المهروانيات = الفوائد المنتخبة الصحاح والغرائب

الُجْزء الثَّالِث: مِنْ حديث الشَّيخ الصَّالح الدَّيّن أَبي (1) القاسم يوسف بن محمَّد بن أَحمد المِهْرَوانيّ وروايته عن شيوخه رضي الله عنهم.
تخريج الشَّيخ الإِمام الحافظ أَبي بكر أَحْمَد ابن عليّ بن ثابت الخطيب وكلامه على الأَحاديث للمِهْرَوانيّ رضي الله عنه.
رواية القاضي الإِمام العَدْل أَبي الفضل محمَّد ابن عمر ابن يوسف الأُرمويّ عن المِهْرَوانيّ رضي الله عنه، رواية الشَّيخ الإِمام العالم عفيف الدِّين أَبي المعالي نَصْر الله ابن سلامة بن سالم الهيتيّ أَيَّده الله عنه، سماع العَبْد الفقير إلى رحمة الله محمَّد بن أَحمد بن الحسين الهكّاريّ منه.
والحمد لله ربِّ العالمين./ (أ [26/أ] )
_________
(1) في (أ) : "ابن أبي"، وهو خطأ

(2/747)


[73]- أَخبرنا الشَّيخ، الإِمام، العالم، الثِّقة، الصَّدوق: عفيف الدِّين أَبو المعالي نَصْر الله بن سَلامة بن سَالم المُقْرئ الهيتيّ (1) بالمَوْصِل (2) ، بدار الحديث المظفَّريَّة (3) ، يوم السَّبت تاسع رَجَب سنة: اثنتين وتسعين وخمسمائة قال: أَخبرنا القاضي الأَجلّ العالم فَخْر القُضَاة أَبو الفَضْل محمَّد ابن عُمَر بن يوسف الأُرمويّ بقراءَتي عليه في سنة: ستّ وأَربعين وخمسمائِة قلت له: أَخبركم الشَّيخ أَبو القاسم يوسف بن محمَّد بن أَحمد المِهْرَوانيّ الهَمَذَانيّ قراءَة عليه في ربيع الأَوّل من سنة: أَربع وستّين وأَربعمائة قَالَ: أَخبرنا أَبو أَحمد عُبَيْدُ الله بن محمَّد ابن أَحمد بْنِ أَبي مُسْلم الْفَرَضِيُّ (4) قَالَ: حدَّثنا أَبو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ إِسماعيل الْمَحَامِلِيُّ (5) قَالَ: حدَّثنا أَخو كَرْخُويه وَهُوَ (6) : محمَّد بْنُ يَزِيدَ (7) قَالَ: حدَّثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلم (8) قَالَ: حدَّثني عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزيد بْنِ جَابِرٍ (9) قال:
_________
(1) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/407.
(2) تقدم التّعريف بها.. . انظر ص/491.
(3) تقدم التّعريف بها أيضا.. . انظر ص/407.
(4) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/48.
(5) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/492.
(6) قوله: "وهو" ليست في (ج) .
(7) أبو بكر، الواسطيّ ... ترجم له الخطيب في: (تأريخ بغداد 3/374) ، وذكر جماعة ممّن رووا عنه، وقال: "وكان ثقة". مات سنة: ثمان وأربعين ومئتين.
وانظر: الأسامي والكنى لأبي أحمد الحاكم (2/192) ت/614.
(8) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/553.
(9) الأزديّ، أبو عُتْبَة، الدّمشقيّ ... ثقة.
روى له: ع. ومات سنة: ثلاث وخمسين ومائة وقيل بعدها.
انظر: العلل ومعرفة الرجال لأحمد (2/347) رقم النّص/2538، وتأريخ بغداد (10/211) ت/5353، والكاشف (1/648) ت/3342.

(2/749)


حدَّثني بُسر بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ (1) قَالَ: حدَّثني أَبو إِدْرِيس أَنَّه سَمِعَ حُذَيفة قَالَ: "كانَ النَّاسُ يَسْأَلُونَ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم عَنِ الْخَيْرِ، وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنِ الشَّرِّ مَخَافَةَ أَنْ يُدْرِكَنِي، فَقُلْتُ: يَا رَسْولَ اللهِ، إِنَّا كُنَّا فِي جَاهِلِيَّةٍ وَشَرٍّ فَجَاءَنَا اللهُ بِهَذَا الْخَيْرِ، فَهَلْ بَعْدَ الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ؟ قَالَ: "نَعَمْ". قُلْتُ: فَهَلْ بَعْدَ الشَّرِّ مِنْ خَيْرٍ؟ قَالَ: "نَعَمْ، وَفِيهِ دَخَنٌ (2) ". قُلْتُ: وَمَا دَخَنُهُ؟ قَاْلَ: "قَوْمٌ تَعْرِفُ مِنْهُمْ، وَتُنْكِرُ". قُلْتُ: فَهَلْ بَعْدَ ذَلِكَ/ (ج [14/ب] ) الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ؟
_________
(1) الحَضْرَميّ، تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/561.
(2) بالمهملة، ثمّ المعجمة المفتوحتين، بعدها نون هو في الأصل: كُدُوْرَة إلى سواد..والمراد هنا: الحقد، وقيل: الدَّغل، وقيل: فساد في القلب، ومعنى الثلاثة متقارب
وبالجملة فالمراد: أنّ القلوب تكون هكذا، لا يصفو بعضها لبعض، ولا ينصع حبها كما كانت، وإن لم تكن فيهم فتنة، كالكدورة التي في لون الدّابّة والله أعلم.
انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (2/262- 263) ، ولسان العرب (حرف: النّون، فصل: الدّال المهملة) 13/150، والفتح (13/39) .

(2/750)


قَاْلَ: "نَعَمْ، دُعَاةٌ عَلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ مَنْ أَجَابَهُمْ إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيْهَا".
قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَمَا تَأْمُرُنِي إِنْ أَدْرَكَنِي ذَلِكَ؟ قَاْلَ: "تَلْزَمُ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ". قُلْتُ: فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ جَمَاعَةٌ وَلاَ إِمَامٌ؟ قَاْلَ: "فَاعْتَزِلْ تِلْكَ الْفِرَقَ كُلَّهَا، وَلَوْ أَنْ تَعَضَّ بِأَصْلِ شَجَرَةٍ، حَتَّى يُدْرِكَكَ الْمَوْتُ وَأَنْتَ كَذَلِكَ". قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ. قَاْلَ: "هُمْ قَوْمٌ مِنْ جِلْدَتِنَا، وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا". فِي غَيْرِ هَذِهِ الرِّوَايَةِ: "قُلْتُ: صِفْهُمْ لَنَا يَا رَسُولَ اللهِ. قَاْلَ: هُمْ" (1) .
قَالَ الشَّيخ الإِمام أَبو بكر أَحمد بن عليّ الْخَطِيبُ: "هَذَا حديثٌ صحيحٌ مِنْ حَدِيثِ أَبي إِدريس عائِذ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْخَوْلَانِيِّ عَنْ أَبي عَبْدِ اللَّهِ حُذَيفة بْنِ الْيَمَانِ العَبْسيّ،
وَثَابِتٌ مِنْ رِوَايَةِ بُسْر بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ عَنْ أَبي إِدْريس.
اتَّفَقَ البخاريُّ، ومُسْلم عَلَى إِخراجه فِي كِتَابَيْهِمَا، فَرَوَاهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ يَحْيى بْنِ مُوسَى الْبَلْخِيِّ الْمَعْرُوفِ بخَتّ (2) ، وأَبي موسى محمَّد بن
_________
(1) قوله: "في غير هذه الرواية ... " إلخ، ليس في: (ج) .
(2) بفتح المعجمة، وتشديد المثنّاة أبو زكريّا السّختيانيّ ... ثقة.
روى له: خ، د، ت، س. ومات سنة: أربعين ومئتين وقيل غير ذلك.
انظر: الجرح والتّعديل (9/188) ت/781، والمعجم المشتمل (ص/323) ت/1164، وتهذيب الكمال (32/6) ت/6930.
والحديث في الصّحيح في: (كتاب: المناقب، باب: علامات النبوّة في الإسلام) 5/47- 48 رقم الحديث/110 بنحوه.

(2/751)


المُثَنَّى (1) .
وَرَوَاهُ مُسْلم عَنْ محمَّد بْنِ المُثَنّى عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلم (2) ، فكأنَّ شَيْخَنَا أَبا أَحمد سَمِعَهُ مِنَ الْبُخَارِيِّ، ومُسْلم جَمِيعًا".
[74]- أَخبرنا أَبو أَحمد عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ محمَّد الْفَرَضِيُّ (3) قَالَ: حدَّثنا الحسين بن/ج [15/أ] إِسماعيل الْمَحَامِلِيُّ (4) فِي صَفَر سَنَةَ: ثلاثين وثلاثمائة قَالَ: حدَّثنا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى (5) قَالَ: حدَّثنا جَرِيرٌ (6) عَنْ مَنْصُورٍ (7) عن أَبي/ (أ [28/أ] ) وائِل (8) عَنْ عَمْرو بْنِ شُرَحْبيل (9)
_________
(1) المعروف بالزّمن، تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/516. وحديثه في الصّحيح في الموضع المتقدّم نفسه، رقم الحديث/111 بنحوه. وفي: (كتاب: الفتن، باب: كيف الأمر إذا لم تكن جماعة) 9/93 ورقمه/34 بنحوه أيضا.
(2) صحيح مسلم (كتاب: الإمارة، باب: وجوب ملازمة جماعة المسلمين عند ظهور الفتن، وفي كل حال، وتحريم الخروج على الطّاعة، ومفارقة الجماعة) 3/1475- 1476 رقم الحديث/1847 بنحوه.
(3) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/48.
(4) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/492.
(5) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/584.
(6) هو: ابن عبد الحميد.
(7) هو: ابن المعتمر، تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/648.
(8) هو: شقيق بن سلمة، تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/520.
(9) الهَمْدانيّ، أبو مَيْسَرة، الكوفيّ ... ثقة. روى له: ع. ومات سنة: ثلاث وستّين. انظر: المعرفة والتأريخ ليعقوب بن سفيان (2/553) ، والجرح والتّعديل (6/237) ت/1320، والتّقريب (ص/422) ت/5048.

(2/752)


عَنْ عَبْدِ اللَّهِ (1) قَالَ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيْمَا أَيُّ الذَّنْبِ أَعْظَمُ عِنْدَ اللهِ [عَزَّ وَجَلَّ] (2) ؟ قَاْلَ: "أَنْ تَجْعَلَ للهِ نِدًَّا (3) وَهُوَ خَلَقَكَ". قُلْتُ: إِنَّ ذَلِكَ لَعَظِيْمٌ. قَاْلَ: قُلْتُ: ثَمَّ أَيٌّ؟ قَاْلَ: "تَقْتُلُ وَلَدَكَ مَخَافَةَ أَنْ يَطْعَمَ مَعَكَ". قَاْلَ: قُلْتُ: ثَمَّ أَيٌّ؟ قَاْلَ: "ثُمَّ أَنْ تُزَانِيَ حَلِيْلَةَ (4) جَاْرِكَ".
قَالَ الشَّيخ الإِمام أَبو بَكر الْخَطِيبُ: "اتَّفَقَ الشّيخانِ عَلَى إِخْرَاجِ هَذَا الْحَدِيثِ فِي صحيحيهما، فروياه عن
_________
(1) هو: ابن مسعود رضي الله عنه.
(2) زيادة من: (ج) .
(3) بالكسر وهو: مِثْل الشيء الذي يُضَادُّه في أُموره، وينادده أي: يخالفه. انظر: النّهاية (باب: النّون مع الدّال) 5/35.
(4) حليلة الرّجُل: امرأته، سُميت بذلك لأنّها تَحُلّ معه، ويَحُلّ معها
وقيل: لأنّ كل واحد منهما يَحُلّ للآخر.
انظر: النّهاية (باب: الحاء مع اللاّم) 1/431.

(2/753)


عُثْمان بْنِ أَبي شَيْبة (1) .
وَرَوَاهُ الْبُخَارِيُّ أَيضا عَنْ قُتَيبة بْنِ سَعيد (2) .
وَرَوَاهُ مُسْلم أَيضا عَنْ إِسحاق بْنِ رَاهَوَيْهِ (3) ، ثَلَاثَتُهُمْ عَنْ جَرير ابن عَبْدِ الْحَمِيدِ، فكأَنَّ شَيْخَنَا أَبا أَحمد سَمِعَهُ مِنَ الْبُخَارِيِّ، ومُسْلم".
[75]- أَخبرنا أَبو بَكْرٍ محمَّد بْنُ أَحمد الطُّوسيّ (4) قَالَ: حدَّثنا أَبو العبَّاس محمَّد بْنُ يَعْقوب الأَصمّ (5) قَالَ: ثنا هَارُونُ بْنُ سُليمان
_________
(1) أمّا البخاريّ فرواه عنه في: (كتاب: التّفسير، باب: هكذا دون ترجمة) 6/44 رقم الحديث/4.
ورواه مسلم في: (كتاب: الإيمان، باب: كون الشرك أقبح الذّنوب، وبيان أعظمها بعده) 1/90 ورقمه/86.
(2) أبو رجاء، البغلانيّ بفتح الموحدة، وسكون المعجمة ... ثقة ثبت.
روى له: ع. ومات سنة: أربعين ومئتين. انظر: الجرح والتّعديل (7/140) ت/784، والتّقريب (ص/454) ت/5522.
وحديثه في الصَّحيح في: (كتاب: الدّيات، باب: قول الله تعالى: {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنا مُتَعَمّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنّم} ) 9/2 رقم الحديث/1 مطوّلاً.
وَ: (كتاب: التّوحيد، باب: قول الله تعالى: {وَلاَ تَجْعَلُوا للهِ أَندَادًا} ) 9/270- 271 ورقمه/146 بمثله.
وَ: (باب: قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِن ربِك وَإِن لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَه} ) 9/276- 277 ورقمه/158مطوّلاً.
(3) صحيح مسلم (كتاب: الإيمان، باب: كون الشّرك أقبح الذّنوب) 1/90 مطوّلاً.
(4) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/48.
(5) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/256.

(2/754)


الأَصفهانيّ (1) قَالَ: حدَّثنا عَبْدُ الرَّحمن بْنُ مَهْديّ عَنْ سُفيان عَنْ مَنْصور (2) ، وَالأعْمش (3) ، وواصِل الأَحْدَب (4) عَنْ أَبي وائِل (5) عَنْ عَمْرو بْنِ شُرَحْبيل عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُوْلَ اللهِ، أَيُّ الذَّنْبِ أَعْظَمُ؟ قَاْلَ: "أَنْ تَجْعَلَ للهِ [تَعَالَى] (6) نِدًَّا وَهُوَ خَلَقَكَ". قَاْلَ: ثُمَّ مَاْذَاْ؟ قَاْلَ: "أَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ خَشْيَةَ أَنْ يَأْكُلَ مَعَكَ". قَاْلَ: ثُمَّ مَاْذَاْ؟ قَاْلَ: "أَنْ تُزَاْنِيَ حَلِيْلَةَ جَاْرِكَ".
قَالَ الشَّيخ الإِمام أَبو بكر الخطيب:
_________
(1) في (ج) : (الأصبهانيّ) بالباء.
وهو: أبو الحسن الخزّاز ... قال أبو الشَّيخ في: (طبقات المحدّثين بأصبهان 2/313) : "أحد الثّقات". مات سنة: خمس وقيل: ثلاث وستّين ومئتين.
وانظر: السّير (12/391) .
(2) هو: ابن المعتمر، تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/648.
(3) سُليمان بن مهران.
(4) الأسديّ، الكوفيّ ... ثقة ثبت.
روى له: ع. ومات سنة: عشرين ومائة. انظر: سؤالات الآجرّيّ أبا داود (3/101- 102) ت/15، والمعرفة والتأريخ ليعقوب بن سفيان (3/86،299) ، وتهذيب الكمال (30/400) ت/6662.
(5) هو: شقيق بن سلمة، تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/520.
(6) زيادة من: (ج) .

(2/755)


"كَذَا رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ عبدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْديّ عَنْ سُفيان الثَّوْرِيِّ عَنْ مَنْصور، وَالأعمش، وواصِل عن أَبي وائِل/ج ( [15/ب] ) شَقِيقُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَمرو بْنِ شُرَحْبيل (1) ، وَوهم فِي ذَلِكَ (2) ؛ لأَنَّ واصِلاً إِنَّما يَرْوِيهِ عَنْ أَبي وائِل عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، ولا يذكرُ فيه عَمْرًَا (3) .
_________
(1) رواه من هذا الطريق أيضا: الإمام أحمد في: (مسنده 1/434) ، والتّرمذيّ في: (جامعه 5/314- 315 رقم الحديث/3182) عن محمَّد بن بشّار (بندار) ،
والبيهقيّ في: (سننه الكبرى 8/18) بسنده عن الذّهليّ، وهارون بن سليمان،
ومن طريق هارون بن سليمان رواه: الخطيب في: (الفَصْل 2/819 رقم الحديث/93) ، كلّهم عن ابن مهديّ به، كما هنا ...
وتابعه: محمَّد بن كثير، أخرج روايته الخطيب في: (الفصل 2/820) عن عليّ ابن يحيى بن جعفر عن الطّبرانيّ عن إبراهيم بن عبد الله ومعاذ بن المثنّى ويوسف القاضي،
والبغويّ في: (شرح السّنّة 1/82 ورقمه/42) عن أبي حامد الصالحيّ عن أبي سعيد الصَّيرفيّ عن محمَّد بن عبد الله الصّفّار عن أحمد بن محمَّد البرتيّ، أربعتهم عنه به.
قال الخطيب: "اتّفق عبد الرّحمن بن مهدي، ومحمد بن كثير العبديّ على رواية هذا الحديث عن سفيان عن النّفر الثّلاثة المسمّين كما سقناه وبينهم خلاف في روايته".
هذا، وقد أخرجه البخاريّ في صحيحه في: (كتاب: الأدب، باب: قتل الولد خشية أن يأكل معه) 8/13- 14 ورقمه/30، وأبو داود في سننه (2/732- 733 برقم/2310) كلاهما عن محمَّد بن كثير، لكن اقتصرا من السّند على منصور،
وأخرجه الطّبرانيّ في: (المعجم الأوسط 3/273 ورقمه/2596) عن إبراهيم بن عبد الله عن محمَّد بن كثير قال: حدَّثنا سفيان عن منصور، وَواصل به.
(2) وكذلك قال الدّارقطنيّ في: (العلل 5/222) .
(3) كذلك رواه البخاريّ في صحيحه (كتاب: المحاربين، باب: إثم الزّناة) 8/294 ورقمه/10عن عمرو بن عليّ عن يحيى القطّان عن الثّوريّ عن واصلٍ به.
وحديثه هكذا هو الصَّواب، فقد رواه أيضا الإمام أحمد في: (مسنده 1/334، 464) ، والتّرمذيّ في: (جامعه 5/315) ، والنّسائيّ في: (سننه 7/90) ، وأبو نعيم في: (حليته 4/146) وغيرهم من طرق عن شعبة،
ورواه الإمام أحمد في: (مسنده أيضا 1/462) ، والخرائطيّ في: (مساوئ الأخلاق ص/180 ورقمه/386) ، والخطيب في: (الفصل 2/836- 837) من طرق عن مهدي بن ميمون،
ورواه الخطيب أيضا في: (الفصل 2/835، وأشار إليه ص/823) من حديث مالك بن مغول، وأشار إليه (2/823) من حديث سعيد بن مسروق، كلّهم عن واصل عن أبي وائل عن عبد الله كما رواه يحيى عن الثّوريّ عن واصل.
وهذا هو الذي يصوّبه الدّارقطنيّ في: (العلل 5/223) ، والحافظ في: (الفتح 8/351) وغيرهما.
وقد تردّد ابن مهديّ في طريق واصل، واقتصر على التّحديث به عن منصور، والأعمش حسب، ثبت ذلك عنه في صحيح البخاريّ (8/294) ، فقد قال البخاريّ عقب روايته للحديث مفصَّلاً من طريق عمرو بن علي عن يحيى: "فقال عمرو: فذكرته لعبد الرّحمن أي: ابن مهديّ وكان حدّثنا عن سفيان عن الأعمش، ومنصور، وواصل عن أبي وائل عن أبي ميسرة، فقال: دعه، دعه".
والمراد: اتركه، والضّمير عائد للطّريق الّتي اختلف فيها، وهي رواية واصل.
انظر: الفصل للخطيب (2/840- 841) ، والفتح (8/118) ، وتدريب الرّواي للسّيوطيّ (1/273) .

(2/756)


وأمَّا سليمان/ (أ [28/ب] ) الأَعْمَش فاختُلف عَلَيْهِ:
فَرَوَاهُ: وَكِيعٌ (1) ، وأَبو مُعَاوية (2) ، وَشَيْبان بن
_________
(1) أخرج روايته الإمام أحمد في مسنده (1/431) ، والشاشيّ في مسنده (2/28 ورقمه/494) ومن طريقه الخطيب في: الفصل (2/829) عن أبي إسحاق الحربيّ عن أحمد بن جعفر، كلاهما عنه به ...
(2) هو: محمَّد بن خازم، تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/519.
أخرج روايته: الإمام أحمد في مسنده (1/380،431) ، والبزّار في مسنده (5/107- 108 ورقمه/1687) عن محمَّد بن المثنيّ،
والنّسائيّ في: (التّفسير ص/128 129 ورقمه/388) عن هنّاد بن السّريّ، والشّاشيّ في مسنده (2/27- 28 ورقمه/493) عن أبي إسحاق الحربيّ عن مسدّد، كلّهم عن أبي معاوية به.

(2/757)


عَبْدِ الرَّحْمَنِ (1) ، وأَبو شِهَاب الحَناط (2) ، وَعبد الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ (3) ، وَقُرّان (4) بْنُ تَمَّامٍ (5) ، وَعبد الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِم (6) ، وَإِسماعيل بن
_________
(1) النّحويّ، أبو معاوية البصريّ ... ثقة. روى له: ع. ومات سنة: أربع وستّين ومائة. انظر: الجرح والتّعديل (4/355) ت/1561، والكاشف (1/491) ت/2316.
أخرج روايته: الشّاشيّ في: (المسند 2/24 ورقمها/486) ،
والخطيب في: (الفصل 2/830) عن أبي عمر الهاشميّ عن أبي الحسن المادرائيّ، كلاهما عن الدّوريّ عن عبيد الله بن موسى عنه به.
(2) بمهملة وَنون هو: عبد ربه بن نافع الكنانيّ، الكوفيّ، نزيل المدائن ... صدوق، وليس بذاك الحافظ. روى له: خ، م، د، س، ق.
ومات سنة: إحدى أو اثنتين وسبعين ومائة.
انظر: الطّبقات الكبرى (6/391) ، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد (2/500) رقم النّص/3299، والتّقريب (ص/335) ت/3790.
أخرج روايته أبو يعلى في: مسنده (9/32- 33 ورقمه/5098) عن أبي الرّبيع،
والشّاشيّ في مسنده أيضا (2/28 ورقمه/496) عن خلف بن هشام،
والخطيب في: (الفصل 2/830) بسنده عن أبي الرّبيع (هو: سليمان بن داود الزّهرانيّ) كلّهم عنه به.
(3) العبديّ، مولاهم، أبو بشر، البصريّ ...
ثقة في حديثه عن الأعمش مقال، إلاّ أنّه قد توبع في روايته عنه هنا.
روى له: ع. ومات سنة: ستّ وسبعين ومائة وقيل بعدها.
انظر: الجرح والتّعديل (6/20) ت/108، والمقتنى للذّهبيّ (1/108) ت/653، والتّقريب (ص/367) ت/4240.
أخرج روايته الشّاشيّ في مسنده (2/28 ورقمه/495) ، والخطيب في: (الفصل 2/830- 831) بسنده عن محمَّد بن جعفر بن الهيثم، كلاهما عن إبراهيم الحربيّ عن عبيد الله بن عائشة عنه به، بنحوه.
وأخرجه الشّاشيّ أيضا (2/25 ورقمه/487) عن أحمد بن زهير عن موسى بن إسماعيل عن عبد الواحد به، بنحوه.
(4) بقاف مضمومة، وشدّة راء ... (كما في: المغني لابن طاهر ص/202) .
(5) الأسديّ، الوالبيّ، أبو تمّام وقيل: أبو عامر الكوفيّ ...
وثّقه ابن معين في: (التأريخ رواية: الدّوريّ 2/486) ، والإمام أحمد في رواية عنه، والدّارقطنيّ (كما في: تأريخ بغداد 12/473) .
وذكره ابن حبّان في: (الثّقات 7/346) وقال: "يخطئ".
وقال أبو حاتم (كما في: الجرح والتّعديل 7/144) : "شيخ ليّن".
وقال الحافظ في: (التّقريب ص/454 ت/5532) : "صدوق ربّما أخطأ".
روى له: د، ت، س. ومات سنة: إحدى وثمانين ومائة.
أخرج روايته الشّاشيّ في مسنده (2/28 ورقمه/497) ، والخطيب في: (الفصل 2/831) كلا هما من طريق أبي إسحاق الحربيّ عن عبيد الله بن عمر عنه به.
(6) القسمليّ بفتح القاف، وسكون المهملة، وفتح الميم، مخفّفا أبو زيد، المروزيّ ... ثقة ربما وهم.
روى له: خ، م، د، ت، س. ومات سنة: سبع وستّين ومائة.
انظر: تأريخ الدّارميّ عن ابن معين (ص/185) ت/666، وتهذيب الكمال (18/202) ت/3473، والتّقريب (ص/359) ت/4122.
أخرج روايته الشّاشيّ في مسنده (2/28 ورقمه/495) ، والخطيب في: (الفصل 2/830- 831) كلاهما من طريق أبي إسحاق الحربيّ عن عبيد الله بن عائشة عنه به.

(2/758)


زكريَّا الخُلْقانيّ (1) ، وَحَجْوة (2) بْنُ مُدْرك الغسّانيّ (3) رواه كلُّهم عَنِ الأَعْمَش عَنْ أَبي وائِل عَنْ عَبْدِ اللَّهِ كِرِوَايَةِ واصِل.
وَرواه: زَيد بْنُ أَبي أُنيْسة (4) ،
_________
(1) بضمّ المعجمة، وسكون اللاّم، بعدها قاف الأسديّ، أبو زياد، الكوفيّ ... صدوق. روى له: ع. ومات سنة: أربع وتسعين ومائة وقيل قبلها.
انظر: التأريخ لابن معين رواية الدّوريّ (2/34) ، والكامل لابن عديّ (1/317) ، والكاشف (1/246) ت/375، والتّقريب (ص/107) ت/445.
أخرج روايته: الشّاشيّ في: (مسنده 2/28 ورقمه/498) ، والخطيب في (الفَصْل 2/831) كلاهما من طريق أبي إسحاق الحربيّ عن محمَّد بن الصّبّاح عنه به.
(2) في (أ) : (حجرة) بالرّاء وما أثبتّه من: (ج) وهو الصَّحيح الموجود في مصادر ترجمته.
(3) كوفيّ، سكن دمشق ... قال أبوحاتم (كما في: الجرح والتّعديل 3/319 ت/1428) : "محلّه الصّدق". وانظر: الإكمال لابن ماكولا (2/394) .
أخرج روايته الخطيب في: (الفصل 2/831- 832) عن أبي عمر القاسم بن جعفر عن أبي هشام عن عبد الغافر بن سلامة قال: وجدّت في كتاب يحيى بن عثمان عن أبي الجماهير (هكذا) قال: نا حجوة به.
(4) الجزريّ، أبو أسامة، الرُّهاويّ بضمّ الرّاء، وفتح الهاء كوفيّ الأصل ... ثقة، له أفراد. روى له: ع. ومات سنة: تسع عشرة ومائة وقيل بعدها بخمس سنين. انظر: الطّبقات الكبرى (7/481) ، والتأريخ لابن معين رواية الدّوريّ (2/182) ، والتّقريب (ص/222) ت/2118.
أخرج روايته الخطيب في: (الفصل 2/827) عن عبد الله بن عليّ القرشيّ عن أبي جعفر اليقطينيّ عن الحسين بن عبد الله القطّان عن حكيم بن سيف عن عبيد بن عمرو عنه، به.

(2/760)


وأَبو عُبَيدة بْنُ مَعْن (1) ، وَعبد اللَّهِ بْنُ نُمير (2) ، وجَرير بْنُ عبد الحميد (3) ، وَأبو [يو] (4) سف القاضي عَنِ الأَعْمَش (5) عَنْ أَبي وائِل عن عَمرو بن
_________
(1) هو: عبد الملك بن معن، المسعوديّ ... ثقة، من السّابعة.
روى له: م، د، س، ق. انظر: سؤالات ابن محرز لابن معين (ص/104) ت/469، والكاشف (1/670) ت/3483، والتّقريب (ص/365) ت/4218.
أخرج روايته: الخطيب في: (الفصل 2/826) عن أبي الحسين الأزرق عن جعفر بن محمد، وعن الحسين بن أبي بكر عن عبد الله بن إبراهيم بن أيّوب، كلاهما عن الحسين بن عمر الثّقفيّ،
وعن أبي الحسن أحمد بن عليّ عن أحمد بن يوسف بن خلاّد عن محمَّد بن عثمان، قالا: نا أحمد بن يحيى الأحول عنه به.
(2) الهمْدانيّ، أبو هشام، الكوفيّ ... ثقة، صاحب سُنَّة.
روى له: ع. ومات سنة: تسع وتسعين ومائة.
انظر: تأريخ الثّقات للعجليّ (ص/282) ت/901، والكاشف (1/604) ت/3024، والتّقريب (ص/327) ت/3668.
أخرج روايته الشّاشيّ في مسنده (2/207) ، والخطيب في: الفصل (2/828) وأشار إليها الدّارقطنيّ في: (العلل 5/221) ، وأبو نعيم في: (الحلية 4/146) .
(3) أخرج روايته البخاريّ في: (كتاب: التّوحيد، باب: قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ، وَإِن لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَه} ) 9/276- 277 رقم الحديث/158.
(4) لَحَقٌ بحاشية: (أ) .
(5) وتابعهم في الرّواية كذلك: الثّوريّ ... أخرج روايته النّسائيّ في: (تفسيره 2/129 ورقمه/389) عن عمرو بن عليّ،
والدّارقطنيّ في: (علله 5/223) عن أبي عليّ الصّفّار عن أحمد بن محمَّد البرتيّ عن مسدّد،
وأبو بكر الشّافعيّ في فوائده (كما في: العلل للدّارقطنيّ 5/223) عن معاذ عن مسدّد أيضا كلاهما عن يحيى عن سفيان عن منصور وسليمان الأعمش به.
وَ: معمر ... أخرج روايته الشّاشيّ في مسنده (2/30 برقم/500) عن إبراهيم الحربيّ عن الحسن بن عليّ عن عبد الرّزّاق عن معمر عنه به.

(2/761)


شُرَحْبيل عَنْ عَبْدِ اللَّهِ (1) .
وَكذلك رَوَاهُ مَنْصور بْنُ المُعْتَمر عَنْ أَبي وائِل مِنْ غَيْرِ خلافٍ عنه (2) .
وقد رَوَاهُ يَحْيى بْنُ سَعيد القطَّان عَنْ سُفيان الثَّوريّ عَنِ النَّفَرِ الثَّلاثة الَّذِينَ رَوَاهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْديّ عَنِ الثَّوريّ عَنْهُمْ (3) ، فتبيّن أَنَّ واصِلاً إِنَّما رَوَاهُ عَنْ أَبي وائِل عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، والآخَرَيْنِ (4) رَوَيَاهُ عَنْ أَبي وائِل عَنْ عَمْرو بْنِ شُرَحْبيل عَنْ عَبْدِ اللَّهِ".
[76]- أَخبرنا أَبو محمَّد عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بن يَحْيى بن زكريَّا
_________
(1) ورواية هؤلاء عن الأعمش بإثبات أبي ميسرة عمرو بن شرحبيل هي الصّحيحة، صحّحها الدّارقطنيّ في: (العلل 5/222) وغيره. وانظر: الفتح (8/351) .
(2) أخرج روايته كذلك جماعة منهم: البخاريّ في صحيحه في: (كتاب: التفسير، باب: قوله: {وَالَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلَها آخَرَ، وَلاَ يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتَي حَرَّمَ اللهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ، وَلاَ يَزْنُونَ، وَمَن يَّفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاما} ) 6/199- 200 رقم الحديث/281 عن مسدّد عن يحيى عن سفيان عنه وعن الأعمش به.
وَ: (كتاب: المحاربين، باب: إثم الزّناة) 8/294 ورقمه/10 عن عمرو بن عليّ عن يحيى عن سفيان عنه وعن الأعمش به أيضا.
(3) هو كذلك في صحيح البخاريّ (9/276- 277) ورقمه/158 مفصَّلاً.
(4) يريد بهما: الأعمش، وَمنصور.

(2/762)


البيِّع (1) قَالَ: حدَّثنا أَبو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ إِسماعيل الْمَحَامِلِيُّ (2) قَالَ: حدَّثنا يُوسُفُ يَعْنِي: ابْنَ مُوسَى القطَّان (3) قَالَ: حدَّثنا جَرير (4) عَنِ الأَعْمَش عَنْ إِبراهيم التَّيْمِيِّ (5) عَنِ الْحَارِثِ بْنِ سُوَيْد (6) عَنْ عليّ (7) / (ج [16أ] ) قَالَ: "نهَى رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيْمَا أَنْ يُنْبَذَ (8)
_________
(1) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/52.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/492.
(3) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/584.
(4) هو: ابن عبد الحميد.
(5) أبو أسماءَ، الكوفيّ ... ثقة. روى له: ع. ومات سنة: اثنتين وتسعين ومائة.
انظر: الجرح والتّعديل (2/145) ت/474، وتهذيب الكمال (2/232) ت/264، والتّقريب (ص/95) ت/269.
(6) التّيمي، أبو عائشة، الكوفيّ ... ثقة ثبت.
روى له: ع. ومات سنة: اثنتين وسبعين وقيل قبلها بسنة.
انظر: الطّبقات الكبرى (6/167) ، والوافي بالوفيات (11/254) ، والتّقريب (ص/146) ت/1025.
(7) هو: ابن أبي طالب رضي الله عنه.
(8) أي: يُطرح، ويُتّخذ النّبيذ فيما ذكر.
والنّبيذ: ما يعمل من الأشربة من التّمر، والزّبيب، والعسل، والشّعير، وغير ذلك.
يقال: "نبذت التّمر" إذا تركت عليه الماء ليصير نبيذًا.
وقالوا: سمّي نبيذًا لأنّهم يأخذون القبضة من التّمر، أو الزّبيب فينبذونها في السِّقاء أي: يلقونها فيه.
انظر: الأشربة لابن قتيبة (ص/28) ، ووالنّهاية (باب: النّون مع الباء) 5/7.

(2/763)


فِي الدُّبَّاءِ (1) ، وَالْمُزَفَّتِ (2) ".
قَالَ الشَّيخ الإِمام أَبو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: "أَخرجه الْبُخَارِيُّ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبي شَيْبة (3) ، وأَخرجه مُسْلم عَنْ زُهَيْرِ بْنِ حَرْب (4) ، [كلاهما] (5) عَنْ جَرِيرٍ، فكأَنَّ شَيْخَنَا أَبا محمَّد سَمِعَهُ مِنَ البخاريِّ، ومُسْلم جميعا"./ (أ [29/أ] ) .
[77]- أَخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ يَحْيى (6) قَالَ: ثنا الحسين ابن إِسماعيل (7) قَالَ: ثنا يُوسف (8) قَالَ: حدَّثنا جرير (9) عن سُليمان
_________
(1) هو: القَرْع، واحدها: دباءَة ... كانوا ينتبذون فيها، فتسرع الشّدة في الشّراب
انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (2/181) ، والنّهاية (باب: الدّال مع الباء) 2/96.
(2) هو: إناء طلي بالزِّفت نوع من الْقَاْر ينبذ فيه، فتسرع الشّدة فيه أيضا حتى يصير مسكرًا. انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (2/182) ، والنهاية (باب: الزاي مع الفاء) 2/304.
(3) صحيح البخاري (كتاب: الأشربة، باب: ترخيص النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الأوعية والظروف بعد النهي) 7/194 رقم الحديث/19.
ورواه أيضا في الموضع نفسه عن مسدّد عن يحيى عن سفيان عن الأعمش به.
(4) صحيح مسلم (كتاب: الأشربة، باب: النهي عن الانتباذ في المزفّت، والدباء، والحنتم، والنقير، وبيان أنه منسوخ، وأنه اليوم حلال، مالم يصر مسكرًا) 3/1578 ورقمه/1994.
(5) في (أ) : (كليهما) ، وما أثبتّه من: (ج) .
(6) تقدمت ترجمته.. . انظر ص/52.
(7) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/492.
(8) هو: ابن موسى القطّان، تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/584.
(9) هو: ابن عبد الحميد.

