تحفة الطالب بمعرفة أحاديث مختصر ابن الحاجب ط حراء

الْإِجْمَاع
قَوْله الْغَزالِيّ بقوله لَا تَجْتَمِع أمتِي
هَذَا الحَدِيث لَهُ طرق مُتعَدِّدَة وَله أَلْفَاظ مُخْتَلفَة فَمن أقربها

(1/145)


(35) مَا رَوَاهُ أَبُو دَاوُد عَن أبي مَالك الْأَشْعَرِيّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى الله وَسلم إِن الله أجاركم من ثَلَاث خلال أَن لَا يَدْعُو عَلَيْكُم نَبِيكُم فَتَهْلكُوا جَمِيعًا وَأَن لَا يظْهر أهل الْبَاطِل عَلَى أهل الْحق وَأَن لَا تجتمعوا عَلَى ضلاله وَفِي إِسْنَاد هَذَا الحَدِيث نظر
(36) وَعَن عبد الله بن عمر قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لَا يجمع الله هَذِه الْأمة عَلَى ضَلَالَة أبدا الحَدِيث رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَقَالَ غَرِيب من هَذَا الْوَجْه قلت وَفِي إِسْنَاده سُلَيْمَان بن سُفْيَان وَقد ضعفه الْأَكْثَرُونَ

(1/146)


وَقد رَوَاهُ أَيْضا الْحَاكِم من حَدِيث خَالِد بن يزِيد ثَنَا الْمُعْتَمِر بن سُلَيْمَان عَن ابيه عَن عبد الله بن دِينَار عَن ابْن عمر قَالَ الْحَاكِم وَلَو حفظه خَالِد لحكمنا بِصِحَّتِهِ ثمَّ علله كَمَا فعل الدَّارَقُطْنِيّ

(1/147)


(37) وَرَوَى الْحَافِظ ابو بكر أَحْمد بن عَمْرو بن أبي عَاصِم فِي كتاب السّنة فَقَالَ
حَدثنَا مُحَمَّد بن مصفى قَالَ حَدثنَا أَبُو الْمُغيرَة ثَنَا معَان بن رِفَاعَة عَن أبي خلف الْأَعْمَى عَن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول إِن أمتِي لَا تَجْتَمِع عَلَى ضَلَالَة فَإِذا

(1/148)


رَأَيْتُمْ الإختلاف فَعَلَيْكُم بِالسَّوَادِ الْأَعْظَم الْحق وَأَهله وَرَوَاهُ ابْن مَاجَه من حَدِيث الْوَلِيد بن مُسلم عَن معَان بن رِفَاعَة
وَهَذَا الحَدِيث بِهَذَا الْإِسْنَاد ضَعِيف ايضا لِأَن معَان بن رِفَاعَة 5 أ ضعفه يحي بن معِين
وَقَالَ السَّعْدِيّ وَأَبُو حَاتِم الرَّازِيّ لَيْسَ بِحجَّة
وَقَالَ ابْن حبَان اسْتحق التّرْك

(1/149)


وَقَالَ الْأَزْدِيّ لَا يحْتَج بحَديثه وَلَا يكْتب وَأَبُو خلف الْأَعْمَى
قَالَ يحي بن معِين كَذَّاب كَذَا حَكَاهُ ابْن الْجَوْزِيّ
وَقَالَ أَبُو حَاتِم مُنكر الحَدِيث لَيْسَ بِالْقَوِيّ
وَقَالَ ابْن حبَان يَأْتِي بأَشْيَاء لَا تشبه حَدِيث الْأَثْبَات

(1/150)


قَوْله الْمُخَالف تبيانا لكل شَيْء فَردُّوهُ وَنَحْوه وغايته الظُّهُور وَلِحَدِيث معَاذ حَيْثُ لم يذكرهُ
(38) حَدِيث معَاذ هَذَا رَوَاهُ أَحْمد وابو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ من حَدِيث شُعْبَة عَن ابي عون واسْمه مُحَمَّد بن عبيد الله الثَّقَفِيّ عَن الْحَارِث بن عَمْرو بن أخي الْمُغيرَة بن شُعْبَة قَالَ حَدثنِي نَاس من أهل حمص من أَصْحَاب معَاذ عَن معَاذ ان النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لما بَعثه إِلَى الْيمن قَالَ كَيفَ تقضي إِذا عرض لَك قَضَاء قَالَ أَقْْضِي بِكِتَاب الله قَالَ فَإِن لم تَجِد

(1/151)


فِي كتاب الله قَالَ فبسنة رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ فَإِن لم تَجِد فِي سنة رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَلَا فِي كتاب الله قَالَ أجتهد رَأْيِي وَلَا آلو قَالَ فَضرب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي صَدره وَقَالَ الْحَمد لله الَّذِي وفْق رَسُول رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لما يُرْضِي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ
قَالَ البُخَارِيّ لَا يَصح هَذَا الحَدِيث
وَقَالَ التِّرْمِذِيّ لَيْسَ إِسْنَاده عِنْدِي بِمُتَّصِل

(1/152)


(39) وَقَالَ الإِمَام سعيد بن يحي بن سعيد الْأمَوِي فِي الْمَغَازِي حَدثنِي أبي حَدثنِي رجل عَن عبَادَة بن نسي عَن

(1/153)


عبد الرَّحْمَن بن غنم قَالَ حَدثنَا معَاذ بن جبل قَالَ لما بَعَثَنِي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِلَى الْيمن فَذكر الحَدِيث إِلَى أَن قَالَ فَقلت يارسول الله أرايت مَا سُئِلت عَنهُ اَوْ اخْتصم إِلَيّ فِيهِ مِمَّا لَيْسَ فِي كتاب الله وَلم أسمعهُ مِنْك قَالَ إجتهد فَإِن الله إِن علم مِنْك الصدْق وفقك للحق وَلَا تقضين إِلَّا بِمَا تعلم فَإِن اشكل عَلَيْك أَمر فقف عَلَيْهِ حَتَّى تتبينه أَو تكْتب إِلَيّ فِيهِ
(40) وَقَالَ ابْن مَاجَه ثَنَا الْحسن بن حَمَّاد سجادة ثَنَا يحي بن سعيد الْأمَوِي عَن مُحَمَّد بن سعيد بن حسان عَن عبَادَة

(1/154)


ابْن نسي عَن عبد الرَّحْمَن بن غنم قَالَ حَدثنَا معَاذ ببن جبل قَالَ لما بَعَثَنِي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِلَى الْيمن قَالَ لَا تقضين وَلَا تفعلن إِلَّا بِمَا تعلم فَإِن أشكل عَلَيْك أَمر فقف عَلَيْهِ حَتَّى تبينه أَو تكْتب إِلَيّ فِيهِ
فتبينا بِهَذَا أَن الرجل الَّذِي لم يسم فِي الرِّوَايَة الأولَى هُوَ مُحَمَّد بن سعيد بن حسان وَهُوَ المصلوب وَهُوَ كَذَّاب وَضاع للْحَدِيث اتَّفقُوا عَلَى تَركه

(1/155)


قَوْله مَسْأَلَة لَو ندر الْمُخَالف مَعَ كَثْرَة المجمعين كإجماع غير ابْن عَبَّاس عَلَى الْعَوْل وَغير ابي مُوسَى عَلَى أَن النّوم ينْقض الْوضُوء
هَذَانِ اثران أما الأول
(41) فروَى مُحَمَّد بن اسحاق عَن الزُّهْرِيّ عَن عبيد الله ابْن عبد الله عَن عبد الله بن عَبَّاس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهم قَالَ أَتَرَوْنَ الَّذِي أحصى رمل عالج عددا جعل فِي مَال وَاحِد نصفا وَنصفا وَثلثا إِنَّمَا هونصفان وَثَلَاثَة اثلاث وَأَرْبَعَة أَربَاع

