشي إلى الكعبة) 3/1265 رقم الحديث/1644.
(3) تقدّمت ترجمته، انظر ص/48.
(4) تقدّمت ترجمته أيضا، انظر ص/256.
(5) ابن الوليد، أبو عبد المؤمن، الرّمليّ،
قال العقيليّ (كما في: التّهذيب 1/39) : "لم يكن ممّن يفهم الحديث، وحدّث بمناكير".
وقال ابن أبي حاتم في: (الجرح والتّعديل 2/55 ت/72) : "كان صدوقا". وذكره ابن حبّان في: (الثّقات 8/40) وقال: "يخطئ".
ووثّقه الحاكم (كما في: السّير 12/346) . وقال الذّهبيّ في: (الميزان 1/103) ، و (السّير 12/346) : "صدوق". مات سنة: ثمان وستّين ومائة وقيل بعدها. وانظر: البداية والنّهاية (11/42) ، والعبر (1/385) .

(2/680)


سُفْيَانُ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ نَافِعٍ / ج [7/أ] عَنِ ابْنِ عُمَرَ:"أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْليْما بَعَثَ سَرِيَّةً (1) إِلَى نَجْدٍ (2) فَبَلَغَ سُهْمَانُهُمْ (3) اثْنَي عَشَرَ بَعِيْرًا، فَنَفَّلَنَا (4) النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيما بَعِيْرًَا، بَعِيْرًَا".
قَالَ الشَّيخ الإِمام أَبو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: "كَذَا رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ أَبو عَبْدِ الْمُؤْمِنِ أَحمد بْنُ شَيْبَانَ الرَّمْلِيُّ عَنْ أَبي محمَّد سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ (5) ,
_________
(1) تقدّم المراد بالسّريّة ص/626.
(2) بفتح النّون، وسكون الجيم، ثمّ دال مهملة إقليم من أقاليم جزيرة العرب، وهو أوسعها، وأكثرها صحارى، وفجاجا، ورمالاً.
انظر: معجم ما استعجم (1/13) ، ومعجم البلدان (5/261) ، والمعالم الجغرافيّة في السّيرة النّبويّة للبلاديّ (ص/312) .
(3) أي: نصيبهم، والسّهمان: جمع سهم، وهو في الأصل: واحد السّهام الّتي يضرب بها في المسير، ثمّ سمّي ما يفوز به الفالج سمهه، ثمّ كثر حتى سمّي كلّ نصيب: سهما. ويجمع أيضا على: سُهمة، وأسهم، وسهام.
انظر: النّهاية (باب: السّين مع الهاء) 2/429، ولسان العرب (حرف: الميم، فصل: السّين المهملة) 12/308.
(4) النّفل، والنّافلة: عطيّة التّطوّع.. والمراد زادنا على سهامنا.
انظر: شرح السنّة للبغويّ (11/112) ، والنّهاية (باب: النّون مع الفاء) 5/99، ومختار الصّحاح (مادّة: نفل) ص/281.
(5) رواه من هذا الطّريق أيضا: عبد الرّزّاق بن أحمد الخطيب في: (حديث ابن منده [3/أب] ) عن عثمان بن أحمد بن هارون،
وأبو عمرو السّمرقنديّ في: (فوائده [1/ب] ) ومن طريقه: نافع بن أبي نعيم في: (جزئه ص/62 ورقمه/25) كلاهما عن أحمد بن شيبان به، بنحوه.

(2/681)


وتابعه عثمان / (أ [19/ب] ) بْنُ يَحْيَى القرْقَسانيّ (1) عَنْ سُفْيَانَ وَوَهِمَا فِي ذَلِكَ (2) ,
وَرَوَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنِ الزُّبير الْحُمَيْدِيِّ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ أَيوب السِّختيانيّ عَنْ ناّفع (3) وهو الصَّواب".
_________
(1) بفتح القافين، بينهما راء ساكنة، وبعدها سين مهملة مفتوحة، وبعد الألف نون أبو عمرو الصّيّاد، ترجم له ابن حبّان في: (الثّقات8/455) وذكر أنه يروي عن ابن عيينة، وحدّثهم عنه: أحمد بن محمَّد بن الأزهر، وقال: "مات سنة: ثمان وخمسين ومئتين".
وانظر: الأنساب (4/477) ، والمقتنى للذّهبيّ (1/434) ت/4708. وطريقه لم أر لها ذكراً إلاّ هنا.
(2) ووهّمهما أيضا: الحافظ ابن حجر في (لسان الميزان 1/186) .
(3) كذلك هو في: (مسند الحميديّ 2/305 رقم الحديث/694) ، وتابعه: الإمام أحمد في: (المسند 2/10) عن سفيان به.
وتابع سفيان في روايته عن أيّوب اثنان:
الأوّل منهما: معمر بن راشد، كذلك رواه عنه عبد الرّزّاق في: (المصنّف 5/190 رقم الحديث/9336) ، ومن طريقه: الإمام أحمد في: (المسند 2/151) .
والثّاني: حمّاد بن زيد، أخرج روايته البخاريّ في: صحيحه (كتاب: المغازي، باب: السّريّة الّتي قِبَلَ نجد) 5/321 رقم الحديث/338.
والحديث رواه أيضا: البخاريّ (كتاب: فرض الخمس، باب: ومن الدّليل على أنّ الخمس لنوائب المسلمين ما سأل هوازنُ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم برضاعه فيهم، فتحلّل من المسلمين) 4/194 ورقمه/41 عن عبد الله بن يوسف عن مالك عن نافع عن ابن عمر به.
وَ: مسلم (كتاب: الجهاد والسّير، باب: الأنفال) 3/1368 رقم الحديث/1749.

(2/682)


[52]- أَخبرنا أَبو عَبْدِ اللَّهِ أَحمد بْنُ [محمَّد] (1) بْنِ يُوسُفَ بْنِ دُوَسْتَ البزَّاز (2) قَالَ: أَخبرنا محمَّد بْنُ جَعْفَرٍ المَطِيْريّ (3) قَالَ: حدَّثنا عليُّ بْنُ حَرْبٍ (4) قَالَ: حدَّثنا أَبو مُعَاوِيَةَ (5) قَالَ: حدَّثنا الأَعمش عَنْ أَبي صَالِحٍ (6) عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ النَّبيُِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا: "أَوَّلُ زُمْرَةٍ (7) تَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي عَلَى صُوْرَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُوْنَهْمْ عَلَى أَشَدِّ نَجْمٍ فِي السَّمَاءِ إِضَاءَةً، ثُمَّ هُمْ (8) بَعْدَ ذَلِكَ مَنَازِلُ".
قَالَ الشَّيخ الإِمام أَبو بَكْرٍ الْخَطِيبُ رحمه الله: "انْفَرَدَ مُسْلِمٌ بإِخراج هَذَا الْحَدِيثِ فِي صَحِيحِهِ، فَرَوَاهُ عَنْ أَبي بكر ابن أَبي شيبة، وأَبي/ (د [17/ب] ) كُرَيْبٍ محمَّد بْنِ الْعَلَاءِ (9) عَنْ أَبي
_________
(1) زيادة من: (ج) ، (د) .
(2) تقدّمت ترجمته، انظر ص/51.
(3) تقدّمت ترجمته أيضا، انظر ص/506.
(4) تقدّمت ترجمته أيضا، انظر ص/296.
(5) هو: محمَّد بن خازم، تقدّمت ترجمته أيضا، انظر ص/519.
(6) هو: ذكوان بن عبد الله، تقدّمت ترجمته أيضا، انظر ص/634.
(7) الزُّمْرَة بالضّمّ: الفوج، أو: الجماعة من النّاس.
وقيل: الجماعة في تفرقة. انظر: مختار الصّحاح (مادّة: زمر) ص/116، ولسان العرب (حرف: الرّاء، فصل: الزّاي) 4/329.
(8) في (أ) : (هو) ، وما أثبتّه من (ج) ، وهو الصّحيح.
(9) تقدّمت ترجمته، انظر ص/574.

(2/683)


مُعَاوِيَةَ (1) ، فكأَنَّ شَيْخَنَا أَبا عَبْدِ اللَّهِ سَمِعَهُ مِنْ مُسْلِمٍ".
[53]- أَخبرنا أَبو أَحمد عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ محمَّد بْنِ أَحمد الْفَرَضِيُّ (2) قَالَ: أَخبرنا محمَّد بْنُ جَعْفَرٍ المَطِيْريّ (3) قَالَ: حدَّثنا بِشْر بْنُ مَطَر (4) قال:
_________
(1) صحيح مسلم (كتاب: الجنّة، وصفة نعيمها، وأهلها، باب: أوّل زمرة تدخل الجنّة عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، وصفاتهم وأزواجهم) 4/2179 2180 رقم الحديث/2834 بأطول من هذا.
والحديث رواه أيضا: البخاريّ في: صحيحه (كتاب: بدء الخلق، باب: صفة الجنّة وأنّها مخلوقة) 4/244 ورقمه/63 عن إبراهيم بن المنذر عن محمَّد بن فليح بن سليمان عن أبيه عن هلال (هو: ابن أبي ميمونة) عن عبد الرّحمن بن أبي عمرة،
وَ (4/242 ورقمه/56) عن أبي اليمان عن شعيب عن أبي الزّناد (هو: عبد الله بن ذكوان) عن الأعرج (هو: عبد الرّحمن بن هرمز) ،
وَ (رقم/55) عن محمَّد بن مقاتل عن عبد الله (هو: ابن المبارك) عن معمر عن همّام بن منبّه،
وَ (كتاب: أحاديث الأنبياء، باب: خلق آدم وذرّيته) 4/265 ورقمه/131 عن قتيبة بن سعيد عن جرير (هو: ابن عبد الحميد) عن عمارة (هو: ابن القعقاع) عن أبي زرعة (هو: ابن عمرو بن جرير) أربعتهم عن أبي هريرة به، بنحوه، مطوّلاً، ومختصرًا.
(2) تقدّمت ترجمته، انظر ص/48.
(3) تقدّمت ترجمته أيضا، انظر ص/506.
(4) ابن ثابت، الدّقّاق، أبو أحمد، الواسطيّ،
قال أبو حاتم، وَابنه (كما في: الجرح والتّعديل 2/368 ت/1418) : "صدوق". وذكره ابن حبّان في: (الثّقات 8/145) ، وقال: "يخطئ، ويخالف". وقال الدّارقطنيّ (كما في: تأريخ بغداد 7/85) : "ثقة".
مات سنة: تسع وخمسين ومئتين وقيل بعدها.
وانظر: تأريخ واسط (ص/255) ، ولسان الميزان (2/33) ت/114.

(2/684)


ثنا سُفْيَانُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ [بْنِ دِينَارٍ] (1) عَنِ ابْنِ عُمر: "أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً نَهَى عَنْ بَيْعِ الْوَلاَءِ (2) ، وَعَنْ هِبَتِهِ (3) ".
قَالَ الشَّيخ الإِمام أَبو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: "انْفَرَدَ مسلمٌ بإِخراجه، فَرَوَاهُ عَنْ أَبي بَكْرِ بْنِ أَبي شَيْبَةَ، وَزهير بْنُ حَرْب عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ (4) ، فكأَنَّ شَيْخَنَا أَبا أَحمد سمعه منه".
_________
(1) زيادة من: (ج) ، (د) .
(2) قال الجرجانيّ في: (التّعريفات ص/255) : "الولاء هو: ميراث يستحقّه المرء بسبب عتق شخص في ملكه، أو بسبب عقد الموالاة".
وانظر: لسان العرب (باب: الواو وَالياء من المعتلّ، فصل: الواو) 15/408، 410، والفتح (5/198) .
(3) الهبة هي: العطية الخالية من الأعواض، وَالأغراض.
انظر: النّهاية (باب: الواو مع الهاء) 5/531، والتّعريفات للجرجانيّ (ص/256) .
(4) صحيح مسلم (كتاب: العتق، باب: النّهي عن بيع الولاء وهبته) 2/1145 رقم الحديث/1506.
والحديث رواه أيضا: البخاريّ في صحيحه (كتاب: العتق، باب: بيع الولاء وهبته) 3/293 رقم الحديث/19 عن أبي الوليد (هو: هشام ابن عبد الملك) عن شعبة، وَ (كتاب: الفرائض، باب: إثم من تبرّأ من مواليه) 8/277 ورقمه/33 عن أبي نعيم (هو: الفضل) عن سفيان (هو: الثّوريّ) كلاهما عن عبد الله بن دينار به.

(2/685)


[54]- أَخبرنا أَبو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ محمَّد بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَهْدِيٍّ (1) : أَخبرنا أَبو عَبْدِ الله محمَّد / (أ [20/أ] ) بْنُ مَخْلَدٍ العَطَّار (2) قَالَ: حدَّثنا محمَّد بْنُ عُثْمَانَ بْنِ كَرَامة (3) قَالَ: ثنا أَبو أُسامة (4) عَنْ هِشَامٍ (5) عَنْ أَبيه عَنْ عائِشة: أَنَّ رَجُلًا (6) أَتى النَّبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلّم تَسْلِيمًا فَقَالَ: يَا رسولَ اللَّهِ، إِنَّ أُمّي (7) أُفْتُلِتَتْ (8) نَفْسُها (9) ولَمْ
_________
(1) تقدّمت ترجمته، انظر ص/54.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا، انظر ص/540.
(3) تقدّمت ترجمته أيضا، انظر ص/628.
(4) هو: حمّاد بن أُسامة، تقدّمت ترجمته أيضاً، انظر ص/632.
(5) هو: ابن عروة بن الزّبير.
(6) هو: سعد بن عبادة رضي الله عنه جاء مصرّحا به في عدّة روايات،
انظر مثلاً: صحيح البخاريّ (كتاب: الوصايا، باب: ما يستحبّ لمن توفيّ فجأة أن يتصدّقوا عنه) 4/56 رقم الحديث/22، 23، وسنن النّسائيّ (كتاب: الوصايا، باب: إذا مات الفجأة هل يستحبّ لأهله أن يتصدّقوا عنه) 6/250- 251 ورقمه/3650.
وانظر: الأسماء المبهمة للخطيب (ص/103) ، والفتح (3/300) .
(7) هي: عمرة بنت مسعود بن قيس بن عمرو.
عيّنها جماعة منهم: ابن سعد في: (الطّبقات 3/614- 615) ، وابن بشكوال في: (الغوامض 1/431) ، وابن حجر في: (الفتح 3/300) ، وابن العراقيّ في: (المستفاد 1/493) ، وغيرهم.
(8) بضمّ المثنّاة، وكسر اللاّم على مالم يُسمّ فاعله.. والمراد: أنّها ماتت فجأة، وأُخذت نفسها فلتة، يُقال: "افتلت فلان بكذا" إذا فوجئ به قبل أن يستعدّ له. انظر: النّهاية (باب: الفاء مع اللاّم) 3/467، وتهذيب الأسماء واللّغات للنّوويّ (4/74) ، والفتح لابن حجر (3/300) .
(9) برفع السّين، ونصبها كذا ضبط في الحديث، والضّبطان صحيحان، فهو بالضمّ على ما لم يسمّ فاعله، وبالنّصب على المفعول الثّاني.
انظر: مشارق الأنوار (2/157) ، وشرح مسلم للنّوويّ (11/84) .

(2/686)


تُوصِ، وَإِنِّي لأَظُنُّها لَوْ تكَلَّمتْ لتصدَّقتْ، فهلْ أُؤجَرُ إِنْ أتصدَّقُ عَنْهَا؟ [قَاْلَ: "نَعَمْ",] (1) أخبرناه (2) أَبو الْقَاسِمِ الْحَسَنُ بْنُ الْحَسَنِ (3) بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْمُنْذِرِ الْقَاضِي (4) :أَخبرنا الْفَارُوقُ بْنُ عَبْدِ الْكَبِيرِ بن عمر الخطّابيّ (5) :
_________
(1) ساقطة من (أ) ، ومثبتة في (ج) ، (د) . وسيأتي تخريج الحديث مع الّذي بعده.
(2) هذا من كلام الخطيب رحمه الله، ساق الحديث أوّلاً بسنده، ثمّ تكلّم عليه.
وممّا يؤيّد ما ذكرتُ: إخراجه لهذا الحديث في (الأسماء المبهمة ص/187) بسنده، ومتنه كما هنا.
ثمّ إنّه ليس في شيوخ المهروانيّ فيما وقفت عليه من يسمّى بالحسن بن الحسن، بخلاف الخطيب والله تعالى أعلم.
(3) هكذا في (أ) ، وفي (ج) : (الحسين) مصغّرًا، وجاء في مصادر ترجمته على الوجهين، وما أثبتّه هو الأشبه، فهو الموجود في: (تأريخ بغداد للخطيب 7/304، 305) وهو المنقول عن ابنه يحيى، وهو أدرى به من غيره والله تعالى أعلم.
(4) البغداديّ، صدوق. مات سنة: إحدى عشرة وأربعمائة.
انظر: تأريخ بغداد (7/304) ت/3818، والمنتظم لابن الجوزيّ (15/144) ت/3094، والعبر (2/220) .
(5) أبو حفص، البصريّ، ترجم له الذّهبيّ في: (السّير 16/140) وذكر أنّه روى عنه جماعة، وقال: "وما به بأس، بقي إلى سنة: إحدى وستّين وثلاثمائة".
وانظر: العبر له أيضا (2/136) ، وشذرات الذّهب (2/74) .

(2/687)


حدَّثنا أَبُو خَالِدٍ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْقُرَشِيُّ (1) قَالَ: حدَّثنا جَعْفَرُ بْنُ عَوْن (2) قَالَ: حدَّثنا هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبيه عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: جاءَ رَجُلٌ إِلى النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا فَقَالَ: يَا رسولَ اللهِ، إِنَّ أُمِّي أُفْتُلِتَتْ، وَأَظنّ (3) لَوْ تَكَلَّمَتْ تَصَدَّقّتْ، فهلْ لَهَا مِنْ أَجْرٍ إِنْ أتصدَّقُ عَنْهَا؟ قالَ: "نَعَمْ".
قَالَ الشَّيخ الإِمام أَبو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: "رَوَاهُ مسلمٌ فِي صَحِيحِهِ عَنْ أَبي كُرَيْبٍ محمَّد بن العلاء (4) عن
_________
(1) الأمويّ، العتّابيّ بفتح العين المهملة، والتّاء المشدّدة البصريّ،
قال الدّراقطنيّ (كما في سؤالات الحاكم له ص/130 ت/148) : "لا بأس به". وقال الخطيب في: (تأريخ بغداد 10/453) : "وليس بمدفوع عنه الصّدق".
وانتقد عليه أبو أحمد الحاكم في: (الأسامي والكنى له 4/279- 281) حديثا روي من طريقه، ولكن اعتذر له ابن حبّان في: (الثّقات 8/398) قائلاً: "ولعلّه أُدخِل عليه، فأمّا غير هذا الحديث من حديثه فيشبه حديث الأثبات".
روى له: مد.
ومات سنة: أربع وثمانين ومئتين. وانظر: التّهذيب (6/358) .
(2) ابن جعفر بن عمرو، القرشيّ، المخزوميّ، أبو عون، الكوفيّ، ثقة.
روى له: ع.
ومات سنة: ستّ وقيل: سبع ومئتين.
انظر: الطّبقات الكبرى لابن سعد (6/396) ، وتأريخ الدّارميّ عن ابن معين (ص/85) ت/213، والتّهذيب (2/101) .
(3) في (ج) ، (د) : (فأظنّ) بالفاء.
(4) تقدّمت ترجمته، انظر ص/522.

