الصحاح تاج اللغة وصحاح
العربية باب الباء:
فصل الالف:
[أبب] الأبُّ: المَرْعى. قال الله
تعالى: (وفاكِهَةً وأًبّاً) . أبو عمرو: الأَبُّ: النِّزاعُ إلى الوطن.
أبو زيد: أَبَّ يَؤُبُّ أَبّاً وأَباباً وأَبابَةً: تَهَيَّأ للذَهاب
وتَجَهَّزَ، يقال هو في أبابه، إذا كان في جَهازِهِ. وقال الأعشى:
أَخٌ قد طَوى كَشْحاً وأَبَّ لِيَذْهبا (1)
[أتب] الإِتْبُ: البَقيرُ، وهو
ثَوبٌ أو بُرْدٌ يُشَقُّ في وَسَطهِ فَتُلْقيِه المرأَةُ في عُنُقِها
من غَيْرِ كمٍ ولا جَيْبٍ، والجمعُ الاتوب. تقول: أتبتها تأتيبا فأتتبت
هي، أي ألبستها الاتب فلبسته. ويقال: تأتب قوسه على ظهره.
[أدب] الأَدَبُ: أدَب النَّفْس
والدَّرْسِ، تقول منه: أَدُبَ الرجُلُ بالضم فهو أَديبٌ، وأَدَّبْتُهُ
فَتأَدَّبَ. وابن فلان قد استأدَبَ، في معنى تأدب.
_________
(1) صدره:
صرمت ولم أصرمكم وكصارم * أي صرمتكم في تهيئ لمفارقتكم، ومن تهيأ
للمفارقة فهو كمن صرم
(1/86)
والادب: العجب. قال الراجز (1) : بشمجى
المشى عجول الوثب (2) * حتى أتى أزبيها بالادب الازبى: السرعة والنشاط.
والادب أيضا: مصدر أدب القوم يأدبهم بالكسر، إذا دَعاهُمْ إلى طعامِه.
والآدِبُ: الداعي. قال طرفة: نحن في المشتاة ندعو الجفلى * لا ترى
الآدب فينا ينتقر ويقال أيضاً: آدَبَ القَوْمَ إلى طعامه يؤدبهم
إيدابا، حكاها أبو زيد، واسم الطعام المأدبة والمأدبة. قال الشاعر (3)
يصف عقابا: كأن قلوب الطير في قعر عشها * نوى القسب (4) ملقى عند بعض
المآدب
[أرب] الإِرْبُ: العُضْوُ. يقال:
السُّجودُ على سَبْعَةِ آرابٍ وأَرْآب أيضاً. ورَجُلٌ مُسْتَأرَبٌ بفتح
الراء، أي مَدْيونٌ، كأنّ الدَيْنَ أخَذَ بآرابِهِ. قال الشاعر:
_________
(1) منظور بن حبة الاسدي.
(2) وبعده:
غلابة للناجيات الغلب
(3) هو صخر الغى.
(4) القسب: تمر يابس صلب النوى. شبه قلوب الطير في وكر العقاب بنوى
القسب.
(1/86)
* مستأرب عضه السلطان مَديونُ (1) *
وَالإِرْبُ أيضاً: الدَهاء، وهو من العَقْل. يقال: هو ذو إرْبٍ. وقد
أَرُبَ يَأْرُبُ إرَباً، مثل: صغر صغرا، وأرابة أيضا بالفتح، عن أبى
زيد. وفلان يؤارب صاحبه، إذا داهاهُ. والأّريبُ: العاقِلُ. والأِرْبُ
أيضاً: الحاجَةُ، وفيه لُغات: إرْبٌ وإربة، وأرب، ومأربة، ومأربة. وفى
المثل: " مأربة لاحفاوة "، تقول منه: أَرِبَ الرجلُ بالكسر يَأْرَبُ
أَرَباً. وقوله تعالى: (غَيْرِ أولي الإِرْبَةِ من الرِجالِ) ، قال
سعيدُ بن جُبَيْر: هو الْمَعْتوهُ. وأَرِبَ الدَهْرُ أيضا، إذا اشتد.
وقال (2) : أرب الدهر فَأعْدَدْتُ له * مُشْرِفَ الحارِكِ مَحْبوكَ
الكتد ويقال أيضا: أَرِبَ الرجلُ، إذا تساقَطَتْ أَعْضاؤُهُ. ويقال
أَرِبْتَ من يَدَيْكَ، أي: سَقَطَتْ آرابُكَ من اليدين خاصَّةً.
_________
(1) وصدره:
وناهزوا البيع من ترعية رهق * ويروى: مستأرب بكسر الراء، أي أخذه الدين
من كل جانب. والمناهزة في البيع: انتهاز الفرصة. وناهزوا البيع، أي
بادروه. والرهق: الذى به خفة وحدة. وقيل الرهق السفه وهو بمعنى السفيه.
وعضه السلطان أي أرهقه وأعجله وضيق عليه الامر. والترعية: الذى يجيد
رعية الابل. وفلان ترعية مال، أي إزاء مال حسن القيام بها.
(2) أبو داود الايادي يصف فرسا.
(1/87)
وأرب بالشئ أيضا: درب به وصار بصيراً فيه،
فهو أَرِبٌ. وقال الشاعر أبو العِيالِ: يَلُفُّ طَوائِفَ الأعْدا * ءِ
وهو بِلَفِّهِمْ أَرِبُ والأّرْبَةُ بالضم: العُقْدَةُ. وَتَأْريبُ
العقدة: إحكامها، يقال: أرب عقدتك، وهي التي لا تَنْحَلُّ حتى تحل حلا.
قال ابن مقبل:
ضرب القداح وتأريب على الخطر (1) * وتأريب الشئ أيضا: تَوْفيرُهُ. وكل
مُوَفَّرٍ مُؤَرَّب. يقال: أَعْطاهُ عُضواً مُؤَرَّباً، أي: تامّاً لم
يكسر. الأصمعي: التأَرُّب: التشَدُّدُ في الشئ. يقال: تأربت في حاجتي،
وتَأرَّبَ فلان عَلَيَّ، أي تأبى وتشدد. وآربت على القوم، أي: فزت
عليهم وفلجت. ومنه قول لبيد:
وَنَفْس الفَتى رَهْنٌ بقمرة مؤرب (2) * ومأرب: موضع، ومنه ملح مأرب.
_________
(1) وصدره:
بيض مهاضيم ينسيهم معاطفهم * ويروى:
شم مخاميص ينسيهم مراديهم * أي شم الانوف، خمص البطون، والمرادي:
الاردية، واحدها مرادة. والتأريب: الشح والحرص. والمشهور في الرواية "
وتأريب على اليسر " عوضا من " الخطر "، وهو أحد أيسار الجزور، وهى
الانصاء.
(2) وصدره:
قضيت لبانات وسليت حاجة:
(1/87)
والاربى: الداهية، بضم الهمزة. قال ابن
أحمر: فلما غسى ليلى وأيقنت أنها * هي الاربى جاءت بأم حبو كرى
[أزب] المئزاب: المزراب، وربما لم
يهمز، والجمعُ المآزيبُ. والازب: اللئيم، والازب: القصير الدّميمُ. ابن
الاعرابي: رجلٌ إزْبٌ حزب، أي داهية.
[أسب] أبو عمرو: الاسب بالكسر: شعر
الاست ويحتمل أن يكون أصله من الوسب، وهو النبات، فقلبت الواو همزة،
كما قالوا إرث وورث.
[أشب] أَشَبَهُ يأْشِبُهُ أَشْباً:
لامَهُ وعابَهُ. وقال أوس (1) : ويَأْشِبُني فيها الذين يَلونها * ولو
عَلِموا لم يَأْشِبوني بباطِلِ (2) ويقال أيضاً: أَشَبْتُ القومَ، إذا
خَلَطْتَ بَعْضَهُمْ ببعض. والأُشابَةُ من الناس: الأَخْلاطُ، والجمع
الأَشائبُ. قال النابغة: وثِقْتُ له بالنَصْرِ إذْ قِيلَ قد غَزَتْ *
قبَائِلُ من غَسَّانَ غَيرُ أَشائِبِ
_________
(1) في اللسان: أبو ذؤيب.
(2) بطائل، كما في اللسان، وهو الصحيح. يقول: لو علم هؤلاء الذين يلون
أمر هذه المرأة أنها لا توليني إلا شيئا يسيرا، وهو النظرة والكلمة، لم
يأشبونى بطائل أي لم يلوموني. والطائل: الفضل.
(1/88)
وتأَشَّبَ القَوْمُ: اختلطوا، وائْتَشَبوا
أيضاً. يقال: جاء فلان فيمن تأَشَّبَ إليه، أي انضمَّ إليه والتَفَّ
إليه. والتَأْشِيبُ: التَحْريشُ بين القومِ. وأَشِبَتِ الغَيْضَةُ،
بالكسر، أي الْتَفَّتْ. وعِيصٌ أَشِبٌ، أي: مُلْتَفٌ، وعَدَدٌ أَشِبٌ.
وفلان مُؤْتَشَبٌ، أي: مخلوطٌ غيرُ صريح في نَسَبِهِ. وقولهم: ضَرَبَتْ
فيه فلانة بِعِرقٍ أَشِبٍ، أي: ذى التباس.
[ألب] الفرّاء: ألَب الإِبل
يَألِبها ويألُبها ألْباً: جمعها وساقها. وأَلَبْتُ الجَيْشَ، إذا
جَمَعْتَهُ. وتَأَلَّبوا: تَجَمَّعوا. وهم أَلْبٌ وإِلْبٌ، إذا كانوا
مجتمعين. قال رُؤْبةُ: قَدْ أَصْبَحَ الناس علينا ألبا * فالناس في
جَنْبٍ وكُنَّا جَنْبا وكذلك الأُلْبَةُ، بالضم. والتأليبُ: التحْريضُ،
يقال: حَسودٌ مؤلب. قال ساعدة بن جؤية الهذلى:
ضبر لباسهم القتير مؤلب (1) * والتألب، مثال الثعلب: شجر.
_________
(1) صدره:
بيناهم يوما هنالك راعهم * الضبر: الجماعة يغزون. والقتير: مسامير
الدروع. وأراد بها هاهنا الدروع نفسها. وراعهم: أفزعهم.
(1/88)
[أنب]
أَنَّبَةُ تَأْنيباً، عَنَّفَهُ ولامَهُ. وأَصْبَحْتُ مُؤْتَنِباً، إذا
لم تَشْتَهِ الطعام.
[أوب] يقال: جاءُوا من كل أَوْبٍ،
أي من كل ناحِيَةٍ. وآبَ أي رَجَعَ، يَؤُوبُ أَوْباً وأَوْبَةً
وإياباً. والأوَّابُ: التائِبُ. والمآبُ: المَرْجِعُ: وائْتابَ (1) مثل
آبَ، فَعَلَ وافتعل بمعنى. قال الشاعر: ومن يتق فإن الله معه * ورزق
الله مؤتاب وغادى وفلان سريع الاوبة. قال أبو عبيدة: وقوم يُحَوِّلون
الواوَ ياءً فيقولون: سَريعُ الأَيْبَةِ. وآبَتِ الشمسُ: لُغَةٌ في
غابَتْ. والأَوْبُ: سُرْعَةُ تَقْليبِ اليدينِ والرجْلَيْنِ في السير.
قال الشاعر:
أوب يديها برقاق سهب (2) * تقول منه: ناقة أؤوب على فعول. والتأويب: أن
تسيرَ النهارَ أجمعَ وتَنْزِلَ اللَيْلَ.
_________
(1) ائتاب بوزن اغتاب، كما في المختار، قال: وفى أكثر النسخ " واتأب "
مضبوط بتشديد، وهو من تحريف النساخ إلى آخر ما قبله.