(1/156)


(42) قَالَ ابْن جريج عَن عَطاء عَن ابْن عَبَّاس قَالَ الْفَرَائِض لَا تعول
قَالَ ابو مُحَمَّد بن حزم وَبقول ابْن عَبَّاس يَقُول عَطاء وَابْن الْحَنَفِيَّة وَأَبُو جَعْفَر الباقر

(1/157)


وَدَاوُد وَأَصْحَابه وَاخْتَارَهُ ابْن حزم أَيْضا
وَأما الثَّانِي
(43) وَهُوَ اخْتِيَار ابي مُوسَى الاشعري رَضِيَ اللَّهُ عَنْه أَن النّوم لَا ينْقض الْوضُوء فَهُوَ مَشْهُور عَنهُ وَأما انْفِرَاده بِهَذَا القَوْل دون سَائِر الصَّحَابَة فمشكل قَالَ ابْن حزم ذهب الاوزاعي إِلَى أَن النّوم لَا ينْقض الْوضُوء كَيفَ كَانَ وَهُوَ قَول صَحِيح عَن جمَاعَة من الصَّحَابَة وَعَن ابْن عمر وَعَن مَكْحُول وَعبيدَة السَّلمَانِي

(1/158)


قَالَ وَلَقَد ادَّعَى بَعضهم الْإِجْمَاع عَلَى خلاف هَذَا جهلا وجرأة
قلت وَقد حَكَاهُ فِي المستظهري عَن عَمْرو بن دِينَار وَأبي مجلز ايضا وَحَكَاهُ أَبُو نصر فِي الشَّامِل عَن حميد الْأَعْرَج ايضا قَالَ وَبِذَلِك قَالَت الشِّيعَة الإمامية

(1/159)


قَوْله (44) وَعَن أبي سَلمَة تذاكرت مَعَ ابْن عَبَّاس وَأبي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهم فِي عدَّة الْحَامِل للوفاة فَقَالَ ابْن عَبَّاس أبعد الاجلين وَقلت أَنا بِالْوَضْعِ فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَة أَنا مَعَ ابْن أخي
هَذِه الْقِصَّة هَكَذَا سَوَاء فِي صَحِيح مُسلم وَفِيه أَنهم أرْسلُوا كريبا الى ام سَلمَة فَأَخْبَرتهمْ بِخَبَر سبيعة الأسْلَمِيَّة وان رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ افتاها بِأَنَّهَا قد حلت حِين وضعت حملهَا والْحَدِيث فِي البُخَارِيّ وَلَكِن بِدُونِ ذكر الْقِصَّة

(1/160)


قَوْله وَاسْتدلَّ بِنَحْوِ إِن الْمَدِينَة طيبَة تنقي خبثها
هَذَا الحَدِيث رَوَاهُ البُخَارِيّ من عدَّة طرق واقرب الْأَلْفَاظ إِلَى لفظ الْكتاب
(45) حَدِيث جَابر قَالَ جَاءَ أَعْرَابِي فَبَايعهُ يَعْنِي النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ 6 أ عَلَى الاسلام ثمَّ جَاءَ من الْغَد محموما فَقَالَ اقلني بيعتي فَأَبَى ثمَّ جَاءَهُ فَأَبَى ثمَّ جَاءَ فَقَالَ أَقلنِي بيعتي فَأَبَى فَخرج الاعرابي فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِنَّمَا الْمَدِينَة كالكير تنفيى خبثها وينصع طيبها وَرَوَاهُ مُسلم أَيْضا

(1/161)


قَوْله قَالُوا عَلَيْكُم بِسنتي وَسنة الْخُلَفَاء الرَّاشِدين من بعدِي اقتدوا باللذين من بعدِي
هَذَانِ حديثان فَالْأول
(46) عَن الْعِرْبَاض بن سَارِيَة السّلمِيّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ صَلَّى بِنَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ذَات يَوْم ثمَّ اقبل علينا فوعظنا موعظة بليغة ذرفت مِنْهَا الْعُيُون ووجلت مِنْهَا الْقُلُوب فَذكر الحَدِيث إِلَى أَن قَالَ فَعَلَيْكُم بِسنتي وَسنة الْخُلَفَاء المهديين الرَّاشِدين تمسكوا بهَا وعضوا عَلَيْهَا بالنواجذ الحَدِيث رَوَاهُ أَحْمد وابو دَاوُد وَهَذَا لَفظه وَابْن مَاجَه والترمذى وَصَححهُ وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه وَقَالَ عَلَى شَرط الصَّحِيحَيْنِ وَلَا أعلم لَهُ عِلّة

(1/162)


وَصَححهُ أَيْضا الْحَافِظ أَبُو نعيم الاصفهاني والدغولي
وَقَالَ شيخ الاسلام الانصاري هُوَ اجود حَدِيث فِي أهل الشَّام وَأحسنه

(1/163)


وَأما الثَّانِي
(47) فَعَن حُذَيْفَة بن الْيَمَان قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ اقتدوا باللذين من بعدِي أبي بكر وَعمر وَرَوَاهُ أَحْمد وَابْن مَاجَه وَالتِّرْمِذِيّ وَقَالَ حَدِيث حسن وَرَوَاهُ اببن حبَان فِي صَحِيحه
(48) وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ أَيْضا من حَدِيث

(1/164)


ابْن مَسْعُود لَكِن فِي سَنَده يحي بن سَلمَة ابْن كهيل وَهُوَ ضَعِيف
(49) وَرُوِيَ من حَدِيث ابْن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما وَلَا يَصح أَيْضا
قَوْله ومعارض بِمثل اصحابي كَالنُّجُومِ وخذوا شطر دينكُمْ عَن الْحُمَيْرَاء هَذَانِ حديثان الاول
(50) رَوَى نعيم بن حَمَّاد الْخُزَاعِيّ عَن عبد الرَّحِيم بن زيد

(1/165)


الْعمي عَن أَبِيه عَن سعيد بن الْمسيب عَن عمر بن الْخطاب رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ سَالَتْ رَبِّي فِيمَا اخْتلف فِيهِ أَصْحَابِي من بعدِي فَأَوْحَى الله إِلَيّ يَا مُحَمَّد إِن اصحابك عِنْدِي بِمَنْزِلَة النُّجُوم فِي السَّمَاء بَعْضهَا اضوء من بعض فَمن أَخذ بشىء مِمَّا هم عَلَيْهِ من اخْتلَافهمْ فَهُوَ عِنْدِي عَلَى هدى
6 - ب ب هَذَا الحَدِيث لم يروه أحد من أهل الْكتب السِّتَّة وَهُوَ ضَعِيف

(1/166)


قَالَ يحي بن معِين عبد الرَّحِيم بن زيد الْعمي كَذَّاب
وَقَالَ مرّة لَيْسَ بشىء
وَقَالَ الْجوزجَاني السَّعْدِيّ غير ثِقَة
وَقَالَ البُخَارِيّ تَرَكُوهُ وَقَالَ أَبُو حَاتِم ترك حَدِيثه
وَقَالَ أَبُو زرْعَة واهي الحَدِيث
وَقَالَ أَبُو دَاوُد ضَعِيف الحَدِيث
وَقَالَ النَّسَائِيّ مَتْرُوك وَقَالَ ابْن عدي أَحَادِيثه لَا يُتَابِعه الثِّقَات عَلَيْهَا
قلت وَأَبوهُ ضَعِيف أَيْضا

(1/167)


