المهروانيات = الفوائد المنتخبة الصحاح والغرائب

الجزءُ الرّابع من الفوائِد المُنتَخَبة الصِّحاح وَالغَرائِب
تخريج الشّيخ الإٍمام أَبي بكر أَحمد بن عليّ بن ثابت الخطيب رحمه الله، للشّيخ، الدّيّن، الصّالح أَبي القاسم يوسف بْنُ محمَّد بْنِ أَحمد بْنِ المِهْرَوانيَ الهَمَذَانيّ رحمه الله، رواية القاضي الأَجلّ أَبي (1) الفضل محمَّد بن عمر بن يوسف الأُرمويّ عن المِهْرَوانيّ رضي الله عنه، رواية الشَّيخ الإِمام، الثّقة، الصّدوق عفيف الدين أبي (2) المعالي نصر الله بن سلامة بن سالم المقرئ الهيتيّ عنه. سماع صاحب الجزءِ الفقير إِلى رحمة الله تعالى محمَّد بن أَحمد بن الحسن الهكّاريّ منه. والحمد لله ربِّ العالمين./ (أ [40/أ] )
_________
(1) في (أ) : "أبو"، وهو خطأ.
(2) في (أ) : "أبو"، وهو خطأ.

(2/875)


بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نَسْتعين (1)
[108]- أَخبرنا الشَّيخ، الإِمام، العالم، الثّقة، الصّدوق عفيف الدين أَبو المعالي نصر الله بن سلامة بن سالم المقرئ الهيتيّ (2) قراءةً عليه، وأَنا أَسمع فأَقَرَّ به، بالمَوْصِل (3) ،بدار الحديث المظفّريّة (4) ، يوم الأَربعاء، رابع عشر شهر الله الأَصمّ رجب، سنة: إثنتين وتسعين وخمسمائة قال: أَخبرنا القاضي الأَجلّ، العالم، فخر القضاة: أَبو الفضل محمَّد بن عمر بن يوسف الأُرمويّ (5) بقراءَتي عليه في سنة: ستّ وأَربعين وخمسمائة قلت له: أَخبركم الشَّيخ أَبو القاسم يوسف بْنُ محمَّد بْنِ أَحمد [بْنِ محمَّد] (6) المِهْرَوانيّ الهَمَذَانيّ قراءَة عليه [وهو يَسْمَع] (7) [، فأَقَرَّ به] (8) في: [شهر] (9) ربيع الأول من سنة: أَربع وستّين وأّربعمائة قَالَ: حدَّثنا أَبو أَحمد عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ محمَّد بْنِ أَحمد بن
_________
(1) ليس في (ج) ، وفي (د) :"توكّلت على الله وحده".
(2) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/55.
(3) تقدّم التّعريف بها.. . انظر ص/491.
(4) تقدّم التّعريف بها أيضا.. . انظر ص/407.
(5) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/408.
(6) لحق بحاشية: (أ) .
(7) زيادة من: (د) ، وفي (ج) : "وأنا أسمع".
(8) لحق بحاشية: (أ) .
(9) زيادة من: (ج) .

(2/877)


أَبي مُسْلم الْفَرَضِيُّ (1) قَالَ: حدَّثنا أَبو عَبْدِ اللَّهِ (2) الحُسين بْنُ إِسماعيل الْمَحَامِلِيُّ (3) قَالَ: حدَّثنا يُوسف بْنُ مُوسَى (4) قَالَ: حدَّثنا جَرِيرٌ (5) عن الأَعْمَش عن شَقيق (6) عَنْ حُذَيفة قَالَ: "قَاْمَ فِيْنَا رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيْما مَقَاما مَا تَرَكَ [شَيْئا] (7) يَكُوْنُ فِي مَقَامِهِ ذَلِكَ إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ إِلاّ حَدَّثَ بِهِ، حَفِظَهُ مَنْ حَفِظَهُ، وَنَسِيَهُ مَنْ نَسِيَهُ، قَدْ عَلِمَهُ أَصْحَابِي هَؤُلاَءِ، وَإِنَّهُ لَيَكُوْنُ مِنْهُ الشَّيْءُ قَدْ نَسِيْتُهُ فَأَرَاْهُ، فَأَذْكُرُهُ كَمَا يَذْكُرُ الرَّجُلُ وَجْهَ الرَّجُلِ إِذَاْ غَاْبَ عَنْهُ، ثَمَّ إِذَاْ رَآهُ عَرَفَهُ".
قَالَ الشَّيخ الإِمام أَبو بَكْرٍ الْخَطِيبُ رَحِمَهُ اللَّهُ: "هَذَا حديثٌ صحيحٌ مِنْ حَدِيثِ أَبي وائِل شَقيق بْنِ سَلَمة الأَسديّ عَنْ أَبي عَبْدِ اللَّهِ حُذَيفة بْنِ الْيَمَانِ العَبْسيّ، وَثابتٌ مِنْ رواية أَبي محمَّد/ (أ [40/ب] ) سُلَيْمَانَ بْنِ مِهْرَانَ الأَعمش عَنْ أَبي وائِل، اتَّفَقَ الْبُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ عَلَى إِخراجه فِي كِتَابَيْهِمَا الصَّحِيحَيْنِ من حديث/ (ج [30/ب] ) سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنِ الأَعمش (8) . وَانفرد مُسْلمٌ بِرِوَايَتِهِ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبي
_________
(1) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/48.
(2) قوله: "أبو عبد الله" ليس في: (ج) ، (د) .
(3) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/492.
(4) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/584.
(5) هو: ابن عبد الحميد.
(6) هو: ابن سلمة، تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/520.
(7) لَحَق بحاشية: (أ) .
(8) أمّا البخاريّ فرواه في: كتاب: القدر، باب: وكان أمر الله قدرًا مقدورًا) 8/221- 222 رقم الحديث/11.
ورواه مسلم في: كتاب: الفتن وأشراط السّاعة، باب: إخبار النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيما يكون إلى قيام السّاعة) 4/2217.

(2/878)


شَيْبة، وإِسحاق بْنِ إِبراهيم عَنْ جَرِيرٍ (1) ، فكأَنَّ شَيْخَنَا أَبا أَحمد سَمِعَهُ مِنْ مُسْلم".
[109]- حدَّثنا أَبو أَحمد عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ محمَّد الْفَرَضِيُّ (2) قَالَ: ثنا الحُسين بْنُ إِسماعيل (3) قَالَ: ثنا إِسحاق بْنُ البُهْلول (4) قال: ثنا يحيى ابن سَعِيدٍ (5) قَالَ ثنا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبي قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو من فيه إلى فيّ يقول:/ (د [1/ب] ) سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْليما يَقُولُ: "إِنَّ اللهَ [تَعَالَى] (6) لاَ يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعا (7) يَنْتَزِعُهُ (8) ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ، فَإِذَا لَمْ يَبْقَ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ عَاْلِمٌ
_________
(1) صحيح مسلم، الموضع المتقدّم نفسه.
(2) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/48.
(3) هو: المحامليّ، تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/492.
(4) هو: التّنوخيّ، تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/505.
(5) هو: القطّان.
(6) لحق بحاشية: (أ) .
(7) أصل النَّزع: الجذب، والقلع، والمراد هنا: أي محوًا من صدور حُفَّاظه.
انظر: النّهاية (باب: النّون مع الزّاي) 5/41، وشرح مسلم للنّوويّ 16/224) .
(8) في (أ) : "ينزعه"، وما أثبتّه من: (ج) .

(2/879)


اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤُسَا جُهَّالاً، فَسُئِلُوا، فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا، وَأَضَلُّوا".
قَالَ أَبو بَكْرٍ الْخَطِيبُ رَحِمَهُ اللَّهُ: "هَذَا حديثٌ صحيحٌ مِنْ حَدِيثِ أَبي المُنْذر هِشَامِ بْنِ أَبي عَبْدِ اللَّهِ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبير بْنِ الْعَوَّامِ عَنْ أَبيه، رواه عنه العددُ الكثير، والجَمُّ الغَفِيْر (1) ، وأصحابُ الْحَدِيثِ يُعْنَون بجمع طرقه (2) .
وَاتَّفَقَ الْبُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ عَلَى إِخراجه مِنْ عِدَّةِ وُجُوهٍ (3) .
وَانْفَرَدَ مُسْلم بإِخراجه مِنْ هَذَا الْوَجْهِ، فَرَوَاهُ عَنْ محمَّد بْنِ حَاتِمٍ (4) عَنْ
_________
(1) ذكر الحافظ في: الفتح 1/235) أنّه وقع إليه من رواية أكثر من سبعين نفسا عن هشام من أهل الحرمين، والعراق، والشّأم، وخراسان، ومصر، وغيرها.
(2) ممّن جمع طرقه: الخطيب نفسه، في ثلاثة أجزاء انظر: المستفاد من ذيل تأريخ بغداد 19/59، (وَالسِّير 18/292) ، وابن عساكر (كما في: السِّير) ، والحافظ ابن حجر (كما في: فِهْرس الفهارس (1/335) .
(3) سيأتي بعضها وممّا لم يُذكر هنا عند البخاريّ في صحيحه: رواية أبي الأسود عن عروة عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو في: (كتاب: الاعتصام بالكتاب والسّنّة، باب: ما يذكر من ذم الرّأي وتكلّف القياس) 9/179- 180 ورقمه/78 عن سعيد بن تليد عن عبد الله بن وهب عن أبي شريح (هو: عبد الرّحمن بن شريح) عن أبي الأسود به.
ورواه مسلم في: كتاب: العلم، باب: رفع العلم وقبضه وظهور الجهل والفتن في آخر الزّمان) 4/2058 من طريق: شعبة، وعمر بن عليّ، وسفيان، وجرير، وأبي معاوية، وحمّاد بن زيد، ووكيع، وعبدة (هو: ابن سليمان) وابن نمير، وابن إدريس، كلّهم عن هشام به.
وعن محمَّد بن المثنى عن عبد الله بن حمران عن عبد الحميد بن جعفر عن أبيه عن عمر بن الحكم عن عبد الله بن عمرو به.
(4) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/716.

(2/880)


يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ القَطّان (1) ، فكأَنَّ شَيْخَنَا أَبا أَحمد سَمِعَهُ مِنْهُ".
[110]- أَخبرنا أَبو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن أَحمد/ (أ [41/أ] ) بْنِ إِبراهيم القَزْوينيّ (2) قَالَ: أَخبرنا أَبو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ إِبراهيم بْنِ سَلَمة بْنِ بَحْر (3) قَالَ: حدَّثنا أَبو حَاتم الرَّازيّ قَالَ: ثنا إِسماعيلُ/ (ج [31/أ] ) بْنُ أَبي أُوَيْس (4) قَالَ: حدَّثني خَالِي مَالِكُ بْنُ أَنس عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوة عَنْ أَبيه عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرو عَنِ النَّبيِّ صَلَوَاتُ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا، بِنَحْوِهِ.
قَالَ الشَّيْخُ الإِمام أَبو بكرٍ الْخَطِيبُ رَحِمَهُ الله: "انْفَرَدَ البخاريُّ بإِخراجه مِنْ هَذَا الْوَجْهِ، فَرَوَاهُ عَنْ إِسماعيل بْنِ أَبي أُوَيسٍ المدنيَ (5) .
[111]- أَخبرنا أَبو الْحَسَنِ محمَّد بْنُ أَحمد بْنِ محمّد [بن أحمد] (6) ابن رِزْقَوَيْهِ (7) قَالَ: أَخبرنا أَبو بَكْرٍ أَحمد بْنُ سُليمان بْنِ أَيّوب العبَّادانيّ (8) قَالَ: حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ حَرْب (9) قَالَ: ثنا أَبو عاصمٍ
_________
(1) صحيح مسلم، الموضع المتقدّم نفسه.
(2) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/59.
(3) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/556.
(4) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/580.
(5) صحيح البخاريّ (كتاب العلم، باب: كيف يقبض العلم) 1/60رقم الحديث/41
(6) زيادة من: (ج) ، (د) .
(7) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/56.
(8) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/602.
(9) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/296.

(2/881)


النَّبِيلُ (1) قَالَ: ثنا سُفْيان (2) عَنْ هِشام بْنِ عُرْوة عَنْ أَبيه عن عبد الله ابن عمرو [ح] (3) ، وَقال (4) العبَّادنيّ: وأَخبرنا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: ثنا وَكِيعٌ قَالَ: ثنا هِشَامُ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبيه عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْليما قال: "إِنِّ اللهَ تَعَالَى لاَ يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعا يَنْتَزِعُهُ مِنَ النَّاسِ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ، فَإِذَاْ لَمْ يَبْق عَالِمٌ اتَّخَذَ النَّاسُ/ (د [3/ب] ) رُؤسا جُهَّالاً، فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا، وَأَضَلُّوا".
قَالَ [الشَّيْخُ الْإِمَامُ] (5) أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ رَحِمَهُ اللَّهُ: "رَوَاهُ مُسْلمٌ عَنْ أَبي بَكْرِ بْنِ أَبي شَيْبة، وَزُهَير بْنُ حَرْب (6) عَنْ وَكِيعٍ (7) ، فكأَنَّ شَيْخَنَا أَبا الْحَسَنِ بْنَ رَزْقويه سَمِعَهُ مِنَ مُسْلم".
[112]- أَخبرنا أَبو [عَبْدِ اللَّهِ] (8) الحُسين بن/ (أ [41/ب] ) الْحَسَنِ بْنِ محمَّد بْنِ الْقَاسِمِ المخزوميّ/ (ج [31/ب] ) الغَضَائِريّ (9) قال:
_________
(1) هو: الضّحّاك بن مخلد.
(2) هو: الثّوريّ.
(3) زيادة من: (ج) .
(4) في: (ج) ، (د) : "قال".
(5) زيادة من (د) .
(6) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/512.
(7) صحيح مسلم، الموضع السّابق نفسه.
(8) لحق بحاشية: (أ) .
(9) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/60.

(2/882)


حدَّثنا أَبو عَلِيٍّ إِسماعيل بْنُ محمَّد الصَّفَّارُ (1) قَالَ: ثنا الْحَسَنُ بن علي ابن عَفّان (2) قَالَ: ثنا أَبو أُسامة (3) عن هِشَام بن عروة [ح] (4) .
[113]- وأَخبرنا الغَضَائِريّ (5) قَالَ: ثنا إِسماعيل الصَّفَّارُ (6) قَالَ: ثنا أَحمد بْنُ مَنْصور الرَّمَادِيُّ (7) قَالَ: أَخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: أَخبرنا مَعْمر (8) عَنِ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبيه عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرو قَالَ: قَالَ النَّبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْليما: "إِنَّ اللهَ تَعَالَى لاَ يَنْتَزِعُ الْعِلْمَ مِنْ صُدُوْرِ النَّاسِ بَعْدَ أَنْ يُعَلِّمَهُمْ إِيَّاهُ، وَلَكِنْ ذَهَابُهُ قَبْضُ الْعُلَمَاءِ، فَيَتَّخِذُ النَّاسُ رُؤُسَا جُهَّالاً، فَيُسْئَلُوْنَ، فَيَقُوْلُوْنَ بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَيَضِلُّوْنَ وَيُضِلُّوْنَ".
وَهَذَا لَفْظُ حَدِيثِ مَعْمر.
قَالَ [الشَّيخ الْإِمَامُ] (9) أَبو بكرٍ الْخَطِيبُ: "رَوَاهُ مُسْلمٌ عَنْ أَبي كُرَيب محمَّد بْنِ الْعَلَاءِ (10) عَنْ أَبي أُسامة حمّاد
_________
(1) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/245.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/529.
(3) هو: حمّاد بن أسامة، تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/632.
(4) ساقطة من: (أ) ، ومثبتة في: (ج) ، (د) .
(5) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/60.
(6) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/245.
(7) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/586.
(8) هو: ابن راشد.
(9) زيادة من: (د) .
(10) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/522.

(2/883)


ابن أُسامة (1) ، فكأَنَّ شَيْخَنَا أَبا عَبْدِ اللَّهِ الغَضَائِريّ سَمِعَهُ مِنْ مُسْلم.
ورُوي عَنْ: إِسْحَاق [بْنِ إِبراهيم] (2) الدَّبَريّ (3) عَنْ عَبْدِ الرّزَّاق عَنْ مَعْمَر عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبيه.
وَعَنْ: قتادة عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرو (4) .
وَرَوَاهُ: عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبي رَوّاد (5) عَنْ مَعْمَر قال:
_________
(1) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/632.
والحديث في صحيح مسلم في الموضع المتقدّم نفسه أيضا.
(2) لَحَق بحاشية: (أ) .
(3) بفتح الدّال المهملة، والباء المنقوطة بنقطة من تحت، والرّاء المهملة بعدها أبو يعقوب، الصّنعانيّ ... صدوق. مات سنة: خمس وثمانين ومئتين.
انظر: الكامل (1/344) ، وسؤالات الحاكم للدّارقطنيّ (ص/105) ت/62، والميزان1/181) ت/731.
(4) الحديث من هذا الوجه في: مصنّف عبد الرزّاق (11/257) ورقمه/20481.
(5) بفتح الرّاء، وتشديد الواو أبو عبد الحميد، المكيّ ...
قال ابن معين في: التّأريخ رواية: الدّوريّ (2/370) ، والنّسائيّ (كما في: تهذيب الكمال (18/274) : "ثقة".
وقال أبو حاتمكما في: الجرح والتعديل (6/64- 65 ت/340) : "ليس بالقويّ، يكتب حديثه، كان الحميديّ يتكلّم فيه".
وقال الدّارقطنيّ (كما في: سؤالات البرقانيّ له ص/47 ت/317) : "لا يحتجّ به، يعتبر به".
وقال الخليليّ في: الإرشاد (ص/33) : "ثقة لكنه أخطأ في أحاديث".
وخلص الحافظ في: التّقريب (ص/361 ت/4160) إلى أنّه صدوق يخطئ، وهذا أعدل الأقوال والله تعالى أعلم.
روى له: م، 4. ومات سنة: ستّ ومئتين.

(2/884)


حَدَّثَنِي يَحْيى بْنُ أَبي كَثِيرٍ (1) ، وَهِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبيه عن عبد الله ابن عَمْرٍو (2) .
وَرَوَاهُ: أَزْهَر بْنُ الْقَاسِمِ (3) عن هشام الدّستوائِيّ (4) /أ [42/أ] عَنْ يَحْيى بْنِ أَبي كَثِيرٍ عن هشام بن عروة./ (ج [32/أ] ) وَرَوَاهُ غيرُ واحدٍ (5) عَنْ هِشام الدَّستوائِيّ عَنْ يَحْيى عَنْ عُرْوَةَ وَهُوَ الصَّوَابُ".
[114]- أَخبرنا أَبو عَبْدِ اللَّهِ الحُسين بْنُ الْحَسَنِ المَخْزُوميَ (6) قال:
_________
(1) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/509.
(2) كذلك رواه ابن رُشَيق في: (حديثه [7/أ] ) عن المفضّل بن محمَّد الهَمْدانيّ عن أبي حمد محمَّد بن يوسف الزّبيديّ عن أبي قرّة موسى بن طارق عن عبد المجيد به.
(3) الرَّاسبيّ، أبو بكر، البصريّ، نزيل مَكّة ... صدوق، من التّاسعة.
روى له: د، س، ق.
انظر: الجرح والتعديل (2/314) ت/1186، والتّقريب (ص/98) ت/311.
(4) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/581.
(5) كيزيد بن هارون ... أخرج روايته أبو نعيم في: الحلية (2/181) عن محمَّد بن أحمد بن محمَّد عن أحمد بن عبد الرّحمن،
وأبو عمرو الدّانيّ في: الفتن (3/586- 587 ورقمه/262) عن سليمان بن داود عن محمَّد بن عبد الله عن عبد الله بن روح، كلاهما عن يزيد به.
قال أبو نعيم: "هذا حديث صحيح ثابت من حديث عروة بن الزّبير".
وَ: الطّيالسيّ في: مسنده (ص/302 ورقمه/2292) ومن طريقه: ابن عبد البرّ في: جامع بيان العلم وفضله (1/589 ورقمه/1011) .
(6) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/60.

(2/885)


حدَّثنا إِسماعيل بْنُ محمَّد الصَّفَّارُ (1) قَالَ: حدَّثنا أَحمد بْنُ مَنْصور الرَّمَادِيُّ (2) قَالَ: حدَّثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: أَخبرنا مَعْمر عَنْ يَحْيى بْنِ أَبي كَثِيرٍ (3) عَنْ عُرْوة بْنِ الزُّبير عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن عَمْرو قال:/ (د [4/ب] ) .أَشهد أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْليما قَالَ: "إِنَّ اللهَ لاَ يَرْفَعُ الْعِلْمَ بِقَبْضِهِ وَلَكِنْ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ، حَتَّى إِذَا لَمْ يَبْقَ عَاْلِمٌ اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤُسَا جُهَّالاً، فَيُسْئَلُوْنَ، فَحَدَّثُوا، فَضَلُّوا، وَأَضَلوا".
قَالَ [الشَّيخ الْإِمَامُ] (4) أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ رَحِمَهُ اللَّهُ: "والحديثُ عِنْدَ مَعْمَر أَيضا عَنِ ابْنِ شِهَابٍ الزُّهريِّ عَنْ عُرْوة بن الزُّبير" (5) .
_________
(1) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/245.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/586.
(3) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/509.
(4) زيادة من: (د) .
(5) الحديث من طريق مَعْمَرٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كثير رواه: عبد الرّزّاق في: المصنّف (11/256 ورقمه/20477) ومن طريقه: ابن عبد البرّ في: جامع بيان العلم وفضله1/588 ورقمه فيه/1008) .
وهو من طريق معمر عن الزُّهريّ رواه عبد الرّزّاق في: المصنّف (11/254 ورقمه/20471) ومن طريقه: الإمام أحمد في: المسند (2/203) ، والنّسائيّ في: السّنن الكبرى (3/456 ورقمه/5908) ، وابن عبد البرّ في: جامع بيان العلم (1/588 ورقمه/1007) .