(2/688)


أَبي أُسامة (1) ، / (د [18/أ] ) وَعَنْ أَبي بَكْرِ بْنِ أَبي شَيْبة عن جعفر ابن عون (2) ، فكأَنَّ شيخينا أَبا عُمَرَ بْنَ مَهْدِيٍّ، وَأَبا الْقَاسِمِ بْنَ الْمُنْذِرِ سَمِعَاهُ مِنْ مُسْلِمٍ".
[55]- أَخبرنا أَبو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ عُمَرَ بْنِ بُرْهَانَ الغزَّال (3) قَالَ: ثنا محمَّد بْنُ عمرو/ج [8/أ] [بْنِ] (4) البَخْتَريّ الرَّزَّاز (5) قَالَ: حدَّثنا جَعْفَرُ بْنُ محمَّد بْنِ شَاكِرٍ الصَّائِغ (6) قَالَ: حدَّثنا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ (7) قَالَ: ثنا هَمّام (8) قَالَ: أَخبرنا قتادة (9) أَنَّ عونا (10) ،
_________
(1) صحيح مسلم (كتاب: الزّكاة، باب: وصول ثواب الصّدقة عن الميّت) 2/697 رقم الحديث / 1004.
وَ (كتاب: الوصيّة، باب: وصول ثواب الصّدقات إلى الميت) 3/1254.
(2) صحيح مسلم (الموضع الثّاني نفسه من التّعليق المتقدّم) .
والحديث رواه أيضًا: البخاريّ في صحيحه (كتاب: الوصايا، باب: ما يستحبّ لمن توفي فجأة أن يتصدّقوا عنه، وقضاء النّذور) 4/56 ورقمه / 22 عن إسماعيل (هو: ابن أبي أويس) عن مالك،
وفي: (كتاب: الجنائز، باب: موت الفجأة البغتة) 2/211 ورقمه /42 عن سعيد بن أبي مريم عن محمَّد بن جعفر، كلاهما عن هشام بن عروة به، بنحوه.
(3) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/58.
(4) لحق بحاشية: (أ) .
(5) واسمه: بَهْدَلة الأسديّ، مولاهم، أبوبكر، المقرئ، الكوفيّ ... صدوق له أوهام. روى له: ع. ومات سنة: ثمان وعشرين ومائة. انظر: الجرح والتّعديل (6/340) ت/1887، والتّقريب (ص/285) ت/3054.
(6) أبو محمَّد البغداديّ ... ثقة، فاضل. روى له: د. ومات سنة: تسع وسبعين ومئتين. انظر: تأريخ بغداد (7/185) ت/3637، والتّقريب (ص/141) ت/954
(7) هو: الصّفّار.
(8) هو: العوذيّ، تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/600.
(9) هو: ابن دِعَامة، تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/576.
(10) هو: ابن عبد الله بن عتبة الهذليّ، أبو عبد الله، الكوفيّ ... ثقة.
روى له: م، 4. ومات قبل سنة: عشرين ومائة. انظر: الجرح والتّعديل (6/384) ت/2138، والتّقريب (ص/434) ت/5223.

(2/689)


وَسعيدًا (1) حدَّثا أَنَّهما سَمِعَا أَبا بُرْدَةَ (2) يُحدِّث عمرَ بنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ أَبيه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلّم تَسْلِيْما قَالَ: "لاَ يَمُوتُ رَجُلٌ (3) مُسْلِمٌ إِلاَّ أَدْخَلَ/ (أ [20/ب] ) اللهُ تَعَالَى مَكَانَهُ النَّارَ يَهُوْدِيا، أَوْ نَصْرَانِيا". قَالَ: فَاسْتحلَفه عمرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بِاللَّهِ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاّ هُو ثلاثَ مِرَاْرٍ أَنَّ أَباه حَدَّثَهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم فحلفَ لَه (4) . فلمْ يُخبرني سعيدٌ أَنَّه اسْتحلَفهُ، وَلم يُنْكِرْ عَلَى عَوْنٍ قولَهُ.
قَالَ الشَّيخ الإِمام أَبو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: "انْفَرَدَ مُسْلِمٌ بإِخراج هَذَا الْحَدِيثِ فِي كِتَابِهِ، فَرَوَاهُ عن أَبي بكر ابن
_________
(1) ابن أبي بردة بن أبي موسى الأشعريّ، الكوفيّ ... ثقة. روى له: ع.
انظر: تأريخ الثّقات (ص/181) ت/532، والكاشف (1/432) ت/1857.
(2) هو: عامر بن أَبِي مُوسَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قيس الأشعريّ ... ثقة.
روى له: ع. وما ت على الأشْهَر سنة: أربع ومائة.
انظر: التأريخ لخليفة بن خياط (ص/330) ، وتهذيب الكمال (33/66) ت/7220، والتّقريب (ص/621) ت/7952.
(3) في (د) : "الرّجل".
(4) إنّما استحلفه لزيادة الاستيثاق، ولما حصل له من السّرور بهذه البشارة للمسلمين أجمعين، ولأنّه إن كان عنده فيه شكّ، أو خوف نسيان أونحو ذلك أمسك عن اليمين، فإذا حلف تحقّق انتفاء هذه الأمور، وعرف صحّة الحديث.
انظر: شرح مسلم للنّوويّ (17/86) .

(2/690)


أَبي شَيْبَةَ عَنْ عَفَّانَ بْنِ مُسْلِمٍ (1) ، فكأنَّ شَيْخَنَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ سَمِعَهُ مِنْهُ".
[56]- أَخبرنا أَبو محمَّد عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الجبَّار السُّكّريّ (2) قَالَ: أَخبرنا إِسماعيل بْنُ محمَّد الصَّفَّار (3) قال: حدَّثنا أَحمد ابن مَنْصُورٍ الرَّمَادِيُّ (4) قَالَ: حدَّثنا عَبْدُ الرّزّاق قال: أَخبرنا ابن جُرَيْجٍ (5) عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبي يَزِيدَ (6) أَنَّه سَمِع ابْنَ عبَّاس يَقُولُ: "مَاْ رَأَيْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيْمَا يَتَحَرَّى (7) صَوْمَ (8) يَوْمٍ يَلْتَمِسُ (9) فَضْلَهُ عَلَى غَيْرِهِ إِلاَّ هَذَا الْيَوْمَ: يَوْمَ عَاْشْوْرَاء،
_________
(1) صحيح مسلم (كتاب: التّوبة، باب: قبول توبة القاتل، وإن كثر قتله) 4/2119 رقم الحديث/2767.
إلاّ أنّه قال: "ثلاث مرار"، وقال: "فلم يحدثني" بدل: "فلم يخبرني".
(2) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/63.
(3) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/245.
(4) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/586.
(5) هو: عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ.
(6) الكتانيّ مولاهم، أبو محمد، المكّيّ ... ثقة، مُكْثر. روى له: ع. ومات سنة: ستّ وعشرين ومائة. انظر: الطّبقات الكبرى لابن سعد (5/481) ، والتأريخ للمقدّميّ (ص/147) ت/930، والتّقريب (ص/375) ت/4353.
(7) أي: يتوخّى، ويتقصّد، مع اجتهاد، وعزم على تخصيص الشّيء المقصود بالفعل، وَالقول.
انظر: النّهاية (باب: الحاء مع الرّاء) 1/376، ولسان العرب (باب: الواو وَالياء من المعتلّ، فصل: الحاء المهملة) 14/173 174.
(8) في (ج) ، (د) : "صيام".
(9) أي: يطلب. انظر: النّهاية (باب: اللاّم مع الميم) 4/270 271، ومختار الصّحاح للجوهريّ (مادّة: لمس) ص/252.

(2/691)


وَشَهْرَ رَمَضَاْن".
قَالَ الشَّيخ الإِمام أَبو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: "أَخْرَجَهُ مُسلم/د [18/ب] عَنْ محمَّد بْنِ رَافِعٍ (1) عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ (2) ، فكأنَّ شَيْخنا سَمِعَهُ مِنه"./ (ج [8/ب] )
[57]- أَخبرنا أَبو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ محمَّد بْنِ نَصْر السُّتُوريّ (3) قَالَ: حدَّثنا أَبو بَكْرٍ محمَّد بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبراهيم (4) قَالَ: حدَّثنا أَبو يَعْلى محمَّد بن شَدّاد المِسْمَعيّ (5) قال:
_________
(1) ابن أبي يزيد واسمه: سابور القشيريّ، مولاهم، أبو عبد الله، النّيسابوريّ ... ثقة مأمون، من المكثرين عن عبد الرّزّاق. روى له: خ، م، د، ت، س. ومات سنة: خمس وأربعين ومئتين. انظر: الثّقات لابن حبّان (9/102) ، وتهذيب الكمال (25/192) ت/5209، والكاشف (2/170) ت/4843.
(2) صحيح مسلم (كتاب: الصّيام، باب: صوم يوم عاشوراء) 2/797 رقم الحديث/1132 بنحوه.
والحديث رواه أيضا البخاريّ في: (كتاب: الصّوم، باب: صيام يوم عاشوراء) 3/96 ورقمه/113 عن عبيد الله بن موسى عن ابن عيينة عن عبيد الله بن أبي يزيد، بنحوه أيضا.
(3) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/52.
(4) ابن عبدويه، البغداديّ، الشافعيّ، البزَّار، صاحب الفوائد الغيلانيّات العالية ... ثقة ثبت، كثير الحديث. مات سنة: أربع وخمسين وثلاثمائة.
انظر: تأريخ بغداد (5/456) ت/2995، والمنتظم (14/172) ت/2646، وتذكرة الحفّاظ (3/880) ، والنّجوم الزّاهرة (3/393) .
(5) بكسر الميم الأولى، وفتح الثّانية البصريّ، ثمّ البغداديّ، المتكلّم، المعتزليّ، المعروف بزُرْقان ...
قال الخطيب في: (تأريخ بغداد 5/353) : "سألت أبا بكر البرقانيّ عن محمَّد ابن شدّاد المسمعيّ، فقال: "ضعيف جدّاً "، وقال لي مرّة أخرى: "المسمعيّ لا يحتجّ به"، وقال لي مرّة أخرى: "كان أبو الحسن الدّارقطنيّ يقول: محمَّد بن شدّاد المسمعيّ لا يكتب حديثه".
وقال الدّارقطنيّ أيضا (كما في: سؤالات الحاكم له ص/150 ت/212) : (ضعيف) . وذكره الفتّنيّ في: (قانون الموضوعات والضّعفاء ص/291) وقال: "ضعيف جدًّا". مات سنة: ثمان وسبعين ومئتين وقيل بعدها.
وانظر: الأنساب (5/297) ، والوافي بالوفيات (3/148) .

(2/692)


ثنا أَبو نُعَيْمٍ (1) قَالَ: حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَبِيبِ بْنِ أَبي ثَابت (2) عَنْ أَبيه (3) عَنْ سَعيد بْنِ جُبير عَنِ ابْنِ عبَّاس قَالَ: أَوحى اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلى محمَّد صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم تَسْلِيمًا: "إِنِّي قَتَلْتُ/ (أ [21/أ] ) بِيَحْيى بنِ زَكَرِيّا سَبْعِيْنَ أَلْفَا، وَإِنّي قَاتِلٌ [بِابْنِ] (4)
_________
(1) هو: الفضل بن دُكين.
(2) واسمه: قيس، ويقال: هند الأسديّ، مولاهم، الكوفيّ ... ثقة، من السّادسة. روى له: م، س. انظر: التأريخ لابن معين رواية: الدّوريّ (2/301) ، والكاشف (1/544) ت/2680، والتّهذيب (5/183) .
(3) هو: حبيب بن أبي ثابت، أبو يحيى، الكوفيّ ... تابعيّ، ثقة، كثير الإرسال، وَالتّدليس (عدّه الحافظ في الثّالثة من مراتب المدلّسين) .
روى له: ع. ومات سنة: تسع عشرة ومائة على الصّحيح.
انظر: التأريخ الكبير (2/313) ت/2592، وتهذيب الكمال (5/358) ت/1079، وتعريف أهل التّقديس (ص/37) ت/69.
(4) ساقطة من: (أ) ، ومثبتة في: (ج) ، (د) .

(2/693)


بِنْتِكَ (1) سَبْعِيْنَ أَلْفَا، وَسَبْعِيْنَ أَلْفَا".
قَالَ الشَّيخ الإِمام أَبو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: "هَذَا حديثٌ غريبٌ مِنْ حَدِيثِ أَبي عَبْدِ اللَّهِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ الْوَالِبِيِّ عَنْ أَبي العبَّاس عَبْدِ اللَّهِ بْنِ العبَّاس بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَغريبٌ مِنْ رِوَايَةِ حَبِيب بْنِ أَبي ثَابِتٍ عَنْ سَعِيدٍ. لَا أَعلم رَوَاهُ إِلاَّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَبِيبٍ عن أبيه" (2) .
_________
(1) أي: الحسين بن عليّ رضي الله عنه.
(2) الحديث من طريق محمَّد بن شدّاد رواه: أبو بكر الشّافعيّ في: (الفوائد [55/أ] ) ومن طريقه الحاكم في: (المستدرك 2/291- 292، 3/178) ، وعزاه السّيوطيّ في: (الدّرّ المنثور 4/164) إلى ابن عساكر.
وقال عنه الحاكم قبل روايته في الموضع الأوّل بأنّه غريب الإسناد والمتن، وقال الذّهبيّ في تلخيصه: "ولكن المتن منكر جدًّا" وأعلّه بالمسمعيّ، ونقل قولاً للدّارقطنيّ في تضعيفه.
ورواه الحاكم أيضا في: (المستدرك 3/178) من ستّة طرق أخرى عن أبي نعيم، فقال:
"وحدّثني أبو محمَّد الحسين بن محمَّد السّبيعيّ: ثنا عبد الله بن محمَّد بن ناجية: ثنا حميد بن الّربيع: ثنا أبو نعيم ح، وأخبرنا أبو محمَّد الحسن بن محمَّد العقيقيّ العلويّ: ثنا جدّي: ثنا محمَّد بن يزيد الأدميّ: ثنا أبو نعيم ح، وأخبرني أبو سعيد أحمد بن محمَّد بن عمرو الأحمسيّ: ثنا الحسين بن حميد بن الرّبيع ثنا: الحسين بن عمرو المنقريّ وَالقاسم بن دينار قالا: ثنا أبو نعيم ح وأخبرنا أحمد بن كامل القاضي: حدّثني يوسف بن سهل التّمّار: ثنا القاسم بن إسماعيل العرزمي: ثنا أبو نعيم ح، وأخبرنا أحمد بن كامل القاضي: ثنا عبد الله بن إبراهيم البزّار: ثنا كثير بن محمَّد أبو أنس الكوفيّ: ثنا أبو نعيم ثنا عبد الله بن حبيب بن أبي ثابت عن أبيه عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس" فذكره، ثمّ قال: ".. هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرّجاه". وقال الذّهبيّ في تلخيصه: "على شرط مسلم"!؟
ولكنّ الحديث بأسانيده المتقدّمة لا يصل إلى ما ذكراه من درجة، ولا يدانيها، فإنّ في السّند الأوّل: حميد بن الرّبيع، وهو: الخزّاز الكوفيّ.. كذّبه ابن معين (كما في: تهذيب الكمال 2/280) وغيره، وقال النّسائيّ في: (الضّعفاء والمتروكين له ص/168 ت/142) : "ليس بشيء"، وانظر قول ابن عديّ فيه في: (الكامل 2/282) .
وفي سنده الثّاني: الحسن بن محمَّد العلويّ، رافضيّ متّهم، وروى أحاديث منكرة، منها هذا الحديث، وفيه تأييد لبدعته ...
انظر: تأريخ بغداد (7/421) ، وَالميزان (2/44) ت/1943.
وفي سنده الثّالث: حسين بن حميد، كذّبه مطيّن (محمَّد بن عبد الله الحضرميّ) ، واتّهمه ابن عديّ (انظر: الكامل له 2/368، وَالميزان 2/56 ت/1993) .
وفيه أيضا: الحسين بن عمرو المنقريّ (هكذا، ولعلّه: العنقزيّ) قال عنه أبو حاتم: "ليّن يتكلّمون فيه"، وقال أبو زرعة: "كان لا يصدق".
انظر: الجرح والتّعديل (3/61) ت/278.
وفي سنده الرّابع: يوسف بن سهل، وَالقاسم بن إسماعيل لم أقف على ترجمة لهما.
وفي سنده الخامس: كثير بن محمد، ترجم له الخطيب في: (تأريخ بغداد 12/484) وذكر أنّه روى عنه جماعة، ولم يذكر فيه جرحا، ولا تعديلاً.
وكذا له ترجمة في: (الأسامي والكنى لأبي أحمد الحاكم 1/426 ورقمها/372) ، و (المقتنى للذّهبيّ 1/96 ورقمها/522) .
ومن هنا تعلم أنّ قولهما في الحديث عند الموضع الأوّل من المستدرك هو الأعدل، والأقرب والله تعالى أعلم.
والحديث رواه أيضا عن أبي نعيم غيرمن تقدّم ذكرهم: القاسم بن إبراهيم الكوفيّ ... أشار إلى روايته ابن حبّان (كما في: اللآلئ للسّيوطيّ 1/391) وقال: "وهو منكر الحديث".
وممّا تقدّم يتبيّن أنّ الحديث من جميع طرقه لا يسلم من وجود متّهم، أو ضعيف جدًّا، أو من لا تُعرف له ترجمة في إسناده، هذا بالإضافة إلى وجود عنعنة حبيب بن أبي ثابت في جميع ما وقفت عليه من طرقه المتقدّمة، وهو مدلّس من الثّالثة (كما تقدّم ص/726) وتمييزها: "من أكثر من التّدليس، فلم يحتجّ الأئمة بشيء من أحاديثهم إلاّ بما صرّحوا فيه بالسّماع" ولم يُصرّح.