وَمَعَ هَذَا كُله فَهُوَ مُنْقَطع لَان سعيد بن الْمسيب لم يسمع من عمر شَيْئا وَقد رُوِيَ هَذَا الحَدِيث من غير طَرِيق من رِوَايَة
(51) ابْن عمر

(1/168)


(52) وَابْن عَبَّاس
(53) وَجَابِر
ولايصح شَيْء مِنْهَا
وَقد يفهم من كتاب عُثْمَان بن سعيد الدَّارمِيّ فِي أول كِتَابه الرَّد عَلَى الْجَهْمِية تقويته

(1/169)


وَأما الحَدِيث الثَّانِي وَهُوَ (54) خُذُوا شطر دينكُمْ عَن الْحُمَيْرَاء
فَهُوَ حَدِيث غَرِيب جدا بل هُوَ مُنكر سَالَتْ عَنهُ شَيخنَا الْحَافِظ ابا الْحجَّاج الْمزي فَلم يعرفهُ وَقَالَ لم اقف لَهُ عَلَى سَنَد إِلَى الْآن وَقَالَ شَيخنَا ابو عبد الله الذَّهَبِيّ هُوَ من الآحاديث الْوَاهِيَة الَّتِي لَا يعرف لَهَا إِسْنَاد

(1/170)


قَوْله كالاختلاف فِي أم الْوَلَد ثمَّ زَالَ يُشِير بِهَذَا إِلَى انه كَانَ وَقع خلاف بَين الصَّحَابَة فِي جَوَاز بيع أُمَّهَات الْأَوْلَاد ثمَّ زَالَ
(55) وَذَلِكَ كَمَا رَوَى حَمَّاد بن زيد عَن ايوب عَن ابْن سِيرِين عَن عُبَيْدَة السَّلمَانِي قَالَ كتب إِلَيّ عَلّي وَإِلَى

(1/171)


شُرَيْح يَقُول إِنِّي أبْغض الِاخْتِلَاف فاقضوا كَمَا كُنْتُم تقضون يَعْنِي فِي أم الْوَلَد حَتَّى يكون النَّاس جمَاعَة أَو أَمُوت كَمَا مَاتَ صَاحِبَايَ
(56) وَرَوَى البُخَارِيّ مثله من رِوَايَة عُبَيْدَة عَن عَلّي وَلَيْسَ فِيهَا ذكر أم الْوَلَد
قَالَ الْخطابِيّ وَاخْتِلَاف الصَّحَابَة إِذا ختم بالِاتِّفَاقِ وانقرض الْعَصْر عَلَيْهِ صَار إِجْمَاعًا
(57) قلت وحكاية الاجماع هَهُنَا مُشكل فَإِن ابْن جريج قَالَ أَنا عَطاء قَالَ بَلغنِي أَن عليا كتب فِي عَهده وَأَنِّي تركت تسع عشرَة سَرِيَّة فايتهن مَا كَانَت ذَات ولد قومت فِي حِصَّة وَلَدهَا مني وايتهن لم تكن ذَات ولد فَهِيَ حرَّة وَبِهَذَا يَقُول ابْن مَسْعُود وَابْن عَبَّاس فِي رِوَايَة

(1/172)


وَمِمَّنْ قَالَ بِجَوَاز بيع امهات الاولاد عمر بن عبد الْعَزِيز وَدَاوُد ابْن عَلّي واصحابه وَهُوَ قَول لابي عبد الله الشَّافِعِي فَلَيْسَ فِي 7 آ المسالة إِجْمَاع
قَوْله وَفِي الصَّحِيح أَن عُثْمَان كَانَ يُنْهِي عَن الْمُتْعَة
قَالَ الْبَغَوِيّ ثمَّ صَار إِجْمَاعًا
(58) رَوَى مُسلم فِي صَحِيحه من حَدِيث عبد الله بن شفيق أَن عليا رَضِيَ اللَّهُ عَنْه كَانَ يامر بِالْمُتْعَةِ وَعُثْمَان كَانَ يُنْهِي عَنْهَا فَقَالَ عُثْمَان كلمة فَقَالَ عَلّي لقد علمت أَنا تَمَتعنَا مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ اجل وَلَكنَّا كُنَّا خَائِفين
وَالْبَغوِيّ هَذَا هُوَ ابو مُحَمَّد الْحُسَيْن بن مَسْعُود صَاحب التَّفْسِير وَشرح السّنة والتهذيب وَغير ذَلِك مَاتَ رَحِمَهُ اللَّهُ سنة سبع عشرَة وَخَمْسمِائة

(1/173)


(59) قَوْله وايضا نَحن نحكم بِالظَّاهِرِ هَذَا الحَدِيث كثيرا مَا يلهج بِهِ اهل الاصول وَلم اقف لَهُ عَلَى سَنَد وَسَأَلت عَنهُ الْحَافِظ ابا الْحجَّاج الْمزي فَلم يعرفهُ
(60) لَكِن لَهُ مَعْنَى فِي الصَّحِيح وَهُوَ قَوْله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِنَّمَا اقضي بِنَحْوِ مِمَّا أسمع
(61) وَقَالَ البُخَارِيّ فِي كتاب الشَّهَادَات

(1/174)


قَالَ عمر إِن نَاسا كَانُوا يؤخذون بِالْوَحْي عَلَى عهد رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَإِن الْوَحْي قد انْقَطع وَإِنَّمَا ناخذكم الْآن بِمَا ظهر لنا من أَعمالكُم فَمن أظهر لنا خيرا أمناه وقربناه وَلَيْسَ لنا من سَرِيرَته شَيْء الله يحاسبه فِي سَرِيرَته وَمن أظهر لنا سوءا لم نَأْمَنهُ وَلم نصدققه وَإِن قَالَ إِن سَرِيرَته حَسَنَة وَرَوَاهُ الإِمَام أَحْمد فِي منسده مطولا وابو دَاوُد محتصرا ة الله أعلم

(1/175)


وَهُوَ من رِوَايَة أبي فراس عَن عمر قَالَ أَبُو زرْعَة لَا أعرفهُ
(62) وَرَوَى أَن الْعَبَّاس قَالَ يَا رَسُول الله كنت مكْرها يَعْنِي يَوْم بدر فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ اما ظاهرك فَكَانَ علينا وَأما سريرتك فَإلَى الله عَزَّ وَجَلَّ
وَمِمَّا وَقع فِي الْأَخْبَار وَهُوَ من قَوْله ويشترك الْكتاب وَالسّنة والاجماع فِي السَّنَد والمتن
قَوْله قَالَت عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها مَا كذب وَلكنه وهم
(63) عَن عبد الله بن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما ان رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ إِن الْمَيِّت ليعذب ببكاء أَهله عَلَيْهِ فَلَمَّا بلغ ذَلِك عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها قَالَت وَالله مَا كذب ابْن عمر وَلكنه وهم إِنَّمَا قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِن الله ليزِيد الْكَافِر عذَابا ببكاء أَهله عَلَيْهِ رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم

(1/176)


(64) وَلَهُمَا عَن ابْن عمر عَن ابيه عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مثله 7 ب
قَوْله قَالُوا الْحَوَامِل الْمقدرَة كَثِيرَة وَلذَلِك لم ينْقل

(1/177)


النَّصَارَى كَلَام الْمَسِيح فِي المهد وَنقل انْشِقَاق الْقَمَر وتسبيح الْحَصَى وحنين الْجذع وَتَسْلِيم الغزالة وإفراد الاقامة وإفراد الْحَج وَترك الْبَسْمَلَة آحادا
هَذَا الْكَلَام يشْتَمل عَلَى سَبْعَة أَحَادِيث الأول وَهُوَ انْشِقَاق الْقَمَر
أما انشقاقه من حَيْثُ الْجُمْلَة فمعلوم بالتواتر قَالَ الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى

(1/178)


{ اقْتَرَبت السَّاعَة وَانْشَقَّ الْقَمَر }
وَأما اخْتِصَاصه بِزَمَان رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فقد جَاءَت فِيهِ أَحَادِيث مُتعَدِّدَة فِي الصَّحِيحَيْنِ من حَدِيث
(65) ابْن مَسْعُود
(66) وَابْن عَبَّاس

(1/179)


(67) وَأنس فَهِيَ متواترة عِنْد كثير من أهل الحَدِيث لِأَنَّهَا مفيدة للْعلم بِنَفسِهَا وَإِن كَانَت آحادا عِنْد غَيرهم
(68) وَرَوَاهُ مُسلم أَيْضا من حَدِيث ابْن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه وَلَفظه قَالَ عبد الله فِي قَوْله تَعَالَى { اقْتَرَبت السَّاعَة وَانْشَقَّ الْقَمَر } قَالَ قد كَانَ ذَلِك عَلَى عهد رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ انْشَقَّ فلقَتَيْنِ فلقَة من دون الْجَبَل وَفلقَة من خلف الْجَبَل فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ اللَّهُمَّ إشهد

(1/180)


(69) وَرَوَاهُ أَحْمد وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن حبَان عَن جُبَير بن مطعم
(70) وَابْن مرْدَوَيْه عَن حُذَيْفَة
الحَدِيث الثَّانِي وَهُوَ تَسْبِيح الْحَصَى
71 - رَوَى الْحَافِظ أَبُو بكر بن ابي عَاصِم فِي كتاب السّنة من حَدِيث صَالح ابْن ابي الْأَخْضَر عَن الزُّهْرِيّ عَن رجل قَالَ

(1/181)


سَمِعت أَبَا ذَر يَقُول لَا أذكر عُثْمَان إِلَّا بِخَير بعد شَيْء رَأَيْته كنت رجلا أتتبع خلوات رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فرأيته وَحده فَجَلَست فجَاء ابو بكر فَسلم وَجلسَ ثمَّ جَاءَ عمر ثمَّ عُثْمَان وَبَين يَدي النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ حَصَيَات فأخذهن فوضعهن فِي كَفه فسبحن حَتَّى سَمِعت لَهُنَّ حنينا كحنين النَّحْل ثمَّ وضعهن فخرسن ثمَّ أخذهن فوضعهن فِي يَد أبي بكر فسبحن ثمَّ وضعهن فخرسن ثمَّ وضعهن فِي يَد عمر فسبحن ثمَّ وضعهن فِي يَد عُثْمَان فسبحن ثمَّ وضعهن فخرسن فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ هَذِه خلَافَة النُّبُوَّة
هَذَا الحَدِيث لم يروه أحد من أهل الْكتب السِّتَّة وَإِسْنَاده لَيْسَ 8 أ بِذَاكَ فَإِن صَالح بن ابي الْأَخْضَر تكلمُوا فِيهِ وَشَيخ الزُّهْرِيّ رجل مُبْهَم

(1/182)


لَا يعرف لَكِن رَوَاهُ ابْن أبي عَاصِم من طَرِيق اخرى وَرَوَاهُ غَيره من طرق أَيْضا

(1/183)


الحَدِيث الثَّالِث حنين الْجذع
(72) عَن جَابر بن عبد الله رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما قَالَ كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يقوم يَوْم الْجُمُعَة إِلَى شَجَرَة أَو إِلَى نَخْلَة فَقيل الا نجْعَل لَك منبرا قَالَ أَن شِئْتُم فَجعلُوا لَهُ منبرا فَلَمَّا كَانَ يَوْم الْجُمُعَة ذهب إِلَى الْمِنْبَر فصاحت النَّخْلَة صياح الصَّبِي فَنزل صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَضمهَا إِلَيْهِ كَانَت تَئِنُّ أَنِين الصَّبِي الَّذِي يسكت قَالَ كَانَت تبْكي عَلَى مَا كَانَت تسمع من الذّكر عِنْدهَا رَوَاهُ البُخَارِيّ وَهَذَا لَفظه
(73) وللبخاري نَحوه عَن ابْن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما

(1/184)


(74) وَرَوَاهُ أنس
(75) وَابْن عَبَّاس
(76) وَتَمِيم الدراي
(77) وَأم سَلمَة
(78) وابي بن كَعْب
(79) وَسَهل بن سعد

(1/185)


وَغَيرهم وَهُوَ حَدِيث متواتر مُفِيد للْقطع قطعا
الحَدِيث الرَّابِع تَسْلِيم الغزالة هُوَ حَدِيث مَشْهُور عِنْد النَّاس وَلَيْسَ هُوَ فِي شَيْء من الْكتب السِّتَّة
(80) وَقد رَوَاهُ الْحَافِظ أَبُو نعيم الاصبهاني من حَدِيث عَمْرو بن عَلّي الفلاس ثَنَا يعْلى بن إِبْرَاهِيم الغزال ثَنَا الْهَيْثَم بن جماز

(1/186)


عَن أبي كثير عَن زيد بن أَرقم قَالَ كنت مَعَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي بعض سِكَك الْمَدِينَة فمررنا بخباء أَعْرَابِي فَإِذا ظَبْيَة مشدودة إِلَى الخباء فَقَالَت يَا رَسُول الله إِن هَذَا الْأَعرَابِي صادني ولي خشفان فِي الْبَريَّة وَقد تعقد هَذَا اللَّبن فِي اخلافي فَلَا هُوَ يذبحني فاستريح وَلَا يدعني فأرجع الى خشفي فِي الْبَريَّة فَقَالَ لَهَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِن تركتك ترجعين قَالَت نعم وَإِلَّا عذبني الله عَذَاب العشار فأطلقها

(1/187)


رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَلم تلبث أَن جَاءَت تلمظ فشدها رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِلَى الخباء وَأَقْبل الاعرابي وَمَعَهُ قربه فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أتبيعها مني فَقَالَ هِيَ لَك يَا رَسُول الله قَالَ فأطلقها رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ زيد بن أَرقم وانا وَالله رَأَيْتهَا تسيح فِي الْبر وَهِي تَقول لَا إِلَه إِلَّا الله مُحَمَّد رَسُول الله
هَذَا الحَدِيث مَتنه فِيهِ نَكَارَة وَسَنَده ضَعِيف فَإِن شيخ الفلاس يعْلى ابْن إِبْرَاهِيم الغزال لَا يعرف وَشَيْخه الْهَيْثَم بن جماز قَالَ يحي بن 8 ب معِين لَيْسَ بشىء وَقَالَ مرّة ضَعِيف وَقَالَ أَحْمد بن حَنْبَل وَالنَّسَائِيّ مَتْرُوك الحَدِيث

(1/188)


(81) وَقد رَوَى حَدِيث الغزالة من حَدِيث عطيه عَن ابي سعيد
(82) وَمن حَدِيث رجل من الانصار
(83) وَذكره عِيَاض فِي الشِّفَاء عَن أم سَلمَة بِلَا إِسْنَاد

(1/189)


الحَدِيث الْخَامِس افراد الاقامة
84 - عَن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ أَمر بِلَال ان يشفع الْأَذَان ويوتر الْإِقَامَة إِلَّا الْإِقَامَة رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم
الحَدِيث السَّادِس إِفْرَاد الْحَج

(1/190)