(2/886)


[115]- أَنا أَبو سَهْل مَحْمُودُ بْنُ عُمَر بْنِ جَعْفر العَكْبُريّ (1) قَالَ: حدَّثنا أَبو صَالِحٍ سَهْل بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سَهْل الطَّرَسُوسِيُّ (2) قَالَ: حدَّثنا أَبو جَعْفر محمَّد بْنُ صَالِحِ بن توبة الكيلينيّ (3) بمكَّة قَالَ: حدَّثنا سَعِيدُ بْنُ يَحْيى بْنِ كَثِيرٍ أَبو عُثْمَانَ (4) قَالَ: حدَّثنا إِسحاق بْنُ إِبراهيم الأَنصاريّ (5) قَالَ: حدَّثنا صَفْوان بْنُ سُلَيم (6) عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوة عَنْ أَبيه عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْليما: "إِنَّ اللهَ لاَ يَقْبَضُ الْعِلْمَ انْتِزَاْعَا يَنْتِزِعُهُ مِنَ النَّاسِ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ/ (ج [32/ب] ) بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ، فَإِذَاْ لَمْ يَتْرُكْ عَاْلِمَا اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤُسَاً جُهَّالاً، فَيُسْئَلُوا، فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا، وَأَضَلُّوا".
_________
(1) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/58.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/696.
(3) قوله: "الكيلينيّ" ليس في: (ج) ... ولم أقف على ترجمة له.
(4) لم أقف على ترجمة له أيضا.
(5) الصّوّاف، المدنيّ ... ليّن الحديث، من الثّامنة. روى له: ق.
انظر: الجرح والتعديل (2/206) ت/699، والكاشف (1/233) ت/272، والتّقريب (ص/99) ت/326.
(6) الزُّهريّ، مولاهم، أبو عبد الله وقيل: أبو الحارث المدنيّ ... ثقة عابد.
روى له: ع. ومات سنة: اثنتين وثلاثين ومائة.
انظر: الطّبقات الكبرى لابن سعد (القسم المتمّم لتابعي أهل المدينة، ومن بعدهم) ص/324 ت/226، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد (2/495) (ت/3262) , التّقريب (ص/276) ت/2933.

(2/887)


قَالَ [الشَّيْخُ الْإِمَامُ] (1) أَبو بكرٍ الخطيب رحمه الله:/أ [42/ب] "هَذَا حديثٌ غريبٌ جِدًَّا مِنْ حَدِيثِ صَفْوان بْنِ سُلَيم الزُّهريِّ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوة، تفرَّد بِرِوَايَتِهِ عَنْهُ إِسحاق بْنُ إِبراهيم بْنِ سَعيد الأَنصاريّ وَقِيلَ: المُزَنيّ (2) .
وَيَدْخل في رواية الأَقرانِ بَعْضُهم عَنْ بَعْضٍ (3) ؛ لأَنَّ صفوانَ، وَهشاماً: قرينانِ".
[116]- حدَّثنا أَبو أَحمد عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ محمَّد بْنِ أَحمد الْفَرَضِيُّ (4) قَالَ: ثنا محمَّد بْنُ جَعْفر المَطِيْريّ (5) قَالَ: ثنا بِشْر بْنُ مَطَر (6) قَالَ: ثنا سُفيان عَنِ الزُّهريّ عَنْ عُرَوَةَ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبيَّ صلّى الله عليه
_________
(1) زيادة من: (د) .
(2) رواه من هذا الطّريق: الطّبرانيّ في: معجمه الصّغير (ص/182 رقم الحديث/450) عن زكريّا بن يحيى السّجستانيّ عن سعيد بن كثير المدنيّ عن إسحاق بن إبراهيم به، بنحوه.
وقال: "لم يروه عن صفوان إلاّ إسحاق بن إبراهيم مولى: مزينة".
(3) رواية الأقران بعضهم عن بعض نوع من أنواع علوم الحديث.
والأقران هم المتقاربون في السّنّ والإسناد غالبا، وربما اكتفى بعضهم بتقاربهم في الإسناد، وإن لم يتقاربا في السّنّ.
انظر: علوم الحديث (ص/309) ، وشرح التّبصرة والتّذكرة (3/67- 69) ، والباعث الحثيث (2/537- 538) .
(4) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/48.
(5) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/506.
(6) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/684.

(2/888)


وَسَلَّمَ صَلَّى فِي خَمِيْصَةٍ (1) لَهَا أَعْلاَمٌ (2) ، فَقَالَ: "شَغَلَتْنِي أَعْلاَمُ هَذِهِ، اذْهَبُوا بِهَا إِلَى أَبِي جَهْمٍ (3) ، وَأتُوْنِي بِأَنْبِجَانِيَّتِهِ" (4) .
قَالَ [الشَّيْخُ الْإِمَامُ] (5) أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ رَحِمَهُ اللَّهُ: "اتَّفَقَ الشّيخانِ عَلَى إِخْرَاجِهِ فِي صَحِيحَيْهِمَا، فَرَوَاهُ/ (د [5/أ] ) البخاريُّ عَنْ قُتَيْبة بْنِ سَعِيدٍ (6) ، وَرَوَاهُ مُسْلم عَنْ أَبي بَكْرِ بن أَبي شَيْبة،
_________
(1) تقدّم شرحها.. . انظر ص/494.
(2) جمع علم: رسم الثّوب.
ويقال: "عَلَم الثّوبَ" إذا رقمه في أطرافه.
انظر: لسان العرب (حرف: الميم، فصل: العين المهملة) 12/420.
(3) هو: عامر ويقال: عبيدة بن حُذَيفة القرشيّ، له صحبة.
وقد اختلف أهل العلم: لم أمر النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالبعث بهذه الخميصة إلى أبي جهم على قولين، كلاهما محتمل ... فانظر: أسد الغابة (3/16) ت/2689، وَ (5/58) ت/5773، والإصابة4/35) ت/207.
(4) بفتح الهمزة، وسكون النّون، وكسر الموحدة، ويروى بفتحها، وبعد النّون ياء النّسبة: كساء يتّخذ من الصّوف، وله خمل، ولا عَلَمَ له وهو من أَدْون الثّياب الغليظة. انظر: النّهاية (باب: الألف مع النّون) 1/73، والفتح (1/576) .
(5) زيادة من: (د) .
(6) صحيح البخاريّ (كتاب: الأذان، أبواب: صفة الصّلاة، باب: الالتفات في الصّلاة) 1/300 رقم الحديث/140. ورواه أيضا في: (كتاب: الصّلاة، باب: إذا صلّى في ثوب له أعلام، ونظر إلى علمها) 1/168 ورقمه/93 عن أحمد ابن يونس عن إبراهيم ابن سعد عن الزُّهريّ به بنحوه ... وفي: (كتاب: اللّباس، باب: الأكسية والخمائص) 7/269 ورقمه/34 عن موسى بن إسماعيل عن إبراهيم ابن سعد به بنحوه أيضا ...

(2/889)


وَزُهَير بْنِ حَرْب (1) ، وَعَمْرو النَّاقد (2) ، أَربعتهم عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، فكأَنَّ شَيْخَنَا أَبا أَحمد سَمِعَهُ مِنْهُمَا".
[117]- أَخبرنا أَبو محمَّد عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ يَحْيى بْنِ زكريَّا الْبَيِّعُ (3) قَالَ: ثنا أَبو عَبْدِ اللَّهِ الحُسين بْنُ إِسماعيل الْمَحَامِلِيّ (4) إِمْلَاءً قَالَ: ثنا/ (ج [33/أ] ) يُوسُفُ بْنُ مُوسَى (5) قَالَ: ثنا جَريْر بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ عَنْ مَنْصور بن المُعْتَمر (6) عَنْ سَعْد بْنِ عُبيدة (7) عَنْ أَبي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَميّ (8) عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كُنَّا فِي جَنَازَةٍ فِي بَقِيعِ الغَرْقَد. قَالَ: فَأَتَانَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا/ (أ [43/ب] )
_________
(1) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/512.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/512.
والحديث في صحيح مسلم في: (كتاب: المساجد ومواضع الصّلاة، باب: كراهية الصّلاة في ثوب له أعلام) 1/391 ورقمه/556.
(3) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/52.
(4) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/492.
(5) هو: الرّازيّ، تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/584.
(6) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/648.
(7) السّلميّ، أبو حمزة، الكوفيّ ... ثقة، من الثالثة. روى له: ع.
انظر: الطّبقات الكبرى (6/298) ، والكاشف (1/429) ت/1837، والتّقريب (ص/232) ت/2249.
(8) هو: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَبِيبِ بْنِ رُبَيّعة بفتح الموحدة، وتشديد الياء الكوفيّ ... تابعيّ، ثقة. روى له: ع. ومات بعد السّبعين.
انظر: تأريخ الثّقات (ص/253) ت/792،793، وتهذيب الكمال (14/408) ت/3222، والتّقريب (ص/299) ت/3271.

(2/890)


فَقَعَدَ، وَقعدنا حَوْلَه، وَمَعَه مِخْصَرة (1) ، فَنَكَّسَ (2) ، وَجَعَلَ يَنْكُت (3) بِمَخْصَرَته، ثُمّ قَالَ: "مَا مِنْ نَفْسٍ مَنْفُوْسَةٍ (4) إِلاَّ قَدْ كُتِبَ مَكَانُهَا مِنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، وَإِلاَّ كُتِبَتْ يَعْنِي: شَقِيَّةً، أَوْ سَعِيْدَةً". قَاْلَ: فَقَاْلَ رَجَلٌ (5) : يَا رَسُوْلَ اللهِ، أَفَلاَ نَمْكُثُ عَلَى كِتَابِنَا وَنَدَعُ
_________
(1) بكسر الميم، وسكون المعجمة، وفتح الصّاد المهملة: ما اختصره الإنسان بيده، أو أمسكه من عصا، أو عنزة، أو عكّازة، أو ما أشبه ذلك، سمّيت بذلك لأنّها تحمل تحت الخصر غالبا للاتّكاء عليها. انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (1/308) ، والفائق للزمخشريّ (1/348) ، والفتح (11/505) .
(2) بتشديد الكاف، وتخفيفها، لغتان فصيحتان أي: خفض رأسه، وطأطأه إلى الأرض على هيئة المهموم.
انظر: شرح مسلم للنّوويّ16/195) ، والفتح11/505) .
(3) بفتح الياء المثنّاة من تحت، وضمّ الكاف، وآخره تاء مثنّاة من فوق أي: يؤثّر في الأرض بطرف المخصرة، مرّة بعد مرّة فعل المفكّر المهموم.
انظر: النّهاية (باب: النّون مع الكاف) 5/113، وشرح مسلم للنّوويّ (16/195) .
(4) أي: مولودة. النّهاية (باب: النّون مع الفاء) 5/95.
(5) جاء نحو هذا السُّؤال عن جماعة من الصّحابة رضوان الله عليهم في أحاديث عدّة، كسراقة بن مالك عند مسلم في صحيحه كتاب: القدر، باب: كيفيّة الخلق الآدميّ (4/2040 ورقمه/2648) ، وعمر بن الخطّاب عند التّرمذيّ في: جامعه (4/387 ورقمه/2135) ، وذي اللّحية الكلابيّ عند الإمام أحمد في: مسنده (4/67) ، وغيرهم (كما في: الفتح 11/505) .
أمّا في هذا الحديث فلم أقف على رواية، أو قول لبعض أهل العلم في تعيين المبهم فيه والله تعالى أعلم.

(2/891)


الْعَمَلَ، فَمَنْ كَاْنَ مِنَّا مِنْ السَّعَادَةِ (1) فَيَصِيْرُ إِلَى عَمَلِ أَهْلِ السَّعَادَةِ، وَأَمَّا مَنْ كَاْنَ مِنَّا مِنْ أَهْلِ (2) الشَّقَاوَةِ فَيُيَسَّرُوْنَ (3) لِعَمَلِ أَهْلِ الشَّقَاوَةِ؟ فَقَاْلَ: اعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ، أَمَّا أَهْلُ السَّعَادَةِ فَيُيَسَّرُوْنَ لِعَمَلِ أَهْلِ السَّعَادَةِ، وَأَمَّا أَهْلُ الشَّقَاوَةِ فَيُيَسَّرُوْنَ لِعَمَلِ أَهْلِ الشَّقَاوَةِ"، ثُمَّ قَرَأَ: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى} (4) ".
قَالَ [الشَّيْخُ الْإِمَامُ] (5) أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ رَحِمَهُ اللَّهُ: "اتَّفَقَ الشّيخانِ عَلَى إِخْرَاجِهِ، فَرَوَاهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ عُثْمان بْنِ أَبي شَيْبَةَ عَنْ جَرير (6) ، وَرَوَاهُ مُسْلم عَنْ عُثْمان، وإِسحاق بن راهويه، وزُهَير
_________
(1) كذا في النّسخ الثّلاث، وفي: البخاريّ (2/200- 201، 6/298) ، و: مسلم4/2039) : "فمن كان مِنَّا من أهل السّعادة ... ".
(2) قوله: "أهل" ليس في: (ج) ، (د) .
(3) في: (ج) : "فسييسرون".
(4) سورة: اللّيل، الآيات من: (5) إلى: (10) .
(5) زيادة من: (د) .
(6) صحيح البخاريّ: (كتاب: الجنائز، باب: موعظة المحدّث عند القبر وقعود أصحابه حوله) 2/200- 201 رقم الحديث/117.
ورواه أيضا في: كتاب: التّفسير، باب: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى} ) 6/296- 297 ورقمه/441 عن أبي نعيم عن سفيان،
وفي: باب: {وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى} ورقمه/442) عن مسدّد عن عبد الواحد،
وفي: باب: {فَسَنُيَسِّرُه لِلْيُسْرَى} ورقمه/443) عن بشر بن خالد،
وفي: كتاب: التوحيد، باب: قول الله تعالى: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِر} ) 9/284 ورقمه/177 عن محمَّد بن بشّار، كلاهما (ابن خالد، وابن بشّار) عن محمَّد بن جعفر،
وفي: كتاب: التّفسير أيضا باب: {فَسَنُيَسِّرُه لِلْعُسْرَى} ) 6/298 ورقمه/446 عن آدم، وفي: كتاب: الأدب، باب: الرّجل ينكت الشّيء بيده في الأرض) 8/87- 88 ورقمه/239 عن محمَّد بن بشّار عن ابن أبي عديّ، ثلاثتهم عن شعبة،
ورواه في: كتاب: التّفسير أيضا باب: {وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى} ) 6/297 ورقمه/444 عن يحيى عن وكيع،
وفي: كتاب: القدر، باب: {وَكَانَ أَمْرُ اللهِ قَدَرًا مَقْدُورًا} ) 8/222 ورقمه/12 عن عبدان عن أبي حمزة (هو: محمَّد بن ميمون) ، خمستهم عن الأعمش به بنحوه ...
إلاّ أنّ ابن أبي عديّ قال: عن شعبة عن الأعمش ومنصور وهو من طريق منصور في: كتاب: التّفسير أيضا باب: قوله: {وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى} ) 6/298 ورقمه/445 عن عثمان بن أبي شيبة عن جرير عنه به، بنحوه.

(2/892)


ابن حَرْب (1) عَنْ جَرير (2) ، فكأَنَّ شَيْخَنَا أَبا محمَّد سَمِعَهُ مِنَ البخاريِّ، ومُسْلم"./ (ج [33/ب] )
[118]- أَخْبَرَنَا أَبُو محمَّد عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ يَحْيَى (3) قال: ثنا
_________
(1) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/512.
(2) صحيح مسلم (كتاب: القدر، باب: كيفيّة الخلق الآدميّ، وكتابة رزقه، وأجله، وعمله، وشقاوته، وسعادته) 4/2039 ورقمه/2647.
(3) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/52.

(2/893)


الحُسين بْنُ إِسماعيل (1) قَالَ: ثنا أَبُو السَّائِب وَهُوَ: سَلْم (2) بْنُ جُنَادة (3) قَالَ: ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ (4) عَنِ هِشَامٍ (5) عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ الله ابن جَعْفَر (6) عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْليما: "خَيْرُ نِسَائِهَا (7) : مَرْيَمُ ابْنَةُ عِمْرَان، وَخَيْرُ نِسَائِهَا:
_________
(1) المحامليّ، تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/492.
(2) بفتح أوّله، وسكون اللاّم.
(3) ابن سَلْم السُّوائيّ بضمّ المهملة الكوفيّ ...
وثّقه أبو بكر البرقانيّ (كما في: تأريخ بغداد 9/148) ، ومسلمة بن قاسمكما في: (التّهذيب 4/129) ، والذّهبيّ في: (الكاشف 1/450 ت/2010) .
وقال أبو حاتم (كما في: تهذيب الكمال 11/219) : "شيخ صدوق".
وقال أبو أحمد الحاكم (كما في: حاشية سبط بن العجميّ على الكاشف 1/450) : "يخالف في بعض حديثه".
وقال الحافظ في: (التّقريب ص/245 ت/2464) : "ثقة ربما خالف".
روى له: ت، ق. ومات سنة: أربع وخمسين ومئتين.
(4) هو: محمَّد بن خازم، تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/519.
(5) ابن عروة بن الزّبير الأسديّ.
(6) ابن أبي طالب ... له صحبة. انظر: أسد الغابة (3/94) ت/2862، والإصابة (2/289) ت/4591.
(7) أي: نساء الجنّة، فقد أخرجه النّسائيّ في: سننه الكبرى 5/94- 95 برقم/8364) بسند صحّحه الحافظ في: (الفتح6/543) من حديث ابن عبّاس يرفعه: "أفضل نساء أهل الجنّة خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، ومريم بنت عمران ... " الحديث.
وقيل: إنّ المراد أنّ مريم خير نساء أهل الدّنيا في زمانها، وخديجة خير نساء هذه الأمّة.
وقيل: إنهما خير نساء العالمين، أو خير نساء الأرض.
انظر: شرح مسلم للنّوويّ (15/198) ، والفتح6/543) .

(2/894)


خَدِيْجَةُ"./ (أ [43/ب] )
قَالَ [الشَّيْخُ الْإِمَامُ] (1) أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ رَحِمَهُ اللَّهُ: "اتَّفَقَ الشّيخانِ عَلَى إِخْرَاجِهِ، فَرَوَاهُ الْبُخَارِيُّ مِنْ حَدِيثِ عَبْدَةَ بْنِ سُليمان (2) ، وَالنَّضْرِ بْنِ شُمَيْل (3) عَنْ هِشَامِ بْنِ عروة (4) .
_________
(1) زيادة من: (د) .
(2) الكلابيّ، أبو محمد، الكوفيّ ... ثقة ثبت.
روى له: ع. ومات سنة: سبع وثمانين ومائة.
انظر: تأريخ الدّارميّ عن ابن معين (ص/92) ت/242، والتّقريب (ص/369) ت/4269.
وحديثه في الصّحيح في: (كتاب: المناقب، باب: تزويج النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم خديجة، وفضلها رضي الله عنها) 5/120 رقم الحديث/303.
(3) بمعجمة، وميم، ولام والنّضر بالفتح، وسكون المعجمة المازنيّ، أبو الحسن النّحويّ، البصريّ ... ثقة ثبت أيضا. روى له: ع. ومات سنة: أربع ومئتين. انظر: الجرح والتعديل (8/477) ت/2188، والتّقريب (ص/562) ت/7135.
(4) صحيح البخاريّ (كتاب: الأنبياء عليهم الصّلاة والسّلام باب: {وَإِذْ قَالَتْ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللهَ اصْطَفَاكِ، وَطَهَّرَكِ، وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِين ... } الآية) 4/318 رقم الحديث/230.

(2/895)


وَرَوَاهُ مُسْلم عَنْ أَبي كُرَيب (1) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمير (2) ، وَأَبي أُسامة (3) ، وَوكيع، وَأَبي مُعَاوية (4) ، أَربعتهم عَنْ هِشَامٍ، فكأَنَّ شَيْخَنَا سَمِعَهُ مِنْ مُسْلم".
[119]- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ محمَّد بْنِ يُوسُفَ بْنِ دُوست الْبَزَّازُ (5) قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ محمَّد بْنُ جَعْفَرٍ المَطِيْريّ (6) قَالَ: ثنا عليّ ابن حَرْب (7) قَالَ: ثنا أَبُو مُعَاوية (8) قَالَ: ثنا الْأَعْمَشُ عَنْ أَبِي صَالح (9) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ النَّبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْليما: "إِنَّ أَثْقَلَ الصَّلاَةِ عَلَى الْمُنَافِقِيْنَ: صَلاَةُ الْعِشَاءِ وَصَلاَةُ الْفَجْرِ، وَلَوْ يَعْلَمُوْنَ مَا فِيْهِمَا لأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا (10) ".
_________
(1) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/522.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/508.
(3) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/632.
(4) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/519.
والحديث في صحيح مسلم في: (كتاب: فضائل الصّحابة، باب: فضائل خديجة أمّ المؤمنين، رضي الله تعالى عنها) 4/1886 ورقمه/2430.
(5) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/50.
(6) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/506.
(7) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/296.
(8) هو: محمَّد خازم، تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/632.
(9) هو: ذكوان السّمّان، تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/634.
(10) أي: مشيا على اليدين، والرّكبتين، أو الإست.
وقيل: (حَبَاْ حَبْوًا) : مشى على يديه، وبطنه.
انظر: النّهاية (باب: الحاء مع الباء) 1/336، ولسان العرب باب: الواو والياء من المعتلّ، فصل: الحاء المهملة) 14/161.