(2/694)


[58]- أَبنا أَبو سَهْل مَحْمُودُ بْنُ عُمَرَ بْنِ جَعْفَرٍ العُكْبَرِيّ (1) قَالَ: حدَّثنا أَبو صَالِحٍ سَهْل بْنُ إِسماعيل بْنِ سَهْل الطَّرسُوسيّ (2) قَالَ: حدَّثنا أَحمَد بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الإِيَاديّ (3) قال: حدَّثنا الحَوْطِيُّ (4)
_________
(1) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/58.
(2) الجوهريّ، البغداديّ ... ثقة.
انظر: تأريخ بغداد (9/121) ت/4735.
(3) هو: أحمد بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ بن زكريّا الإياديّ، الأعرج ... لم أقف على ترجمة له. وما ذكرته من نسبه مستمدّ من ترجمة الرّاوي عنه في: تأريخ بغداد، وبعض المصادر الّتي أوردت الحديث والله تعالى أعلم.
(4) بفتح الحاء، والطّاء المكسورة، المهملتين، بينهما الواو السّاكنة واختلف في هذه النّسبة إلى أيّ شيء، فنسبها الزَّبيديّ في: (تاج العروس 5/124) إلى جدّ يُقال له: حَوْط بن عامر.
وجعلها السّمعانيّ في: (الأنساب 2/289) نسبة إلى قرية من قرى حمص، أو جَبَلَة ظنا فقال: "هذه النّسبة إلى حوط، وظنّي أنّها من قرى حمص، أو جَبَلَة مدينتان بالشّأم فإنّ أكثر الحوطيّين حدّث بجبلة، وسمع الحديث بحمص والله أعلم"، وتبعه ابن الأثير في: (اللّباب 1/401) ، وياقوت في: (معجم البلدان 2/322) ، والأوّل أشبه والله أعلم.

(2/696)


عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ نَجْدَة (1) قَالَ: حدَّثنا شُعَيْبُ بْنُ إِسحاق (2) قَالَ: حدَّثنا الْأَوْزَاعِيُّ عَنْ سُفيان الثَّوْرِيِّ عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبي النُّجُودِ (3) عَنْ زِرّ (4) بْنِ حُبَيْش (5) عَنْ صفوان ابن عَسّال المُراديّ قَالَ: سَألت (6) رَسُولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم تَسْلِيمًا عَنِ الْمَسْحِ عَلَى الخُفّين، فقال:
_________
(1) أبو محمَّد الشّاميّ، الجَبَليّ ... ثقة. روى له: س. ومات سنة: اثنتين وثلاثين ومئتين. انظر: سؤالات البرقانيّ للدّارقطنيّ (ص/16) ت/31، والكاشف (1/675) ت/3521، والتّهذيب (6/453) .
(2) ابن عبد الرّحمن القرشيّ، الأمويّ، أبو محمد، الدّمشقيّ ... ثقة، كان الأوزاعيّ يُدْنيه، ويُقدّمه. روى له: خ، م، د، س، ق. ومات سنة: تسع وثمانين ومائة. انظر: الطّبقات الكبرى لابن سعد (7/472) ، والتأريخ لابن معين رواية الدّوريّ (2/257) ، والتّقريب (ص/266) ت/2793.
(3)
(4) بكسر أوّله، وتشديد الرّاء.
(5) بمضومة، وفتح موحّدة، وسكون تحتيّة، وبشين معجمة ابن حُباشة بضمّ مهملة، وخفّة موحدة، وإعجام شين الأسديّ، أبو مريم، ويقال: أبو مطرّف الكوفيّ ... ثقة، مخضرم، كثير الحديث.
روى له: ع. ومات سنة: إحدى وثمانين وقيل بعدها.
انظر: الطّبقات الكبرى (6/104) ، والمشاهير لابن حبّان (ص/100) ت/740، والتّقريب (ص/215) ت/2008.
(6) في (ج) ، (د) : (سألنا) .

(2/697)


"ثَلاَثَةُ أَيَّامٍ وَلَيَاْلِيْهِنَّ لِلْمُسَافِرِ، وَلِلْمُقِيمِ يَوْمٌ (1) وَلَيْلَةٌ".
قَالَ الشَّيخ الإِمام أَبو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: "هَذَا الْحَدِيثُ محفوظٌ (2) مِنْ حَدِيثِ عَاصِمِ بْنِ أَبي النُّجُودِ الْقَارِئِ (3) عَنْ زِرّ/ (ج [9/أ] ) بن حُبَيْش/ (د [19/أ] ) الأسديّ عن صفوان
_________
(1) في (ج) ، (د) : "يوما".
(2) في (ج) ، (د) : "هذا حديث محفوظ".
(3) حديث عاصم هذا في الأصل قطعة من حديث فيه طول، يشتمل على ما جاء منه هنا، وعلى التّوبة، والمرء مع من أحبّ، وغير ذلك.
وهو كما قال الخطيب محفوظ عن عاصم عن زرّ، رواه عنه الجمّ الغفير، قال ابن منده: "إنّهم أكثر من أربعين نفسا" (كما نقله الحافظ في: التّلخيص 1/166) .
وقد جمعت طرقه عنه فبلغت نحوًا من خمسين طريقا، منها أربعون ورد فيها توقيت المسح على الخفّين، وهذه إشارة إلى أماكنها عند أقدم من وقفت عليه من أصحاب كتب السنّة المشهورة: فأخرجه عبد الرّزّاق في: (المصنّف 1/204- 206 رقم/792، 793، 795) من ثلاثة طرق، منها طريق الثّوريّ.
والتّرمذيّ في: (الجامع 1/159 برقم/56) من ثلاثة طرق أخرى غير ما تقدّمت الإشارة إليه.
والنّسائيّ في: (السّنن 1/83 84 برقم/127) من أربعة طرق أخرى أيضا.
والطّبرانيّ في: (المعجم الكبير 8/56 67) من تسعة وعشرين طريقاً أخرى، وفي: (الصّغير ص/112 113 برقم/243) من طريق أخرى والله تعالى أعلم.
وعاصم له أوهام (كما تقدّم ص/243) إلاّ أنّه لم يتفرّد بالحديث عن زرّ بل تابعه جماعة من الرّواة، ومنهم:
1- طلحة بن مصرّف.. روى حديثه الطّبرانيّ في: (المعجم الصّغير ص/96- 97 برقم/190) ومن طريقه: أبو نعيم في الحلية (5/22) بسنده عن أبي خبّاب الكلبيّ عنه به، بنحوه.. وقال: "لم يروه عن طلحة إلاّ أبو خبّاب، ولا عن أبي خبّاب إلاّ الحسن بن صالح، تفرّد به يحيى بن فضيل"! وقال الحافظ في: (التّلخيص 1/166) عن الإسناد: "لا بأس به" اهـ.
إلاّ أنّ أبا خبّاب (واسمه: يحيى بن أبي حيّة) ضعيف، ومدلّس من الخامسة (انظر: طبقات المدلّسين ص/57 ت/152) .
2- حبيب بن أبي ثابت.. روى حديثه: الطّبرانيّ في: (الكبير 8/55- 56 برقم/7350) بسنده عن عبد الكريم بن أبي المخارق عنه به، مطوّلاً.
وابن أبي المخارق مجمع على ضعفه (انظر: التّهذيب 6/376) .
3- زبيد بن الحارث الياميّ.. روى حديثه: الطّبرانيّ في: (الكبير أيضًا 8/54 برقم/7348) بسنده عن أشعث بن عبد الرّحمن بن زبيد الياميّ عن أبيه عن جدّه به، بنحوه، مطوّلاً ...
وأشعث بن عبد الرّحمن ضعّفه أبو زرعة، وأبو حاتم، والنّسائيّ (كما في: تهذيب الكمال 3/274 ت/529) ، وقال الحافظ في: (التّقريب ص/113 ت/529) : "صدوق يخطئ".
4- يزيد بن أبي زياد الكوفيّ.. أشار إلى حديثه: الدّارقطنيّ في: غرائب مالك (التّرتيب [143/ب] ) من طريق عبيد بن إسحاق عن زهير (هو: ابن معاوية) عنه به.. . وَيزيد ضعيف، كبر فتغيّر، وصار يتلقّن.
انظر: التّقريب (ص/601) ت/7717.
5- عيسى بن عبد الرّحمن بن أبي ليلى.. روى حديثه الطّبرانيّ في: (الكبير أيضا 8/68 برقم/7394 بنحوه، 8/69 برقم/7395 بنحوه، مطوّلاً) عن طريقين عن إسحاق بن أبي عبد الله بن أبي فروة عنه به ...
وإسحاق متروك ...
انظر: الضّعفاء والمتروكين لابن الجوزيّ (1/102) ت/322.
6- أبو سعد مولى: حذيفة.. روى حديثه: تمّام في (جزئه [4/ب] ) من طريق سعدان بن يحيى عنه به..
وسعدان صدوق وسط (كما في: التّقريب ص/242 ت/2416) ، وأبو سعد ترجم له البخاريّ في: (التأريخ الكبير 8/36 ت/36) ، ولم يذكر فيه جرحا، ولا تعديلاً ... وانظر: التّلخيص (1/166) .
وللحديث طريق أخرى عن صفوان، فقد رواه النّسائيّ في الكبرى (كما في: تحفة الأشراف 4/193 برقم/4953) ، والإمام أحمد في: (المسند4/240) ، وابن أبي عاصم في: (الآحاد والمثاني 4/416 ورقمه/2467) ، والبيهقيّ في: (الكبرى 1/282) ، والطّبرانيّ في: (الكبير 8/70 ورقمه/7397) ، وغيرهم من طرق عن أبي روق عطيّة بن الحارث عن أبي الغريف (هو: عبيد الله ابن خليفة) عن صفوان به، بنحوه ...
وهذا إسناد حسن، مداره على أبي روق، وهو صدوق (انظر: التّقريب ص/393 ت/4615) ، وشيخه صدوق أيضا (كما في: المصدر المتقدّم نفسه ص/370 ت/4286) .

(2/698)


ابن عَسَّال. ومحفوظٌ أَيْضًا مِنْ رِوَايَةِ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنْ عَاصِمٍ.
وَهو غريبٌ جِدّاً مِنْ رِوَايَةِ أَبِي عَمْرو عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرو الْأَوْزَاعِيِّ عَنِ الثَّوْرِيِّ (1) ، تَفَرَّدَ بِهِ شعيب بن إسحاق عنه.
_________
(1) الحديث كما قاله الخطيب غريب من رواية الأوزاعيّ عن الثّوريّ، ولم أقف عليه بهذا الإسناد إلاّ في هذا الكتاب.
وتابعه في روايته عن الثّوريّ جماعة منهم:
1- عبد الرّزّاق بن همّام في: (المصنّف 1/240 ورقمه/792) ومن طريقه: الطّبرانيّ في الكبير (8/56 ورقمه/7651) بنحو شطره الأوّل، مطوّلاً.
2- يحيى بن آدم.. روى حديثه: الإمام أحمد في: (المسند 4/239) ، وابن خزيمة في: (الصّحيح 1/98- 99 ورقمه/196) بنحوه، مطوّلاً.
والحديث بمجموع طرقه وشواهده صحيح إن شاء الله قال التّرمذيّ في: (العلل الكبير 1/175) : "وسألت محمَّدًا [يعني: البخاريّ] فقلت: أيّ حديث عندك أصحّ في التّوقيت في المسح على الخفّين؟ قال: صفوان بن عسّال".
وقال التّرمذيّ أيضا عقب إخراجه له في جامعه: "حسن صحيح"، ونقل عن البخاريّ أيضا قال: "أحسن شيء في هذا الباب: حديث صفوان ابن عسّال المراديّ". وأورده ابن خزيمة (1/98- 99 برقم/196) ، وابن حبّان (2/443) في صحيحيهما. وصحّحه أيضا: الخطّابيّ (كما في: تحفة الأحوذيّ 1/318) ، وحسّنه الألبانيّ في: (الإرواء 1/140) .
وفي الباب حديث عليّ رضي الله عنه رواه: مسلم في صحيحه (كتاب: الطّهارة، باب: التّوقيت في المسح على الخفّين) 1/232 ورقمه/276 بمثل حديث صَفْوان.

(2/700)


وَلم نَكْتُبْهُ إِلَّا مِنْ حَدِيثِ أحْمَد بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الإِياديّ عَنِ الحَوْطيِّ".
[59]- أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ محمَّد بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بن أحمد ابن رِزْقَوَيْهِ (1) قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سليمان بن أيوب العَبَّادانيّ (2)
_________
(1) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/56.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/602.

(2/701)


قال:/ (أ [21/ب] ) حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ حَرْب الطَّائِيّ (1) قَالَ: حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدريس (2) عَنْ رَبِيْعَة بْنِ عُثْمَانَ (3) عن محمَّد بن يحيى ابن حِبَّانَ (4) [عَنِ] (5) الْأَعْرَجِ (6) عَنْ أَبي هريرة قال:
_________
(1) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/296.
(2) ابن يزيد الأَوديّ بسكون الواو أبو محمَّد، الكوفيّ ... ثقة ثبت.
روى له: ع. ومات سنة: اثنتين وتسعين ومائة. انظر: العلل ومعرفة الرّجال لأحمد (1/436) رقم النّص/973،وتهذيب الكمال (14/293) ت/3159، والتّقريب (ص/295) ت/3207.
(3) ابن ربيعة القرشيّ، الهُدَيْريّ بضمّ الهاء، والدّال المهملة المفتوحة، بعدها الياء السّاكنة آخر الحروف، وفي آخرها الرّاء أبو عثمان، المدنيّ ...
وثّقه ابن نمير (كما في: التّهذيب 3/260) ، وابن سعد في الطّبقات (القسم المتمّم لتابعي أهل المدينة ص/396) ، وابن معين (كما في: الجرح والتّعديل 3/477) ، وابن شاهين في: (تأريخ أسماء الثّقات له ص/128) ، والحاكم (كما في: التّهذيب 3/260) ، وقال النّسائيّ (كما في: التّهذيب، الموضع المتقدّم نفسه) : "ليس به بأس".
ونقل ابن أبي حاتم في: (الجرح والتّعديل 3/477) عن أبي زرعة قال: "إلى الصّدق ما هو، وليس بذلك القويّ"، وعن أبيه: "هو منكر الحديث، يكتب حديثه". وقال الحافظ في: (التّقريب ص/207 ت/1913) : "صدوق له أوهام".
روى له: م، س، ق. ومات سنة: أربع وخمسين ومائة.
(4) ابن مُنْقِذ بن عمرو الأنصاريّ، البخاريّ، أبو عبد الله، المدنيّ ... ثقة، كثير الحديث. روى له: ع. ومات سنة: إحدى وعشرين ومائة. انظر: الطّبقات الكبرى (القسم المتمّم لتابعي أهل المدينة ومن بعدهم) ص/131 ت/37، والجرح والتّعديل (8/122) ت/549، والكاشف (2/229) ت/5207.
(5) لَحَق بحاشية: (أ) .
(6) هو: عبد الرّحمن بن هُرْمُز، أبو داود، المدنيّ.

(2/702)


قَالَ النَّبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا: "الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيْفِ، وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ، فَاحْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ وَاسْتَعِنْ بِاللهِ وَلاَ تَعْجَزْ، وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ فَلاَ تَقُلْ لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَذَا وَكَذَا، وَلَكِنْ قُلْ قَدَّرَ اللهُ وَمَا شَاءَ فَعَلَ، فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ".
قَالَ الشَّيخ الإِمام أَبو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: "انْفَرَدَ مسلمٌ بإِخراج هَذَا الْحَدِيثِ فِي صَحِيحِهِ، فَرَوَاهُ عَنْ أَبي بكر ابن أَبي شَيْبَةَ، وَمحمد بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَير (1) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِدريس، فكأَنَّ شَيْخَنَا أَبا الْحَسَنِ سَمِعَهُ مِنْ مُسْلم".
[60]- أَخبرنا أَبو بَكْرٍ محمَّد بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبان الْهِيتِيُّ (2) قَالَ: ثنا أَبو الطَّيِّبِ أَحمد بْنُ إِبراهيم بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ (3) قَالَ: حدَّثنا أَحمد بْنُ مَنْصُورٍ (4) قال: أَخبرنا عبد الرّزّاق (5) / (ج [9/ب] ) عن مَعْمَر (6) عن
_________
(1) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/508.
والحديث في صحيح مسلم (كتاب: القدر، باب: في الأمر بالقوّة وترك العجز والاستعانة بالله وتفويض المقادير لله) 5/2052 رقم الحديث/2664.
(2) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/55.
(3) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/522.
(4) هو: الرّماديّ، تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/586.
(5) هو: ابن همّام الصنعانيّ.
(6) هو: ابن راشد.

(2/703)


الزُّهريّ عَنْ عُروة عَنْ عائِشة: أَنَّ فاطمة والعبَّاس [رضي الله عنه] (1) أَتَيَا أبا/ (د [19/ب] ) بكرٍ يلتمسانِ مِيرَاثَهُمَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم مِنْ فَدَك (2) ، وَسهمه مِنْ خَيْبَر (3) ، فَقَالَ لَهُمَا أَبو بَكْرٍ: سمعتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا يَقُولُ: "لاَ نُوْرَثُ (4) ، مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ".
_________
(1) زيادة من: (ج) .
(2) بالتّحريك، وآخره كاف قرية بالحجاز، شرقيّ خيبر، قرب الدّرجة (29/40ْ) طولاً، وَ (00/26ْ) عرضا، وتعرف اليوم بالحائط.
أفاءها الله على رسوله صلّى الله عليه وسلّم سنة سبع صلحا.
انظر: فتوح البلدان للبلاذريّ (ص/41) ، وفي شمال غرب الجزيرة لحمد الجاسر (ص/295، وما بعدها) ، والمعالم الأثيرة لحسن شُرّاب (ص/215) .
(3) قرية على مسافة سبعين ومائة كيل تقريبا شمال المدينة النبويّة، بقرب الدرجة (59/42ْ) طولاً، و (45/18ْ) عرضا، تحتوي على مزارع، وعيون، وَنخل كثير، غزاها النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في سنة سبع من الهجرة في غزوة شهيرة نسبت إليها.
انظر: معجم البلدان لياقوت (2/409) ، وفي شمال غرب الجزيرة لحمد الجاسر (ص/217، وما بعدها) ، ورَحَلات في بلاد العرب للبلاديّ (ص/1424) .
(4) النّون في قوله: "لا نورث" في هذا الحديث للمتكلّم، لا للجمع، يريد النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بذلك نفسه خاصّة كما ذكره عمر بن الخطّاب رضي الله عنه وهذا من خصائصه صلّى الله عليه وسلّم الّتي أكرمه الله سبحانه، وتعالى بها. (ورد قول عمر في بعض طرق الحديث ... انظر مثلاً: صحيح البخاريّ (8/267) رقم الحديث/5، وانظر: الفتح 12/10) .