(2/764)


التَّيْمِيِّ (1) عَنْ أَبي عُثمان النَّهْدِيِّ (2) قَالَ: كُنَّا مَعَ عُتبة بْنِ فَرقَد (3) فَجَاءَ كتابُ عُمَر: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا قَالَ: "لاَ يَلْبَسُ الْحَرِيرَ إِلاَّ مَنْ لَيْسَ لَهُ مِنْهُ شَيْءٌ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ" وَقَاْلَ أَبُو عُثْمَانَ بِإِصْبَعَيْهِ اللَّتَيْنِ تَلِيَانِ (4) الإِبْهَامَ.
قَال: فرأيتُهما أَزْرَارَ الطَّيالِسَةِ (5) حينَ رأيتُ الطَّيالَسَة.
قَالَ الشَّيخ الإِمام أَبو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: "أَخرجه الْبُخَارِيُّ مِنْ حَدِيثِ يَحْيى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانِ، وَمُعْتمر (6) عَنْ سُلَيْمَانَ التّيميّ (7) .
_________
(1) هو: ابن طرخان.
(2) هو: عبد الرّحمن بن ملّ.
(3) ابن يربوع، أبو عبد الله، السلميّ ... له صحبة.
انظر ترجمته في: أسد الغابة (3/463) ت/3551، والإصابة (2/455) ت/5412.
(4) في (أ) : (يليان) بالياء المثناة التحتية، وما أثبتّه من: (ج) .
(5) جمع: طيلسان بفتح الطّاء، واللاّم ضرب من الأكسية.
انظر: تهذيب الأسماء للنّوويّ (3/187) ، ولسان العرب (حرف: السين، فصل: الطاء المهملة) 6/125.
(6) ابن سليمان التّيميّ، أبو محمَّد، البصريّ ... ثقة. روى له: ع. ومات سنة: سبع وثمانين ومائة. انظر: الطّبقات الكبرى لابن سعد (7/290) ، والجرح والتّعديل (8/402) ت/1845، والكاشف (2/279) ت/5546.
(7) صحيح البخاريّ (كتاب: اللّباس، باب: لبس الحرير، وافتراشه للرّجال وقدر ما يجوز منه) 7/274 رقم الحديث/47، 48.
ورواه أيضا في: الموضع نفسه (7/273 ورقمه/45) عن آدم (هو: ابن أبي إياس) عن شعبة عن قتادة،
وَ: (رقم/46) عن أحمد بن يونس عن زهير عن عاصم، كلاهما عن أبي عثمان به، بنحوه.
وَ: (7/275 ورقمه/52) عن عليّ بن الجعد عن شعبة عن أبي ذُبْيَان خليفة بن كعب عن ابن الزبير،
وَ: (رقم/53) عن محمَّد بن بشّار عن عثمان بن عمر عن عليّ بن المبارك عن يحيى بن كثير عن عمران بن حطّان عن ابن عمر، كلاهما عن عمر به، بنحوه.

(2/765)


وأَخرجه مُسْلم عن إِسحاق بْنِ رَاهَوَيْهِ، وَعُثْمان بْنُ أَبي شَيْبة عَنْ جَرِيرٍ (1) ، فكأَنَّ شَيْخَنَا سَمِعَهُ مِنْ مُسْلم".
[78]- أَخبرنا أَبو عُمَر عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ محمَّد بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَهْديّ الْبَزَّازُ (2) : أَخبرنا أَبو عَبْدِ اللَّهِ محمَّد بْنُ مَخْلد العطَّار (3) قَالَ: حدَّثنا محمَّد بْنُ عُثْمان بْنِ كَرَامة (4) قَالَ: ثنا أَبو أُسامة (5) عَنْ هِشَامٍ (6) عَنْ أَبيه عَنِ ابْنِ عُمَر قَالَ: "حَضَرْتُ أَبِي حِيْنَ أُصِيْبَ/ (ج [16/ب] ) ، فَأَثْنَوْا عَلَيْهِ، فَقَالُواْ: جَزَاكَ اللهُ خَيْرًا، فَقَاْلَ: رَاغِبٌ وَرَاهِبٌ (7) .
_________
(1) صحيح مسلم (كتاب: اللّباس والزّينة، باب: تحريم استعمال إناء الذّهب والفضّة على الرّجال والنّساء ... ) 3/1642- 1643.
(2) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/54.
(3) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/540.
(4) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/628.
(5) هو: حمّاد بن أسامة، تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/632.
(6) هو: ابن عروة بن الزّبير.
(7) ذكر ابن بطّال (كما في: الفتح 13/220) أن قوله هذا يحتمل: أنّ الّذين أثنوا عليه إمّا راغب فيما عنده، أو راهب منه.
أو أنّ النّاس منهم من هو راغب في الخلافة، ومنهم من هو راهب منها، فإنْ ولّى الرّاغب فيها خشي أن لاّ يعان عليها، وإن ولّى الرّاهب منها خشي أن لا يقوم بها.
وذكر القاضي عياض (كما في: الفتح 13/220) توجيها آخر، فقال: "هما وصفان لعمر، أي: راغب فيما عند الله، راهب من عقابه، فلا أعول على ثنائكم، وذلك يشغلني عن العناية بالاستخلاف عليكم".

(2/766)


فَقَاْلُواْ: اسْتَخْلِفْ عَلَيْنَا. فَقَاْلَ: أَتَحَمَّلُّ أَمْرَكُمْ حَيا وَمَيِّتَا؟ لَوَدِدْتُ أَنَّ حَظِّيَ مِنْكُم الْكَفَافَ (1) لاَ عَلَيَّ وَلاَ لِي، إِنْ اسْتَخْلِفْ فَقَدِ اسْتَخْلَفَ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي، وَإِنْ أَتْرُكْكُمْ فَقَدْ تَرَكَكمْ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي".
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: فعرفتُ حينَ ذَكَرَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْليما أَنّه غَيْرُ مُسْتخلِف.
قَالَ الشَّيخ الإِمام أَبو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: "هَذَا حديثٌ صحيحٌ مِنْ رِوَايَةِ أَبي عَبْدِ اللَّهِ عُروة بْنِ الزُّبير بْنِ الْعَوَّامِ عَنْ أَبي عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَر بْنِ الْخَطَّابِ.
انْفَرَدَ البخاريُّ بإِخراجه فِي كِتَابِهِ دُونَ مُسْلم، فَرَوَاهُ عَنْ أَبي كُرَيب محمَّد بْنِ العَلاء عَنْ أَبي أُسامة (2) ، فكأَنَّ [شَيْخَنَا] (3) أَبا عُمر [بْنَ
_________
(1) الكفاف: الّذي يفضل عن الشّيء، ويكون بقدر الحاجة إليه. وقيل معناه: ألاّ تنال منّي، ولا أَنال منها، أي: تكفّ عنّي وأكفّ عنها. النّهاية (باب: الكاف مع الفاء) 4/191.
(2) لم أجده في صحيح البخاريّ من طريق أبي كريب عن أبي أسامة، وإنّما هو فيه في: (كتاب: الأحكام، باب: الاستخلاف) 9/145- 146 رقم الحديث/75 عن محمَّد بن يوسف (هو: الفريابيّ) عن سفيان (هو: الثّوريّ) عن هشام به، بنحوه، مختصرًا. ولكنّه من الطّريق الّتي أشار إليها الخطيب رحمه الله تعالى في: صحيح مسلم (كتاب: الإمارة، باب: الاستخلاف وتركه) 3/1454 ورقمه/1823، فعزوه له إلى صحيح البخاريّ من هذه الطّريق لعلّه وَهْمٌ منه رحمه الله.
(3) زيادة من: (ج) .

(2/767)


مْهَدِيٍّ] (1) سَمِعَهُ مِنْهُ".
[79]- أَخبرنا أَبو عُمَرَ بْنُ مَهْديّ (2) قَالَ: حدَّثنا محمَّد بْنُ مَخْلَد (3) قَالَ: حدَّثنا محمَّد بْنُ عُثمان بْنِ كَرَامة (4) قَالَ: حدَّثنا أَبو أُسامة (5) عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ (6) عَنْ أَبيه عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ (7) عَنْ أَسماءَ بِنْتِ أَبي بَكْرٍ قَالَتْ: "صَنَعْتُ سُفرَةً (8) لِرَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيْمَا فِي بَيْتِ أَبِي بَكْرٍ حِيْنَ أَرَادَ أَنْ يُهَاجِرَ إِلَى الْمَدِيْنَةِ فَلَمْ يَجِدْ لِسُفْرَتِهِ وَلاَ سِقَائِهِ مَاْ يَرْبُطُهَا بِهِ. قُلْتُ لأَبِي بَكْرٍ: وَاللهِ مَا أَجِدُ شَيْئَا أَرْبِطُهَا إِلاَّ نِطَاْقِي (9) .
_________
(1) لحق بحاشية: (أ) .
(2) هو: عبد الواحد، تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/54.
(3) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/540.
(4) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/628.
(5) هو: حمّاد بن أسامة، تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/632.
(6) قوله: "ابن عروة" ليس في (ج) .
(7) ابن الزّبير بن العوّام القرشيّة، المدنيّة ... تابعية ثقة، من الثّالثة. روى لها: ع.
انظر: تأريخ الثّقات للعجليّ (ص/523) ت/2109، والثّقات لابن حبّان (5/301) ، والتّقريب (ص/752) ت/8658.
(8) تقدمّ بيان معناها ص/523.
(9) هو: المنطق، وجمعه: مناطق، وهو أن تلبس المرأة ثوبها، ثمّ تشدّ وسطها بشيء، وترفع وسط ثوبها، وترسله على الأسفل عند معاناة الأشغال؛ لئلاّ تعثر في ذيلها. النّهاية (باب: النّون مع الطّاء) 5/75.

(2/768)


قَاْلَتْ: فَشَقَقْتُهُ باثْنَتَيْنِ، فَرَبَطتُّ بِوَاحَدَةٍ السِّقَاءَ، وَبِوَاْحِدَةٍ السُّفْرَةَ، فَلِذَلِكَ سُمِّيْتُ: ذَاْتُ النِّطَاقَيْنِ"./ (ج [17/أ] ) .
قَالَ الشَّيخ الإِمام أَبو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: "وَهَذَا الْحَدِيثُ أَيْضًا (1) انْفَرَدَ البخاريُّ بإِخراجه، فَرَوَاهُ عَنْ أَبي بَكْرِ بْنِ أَبي شَيبة (2) ، وَعُبَيد بن إِسماعيل (3) ، [كلاهما] (4) عَنْ أَبي أُسامة، فكأَنَّ أَبا عُمَر بْنَ مَهْديّ سَمِعَهُ مِنْهُ") .
[80]- أَخبرنا أَبو بَكْرٍ محمَّد بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبان الْهِيتِيُّ (5) قال:
_________
(1) هذا بناء على قوله أنّ البخاريّ يرحمه الله انفرد بالحديث الّذي قبله، وتقدّم ما فيه.
(2) صحيح البخاريّ (كتاب: المناقب، باب: هجرة النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأصحابه إلى المدينة) 5/160 رقم الحديث/388 بنحوه.
(3) القرشيّ، الهبَّاريّ بفتح الهاء والباء المشدّدة، وفي آخرها الرّاء أبو محمَّد، الكوفيّ ... ثقة. روى له: خ. ومات سنة: خمسين ومئتين. انظر: سؤالات الحاكم للدّارقطنيّ (ص/254) ت/428، والتّقريب (ص/376) ت/4359.
وحديثه في الصّحيح في: (كتاب: الجهاد والسّير، باب: حمل الزّاد في الغزو، وقول الله تعالى: {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى} ) 4/134 135 ورقمه/183 بنحوه أيضا. ورواه في: (كتاب: الأطعمة، باب: الخبز المرقّق، والأكل على الخوان والسّفرة) 7/125 ورقمه/15 عن محمَّد (هو: ابن سلام) عن أبي معاوية عن هشام (هو: ابن عروة) عن أبيه وعن وهب بن كيسان عن ابن الزبير (هو: عبد الله) عن أمّه به، بنحوه، في قصّة.
(4) في (أ) : "كليهما"، وما أثبتّه من: (ج) .
(5) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/55.

(2/769)


حدَّثنا أَبو الطَّيِّبِ أَحمد بْنُ إِبراهيم بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ (1) قَالَ: حدَّثنا العبّاس ابن محمَّد (2) قال: حدَّثنا رَوْح بن عُبَادة (3) قال: حدَّثنا هِشَام بْنِ حَسَّانٍ (4) عَنْ محمَّد بن واسع (5) عن محمَّد بن المُنْكَدِر (6) عَنْ أَبي صَالِحٍ (7) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ:
أَنّ النَّبِيَّ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا قَالَ: "مَنْ نَفَّسَ (8) عَنْ أَخِيْهِ كُرْبَةً (9) مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللهُ
_________
(1) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/522.
(2) هو الدّوريّ.
(3) تقدّمت ترجمته أيضاً.. . انظر ص/676.
(4) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/616.
(5) ابن جابر، الأزدي، أبو بكر ويقال: أبو عبد الله البصريّ ... ثقة، مُقِلّ.
روى له: م، د، ت، س. ومات سنة: ثلاث وقيل سبع وعشرين ومائة.
انظر: الطّبقات الكبرى (7/241) ، والكاشف (2/228) ت/5195، والتّقريب (ص/511) ت/6368.
(6) المدنيّ ... ثقة عابد، قليل الحديث. روى له: ع. ومات سنة: ثلاثين أو: إحدى وثلاثين ومائة. انظر: الطّبقات الكبرى (القسم المتمّم لتابعي أهل المدينة ومن بعدهم) ص/188، وتهذيب الكمال (26/503) ت/5632، والكاشف (2/224) ت/5170.
(7) هو: ذكوان بن عبد الله، تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/634.
(8) أي: فَرَّج. النّهاية (باب: النّون مع الفاء) 5/94.
وانظر: شرح السّنّة للبغويّ (1/273) .
(9) الكَرْبُ: الحزن، والغمّ الّذي يأخذ بالنّفس. انظر: لسان العرب (حرف: الباء، فصل: الكاف) 1/711، والقاموس المحيط (باب: الباء، فصل: الكاف) ص/166.

(2/770)


عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الآخِرَ [ةِ] (1) ، وَمَنْ سَتَرَ أَخَاْهُ الْمُسْلِمَ سَتَرَهُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَاللهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيْهِ".
قَالَ الشَّيخ الإِمام أَبو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: "هَذَا حديثٌ غريبٌ مِنْ حَدِيثِ أَبي بَكْرٍ محمَّد بْنِ المُنْكدر بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الهُدَيْر التَّيْمِيِّ عَنْ أَبي صَالِحٍ عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ.
وغريبٌ مِنْ رِوَايَةِ محمَّد بْنِ وَاسِعٍ الأَزديّ عَنِ ابن المنكدر، لاأَعلم رَوَاهُ إِلاَّ رَوْح بْنُ عُبادة عَنْ هِشَام بْنِ حَسَّانٍ عَنْ محمَّد بْنِ وَاسِعٍ (2) .
وَخَالَفَهُ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ (3) ، فَرَوَاهُ عَنْ هِشَامٍ عَنْ محمَّد بْنِ وَاسِعٍ عَنْ أَبي صَالِحٍ عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ، وَلَمْ يَذكر فِيهِ ابْنُ الْمُنْكَدِرِ (4) .
_________
(1) ساقطة من: (أ) ، ومثبتة في: (ج) .
(2) الحديث رواه أيضا من طريق رَوْح: الإمام أحمد في: (المسند 2/514) ، والنّسائيّ في: (السّنن الكبرى 4/308 رقم الحديث/7285) عن أحمد بن الخليل النّيسابوريّ، وأبو علي الصواف في: (حديثه [3/أ] ) ، والدّارقطنيّ في: (العلل 10/187) عن أحمد بن العبّاس البغويّ عن محمَّد بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي المثنّى، كلّهم عنه به.
(3) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/599.
(4) كذلك رواه: الإمام أحمد في: (المسند 2/296) ، والنّسائيّ في: (السّنن الكبرى 4/308 رقم الحديث/7284) عن أحمد بن سليمان الرّهاويّ عن عبد الرّحمن ابن محمَّد بن سلام،
وتمّام في: (الفوائد 2/21 ورقمه/1021) ومن طريقه: ابن عساكر في: تأريخ دمشق (17/298) عن النّعمان بن جميل عن محمَّد بن فضالة عن مؤمّل ابن إهاب،
والخطيب في: (تأريخ بغداد 10/85) عن إبراهيم بن مَخلد المعدّل عن حمزة بن القاسم عن عبد الله بن محمد، كلّهم عن يزيد بن هارون به.

(2/771)


وكذلك رَوَاهُ مَعمر بْنُ رَاشِدٍ (1) وَعلىّ بن المبارك (2) / (ج [17/ب] ) ، وَسلاّم بْنُ أَبي مُطيع (3) ، وَالحمّادان ابن سلمة
_________
(1) رواه عبد الرّزّاق في: (المصنّف 10/227 رقم الحديث/18933، والأمالي ص/29- 30 ورقمه/7) ومن طريقه: الإمام أحمد في: المسند (2/274) وأبو علي الصواف في: (حديثه [3/ب] ) ، والدّارقطنيّ في: (العلل 10/186) عن محمَّد بن إسماعيل الفارسيّ عن الحسن ابن عبد الأعلى الصّنعانيّ، كلاهما عنه به، بنحوه.
(2) الهنائيّ بضمّ الهاء، وتخفيف النّون، ممدود البصريّ ... ثقة، من كبار السابعة. روى له: ع. انظر: العلل ومعرفة الرجال لأحمد (1/414) رقم النّص/883، والجرح والتّعديل (6/203) ت/1118، والتّقريب (ص/404) ت/4787.
أخرج روايته: الدّارقطنيّ في: (العلل 10/185- 186) عن عبد الله بن محمَّد ابن إسحاق عن محمَّد بن سنان القزّاز عن هارون بن إبراهيم عنه به، بنحوه.
(3) واسم أبيه: سعد، وقيل: سعيد الخزاعيّ، أبو سعيد البصريّ ... ثقة في روايته عن قتادة ضعف كما قاله ابن عديّ، وغيره وليس هذا منها. روى له: ع. ومات سنة: أربع وستّين ومائة وقيل بعدها. انظر: العلل للإمام أحمد (1/253- 254 رقم النّص/357) ، (2/42 رقم النّص/1494) ، والكامل لابن عديّ (3/306) ، والتّقريب (ص/261) ت/2711.

(2/772)


(1) وَابن زَيْدٍ (2) ، وَجماعة غَيْرُهُمْ (3) عَنْ محمَّد بْنِ واسِع. وَرواه: جُوَيبر بْنُ سَعِيدٍ (4) عَنْ محمَّد بْنِ واسِع عن أَبي صالح
_________
(1) أخرج روايته: النّسائيّ في: (سننه الكبرى 4/309 ورقمها/7287) ، وابن حبّان في صحيحه (الإحسان 2/292 برقم/534) ، والدّارقطني في: (علله 10/187) ، وابن شاهين في: (التّرغيب 2/417- 418 برقم/548) ، وأبو حفص الكتّانيّ في: (حديثه [7/أ] ) ، والخطيب في: (تأريخه 4/175) ، والشّجريّ في: (أماليه الخميسيّة 2/179، 215) ، وشُهدة في: (فوائدها ص/96 برقم/50) ، والنّسفيّ في: (تأريخه ص/176) كلّهم من طرق عن حمّاد بن سلمة به.
إلاّ أنَّه في فوائد شهده: (عن محمد بن واسع وأبي سوده) ،وفي تأريخ النّسفيّ: (عن محمَّد بن واسع عن رجل عن أبي صالح) .
(2) أخرج روايته النّسائيّ في: (سننه الكبرى 4/308 ورقمه/7286) عن يحيى بن حبيب بن عربيّ،
وابن أبي الدّنيا في: (قضاء الحوائج ص/33- 34 ورقمه/26) عن القاضي أبي القاسم عن أبي علي عن عبد الله بن خالد بن خداش وَعبيد الله بن عمر الجشميّ، كلّهم عن ابن زيد به ...
إلاّ أنّه في إسناد النّسائيّ: (عن محمَّد بن واسع: حدّثني رجل عن أبي صالح) ، وفي إسناد ابن أبي الدّنيا: (ذكر رجل) .
(3) كحزم بن أبي حزم (صدوق يهم، كما في: التّقريب ت/1190) ، روى حديثه: الإمام أحمد في: (المسند 2/500) عن يونس بن محمَّد عنه به، بنحوه.
وَجعفر بن بُرْقان (صدوق يهم في حديث الزُّهريّ، كما في: التّقريب ت/932) روى حديثه: الدّارقطنيّ في: (العلل 10/186) عن عبد الله بن محمَّد بن زياد عن يحيى بن نصر عن يحيى بن سلام عنه به، بنحوه، مختصرًا.
وَالخليل بن مرّة (ضعيف، كما في: التّقريب ت/1757) روى حديثه: الدّارقطنيّ في: (العلل 10/186- 187) عن محمَّد بن عبد الله الشّافعيّ عن الحسن ابن عبد الله بن يزيد عن موسى بن مروان عن بشر بن إسماعيل عنه به، بنحوه أيضا.
(4) الأزديّ، أبو القاسم، الحنفيّ ... ضعيف جدًّا، تركه ابن مهديّ، والنّسائيّ، وغيرهما. روى له: خد قال المزّيّ: على الشّكّ، ق.
ومات ما بين سنة: أربعين إلى خمسين ومائة. انظر: التأريخ الصّغير للبخاريّ (2/107) ، والضّعفاء والمتروكين للنّسائيّ (ص/163) ت/104، والضّعفاء والمتروكين للدّارقطني (ص/171) ت/147، وتهذيب الكمال (5/167) ت/985.

(2/773)


الْحَنَفِيِّ (1) عَنْ أَبي هُريرة (2) . والحديثُ محفوظٌ عَنْ أَبي صالحٍ السَّمَّان عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ وَاسْمُ أَبي صَالِحٍ السّمَّان: ذَكْوَانُ، وَاسْمُ أَبي صالح الحنفيّ: ماهان (3) .
_________
(1) هو: عبد الرّحمن بن قيس الكوفيّ ... ثقة مقلّ، من الثالثة.
روى له: م، د، س. انظر: تأريخ الدّارميّ عن ابن معين (ص/245) ت/955، 956، والكنى لمسلم (1/435) ت/1641، والتأريخ لأبي بكر المقدَّميّ (ص/89) ت/493، والتّقريب (ص/349) ت/3987.
(2) رواه من هذا الوجه: أبو الشَّيخ في: (التّوبيخ والتّنبيه ص/66 ورقمه/111) عن إبراهيم بن محمَّد بن علي عن موسى بن نصر عن أبي زهير، وأبو علي الصواف في: (حديثه [2/ب] ) عن أبي حفص عمر بن أيوب السّقطيّ عن الحسن ابن حمّاد الضبيّ عن عبدة بن سليمان، كلاهما عن جويبر به ...
وأشار إليه الدّارقطنيّ في: (علله 10/181) .
(3) كذلك قال ابن معين (كما في: التأريخ رواية الدّوريّ 2/547) ، وإسحاق بن راهويه (كما في: السّنن الكبرى للنّسائيّ 4/461 عند الحديث ذي الرّقم/9566) ،
وهذا القول قول في تعيينه كما ذكر يعقوب بن سفيان في: (المعرفة 2/799) ، وابن حبّان في: (الثّقات 5/458) ، وابن شاهين في: (تأريخ أسماء الثّقات ص/320 ت/1400) ، وأبو نعيم في: (الحلية 4/364) ، وغيرهم.
ولكنّ تسميته بهذا وهم، والصّواب أنّه عبد الرّحمن بن قيس كما تقدّم نبّه على ذلك البخاريّ في: (التأريخ الكبير 8/67 ت/2183) ، والنّسائيّ في: (السّنن الكبرى 4/461) ، وهو الّذي ارتضاه المزّيّ في: (تهذيب الكمال، انظره: 17/360، 27/169- 170) ، والذّهبيّ في: (الكاشف، انظره: 1/641 ت/3295، 2/237) ، وابن حجر في: (التّهذيب 6/256- 257، 10/23- 24) ، وتقريبه (ص/349 ت/3987، ص/518 ت/6459) ، وغيرهم.
وأمّا ماهان فكنيته كما ذكروه: أبو سالم على الصّحيح وما عدا ذلك فوهم.
وانظر: التأريخ الصغير للبخاريّ (1/228- 229) ، والله تعالى أعلم.

(2/774)


وَقَدْ رُوي الحديثُ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ نَبْهان (1) عَنْ محمَّد بْنِ وَاسِعٍ عَنِ الأَعمش عَنْ ذَكْوَانَ أَبي صَالِحٍ عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ.
وَكَذَلِكَ قِيلَ عَنْ حمَّاد بْنِ سَلَمَةَ عَنْ محمَّد بْنِ وَاسِعٍ (2) .
_________
(1) الجَرْميّ بفتح الجيم، وسكون الرّاء المهملة أبو محمَّد البصريّ ... متروك.
روى له: ت، ق. ومات ما بين سنة: خمسين إلى السّتّين ومائة.
انظر: التأريخ الكبير (2/284) ت/2481،والضّعفاء والمتروكين للنّسائيّ (ص/165) ت/116، والتّهذيب (2/158) .
روى حديثه: الدّارقطنيّ في: (العلل 10/187- 188) عن الحسن بن إبراهيم ابن الحسين عن يوسف بن يعقوب عن عمرو بن مرزوق عنه به.
(2) رواه من هذا الوجه: الطّبرانيّ في: (مكارم الأخلاق ص/72 رقم الحديث/86) عن عبد الله بن الإمام أحمد عن عبد الأعلى النّرسيّ،
وأبو الشَّيخ في: (التّنبيه ص/67 ورقمه/112) عن عبدان عن عبد الواحد بن غياث، كلاهما عن حمّاد بن سلمة به.
إلاّ أنّ في إسناد أبي الشَّيخ: عن محمَّد بن واسع، وأبي سَوْرة (هو: الأنصاريّ) .
وتابع محمدَ بن واسع بمثله عن الأعمش أيضا: أبو أسامة، روى حديثه: الشّجريّ في: (الأمالي الخميسيّة 2/215) بسنده عنه به.
وأبو عوانة، روى حديثه: أبو الشَّيخ في: (التّنبيه ص/67 ورقمه/114) عن عبدان عن شيبان (هو: ابن فرّوخ) عنه به، مختصرًا.
وأبو معاوية، روى حديثه: أبوالشّيخ أيضاً (ص/68 رقم/116) عن محمّد بن يحيى عن أبي كرَيب عنه به، مُخْتصراً.

(2/775)


وَهُوَ صحيحٌ مِنْ حَدِيثِ الأَعمش (1) ".
_________
(1) واختلف عنه، فرواه: فضيل بن عياض (كما في: الحلية لأبي نعيم 8/119) ، وَجرير بن عبد الحميد (كما في: سنن أبي داود 5/234) ، وَحفص بن غياث (كما في: سنن ابن ماجه 2/741، ومسند الإمام أحمد 2/252، ومعجم شيوخ أبي يعلى ص/344) ، وَأبو معاوية (كما في: صحيح مسلم 4/2074) ، وعبد الله بن نمير (كما في: شرح السّنّة للبغويّ 1/272- 273 ورقمه/127، والآداب للبيهقيّ ص/89- 90، والأربعون الصّغرى ص/135 ورقمه/125) ، وَمالك بن سُعَير (كما في: سنن ابن ماجه 2/741) ، وقضاء الحوائج لابن أبي الدّنيا (ص/85 ورقمه/97) ، وَأبو أسامة (كما في: جامع التّرمذيّ 5/179، والأمالي الخميسيّة 2/215) ، وَأبو يحيى الحمّانيّ (كما في: تأريخ بغداد 12/114) ، وَمحاضر بن المورع (كما في: شرح السّنة 1/272- 273 ورقمه/127) تسعتهم عنه عن أبي صالح عن أبي هريرة به.
ورواه أبو عوانة، واختلف عنه، فقيل: عنه عن الأعمش كحديث الجماعة، كذلك رواه: التّرمذيّ في (جامعه 4/26 ورقمه/1425) ، والنّسائيّ في: (سننه الكبرى 4/309 ورقمه/7288) كلاهما عن قتيبة عنه به.
وقيل: عنه عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة، أو عن أبي سعيد، كذلك رواه: النّسائيّ في: (سننه الكبرى 4/309) عن إبراهيم بن يعقوب عن أبي النّعمان عنه به،
وكذلك قال أبو كامل عنه (كما أشار إلى ذلك: الدّارقطنيّ في: العلل 10/184) .
ورواه أسباط بن محمد، واختلف عنه أيضا فقيل: عنه عن الأعمش قال: حدثت عن أبي صالح به، كذلك رواه: أبو داود في: (سننه 5/234- 235 ورقمه/4946) عن واصل بن عبد الأعلى،
والتّرمذيّ في: (جامعه 4/26، 4/287- 288 ورقمه/1930) ، وأشار إليه 5/279- 280) عن عبيد بن أسباط،
والنّسائيّ في: (سننه الكبرى 4/309 ورقمه/7290) عن محمَّد بن إسماعيل الكوفيّ، ثلاثتهم عنه به ... قال التّرمذيّ (4/288) : "هذا حديث حسن، وقد روى أبو عوانة، وغير واحد هذا الحديث عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم نحوه، ولم يذكروا فيه: حُدّثت عن أبي صالح". وكذلك قال عبيدة بن الأسود عن الأعمش (أشار إلى ذلك: الدّارقطنيّ في: العلل 10/185) .
وقيل: عن أسباط عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة، وأبي سعيد الخدريّ جمعهما (أشار إلى ذلك: الدّارقطنيّ أيضا في كتابه المتقدّم 10/184- 185) .
ورواه: إبراهيم بن عثمان عن الأعمش عن الحكم (هو: ابن عُتَيْبَة) عن أبي صالح عن أبي هريرة، مرفوعا ... رواه: الطّبرانيّ في: (معجمه الأوسط 10/111- 112 ورقمه/9237) وقال: "لم يُدْخِل بين الأعمش وأبي صالح: الحكمَ أحدٌ ممّن روى هذا الحديث عن الأعمش إلاّ أبو شيبة، ولا رواه عن أبي شيبة إلاّ القاسم ابن يحيى، تفرّد به مُقدَّم بن محمَّد". اهـ
وأبو شيبة متروك الحديث ...
انظر: التّقريب (ص/92 ت/215) ، والله تعالى أعلم.
والحديث في صحيح مسلم كما سيأتي بعده مباشرة.

(2/776)


[81]- أَخبرنا أَبو عَبْدِ اللَّهِ أَحمد بن محمَّد بن يوسف ابن / (أ [30/ب] ) دُوْست الْبَزَّازُ (1) قَالَ: أَخبرنا أَبو بكر محمَّد بن جعفر
_________
(1) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/50.

(2/777)


المَطِيْريّ (1) قَالَ: حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ حَرْب (2) قَالَ: ثنا أَبو مُعَاوِيَةَ (3) قَالَ: ثنا الأَعمش عَنْ أَبي صَالِحٍ (4) عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْليما: "مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمَا سَتَرَهُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ يَسَّرَ اللهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَاللهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَان الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ الْمُسْلِمَ".
قَالَ الشَّيخ الإِمام أَبو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: "انْفَرَدَ مُسْلمٌ بإِخراجه فِي صَحِيحِهِ، فَرَوَاهُ عَنْ: يَحْيى بْنِ يَحْيى (5) ، وأَبي بكر بن أَبي شَيْبة،/ (ج [18/أ] ) وأَبي كُرَيب محمَّد بْنِ الْعَلَاءِ (6) ، ثَلَاثَتُهُمْ عَنْ أَبي مُعَاوِيَةَ (7) ، فكأَنَّ شَيْخَنَا أَبا عَبْدِ اللَّهِ سَمِعَهُ من
_________
(1) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/506.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/296.
(3) هو: محمَّد بن خازم، تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/519.
(4) هو: ذكوان بن عبد الله، تقدّمت ترجمته أيضا ... انظر ص/634.
(5) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/604.
(6) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/522.
(7) صحيح مسلم (كتاب: الذّكر والدّعاء والتّوبة والاستغفار، باب: فضل الاجتماع على تلاوة القرآن وعلى الذّكر) 4/2074 رقم الحديث/2699 مطوّلاً.
وانظر: (كتاب: البرّ، والصّلة، والآداب، باب: بشارة من ستر الله تعالى عيبه في الدّنيا بأن يستر عليه في الآخرة) 4/2002 رقم الحديث/2590.

(2/778)


مُسْلم".
[82]- أَخبرنا أَبو الْحَسَنِ أَحمد بْنُ محمَّد بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى بْنِ هَارُونَ بْنِ الصَّلت الأَهوازيّ (1) قَالَ: حدَّثنا محمَّد بْنُ جَعْفَرٍ المَطِيْريّ (2) قَالَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ حَرْب (3) قَالَ: ثنا أَبو مُعَاوِيَةَ (4) عَنْ عَاصِمٍ الأَحول (5) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ (6) عَنْ عائِشة قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا إَذا سلَّم من الصّلاة قَالَ: "اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلاَمُ، وَمِنْكَ السَّلاَمُ، تَبَارَكْتَ ذَاْ الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ".
قَالَ الشَّيخ الإِمام أَبو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: "رَوَاهُ مسلمٌ فِي صَحِيحِهِ عَنْ: أَبي بَكْرِ بْنِ أَبي شَيْبة، وَمحمّد بن
_________
(1) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/53.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/506.
(3) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/296.
(4) هو: محمَّد بن خازم، تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/519.
(5) هو: عاصم بن سليمان التّميميّ، مولاهم، أبو عبد الرحمن، البصريّ ...
ثقة حافظ، لم يثبت أنّه تُكُلِّم فيه إلاّ ما كان من تضعيف القطّان له، ولكن لعلّ هذا كان بسبب تولّيه الولايات كما قاله الحافظ يرحمه الله. روى له: ع. ومات سنة: إحدى أو: اثنتين وأربعين ومائة. انظر: الطّبقات الكبرى لابن سعد (7/256، 319) ، والجرح والتّعديل لابن أبي حاتم (6/343) ت/1900، والتّقريب (ص/285) ت/3060.
(6) الأنصاريّ، أبو الوليد، البصريّ ... ثقة، قليل الحديث، من الثّالثة.
روى له: ع.
انظر: الجرح والتّعديل (5/31) ت/138، والكاشف (1/544) ت/2676، والتّقريب (ص/299) ت/3266.

(2/779)


عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمير (1) عَنْ أَبي مُعَاوِيَةَ (2) ، فكأَنَّ شَيْخَنَا أَبا الحسن بن الصّلت سمعه من مُسلم"./ (أ [31/أ] ) .
[83]- أَخبرنا أَبو الْحَسَنِ أَحمد بْنُ محمَّد بْنِ أَحمد بْنِ الصَّلْتِ (3) قال: أَنا أَبو الْعَبَّاسِ أَحمد بْنُ محمَّد بْنِ سَعِيدِ بْنِ عُقدة الهَمْدانيّ (4) قال: حدَّثنا يَحْيى ابن إِسماعيل الجَرِيْريّ (5) قَالَ: حدَّثنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ (6) قَالَ: حَدَّثَنِي عُبيد بْنُ محمَّد بْنِ قَيْسٍ (7) عَنْ أَبِيهِ (8) وَأَبي مَرْيَمَ (9) عن بُريد بْنُ أَبي مَرْيَمَ (10) عَنْ أَبي
_________
(1) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/508.
(2) صحيح مسلم (كتاب: المساجد ومواضع الصّلاة، باب: استحباب الذّكر بعد الصّلاة وبيان صفته) 1/414 رقم الحديث/592.
(3) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/53.
(4) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/571.
(5) بفتح الجيم، والياء المنقوطة باثنتين من تحتها بين الرّائين المهملتين أبو زكريّا، الكوفيّ ... لا يحتجّ به. انظر: سؤالات الحاكم للدّارقطنيّ (ص/159) ت/240، والميزان (6/35) ت/9456.
(6) لم أقف على ترجمة له.
(7) لم أقف على ترجمة له أيضا.
(8) لم أقف على ترجمة له أيضا.
(9) هو: عبد الغفّار بن القاسم الكوفيّ ... قال ابن معين (كما في: التأريخ الصّغير ص/368) : "ليس بشيء".
وقال الإمام أحمد في: (العلل رواية المروذيّ ص/91 ت/135) : "متروك الحديث، وقد كان يرمى بالتّشيّع". وانظر: الجرح والتّعديل (6/54) ت/284، والمجروحين لابن حبّان (2/143) ، وسؤالات البرقانيّ للدّارقطنيّ (ص/46) ت/316
(10) السَّلوليّ، البصريّ ... ثقة.
روى له: بخ، 4. ومات سنة: أربع وأربعين ومائة.
انظر: تأريخ الثّقات للعجليّ (ص/78) ت/141، والجرح والتّعديل (2/426) ت/1693، والتّقريب (ص/121) ت/659.