(2/896)


قَالَ [الشَّيخ الْإِمَامُ] (1) أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ رَحِمَهُ اللَّهُ: "أَخرجه البخاريُّ مِنْ رِوَايَةِ حَفْص بْنِ غِياث النّخَعيّ (2) عَنِ الأَعْمَش (3) .
وَرَوَاهُ مُسْلم عَنْ أَبي بَكْرٍ (4) ، وَأَبي كُرَيب (5) عَنْ أَبي مُعَاوية (6) ، فكأَنَّ شَيْخَنَا سمعه منه) ./ (ج [34/أ] )
[120]- أَخبرنا أَحمد بْنُ محمَّد بْنِ يُوسف (7) قَالَ: أَنا محمَّد بْنُ جَعْفَر المَطِيْريّ (8) قال:
_________
(1) زيادة من: (د) .
(2) أبو عمر، الكوفيّ ... ثقة، فقيه، تغيّر حفظه قليلاً بأخرة.
روى له: ع. ومات سنة: أربع أو: خمس وتسعين ومائة.
انظر: الجرح والتعديل3/185) ت/803، والتّقريب (ص/173) ت/1430، والكواكب النّيّرات (الملحق الأول للمحقّق) ص/458 ت/5.
(3) صحيح البخاريّ: (كتاب: الأذان، باب: فضل العشاء في جماعة) 1/265- 266 رقم الحديث/49 بأطول من هذا.
(4) هو: ابن أبي شيبة.
(5) هو: محمَّد بن العلاء، تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/548.
(6) صحيح مسلم (كتاب: المساجد ومواضع الصّلاة، باب: فضل صلاة الجماعة، وبيان التّشديد في التّخلّف عنها) 1/451- 452.
(7) ابن دوست، تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/50.
(8) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/506.

(2/897)


ثنا عَلِيُّ بْنُ حَرْب (1) قَالَ: ثنا أَبو مُعَاوية (2) قَالَ: ثنا الأَعْمَش عَنْ أَبي صَالح (3) عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْليما: "مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ، ثُمَّ أَتَى إِلَى الْجُمُعَةِ، فَدَنَا، وَأَنْصَتَ، وَاسْتَمَعَ غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ، وَزِيَادَةَُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ، وَمَنْ مَسَّ الْحَصَى/ (أ [44/أ] ) فَقَدْ لَغَا" (4) .
قَالَ [الشَّيخ الْإِمَامُ] (5) أَبو بَكْرٍ الْخَطِيبُ رَحِمَهُ [اللَّهُ] (6) : "انْفَرَدَ مُسْلم بإِخراجه دُونَ الْبُخَارِيِّ، فَرَوَاهُ عَنْ يَحْيى [بْنِ يَحْيى] (7) ، وَأَبي بَكْر بْنِ أَبِي شَيْبة، وَأبي كُرَيب محمَّد بْنِ العَلاءِ (8) عَنْ أَبِي مُعَاوية (9) ، فكأَنَّ [شَيْخَنَا] (10) أَبا عَبْدِ اللَّهِ [بْنَ دُوست] (11) سمعه من مُسْلم".
_________
(1) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/296.
(2) هو: محمَّد بن خازم، تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/519.
(3) هو: ذكوان السّمّان، تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/634.
(4) أي: تكلّم، وقيل: عدل عن الصّواب، وقيل: خاب.
والأصل الأَوّل. النّهاية (باب: اللاّم مع الغين) 4/258.
(5) زيادة من: (د) .
(6) لحق بحاشية: (أ) .
(7) زيادة من (ج) ، (د) .. وتقدّمت ترجمته، انظر ص/634.
(8) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/522.
(9) هو: محمَّد بن خازم.
(10) زيادة من (ج) . وحديثهم في صحيح مسلم في: (كتاب: الجُمُعَة، باب: فضل من استمع وأنصت في الخطبة) 2/588.
(11) لحق بحاشية: (أ) .

(2/898)


[121]- أَخبرنا أَبو عُمر عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ محمَّد بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن مَهْديّ (1) قال: أَنا أَبو عبد الله/د [6/أ] محمَّد بْنُ مَخْلد العَطّار (2) قَالَ: ثنا محمَّد بْنُ عُثمان بْنِ كَرَامة (3) قَالَ: ثنا أَبو أُسَامة (4) عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبيه عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: استأْذَنَ أَبُو بكرٍ فِي الْخُرُوجِ مِنْ مكّةَ حينَ اشْتَدَّ عَلَيهِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْليما: "أَقِمْ". فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أتطمعُ أَنْ يُؤذنَ [لَكَ] (5) ؟ فكانَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْليما يَقُوْلُ: "إِنَّي لأَرْجُوَ ذَلِكَ". قَاْلَ: فَانْتَظَرهُ أَبو بكرٍ، ثُمَّ أَتَى رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْليما ذَاتَ يومٍ ظُهْراً، فَنَاداه، فَقَاْلَ: "أَخْرِجْ مَنْ عِنْدَكَ". فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّمَا هُمَا ابْنَتَايَ (6) . قَاْلَ: "شَعَرْتَ أَنَّهُ قَدْ أُذِنَ لِي فِي الخُرُوجِ"؟
_________
(1) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/54.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/540.
(3) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/628.
(4) هو: حمّاد بن أسامة، تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/632.
(5) لحق بحاشية: (أ) .
(6) هما: عائشة، وأسماء، كما في رواية لابن إسحاق.
انظر: سيرة ابن هشام (2/484- 485) .

(2/899)


فَقَالَ: يا رسُولَ/ (ج [34/ب] ) اللهِ (1) ، الصُّحْبَة. فَقَالَ: "الصُّحْبَةَ". قَالَ: يا [ر] (2) سُول اللهِ، عِنْدي ناقَتانِ قَدْ أَعْدَدتُهُمَا لِلخُرُوجِ. فَأَعْطَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيْمَا إِحْدَاهُمَا (3) وَهِيَ الْجَدْعَاءُ فَرَكِبَهَا، فَانْطَلَقَا حَتَّى أَتَيَا الْغَارَ وَهُوَ بَثَوْرٍ (4) فَتَوَارَيَا فِيْهِ. وَكَاْنَ عَاْمِرُ بنُ فُهَيْرَةَ غُلاَمَا لِعَبْدَةَ بنِ الطُّفَيْلِ (5) وَهُوَ أَخُوْ
_________
(1) لفظ الجلالة ساقط من: (ج) .
(2) ساقطة من: (أ) ، والاستدارك من: (ج) ، (د) .
(3) في (أ) : "أحدهما"، وما أثبتّه من: (ج) .
(4) بلفظ الثّور، فحل البقر جبل بجنوب مكّة، عال، أغبر، يشبه ثورًا مستقبل القبلة، يرى من جميع نواحيها المرتفعة.
انظر: معجم البلدان (2/86) ، ومعجم المعالم الجغرافيّة (ص/72) ، ومعالم مكّة التّأريخيّة كلاهما لعاتق البلاديّ (ص/75) .
(5) هكذا في النّسختين، وفي صحيح البخاريّ (5/234) : (عبد الله بن الطّفيل) ، إلاّ أنّه مع ذلك كأنّه مقلوب، والصّواب: الطّفيل بن عبد الله.
وهو أزديّ من بني زهران، كان أبوه زوج أم رومان فقدما في الجاهليّة مكّة، فحالف أبا بكر، ومات، وخلّف الطّفيل، فتزوّج أبو بكر امرأته، فولدت له: عبد الرحمن، وعائشة، فالطّفيل أخوهما من أمهما، واشترى أبو بكر عامر بن فهيرة من الطّفيل فأعتقه.
انظر: الطّبقات الكبرى لابن سعد (3/230) ، والفتح7/450) ، والإصابة2/224 ت/4250، 2/256 ت/4415) .

(2/900)


عَائِشَةَ لأُمِّهَا وَكَانَتْ لأَبِي بَكْرٍ مِنْحَةٌ (1) ، فَكَاْنَ يَرُوْحُ بِهَا، وَيَغْدُوْ (2) عَلَيْهَا، وَيُصْبِحُ، فَيَدَّلِجُ (3) إِلَيْهِمُ، ثُمَّ يَسْرَحُ (4) ، فَلاَ يَفْطُنُ (5) لَهُ أَحٌد مِنَ الرِّعَاءِ.
فَلَمَّا خَرَجَا/ (أ [44/ب] ) خَرَجَ مَعَهُمَا يُعْقِبَانِهِ (6) حَتَّى قَدِمَ الْمَدِيْنَةَ.
_________
(1) بكسر الميم، وسكون النّون، بعدها مهملة وهي عند العرب على وجهين ...
أحدهما: أن يعطي الرجل صاحب المال هبة، أو صلة، فيكون له.
والآخر: أن يعطيه ناقة، أو شاة ينتفع بحلبها، ووبرها زمنا ثمّ يردّها.
وتطلق منحة أيضا على: كل شاة.
والمراد هنا: منحة غنم، فيها لبن.
انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (1/292- 293) ، والنّهاية (باب: الميم مع النّون) 4/364، و (الفتح7/280) .
(2) الرّواح: سير آخر النّهار، والغدوّ نقيضه.
النّهاية (باب: الرّاء مع الواو) 2/273، وَ (باب: الغين مع الدّال) 3/346.
(3) بتشديد الدّال، بعدها جيم أي: يسير عليهم من آخر اللّيل.
انظر: النّهاية (باب: الدّال مع اللاّم) 2/129.
(4) أي: يخرج بالغداة.
انظر: لسان العرب (حرف: الحاء، فصل: السّين) 2/478، ومختار الصّحاح (مادّة: سرح) ص/124.
(5) مأخوذ من: الفطنة بالكسر: الفهم، والحذق.
انظر: لسان العرب (حرف: النّون، فصل: الفاء) 13/323، والقاموس (باب: النّون، فصل: الفاء) ص/1577.
(6) أي: يركبانه عقبة، وهو: أن ينزل الرّاكب، ويركب رفيقه، ثمّ ينزل الآخر، ويركب الماشي، وهذا الّذي يقتضيه ظاهر اللّفظ في العقبة.
ويحتمل أن يكون المراد: أن هذا يُرْكِبه مرّة، وهذا يُرْكِبه أخرى، ولو كان كذلك لكان التّعبير بـ "يردفانه" أظهر. الفتح (7/450) .

(2/901)


فَقُتِلَ عَاْمِرُ بنُ فُهَيْرَةَ يَوْمَ: بِئْرِ مَعُوْنَةَ (1) .
قَالَ [الشَّيخ الْإِمَامُ] (2) أَبو بَكْرٍ الْخَطِيبُ رَحِمَهُ اللَّهُ: "انْفَرَدَ البخاريُّ بإِخراجه دُونَ مُسْلم، فَرَوَاهُ عَنْ عُبَيد بْنِ إِسْمَاعِيلَ (3) عَنْ أَبي أُسامة (4) ، فكأَنَّ شَيْخَنَا أَبا عُمَرَ بْنَ مَهْديّ سَمِعَهُ مِنْهُ".
[122]- أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ محمَّد بْنُ أَحْمَدَ الطُّوْسيّ (5) قَالَ: ثنا أبو
_________
(1) بفتح أوّله، وضمّ ثانيه، بعده واو وَنون بين أرض بني عامر، وبني سليم وهي إلى الثّانية أقرب بين جبال يقال لها: (أُبْلَى) ، وهي سلسلة جبليّة سوداء تقع غرب الْمَهْدِ إلى الشّمال، وهي اليوم ديار مُطَير ...
ويوم بئر مَعُوْنة كان في صَفَر سنة: أربع، على رأس أربعة أشهر من أُحُد، قتل فيه جماعة من خيار المسلمين. انظر: سيرة ابن هشام (3/183- 189) ، ومعجم ما استعجم (4/1245) ، ومعجم المعالم الجغرافيّة لعاتق البلاديّ (ص/52) .
(2) زيادة من: (د) .
(3) القرشيّ، الهبّاريّ بفتح الهاء، والموحّدة الثّقيلة أبو محمّد، الكوفيّ ويقال اسمه: عبيد الله، ويعرف بعُبَيد، وجزم به الشّيرازيّ في الألقاب كما نقله عنه الحافظ في: التّهذيب (7/59- 60) ... ثقة.
روى له: ع. ومات سنة: خمسين ومئتين.
انظر: سؤالات الحاكم للدّارقطنيّ (ص/254) ت/428، والثّقات لابن حبّان (8/433) ، والكاشف (1/688) ت/3605.
(4) هو: حمّاد بن أسامة، تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/663.
والحديث في الصّحيح في: (كتاب: المغازي، باب: غزوة الرّجيع، ورعل، وذكوان، وبئر معونة ... ) 5/233- 234 رقم الحديث/129.
(5) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/48.

(2/902)


العَبّاس محمَّد بْنُ يَعْقوب الأَصَمّ (1) قَالَ: ثنا الرَّبيع بْنُ سُلَيْمان (2) قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ (3) .
قَالَ الأَصمّ: وَأَخْبَرَنَا محمَّد بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْحَكَمِ (4) قَالَ: ثنا ابْنُ وَهْب.
قال (5) : وثنا بَحْر بْنُ نَصْر بْنِ سَابِق (6) قَالَ: قُرئ عَلَى ابْنِ وَهْب: أَخْبَرَكَ اللَّيْثُ بْنُ سَعْد، ومالك/د [6/ب] بن أنس، وعَمرو بن
_________
(1) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/256.
(2) ابن عبد الجبّار، المراديّ، مولاهم، أبو محمد، المصريّ، صاحب الشّافعيّ ... ثقة. روى له: ع. ومات سنة: سبعين ومئتين.
انظر: الجرح والتعديل (3/464) ت/2083، والمعجم المشتمل (ص/119) ت/335، والتّقريب (ص/206) ت/1894.
(3) القرشيّ، أبو محمَّد، المصريّ ... ثقة.
روى له: ع. ومات سنة: سبع وتسعين ومائة.
انظر: الجرح والتعديل (5/189) ت/879، والكاشف (1/606) ت/3048.
(4) ابن أعين، المصريّ، أبو عبد الله، الفقيه ... ثقة.
روى له: س. ومات سنة: ثمان وستّين ومئتين وقيل بعدها.
انظر: الثّقات لابن حبّان9/132) ، وحاشية سبط ابن العجميّ على الكاشف (2/187) ، والتّقريب (ص/488) ت/6028.
(5) يعني: الأصمّ.
(6) الخولانيّ، مولاهم، أبو عبد الله، المصريّ ... ثقة، فاضل.
روى له: كن. ومات سنة: سبع وستّين ومئتين. انظر: الجرح والتعديل (2/419) ت/1660، والتّقريب (ص/120) ت/639.

(2/903)


الْحَارِثِ (1) ، وَابْنُ سَمْعان (2) ، ويُوْنُس بْنُ يَزيد (3) أَنَّ ابْنَ شهابٍ حَدَّثَهُمْ عَنْ عُبيد اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ (4) عَنْ أُمِّ قَيْس بِنْتِ مِحْصَن (5) : "أَنَّهَا جَاءَتْ بِابْنٍ لَهَا صَغِيْرٍ (6) إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
_________
(1) ابن يعقوب، الأنصاريّ، أبو أميّة، المصريّ ... ثقة، فقيه.
روى له: ع. ومات على الأَشْهَر سنة: ثمان وأربعين ومائة وهو الّذي صحّحه الذّهبيّ في: السّير (6/353) .
انظر: المشاهير (ص/178) ت/1498، وتهذيب الكمال (21/570) ت/4341، والكاشف (2/74) ت/4138.
(2) هو: عبد الله بن زياد بن سليمان بن سمعان المخزوميّ، أبو عبد الرّحمن، المدنيّ ... اتّهمه بالكذب جماعة، منهم: الإمام مالك، وابن معينكما في: الضّعفاء للعقيليّ (2/254، 255) ، وابن حبّان في: (المجروحين 2/7) ، وأبو داود (كما في: تأريخ بغداد 9/458) ، وغيرهم. روى له: مد، ق.
وانظر: أحوال الرّجالّ (ص/142) ت/245، والمعرفة والتّأريخ (1/699، 701) ، والكشف الحثيث لبرهان الدّين الحلبيّ (ص/152) ت/386.
(3) ابن أبي النِّجَاد، الأيليّ، أبو يزيد، القرشيّ ... ثقة، إلاّ أنّ في روايته عن الزُّهريّ وهما قليلاً، وقد توبع على روايته هنا كما هو ظاهر في الإسناد.
روى له: ع. ومات سنة: تسع وخمسين ومائة وقيل بعدها.
انظر: تأريخ الدّارميّ عن ابن معين (ص/45) ت/21، 23، (ص/46) ت/24، والجرح والتعديل (9/247) ت/1042، والتّقريب (ص/614) ت/7920.
(4) ابن عتبة بن مسعود، الهذليّ، الفقيه.
(5) الأسديّة ...
انظر ترجمتها في: أسد الغابة (6/379) ت/7563، والاستيعاب (4/485) .
(6) في (أ) : "صغيرًا" وهو خطأ، وما أثبتّه من: (ج) ، وهو الصّحيح.

(2/904)


وَسَلَّمَ تَسلِيْما لَمْ يَأْكُلِ الْطَّعَامَ (1) فَأَجلَسَهُ رَسُوْلُ اللهِ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حِجْرِهِ (2) ، فَبِاْلَ عَلَيْهِ، فَدَعَا رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيْما بِمَاءٍ فَنَضَحَهُ (3) ، وَلَمْ يَغْسِلْهُ"./ (ج [35/أ] )
قَالَ [الشَّيْخُ الْإِمَامُ] (4) أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ رَحِمَهُ اللَّهُ: " [أَخرجه] (5) البخاريُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُوسف (6) عن مالك (7) ،
_________
(1) اختلف في المراد بالطّعام ... فقيل: ما عدا اللّبن الّذي يرضعه، والتّمر الّذي يحنّك به، والعسل الّذي يلعقه للمداواة، وغيرها.
وقيل: لم يطعم، ويشرب غير اللّبن.
وقيل: لم يستقلّ بجعل الطّعام في فيه.
وقيل: لم يتقوّت بالطّعام، ويستغن به عن الرّضاع.
والأوّل هو الأشبه، جزم به ابن قدامة، وغيره، وقدّمه الحافظ ابن حجر، وقال: "هو الأظهر".
انظر: المغني لابن قدامة (2/497) ، وشرح مسلم للنّوويّ (3/195) ، والفتح1/390) .
(2) بالفتح، والكسر أي: حضنه.
النّهاية (باب: الحاء مع الجيم) 1/342.
(3) أي: رشّه. انظر: المصدر نفسه (باب: النّون مع الضّاد) 5/69.
(4) زيادة من: (ج) .
(5) لحق بحاشية: (أ) .
(6) التّنّيسيّ بمثنّاة، ونون ثقيلة، بعدها تحتانيّة، ثمّ مهملة ... ثقة متقن.
روى له: خ، د، ت، س. ومات سنة: ثمان عشرة ومئتين.
انظر: الجرح والتعديل (5/205) ت/691، والتّقريب (ص/330) ت/3721.
(7) صحيح البخاريّ (كتاب: الوضوء، باب: بول الصّبيان) 1/109- 110 رقم الحديث/86.
ورواه أيضا في: (كتاب: الطّب، باب: السَّعْوط بالقُسْط الهنديّ والبحريّ) 7/227 رقم الحديث/15 عن صدقة بن الفضل عن ابن عيينة عن الزُّهريّ بنحوه، مطوّلاً.

(2/905)


وَأَخْرَجَهُ مُسلم عَنْ حَرْمَلَة بْنِ يَحْيَى (1) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وهب عن يُونس ابن يزيد (2) وحده عَنِ ابْنِ شِهَابٍ (3) ، فكأنَّ شَيْخَنَا سَمِعَهُ مِنْ مُسْلم.
وَلَيْسَ لأُمِّ قَيْس/أ [45/أ] بِنْتِ مِحْصَن فِي الصَّحيحين سِوَى هَذَا الْحَدِيثِ، وَحديث آخَرَ، حَدَّثَنَاهُ أَبُو أَحْمَدَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ محمَّد بْنِ أَحْمَدَ الْفَرَضِيُّ (4) قَالَ: ثنا محمَّد بْنُ جَعْفَرٍ المَطِيْريّ (5) [ح] (6) ،
_________
(1) ابن عبد الله التّجيبيّ بضمّ التاء المعجمة بنقطتين من فوق، وقيل: بفتحها، وكسر الجيم، وسكون المنقوطة باثنتين من تحتها، في آخرها باء منقوطة بواحدة أبو حفص، المصريّ ... صدوق، أملى النّاس بِما حدّث ابنُ وهب.
روى له: م، س، ق. ومات سنة: ثلاث وأربعين ومئتين وقيل بعدها بسنة.
انظر: الكامل لا بن عديّ (2/458- 461) ، والميزان (1/472) ت/1783، والتّقريب (ص/156) ت/1175.
(2) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/538.
(3) صحيح مسلم (كتاب: الطّهارة، باب: حكم بول الطّفل الرّضيع وكيفيّة غسله) 1/238.
وانظر: (كتاب: السّلام، باب: التّدواي بالعود الهنديّ) 4/287.
(4) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/48.
(5) تقدّمت ترجمته أيضاً.. . انظر ص/506.
(6) زيادة من: (د) .