(2) صدره:
كأن أوب مائح ذى أوب:
(1/89)
و (يا جبال أوبى معه) أي سَبِّحي، لأنه
قال: (إنَّا سَخَّرنا الجِبالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ) . وأُبْتُ إلى بني
فلانٍ وَتأَوَّبْتُهُمْ، إذا أَتَيْتُهُمْ لَيْلاً. وقال أبو زيد:
تَأَوَّبْتُ، إذا جِئْتَ أولَ اللَيْلِ، فأَنا متأوب ومتأيب.
[أهب] تَأَهَّبَ: اسْتَعَدَّ.
وأُهْبَةُ الْحَرْبِ: عُدَّتُها والجَمْعُ أُهَبٌ. والإهابُ: الجِلدُ
ما لم يُدْبَغ، والجمعُ أَهَبٌ على غير قياس، مثل: أدم وأفق وعمد، جمع
أديم وأفيق وعمود. وقد قالوا أهب بالضم، وهو قياس.
فصل الباء
[ببب] يقال للأحْمَقِ الثقيلِ:
بَبَّهٌ. وهو أيضا لقب عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد
المطلب والى البصرة. قال الفرزدق: وبايعت أقواما وفيت بعهدهم * وببة قد
بايعته غير نادم وهو أيضا اسم جارية. قال الراجز (1) : لانكحن ببه *
جارية خدبه (2) مكرمة محبه * تجب أهل الكعبه
_________
(1) هي هند بنت أبى سفيان ترقص ابنها عبد الله ابن الحارث.
(2) والخدبة: التامة الخلق.
(1/89)
أي تغلبهم حسنا. ويقال هم بَبَّانٌ واحدٌ،
كما يقال بَأْجٌ واحدٌ. قال عمر رضي الله عنه " إنْ عِشْتُ
فَسَأَجْعَلُ الناسَ بَبَّاناً واحداً، يريد التَسْويةَ بينهم في
القَسْم. وكان يُفَضِّلُ المهاجرين (1) وأهلَ بَدْرِ في العطاء. وهذا
الحرف هكذا سمع منهم. وناس يجعلونه من هيان بن بيان، وما أراد محفوظا
عن العرب.
[بوب] البابُ يُجْمَعُ أبواباً، وقد
قالوا أَبْوِبَة، للازدواج. قال ابن مُقْبِلٍ الشاعر (2) : هَتَّاكِ
أَخْبِيَةٍ وَلاَّجِ أَبْوِبَةٍ * يَخْلِطُ بالبِرِّ منه الجِدَّ
واللِّينا ولو أفْرَدَهُ لم يَجُزْ. وتَبَوَّبْتُ بَوَّاباً: اتخذته.
وأبْوابٌ مُبَوَّبَةٌ، كما يقال أصنافٌ مُصَنَّفَةٌ. وهذا شئ من بابتك،
أي يصلح لك.
[بيب] بيبة: اسم رجل، وهو بيبة بن
قرط بن سفيان بن مجاشع. قال جرير:
_________
(1) في اللسان: " يفضل المجاهدين ".
(2) وقيل القلاخ بن حبابة. وفى التكملة للصاغاني أن القافية مضمومة،
والرواية:
ملء الثواية فيه الجد واللين:
(1/90)
ندسنا أبا مندوسة القين بالقنا * وما ردم
من جار بيبة ناقع (1)
فصل التاء
[تأب] التوأبانيان: قادمتا الضرع.
قال ابن مقبل: فمرت على أطراف (2) هر عشية * لها توأبانيان لم يتفلفلا
أي لم تسود حلمتاهما. قال أبو عبيدة: سمى ابن مقبل خلفي الناقة
توأبانيين، ولم يأت به عربي، كأن الباء مبدلة من الميم.
[تبب] التَبابُ: الخُسْرانُ
والهَلاكُ. تقول منه: تَبَّ تَباباً، وتَبَّتْ يداهُ، وتقول: تَبَّاً
لفلانٍ، تَنْصِبُهُ على المصدر بإضمار فِعْلٍ، أي ألْزَمَهُ الله
هلاكاً وخُسراناً. وتَبَّبوهُمْ تَتْبيباً، أي أهْلَكوهُمْ.
واسْتَتَبَّ الأمْرُ، تَهَيَّأَ واستقام.
[ترب] التُرابُ فيه لُغاتٌ، تُرابٌ
وتَوْرابٌ وتَوْرَبٌ وتَيْرَبٌ وتُرْبٌ وتُرْبَةٌ وتَرْباءُ وتَيْرابٌ
وتِرْيَبٌ وتَريبٌ (3) ، وجمع التُرابِ أَتْرِبَةٌ وتِرْبانٌ.
والتَرْباءُ: الأرضُ نفسها. وترب الشئ
_________
(1) مار: تحرك.
(2) في اللسان: " على أظراب ".
(3) بوزن أمير، وما قبله كعثير بالكسر.
(1/90)
بالكسر: أصابه التُرابُ. ومنه تَرِبَ
الرجل: افتَقَرَ، كأنَّهُ لَصِقَ بالترابِ. يقال: تَرِبَتْ يَداك! وهو
على الدُعاءِ، أي لا أصبت خيرا. وتربت الشئ تَتْريباً فَتَتَرَّبَ، أي
تَلَطَّخَ بالترابِ. وأتربت الشئ: جعلت عليه التراب. وفى الحديث: "
أتربوا الكتاب فإنه أنجح للحاجة ". وأَتْرَبَ الرَجُلُ: استَغْنَى،
كأنَّه صار له من المالِ بقَدْرِ الترابِ. والمَتْرَبَةُ: المَسْكَنَةُ
والفاقَةُ، ومِسكينٌ ذو مَتْرَبَةٍ، أي لاصِقٌ بالترابِ. والتَرِباتُ:
الأناملُ، الواحِدَةُ تَرِبَةٌ. وريحٌ تَرِبَةٌ أيضا، إذا جاءت
بالتراب. والتربة أيضا: نبت: وتربة، مثال همزة: اسم واد. وجمل تَرَبوتٌ
وناقَةٌ تَرَبوتٌ، أي ذَلولٌ وأصله من التراب، الذَكَرُ والأُنْثى فيه
سَواءٌ. وقولهم هذه تِرْبُ هذه أي لِدَتُها، وهُنَّ أَتْرابٌ.
والتَريبَةُ: واحِدَةُ الترائِبِ وهي عِظامُ الصَدْرِ ما بين
التَرْقَوةِ إلى الثندؤة. قال الشاعر (1) :
أشرف ثدياها على التريب (2)
_________
(1) هو الاغلب العجلى.
(2) وبعده:
لم يعدوا التفليك في النتوب * والتفليك: من فلك الثدى. والنتوب:
النهود، وهو ارتفاعه.
(1/91)
ويترب بفتح الراء: موضع قريب من اليمامة.
قال الاشجعى: وعدت وكان الخلف منك سجية * مواعيد عرقوب أخاه بيترب
[تعب] تَعِبَ تَعَباً: أَعْيَا.
وأَتْعَبَهُ غيرُه، فهو تَعِبٌ ومُتْعَبٌ، ولا تقل متعوب.
[تغب] تَغِبَ بالكسر تَغَباً:
هَلَكَ.
[تلب] التولب: الجحش. قال سيبويه:
هو مصروف، لانه فوعل. ويقال للاتان أم تولب. وقول أوس: وذات هدم عار
نواشرها * تصمت بالماء تولبا جدعا - يعنى صبيا، وهو استعارة. واتلاب
الامر اتلئبابا: استقام، والاسم التُلأْبيبَةُ. واتْلأَبَّ الطريقُ،
إذا امتدَّ واستوى. واتْلأَبَّ الحمارُ: أقام صدرَه ورأسَه. قال لبيد:
فأورَدَها مَسْجورَةً تحت غابةٍ * من القرنتين واتلاب يحوم
[توب] التوبة: الرجوع من الذنب. وفي
الحديث: " النَدمُ توبَةٌ "، وكذلك التَوْبُ مثله. وقال الأخفش:
التَوْبُ جمع توبة، مثل عومة وعوم.
(1/91)
وتاب إلى الله توبةً ومتاباً. وقد تاب الله
عليه: وفقه لها. وفى كتاب سيبويه: التوبة على تفعلة: التوبة. واستتابه:
سأله أن يتوب. والتابوت أصله تابوة، مثل ترقوة، وهو فعلوة، فلما سكنت
الواو انقلبت هاء التأنيث تاء. قال القاسم بن معن: لم تختلف لغة قريش
والانصار في شئ من القرآن إلا في التابوت، فلغة قريش بالتاء، ولغة
الانصار بالهاء.
فصل الثاء
[ثأب] الاثأب: شجر، الواحدة أثابة.
قال الكميت: وغادرنا المقاول في مكر * كخشب الاثأب المتغطر سينا
والثؤباء ممدود. وفى المثل " أعدى من الثوباء ". تقول منه تَثاءَبْتُ،
على تَفاعَلْتُ، ولا تقل تثاوبت.
[ثرب] الثرب: شحم قد غشى الكَرِشَ
والأمعاءَ رقيقٌ. والتثريب، كالتأنيب والتعيير والاستقصاء في اللوم.
يقال: لا تثريب عليك. وهو من
(1/92)
الثرب كالشغف من الشغاف. وقال بشر (1) :
فَعَفَوتُ عنهم عَفْوَ غيرِ مُثَرِّبٍ * وَتَرَكْتُهُمْ لعقاب يومٍ
سَرْمَدِ الأصمعي: ثَرَّبْتُ عليه وَعَرَّبْتُ عليه بمعنى، إذا قبحت
عليه فعله. ويثرب: مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم. الفراء: نصل يثربى
وأثر بي، منسوب إلى يثرب، هي والمدينة. وإنما فتحوا الراء استيحاشا
لتوالى الكسرات. وأنشد:
وأثر بي سنخه مرصوف * أي مشدود بالرصاف.
[ثرقب] الثُرْقُبيَّةُ: ثيابٌ بيضٌ
من كَتَّانٍ، يقال ثوبٌ ثُرقبيٌّ، وفُرقُبيٌّ، لضَرْبٍ من ثياب مصر
بيض.
[ثعب] ثعبت الماء ثعبا: فجرته:
والثَّعَبُ، بالتحريك: مسيلُ الماء في الوادي، وجمعه ثُعْبانٌ.
والثعبان أيضاً: ضربٌ من الحيَّاتِ طوالٌ، والجمع ثعابينٌ.
والثُعْبَةٌ: ضربٌ من الوَزَغِ. والمثعب، بالفتح: واحد مثاعب الحياض.
وانْثَعَبَ الماءُ: جرى في المَثْعَبِ. وانثعب الدم من الانف.
_________
(1) وقيل لتبع.
(1/92)
قال الأصمعي: فوهُ يَجْري ثعابيبَ
وَسعابيبَ، وهو أن يجريَ منه ماءٌ صاف فيه تمدد.
[ثعلب] الثعلب معروف. قال الكسائي:
الانثى منه ثعلبة، والذكر ثعلبان. وأنشد: أرب يبول الثعلبان برأسه *
لقد ذل من بالت عليه الثعالب (1) وداء الثعلب: علة معروفة يتناثر منها
الشعر. وأرض مثعلبة، بكسر اللام: ذات ثعالب. وأما قولهم أرض مثعلة، فهو
من ثعالة، ويجوز أيضا أن يكون من ثعلب، كما قالوا معقرة لارض كثيرة
العقارب. والثعلب: طرف الرمح الداخل في جُبَّةِ السنانِ. والثعلب:
مخرجُ ماء المطر من جَرينِ التَمْرِ. والثعلبتان: ثعلبة من جدعاء بن
ذهل ابن رومان بن جندب بن خارجة بن سعد بن فطرة ابن طيئ، وثعلبة بن
رومان بن جندب. قال الشاعر (2) : يأبى لى الثعليتان (3) الذى * قال
خباج الامة الراعيه
_________
(1) الشعر لغاوى بن ظالم السلمى، وقيل لابي ذر الغفاري، وقيل لعباس بن
مرداس. وقال الصاغانى: " والصواب في البيت الثعلبان: تثنية ثعلب ".