(2/780)


الحوراءِ (1) السَّعديّ (2) قَالَ: قُلْتُ لِلْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ: بأَبي أَنت، تَحْفَظُ مِنْ حَدِيثِ جَدِّكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْليما؟ قَالَ: بأَبي هُوَ وأُمِّي، كُنْتُ أَصْغَر مِنْ ذَلِكَ، وَلَكِنِّي سَمِعْتُ مِنْهُ كَلِمَاتٍ فوعيتُهنَّ (3) ، سَمِعْتُهُ يَقُولُ: "دَعْ مَا يُرِيْبُكَ إِلَى مَا لاَ يُرِيْبُكَ (4) ، فَإِنَّ الصِّدْقَ طَمَأنِيْنَةٌ، وَالْكَذِبَ رِيْبَةٌ".
وعلَّمني كلمات/ج [18/ب] أَدْعُو بِهِنَّ فِي الْقُنُوتِ: "اللَّهُمَّ اهْدِنِي فِيْمَنْ هَدَيْتَ، وَعَافِنِي فِيْمَنْ عَافَيْتَ، وَتَوَلَّنِي فِيْمَنْ تَوَلَّيْتَ، وَبَارِكْ لِي فِيْمَا آتَيْتَ، وَقِنِي شَرَّ مَا قَضَيْتَ، إِنَّكَ تَقْضَي وَلاَ يُقْضَى عَلَيْكَ، إِنَّهُ لاَ يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ، وَلاَ يَعِزُّ مَنْ عَاْدَيْتَ، تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ".
_________
(1) بمهملتين.
(2) هو: ربيعة بن شيبان البصريّ ... ثقة، من الثّالثة. روى له: 4.
انظر: الكنى لمسلم (1/273) ت/943، والكاشف (1/393) ت/1546، والتّقريب (ص/207) ت/1907.
(3) أي: حفظتهنّ، وفهمتهنّ. النّهاية (باب: الواو مع العين) 5/207.
(4) ويروى أيضا بفتح الياء، والمراد: دع ما تشكّ فيه إلى ما لا تشكّ فيه.
النّهاية (باب: الرّاء مع الياء) 2/286.

(2/781)


قَالَ: وَدَخَلْتُ مَعَهُ بيتَ الصَّدقةِ، فتناولتُ تَمْرَةً، فأَدخل أُصْبُعَهُ فأَخرجها، وَقَالَ: "إِنَّا آلُ مُحَمَّدٍ لاَ تَحِلُّ لَنَا الصَّدَقَةُ".
قَالَ عُبيد: وحدَّثني يُونُسُ بْنُ أَبِي يَعْفُور (1) أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ أَبي لَيْلَى (2) يَرْوِي هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ بُريد.
قَالَ الشَّيخ الإِمام أَبو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: "هَذَا حديثٌ محفوظٌ مِنْ حَدِيثِ أَبي الحَوْراء رَبِيعَةَ بْنِ شَيْبان
_________
(1) بفتح التّحتانيّة، وسكون المهملة، وضمّ الفاء، واسمه: وقدان، وقيل: واقد العبديّ، الكوفيّ ...
ضعفه ابن معين في: (التأريخ رواية الدّوريّ 2/689) ، والإمام أحمد (كما في: التّهذيب 11/452) ، والنّسائيّ في: (الضّعفاء والمتروكين ص/247 ت/621) ، والسّاجيّ (كما في: التّهذيب 11/452) وغيرهم.
وقال أبو زرعة (كما في: الجرح والتّعديل 9/247) : "صدوق"،
وقال العجليّ (كما في: التّهذيب 11/452) : "لا بأس به"، وقال الدّارقطنيّ (كما في سؤالات البرقانيّ له ص/72 ت/565) : "ثقة".
وقال الحافظ في: (التّقريب ص/614 ت/7920) : "صدوق يخطئ كثيرًا، من الثّامنة". وانظر: الضّعفاء للعقيليّ (4/459) ، والمجروحين (3/139) ، والكامل (7/175) .
(2) هو: محمَّد بن عبد الرّحمن الأنصاريّ، أبو عبد الرّحمن، الكوفيّ، القاضي ... صدوق سيّء الحفظ جدًّا. روى له: 4. ومات سنة: ثمان وأربعين ومائة.
انظر: العلل للإمام أحمد (1/369 رقم النّص/708، 1/411 رقم النّص/862) ، والكاشف (2/193) ت/5000، والتّقريب (ص/493) ت/6081.

(2/782)


السَّعديّ عن أَبي محمَّد الْحَسَنِ (1) بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبي طالب، ومن حديث بُريد/أ [21/ب] بْنِ أَبي مَرْيَمَ السَّلُولِيِّ وَاسْمُ أَبيه: مَالِكُ بْنُ رَبِيعَةَ (2) عَنْ أَبي الحوراء.
ورواه عنه (3) هكذا: أَبو إِسحاق السَّبِيعِيُّ (4) ، وَشعبة بْنُ
_________
(1) في (أ) : (عَنْ أَبِي محمَّد بْنِ الْحَسَنِ) ،وما أثبتّه من: (ج) ، وهو الصّواب.
(2) رضي الله عنه صحابيّ، ممّن بايع تحت الشّجرة. انظر ترجمته في: التأريخ الكبير (7/300) ت/1280، والإصابة (3/344) ت/7631، وغيرهما.
(3) أي: عن بريد.
(4) أخرج روايته مطوّلة، ومختصرة وهو صحيح من حديثه: عبد الرّزّاق في: (المصنّف 3/118 رقم/4985) ومن طريقه: الإمام أحمد في: مسنده (1/200) والطّبرانيّ في: (معجمه الكبير (3/75 ورقمه/2706) عن هاشم بن مرثد الطّبرانيّ عن أبي صالح الفرّاء،
وأبو أحمد الحاكم في: (فوائده [10/4 أ] ) عن ابن المستنير عن عليّ بن بكّار، كلاهما (الفرّاء، وابن بكّار) عن أبي إسحاق الفزاريّ، كلاهما (عبد الرّزّاق، والفزاريّ) عن سفيان الثّوريّ،
ورواه: ابن ماجه في: (سننه 1/372- 373 ورقمه/1178) ، والدّارميّ في: (سننه 1/452 ورقمه/1592، 1593) من طريق عبيد الله بن موسى عن إسرائيل، وَيحيى بن حسّان،
وأبو داود في: (سننه 1/133- 134 ورقمه/1425) عن أحمد بن جواس،
والتّرمذيّ في: (جامعه 2/328- 329 ورقمه/464) ومن طريقه: البغويّ في: شرح السّنّة (3/128 ورقمه/640) والنّسائيّ في: (سننه 3/248 ورقمه/1745) ، وَ (سننه الكبرى 1/451 ورقمه/1442) كلاهما عن قتيبة،
والطّبرانيّ في: (معجمه الكبير 3/74- 75 ورقمه/2705) عن الحسن ابن المتوكّل عن عفّان بن مسلم، كلّهم عن أبي الأحوص،
ورواه الطّبرانيّ أيضا في: (معجمه الكبير 3/73 74 ورقمه/2702) عن أبي مسلم الكشّيّ عن الحكم بن مروان، والبيهقيّ في: (سننه الكبرى 2/209) من حديث عبيد الله بن موسى، كلاهما عن إسرائيل،
ورواه أبو داود في: (سننه أيضا 1/134 ورقمه/1426) عن عبد الله النفيليّ، والطّبرانيّ في: (معجمه الكبير 3/74 ورقمه/2704) عن محمَّد بن عمرو الحرّانيّ عن أبيه، وابن خيرون في: (فوائده [16/أ] ) عن أبي الحسين محمَّد بن الحسن الأهوازيّ عن محمَّد بن إسحاق الأهوازيّ عن أحمد بن محمَّد القرشيّ عن عمرو بن مرزوق، ثلاثتهم عن زهير،
ورواه ابن البختريّ في: فوائده [5/أ] ، وابن أبي شيبة في: مصنّفه (2/300 رقم/1) ومن طريقه: أبو يعلى في: مسنده (12/136ورقمه/6765) والطّبرانيّ في: (الكبير 3/74 رقم/2703) عن محمَّد بن عبد الله الحضرميّ عن شريك،
ورواه الطّبرانيّ أيضا في: (الكبير 3/73 رقم/2701) عن أحمد بن إسحاق،
والحاكم في: (مستدركه 3/172) من حديث عبيد الله بن عبد الواحد، والفضل بن محمد، أربعتهم عن سعيد بن أبي مريم عن محمَّد بن جعفر عن موسى بن عقبة، تسعتهم عن أبي إسحاق به.
قال التّرمذيّ: "هذا حديث حسن، لا نعرفه إلاّ من هذا الوجه من حديث أبي الحوراء السّعديّ ... ولا نعرف عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في الوتر شيئا أحسن من هذا".

(2/783)


الْحَجَّاجِ (1) ، وَيونس بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ (2) ،
_________
(1) أخرج روايته مطوّلة، ومختصرة وهو صحيح من حديثه أيضا: الإمام أحمد في: (مسنده 1/200) عن يحيى بن سعيد ومن طريقه: ابن الجوزيّ في: علله (2/817- 818 رقم/1368) ، وابن عساكر في: تأريخه (4/486) ،
ورواه الإمام أحمد أيضا في: (مسنده 1/200) ومن طريقه: ابن عساكر في: تأريخه (4/486) والتّرمذيّ في: (جامعه 4/576- 577 ورقمه/2518) عن بندار، كلاهما عن محمَّد بن جعفر،
ورواه الطّيالسيّ أبو داود في: (مسنده ص/163) عنه ومن طريقه: أبو نعيم في: (ذكر أخبار أصبهان 1/44 45) ، والبيهقيّ في: (سننه الكبرى 5/335) ،
ورواه التّرمذيّ في: (جامعه 4/576- 577 ورقمه/2518) عن أبي موسى الأنصاريّ،
والنّسائيّ في: (سننه الكبرى 3/239 ورقمه/5220) ومن طريقه: البغويّ في: شرح السّنة (8/17 ورقمه/2032) عن محمَّد بن أبان، والأبهريّ في: (فوائده [11/ب 12/أ] ) ، والطّيوريّ في: (فوائده [7/177أ] ) من طريق محمَّد بن الحسين الأشنانيّ عن أبي كريب، ثلاثتهم عن عبد الله بن إدريس،
ورواه الطّبرانيّ في: (الكبير 3/76 ورقمه/2710) عن أحمد بن القاسم الجوهريّ،
والحاكم في: (مستدركه 2/13) عن أحمد بن كامل عن عبد الملك بن محمد، كلاهما عن عفّان إلاّ أنّ عبد الملك قال: عن عفّان، وسعيد بن عامر
ورواه الطّبرانيّ أيضا في: (الكبير 3/75 ورقمه/2707) عن محمَّد بن محمَّد التّمّار عن عمرو بن مرزوق، ثمانيتهم عنه به.
(2) السّبيعيّ، الكوفيّ ... صدوق يهم قليلاً.
روى له: ر، م، 4. ومات سنة: تسع وتسعين ومائة.
انظر: الجرح والتّعديل (9/243) ت/1024، والتّقريب (ص/613) ت/7899.
أخرج روايته: الإمام أحمد في: (مسنده 1/199) ، وابن أبي خيثمة في: (تأريخه [2/115أ] ) عن الفضل بن دُكين، والطبرانيّ في: (الكبير 3/77 ورقمه/2712) عن عبد الله بن محمَّد بن النّعمان عن سفيان بن وكيع، ثلاثتهم عن وكيع عنه به، بنحوه، مختصرًا، وهو صحيح من حديثه.

(2/784)


وَالحسن بْنُ عُمَارة (1) ، وَالْعَلَاءُ بْنُ صَالِحٍ (2) .
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ هُرْمُزَ الأَعرج عَنْ بُريد،
وَتَفَرَّدَ بِهِ عَنِ الْأَعْرَجِ: عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ جريج المكيّ (3) ".
_________
(1) هو: أبو محمَّد البجليّ ... متروك. روى له: ت، ق. ومات سنة: ثلاث وخمسين ومائة. انظر: الميزان (2/36) ت/1918، والتّقريب (ص/162) ت/1264.
أخرج روايته: عبد الرّزّاق في: (مصنّفه 3/117- 118 رقم/4984) ومن طريقه: الطّبرانيّ في: (الكبير 3/76 رقم الحديث/2711) عنه به، بنحوه.
(2) التّيميّ، الكوفيّ ... صدوق له أوهام، من السّابعة. وروى له: د، ت، س.
انظر: التّهذيب (8/184) ، والتّقريب (ص/435) ت/5242.
أخرج روايته: الإمام أحمد في: (مسنده 1/200) ، والطّبرانيّ في: (الكبير 3/78 رقم الحديث/2714) عن محمَّد بن عبد الله الحضرميّ عن طاهر بن أبي أحمد الزّبيريّ، كلاهما عن أبي أحمد الزّبيريّ،
والبيهقيّ في: (سننه الكبرى 2/209) بسنده عن محمَّد بن بشر العبديّ، كلاهما عنه به، بنحوه، مختصرًا، وهذه رواية حسنة بمتابعاتها.
(3) لم أجده عن الحسن بن عليّ من هذه الطّريق.
ووجدّته من طريق ابن جريج عن الأعرج عن ابن عباس، ومحمد بن عليّ (هو: ابن الحنفيّة) ... أخرجه البيهقيّ في: (السّنن الكبرى 2/210) عن أبي الوليد حسّان بن محمَّد: ثنا أبو بكر محمَّد بن محمَّد بن سليمان: ثنا هشام بن خالد الأزرق: ثنا الوليد بن مسلم: ثنا ابن جريج، فذكره ...
ورواه أيضا عن الفاكهيّ: ثنا أبو يحيى عبد الله بن أحمد بن زكريّا: أخبرني أبي: أبنا عبد المجيد (يعني: ابن عبد العزيز بن أبي روّاد) عن ابن جريج به ...
وهذه رواية مُدلّسة ... البلاء فيها من ابن جريج، فقد رواه عبد الرّزّاق في: (مصنّفه 3/108 رقم/4957) عن ابن جريج قال: أخبرني من سمع ابن عبّاس، ومحمد بن عليّ يقولان: ... فذكره، مرفوعا.

(2/786)


[84]- أَخبرنا الْقَاضِي أَبو الْحُسَيْنِ محمَّد بْنُ أَحمد بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْمَحَامِلِيُّ (1) قَالَ: حدَّثنا محمَّد بْنُ يَحْيَى بْنِ عُمر بْنِ عليّ ابن حَرْب الطَّائيّ (2) قَالَ: حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ حَرْب (3) قَالَ: حدَّثنا سُفْيان عَنِ الزُّهريِّ عَنْ سَعِيدٍ (4) عَنْ أَبي هُريرة عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْليما قَالَ: "يَنْزِلُ ابْنُ/ (ج [19/أ] ) مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ حَكَما (5) مُقْسِطا (6) ، يَكْسِرُ الصَّلِيْبَ، وَيَقْتُلُ الْخِنْزِيْرَ، وَيَضَعُ الْجِزْيَةَ (7) ،
_________
(1) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/50.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/511.
(3) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/296.
(4) هو: ابن المسيِّب.
(5) أي: حاكما، والمعنى: أنّه ينزل حاكما بهذه الشّريعة، لا بشريعة ناسخة لها فإنّها باقية لا تنسخ، بل يكون حاكما من حكّام هذه الأمّة.
انظر: شرح مسلم للنوويّ (2/190) ، والفتح (6/567) .
(6) أي: عادلاً. انظر: معجم المقاييس في اللّغة (باب: القاف وَالسّين وَما يثلّثهما) ص/887، والنّهاية: (باب: القاف مع السّين) 4/60.
(7) اختلف أهل العلم في المراد من وضع الجزية هنا على عدّة أقوال، أصَحُّها وأَصوبها: أنَّ الدِّين يصير واحدًا، ومن بذل الجزية من الكفّار لم يُكَفَّ عنه بها، بل لا يقبل إلاّ الإسلام، أو القتل.
ومعنى وضع عيسى الجزية مع أَنّها مشروعة في هذه الشّريعة: أَنّ مشروعيتها، وحكمها ليس بمستمرّ إلى يوم القيامة بل هو مقيّد بما قبل عيسى عليه السّلام، كما دلّ عليه الخبر، وليس عيسى بناسخ لهذا الحكم بل نبيّنا صلّى الله عليه وسلّم هو المبيّن للنّسخ بقوله هذا. انظر: شرح مسلم للنّوويّ (2/190) ، والفتح (6/567) .

(2/787)


وَيَفِيْضُ (1) الْمَالُ حَتَّى لاَ يَقْبَلَهُ أَحَدٌ".
قَالَ الشَّيخ الإِمام أَبو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: "اتَّفَقَ البخاريُّ، ومُسْلم عَلَى إِخراجه، فَرَوَاهُ البخاريُّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ (2) .
وَرَوَاهُ مُسْلم عَنْ عَبْدِ الأَعلى بْنِ حَمَّادٍ (3) ، وَأَبي بَكْرِ بْنِ أَبي شَيْبة،
_________
(1) أي: يكثر. النّهاية (باب: الفاء مع الياء) 3/484.
(2) صحيح البخاريّ (كتاب: المظالم والغصب، باب: كسر الصّليب، وقتل الخنزير) 3/272 رقم الحديث/49 بنحوه.
ورواه أيضا في: (كتاب: الأنبياء، باب: نزول عيسى بن مريم عليهما السّلام) 4/324 ورقمه/244 عن إسحاق (هو: ابن راهويه) عن يعقوب ابن إبراهيم عن أبيه عن صالح،
وفي: (كتاب: البيوع، باب: قتل الخنزير) 4/168 ورقمه/165 عن قتيبة بن سعيد عن اللّيث، كلاهما عن ابن شهاب به، بنحوه.
ورواه أيضا في الموضع المتقدّم نفسه من كتاب الأنبياء (ورقمه/245) عن ابن بكير عن اللّيث عن يونس (هو: ابن يزيد) عن ابن شهاب عن نافع مولى أبي قتادة عن أبي هريرة به، ببعضه، مختصرًا.
(3) الباهليّ، مولاهم، أبو يحيى، البصريّ، المعروف بالنَّرْسِيّ ... لا بأس به.
روى له: خ، م، د، س. توفّي سنة: سبع أو: ستّ وثلاثين ومئتين.
انظر: الكاشف، وحاشيته لسبط ابن العجميّ (1/610) ت/3076، والتّقريب (ص/331) ت/3730.

(2/788)


وَزُهَير بْنُ حَرْب عَنْ سُفْيان بْنِ عُيَينة (1) ، فكأَنَّ شَيْخَنَا أَبا الْحُسَيْنِ بْنَ الْمَحَامِلِيِّ سَمِعَهُ مِنَ الْبُخَارِيِّ، ومُسْلم".
[85]- أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ محمَّد بْنُ أَحْمَدَ بْنِ محمَّد بْنِ رَزْقويه الْبَزَّازُ (2) قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ أَيُّوبَ العبَّادانيّ (3) قَالَ: حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ حَرْب (4) قَالَ: حدَّثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ (5) قَالَ: حدَّثنا [الْأَعْمَشُ] (6) عَنْ عَبْدِ الله/ (أ [32/أ] ) بْنِ مُرّة (7) عَنْ أَبِي الأَحْوَص (8) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ (9) قَالَ: قَالَ النَّبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْليما:
_________
(1) صحيح مسلم (كتاب: الإيمان، باب: نزول عيسى بن مريم حاكما بشريعة نبيّنا محمَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) 1/135- 136.
(2) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/56.
(3) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/602.
(4) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/296.
(5) هو: محمَّد بن خازم، تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/519.
(6) لحق بحاشيبة: (أ) .
(7) الهَمْدَانيّ، الكوفيّ ... ثقة. روى له: ع. ومات سنة: مائة.
انظر: الطّبقات الكبرى (6/290) ، والجرح والتّعديل (5/165) ت/763، والكاشف (1/596) ت/2975.
(8) هو: عوف بن مالك الجشميّ بضمّ الجيم، وفتح المعجمة الكوفيّ.. ثقة، من الثّالثة. روى له: بخ، م، 4. انظر: تأريخ بغداد (12/290) ، والكاشف (2/101) ت/4312، والتّقريب (ص/433) ت/5218.
(9) هو: ابن مسعود رضي الله عنه.

(2/789)


"لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيْلاً (1) لاَتَّخَذْتُ أَبَاْ بَكْرٍ خَلِيْلاً".
قَالَ الشَّيخ الإِمام أَبو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: "انْفَرَدَ مُسْلمٌ بإِخراجه، فَرَوَاهُ عَنْ أَبي بَكْرِ بْنِ أَبي شَيْبة عَنِ أَبي مُعَاوِيَةَ، وَوكيع عَنِ الْأَعْمَشِ (2) ، فكأَنَّ أَبا الْحَسَنِ بْنَ رَزْقويه سَمِعَهُ مِنْ مُسْلم".
[86]- أَخبرنا أَبو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ عُمَر بْنِ بُرْهَان الْغَزَّالُ (3) قَالَ: حدَّثنا عُثْمَانُ بْنُ أَحمد بْنِ عَبْدِ الله الدّقّاق (4) قال: حدَّثنا محمَّد ابن غَالِبِ بْنِ حَرْب الضَّبِّيُّ (5) قَالَ: حدَّثنا أَبو هَمَّامٍ محمَّد بْنُ مُحَبَّب الدّلاَل (6) قَالَ: حدَّثنا سُفيان الثّوريّ عَنْ سُهيل بْنِ أَبي صَالِحٍ (7) عن
_________
(1) أي: صديقا ... مأخوذ من: (الخُلَّة) بالضّمَ: الصَّداقة، والمحبّة الّتي تخلّلت القلب، فصارت خلاله أي: باطنه. انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (2/247) ، والنّهاية (باب: الخاء مع اللاّم) 2/72.
(2) صحيح مسلم (كتاب: فضائل الصّحابة، باب: من فضائل أبي بكر الصّدّيق رضي الله عنه) 4/1856.
(3) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/58.
(4) في (أ) : "الغَزَّال"، وما أثبتّه من: (ج) ، وهو الموجود في مصادر ترجمته، وتقدمت ترجمته.. . انظر ص/560.
(5) تقدّمت ترجمته ايضاً.. . انظر ص/556.
(6) القرشيّ، البصريّ ... ثقة. روى له: د، س، ق. ومات سنة: إحدى وعشرين ومئتين. انظر: الجرح والتّعديل (8/96) ت/414، والكاشف (2/214) ت/5135، والتّهذيب (9/427) .
(7) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/645.

(2/790)


الأَعْمَش عَنْ أَبي صَالِحٍ (1) عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم تَسْليما قَالَ: "مَنْ بَاْتَ وَفِي يَدِهِ غَمَرٌ (2) فَأَصَابَهُ شَيْءٌ فَلاَ يَلُوْمَنَّ إِلاَّ/ (ج [19/ب] ) نَفْسَهُ".
قَالَ الشَّيخ الإِمام أَبو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: "هَذَا حديثٌ غريبٌ مِنْ حَدِيثِ سُلَيْمَانَ بْنِ مِهْرَانَ الأَعمش عَنْ أَبي صَالِحٍ ذَكْوَان، وَمِنْ حَدِيثِ سُهيل بْنِ أَبي صَالِحٍ عَنِ الأَعمش (3) ، تَفَرَّدَ بِرِوَايَتِهِ سفيان الثّوريّ عنه (4) .
_________
(1) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/634.
(2) بالتّحريك: الدّسم، والزّهومة في اللّحم.
النّهاية (باب: الغين مع الميم) 3/385.
(3) تابع سهيلاً في روايته لهذا الحديث عن الأعمش: منصورُ بن أبي الأسود، أخرج روايته: التّرمذيّ في: (جامعه 4/255 رقم الحديث/1860) ، والحاكم في: (مستدركه 4/137) عن أبي العبّاس محمَّد بن يعقوب، كلاهما عن أبي بكر الصّغّانيّ عن محمَّد بن جعفر المدائنيّ عنه به ...
قال التّرمذيّ: "هذا حديث حسن غريب لا نعرفه من حديث الأعمش إلاّ من هذا الوجه" اهـ.
فلعلّ الحديث إنّما عرف عن الأعمش من طريق منصور (وهو: صدوق، كما في: التّقريب ص/546 ت/6896) ، وكوفي كالأعمش، لذلك ذكر الخطيب هنا أنّ طريق سهيل بن أبي صالح غريبة، وهو يريد بذلك الغرابة النّسبيّة لا شك؛ لأنّ سهيلاً مدنيّ لا كوفيّ (كما تقدم ص/677) والله تعالى أعلم.
(4) لم يتفرّد الثّوريّ بروايته عن سهيل، بل تابعه اثنان:
الأوّل: زهير بن معاوية ... أخرج روايته: أبو داود في سننه (4/188 رقم/3852) ومن طريقه: البيهقيّ في سننه الكبرى (7/276) عن أحمد ابن يونس،
وأحمد في: (المسند 2/263، 537) ، عن أبي كامل (هو: الجحدريّ) ، وهاشم (هو: ابن القاسم) كلّهم عنه به ...
وهذا الإسناد صحيح على شرط مسلم كما قاله الحافظ في: (الفتح 9/492) .
والآخر: عبد العزيز بن المختار ... أخرج روايته: ابن ماجه في: (سننه 2/1096 ورقمه/3297) عن محمَّد بن عبد الملك بن أبي الشَّوارب عنه به ...
وهذا إسناد حسن، ابن أبي الشوارب صدوق (كما تقدّم ص/743) والله تعالى أعلم.

(2/791)


وَلَا أَعلم رَوَاهُ عَنِ الثَّوْرِيِّ إِلاَّ أبوهمّام الدّلاّل البصريّ (1) ،
_________
(1) الحديث من طريق أبي همّام رواه أيضا: ابن الأعرابيّ في: (معجمه 1/283 ورقمه/220، 1/292 ورقمه/232، 1/317 ورقمه/272) عن محمَّد بن صالح،
وتمّام في: (فوائده 1/103 ورقمه/228) عن خيثمة بن سليمان،
وأبو نعيم في: (الحلية 7/144) عن أحمد بن القاسم بن الرّيّان، وعن أبي محمَّد بن حيّان عن عبدان، ثلاثتهم (خيثمة، وابن الرّيّان، وابن حيّان) عن محمَّد بن حرب، كلاهما (محمَّد بن صالح، وابن حرب) عن أبي همّام به ...
قال أبو نعيم: "غريب من حديث الثّوريّ، تفرّد به عنه أبو همّام".
هذا، وتابع أبا صالح في روايته عن أبي هريرة اثنان:
أوّلهما: سعيد بن المسيّب ... روى حديثه: الإمام أحمد في: (المسند 2/344) ، والبيهقيّ في: (السّنن الكبرى 7/276) كلاهما من طريق عفّان بن مسلم عن وهيب (هو: ابن خالد البصريّ) عن معمر عن الزُّهريّ عنه به، بنحوه ...
ولكن لعلّ هذا ممّا حدّث به معمر في البصرة، وقد ذكر أهل العلم أنّ ما حدّث به معمر في البصرة ففيه أغاليط (انظر: الجرح والتّعديل 8/257 ت/1165، والتّقريب ص/541 ت/6809) .
والآخر: سعيد بن أبي سعيد المقبريّ ... أخرج روايته: التّرمذيّ في (الجامع 4/254- 255 ورقمه/1859) ، والبغويّ في: (مسند ابن الجعد 2/1013 ورقمه/2938) ، وابن عديّ في: (الكامل 7/148) ، والحاكم في: (المستدرك 4/119، 137) كلّهم من طرق عن يعقوب بن الوليد المدنيّ عن ابن أبي ذئب عنه به ...
قال التّرمذيّ: "هذا حديث غريب من هذا الوجه، وقد روي من حديث سهيل ابن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم".
وقال الحاكم: "صحيح على شرط الشّيخين"، وتعقبه الذّهبيّ في التّلخيص، فقال: "بل موضوع؛ فإنّ يعقوب كذّبه النّاس" اهـ، وهو كما قال (انظر: الميزان 6/129 ت/9829) .
هذا، وما أشار إليه التّرمذيّ رحمه الله في كلامه المتقدّم من حديث سهيل عن أبيه عن أبي هريرة جاء من أربعة طرق عن سهيل ... فقد رواه: البخاريّ في: (الأدب المفرد ص/405 ورقمه/1225) عن موسى (هو: ابن إسماعيل) عن حمّاد بن سلمة، والدّارميّ في: (السّنن 2/142 ورقمه/2063) عن عمرو بن عون عن خالد (هو: ابن عبد الله الواسطيّ) ،
والبغويّ في: (مسند ابن الجعد 2/961 ورقمه/2768) عن زهير،
وابن عديّ في: (الكامل 4/179) عن أبي يعلى عن علي بن الجعد عن عبد الله بن جعفر، أربعتهم عن سهيل به ...
وهذا صحيح، ولا يتعارض مع رواية من تقدّم ذكرهم عن سهيل عن الأعمش عن أبي صالح، فلعلّ سهيلاً سمعه أوّلاً عن أبيه بواسطة، ثمّ أخذه عنه، وحدّث به على الوجهين والله تعالى أعلم.
والحديث حسّنه جماعة منهم: التّرمذيّ كما تقدّم والبغويّ في: (شرح السّنّة 11/317) ، والمنذريّ في: (الترغيب والتّرهيب 3/154) .
وحكم بصحّته الحافظ في: الفتح (كما تقدّم ص/827) ، والألبانيّ في: (صحيح الأدب المفرد ص/474) ، وهو كما قالا.

(2/792)


وَهو: محمَّد بْنُ مُحَبَّب بِفَتْحِ الحاء المبهمة، وببائين [كل] (1) واحد مِنْهُمَا مُعَجَّمَةٌ بِنُقْطَةٍ.
وَلَهُ نظيرٌ فِي الصُّورة هُوَ: محمَّد بْنُ مُجِيب الصَّائِغُ الْكُوفِيُّ (2) بِكَسْرِ الْجِيمِ، وياءٍ معجمة بِاثْنَتَيْنِ مِنْ تَحْتِهَا، يَتْلُوهَا باءٌ مَنْقُوطَةٌ بِوَاحِدَةٍ حَدّث عَنْ: جَعْفر بْنِ محمَّد بْنِ عَلِيٍّ (3) ، ولَيْث بْنِ أَبِي سُليم (4) .
رَوَى عَنْهُ:/ (أ [32/ب] ) عيسى بن مُسْلم الأَحْمَر (5) ، وَمحمد بْنُ إِسْحَاقَ الْبَلْخِيُّ (6) ، وَمحمَّد بْنُ عبد الله الأَرُزِّي (7) ، وَيزيد بن مروان الخلاّل (8) ".
_________
(1) لحق بحاشية: (أ) .
(2) الثّقفيّ، سكن بغداد ... متروك.
انظر: التأريخ لابن معين رواية: الدّوريّ (2/537) ، وتأريخ بغداد (3/297) ت/1385، والتّقريب (ص/505) ت/6266.
(3) المعروف بالصّادق، تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/549550.
(4) ابن زُنَيْم، القرشيّ، أبو بكر، الكوفيّ ... له ترجمة في: الطّبقات الكبرى لابن سعد (6/349) ، وتهذيب التّهذيب (8/465) .
(5) الصّفّار ... له ترجمة في: الضّعفاء للعقيليّ (3/394) ، وتأريخ بغداد (11/160) ت/5853، والميزان (4/243) ت/6606.
(6) اللّؤلؤيّ، أبو عبد الله، السّهميّ ... له ترجمة في: الكامل (6/279) ، وتأريخ بغداد (1/234) ت/52، ولسان الميزان (5/66) ت/218.
(7) بفتح الألف، وضمّ الرّاء، وكسر الزّاي، وتشديدها وبعضهم يقول: (الرُّزِّيّ) بحذف الهمزة أبو جعفر، البغداديّ ويقال: البصريّ ...
له ترجمة في: الأنساب (1/111) ، والمعجم المشتمل (ص/253) ت/878، وتهذيب الكمال (25/575) ت/5382.
(8) شيخ من أهل بغداد، روى عنه العراقيّون ...
له ترجمة في: تأريخ الدّارميّ عن ابن معين (ص/235) ت/5382، والجرح والتّعديل (9/291) ت/1246، والمجروحين (3/105) .

(2/794)


[87]- قال: أَخبرنا أَبو سَهْلٍ مَحْمُودُ بْنُ عُمَر بْنِ جَعْفَرٍ العُكْبَريّ (1) قَالَ: حدَّثنا أَبو صَالِحٍ سَهْل بْنُ إِسماعيل بْنِ سَهْل الطَّرسْوسيّ (2) قَالَ: حدَّثنا أَبو عُقَيْلٍ أَنس بْنُ سَلْم بن الحسن الخولانيّ (3) بأَنْطَرْطُوس (4) مِنْ سَاحِلِ حِمْصَ (5) قَالَ: حدَّثنا عُبَيْد بن رزين (6)
_________
(1) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/58.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/696.
(3) بفتح الخاء المعجمة، وسكون الواو، وفي آخرها النّون وفي (أ) : (الحلوانيّ) بالحاء المهملة، واللاّم قبل الواو وهو خطأ، وما أثبتّه من: (ج) ، وهو الصّواب الموجود في مصادر ترجمته.
وهو أنطرسوسيّ سكن دمشق، ترجم له ابن عساكر في: (تأريخ دمشق 3/140) ، والذّهبيّ في: (تأريخ الإسلام 281- 290 هـ ص/129) وذكر أنّه روى عنه أيضا: عليّ بن أبي يعقوب، وابن عديّ، وأبو بكر بن الأعرابيّ، وخلق.
ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلاً.
(4) بفتح الألف، وسكون النّون، وفتح الطّاء، وسكون الرّاء، وضمّ طاء أخرى، بعدها الواو، وفي آخرها السّين بلد من سواحل بحر الشّأم، وهي آخر أعمال دمشق من البلاد السّاحليّة، وأوّل أعمال حمص.
انظر: الأنساب (1/222) ، ومعجم البلدان (1/270) .
(5) بالكسر، ثمّ سكون، والصّاد مهملة البلد المشهورة بالشّأم، بين دمشق، وحلب ... انظر: معجم ما استعجم (2/468) ، ومعجم البلدان (2/302) .
(6) الألهانيّ، أبو عبيدة، اللاّذقيّ ... ذكره الذّهبيّ في: (ذيل ديوان الضّعفاء والمتروكين ص/46 ت/254) ، وقال: "مجهول".
وقال الهيثميّ في: (مجمع الزّوائد 1/128) وقد ذكرحديثه هذا: "فيه عبيد بن رزين، ولم أر من ذكره"! وما أثبتّه أعلاه من كنيته، ونسبته مستفاد من بعض المصادر الّتي أُورد فيها سند الحديث.