(2/704)


قَالَ الشَّيخ الإِمام أَبو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: "اتَّفَقَ الشَّيْخَانِ عَلَى إِخراجه فِي كِتَابَيْهِمَا، فَرَوَاهُ البخاريُّ مِنْ طَرِيقِ هِشَامِ بْنِ يوسُف (1) عَنْ معمر (2) ،
ورواه مسلم/أ [22/أ] عَنْ إِسحاق بْنِ إِبراهيم (3) ، وَمحمَّد بن رافع (4) ، وَعبد ابن حُمَيْدٍ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ (5) ، فكأَنَّ شيخنا أَبا بكر الهيتيّ سمعه
_________
(1) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/678.
(2) الحديث في صحيح البخاريّ في: (كتاب: المغازي، باب: حديث بني النّضير) 5/208 رقم الحديث/79.
و (كتاب: الفرائض، باب: قول النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَا نُوَّرَثُ مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ" 8/266 ورقمه/3.
ورواه أيضا في الموضع الثّاني نفسه (8/266 ورقمه/4) عن إسماعيل ابن أبان عن ابن المبارك عن يونس (هو: ابن يزيد) ،
و: (8/268 ورقمه/7) عن عبد الله بن مسلمة عن مالك، كلاهما عن الزُّهريّ به.
و: (8/266- 267 ورقمه/5) عن يحيى بن بكير عن اللّيث عن عُقيل،
وفي الموضع نفسه من كتاب المغازي (5/206- 208 ورقمه/78) عن أبي اليمان عن شعيب، كلاهما (عقيل، وشعيب) عن الزُّهريّ عن مالك بن أوس عن عمر بن الخطّاب به، في حديث فيه طول.
(3) هو: ابن راهويه.
(4) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/692.
(5) صحيح مسلم (كتاب: الجهاد والسّير، باب: حكم الفيء) 3/1379 رقم الحديث/1757،
وَ (باب: قول النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: "لا نورث، ما تركنا فهو صدقة" 3/1381 ورقمه/1758 وفيه طول.

(2/705)


مِنْ مُسلم".
[61]- أَخبرنا أَبو محمَّد عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبيد اللَّهِ بْنِ يَحْيَى الْبَيِّعُ (1) قَالَ: حدَّثنا الْقَاضِي أَبو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ إِسماعيل الْمَحَامِلِيُّ (2) قَالَ: حدَّثنا الحُسين بْنُ عَلِيٍّ الصُّدَائِيّ (3) قَالَ: أَخبرنا أَبي (4) قَالَ: أَخبرنا أَبو
_________
(1) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/52.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/492.
(3) بضمّ المهملة، وتخفيف الدّال البغدادي ...
قال ابن خراش (كما في: تأريخ بغداد 8/67) : "عدل ثقة".
وقال ابن أبي حاتم في: (الجرح والتّعديل 3/56 ت/254) عن أبيه: "شيخ". وقال الذّهبيّ في: (الكاشف 1/334 ت/1099) : "ثقة".
وقال ابن حجر في: (التّقريب ص/167 ت/1336) : "صدوق".
روى له: ت، س. ومات سنة: ثمان وأربعين ومئتين.
(4) هو: عليّ بن يزيد بن سُلَيْم الأكفانيّ، أبو الحسن، الكوفيّ ...
قال الإمام أحمد (كما في: بحر الدّم ص/307 ت/720) : "ما كان به بأس". وقال أبو حاتم (كما في: الجرح والتّعديل 6/209 ت/1143) : "ليس بقويّ، منكر الحديث عن الثّقات".
وذكره ابن عديّ في: (الكامل 5/212 213) وقال: ".. أحاديثه لا تشبه أحاديث الثقات، إمّا أن يأتي بالإسناد لا يتابع عليه، أو بمتن عن الثّقات منكر، أو يروي عن مجهول.." ثمّ أورد بعض أحاديثه الّتي أنكرها موردًا منها حديثه هذا وقال عقب ذلك: ".. ولعليّ بن يزيد غير ما ذكرت أحاديث غرائب، وعامّة ما يرويه ممّا لا يتابع عليه".
وقال ابن حجر في: (التّقريب ص/406 ت/4816) : "فيه لين، من التّاسعة". روى له: عس. وانظر: الأنساب (3/527) .

(2/706)


شَيْبَةَ الْجَوْهَرِيُّ (1) عَنْ أَنس قَالَ: قَالَ أَصحابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا: يَا رسولَ اللَّهِ، إِنّا نُسبّ. فَقَالَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا: "مَنْ سَبَّ أَصْحَاْبِي فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ، وَالْمَلاَئِكَةِ، وَالْنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لاَ يَقْبَلُ اللهُ مِنْهُ صَرْفا، وَلاَ عَدْلاً".
قَالَ: "والعَدْلُ: الفَرَائض، والصَّرفُ: التَّطوّع (2) ".
قَالَ الشَّيخ الإِمام أَبو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: "هَذَا حديثٌ غريبٌ مِنْ حديث أَنس بن مالك عن النَّبيِّ صلوات
_________
(1) هو: يوسف بن إبراهيم التّميميّ، الواسطيّ ...
قال البخاريّ في: (التأريخ الكبير 8/378 ت/3388) : "عنده عجائب". وقال أبو حاتم (كما في: الجرح والتّعديل 9/219 ت/911) : "هو ضعيف الحديث، منكر الحديث، عنده عجائب".
وذكره ابن حبّان في: (المجروحين 3/134) وقال: "يروي عن أنس بن مالك ما ليس من حديثه، لا تحلّ الرّواية عنه، ولا احتجاج به لما انفرد [به] من المناكير عن أنس، وأقوام مشاهير".
وقال الحافظ في: (التّقريب ص/610 ت/7855) : "ضعيف، من الخامسة". روى له: ت، ق.
وانظر: الضّعفاء للعقيليّ (4/449) ، والكامل لابن عديّ (7/166) .
(2) وقيل أيضا في تفسير العدل: الفدية، والصرف: التّوبة.
انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (3/167 168) ، والنّهاية (باب: العين مع الدّال) 3/190.

(2/707)


اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا تفرَّد بِرِوَايَتِهِ أَبو شَيْبَةَ الْجَوْهَرِيُّ عَنْهُ. ولا نعلم رَوَاهُ عَنْ أَبي شَيْبَةَ غيرُ عليّ بن يزيد الصُّدَائِي" (1) (ج [10/أ] ) .
_________
(1) الحديث رواه المحامليّ في: (أماليه رواية: ابن البيّع ص/97 ورقمه/54) عن الحسين بن علي كما هنا، وأبو بكر الخلاّل في: (السنّة ص/515 ورقمه/833) عن محمَّد بن سعيد العطّار،
وابن عديّ في: (الكامل 5/212) عن محمَّد بن أحمد بن هلال عن إسحاق ابن بهلول،
والحسن بن رُشَيق في: حديثه (جزء منتقى منه [5/ب] ) عن محمَّد بن إبراهيم الأنماطيّ عن عليّ بن مسلم الطّوسيّ،
والسّهميّ في: (تأريخه ص/275) عن عبد الله بن عليّ بن الحسن عن أبي القاسم المنيعيّ عن عبد الله بن عون،
وأبو محمَّد الجوهريّ في: (أماليه [5/أب] ) عن عليّ بن محمَّد بن لؤلؤ عن عبد الله بن العبّاس الطّيالسيّ عن الحسين بن عليّ أيضا،
والخطيب في: (تأريخه 14/241) عن يحيى بن الحسن عن محمَّد بن يوسف التّنوخيّ عن أبيه عن جدّه، خمستهم عن عليّ بن يزيد به ...
والحديث من هذا الطّريق ضعيف، مداره على عليّ بن يزيد، وهو ضعيف كما تقدّم ص/739 وكذا شيخه أبو شيبة ضعيف أيضا كما تقدّم ص/740.
وللحديث شواهد عن عدد من الصّحابة رضوان الله عليهم بنحوه، مطوّلاً، ومختصرًا، منها:
1- حديث عويم بن ساعدة: رواه: ابن أبي عاصم في: (السنّة ص/469 ورقمه/1000) ، والخلاّل في: (السنّة ص/515 ورقمه/834) ، والمحامليّ في: (الأمالي رواية: ابن مهديّ [1/6أ] ) ومن طريقه: ابن الغريق في: فوائده ( [2/8أ] ) والطّبرانيّ في: (المعجم الكبير 17/140 ورقمه/349، والأوسط 1/282 ورقمه/459) ، والآجرّيّ في: (الأربعين ص/56 57 ورقمه/11) ، واللالكائيّ في: (شرح أصول اعتقاد أهل السنّة 7/1246 ورقمه/2341) ومن طريقه: التّيميّ في: الحجّة (2/370 ورقمه/367) وأبو نعيم في: (الحلية 2/11) ، والخطيب في: (تلخيص المتشابه 2/631) ، وهبة الله الواعظ في: (أماليه [2/3ب] ) كلّهم من طرق عن محمَّد بن طلحة التّيميّ عن عبد الرّحمن بن سالم بن عتبة بن عويم عن أبيه عن جدّه به، مطوّلاً ...
وهذا إسناد ضعيف، مداره على محمَّد بن طلحة، ضعّفه أبو حاتم (كما في: الجرح والتّعديل لابنه 7/292) ، وقال الحافظ في: (التّقريب ص/485 ت/5980) : "صدوق يخطئ".
وعبد الرّحمن بن سالم مجهول (كما في: التّقريب أيضا ص/341 ت/3868) .
وأبوه مجهول أيضا (انظر: تهذيب الكمال 10/163ت/2155) .
2- حديث عائشة: رواه الطّبرانيّ في: (المعجم الأوسط 5/387 ورقمه/4768) عن عبد الرّحمن بن الحسين الصّابونيّ، عن عليّ بن سهل المدائني عن أبي عاصم عن ابن جريج عن عطاء عنها به، بنحوه، مختصرًا..
وقال: "لم يرو هذا الحديث عن ابن جريج إلاّ أبو عاصم، تفرّد به عليّ بن سهل".
وهذا سند جيّد لولا عنعنة ابن جريج، وهو مدلّس (من الثّالثة) لا يقبل منه إلاّبما صرّح فيه بالسّماع (انظر: طبقات المدلّسين لابن حجر ص/41 ت/83) .
3- حديث أبي سعيد الخدريّ: رواه: الطّبرانيّ في: (المعجم الأوسط 2/503 ورقمه/1867) ، والدّارقطني في: (فوائده [3/4أ] ) ، والعُشاريّ في: (فضائل أبي بكر ص/83 ورقمه/59) ... ولفظه: "لا تسبّوا أصحابي، لعن الله من سبّ أصحابي، فوالّذي نفسي بيده لو أنّ أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مدّ أحدهم ولا نصيفه" ...
قال الدّارقطنيّ: "هذا حديث غريب من حديث الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد الخدريّ عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قوله: "لعن الله من سبّ أصحابي" تفرّد به ابن أبي الشّوارب عن أبي عوانة عن الأعمش، لم نكتبه إلاّ عن شيخنا هذا عنه"اهـ.
وفي سند الطّبرانيّ: عمران بن موسى الطّرسوسيّ لم أقف على ترجمة له، والقرقسانيّ كثير الغلط (كما في: التّقريب ص/507 ت/6302) .
وشيخ الدّارقطنيّ هذا هو: محمَّد بن محمَّد الجاروديّ، ترجم له الخطيب في: (تأريخه 3/214 ت/1261) ، وذكر أنّه حدّث عن ابن أبي الشّوارب بأحاديث مستقيمة، وابن أبي الشّوارب صدوق (كما في: التّقريب ص/494 ت/6098) .
والحديث غريب بهذه الزّيادة، وهو في الصّحيحين بدونها كما سيأتي ص/746.
4- حديث ابن عبّاس: رواه الطّبرانيّ في: (المعجم الكبير 12/110- 111 ورقمه/2709) عن عيسى بن القاسم الصيدلانيّ عن الحسن بن قزعة عن عبد الله بن خراش عن العوام بن حوشب عن عبد الله بن أبي الهذيل عنه به ...
وفيه: عبد الله بن خراش، ضعيف، أطلق بعضهم فيه القول بالكذب (انظر ص/577، 743) .
وشيخ الطّبرانيّ لم أقف على ترجمة له.
5- حديث جابر: وروي من ثلاثة طرق عنه مدارها على محمَّد بن الفضل ابن عطيّة ...
أوّلها: رواها ابن مخلد في: (فوائده [1/7 ب] ) ، والخطيب في: (تأريخه 3/149) من طريق محمَّد بن الفضل عن أبيه عن عمرو بن دينار عن جابر به.
والثّانية: رواها الخطيب في: (تأريخه 3/149 أيضا) عنه عن عمرو عن جابر به.
والثّالثة: رواها الخطيب في: (تأريخه 3/149 150) عنه عن عمرو عن ابن عمر بدل جابر به ...
قال ابن المدينيّ (كما في: تأريخ الخطيب 3/148 149) وقد سئل عن الحديث: "محمَّد بن الفضل بن عطيّة روى عجائب" وضعّفه.
وقال الإمام أحمد في: (العلل ومعرفة الرّجال 2/549 رقم النّص/3601) : "ليس بشيء، حديثه حديث أهل الكذب".
وكذّبه ابن معين، والجوزجانيّ، والجمهور على ضعفه ...
(انظر: تأريخ الخطيب 3/147 ت/1180، والمغني للذّهبيّ 2/624 ت/5903) .
وسرقه: الحسن بن الطيّب البلخيّ فحدّث به عن عبد الله بن معاوية عن أبي الرّبيع السّمّان عن عمرو بن دينار، رواه أبو محمَّد الخلاّل في: (أماليه ص/68 برقم/73) عن أبي حفص الزّيّات عنه به ...
والحسن بن الطّيّب كذّاب، حدّث بأحاديث سرقها، وهذا منها (انظر: الكامل 2/344) .
6 وله شاهد مرسل رواه: الإمام أحمد في: (فضائل الصّحابة ص/54 ورقمه/10) عن أبي معاوية،
وَابنه عبد الله في: (المصدر نفسه ص/54 55 ورقمه/11) عن أبي عمران الوركانيّ عن أبي الأحوص عن عبثر أبي زيد،
وَاللالكائيّ في: (شرح أصول اعتقاد أهل السنّة 7/1248 ورقمه/2347) عن عبد الرّحمن بن عمر عن محمَّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة عن جدّه عن أبي أحمد الزّبيريّ،
وَأبو نعيم في: (الحلية 7/103) عن أبي بكر الطّلحيّ عن عثمان بن عبد الله عن إسماعيل بن محمَّد عن أبي يحيى الحمّانيّ عن سفيان، وابن نظيف في: (جزئه [22ب 23أ] ) كلّهم عن محمَّد بن خالد بن أبي حمنة الضّبّيّ عن عطاء بن أبي رباح به، مرفوعا، مرسلاً ...
وهذا مرسل حسن الإسناد، مداره على محمَّد بن خالد، وهو صدوق (كما في: التّقريب ص/476 ت/5851) .
وجاء الحديث موصولاً من طريق أخرى عن عطاء ...
فرواه البزّار في المسند (كما في: زوائده 2/263) بسند فيه: سيف بن عمر، وهو ضعيف (انظر: الضّعفاء لأبي زرعة 2/320، والتّقريب ص/262 ت/2774) .
ورواه أيضا: العقيليّ في: (الضّعفاء 2/264) ، والطّبرانيّ في: (الأوسط 8/10 11 ورقمه/7011، والكبير 12/332 ورقمه/13588) ، واللالكائيّ في كتابه المتقدّم (7/1248 ورقمه/2348) بسنده عن عبد الله بن سيف الخوازميّ عن مالك بن مغول عن عطاء عن عبد الله بن عمر مرفوعا ...
ولكن في سنده: عبد الله بن سيف قال العقيليّ في: (الضّعفاء 2/264) : "حديثه غير محفوظ، وهو مجهول بالنّقل"، ثمّ ذكر حديثه هذا، وقال: "وهذا يروى عن عطاء مرسل".
وقال الذّهبيّ في: (الميزان 3/152) وقد ذكره: "صوابه مرسل".
وجاء موصولاً أيضا من طريق أخرى عن ابن عمر، رواها: التّرمذيّ في: (جامعه 5/654- 655 ورقمه/3866) ، والبزّار في مسنده (كشف الأستار 3/293- 294 رقم/4833) ، ويوسف بن يعقوب الأزرق في: (حديثه [6/ب] ) ، والطّبرانيّ في: (معجمه الأوسط 9/167 ورقمه/8362) ، وأبو عبد الله بن مروان في: (فوائده [25/11 أ] ) ، وأبو محمَّد الخلاّل في: (أماليه ص/62 ورقمه/63) ، والخطيب في: (تأريخه 13/95) ، كلّهم من طرق عن سيف بن عمر عن عبيد الله بن عمر عن نافع عنه به، مرفوعا، بلفظ: "إذا رأيتم الّذين يسبّون أصحابي فقولوا: لعن الله شرّكم" ... قال التّرمذيّ: "هذا حديث منكر لا نعرفه من حديث عبيد الله بن عمر إلاّ من هذا الوجه ... " اهـ.
وشيخ الطّبرانيّ: موسى بن زكرّيا هو أبو عمران البصريّ، متروك (انظر: سؤالات الحاكم للدّارقطنيّ ص/156 ت/227) .
والنّضر بن حمّاد ضعيف (كما في: التّقريب ص/561 ت/7132) ، وشيخه سيف بن عمر تقدّم أعلاه أنّه ضعيف أيضا وأطلق التّرمذيّ في: جامعه (5/655) القول بجهالته، والرّاوي عنه.
والحديث من هذا الطّريق ليس من الزّوائد على الكتب السّتّة كما عدّه الهيثميّ.
هذا، وبعض طرق الحديث المتقدّمة صالحة للانجبار، والحديث بمجموعها لا ينزل عن درجة الحسن لغيره والله تعالى أعلم.
وفي الباب حديث أبي سعيد الخدريّ رضي الله عنه يبلغ به النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: "لا تَسُبّوا أصْحابي، فلو أنّ أحَدَكُم أَنْفَق مِثل أُحُدٍ ذهبا ما بَلغ مُدّ أحَدهم، وَلا نصِيفه".
رواه البخاريّ في: (كتاب: فضائل أصحاب النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، باب هكذا دون ترجمة) 5/72 رقم الحديث/170 واللّفظ له.
ومسلم في: (كتاب: فضائل الصّحابة، باب: تحريم سبّ الصّحابة رضي الله عنهم) 4/1967- 1968 ورقمه/2541.