(2) عمرو بن ملقط الطائى.
(3) في المطبوعة الاولى: " ياتي لى الثعلبان " تحريف والصواب في
اللسان.
(1/93)
وأم جندب: جديلة ابنة سبيع بن عمرو من
حمير، إليها ينسبون. والثعلبية: موضع بطريق مكة.
[ثغب] الثَغَبُ: الغدير يكون في ظلّ
جبل لا تصيبه الشمس فيبرد ماؤه، والجمع ثغبان، مثل شبث وشبثان، وثغبان
مثل حمل وحملان. قال الشاعر (1) :
مشعشعة بثغبان البطاح (2) * وقد يسكن فيقال ثَغْبٌ، والجمع ثِغابٌ
وأثغاب.
[ثقب] الثَقْبُ بالفتح: واحدُ
الثقوب. والثُقْبُ بالضم: جمع ثُقْبَةٍ. ويجمع أيضاً على ثُقَبٍ.
والمِثْقَبُ: ما يثقب به. وثقبت الشئ ثقبا، وثَقَّبْتُهُ، شُدِّدَ
للكثرة. ودُرٌّ مُثَقَّبٌ، أي مثقوبٌ. وتَثَقَّبَ الجِلْدُ، إذا
ثَقَّبَهُ الحَلَمُ. وتثقيبُ النارِ: تَذْكِيَتُها. ويقال أيضا ثقب عود
العرفج، وذلك إذا مطر ولان عوده، فإذا اسود شيئا قيل: قد قمل، فإذا زاد
قليلا قيل:
_________
(1) هو الاخطل.
(2) صدره:
وثالثة من العسل المصفى:
(1/93)
قد أدبى، وهو حينئذ يصلح أن يؤكل، فإذا تمت
خوصته قيل: قد أخوص. والمثقب بكسر القاف: لقب شاعر من بنى عبد القيس
(1) ، سمى بذلك لقوله: أرين محاسنا وكنن أخرى (2) * وثقبن الوصاوص
للعيون وثقبت النار تثقب ثقوبا وثقابة، إذا اتقدتْ، وأَثْقَبْتُها أنا.
وشِهابٌ ثاقب، أي مضئ. ويقال أيضا: ثَقَبَتِ الناقةُ (3) . أي
غَزُرَتْ، فهي ثاقبٌ. والثَقوبُ بالفتح: ما تُشْعِلُ به النارَ من
دِقاقِ العيدانِ.
[ثلب] ثَلَبَهُ ثَلْباً، إذا
صَرَّحَ بالعيب وتنقّصَهُ. قال الراجز:
لا يُحْسِنُ التعريضَ إلاَّ ثَلْبا * والمثالبُ: العيوبُ، الواحدة
مَثْلَبَةٌ. والأَثْلَبُ والإِثْلِبُ (4) : فتات الحجارة والتراب. قيل:
" بفيه الاثلب والاثلب ".
_________
(1) المثقب اسمه عائذ بن محصن العبدى. والوصاوص: جمع وصوص، وهو ثقب في
الستر وغيره على مقدار العين ينظر فيه.
(2) في اللسان:
ظهرن بكلة وسدلن رقما
(3) تثقب ثقوبا.
(4) الاول بالفتح والثانى بالكسر. ويوجد في بعض نسخ زيادة في الآخر: "
والثليب: الكلا ".
(1/94)
والثلب بالكسر: الجمل الذي انكسرَتْ
أنيابُهُ من الهَرَمِ وتناثر هُلْبُ ذَنَبِهِ، والانثى ثلبة، والجمع
ثلبة مثل قرد وقردة. تقول منه: ثلب البعير تثليبا. عن الاصمعي، قاله في
كتاب الفرق. ورمح ثَلِبٌ، أي مُتَثَلِّمٌ. قال أبو العيال الهذلى:
ومطرد من الخط ى $ لا عارٍ ولا ثَلِبُ * ومنه امرأةٌ ثالِبَةُ الشَوى،
أي مُتَشَقِّقة القدمين. قال جرير: لقد ولدت غسان ثالبة الشوى * عدوس
السرى لا يعرف الكرم جيدها والثلبوت: اسم واد بين طيئ وذبيان.
[ثوب] الثوب: واحدُ الأثوابِ
والثيابِ، ويجمع في القِلَّةِ على أَثْوُبٍ، وبعض العرب يقول: أثوب
فيهمز، لان الضمة على الواو تستثقل والهمزة أقوى على احتمالها. وكذلك
دار وأدور وساق وأسوق وجميع ما جاء على هذا المثال. قال الراجز (1) :
لكل دهر قد لبست أثؤبا * حتى اكتسى الرأس قناعا أشيبا * أملح لا لذا
ولا محببا قال سيبويه: يقال لصاحب الثياب ثَوَّابٌ. وثاب الرجل يثوب
ثَوْباً وثَوَباناً: رجع بعد ذَهابه. وثاب الناس: اجتمعوا وجاءوا.
وكذلك الماء إذا اجتمع في الحوض.
_________
(1) هو معروف بن عبد الرحمن.
(1/94)
ومثاب الحوض: وسطه الذي يثوب إليه الماء
إذا استفرغ. وهو الثبة أيضا، والهاء عوض عن الواو الذاهبة من عين
الفعل، كما عوضوا في قولهم أقام إقامة، وأصله إقواما. والمثابة: الموضع
الذي يُثابُ إليه، أي يُرْجَعُ إليه مرةً بعد أخرى. ومنه قوله تعالى:
(وإذْ جَعَلْنا البيتَ مَثابةً للناسِ) وإنما قيل للمنزل مثابةٌ لأنّ
أهله يتصرَّفون في أمورهم ثم يثوبون إليه، والجمع المَثابُ. وربَّما
قالوا لموضع حِبالَةِ الصائد مثابة، قال الراجز: حتى متى (1) تطلع
المثابا * لعل شيخا مهترا مصابا يعنى بالشيخ الوعل. والمثاب: مَقام
المستقي على فم البئر عند العرش. قال القُطاميُّ (2) : وما لِمَثاباتِ
العُروش بقيَّةٌ * إذا اسْتُلَّ من تحت العُروشِ الدعائمُ والثواب:
جزاء الطاعة، وكذلك المَثوبَةُ. قال الله تبارك وتعالى: (لَمَثوبَةٌ
منْ عِنْد اللهِ خير) وأثاب الرجلُ، أي رجَع إليه جسمه وصلح بدنه.
واستثابه: سأله أن يثيبه.
_________
(1) في اللسان " متى متى ".
(2) يصف البئر وتهورها.
(1/95)
وقوله تعالى: (هل ثُوِّبَ الكفارُ ما كانوا
يَفْعَلون) أي جوزوا. والتثويب في أذانِ الفجر أن يقول: الصَّلاة خير
من النوم. وقولهم في المثل " أطلوع من ثواب " هو اسم رجل كان يوصف
بالطواعية. قال الشاعر (1) : وكنت الدهر لست أطيع أنثى * فصرت اليوم
أطوع من ثواب والثائب: الريح الشديدة تكون في أول المطَر. ورجل ثَيِّبٌ
(2) وامرأةٌ ثيِّبٌ، الذكر والانثى فيه سواء. قال ابن السكيت: وذلك إذا
كانت المرأة قد دُخِلَ بها، أو كان الرجل قد دَخَل بامرأته. تقول منه:
قد ثيبت المرأة.
فصل الجيم
[جأب] أبو زيد: الجَأْبُ: الغليظ من
حُمُرِ الوحشِ، يهمز ولا يهمز. ويقال للظبية حين طلَع قرنُها: جَأْبَةُ
المِدْرى. وأبو عبيدة لا يهمز. قال بشر: تعرض جأبة المدرى خذول * بصاحة
في أسرتها السلام وصاحة: جبل. والسلام: شجر. وإنما
_________
(1) هو الاخنس بن شهاب.
(2) ذكرت في اللسان والقاموس في مادة ثيب) لا (ثوب) ونبه صاحب القاموس
على أن ذكرها هنا وهم.
(1/95)
قيل جأبة المدرى لان القرن أول ما يطلع
يكون غليظا ثم يدق، فنبه بذلك على صغر سنها. ويقال: فلان شخت الآلِ
جَأْبُ الصَبْرِ، أي دقيق الشَخْصِ غليظ الصبرِ في الأمور. والجَأْبُ:
الكَسْبُ، تقول منه: جأَبْتُ أجأب. قال الراجز (1) :
والله راع (2) عمل وجأبى
[جبب] الجّبٌّ: القَطْعُ. وخَصِيٌّ
مَجْبوبٌ بَيِّنُ الجِبابِ. وبعيرٌ أجبُّ بيِّن الجببِ، أي مقطوعُ
السَنامِ. وفلان جب القوم، إذا غلبهم. قال الراجز: من رول (3) اليوم
لنا فقد غلب * خبزا بسمن وهو عند الناس جب والجباب: التي تُلبَسُ.
والجِبابُ أيضاً: تلقيح النخل، يقال: جاء زمن الجِبابِ. وقد جَبَّ
الناسُ النخل. والجُبَّةُ: ما دخل فيه الرمحُ من السِنانِ. والجُبَّةُ:
مَوصِلُ الوَظيفِ في الذراع. قال الأصمعيّ: هو مَغْرِزٌ الوظيفِ في
الحافر. والتجبيب: أن يبلغ التحجيل ركبة اليد
_________
(1) هو رؤبة بن العجاج.
(2) يروى " واع ".
(3) رول الخبز بالسمن: لته لتا شديدا.
(1/96)
وعرقوب الرِجْلِ. والفرس مُجَبَّبٌ، وفيه
تجبيبٌ، والاسم الجبب. قال الكميت: أعطيت من غرر الاحساب شادخة * زينا
وفزت من التحجيل بالجبب والتجبيب أيضا: النفار، يقال جَبَّبَ فلان
فذهب. والمَجَبَّةُ: جادة الطريق. والجباب بالضم: شئ يعلو ألبان الإبل
كالزُبْدِ، ولا زبد لالبانها. قال الراجز:
عصب الجباب بشفاه الوطب.
(1) * والجبجبة (2) : الكرش يجعل فيها الخَلْعُ، أو تذابُ الإهالَةُ
فتُحقَنُ فيها. وتَجَبْجَبَ الرجلُ، إذا اتَّشَقَ. والوشيقةُ: لحمٌ
يُغْلى إغْلاءَةً ثم يقدَّدُ، فهو أبقى ما يكون. قال الشاعر (3) : إذا
عَرَضَتْ منها كَهاةٌ سمينةٌ فلا تُهْدِ منها واتَّشِقْ وتَجَبْجَبِ
والجُبْجُبَةُ أيضاً: زَبِيلٌ من جلودٍ يُنقَلُ فيه التراب، والجمع:
الجباجب. والجب: البئر التى لم تُطْوَ، وجمعها جِبابٌ وجبَبَةٌ.
_________
(1) وقبله:
يعصب فاه الريق أي عصب
(2) بضم الجيمين وفتحهما أيضا.
(3) هو خمام بن زيد مناة اليربوعي.
(1/96)
والجَبوبُ: الأرض الغليظة، ويقال وجه
الارض، ولا يجمع.
[جخب] الجخابة، مثل السحابة: الاحمق
الذى لا خير فيه، يقال: إنه لجخابة هلباجة.
[جخدب] الجُخْدُبُ (1) : ضربٌ من
الجنادب، وهو الأخضر الطّويل الرجلين، والجُخادِبُ مثله، ويقال له أيضا
أبو جخادب، وهو اسم له معرفة، كما يقال للاسد أبو الحارث. تقول: هذا
أبو جخادب قد جاء. والجخدب أيضا والجخادب: الجمل الضخم. قال الراجز (2)
:
شداخة ضخم الضلوع جخدبا (3) * والجمع: الجخادب بالفتح.