(2/795)


قَالَ: حدَّثنا إِسماعيل بْنُ عَيَّاشٍ (1) عَنْ محمَّد بْنِ زِيَادٍ الأَلهانيّ (2) عَنْ أَبي أُمامة الْبَاهِلِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْليما: "مَنْ عَلَّمَ عَبْدًا آيَةً مِنْ كتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ فَهُوَ مَوْلاَهُ، لاَ يَنْبَغِي أَنْ يَخْذُلَهُ (3) ، وَلاَ يَسْتَأْثِرَ عَلَيْهِ (4) ، فَإِنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَصَمَ عُرْوَةً مِنْ عُرَى الإِسْلاَمِ".
قَالَ الشَّيخ الإِمام أَبو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: "هَذَا حديثٌ غريبٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي سُفْيَانَ محمَّد بْنِ زِيَادٍ الْأَلْهَانِيِّ الْحِمْصِيِّ عَنْ أَبِي أُمامة.
وغريبٌ مِنْ رِوَايَةِ أَبِي عُتْبة إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيّاش الْعَنَسِيِّ عَنْ محمَّد بْنِ زِيَادٍ. تَفَرَّدَ بِرِوَايَتِهِ: عُبيد بن رزين عنه.
_________
(1) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/566.
(2) الحمصيّ ... ثقة، من الرّابعة. روى له: خ، د، ت، س، ق.
انظر: سؤالات ابن أبي شيبة (ص/151) ت/208، والمعرفة والتأريخ (2/456) ، والتّقريب (ص/479) ت/5889.
(3) أي: يترك إغاثته، ونصرته.
انظر: النّهاية (باب: الخاء مع الدّال) 2/16.
(4) أي: يتفضّل، ويتفرّد بالشّيء فيخصّ به نفسه دونه.
انظر: النّهاية (باب: الألف مع الثّاء) 1/22، ولسان العرب (حرف: الرّاء، فصل: الألف) 4/8.

(2/796)


وَوَقَعَ إِلَيْنَا بِعُلُوٍّ مِنْ رِوَايَةِ (1) / (ج [20/أ] ) أنس بن سَلْم (2) ".
_________
(1) في (ج) : "من حديث".
(2) الحديث من طريق أنس بن سلم رواه: ابن عديّ في: (الكامل 1/296) ومن طريقه: ابن الجوزيّ في: العلل (1/116) رقم الحديث/157 والطّبرانيّ في: (المعجم الكبير 8/112 ورقمه/7528) ،وفي: (مسند الشّاميّين 2/7 ورقمه/818) ومن طريقه: الشّجريّ في: الأمالي الخميسيّة (1/84) وعبد الوهّاب بن الحسن الكلابيّ في: (حديثه [6/أ] ) ، بعضهم بمثله، وبعضهم بنحوه.
قال ابن عديّ: "وهذا الحديث يتفرّد به عبيد بن رزين هذا عن إسماعيل بن عيّاش"، وقال: "هذا الحديث رواه غير عبيد بن رزين عن ابن عيّاش بإسناد مرسل، وأوصله عبيد بن رزين".
وقال ابن الجوزيّ: "هذا حديث لا يصحّ" وهو كما قال، فيه: إسماعيل بن عيّاش، مختلف فيه، كبر فساء حفظه، وكثر خطؤه، ووهمه، وصار يلقّن فيتلقّن، ومع ذلك فقد تفرّد به (انظر: التّهذيب 1/321) ، والرّاوي عنه عبيد بن رزين مجهول كما تقدّم ص/831 وكذا فيه: أنس بن سلم لا يعرف حاله.
هذا، وقد توبع أنس بن السّلم في روايته عن عبيد بن رزين، تابعه: أحمد بن النّعمان بن أبي حمّاد ... أخرج روايته: السّهميّ في: (تأريخ جرجان ص/505) بسند فيه بالإضافة إلى إسماعيل بن عيّاش، وعبيد بن رزين: هبة العزيز، ترجم لها السّهميّ في: (تأريخه ص/505 ت/1027) ولم يذكر فيها جرحا، ولا تعديلاً، وأحمد بن النّعمان لم أقف له على ترجمة، وفيه رجل يقال له: أبو عمرو الحمصيّ، لم أعرفه.
وتابعه أيضا: يوسف بن بحر، وعبد الصّمد بن عبد الوهّاب ... أخرج حديثهما أبو الحسن بن المقرئ في: (حديثه [1/أب] ) ... ويوسف ضعيف له مناكير (انظر: الميزان 6/136 ت/9859) ، وعبد الصّمد لم أقف له على ترجمة.
هذا، والحديث بالإضافة إلى ما تقدّم مخالف لإجماع المسلمين، فإِنَّ من علّم غيره لا يصير به مالكا (انظر: الفتاوى لابن تيميّة 18/345) ، وقال عنه ابن تيميّة في: (أحاديث القصّاص ص/96- 97 رقم/45) : "هذا كذب، ليس في شيء من كتب أهل العلم".
وتبعه السّيوطيّ في: (ذيل اللآلئ 203) ، والسّمهوديّ في: (الغمّاز على اللّماز ص/221 ورقمه/301) ، وممّن مال إلى القول بوضعه أيضا: ابن عرّاق في: (تنزيه الشّريعة 1/284 ورقمه/119) ، والفتّنيّ في: (تذكرة الموضوعات ص/18) ، والعجلونيّ في: (كشف الخفاء 2/265 ورقمه/2543) ، والشّوكانيّ في: (الفوائد المجموعة ص/254 ورقمه/880) ، وأورده ملاّ علىّ قارئ في كتابيه: (الأسرار المرفوعة ص/354 ورقمه/510) ، وَ (المصنوع في معرفة الحديث الموضوع ص/190 ورقمه/351) .

(2/797)


[88]- قَالَ أَخبرنا أَبو محمَّد عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيى بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ السُّكّريّ (1) قَالَ: أَخبرنا إِسماعيل بْنُ محمَّد الصَّفَّارُ (2) قَالَ: حدَّثنا أَحمد ابن مَنْصور الرَّماديّ (3) قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: أَخبرنا مَعْمر عَنِ الزُّهريّ عَنْ سَالِمٍ (4) عَنِ ابْنِ عُمر عَنْ عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ (5) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلّم تسليما:/ (أ [33/أ] ) "إِذَا رَأَى أَحَدُكُمُ الْجَنَازَةَ فَلْيَقُمْ حَتَّى تُخَلِّفَهُ (6) أَوْ تُوْضَعَ".
_________
(1) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/63.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/245.
(3) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/586.
(4) هو: ابن عبد الله بن عمر.
(5) العَنْزيّ بسكون النّون صحابيّ، ممّن شهد بدرًا ... انظر: أسد الغابة (3/17) ت/2691، والإصابة (2/249) ت/4381.
(6) بضمّ التّاء، وفتح المعجمة، وتشديد اللاّم المكسورة، بعدها فاء أي: تتقدّمه، وتتركه وراءها، غائبا عنها، ونسبة ذلك إليها من سبيل المجاز؛ لأنّ المراد: حاملها. انظر: شرح مسلم للنّوويّ (7/29) ، والفتح (3/212) .

(2/798)


قَالَ الشَّيخ الْإِمَامُ أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: "اتَّفَقَ الشَّيْخَانِ عَلَى إِخْرَاجِهِ فِي كِتَابَيْهِمَا، فَأَخْرَجَاهُ جَمِيعًا مِنْ حَدِيثِ سُفْيَانَ بْنِ عُيْيَنَةَ عَنِ الزُّهريّ (1) . وَانْفَرَدَ مُسْلم بِرِوَايَتِهِ عَنْ محمَّد ابن رَافِعٍ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ (2) ، فكأَنَّ السُّكَّرِيَّ سَمِعَهُ مِنْهُ".
[89]- أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ محمَّد بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشران المُعدِّل (3) قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ محمَّد المِصْريّ (4) قَالَ: حدَّثنا محمَّد بْنُ زَيْدَانَ بْنِ سُويد (5) قَالَ: ثنا سَلاّم بْنُ سُلَيْمَانَ أبو العبّاس
_________
(1) أمّا البخاريّ فرواه في: (كتاب: الجنائز، باب: القيام للجنازة) 2/181 رقم الحديث/65 بنحوه.
ورواه مسلم في: (كتاب: الجنائز، باب: القيام للجنازة) 2/659 رقم الحديث/958 بنحوه أيضا.
(2) صحيح مسلم، الموضع المتقدّم نفسه (2/660) .
وللحديث طريق أخرى رواها البخاريّ في: (باب: متى يقعد إذا قام للجنازة) من كتاب الجنائز (2/181- 182) رقم الحديث/66 عَنْ قُتَيْبَةَ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ اللّيث عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ به، بنحوه.
(3) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/58.
(4) البغداديّ الواعظ، اشتهر بالمصريّ لإقامته مدّة بمصر ... ثقة. مات سنة: ثمان وثلاثين وثلاثمائة. انظر: الفهرست للنّديم (ص/263) ، وتأريخ بغداد (12/75) ت/6483، والبداية والنّهاية (11/222) .
(5) البجليّ، الكوفيّ ... ترجم له الذّهبيّ في: (تأريخ الإسلام 281- 290هـ ص/260) وقال: "وحدّث بمصر"، ولم يذكر فيه جرحا، ولاتعديلاً.

(2/799)


الدِّمَشْقِيُّ (1) قَالَ: حدَّثنا شُعْبَةُ بْنُ الحجّاح عَنْ زَيْدٍ العَمِّيّ (2) عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ النَّاجيّ (3) عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْليما: "مَعَكَ يَا عَلِيُّ [يَوْمَ الْقِيَامَةِ] (4) عَصَا مِنْ عُصِيِّ الْجَنَّةِ تَذُوْدُ بِهَا النَّاسَ عَنْ حَوْضِي".
قَالَ الشَّيخ الْإِمَامُ أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: "هَذَا حديثٌ غريبٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي الصِّدِّيقِ بَكْر بْنِ عَمرو النَّاجِيِّ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ سَعْد بْنِ مَالِكٍ الْخُدْرِيِّ، وَمِنْ حَدِيثِ أَبِي الْحَوَارِيِّ زَيْدِ بْنِ الْحَوَارِيِّ العَمْيّ عن أبي الصّدّيق،/ (ج [20/ب] ) ومن حديث أبي بِسْطَام
_________
(1) الثّقفيّ، مولاهم، الضّرير ... ضعيف. روى له: ق. ومات بعد سنة: عشر ومئتين. انظر: الجرح والتّعديل (4/259) ت/1120، والضّعفاء للعقيليّ (2/161) ، والكامل (3/309) ، والتّقريب (ص/261) ت/2704، وقانون الموضوعات للفتّنيّ (ص/259) .
(2) بفتح العين المهملة، وتشديد الميم البصريّ، القاضي ... اتّهمه ابن حبّان، والجمهور على ضعفه. روى له: 4.
انظر: من كلام يحيى بن معين في الرّجال رواية الدّقّاق (ص/40) ، وسؤالات ابن أبي شيبة لابن المدينيّ (ص/54) ت/15، والمجروحين لابن حبّان (1/309) ، والكشف الحثيث لبرهان الدّين الحلبيّ (ص/122) ت/300.
(3) هو: بكر بن عمرو وقيل: ابن قيس البصريّ ... ثقة. روى له: ع.
ومات سنة: ثمان ومائة. انظر: التأريخ لابن معين رواية الدّوريّ (2/62) ، والكاشف (1/274) ت/632، والتّقريب (ص/127) ت/747.
(4) لحق بحاشية: (أ) .

(2/800)


شُعْبَةَ بْنِ الْحَجَّاجِ العَتكيّ عَنْ زَيْد الْعَمِّيِّ، تَفَرَّدَ بِرِوَايَتِهِ عَنْهُ سَلاّم بْنُ سُلَيْمَانَ أَبُو الْعَبَّاسِ المدائنيّ (1) ساكن دمشق".
_________
(1) في (أ) : (المدينيّ) ، وما أثبتّه من: (ج) ، وهو الصّواب.
والحديث من طريقه رواه أيضا: العقيليّ في: (الضّعفاء 2/161) ومن طريقه: ابن الجوزيّ في: العلل (1/248 249 ورقمه/398) ، والطّبرانيّ في: (المعجم الصّغير ص/361 ورقمه/992) كلاهما عن محمَّد بن زيدان عنه به ...
قال العقيليّ: "ليس له أصل من حديث شعبة، ولا من حديث ثقة".
وقال الطّبرانيّ: "لم يروه عن شعبة إلاّ سلاّم بن سليمان".
وقال ابن الجوزيّ: "هذا حديث لا يصحّ عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ".
وهو كما قال يرحمه الله لا يصحّ، مداره على ابن زيدان وهو مجهول، وكذا شيخه ضعيف، وراويه عن أبي الصّدّيق زيد العميّ اتّهمه ابن حبّان، وأورده برهان الدّين الحلبيّ في كتابه في الوضّاعين، والجمهور على ضعفه (انظر تراجمهم ص/835-836) .
وللحديث طريقان عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، أحدهما من حديث عليّ رضي الله عنه والآخر من حديث ابن عبّاس رضي الله عنهما ...
أمّا حديث عليّ فله عنه ثلاثة طرق:
الأولى: رواها العقيليّ في: (الضّعفاء 2/22) ومن طريقه: ابن الجوزيّ في: العلل (1/245- 246 ورقمه/393) عن إبراهيم بن عبد الله الفارسيّ عن محمَّد بن يحيى بن الضّريس عن خلف بن المبارك عن شريك عن أبي إسحاق عن الحارث عنه به ... قال العقيليّ: "ليس له من حديث أبي إسحاق أصل، ولا من حديث شريك ... ".
وقال ابن الجوزيّ: "وفيه: الحارث الأعور، قال الشعبي وابن المدينيّ: كذّاب"، وهو كما قالا، وكذّبه غيرهما (انظر ص/633) هذا بالإضافة إلى أنّه غال في التّشيّع، وضرب يحيى، وعبد الرّحمن على نحوٍ من أربعين حديثا من حديثه عن عليّ رضي الله عنه (انظر: الضّعفاء للعقيليَ 1/208- 210، والمجروحين لابن حِبَّان 1/222) .
وفي الإسناد أيضا عنعنة أبي إسحاق السّبيعيّ، عدّه الحافظ في الثّالثة من مراتب المدلّسين (انظر: طبقات المدلّسين له ص/42 ت/91) ، ولم يصرّح بالسّماع، ولم يسمع في جملة ما روى عن الحارث إلاّ أربعة أحاديث كما أخبر به عن نفسه وكان يحيى بن سعيد لا يحدّث من حديث الحارث إلاّ ما قال فيه أبو إسحاق سمعت الحارث (انظر: تهذيب الكمال 5/248، 22/111) .
الثّانية: رواها الطّبرانيّ في: (المعجم الأوسط 6/71- 72 رقم الحديث/5149) عن محمَّد بن نصر بن حميد عن محمَّد بن قدامة الجوهريّ عن الأحوص بن جوّاب عن أبي مريم عن عبد الله بن عطاء عن أبي حرب الدّيليّ عن عبد الله بن إجارة عن عليّ به بنحوه ...
وقال: "لم يرو هذا الحديث عن عبد الله بن عطاء إلاّ أبو مريم، تفرّد به محمَّد بن قدامة عن أبي الجواب".
وفي سنده: شيخ الطّبرانيّ محمَّد بن نصر، قال الهيثميّ في: (مجمع الزّوائد 1/138) : "لم أر من ذكره".
وابن قدامة الجوهريّ قال فيه ابن معين: "ليس بشيء"، وقال أبو داود: "ضعيف، لم أكتب عنه شيئا قط" ... انظر: الميزان (5/140) ت/8083.
الثالثة: رواها الطّبرانيّ في: (المعجم الأوسط أيضا 8/330 رقم الحديث/7671) عن محمَّد بن موسى عن الحسن بن كثير عن سلمي بن عقبة الحنفيّ عن عكرمة بن عمّار عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة عنه به، بنحوه، في حديث فيه طول ...
وقال: "لم يرو هذا الحديث عن يحيى بن أبي كثير إلاّ عكرمة بن عمّار، ولا رواه عن عكرمة إلاّ سلمي بن عقبة، تفرّد به الحسن بن كثير".
وسلمي بن عقبة لم أقف له على ترجمة، وعكرمة بن عمّار يغلط، وفي حديثه عن ابن أبي كثير اضطّراب (انظر: التّقريب ص/396 ت/4672) ، هذا بالإضافة إلى عدم تصريحه بالسّماع، وهو مدلّس من الثّالثة (انظر: طبقات المدلّسين للحافظ ص/42 ت/88) .
وأمّا حديث ابن عبّاس رضي الله عنهما فروي من عدّة طرق مدارها على ابن جريج ...
فالأولى: رواها أبو عمر محمَّد بن عبد الواحد (المعروف بغلام ثعلب) في: (حديثه [4/أ- ب] ) ، وأبو بكر الشّافعيّ في: (فوائده [1/14- أ] ) ، كلاهما من طريق أصبغ بن الفرج عن اليسع بن محمَّد عن أبي سليمان الأيليّ عنه عن عمروبن دينار عن ابن عبّاس به، مرفوعا، في حديث فيه طول ...
إلاّ أنّ غلام ثعلب قال:.. عن السّري بن محمَّد، والصّحيح الأوّل.
وفي سند الشّافعيّ: أبو بكر محمَّد بن عثمان بن أبي شيبة كذّبه عبد الله بن الإمام أحمد، وابن خراش، وغيرهما، وذكر ابن عديّ، والحافظ ابن حجر أنّهما لم يريا له حديثا منكرًا ... (انظر: الكامل 6/295، ولسان الميزان 5/280- 281) .
وفيه أيضا: الحسن بن صالح، والنّرسيّ، وَأبو سليمان الأيليّ لم أقف على ترجمة لهم،
واليسع بن محمَّد هو: القرشيّ، قال الأزديّ (كما في: الضّعفاء والمتروكين لابن الجوزيّ 2/214 ت/3812) : "منكر الحديث".
والثّانية: رواها أبو بكر أيضا [1/14ب- 15أ] وأشار إليها ابن الجوزيّ في: الموضوعات (1/403) عن أبي منصور النّهروانيّ عن الرّبيع بن سليمان عن أصبغ بن الفرج عن سليمان بن عبد الأعلى الأيليّ عنه عن عطاء عن ابن عبّاس به ...
وفيها: النّهروانيّ أبو منصور، ضعّفه الدّارقطنيّ (كما في: سؤالات الحاكم له ص/181 ت/105) ، وأسقط منه اليسع المذكور في الإسناد الأوّل، وحَرَّف اسمَ راويه عن ابن جريج، ولعلّه المتقدّم في الأولى.
الثّالثة: رواها الحكيم التّرمذيّ في نوادره (كما في: اللآلئ 1/386) عن الفضل بن محمَّد عن الحسين بن أيوب الدّمشقيّ عن عبد الله بن صالح المصريّ عن سليم بن عبد الله الأيليّ عنه عن عطاء به ...
وفيها: الفضل بن محمَّد، وهو: البيهقيّ، الشّعرانيّ، تكلّموا فيه، وكان غاليا في التّشيّع (انظر: الجرح والتّعديل 7/69، ولسان الميزان 4/447) ، والحسين بن أيّوب لعلّه: التّغلبيّ، مجهول (كما في: الجرح والتّعديل 3/47) ، وعبد الله بن صالح هو: كاتب اللّيث، صدوق كثير الغلط، وفيه غفلة، أدخلت عليه أشياء من غير حديثه فرواها (انظر: تهذيب الكمال 15/98، والتقريب ص/308 ت/3388) ، وسليم بن عبد الله الأيليّ الّذي يظهر أنّه الأيليّ المتقدّم، حرّفوا اسمه.
الرّابعة: رواها ابن حبّان في: المجروحين (1/116- 117) وأشار إليها ابن الجوزيّ في: الموضوعات (1/403) من حديث إبراهيم بن عبد الله المصّيصيّ عن حجّاج بن محمَّد عنه عن ابن دينار به ... إلاّ أنّه جعل ما فيه لعليّ لعثمان، وبالعكس ...
وإبراهيم بن عبد الله يسرق الحديث، ويسوّيه، ويروي عن الثّقات ما ليس من حديثهم (كما في: المجروحين 1/116) ، ويمان بن سعيد ذكره ابن حبّان في: (الثّقات 9/292) ، وقال: "ربّما خالف".
وذكره الدّارقطنيّ (ص/407 ت/609) ، وابن الجوزيّ (2/218 ت/3838) ، وغيرهما في الضّعفاء والمتروكين.
وفي سند ابن عساكر من لم أقف على ترجمته والله تعالى أعلم.
الخامسة: رواها أبو بكر أيضا [1/15- أ] ، وابن حبّان في: (المجروحين 1/145 146) ، وأشار إليها ابن الجوزيّ في: الموضوعات (1/403) من طريق أحمد بن الحسين ويقال: الحسن رسول نفسه عن وكيع عن الثّوريّ عن ابن جريج به ...
وفيها: أحمد بن الحسين، قال فيه ابن حبّان في: (المجروحين 1/145) : "يضع الحديث على الثّقات، لا يحلّ ذكره في الكتب إلاّ على سبيل القدح فيه".
بالإضافة إلى عدم تصريح ابن جريج فيه، ولا في غيره من الأسانيد المتقدّمة بالسّماع، وهو مدلّس من (الثّالثة) كما عند الحافظ في: (طبقات المدلّسين ص/41 ت/83) .
وممّا سبق يتبيّن أنّ الحديث لا يثبت من حديث أبي سعيد، ولا غيره من جميع طرقه عنهم، وقد قال عنه ابن حبّان في: (المجروحين 1/146) : "موضوع لا أصل له"، وأورده جماعة ممّن ألّف في الموضوعات كابن الجوزيّ في: (الموضوعات 1/403) ، وابن عرّاق في تنزيه الشّريعة في الفصل الأوّل من باب مناقب الخلفاء الأربعة (1/369) ، والسّيوطيّ في: (اللآلئ المصنوعة 1/384- 386) ، والفتّنيّ في: (معرفة التّذكرة ص/94) ، والشّوكانيّ في: (الفوائد المجموعة ص/334) ، وغيرهم.

(2/801)


[90]- أَخبرنا أَبو الحسَين عَلِيُّ بْنُ محمَّد بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُعَدَّلُ (1) قال: أَخبرنا إَسماعيل/ (أ [33/ب] ) بْنُ محمَّد الصَّفَّارُ (2) قَالَ: حدَّثنا عبد الكريم ابن الهَيْثم (3) قَالَ: حدَّثنا أَبو الْيَمَانِ الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ (4) قَالَ: حدَّثنا شُعَيْب بْنُ أَبي حَمْزة (5) عَنِ الزُّهريّ قَالَ: حَدَّثَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمر قَالَ: وَجَدَ عُمَرُ بن الخطّاب [رضي الله عنه] (6) حُلَّة (7) مِنْ إِسْتَبَرَقٍ (8) تُبَاعُ فِي السُّوقِ، فأَخذها، فأَتى بِهَا رسولَ الله
_________
(1) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/62.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/245.
(3) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/537.
(4) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/534.
(5) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/537.
(6) زيادة من: (ج) .
(7) قال أبو عبيد في: (غريب الحديث 1/228) : "الحلّة: إزار وَرداء، لا تسمّى حلّة حتّى تكون ثوبين"، زاد ابن الأثير في: النّهاية (باب: الحاء مع اللاّم) 1/432: "من جنس واحد".
وقال الخطّابيّ في: (غريب الحديث 1/498) : " ... ولا تكون حلّة إلاّ وهي جديدة تحلّ من طيّها فتلبس"، وانظره: (2/101) .
(8) الاستبرق: الغليظ من الدّيباج. غريب الحديث لأبي عبيد (4/242) .
والدّيباج فارسيّ معرّب: ضرب من الثّياب سدّاه، ولُحمته حرير.
انظر: النّهاية (باب: الدّال مع الباء) 2/97، والمعجم الوسيط (مادة: دبج) ص/268.

(2/805)


صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اِبْتَعْ هَذِهِ فَتَجَمَّلَ بِهَا لِلْعِيدَ، وَالْوُفُودِ. فَقَالَ رَسُولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم: "إِنَّمَا هَذِهِ لِبَاْسُ مَنْ لاَ خَلاَقَ لَهُ".
ثُمَّ لبِث عُمَر مَا شاءَ اللَّهُ أَنْ يَلْبَثَ، فأَرسل إِلَيْهِ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحُلّة مِنْ دِيبَاجٍ، فأَقبل بِهَا عُمر حتّى أَتى بِهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا، فَقَالَ: يَا رسولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّمتسليما، قُلْتَ: "إِنَّمَا هَذِهِ لِبَاْسُ مَنْ لاَ خَلاَقَ لَهُ" ثُمَّ أَرسلتَ بِهَذِهِ الجُبّة (1) ؟ فَقَالَ لَهُ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "تَبِيْعُهَا وَتُصِيْبُ مِنْهَا (2) حَاْجَتَكَ".
قَالَ الشَّيخ الإِمام أَبو بكر الخطيب:
_________
(1) ضرب من مقطّعات الثّياب، واسعة الكُمّين، مشقوقة المقدَّم، تلبس فوق الثّياب. وهي حُلَّة من ديباج كما تقدّم في الحديث.
انظر: لسان العرب (حرف: الباء، فصل: الجيم) 1/249،والمعجم الوسيط (مادّة: جبب) ص/104.
(2) في (ج) : "بها".

(2/806)


"انْفَرَدَ البخاريُّ بإِخراجه فِي صَحِيحِهِ، فَرَوَاهُ عَنْ أَبي الْيَمَانِ" (1) .
[91]- حدَّثنا أَبو أَحمد عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ محمَّد بْنِ أَحمد الفرضيَ (2) قَالَ: حدَّثنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسماعيل الْمَحَامِلِيُّ (3) قال: حدَّثنا الفَضْل [بن
_________
(1) صحيح البخاريّ (كتاب: العيدين، باب: في العيدين والتّجمّل له) 2/54 رقم الحديث/1.
ورواه أيضا في: (كتاب: البيوع، باب: التّجارة فيما يكره) 3/133 ورقمه/56 عن آدم عن شعبة عن أبي بكر بن حفص،
وفي: (كتاب: الأدب، باب: من تجمّل للوفود) 8/41 ورقمه/106 عن عبد الله بن محمَّد عن عبد الصّمد (هو: ابن عبد الوارث بن سَعيد) عن أبيه عن يحيى بن أبي إسحاق،
وفي: (كتاب: الجهاد والسّير، باب: التجمّل للوفود) 4/162- 163 ورقمه/252 عن ابن بكير عن اللّيث عن عقيل عن الزُّهريّ، ثلاثتهم عن سالم،
ورواه في: (كتاب: الجمعة، باب: يلبس أحسن ما يجد) 2/31 ورقمه/11 عن عبد الله بن يوسف، وفي: (كتاب: الهبة، باب: هديّة ما يكره لبسها) 3/322 ورقمه/44 عن عبد الله بن مسلمة، كلاهما عن مالك،
ورواه في: (كتاب: اللّباس، باب: الحرير للنّساء) 7/277 ورقمه/59 عن موسى بن إسماعيل عن جويريّة، كلاهما (مالك، وجويريّة) عن نافع،
ورواه في: (كتاب: الهبة، باب: الهديّة للمشركين) 3/325 ورقمه/51 عن خالد بن مخلد عن سليمان بن بلال، وفي: (كتاب: الأدب، باب: صلة الأخ المشرك) 8/7 ورقمه/11 عن موسى بن إسماعيل عن عبد العزيز بن مسلم، كلاهما عن عبد الله ابن دينار، ثلاثتهم (سالم، وَنافع، وَابن دينار) عن ابن عمر به، بنحوه.
(2) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/48.
(3) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/492.

(2/807)


سَهْل] (1) قَالَ: حدَّثنا الأَسود بْنُ عَامِرٍ (2) قال:/ج [21/أ] حدَّثنا شُعْبة عَنْ مُوسَى بْنِ أَنس (3) عَنْ أَنس بْنِ مَالِكٍ: "أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيْما قَنَتَ شَهْرًا يَدْعُو عَلَى رِعْلٍ (4) ، وَذَكْوَانَ (5) ، وَعُصَيَّةَ (6) عَصَتِ اللهَ وَرَسُوْلَهُ".
_________
(1) زيادة من: (ج) ... وهو: أبو العبّاس البغداديّ ... صدوق.
روى له: خ، م، د، ت، س. ومات سنة: خمس وخمسين ومئتين.
انظر: الجرح والتّعديل (7/63) ت/359، وتأريخ بغداد (12/364) ت/6800، والكاشف وحاشيته (2/122) ت/4465، والتّقريب (ص/446) ت/5403.
(2) أبو عبد الرّحمن الشاميّ، نزيل بغداد ... ثقة. روى له: ع. ومات سنة: ثمان ومئتين. انظر: تأريخ الدّارميّ عن ابن معين (ص/131) ت/415، وبحر الدّم (ص/74) ت/89، والكاشف (1/251) ت/422.
(3) الأنصاريّ، القاضي ... ثقة، قليل الحديث، من الرّابعة. روى له: ع.
انظر: الطّبقات الكبرى لابن سعد (7/192) ، وتأريخ الثّقات للعجليّ (ص/443) ت/1653، والتّقريب (ص/549) ت/6945.
(4) بكسر الرّاء، وسكون العين المهملة، وفي آخرها اللاّم حيّ من سُليم، وهم بنو: رعل بن مالك بن عوف بن مالك بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم.
انظر: الإنباه على قبائل الرّواة لابن عبد البرّ (ص/85) ، وجمهرة أنساب العرب لابن حزم (ص/262، 468) ، والأنساب (3/76) .
(5) بفتح الذّال المعجمة، وسكون الكاف، وفتح الواو، بعدها الألف، وفي آخرها النّون وهم بنو: ذكوان بن رفاعة بن الحارث بن حُييّ بن الحارث بن بهثة ابن سُليم أيضا. انظر: الإنباه (ص/85) ، والجمهرة (ص/263، 468) والأنساب (3/10، 76) .
(6) بضمّ العين، وفتح الصّاد المهملتين، بعدها ياء مثنّاة تحتيّة مشدّدة، وفي آخرها الهاء بطن من بطون امرئ القيس بن بهثة بن سليم أيضا.
وقيل: إن عصيّة هذه الّتي في بني سُليم هي عصيّة بن مَعِيص من بني عامر بن لؤيّ ابن غالب. انظر: الإنباه (ص/85- 86) ، والجمهرة (ص/170، 172، 261، 468) .
وإنّما قنت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يدعو على هذه البطون من سُليم لقتلهم أهل بئر معونة، سنة: أربع من الهجرة، في شهر صفر (انظر: ص/940) .

(2/808)


قال/أ [34/أ] الشَّيخ الإِمام أَبو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: "هَذَا حديثٌ صحيحٌ غريبٌ مِنْ حَدِيثِ مُوسَى بْنِ أَنس بْنِ مَالِكٍ عَنْ أَبيه، وَمِنْ حَدِيثِ شُعْبَةُ عَنْ مُوسَى بْنِ أَنس، تَفَرَّدَ بِرِوَايَتِهِ الأَسود بْنُ عَامِرٍ الْمَعْرُوفُ بِشَاذَانَ (1) عَنْهُ.
وَرَوَاهُ مُسْلمٌ فِي صَحِيحِهِ عَنْ عَمرو بْنِ محمَّد النَّاقِدِ (2) عَنِ الأَسود بْنِ عَامِرٍ، فكأَنَّ شَيْخَنَا أَبا أَحمد سَمِعَهُ مِنْ مُسْلم".
[92]- حدَّثنا أَبو أَحمد الْفَرَضِيُّ (3) قَالَ: حدَّثنا محمَّد بْنُ جَعْفر المَطِيْريّ (4) قَالَ: حدَّثنا بِشْر بْنُ مَطَر (5) قَالَ: حدَّثنا سُفيان عَنِ الزُّهريّ عَنْ سَعِيدٍ (6) عَنْ أَبي هُريرة أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
_________
(1) انظر: كشف النّقاب لابن الجوزيّ (1/277) ت/830.
(2) صحيح مسلم (كتاب: المساجد وَمواضع الصّلاة، باب: استحباب القنوت في جميع الصّلاة إذا نزلت بالمسلمين نازلة) 1/469.
(3) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/48.
(4) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/508.
(5) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/684.
(6) هو: ابن المسيِّب.

(2/809)


"صَلاَةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ صَلاَةٍ فِيْمَا سِوَاْهُ إِلاَّ المَسْجِدَ الحَرَامَ (1) ".
قَالَ الشَّيخ الإِمام أَبو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: "وَهَذَا الْحَدِيثُ أَيضا رَوَاهُ مُسْلم فِي صَحِيحِهِ عَنْ عَمرو النَّاقِدِ، وَزهيرِ بْنُ حَرْب عَنْ سُفيان بْنِ عُيَيْنَةَ (2) ، فكأَنَّ شَيْخَنَا أَبا أَحمد سَمِعَهُ مِنْهُ".
[93]- أَخبرنا أَبو محمَّد عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ [اللَّهِ] (3) بْنِ يَحْيَى الْبَيِّعُ (4) قَالَ: حدَّثنا الْقَاضِي أَبو عَبْدِ اللَّهِ الحُسين بْنُ إِسماعيل الْمَحَامِلِيُّ (5) قَالَ: حدَّثنا يُوسف/ج [21/ب] بْنُ مُوسَى الْقَطَّانُ (6) قَالَ: حدَّثنا جَرير (7) عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ (8) عَنْ جابر بن سَمُرة قال:
_________
(1) جاء في حديث ميمونة رضي الله عنها عند مسلم في صحيحه (2/1014 رقم الحديث/1396) أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم قال: "صَلاةٌ فيهِ [أي: في مسجده] أفضَلُ مِن ألفِ صَلاةٍ فيمَا سِوَاه مِن المسَاجدِ إلاّ مسجد الكعبة".
(2) صحيح مسلم (كتاب: الحج، باب: فضل الصّلاة بمسجدي مكّة والمدينة) 2/1012 رقم الحديث/1394.
(3) زيادة من: (ج) .
(4) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/52.
(5) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/492.
(6) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/584.
(7) هو: ابن عبد الحميد.
(8) ابن عمير القرشيّ، أبو عمرو ويقال: أبو عمر الكوفيّ ...
وثّقه ابن معين (كما في: هدي السّاري ص/443) ، والعجليّ في: (تأريخ الثّقات ص/311 ت/1035) ، ويعقوب بن سفيان في: (المعرفة 2/660) ، والنّسائيّ (كما في: هدي السّاري ص/443) ، وابن نمير (كما في: تهذيب التّهذيب 6/413) ، والذّهبيّ في: (الميزان 3/374) وغيرهم..
وضعّفه بعضهم كابن معين في رواية عنه والإمام أحمد، وأبي حاتم (كما في: الجرح والتّعديل 5/361 ت/1700) لما اعتراه من تغيّر في حفظه، وتخليط في حديثه لمّا كبر سنه؛ فقد عاش: مائة وثلاث سنين أو أكثر.
وقال الحافظ في: (التّقريب ص/364 ت/4200) : "ثقة، فصيح، عالم، تغيّر حفظه، وربّما دلّس". روى له: ع. ومات سنة: ستّ وثلاثين ومائة.

(2/810)


خَطَبَ النَّاسَ عمرُ بنُ الْخَطَّابِ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ بِالْجَابِيَةِ (1) فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا قَامَ فِي [مِثْلِ] (2) مَقَامِي هَذَا، فَقَالَ: "أَحْسِنُوا إِلَى أَصْحَابي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُوْنَهُمْ، ثُمَّ [الَّذِينَ يَلُوْنَهُمْ] (3) ، ثُمَّ يَفْشُو (4) الْكَذِبُ حَتَّى يَحْلِفَ الرَّجُلُ عَلَى الْيَمِيْنِ قَبْلَ أَنْ يُسْتَحْلَفَ عَلَيْهَا، وَيَشْهَدَ/ (أ [34/ب] ) عَلَى الشَّهَادَةَ قَبْلَ أَنْ يُسْتَشْهَدَ عَلَيْهَا، فَمَنْ أَحَبَّ مِنْكُمْ أَنْ يَنَالَ بُحْبُوحَةَ الْجَنَّةِ (5) فَلْيَلْزَمِ الْجَمَاعَةَ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ مَعَ الْوَاحِدِ، وَهُوَ مِنَ الاثنينِ أَبْعَدُ.
_________
(1) بكسر الباء، بعدها ياء مخفّفة قرية من أعمال دمشق بالشّأم.
انظر: معجم البلدان (2/91) ، وتهذيب الأسماء واللّغات للنّوويّ (3/60) ، والمعالم الأثيرة لمحمد حسن شراب (ص/85) .
(2) لحق بحاشية (أ) .
(3) لحق بحاشية (أ) .
(4) أي: ينتشر. انظر: النّهاية (باب: الفاء مع الشّين) 3/449، والقاموس المحيط (باب: الواو وَالياء، فصل: الفاء) ص/1703.
(5) أي: وسطها. غريب الحديث لأبي عُبيد (2/205) .