(2/906)


وَأَخْبَرَنَاهُ (1) : الْقَاضِي أَبُو الحُسين محمَّد بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ إِسماعيل الْمَحَامِلِيُّ (2) قَالَ: ثنا محمَّد بْنُ يَحْيى بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حَرْب [الطّائِيّ (3) قالا: ثنا عَلِيُّ بْنُ حَرْب (4) ] (5) قَالَ: ثنا سُفيان عَنِ الزُّهريِّ عَنْ عُبيد الله زاد المحامليّ: ابن عَبْدِ اللَّهِ، ثُمّ اتَّفَقَا عَنْ أُمَّ قَيْس زَادَ الْمَحَامِلِيُّ: بِنْتَ مِحْصَن، أُخت عُكَّاشة (6) ، ثُمّ اتَّفَقَا قَالَتْ: دَخَلْتُ بِابْنٍ لِي عَلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيْمًا. قَالَ أَبُو أَحْمَدَ (7) :قَدْ عَلَقْتُ (8) عَلَيْهِ مِنَ الْعُذْرَةِ (9) "، وأَخَلَّ الْمَحَامِلِيُّ بِبَعْضِ هَذَا الْكَلَامِ فقال:
_________
(1) في (د) : "وأنبأنا".
(2) تقدّمت ترجمته أيضاً.. . انظر ص/50.
(3) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/511.
(4) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/296.
(5) لحق بحاشية: (أ) .
(6) بضمّ العين المهملة، وتشديد الكاف، وقد تخفّف، والأوّل أكثر، وقبل آخره شين معجمة من سادات الصّحابة وفضلائهم. انظر: أسد الغابة (3/564- 565) ت/3732، والمغني لابن طاهر (ص/177) .
(7) هو: الفرضيّ.
(8) قال يونس بن يزيد أحد رجال إسناده كما في: صحيح مسلم 4/1735) : "أعلقتْ: غمزت، فهي تخاف أن يكون به عذرة" اهـ.
وقال القاضي عياض في: (المشارق 2/85 ط: المكتبة العتيقة) : وقع في البخاريّ: "أعلقت، وعلقت، والعلاق والأعلاق، ولم يقع في مسلم إلاّ: أعلقت، وذكر العلاق في رواية، والأعلاق في رواية، والكلّ بمعنى جاءت به الرّوايات.. وتفسيره: غمز العُذْرة وهي: اللهاة بالإصبع" اهـ.
وقال النّووي في شرحه على مسلم (14/200) : "والأعلاق: مصدر أعلقت عنه، ومعناه: أزلت عنه العلوق، وهي: الآفة والدّاهية، والأعلاق هو: معالجة عذرة الصّبيّ، وهي وجع حلقه" اهـ. وانظر: النّهاية "باب: العين مع اللاّم" 3/288.
(9) بضمّ المهملة، وسكون المعجمة وجع في الحلق يهيج من الدّم، يعتري الصّبيان غالبا.
وقيل: قرحة تخرج بين الأذن، والحلق، أو في الخرم الّذي بين الأنف، والحلق.
وهو الّذي يسمى أيضا: سقوط اللهاة واللهاة: اللّحمة الّتي في أقصى الحلق أو: وجع الحلق، أو: بنات الأذن.
وكانوا يعالجون ذلك بالدّغر.
انظر: المشارق للقاضي عياض (2/72) طبعة: المكتبة العتيقة، والنّهاية (باب: العين مع الذّال) 3/198، والفتح (10/157، 177) ، والطّبّ النّبويّ للذّهبيّ (ص/164) .

(2/907)


"عَلَى مَا تَصْنَعِيْنَ بِهَذَا العِلاَقِ؟ عَلَيْكُمْ بِهَذَا الْعُوْدِ الهِنْديِّ (1) ، فَإِنَّ فِيْهِ سَبْعَةَ أَشْفِيَةٍ (2) " هَذَا لَفْظ أَبي أَحمد، وتَمَّ حَدِيثِهِ.
وَقَالَ الْمَحَامِلِيُّ: "عَلاَمَ (3) تَدْغُرْنَ (4) أَوْلاَدَكُنَّ بِهَذَا العِلاَقِ؟
_________
(1) هو: القُسْط أو: الكُسْت، لغتان مشهورتان بمعنى واحد: عقار، والهنديّ أحد أنواعه، وهناك نوع آخر هو: القسط البحريّ، وهو أبيض، وثالثها: الشّاميّ، وهو إلى السّواد أقرب، والهنديّ أشدّهم حرارة، والأبيض ألينهم، ومنافعها كثيرة جدًّا.
انظر: المعتمد في الأدوية المفردة للتّركمانيّ (ص/388) ، والنّهاية (باب: الكاف مع السّين) 4/172، وزاد المعاد لابن القيّم (4/353) ، والطّبّ النّبويّ للذّهبيّ (ص/162- 164) .
(2) لم يبيّن في الحديث من جميع رواياته إلاّ اثنتين، ولم يبيّن الخمسة الباقية، وقد ذكر ابن القيّم في: (زاد المعاد 4/354) ، وابن حجر في: (الفتح 10/157) وغيرهما من كلام الأطبّاء ما لعلّه يوخذ منه الخمسة المشار إليها والله تعالى أعلم.
وانظر: المعتمد للتّركمانيّ (ص/386- 388) .
(3) أي: لأيّ شيء؟ مشارق الأنوار (2/83) طبعة: المكتبة العتيقة.
(4) أي: تغمزن، وذلك أنّ الصّبيّ إذا أخذته العُذرة أدخلت المرأة أصبعها في حلقه، فترفع بها ذلك الموضع، وتكبسه، أو تعمد إلى خرقة فتفتلها فتلاً شديدًا، وتدخلها في أنفه، فتطعن ذلك الموضع.
انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (1/28) ، والنّهاية (باب: الدّال مع الغين) 2/123، و (باب: العين مع اللاّم) 3/198.

(2/908)


عَلَيْكُمْ بِهَذَا الْعُوْدِ الْهِنْدِيِّ، فَإِنَّ فِيْهِ سَبْعَةَ أَشْفِيةٍ، يُسْعَطُ (1) مِنَ الْعُذْرَةِ،/ (ج [35/ب] ) وَيُلَدُّ (2) مِنَ ذَاْتِ الْجَنْبِ (3) ".
قَالَ [الشَّيْخُ الْإِمَامُ] (4) أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ رَحِمَهُ اللَّهُ: "أَخرجه الشّيخانِ مَعًا فِي كِتَابَيْهِمَا، فَرَوَاهُ البخاريُّ عَنْ صَدَقة بن الفَضْل (5) ،
_________
(1) من السَّعوط بالفتح: ما يجعل من الدّواء في الأنف.
انظر: النّهاية (باب: السّين مع العين) 2/368.
(2) من اللّدود بفتح اللاّم المشدّدة: ما يسقاه المريض في أحد شقّي الفم.
انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (1/235) ، والنّهاية (باب: اللاّم مع الدّال) 4/245.
(3) ويقال لها أيضا: "وجع الخاصرة" وهي قسمان: حقيقيّ، وهو ورم حارّ يعرض في الغشاء المستبطن للأضلاع، وينفجر إلى الدّاخل، وغير حقيقيّ، وهو ألم يشبهه يعرض في نواحي الجنب عن رياح غليظة تحتقن بين الصفاقات.
وهي من الأمراض المخوفة، ومن سيّء الأسقام؛ لأنّها تحدث بين القلب والكبد، وقلّما يسلم صاحبها.
انظر: النّهاية (باب: الجيم مع النّون) 1/303- 304، والطّبّ النّبويّ للذّهبيّ (ص/164) ، والفتح (10/182) .
(4) زيادة من: (د) .
(5) صحيح البخاريّ (كتاب: الطّبّ، باب: السّعوط بالقسط الهنديّ والبحريّ) 7/227 رقم الحديث/15.

(2/909)


وَعَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ (1) .
وَرَوَاهُ مُسْلم عَنْ يَحْيى بْنِ يَحْيى (2) ، وأَبي بَكْرِ بْنِ أَبي شَيْبة، وَمحمّد ابن أَبي عُمَر (3) ، وَزُهير بْنُ حَرْب (4) ، وَعَمْرو بْنُ مُحَمَّدٍ النَّاقِدِ (5) ، سَبْعَتُهُمْ عَنْ سُفيان بن عُيينة، فكأَنَّ شيخينا (6) أَبا أَحمد، وأَبا الْحُسَيْنِ سَمِعَاه من البخاريِّ، ومُسْلم".
_________
(1) الصّحيح (كتاب: الطّبّ أيضا، باب: اللّدود) 7/232 ورقمه/30.
ورواه أيضا في الكتاب نفسه (باب: العُذرة) 7/233 ورقمه/32 عن أبي اليمان عن شعيب، و (باب: ذات الجنب) 7/234- 235 ورقمه/35 عن محمَّد (هو: الذّهليّ) عن عتّاب بن بشير عن إسحاق (هو: ابن راشد الجزريّ) ، كلاهما عن الزُّهريّ به بنحوه ...
(2) أبو زكريّا النّيسابوريّ، تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/604.
(3) في: (أ) : "ابن أبي عمرو"، وهو كما أثبتّه في: (ج) ، وهو الصّحيح.
وهو: محمَّد بن يَحْيى بن أبي عمرو، العدنيّ، أبو عبد الله، المكيّ ... صدوق، ممّن لازم ابن عيينة.
روى له: م، ت، س، ق. ومات سنة: ثلاث وأربعين ومئتين.
انظر: التّأريخ لابن معين رواية الدّوريّ (2/542) ، والجرح والتعديل (8/124) ت/560، والتّقريب (ص/513) ت/6391.
(4) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/512.
(5) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/512.
والحديث في صحيح مسلم في: (كتاب: السّلام، باب: التّداوي بالعود الهنديّ) 4/1734 رقم الحديث/287.
(6) في (أ) ، (د) : "شيخنا"، وما أثبتّه من: (ج) ، وهو الصّحيح.

(2/910)


[123]- أَنا أَبو الْفَتْحِ هِلال بْنُ محمَّد بن جَعْفر الحفّار (1) / (أ [45/ب] ) قَالَ: أَخبرنا أَبُو عَلِيٍّ إِسْمَاعِيلُ بْنُ محمَّد الصَّفَّار (2) قَالَ: ثنا عَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ التَّرْقُفيّ (3) قَالَ: ثنا أَبو مُسْهر (4) قَالَ: حدَّثني سعيد ابن عَبْدِ الْعَزِيزِ (5) عَنْ رَبِيْعة بْنِ يَزيد (6) عَنْ أَبي إِدْرِيسَ الخَوْلانيّ (7) عَنْ أَبي ذَرٍّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْليما عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنّه قَاْلَ: "إِنَّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي، وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا فَلاَ تَظَالَمُوا. عِبَادِي (8) ، إِنَّكُمْ الَّذِيْنَ تُخْطِئُوْنَ بَاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَأَنَا الَّذِيْ
_________
(1) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/61.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/245.
(3) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/560.
(4) بمضمومة، وسكون مهملة، وكسر هاء عبد الأعلى بن مسهر الشّاميّ ثقة، فاضل. روى له: ع. ومات سنة: ثمان عشرة ومئتين.
انظر: تأريخ بغداد (11/72) ، والكاشف (1/611) ت/3082، والتّقريب (ص/332) ت/3738
(5) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/571.
(6) الإياديّ، أبو شعيب، الدّمشقيّ ... ثقة. روى له: ع. ومات سنة: ثلاث وعشرين ومائة وقيل قبل ذلك. انظر: الطّبقات الكبرى لابن سعد (7/465) ، والتّقريب (ص/208) ت/1919.
(7) هو: عائذالله بن عبد الله.
(8) هكذا في النّسخ الثّلاث بحذف أداة النّداء، وضُبّب عليها في (أ) ، (د) دلالة على صحّة ورودها كذلك من جهة النّقل. وفي صحيح مسلم (4/1994) : "يا عبادي".

(2/911)


أَغْفِرُ الذُّنُوْبَ، وَلاَ أُبَالِي، فَاسْتَغْفِرُوْنِي أَغْفِرْ لَكُمْ. يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ جَائِعٌ إِلاَّ مَنْ أَطْعَمْتُ، فَاسْتَطْعِمُوْنَي أُطْعِمْكُمْ. يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ عَاْرٍ إِلاَّ مَنْ كَسَوْتُ، فَاسْتَكْسُوْنِي أَكْسِكُمْ. يَا عِبَادِي/ (ج [36/أ] ) لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ، وَآخِرَكُمْ، وَإِنْسَكُمْ، وَجِنَّكُمْ كَاْنُوا عَلَى أَتْقَى قَلْبِ رَجُلٍ مِنْكُمْ لَمْ يَزِدْ ذَلِكَ فِي مُلْكَي شَيْئا. يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ، وَآخِرَكُمْ، وَإِنْسَكُمْ، وَجِنَّكُمْ كَاْنُوا عَلَى أَفْجَرِ قَلْبِ رَجُلٍ مِنْكُمْ لَمْ يَنْقُصْ ذَلِكَ مِنْ مُلْكِي شَيْئا. يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ، وَآخِرَكُمْ، وَإِنْسَكُمْ، وَجِنَّكُمْ اجْتَمَعُوا فِي صَعَيْدٍ وَاحِدٍ، فَسَأَلُوْنِي، ثَمَّ أَعْطَيْتُ كُلَّ إِنْسَانٍ مِنْهُمْ مَاْ سَأَلَ لَمْ يَنْقُصْ ذَلِكَ مِنِّي شيْئا إِلاَّ كَمَا يَنْقُصُ الْبَحْرُ أَنْ يُغْمَسَ (1) فِيْهِ الْمِخْيَطُ (2) غَمْسَةً وَاحِدَةً.
يَا عِبَادِي إِنَّمَا هَيَ أَعْمَالُكُمْ أَحْفَظُهَا عَلَيْكُمْ فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا
_________
(1) من الغمس، وهو: إرساب الشيء في الشّيء السيّال، أو النّديّ، أو في الماء.
وهو: المَقْل أيضا.
انظر: لسان العرب (حرف: السّين المهملة، فصل: الغين المعجمة) 6/156.
(2) بكسر الميم، وفتح الياء: الإبرة.
انظر: النّهاية (باب: الخاء مع الياء) 2/92، وشرح مسلم للنّوويّ (16/133) .

(2/912)


فَلْيَحْمَدِ اللهَ، وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلاَ/ (د [7/ب] ) يَلُوْمَنَّ إِلاَّ نَفْسَهُ (1) ".
قَالَ [الشَّيْخُ الْإِمَامُ] (2) أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ رَحِمَهُ الله: "هذا حديثٌ صحيح/ (أ [46/أ] ) مِنْ حَدِيثِ أَبي إدْريس الخَوْلانيّ عَنْ أَبِي ذَرٍّ الغِفَاريّ، وَمِنْ حَدِيثِ رَبِيْعة بْنِ يَزيد عَنْ أَبي إِدْرِيسَ.
وَرِجَالُ إِسناده مَا بين أَبي ذرّ، وَعَبّاس التَّرْقُفيّ كلُّهم شاميُّون.
انْفَرَدَ مسلمٌ بإِخراجه فِي كِتَابِهِ، فَرَوَاهُ عَنْ أَبي بكر محمَّد بن إِسحاق الصّغانيّ (3) عَنْ أَبي مُسْهِر عَبْدِ الأَعلى بن مُسْهرالدّمشقيّ (4) ، فكأَنَّ شَيْخَنَا أَبا الْفَتْحِ سَمِعَهُ من مُسْلم"./ (ج [36/أ] )
[124]- أَخبرنا أَبو الْحَسَنِ أَحمد بْنُ محمَّد بْنِ أَحْمَدَ بْنِ [مُوسَى ابن] (5) هَارُونَ بْنِ الصَّلْت الأَهوازيّ (6) قَالَ: ثنا أَبُو بَكْرٍ محمَّد بْنُ جَعْفر المَطِيْريّ (7) قَالَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ حَرْب (8) قَالَ: ثنا سُفيان عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَالم (9) عَنْ أَبيه قال:
_________
(1) في (ج) ، (د) : "فلا تلومَنَّ إلاّ نَفْسك"، وضُبّب عليها.
(2) زيادة من: (د) .
(3) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/540.
(4) صحيح مسلم (كتاب: البرّ وَالصّلة وَالآداب، باب: تحريم الظّلم) 4/1995- 1995 ورقمه/2577.
(5) زيادة من: (ج) ، (د) .
(6) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/53.
(7) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/506.
(8) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/296.
(9) هو: ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ.

(2/913)


قَالَ النَّبيُّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وسلّم تَسْلميا: "اقْتُلُوا الحَيَّاتِ، وَذَا الطُّفْيَتَيْنِ (1) ، وَالأَبْتَرَ (2) ؛ فَإِنَّهُمَا يَطْمِسَانِ الْبَصَرَ (3) ، وَيَسْتَسْقِطَاِن الحَبَلَ (4) .
_________
(1) تثنية طفية بضمّ الطّاء المهلمة، وسكون الفاء: خوصة المُقْل (والمُقْل: حمل الدّوم، والدّوم: شجرة تشبة النّخلة في حالاتها) . شبّة الخطّين اللّذين على ظهره بخوصتين من خوص المُقل، وهوشرّ الحيّات فيما يقال.
انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (1/55) ، وشرح السّنّة للبغويّ (12/192) ، ولسان العرب (حرف: اللاّم، فصل: الميم) 11/628.
(2) أي: قصير الذَّنَب، وقيل: مقطوعه. انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (1/56) ، وشرح مسلم للنّوويّ (14/230) .
وقوله هنا: ".. والأبتر" تقتضي التّغاير بينه، وبين ذي الطّفيتين، ووقع في بعض طرق الحديث عند البخاريّ في: صحيحه (4/260 برقم/116) : "لا تقتلوا الجنان إلاّ كل أبتر ذي طفيتين" وظاهره اتّحادها، ولكن لا ينفي المغايرة.
انظر: الفتح (6/401) .
(3) أي: يمحوان نوره، وذلك بمجرّد نظرها إليه؛ لخاصّة جعلها الله تعالى في بصريهما إذا وقع على بصر الإنسان.
ويؤيّد هذا رواية يحيى بن سعيد عن نافع عند مسلم في صحيحه (4/1754) : "يلتمعان البصر"، ورواية عمر بن نافع عن أبيه عند مسلم في صحيحه أيضا (4/1754 1755) : "يخطفان البصر".
وقيل: إنّهما يقصدان البصر باللَّسْع، والنَّهْش. والأوّل أصحّ، وأَشْهَر.
انظر: معالم السّنن للخطّابيّ (المطبوع بحاشية سنن أبي داود) 5/411، وشرح السّنّة (12/192) ، والفتح (6/401) .
(4) بفتح المهملة، والموحّدة: الجنين. ومعناه: أنّ المرأة الحامل إذا نظرت إليهما، وخافت أسقطت الحمل غالبا، وقد ذكر مسلم في صحيحه (4/1753) عن الزُّهريّ قال: "ونرى ذلك من سمّيهما" والله أعلم.
انظر: شرح النّوويّ على مسلم (14/230) ، ولسان العرب (كتاب: اللاّم، فصل: الحاء المهملة) 11/139، والفتح (6/401) .