[جدب] الجَدْبُ: نقيض الخِصْبِ.
ومكانٌ جدبٌ أيضاً وجديبٌ: بَيِّنُ الجدوبة. وأرضٌ جَدْبَةٌ وأرضٌ
جُدوبٌ. وفلانٌ جَديبُ الجَنابِ، وهو ما حوله. وأَجْدَبَ القومُ:
أصابَهُمُ الجَدْبُ. وأجْدَبْتُ أرض كذا: وجدتها جدبة.
_________
(1) بضم الدال وفتحها.
(2) هو رؤبة.
(3) قال ابن برى: هذا الرجز أورده الجوهرى على أن الجخدب الجمل الضخم،
وإنما هو في صفة فرس، وقبله: ترى له مناكبا ولببا * وكاهلا ذا صهوات
شرجبا
(1/97)
والجدب: العيب. وفى الحديث: " أنه جَدَبَ
السَمَرَ بعدَ العِشاءِ "، أي عابه. قال ذو الرمة: فيالك من خد أسيل
ومنطق * رخيمٍ ومن خَلْقٍِ تَعَلَّلَ جادِبُهْ يقول: لا يجد فيه عيبا
يعيبه به، فيتعلَّل بالباطل. ابن السكيت: جادَبَتِ الإِبلُ العامَ، إذا
كان العامُ مَحْلاً فصارت لا تأكل إلا الدِرينَ الأسودَ، دَرينَ
الثمام. والجندب والجندب (1) : ضرب من الجراد، واسم رجل. قال سيبويه:
نونها زائدة. أبو زيد: يقال وقع القوم في أم جندب، إذا ظلموا، كأنها
اسم من أسماء الاساءة والظلم والداهية.
[جذب] الجَذْبُ: المدُّ. يقال
جذبَهُ، وجبذه على القلب، واجتذبه أيضا. يقال للرجل إذا كَرَعَ في
الإناء: جذب منه نَفَسَاً أو نَفَسَين. وبيني وبين المنزل جَذْبَةٌ، أي
قطعة، يعني بُعْدٌ. ويقال جَذْبَةٌ من غَزْلٍ، للمجذوب منه مَرَّةً.
وجذبت المُهْرَ عن أمّه، أي فطمته. قال الشاعر (2) :
_________
(1) الجندب والجندب والجندب.
(2) هو أبو النجم العجلى يصف فرسا.
(1/97)
* ثم جذبناه فِطاماً نَفْصِلُهْ (1) * أبو
عمرو: الجَذْبُ: انقطاع الريق. ويقال للناقة إذا قلَّ لبنُهَا: قد
جَذَبَتْ، فهي جاذبٌ، والجمع جواذبُ وجِذابٌ أيضا، مثل نائم ونيام.
وجذب الشهر: مضى عامته. وجاذبته الشئ، إذا نازعته إياه. والتجاذب:
التنازع. والانجذاب: سرعة السير. والجَذّبُ بالتحريك: الجُمَّارُ، وهو
شحمُ النخل، الواحدة جذبة.
[جرب] الجرب معروف. وقد جرب الرجل
فهو أجرب، وقوم جرب وجربى، وجمع الجرب جراب (2) . قال الشاعر (3) :
وفينا وإنْ قيلَ اصطلحنا تَضاغُنٌ * كما طَرَّ أوبارُ الجِرابِ على
النَشْرِ وأجرب الرجل: جربت إبله. والجرباء: السماء، سميت بذلك لما
فيها من الكواكب، كأنها جرب لها.
_________
(1) بعده:
نفرعه فرعا ولسنا نعتله * أي نفرعه فرعا باللجام ونقدعه. ونعتله، أي
نجذبه جذبا عنيفا.
(2) قال ابن برى: إنما جراب وجرب جمع أجرب.
(3) هو عمير بن خباب، أو سويد بن الصلت.
(1/98)
وأرض جرباء: مقحوطة. والجراب معروف،
والعامة تفتحه، والجمع أجربة وجرب وجرب (1) . وجراب البئر أيضا: جوفها
من أعلاها إلى أسفلها. والجريب من الطعام والارض: مقدار معلوم، والجمع
أجربة وجربان. والمجرب مثل المجرس والمضرس: الذى قد جربته الامور
وأحكمته، فإن كسرت الراء جعلته فاعلا، إلا أن العرب تكلمت بالفتح.
والجربة بالكسر: المزرعة. قال بشر: تحدر ماء البئر عن جرشية * على جربة
تعلو الدبار غروبها والجربياء، على فعلياء بالكسر والمد: النكباء التى
تجرى بين الشمال والدبور، وهى ريح تقشع السحاب. قال ابن أحمر: بهجل من
قسا ذفر الخزامى * تهادى الجربياء به الحنينا وجراب، بالضم: اسم ماء
بمكة. والجربة بالفتح وتشديد الباء: العانة من الحمير. وربما سموا
الاقوياء من الناس إذا كانوا جماعة متساوين جربة. قال الراجز:
_________
(1) الاول بسكون الراء، والثانى بضمها.
(1/98)
جربة كحمر الابك * لا ضرع فينا ولا مذكى
يقول: نحن جماعة متساوون وليس فينا صغير ولا مسن. والابك: موضع. وجربان
السيف بالضم والتشديد: قرابه. وجربان القميص أيضا: لبنته، فارسي معرب.
والاجربان: بنو عبس وذبيان. قال عباس بن مرداس (1) : وفى عضادته اليمنى
بنو أسد * والاجربان بنو عبس وذبيان (2) والجورب معرب، والجمع
الجواربة، والهاء للعجمة، ويقال الجوارب أيضا كما قالوا في جمع الكيلج
الكيالج. وتقول: جوربته فتجورب، أي ألبسته الجورب فلبسه.
[جرجب] الجَراجِبُ: العظام من
الإبل.
[جردب] الجَرْدَبانُ بالدال غير
معجمة (3) ، فارسي معرب، أصله كرده بان، أي حافظُ الرغيفِ، وهو الذي
يضع شماله على شئ يكون على الخوان كي لا يتناوله غيره. وأنشد الفراء:
_________
(1) السلمى.
(2) بضم النون.
(3) والجيم والدال مفتوحتان أو مضمومتان.
(1/99)
إذا ما كنت في قومٍ شَهاوى * فلا تَجْعلْ
شِمالَك جَرْدَبانا (1) تقول منه: جَرْدَبَ في الطعام وجردم.
[جرشب] جَرْشَبَ الرجلُ وجَرْشَمَ،
إذا اندمل بعد المرض والهزال.
[جسرب] الجسرب: الطويل.
[جشب] طعامٌ جَشِبٌ ومَجْشوبٌ، أي
غليظ وخشن، ويقال هو الذى لا أدم معه. ولو قيل اجشوشبوا كما قالوا "
اخشوشنوا " بالخاء لم يبعد، إلا أنى لم أسمعه بالجيم. والمجشاب:
الغليظ. قال أبو زُبَيد (2) :
توليكَ كَشْحاً لَطيفاً ليس مِجْشابا (3) * والجَشيبُ من الثياب:
الغليظ.
[جعب] جَعَبْتُهُ، أي صَرَعْتُه مثل
جَعَفْتُهُ. وربما قالوا جعْبَيْتُهُ جِعْباءً فتجعبى، يزيدون فيه
الباء، كما قالوا سلقيته من سلقه. والجعبة: واحدة جعاب النشاب.
_________
(1) ويروى: " جردبانا " بضم الجيم.
(2) الطائى.
(3) صدره:
قراب حضنك لا بكر ولا نصف:
(1/99)
والجعبوب: الرجل القصير الدميم (1) .
[جلب] جلب الشئ يجلبه ويجلبه جلبا
وجلبا. وجلبت الشئ إلى نفسي واجتلبته بمعنىً. والجَلوبَةُ: ما يُجْلَبُ
للبيع. والجَليبُ: الذي يُجْلَبُ من بلد إلى غيره. والجُلْبَةُ:
جُلَيْدَةٌ تعلو الجُرْحَ عند البُرْءِ، تقول منه: جلب الجرحُ يَجْلِبُ
ويَجْلُبُ. وأَجْلَبَ الجرح مثله. والجُلْبَةُ أيضاً مثل الكُلْبَةِ،
وهي شِدّةُ الزمان. يقال: أصابتنا جُلْبَةُ الزمان، وكُلْبَةُ الزمان.
قال أَوْسُ بن مَغْراء التَميميُّ: لا يَسْمَحونَ إذا ماجلبة أزمت *
وليس جارهم فيها بمختار وقال المتنخل الهذلى: قد حالَ بين تَراقيهِ
ولَبَّتِهِ من جلبة الجوع جيار وإرزير (2) والجلبة أيضا: جلدة تجعل على
القتب.
_________
(1) ولم يأت على فعلى إلا ستة أحرف: " جعبى ": عظام النمل التى يعضضن
ولهن أفواه واسعة، و " أربى ": الداهية و " أرنى ": حب بقل يطرح في
اللبن فيثخنه ويجبنه، و " أدمى " موضع، و " جنفى ": اسم موضع، و " شعبى
": موضع.
(2) في المطبوعة الاولى " جياز " بالزاى، تحريف. وفى اللسان. والارزير:
الطعنة، والجيار: حرقة في الجوف، وقال ابن برى: الجيار: حرارة من غيظ
تكون في الصدر، والارزير: الرعدة.
(1/100)
والجلب والجلب: سحاب رقيق ليس فيه ماء. قال
تأبط شرا (1) : ولست بجلب جلب ريح وقرَّةٍ * ولا بصَفاً صَلْدٍ عن
الخير معزل وجِلْبُ الرَّحْلِ أيضاً وجُلْبُهُ: عيدانُهُ. وقال (2) :
عاليت أنساعى وجلب الكور * على سراة رائح ممطور شبه بعيره بثور وحشى
رائح وقد أصابه المطر. وجَلَبَ على فرسه يَجْلَبُ بالضم جَلْباً، إذا
صاحَ به من خلفه واستحثَّه للسَبْقِ. وأَجْلَبَ عليه مثلُهُ. وأَجْلَبَ
قَتَبَه: غشَّاه بالجُلْبَةِ، وهو أن يجعل عليه جِلْدَةً رطبة فَطيراً
ثم يتركَها عليه حتى تيبس. قال النابغة الجعدى يصف فرسا: أمر ونحى من
صلبه * كتنحية القتب المجلب وأجلبه، أي أعانه. وأجلبوا عليه، إذا
تجمعوا وتألبوا، مثل أحلبوا. قال الكميت: على تلك إجرياى وهى ضريبتي *
ولو أجلبوا طرا على وأحلبوا وأجلب الرجل، أي نتجت إبله ذكورا،
_________
(1) يقول: لست برجل لا نفع فيه ومع ذلك فيه أذى كالسحاب الذى فيه ريح
وقر ولا مطر فيه، والجمع أجلاب.
(2) هو العجاج، كما في اللسان.
(1/100)
لانه يجلب أولادَها فتباع. وأحلب بالحاء،
إذا نتجت إناثا. والجلباب: الملحفة. قالت امرأة (1) من هذيل ترثي
قتيلاً: تَمشي النسورُ إليه وَهْيَ لاهِيَةٌ * مَشْيَ العذارى عليهم
الجلابيبُ والمصدر الجَلْبَبَةُ، ولم تُدْغَمْ لأنها ملحقة بدحرجة.