(2/811)


أَلاَ لاَ يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ؛ فَإِنَّ ثَالِثَهُمَا الشَّيْطَانُ. أَلاَ وَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ تَسُوءُهُ سَيِّئَتُهُ، وَتَسُرُّهُ حَسَنَتُهُ فَهُوَ مُؤْمِنٌ".
قَالَ الشَّيخ الإِمام أَبو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: "كَذَا رَوَى هَذَا الحَديث جَريرُ بْنُ عَبْدِ الحمِيْد (1) عَنْ عَبْد الْمَلِكِ بْنِ عُمير، وَتَابَعَهُ: جَرير بْنُ حَازم (2) ، وَمحمد بن شَبِيْب
_________
(1) الحديث رواه أيضا بمثل رواية يوسف القطّان عن جرير:
1 عبد الله بن الجرّاح (صدوق يخطئ، كما في: التّقريب ت/3248) ، أخرج روايته: ابن ماجه في: (سننه 2/791 رقم الحديث/2363) عنه به، بنحوه، مختصرًا.
2 وزهير بن حرب، أخرج روايته: أبو يعلى في: (مسنده 1/133 ورقمها/143) عنه به، بمثله.
3 وإسحاق بن راهويه، أخرج روايته: النّسائيّ في: (سننه الكبرى 5/387 ورقمها/9219) عنه به، بنحوه.
4 والإمام أحمد في: (مسنده 1/26) عنه به، بنحوه أيضا.
(2) الأزديّ، أبو النّضر، البصريّ ... قال الحافظ في: (التّقريب ص/138ت/911) : "ثقة، لكن في حديثه عن قتادة ضعف، وله أوهام إذا حدّث من حفظه". روى له: ع. ومات سنة: سبعين ومائة.
انظر: تهذيب الكمال (4/524) ت/913.
وقفت على روايته هذه من خمس طرق عنه:
أُولاها: رواها النّسائيّ في: (سننه الكبرى 5/387 ورقمها/9220) عن إسحاق بن إبراهيم،
وابن منده في: (الإيمان 2/982- 983 ورقمها/1086) عن محمَّد ابن سعيد وأحمد الورّاق عن أحمد بن عصام، كلاهما عن وهب بن جرير عنه به.
والثّانية: رواها أبو يعلى في: (مسنده 1/131- 132 ورقمها/141) ، وأبو القاسم بن الجرّاح في: (فوائده [3ب 3أ] ) عن شيبان (هو: ابن فرّوخ) ،
وابن منده في: (الإيمان 2/983 ورقمها/1087) عن الطّبرانيّ عن أبي زرعة بن عمرو، كلاهما عن زهير بن حرب عنه به، بنحوه.
والثّالثة: رواها: النّسائيّ في: (سننه الكبرى أيضا 5/387 ورقمها/9221) عن عبد الله بن الصّبّاح عن عبد الأعلى عن هشام (هو: ابن حسّان) عنه به، بنحوه أيضا.
والرّابعة: رواها: ابن أبي عاصم في: (السّنّة 2/617 ورقمها/1489) ، وأبو يعلى في: (المسند 1/132 ورقمها/142) كلاهما عن عليّ بن حمزة البصريّ عنه به.
والأخيرة: رواها: الحارث بن أبي أسامة في: مسنده (بغية الباحث 2/635- 636 ورقمها/607) عن عمرو بن عقيل عنه به ...

(2/812)


الزَّهرانيّ (1) ، وقُرَّة بْنُ خَالِدٍ (2) عَنْ عبد الملك.
_________
(1) البصريّ ... ثقة، من السّادسة. روى له: م، س.
انظر: الجرح والتّعديل (7/285) ت/1545، والتّقريب (ص/483) ت/5951. أشار إلى روايته أيضا: الدّارقطنيّ في: (علله 2/122) .
(2) السّدوسيّ، أبو خالد ويقال: أبو محمَّد البصريّ ... ثبت عالم.
روى له: ع. ومات سنة: أربع وخمسين ومائة. انظر: تهذيب الكمال (23/577) ت/4870، والكاشف (2/136) ت/4571.
أشار إلى روايته أيضا: الدّارقطنيّ في (علله 2/122) .
وتابعهم أيضا: شعبة بن الحجّاج ... روى حديثه: المظفر بن الحسن في: (فوائده [1/ب] ) ، والطّبرانيّ في: (معجمه الصّغير ص/111 ورقمه/237) من طريقين عن عبد الحميد بن عصام عن أبي داود الطّيالسيّ عنه به، بنحوه.
قال الطّبرانيّ: "لم يروه عن شعبة إلاّ أبو داود، تفرّد به عبد الحميد بن عصام".

(2/813)


وَخَالَفَهُمْ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُخْتَارِ (1) ، وَيُونُسُ بْنُ أَبي إِسحاق (2) ، وَابْنُهُ إِسرائِيل (3) ، وَمَعْمر بْنُ رَاشِدٍ (4) ، وَسفيان الثَّوريّ (5) ، وَعبد الحكيم بن
_________
(1) البصريّ ... لا بأس به، من السّابعة.
روى له: م، د، تم، س، ق.
انظر: الجرح والتّعديل (5/170) ت/788، والتّقريب (ص/322) ت/3605.
أشار إلى روايته أيضا: العقيليّ في: (الضّعفاء 3/302) ، والدّارقطنيّ في: (العلل 2/123) ، وابن منده في (الإيمان 2/983) .
(2) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/784.
أخرج روايته: النّسائيّ في: (السّنن الكبرى 5/388 ورقمها/9223) عن إبراهيم بن محمَّد عن حجّاج بن محمَّد عنه به، بنحوه.
(3) أبو يوسف، الكوفيّ ... ثقة.
روى له: ع. ومات سنة: ستّين ومائة وقيل بعدها.
انظر: الجرح والتّعديل (2/330) ت/1258، والتّقريب (ص/104) ت/401.
أخرج روايته الطّحاويّ في: (شرح معاني الآثار 4/150) عن أبي بكرة (هو: بكّار بن قتيبة) عن محمَّد بن عبد الله بن الزّبير عنه به، بنحوه، مختصرًا. وأشار إليها ابن منده في: (الإيمان 2/983) .
(4) أشار ابن منده في: (الإيمان 2/983) إلى رواية معمر إلاّ أنّه ذكر أنّها كرواية شيبان ومن وافقه عن: عبد الملك عن رجل عن أبي الزّبير ... لا كما ذكره الخطيب هنا أنّها عن عبد الله عن ابن الزّبير والله أعلم بالصّواب.
(5) أشار لروايته أيضا: الدّارقطنيّ في: (العلل 2/123) .

(2/814)


مَنصور (1) ، وَحِبَّان (2) ، وَمَنْدَل (3) ابْنَا: عَلِيٍّ، وأَبو عَوَانَةَ (4) ، وَجَمَاعَةٌ غَيْرُهُمْ (5) ، فَرَوَوْهُ عَنْ عَبْد الْمَلِكِ بْنِ عُمَير عن
_________
(1) الخزاعيّ، أبو سهل ويقال: أبو سفيان الواسطيّ ... متروك.
أطلق ابن معين فيه القول بالكذب، من السّابعة. روى له: ت.
انظر: التأريخ لابن معين رواية: الدّوريّ (2/341) ، والتّقريب (ص/332) ت/3750.
أشار لروايته: الدّارقطنيّ في: (العلل أيضا 2/123) .
(2) العنزيّ بفتح المهملة، والنّون، ثمّ الزّاي أبو عليّ، الكوفيّ.. ضعيف. روى له: ق. ومات سنة: إحدى أو: اثنتين وسبعين ومائة. انظر: الميزان (1/449) ت/1682، والتّقريب (ص/149) ت/1076.
روى حديثه: أبو نعيم في: (معرفة الصّحابة 1/141 142 ورقمه/47) عن عبد الملك بن الحسن عن يوسف بن يعقوب القاضي عن أبي الرّبيع سليمان بن داود عنه به، بنحوه.
(3) مثلّث الميم، ساكن الثّاني أبو عبد الله، الكوفيّ ... ضعيف أيضا.
روى له: د، ق. ومات سنة: سبع أو: ثمان وستّين ومائة.
انظر: أحوال الرّجال للجوزجانيّ (ص/70) ت/83، 84، والكاشف (2/294) ت/5627.
أشار لروايته: الدّارقطنيّ في: (العلل أيضا 2/123) .
(4) هو: الوضّاح بن عبد الله اليشكريّ.. أشار إلى روايته أيضا: العقيليّ في: (الضّعفاء 3/302) ، وابن منده في: (الإيمان 2/983) ، والذّهبيّ في: (الميزان 3/240) .
(5) كالحسين بن واقد (ثقة له أوهام، كما في: التّقريب ت/1358) .. أخرج روايته: النّسائيّ في: (السّنن الكبرى 5/387- 388 ورقمها/9222) عن قريش بن عبد الرّحمن عن عليّ بن الحسين عنه به، بنحوه.
والدّارقطنيّ في: الغرائب (ترتيب ابن القيسرانيّ [26/أ] ) ، وقال: "وهو غريب من حديث الحسين بن واقد عن عبد الملك".
وَ: عبد الرّحمن بن عبد الله المسعوديّ (صدوق، اختلط قبل موته، كما في: التّقريب ت/3919) ، وَ: شعبة، وَ: داود بن الزِّبرقان (متروك، كذّبه الأزديّ، كما في: التّقريب ت/1785) ... أشار إلى روايتهم: الدّارقطنيّ في: (العلل 2/123) .
وَ: عمران بن عيينة (صدوق له أوهام، كما في: التّقريب ت/5164) ... أخرج روايته: أبو نعيم في: (معرفة الصّحابة 1/141- 142 ورقمها/46) عن أبي إسحاق بن حمزة عن محمَّد بن عبدوس عن زيد بن الحريش عنه به، بنحوه أيضا. وزيد بن الحريش ذكره ابن أبي حاتم في: (الجرح والتّعديل 3/561 ت/2537) ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلاً، وخالفه: محمَّد بن أبي بكر المقدّميّ (ثقة، كما في: التّقريب ت/5761) أخرج روايته: ابن أبي عاصم في: (السّنّة 2/423 ورقمها/899) ، وَ: زيد بن المبارك (صدوق، كما في: التّقريب ت/2155) أخرج روايته: العقيليّ في: (الضّعفاء 3/302) عن عليّ ابن عبد الله بن المبارك عنه، كلاهما عن عمران عن عبد الملك عن ربعيّ بن حراش عن عمر به، بنحوه.. .
وَ: قزعة بن سويد (ضعيف، كما في: التّقريب ت/5546) ... أشار إلى روايته: العقيليّ في: (الضّعفاء 3/302) ، والدّارقطنيّ في: (العلل 2/123) .
وَ: إسحاق بن يوسف الأزرق ... أخرج روايته: أبوسُليمان الحرّانيّ في: (فوائده [4ب 5أ] ) عن أبي بكرمحمود بن محمّد الواسطيّ عن تميم بن المُنْتصر عنه به، بنحوه ... والواسطيّ لم أقف على ترجمة له، وكذا لم أقف على أن الأزرق يروي عن عبد الملك والله أعلم.
وَ: حصين بن واقد ... أشار إلى روايته: الدّارقطنيّ في: (علله 3/123) أيضا، وقال عنه: "شيخ روى عنه ابن عيّاش".

(2/815)


عَبْد اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عُمَر.

(2/816)


وَرَوَاهُ شَيْبان بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ (1) ، وزائِدة (2) ، وَشُعيب بْنُ صَفْوان (3) ، وَعبيد اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو (4) عَنْ عَبْدِ الملك/ج [22/أ] عَنْ رَجُلٍ لَمْ يُسم عَنْ
_________
(1) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/509.
أشار إلى روايته أيضا: العقيليّ في: (الضّعفاء 3/302) ، والدّارقطنيّ في: (العلل 2/124) ، وابن منده في: (الإيمان 2/983) .
(2) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/594.
أشار إلى روايته أيضا: الدّارقطنيّ في: (علله 2/124) ، وابن منده في: (الإيمان 2/983) .
(3) الثّقفيّ، أبو يحيى، الكوفيّ ...
قال الإمام أحمد (كما في: بحر الدّم ص/206 ت/444) : "لا بأس به".
وقال أبو حاتم (كما في: الجرح والتّعديل 4/348 ت/1522) : "يكتب حديثه، ولا يحتجّ به".
وذكره الذّهبيّ في: (المغني 1/299 ت/2779) ، وقال: "وثّقه أحمد، وقال ابن عديّ: عامّة ما يرويه لا يتابع عليه" وقول ابن عديّ في: الكامل (4/5) .
روى له: م، تم، س. من السّابعة.
انظر: التّقريب (ص/267) ت/2803.
أشار إلى روايته أيضا: الدّارقطنيّ في: (علله 2/124) .
(4) الأسديّ، أبو وهب، الرّقّيّ ... ثقة ربّما وهم. روى له: ع. ومات سنة: ثمانين ومائة. انظر: الجرح والتّعديل (5/328) ت/1551، والتّقريب (ص/373) ت/4327.
أشار إلى روايته: الدّارقطنيّ في: (علله 2/124) ، وابن منده في: (الإيمان 2/983) أيضا.
وقال عبد الحميد بن موسى: عن عبيد الله بن عمرو عن عبد الملك عن مجاهد عن عبد الله بن الزّبير عن عمر ...
وعبد الحميد يخالف في حديثه (كما في: الضّعفاء للعقيليّ 3/49) .
وقال الدّارقطنيّ في: (العلل 2/124) عن روايته هذه بعد أن ذكرها: "ولم يصنع شيئا".

(2/817)


عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عُمر (1) ، وَقِيلَ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ فِيهِ أَقْوَالٌ سِوَى هَذِهِ (2) ، وَيُشْبِهُ أَن يَكُونَ الِاضْطِرَابُ مِنْهُ؛ لِكَثْرَةِ اخْتِلَافِ الثِّقَاتِ عَنْهُ وَاللَّهُ أَعْلَمُ" (3) .
_________
(1) وأخرجه الدّارقطنيّ في: الأفراد (ترتيب ابن القيسرانيّ [26/أ] ) من طريق زياد بن سهل عن التّيميّ عن ابن الزّبير عن عمر ...
وقال: "تفرّد به زياد بن سهل بن زياد الطّحّان عن سليمان التّيميّ عن ابن الزّبير".
(2) وهي كثيرة (كما أشار إلى ذلك أبو نعيم في: الحلية 1/42) ... ومنها:
ما رواه ابن أبي عاصم في: (السّنّة 2/617 برقم/1490) وأشار إليه الذّهبيّ في: الميزان (3/240) عن أبي بكر يحيى بن ليلى،
وأشار إليه العقيليّ في: (الضّعفاء 3/302) ، والدّارقطنيّ في: (العلل 3/125) من حديث يحيى بن يعلى أبي المحياة،
والدّارقطنيّ أيضا (3/125) من حديث محمَّد بن ثابت، ثلاثتهم عن عبد الملك عن قبيصة بن جابر عن عمر.
وأخرجه الدّارقطنيّ أيضا في: الأفراد (ترتيب ابن القيسرانيّ [20/ب] ) ، وأشار إليه في: (العلل 2/125) من حديث محمَّد بن مصعب عن حمّاد بن سلمة، والمسعوديّ، وقيس، ثلاثتهم عن عبد الملك عن رجاء بن حيوة عن عمر.
قال في الأفراد: "تفرّد به محمَّد بن مصعب عن حمّاد بن سلمة، والمسعوديّ، وقيس، عن عبد الملك بن عمير عنه، وهو غريب من حديث رجاء عنه".
وأشار إليه أيضا في: الموضع نفسه من العلل من حديث: ابن عيينة عن عبد الملك عن رجل عن عمر، (وانظر: الإيمان لابن منده 2/983، وتأريخ بغداد 6/57) .
(3) وبنحو هذا قال الدّارقطنيّ أيضا في: (العلل 2/125) .
هذا، وللحديث سبعة طرق أخرى غير ما تقدّم ذكره عن عُمَر رضي الله عنه:
أوّلها: طريق سعد بن أبي وقّاص ... رواها: ابن أبي عاصم في: (السّنّة 1/42 ورقمها/86، 2/421 ورقمها/896) ، والحاكم في: (المستدرك 1/114) كلاهما من طرق عن إبراهيم بن المهاجر بن مسمار عن أبيه عن عامر بن سعد عن أبيه عن عمر به، بنحوه.
وهذا إسناد ضعيف؛ فيه: إبراهيم بن المهاجر، وهو ضعيف (انظر ترجمته في: التّهذيب 1/168) .
والثّانية: طريق كهمس (وهو: الهلاليّ، له صحبة) ... رواها بسند صحيح: الطّحاويّ في: (شرح معاني الآثار 4/150) عن أبي بكرة (هو: بكّار بن قتيبة كما تقدّم ص/675) عن الطّيالسيّ (هو: أبو داود) عن حمّاد بن زيد عن معاوية بن قرّة عنه به ...
والثّالثة: طريق عبد الله بن عمر، وجاءت من طريقين عنه:
الطّريق الأولى: طريق عبد الله بن دينار، واختلف عنه على وجهين:
الأوّل: عنه عن ابن عمر عن عمر ... كذلك رواه: البزّار في: (مسنده 1/271 برقم/167) من طريق عبد الله بن جعفر السّعديّ،
ورواه: الإمام أحمد في: (المسند 1/18) ، والبزّار في: (المسند 1/269 ورقمه/166) ، والنّسائيّ في: (السّنن الكبرى 5/388 389 ورقمه/166) ، والحاكم في: (المستدرك 1/143 144) ، وأبو نعيم في: (معرفة الصّحابة 1/140 ورقمه/45) ، والبيهقيّ في: (السّنن الكبرى 7/91) وغيرهم، من طرق عن محمَّد بن سوقة، كلاهما عن ابن دينار به ...
قال الحاكم: "هذا صحيح على شرط الشّيخين"، ووافقه الذّهبيّ في: التلخيص.
هذا، واختلف على ابن سوقة في إسناد هذا الحديث على عدّة أوجه، ذكرها الدّارقطنيّ في: (العلل 2/66- 68) ، وَذكر بعضها ابن أبي حاتم في: (العلل 2/371 تحت الرّقم/2629) ، ونقل عن أبي زرعة أنّ الصّحيح من ذلك رواية ابن المبارك والنّضر بن إسماعيل عنه.
الثّاني: عنه عن الزُّهريّ عن عمر ... رواها: النّسائيّ في: (السّنن الكبرى 5/388 ورقمها/9224) ، وأشار إليها ابن أبي حاتم في: (العلل 2/371، 2/355) ، والدّارقطنيّ في: (العلل 2/67) من طريق يزيد بن عبد الله بن الهاد عن ابن دينار به.
وذكر الدّارقطنيّ في الموضع المتقدّم من كتابه أنّ هذا هو الصّواب عن ابن دينار. اه وهذا منقطع؛ الزُّهريّ لم يسمع من عُمر (انظر: المراسيل لابن أبي حاتم ص/152 ت/336) .
الطّريق الثّانية: طريق جرير بن حازم.. رواها الطّحاويّ في: (شرح معاني الآثار 4/150) عن عبد الله بن محمَّد بن خشيش عن عارم بن الفضل عنه به ...
وهذا إسناد حسن عند الاعتبار.
والرّابعة: طريق زرّ بن حبيش ... رواها: ابن أبي عاصم في: (السّنّة 1/24 ورقمها/87، 2/422 ورقمها/898) ، والطّبرانيّ في: (المعجم الأوسط 7/249- 250 ورقمها/6479) عن محمَّد بن عيسى بن شيبة، كلاهما عن سعيد ابن يحيى الأمويّ عن أبي بكر بن عيّاش عن عاصم عنه به، بنحوه.
قال الطّبرانيّ: "لم يرو هذا الحديث عن عاصم إلاّ أبو بكر بن عيّاش، تفرّد به سعيد بن يحيى الآمديّ". وهذا إسناد حسن في الجملة أيضا.
والخامسة: طريق سليمان بن يسار ... رواها: الحميديّ في: (مسنده 1/19- 20 ورقمها/32) ، والخطّابي في: (العزلة ص/4) عن الأصمّ عن الرّبيع بن سليمان عن الشّافعيّ، كلاهما عن سفيان بن عيينة عن عبد الله بن أبي لبيد عن ابن سليمان بن يسار عن أبيه به، مختصرًا. وابن سليمان بن يسار لم أقف على ترجمة له.
والسّادسة: طريق أبي صالح عنه ... رواها: النّسائيّ في: (السّنن الكبرى 5/389 ورقمها/9226) عن صفوان بن عمرو عن موسى بن أيوب عن عطاء ابن مسلم عن محمَّد بن سوقة عنه به ... وأبو صالح لم يلق عمر رضي الله عنه (انظر: المراسيل لابن أبي حاتم ص/53 ت/80) .
السّابعة: طريق عاصم بن حميد عنه ... رواها الأصم في: (حديثه [2/1 ب] ) عن أبي عتبة قال: نا بقيّة: ثنا عمر بن خثعم: حدّثني أبو دويد عن عاصم بن حميد به، مختصرًا ... وذكرها ابن ماكولا في: (الإكمال 3/387) ، وأشار إليها المزّيّ في: (تهذيب الكمال 13/481) .
وأبو دويد له ترجمة في: (الإكمال 3/387) ، ولم أقف على جرح أو تعديل فيه.
ومما سبق ينبّين أنّ الحديث لاينزل عن درجة الصّحيح لغيره؛ لكثرة طرقه الحسنة.

(2/818)


[94]- أَخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ [اللَّهِ] (1) بْنِ يَحْيَى (2) قَالَ: حدَّثنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسماعيل (3) قَالَ: حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ مُسْلم (4) قَالَ: حدَّثنا يُوسف بْنُ يَعْقوب الْمَاجِشُونُ (5) قَالَ: حَدَّثَنِي محمَّد بْنُ الْمُنْكَدِرِ (6) عَنْ سَعِيد بْنِ المسيِّب قَالَ: سألتُ سَعْد بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ: هَلْ سمعتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلّم/ (أ [35/أ] ) تَسْليما يَقُولُ لعليٍّ: "أَنْتَ مِنِّي بِمنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوْسَى، إِلاَّ أَنَّهُ لاَ نَبِيَّ بَعدِي" أَوْ: "لَيْسَ مَعِيَ نَبِيٌّ". فَقُلْتُ: أَسمعتَ هَذَا؟ فأَدخلَ أُصبعيه فِي أُذنيه، قال: نعم، وإِلا فَاسْتَكَّتَا (7) .
_________
(1) زيادة من: (ج) .
(2) هو: البيّع، تقدّمت ترجمته انظر ص/52.
(3) هو: المحامليّ، تقدّمت ترجمته أيضا انظر ص/492.
(4) ابن سعيد الطّوسيّ، أبو الحسن، البغداديّ ثقة.
روى له: خ، د، س. ومات سنة: ثلاث وخمسين ومئتين.
انظر: الثّقات لابن حبّان (8/473) ، وسؤالات الحاكم للدّارقطنيّ (ص/250) ت/417، والتّقريب (ص/405) ت/4799.
(5) أبو سلمة المدنيّ ثقة. روى له: خ، م، ت، س، ق.
ومات سنة: ثلاث أو أربع، أو خمس وثمانين ومائة.
انظر: التأريخ لابن معين رواية الدّوريّ (2/686) ، والكاشف (2/402) ت/6459، والتّقريب (ص/612) ت/7895.
(6) تقدّمت ترجمته انظر ص/771.
(7) في (أ) : "فاستكّا" بتاء مثنّاة فوقيّة واحدة، وما أثبتّه من: (ج) ، ومثله في المصادر الّتي أورد الحديث فيها.
والمراد: صُمَّتا، مأخوذ من (الاستكاك) : الصّمم، وذهاب السّمع.
انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (4/160) ، والنّهاية (باب: السّين مع الكاف) 2/384.

(2/821)


قَالَ الشَّيخ الإِمام أَبو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: "انْفَرَدَ مُسْلِمٌ [بإِخراجه] (1) فِي كِتَابِهِ، فَرَوَاهُ عَنْ يَحْيى بْنِ يَحْيى (2) و (3) مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ (4) وَعُبَيْدُ اللَّهِ بن عُمر القواريريّ (5) وسُرَيج (6) بْنُ يُونُسَ (7) أَربعتهم عَنْ يُوسُفَ بْنِ يَعْقوب الماجشُون.
إِلاَّ أَنّه قَالَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ المسيِّب عَنْ عَامِرِ بْنِ [سَعْد] (8) عَنْ أَبيه.
_________
(1) لحق بحاشية: (أ) .
(2) تقدّمت ترجمته انظر ص/545.
(3) في: (أ) : (وهو محمَّد) واسم الإشارة زائد هنا، ولم يرد في: (ج) .
(4) الدّولابيّ، أبو جعفر، البغداديّ ثقة. روى له: ع. ومات سنة: سبع وعشرين ومئتين. انظر: العلل ومعرفة الرّجال لأحمد (2/103) رقم النّص/1709، والكاشف (2/182) ت/4911، والتّقريب (ص/484) ت/5966.
(5) أبو سعيد، البصريّ، نزيل بغداد ثقة. روى له: خ، م، د، س. ومات سنة: خمس وثلاثين ومئتين. انظر: الطّبقات الكبرى لابن سعد (7/350) ، والكاشف (1/685) ت/3577.
(6) بسين مهملة مضمومة، وآخره جيم.
(7) أبو الحارث، البغداديّ ثقة. روى له: خ، م، س. ومات سنة: خمس وثلاثين ومئتين على الصّحيح. انظر: الطّبقات الكبرى (7/357) ، والتّهذيب (3/457) .
(8) في (أ) : (سعيد) ، وما أثبتّه من: (ج) ، وهو الصّواب.
وهو: عامر بن سعد بن أبي وقّاص الزُّهريّ، المدنيّ ثقة. روى له: ع. ومات سنة: أربع ومائة وقيل قبلها بسنة. انظر: المشاهير لابن حبّان (ص/66) ت/449، والكاشف (1/522) ت/2529.

(2/822)


قَالَ سَعِيدٌ: فأَحببت أَنْ أُشافِه بِهِ سَعْدًا، فَلَقِيتُهُ، فسأَلته، فَحَدَّثَنِي بِهِ (1) ، فكأَنَّ شَيْخَنَا أَبا محمَّد سمعه من مُسْلم"./ (ج [22/ب] )
[95]- أَخبرنا أَبوعبد اللَّهِ الحُسين بْنُ الْحَسَنِ بْنِ محمَّد بْنِ الْقَاسِمِ الْمَخْزُومِيُّ الغضائِريّ (2) قَالَ: حدَّثنا أَبو عَلِيٍّ إِسماعيل بْنُ محمَّد الصَّفَّارُ (3) قَالَ: حدَّثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ (4) قَالَ: حدَّثنا أَبو أُسامة (5) عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوة عَنْ أَبيه قَالَ: سمعتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمرو يَقُولُ: سمعتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْليما يقول:
_________
(1) صحيح مسلم (كتاب: فضائل الصّحابة، باب: فضائل عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه) 4/1870 رقم الحديث/2404.
والحديث رواه أيضا: البخاريّ في: (كتاب: المناقب، باب: مناقب عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه) 5/89- 90 ورقمه/202 عَنْ محمَّد بْنِ بَشَّارٍ عَنْ غندر عن شعبة عن سعد (هو: ابن إبراهيم بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ) عن إبراهيم بن سعد (أي: ابن أبي وقّاص) عن أبيه به، بنحوه.
وفي: (كتاب: المغازي، باب: غزوة تبوك) 6/18 ورقمه/408 عن مسدّد عن يحيى (هو: القطّان) عن شعبة عن الحكم (هو: ابن عتيبة) عن مصعب ابن سعد عن سعد به، بنحوه، أيضا مطوّلاً.
(2) تقدّمت ترجمته انظر ص/60.
(3) تقدّمت ترجمته أيضا انظر ص/245.
(4) تقدّمت ترجمته أيضا انظر ص/529.
(5) هو: حمّاد بن أسامة، تقدّمت ترجمته أيضا انظر ص/632.

(2/823)


"إِنَّ اللهَ تَعَالَى لاَ يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعا يَنْتَزِعُهُ مِنَ النَّاسِ وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعَالِمَ، فَيَقْبِضُ الْعِلْمَ، حَتَّى إِذَاْ لَمْ يَتْرُكْ عَاْلِما اِتَّخَذَ النَّاسُ رُؤُسَا جُهَّالاً، فَأَفْتَوا بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا، وَأَضَلُّوا".
قَالَ الشَّيخ الإِمام أَبو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: "اتَّفَقَ البخاريُّ، ومُسْلم عَلَى إِخراج هَذَا الْحَدِيثِ فِي كِتَابَيْهِمَا، فأَخرجه البخاريُّ مِنْ رِوَايَةِ مَالِكِ بْنِ أَنس عَنْ هشَام بْنِ عُروة (1) . وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبي كُرَيْبٍ محمَّد بْنِ العلاءِ (2) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِدريس (3) ، وأَبي أُسامة (4) ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَير (5) / (أ [35/ب] ) عَنْ هِشَامٍ (6) ، فكأَنَّ شَيْخَنَا أَبا عَبْدِ اللَّهِ سَمِعَهُ مِنْ مُسْلم".
_________
(1) صحيح البخاريّ (كتاب: العلم، باب: كيف يقبض العلم) 1/60 رقم الحديث/41 عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ عن مالك به، بنحوه.
ورواه أيضا في: (كتاب: الاعتصام بالكتاب والسّنّة، باب: ما يذكر من ذمّ الرّأي، والتّكلّف في القياس) 9/179 ورقمه/78 عن سعيد بن تليد عن ابن وهب عن عبد الرّحمن بن شريح وغيره عن أبي الأسود عن عروة عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو به، بنحوه، مطوّلاً.
(2) تقدّمت ترجمته انظر ص/522.
(3) تقدّمت ترجمته أيضا انظر ص/753.
(4) تقدّمت ترجمته أيضا انظر ص/632.
(5) تقدّمت ترجمته أيضا انظر ص/508.
(6) صحيح مسلم (كتاب: العلم، باب: رفع العلم وقبضه، وظهور الجهل والفتن في آخر الزّمان) 4/2058.

(2/824)


[96]- أَخبرنا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ الغضائِريّ (1) قَالَ: حدَّثنا أَبو جَعْفر محمَّد بْنُ عَمْرٍو البَخْتري الرَّزَّازُ (2) قَالَ: حدَّثنا محمَّد بْنُ عِيسَى المدائِنيّ (3) قال: حدَّثنا محمَّد بن الفضل بْنِ عَطِيَّةَ (4) قَالَ: حدَّثنا محمَّد ابن وَاسِعٍ (5) عَنِ ابْنِ سِيرين عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْليما قَالَ: "تَحْرُمُ النَّارُ عَلَى كُلِّ هَيِّنٍ (6) لَيِّنٍ قَرِيْبٍ سَهْلٍ".
_________
(1) تقدّمت ترجمته انظر ص/60.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا انظر ص/537.
(3) أبو عبد الله المقريء وثّقه البرقانيّ، وسئل مرّة عنه، فقال: "لا بأس به".
انظر: تأريخ بغداد (2/399) .
وضعّفه أبو أحمد الحاكم (كما في: تأريخ بغداد 2/399) ، واللاّلكائيّ (كما في: لسان الميزان 5/333) ، وتركه الدّارقطنيّ (كما في سؤالات الحاكم له ص/136 ت/171) ، والحاكم (كما في: الميزان 5/124) .
مات سنة: أربع وسبعين ومئتين.
(4) العبسيّ، مولاهم، أبو عبد الله، الكوفيّ ويقال: المروزيّ
كذّبه ابن أبي شيبة (كما في: التأريخ الكبير 1/208 ت/655) ، وابن معين، والفلاّس (كما في: الجرح والتّعديل 8/57،58 ت/262) ، وابن شاهين في: (تأريخ أسماء الضّعفاء والكذّابين ص/164 ت/541، ص/166 ت/561، ص/167 ت/570) ، وغيرهم. روى له: ت، ق. ومات سنة: ثمانين ومائة. وانظر: العلل لأحمد (2/549) رقم النّص/3601، والضّعفاء الصغيرّ (ص/217) ت/337، والتّقريب (ص/502) ت/6225.
(5) تقدّمت ترجمته انظر ص/771.
(6) من: (الهون) : السّكينة، والوقار، والسّهولة.
النّهاية (باب: الهاء مع الياء) 5/289- 290.
وانظر: معجم المقاييس (باب: الهاء والواو وما يثلّثهما) ص/1059.

(2/825)


قَالَ الشَّيخ الإِمام أَبو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: "هَذَا حديثٌ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ محمَّد بْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ، وَمِنْ حَدِيثِ محمَّد بن واسع العابد/ج ( [23/أ] ) عَنِ ابْنِ سِيرِينَ (1) ، وَلَا أَعلم رواه غير محمَّد بن الفَضْل بن عطيّة الخراسانيّ عن محمَّد (2) بن
_________
(1) تابع ابنَ واسع في روايته عن ابن سيرين اثنان:
أوّلهما: زيد العمّيّ البصريّ، روى حديثه ابن عديّ في: (الكامل 3/300) عن أبي يعلى عن أبي الربيع عن سلاّم الطّويل عنه به بمثله
والعمّيّ اتّهمه ابن حبّان، والجمهور على ترك حديثه (كما تقدّم ص/743) .
وسلاّم الطّويل متروك، وأطلق ابن خراش القول فيه بالكذب، واتّهمه ابن حبّان (انظر: المجروحين 1/339، والضّعفاء والمتروكين لابن الجوزيّ 2/6 ت/1459) .
والآخر: وهب بن حكيم بصريّ أيضا روى حديثه: العقيليّ في: (الضّعفاء 4/323) ، والطّبرانيّ في: (المعجم الأوسط 6/339 رقم الحديث/5721) كلاهما عن محمَّد بن عبد الله الحضرميّ عن جمهور بن منصور عنه به بمثله أيضا
قال العقيليّ: "وهب بن حكيم.. مجهول بالنّقل، لا يكاد يعرف".
وجمهور لم أقف على ترجمة له، ولكن قال العقيليّ عقب الحديث: "قال لنا الحضرميّ: سألت ابن نمير عن جمهور، فقال: اكتب عنه".
وقال الطّبرانيّ: "لم يرو هذا الحديث عن محمَّد بن سيرين إلاّ وهب بن حكيم، تفرّد به جمهور بن منصور".
وقوله بتفرّد وهب به عن ابن سيرين كقول الخطيب بتفرّد ابن واسع به عن ابن سيرين، والظّاهر أنّ كلاّ منهما لم يقف على طريقيه الأخريين عن ابن سيرين، أو أنّهما أهملاها لسقوطها، واطّراحها والله تعالى أعلم.
(2) في (أ) : "عمر"، وما أثبتّه من: (ج) ، وهو الصّواب.