(2/708)


[62]- أَخبرنا الْقَاضِي أَبو الْحُسَيْنِ محمَّد بْنُ أَحمد بْنِ الْقَاسِمِ الْمَحَامِلِيُّ (1) قَالَ: حدَّثنا محمَّد بْنُ يَحْيَى بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حَرْب الطَّائيّ (2) قَالَ: حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ حَرْب (3) قَالَ: حدَّثنا سُفيان (4) عَنِ الزُّهْريّ عَنْ سَعِيدٍ (5) عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ يَبْلُغُ بِهِ النّبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا
_________
(1) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/50.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/511.
(3) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/296.
(4) هو: ابن عيينة.
(5) ابن حسّان، القرشيّ، المخزوميّ، المكيّ ...
وثّقه ابن سعد (كما في: التّهذيب 4/16) ، وابن معين في: (التأريخ رواية الدّوريّ 2/198) ، وأبو داود (كما في: تهذيب الكمال 10/385) ، ويعقوب بن سفيان في: (المعرفة 3/240) ، والنّسائي (كما في: تهذيب الكمال 10/385) وغيرهم. ونقل المزّيّ في الموضع نفسه من كتابه عن الآجرّيّ أنّه سأل أبا داود مرّة عنه فلم يرضه.
وقال ابن حجر في: (التّقريب ص/234 ت/2283) : "صدوق، له أوهام، من السّادسة". روى له: م، ت، س، ق.
وانظر: الثّقات لابن حبّان (6/357) ، وتأريخ أسماء الثّقات لابن شاهين (ص/143) ت/414، وتأريخ الثّقات للعجليّ (ص/182) ت/535.

(2/713)


قَالَ: "إِذَا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ/ (د [20/أ] ) قَامَ عَلَى كُلِّ بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ الْمَسْجِدِ مَلاَئِكَةٌ يَكْتُبُونَ النَّاسَ الأَوَّلَ فَالأَوَّلَ، المُهَجِّرُ (1) إِلَى الْجُمُعَةِ كَالمُهْدِي بَدَنَةً، ثَمَّ الَّذِي يَلِيْهِ كَالمُهْدِي بَقَرَةً، ثُمَّ الَّذِي يَلِيْهِ كَالمُهْدِي كَبْشَا حَتَّى/ (أ [22/ب] ) ذَكَرَ الدَّجَاجَةَ، وَالْبَيْضَةَ فَإِذَا جَلَسَ الإِمَامُ طَوَواْ الصُّحُفَ وَاسْتَمَعُواْ الخُطْبَةَ".
قَالَ الشَّيخ الإِمام أَبو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: "رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى (2) ، وَعَمرو بْنُ محمَّد النَّاقِدُ (3) عَنْ سُفيان (4) ، فكأَنَّ شَيْخَنَا سَمِعَهُ مِنْهُ".
[63]- أَخبرنا أَبو أَحمد عُبيد اللَّهِ بْنُ محمَّد بن أَحمد
_________
(1) أي: المبكِّر. انظر: غريب الحديث للخطّابيّ (1/331) ، والنّهاية (باب: الهاء مع الجيم) 5/246.
(2) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/604.
(3) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/512.
(4) صحيح مسلم (كتاب: الجمعة، باب: فضل التهجير يوم الجمعة) 2/587 رقم الحديث/850.

(2/714)


الْفَرَضِيُّ (1) قَالَ: حدَّثنا يوسُف بْنُ يَعْقُوبَ الأَزرق (2) قَالَ: حدَّثنا جَدِّي (3) قَالَ: حدَّثنا يَعْلَى (4) عَنِ الأَعمش عَنْ إِبراهيم (5) عَنِ الْأَسْوَدِ (6) عَنْ عائِشة قَالَتْ: "اشْترَى رَسْوْلُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيْمَا الطَّعَامَ مِنْ يَهُوْدِيٍّ نَسِيْئَةً (7) ، وَرَهَنَهُ (8) دِرْعا لَهُ مِنْ حَدِيْدٍ".
_________
(1) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/48.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/505.
(3) هو: إسحاق بن بُهلول، تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/505.
(4) ابن عبيد بن أبي أميّة الإياديّ بكسر الألف، وفتح الياء المثنّاة التّحتيّة، وفي آخرها الدّال مولاهم، الحنفيّ، أبو يوسف، الكوفيّ ...
ثقة إلاّ في حديثه عن الثّوريّ، ففيه لين وليس هذا منها. روى له: ع. ومات سنة: تسع ومئتين. انظر: الطّبقات الكبرى (6/397) ، وتأريخ الدّارميّ عن ابن معين (ص/63) ت/104، وَ (ص/156) ت/543، والتّقريب (ص/609) ت/7844.
(5) ابن يزيد النّخعيّ، أبو عمران، الكوفيّ ... ثقة، فقيه، يرسل. روى له: ع. ومات سنة: ستّ وتسعين. انظر: التأريخ الكبير (1/333) ت/1052، وطبقات الفقهاء للشّيرازيّ (ص/82) ، والكاشف (1/227) ت/221.
(6) ابن يزيد النّخعيّ، أبو عمرو ويقال: أبو عبد الرّحمن الكوفيّ ... ثقة فاضل، مكثر. روى له: ع. ومات سنة: خمس وسبعين وقيل قبلها.
انظر: العلل لابن المدينيّ (ص/42، 43، 46) ، والجرح والتّعديل (1/291) ت/1061، والتّقريب (ص/111) ت/509.
(7) أي: إلى أجل معلوم، مأخوذة من: (النَّسءْ) وهو: التّأخير. انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (1/20) ، والنّهاية (باب: النّون مع السّين) 5/44، 45.
(8) الرَّهْن: حبس الشّيء بحقّ يمكن أخذه منه كالدّين.
التّعريفات للجرجانيّ (ص/113) ، وانظر: الفتح (5/166) .

(2/715)


قَالَ الشَّيخ الإِمام أَبو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: "رَوَاهُ البُخَاريّ فِي صَحِيحِهِ عَنْ محمَّد غَيْرَ مَنْسُوبٍ (1) عَنْ يَعْلى بْنِ عُبيد (2) ، فَكَأَنَّ شَيْخَنَا أبا أحمد سمعه منه".
_________
(1) كذلك جاء غير منسوب في الصّحيح طباعة: دار إحياء الكتب العربيّة (2/31) ، والطّبعة المنيريّة (3/177) ، وطبعة: د. مصطفى البغا، نشر/دار القلم، وَدار الإمام البخاريّ (2/783) رقم الحديث/2133) ، وطبعة الصّحيح مع شرح الكرمانيّ، طباعة: المطبعة المصريّة (10/90) .
وجاء في حاشية طبعة: مصطفى البابيّ، سنة 1345هـ (3/113) نقلاً عن أبي ذرّ الهرويّ أنّه ابن سَلاَم (ثقة ثبت، كما في: التّقريب ص/482 ت/5945) وكذا في طبعة: دار الطّباعة العامرة، نشر: دار الفكر (3/45) ، وطبعة الصّحيح مع شرح الحافظ ابن حجر، طبعة: المكتبة السّلفيّة (4/433) ، وطبعة: دار الرّيّان للتّراث، وَالمكتبة السّلفيّة (4/506) ، وتحفة الأشراف (11/358) .
لكن قال الحافظ في: (الفتح 6/225) : "تقرّر أنّ البخاريّ حيث يطلق محمَّد لا يريد إلاّ الذّهليّ، أو ابن سلام، ويعرف تعيين أحدهما من معرفة من يروي عنه"اهـ.
وابن سلام لا يروي عن يعلى بن عبيد، بل الّذي يروي عنه هو: الذّهليّ (ثقة حافظ جليل، كما في: التّقريب ص/512 ت/6387) فلعلّه المقصود هنا والله تعالى أعلم.
(2) صحيح البخاريّ (كتاب: السَّلَم، باب: الكفيل في السّلم) 3/177 رقم الحديث/10.
ورواه أيضا في: (كتاب: البيوع، باب: شراء النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بالنّسيئة) 3/120 ورقمه/20، و (كتاب: الاستقراض، باب: من اشترى بالدّين وليس عنده ثمنه أو ليس بحضرته) 3/233 ورقمه/2 عن معلّى بن أسد،
و (كتاب: السّلم، باب: الرّهن في السّلم) 3/177 ورقمه/11 عن محمَّد ابن محبوب،
و (كتاب: الرّهن، باب: من رهن درعه) 3/284 ورقمه/2 عن مسدّد، ثلاثتهم عن عبد الواحد بن زياد،
وفي: (كتاب: الرّهن أيضا، باب: الرّهن عند اليهود وغيرهم) 3/285 ورقمه/6 عن قتيبة عن جرير،
وفي: (كتاب: البيوع أيضا، باب: شراء الطّعام إلى أجل) 3/160 ورقمه/144 عن عمر بن حفص بن غياث عن أبيه،
و: (باب: شراء الإمام الحوائج بنفسه) 3/130 ورقمه/48 عن يوسف بن عيسى عن أبي معاوية،
وفي: (كتاب: المغازي، باب هكذا بدون ترجمة) 6/39 ورقمه/449 عن قبيصة (هو: ابن عقبة) ،
وفي: (كتاب: الجهاد والسّير، باب: ما قيل في درع النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم والقميص في الحرب) 4/112 ورقمه/127 عن محمَّد بن كثير (هو: العبديّ) كلاهما (قبيصة، ومحمد) عن سفيان (هو: الثّوريّ) ، خمستهم عن الأعمش به، بنحوه.

(2/716)


[64]- أَخبرنا أَبو أَحمد الفَرَضيّ (1) قَالَ: حدَّثنا أَبو عليّ إِسماعيل ابن محمَّد [بن إسماعيل] (2) الصَّفَّار (3) إِمْلَاءً قَالَ: حدَّثنا أَحمد بْنُ مَنْصُورٍ الرَّماديّ (4) قَالَ: حدَّثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: أَخبرنا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهريِّ عَنْ أَبي سَلَمَةَ (5) عن أَبي هريرة:
_________
(1) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/48.
(2) زيادة من: (ج) ، (د) .
(3) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/245.
(4) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/586.
(5) هو: ابْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ.

(2/717)


أَنَّ رسول الله/ (ج [10/ب] ) صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا قَبَّلَ الحسنَ بْنَ عَلِيٍّ والأقرعُ بن حابس (1) جالس، فَقَالَ الأَقرع: يَا رسْولَ اللَّهِ، إِنّ لِي عَشَرةً مِنَ الْوَلَدِ مَا قَبَّلْتُ مِنْهُمْ إِنْسَانَا قَطُّ. قَالَ: فنظرَ إِلَيْهِ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم تَسْلِيمًا، فقالَ: "إِنَّ مَنْ لاَ يَرْحَمْ لاَ يُرْحَمْ".
قَالَ الشَّيخ الإِمام أَبو بكرٍ الْخَطِيبُ: "رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي كِتَابِهِ عن/د [20/ب] عَبْد بْنِ حُمَيد عَنْ عَبْدِ الرَّزّاق (2) ، فكأَنَّ أَبا أَحمد سَمِعَهُ مِنْهُ".
[65]- أَخبرنا أَبو محمَّد عَبْدُ الله بن/أ [23/أ] عبيد [الله] (3) ابن يَحْيَى الْبَيِّعُ (4) قَالَ: حدَّثنا الْقَاضِي أَبو عَبْدِ اللَّهِ الحُسين بْنُ إِسماعيل الْمَحَامِلِيُّ (5) قَالَ: حدَّثنا يَعْقُوبُ الدَّوْرقيّ (6) قَالَ: ثنا مُعَاذ بْنُ مُعَاذ (7)
_________
(1) التّميميّ، انظر ترجمته في: أسد الغابة (1/128) ت/208، والإصابة (1/58) ت/231.
(2) صحيح مسلم (كتاب: الفضائل، باب: رحمته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصّبيان، والعيال، وتواضعه، وفضل ذلك) 4/1809 رقم الحديث/2318 بنحوه.
(3) لفظ الجلالة ساقط من: (أ) ، ومثبت في: (ج) ، (د) .
(4) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/52.
(5) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/492.
(6) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/670.
(7) ابن نصر بن حسّان العنبريّ، أبو المثنّى البصريّ ... ثقة عاقل.
روى له: ع. ومات سنة: ستّ وتسعين ومائة.
انظر: تأريخ الدّارميّ عن ابن معين (ص/65 ت/109، وَص/215 ت/803، والتأريخ الكبير (7/365) ت/1571، والكاشف (2/273) ت/5507.

(2/718)


قَالَ: حدَّثنا سُلَيْمَانُ التَّيميّ قَالَ: حدَّثنا أَبو عثمان النَّهْدِيّ (1) عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا: "إِنَّ للهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مِائَةَ رَحْمَةٍ، مِنْهَا رَحْمَةٌ بِهَا تَتَرَاْحَمُ (2) الْخَلْقُ، وَتِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ".
قَالَ الشَّيخ الإِمام أَبو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: "انْفَرَدَ مُسْلِمٌ بإِخراجه فِي صَحِيحِهِ، فَرَوَاهُ عَنْ الْحَكَمِ بْنِ مُوسَى (3) عَنْ مُعَاذ بْنِ مُعَاذ العَنْبَريّ الْقَاضِي (4) ، فكأَنَّ شَيْخَنَا أَبا محمَّد سَمِعَهُ مِنْ مسلم".
_________
(1) هو: عبد الرّحمن بن ملّ.
(2) في (ج) ، (د) : (يتراحم) بالياء المثنّاة التّحتيّة في أوّلها.
(3) ابن أبي زهير واسمه: شيرزاد القنطريّ، أبو صالح، البغداديّ ... ثقة.
روى له: خت، م، مد، س، ق. ومات سنة: اثنتين وثلاثين ومئتين.
انظر: الطّبقات الكبرى لابن سعد (7/346) ، والجرح والتّعديل (3/128) ت/584، والتّقريب (ص/176) ت/1462.
(4) صحيح مسلم (كتاب: التّوبة، باب: في سعة رحمة الله تعالى وأنّها سبقت غضبه) 4/2108 رقم الحديث/2753 بنحوه.

(2/719)


[66]- أَخبرنا أَبو عَبْدِ اللَّهِ أَحمد بْنُ محمَّد بْنِ يُوسُفَ بْنِ دُوَسْتَ البزَّار (1) قَالَ: أَخبرنا محمَّد بْنُ جَعْفَرٍ المَطِيْريّ (2) قَالَ: ثنا عليّ ابن حَرْب (3) قَالَ: حدَّثنا أَبو مُعَاوِيَةَ (4) عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبي صَالِحٍ (5) عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم تَسْلِيمًا: "صَلاَةُ الرَّجُلِ فِي جَمَاعَةٍ تَزِيْدُ عَلَى صَلاَتِهِ فِي بَيْتِهِ، وَصَلاَتِهُ فِي سُوْقِهِ بِضْعا (6) وَعِشْرِيْنَ دَرَجَةً".
قَالَ الشَّيخ الإِمام أَبو بكر الخطيب:
_________
(1) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/50.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/500.
(3) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/296.
(4) هو: محمَّد بن خازم، تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/519.
(5) هو: ذكوان، تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/634.
(6) بكسر الباء، وقد يفتح وهو في العدد: ما بين الثّلاث إلى التّسع.
وقيل: ما بين الواحد إلى العشرة؛ لأنّه قطعة من العدد.
انظر: النّهاية (باب: الباء مع الضّاد) 1/133.
والمراد هنا: خمس، أو سبع أي: بعد العشرين كما جاء مبيّنا في بعض الرّوايات الصّحيحة عن أبي هريرة نفسه، وابن عمر، وأبي سعيد الخدري، وابن مسعود، وغيرهم ... انظر مثلاً:
صحيح البخاريّ (كتاب: الأذان، باب: فضل صلاة الجماعة) 1/263 رقم الحديث/41، 42، 43، وصحيح مسلم (كتاب: المساجد، باب: فضل صلاة الجماعة، وبيان التّشديد في التّخلّف عنها) 1/449 451.

(2/720)


"اتَّفَقَ الشَّيْخَانِ عَلَى إِخراج هَذَا الحديث في كتابيهما،/ج [11/أ] فَرَوَاهُ البخاريُّ عَنْ مُسدَّد (1) ، وَرَوَاهُ مُسلم عَنْ أَبي بَكْرِ بْنِ أَبي شَيْبَةَ، وَأَبي كُرَيْبٍ محمَّد بْنِ الْعَلَاءِ (2) ، ثَلَاثَتُهُمْ عَنْ أَبي مُعَاوِيَةَ، فكأَنَّ شَيْخَنَا سَمِعَهُ مِنْهُمَا".
_________
(1) صحيح البخاريّ (كتاب: الصّلاة، باب: الصّلاة في مسجد السّوق) 1/205 رقم الحديث/136.
وهذا الحديث في الأصل قطعة من حديث فيه طول، فرّقه البخاريّ في عدّة مواضع من صحيحه مطوّلاً، ومختصرًا ولم يورد فيه قوله: "صلاة الرّجل.." الحديث إلاّ في خمسة مواضع:
أولها: الّذي تقدّم أعلاه.
والثّاني في: (كتاب: الأذان، باب: فضل صلاة الجماعة) 1/263 رقم الحديث/43 عن موسى بن إسماعيل عن عبد الواحد،
والثّالث: في: (كتاب: البيوع، باب: ما ذكر في الأسواق) 3/138 ورقمه/70 عن قتيبة عن جرير، كلاهما عن الأعمش به، بنحوه، مطوّلاً.
والرّابع، والخامس: في: (كتاب: التّفسير، باب: {إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا} ) 6/160 ورقمه/238 عن عبد الله بن محمَّد عن عبد الرّزّاق عن معمر، وَ: (كتاب: الأذان، باب: فضل صلاة الفجر في جماعة) 1/264 ورقمه/44عن أبي اليمان عن شعيب كلاهما عن الزُّهريّ عن أبي سلمة، وابن المسيّب، كلاهما عن أبي هريرة به، بنحوه، مطوّلاً أيضا.
(2) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/522.
والحديث في صحيح مسلم في: (كتاب: المساجد ومواضع الصّلاة، باب: فضل صلاة الجماعة، وانتظار الصّلاة) 1/459.
وانظر: باب: (فضل صلاة الجماعة، وبيان التّشديد في التّخلّف عنها) 1/449 450.