والجلب والجلبة: الاصوات، تقول منه جَلَّبُوا بالتشديد. والجَلَبُ الذي
جاء النَهْيُ عنه (2) هو أن لا يأتي المصدِّقُ القومَ في مياههم لأخْذ
الصدقات ولكنْ يأمرهم بجلْب نَعَمِهِمْ إليه. ويقال بل هو الجَلَبُ في
الرِهان، وهو أن يُرْكِبَ فرسَهُ رجلاً فإذا قرُب من الغاية تَبِعَ
فرسَه فَجَلَّبَ عليه وصاح به ليكون هو السابق، وهو ضَرْبٌ من الخديعة.
والجَلَبُ والأجلاب: الذين يجلبون الابل والغنم للبيع. والجلبان (3) :
الخلر، وهو شئ يشبه الماش.
[جلحب] شيخٌ جِلْحابٌ وجِلْحابَةٌ:
أي كبيرهم.
_________
(1) هي جنوب أخت عمرو ذى الكلب ترثيه.
(2) هو حديث " لا جلب ولا جنب ".
(3) ويقال أيضا بضم اللام وتشديد الباء.
(1/101)
[جلعب]
الأصمعي: اجْلعَبَّ الرجلُ اجلعباباً، إذا اضطجع وامتدَّ وانبسط.
واجلعَبَّ في السَير، إذا مضى وجدَّ. وسيلٌ مُجْلَعِبٌّ، أي كثير.
ورجلٌ جلعبى العين، على وزن القرنبى، أي شديد البصر. والجلعباة: الناقة
الشديدة. وجلعب: اسم موضع.
[جنب] الجَنْبُ معروفٌ. تقول: قعدت
إلى جنْب فلان وإلى جانب فلان بمعنى. وجنب: حى من اليمن. قال مهلهل:
زوجها فقدها الاراقم في * جنب وكان الحباء من أدم والجنب: الناحية.
وأنشد الاخفش:
الناس جنب والامير جنب * والصاحب بالجنب: صاحبك في السفر. وأما الجار
الجُنُبُ فهو جارك من قوم آخرين. والجانب: الناحية، وكذلك الجَنَبَةُ
(1) : تقول: فلان لا يطور بجنبتنا. وجانبه وتجانبه وتجنبه واجتنبه
كلُّهُ بمعنى. ورجلٌ أجنبيُّ وأجنبُ وجَنَبٌ وجانب كلُّه بمعنى. وضربه
فجنَبَه، أي كسر جنبه.
_________
(1) بفتح النون وإسكانها.
(1/101)
وجنبت الدابة، إذا قدتها إلى جنبك. وكذلك
جنَبْتُ الأسيرَ جَنَبَاً بالتحريك. ومنه قولهم خَيْلٌ مُجَنَّبَةٌ،
شدد للكثرة. وجنبته الشئ وجنبته بمعنىً، أي نَحَّيْتُهُ عنه. قال الله
تعالى: (واجنُبْني وبَنيَّ أنْ نعبد الاصنام) . والجناب، بالفتح:
الفناء، وما قَرُبَ من مَحَلَّةِ القوم، والجمع أجْنِبَةٌ. يقال:
أخْصَبَ جَنابُ القومِ، وفلانٌ خصيبُ الجَنابِ، وجَديبُ الجَنابِ.
وتقول: مَرُّوا يسيرون جَنابَيْهِ، أي ناحيتَيه (1) . وفرسٌ طَوْعُ
الجِنابِ بكسر الجيم، إذا كان سلس القياد. ويقال أيضاً: لَجَّ فلان في
جِنابٍ قبيح، إذا لج في مُجانَبَةِ أهلِه. وجنَّبَ القومُ، إذا قَلَّتْ
ألبانُ إبِلِهم. قال الجُمَيْحُ (2) بن مُنقِذ يذكر امرأته: لَمَّا رأت
إبلي قَلَّتْ حَلوبَتُها * وكلُّ عامٍ عليها عامُ تجنيبِ (3)
_________
(1) في المطبوعة الاولى " ناحيته "، وصوابه في اللسان.
(2) الجميح لقب، وهو منقذ بن الطماح بن قيس الاسدي، وهو فارس شاعر
جاهلي قتل يوم جبلة.
(3) قبله: أمست أمامة صمتا ما تكلمنا * مجنونة أم أحست أهل خروب أهل
خروب، يريد قومها.
(1/102)
والتجنيب أيضاً: انحناءٌ وتوتيرٌ في رجل
الفرس، وهو مُسْتَحَبٌّ. قال أبو دُوادُ: وفي اليدين إذا ما الماءُ
أسْهلَها (1) * ثَنْيٌ قليلٌ وفي الرِجْلَينِ تَجنيبُ والجَنيبَةُ:
بالدابةُ تُقادُ. وكل طائعٍ منقاد جنيبٌ. والاجنب: الذى لا ينقاد.
والجنيبة: العَليقة، وهي الناقة تعطيها القومَ ليَمْتاروا لك عليها.
قال الراجز (2) :
رِكابُهُ في القوم كالجنائبِ * أي ضائعة لأنه ليس بمصلحٍ لمَالِهِ.
والجنيبُ: الغريب. وجَنَبَ فلان في بني فلان يَجْنُبُ جَنابَةً، إذا
انزل فيهم غريبا، فهو
_________
(1) في الصاغانى: أسهله. وهو في صفة فرس. والماء: العرق.
(2) وهو الحسن بن مزرد. وقبله: قالت له مائلة الذوائب * كيف أخى في
العقب النوائب * أخوك ذو شق على الركائب * رخو الحبال مائل الحقائب *
ركابه في الحى كالجنائب يعنى أنها ضائعة كالجنائب التى ليس لها رب
يفتقدها. تقول: إن أخاك ليس بمصلح لماله، فماله كمال غاب عنه ربه وسلمه
لمن يعبث فيه، وركابه التى هو معها كأنها جنائب في الضر وسوء الحال.
وقوله " رخو الحبال " أي هو رخو الشد لرحله، فحقائبه مائلة لرخاوة
الشد.
(1/102)
جانب، والجمع جُنَّابٌ. يقال: نِعْمَ
القومُ هم لِجارِ الجَنابَةِ، أي لِجارِ الغُرْبَةِ. وقول الشاعر علقمة
بن عَبَدة: فلا تَحْرِمَنِّي نائلاً عن جَنابَةٍ * فإنّي امرؤٌ وَسْطَ
القِبابِ غريبُ أي عن بُعْدِ. والجَنْبَةُ: جِلدةٌ من جَنْبِ البعير.
يقال أعطني جَنْبَةً أتَّخِذْ منها عُلْبَةً. ونزل فلان جَنْبةً أي
ناحيةً واعتزل الناسَ. والجَنْبَةُ: اسمٌ لكل نَبْتٍ يَتَرَبَّلُ في
الصيف. يقال مطرنا مطراً كَثُرَتْ منه الجَنْبَةُ. ورجل جُنُبٌ من
الجَنابَة، يستوي فيه الواحد والجمع والمؤنث، وربّما قالوا في جمعه
أجنابٌ وجُنُبون. تقول منه: أجنبَ الرجل وجَنُبَ أيضاً بالضم.
والجَنوبُ: الريح التي تقابل الشمال. تقول: جنبت الريح، إذا تحوَّلَتْ
جنوباً. وسحابةٌ مجنوبةٌ، إذا هبَّت بها الجَنوبُ. والمجنوب: الذي به
ذاتُ الجَنْبِ، وهي قرحة تصيب الانسان داخل جنبه. وقد جَنَبَ وأجنب
القومُ، إذا دخلوا في ريح الجَنوبِ. وجُنِبوا أيضاً، إذا أصابهم
الجَنوبُ فهم مجنوبون. وكذلك القول في الصَبا والدبور والشمال.
(1/103)
والمجنب بالكسر: الترس. وقال ساعدة ابن
جؤية الهذلى يصف مشتار العسل: صب اللهيف لها السُبُوبَ بطَغْيَةٍ *
تُنْبي العُقابَ كما يلط المجنب والمجنب أيضا: أقصى أرض العجم إلى أرض
العرب، وأدنى أرض العرب إلى أرض العجم. قال الكميت (1) :
بمعترك الطف فالمجنب * والمجنب، بالفتح: الشئ الكثير. يقال: إنّ عندنا
لخيراً مَجْنَباً وشرّاً مَجْنَباً، أي كثيراً. والجَنَبُ بالتحريك
الذي نُهيَ عنه (2) : أن يَجْنُبَ الرجلُ مع فرسه عند الرِهانِ فرساً
آخر لكي يتحول عليه أن خاف أن يُسْبَقَ على الأول. والجَنَبُ أيضاً:
مصدر قولك جَنِبَ البعيرُ بالكسر يَجْنَبُ جَنَباً، إذا ظلع من جنبه.
قال الاصمعي: هو أن تلتصق رئته بجنبه من شدة العطش. قال ابن السكيت:
وقالت الاعراب هو أن يلتوى من شدة العطش. قال ذو الرمة يصف حمارا:
كأنه مستبان الشك أو جنب (3)
_________
(1) وصدره:
وشجو لنفسي لم إنسه * في الهاشميات: " فالمجتبى ".
(2) انظر ما سبق في مادة
[جلب] .
(3) وصدره:
وثب المسحج من عانات معقلة:
(1/103)
وقال أيضا: هاجت به جوع غضف مخصرة * شوازب
لاحها التقريب (1) والجنب
[جوب] الجواب معروف. يقال أجابه
وأجاب عن سؤاله، والمصدر الإجابة، والاسم الجابة بمنزلة الطاعة
والطاقة. يقال: " أساء سَمْعاً فأساء جابةً " هكذا يُتَكَلَّمُ بهذا
الحرف. والإجابة والاستجابة بمعنىً. يقال استجابَ الله دعاءه. قال
الشاعر كعبُ بن سعدِ الغَنَويُّ: وداعٍ دعا يا مَنْ يجيب إلى النَّدى *
فلم يستجبه عند ذلك مجيب (2) والمجاوبة والتجاوب: التحاوُرُ. وتقول:
إنه لحسَنُ الجيبَةِ، بالكسر، أي الجواب. ورجلٌ ناصح الجيب أي أمين.
والجيب للقميص، تقولُ: جُبْتُ القميصَ أجوبُهُ وأَجيبُهُ، إذا قورت
جيبه. قال الراجز: باتت تجيب أدعج الظلام * جيب البيطر مدرع الهمام *
والمجوب: حديدة يجاب بها أي يقطع.
_________
(1) في ديوانه: " التغريث ".
(2) وبعده: فقلت ادع أخرى وارفع الصوت رفعة * لعل أبا المغوار منك قريب
(1/104)
وجاب يجوب جَوباً، إذا خرق وقطع. قال الله
تعالى: (وثَمودَ الذين جابوا الصخر بالواد) . قال أبو عبيد: وسمى رجل
من بنى كلاب جوابا لانه كان لا يحفر بئرا ولا صخرة إلا أماهها. وجبت
البلاد أجوبها وأجيبها، واجتبتها، إذا قطعتها. ويقال: هل جاءكم من
جائبةِ خبرٍ، أي خَبَرٍ يجوب الأرض من بلد إلى بلد. وجَيَّبْتُ القميص
تجييباً، إذا جعلتَ له جيباً. واجتبت القميصَ، إذا لبستَه. قال لبيد:
فبِتِلْكَ إذْ رَقَصَ اللوامعُ بالضُحى * واجتاب أَرْدِيَةَ السرابِ
إِكامُها والجَوْبَةُ: الفُرْجَةُ في السَحاب وفي الجبال. وانجابت
السحابة: انكشفت. والجوبة: موضع ينجاب في الحَرَّةِ، والجمع جُوَبٌ.