(2/826)


واسِع (1) ".
_________
(1) الحديث من طريق محمَّد بن الفضل رواه أيضا: مكرم بن أحمد في: (فوائده [5/أ] ) ، وابن عديّ في: (الكامل 6/164) ، وتمّام في: (الفوائد 1/328 ورقمه/837) .
هذا، ولم يتفرّد محمَّد بن الفضل بروايته عن ابن واسع، بل تابعه جماعة:
أوّلهم: حمّاد بن يحيى الأبح، روى حديثه: أبو نعيم في: (الحلية 2/356) من طريق جعفر بن محمَّد بن المرزبان عن خلف بن يحيى عنه به
وجعفر بن محمَّد ترجم له أبو نعيم في: (ذكر أخبار أصبهان 1/293 ت/500) ، ولم يذكر فيه جرحا، ولا تعديلاً.
وخلف بن يحيى قال فيه أبو حاتم (كما في: الجرح والتّعديل 3/372 ت/1697) : "متروك الحديث، كان كذّابا، لا يشتغل به، ولا بحديثه"، وأورده ابن عرّاق في: (تنزيه الشّريعة 1/58) ضمن من ذكره من الوضّاعين، والكذّابين.
والثّاني: جويبر بن سعيد، روى حديثه البيهقيّ في: (الشُّعب 6/271- 272 رقم/8124) من طريق محمّد بن عبد الوهاب عن يعلى بن عُبيد عنه به، بنحوه وجُويبر ضعيف جدّاً، تركه غير واحد (انظر ص/716) .
والثّالث: عبد الله بن كيسان، أشار لحديثه أبو نعيم في: (الحلية 2/356 أيضا) من حديث عيسى بن موسى غنجار عنه به
هذا، ومع عدم الوقوف على سنده إلى غنجار، إلاّ أنّه مع ثقته نقم عليه كثرة روايته عن المجاهيل، والكذّابين، والتّدليس
والاحتياط في أمره: الاحتجاج بما روى عن الثّقات إذا بيّن السّماع منهم فحسب (انظر: الثّقات لابن حبّان 8/492- 493، وطبقات المدلّسين لابن حجر ص/51 ت/124) .
وعبد الله بن كيسان هو: أبو مجاهد المروزيّ، ذكره ابن حبّان في: (الثّقات 7/33) ، وقال: "يبقى من رواية ابنه يعني: إسحاق عنه"، والجمهور على ضعفه (انظر: الكامل لابن عديّ 4/233، وتهذيب الكمال 15/480 ت/3508) .
ورواه هناد في: (الزهد 2/596 رقم/1262) ،والحاكم في (المستدرك 1/126) ومن طريقه: البيهقيّ في الشعب (6/271 رقم/8123) بإسناديهما عن سعد بن سعيد عن عمرو بن أبي عمرو عن المُطَّلِب عن أبي هريرة به، بنحوه إلاّ أنّ قوله عن المطلب ليس في اسناد هنّاد
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبيّ في تلخيصه.
ولكن في سنده: سعد بن سعيد، وهو ابن قيس الأنصاريّ ضعفه الجمهور (انظر: تهذيب الكمال 10/262 ت/2208) ، وقال الحافظ في (التقريب ص/231 ت/2237) : "صدوق سيئ الحفظ".
والمُطَّلِب هو: ابن عبد الله المخزوميّ كثير التّدليس، ولم يُصرّح بالسّماع (انظر: التّقريب ص/534 ت/6710، ومجمع الزّوائد 3/100) .
ورواه ابن بُجير في: (حديثه 23/35 رقم/91) بسنده عن عبد الله بن عيسى عن يونس بن عبيد عن الحسن عن أبي هريرة به، بنحوه قال يونس: ولا أراه إلاّ رفعه إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وعبد الله بن عيسى هو: أبوخلف البصريّ منكر الحديث (انظر: الجرح والتعديل 5/127، والتقريب ص/317 ت/3524) ،
والجمهور على أنّ الحسن البصريّ لم يسمع من أبي هريرة (انظر: جامع التحصيل ص/162 ت/135) .
وممّا سبق يتبيّن أنّ طرق الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه لا يثبت شيء منها، وأمثلها طريق وهب عن ابن سيرين، على ما فيها.
وللحديث شواهد عن عدّة من الصّحابة رضوان الله عليهم هي:
1- حديث ابن مسعود: رواه التّرمذيّ في: (جامعه 4/564 رقم الحديث/2488) ، والإمام أحمد في: (المسند 1/415) ، والخرائطيّ في: (مكارم الأخلاق ص/11) ، وابن حبّان في: صحيحه (الإحسان 2/216 رقم/470) ، والطّبرانيّ في: (المعجم الكبير 10/231 ورقمه/10562) ، وأبو الحسن السّكّريّ في: (حديثه [1/7- أ] ، وفوائده [1/19ب] ) ، وأبو القاسم القشيريّ في: (الأربعين [7/أ] ) ومن طريقه: البغويّ في: (شرح السّنّة 13/85 ورقمه/3505) والبيهقيّ في: (الشّعب 6/272 ورقمه/8125) كلّهم من طرق عن موسى بن عقبة عن عبد الله بن عمرو الأوديّ عنه به، بنحوه إلاّ أنّ في إسناد الطّبرانيّ: عمرو بن عبد الله، وهوخطأ
قال التّرمذيّ، والبغويّ: "هذا حديث حسن غريب".
وفي إسناده: الأوديّ، لم يرو عنه إلاّ موسى بن عقبة، وذكره ابن حبّان في: (الثّقات 5/55) ، وقال الحافظ في: (التّقريب ص/316 ت/3507) : "مقبول" أي: حيث يتابع، وإلاّ فليّن الحديث.
ورواه البيهقيّ في: (الشّعب 6/271 ورقمه/8122) من طريق أخرى عن ابن مسعود، إلاّ أنّ الرّاوي عنه لم يسم.
2- حديث معيقيب الدّوسيّ: رواه الطّبرانيّ في: (المعجم الكبير 20/352 رقم الحديث/832) عن عبد الله بن أحمد، وفي: (الأوسط 9/206 ورقمه/7447) عن موسى بن الحسن الكسائيّ،
والبيهقيّ في: (الشّعب 6/272 ورقمه/8125) عن أبي محمَّد بن يوسف عن ابن الأعرابيّ عن أبي جعفر الحضرميّ، كلّهم عن شيبان بن فرّوخ عن أبي أميّة بن يعلى الثّقفيّ عن محمَّد بن معيقيب عن أبيه به، بنحوه أيضا
وأشار إليه الخلاّل في: (كتاب الورع عن الإمام أحمد ص/65 ورقمه/284) .
قال الطبرانيّ: "لا يروى هذا الحديث عن معيقيب إلا بهذا الإسناد تفرّد به أبو أميّة بن يعلى".
وفي سنده: موسى بن الحسن لم أقف على ترجمة له، وشيبان بن فرّوخ صدوق يهم (كما في: التّقريب ص/269 ت/2834) ، وأبو أميّة ابن يعلى متروك (انظر: التأريخ الكبير للبخاريّ 1/377 ت/1198، والميزان 1/254 ت/971) .
وابن معيقيب لم أقف على ترجمة له.
3- حديث جابر: رواه أبو يعلى في: (المسند 3/379- 380 ورقمه/1853) ، والطّبرانيّ في: (المعجم الأوسط 1/464 ورقمه/841) عن أحمد ابن يحيى الحلوانيّ، وفي: (الصّغير ص/66 ورقمه/83) عن أحمد بن سعيد البغداديّ،
والبغويّ في: (حديث مصعب بن عبد الله الزّبيريّ [138/ب] ) ومن طريقه: أبو حفص الكتانيّ في: (حديثه [3/أ] ) ، وأبو طاهر المخلّص في: (فوائده [6/10- أ] ) ، وبيبى بنت عبد الصمد في: (جزئها ص/32 ورقمه/3) ، وأبو الفرج الثّقفيّ في: (حديثه [3/1ب 2 أ، 3 أ- ب] ) ،وابن حجر في: (الأمالي الحلبيّة ص/34- 35 ورقمه/10) أربعتهم عن مصعب بن عبد الله عن أبيه عن هشام بن عروة عن محمَّد بن المنكدر عن جابر به
قال الطّبرانيّ: "لم يرو هذا الحديث عن هشام بن عروة إلاّ عبد الله بن مصعب، تفرّد به ابنه".
وقال ابن أبي حاتم في: (العلل 2/108) : "سألت أبي وأبا زرعة عن حديث رواه مصعب بن عبد الله الزّبيريّ عن أبيه عن هشام بن عروة عن محمَّد بن المنكدر عن جابر عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم.." فذكره، ثمّ قال: "قالا: هذا خطأ، رواه اللّيث بن سعد، وعبدة بن سليمان عن هشام بن عروة عن موسى بن عقبة عن عبد الله بن عمرو الأوديّ عن ابن مسعود عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وهذا هو الصّحيح".
ثمّ قال: "قلت لأبي زرعة: الوهم ممّن هو؟ قال: من عبد الله بن مصعب. قلت: ما حال عبد الله بن مصعب؟ قال: شيخ" اهـ.
وقال فيه ابن معين (كما في: تأريخ بغداد 10/176) : "كان ضعيف الحديث، لم يكن عنده كتاب، إنّما كان يحفظ".
4- حديث أنس: رواه الطّبرانيّ في: (الأوسط أيضا 6/121 رقم الحديث/8252) عن موسى بن جمهور عن عمرو بن عثمان عن الحارث بن عبيدة عن محمَّد بن أبي بكر عن حميد عنه به، بنحوه
وقال: "لم يرو هذا الحديث عن حميد إلاّ محمَّد بن أبي بكر، ولا عن محمَّد إلا الحارث بن عبيدة، تفرّد به عمرو بن عثمان".
وموسى بن جمهور ترجم له الخطيب في: (تأريخ بغداد 13/51) ، والذّهبيّ في (تأريخ الإسلام 281- 290هـ ص/311) ، ولم يذكرا فيه جرحا، ولاتعديلاً.
والحارث بن عبيدة هو: الحمصيّ، الكلاعيّ، قال أبو حاتم (كما في: الجرح والتّعديل 3/82 ت/372) : "شيخ ليس بالقويّ"، وقال الدّارقطنيّ (كما في: الميزان 1/438 ت/1631) : "ضعيف".
وذكره ابن حبّان في: (الثّقات 8/182) .
ورواه الخطيب في (تأريخه 4/175) بسنده عن نهشل بن دارم عن أحمد ابن أبي سليمان وقيل: ابن سليمان القواريريّ عن حمّاد بن سلمة عن ثابت عن أنس به، مطوّلاً
وأحمد بن سليمان كذّبه الأزديّ وغيره، فلا يفرح به، وقال الدّارقطنيّ: ضعيف (انظر: الميزان 1/103 ت/402) .
هذا، وحكم عليه الشَّيخ الألبانيّ في: (السّلسلة الصّحيحة 2/651 برقم/938) بأنّه صحيح بمجموع شواهده، ولعلّ حكم التّرمذيّ، والبغويّ (انظر ص/865) ، وابن حجر في: (الأمالي الحلبيّة ص/35) بأنّه حسن أشبه بالصّواب والله تعالى أعلم

(2/827)


[97] أَخبرنا أَبو الفَتْح محمَّد بْنُ أَحمد بْنِ أَبي الْفَوَارِسِ الْحَافِظُ (1) : أَخبرنا أَبو بَكْرٍ محمَّد بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ (2) قَالَ: حدَّثنا الْحَسَنُ بْنُ سَعِيدٍ الْمَوْصِلِيُّ أَبُو عَلِيٍّ (3) قَالَ: حدَّثنا إِبراهيم بْنُ حبّان (4) قال: حدَّثنا
_________
(1) تقدّمت ترجمته انظر ص/57.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا انظر ص/260.
(3) الصّفّار، المقريء ترجم له الخطيب في: (تأريخ بغداد 7/324) وذكر جماعة ممّن رووا عنه، ونقل عن أبي زكريّا الأزديّ: (أبو عليّ الحسن بن سعيد كثير الكتاب، وكان متعفّفا، وكتب النّاس عنه) .
مات سنة: اثنتين وتسعين ومئتين.
(4) ويقال: ابن البراء، وغير ذلك الأنصاريّ مجمع على تركه، اتّهمه ابن حبّان في: (المجروحين 1/117) ، وابن عديّ في: (الكامل 1/255) ، وغيرهما.
وإنّما اختلف في نسبه على أوجه لضعفه، ووهاء رواياته، فغيّر نسبه من سمع منه؛ تدليسا للرّواية عنه، كما يقوله الخطيب في: (الموضح 1/410) .
وانظر: الضّعفاء للعقيليّ (1/45) ، والضّعفاء والمتروكين لابن الجوزيّ (1/24) ت/33.

(2/831)


شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ عَنِ الْحَكَمِ (1) عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبي لَيْلَى (2) عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْليما: "مَنْ صَلَّى يَوْمَ الْجُمُعَةِ فِي جَمَاعَةٍ كُتِبَتْ لَهُ حِجَّةٌ مُتَقَبَّلَةٌ، وَإِنْ صَلَّى الْعَصْرَ كَاْنَتْ لَهُ عُمْرَةً، فَإِنْ أَمْسَى فِي مَكَانِهِ لَمْ يَسَلِ اللهَ تَعَالَى شَيْئا إِلاَّ أَعْطَاْهُ".
قَالَ الشَّيخ الإِمام أَبو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: "هَذَا حديثٌ غريبٌ جدًَّا من حديث شعبة/ (أ [36/أ] ) بْنِ الْحَجَّاجِ، وَمَنْ بَعْدِهِ، تَفَرَّدَ إِبراهيم بْنُ حِبَّان بْنِ البراءِ بْنِ النَّضْرِ بْنِ أَنس بْنِ مالك بروايته عن شعبة (3) .
_________
(1) هو: ابن عُتيبة، تقدّمت ترجمته انظر ص/623.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا انظر ص/599.
(3) الحديث رواه أيضا: الخطيب في: (الموضح 1/408) عن الحسن ابن أبي بكر عن أبي بكر الشّافعيّ به
وفيه: الحسن بن سعيد، لم أقف على جرح، أو تعديل فيه. وإبراهيم بن حِبّان مجمع على تركه، واتّهمه غير واحد (كما تقدّم ص/868) .
ورواه الخطيب أيضا (1/410) من طرق أخرى عن أبي الدّرداء، وفيها بالإضافة إلى إبراهيم بن حبّان: محمَّد بن سنان الشّيزريّ (أو: الشّيرازيّ) صاحب مناكير (كما في: الميزان 5/21 ت/7650) .
ولبعض الحديث شاهد من حديث سهل بن سعد السّاعديّ رضي الله عنه
رواه: ابن عديّ في: (الكامل 6/38) ومن طريقه: البيهقيّ في: الشّعب 3/115 رقم/3046) ،
ورواه البيهقيّ أيضا في: (السّنن الكبرى 3/241) عن أبي عبد الله الحافظ عن أبي الحسن الرّمليّ، كلاهما (ابن عديّ، وأبو الحسن) عن القاسم بن عبد الله بن مهديّ عن أبي مصعب الزُّهريّ عن عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه عن سهل يبلغ به النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: "إنّ لكم في كلّ جُمعة حجّة، وعُمْرة، فالحجّة التّهجير للجمعة، والعمرة انتظار العصر بعد الجمعة"، وهذا لفظ البيهقيّ.
قال ابن عديّ: "ولم يكن هذا في كتابه [أي: كتاب شيخه القاسم بن عبد الله] ، وكان يحفظه، ولم أكتبه إلاّ عنه، وليس هو في نسخة ابن أبي حازم عن أبيه عن سهل" اهـ.
وقال البيهقيّ: "وروي ذلك عن أبي معشر عن نافع عن ابن عمر، وفيهما جميعا ضعف" اهـ.
والقاسم بن عبد الله، قال الدّارقطنيّ: (كما في: الميزان 4/293 ت/6816) : "متّهم بوضع الحديث". وذكره ابن عرّاق في: (تنزيه الشّريعة 1/97 ت/4) في الوضّاعين، والكذّابين.
وذكر الذّهبيّ في: (الميزان 4/292) حديثه هذا، وقال: "هذا موضوع، باطل"، ونحوه في: (المغني 2/519 ت/4993) .
وروى البخاريّ (كتاب: الجمعة، باب: السّاعة التي في الجمعة) 2/48 رقم/58، ومسلم (كتاب: الجمعة، باب: في السّاعة التي في الجمعة) 2/583 رقم/852 حديث أبي هريرة أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلّم ذكر يوم الجمعة، فقال: "فيه ساعةٌ لايُوافقها عَبْدٌ مُسْلم، وَهو قائم يُصلّي يَسْأل الله تعالى شيئاً إلاّ أَعْطاه" وأشار بيده يُقلّلها، والسّياق للبخاريّ.

(2/832)


وَإِبْرَاهِيمُ هَذَا يَرْوِي الْأَحَادِيثَ الْمُنْكَرَاتِ عَنِ الثِّقات.
وَهُوَ: إِبراهيم بْنُ حبّان بكسر الحاءِ، [و] (1) بالباءِ الْمُعَجَّمَةِ بِوَاحِدَةٍ.
وَلَهُ نظيرانِ:
أَحدهما: إِبراهيم بْنُ حِبَّان بْنِ عليِ العَنَزيّ الْكُوفِيُّ (2) ، حَدَّثَ عَنْ: أَبيه (3) ، وَعَمِّهِ منْدَل (4) .
رَوَى عَنْهُ: محمَّد بن/ (ج [23/ب] ) إِسماعيل الرَّاشِدِيُّ (5) ، وَيَحْيَى بْنُ زكريَّا بن شَيْبان (6) .
_________
(1) ساقطة من: (أ) ، ومثبتة في: (ج) .
(2) ذكره ابن ماكولا في: (الإكمال 2/315) ، والدّارقطنيّ في: (المؤتلف والمختلف 1/424) ، وابن حجر في: (التّبصير 1/278) وغيرهم، وذكروا فيه بعض ما ذكره الخطيب هنا.
(3) تقدّمت ترجمته انظر ص/815.
(4) تقدّمت ترجمته أيضا انظر ص/815.
(5) لم أقف على ترجمة له.
(6) الجمّال، كوفيّ
روى أيضا عن: عبد الله بن جبلة، وعبيد الله بن موسى.
وروى عنه: أهل الكوفة، وأصحابه.
انظر: الثّقات لابن حبّان (9/270) ، والإكمال (3/29) .

(2/834)


وَالْآخَرُ: إِبراهيم بْنُ حِبَّانَ بْنِ حَكِيمٍ (1) .
حَدَّثَ عَنْ: شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ النَّخَعِيِّ (2) .
رَوَى عَنْهُ: النَّضْرُ بْنُ هِشَامٍ المُكْتِب (3) .
وَلَهُمْ نُظَراءَ فِي صُورة الْخَطِّ مَعَ اخْتِلَافِ الْهِجَاءِ، مِنْهُم:
إِبراهيم بْنُ حَيّان الكوفيّ (4) .
حدَّث [عن] (5) : أبي جَعْفر محمَّد بْنَ عَلِيٍّ (6) .
رَوَى عَنْهُ: محمَّد بْنُ رَبِيعَةَ (7) ، وَوكيع بن الجرّاح.
_________
(1) لم أقف على ترجمة له أيضا.
(2) أبو عبد الله الكوفيّ
انظر ترجمته في: الطّبقات الكبرى لابن سعد (6/378) ، وتهذيب الكمال (12/462) ت/2736، والميزان (2/460) ت/3697.
(3) بضمٍّ الميم، وسكون الكاف، وكسر التّاء المنقوطة باثنتين، وفي آخرها الباء المنقوطة بواحدة
روى أيضا عن: محمَّد بن سنان العوقيّ، وَالحميديّ، وغيرهما.
وعنه: أحمد بن محمَّد بن أسيد، وَعبد الله بن محمَّد بن عيسى، وغيرهما.
انظر ترجمته في: الجرح والتّعديل (8/481) ت/2201، وطبقات المحدّثين بأصبهان (3/35) ت/246، وذكر أخبار أصبهان (2/305) ت/1807.
(4) له ترجمة في: التأريخ الكبير (1/280) ت/900، والجرح والتّعديل (2/94) ت/250، والثّقات لابن حبّان (6/13) ، ولسان الميزان (1/52) ت/124.
(5) ساقطة من: (أ) ، ومثبتة في: (ج) .
(6) ابن الحسين بن عليّ بن أبي طالب، تقدّمت ترجمته انظر ص/524.
(7) الكلابيّ، الرّؤاسيّ، أبو عبد الله الكوفيّ
له ترجمة في: تأريخ بغداد (5/274) ت/2769، وتهذيب الكمال (25/196) ت/5210، والتّقريب (ص/478) ت/5877.

(2/835)


وإِبراهيم بْنُ حَيَّان (1) ، كُوفِيٌّ آخَرُ، فِي عِدَادِ الْمَجْهُولِينَ.
حَدَّثَ عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْعَلَوِيِّ (2) .
روى عنه: المطّلب بن زياد (3) .
وإِبراهيم بْنُ حَيَّان الْبَغْدَادِيُّ (4) ،
حَدَّثَ عَنْ: خَلَف بْنِ سَالِمٍ (5) .
رَوَى عَنْهُ: أَحمد بْنُ يُوسُفَ الضَّحّاك المخرِّميّ (6)
_________
(1) لم أقف على ترجمة له.
(2) لم أقف على ترجمة له أيضا.
(3) في (أ) : (ابن رماده) ، وما أثبتّه من: (ج) ، وهو الصّواب.
وهو: ابن أبي زهير، الثّقفيّ ويقال: القرشيّ مولاهم، الكوفيّ
روى أيضا عن: محمَّد بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أبي ليلى، وأبي إسحاق السّبيعيّ، وغيرهما. وعنه: أحمد بن حنبل، وابن المبارك، وغيرهما. مات سنة: خمس وثمانين ومائة. انظر: تهذيب الكمال (28/78) ت/6005، وتأريخ الإسلام (181- 190هـ ص/17) ، والتّهذيب (10/177) .
(4) البيّع له ترجمة في: تأريخ بغداد (6/56) ت/3083.
(5) المخرّميّ بضمّ الميم، وفتح الخاء المعجمة، وتشديد الرّاء المكسورة أبو محمد، البغداديّ روى عن: يحيى القطّان، وابن مهديّ، وغيرهما.
وعنه أيضا: ابن أبي خيثمة، والدّوريّ، وغيرهما. ومات سنة: إحدى وثلاثين ومئتين. انظر: التأريخ الصّغير للبخاريّ (2/330) ، وتأريخ مولد العلماء ووفياتهم (2/510) ، وتهذيب الكمال (8/289) ت/1708.
(6) في: (أ) : (المخزوميّ) ، وما أثبتّه من (ج) ، وهو الصّواب.
وهو: أبو عبد الله، الفقيه روى أيضا عن: أبي كريب، ومحمد بن خالد ابن خداش، وغيرهما.
وعنه: محمَّد بن مخلد الدّوريّ، وأبو جعفر اليقطينيّ، وغيرهما. مات سنة: ستّ وثلاثمائة. انظر: تأريخ بغداد (5/219) ت/2694.

(2/836)


وَهَؤُلَاءِ الثَّلَاثَةُ بِالْيَاءِ الْمُعَجَّمَةِ بِاثْنَتَيْنِ مِنْ تَحْتِهَا فِي أَسْمَاءِ آبَائِهِمْ.
وَلَهُمْ نَظِيرٌ آخَرُ هُوَ: إِبراهيم بْنُ حَنان الأَزديّ (1) بِفَتْحِ الْحَاءِ، وَبِنُونٍ قَبْلَ الأَلف، وَنُونٍ بَعْدَهُ.
حَدَّثَ عَنْ: شَهْر بْنِ حَوْشَب الأَشْعريّ (2) .
رَوَى عَنْهُ: عِيسَى بْنِ عُبَيد الْمَرْوَزِيُّ (3) ".
[98]- أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إبراهيم القَزْوينيّ (4) قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بن سلمة/ (أ [36/ب] ) بن
_________
(1) له ترجمة في: التأريخ الكبير (1/280) ت/899، والجرح والتّعديل (2/93) ت/247، والإكمال لابن ماكولا (2/318) ، والمشتبه للذّهبيّ (1/131) ، وغيرها.
(2) أبو سعيد ويقال: أبو عبد الله، وغير ذلك الشّاميّ
مات سنة: اثنتي عشرة ومائة.
انظر ترجمته في: تهذيب الكمال (12/578) ت/2781، والكاشف (1/490 491) ت/2314، والتّقريب (ص/269) ت/2830.
(3) أبو المنيب بضمّ الميم، وكسر النّون، بعدها تحتانيّة، ثمّ موحّدة روى أيضا عن: عكرمة مولى ابن عبّاس، ويحيى بن سعيد الأنصاريّ، وغيرهما. وعنه: عبدان، ونعيم بن حمّاد، وغيرهما.
له ترجمة في: الطّبقات الكبرى (7/369) ، والجرح والتّعديل (6/282) ت/1560، والكاشف (2/111) ت/4385.
(4) في (أ) : "القروانيّ"، وما أثبتّه هو المثبت في عدّة مواضع من هذه النّسخة (انظر مثلاً: ص/50 وفيها ترجمته، 495) ، وكذا هو المثبت في: (ج) .

(2/837)


بَحْر (1) قَالَ: حدَّثنا أَبُو حَاتِمٍ الرَّازيّ/ (ج [24/أ] ) قَالَ: حدَّثنا الفَيْضُ بْنُ الفَضْل (2) قَالَ: حدَّثنا مِسْعَر (3) بْنُ كِدَام (4) عن سلمة ابن كُهَيْل (5) عَنْ أَبي صَادِقٍ (6) عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ ناجِد (7) عَنْ عَلِيِّ بن أبي
_________
(1) تقدّمت ترجمته انظر ص/556.
(2) البجليّ، أبو محمَّد، الكوفيّ روى عنه أيضا: يعقوب بن سفيان.
ترجم له البخاريّ في: (التأريخ الكبير 7/140 ت/629) ، وابن أبي حاتم في: (الجرح والتّعديل 7/88 ت/500) ، ولم يذكرا فيه جرحا، ولا تعديلاً، وذكره ابن حبّان في: (الثّقات 9/12) .
(3) بكسر الميم، وسكون السّين، وفتح العين، المهملتين.
(4) بكسر أوّله، وتخفيف ثانيه الهلاليّ، أبو سلمة، الكوفيّ ثقة ثبت.
روى له: ع. ومات سنة: ثلاث أو: خمس وخمسين ومائة.
انظر: الجرح والتّعديل (8/368) ت/1685، وتأريخ أبي زرعة الدّمشقيّ (ص/298 ت/525، ص/472 ت/1227) ، والتّقريب (ص/528) ت/6605.
(5) بضمّ أوّله، وفتح ثانيه، مُصغّرًا الحضرميّ، أبو يحيى، الكوفيّ ثقة.
روى له: ع. ومات سنة: احدى وعشرين ومائة وقيل بعد ذلك.
انظر: التأريخ الصّغير للبخاريّ (1/347) ، وتأريخ الثّقات للعجليّ (ص/197) ت/591، وتهذيب الكمال (11/313) ت/2467.
(6) الأزديّ، الكوفيّ، مختلف في اسمه
وثّقه يعقوب بن شيبة (كما في: تأريخ بغداد 14/412) ، وقال أبو حاتم (كما في: الجرح والتّعديل 8/200 ت/875) : "مستقيم الحديث"، وذكره ابن حبّان في: (الثّقات 7/445) ، وقال الحافظ في: (التّقريب ص/649 ت/8167) : "صدوق من الرّابعة". روى له: س، ق.
(7) بالجيم، والدّال المهملة كما قيّده: الخزرجيّ في: (الخلاصة ص/116) ، والزّبيديّ في: (التّاج حرف: الدَّال المهملة، فصل: النّون مع الدَّال المهملة 9/215) وهو: الأزديّ ويقال: الأسديّ الكوفيّ
شيخ لا يروي عنه إلاّ أبو صادق، وثّقه العجليّ في: (تأريخ الثّقات ص/159 ت/436) ، وذكره ابن حبّان في: (الثّقات 4/229) .
وقال الذّهبيّ في: (الميزان 2/235 ت/2758) : "لا يكاد يعرف".
وقال الحافظ في: (التّقريب ص/208 ت/1918) : "ثقة، من الثّانية".
روى له: س، ق.

(2/838)


طَالِبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْليما: "الأَئِمَّةُ مِنْ قُرَيْشٍ، أَبْرَارُهَا أُمِرَاءُ أَبْرَارِهَا، وَفُجَّارُهَا أُمَرَاءُ فُجَّارِهَا، وَلِكُلٍّ حَقٌّ، فَأْتُوا كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ، وَإِنْ أَمَّرَتْ عَلَيْكُمْ قُرَيْشٌ حَبَشِيا عَبْدًا فَاسْمَعُوا لَهُ وَأَطِيْعُوا مَا لَمْ يُخَيَّرٍْ أَحَدُكُمْ بَيْنَ إِسْلاَمِهِ وَضَرْبِ عُنُقِهِ، فِإِنْ خُيِّرَ بَيْنَ إِسْلاَمِهِ، وَضَرْبِ عُنُقِهِ فَلْيَمْدُدْ عُنُقَهُ، فَإِنَّهُ لاَ دُنْيَا لَهُ وَلاَ آخِرَةَ بَعْدَ إِسْلاَمِهِ".
قَالَ الشَّيخ الإِمام أَبو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: "هَذَا حديثٌ غريبٌ مِنْ حَدِيثِ أَبي صَادق الأَزديّ وَاسْمُهُ: مُسْلم، وَقِيلَ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَاجِدٍ (1) عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ نَاجِدٍ، وَمِنْ حَدِيثِ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ عَنْ أَبي صَادِقٍ.
لَا أَعلم رَوَاهُ هَكَذَا مَرْفُوعًا مُجَوَّدًا سِوَى أَبي سلمة مِسْعَر بن كدام
_________
(1) وبه جزم يعقوب بن سفيان في: (المعرفة والتأريخ 3/67) .
وانظر: تهذيب الكمال (33/413) ت/7433.

(2/839)


ابن ظهير عنه (1) ".
_________
(1) الحديث من طريق الفيض أخرجه أيضا: البزّار في: (مسنده 3/12- 13 ورقمه/759) عن إبراهيم بن هانئ،
والطّبرانيّ في: (المعجم الأوسط 4/313 ورقمه/3545، والصّغير ص/168 ورقمه/147) ومن طريقه أبو نعيم في: الحلية (7/242) عن حفص ابن عمر الرّقّيّ،
وابن الأعرابيّ في: (معجمه [234/أ] ) ومن طريقه الخطّابيّ في: غريب الحديث (1/363) ،
والبيهقيّ في: (السّنن الكبرى 8/143) عن الحسين الرّوذباريّ عن إسماعيل الصّفّار عن الدّوريّ،
وأبو عمرو الدّانيّ في: (الفتن 1/505 ورقمه/203) عن عبد الوهّاب بن أحمد، وعبد الرّحمن بن عمر عن أحمد بن محمَّد، كلّهم عن الفَضْل بن يوسف عنه به، بعضهم بنحوه، وبعضهم مختصرًا
قال البزّار: "وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن النّبي صلّى الله عليه وسلّم إلاّ من هذا الوجه، بهذا الإسناد".
وعلّق الهيثميّ في: (كشف الأستار 2/227) على قوله هذا، فقال: "عجيبٌ من قوله، وقد رواه بالسّند الّذي قبل هذا" ويقصد: سند حديث عمارة بن رويبة عن عليّ، وسيأتي.
وقال الطّبرانيّ: "لم يروه عن مسعر إلاّ فيض" اهـ فإن كان مراده يرحمه الله باعتبار النّظر إلى طريق مسعر عن سلمة بن كهيل فذاك، وإلاّ فقد توبع فيضٌ في روايته له عن مسعر، تابعه: شعيب بن إسحاق، وداود بن عبد الجبّار، إلاّ أنّهما قالا: عن مسعر عن عثمان بن المغيرة الثّقفيّ عن أبي صادق.. وسيأتي أيضا هذا، وتابع ربيعة بن ناجد في روايته عن عليّ: عمارة بنُ رويبة
روى حديثه: البزّار في: (مسنده 2/149 ورقمه/512) عن سلمة بن شبيب عن عبد الله بن الوزير،
والدّاقطنيّ في: (علله 4/56) عن ابن منيع عن محمَّد بن سليمان بن أبي جعفر، كلاهما عن محمَّد بن جابر عن عبد الملك بن عمير عنه به، بنحوه، مختصرًا.
قال البزّار: "وهذا الحديث لا نعلم رواه عن عليّ إلا عمارة بن رويبة، ولا روى عمارة عن عليّ إلاّ هذا الحديث، ولا رواه عن عبد الملك بن عمير إلاّ محمَّد بن جابر" اهـ. وهذا باعتبار رفعه، وإلاّ فقد رواه: أبو عوانة عن عبد الملك عن عمارة عن عليّ، موقوفا أشار إلى روايته: الدّارقطنيّ في: (علله 4/56) ، وقال: "وقول محمَّد بن جابر أشبه بالصّواب" أي: في روايته عن عبد الملك.
وعلى كلٍّ، ففي سند الحديث: محمَّد بن جابر (وهو: اليماميّ) ضعّفه الجمهور (انظر: تهذيب الكمال 24/564 ت/5110، والتقريب ص/471 ت/5777) .
وعبد الملك كبر، فساء حفظه، وربّما دلّس (كما تقدّم ص/846) ، ولم يصرّح هنا بالسّماع. وابن رويبة له صحبة.
هذا، وخولف سلمة بن كهيل في روايته لهذا الحديث عن أبي صادق
خالفه اثنان:
أحدهما: عثمان بن المغيرة الثّقفيّ واختلف عنه في رفعه، ووقفه، فرواه: ابن أبي عاصم في: (السّنّة 2/622 ورقمه/1513 عن وكيع عن سفيان،
وأبو عمرو الدّاني في: (الفتن 1/507 ورقمه/204) عن عبد الرّحمن بن عثمان عن أحمد بن ثابت عن سعيد بن عثمان عن نصر بن مرزوق عن عليّ بن معبد عن شعيب بن إسحاق عن مسعر،
وأشار إليه الدّارقطنيّ في: (العلل 3/199) من حديث أبي عوانة، ثلاثتهم عنه عن أبي صادق به، موقوفا وأشار إليه الدّارقطنيّ في: (العلل 3/199 أيضا) من حديث داود بن عبد الجبّار عن مسعر عن عثمان به، مرفوعا
ووقفه من طريق مسعر أشبه بالصّواب؛ فراوي الرّفع داود بن عبد الجبّار مع عدم معرفة السّند إليه ليس بثقة (انظر: الضّعفاء والمتروكين للنّسائيّ ص/174 ت/182، والجرح والتّعديل 3/418 ت/1910) ،
وهو مع ذلك قد خالف الثّقة شعيب بن إسحاق (انظر: التّقريب ص/266 ت/2793) كما تقدّم عند أبي عمرو الدّاني في: الفتن.
ويقوّي ذلك أيضا أنّ مسعرًا قد تابعه سفيان، وأبو عوانة وهما ثقتان عن أبي صادق، موقوفا.
والآخر: الحارث بن حصيرة أخرج روايته: ابن أبي عاصم في السّنّة (2/122 برقم/1514) عن قبيصة عن سفيان عنه عن أبي صادق عن عليّ لم يذكر بينهما أحدًا به، موقوفا أيضا بأخصر من هذا والحارث رافضي، ضعيف (انظر: الضّعفاء للدّارقطنيّ ص/179 ت/158، والميزان 1/432 ت/1613) . والحديث مرسل؛ أبو صادق لم يسمع من عليّ (انظر: التّقريب ص/649 ت/8167) .
وممّا سبق يتبيّن أنّ وقف الحديث أشبه بالصّواب، وهو الّذي يرجّحه الدّارقطنيّ في: (العلل 3/199) ، وهو الّذي يشعره كلام الخطيب هنا، وكأنّه هو ما يميل إليه ابن رجب في: (جامع العلوم والحكم ص/262) ، والحافظ في: (التّلخيص الحبير 4/42) والله تعالى أعلم.
وهذا وقد ورد الحديث دون قوله في آخره: "فإنّ خيّر بين إسلامه، وضرب عنقه" إلخ من طرق كثيرة عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أوصلها الحافظ في جزء له بعنوان: (لذّة العيش بطرق الأئمة من قُريش) إلى أربعين طريقا (انظر: الفتح 7/487، والتّلخيص 4/42) .
وذكر السّخاويّ في: (فتح المُغِيث 4/20) أنّ الحافظ قال في هذا الحديث إنّه متواتر، (وانظر: شرح مُلاّ علي قارئ على النُخبة ص/30) .
ومنها: حديث أبي هريرة رضي الله عنه رواه البخاريّ في صحيحه في: (كتاب: المناقب، باب: قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُم شُعُوبا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا..} الآية) 5/11- 12 ورقمه/6، ومسلم في: (كتاب: الأمارة، باب: النّاس تبع لقريش، والخلافة في قريش) 3/1451 ورقمه/1818.
وحديث ابن عمر رضي الله عنهما رواه البخاريّ في: (كتاب: الأحكام، باب: الأمراء من قريش) 9/112 ورقمه/4.
ومسلم في الموضع المتقدّم نفسه (3/1452) ورقمه/1820.