(85) عَن عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها قَالَت خرجنَا مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من أَرَادَ مِنْكُم ان يهل بِحَجّ وَعمرَة فَلْيفْعَل وَمن أَرَادَ أَن يهل بِحَجّ فليهل قَالَت وَأهل رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بِالْحَجِّ واهل بِهِ نَاس مَعَه واهل مَعَه نَاس بِالْعُمْرَةِ وَالْحج وَأهل نَاس بِعُمْرَة وَكنت فِيمَن أهل بِعُمْرَة رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم
(86) وَلمُسلم عَن ابْن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أهل بِالْحَجِّ مُفردا
الحَدِيث السَّابِع ترك الْبَسْمَلَة
(87) عَن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ صليت خلف النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وابي بكر وَعمر وَعُثْمَان رَضِيَ اللَّهُ عَنْهم فَلم اسْمَع أحدا مِنْهُم يقْرَأ { بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم } رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم

(1/191)


وَفِي لفظ لمُسلم
فَكَانُوا يستفتحون بِالْحَمْد لله رب الْعَالمين لَا يذكرُونَ { بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم } فِي أول قِرَاءَة وَلَا آخرهَا

(1/192)


قَوْله قَالُوا فقد أنكر أَبُو بكر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه خبر الْمُغيرَة فِي مِيرَاث الْجدّة حَتَّى رَوَاهُ مُحَمَّد بن مسلمة وانكر عمر خبر أبي مُوسَى

(1/193)


فِي الإستئذان حَتَّى رَوَاهُ ابو سعيد وانكر خبر فَاطِمَة بنت قيس وَأنْكرت عَائِشَة خبر ابْن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهم
هَذِه اربعة آثَار مُشْتَمِلَة عَلَى اربعة أَخْبَار
(88) الاول رَوَى الاربعة من حَدِيث مَالك عَن الزُّهْرِيّ عَن عُثْمَان بن اسحاق بن خَرشَة عَن قبيصَة بن أبي ذُؤَيْب أَنه قَالَ جَاءَت الْجدّة إِلَى أبي بكر الصّديق رَضِيَ اللَّهُ عَنْه تسأله مِيرَاثهَا فَقَالَ مَا لَك فِي كتاب الله شَيْء وَمَا علمت لَك فِي سنة رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ شَيْئا

(1/194)


فارجعي حَتَّى اسْأَل النَّاس فَقَالَ الْمُغيرَة بن شُعْبَة حضرت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَعْطَاهَا السُّدس فَقَالَ أَبُو بكر هَل مَعَك غَيْرك فَقَامَ مُحَمَّد بن مسلمة فَقَالَ مِثْلَمَا قَالَ الْمُغيرَة بن شُعْبَة فانفذه لَهَا ابو بكر رَضِي الله 9 أ عَنهُ وَذكر تَمام الحَدِيث لفظ أبي دَاوُد وَقَالَ التِّرْمِذِيّ حسن صَحِيح
الثَّانِي
(89) عَن أبي مُوسَى الاشعري رَضِيَ اللَّهُ عَنْه أَنه اسْتَأْذن عَلَى عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه ثَلَاثًا فَكَأَنَّهُ وجده مَشْغُولًا فَرجع فَقَالَ عمر ألم أسمع

(1/195)


صَوت عبد الله بن قيس إئذنوا لَهُ فدعي لَهُ فَقَالَ مَا حملك عَلَى مَا صنعت فَقَالَ إِنَّا كُنَّا نؤمر بِهَذَا فَقَالَ لتقيمن عَلَى هَذَا بَيِّنَة أَو لافعلن بك فَخرج فَانْطَلق إِلَى مجْلِس من الانصار فَقَالُوا لَا يشْهد لَك عَلَى هَذَا إِلَّا أصغرنا فَقَامَ ابو سعيد الْخُدْرِيّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه فَقَالَ كُنَّا نؤمر بِهَذَا فَقَالَ عمر خَفِي عَلّي هَذَا من أَمر رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الهاني عَنهُ الصفق بالاسواق رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم
الثَّالِث
(90) عَن الشّعبِيّ أَنه حدث بِحَدِيث فَاطِمَة بنت قيس أَن رَسُول

(1/196)


الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لم يَجْعَل لَهَا سُكْنى وَلَا نَفَقَة فَأخذ الاسود بن يزِيد كفا من حَصى فَحَصَبه بِهِ وَقَالَ وَيلك تحدث بِمثل هَذَا قَالَ عمر لَا نَتْرُك كتاب رَبنَا وَسنة نَبينَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لقَوْل امْرَأَة لَا نَدْرِي أحفظت أم نسيت رَوَاهُ مُسلم بِهَذَا اللَّفْظ
الرَّابِع
(91) إِنْكَار عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها خبر ابْن عمر تقدم
قَوْله وَأَيْضًا التَّوَاتُر أَنه كَانَ ينفذ لآحاد إِلَى النواحي لتبليغ الاحكام

(1/197)


تَوَاتر أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَانَ يُرْسل الْآحَاد إِلَى الْبلدَانِ والنواحي لتبليغ الاحكام وَذَلِكَ كَمَا بعث كِتَابه مَعَ دحْيَة بن خَليفَة الْكَلْبِيّ إِلَى هِرقل عَظِيم الرّوم
وكما بعث مَعَ عبد الله بن حذافة السَّهْمِي كِتَابه إِلَى كسْرَى ملك

(1/198)


القرس وَبعث إِلَى النَّجَاشِيّ ملك الْحَبَشَة وَبعث إِلَى الْمُقَوْقس صَاحب الاسكندرية وَبعث الى سَائِر الْمُلُوك يَدعُوهُم الى الله تَعَالَى والى الايمان بِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَكَذَلِكَ بعث أَبَا عُبَيْدَة الى الْبَحْرين يعلمهُمْ الاسلام وَفِي هَذَا وَأَمْثَاله الدَّلِيل الباهر الْقطعِي عَلَى أَنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ رَسُول الله تَعَالَى إِلَى جَمِيع الثقلَيْن كَافَّة وَهُوَ من أدل الاشياء عَلَى العيسوية من الْيَهُود وَكَذَلِكَ بعث صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عليا وَأَبا مُوسَى وَمعَاذًا إِلَى الْيمن

(1/199)


وَبعث إِلَى جُهَيْنَة كِتَابه
9 - ب 92 إِنِّي كنت رخصت لكم فِي جُلُود الْميتَة فَإِذا جَاءَكُم كتابي هَذَا فَلَا تنتفعوا من الْميتَة بإهاب وَلَا عصب وَهَذَا الحَدِيث رَوَاهُ الاربعة وَالدَّارَقُطْنِيّ وَذَا لَفظه

(1/200)


وَلَيْسَ هَذَا مَكَان الْجَواب عَن هَذَا الحَدِيث وَالْغَرَض أَن من تدبر الاحاديث وجد من هَذَا الضَّرْب كثيرا

(1/201)


قَوْله قَالُوا توقف صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِي خبر ذِي الْيَدَيْنِ حَتَّى أخبرهُ أَبُو بكر وَعمر
(93) عَن ابي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ صَلَّى لنا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أحدى صَلَاتي الْعشي فِي الْمَسْجِد فَصَلى بِنَا رَكْعَتَيْنِ ثمَّ سلم فَقَامَ الى خَشَبَة معروضة فِي الْمَسْجِد فاتكأ عَلَيْهَا كَأَنَّهُ غَضْبَان وَخرجت السرعان من ابواب الْمَسْجِد فَقَالُوا قصرت الصَّلَاة وَفِي

(1/202)