والجَوْبُ: التُرْسُ. والجَوْبُ كالبقيرة. وتجوب: قبيلة من حمير حلفاء
لمراد، منهم ابن ملجم. قال الكميت (1) : ألا إن خير الناس بعد ثلاثة *
قتيل التجوبى الذى جاء من مصر
_________
(1) قال ابن برى: البيت للوليد بن عقبة وليس للسكميت كما ذكر، وصواب
إنشاده " قتيل التجيبى الذى جاء من مصر ". وإنما غلطه في ذلك أنه ظن أن
الثلاثة أبو بكر وعمر وعثمان رضوان الله عليهم، فظن أنه في على رضى
الله عنه فقال التجوبى بالواو، وإنما الثلاثة سيدنا رسول الله صلى الله
عليه وسلم وأبو بكر وعمر رضى الله عنهما، لان =
(1/104)
وتجيب: بطن من كندة، وهو تجيب بن كندة بن
ثور.
فصل الحاء
[حبب] الحبة: واحدة حَبَّ الحنطة
ونحوِها من الحبوب. وحَبَّة القلب: سُويداؤه، ويقال ثمرته وهو ذاك.
والحبة السَوداء والحبة الخضراء. والحبة من الشئ: القطعة منه. ويقال
للبرد: حب الغمام، وحب المزن، وحب قر. ابن السكيت: وهذا جابرُ بن
حَبَّةَ: اسم للخبز، وهو معرفةٌ. والحِبَّةُ بالكسر: بزور الصحراء مما
ليس بقوتٍ. وفي الحديث: " فينبُتونَ كما تَنْبُتُ الحِبَّةُ في حَميلِ
السَيْلِ "، والجمع حِبَبٌ. والحُبَّةُ بالضم: الحُبُّ، يقال: نَعمْ
وحُبَّةً وكرامةً. والحُبُّ: الخابيةُ، فارسيٌّ معربٌ، والجمع حِبابٌ
وحببة.
(1/105)
= الوليد رثى بهذا الشعر عثمان بن عفان رضى
الله عنه، وقاتله كنانه بن بشر التجيبى. وأما قاتل على رضى الله عنه
فهو التجوبى. ورأيت في حاشية ما مثاله: أنشد أبو عبيد البكري رحمه الله
في كتابه فصل المقال، في شرح كتاب الامثال: هذا البيت الذى هو ألا إن
الخ. لنائلة بنت الفرافصة بن الاحوص الكلبية، زوج عثمان رضى الله عنه،
ترثيه، وبعده: ومالى لا أبكى وتبكى قرابتي * وقد حجبت عنا فضول أبى
عمرو والرواية في البيت: " قتيل التجيبى ". والثلاثة: رسول الله صلى
الله عليه وسلم، وأبو بكر، وعمر رضى الله عنهما.
(1/105)
والحب: المحبة، وكذلك الحب بالكسر.
والحِبُّ أيضاً: الحبيب، مثل خِدْنٍ وخَدِينٍ. يقال أحبّه فهو مُحَبٌّ.
وحَبَّه يَحِبُّه بالكسر فهو محبوب. قال الشاعر (1) : أحب أبا مروان من
أجل تمره * وأعلم أن الرفق بالمرء أرفق (2) * ووالله لولا تمره ما
حببته * ولا كان أدنى من عبيد ومشرق (3) وهذا شاذ لانه لا يأتي في
المضاعف يفعل بالكسر إلا ويشركه يفعل بالضم إذا كان متعديا، ما خلا هذا
الحرف. وتقول: ما كنت حبيبا، ولقد حَبِبْتَ بالكسر، أي صرت حَبيباً.
الأصمعي: قولهم حُبَّ بفلان، معناه ما أحبه إلى. وقال الفراء: معناه
حبب بضم الباء، ثم أسكنت وأدغمت في الثانية. قال ابن السكيت في قول
ساعدة:
_________
(1) هو عيلان بن شجاع النهشلي.
(2) في اللسان:
وأعلم أن الجار بالجار أرفق * وفى الاقتضاب ص 283: وأقسم لولا تمره ما
حببته * وكان عياض منه أدنى ومشرق
(3) كذا بالاقواء. ورواه المبرد:
وكان عياض منه أدنى ومشرق * ولا إقواء في هذه الرواية.
(1/105)
هجرت غضوب وحب من يَتَجَنّبُ * وعَدَتْ
عَوادٍ دون وليك تشغب (1) أراد حبب فأدغم ونقل الضمة إلى الياء، لانه
مدح. ومنه قولهم: حبَّذا زيد، فَحَبَّ فعل ماض لا يتصرَّف، وأصله حَبُب
على ما قال الفراء، وذا فاعله، وهو اسم مبهم من أسماء الاشارة جعلا
شيئا واحد فصار بمنزلة اسم يرفع ما بعده، وموضعه رفع بالابتداء وزيد
خبره، فلا يجوز أن يكون بدلا من ذا، لانك تقول: حبذا امرأة ولو كان
بدلا لقلت حبذه المرأة. قال الشاعر جرير: وحبذا نَفَحاتٌ من يمانِيَةٍ
* تأتيكَ من قِبَل الريَّانِ أحيانا وتحبَّب إليه: تودّد. وتحبَّب
الحمار، إذا امتلأ من الماء. وشربت الإبل حتَّى حبَّبَتْ، أي
تَمَلَّأتْ ريَّاً. وامرأةٌ مُحِبَّةٌ لزوجها ومُحِبٌّ لزوجها أيضاً،
عن الفراء. والاستحباب كالاستحسان (2) . وتحابُّوا، أي أحبَّ كلُّ
واحدٍ منهم صاحبه. والحِباب بالكسر: المُحابَّةُ والمَوادَّةُ.
والحُبابُ بالضم: الحب. قال الشاعر (3) :
_________
(1) تشعب يروى بالعين المهملة أي تفرق. ومن روى تشغب بالمعجمة يريد
تخالف قصدك. والولى: القرب والمداناة، من ولى يلى.
(2) قلت: استحبه عليه أي آثره عليه واختاره. ومنه قوله تعالى: "
فاستحبوا العمى على الهدى ". واستحبه: أحبه، ومنه المستحب. اه مختار.
(3) أبو عطاء السندي.
(1/106)
فوالله ما أَدري وإني لصادقٌ * أَداءٌ
عَراني من حُبابِكِ أمْ سِحْرُ والحُبابَ أيضاً: الحَيَّةُ. وإنما قيل
الحُبابُ اسمُ شيطان لأنّ الحيَّة يقال لها شيطان، ومنه سُمِّيَ الرجل.
وحَبابُ الماء بالفتح: مُعظمُهُ. قال طرفة: يشق حباب الماء حيزومها بها
* كما قَسَمَ التُرْبَ المُغايِلُ (1) باليَدِ ويقال أيضاً حَبابُ
الماء: نفاخاته التى تعلوه، وهى اليعاليل. وتقول أيضاً: حَبابُكَ أن
تفعلَ كذا، أي غايتك. والإحبابُ: البُروكُ. والإِحْبابُ في الإبل
كالحِرانِ في الخيل. قال الشاعر (2) :
ضرب بعير السوء إذ أحبا (3) * أبو زيد: يقال بعير مُحِبٌّ، وقد أحبَّ
إحباباً وهو أن يصيبَه مرضٌ أو كسر فلا يبرحُ من مكانه حتى يبرأ أو
يموت. وقال ثعلب: يقال أيضاً للبعير الحَسير مُحِبٌّ. وأنشد (4) :
_________
(1) في المطبوعة الاولى " المغايل " تحريف.
(2) هو أبو محمد الفقعسى.
(3) وقبله:
حلت عليه بالقفيل ضربا * والقفيل: السوط.
(4) يصف امرأة قاست عجيزتها بسبب، أي حبل، ثم ألقته إلى نساء الحى
ليفعلن كما فعلت، فأدرنه على أعجازهن فوجدنه فائضا كثيرا فغلبتهن. ذكره
شارح القاموس في جب بالجيم، قال: وجبت فلانة النساء تجبهن جبا: غلبتهن
من حسنها. أي كما سبق في قوله تجب أهل الكعبة.
(1/106)
جبت نساء العالمين بالسبب * فهن بعد كلهن
كالمحب وأَحَبَّ الزرعُ وأَلبَّ، إذا دخل فيه الأكل وتَنَشَّأَ فيه
الحَبُّ واللُبُّ. والحَبَبُ، بالتحريك: تَنَضُّدُ الأسنان وقال:
وإذا تَضْحَكُ تُبْدي حَبَباً (1) * والحباحب: اسم رجل بخيل كان لا
يوقد إلا ناراً ضعيفةً مخافَة الضيفان، فضربوا بها المثلَ حتّى قالوا:
نارُ الحُباحِبِ لِمَا تَقْدَحُهُ الخيلُ بحوافرها. قال النابغة يذكر
السُيوف: تَقُدُّ السَلوقيَّ المضاعَفَ نَسْجُهُ * ويوقِدْنَ (2)
بالصُفَّاحِ نارَ الحُباحِبِ وربما قالوا: نارُ أبي حُباحِبٍ، وهو
ذبابٌ يطير بالليل كأنه نار. قال الكميت: يَرى الراءون بالشفرات (3)
منها * كنار أبى حُباحِبَ والظُبينا وربما جعلوا الحُباحِبَ اسماً لتلك
النار. قال الكُسَعيُّ:
_________
(1) هو لطرفه وعجزه:
كأقاح الرمل عذبا إذا أشر * ويروى أيضا:
كرضاب المسك بالماء الخصر
(2) في اللسان: وتوقد.
(3) يعنى شفرات السيوف.
(1/107)
ما بالُ سَهْمي يوقِدُ الحُباحِبا * قد
كنتُ أرجو أن يكون صائبا وحبان بالفتح: اسم رجل موضوع من الحب.
والحباحب بالفتح: الصغار، الواحد حبحاب. قال الهُذَليّ (1) : دَلَجي
إذا ما الليلُ جَنَّ على المُقَرَّنَةِ الحَباحِبْ يعني بالمُقَرَّنَةِ
الجبال التي يدنو بعضها من بعض. وحبى على فعلى: اسم امرأة. قال هدبة
ابن خشرم: فما وجدت وجدى بها أم واحد * ولا وجد حبى بابن أم كلاب (2) -
[حجب] الحجاب: السِتْرُ. وحجاب
الجوف: ما يحتجب بين الفؤاد وسائره. وحجَبه أي منعه عن الدخول. والاخوة
يحجبون الام عن الثلث. والمحجوب: الضرير. وحاجب العين جمعه حواجب،
وحاجب الأمير جمعه حُجَّاب. واستحجبه: ولاه الحجبة. وحواجب الشمس:
نواحيها.
_________
(1) هو حبيب بن عبد الله.
(2) قلت: هي حبى ابنة الاسود، من بنى بحتر ابن عتود كان حارث بن عتاب
الطائى الشاعر يهواها، فخطبها ولم ترضه وتزوجت غيره من بنى ثعل، فطفق
يهجو بنى ثعل. أو هي امرأة غيرها. اه مرتضى.
(1/107)
وقوس حاجب هو حاجب بن زرارة التميمي (1) .
واحتجب الملك عن الناس. ومَلِكٌ مُحَجَّبٌ. والحَجَبَةُ، بالتحريك: رأس
الوَرِكِ، وهما حَجَبَتانِ تُشرفان على الخاصرتين.
[حدب] الحَدَبُ: ما ارتفع من الأرض،
والجمع الحِداب. ومنه قوله تعالى: (وهُمْ من كل حَدَبٍ يَنْسِلونَ) .
والحَدَبَةُ: التي في الظَهْرِ، وقد حَدِبَ ظهرُهُ فهو حَدِبٌ،
واحدودبَ مثله. وأحدَبه الله فهو رجل أحدب بَيِّنَ الحَدَبِ. وناقة
حدباء، إذا بدت حراقفها. يقال: هن حدب حدابير. ويقال أيضاً: حَدَبَ
عليه وتحدَّب عليه، أي تعطف عليه.
[حرب] الحَرْبُ تُؤَنَّثُ، يقال:
وقَعت بينهم حرب. قال الخليل: تصغيرها حريب بلا هاء رواية عن عن العرب.