(2/840)


[99]- أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ محمَّد بْنُ الحسين بْنِ الفَضْل الْقَطَّانُ (1) قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ الأَدَميّ (2) قَالَ: حدَّثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْد اللَّهِ الْهَاشِمِيُّ (3) قَالَ: حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ/ (ج [24/ب] ) الغفاريّ (4) قَالَ: حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَر (5) ، وَمالك بْنُ أَنَس عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلّم تَسْليماً:
_________
(1) تقدّمت ترجمته انظر ص/63.
(2) بفتح الألف، والدّال المهملة، وفي آخرها الميم ثقة. مات سنة: تسع وأربعين وثلاثمائة. انظر: تأريخ بغداد (4/299) ت/2073، والأنساب (4/209) .
(3) أبو القاسم، البغداديّ ثقة، مات سنة: خمس وسبعين ومئتين.
انظر: سؤالات الحاكم للدّارقطنيّ (ص/130) ت/149، وتأريخ بغداد (10/451) ت/5610، والمنتظم (12/271) ت/1816.
(4) أبو محمَّد المدنيّ شيخ منكر الحديث، كما يقوله: أبو داود في: (سننه 5/176 عند الحديث ذي الرّقم/4846) ، والدّارقطنيّ (كما في: تهذيب الكمال 14/275) ، وغيرهما.
واتّهمه ابن حبّان في: (المجروحين 2/37) ، والحاكم في: (المدخل ص/151 152 ت/90) .
وقال ابن طاهر في: (قانون الموضوعات ص/271) : "متروك، يَضَع".
روى له: د، ت. وانظر: الكامل لابن عديّ (4/189) ، والكاشف (1/537) ت/2620، والكشف الحثيث لبرهان الدين الحلبيّ (ص/148) ت/374، وتنزيه الشّريعة لابن عرّاق (1/71) .
(5) أبو عبد الرّحمن العمريّ.

(2/843)


"أُحْشَرُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بَيْنَ أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، حَتَّى أَقِفَ بَيْنَ الْحَرَمَيْنِ الْمَدِيْنَةَ، وَمَكَّةَ"./ (أ [37/أ] )
قَالَ الشَّيخ الْإِمَامُ أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: "هَذَا حديثٌ غريبٌ مِنْ حَدِيثِ نَافِعٍ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بن عُمَر [ابن الخطّاب] (1) عن مَوْلَاهُ [أَبِي] (2) عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، [وَمِنْ رِوَايَةِ عَبْدِ اللَّهِ (3) بْنِ عُمَرَ بْنِ حَفْص بْنِ عَاصم بْنِ عُمَرَ] (4) بْنِ الخطَّاب، وَمالك بْنِ أَنَسٍ بن مالك عن نافع.
تفرّد عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أبي [عَمرو] (5) الغِفَاريّ [بروايته] (6) عنهما" (7) .
_________
(1) زيادة من: (ج) .
(2) لحق بحاشية: (أ) .
(3) في (أ) : (عبيد الله) ،وهذا خطأ وهو كما أثبتّه في (ج) ،وهو الصّحيح.
(4) لحق بحاشية: (أ) .
(5) في (أ) : (عُمر) ، وما أثبتّه من (ج) ، وهو الصّحيح.
(6) في (أ) : (وبروايته) ، والواو زائدة في أوّله، واللّفظ كما أثبتّه في (ج) ، وهو الصّحيح.
(7) الحديث رواه أيضا: الخطيب (كما في: الميزان 3/103) بسنده عن عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الهاشميّ به، بمثله
وفيه: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْغِفَارِيُّ، منكر الحديث، اتّهمه غير واحد (كما تقدّم ص/879) ، وقال الذّهبيّ في: الميزان "الموضع المتقدّم نفسه" عن حديثه: "فهذا غير صحيح".
وللحديث ثلاثة طرق أخرى عن نافع بنحوه، مطوّلاً، ومختصرًا:
أوّلها: طريق إسماعيل بن أميّة رواها: الترمذيّ في: (جامعه 5/572 ورقمها/3669) ، وابن ماجه في: (سننه 1/38 ورقمها/99) ، وأبو العبّاس الكديميّ في: (حديثه [1/ب] ) ، وأبو طاهر المخلّص في: (فوائده [9/5 ب] ) ، وابن حبّان في: (المجروحين 1/321) ، وابن عديّ في: (الكامل 3/379) ، والحاكم في: (المستدرك 4/280) ، وعبد الغنيّ بن عبد الواحد المقدسيّ في: (فضائل عمر [2/13ب، 14/أ] ) ، وعليّ بن بلبان في: (تحفة الصَّديْق ص/49 50 ورقمها/13) كلّهم من طرق عن سعيد بن مَسْلمة عنه به
قال ابن عديّ: "وهذا لا يُعرف بهذا الإسناد عن إسماعيل بن أميّة إلاّ من رواية سعيد بن مسلمة عنه" اهـ.
وسعيد بن مسلمة هو: ابن هشام الأمويّ قال ابن معين: "ليس بشيء"، وقال أبو حاتم: "ليس بقويّ، هو ضعيف الحديث، منكر الحديث"،
انظر: الجرح والتعديل (4/67) ت/281.
وقال البخاريّ في: (التّأريخ الكبير 3/516 ت/1724) : "فيه نظر".
والكديميّ متّهم (انظر: الجرح والتعديل 8/122 ت/548، والكشف الحثيث ص/254 ت/757) .
والثّانية: طريق عبيد الله العمريّ رواها ابن خلاّد في: (فوائده [2/أب] ) بسنده عن أبي بكر بن عيّاش عن أبي البختريّ عنه به
وأبو البختريّ هو: وهب بن وهب كذّبه ابن معين، وابن حنبل، وابن راهويه، وشعيب بن إسحاق، وأبو حاتم، وغيرهم كما في: (الجرح والتعديل 9/25- 26 ت/116) .
وابن عيّاش اختلط بأخرة، ولا يُدرى متى سمع منه الرّاوي عنه صالح بن عبد الله التّرمذيّ (انظر: التّقريب ص/426 ت/7985، والكواكب النيّرات ص/439 ت/68) .
والثّالثة: طريق محمَّد بن عجلان رواها العُشَاريّ في: (فضائل أبي بكر الصّدّيق ص/59 ورقمها/35) بسنده عن إبراهيم بن راشد عن عليّ بن بحر عن سعيد بن مسلمة عنه به، بمثله
وابن مسلمة تقدّم بيان حاله (ص/881) ولعلّه اضطّرب في رواية هذا الحديث، فجعله مرّة عن إسماعيل بن أُميّة، ومرّة عن ابن عجلان والله أعلم.
وسئل أبو حاتم (كما في: العلل لابنه 2/381) فقال: "هذا حديث مُنْكر".
وللحديث طرق أخرى عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر به، بنحوه رواها: أبو عثمان البحيريّ في: (فوائده [2/14 أ] ) بسنده عن عاصم بن عمر عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر به، بنحوه
وعاصم بن عمر هو: ابن حفص العمريّ ضعّفه ابن معين، وابن حنبل، وأبو حاتم (كما في: الجرح والتعديل 6/346- 347 ت/1915) ، وقال البخاريّ في: (التّأريخ الكبير 6/479 ت/3042) : "منكر الحديث"، وقال النّسائيّ في: (الضّعفاء والمتروكين ص/218 ت/438) : "متروك الحديث".
وجاء نحوه، مختصراً من حديث أبي هريرة رضي الله عنه رواه: الطّبرانيّ في: (المعجم الأوسط 9/121 ورقمه/8254) بسنده عن خالد بن يزيد العمريّ عن إبراهيم بن سعد عن أبيه عن أبي هريرة به، بنحو شطره الأوّل
وقال: "لم يرو هذا الحديث عن إبراهيم بن سعد إلاّ خالد بن يزيد، تفرّد به عليُّ ابن حرب" اهـ.
وقال الهيثميّ في: (مجمع الزّوائد 9/53) : ".. وفيه: خالد بن يزيد العمريّ، وهو كذّاب" اهـ.
وهو كما قال كذّبه ابن معين، وأبو حاتم (كما في: الجرح والتعديل 3/360 ت/1630) ، وابن حبّان في: (المجروحين 1/285) ، وغيرهم.
وممّا سبق يتبيّن أنّ طرق الحديث منها ما هو موضوع، ومنها ما هو ضعيف لا يُعتدّ به، ولاعاضد له، فلا يصحّ عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.

(2/844)


[100]- أَخْبَرَنَا محمَّد بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الفَضْل (1) قال: حدَّثنا أبو
_________
(1) تقدّمت ترجمته انظر ص/63.

(2/846)


الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ (1) قَالَ: حدَّثنا محمَّد بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ (2) قَالَ: حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْأَحْوَلُ (3) قَالَ: حدَّثنا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْليما: "مَا بَيْنَ قَبْرِي (4) ، وَمِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ".
قَالَ الشَّيخ الإِمام أَبو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: "هَذَا حديثٌ غريبٌ مِنْ حَدِيثِ مَالِكٍ عَنْ نَافِعٍ، تَفَرَّدَ بِرِوَايَتِهِ عَنْهُ أَحمد بْنُ يَحْيى الأَحول/ (ج [25/أ] ) (5) ، وتابعه عبد الله بن
_________
(1) هو: الأدميّ، تقدّمت ترجمته أيضا انظر ص/843.
(2) أبو جعفر، الحضرميّ، الملقّب بمطيّن ثقة. مات سنة: سبع وتسعين ومئتين. انظر: الفهرست للنّديم (ص/323) ، والسّير (14/41) ، ولسان الميزان (5/233) ت/815.
(3) ابن المنذر الكوفيّ مولى الأشعريّين
ذكره ابن حبّان في: (الثّقات 8/24) ، وقال: "يخالف، ويخطئ".
وأورده الدّارقطنيّ (ص/117 ت/46) ، وابن الجوزيّ (1/92 ت/271) في كتابيهما في الضّعفاء والمتروكين.
وقال الذّهبيّ في: (الميزان 1/162 ت/651) : "ليس بشيء".
وانظر: لسان الميزان (1/321) ت/972.
(4) قوله: "قبري" رواية بالمعنى؛ لأنّه صلّى الله عليه وسلّم دفن في بيت سُكناه، واللّفظ الصّحيح: "بيتي".
انظر: قاعدة جليلة في التّوسل والوسيلة لابن تَيْميّة (ص/141) رقم النّص/418، والفتح (3/84) ،والأحاديث الواردة في فضائل المدينة للرّفاعيّ (ص/462) .
(5) الحديث من طريق أحمد بن يحيى رواه: الطّحاويّ في: (شرح مشكل الآثار 4/69) ، والعقيليّ في: (الضّعفاء 4/72) ، والخطيب في: (تأريخ بغداد 12/160) ، وأشار إليه ابن عبد البر في: (التّمهيد 17/181) ، وقال: "وهذا أيضا إسناد خطأ، لم يتابع عليه، ولا أصل له" اهـ.
ومداره على: أحمد بن يحيى، وتقدّم بيان درجته (انظر ص/847) .

(2/847)


نافع (1) عن مالك (2) ".
_________
(1) ابن أبي الصّائغ، أبو محمَّد، المدني
وثّقه ابن معين (كما في: تأريخ الدّارميّ عنه ص/153 ت/532) ، والعجليّ في: (تأريخ الثّقات ص/281 ت/897) ، والنّسائيّ (كما في: تهذيب الكمال 16/211) .
وضعّفه الإمام أحمد (كما في: الجرح والتعديل 5/184 ت/856) ، والبخاريّ في: (التّأريخ الصّغير 2/282) ، وأبو زرعة (كما في: سؤالات البرذعيّ له 2/375) ، وقال البرذعيّ في سؤالاته له أيضا (2/732) : "وذكرت أصحاب مالك أي: لأبي زرعة فذكرت عبد الله بن نافع الصّائغ، فكلح وجهه"، وأبو حاتم (كما في: الجرح والتعديل 5/184) ، وقال ابن عديّ في: (الكامل 4/242) : "روى عن مالك غرائب"، وقال الحافظ في: (التّقريب ص/326 ت/3659) : "ثقة، صحيح الكتاب، في حفظه لين".
روى له: بخ، م، 4. ومات سنة: ستّ ومئتين وقيل بعدها
(2) أخرج متابعته العقيليّ في: (الضّعفاء 2/73) ، وأبو بكر المقريء في: (المنتخب من غرائب حديث مالك [4/ب] ، والفوائد [1/17 أ] ) ، وأبو نعيم في: (الحلية 9/324) ، وابن أبي حاتم في: (العلل 1/295) ، والمطريّ في: (التّعريف بما آنست الهجرة ص/21) كلّهم من طرق عنه به
إلاّ أنّه وقع في بعض سنده من المطبوع من علل ابن أبي حاتم تحريف، وسَقَط من إسناد المطريّ: عن مالك عن نافع.
قال أبو زرعة (كما في: العلل لابن أبي حاتم 1/295- 296) وقد سئل عن هذه الطّريق: "هكذا كان يقول عبد الله بن نافع، وإنّما هو مالك عن خبيب بن عبد الرّحمن عن حفص بن عاصم عن أبي سعيد أو عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم".
وقال: (كما في: سؤالات البرذعيّ له 2/375- 376) وقد سئل عن عبد الله بن نافع روايه عن مالك: "ابن نافع عندي منكر الحديث، حدث عن مالك عن نافع عن ابن عمر عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم:" فذكره، ثمّ قال: "وأحاديث غيرها مناكير".
وقال الطّحاويّ يرحمه الله في: (شرح مشكل الآثار 4/69) في هذه الطّريق، والّتي قبلها: "وهذا من حديث مالك يقول أهل العلم: لم يحدّث به عن مالك أحد غير أحمد بن يحيى هذا، وغير عبد الله بن نافع الصّائغ" اهـ.
قلت: بل تابعهما اثنان:
أحدهما: حُبَاب بن جَبَلة، أخرج روايته: العقيليّ في: (الضّعفاء 4/73) عن موسى بن هارون عنه به
وحباب بن جبلة هذا هو: الدّقاّق، كذّبه الأزديّ (كما في: الضّعفاء والمتروكين لابن الجوزيّ 1/186 ت/741) ، ووثّقه موسى بن هارون الحمّال (كما في: لسان الميزان 2/164 ت/729) .
والآخر: إسماعيل بن أبي أويس، أخرج روايته: ابن الجوزيّ في: (مثير العزم السّاكن 2/271- 272 ورقمه/449) عن علي بن عبيد الله عن أبي القاسم البسريّ عن ابن بطّة عن المحامليّ عن البخاريّ عنه به
وابن بطّة مع إمامته في السّنّة، والفقه، وعلمه، وفضله، وصلاحه مُتكلّم فيه من قِبَل حفظه (انظر: تأريخ بغداد 10/371 ت/5536، ولسان الميزان 4/112 ت/230، والتّنْكيل للمعلميّ ص/561 571، وغاية المرام للألبانيّ ص/24) .
هذا، وقال العقيليّ في (الضّعفاء 4/73) بعد أن ذكر بعض الطّرق المتقدّمة: (حديث القعنبيّ أوْلى؛ لأنّ أناسا يروونه في الموطّأ هكذا" اهـ.
ويعني: حديث مالك عن خبيب بن عبد الرحمن، المتقدّم الإشارة إليه في كلام أبي زرعة على طريق عبد الله بن نافع، وهو حديث رواه البخاريّ في صحيحه: (كتاب: الاعتصام بالكتاب والسّنّة، باب: ما ذكر النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وحضّ على اتّفاق أهل العلم إلخ) 9/188- 189 ورقمه/105 عن عمرو بن عليّ عن ابن مهديّ عن مالك به إلاّ أنّ فيه: عن أبي هريرة حسب.
والحديث رواه عن نافع أيضا: عبد الله بن عمر العمريّ، وعبد الله بن عثمان ابن خثيم، وموسى بن عبد الله الجهنيّ
أمّا حديث عبد الله بن عمر، فرواه الطّحاويّ في: (مشكل الآثار 4/68) من طريق محمَّد بن بشر العبديّ،
والدّولابيّ في: (الكنى 2/64) من طريق موسى بن هلال العبديّ، كلاهما عنه به بنحوه إلاّ أنّ في حديث موسى: "وما بين قبري، ومنبري ترعة من ترع الجنّة"، وقد أنكر أهل العلم عليه هذا، وقالوا: هذا خطأ، والصّواب: "روضة من رياض الجنّة"
انظر: الصّارم المنكيّ لابن عبد الهادي (ص/29- 41) ، والميزان (4/226) .
وعبد الله بن عمر، وإن وثّق إلاّ أنّ الجمهور على ضعفه (انظر: التّهذيب 5/326، وتقريبه ص/314 ت/3489) .
وأمّا حديث عبد الله بن عثمان، فرواه الطّبرانيّ في: (المعجم الأوسط 1/360 ورقمه/614، 1/412 ورقمه/737) عن أحمد بن عليّ الأبّار عن أبي حصين الرّازيّ عن يحيى بن سليم عنه به وقال: "لم يرو هذا الحديث عن ابن خثيم إلاّ يحيى، تفرّد به أبو حصين"اهـ.
وفي سنده: يحيى بن سليم، وهو: القرشيّ، الطائفيّ، قال فيه الحافظ في: (التّقريب ص/591 ت/7563) : "صدوق سيّء الحفظ"، لكن قال الإمام أحمد في: (العلل ومعرفة الرّجال 2/480 رقم النّص/3150) : "كان قد أتقن حديث ابن خثيم، وكانت عنده في كتاب"، وهذا منها.
وخالفهما: موسى بن عبد الله، فرواه عن نافع عن ابن عمر موقوفا
أخرج روايته أبو نعيم في: (ذكر أخبار أصبهان 1/353) من طريق نصر بن عليّ الجهضميّ عن زياد بن عبد الله عنه به
وزياد لعلّه: البكائيّ، في حديثه عن غير ابن إسحاق لين (انظر: التّقريب ص/220 ت/2085) .
وروي الحديث أيضا عن ابن عمر من طريقين:
إحداهما: طريق سعيد بن المسيّب عنه، رواها العقيليّ في: (الضّعفاء 2/72) عن محمَّد بن عبد الرّحمن السّلميّ عن محمَّد بن يحيى الأزديّ عن محمَّد بن سليمان بن معاذ عن مالك بن ربيعة عنه به وفيها: محمَّد بن سليمان، منكر الحديث (انظر: الضّعفاء 4/72، والميزان 5/15 ت/7621) .
والأُخْرى: ابنه سالم عنه، رواها الطّبرانيّ في: (المعجم الكبير 12/227 رقم الحديث/13156) عن محمَّد بن أحمد بن أبي خيثمة عن إدريس بن عيسى القطّان عن محمَّد بن بشر عن عبيد الله بن عمر عن أبي بكر بن أبي سالم عن أبيه مطوّلاً وهذا إسناد حسن، إدريس بن عيسى ذكره الخطيب في: (تأريخ بغداد 7/12) ، وقال: "لم يكن به بأس"، وبقيّة رجاله ثقات.
وجاء الحديث عن جماعة من الصّحابة رضوان الله عليهم وعدّه بعضهم في المتواتر من الحديث، كالسّيوطيّ في: (قطف الأزهار المتناثرة ص/187 رقم/69) ، والكتّانيّ في: (نظم المتناثر ص/211) ، وغيرهما.
اتّفق البخاريّ، ومسلم على روايته من حديث عبد الله بن زيد المازنيّ، فرواه البخاريّ في: (أبواب التّطوّع باب: فضل ما بين القبر والمنبر) 2/137 ورقمه/217، ورواه مسلم في: (كتاب الحج، باب: مابين القبر والمنبر روضة من رياض الجنّة 2/1010) ورقمه/1390.
واتّفقا عليه أيضاً من حديث أبي هريرة (كما تقدّم ص/793) يرفعه بلفظ: "ما بين بيتي، ومنبري" الحديث (رواه مسلم في الموضع نفسه من كتاب: الحج 2/1011 ورقمه/1391) .
ورواه مسلم في الموضع المتقدّم أعلاه من كتاب الحج (2/1010) ورقمه/1390.

(2/848)


[101]- أَخبرنا أَبو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ محمَّد بْنِ يُوسُفَ بْنِ دُوْست الْبَزَّازُ (1) : أَخبرنا محمَّد بْنُ جَعْفر المَطِيْريّ (2) قَالَ: حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ حَرْب (3) قَالَ: حدَّثنا أَبو مُعَاوِيَةَ (4) قَالَ: حدَّثنا الأَعْمَش عَنْ أَبي صَالِحٍ (5) عَنْ أَبي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ [وَسَلَّمَ] (6) : "مَثَلِي، وَمَثَلُ النَّبِيِّينَ كَمَثَلِ رَجُلٍ بَنَى دَارً فَأَتَمَّهَا إِلاَّ مَوْضِعَ لَبِنَةٍ (7) وَاْحِدَةٍ، فَجِئْتُ أَنَا، فَأَتْمَمْتُ تِلْكَ اللَّبِنَة".
قَالَ الشَّيخ الإِمام أَبو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: "انْفَرَدَ مُسْلمٌ بِإِخْرَاجِ هَذَا الْحَدِيثِ فِي صَحِيحِهِ، فَرَوَاهُ عَنْ أَبي بكر ابن أَبي شَيْبة، وأَبي كُرَيب محمَّد بْنِ الْعَلَاءِ (8) عَنْ أَبي مُعَاوِيَةَ (9) ، فكأَنَّ شَيْخَنَا أَبا عَبْدِ اللَّهِ سمعه من مُسْلم) ./ (أ [27/ب] ) .
_________
(1) تقدّمت ترجمته انظر ص/50.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا انظر ص/506.
(3) تقدّمت ترجمته أيضا انظر ص/296.
(4) هو: محمَّد بن خازم، تقدّمت ترجمته أيضا انظر ص/519.
(5) هو: ذكوان بن عبد الله، تقدّمت ترجمته أيضا انظر ص/634.
(6) ساقطة من: (أ) ، ومثبتة في: (ج) .
(7) بفتح اللاّم، وكسر الباء، ويقال: بكسر اللاّم، وسكون الباء: واحدة اللَّبِن الّتي يبنى بها الجدار. النّهاية (باب: اللاّم مع الباء) 4/229- 230.
(8) تقدّمت ترجمته انظر ص/522.
(9) صحيح مسلم (كتاب: الفضائل، باب: ذكر كونه صلّى الله عليه وسلّم خاتم النّبيّين) 4/1791.

(2/852)


[102]- أَخبرنا أَبو الْفَتْحِ هِلَالُ بْنُ محمَّد بْنِ جَعْفر الحَفّار (1) قَالَ: أَخبرنا أَبو عَلِيٍّ إِسماعيل بْنُ محمَّد الصَّفَّارُ (2) قَالَ: حدَّثنا عبَّاس بْنُ عَبْدِ اللَّهِ التَّرَقُفِيُّ (3) قَالَ: حدَّثنا رَوّاد بْنِ الجَرّاح (4) قَالَ: حدَّثنا أَبو سَعْد السَّاعِدِيُّ (5) عَنْ أَنس بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا: "مَنْ أَلْقَى جِلْبِابَ (6) الْحَيَاءِ فَلاَ غِيْبَةَ لَهُ".
_________
(1) تقدّمت ترجمته انظر ص/61.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا انظر ص/245.
(3) تقدّمت ترجمته أيضا انظر ص/251.
(4) في الأصل: "رَوَّادُ بْنُ الْحَجَّاجِ بْنِ الْجَرَّاحِ"، وما أثبتّه من: (ج) ، وهو الصّواب، وتقدّمت ترجمته انظر ص/679.
(5) قال أبو زرعة (كما في: الجرح والتعديل 9/378 ت/1759) وقد سئل عنه: "لا أعرف اسمه".
وهو مجهول، قال بجهالته: أبو حاتم (في الموضع نفسه من: الجرح والتعديل، والعلل لابنه 2/111) ، والدّارقطنيّ (كما في: سؤالات البرقانيّ له ص/77 ت/599، وقال: يُترك حديثه) ، والذّهبيّ في: (الكاشف 2/428 ت/6641) وغيرهم.
وانظر: المجروحين لابن حبّان (3/157) ، والتّقريب (ص/643) ت/8119.
(6) الجلباب: الإزار والرّداء، وقيل: الملحفة، وقيل: كالمقنعة تغطّي به المرأة رأسها، وظهرها، وصدرها. النّهاية (باب: الجيم مع اللاّم) 1/283.
وانظر: الفائق للزّمخشريّ (1/209) .
والمراد: الشيء المعنويّ، فمن نحّى غريزة الحياء فلم يستح من العار، ولم يخش العيب، ولم يقطعه حياؤه عن المعاصي فلا غيبة له والله أعلم.

(2/853)


قَالَ الشَّيخ الإِمام أَبو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: "هَذَا حديثٌ غريبٌ مِنْ حَدِيثِ أَنس بْنِ مَالِكٍ، لَا أَعلم رواه عنه/ (ج [25/ب] ) غَيْرُ أَبي سَعْد السَّاعِدِيِّ، وَلَمْ نَكْتُبْهُ إِلاّ مِنْ حَدِيثِ أَبي عِصَام رَوَّادِ بْنِ الْجَرَّاحِ العَسْقلانيَ عن أَبي سَعْد (1) ".
_________
(1) الحديث رواه مؤمّل بن إهاب في: (جزئه ص/99 ورقمه/27) ، والتّرقفيّ في: (حديثه [1/ب] ) ومن طريقه: عيسى بن عليّ الوزير في: (ستة مجالس [193/ب] ) ، وأبو محمَّد بن مخلد في: (فوائده [1/8- أ] ) ، والقضاعيّ في: (الشّهاب 1/263- 264 ورقمه/426- 427) ، والبيهقيّ في: (السّنن الكبرى 10/210، والشّعب 7/108- 109 ورقمه/9664) ، والخطيب في: (تأريخه 8/438) من طريقين، وشهدة في: (فوائدها ص/78 ورقمه/37) كلاهما (المؤمّل، والتّرقفي) عن روّاد بن الجرّاح به
قال مؤمّل: "فلما اختلط روّاد رفع هذا الحديث، ودلّسوا عليه".
وقال البيهقيّ في: السّنن وكان قد ذكر حديث بهز، وسيأتي: "وهذا أيضا ليس بالقويّ والله أعلم".
وقال في الشّعب: "وفي إسناده ضعف"، وضعّفه أيضاً العراقيّ في: المغني (1/167، 2/825) .
وفي سنده: روّاد بن الجرّاح، اختلط بأخرة فتّرك (كما تقدّم ص/679) ، وأبو سعد السّاعديّ مجهول (كما تقدّم ص/697- 698) .
ومنه يتبيّن عدم صحّة ماجاء في فوائد شُهده (ص/80) من أنّ الحديث حَسَن والله تعالى أعلم.
وللحديث طريق أخرى رواها: ابن عديّ في: (الكامل 1/386) ، والخطيب في: (تأريخه 4/171) ومن طريقه: ابن الجوزيّ في: العلل 2/781 ورقمه/1301 من طرق عن الرّبيع بن بدر،
ورواه أبو محمَّد الخلاّل في: (أماليه ص/79 ورقمه/88) بسنده عن حفص بن سليمان، كلاهما عن أبان بن أبي عيّاش عن أنس به قال ابن الجوزيّ: "وهذا الحديث من جنس ما سبق، وفيه متروكان: الرّبيع، وأبان"، وهو كما قال، انظر ترجمة الرّبيع في: (الكامل 3/127، وَالتّقريب ص/206 ت/1883) ، وأبان في: (الكامل 1/381، والميزان 1/10 ت/15) .
وفي سند الخلاّل: بقيّة بن الوليد، يدلّس تدليس التّسوية، ولم يصرّح بالسّماع عمّن فوقه (انظر: طبقات المدلّسين ص/49 ت/117) .
وجاء نحو الحديث من طريق عليّ، وَمعاوية بن حيدة رضي الله عنهما مرفوعا
فأمّا حديث عليّ فرواه: أبو نعيم في: (ذكر أخبار أصبهان 2/209- 210) من حديث إبراهيم بن سلام المكيّ عن ابن أبي فديك عن جعفر بن محمَّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ عن أبيه عن جدّه به
وفيه: إبراهيم بن سلاّم، وهو: أبو إسحاق الهاشميّ، قال فيه أبو أحمد الحاكم في: (الأسامي والكنى 1/170 ت/24) : "ربّما روى ما لا أصل له"، وضعّفه الدّارقطنيّ (كما في: لسان الميزان 1/64) ، والذّهبيّ في: (المغني 1/16 ت/91) ، وأورده ابن عرّاق في: (تنزيه الشّريعة 1/22 ت/28) في الفصل الخاص بسرد أسماء الوضّاعين، والكذّابين.
أمّا حديث معاوية بن حيدة، فرواه ابن أبي الدّنيا في: (الغيبة والنّميمة ص/8788 رقم/84، وَالصّمت ص/151- 152 ورقمه/221) ، والعقيليّ في: (الضّعفاء 1/202) ، والمحامليّ في: (أماليه رواية: ابن البيّع ص/266 ورقمه/262) ، وابن حبّان في: (المجروحين 1/220) ، والطّبرانيّ في: (الكبير 19/418 ورقمه/1010) ، وابن عديّ في: (الكامل 2/173) ، وأبو أحمد الحاكم في: (الأسامي والكنى 1/414- 415) ، والقضاعيّ في: (الشّهاب 2/202 رقم/1185، 2/203 رقم/1186) ، والسّهميّ في: (تأريخ جرجان ص/75) ، والخطيب في تأريخه (1/382، 3/188، 7/262، 268) ، والبيهقيّ في: (السّنن الكبرى 10/210، والشّعب 2/109 ورقمه/9666،9667) ، وابن الجوزيّ في: (العلل المتناهية 2/778- 779 ورقمه/130) وغيرهم، كلّهم من طرق عن الجارود بن يزيد عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جدّه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "أترعون عن ذكر الفاجر، اذكروه بما فيه حتّى يحذره النّاس" واللّفظ للطّبرانيّ
وفيه: الجارود بن يزيد، وهو: أبو الضّحّاك وقيل: أبو عليّ النّيسابوريّ كذّبه غير واحد من الأئمّة، (انظر: الضّعفاء الصّغير للبخاريّ ص/55 ت/53، والميزان 1/384 ت/1429) .
وحكم على حديثه الغماريّ في: (المغير ص/9) ، والألبانيّ في: (سلسلة الأحاديث الضّعيفة والموضوعة 2/52) بالوضع.
وورد الحديث من طرق أخرى عن بهز عند الطّبرانيّ في: (الأوسط 5/189 ورقمه/4369، والصّغير ص/230 ورقمه/589) ، وابن الجوزيّ في: (العلل 2/879 880) إلاّ أنّها لا تصحّ، فقد ذُكِرَ الحديث للإمام أحمد (كما في: تأريخ بغداد 7/262) ، وقيل له: هل رواه غير الجارود عن بهز؟ فقال: "ما علمت".
وقال العقيليّ:"ليس له من حديث بهز أصل، ولا من حديث غيره، ولا يتابع عليه".
هكذا في المطبوع من كتابه، وعند ابن الجوزيّ في: العلل (2/780) نقلاً عنه: "ولا يتابع عليه الجارود من طريق يثبت".
وقال الدّارقطنيّ في: تعليقه على المجروحين لابن حبّان (ص/68) : "هذا حديث الجارود بن يزيد عن بهز، وضعه عليه، وسرقه منه: عمرو بن الأزهر، فحدّث به عن بهز، وعمرو بن الأزهر كذّاب.. وسرقه منه: سليمان بن عيسى السّكّريّ، وكان دجّالاً، فرواه عن الثّوريّ عن بهز بن حكيم. وسرقه: شيخ يعرف بالعلاء بن بشر، فرواه عن سفيان بن عيينة عن بهز، وابن عيينة لم يسمع من بهز شيئا، وغيّر لفظه.."، ونحوه من كلام الخطيب في: تأريخه (7/262) .
وقال ابن حبّان: "والخبر في أصله باطل، وهذه الطّرق كلّها بواطيل، لا أصل لها".
هذا، وقد روي حديث معاوية هذا بلفظ آخر هو: (ليس لفاسق غيبة) ، رواه: الطّبرانيّ في: (الكبير 19/418 ورقمه/1011) ، وابن عديّ في: (الكامل 5/221) ، وأبو الشَّيخ في: (طبقات المحدّثين بأصبهان 3/478 ورقمه/638) ، وأبو بكر الفقيه في: (مجلس من الأمالي [15/ب] ) ، وأبو بكر الدّقّاق في: (حديثه [2/42 ب] ) ، والهرويّ في: (ذمّ الكلام [4/81 أ] ) ، والبيهقيّ في: (الشّعب 3/109 ورقمه/9665) ، والقضاعيّ في: (الشّهاب 2/202 رقم/1185، 2/203 رقم/1186) ، والخطيب في: (الكفاية ص/42) ، والواحديّ في: (التّفسير [4/82 أ] ) ، وابن الجوزيّ في: (العلل 2/780- 781) ، وغيرهم، كلّهم من طرق عن جعدبة ابن يحيى اللّيثيّ عن العلاء بن بشر عن سفيان بن عيينة عن بهز به
قال ابن عديّ: "هذا معروف بالعلاء بن بشر"، وسبق النّقل عن الدّارقطنيّ بأنّ العلاء سرقه فحدّث به.
وقال الحاكم: "هذا غير صحيح، ولا معتمد".
والعلاء بن بشر قال فيه ابن عديّ: "لا يعرف"، وقال عن حديثه بهذا اللّفظ: "غير معروف"، وذكره ابن حبّان في: (الثّقات 8/504) ، وقال: "شيخ يروي عن ابن عيينة، روى عنه جعدبة بن يحيى المناكير".
وقال الدّارقطنيّ (كما في: لسان الميزان 2/105) في جعدبة: "متروك".
وهو بهذا اللّفظ باطل أيضا قال ببطلانه: الدّارقطنيّ، والخطيب، وابن القيّم (كما في: المنار المنيف ص/134) ، وأبو حفص الموصليّ في: (المغني عن الحفظ والكتاب ص/497) ، والسّخاويّ في: (المقاصد الحسنة ص/354) ، وابن هِمَّات في: (التّنكيت ص/159) ، والألبانيّ في: (السّلسلة الضعيفة 2/53) ، وغيرهم.

(2/854)


[103]- أَخبرنا أَبو محمَّد عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ يَحْيى الْبَيِّعُ (1) قَالَ: حدَّثنا الحُسين بْنُ إِسماعيل الْمَحَامِلِيُّ (2) قَالَ: حدَّثنا فَضْل
_________
(1) تقدّمت ترجمته انظر ص/52.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا.. انظر ص/492.

(2/857)


ابن سَهْل (1) قَالَ: حدَّثنا حَجّاج بْنُ محمَّد (2) قَالَ: حدَّثنا يُونس بْنُ أَبي إِسحاق (3) عَنْ أَبي إِسْحَاقَ (4) عَنْ أَبي جُحَيْفة (5) عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا: "مَنْ أَصَاْبَ (6) فِي الدُّنْيَا ذَنْبَا فَعُوْقِبَ بِهِ فَاللهُ تَعَالَى أَعْدَلُ مِنْ أَنْ يُثَنِّيَ (7) عُقُوْبَتَهُ عَلَى عَبْدِهِ.
_________
(1) تقدّمت ترجمته أيضا.. انظر ص/808.
(2) المصّيصيّ بكسر الميم، والياء المنقوطة باثنتين من تحتها بين الصّادين المهملتين، الأولى مشدّدة أبو محمَّد، الأعور ثقة ثبت، تغيّر في آخر عمره، لمَّا قدم بغداد قبل موته. روى له: ع. ومات سنة: ستّ ومئتين.
انظر: الطّبقات الكبرى (7/333) ، والكاشف (1/313) ت/942، والتّقريب (ص/153) ت/1135.
(3) تقدّمت ترجمته انظر ص/784.
(4) هو: السّبيعيّ ثقة إلاّ أنّه يدلّس، وتغيّر بأخرة.
روى له: ع. ومات سنة: تسع وعشرين ومائة وقيل قبل ذلك.
انظر: الجرح والتعديل (6/243) ت/1347، والميزان (4/190) ت/6393، والتّقريب (ص/423) ت/5065، وطبقات المدلّسين (ص/42) ت/91.
(5) بضمّ الجيم، وفتح الحاء المهملة، وسكون المثنّاة التّحتييّة قبل الفاء وهو: وهب بن عبد الله السّوائيّ بضمّ السّين المهملة، وتخفيف الواو، والمدّ له صحبة.
انظر: الإصابة (3/642) ت/9166، وأسد الغابة (5/95) .
(6) أي: نال انظر: النّهاية (باب: الصّاد مع الواو) 3/57، ولسان العرب (حرف: الباء الموحدة، فصل: الصّاد المهملة) 1/536.
(7) بتشديد النّون من الثّني بالكسر، والقصر: أن يفعل الشّيء مرّتين.
انظر: النّهاية (باب: الثّاء مع النّون) 1/224، وتحفة الأحوذيّ (7/378) .