الْقَوْم أَبُو بكر وَعمر فَهَابَا أَن يُكَلِّمَاهُ وَفِي الْقَوْم رجل فِي يَدَيْهِ طول يُقَال لَهُ ذُو الْيَدَيْنِ فَقَالَ يَا رَسُول الله أنسيت ام قصرت الصَّلَاة فَقَالَ لم أنس وَلم تقصر فَقَالَ أكما يَقُول ذُو الْيَدَيْنِ قَالُوا نعم فَتقدم فَصَلى مَا ترك ثمَّ سلم وَذكر تَمام الحَدِيث رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم
وَقَوله الْقَائِل
(94) (نَحن نحكم بِالظَّاهِرِ تقدم فِي الاجماع

(1/203)


قَوْله وَقد اضْطربَ فِي الْكَبَائِر فروَى ابْن عمر والشرك بِاللَّه وَقتل النَّفس وَقذف المحصنة وَالزِّنَا والفرار من الزَّحْف وَالسحر واكل مَال الْيَتِيم وعقوق الوادين الْمُسلمين والالحاد فِي الْحرم
(95) قَالَ الْحَافِظ أَبُو بكر أَحْمد بن هَارُون بن روح البرديجي فِي جُزْء جمعه فِي البكائر حَدثنَا مُحَمَّد بن اسحاق يَعْنِي الصَّاغَانِي حَدثنَا الْحسن بن مُوسَى الاشيب حَدثنَا أَيُّوب بن عتبَة عَن طيلسة عَن ابْن عمر

(1/204)


عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ الْكَبَائِر سبع الشّرك بِاللَّه وعقوق الْوَالِدين وَالزِّنَا وَالسحر والفرار من الزَّحْف واكل الرِّبَا واكل مَال الْيَتِيم
قَالَ وَقد رَوَاهُ يحي بن ابي كثير وَزِيَاد بن مِخْرَاق عَن طيلسة عَن ابْن عمر مَوْقُوفا وَكَذَا رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي كتاب الْأَدَب قَالَ وطيلسة هَذَا هُوَ طيلسة بن عَلّي ومياس لقب لَهُ

(1/205)


وَقَالَ شَيخنَا أَبُو الْحجَّاج فِي التَّهْذِيب هما اثْنَان طيلسة بن عَلّي وثقة ابْن معِين وَابْن حبَان وطيلسة بن مياس وثقة ابْن حبَان
(96) وَقَالَ ابو الْقَاسِم الْبَغَوِيّ ثَنَا عَلّي بن الْجَعْد ثَنَا ايوب بن 10 أ عتبَة ثَنَا طيلسة قَالَ سَأَلت ابْن عمر عَشِيَّة عَرَفَة عَن

(1/206)


الْكَبَائِر فَقَالَ سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول هن سبع قلت وَمَا هن قَالَ الاشراك بِاللَّه وَقذف المحصنة قلت قبل الدَّم قَالَ نعم ورغما وَقتل النَّفس المؤمنة والفرار من الزَّحْف وَالسحر وَالزِّنَا وَأكل مَال الْيَتِيم وعقوق الْوَالِدين الْمُسلمين والالحاد بِالْبَيْتِ الْحَرَام قبلتكم إحياءا وأمواتا هَكَذَا عَددهَا
ومدار هَذَا الحَدِيث عَلَى ايوب بن عتبَة وَهُوَ قَاضِي الْيَمَامَة
قَالَ يحي بن معِين لَيْسَ بِشَيْء
وَقَالَ مرّة ضَعِيف
وَقَالَ مرّة لَيْسَ بِقَوي وَمرَّة لَا بَأْس بِهِ
وَقَالَ أَحْمد بن حَنْبَل وَعلي بن الْمَدِينِيّ

(1/207)


وَعَمْرو بن عَلّي الفلاس وَإِبْرَاهِيم بن يَعْقُوب الْجوزجَاني السَّعْدِيّ وَمُسلم بن الْحجَّاج وابو زرْعَة وَمُحَمّد بن عبد الله بن عمار الْموصِلِي وَيَعْقُوب بن سُفْيَان الْفَارِسِي ضَعِيف الحَدِيث
وَقَالَ الْعجلِيّ يكْتب حَدِيثه وَلَيْسَ بِالْقَوِيّ
وَقَالَ أَبُو حَاتِم كتبه صَحِيحه لَكِن يحدث من حفظه فيغلط

(1/208)


وَقَالَ البُخَارِيّ هُوَ عِنْدهم لين وَقَالَ
النَّسَائِيّ مُضْطَرب الحَدِيث
وَقَالَ عَلّي بن الْجُنَيْد هُوَ شبه الْمَتْرُوك
وَقَالَ ابْن حبَان يهم كثيرا
وَقَالَ ابْن عدي مَعَ ضعفه يكْتب حَدِيثه
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ يتْرك
قَوْله وَزَاد أَبُو هُرَيْرَة أكل الرِّبَا وَزَاد عَلَى السّرقَة وَشرب الْخمر
أما اكل الرِّبَا
(97) فَعَن أبي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ أجتنبوا السَّبع الموبقات قيل يَا رَسُول الله وَمَا هن قَالَ الشّرك بِاللَّه وَالسحر وَقتل النَّفس الَّتِي حرم الله إِلَّا بِالْحَقِّ واكل الرِّبَا واكل مَال الْيَتِيم والتولي يَوْم

(1/209)


الزَّحْف وَقذف الْمُحْصنَات الْغَافِلَات الْمُؤْمِنَات رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم
(98) وَأما رِوَايَة عَلّي رَضِيَ اللَّهُ عَنْه فِي السّرقَة فَلم اقف عَلَيْهَا إِلَى الان وَسَأَلت الْمَشَايِخ عَنهُ فَلم يحضرهم شَيْء فِي ذَلِك
(99) وَأما شرب الْخمر فروَى الْحَافِظ ضِيَاء الدَّين الْمَقْدِسِي فِي آخر جُزْء جمعه فِي ذمّ الْمُسكر حَدِيثا مسلسلا يَقُول كل من رَوَاهُ أشهد بِاللَّه وَأشْهد

(1/210)


الله لقد أَخْبرنِي فلَان من حَدِيث الْحسن بن عَلّي بن مُحَمَّد بن عَلّي بن الرِّضَا عَن آبَائِهِ مسلسلا عَن عَلّي رَضِيَ اللَّهُ عَنْه أَنه قَالَ أشهد بِاللَّه وَللَّه أشهد لقد حَدثنِي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ أشهد بِاللَّه وَأشْهد الله لقد قَالَ لي جِبْرِيل يَا مُحَمَّد إِن مدمن الْخمر كعابد وثن

(1/211)


وَهَذَا بِهَذَا السَّنَد فِيهِ شَيْء لَان المسلسلات قل مَا يَصح مِنْهَا وَقَوله قَالُوا
(100) نَحن نحكم بِالظَّاهِرِ تقدم بَيَانه فِي الاجماع
(101) وَقَوله لنا وَالَّذين مَعَه أَصْحَابِي كَالنُّجُومِ تقدم ايضا فِي الاجماع
قَوْله وَلَا الْعلم بِفقه أَو عربيه أَو مَعْنَى الحَدِيث لقَوْله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ نضر الله امْرَءًا
(102) هَذَا الحَدِيث رَوَاهُ ابو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن حبَان فِي صَحِيحه من حَدِيث شُعْبَة عَن عمر بن سُلَيْمَان من ولد عمر بن الْخطاب عَن عبد الرَّحْمَن بن ابان بن عُثْمَان بن عَفَّان عَن أَبِيه عَن

(1/212)