قال المازنى لانه في الاصل مصدر. وقال المبرد: الحرب قد تذكر (2) .
وأنشد:
_________
(1) ويقال له أبو الوفا. وقصته مشهورة، وما ألطف قول الشاعر: تاهت
علينا بقوس حاجبها * تيه تميم بقوس حاجبها
(2) الحرب: نقيض السلم، ولشهرته يعنون به القتال. والذى حققه السهيلي
أن الحرب هو الترامي بالسهام، ثم المطاعنة بالرماح، ثم المجالدة
بالسيوف، ثم المعانقة والمصارعة إذا تزاحموا. قاله شيخنا اه مرتضى.
وشيخه هو المحشى الفاسى.
(1/108)
وهو إذا الحربُ هَفا عُقابُهْ * مِرْجَمُ
حرب تلتظى حرابه وأنا حربٌ لمن حارَبني، أي عَدُوٌّ. وتحاربوا واحتربوا
وحاربوا بمعنىً. ورجل مِحْرَبٌ بكسر الميم، أي صاحب حروب، وقوم
مِحْرَبَةٌ. والحربة: واحدة الحراب. وحَرِبَ الرجل بالكسر: اشتدّ غضبه.
ورجل حِرِبٌ وأسد حَرِبٌ. والتحريب: التحريش. وحَرَّبْتُه، أي أغضبتُه.
وَحَرَّبْتُ السنان، أي حَدَّدْتُهُ مثل ذَرَّبْتُهُ. قال الشاعر (1) :
سيُصبح في سَرْحِ الرِبابِ وراءها * إذا فَزِعَتْ أَلْفاً سِنانٍ
مُحَرَّبِ وحَريبَةُ الرجل: مالَه الذي يعيش به. تقول: حَرَبَهُ
يَحْرُبُهُ حَرَباً، مثل طلبه يطلبه طلباً، إذا أَخذ مالَهُ وتركه بلا
شئ. وقد حرب مالَهُ، أي سلبه، فهو محروب وحَرِيبٌ. وأَحْرَبْتُهُ، أي
دَلَلْتُهُ على ما يَغْنَمُهُ من عدوّ. قال الفراء: المحاريب: صدور
المجالس، ومنه سُمِّيَ محراب المسجد. والمحراب: الغُرفة. قال وضاح
اليمن:
_________
(1) هو مخارق بن شهاب. البيان والتبيين 4: 42.
(1/108)
ربة محراب إذا جئتُها * لم أَلْقَها أو
أرتقى سلما (1) ومنه محاريب غمدان باليمن. وقوله تعالى: (فخرج على قومه
من المحراب) قالوا: من المسجد. ومحارب: قبيلة من فهر. والحرباء أكبر من
العَظاءَةِ شيئاً، يستقبل الشمس ويدور معها. ويقال حرباء تنضب كما يقال
ذئب غضى. قال (2) : أنى أتيح (3) له حرباء تنضبة * لا يرسل الساق إلا
ممسكا ساقا وأرض محربئة: ذات حرباء. والحرباء أيضاً: مسامير الدروع.
قال لبيد: أحْكَمَ الجُنْثِيُّ من عَوْراتِها * كُلَّ حِرْباَء إذا
أُكْرِهَ صَلّ وحَرابيُّ المَتْنِ: لَحماتُه. واحْرَنبى: ازْبأَرَّ،
والياء للالحاق بافعنلل.
[حزب] حِزْبُ الرجل: أصحابه.
والحِزْبُ: الوِرْدُ. وقد حَزَّبْتُ القرآن. والحِزْبُ: الطائفة.
وتحزبوا
_________
(1) يروى:
لم أدن حتى أرتقى سلما
(2) هو أبو داود.
(3) قال ابن برى: " أنى أتيح لها " لانه وصف ظعنا.
(1/109)
تجمعوا. والاحزاب: الطوائف التي تجتمع على
محاربة الأنبياء عليهم السلام. والحَزابي: الغليظ القصير، يقال رجل
حَزابٍ وَحَزابِيَةٌ أيضاً، إذا كان غليظاً إلى القِصر. والياء
للالحاق، كالفهامية والعلانية من الفهم والعلن. قال أمية بن أبى عائذ
الهذلى: كأنى ورحلي إذا زعتها * على جمزى جازئ بالرمال * وأصحم (1) حام
جراميزه * حزابية حيدى بالدحال والحِزْباءُ: الأرض الغليظة،
والحِزْباءَةُ أخصُّ منه، والجمع الحَزابي، وأصله مشدّد كما قلنا في
الصحارى. والحنزاب: جزر البر. والقسط: جزر البحر. والحنزاب أيضا مثل
الحزابى، وهو الغليظ القصير. وقال:
تاح لها بعدك حنزاب وزا (2) * الوزا: الشديد. وحزبه أمرٌ، أي أصابه.
والحيزبون: العجوز.
[حسب] حَسَبْتُهُ أَحْسَبُهُ بالضم
حَسْباً وحسابا وحسبانا
_________
(1) قال ابن برى: " أو اصحم " لانه معطوف على جمزى.
(2) القائل هو الاغلب العجلى يهجو سجاح. وصدره:
قد أبصرت سجاح من بعد العمى:
(1/109)
وحسابة، إذا عددته. وأنشد ابن الاعرابي (1)
: يا جمل أسقاك (2) بلا حسابه * سقيا مليك حسن الربابه * قتلتنى بالدل
والخلابه * أي بلا حساب ولا هنداز. ويجوز في حسن الرفع والنصب والجر.
والمعدود محسوبٌ وحَسَبٌ أيضاً، وهو فَعَلٌ بمعنى مفعول، مثل نَفَضٍ
بمعنى منفوضٍ. ومنه قولهم: ليَكُنْ عملُكَ بِحَسَبِ ذلك، أي على
قَدْرِهِ وعدده. قال الكسائي: ما أدري ما حَسَبُ حديثك، أي ما
قَدْرُهُ، وربما سُكِّنَ في ضرورة الشعر. والحَسَبُ أيضاً: ما يعدُّه
الإنسان من مفاخر آبائه. ويقال: حَسَبُهُ دينُهُ، ويقال مالُهُ. والرجل
حسيبٌ، وقد حَسُبَ بالضم حسابة، مثل خطب خطابة. قال ابن السكيت: الحسب
والكرم يكونان في الرجل وإن لم يكن له آباء لهم شرفٌ. قال: والشَرف
والمجد لا يكونان إلا بالآباء. وحاسبته من المحاسبة واحتسبت عليه كذا،
إذا أنكرته عليه. قاله ابن دريد. واحتسبت بكذا أجراً عند الله، والاسم
الحِسْبة بالكسر وهي الأجر
_________
(1) لمنظور بن مرثد الاسدي.
(2) قوله " أسقاك " صوابه أسقيت، والربابة بالكسر: القيام على الشئ
بإصلاحه وتربيته. اه مرتضى.
(1/110)
والجمع الحِسب. وفلان محتسِب البلد، ولا
تقل مُحْسِب. واحتَسَبَ فلانٌ ابناً له أو بنتاً، إذا ما مات وهو كبير،
فإن مات صغيراً قيل افترطه. ويقال أيضاً إنه لَحَسنُ الحِسبة في الأمر،
إذا كان حَسَنَ التدبير له. والحِسبة أيضاً من الحساب مثل القعدة
والركبة والجلسة. قال النابغة: فَكَمَّلَتْ مِائَةً فيها حمامتها *
وأسرعت حسبة في ذلك العدد وأحسبنى الشئ، أي كفانى. وأحسبتُهُ
وحَسَّبْتُهُ بالتشديد بمعنىً، أي أعطيته ما يرضيه. قال الشاعر (1) :
ونُقْفي وَليدَ الحيِّ إن كان جائعاً * ونُحْسِبُهُ إن كان ليس بجائِع
أي نعطيه حتى يقول حَسْبي. وحِسْبُكَ دِرْهمٌ أي كفاك، وهو اسم. وشئ
حساب، أي كافٍ. ومنه قوله تعالى: (عَطاءً حِساباً) ، أي كافياً. وتقول:
أعطى فأحْسَبَ، أي أكْثَرَ. وهذا رجل حَسْبُكَ من رجلٍ، وهو مدح
للنَكِرَةِ لأن، فيه تأويل فَعْل كأنه قال مُحْسِبٌ لك، أي كافٍ لك من
غيره، يستوي فيه الواحد والجمع
_________
(1) هي امرأة من بنى قشير. وقبله: أكلنا الشوى حتى إذا لم نجد شوى *
أشرنا إلى خيراتها بالاصابع
(1/110)
والتثنية، لانه مصدر. وتقول في المعرفة:
هذا عبد الله حسبك من رجل فتنصب حسبك على الحال. وإن أردت الفعل في
حسبك قلت مررت برجل أحسبك من رجل وبرجلين أحسباك وبرجال أحسبوك. ولك أن
تتكلم بحسب مفردة، تقول: رأيت زيدا حسب يا فتى، كأنك قلت: حسبى أو
حسبك، فأضمرت هذا فلذلك لم تنون، لانك أردت الاضافة، كما تقول: جاءني
زيد ليس غير، نريد ليس غيره عندي. وقولهم: حسيبك الله، أي انتقم الله
منك. والحُسبان بالضم: العذابُ. وقال أبو زياد الكلابي: أصاب الأرضَ
حُسْبانٌ، أي جرادٌ. والحُسْبانُ: الحساب، قال الله تعالى: (الشمسُ
والقمرُ بِحُسْبانٍ) . قال الأخفش: الحُسْبانُ جماعةُ الحِسابِ، مثل
شِهابٍ وشهبان. والحسبان أيضا: سهام قصار، الواحدة حسبانة. والحسبانة
أيضا: الوسادة الصغيرة، تقول منه حَسَّبْتُهُ، إذا وسَّدْتَهُ. قال
نهيك الفزارى (1) : لتقيت بالوجعاء طعنة مرهف * حران (2) أو لثويت غير
محسب
_________
(1) صوابه نهيكة الفرازى. وقبله، يخاطب عامر ابن الطفيل: يا عام لو
قدرت عليك رماحنا * والراقصات إلى منى فالغبغب
(2) في اللسان: مران. وفى المقاييس " ثائر حران ".
(1/111)
أي غير موسد، يعنى غير مكرم ولا مكفن.
وتحسبت الخبر. أي استخبرت. وقال رجل من بني الهُجَيم: تَحَسَّبَ
هَوَّاسٌ وأيقن أنني * بها مُفْتَدٍ من واحد (1) لا أغامره يقول:
تشمَّمَ الأسدُ ناقتي وظنّ أني أتركها له ولا أقاتله. والأَحْسَبُ من
الإبل، هو الذي فيه بياضٌ وحُمرةٌ. تقول منه: احسب البعير احسبابا (2)
، والاحسب من الناس: الذي في شَعْرِ رأسِه شقرة. وقال امرؤ القيس (3) :
أيا هند لا تنكحي بوهة * عليه عقيقته أحسبا يصفه باللؤم والشح. يقول:
كأنه لم تحلق عقيقته في صغره حتى شاخ. وحسبته صالحا أحسبه بالفتح،
مَحْسَبَةً ومَحْسِبَةً وحِسْباناً بالكسر، أي ظننته. ويقال أحسبه،
بالكسر، وهو شاذ لان كل فعل كان ماضيه
_________
(1) في نوادر أبى زيد " صاحب لا أناظره ". وبعده: فقلت له فاها لفيك
فإنها * قلوص امرئ قاريك ما أنت حاذره
(2) الذى في اللسان " أحسب البعير إحسابا ".