(2/858)


وَمَنْ أَذْنَبَ ذَنْبا فِي الدُّنْيَا فَسَتَرَ اللهُ عَلَيْهِ، وَعَفَا عَنْهُ، فَاللهُ تَعَالَى أَكْرَمُ أَنْ يَعُوْدَ فِي شَيْءٍ قَدْ عَفَا عَنْهُ".
قَالَ الشَّيخ الإِمام أَبو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: "هَذَا حديثٌ غريبٌ مِنْ حَدِيثِ أَبي جُحَيفة وَهْب بْنِ عَبْدِ اللَّهِ السُّوائيّ عَنْ أَمير الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبي طَالِبٍ [رضي الله عنه] (1) ، وَمِنْ رِوَايَةِ أَبي إِسْحَاقَ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللَّهِ السَّبِيعِيِّ عَنْ أَبي جُحيفة، لا أَعلم/ (أ [38/أ] ) رَوَاهُ سِوَى يُونُسُ بْنُ أَبي إسحاق عن أَبيه (2) ".
_________
(1) زيادة من: (ج) .
(2) تابع يونس في الرواية عن أبيه جماعة منهم:
1- أبو حمزة الثّماليّ، أشار لروايته الدّارقطنيّ في: (العلل 3/128) ، وهو ضعيف (انظر ترجمته في: تهذيب الكمال 4/357) .
2- الخليل بن مرّة أخرج روايته الدّارقطنيّ في: الأفراد (ترتيب ابن القيسرانيّ [51/ب] ) ، وقال: "غريب من حديث الخليل بن مرّة عن أبي إسحاق، تفرّد به القاسم بن عيسى أبو العبّاس الضرير عنه".
والخليل ضعيف (انظر ترجمته في: التّقريب ص/196 ت/1757) .
3، 4، 5- مسعر بن كدام، والثّوريّ، وخطاب بن كيسان، أشار لروايتهم الدّارقطنيّ أيضا في: الأفراد (ترتيب ابن القيسرانيّ [51/ب] ) ، وقال: "وتفرّد به عنهم محمَّد بن القاسم الأسديّ"، وهو: أبو القاسم الكوفيّ، قال الحافظ في: (التّقريب ص/502 ت/6229) : "كذّبوه".
6،7- الحكم بن عبد الله النصريّ، وحفص بن سليمان، أشار لروايتهما الدّارقطنيّ في: علله (3/128) ، وقال: "واختلف عن حفص بن سليمان، وأبي حمزة، فقيل: عن حفص عن أبي إسحاق عن عون بن أبي جحيفة عن أبيه عن عليّ، وهذا القول وهم من قائله، والصّحيح عن أبي إسحاق عن أبي جحيفة" اهـ.
وحفص بن سليمان هو: أبو عمر المقريء، متروك الحديث (انظر: التّقريب ص/172 ت/1405) ، والحكم ذكره ابن حبّان في: (الثّقات 6/186) ، وقال الذّهبيّ في: (المغني 1/184 ت/1659) : "مجهول".
والحديث من طريق حجّاج عن يونس عن أبيه رواه أيضا: التّرمذيّ في: (الجامع 5/17- 18 ورقمه/2626) ، وابن ماجه في: (السّنن 2/868 ورقمه/2604) ، وأحمد في: (المسْند 1/99، 159) ، وابن أبي الدّنيا في: (حسن الظّنّ بالله ص/40 ورقمه/52، وَالتّوبة ص/111- 112 ورقمه/136) ، والبزّار في: (المسند 2/125 ورقمه/482) ، والطّبرانيّ في: (الصّغير ص/55 ورقمه/46) ، والدّراقطنيّ في: (السّنن 3/215) ، والحاكم في: (المستدرك 2/445، 4/262، 388) ، والبيهقيّ في: (السّنن الكبرى 8/328) ، والقضاعيّ في: (الشّهاب 1/303 ورقمه/503) ، والضّياء في: (المختارة 2/384- 385 الأحاديث ذوات الأرقام/767، 768، 769، 770) وغيرهم، كلّهم من طرق عنه به
قال التّرمذيّ: "وهذا حديث حسن غريب".
وقال البزّار: "وهذا الحديث لا نعلم رواه عن يونس بن أبي إسحاق عن أبيه عن أبي جحيفة عن عليّ إلاّ الحجّاج"، وبنحوه قال الطّبرانيّ.
هذا، وقد روي الحديث من طريق عبد الملك بن أبي سليمان عن أبي حمزة الثّماليّ به موقوفا على عليّ رواه: عبد بن حميد في: مسنده (المنتخب ص/58 رقم/87) ، والبزّار في: مسنده (2/126- 127 ورقمه/4083) وأشار إليه الدّارقطنيّ في: علله (3/129) عن الحسن بن خلف عن إسماعيل بن يوسف عنه به
وهذا بالإضافة إلى أبي حمزة فيه: الحسن بن خلف، يتكلّمون فيه (انظر: الكامل 2/334) ، وقال الحافظ في: (التّقريب ص/160 ت/1237) : "صدوق له أوهام".
وعبد الملك بن أبي سليمان صدوق له أوهام أيضا (كما في: التّقريب ص/363 ت/4184) .
وللحديث شواهد عن عدد من الصّحابة رضوان الله تعالى عليهم منها: حديث عبادة بن الصّامت، رواه البخاريّ في اثني عشر موضعا من صحيحه، منها في: (كتاب: الإيمان، باب كذا دون ترجمة) 1/19 رقم الحديث/17.
ومسلم في: (كتاب: الحدود، باب: الحدود كفّارات لأهلها) 3/1333 ورقمه/1709.

(2/859)


[104]- أَخبرنا أَبو سَهْل مَحْمُودُ بْنُ عُمَر بْنِ جَعْفر العكبريَ (1) قَالَ: حدَّثنا أَبو صَالِحٍ سَهْل بْنُ إِسماعيل بْنِ سَهْل الطَّرَسُوسِيُّ (2) قَالَ: حدَّثنا أَحمد بْنُ عُمَرَ بْنِ موسى بن زَنْجُويه المقريء (3) قَالَ: حدَّثنا إِبراهيم بْنُ الْمُنْذِرِ (4) قَالَ: حدَّثنا إِبراهيم بْنُ مُهَاجر بن مِسْمار (5) / (ج [26/أ] )
_________
(1) تقدّمت ترجمته انظر ص/58.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا انظر ص/696.
(3) أبو العبّاس القطّان، المُخَرِّميّ ترجم له الخطيب في: (تأريخه 4/287 ت/2043) وذكر جماعة ممّن رووا عنه، وقال: "وكان ثقة مات في سنة: أربع وثلاثمائة".
(4) ابن عبد الله بن المنذر القرشي، الأسديّ، أبو إسحاق، المدنيّ صدوق.
روى له: خ، ت، س، ق. ومات سنة: ستّ وثلاثين ومئتين.
انظر: الجرح والتعديل (2/139) ت/450، والكاشف (1/225) ت/208، والتّقريب (ص/94) ت/253.
(5) المدنيّ قال ابن معين (كما في: تأريخ الدّارميّ عنه ص/72 ت/154) : "صالح ليس به بأس"
وضعّفه: البخاريّ في: (الضّعفاء الصّغير ص/29 ت/9) ، والنّسائيّ في: (الضّعفاء والمتروكين ص/146 ت/8) ، وأبو حاتم (كما في: الجرح والتعديل 2/133 ت/422) ، وابن حجر في: (التّقريب ص/94 ت/255) ، وغيرهم، وأطلق ابن طاهر في: (معرفة التّذكرة ص/108 ت/164) القول فيه بالكذب.
وانظر: الضّعفاء والمتروكين للدّارقطنيّ (ص/107) ت/20، والميزان (1/67) ت/224.

(2/861)


قَالَ: حدَّثنا عُمر بْنُ ذَكْوَانَ ,
كَذَا فِي أَصل كِتَابِي، وإِنّما هُوَ: حَفْص بْنُ عُمر بْنِ ذَكْوَانَ (1) عَنْ مَوْلَى الحُرَقة (2) عَنْ أَبي هريرة قال:
_________
(1) كذا في النسختين، والصّواب: عمر بن حفص بن ذكوان، كما في: (الجرح والتعديل 2/133) في شيوخ ابن مهاجر، وكما في تلاميذ مولى الحرقة في: (تهذيب الكمال 18/18) ، وهو كذلك في جميع المصادر الّتي ورد فيها سند الحديث وسيأتي ذكرها في تخريجه إن شاء الله.
وعمر بن حفص بن ذكوان هو: أبو حفص المدنيّ ويقال: هو عمر بن أبي خليفة حجّاج بن غياث، وفرّق بينهما البخاريّ في: التّأريخ الكبير (انظره: 6/150 ت/1993، 6/152 ت/2002) ، والعقيليّ في: الضّعفاء (انظره: 3/155، 3/156) والله أعلم.
قال الإمام أحمد في: (العلل 3/300 رقم النّص/5333) : "تركنا حديثه، وخرّقناه".
وقال ابن المدينيّ (كما في: الضّعفاء والمتروكين لابن الجوزيّ 2/206 ت/2449) ، والنّسائيّ في: (الضّعفاء والمتروكين ص/221 ت/461) : "ليس بثقة".
وقال ابن حبّان في: (المجروحين 2/84) : "كان ممّن يشتري الكتب، ويحدّث بها من غير سماع، ويجيب فيما يُسأل وإن لم يكن ممّن يحدّث به".
مات بعد المئتين.
وانظر: الميزان (4/109) ت/6075.
(2) بضمّ المهملة، وفتح الرّاء، بعدها قاف واسمه: عبد الرّحمن بن يعقوب الجهنيّ، المدنيّ ثقة، من الثالثة. روى له: ر، م، 4.
انظر: تأريخ الدّارميّ عن ابن معين (ص/173) ت/623، والثّقات للعجليّ (ص/301) ت/994، والتّقريب (ص/353) ت/4046.
هذا، وتوهّم ابن أبي عاصم في: (السّنّة 1/269) أنّ مولى الحرقة هذا هو ابن المترجم هنا، واسمه: العلاء (له ترجمة في: تهذيب الكمال 22/520 ت/4577) فقد ورد عنده أثناء سياق سند الحديث:".. عن مولى الحرقة قال أبو بكر: وهو العلاء إن شاء الله.." وهذا وهم منه يرحمه الله، وإنّما هو عبد الرّحمن بن يعقوب كما تقدّم وهو الّذي نصّ عليه ابن خزيمة في: (التّوحيد 1/402- 403) ، والخطيب في كلامه على الحديث هنا (انظر ص/807) ، وابن عساكر في: (تأريخه 12/31 أ) ، وابن حجر في: أطراف العشرة (كما في: اللآلئ المصنوعة للسّيوطيّ 1/10) .

(2/862)


قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْليما: "إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَرَأَ: "طه"، وَ "يس" (1) قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ بِأَلفِ عاْمٍ. فَلَمَّا سَمِعَتِ الْمَلاَئِكَةُ الْقُرْآنَ قَاْلَتْ: طُوْبَى (2) لأُمَّةٍ يُنْزِلُ هَذَا عَلَيْهَا، وَطُوْبَى لأَجْوَاْفٍ تَحْمِلُ هَذَا، وَطُوْبَى لأَلْسُنٍ تَكَلَّمُ بِهَذَا".
_________
(1) يعني: السّورتين.
(2) اسم للجنّة، وقيل: شجرة فيها.
انظر: النّهاية (باب: الطّاء مع الواو) 3/141، ولسان العرب (حرف: الباء الموحدة، فصل: الطّاء المهملة) 1/564- 565.

(2/863)


قَالَ الشَّيخ الإِمام أَبو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: "هَذَا حديثٌ غريبٌ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْقوب مَوْلَى: الحُرَقة عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ، تَفَرَّدَ بِرِوَايَتِهِ إِبراهيم بْنُ مُهَاجر بْنِ مِسْمار الْمَدِينِيُّ عَنْ حَفْص بْنِ عُمر بْنِ ذَكْوان عَنْهُ (1) .
_________
(1) الحديث رواه أيضا الدّارميّ في: (سننه 2/547- 548 ورقمه/3414) ، ويعقوب في: (المعرفة والتّأريخ 3/496) ومن طريقه اللالكائيّ في: (شرح أصول اعتقاد أهل السّنّة والجماعة 2/226 ورقمه/369) ، وابن أبي عاصم في: (السّنّة 1/269 ورقمه/607) ، وابن خزيمة في: (التوحيد 1/402- 403 ورقمه/236) ، والعقيليّ في: (الضّعفاء 1/66) ومن طريقه ابن الجوزيّ في: الموضوعات (1/109) ، وابن حبّان في: (المجروحين 1/108) ، والطّبرانيّ في: (المعجم الأوسط 5/452 ورقمه/4873) ، وابن عديّ في: (الكامل 1/216) ، وأبو الشَّيخ في: (طبقات المحدثين بأصبهان 3/243- 244 ورقمه/472) ، وابن منده في: (التّوحيد 3/316 ورقمه/913) ، وتمّام في: (الفوائد 1/132- 133 ورقمه/303، 1/133 ورقمه/305) ومن طريقه ابن عساكر في: تأريخه 12/31 أ) واللالكائيّ في: (شرح أصول اعتقاد أهل السّنّة 2/226 ورقمه/368) ، والبيهقي في كتابيه: (شعب الإيمان 2/476- 477 ورقمه/2450، والأسماء والصّفات 1/566 ورقمه/491، 1/567 ورقمه/492) ، والذّهبيّ في: (السّير 10/690- 691) ، وأشار إليه أبو نعيم في: (ذكر أخبار أصبهان 2/106) وغيرهم، من طرق عن إبراهيم بن المنذر عن ابن مهاجر به
إلاّ أنّه في الموضع الثّاني من فوائد تمّام: "عن عمر بن حفص بن ذكوان عن عبد الرّحمن بن الحارث عن أبي هريرة" وهذا غلط، فقد قال ابن أبي عاصم في: (السّنّة 1/269) أثناء سياقه للحديث: "وكان الحزاميّ لا يقول لنا قط إلاّ مولى الحرقة، ومن قال غير هذا فقد غلط عليه".
قال ابن حبّان عقب الحديث: "وهذا متن موضوع".
وقال ابن عديّ وقد ذكر معه حديثا آخر: "والحديث الأول يرويه ابن مهاجر بن مسمار، ولا أعلم يرويه غيره" إلى أن قال: ".. وإبراهيم بن مهاجر لم أجد له حديثا أنكر من حديث: "قرأ طه، ويس" لأنّه لم يروه إلاّ إبراهيم بن مهاجر، ولا يروي بهذا الإسناد، ولا بغير هذا الإسناد هذا المتن إلاّ إبراهيم بن مهاجر هذا) .
وقال ابن الجوزيّ: "هذا حديث موضوع".
وقال الذّهبيّ: "هذا حديث منكر؛ فابن مهاجر، وشيخه ضعيفان".
وقال ابن كثير في: (تفسيره 3/148) وقد ذكر الحديث: "هذا حديث غريب، وفيه نكارة.." وأعلّه بابن مهاجر، وشيخه أيضا
وأورد جماعة ممّن ألّف في الموضوعات هذا الحديث في مؤلفاتهم كابن طاهر في: (معرفة التّذكرة ص/108 برقم/164) ، وابن عرّاق في: (تنزيه الشريعة في الفصل الثّاني من كتاب: التّوحيد 1/139) ، والسّيوطيّ في: (اللآليء المصنوعة 1/10) وغيرهم.
هذا، وتعقّب الحافظ ابن حجر في: أطراف العشرة (كما في: اللآلئ 1/10) بعض من قال بوضعه، فقال: "زعم ابن حبّان، وتبعه ابن الجوزيّ أنّ هذا المتن موضوع، وليس كما قالا؛ فإنّ مولى الحرقة هو: عبد الرّحمن بن يعقوب من رجال مسلم، والرّاوي عنه وإن كان متروكا عند الأكثر ضعيفا عند البعض فلم ينسب للوضع، والرّاوي عنه لا بأس به، وإبراهيم بن المنذر من شيوخ البخاريّ" اهـ.
وهذا الكلام وجيه، إلاّ ما ذكره من حال ابن مهاجر أنّه لا بأس به، وهو هنا وإن كان اختار قول ابن معين فيه، إلاّ أنّ الجمهور على ضعفه، وأطلق ابن طاهر فيه القول بالكذب، وقول الجمهور هو ما اختاره في: التّقريب (انظر ص/451) .
وللحديث وجه آخر رواه: ابن عديّ في: (الكامل 1/216) بسنده عن أنس رضي الله عنه وفيه: ابن مهاجر، وعمر بن حفص أيضا، جعلاه عن أنس!
وعزاه السّيوطيّ في: (اللآلئ 1/10) إلى الدّيلميّ، وقال ابن عرّاق في: (تنزيه الشّريعة 1/139) : "وفي سنده: محمَّد بن سهل بن الصّبّاح، فإن يكن هو العطّار فقد مرّ في المقدّمة [1/106] أنّه: وضّاع، وإلاّ فمجهول، وعنه علي بن جعفر بن عبد الله الأنصاريّ الأصبهانيّ لم أعرفه، وعن هذا محمَّد بن عبد العزيز قال الخطيب: فيه نظر" اهـ. [وقول الخطيب في: تأريخه (2/353 ت/859) ] .
هذا، وحكم الألبانيّ في تعليقه على كتاب السّنّة لابن أبي عاصم (1/269) على الحديث بأنّه ضعيف جدًّا، وهو كما قال والله تعالى أعلم.

(2/864)


وَفِي الْكُوفِيِّينَ إِبراهيم بْنُ مُهَاجر اِثنان:
أَحدهما: إِبراهيم بْنُ مُهَاجِرِ بن جابرالبجليّ (1) ،
سَمِعَ: طَارِقَ بْنَ شِهاب (2) ، وقَيْس بْنَ أَبي حَازِمٍ (3) ، وَزَيْد بْنَ وَهْب (4) ، ومجاهدًا، وإِبراهيم النّخعيّ (5) .
_________
(1) أبو إسحاق، الكوفيّ له ترجمة في: الطّبقات الكبرى لابن سعد (6/331) ، وتهذيب الكمال (2/211) ت/250، والميزان (1/67) ت/225.
(2) ابن عبد شمس البجليّ، أبو عبد الله، الكوفيّ
انظر ترجمته في: الطبقات الكبرى لابن سعد (6/66) ، وتهذيب الكمال (13/341) .
(3) واسمه: حصين ابن عوف البجليّ، أبو عبد الله، الكوفيّ
انظر ترجمته في: التّأريخ الكبير (7/145) ت/648، والاستيعاب لابن عبد البر (3/247) ، وتهذيب الكمال (24/10) ت/4896.
(4) الجهنيّ، أبو سليمان، الكوفيّ
انظر ترجمته في: تأريخ أبي زرعة الدّمشقيّ (ص/676) ، وأسد الغابة (2/149) ت/1879، وتهذيب الكمال (10/111) ت/2131.
(5) تقدّمت ترجمته انظر ص/715.

(2/866)


روى عنه: مِسْعَر بن كِدَام (1) ، وَسفيان الثّوريّ، وَشُعْبة، وَزهير بن معاوية (2) ، وأَبو عوانة (3) .
وَالْآخَرُ: إِبراهيم بْنُ مُهَاجِرٍ الأَزديّ (4) ، حَدَّثَ عَنْ: جَعْفر بْنِ محمَّد بن/أ [38/ب] عَلِيٍّ (5) ، وسُليمان الأَعْمَش، وَغَيْرِهِمَا.
رَوَى عَنْهُ: حَفْص بْنُ رَاشِدٍ (6) ، وَحسن بن حُسين العُرنيّ" (7) / (ج [26/ب] )
[105]- أَخبرنا أَبو بَكْرٍ محمَّد بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبان الْهِيتِيُّ (8) قَالَ: حدَّثنا أَبو الطَّيِّبِ أَحمد بْنُ إِبراهيم بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ (9) قال: حدَّثنا أَبي (10)
_________
(1) تقدّمت ترجمته أيضاً انظر ص/838.
(2) الجعفيّ، أبو خيثمة، الكوفيّ
انظر ترجمته في: الجر ح والتعديل (3/588) ت/2674، والمشاهير (ص/186) ت/1482، وتهذيب الكمال (9/420) ت/2019.
(3) هو: الوضّاح بن عبد الله، تقدّمت ترجمته انظر ص/815.
(4) لم أقف على ترجمة له.
(5) المعروف بالصّادق، تقدّمت ترجمته انظر ص/524.
(6) الجعفيّ له ترجمة في: الجرح والتعديل (3/172) ت/742.
(7) بضمّ العين، وفتح الرّاء المهملتين، وفي آخرها النّون الكوفيّ، من رؤوس الشّيعة في وقته انظر ترجمته في: الجرح والتعديل (3/6) ت/20، والكامل (2/332) ، والميزان (2/6) ت/1828.
(8) تقدّمت ترجمته انظر ص/55.
(9) تقدّمت ترجمته أيضا انظر ص/522.
(10) لم أقف على ترجمة له.

(2/867)


قَالَ: حدَّثنا وَكِيعٌ عَنْ أَبي بكر الهُذَليّ (1) عَنْ قَتَادَةَ (2) قَالَ: أَخذ ابْنُ عبّاس بِطَرْفِ لِسَانِهِ يَلُوْكه (3) ، فَقَالَ: "قُلْ خَيراً تَغْنَمْ، أَوْ أُسْكَتْ تَسْلَم" (4) .
_________
(1) في (أ) : "الذّهليّ"، وما أثبتّه من: (ج) ، وهو الصّواب.
وهو: سُلمي بن عبد الله وقيل اسمه: روح البصريّ قال ابن معين في: (التّأريخ رواية: الدّوريّ 2/697) : "ليس بشيء"، وكذّبه غندر (كما في: الجرح والتعديل 4/313 ت/1365) ، واتّهمه ابن حبّان في: (المجروحين 1/359) . وقال ابن حجر في: (التّقريب ص/625 ت/8002) : "أَخْبَاريّ، متروك الحديث". روى له: ق. ومات سنة: سبع وستّين ومائة.
(2) هو: ابن دعامة، تقدّمت ترجمته انظر ص/605.
(3) من (اللّوك) : أهون المضغ، ويطلق أيضا ويراد به: إدارة الشيء في الفمّ. انظر: النّهاية (باب: اللاّم مع الواو) 4/278، ولسان العرب (حرف: الكاف، فصل: اللاّم) 10/484.
(4) الأثر رواه: وكيع في: (الزّهد 2/550 برقم/286) ، وهو من هذا الطّريق عن ابن عبّاس فيه: أبو بكر الهذليّ، وهو متروك (كما تقدّم أعلاه) .
وقتادة لم يسمع من ابن عبّاس (انظر: المراسيل لابن أبي حاتم ص/139 ت/310، وجامع التّحصيل للعلائي ص/254 ت/633) .
وللأثر خمسة طرق أخرى عن ابن عبّاس:
أوّلها: طريق سعيد بن جبير رواها: الإمام أحمد في كتابيه: (الزّهد ص/278 ورقمها/1041، وفضائل الصّحابة ص/952 ورقمها/1844) عن ابن مهديّ عن الحسن بن أبي جعفر عن أبي الصّهباء عنه به، بنحوه، وابن أبي جعفر ضعيف (انظر: ... الكاشف 1/322 ت/1017) .
والثّانية: طريق مطرّف بن عبد الله بن الشّخّير رواها: ابن أبي الدّنيا في: (الصّمت ص/259- 260 ورقمها/442) عن الحسن بن الصّبّاح عن إسحاق بن منصور السّلوليّ عن عبد السّلام بن حرب عن سعيد الجريريّ عنه به، بنحوه، مطوّلاً
وعبد السّلام بن حرب له مناكير (انظر: التّقريب ص/355 ت/4067) .
والجريريّ اختلط، ولا يُدْرى متى سمع منه عبد السّلام (انظر: الكواكب النّيّرات ص/178 ت/24) .
ولم أقف على ما يدلّ أنّ مطرّفا سمع من ابن عبّاس والله تعالى أعلم.
والثّالثة: طريق إسماعيل بن مسلم البصريّ العبديّ رواها: ابن أبي الدّنيا في: (الصّمت أيضا ص/59 ورقمها/45) عن إسحاق بن إسماعيل (هو: الطّالقانيّ) عن سفيان (هو: ابن عيينة) عنه به، بنحوه
وهذا إسناد رجاله ثقات، إلاّ أنّ إسماعيل بن مسلم لم يسمع من ابن عبّاس، عدّه الحافظ في: (التّقريب ص/110 ت/483) من الطّبقة السّادسة، ولا يَثْبت لأصحابها لقاء أحد من الصّحابة (كما ذكره في المقدّمة ص/75) والله تعالى أعلم.
والرّابعة: طريق عنبسة الخوّاص رواها: ابن أبي الدّنيا في: (الصّمت أيضا ص/320 ورقمها/579) عن أزهر بن مروان عن جعفر بن سليمان عنه به، بنحوه
وأزهر، وجعفر صدوقان (كما في: التّقريب ص/98 ت/312، ص/140 ت/942) ، والخواص لم أقف على ترجمة له.
والخامسة: رجل عنه رواها: ابن المبارك في: (الزّهد 1/339 رقمها/354) ومن طريقه: الإمام أحمد في فضائل الصّحابة (ص/952 ورقمها/1846) ، عنه وعن عبد الوهّاب بن عبد المجيد، وفي: الزّهد (ص/279 برقم/1045) عن عبد الوهّاب فقط، وابن أبي عاصم في: (الزّهد والصمّت [2/ب] ) ومن طريق أحمد في الزّهد: أبو نعيم في: (الحلية 1/327- 328) عن سعيد بن إياس الجريريّ عنه به، بنحوه أيضا
ولعّل الرّجل المبهم هنا هو: مطرّف بن الشّخّير؛ فإنّه تقدّم معنا (ص/811) أنّ ابن أبي الدّنيا رواه من طريق عبد السّلام بن حرب عن الجريريّ عن مطرّف عن ابن عبّاس به.. فإن كان هو فهذا إسناد صحيح، عبد الوهّاب بن عبد المجيد سمع من الجريريّ قبل الاختلاط (انظر: الكواكب النّيّرات ص/183 ت/24) .
وفي معنى الأثر عدّة أحاديث مرفوعة منها:
حديث أبي شريح الخزاعيّ رضي الله عنه بلفظ: "مَنْ كانَ يُؤمنُ بالله، وَاليومِ الآخرِ فَليقُل خَيرًا، أوْ ليسْكُت" رواه البخاريّ في: (كتاب: الرّقاق، باب: حفظ اللّسان) 8/180 ورقمه/63.
ومسلم في: (كتاب: الإيمان، باب: الحثّ على إكرام الجار والضّيف، ولزوم الصّمت إلاّ عن الخير، وكون ذلك كلّه من الإيمان) 1/69 ورقمه/48.
ونحوه حديث أبي هريرة رضي الله عنه رواه: البخاريّ في الموضع المتقدّم نفسه برقم (62) .
ومسلم في الموضع المتقدّم نفسه أيضا (1/68) ورقمه/47.

(2/868)


[106]- قَالَ حدَّثنا أَبو أَحمد عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ محمَّد بْنِ أَحمد الْفَرَضِيُّ (1) قَالَ: حدَّثنا أَحمد بْنُ سَلْمَانَ النَّجَّاد (2) قَالَ: حدَّثنا بِشْر بْنُ مُوسَى (3) قَالَ: حدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ (4) قَالَ: حدَّثنا يحيى بن
_________
(1) تقدّمت ترجمته انظر ص/48.
(2) الحنبليّ، أبو بكر، البغداديّ صدوق، انتقد الدّارقطنيّ عليه (كما في: سؤالات السّلميّ ص/103 ت/12) تحديثه من كتاب غيره بما لم يكن في أصوله.
لكن اعتذر له الخطيب في: (تأريخه 4/191) بأنّه قد كُفّ بصره في آخر عمره، فلعلّ بعض طلبة الحديث قرأ عليه ما ذكره الدّارقطنيّ.
مات سنة: ثمان وأربعين وثلاثمائة.
وانظر: الأنساب (5/457) ، ولسان الميزان (1/180) ت/576.
(3) ابن صالح الأسديّ، أبو عليّ، البغداديّ ثقة. مات سنة: ثمان وثمانين ومئتين. انظر: تأريخ بغداد (7/86) ت/3523، وطبقات الحنابلة (1/121) ت/143، وتذكرة الحفّاظ (2/611) .
(4) ابن مسلم العجليّ، والد أحمد بن عبد الله صاحب: تأريخ الثّقات ثقة، مات سنة: إحدى عشرة ومئتين.
انظر: الثّقات لابن حبّان (8/352) ، وتأريخ بغداد (9/477) ت/5109، والتّقريب (ص/308) ت/3389.

(2/870)


عبد الملك بن أَبي غَنِيَّة (1) قَالَ: كَتَبَ الأَوزاعيّ إِلَى أخٍ لَهُ: "أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّهُ قَدْ أُحِيْطَ بِكَ مِنْ كُلِّ جَاْنِبٍ، وَاعْلَمْ أَنَّهُ يُسَاْرُ بِكَ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، فَاحْذَر اللهَ تَعَالَى، وَالْمَقَاْمَ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَلْيَكُنْ
_________
(1) بفتح المعجمة، وكسر النّون، وتشديد التّحتانيّة الخزاعيّ، أبو زكريّا، الكوفيّ
وثّقه ابن سعد في: (الطّبقات الكبرى 6/393) ، وابن معين (كما في: تأريخ الدّارميّ عنه ص/234 ت/908) ، والإمام أحمد في: (العلل 3/189 رقم النّص/4815، 3/310 رقم النّص/5383) ، وأبو داود (كما في: تهذيب الكمال 31/448) ، والعجليّ في: (تأريخ الثّقات ص/474 ت/1817) ، والدّارقطنيّ (كما في سؤالات البرقانيّ له ص/70 ت/534) ، والذّهبيّ في: (الكاشف 2/370 ت/6206) ، وغيرهم.
ولم يتكلّم فيه فيما وقفت عليه إلاّ ابن عديّ، فقد ذكره في: (كامله 7/208) وقال بعد أن ذكر بعض أحاديثه: "وليحيى بن عبد الملك غير ما ذكرت، وعامّة ما يرويه بعضه لا يتابع عليه، وهو ممّن يُكْتب حديثه".
وكأنّه من أجل هذا قال الحافظ في: (التّقريب ص/593 ت/7598) : "صدوق، له أفراد"اهـ.
ولعلّ الرّجل أرفع من ذلك، فعامّة أهل العلم على توثيقه والله أعلم.
روى له: خ، م، مد، ت، س، ق. ومات سنة: ثمان وثمانين ومائة.

(2/871)


عَهْدُكَ بِهِ، [وَالسَّلاَمُ] (1) " (2) .
[107]- أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ محمَّد بْنُ أَحْمَدَ الطُّوسِيُّ (3) قَالَ: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ محمَّد بْنُ يَعْقُوبَ الْأَصَمُّ (4) قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ إسْحاق بْنِ يَزِيدَ الْعَطَّارَ (5) يَقُولُ: "كُنَّا خَاْرِجِيْنَ مِنْ مِصْرَ إِلَى إِفْرِيْقِيَةَ فِي الْبَحْرِ، فَرَكَدَتْ (6) عَلَيْنَا الرِّيْحُ، فَأَرْسَيْنَا إِلَى مَوْضِعٍ يُقَاْلُ لَهُ: البرطُون (7) ، وَكَاْنَ مَعَنَا صَبِيٌّ
_________
(1) لَحَق بحاشية: (أ) .
(2) الإسْناد حسَن والأثر رواه أيضا: أبو نعيم في: (الحلية 6/140) عن محمَّد بن أحمد بن الحسن أبي عليّ، والخطيب في اقتضاء العلم العمل (ص/104 ورقمه/177) عن الحسين بن عمر الغزّال عن عبد الباقي بن قانع القاضي، كلاهما عن بشر بن موسى به، بنحوه، مختصرا إلاّ أنّ في سند الخطيب: (يحيى بن حميد) ، بدل: (يحيى بن عبد الملك) ، وهو تحريف. وفي المتن: "يساررك"، بدل: "يُسار بِك"، وهو تحريف أيضاً.
وهذا إسناد صحيح، ومحمَّد بن أحمد هو: المعروف بابن الصّوّاف، ثقة، مأمون (كما في: تأريخ بغداد 1/289 ت/140) . وأورده ابن رجب في شرحه للحديث الأربعين من جامع العلوم والحكم (ص/384) .
(3) تقدّمت ترجمته انظر ص/48.
(4) تقدّمت ترجمته أيضا انظر ص/256.
(5) أبو عليّ، البغدادي ثقة. مات سنة: اثنتين وسبعين ومئتين.
انظر: تأريخ بغداد (7/286) ت/3786، والمنتظم (12/250) ت/1781، والسّير (13/144) .
(6) أي: سكنت. انظر: النّهاية (باب: الرّاء مع الكاف) 2/258، والقاموس المحيط (باب: الدال، فصل: الرّاء) ص/362.
(7) لم أقف على تعيين هذا الموضع في ما بين يديّ من مراجع.

(2/872)


سَقْلَبِيّ (1) يُقَاْلُ لَهُ: أَيْمَن، وَكَاْنَ مَعَهُ شِصُّ (2) يَصْطَاْدُ بِهِ السَّمَكَ". قَاْلَ: "فَاصْطَاْدَ سَمَكَةً نَحْوًَا مِنْ شِبْرٍ أَوْ أَقَلّ". قَاْلَ: "وَكَاْنَ عَلَى صَنِيْفَةِ (3) أُذُنِهَا الْيُمْنَى مَكْتُوْبًا: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَعَلَى قَذَالِهَا (4) ، وَصَنِيْفَةِ أُذُنِهَا/ (أ [39/أ] ) الْيُسْرَى: مُحَمَّدٌ رَسُوْلُ اللهِ". قَاْلَ: "وَكَاْنَ أَبْيَنَ مِنْ نَقْشٍ عَلَى حَجَرٍ". [قال:] (5) / (ج [27/أ] ) "وَكَاْنَتْ السَّمَكَةُ بَيْضَاءَ، وَالْكِتَابُ أَسْوَدَ، كَأَنَّهُ كِتَاْبٌ بِحِبْرٍ". قَالَ: "فَقَذَفْنَاهَا فِي الْبَحْرِ، وَمُنِعَ النَّاسُ أَنْ يَتَصَيَدُواْ مِنْ ذَلِكَ الْمَوْضِعِ حَتَّى أَوْغَلْنَا (6) " (7) .
_________
(1) هكذا: بالسين المهملة المفتوحة، ثمّ قاف ساكنة، بعدها لام مفتوحة، وفي بعض المصادر الّتي ذكرت القصّة: "صقلبي" بالصّاد المهملة.
والصّقالبة: جيل من النّاس حمر الألوان، صهب الشّعور. انظر: معجم البلدان (3/416) ، والقاموس المحيط (باب: الباء، فصل: الصّاد) ص/135.
(2) بالكسر، والفتح: حديدة عَقْفَاء، يُصطاد بها السمك.
النّهاية (باب: الشّين مع الصّاد) 2/472.
(3) أي: طرف انظر: لسان العرب (حرف: الفاء، فصل: الصّاد المهملة) 9/198- 199، والقاموس المحيط (باب: الفاء، فصل: الصّاد) ص/1071.
(4) القذال: جماع مؤخّر الرّأس. انظر: لسان العرب (حرف: اللاّم، فصل: القاف) 11/553، والقاموس المحيط (باب: اللاّم، فصل: القاف) ص/1353.
(5) زيادة من: (ج) .
(6) أي: ذهبنا، وأبعدنا. انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (2/28) ، وغريب الحديث للخطّابيّ (3/76) ، والقاموس المحيط (باب: اللاّم، فصل: الغين) ص/1381.
(7) القصّة رواها أيضا: الخطيب في (تأريخه 7/286) ومن طريقه: ابن الجوزيّ في: المنتظم (12/250- 251) ، والذّهبيّ في: السّير (13/144- 145) عن أبي سعيد الصيرفيّ عن أبي العبّاس الأصمّ عن الحسن العطّار عن عبد الرّحمن ابن هارون بها وذكرها مختصرة: ابن تغري بردي في: (النّجوم الزّاهرة 3/79) عن العطّار عن عبد الرّحمن بن هارون أيضا.

(2/873)


آخر الجُزْء الثَّالث نقله، وسمعه من أصْل الشَّيخ: محمَّد بن أحمد بن الحسين الهكّاريّ (1) ./ (أ [39/أ] )
_________
(1) وفي (ج) : "آخر الجزء الثّالث، والحمد لله حمد الشّاكرين، وصلّى الله على محمّد، وآله، وسلّم".

(2/874)