(2/914)


فَكَانَ ابْنُ عَمَرَ يَقْتلُ كُلَّ حَيَّةٍ، حَتَّى أَبْصَرَهُ أَبُو لُبَابَةَ (1) أَوْ: زَيْدُ ابنُ الخَطَّابِ (2) وَهُوَ
_________
(1) بضمّ اللاّم، وبموحدتين ابن عبد المنذر، له صحبة.
انظر ترجمته في: أسد الغابة (5/265) ت/6198، والإصابة (4/168) ت/981.
(2) ابن نفيل، أخو: عمر بن الخطّاب، له صحبة أيضا. انظر ترجمته في: أسد الغابة (2/133) ت/1834، والإصابة (1/565) ت/2797.
هذا، وتابع ابن عيينة في روايته عن معمر عن الزُّهريّ كما هنا على الشّكّ في اسم الّذي لقي عمر: عبد الرّزّاق في: (المصنّف 7/154) ومن طريقه: مسلم في: صحيحه (4/1753) ويونس بن يزيد، أخرج روايته مسلم في: صحيحه (4/1753) إلاّ أنّه لم يسق لفظها، وساقه أبو عوانة في مستخرجه [5/68ب] وإسحاق بن يحيى الكلبيّ في نسخته (كما في الفتح 6/406) ومحمد بن الوليد الحمصيّ، أخرج روايته مسلم في: صحيحه (4/1752) .
ورواه صالح بن كيسان (كما في مستخرج أبي عوانة [5/69أ] ) ، ومحمد بن أبي حفصة (علّقه البخاريّ في صحيحه 4/258 عنه بصيغة الجزم) ، وابن مجمع (كما في: الفتح 6/406) ، وغيرهم، كلُّهم عن الزُّهريّ عن سالم عن ابن عمر، وفيه: (فرآني أبو لبابة، وَزيد بن الخطّاب) جمع بينهما لكن ليس في هؤلاء من يقارب الخمسة الّذين رووه بالشّكّ، إلاّ صالح بن كيسان (كما قاله الحافظ في: الفتح 6/402) .
ورواه البخاريّ في صحيحه وسيأتي بيان مواضعها، انظر ص/858 من أوجه عن ابن عمر أنّ الّذي رآه هو: أبو لبابة دون شكّ، واقتصر عليه.
وكذا عقّب مسلم في صحيحه (4/1754) الحديث برواية الشّكّ بإخراجه له من طرق عن ابن عمر بغير شكّ، وأنّه: أبو لبابة أيضا والله تعالى أعلم.

(2/915)


يُطَارِدُ (1) حَيَّةً، فَقَاْلَ: "إِنَّهُ قَدْ نُهِيَ عَنْ ذَوَاتِ الْبُيُوْتَ (2) ".
قَالَ [الشَّيْخُ الْإِمَامُ] (3) أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ رَحِمَهُ اللَّهُ: "أَخْرَجَهُ مُسْلم فِي صَحِيحِهِ عَنْ عَمْرِو بْنِ محمَّد النَّاقِدِ عَنْ سُفيان بْنِ عُيينة (4) ، فكأنَّ شيخنا سمعه منه".
_________
(1) أي: يتّبع، ويطلب.
انظر: شرح النّوويّ على مسلم (14/231) ، والفتح (6/401) .
(2) أي: اللاّتي يوجدن في البيوت دون غيرها، وظاهره العموم في جميع البيوت.
وقيل: هو خاص ببيوت المدينة، فلا تقتل حيّاتها إلاّ بإنذارها، وأمّا حيّات غير المدينة فيندب قتلها من غير إنذار.
وقيل: يختصّ ببيوت المدن دون غيرها.
والقول الأوّل اختيار الإمام مالك يرحمه الله إلاّ أنّه يرى ذلك في حيّات بيوت المدينة آكد والله تعالى أعلم.
انظر: المُعْلم للمازريّ (3/109) ، وشرح النّوويّ على مسلم (14/230) ، والفتح (6/401) .
(3) زيادة من: (د) .
(4) صحيح مسلم (كتاب: السّلام، باب: قتل الحيّات، وغيرها) 4/1752 1753 رقم الحديث/2233.
والحديث رواه أيضا: البخاريّ في صحيحه (كتاب: بدء الخلق، باب: قول الله تعالى: {وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّة} ) 4/257- 258 ورقمه/105 عن عبد الله بن محمَّد عن هشام بن يوسف عن معمر عن الزُّهريّ به، بنحوه.
وَ (باب: خير مال المسلم غنم يتبع بها شَعَف الجبال) 4/260 ورقمه/116 عن عمرو بن عليّ عن ابن أبي عديّ عن أبي يونس القشيريّ عن ابن أبي مليكة عن ابن عمر به، بنحوه.
وفيه أيضا (4/260- 261 ورقمه/117) عن مالك بن إسماعيل،
وفي: (كتاب: المغازي، باب كذا دون ترجمة) 5/200 ورقمه/63 عن أبي النّعمان، كلاهما عن جرير بن حازم عن نافع عن ابن عمر به، بنحوه، مختصرًا.

(2/916)


[125]- أَخْبَرَنَا أَبُو الحُسين عَلِيُّ بْنُ محمَّد بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْران المعدِّل (1) قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسماعيل بْنُ محمَّد الصَّفَّارُ (2) قَالَ: ثنا عبد الكريم ابن الْهَيْثم (3) قَالَ: ثنا أَبو الْيَمَانِ (4) قال: أَنا شُعَيْب/ (أ [46/ب] ) بْنُ أَبي حَمْزة القُرَشيّ (5) عَنْ محمَّد بْنِ مُسْلم بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شِهَاب الزُّهريّ قَالَ: أَخبرني سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَر بْنِ الْخَطَّابِ أَنَّه قَالَ: "رَأَيْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيْمَا إِذَا افْتَتَحَ/ (د [8/أ] ) التَّكْبِيْرَ فِي الصَّلاَةِ رَفَعَ يَدَيْهِ حِيْنَ (6) يُكَبِّرُ حَتَّى يَجْعَلَهُمَا حَذْوَ مَنْكِبَيْهِ، ثُمَّ إِذَا كَبَّرَ لِلرُّكُوْعِ فَعَلَ ذَلِكَ، ثُمَّ إِذَا قَاْلَ: "سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ" فَعَلَ [مِثْلَ] (7) ذَلِكَ/وَقَاْلَِ: "رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ" وَلاَ يَفْعَلُ ذَلِكَ حِيْنَ يَسْجُدُ، وَلاَ حِيْنَ يَرْفَعُ رَأْسَهُ مِنَ السُّجُودِ".
_________
(1) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/62.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/245.
(3) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/537.
(4) هو: الحكم بن نافع، تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/534.
(5) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/564.
(6) في (أ) : "حتى"، وهو خطأ، وما أثبتّه من: (ج) ، وهو الصّحيح.
(7) ساقطة من: (أ) .

(2/917)


قَالَ [الشَّيْخُ الإِمام] (1) أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ رَحِمَهُ اللَّهُ: "رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي صَحيحه عَنْ أَبي الْيَمَانِ الحَكَم بْنِ نَافع (2) ".
[126]- أَخبرنا أَبو محمَّد عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيى بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ السُّكّريّ (3) قَالَ: أنا إِسماعيل بْنُ محمَّد الصَّفَّارُ (4) قال: ثنا أحمد بن
_________
(1) زيادة من: (د) .
(2) صحيح البخاريّ (كتاب: الأذان، أبواب: صفة الصّلاة، باب: إلى أين يرفع يديه) 1/295 رقم الحديث/126 بنحوه، مختصرًا.
ورواه أيضا في الكتاب نفسه (باب: رفع اليدين في التّكبيرة الأولى مع الافتتاح سواء) 1/294 ورقمه/123 عن عبد الله بن مسلمة عن مالك،
وفي باب: (رفع اليدين إذا كبّر، وإذا ركع، وإذا رفع) 1/294- 295 ورقمه/124 عن محمَّد بن مقاتل عن عبد الله (هو: ابن المبارك) عن يونس (هو: ابن يزيد) كلاهما عن ابن شهاب به، بنحوه، مختصرًا.
ورواه في (باب: رفع اليدين إذا قام من الرّكعتين) 1/295- 296 ورقمه/127 عن عيّاش (هو: ابن الوليد) عن عبد الأعلى (هو: ابن عبد الأعلى) عن عبيد الله (هو: ابن عمر بن حفص) عن نافع عن ابن عمر به، بنحوه، مختصرًا أيضا.
ورواه مسلم في صحيحه (كتاب: الصّلاة، باب: استحباب رفع اليدين حذو المنكبين مع تكبيرة الإحرام، والرّكوع، وفي الرّفع من الرّكوع، وأنّه لا يفعله إذا رفع من السّجود) 1/292- 293 ورقمه/390 من حديث ابن عيينة، وابن جريج، وَعُقَيل (هو: ابن أبي خالد) ، ويونس (هو: ابن يزيد) كلّهم عن ابن شهاب به، بنحوه، مختصرًا كذلك.
(3) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/63-64.
(4) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/245.

(2/918)


مَنْصُور الرَّمَاديّ (1) قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرّزّاق أَنا مَعْمَر عَنِ الزُّهريِّ قَالَ: أَخبرني حُمَيد بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْف (2) ، وَمحمّد بن النُّعمان بن بَشِيْر (3) عَنْ أَبيه النُّعمان بْنِ بَشِيْر قَالَ: جاْءَ بِي أَبِي بَشِيْرُ بنُ سَعْدٍ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيْما يُشْهِدُهُ عَلَى نُحْلٍ (4) نَحَلَنِي، فَقَاْلَ: النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْليمَاً: "أَكُلَّ بِنِيْكَ نَحَلْتَ"؟ قَاْلَ: لاَ. فَأَبَى أَنْ يَشْهَدَ.
_________
(1) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/586.
(2) القرشيّ، أبو إبراهيم ويقال: أبو عبد الرّحمن، ويقال: أبو عثمان المدنيّ ... ثقة، مكثر. روى له: ع.
والأشبه أنّه مات سنة: خمس وَتسعين وقيل: خمس وَمائة، وهو غلط.
انظر: الطّبقات الكبرى لابن سعد (5/153- 155) ، والكاشف (1/353) ت/1253، والتّقريب (ص/182) ت/1552.
(3) الأنصاريّ، أبوسعيد الدّمشقيّ ... تابعيّ ثقة، من الثّالثة. روى له: خ، م، ت، س، ق. انظر: التأريخ الكبير (1/250) ت/797، وتأريخ الثّقات للعجليّ (ص/415) ت/1509، والتّقريب (ص/510) ت/6356.
(4) بضمّ النّون، بعدها حاء مهملة: العطيّة، والهبة، ابتداءً من غير عِوَض، ولا استحقاق.
انظر: النّهاية (باب: النّون مع الحاء) 5/29.
وهذا النُّحل كان غُلاما، جاء مبيّنا عند البخاريّ (3/312- 313) ، ومسلم (4/1241، 1242، 1244) في صحيحيهما.

(2/919)


قَالَ [الشَّيْخُ الْإِمَامُ] (1) أَبو بَكْرٍ الْخَطِيبُ رَحِمَهُ اللَّهُ: "أَخرجه البخاريُّ مِنْ حَدِيثِ مَالك بْنِ أَنس عَنِ الزُّهريّ (2) .
وَرَوَاهُ مُسْلم عَنْ إِسحاق بْنِ إِبراهيم (3) ، وَعَبْد بْنِ حُمَيْد/ (أ [47/أ] ) عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ (4) ، فكأنَّ شَيْخَنَا/ (ج [73/ب] ) أَبا محمَّد السُّكَّرِيَّ سَمِعَهُ مِنْ مُسْلم".
[127]- أَخبرنا أَبو الْفَتْحِ محمَّد بْنُ أَحمد بْنِ أَبي الْفَوَارِسِ الْحَافِظُ (5)) قَالَ: ثنا عَبْدُ الْخَالِقِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ محمَّد (6) قَالَ: ثنا أَبو
_________
(1) زيادة من: (د) .
(2) صحيح البخاريّ (كتاب: الهبة، باب: الهبة للولد) 3/312- 313 رقم الحديث/20 بنحوه.
ورواه أيضا في الكتاب نفسه (باب: الإشْهاد في الهبة) 3/313 ورقمه/21 عن حامد بن عمر عن أبي عوانة عن حصين (هو: ابن عبد الرّحمن السلميّ) ،
وفي: (كتاب: الشّ‍هادات، باب: لا يَشْهد على شَهادة جَوْر إذا أُشْهد) 3/337 ورقمه/16 عن عبدان عن عبد الله (هو: ابن المبارك) عن أبي حيّان التّيميّ، كلاهما عن عامر الشّعبيّ عن النّعمان به، بنحوه، مطوّلاً.
(3) هو: ابن راهويه.
(4) صحيح مسلم (كتاب: الهبات، باب: كراهة تفضيل بعض الأولاد في الهبة) 3/1242.
(5) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/57.
(6) ابن نصر السَّقطيّ بفتح السّين المهملة، والقاف، وكسر الطّاء المهملة أبو محمَّد، البغدادي، المعروف بابن أبي روبا ... ثقة. مات سنة: ستّ وخمسين وثلاثمائة. انظر: تأريخ بغداد (11/124) ت/5819، والأنساب (3/263) ، والمنتظم (14/184) ت/2655.

(2/920)


بَكْرٍ محمَّد بْنُ سُليمان بْنِ الْحَارِثِ (1) قَالَ: ثنا قُطْبَة بْنُ العَلاء بْنِ الْمِنْهَالِ الْغَنَوِيُّ (2) قَالَ: ثنا أَبي (3) عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبيه عَنْ عائِشة قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْليما: "مَنْ طَلَبَ مَحَاْمِدَ النَّاسِ بِمَعْصِيَةِ اللهِ عَزَّ، وَجَلَّ عَادَ حَامِدُهُ لَهُ ذَامَّا".
قَالَ [الشَّيخ الْإِمَامُ] (4) أَبو بَكْرٍ الخطيب رحمه الله:
_________
(1) الواسطيّ، المعروف بالباغنديّ ... ضعّفه الدّارقطنيّ (كما في: سؤالات الحاكم له ص/140 ت/179) ، وأبو الفتح محمَّد بن أبي الفوارس (كما في: تأريخ بغداد 5/299) .
وقال الدّارقطنيّ مرّة (كما في: تأريخ بغداد 5/299) : "لا بأس به".
وقال الخطيب (5/298) : "والباغنديّ مذكور بالضّعف، ولا أعلم لأيّة علّة ضُعّف، فإنّ رواياته كلّها مستقيمة، ولا أعلم في حديثه منكرًا". وقال الذّهبيّ في: (الميزان 5/17) : "لا بأس به". توفّي في آخر سنة: ثلاث وثمانين ومئتين.
(2) أبو سفيان، الكوفيّ ... أورده البخاريّ في: (الضّعفاء الصّغير ص/197 ت/304) وقال: "عن أبيه، وليس بالقويّ، وفيه نظر، ولا يصحّ حديثه".
وقال أبو حاتم (كما في: الجرح والتعديل 7/142 ت/792) : "شيخ يُكتب حديثه، ولا يُحتجّ به". وقال الذّهبيّ في: (الميزان 4/281 في نهاية ترجمة: فضيل بن عياض، ورقمها/6768) : "هالك". وانظر: المجروحين لابن حبّان (2/220) ، والضّعفاء والمتروكين لابن الجوزيّ (2/18) ت/2767.
(3) وثّقه أبو زرعة (كما في: الجرح والتعديل 6/361 ت/1992) ، والعجليّ في: (تأريخ الثّقات ص/343 ت/1174) ، وذكره ابن حبّان في: (الثّقات 8/502) . وأورده العقيليّ في: (الضّعفاء 3/343) ، وأورد حديثه هذا، وقال: "لا يتابع عليه، ولا يعرف إلاّ به". وقال الهيثميّ في: (مجمع الزّوائد 10/225) في الابن، وأبيه: "وكلاهما ضعيف".
(4) زيادة من: (د) .

(2/921)


"هَذا حديثٌ غريبٌ مِنْ حَدِيثِ عُروة بْنِ الزُّبير عَنْ عائِشة أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ (1) ، وَمِنْ حَدِيثِ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبيه، لَا أَعلم رَوَاهُ غَيْرُ الْعَلَاءِ بْنُ المنهال الغنويّ عنه (2) ".
_________
(1) وتابع عروة في روايته لهذا الحديث جماعةٌ ... وسيأتي ذكرهم (انظر ص/961) .
(2) الحديث من طريق قطبة بن العلاء رواه أيضا: وكيع في: (أخبار القضاة 1/38) ، والخرائطيّ في: (مساوئ الأخلاق ص/111 ورقمه/231) ، وابن المطيريّ في: (حديثه [7/أ] ) ، وابن البختريّ في: (فوائده [12/أ] ) ، وابن الأعرابيّ في: (المعجم [82/أ] ) ، والعقيليّ في: (الضّعفاء 3/343) ، وابن عديّ في: (الكامل 6/53) ، وأبو الحسن بن الصلّت في: (حديث ابن عبد العزيز الهاشميّ [86/أ] ) ، وابن شاذان في: (الفوائد [1/118 أ] ) ، وابن بشران في: (الأمالي [144- 145] ) ، والقضاعيّ في: (الشّهاب 1/299 رقم/498) ، والبيهقيّ في: (الزّهد الكبير ص/331 ورقمه/887، 888) ، وغيرهم، كلّهم من طرق عنه به ...
وفيه: قطبة بن العلاء ضعيف (كما تقدّم ص/959) ، وأبوه متكلّم فيه (كما تقدّم ص/959 أيضا) ، ولا يتابع العلاء على رفعه للحديث عن هشام.
وخالفه: سفيانُ الثّوريّ (كما عند: التّرمذيّ في جامعه 4/527 رقم الحديث/2414، والعلل له أيضا ص/366) ، وعبد الله بن المبارك (أشار لروايته: ابن أبي حاتم في العلل 2/111 رقم/1827) فروياه عن هشام عن أبيه عن عائشة موقوفا، بنحوه إلاّ أنّ ابن المبارك قال: عن هشام عن رجل عن عروة.
قال أبو حاتم (كما في: العلل لابنه، الموضع المتقدّم) : "وهذا هو الصّحيح" أي: الموقوف.
وقال الألبانيّ في: تخريج شرح الطّحاوية (ص/268) عن سند التّرمذيّ: "سنده صحيح، رجاله كلّهم ثقات".
وروي الحديث مرفوعا من طريق أخرى عن عروة، فقد رواه: ابن حبّان في صحيحه (الإحسان 1/510 رقم الحديث/276) ، والقضاعيّ في: (الشِّهاب 1/300 رقم/499) ، ومُشْرق بن عبد الله في: (حديثه [5/أ] ، [61/ب] ) ، والبيهقيّ في: (الزّهد الكبير ص/333 ورقمه/892) كلّهم من طرق عن عثمان بن واقد عن أبيه عن محمَّد بن المنكدر عن عروة به ...
قال الألبانيّ في تخريجه للكتاب المتقدّم، الموضع نفسه: "وهذا سند حسن، رجاله كلّهم ثقات معروفون، وفي عثمان بن واقد كلام، لا ينزل حديثه عن رتبة الحسن، وفي: التّقريب [ص/387 ت/4526] : صدوق ربّما وهم".
هذا وجاء الحديث من طرق أخرى عن عائشة مرفوعا، وموقوفا، وهي كالتّالي:
الطّريق الأولى: طريق عامر الشعبيّ عنها ...
رواها: ابن أبي شيبة في: (المصنّف 6/153 ورقمها/2) ، وأبو داود في: (الزّهد ص/285 ورقمها/337) ، ووكيع في: (أخبار القضاة 1/38) ، كلّهم من طرق عن زكريّا بن أبي زائدة عن عبّاس بن ذريح عنه عن عائشة به موقوفا ... وهذا إسناد صحيح.
ورواه وكيع في: (الزّهد 3/844 ورقمه/523) ومن طريقه: الإمام أحمد في: (الزّهد أيضا ص/241 ورقمه/915) عن زكريّا عن عامر به، ولم يذكر فيه: ابن ذريح، فلعلّ زكريّا سمعه على الوجهين، فحدّث به تارة كذا، وتارة كذا والله أعلم.
وروي مرفوعا من طريق أخرى عن زكريّا ... فرواه الحميديّ في: (المسند 1/129 رقم الحديث/266) ومن طريقه: البيهقيّ في الزّهد (ص/331 ورقمه/886) وأبو داود في: (الزّهد ص/283- 284 رقم/236) عن عبد الله بن محمَّد الزُّهريّ،
وأبو بكر محمَّد بن أحمد المعدّل في: (أماليه [6/أ] ) بسنده عن عبد الجبّار ابن العلاء ثلاثتهم عن سفيان (هو: ابن عيينة) عن الشّعبيّ عن عائشة به ... فإذا صحّ سماع الشّعبيّ من عائشة فهذا إسناد حسن، فيه: عبد الله بن محمَّد، صدوق (انظر: التّقريب ص/321 ت/3589) ، (وانظر حول سماع الشّعبيّ من عائشة: التّأريخ لابن معين رواية الدّوريّ (2/286) ، وسؤالات الآجريّ أبا داود [5/545 ت/1037] .
الطريق الثّانية: طريق القاسم عنها ...
رواها: أبو داود في: (الزُّهد أيضا ص/277 رقم الحديث/329) ، والبيهقيّ في: (الأسماء والصّفات 2/474 ورقمها/1059) من طرق عن غندر عن شعبة عن واقد بن محمَّد عن ابن أبي مليكة عنه عن عائشة به موقوفا ...
وأخرجه عبد بن حميد في مسنده (المنتخب ص/440 رقم/1524) ، ووكيع في: (أخبار القضاة 1/38) ، وابن حبّان في صحيحه (الإحسان 1/511 رقم الحديث/277) ، وابن شاذان في: (فوائده [2/7أ- ب] ) ، والبيهقيّ في: (الزّهد الكبير ص/332- 333 ورقمه/890، 891، والأسماء والصّفات 2/267) ، وابن حجر في: (الأمالي المطلقة ص/119) كلّهم من طرق عن عثمان ابن عمر عن شعبة به ... قال البيهقيّ: "ربما رفعه عثمان، وربّما لم يرفعه"، وقال ابن حجر: "هذا حديث صحيح ... وإسناده على شرط الشّيخين، ولم يخرجاه من هذا الوجه..".
وجاء أيضا من طريق النّضر بن شميل عن شعبة عن محمَّد بن عبيد الله بن أبي مليكة عن القاسم به،
انظر: العلل الكبير للتّرمذيّ (2/837) ، وعلل الدّارقطنيّ [5/42 أ] .
الطرّيق الثّالثة: طريق عبّاس بن ذَريح عنها:
رواها ابن المبارك في: (الزّهد 1/235 رقم/189) عن عنبسة بن سعيد عنه عن عائشة به موقوفا ...
وهذا إسناد منقطع، عبّاس لم يسمع من عائشة، بينه وبينها الشّعبيّ (كما تقدّم ص/865، وانظر: تهذيب الكمال 14/210 ت/3119) .
الطّريق الرّابعة: طريق معمر عنها:
رواها: عبد الرّزّاق في: (المصنّف 11/451) عنه به موقوفا أيضا..
وهذا معضل بين معمر وعائشة (انظر: تهذيب الكمال 28/303 ت/6104، وجامع التّحصيل ص/283 ت/786) .
الطّريق الخامسة: رجل عنها: رواها ابن المبارك في: (الزّهد 1/234 رقم/188) ومن طريقه: التّرمذيّ في جامعه (4/527 رقم/2414) عن عبد الوهّاب بن الورد عن رجل عنها به، مرفوعا ...
قال العراقيّ في: تخريج الإحياء (2/1007) : "في سند التّرمذيّ من لم يسمّ".
وقال الألبانيّ في: تخريجه لشرح الطّحاويّة (ص/268) : "إسناده ضعيف؛ لجهالة الرّجل الّذي لم يسمّ".
هذا، وقال العقيليّ في: (الضّعفاء 3/343) عن الحديث: (ولا يصحّ في الباب مسندًا، وهو موقوف من قول عائشة) اه.
وشطر كلامه الأوّل لعلّه صحيح باعتبار طريق بعينها، وإلاّ فلا، فإن المرفوع بمجموع طرقه لا ينزل عن درجة الصّحيح لغيره، وقد قال الألبانيّ في الكتاب الآنف الذّكر (ص/269) :
(الصّواب عندي أنّ الحديث صحيح موقوفا، ومرفوعا، أمّا الموقوف فظاهر الصّحّة، وأمّا المرفوع فلأنّه جاء من طريق حسنة عن عثمان بن واقد، فإذا انضمّ إليه طريق التّرمذيّ ارتقى الحديث إن شاء الله إلى درجة الصّحيح) اه.
وهذا وجيه، خصوصا إذا أضفنا إلى المرفوع طريق سفيان عن زكريّا، وطريق عثمان بن عمر عن شعبة، وطريق عبد الوهّاب بن الورد، المتقدّم ذكرها والله تعالى أعلم.