زيد بن ثَابت قَالَ سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول نضر الله امْرَءًا سمع منا حَدِيثا فحفظه حَتَّى يبلغهُ فَرب حَامِل فقه الى من هُوَ أفقه مِنْهُ وَرب حَامِل فقه لَيْسَ بفقيه لفظ أبي دَاوُد وَقَالَ التِّرْمِذِيّ حسن قلت وَلِهَذَا الحَدِيث طرق عَن غير وَاحِد من الصَّحَابَة

(1/213)


قَوْله فِي مَسْأَلَة نقل الحَدِيث بالمعني وَأَيْضًا مَا رُوِيَ عَن ابْن مَسْعُود وَغَيره أَنه قَالَ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كَذَا أَو نَحوه
(103) قَالَ أَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ فِي مُسْنده حَدثنَا المَسْعُودِيّ ثَنَا مُسلم البطين عَن عَمْرو بن مَيْمُون قَالَ اخْتلفت إِلَى عبد الله بن مَسْعُود سنة لَا أسمعهُ يَقُول فِيهَا قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِلَّا أَنه جَرَى ذَات يَوْم حَدِيث فَقَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فعلاه كرب وَجعل الْعرق ينحدر عَن جَبينه ثمَّ قَالَ إِمَّا فَوق ذَلِك وَإِمَّا دون ذَلِك وَإِمَّا قريب من ذَلِك وَهَذَا إِسْنَاد حسن وَالله أعلم

(1/214)


وَقَوله فِيهَا
(104) نضر الله امْرَءًا تقدم فِي المسالة قبلهَا وَللَّه الْحَمد والْمنَّة
(105) قَوْله وَاسْتدلَّ أَن ربيعَة رَوَى عَن سُهَيْل بن أبي صَالح عَن ابيه عَن ابي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه ان رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قضي بِالْيَمِينِ مَعَ الشَّاهِد ثمَّ قَالَ لِرَبِيعَة لَا أَدْرِي فَكَانَ يَقُول حَدثنِي ربيعَة عني

(1/215)


هَذَا الحَدِيث رَوَاهُ ابو دَاوُد هَكَذَا سَوَاء وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه وَلم يذكرَا قَول سُهَيْل لِرَبِيعَة لَا أَدْرِي وَقَالَ التِّرْمِذِيّ حسن غَرِيب قَالَ عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد الدَّرَاورْدِي وَقد كَانَ أصَاب سهيلا عِلّة أذهبت بعض عقله وَنسي بعض حَدِيثه فَكَانَ بعد يحدثه عَن ربيعَة عَنهُ عَن أَبِيه قلت وَرَبِيعَة هَذَا هُوَ ربيعَة بن ابي عبد الرَّحْمَن شيخ مَالك
قَوْله مَسْأَلَة حذف بعض الْخَبَر جَائِز عِنْد الاكثر إِلَّا فِي الْغَايَة وَالِاسْتِثْنَاء وَنَحْوه مثل حَتَّى تزهى و الاسواء بِسَوَاء
هَذَانِ حديثان الاول
(106) عَن أنس (أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ نهَى عَن بيع الثَّمَرَة حَتَّى تزهي قَالُوا وَمَا تزهي قَالَ تحمر وَقَالَ إِذا منع الله الثَّمَرَة فَبِمَ يسْتَحل أحدكُم مَال

(1/216)


أَخِيه رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم

(1/217)


1 - آ وَالثَّانِي
(107) عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ لَا تَبِيعُوا الذَّهَب بِالذَّهَب وَلَا الْوَرق بالورق إلاا وزنا بِوَزْن مثلا بِمثل سَوَاء بِسَوَاء رَوَاهُ مُسلم
قَوْله مَسْأَلَة خبر الْوَاحِد فِيمَا تعم بِهِ الْبَلْوَى كَابْن مَسْعُود فِي مس الذّكر وَأبي هُرَيْرَة فِي غسل الْيَدَيْنِ وَرفع الْيَدَيْنِ
هَذِه ثَلَاثَة أَحَادِيث

(1/218)


(108) الأول قَوْله كَابْن مَسْعُود فِي مس الذّكر
لَا يعرف لِابْنِ مَسْعُود رِوَايَة فِي مس الذّكر بل نقل عَنهُ أَن مَسّه لَا ينْقض وَقد قَالَ القَاضِي أَبُو الطّيب الطَّبَرِيّ وَغَيره من اصحابنا رَوَى مس الذّكر عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بضعَة عشر صحابيا
وَقَالَ التِّرْمِذِيّ بعد أَن ذكر حَدِيث بسرة وَفِي الْبَاب عَن ثمَّ عدد جمَاعَة لَيْسَ فيهم ابْن مَسْعُود

(1/219)


وَالثَّانِي
(109) عَن ابي هُرَيْرَة أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ إِذا اسْتَيْقَظَ أحدكُم من نَومه فَلَا يغمس يَده فِي الاناء حَتَّى يغسلهَا ثَلَاثًا فَإِنَّهُ لَا يدْرِي ايْنَ باتت يَده رَوَاهُ مُسلم وَالْبُخَارِيّ وَلم يذكر الْعدَد

(1/220)


وَأما الثَّالِث
(110) فَعَن أبي هُرَيْرَة أَيْضا قَالَ كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِذا قَامَ إِلَى الصَّلَاة رفع يَدَيْهِ مدا رَوَاهُ ابو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ
وَقد يُقَال لانسلم أَن رفع الْيَدَيْنِ فِي ابْتِدَاء الصَّلَاة من أَخْبَار

(1/221)


الْآحَاد بل هُوَ متواتر فَإِنَّهُ رَوَاهُ عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ جمَاعَة من الصَّحَابَة

(1/222)


(111) كَأبي هُرَيْرَة
(112) وَابْن عمر

(1/223)


(113) وَعلي بن أبي طَالب
(114) وَوَائِل بن حجر

(1/224)


(115) وَمَالك بن الْحُوَيْرِث
(116) وابي حميد السَّاعِدِيّ فِي عشرَة من أَصْحَاب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ

(1/225)


قَالَ الْحَاكِم أَبُو عبد الله النَّيْسَابُورِي لَا نعلم سنة نقلهَا عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ جمَاعَة من الصَّحَابَة مِنْهُم الْعشْرَة الْمَشْهُود لَهُم بِالْجنَّةِ إِلَّا هَذِه السّنة نَقله الْحَافِظ الْبَيْهَقِيّ عَنهُ اللَّهُمَّ إِلَّا أَن يُرَاد بِرَفْع الْيَدَيْنِ فِيمَا عدا تَكْبِيرَة الِافْتِتَاح فَإِن الدَّلِيل عَلَى ذَلِك أَخْبَار آحَاد
قَوْله قَالُوا
(117) ادرأوا الْحُدُود بِالشُّبُهَاتِ لم أر هَذَا الحَدِيث بِهَذَا اللَّفْظ

(1/226)


(118) وَأقرب شَيْء إِلَيْهِ مَا رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ عَن عَائِشَة قَالَت قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ادرأوا الْحُدُود عَن الْمُسلمين مَا اسْتَطَعْتُم فَإِن كَانَ لَهُ مخرج فَخلوا سَبيله فَإِن الامام أَن يخطىء فِي الْعَفو خير من أَن يخطيء فِي الْعقُوبَة قَالَ وَرُوِيَ مَوْقُوفا وَهُوَ أصح

(1/227)


