تحفة الطالب بمعرفة أحاديث مختصر ابن الحاجب ط حراء
(1/1)
الْمُقدمَة
الْحَمد لله حق حَمده وصلواته وسلامة عَلَى مُحَمَّد خير
خلقه وَآله أَجْمَعِينَ وَصَحبه وَبعد فَإِن الله
سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى يَقُول فِي كِتَابه الْعَزِيز {
وتعاونوا عَلَى الْبر وَالتَّقْوَى وَلَا تعاونوا عَلَى
الْإِثْم والعدوان }
وَكَانَ مِمَّا من الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَلّي
أَنِّي قَرَأت الْكتاب الْمُخْتَصر الصَّغِير فِي أصُول
الْفِقْه للشَّيْخ الإِمَام
(1/97)
الْعَالم الْعَلامَة المتقن الْمُحَقق وحيد عصره جمال
الدَّين أبي عَمْرو عُثْمَان بن عمر الْمَالِكِي
الْمَعْرُوف بِابْن الْحَاجِب رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى
وَهُوَ كتاب نَفِيس جدا فِي هَذَا الْفَنّ
وَوجدت فِيهِ أَحَادِيث جمة لَا يَسْتَغْنِي من قَرَأَهُ
عَن مَعْرفَتهَا وَلَا تتمّ فَائِدَة الْكتاب إِلَّا
بِمَعْرِِفَة سقمها من صِحَّتهَا فَأَحْبَبْت إِذْ كَانَ
الْأَمر كَذَلِك أَن أجمعها كلهَا والْآثَار
(1/98)
الْوَاقِعَة فِيهِ مَعهَا عَلَى حَده وَأَن أعزو مَا يُمكن
عزوه مِنْهَا إِلَى الْكتب السِّتَّة
البُخَارِيّ وَمُسلم وَأبي دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ
وَالنَّسَائِيّ
(1/99)
وَابْن مَاجَه أَو إِلَى بَعْضهَا أَو إِلَى غَيرهَا إِن
لم يكن فِي شَيْء مِنْهَا إِن شَاءَ الله تَعَالَى
فَمَا كَانَ فِي البُخَارِيّ وَمُسلم مَعًا أَو فِي
أَحدهمَا إكتفيت بعزوه إِلَيْهِمَا أَو إِلَى أَحدهمَا
وَإِن كَانَ مَعَ ذَلِك فِي كتب السّنَن وَإِن لم يكن
فيهمَا وَلَا فِي أَحدهمَا وَهُوَ فِي السّنَن
الْأَرْبَعَة قلت رَوَاهُ الْأَرْبَعَة وَإِلَّا بيّنت من
رَوَاهُ مِنْهُم وَمَا لم يكن فِي شَيْء من الْكتب
السِّتَّة الْمَذْكُورَة ذكرت من رَوَاهُ من غَيرهم وَقد
أذكر سَنَد الحَدِيث ليعرف حَال صِحَّته من سقمه وَمَا لَا
يعرف لَهُ سَنَد بِالْكُلِّيَّةِ كقليل من أَحَادِيث
الْكتاب سَأَلت عَنهُ مشايخي فِي الحَدِيث ونبهت عَلَيْهِ
وَالْكَلَام فِي الْآثَار كالأحاديث سَوَاء وَجعلت ذَلِك
كُله مُرَتبا بِحَسب وُقُوعه فِي الْكتاب أَولا فأولا
وَمَتى كرر المُصَنّف حَدِيثا أَو آثرا فِي موضِعين أَو
مَوَاضِع تَكَلَّمت 2 أعليه أول مرّة ونبهت عَلَى مَا
عَداهَا ثمَّ إِن ذكر المُصَنّف حَدِيثا لَيْسَ هُوَ فِي
شَيْء من هَذِه الْكتب السِّتَّة بذلك اللَّفْظ الَّذِي
أوردهُ نبهت عَلَى ذَلِك
(1/100)
وَذكرت اقْربْ الْأَلْفَاظ إِلَى لَفظه إِن شَاءَ الله
تَعَالَى ووسمته بتحفة الطَّالِب بِمَعْرِِفَة أَحَادِيث
مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب
وَالله أسأَل أَن ينفع بِهِ وَأَن يَجعله خَالِصا لوجهه
الْكَرِيم إِنَّه قريب مُجيب
(1/101)
|