(2/922)


[128]- أَخبرنا أَبو الْقَاسِمِ إِسماعيل بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَلِيٍّ البُنْدار (1) قَالَ: أَنا أَبو سَهْل/ (د [8/ب] ) أَحْمَدُ بْنُ محمَّد بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ الْقَطَّانُ (2) قَالَ: ثنا محمَّد بْنُ غَالِبِ بْنِ حَرْب (3) قَالَ: ثنا حَفْص بْنُ عُمَر
_________
(1) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/64.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/589.
(3) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/556.

(2/925)


الكَبْر (1) قَالَ: ثنا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبيه عَنْ عَائِشَةَ [رضي الله عنها] (2) قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْليما: "غَيِّرُوا الشَّيْبَ، وَلاَ تَشَبَّهُوا بَالْيَهُوْدِ".
قَالَ [الشَّيْخُ الْإِمَامُ] (3) أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ رَحِمَهُ اللَّهُ: "هَذَا حديثٌ غريبٌ مِنْ حَدِيثِ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبيه عَنْ عَائِشَةَ، تفرَّد بروايته عنه حَفْص بْنُ عُمَر الكَبْر (4) .
ورُوي عن/ (ج37/أ] ) سُفْيَانَ بْنِ سَعِيدٍ الثَّوْرِيِّ أَيْضًا عَنْ هِشَامٍ كَذَلِكَ، أَخبرناه: أَبو الْفَتْحِ محمَّد بْنُ أَحمد بْنِ أَبي الفوراس (5) قَالَ: ثنا الْقَاضِي أَبو بَكْرٍ محمَّد بْنُ عُمَرَ بْنِ سلْم بْنِ البراءِ (6) وَمحمّد بْنُ جَعْفر
_________
(1) بالفتح، وسكون الموحدة ويقال: "الكفر" بالفاء الكوفيّ ...
قال ابن الجوزيّ في: (الضّعفاء والمتروكين 1/223 ت/939) : "قال يحيى: ليس بشيء، وقال مرّة: ليس بثقة ولا مأمون، أحاديثه كذب".
وقال الأزديّ: "متروك الحديث".
وقال ابن حبّان في: (المجروحين 1/259- 260) : (لا يجوز الاحتجاج بخبره) .
وانظر: الكامل (2/387) ، وتأريخ بغداد (8/202) ت/4316، والميزان (2/86) ت/2134.
(2) زيادة من: (ج) .
(3) زيادة من: (د) .
(4) أشار إليه من رواية حفْص عن هشام أيضا: المزّيّ في: (تهذيب الكمال 25/497) .
(5) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/57.
(6) هو: محمَّد بن عمر بن محمَّد بن سلم التّميميّ، القاضي، المعروف بابن الجعابيّ.
ذكر الدّارقطنيّ (كما في: سؤالات الحاكم له ص/154 ت/225) أنّه تغيّر، واتّهمه في الحديث.
وقال الخطيب في: (تأريخه 3/26 ت/953) : ".. وكان كثير الغرائب، ومذهبه في التّشيّع معروف".
وأورده الذّهبيّ في: (المغني 2/620 ت/5871) ، وقال: ".. مشهور محقّق، لكنّه رقيق الدين، تالف". مات سنة: خمس وخمسين وثلاثمائة.
وانظر: لسان الميزان (5/322) ت/1063.

(2/926)


الْخَيَّاطُ (1) قَالَا: ثنا عبْدان (2) قَالَ: ثنا زَيْدُ بْنُ الحَرِيش (3) قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاء (4) قَالَ: ثنا سُفْيان الثَّوْرِيُّ عَنْ هِشَام بْنِ عُرْوة عَنْ أَبيه
_________
(1) لم أقف على ترجمة له.
(2) الجواليقيّ، أبو محمد، البغداديّ ... ثقة. مات سنة: ستّ وثلاثمائة.
انظر: تأريخ بغداد (9/378) ت/4955، والمنتظم (13/184) ت/2148، والألقاب للسّخاويّ [104 أ] .
(3) بفتح الحاء المهملة، وكسر الرّاء المخفّفة، وفي آخرها شين معجمة الأهوازيّ، نزيل البصرة ...
ذكره ابن حبّان في: (الثّقات 8/251) ، وقال: "ربّما أخطأ".
وقال ابن القطّان (كما في: ذيل الميزان للعراقيّ ص/254 ت/407) : "مجهول الحال". مات سنة: إحدى وأربعين ومئتين.
وانظر: تأريخ مولد العلماء (2/531) ، والإكمال (2/422) .
(4) أبو عمران، البصريّ، ثمّ المكّيّ.. ثقة، ذهبت كتبه فكان يكتب من حفظه، فوجدت بعض المناكير في رواياته، ولذا ضعّفه يحيى في رواية عنه، وضعّفه الإمام أحمد، وأبو حاتم، وأبو زرعة (كما في: الجرح والتعديل 5/54- 55 ت/254) ، والنّسائيّ (كما في: تهذيب الكمال 14/503) ، ووصفه الذّهبيّ في: (الميزان 3/135 ت/4308) بأنّه صدوق، ورمز له بصح. روى له: ر، م، د، س، ق. ومات في حدود: التّسعين ومائة. وانظر: الطّبقات الكبرى (5/500) ، والضّعفاء (2/252) ، والتّقريب (ص/302) ت/3313.

(2/927)


عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْليما: "غَيِّرُوا الْشَّيْبَ، وَلاَ تَشَبَّهُوا بِالْيَهُوْدِ".
قَالَ [الشَّيْخُ الْإِمَامُ] (1) أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ رَحِمَهُ اللَّهُ: "وَهُوَ غريبٌ جِدًّا مِنْ حَدِيثِ سُفْيان الثَّوْرِيِّ، تفرَّد بِهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ الْمَكِّيُّ عَنْهُ، وَلَمْ يَرْوِهِ عَنِ ابْنِ رَجَاءٍ إِلاَّ زيدُ بْنُ الحَرِيش، وَلَا عَنْ زيدٍ إِلاَّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحمد بْنِ مُوسَى (2) الْمَعْرُوفُ بعَبْدان الأَهْوازيّ، ورواه عنه يَحْيى بن محمَّد بن صاعد (3) .
_________
(1) زيادة من: (د) .
(2) أشار لهذه الرّواية: الدّارقطنيّ في: (علله 4/235) .
(3) ابن كاتب الهاشميّ، أبو محمد، البغداديّ ... ثقة إمام. مات سنة: ثمان عشرة وثلاثمائة. انظر: فهرست النّديم (ص/325) ، والإرشاد للخليليّ (ص/193) ، وتأريخ بغداد (14/731) ت/7537.
روى الحديث من طريقه: الخطيب في: (تأريخه 9/378) عن أبي طالب عمر ابن محمَّد النّجّار عن عمر بن أحمد الواعظ عنه به.
وأبو طالب النّجّار له ترجمة في: (التّأريخ أيضا 11/275 ورقمها/6046) وهو صدوق، لكن يبقى الإسناد ضعيفا من أجل زيد بن الحريش (انظر ص/965) .
هذا، وتابع ابنَ الجعابيّ، ومحمدَ بن جعفر في روايتهما عن عَبْدان: أبو بكر المقرئ، أخرج روايته: الخطيب في: (تأريخه أيضا 5/405، 9/378) عن أبي طالب الدّسكريّ عنه به.
وتابع سفيانَ بمثل روايته عن هشام اثنان ...
أوّلهما: أبو مروان يحيى بن أبي زكريّا الغسّانيّ، رواه: الطّبرانيّ في: (الأوسط 2/133 برقم/1252) عن أحمد بن محمَّد السِّمَّريّ عن محمَّد بن حرب النّسائيّ عنه به ... وقال: "لم يرو هذا الحديث عن يحيى إلاّ محمَّد".
والسِّمَّريّ ترجم له الخطيب (4/403) ، ولم يذكر فيه جرحا، ولا تعديلاً، ويَحْيى ضعيف ...
انظر: الجرح والتعديل (9/146) ت/614، والمجروحين (3/126) .
والآخر: حفص بن عمر الحبطيّ ... أشار لروايته: الدّارقطنيّ في: (علله 4/235) ، والخطيب في: (تأريخه 5/405) .
والحبطيّ ليس بشيء.
انظر: التّأريخ لابن معين رواية: الدّوريّ (2/121) ، ولسان الميزان (2/325) ت/1328.

(2/928)


وَرَوَى هَذَا الْحَدِيثَ أَيضا: أَبو يَحْيى محمَّد بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كُنَاسَة (1) الْأَسَدِيُّ (2) عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ عُثْمان بْنِ عروة بن
_________
(1) بضمّ الكاف، وتخفيف النّون، وبمهملة هو لقب لأبيه عبد الله، وقيل: لقب جدّه، واسمه: عبد الأعلى ...
انظر: تهذيب الكمال (25/492) ت/5353.
(2) ويقال: أبو عبد الله الكوفيّ ... وثّقه الجمهور (انظر: التّهذيب 9/259) ، وقال أبو حاتم (كما في: الجرح والتعديل 7/300 ت/1628) : "كان صاحب أدب، يكتب حديثه، ولا يحتجّ به".
وكأنّه من أجل هذا قال فيه الحافظ في: (التّقريب ص/488 ت/6027) : "صدوق، عارف بالآداب". وهو إلى التّوثيق أقرب والله تعالى أعلم.
روى له: س. ومات سنة: سبع ومئتين على الصّحيح.
وانظر: الإرشاد للخليليّ (ص/183 184) .

(2/929)


الزُّبير (1) عَنْ أَبيه عَنِ الزُّبير عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْليما (2) .
وَلَمْ يُتَابِع ابنَ كُنَاسَة عَلَى هَذَا الْقَوْلِ أحدٌ (3) .
وَرَوَاهُ عِيْسى بْنُ يونُس (4) عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبيه عَنِ ابْنِ عُمَر عن النَّبيِّ
_________
(1) الأسديّ ... ثقة، قليل الحديث. روى له: خ، م، د، س، ق. ومات قبل: الأربعين ومائة. انظر: الطّبقات الكبرى لابن سعد (القسم المتمّم لتابعي أهل المدينة ومن بعدهم) ص/228، وتأريخ خليفة (ص/419) ، والتّقريب (ص/385) ت/4501.
(2) روى حديث ابن كناسة جماعة منهم: الإمام أحمد في: (مسنده 1/165) ، والنّسائيّ في: (سننه 8/137- 138 برقم/5074، وسننه الكبرى 5/415 برقم/9345) ، وأبو يعلى في: (مسنده 2/42 برقم/681) ، وأبو نعيم في: (حليته 2/180) ومن طريقه: المزّيّ في: تهذيب الكمال (25/496) ، والسّمرقنديّ في: (فوائده [7/ب] ) ، والخطيب في: (تأريخه 5/404- 405) ، وأشار إليها الدّارقطنيّ في: (علله 4/235) ، كلّهم من طرق عنه به ... قال أبو نعيم: "غريب من حديث عروة، تفرّد به ابن كناسة.." وسقط من الإسناد في كتابه عثمانَ بن عروة، وهو مذكور في تهذيب الكمال من طريقه.
(3) وكذلك قال الدّارقطنيّ في: (علله 4/235) .
وذكر النّسائيّ في: (السّنن 8/138، والسّنن الكبرى 5/415) بأنّه غير محفوظ من طريق ابن كناسة. والمحفوظ هو الإرسال، كما نقله الخطيب في: (تأريخه 5/405) بسنده عن الدّوريّ عن ابن معين.
(4) ابن أبي إسحاق السّبيعيّ بفتح المهملة، وكسر الموحدة الشّاميّ ... ثقة مأمون. روى له: ع. مات سنة: سبع وثمانين ومائة وقيل بعد ذلك.
انظر: التّقريب (ص/441) ت/5341.

(2/930)


صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْليما (1) .
وتفرَّد عِيْسى أَيضا بِهَذَا الْقَوْلِ (2) .
وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ بِشْر الْعَبْدِيُّ (3) عن هشام/ (ج [37/ب] ) عَنْ أَخيه عُثمان بْنِ عُرْوَةَ [عَنْ عُرْوَةَ] (4) عَنِ النَّبيِّ صَلَّى الله عليه وسلّم/ (د [9/أ] ) تَسْليما/ (أ [48/أ] ) مُرْسَلاً (5) .
وَرَوَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمير (6) عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبيه عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم تَسْليما (7) .
_________
(1) روى حديث عيسى جماعة منهم: النّسائيّ في: (سننه 8/137 برقم/5073، وسننه الكبرى 5/415 برقم/9344) ، والخطيب في: (تأريخه 4/77) كلاهما من طرق عنه به ...
وجاء في (ج) بعد قول الخطيب: ".. عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا": "مرسلاً" وهو خطأ.
(2) وبمثل هذا قال في: (تأريخه 4/77) .
وقال نحو ذلك النّسائيّ في: (سننه 8/138، وسننه الكبرى 4/415) عقب إخراجه للروايتين المتقدمتين، ووافقه الحافظ في: (الفتح 10/367) .
(3) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/660.
(4) ساقطة من: (أ) ، ومثبتة في: (ج) .
(5) رواه من هذا الطّريق: الخطيب في: (تأريخه أيضا 5/405- 406) عن أبي بكر المقرئ عن أحمد بن جعفر بن حمدان (وهو: القطيعيّ) عن عبد الله ابن الإمام أحمد عن أبيه عنه به ... وهذا إسناد صحيح.
(6) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/761.
(7) رواه من طريق ابن نمير: الخطيب في (تأريخه 5/406 أيضا) عن الحسن ابن عليّ التّميميّ عن عمر بن أحمد الواعظ عن أبي بكر بن أبي شيبة عن عليّ بن شعيب عنه به.
والحسن بن عليّ هو المعروف بابن المُذْهِب صدوق إن شاء الله وقد خلط في بعض سماعاته شيئا ...
انظر: تأريخ بغداد (7/390) ت/3927، ووالمغني للذّهبيّ (1/163) ت/1440.

(2/931)


وَالْإِرْسَالُ هُوَ الصَّواب (1) وَاللَّهُ أَعْلَمُ" (2) .
[129]- أَخبرنا أَبو أَحمد عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ محمَّد بْنِ أَحمد الْفَرَضِيُّ (3) قَالَ: ثنا يُوسف بْنُ يَعقوب الأَزْرق (4) قال: ثنا جَدِّي وَهُوَ: إِسحاق بْنُ البُهْلول التَّنُوخِيُّ (5) قَالَ: ثنا سُفيان عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبي سَلَمَةَ (6) عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْليما: "منْ صَاْمَ رَمَضَاْنَ إِيْمَانا وَاحْتِسَابا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ
_________
(1) وصوّب ارساله أيضاً: الدّارقطنيّ في: (علله 4/235) .
(2) وفي الباب عن جابر، وأبي هريرة، وابن سمرة، وأبي ذرّ، وابن عبّاس، وابن عمر، وأبي الطّفيل، وغيرهم، اتّفق عليه الشيخانِ من حديث أبي هريرة رضي الله عنه فرواه البخاريّ في: (كتاب: الأنبياء، باب: ما ذكر عن بني إسرائيل) 4/328 ورقمه/255.
وفي: (كتاب: اللّباس، باب: الخضاب) 7/295 ورقمه/114.
ورواه مسلم في: (كتاب: اللّباس والزّينة، باب: في مخالفة اليهود في الصّ‍بغ) 3/1663 ورقمه/2103.
(3) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/48.
(4) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/505.
(5) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/505.
(6) هو: ابن عبد الرّحمن بن عوف.

(2/932)


ذَنْبِهِ. وَمنْ قَاْمَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيْمَانا وَاحْتِسَابا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ (1) ".
قَالَ [الشَّيْخُ الْإِمَامُ] (2) أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ رَحِمَهُ اللَّهُ:
"أَخرجه البخاريُّ فِي كِتَابِهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ عَنْ سُفيان بْنِ عُيينة (3) .
_________
(1) قوله: "ومن قام ليلة القدر ... " الحديث، ليس في (ج) .
(2) زيادة من: (د) .
(3) صحيح البخاريّ (كتاب: صلاة التّراويح، باب: فضل ليلة القدر) 3/99 رقم الحديث/120.
وروى نحو شطره الأوّل في: (كتاب: الإيمان، باب: صوم رمضان احتسابا من الإيمان) 1/28 ورقمه/37 عن ابن سلام عن محمَّد بن فضيل عن يحيى ابن سعيد،
وبنحوه في: (كتاب: الصّوم، باب: من صام رمضان أيمانا، واحتسابا، ونيّة) 3/61 ورقمه/11 عن مسلم بن إبراهيم عن هشام (هو: الدّستوائيّ) عن يحيى (هو: ابن أبي كثير) ،
وفي: (كتاب: صلاة التّروايح، باب: فضل من قام رمضان) 3/97 ورقمه/115 عن يحيى بن بكير عن اللّيث عن عُقيل، وتحت الرّقم/116 عن عبد الله ابن يوسف عن مالك، كلاهما عن الزُّهريّ، ثلاثتهم (يحيى بن سعيد، وابن أبي كثير، والزّهريّ) عن أبي سلمة به ...
إلاّ أنّ في حديث الزُّهريّ: "من قام رمضان..".
ورواه في: (كتاب: الإيمان أيضا باب: قيام ليلة القدر من الإيمان) 1/27 ورقمه/34 عن أبي اليمان عن شعيب عن أبي الزّناد عن الأعرج عن أبي هريرة، بنحو شطره الثّاني.
و (باب: تطوّع قيام رمضان من الإيمان) 1/27 ورقمه/36 عن إسماعيل (هو: ابن أبي أويس) عن مالك، بنحو حديث عبد الله بن يوسف عنه.

(2/933)


فكأَنَّ شَيْخَنَا أَبا أَحمد سَمِعَهُ مِنْهُ".
[130]- أَخبرنا أَبو عُمر عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ محمَّد بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَهْدِيٍّ (1) قَالَ: ثنا الْقَاضِي أَبو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ إِسماعيل الْمَحَامِلِيّ (2) إِمْلَاءً قَالَ: ثنا يَعقوب بْنُ إِبراهيم (3) قَالَ: ثنا عِيْسَى بْنُ يُونُس (4) قَالَ: أَنا الأَعمش عَنْ إِبراهيم (5) عَنْ هَمَّام (6) قال: "بَاْلَ جَرِيْرٌ (7) ، وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْه" أَو قَاْلَ: "جَوْرَبَيْهِ". قَاْلَ عِيْسَى: أَنَا أَشُكُّ. "فَقِيْلَ لَهُ: يَا أَبَا عَمْروٍ، أَتَفْعَلُ هَذَا وَقَدْ بُلْتَ؟ قاْلَ: وَمَا يَمْنَعُنِي، وَقدْ رَأَيْتُ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيْمَا يَمْسَحُ عَلَى خُفَّيْهِ. فَكَانَ أَصْحابُ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيْما يُعْجِبُهُمْ
_________
(1) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/54.
(2) تقدّمت ترجمته أيضاً.. . انظر ص/492.
(3) تقدّمت ترجمته أيضاً.. . انظر ص/670.
(4) تقدّمت ترجمته أيضاً.. . انظر ص/930.
(5) هو: النّخعيّ.
(6) ابن الحارث النّخعيّ، الكوفيّ ... ثقة، عابد. روى له: ع.
ومات سنة: خمس وستّين وقيل قبلها بسنتين. انظر: الجرح والتعديل (9/106) ت/452، والتّقريب (ص/574) ت/7316.
(7) هو: ابن عبد الله البجليّ رضي الله عنه.