قَوْله لنا أَن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه ترك الْقيَاس فِي الْجَنِين للْخَبَر
11 - ب وَقَالَ لَوْلَا هَذَا لقضينا فِيهِ برأينا وَفِي ديه الاصابع بِاعْتِبَار مَنَافِعهَا بقوله فِي كل أصْبع عشر وَفِي مِيرَاث الزوجه من الدِّيَة هَذَا الْكَلَام يشْتَمل عَلَى ثَلَاثَة أَحَادِيث قدمهَا عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه عَلَى رايه
فَالْأول وَهُوَ تَركه الْقيَاس فِي الْجَنِين للْخَبَر
(119) عَن الْمُغيرَة بن شُعْبَة عَن عمر أَنه استشارهم فِي املاص

(1/228)


الْمَرْأَة فَقَالَ الْمُغيرَة قضي النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فِيهِ بالغرة عبد أَو أمه فَشهد مُحَمَّد بن مسلمة أَنه شهد النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَضَى بِهِ رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَعند ابي دَاوُد من حَدِيث طَاوس أَن عمر قَالَ الله أكبر لَو لم أسمع هَذَا لقضينا بِغَيْر هَذَا
وَأما الثَّانِي وَهُوَ تَقْدِيمه الْخَبَر فِي دِيَة الاصابع عَلَى رَأْيه
(120) فَحَكَى أَبُو سُلَيْمَان الْخطابِيّ فِي المعالم عَن سعيد بن الْمسيب أَن عمر كَانَ يَجْعَل فِي الابهام خَمْسَة عشر وَفِي السبابَة عشرا وَفِي الْوُسْطَى عشرا وَفِي البنصر تسعا وَفِي الْخِنْصر سِتا حَتَّى وجد كتابا

(1/229)


عِنْد آل عَمْرو بن حزم عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَن الاصابع كلهَا سَوَاء فَأخذ بِهِ
قلت والامام الشَّافِعِي رَحِمَهُ اللَّهُ نقل هَذَا عَن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه إِلَّا أَنه لم ينْقل أَنه رَجَعَ عَنهُ
(121) فَقَالَ فِي الرسَالَة ثَنَا سُفْيَان وَعبد الْوَهَّاب عَن يحي ابْن سعيد عَن ابْن الْمسيب عَن عمر فَذكره قَالَ الشَّافِعِي فَلَمَّا وجد كتاب آل عَمْرو بن حزم فِيهِ أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ وَفِي كل اصبع مِمَّا هُنَالك عشر من الابل صَارُوا إِلَيْهِ قَالَ الشَّافِعِي وَلم يقبلُوا كتاب آل عَمْرو بن حزم حَتَّى ثَبت لَهُم أَنه كتاب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِلَى أَن قَالَ وَلَو بلغ هَذَا عمر لصار إِلَيْهِ كَمَا صَار إِلَى غَيره مِمَّا

(1/230)


بلغه عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بتقواه لله تَعَالَى وتأديته الْوَاجِب عَلَيْهِ فِي اتِّبَاعه أَمر رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَعلمه أَنه لَيْسَ لأحد مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَمر وَأَن طَاعَة الله تَعَالَى فِي اتِّبَاع أَمر رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ثمَّ ذكر رُجُوعه إِلَى حَدِيث الضَّحَّاك ابْن سُفْيَان الْكلابِي فِي تَوْرِيث الْمَرْأَة من الدِّيَة
كتاب آل عَمْرو بن حزم هَذَا اعْتمد عَلَيْهِ الائمة والمصنفون فِي كتبهمْ وَهُوَ نُسْخَة متوارثة عِنْدهم تشبه نُسْخَة عَمْرو بن شُعَيْب عَن أَبِيه عَن جده

(1/231)


وَقد رَوَى نُسْخَة آل عَمْرو بن حزم النَّسَائِيّ وابو دَاوُد فِي
12 - آ الْمَرَاسِيل وَفِي إسنادها مقَال لَيْسَ يحْتَمل هَذَا الْمَكَان بسط الْكَلَام

(1/232)


عَلَيْهِ وحاصلة أَنه رَوَاهَا سُلَيْمَان بن أَرقم أَو سُلَيْمَان بن دَاوُد الْخَولَانِيّ عَن الزُّهْرِيّ عَن أبي بكر بن مُحَمَّد بن عَمْرو بن حزم عَن أَبِيه عَن جده وَكِلَاهُمَا ضَعِيف بل سُلَيْمَان بن أَرقم هُوَ الَّذِي يرجحونه ويجعلونه هُوَ الرَّاوِي لَهَا وَهُوَ مَتْرُوك

(1/233)


لَكِن قَالَ أَبُو عبد الله الشَّافِعِي فِي الرسَالَة لم يقبلوه حَتَّى ثَبت عِنْدهم أَنه كتاب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وَقَالَ الامام أَحْمد ارجو أَن يكون هَذَا الحَدِيث صَحِيحا وَقَالَ يَعْقُوب بن سُفْيَان الْفَسَوِي لَا أعلم فِي جَمِيع الْكتب المنقولة أصح من كتاب عَمْرو بن حزم

(1/234)


وَأما الثَّالِث
وَهُوَ تَقْدِيم عمر الْخَبَر الدَّال عَلَى تَوْرِيث الزَّوْجَة من الدِّيَة عَلَى رَأْيه
(122) فَعَن سعيد بن الْمسيب أَن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه كَانَ يَقُول الدِّيَة عَلَى الْعَاقِلَة وَلَا تَرث الْمَرْأَة من ديه زَوجهَا شَيْئا حَتَّى أخبرهُ الضَّحَّاك بن سُفْيَان الْكلابِي أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كتب إِلَيْهِ أَن ورث

(1/235)


امْرَأَة أَشْيَم الضبابِي من دِيَة زَوجهَا رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه وَالتِّرْمِذِيّ وَقَالَ حسن صَحِيح وَرَوَاهُ الشَّافِعِي
قَوْله وَأما مُخَالفَة ابْن عَبَّاس خبر ابي هُرَيْرَة توضئوا مِمَّا مسته النَّار
(123) عَن أبي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يَقُول توضئوا مِمَّا مست النَّار رَوَاهُ مُسلم وَالتِّرْمِذِيّ وَعِنْده فَقَالَ ابْن عَبَّاس لأبي هُرَيْرَة أَنَتَوَضَّأُ من الدّهن أتوضأ من الْحَمِيم فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَة يَا ابْن أخي إِذا سَمِعت حَدِيثا عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَلَا تضرب لَهُ مثلا

(1/236)


(124) وَرَوَى الْحَافِظ أَبُو بكر الْبَيْهَقِيّ من حَدِيث ابْن جريج عَن عَطاء قَالَ ابْن عَبَّاس لَا نَتَوَضَّأ مِمَّا مست النَّار إِنَّمَا النَّار بركَة مَا تحل من شَيْء وَلَا تحرمه
قَوْله وَكَذَلِكَ هُوَ وَعَائِشَة فِي إِذا اسْتَيْقَظَ وَلذَلِك قَالَا فَكيف نصْنَع بالمهراس
(125) أما الْخَبَر فقد تقدم فِي مَسْأَلَة خبر الْوَاحِد فِيمَا تعم بِهِ البلوي

(1/237)


(126) و (127) وَأما مُخَالفَة ابْن عَبَّاس وَعَائِشَة لأبي هُرَيْرَة فِي ذَلِك فَلَا يحضرني الْآن نَقله
وَإِنَّمَا رَوَى الْبَيْهَقِيّ من حَدِيث الاعمش عَن إِبْرَاهِيم أَن أَصْحَاب عبد الله قَالُوا فَكيف يصنع أَبُو هُرَيْرَة بالمهراس

(1/238)


وَقَوله
وَأَيْضًا أخر معَاذ الْعَمَل بِالْقِيَاسِ وَأقرهُ
(128) تقدم حَدِيث معَاذ فِي الاجماع

(1/239)