(2/721)


[67]- أَخبرنا أَبو الْحَسَنِ أَحمد بْنُ محمَّد بْنِ أَحمد بْنِ مُوسَى بْنِ هَارُونَ بْنِ الصَّلت الأَهوازيّ (1) قَالَ: أَخبرنا أَبو العبَّاس أَحمد بْنُ محمَّد بْنِ سَعِيدِ بْنِ عُقْدَة الهَمْدَانيّ (2) /د [21/أ] قال: أَخبرني/أ [23/ب] يُونُسُ بْنُ سَابق (3) قِرَاءَةً قَالَ: حدَّثنا حَفْص بن عُمر الأبُلّيّ (4) قَالَ: ثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَعْدَان (5) ، وَسَلاَّم بْنُ سُليمان
_________
(1) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/53.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/543.
(3) البغداديّ (وعدّه الحافظ في: لسان الميزان 6/332: كوفيا) ...
شيخ لا يروي عنه إلاّ ابن عقدة، قال الدّارقطنيّ (كما في: تأريخ بغداد 14/353) : "لا يُعرف في الدنيا، ولا يُدرى من هو".
وقال الحافظ في: (لسان الميزان) : "لا يعرف من هو".
(4) بضمّ همزة، وموحدة، وشدّة لام وفي (ج) : "الأيليّ" بفتح الألف، وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وما أثبتّه من (أ) ، وهو الصّحيح.
وهو: حفص بن عمر بن ميمون (ويقال: ابن دينار) ، أبو إسماعيل، البصريّ ... قال أبو حاتم (كما في: الجرح والتّعديل 3/183) : "كان شيخا كذّابا". وقال العقيليّ في: (الضّعفاء 1/275) وقد ساق بعض مناكيره: "هذه كلّها بواطيل، لا يتابع عليها، وحفص بن عمر هذا يحدّث عن شعبة، ومسعر، ومالك بن مغول، والأئمة بالبواطيل". وذكره ابن عديّ في: (الكامل 2/390) وقال: ".. وأحاديثه كلها إمّا منكر المتن، وإمّا منكر الإسناد، وهو إلى الضّعف أقرب".
وانظر: المجروحين لابن حبّان (1/258) مع ملاحظة أنّه عَدّ الأبليّ هذا، والحَبطيّ واحدًا، والصّحيح التّفريق بينهما والميزان (2/84) ت/2132.
(5) الضُّبَعِيّ بفتح الضّاد المعجمة، وفتح الباء المنقوطة بواحدة، وفي آخرها العين المهملة البغداديّ ... قال ابن معين في رواية عنه (كما في: الجرح والتّعديل 5/374 ت/1745) : (صالح) .
وضعّفه: أبو حاتم (كما في: الموضع المتقدّم نفسه من الجرح والتّعديل) ، والبخاري في: (التأريخ الكبير 5/436) ، والنّسائيّ (كما في: تهذيب الكمال 18/432) ، وابن حبّان في: (المجروحين 2/135) ، وابن عديّ في: (الكامل 5/308) ، وغيرهم.
وقال الحافظ في: (التّقريب ص/366 ت/4227) : (ضعيف، من السّابعة) .
روى له: ت، ق. وانظر: المغني للذّهبيّ (2/409) ت/3850، وكشف الأستار للسّندهيّ (ص/69) .

(2/722)


الْقَارِئُ (1) عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ (2) عَنْ زِرّ بْنِ حُبيش (3) عَنْ حذيفة ابن الْيَمَانِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا: "إِنَّ فَاْطِمَةَ أَحْصَنَتْ فَرْجَهَاْ، فَحَرَّمَهَا اللهُ، وَذُرّيَتَهَا عَنْ الْنَّارِ".
_________
(1) المزنيّ، أبو المنذر، الكوفيّ ...
عدّه أبو داود (كما في: سؤالات الآجرّيّ له 3/309 ت/463) ، وأبو حاتم (كما في: الجرح والتّعديل 4/259 ت/1119) ، والسّاجيّ (كما في: طبقات القرّاء 1/133 ت/49) ، وابن حبّان في: (الثّقات 6/416) ، والذّهبيّ في: (طبقات القرّاء 1/133) صدوقا.
وضعّفه ابن معين (كما في: سؤالات ابن الجنيد ص/131، ورواية الدّقّاق عنه ص/117 ت/379) . وقال الحافظ في: (التّقريب ص/261 ت/2705) : "صدوق يهم". روى له: ت، س. ومات سنة: إحدى وسبعين ومائة.
(2) هو: ابن أبي النّجود، تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/698.
(3) تقدّمت ترجمته أيضاً.. . انظر ص/698 - 699.

(2/723)


قَالَ الشَّيخ الإِمام أَبو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: "كَذَا رَوَى هذانِ (1) هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ زِرٍّ عَنْ حُذَيْفَةَ، وَخَالَفَهُمَا: عَمْرُو بنُ غِيَاثٍ (2) فَرَوَاهُ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ زِرٍّ (3) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ (4) عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تسليما.
ذكر ذلك مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ (5) عَنْ عَمْرٍو (6) .
_________
(1) أي: عبد الملك بن الوليد، وَسلاّم بن سليمان ... وروى الحديث من طريقهما أيضا ابن شاهين في: (فضائل فاطمة ص/25 رقم الحديث/11) عن ابن عقدة به كما هنا.
(2) ويقال: عمر الحضرميّ، الكوفيّ ...
قال البخاريّ في: (التأريخ الكبير 6/185 ت/2117) : "منكر الحديث، ولم يذكر سماعا من عاصم".
وقال مرّة (كما في: الضّعفاء للعقيليّ 3/184) : "في حديثه نظر".
واتّهمه ابن حبّان في: (المجروحين 2/88) فقال: "يروي عن عاصم ما ليس من حديثه إن سمع من عاصم ما روى عنه ولعلّه سمعه في اختلاط عاصم؛ لأنّ عاصما اختلط في آخر عمره، فإن سمع منه ما روى عنه قبل الاختلاط فالاحتجاج بروايته ساقط ممّا تفرّد [به] ممّا ليس من حديثه". وقال الدّارقطنيّ في: (العلل 5/66) : "وهو من شيوخ الشّيعة".
(3) قوله: "عن زر" سقط من: (د) .
(4) هو: ابن مسعود رضي الله عنه.
(5) القصّار بفتح القاف، وتشديد الصّاد، وفي آخرها الرّاء أبو الحسن الكوفيّ ... صدوق له أوهام.
روى له: خت، م، 4. ومات سنة: أربع أو خمس ومئتين.
انظر: الطّبقات الكبرى لابن سعد (6/403) ، والثّقات لابن حبّان (9/166) ، والتّقريب (ص/538) ت/6771.
(6) كذلك رواه: البزّار في: (المسند 5/223 224 رقم الحديث/1829) ، والعقيليّ في: (الضّعفاء 3/184) ومن طريقه: ابن الجوزيّ في: الموضوعات (1/422) ، والطّبرانيّ في: المعجم الكبير (22/406 407 ورقمه/1018، 3/41 ورقمه/2625) ، وابن عديّ في: (الكامل 5/58) ومن طريقه: ابن الجوزيّ في الموضوعات (1/422) ، والحاكم في: (المستدرك 3/152) ، وأبو نعيم في: (الحلية 4/188) ، وتمّام في: (الفوائد 1/155 ورقمه/357) ومن طريقه: ابن عساكر في: تأريخ دمشق (17/386 ب) كلّهم من طرق عن معاوية بن هشام به، بعضهم بمثله، وبعضهم بنحوه ... قال البزّار: "وهذا الحديث لا نعلمه رواه عن عاصم عن زرّ عن عبد الله إلاّ عمرو بن غياث، وعمرو هذا كوفيّ لم يُتابع على هذا الحديث، وقد رواه غير معاوية عن عمرو بن غياث عن عاصم عن زرّ مرسلاً".
وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرّجاه"، وتعقّبه الذّهبيّ في تلخيصه، فقال: "بل ضعيف، تفرّد به معاوية، وفيه ضعف، عن ابن غياث، وهو واه بمرّة".
وقال أبو نعيم: "هذا غريب من حديث عاصم، تفرد به معاوية".
ولعلّ مرادهما أنّه تفرّد به عنه مرفوعا، أو موقوفا على ابن مسعود، لا أنّه تفرّد بروايته عن عاصم، إذ قد تابعه أبو نعيم كما سيأتي.
وخالف أحمدُ بن موسى الأزديّ أصحابَ معاوية بن هشام، فرواه عنه من قول عبد الله موقوفا عليه.. كذلك رواه العقيليّ في: (الضّعفاء 3/184) عن محمَّد بن عمّار بن عطية عنه به، وقال: "وهذا أولى" وكان قد ذكر المرفوع قبله ... والأزديّ لم أقف على ترجمة له.

(2/724)


وَخَالَفَهُمْ: أَبو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَين فَرَوَاهُ عَنْ عَمْرِو بْنِ غِيَاثٍ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ زِرٍّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم تسليما (1)
_________
(1) رواه كذلك: ابن عديّ في: (الكامل 5/59) عن عمر بن سنان عن أحمد ابن عثمان بن حكيم،
وَتمّام في: (الفوائد 1/155 رقم الحديث/358) ومن طريقه: ابن عساكر في: تأريخ دمشق (17/386 ب) عن خيثمة بن سليمان عن أبي عمرو ابن أبي عزرة، كلاهما عن أبي نعيم به.

(2/725)


[مُرْسَلًا] (1) .
وَقَوْلُ أَبِي نُعَيْمٍ أَشْبَهُ بالصّواب (2) والله أعلم".
_________
(1) زيادة من: (ج) ، (د) .
(2) لثقته، وإتقانه ... وهذه تقوية نسبيّة لطريق أبي نعيم مقابل طرق الحديث الأخرى، إذ الحديث لا يصحّ لا مرفوعا، ولا موقوفا، ولا مرسلاً، فهو من حديث حذيفة كما هنا فيه: ابن عقدة متكلّم فيه، وشيخه يونس بن سابق مجهول، وحفص ابن عمر أطلق أبو حاتم فيه الكذب، وابن أبي النّجود صدوق له أوهام.
وهو ممّا تقدّم من طرق عن ابن مسعود مدارها على عمرو بن غياث، وهو منكر الحديث، واتّهمه ابن حبان، أضف إلى ذلك أنّه من شيوخ الشّيعة، والحديث ممّا يوافق بدعته، وهذا ممّا يزيده وهنا على وهن ...
وتابع عمرًا في روايته عن عاصم: تَلِيد بفتح، ثمّ كسر بن سليمان الأعرج، روى حديثه ابن شاهين في: (فضائل فاطمة ص/26 رقم الحديث/12) عن ابن عقدة عن محمَّد بن عبيد بن عتبة عن محمَّد بن إسحاق البلخيّ عن تليد به بمثله ... وفيه إضافة لابن عُقْدة: محمَّد بن إسحاق البلخيّ، ضعيف لا يوثق به (انظر: تأريخ بغداد 1/234 236) .
وَتليد بن سليمان ضعيف، ترك بعضهم الرّواية عنه، وهو مع ذلك رافضيّ يشتم أصحاب النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وروى في فضل أهل البيت عجائب وهذا منها ... (انظر: المجروحين لابن حبّان 1/204، وتهذيب الكمال 4/320 ت/798) .
هذا، وللحديث شاهد رواه الطّبرانيّ في: (المعجم الكبير 11/210 ورقمه/11685) عن أحمد بن مابهرام الأيذجيّ عن محمَّد بن مرزوق عن إسماعيل بن موسى الأنصاريّ عن صيفيّ بن ربعيّ عن عبد الرّحمن بن الغسيل عن عكرمة عن ابن عبّاس مرفوعا، بنحوه ...
والأيذجيّ لم أجد له ترجمة إلاّ في: (الأنساب للسّمعانيّ 1/237) وَ (معجم البلدان لياقوت 1/288) ولم يذكرا فيه جرحا، ولا تعديلاً.
وإسماعيل بن موسى مجهول (كما نقله ابن أبي حاتم في: الجرح 2/196) عن أبيه.
ومِمّا سبق يتبين أنّ الحديث ضعيف جدّاً من حديث حذيفة، ولايصحّ عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من حديث ابن عبّاس، أوغيره والله أعلم.

(2/726)


[68]- أَخبرنا أَبو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ عُمَرَ بْنِ بُرْهَانَ الغزَّال (1) قَالَ: حدَّثنا أَبُو جَعْفَرٍ محمَّد بن عمرو الْبَخْتَرِيُّ الرَّزَّاز (2) إِمْلَاءً قَالَ: حدَّثنا أبو قِلابَة عبد الملك/ج [11/ب] بْنُ محمَّد (3) قَالَ: ثنا أَبو نُعَيْمٍ (4) ، وَمسلم بْنُ إِبراهيم (5) قَالَا: حدَّثنا عُمر بن فَرّوخ (6)
_________
(1) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/58.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/537.
(3) ابن عبد الله الرّقاشيّ بفتح الرّاء، والقاف المخفّفة، وفي آخرها شين معجمة البصريّ، ثمّ البغداديّ، وكان يكنّى أبا محمَّد أيضا فغلب عليه أبو قلابة.
قال الدّارقطنيّ (كما في سؤالات الحاكم له ص/131 ت/150) : "صدوق، كثير الخطأ في الأسانيد والمتون، لا يحتجّ بما ينفرد به".
وقال الحافظ في: (التّقريب ص/365 ت/4210) : "صدوق يخطئ، تغيّر حفظه لمّا سكن بغداد) . روى له: ق. ومات سنة: ستّ وسبعين ومئتين. وانظر: الثّقات لابن حبّان (8/391) ، وتأريخ بغداد (10/425) ت/5584.
(4) هو: الفضل بن دكين.
(5) الأزديّ، الفراهيديّ، مولاهم، أبو عمرو، البصريّ ... ثقة.
روى له: ع. ومات سنة: اثنتين وعشرين ومئتين.
انظر: الجرح والتّعديل (8/180 181) ت/788، وتأريخ الثّقات (ص/427) ت/1567، وتهذيب الكمال (27/487) ت/5916.
(6) بفتح الفاء، وتشديد الرّاء المضمومة، وآخره خاء معجمة.

(2/727)


القَتَّاب (1) عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: رَأَيْتُ رَجُلاً يُصَلِّي، يُكَبِّرُ فِي كُلِّ خَفْضٍ، وَرَفْعٍ، وَقِيَاْمٍ، وَقُعُوْدٍ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لاِبْنِ عَبَّاْسٍ فَقَاْلَ: "مَاْ أَمَاْطَ (2) عَنْ سُنَّةِ نَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيْمَا".
قَالَ الشَّيخ الإِمام أَبو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: "كَذَا رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ أَبو جَعْفَرٍ الرَّزَّاز.
وعُمر بْنُ فَرُّوخٍ إِنَّمَا يُرْوَى هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ حبيب بن الزُّبير (3) عن
_________
(1) العبديّ، أبو حفص البصريّ ... وثّقه ابن معين (كما في: تأريخ الدّوريّ عنه 2/433) ، وأبو حاتم (كما في: الجرح والتّعديل 6/128 ت/699) ، وابن شاهين في: (تارخ أسماء الثّقات ص/200 ت/688) ، وذكره ابن حبّان في: (الثّقات 8/442) .
وذكره ابن عديّ في: (الكامل 5/65 66) وساق له حديثين عن حبيب ابن الزّبير هذا أحدهما وقال: "لم يحضرني له غير هذين الحديثين، وما أظنّ أنّ له غيرهما إلاّ اليسير". وقال البيهقي في: (السّنن الكبرى 5/340) : "ليس بالقويّ". وقال الحافظ في: (التّقريب ص/416 ت/4955) : "صدوق ربّما وهم، من السّابعة". روى له: مد.
(2) في (أ) : "ما أناط" بالنّون، وما أثبتّه من (ج) ، وهو الصّحيح.
والمراد: ما تنحّى. انظر: النّهاية (باب: الميم مع الياء) 4/380 381.
(3) ابن مُشْكان بضمّ الميم، وسكون المعجمة الهلاليّ، مولاهم، الأصبهانيّ، أصله من البصرة ... ثقة.
روى له: مد. ومات ما بين سنة: إحدى وعشرين، وَثلاثين بعد المائة.
انظر: العلل ومعرفة الرّجال للإمام أحمد (2/530) ت/3503، وتأريخ أسماء الثّقات لابن شاهين (ص/98) ت/221، وتأريخ الإسلام للذّهبيّ (121 140هـ) ص/72، والتّقريب (ص/150) ت/1090.
والحديث هكذا رواه ابن عديّ في: (الكامل 5/65 66) عن محمَّد بن حمدون ابن خالد عن إسحاق بن إبراهيم الجرجانيّ عن عفّان بن سيّار البصريّ عن عمر بن فرّوخ عن حبيب بن الزّبير به، بنحوه.
هذا، والحديث بسنديه ضعيف.. ففي الأوّل: أبو قلابة كثير الخطأ، وقد اختلط، والبختريّ إنّما سمع منه بعد الاختلاط (كما في: الكواكب النّيّرات ص/313) ، وعمر بن فرّوخ لا يعرف له من الحديث إلاّ القليل، ومع ذلك فقد تكلّم فيه، واتّهم بالوهم كما تقدّم ص/761.
وفي الثّاني إضافة إلى ابن فرّوخ: تلميذه عفّان بن سيّار ضعيف ... (انظر: التأريخ الكبير للبخاريّ 7/72 ت/329، وَالضّعفاء لأبي زرعة 2/367، وَديوان الضّعفاء للذّهبيّ ص/277 ت/2850) .
إلاّ أنّ حبيب بن الزّبير توبع في روايته لهذا الحديث عن عكرمة، تابعه قتادة بن دعامة، وأبو بشر جعفر بن إياس، أخرج روايتهما البخاريّ في صحيحه (كتاب: الصّلاة، باب: إتمام التّكبير في السّجود، وَباب: التّكبير إذا قام من السّجود) 1/312 رقم الحديث/175، 176 بنحوه، وبه يرتقي إسناد حديثه إلى درجة الحسن لغيره والله تعالى أعلم.

(2/728)


عكرمة./أ [24/أ]
وَليس فِي رُوَاةِ الْعِلْمِ مَنْ يُقَالُ لَهُ القَتَّاب بِتَاءٍ قَبْلَ الأَلف مُعَجَّمَةٌ بِنُقْطَتَيْنِ مِنْ فَوْقِهَا، وباءٌ بَعْدَهُ مَنْقُوطَةٌ بِوَاحِدَةٍ غَيْرَ هذا.
وَكان يبيع الأقتاب (1) .
_________
(1) جمع: (قِتْب) وَ (قَتَب) ، وهو: رَحْل صغير، يوضع على ظهر البعير، على قدر السّنام. انظر: لسان العرب (حرف: الباء، فصل: القاف) 1/660661، والقاموس المحيط (باب: الباء، فصل: القاف) ص/157.