(2/934)


ذَلِكَ؛ لأَنَّ إِسْلاَمَهُ كَانَ بَعْدَ نُزُوْلِ الْمَائِدَةِ (1) ".
قَالَ [الشَّيْخُ الإِمام] (2) أَبو بكر الخطيب رحمه الله:/ (أ [48/ب] )
(أَخرجه البخاريُّ من طريق شُعْبة عن الأَعْمَش (3) ./ج [39/أ]
وَرَوَاهُ مُسْلم عَنْ إِسحاق بْنِ إِبراهيم (4) ، وَعَلِيِّ بْنِ خَشْرَم (5) ، جَمِيعًا
_________
(1) في صحيح البخاريّ (1/173) : "قال إبراهيم: فكان يعجبهم؛ لأن جريرًا كان آخر من أسلم".
وفي صحيح مسلم (1/228) نحوه. وفيه أيضا: "فكان أصحاب عبد الله [هو: ابن مسعود] يعجبهم هذا الحديث ... " إلخ.
وذلك لأنّ بعض من أنكر المسح على الخفّين تأوّل مسح النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم كان قبل نزول آية الوضوء الّتي في المائدة، فيكون منسوخا، وجرير رضي الله عنه إنّما أسلم بعد نزولها، وذكر في حديثه هذا أنّه رأى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم مسح عل الخفّين بعد ذلك، فكانوا يعجبهم هذا الحديث؛ لأنّ فيه ردًّا على أصحاب التّأويل المذكور.
انظر: جامع التّرمذيّ (1/157- 158) ، والتّمهيد (11/134- 141) ، والفتح (1/590) .
(2) زيادة من: (د) .
(3) صحيح البخاريّ (كتاب: الصّلاة، باب: الصّلاة في الخفاف) 1/173 رقم الحديث/53 عن آدم (هو: ابن أبي إياس) عن شعبة به، بنحوه.
(4) هو: ابن راهويه.
(5) بمعجمتين أبو الحسن، المروزيّ ... ثقة.
روى له: م، ت، س. ومات سنة: سبع وخمسين ومئتين أو بعدها.
انظر: الكنى لمسلم (1/231) ت/769، والتّقريب (ص/401) ت/4729.

(2/935)


عَنْ عِيْسى بْنِ يونُس (1) . فكأَنَّ شَيْخَنَا أَبا عُمَر بْنَ مَهْدِيٍّ سَمِعَهُ مِنْ مُسْلم".
[131]- أَخبرنا أَبو محمَّد عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ يَحْيى الْبَيِّعُ (2) قَالَ: ثنا الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الحسين بن إِسماعيل المحامليّ (3) /د [9/ب] قَالَ: ثنا محمَّد بْنُ الْوَلِيدِ البُسْريّ (4) قَالَ: ثنا محمَّد بْنُ جَعْفر غُنْدَُر (5)) قَالَ: ثنا شُعْبة عَنْ عُبَيْد أَبي الْحَسَنِ (6) قَالَ: سمعت عبد الله ابن أَبي أَوْفَى قَالَ:
كَانَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلميا يَقُولُ: "اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ مِلْءَُ السّمَاوَاْتِ، وَمِلْءَُ الأَرْضِ، وَمِلُءَُ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ".
_________
(1) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/933.
والحديث في الصّحيح في: (كتاب: الطّهارة، باب: المسح على الخفّين) 1/228.
(2) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/52.
(3) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/492.
(4) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/594.
(5) في (ج) : "يعني: غندر".
وفي (د) : "محمَّد يعني: ابن جعفر، غندر".
(6) هو: عُبيد بن الحسن المزنيّ ويقال: الثّعلبيّ الكوفيّ ... ثقة، من الخامسة. روى له: م، د، ق.
انظر: الجرح والتعديل (5/405) ت/1873، والكاشف (1/689) ت/3612، والتّقريب (ص/376) ت/4367.

(2/936)


قَالَ [الشَّيْخُ الإِمام] (1) أَبو بَكْرٍ الْخَطِيبُ رَحِمَهُ اللَّهُ: "انْفَرَدَ مُسْلم بإِخراجه، فَرَوَاهُ عَنْ محمَّد بْنِ المُثنّى (2) ، وَمحمّد بْنِ بَشَّار (3) عَنْ غُنْدَُر (4) ، فكأنَّ شَيْخَنَا سَمِعَهُ مِنْهُ".
[132]- أَخبرنا أَبو عَبْدِ اللَّهِ أَحمد بْنُ محمَّد بْنِ يُوسُفَ بْنِ دُوْست الْبَزَّازُ (5) قَالَ: أَنا محمَّد بْنُ جَعْفر المَطِيْريَ (6) قَالَ: ثنا الحسن بن علي ابن عَفّان (7) قَالَ: ثنا ابْنُ نُمَيْر (8) عَنِ الأَعْمَش عَنْ أَبي صَالِحٍ (9) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْليما: "ذَرُوْنِي مَا تَرَكْتُكُمْ، فَإِنَّمَا هَلَكَ (10) مَنْ كَاْنَ قَبْلَكُمْ
_________
(1) زيادة من: (د) .
(2) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/492.
(3) العبديّ، أبو بكر، البصريّ ... ثقة. روى له: ع. ومات سنة اثنتين وخمسين ومئتين. انظر: الثّقات للعجليّ (ص/401) ت/1435، والتّقريب (ص/469) ت/5754.
(4) صحيح مسلم: (كتاب: الصّلاة، باب: ما يقول إذا رفع رأسه من الرّكوع) 1/346 347.
(5) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/50.
(6) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/506.
(7) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/526.
(8) هو: عبد الله، تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/761.
(9) هو: ذكوان بن عبد الله، تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/634.
(10) في (أ) : "فإنّما هلك من هلك"، وما أثبتّه من: (ج) ، وهو الصّحيح.

(2/937)


بِسُؤَالِهِمْ، وَاخْتِلاَفِهِمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ، فَإِذَا أَمَرْتُكُمْ/ (ج [39/ب] ) بِشَيْءٍ فَخُذُوا/ (أ [49/أ] ) مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ، وَإِذَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ شَيْءٍ فَانْتَهُوا".
قَالَ [الشَّيْخُ الْإِمَامُ] (1) أَبو بَكْرٍ الْخَطِيبُ رَحِمَهُ اللَّهُ: "انْفَرَدَ مُسْلم بإِخراجه فِي صَحِيحِهِ، فَرَوَاهُ عَنْ محمَّد بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْر (2) عَنْ أَبِيهِ (3) ، فكأَنَّ شَيْخَنَا أَبا عَبْدِ اللَّهِ سَمِعَهُ مِنْهُ".
[133]- أَخبرنا أَبو نَصْر أَحمد بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدُوس الْجَصَّاصُ الأَهوازيّ (4) قَالَ: ثنا أَبو الْقَاسِمِ سُليمان بْنُ أَحمد بْنِ أَيّوب الطَّبَرَانِيُّ قَالَ: ثنا أَحمد بْنُ إِسحاق بْنِ إِبراهيم بْنِ نُبَيْط بْنِ شَريط الأَشجعيّ (5) صاحبُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْليما قَالَ: حَدَّثَنِي أَبي إِسحاق بْنُ إِبراهيم (6) عَنْ أَبيه إِبراهيم بْنِ نُبَيط (7) عن أَبيه نُبيط
_________
(1) زيادة من (د) .
(2) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/508.
(3) صحيح مسلم (كتاب: الفضائل، باب: توقيره صلّى الله عليه وسلّم وترك إكثار سؤاله عمّا لا ضرورة إليه، أو لا يتعلّق به تكليف، وما لا يقع، ونحو ذلك) 4/1831.
وانظر: (كتاب: الحج، باب: فرض الحجّ مرّة في العمر) 2/975 رقم الحديث/1337.
(4) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/49.
(5) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/605.
(6) انظر ص/605.
(7) انظر ص/605.

(2/938)


ابن شَريط قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْليما: "إِذَاْ ولِدَ لِلرَّجُلِ ابْنَةٌ بَعَثَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ مَلاَئِكَةً يَقُوْلُونَ: السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ، يَكْتَنِفُوْنَهَا (1) بِأَجْنِحَتِهِمْ، وَيَمْسَحُوْنَ بِأَيْدِيْهِمْ عَلَى رَأْسِهَاْ، وَيَقُوْلُوْنَ: ضَعِيْفَةٌ/ (د [10/أ] ) خَرَجَتْ مِنْ ضَعِيْفٍ، الْقَيِّمُ عَلَيْهَا (2) مُعَاْنٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ".
قَالَ [الشَّيْخُ الْإِمَامُ] (3) أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ رَحِمَهُ اللَّهُ: "هَذَا حديثٌ غريبٌ مِنْ حَدِيثِ نُبَيط بْنِ شَريط الأَشجعيّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْليما، لَا أَعلم رَوَاهُ عَنْهُ إِلاّ وَلَدُهُ، وَمَا كَتَبْنَاهُ إِلاّ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ" (4) .
_________
(1) أي: يحيطونها بها من جانبيها.
انظر: النّهاية (باب: الكاف مع النّون) 4/205.
(2) أي: الّذي يقوّمها، ويسوس أمرها.
انظر: لسان العرب (حرف: القاف، فصل: الميم) 12/502.
(3) زيادة من (د) .
(4) الحديث من طريق أحمد بن إسحاق رواه أيضا: الطّبرانيّ في: (المعجم الصّغير ص/60 61 رقم الحديث/64) عنه به، وعزاه ابن عرّاق في: (تنزيه الشّريعة 2/217) إلى أبي نعيم في: الحلية ...
قال الطّبرانيّ وقد ذكر غيره: "لا تروى هذه الأحاديث عن نبيط إلا بهذا الإسناد، تفرد به ولده عنه"اهـ.
وهو حديث لا يصح في إسناده: أحمد بن إسحاق، كذّاب، حدّث عن آبائه بنسخة فيها بلايا.
وأبوه، وجدّه مجهولان (انظر ص/546) ، وانظر: مجمع الزّوائد (1/146، 8/156) .
وجاء الحديث بمعناه من طريق عليّ، وأنس رضي الله عنهما ...
أمّا حديث عليّ، فروي عنه من طريقين:
الأولى: طريق جنادة الكنديّ: رواها ابن الجوزيّ في: (الموضوعات 2/275) ، وقال: "هذا حديث موضوع، قال النّقّاش: وضعه منصور بن الموفق" اهـ.
وانظر ترجمة منصور في: الميزان (5/313) ت/8793، وقانون الموضوعات للفتّنيّ (ص/299) .
وقال أيضا: "وفي الإسناد: يمان بن عديّ، شهد أحمد بأنّه يضع" اهـ.
وقال البخاريّ في: (التّأريخ الكبير 8/425 ت/358) : "في حديثه نظر".
وانظر: المجروحين (3/144) ، وَعلل ابن أبي حاتم (1/383) .
الأخرى: طريق أبي حبّة بن قيس:
رواها ابن السّمّاك في: (فوائده [3ب 4أ] ) ، وأشار إليها السّيوطيّ في: (اللآلئ المصنوعة 2/176) ... وفي إسناد ابن السّمّاك بالإضافة إلى يمان بن عديّ_: خالد بن عمرو السّلفيّ، كذّبه جعفر الفريابيّ وغيره، ووهّاه ابن عديّ.
انظر: الكامل (3/33) ، والموضوعات لابن الجوزيّ (1/419) ، والكشف الحثيث (ص/106) ت/267.
وأمّا حديث أنس فرواه الطّبرانيّ في: (المعجم الأوسط4/8990ورقمه/3125) ، وقال: "لم يرو هذا الحديث عن شعبة إلاّ عبد الرّحمن، تفرّد به عبد الله" اهـ.
وقال الهيثميّ في: (مجمع الزّوائد 8/156) وقد ذكر الحديث: "رواه الطّبرانيّ في الأوسط عن شيخه، لكن لم ينسبه عن عبد الله بن سليمان المصري، ولم أعرفهما، وبقيّة رجاله ثقات"اهـ.
وشيخ الطّبرانيّ هو: بكر بن سهل الدّمياطيّ، ضعّفه جماعة، وقال الذّهبيّ: (متوسّط) ، وقال الحافظ: (مقارب الحال) . انظر: المغني (1/113) ت/978، ولسان الميزان (2/51) ت/195. وفيه: عبد الله بن سليمان المصريّ، وَعبد الرّحمن ابن زياد الرّصاصيّ لم أقف على ترجمة لهما والله تعالى أعلم.
وللحديث لفظ آخر غير ما تقدّم أورده الفتّنيّ في: (تذكرة الموضوعات) ، انظره (ص/131) .

(2/939)


[134]- أَخبرنا أَبو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ محمَّد بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْران/ (أ [49/ب] ) المعدّل (1) قال/ (ج [40/أ] ) : أَنا إِسماعيل بْنُ محمَّد الصَّفَّارُ (2) قال: ثنا عَبْدُ الْكَرِيمِ ابْنُ الهَيْثم (3) قَالَ: ثنا أَبو الْيَمَانِ (4) قَالَ: أَخْبَرَنِي شُعَيب (5) عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَخبرني سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَر قَالَ: سأَل (6) رجلٌ (7) مِنَ الْمُسْلِمِينَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
_________
(1) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/62.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/245.
(3) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/299.
(4) هو: الحكم بن نافع، تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/534.
(5) هو: ابن أبي حمزة، تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/537.
(6) وقع في بعض طرق الحديث عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أنّ السّؤال المذكور كان في المسجد، والنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يخطب على المنبر.
انظر: صحيح البخاريّ (1/203 204) الحديثين/131، 132.
(7) وقع في: (المعجم الصّغير للطّبرانيّ ص/123 رقم الحديث/278) أنّ السّائل هو ابن عمر نفسه، ولكن في السّند إليه: إسحاق بن محمَّد الغرويّ، ضعّفه الجمهور (انظر: تهذيب الكمال 2/471) ، وذكره ابن حبّان في: (الثّقات 8/114) ، وقال: "يغرب، ويتفرّد".
ويردّها أيضا: رواية أيّوب، وبديل، وغيرهما عن عبد الله بن شقيق عن ابن عمر، عند مسلم في: صحيحه (1/517) وفيها: "قال ابن عمر: أنّ رجلاً سأل النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وأنا بينه، وبين السّائل ... " ثمّ قال في آخره: "ثمّ سأل رجل على رأس الحول، وأنا بذلك المكان من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فلا أدري هو ذلك الرّجل، أو رجل آخر".
وكذا رواية قتادة عن عبد الله بن شقيق، عند النّسائيّ في: (سننه الصّغرى 2/232 233 رقم الحديث/1691) وفيها: أنّ رجلاً من أهل البادية سأل ...
ويعضدها ما عند محمَّد بن نصر في: أحكام الوتر (كما في: الفتح 2/555) من رواية عطيّة عن ابن عمر: أنّ أعرابيا سأل..
فيظهر من هذا: أنّ السّائل هنا غير معروف، واحتمال أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم سئل عن ذلك عدّة مرّات كما تدلّ عليه رواية أيّوب، وبديل عن ابن شقيق والله تعالى أعلم.

(2/941)


وَسَلَّمَ تَسْليما فَقَالَ: يَا رسولَ اللَّهِ، كَيْفَ صلاةُ اللّيلِ؟ فَقَالَ: "مَثْنَى مَثْنَى، فِإِذَا خَشِيْتَ الْصُّبْحَ فَأَوْتِرْ بوَاحِدَةٍ".
وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ [بْنُ عُمَر] (1) يُسَلِّم فِي كُلِّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ يُوتِرُ بِوَاحِدَةٍ.
قَالَ [الشَّيْخُ الْإِمَامُ] (2) أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: "أَخرجه الْبُخَارِيُّ فِي كِتَابِهِ عَنْ أَبي اليمان (3) ".
_________
(1) لحق بحاشية: (أ) .
(2) زيادة من: (د) .
(3) صحيح البخاريّ (كتاب: التّهجّد، باب: كيف كان صلاة النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وكم كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم يصلّي من اللّيل) 2/119 رقم الحديث/167.
ورواه أيضا في: (كتاب: الصّلاة، باب: الحلق والجلوس في المسجد) 1/203- 204 رقم/131، 132 عن مسدّد عن بشر بن المفضّل عن عبيد الله (هو: ابن عمر) ، وعن أبي النّعمان عن حمّاد عن أيّوب،
وفي: (كتاب: الوتر، باب: ما جاء في الوتر) 2/69- 70 ورقمه/36 عن عبد الله بن يوسف عن مالك، ثلاثتهم عن نافع إلاّ أنّ مالكا قال: عن نافع وَعبد الله بن دينار.
ورواه في الباب آنف الذّكر من كتاب الوتر عن يحيى بن سليمان عن ابن وهب عن عمرو (هو: ابن الحارث المصريّ) عن عبد الرّحمن بن القاسم عن أبيه،
وفي: (باب: ساعات الوتر) ورقمه/40 عن أبي النّعمان (هو: محمَّد بن الفضل) عن حمّاد بن زيد عن أنس عن ابن سيرين، أربعتهم عن ابن عمر به، بنحوه.
والحديث رواه أيضا مسلم في: صحيحه (كتاب: صلاة المسافرين وقصرها، باب: صلاة اللّيل مثنى مثنى، والوتر ركعة من آخر اللّيل) 1/516- 517 ورقمه/749 من طرق عن نافع، وَسالم، وَعبد الله بن دينار، وَابن شقيق، وَطاوس، وَحميد ابن عبد الرّحمن، ستّتهم عن ابن عمر به.

(2/942)


[135]- أَخبرني (1) الْقَاضِي أَبو الْحُسَيْنِ محمَّد بن أحمد بن القاسم ابن إِسماعيل الْمَحَامِلِيُّ (2) قَالَ: ثنا محمَّد بْنُ يَحْيَى بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيُّ بْنُ حَرْب الطّائِيّ (3) قَالَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ حَرْب (4) قَالَ: ثنا سُفيان عَنِ الزُّهريّ عَنْ عُرْوة عَنْ أَبي حُمَيْد السَّاعِدِيِّ: أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا اسْتَعَمَلَ رَجُلًا مِنَ الأَزد (5)
_________
(1) في (د) : "أخبرنا".
(2) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/50.
(3) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/506.
(4) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/296.
(5) والنّسبة إليها: (أزديّ) تنسب إلى: أزدشنوءة بفتح الألف، وسكون الزّاي، وكسر الدّال المهملة.
كانت تقطن مأرب من أرض اليمن ثمّ تفرّقت في البلاد، وتمتد ديارها اليوم من جنوب الطّائف إلي شمالي أبها في جنوب جزيرة العرب.
انظر: الأنساب (1/120) ، وبين مكّة وحضرموت للبلاديّ (ص/25- 40) .

(2/943)


يُقال لَهُ: ابْنُ اللُّتْبِيَّة (1) ، عَلَى الصَّدقة، [فَلَمَّا] (2) جاءَ قَالَ:
هَذَا لَكُمْ، وَهذا أُهْدِيَ لِي.
فَقَامَ النَّبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْليما عَلَى المِنْبَر، فحمِد اللَّهَ تَعَالَى وأَثنى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: "مَاْ بَاْلُ مَنْ نَسْتَعْمِلُهُ عَلَى بَعْضِ الْعَمَلِ مِنْ أَعْمَالِنَا يَجِيءُ فَيَقُوْلُ: هَذَا لَكُمْ، وَهَذَا أُهْدَيَ لِي. أَلاَ يَجْلِسُ فِي بَيْتِ أَبِيْهِ، أَوْ بَيْتِ أُمِّهِ، فَنَظَرَ أَيُهْدَى إِلَيْهِ شَيْءٌ/ (أ [50/أ] ) أَوْلاْ. وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لاَ يَأْتِي أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنْهَا بِشَيْءٍ/ج [40/ب] إِلاَّ جَاءَ بِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى عُنُقِهِ، إِنْ كَانَ بَعِيْرًا لَهُ رُغَاءٌ،
_________
(1) بضمّ اللاّم، وسكون المثنّاة، بعدها موحّدة، وقيل: بفتح اللاّم والمثنّاة من بني: لتب حيّ من: الأزد. وقيل: كانت أمّه فعرف بها.
ذكر غير واحد من أهل العلم أنّ اسمه: عبد الله.
وكان بعثه صلّى الله عليه وسلّم له في جماعة من المصدّقين في: المحرّم، سنة تسع من مهاجره صلّى الله عليه وسلّم.
انظر: الطّبقات الكبرى (2/160) ، وأسد الغابة (3/270) ت/3154، والإصابة (2/363) ت/4922، وقُرّة العين للبحرانيّ (ص/54) .
(2) لحق بحاشية: (أ) .

(2/944)


وَإِنْ كَانَتْ بَقَرَةً لَهَا خُوَارٌ، أَوْ شَاةً/ (د [10/ب] ) تَيْعَرُ". ثُمّ رفعَ يَدَيْهِ فقالَ ثلاثا: "اللَّهُمَّ بَلَّغْتُ".
قَالَ [الشَّيْخُ الْإِمَامُ] (1) أَبو بَكْرٍ الْخَطِيبُ رَحِمَهُ [اللَّهُ] (2) : "اتَّفَقَ الشّيخانِ عَلَى إِخْرَاجِهِ، فَرَوَاهُ البخاريُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ محمَّد المُسْنَدِيّ (3) ، وعليّ بن المدينيّ (4) .
_________
(1) زيادة من: (د) .
(2) سقط لفظ الجلالة من (أ) ، والجملة ليست في بقيّة النّسخ.
(3) بفتح النّون أبو جعفر، الجعفيّ ... ثقة. روى له: خ، ت. ومات سنة: تسع وعشرين ومئتين. انظر: تأريخ بغداد (10/64) ت/5184، والتّقريب (ص/321) ت/3585.
وروايته في الصّحيح في: (كتاب: الهبة، باب: من لم يقبل الهديّة لعلّة) 3/316- 317 ورقمه/31.
(4) الصّحيح (كتاب: الأحكام، باب: هدايا العُمّال) 9/127- 128 ورقمه/36 بنحوه، مطوّلاً.
ورواه أيضا في: (كتاب: الجمعة، باب: من قال في الخطبة بعد الثّناء: أمّا بعد) 2/44- 45 ورقمه/48،
وفي: (كتاب: الأيمان والنّذور، باب: كيف كانت يمين النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم) 8/233 ورقمه/14 عن أبي اليمان عن شعيب عن الزُّهريّ،
وفي: (كتاب: الزّكاة، باب: قول الله تعالى: {وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا} ) 2/258 ورقمه/99 عن يوسف بن موسى، وفي: (كتاب: الحيل، باب: محاسبة الإمام عمّاله) 9/137- 138 ورقمه/55 عن محمد (هو: ابن سلاّم) عن عبدة (هو: ابن سليمان) ، كلاهما عن هشام، كلاهما (الزُّهريّ، وهشام) عن عروة به، بنحوه، مطوّلاً، ومختصرًا.

(2/945)


وَرَوَاهُ مُسْلم عَنْ أَبي بَكْرِ بْنِ أَبي شَيْبة، وعَمرو بْنُ محمّد النَّاقِدِ (1) ، وَمُحَمَّدِ بْنِ أَبي عُمر (2) ، خَمْسَتُهُمْ عَنْ سُفيان بْنِ عُيَيْنَةَ.
فكأَنَّ الْقَاضِي أَبا الْحُسَيْنِ (3) سَمِعَهُ مِنْهُمَا".
[136]- أَخبرنا أَبو سَهْل مَحْمُودُ بْنُ عُمَر بْنِ جَعْفر العُكْبَريّ (4) قَالَ: حدَّثنا أَبو صَالِحٍ سَهْل بْنُ إِسماعيل بْنِ سَهْل الطَّرَسُوسِيُّ الْقَاضِي (5) قَالَ: ثنا أَبو عُبَيدة بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ذَكْوَان (6) قَالَ: ثنا أَبي (7) قَالَ: ثنا عِرَاك (8) بْنُ خَالِدٍ (9) قَالَ: ثنا عثمان بن
_________
(1) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/512.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/910.
وهو في مسلم في: (كتاب: الإمارة، باب: تحريم هدايا العمّال) 3/1463 ورقمه/1832.
(3) في (أ) : (الحسن) ، وما أثبتّه من (ج) ، وهو الصّواب.
(4) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/58.
(5) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/696.
(6) هو: أحمد بن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بشير بن ذكوان البهرانيّ، لم أقف على ترجمة له، وما ذكرته أفادته الكتب الّتي ترجمت لوالده.
(7) المقرئ، أبو عمرو ويقال: أبو محمَّد الدّمشقيّ ... صدوق. روى له: د، ق. ومات سنة: اثنتين وأربعين ومئتين. انظر: الجرح والتعديل (5/5) ت/26، وتأريخ دمشق (27/6) ت/3140، والتّقريب (ص/295) ت/3203.
(8) بكسر أوّله، وتخفيف الرّاء، في آخره كاف. انظر: التّقريب (ت/4548)
(9) ابن يزيد، أبو الضّحّاك، الدّمشقيّ ... عدّه دحيم (كما في: تهذيب الكمال 19/545) ، والدّارقطنيّ (كما في: سؤالات البرقانيّ له ص/57 ت/411) ، والذّهبيّ في: (الميزان 3/46) في مرتبة الصّدوق.
وذكره ابن حبّان في: (الثّقات 8/525) ، وقال: "ربّما أغرب، وخالف".
وأورده ابن الجوزيّ في: (الضّعفاء والمتروكين 2/174 ت/2291) .
وقال الحافظ في: (التّقريب ص/388 ت/4548) : "ليّن، من السّابعة".
روى له: قد.

(2/946)


عَطَاءٍ (1) عَنْ أَبيه (2) عَنْ عِكْرمة عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا عُزِّيَ النّبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْليما عَلَى ابْنَتِهِ رُقيّة امرأَة: عثمان [بن عفّان] (3) رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: "الْحَمْدُ لِلَّهِ، دَفُنُ الْبَنَاتِ مِنَ الْمَكْرُمَاتِ".
_________
(1) ابن أبي مسلم، الخراساني، أبو مسعود، المقدسيّ ... ضعّفه الجمهور.
روى له: خد، ق. ومات سنة: خمس وخمسين ومئتين.
انظر: سؤالات ابن أبي شيبة لابن المدينيّ (ص/158) ت/224، والتّأريخ الكبير للبخاريّ (6/644) ، والكنى لمسلم (2/779) ت/3175، والعلل الكبير للتّرمذيّ (2/920) .
(2) أبو أيّوب ويقال: أبو عثمان، ويقال غير ذلك البلخيّ، نزيل الشّأم. مختلف فيه، وأكثر الأئمّة على توثيقه، والاحتجاج به، وأشدّ ما نقم عليه كثرة وهمه، وإرساله، ولذا قال الحافظ في: (التّقريب ص/392 ت/4600) : "صدوق يهم كثيرًا، ويرسل، ويدلّس" إلاّ أنّه لم يذكره في رسالته في المدلّسين، ولا غيره ممّن ألّف في ذلك والله تعالى أعلم.
قال المزّيّ في: (تهذيب الكمال 20/115) : "روى له: الجماعة" ويرى الحافظ في: (تهذيبه 7/214- 215، وتقريبه ص/392 ت/4600) أنّه لم يصحّ إخراج البخاريّ له. مات سنة: خمس وثلاثين ومائة.
وانظر: الجرح والتعديل (6/334) ت/1850، والضّعفاء الصّغير (ص/178) ت/278، والميزان (3/470) ت/5642.
(3) زيادة من: (ج) ، (د) .

(2/947)


قَالَ [الشَّيْخُ الإِمام] (1) أَبو بَكْرٍ الْخَطِيبُ رَحِمَهُ اللَّهُ: "هَذَا حديثٌ غريبٌ مِنْ حَدِيثِ عِكْرمة عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، وَمِنْ حَدِيثِ عَطَاء الخُراسانيّ عَنْ عِكْرمة.
تفرّد/ (ج [41/أ] ) بِهِ: ابْنُهُ عُثمان بْنُ عَطَاءٍ، وَلَمْ نَكْتُبْهُ إِلاَّ مِنْ رِوَايَةِ عِراك ابن خالد المُريّ عن عثمان" (2) ./ (أ [50/ب] )
_________
(1) زيادة من: (د) .
(2) الحديث من طريق عراك رواه أيضا: يعقوب بن سفيان في: (المعرفة والتّأريخ 3/159) ومن طريقه: ابن الجوزيّ في: الموضوعات (3/236) والطّبرانيّ في: (المعجم الكبير 11/290 ورقمه/12035، والأوسط 3/138 ورقمه/2284، ومسند الشّاميّين 3/324- 335 ورقمه/2408) ، وابن عديّ في: (الكامل 5/171) ومن طريقه: ابن الجوزيّ في: الموضوعات (3/236) وأبو نعيم في: (الحلية 5/209) ، والخطيب في: (تأريخه 5/67) ، وابن عساكر في: (تأريخه 27/7) ، وابن الجوزيّ في: (الموضوعات 3/236) أيضا ...
قال الطّبرانيّ في الأوسط: "لا يروى هذا الحديث عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلاّ بهذا الإسناد، تفرّد به عبد الله بن ذكوان الدّمشقيّ".
وقال ابن عديّ: "وهذا لا أعلم يرويه عن عكرمة غير عطاء، وعن عطاء ابنه عثمان، وعن عثمان عراك بن خالد، وعنه عبد الله بن أحمد، وحدّثنا جماعة من الشّيوخ عن عبد الله بن أحمد بهذا الحديث، إلاّ أنّه حديث عراك".
وقال أبو نعيم: "غريب من حديث عطاء عن عكرمة، تفرّد به عراك بن خالد".
وقال ابن الجوزيّ "هذا حديث لا يصحّ عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. وسمعت شيخنا عبد الوهّاب بن المبارك الأنماطيّ يحلف بالله عزّ وجلّ أنّه ما قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من هذا شيئا".
وتعقّبه السّيوطيّ في: (النّكت البديعات ص/118) بأنّه ليس في أسانيده ما يقتضي الوضع، وحاول الرّفع من شأن عراك بن خالد مع أنّه كان قد أقرّه في: (اللآلئ المصنوعة 2/437- 438) ؟
وسرق محمَّد بن عبد الرّحمن بن طلحة هذا الحديث من عراك فحدّث به عن عثمان ابن عطاء ... روى حديثه: ابن عديّ في: (الكامل 6/193) ومن طريقه: ابن الجوزيّ في: الموضوعات (3/236) ...
قال ابن عديّ: "وهذا الحديث حديث عراك بن خالد المدنيّ عن عثمان بن عطاء، حدّث به عنه عبد الله بن ذكوان، سرقه منه محمَّد بن عبد الرّحمن هذا"،
وكان قد قال (6/192) عن محمَّد هذا: "يسرق الحديث، ضعيف".
وانظر: لسان الميزان (5/247) ت/854.
وجاء نحوه من حديث ابن عمر ... رواه: ابن عديّ في: (الكامل 2/278) ، والخطيب في: (تأريخه 7/291) ، وابن الجوزيّ في: (الموضوعات 3/235) ... وفيه: حميد بن حمّاد، قال ابن عديّ (2/277) : "يحدّث عن الثّقات بالمناكير".
وأورده ابن الجوزيّ في: (الضّعفاء والمتروكين 1/237 ت/1023) ، والفتّنيّ ضمن ما سرده من أسماء الوضّاعين والكذّابين في: (قانون الموضوعات ص/252) .
وذكر الخليليّ في: (الإرشاد ص/64) أنّ بعض الكذّابين رواه عن سفيان عن محمَّد بن المنكدر عن جابر، وقال: "وهذا لا أصل له من حديث سفيان، وغيره، إنّما يروى عن ابن عطاء الخراسانيّ عن أبيه عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم مرسلاً، وابن عطاء متروك"اهـ.
والحديث أورده جماعة ممّن ألّف في الموضوعات كابن عرّاق في: (تنزيه الشّريعة 2/372) ، والفتّنيّ في: (التّذكرة ص/217) ، والصّنعانيّ في: (الموضوعات ص/8) ، والشّوكانيّ في: (الفوائد ص/240 ورقمه/829) ، وقال: "لا يصحّ، وجزم ابن حجر ببطلانه".
وأورده الألبانيّ في: (سلسلة الأحاديث الضّعيفة 1/220 رقم الحديث/185) ، و (ضعيف الجامع الصّغير ص/438 ورقمه/2990) ، وقال:
(موضوع) .

(2/948)


[137]- أَخبرنا أَبو الْفَتْحِ هَلاَل بْنُ محمَّد بن جَعْفر الحفّار (1)
_________
(1) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/61.

(2/949)


قَالَ: أَنا إِسماعيل بْنُ محمَّد الصَّفَّارُ (1) قَالَ: ثنا عَبَّاسُ بْنُ عبد الله التّرقُفيّ (2) [قال: سمعت] (3) الفريابيّ (4) يقول: قال لي سُفيان الثّوريّ يوما وقد اجتمع الناس عليه، فقال لي: "يَا مُحَمَّدُ، تَرَى هَؤُلاَءِ مَا أَكْثَرَهُمْ! ثُلُثُ يَمُوْتُوْنَ، وَثُلُثٌ يَتَرُكُوْنَ، هَذَا الَّذِي يَسْمَعُوْنَهُ، وَمِنَ الْثلُثِ الآخَرِ مَا (5) أَقَلُّ مَاْ يَنْجُبُ (6) " (7) .
[138]- أَخبرنا أَبو أَحمد عُبَيْدُ اللَّهِ بن محمَّد بن أَحمد
_________
(1) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/245.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/560.
(3) لحق بحاشية: (أ) .
(4) بكسر الفاء، وسكون الرّاء، بعدها تحتانيّة، فألف موحدة وفي (أ) : (الفريابيّ) بمثنّاة تحتيّة بعد الفاء وما أثبتّه من: (ج) ، وهو الصّحيح.
وهو: محمَّد بن يوسف، أبو عبد الله، الضّبّيّ، مولاهم ... ثقة، فاضل.
روى له: ع. ومات سنة: اثنتي عشرة ومئتين.
انظر: الإرشاد (ص/131) ، والتّقريب (ص/515) ت/6415.
(5) في (ج) ، (د) : (من) .
(6) أي: يكرم، ويفضل.
انظر: المجموع المغيث لأبي موسى (من باب: النّون مع الجيم) 3/261، والنّهاية (باب: النّون مع الجيم) 5/17.
(7) إسناد الأثر حسن ... الحفّار صدوق (كما تقدّم ص/61) .
ورواه الخطيب في: (الجامع 1/170 رقم/95) عن عبد الله بن يحي السّكريّ عن الصّفّار به ... والسّكريّ صدوق أيضاً (كما تقدّم ص/54) .
وذكره المزّيّ في: (تهذيب الكمال 27/60) مجزوما به عن التّرقفيّ، به، بنحوه.

(2/950)


الْفَرَضِيُّ (1) قَالَ: ثنا محمَّد بْنُ يَحْيَى الصُّولِيُّ (2) قَالَ: ثنا الفَضْل بْنُ الحُبَاب (3) قَالَ: ثنا عَبَّاسُ بْنُ الفرَج (4) عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ هِشَامٍ (5) قَالَ: "أَرَاْدَ رَجُلٌ أَنْ يَمْدَحَ رَجُلاً عِنْدَ خَالِدِ بِنْ عَبْدِ اللهِ (6) / (د [11/أ] ) ، فَقَاْلَ: وَاللهِ لَقَدْ دَخَلْتُ إِلَيْهِ، فَرَأَيْتُ أَسْرَى النَّاسِ دَاْرَاً، وَفُرُشَا، وَآلَةً، وَخَدَما. فَقَاْلَ خَاْلِدٌ: إِنَّا للَّهِ، ذَمَمْتَهُ وَاللهِ، هَذِهِ حَاْلُ مَنْ لَمْ تَدَعْ فِيْهِ شَهْوَتُهُ لِلْمَعْرُوْفِ
_________
(1) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/48.
(2) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/308.
(3) الحباب: لقب، واسمه: عمرو بن محمَّد الجمحيّ، أبو خليفة، البصريّ ... ثقة. مات سنة: خمس وثلاثمائة. انظر: الثّقات لابن حبّان (9/8) ، وطبقات الحنابلة (1/249) ت/352، والميزان (4/270) ت/6717.
(4) أبو الفضل الرياشيّ بكسر الرّاء، وتخفيف التّحتانيّة، وبالمعجمة البصريّ ... ثقة. روى له: د. ومات سنة: سبع وخمسين ومئتين.
انظر: تأريخ بغداد (12/138) ت/6591، وإنباه الرّواة (2/367) ت/521، والتّقريب (ص/593) ت/3181.
(5) لم أقف على ترجمة له.
(6) ابن يزيد، القسريّ بفتح القاف، وسكون المهملة أبو الهيثم، الدّمشقيّ.. أمير مكّة للوليد بن عبد الملك، وأمير العراقين لهشام بن عبد الملك.
روى له: عخ، د.
مات سنة: ستّ وعشرين ومائة.
انظر: وفيات الأعيان (2/226) ، وتهذيب الكمال (8/107) ت/1627، وإتحاف الورى لابن فهد (2/127، 129) .

(2/951)


فَضْلاً، وَلاَ لِلْكَرَمِ مَوْضِعا" (1) .
[139]- أَخبرنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ محمَّد الْفَرَضِيُّ (2) قَالَ: ثنا محمَّد بْنُ يَحْيَى الصُّولِيُّ (3) قَالَ: ثنا الْقَاسِمُ بْنُ إِسماعيل (4) قَالَ: حَدَّثَنِي إِبراهيم بْنُ العبّاس الصّوليّ/ (ج [41/ب] ) الْكَاتِبُ (5) قَالَ: "اِعْتَلَّ (6) الْفَضْلُ بنُ سَهْلٍ ذُو الرِّئَاسَتَيْن (7) عَلَّةً بِخُرَاْسَاْنَ (8) ، ثُمَّ بَرَأَ، فَجَلَسَ لِلنَّاسِ، فَهَنَّؤُوهُ بِالْعَاْفِيَةِ، وَتَصَرَّفُواْ فِي
_________
(1) إسناد الأثر فيه: الوليد بن هشام لم أقف على ترجمة له، ولم أقف على هذا الأثر في غير هذا الكتاب والله تعالى أعلم.
(2) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/48.
(3) تقدّمت ترجمته أيضا.. . انظر ص/308.
(4) ابن محمَّد، الضّبّيّ، أبو عبيد، المحامليّ ... ثقة. مات سنة: ثلاث وعشرين وثلاثمائة. انظر: خبار الرّاضي والمتّقي (ص/66) ، وتأريخ بغداد (12/447) ت/6925، والسّير (15/263) .
(5) أبو إسحاق، البغداديّ ... كاتب، وشاعر مجيد، اتّصل بذي الرّئاستين، وتنقّل في أعمال السّلطان، ودواوينه إلى أن مات سنة: ثلاث وأربعين ومئتين.
نظر: تأريخ بغداد (6/117) ت/3147، والمنتظم (11/306) ت/1452، ومعجم الأدباء (1/164) .
(6) أي: مرض. القاموس المحيط (باب: اللاّم، فصل: العين) ص/1338.
(7) السَّرْخَسيّ، وزير المأمون ... سمّي بذي الرئاستين: لتدبيره أمر السّيف، والقلم، سمّاه بذلك المأمون بعد أن فوّض أموره كلّها إليه، وقلّده الوزارة، والحرب.
مات سنة: اثنتين ومئتين. انظر: مروج الذهب (4/5) ، وتأريخ بغداد (12/339) ، ومعجم الشّعراء للمرزبانيّ (ص/313) ، والسّير (10/99) .
(8) خراسان: بلاد واسعة، أوّل حدودها ممّا يلي العراق، وآخرها ممّا يلي الهند، وتشتمل على أمّهات البلاد ... وقد فتح أكثرها عُنوة.
انظر: معجم ما استعجم (2/489) ،ومعجم البلدان (2/350) .

(2/952)


الْكَلاَمِ، فَلَمَّا فَرَغُوا أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ فَقَاْلَ: "إَنَّ فِي الْعِلَلِ لَنِعَما يَنْبَغِي لِلْعُقَلاَءِ أَنْ يَعْرِفُوْهَا/ (أ [51/أ] ) : تَمْحِيصٌ لِلذَّنْبِ، وَتَعَرُّضٌ لِثَوَاْبِ الصَّبْرِ، وَإِيقَاْظٌ مِنَ الْغَفْلَةِ، وَإِذْكَاْرٌ لِلنِّعَمِ فِي حَاْلِ الصِّحَّةِ، وَاسْتِدْعَاْءٌ لِلتَّوْبَةِ، وَحَضٌّ عَلَى الصَّدَقَةِ، وَفِي قَضَاءِ اللهِ وَقَدَرِهِ بَعْدُ الْخِيَاْرُ.
فَنَسِيَ النَّاسُ مَا تَكَلَّمُواْ بِهِ، وَانْصَرَفُواْ بِكَلاَمِ الْفَضْلِ" (1) .
آخر الجزء الرَّابع والحمْد لله ربِّ العَالمين (2) ./أ [51/ب] ج [42/أ] د [11/ب]
_________
(1) إسناد الأثر فيه: إبراهيم بن العباس الصولي لم أقف على جرح أو تعديل فيه، ولم أقف على هذا الأثر في ما بين يديّ من مصادر والله تعالى أعلم.
(2) في (ج) : "آخر الجزء الرّابع، والحمد لله رب العالمين، وصلّى الله على محمَّد وآله".
وفي (د) : "آخر الجزء الرّابع من المهروانيّات، والحمد لله رب العالمين، وصلواته على سيّدنا محمَّد وآله وصحبه وسلّم".

(2/953)