(2/729)


وَله نَظِيرٌ فِي الصُّورة هُوَ: مُحْرِز (1) القَتَّات (2) ، وَزَاذَانُ (3) أَبُو يَحْيَى القتَّات (4) ، وَالْحُسَيْنُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حبيب القَتَّات (5) ،
وأَخوه محمَّد (6) و [كلّ] (7) ذَلِكَ بتائَين كُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا مَنْقُوطَةٌ بِاثْنَتَيْنِ مِنْ فَوْقها.
وَلَهُمْ نَظِيرٌ آخَرُ هُوَ: عَبْدُ اللَّهِ بن محمَّد القَبَّاب (8) الأَصفهانيّ (9)
_________
(1) بضمّ الميم، وسكون الحاء المهملة، وكسر الرّاء المهملة أيضا.
(2) هذه النّسبة إلى بيع: "القَتّ"، وهو: نوع من الكلأ، تُسمّن به الدّواب.
انظر: الأنساب للسّمعانيّ (4/448) .
ولمحرز هذا ذكر في: (المؤتلف للدّارقطنيّ 4/1925) ، و (الإكمال 7/94) .
(3) بزاي، وذال معجمة، وآخره نون ويقال: دينار، ويقال: عبد الرّحمن بن دينار، ويقال غير ذلك، والأوّل أشبه كما قاله السّمعانيّ في: (الأنساب 4/448) .
له ترجمة في: التأريخ لابن معين رواية: الدّوريّ (2/731) ،والإكمال لابن ماكولا (7/94) ، وتهذيب الكمال (4/401) ت/7699،وغيرهما.
(4) تأخّر هذا الاسم عن الّذي بعده في: (د) .
(5) يروي عن: عبد الحميد بن صالح، ومنجاب بن الحارث، ويزيد بن مهران.
ويروي عنه: الطّبرانيّ. انظر: المؤتلف والمختلف للدّارقطنيّ (4/1925) ، والمشتبه للذّهبيّ (2/519) ، وتبصير المنتبه لابن حجر (3/1150) .
(6) أبو عمر، كوفي يروي عن: أحمد بن يونس، وأبي نعيم، ومنجاب بن الحارث أيضا. وعنه: أبو بكر الشّافعيّ، وأبو بكر الجعابيّ، والطبرانيّ، وغيرهم.
مات ببغداد سنة: ثلاثمائة. انظر: تأريخ بغداد (2/129) ت/522، والإكمال (7/95) ، والأنساب (4/448) ، وتوضيح المشتبه لابن ناصر الدين (2/421) .
(7) زيادة من: (ج) ، (د) .
(8) هذه النّسبة إلى عمل: (القباب) الّتي هي كالهوادج.
انظر: الأنساب للسّمعانيّ (4/438) .
(9) أبو بكر المقرئ، مسند أصبهان في وقته ... يروي عن: عبد الله ابن محمَّد بن سلام، وعبد الله بن محمَّد بن النّعمان، وابن أبي عاصم، وغيرهم.
وعنه: أبو نعيم، وأبو إسحاق البرمكيّ، وأبو بكر المعدّل، وغيرهم.
مات سنة: سبعين وثلاثمائة.
انظر: ذكر أخبار أصبهان (2/52) ت/1056، والمشتبه للذّهبيّ (2/519) ، والسّير (16/257) ، وتبصير المنتبه لابن حجر (3/1149) .

(2/730)


ببائَين كُلُّ واحدةٍ مِنْهُمَا مُعْجَمَةٌ بنقطةٍ وَاحِدَةٍ".
[69]- أَخبرنا أَبو أَحمد عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ محمَّد الْفَرَضِيُّ (1) قَالَ: حدَّثنا أَبو محمَّد عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسحاق الجَوْهريّ المِصْريّ (2) قَالَ: حدَّثنا بَكَّارُ بْنُ قُتَيْبَةَ (3) قَالَ: حدَّثنا أَبو دَاوُدَ الطَّيالسيّ قَالَ: حدَّثنا [شُعْبَةُ] (4) عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّة (5) [عن مرّة (6) ] (7) عن الرَّبيع ابن
_________
(1) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/48.
(2) هو: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إسحاق، تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/592.
(3) ابن أسد بن عبيد الله الثّقفيّ، أبو بكرة، البصريّ، القاضي ... ثقة.
مات سنة: سبعين ومئتين. انظر: ذيل تأريخ ولاة مصر وتسمية قضاتها لابن برد (ص/361) ، والسّير (12/599) ، وحُسْن المحاضرة (1/463) .
(4) لحق بحاشية: (أ) .
(5) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/590.
(6) ابن شراحيل الهمذانيّ، البكيليّ بفتح الباء المنقوطة بواحدة، وكسر الكاف، وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها أبو إسماعيل، الكوفيّ ... ثقة. روى له: ع. ومات سنة: ستّ وسبعين. انظر: الجرح والتّعديل (8/366) ت/1668، وتهذيب الكمال (27/379) ت/5865، والتّقريب (ص/525) ت/6562.
(7) ساقطة من: (أ) ، ومثبتة في: (ج) .

(2/731)


خُثَيْم (1) في قول الله تَعَالَى: {اتَّقُواْ اللهَ حقَّ تُقَاْتِهِ} (2) قال: " [حَقَّ تُقَاْتِهِ] (3) :/ (ج [12/أ] ) أَنْ ُيطَاعَ فَلاَ يُعْصَى، وَأَنْ يُشْكَرَ فَلاَ يُكْفَرُ، وَأَنْ يُذْكَرَ فَلاَ يُنْسَى" (4) .
_________
(1) بضمّ المعجمة، وفتح المثلّثة ابن عائذ الثّوريّ، أبو يزيد، الكوفيّ ... ثقة عابد. روى له: خ، م، قد، ت، س، ق. ومات سنة: إحدى وستّين على الصّحيح. انظر: الطّبقات الكبرى لابن سعد (6/182) ، وغاية النّهاية لابن الجزريّ (1/283) ت/1263، والتّقريب (ص/206) ت/1888.
(2) من الآية: (102) من سورة: آل عمران.
(3) زيادة من: (ج) .
(4) رواه أيضا: ابن جرير الطّبريّ في: تفسيره (7/66 ورقمه/7547) عن المثنّى (هكذا، ولعلّه: ابن المثنّى) عن أبي داود الطّيالسيّ به..
وهذا إسناد حسن.
ورواه أيضا (7/66) ورقمه/7546 عن ابن المثنى (هو: الزّمن) عن يحيى بن سعيد (هو: القطّان) عن شعبة به، وإسناده صحيح.
وجاء نحوه عن: ابن مسعود موقوفا عند ابن المبارك في: (الزّهد 1/118 ورقمه/20) ، وعبد الرّزّاق في: (تفسير القرآن 1/129) ، وابن أبي شيبة في: (المصنّف 8/163 ورقمه/38) ، وابن جرير في تفسيره (7/65 ورقمه/7536 7543) ، وابن أبي حاتم في تفسيره (2/446 رقم/1079) ، وأبي نعيم في: (الحلية 7/238) وهو صحيح من قوله.
وروي من طريقه مرفوعا عند ابن مردويه (عزاه إليه ابن كثير في تفسيره 1/396) ، وأشار إليه أبو نعيم في: (الحلية 7/238) وأعلّه برواية الجماعة له موقوفا، وقال ابن كثير: "والأظهر أنّه موقوف والله أعلم".
وعن: ابن عبّاس موقوفا عند ابن مردويه (عزاه إليه السّيوطيّ في: الدّر المنثور 2/59) بسنده عن ابن جريج عن عطاء مرفوعا، ولكن لا يصحّ، في سنده: عبد الغنيّ ابن سعيد، ضعّفه ابن يونس (كما في: الميزان 3/356) ، وموسى بن عبد الرّحمن قال فيه ابن حبّان في: (المجروحين 2/242) : "دجّال، وضع على ابن جريج عن عطاء عن ابن عبّاس كتابا في التّفسير". وانظر: الكافي الشّافِ لابن حجر (ص/29) رقم/244
وعن: عكرمة عند عبد بن حميد في مسنده (عزاه إليه السّيوطيّ أيضا في: الدّر المنثور) ،
وعن: مُرّة بن شراحيل، أشار إليها ابن أبي حاتم في تفسيره (2/446) ،
وعن: عمرو بن ميمون عند ابن جرير في تفسيره (7/66 ورقمه/7544، 7548) وإسناده حسن بشواهده،
وعن: الحسن البصريّ، عند ابن جرير في تفسيره (7/67 ورقمه/7549) ، وأشار إليه ابن أبي حاتم (2/447) وهو حسن،
وعن: طاوس عند ابن جرير أيضا في تفسيره (7/67 ورقمه/7548) ، وأشار إليه ابن أبي حاتم (2/447) .
وعن: السّديّ، وقتادة عند ابن جرير أيضاً (7/67 رقم/7550، 7551) ، وأشار إليها ابن أبي حاتم (2/447) . وأثر قتادة رواه أيضا عبد الرّزّاق في تفسيره (1/128) عن معمر عنه به مختصرًا، وأشار إليه ابن أبي حاتم في تفسيره أيضا من قول إبراهيم التّيميّ، وَأبي سنان (انظره: 2/447) والله تعالى أعلم.

(2/732)


[70]- أَخبرنا أَبو بَكْرٍ محمَّد بْنُ أَحمد الطُّوسيّ (1) قَالَ: حدَّثنا أَبُو العبَّاس محمَّد بْنُ يَعْقوب الأَصمّ (2) قَالَ: أَخبرنا العبَّاس بْنُ الْوَلِيدِ (3) قال:
_________
(1) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/48.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/256.
(3) ابن مَزْيد بفتح الميم، وسكون الزّاي، وفتح المثنّاة التّحتيّة العُذْريّ بضمّ المهملة، وسكون المعجمة أبو الفضل، البيروتيّ ... صدوق، عابد.
روى له: د، س. ومات سنة: تسع وستّين ومئتين وقيل بعدها.
انظر: الجرح والتّعديل (6/214 215) ت/1178، والثّقات لابن حبّان (8/512) ، والتّقريب (ص/294) ت/3192.

(2/733)


أَخْبَرَنِي أَبي (1) قَالَ: سَمِعْتُ الأَوزاعيّ يَقُولُ: [سَمِعْتُ] (2) يَحْيَى بْنَ أَبي كَثِيرٍ (3) يَقُولُ: "أَفْضَلُ الْعَمَلِ: الْوَرَعُ، وَخَيْرُ الْعِبَاْدَةِ: التَّوَاضُعُ" (4) .
_________
(1) ثقة، كان الأوزاعيّ شيخه هنا يقول (كما في: تهذيب الكمال 31/83) : "ما عُرِضَتْ فيما حُمِلَ عنّي أصحّ من كتب الوليد بن مزيد".
روى له: د، س. ومات سنة: ثلاث ومئتين.
انظر: المؤتلف والمختلف للدّارقطنيّ (4/2036) ،والإرشاد للخليليّ (ص/129) ، والكاشف (2/355) ت/6092.
(2) ساقطة من: (أ) ، ومثبتة في: (ج) ، (د) .
(3) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/509.
(4) الأثر رواه: الأصمّ في: (حديثه [2/8 أ] ) ومن طريقه البيهقيّ في: (الشّعب 6/278 ورقمه/8149) ، وإسناده حسن إلى ابن أبي كثير.
ورواه أيضا: أبو نعيم في: (الحلية 3/68) عن محمَّد بن معمر عن عبد الله ابن الحسن عن يحيى بن عبد الله عن الأوزاعيّ به، بنحوه ...
ويحيى بن عبد الله (هو: ابن الضّحّاك البابُلّتيّ) ضعيف ... (انظر: الكامل 7/250، والكاشف 2/369 ت/6197) .
وجاء نحو هذا مرفوعا إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ... فروى ابن عديّ في: (الكامل 4/98) ، والطّبرانيّ في: (الأوسط 4/568 569 رقم/3972) ، وأبو نعيم في: (الحلية 2/211) ، والحاكم في: (المستدرك 1/92 93) ومن طريقه: البيهقيّ في: (المدخل ص/303 رقم/454، والزّهد الكبير ص/309 رقم/821، والآداب ص/508 509 رقم/1149) ، وابن الجوزيّ في: العلل المتناهية (1/76 رقم/76) نحوه من طرق عن خالد بن مخلد القطوانيّ عن حمزة الزّيّات عن الأعمش عن مصعب بن سعد بن أبي وقّاص عن أبيه عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم به، بنحوه ...
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط الشّيخين، ولم يخرّجاه"، ووافقه الذّهبيّ في التّلخيص، وحسّنه المنذريّ في: (التّرغيب 1/93) .
وأورده السّيوطيّ في: (الجامع الصّغير 2/214 رقم/5864) ورمز له بالصّحّة.
ولكن في سنده: خالد بن مخلد (وهو: القطوانيّ) له أفراد (كما في: التّقريب ص/190 ت/1677) ، والزّيّات له أوهام، ولم يرو له البخاريّ في صحيحه شيئا (كما في: التّقريب أيضا ص/179 ت/1677) .
ولطرف الحديث الثّاني شاهد صحيح موقوف أيضا على عائشة رضي الله عنها رواه: وكيع في: (الزّهد 2/463 ورقمه/213) ومن طريقه: ابن أبي شيبة في: المصنّف (8/192 ورقمه/5) ، وأحمد في: الزّهد (ص/241 ورقمه/912) ، والبيهقيّ في: المدخل (ص/334 ورقمه/540) ، والأصبهانيّ في: التّرغيب والتّرهيب (1/374 ورقمه/644) وابن المبارك في: (الزّهد 1/354 ورقمه/376) ومن طريقه: النّسائيّ في: كتاب المواعظ من السّنن الكبرى (كما في: تحفة الأشراف 11/384 ورقمه/16039) ، وابن حجر في: الأمالي المطلقة (ص/96) ، وأبو حاتم في: (الزّهد [1/ب] ) عن أبي نعيم الفضل بن دكين،
وأبو داود في: (الزهد ص/286 ورقمه/338) عن يزيد بن خالد بن يزيد عن أبي معاوية،
والسّهميّ في: (تأريخ جرجان ص/47) من حديث الفضل بن دكين،
والبيهقيّ في: (الشّعب 6/278 ورقمه/8148) من حديث حفص بن غياث، كلّهم عن مسعر عن سعيد بن أبي بردة عن أبيه عن الأسود بن يزيد عن عائشة به، بعضهم بمثله، وبعضهم بنحوه.
إلاّ أنّ في إسناد ابن المبارك: عن سعيد بن أبي بردة عن الأسود، دون قوله: عن أبيه، ولعلّه حدّث سقط في الإسناد، وهو على الصّواب في: الحلية لأبي نعيم (2/46 47) من طريق عبد الحميد بن صالح عنه وعن أبي معاوية، والله أعلم.
ورواه أبو نعيم في: (الحلية 7/240) ومن طريقه: ابن حجر في: الأمالي المطلقة (ص/96) عن سليمان بن أحمد عن الحسين بن محمَّد العجل عن محمَّد بن منصور عن علي بن الحسن بن شقيق عن ابن المبارك به مرفوعا، بنحوه، وقال: "تفرّد برفعه ابن المبارك عن مسعر، ورواه أبو معاوية، ووكيع فلم يرفعاه".
وقال الدّارقطنيّ في: (العلل 5/61 ب) : "وقد رفعه رجل، ووهم على مسعر".
فيظهر من هذا أنّ ابن المبارك حدّث به على الوجهين مرفوعا، وموقوفا لحال ابن شقيق في الرّواية عنه، إلاّ أنّ المحفوظ والمشهور عنه الرّواية بالوقف كما قاله الحافظ في: (أماليه المطلقة ص/96) ، وهي الموجودة في كتابه، واتّفق اثنان في روايتها عنه كذلك.
أمّا الرّواية عنه بالرّفع فهي وهم. كما صرّح به الدّارقطنيّ، وأشار إليه أبو نعيم والله أعلم.
هذا، ورواه الفرات بن خالد عن مسعر عن سعيد بن أبي بردة عن عائشة، ولم يذكر الأسود، والقول من قال: عن الأسود ... (انظر: العلل للدّارقطنيّ 5/61 ب، والعلل المتناهية لابن الجوزيّ 2/812 رقم الحديث/1359) .
وجاء نحوه مختصرًا عند ابن أبي شيبة في: (المصنّف 8/192 ورقمه/8) موقوفا عليها بسند حسن.
ورواه هنّاد بن السّريّ في: (الزّهد 2/467 ورقمه/940) بسنده عن أبي إسحاق (هو: السّبيعيّ) قال: أُخبرت أنّ عائشة قالت ... فذكره.
وهذا منقطع، أبو إسحاق مدلّس، ولم يسمع من عائشة رضي الله عنها.
وروى نحوه ابن عبد البر في: (الجامع 1/111 رقم/100) بسنده عن بشر ابن إبراهيم عن خليفة بن سليمان عن أبي سلمة بن عبد الرّحمن عن أبي هريرة به، مرفوعا ... وبشر وضّاع (انظر: لسان الميزان 2/18 ت/66) .
ورواه ابن الجوزيّ في: (العلل 1/77 رقم/78) بسنده عن عبد الرّحمن بن قريش عن مالك بن وابص عن أبي مطيع عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة به، مرفوعا أيضا ... قال ابن الجوزيّ: "هذا حديث لا يصحّ عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ... ".
وهو كما قال فإنّ ابن قريش متّهم (كما في: الميزان 3/296 ت/4941) ، وأبو مطيع متروك (انظر: لسان الميزان 2/334 ت/1369) ، ومالك بن وابص لم أقف على ترجمة له.
وروى نحوه أيضا: الطّبرانيّ في: (الكبير 11/32 رقم/10969) ، وابن عديّ في: (الكامل 3/455) ومن طريقه ابن الجوزيّ في: العلل المتناهية (1/76 77 رقم/77) والقضاعيّ في: (الشّهاب 1/59) ، والخطيب في: (التأريخ 4/436) ، وابن عبد البر في: (الجامع 1/112 ورقمه/101) كلّهم من طرق عن سوّار بن مصعب عن ليث عن طاوس عن ابن عبّاس يرفعه إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ...
إلاّ أنّ فيه سوّار بن مُصعب، وهو متروك (انظر: لسان الميزان 2/128 ت/448) .
وليث (هو: ابن أبي سُليم) متروك أيضا (انظر: التّقريب ص/464 ت/5685، وانظر ص/487) .
وفي الباب أيضًا حديث ابن عمر يرفعه إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: "أفضل العبادة الفقه، وأفضل الدين الورع" رواه الطّبرانيّ في: (المعجم الأوسط 10/122 ورقمه/9260، والصّغير ص/392 393 ورقمه/1086) عن الوليد (هو: ابن حمّاد الرّمليّ) عن سليمان بن عبد الرّحمن عن خالد بن أبي خالد الأزرق عن محمَّد بن عبد الرّحمن بن أبي ليلى عن الشّعبيّ عنه به.
قال في الأوسط: "لم يرو هذا الحديث عن الشّعبيّ إلاّ ابن أبي ليلى، ولا عن ابن أبي ليلى إلاّ خالد، تفرّد به سليمان بن عبد الرّحمن".
وهذا إسناد ضعيف، فيه: سليمان بن عبد الرّحمن (وهو: ابن بنت شرحبيل) صدوق يخطئ ... (انظر: التّقريب ص/253 ت/2588) .
وخالد بن أبي خالد صدوق اختلط قبل موته بعشر سنين، ولا يُدرى متى سمع منه سليمان ... (انظر: التقريب ص/188 ت/1644، والكواكب النّيّرات ص/148 ت/18) .
وابن أبي ليلى صدوق سيّء الحفظ جدًّا كما في: (التّقريب ص/493 ت/6081) .
وللحديث شاهد من حديث حذيفة بن اليمان يرفعه: "فضل العلم خير من فضل العبادة، وخير دينكم الورع" رواه: الطّبرانيّ في: (الأوسط 4/568 رقم/6972) ، والحاكم في: (المستدرك 1/92 93) والبيهقيّ في: (المدخل ص/303 رقم/455) وفيه: عبد الله بن عبد القدّوس، قال ابن معين (كما في: رواية ابن محرز عنه 1/207) : "ليس بشيء". وذكره الدّارقطنيّ في: (الضّعفاء والمتروكين ص/264 ت/320) .
وانظر: الميزان (3/171) ت/4431.
وآخر من حديث ثوبان رضي الله عنه بمثله أيضا رواه: ابن عساكر في: (الأربعين ص/62 63) ، وقال: "هذا حديث غريب من حديث أبي عبد الله ... تفرّد به عنه سالم بن أبي الجعد.. لم نكتبه إلاّ من حديث أبي بكر إبراهيم ابن رستم.. عن أبي عصمة نوح بن أبي مريم.." اهـ.
وابن رستم وثّقه ابن معين (كما في: الجرح والتّعديل 2/99 ت/274) ، وفيه أنّ أبا حاتم قال: "ليس بذاك، محلّه الصّدق".
ورواه ابن سعد في: (الطّبقات 7/142) ، وأبو خيثمة في (العلم ص/8 9 رقم/13) ، والإمام أحمد في: (الزهد ص/343 رقم/1337) ، ويعقوب ابن سفيان في: (المعرفة 2/82 83، 3/397) ، والبيهقيّ في: (الشّعب 2/264 265 رقم/1704، 1706، والمدخل ص/304 رقم/457) ، وابن عبد البر في: (الجامع 1/113 ورقمه/102، 1/116 ورقمه/104، 105) وغيرهم من طرق عن مطرّف بن الشّخّير موقوفا عليه من قوله، وهو صحيح عنه كما قاله البيهقيّ في: (المدخل ص/304) ، وابن الجوزيّ في: (العلل 1/78) .
ورواه وكيع في: (الزّهد 2/471 رقم/222) ومن طريقه: ابن أبي شيبة في المصنّف (6/187 رقم/4، 8/140 رقم/104) ، وابن أبي الدّنيا في: الورع (ص/44 رقم/14) ، وابن عبد البرّ في: الجامع (1/106 ورقمه/96) من حديث عمرو بن قيس الملائيّ بضمّ الميم عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ به ... وهذا معضل؛ عمرو بن قيس عدّه الحافظ في السّادسة، ولا يثبت لأصحابها لقاء أحد من الصّحابة ... (انظر: التّقريب ص/75، 426 ت/5100) .
وخلاصة القول: الأثر صحيح موقوفا عن جماعة، وما ورد مرفوعا منه فإنّه لا يصحّ من طريق من طرقه، إلاّ أنّ طرق الأحاديث الثّلاثة الأولى صالحة لعضد بعضها البعض، فالحديث بالنّظر إلى مجموعها لا ينزل عن درجة الحسن لغيره على أقلّ أحواله، بل لا يبعد أن يكون صحيحا كما جزم به الألبانيّ في: (صحيح الجامع 1/265 رقم/3308، وصحيح التّرغيب والتّرهيب 1/103 ورقم/65) ، وانظر: تحقيقه لكتاب العلم لأبي خيثمة (ص/9 رقم الحاشية/7) .
هذا، وروى الإمام أحمد في: (الزّهد ص/95 رقم/312) نحو الشّطر الثّاني في الأثر عن هاشم (هو: ابن القاسم) عن الفرج بن فضالة عن أبي راشد (هو: التّنوخيّ) عن يزيد بن ميسرة عن عيسى عليه السّلام به ...
والفرج ضعيف (كما في: التّقريب ص/444 ت/5383) ، وابن ميسرة لعلّه: أبو زهران ذكره ابن حبّان في: (الثّقات 7/620) ، وأبو راشد لم أقف على ترجمة له والله تعالى أعلم.

(2/734)


[71]- أَبنا (1) أَبو سَهْلٍ مَحْمُودُ بْنُ عُمَرَ بْنِ جَعْفَرٍ العُكْبَري (2) قَالَ: حدَّثنا أَبو صَالِحٍ سَهْل بْنُ إِسماعيل بن سَهْل الطَّرَسْوسيّ (3) قال:
_________
(1) في (ج) : (أنا) ، وفي (د) : (أخبرنا) .
(2) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/58.
(3) بفتح الطّاء، والرّاء المهملتين، والواو بين السّينين المهملتين، الأولى منهما مضمومة، والثّانية مكسورة الجوهريّ ... ترجم له الخطيب في: (تأريخ بغداد 9/121) ، وذكر جماعة ممّن رووا عنه، وقال: "وكان ثقة".

(2/739)


حدَّثنا أَبو عَبْدِ اللَّهِ محمَّد بْنُ نُصَيْر (1) قَالَ: حدَّثنا إِسماعيل بْنُ عَمْرٍو (2) قَالَ: أَخبرنا الثَّوريّ قَالَ: قَالَ عِيْسى بْنُ مَريم عليه/أ [24/ب] السَّلَامُ: "حُبُّ الْدُّنْيَا رَأُسُ كُلِّ خَطِيْئَةٍ" (3) .
_________
(1) مصغّرًا ابن عبد الله بن أبان القرشيّ، المدينيّ ...
ذكره أبو نعيم في: (ذكر أخبار أصبهان 2/11 ت/1487) ، وقال: (مأمون) ، وقال الذّهبيّ في كتابيه: (السّير 14/138، وَالعبر 1/449) : "وثّقه أبو نعيم الحافظ". مات سنة: خمس وثلاثمائة.
(2) ابن نجيح البجليّ مولاهم، أبو إسحاق الكوفيّ، ثمّ الأصبهانيّ ...
ضعّفه أبو حاتم (كما في: الجرح والتّعديل 2/190 ت/643) ، وابن عديّ في: (الكامل 1/323) ، والدّارقطنيّ (كما في: الميزان 1/239) وغيرهم. وذكره ابن حبّان في: (الثّقات 8/100) وقال: "يغرب كثيرًا".
وقال الخطيب (كما في: التّهذيب 1/321) : "صاحب غرائب، ومناكير عن الثّوريّ، وغيره". مات سنة: سبع وعشرين ومئتين.
وانظر: الضّعفاء للعقيليّ (1/86) ، وطبقات المحدّثين بأصبهان لأبي الشّيخ (1/71) .
(3) الأثر رواه من طريق إسماعيل بن عمرو أيضا: أبو نعيم في: (الحلية 6/388) عن أبي محمَّد بن حيّان عن محمود بن أحمد الأصبهانيّ عنه به، مطوّلاً..
وإسماعيل ضعيف، صاحب مناكير عن الثّوريّ شيخه هنا، وشيخ المهرواني أبو سهل العكبري فيه ضَعْف (كما تقدّم ص/55) .
وتوبع إسماعيل في روايته له، تابعه: أبو داود عمر بن سعد الحفريّ (ثقة كما تقدّم ص/538) ... فقد رواه الإمام أحمد في: (الزّهد ص/143 ورقمه/473) ،
والبيهقيّ في: (الشّعب 7/323 ورقمه/10458، والزّهد الكبير ص/134 ورقمه/248) عن أبي الحسين بن بشران عن الحسين بن صفوان عن ابن أبي الدّنيا عن إسحاق بن إبراهيم (هو: ابن راهويه) كلاهما عنه به، مطوّلاً ... وهذا إسناد صحيح إلى سفيان الثّوريّ.
وله ثلاث طرق أخرى ...
أولاها: طريق وهيب المكّيّ، رواها: ابن أبي الدّنيا في: (ذم الدّنيا ص/26 ورقمها/33) عن محمَّد بن عليّ بن شقيق عن محمود بن العبّاس عن الحسن بن رشيد عنه عن عيسى عليه السّلام به ...
وفيها: محمود بن العبّاس اتّهمه الذّهبيّ في: (الميزان 5/202 ت/8365) ،
وانظر: الكشف الحثيث (ص/255) ت/758.
والحسن بن رشيد، قال أبو حاتم (كما في: الجرح والتّعديل 3/14 ت/46) : "مجهول".
وقال الذّهبيّ في: (الميزان 2/13 ت/1845) : "فيه لين".
والثّانية: طريق بشر الحافي ... رواها: ابن شاذان في: (فوائده [2/13 ب] ) ، والبيهقيّ في: (الزّهد الكبير ص/134 ورقمها/247) عن محمَّد ابن عبد الله، كلاهما عن أبي عمرو بن السّماك عن الحسن بن عمرو السّبيعيّ (أو: الشّيعيّ) عنه به ...
وهذا الإسناد لا بأس به، ابن شاذان صدوق (كما في: تأريخ بغداد 7/279) ، ومحمّد بن عبد الله هو: ابن أحمد البسطاميّ، يذكر بفقه، وحديث، وفضل ... (انظر: الأنساب 3/59، وطبقات الشّافعيّة للسّبكيّ 4/151) .
والثّالثة: رواها عبد الله بن الإمام أحمد في: (الزّهد ص/143 ورقمها/472) عن عبيد الله القواريريّ عن معاذ بن هشام عن أبيه عن بديل بن ميسرة عن جعفر بن جرفاس [هكذا، والصّحيح: برقان] أنّ عيسى بن مريم قال: ... فذكره، بزيادة فيه. وهذا إسناد لا بأس به أيضا إلى ابن برقان.
ورواه ابن أبي الدّنيا في: (ذمّ الدّنيا ص/16 ورقمه/9) ومن طريقه: البيهقيّ في: الشّعب (7/338 ورقمه/10501) عن سريج بن يونس عن عبّاد بن العوّام عن هشام (هو: القردوسيّ) أو عوف (هو: ابن أبي جميلة الأعرابيّ) عن الحسن البصريّ به، مرفوعا، مرسلاً ...
حسّن إسناده الحافظ ابن حجر (كما في: الدّرر للسّيوطيّ ص/108) ، والسّخاوي في: (المقاصد ص/194) ، وابن طولون في (الشّذرة ص/245) ، وغيرهم.
ونقل المناويّ في: (الفيض 3/487) عن البيهقيّ قوله: "لا أصل له من حديث النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم"، وقال ابن تيميّة (كما في: مجموع الفتاوى 11/107) : "ليس هذا محفوظا عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلم"، وقال: (كما في: 18/123، وفي أحاديث القصّاص ص/58) : "وأمّا عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فليس له إسناد معروف"، وبنحو ذلك قال العراقيّ في: (شرح التّبصرة 1/276) . وقال السّيوطيّ في: (الحاوي 2/48) : "رفعه وهم".
وحكم بوضعه: ابن الجوزيّ (كما في: الفيض 3/487 488) ، ومثّل العراقيّ به في: (التّبصرة 1/274) للموضوع من كلام الحكماء، وتبعه على ذلك زكريا الأنصاريّ في: (فتح الباقي 1/274 275) ، وقال الألبانيّ في: (السّلسلة الضعيفة 3/370) : "موضوع" مع أنّه حكم عليه بالضّعف في مكان آخر كما سيأتي.
وتعقّب الحافظ ابن حجر (كما في: الدّرر للسّيوطيّ ص/108) بعض من قال بوضعه بأنّ ابن المدينيّ أثنى على مراسيل الحسن، والإسناد إليه حسن، وكذا فعل السّخاويّ في: (المقاصد ص/194) ؛ لقول ابن المدينيّ: (مرسلات الحسن إذا رواها عنه الثّقات صحاح) ، وتبعه ابن طولون في: (الشّذرة ص/246) ، والفتّنيّ في: (تذكرة الموضوعات ص/173) .
ومراسيل الحسن وإن كان أثنى ابن المديني، وأبو زرعة عليها (كما في: تهذيب الكمال 6/124) فقد قال الدّارقطنيّ (كما في: التّهذيب 2/270) : "مراسيله فيها ضعف"، وقال العراقيّ في: (التّبصرة 1/276) : "مراسيل الحسن عندهم شبه الرّيح".
ولذا حكم بضعفه الدّارقطنيّ (كما في الغمّاز على اللّمّاز ص/96 رقم/87) ، والألبانيّ في (ضعيف الجامع ص/397 رقم/2682) ، ولا أصل له من حديث النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم كما تقدّم عن جماعة من أهل العلم.
ورواه ابن يونس في: تأريخ مصر (كما في: التّذكرة للزّركشيّ ص/122) ، وابن عساكر في: (تأريخ دمشق 20/402) من طريق ابن لهيعة عن عقبة بن مسلم عن سعد بن مسعود قوله ... وذكر ابن عساكر أنّ سعد بن مسعود تابعيّ، فقيه، صالح.
ولكن في السّند إليه: ابن لهيعة ضعيف، ولم يصرّح بالسّماع (انظر ص/581) .
وعزاه الزّركشيّ في: (التّذكرة ص/122) ، والسّخاوي في: (المقاصد ص/194) ، وغيرهما إلى ابن أبي الدّنيا في: (مكائد الشّيطان) من قول مالك بن دينار.
وقال ابن تيميّة (كما في: مجموع الفتاوى 11/107، 18/123، وأحاديث القصّاص ص/58) إنّه معروف عن جندب بن عبد الله البجليّ رضي الله عنه.
وذكر المناويّ في: (الفيض 3/488) بأنّ الدّيلميّ أورده من حديث عليّ رضي الله عنه وبيّض لسنده.

(2/740)


[72]- أَخبرنا أَبو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ محمَّد بْنِ نَصْر السُّتُوريّ (1) قال: حدَّثنا أَحمد بن الحسن بْنُ محمَّد المِصْريّ (2) قَالَ: حدَّثنا أَحمد بْنُ بَكْرٍ الْقَرَاطِيسِيُّ (3) قَالَ:
_________
(1) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/52.
(2) أبو الفتح المالكيّ، المقرئ، الواعظ، المعروف بابن الحمصيّ ... ترجم له الخطيب في: (تأريخه 4/90 ت/1733) ، ولم يذكر فيه جرحا، ولا تعديلاً.
وأورده الذّهبيّ في: (الميزان 1/92 ت/340) ، وقال: "قيل: يتّهم بوضع الحديث، قاله الضّياء" اهـ.
وانظر: لسان الميزان (1/154) ت/491، والكشف الحثيث (ص/43) ت/36، وتنزيه الشّريعة (1/26) ت/100.
(3) بفتح القاف، والرّاء المهملة، وكسر الطّاء، وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين، بعدها سين مهملة لم أقف على ترجمة له.

(2/743)


سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مُعَاذ (1) يَقُولُ: "كُنْتُ فِي بَعْضِ سِيَاْحَتِي، فَبَيْنَا أَنَا سَاْئِرٌ إِذْ أَنَاْ بِكُوْخٍ مِنْ قَصَبٍ/ (د [22/أ] ) فِي بَعْضِ الْبَوَاْدِي، فَقَصَدْتُ نَحْوَهُ، فَإِذَاْ أَنَا بِرَجُلٍ مُبْتَلَى قَدْ أَكَلَ الدُّوْدُ [لَحْمَهُ] (2) لَيْسَ فِيْهِ [شَيْءٌ] (3) صَحِيْحٌ غَيْرَ لِسَانَهِ رَطِبٌ مِنْ ذِكْرِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ فَرَحِمْتُهُ، فَقُلْتُ لَهُ: حَبِيْبِي، أَتُحِبُّ أَنْ أَسْأَلَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُبْرِئَكَ؟ فَاْنْتَفَضَ، وَرَفَعَ رَأْسَهُ إِليَّ، وَقَاْلَ: يَاْ يَحْيَى بنُ مَعَاذٍ، وَإِنْ لَكَ عِنْدَهُ هَذِهِ الدَّالّةُ (4) ، فَلِمَ لَمْ (5) تَسْأَلْهُ أَنْ يُبْغضَ إِلَيْكَ شَهْوَةَ الرُّمَّانِ، وَكُنْتَ قَدْ اعْتَقَدْتَ مَعَ اللهِ [تَبَاْرَكَ،/وَ] (6) تَعَالَى تَرْكَ الشَّهَوَاْتِ، فَمَاْ قَدِرْتَ عَلَى تَرْكِ الرُّمَّان!
_________
(1) أبو زكريّا الزّاهد، نزل الرّي، وانتقل عنها وسكن نيسابور ...
له كلام جيّد، ومواعظ مشهورة. مات سنة: خمس وثمانين ومئتين. انظر: حلية الأولياء لأبي نعيم (10/51) ، وتأريخ بغداد للخطيب (14/208) ت/7497، وصفة الصّفوة لابن الجوزيّ (4/83) ، وطبقات الأولياء لابن الملقّن (ص/321) .
(2) لحق بحاشية: (أ) .
(3) زيادة من: (ج) ، (د) .
(4) من الإدلال: ما تدلّ به على حميمك، أو على من لك عنده منزلة.
انظر: النّهاية (باب: الدّال مع اللاّم) 2/130 131،ولسان العرب (حرف: اللاّم، فصل: الدّال المهملة) 11/247.
(5) في (ج) : (لا) .
(6) لحق بحاشية: (أ) .

(2/744)


قَاْلَ:/ (ج [12/ب] ) ثُمَّ قَاْلَ لِي: يَا يَحْيَى بنُ مُعَاذٍ، احْذَرْ أَنْ تَعْتَرِضَ بَيْنَ اللهِ [عَزَّ، وَجَلَّ] (1) ، وَبَيْنَ أَوْلِيَائِهِ فَتُفْتَضَحُ عِنْدَهُمْ" (2) .
آخر الثّاني من الأَصْل
والحمد لله حقّ حمده، وصلواته على سيّدنا محمَّد النّبيّ، وآله، وأصحابه، وسلّم تَسْليما (3) ./ (أ [25/أ] )
_________
(1) زيادة من: (ج) ، (د) .
(2) في سند القصة: أحمد بن الحسن المصريّ متهم، وأبوبكر القراطيسيّ لم أقف على ترجمة له، ولم أقف على هذه القصّة في غير هذا الكتاب والله تعالى أعلم.
(3) في (ج) : "آخر الجزء، والحمد لله، وصلّى الله على [نبيّنا محمّد] ، وآله".
وفي (د) : "آخر الجزء الثّاني من المهروانيّات، والحمد لله، وبه أستعين، وحسبنا الله، ونعم الوكيل، وصلّى الله على سيّدنا محمَّد نبيّه، وآله، وأصحابه أجمعين".

(2/745)