(3) هو امرؤ القيس بن مالك الحميرى. وبعده: مرسعة بين أرساغه * به عسم
يبتغى أرنبا
(1/111)
مكسورا فإن مستقبله يأتي مفتوح العين، نحو
علم يعلم، إلا أربعة أحرف جاءت نوارد، قالوا: حسب يحسب ويحسب، وبئس
يبأس ويبئس، ويئس ييأس وييئس، ونعم ينعم وينعم، فإنها جاءت من السالم
بالكسر والفتح. ومن المعتل ما جاء ماضيه ومستقبله جميعا بالكسر نحو:
ومق يمق، ووفق يفق، ووثق يثق، وورع يرع، وورم يرم، وورث يرث، وورى
الزند يرى، وولى يلى.
[حشب] الحوشب: موصل الوظيف في رُسْغ
الدابة. وقال الأصمعي: الحَوْشَبُ: عُظَيْمٌ صغير كالسُّلامى في طرف
الوظيف بين رأس الوظيف ومُسْتَقَرِّ الحافر يدخل في الجُبَّةِ. وأنشد
للعجاج: في رسغ لا يتشكى الحَوْشَبا * مَسْتَبْطِناً مع الصَميمِ
عَصَبا والحوشب: المنتفخ الجنبين. قال الشاعر (1) : وتجر مجرية لها *
لحمى إلى أجر حواشب
[حصب] الحصباء: الحصى. وأرض
حَصِبَةٌ ومَحْصَبَةٌ بالفتح: ذاتُ حصباء. وحَصَّبْتُ المسجد تحصيباً،
إذا فرشتَه بها. والمحصب: موضع الجمار بمنى.
_________
(1) الاعلم الهذلى.
(1/112)
وحصبت الرجل أَحْصِبُهُ بالكسر، أي رميته
بالحصباء. وحَصَبَ في الأرض: ذهبَ فيها. والحاصب: الريح الشديدة التي
تُثير الحصباء. وكذلك الحَصِبَةُ. قال لبيد: جَرَّتْ عليها أَنْ خَوَتْ
من أَهْلِها * أذيالَها كُلُّ عَصوفٍ حَصِبَهْ وأحصب الفرسُ: أثار
الحصباءَ في عَدْوِهِ، والحَصْبَةُ: بَثْرٌ يخرج بالجسد، وقد يحرك (1)
. تقول منه: حَصِبَ جِلْدُهُ بالكسر يَحْصَبُ. والحَصَبُ: ما يُحْصَبُ
به في النار، أي يُرْمى. قال أبو عبيدة في قوله تبارك وتعالى: (حَصَبُ
جَهَنَّمَ) : كُلُّ ما ألقيته في النار فقد حصبتها به. ويحصب بالكسر:
حى من اليمن، وإذا نسبت قلت: يحصبى فتفتح الصاد مثل تغلب وتغلبي.
[حضب] الحِضْبُ بالكسر: صوت
القَوسِ، والجمع أخضاب. والحضب أيضا: الذكر من الحيات. قال أبو سعيد:
هو بالضاد معجمة، وأنشد لرؤبة:
وقد تطويت انطواء الحضب (2) * والحضب لغة في الحصب. ومنه قرأ ابن
_________
(1) بسكون الصاد وفتحها وكسرها.
(2) وبعده:
بين قتاد ردهة وشقب:
(1/112)
عباس: (حَضَبُ جَهَنَّم) . قال الفراء:
يريد الحصب. قال: وذكر لنا أن الحضب في لغة أهل اليمن الحطب. قال: وكل
ما هيجت به النار وأوقدتها به فهو حضب. والمحضب: المسعر. قال الاعشى:
فلا تَكُ في حَرْبِنا مِحْضَباً * لتجعل قومك شتى شعوبا
[حطب] الحَطَبُ معروف، تقول منه:
حَطَبْتُ واحتطبتُ، إذا جمعته. ويقال لمن يتكلم بالغت والسمين: حاطب
لَيْلٍ، لأنّه لا يبصر ما يجمع في حَبْلِهِ. وحطَبني فلان، إذا أتاك
بالحَطب. قال الراجز (1) : خَبٌّ جَروزٌ وإذا جاع بَكى * لا حَطَبَ
القومَ ولا القومَ سَقى والحَطَّابَةُ: الذين يحتطبون. وأحطب الكَرْمُ:
حان أن يُقْطَعَ منه الحطبُ. وناقة مُحاطِبَةٌ: تأكل الشوكَ اليابس.
ومكانٌ حطيبٌ: كثير الحطب. والحَطِبُ: الرجل الشديد الهُزالِ. والأحطب
مثله. وقولهم: " صفقة لم يشهدها حاطب " هو حاطب بن أبى بلتعة، وكان
حازما.
_________
(1) هو الشماخ.
(1/113)
[حظب]
حَظَبَ حُظوباً: سَمِنَ. يقال: " اعْلُلْ تَحْظُبْ "، أي اشرب مَرَّةً
بعد مرة تسمن. الاصمعي: الحنظب والحنظب (1) : الذكر من الجراد. وقال
الخليل: الحناظب الخنافس، الواحد حنظب وحنظباء. قال الطماحى (2) يصف
كلبا أسود: أعددت للذئب وليل الحارس * مصدرا أتلع مثل الفارس يستقبل
الريح بأنف خانس * في مثل جلد الحنظباء اليابس وقال حسان بن ثابت:
وأُمُّكَ سوداءُ نُوبِيَّةٌ * كأنَّ أَنامِلَها الحُنْظُبُ *
والحُنْظوبُ: المرأة الضخمة الرديئة.
[حظرب] حظرب قوسه، إذا شد توتيرها.
والمُحَظْرَبُ: الشديد الفَتْلِ، يقال رجل مُحَظْرَبٌ إذا كان شديد
الخَلْق مَفْتولَهُ. قال الشاعر (3) : وكائِنْ تَرى مِنْ يَلْمَعيٍّ
مُحَظْرَبٍ * وليس له عند العزائم جول
_________
(1) الاول بضم الظاء والثانى بفتحها، والحاء على كل مضمومة.
(2) هو زياد.
(3) هو طرفة.
(1/113)
يقول: هو مُشَدَّدٌ (1) حديد اللسان حديد
النظر، فإذا نَزَلَتْ به الأمورُ وجدت غيره مِمَّنْ ليس له نظره وحدته
أقوم بها منه.
[حقب] الحُقْبُ بالضم: ثمانون سنة،
ويقال أكثر من ذلك، والجمع حقاب، مثل قف وقفاف. والحقبة بالكسر: واحدة
الحقب وهى السِنونَ. والحُقُبُ: الدهر. والأحقاب: الدهور، ومنه قوله
تعالى: (أوَ أَمْضِيَ حُقُباً) . والحَقَبُ بالتحريك: حَبْلٌ يُشَدُّ
به الرجل إلى بطن البعير مما يلي ثيلَهُ كي لا يجتذبَه التصدير. تقول
منه: أَحْقَبْتُ البعيرَ. وحَقِبَ البعيرُ بالكسر إذا أصاب حَقَبُهُ
ثيلَهُ فاحتبس بَوْلُهُ. ويقال أيضاً: حَقِبَ العامُ، إذا احتبس
مطرُهُ. والأحقب: حمار الوحش، سُمِّيَ بذلك لبياضٍ في حَقْوَيْهِ،
والانثى حقباء. وقال الراجز (2) :
كأنها حقباء بلقاء الزلق (3) * ويقال للقارة (4) الطويلة في السماء:
حقباء. والحقاب أيضا: جبل معروف. قال الراجز
_________
(1) في اللسان " مسدد " بالسين المهملة.
(2) هو رؤبة.
(3) بعده:
أوجادر الليتين مطوى الحنق * الزلق: عجيزتها حيث تزلق منه. والجادر:
حمار الوحش والجدر: أثر الكدم بعنقه. والحنق: الضمر.
(4) هي الرابية.
(1/114)
يصف كلبة طلبت وعلا مسنا في هذا الجبل (1)
: قد ضمها والبدن الحقاب جدى لكل عامل ثواب الرأس والاكوع والاهاب
والحقيبة: واحدة الحقائب. واحتقبه واستحقبه بمعنىً، أي احتمله. ومنه
قيل: احتقب فلانٌ الإثمَ، كأنه جمعه. واحتقبه من خلفه. والمحقب:
المردف.
[حلب] الحَلَبُ بالتحريك: اللبن
المحلوب. والحَلَبُ أيضاً: مصدر حَلَبَ الناقة يَحْلُبُها حلباً،
واحتلبها، فهو حالِبٌ وقوم حلبة. وفى المثل " شتى تؤوب الحلبة ". ولا
تقل الحلمة، لانهم إذا اجتمعوا لحلب النوق اشتغل كل واحد منهم بحلب
ناقته وحلائبه، ثم يؤوب الاول فالاول منهم. والحلوب: ما يحلب. وقال كعب
بن سعدٍ الغَنَويِّ يرثي رجلاً: يَبيتُ النَدى يا أمَّ عمروٍ ضجيعَهُ *
إذا لم يكن في المُنْقِياتِ حَلوبُ وكذلك الحلوبة، وإنما جاء بالهاء
لانك تريد
_________
(1) أول الرجز:
قد قلت لما جدت العقاب * وضمها الخ. ورواية الجوهرى: قد ضمها، والواو
أصح. قاله ابن برى. والبدن: الوعل المسن. والعقاب: اسم كلبة. أي جدى في
لحاق هذا الوعل لتأكلى الرأس الخ. اه مرتضى.
(1/114)
الشئ الذى يحلب، أي الشئ الذى اتخذوه
ليحلبوه، وليس لتكثير الفعل. وكذلك القول في الركوبه والقتوبة
وأشباهها. واستحلب اللبن: استدره. والحليب: اللبن المحلوب. وحلبت
الرجل: أي حلبت له، تقول منه: احْلُبْني، أي اكْفِني الحَلَبَ،
وأَحْلِبْني بقطع الألف، أي أَعِنِّي على الحَلَبِ. وأَحْلَبْتُ
الرجلَ، إذا جعلت له ما يحلُبُهُ. وأحلبَ الرجلُ: إذا نتجت إبله إناثا،
وأجلب الرجل بالجيم، إذا نتجت إبله ذكورا، لانه تجلب أولادها فتباع.
والاحلابة: أن تَحْلُبَ لأهلك وأنت في المرعى تبعث به إليهم. تقول منه:
أحلبت أهلى. والمحلب: الناصر. قال الشاعر (1) : أشار بهم لمع الاصم
فأقبلوا * عرانين لا يأتيه للنصر محلب (2) وحالبت الرجلَ، إذا
نَصَرْتَهُ وعاونته. وهم يَحْلِبونَ عليك، أي يجتمعون ويتألَّبون من كل
أَوْبٍ. والمِحْلَبُ بالكسر: الإناء يُحْلَبُ فيه. وحَبُّ المَحْلَبُ
بالفتح: دواءٌ من الأفاويهِ، وموضعه المحلبية (3) .
_________
(1) بشر بن أبى خازم، وفى المخطوطة: هو أوس.
(2) بوزن محسن، أي معين من غير قومه، فإن كان المعين من قومه لم يكن
محلبا. اه مرتضى.
(3) بلد قرب الموصل.
(1/115)
وناقة حلبانة، أي ذات لبن. قال الراجز:
حلبانة ركبانة صفوف (1) * تجمع (2) بين وبر وصوف * والحالبان: عرقان
مكتنفان للسرة. وتَحَلَّبَ العرقُ وانحلب، أي سال. الكسائي: إذا خرج من
ضرع العنز شئ من اللبن قبل أن ينزو عليها التيس قيل: هي عنز تحلبة.
وقال أبو زيد: يقال عناق تحلبة وتحلبة وتحلبة (3) للتى تحلب قبل أن
تحمل. والحَلْبَةُ بالتسكين: خيل تجمع للسباق من كل أَوْبٍ، لا تخرج من
إصطبل واحد، كما يقال للقوم إذا جاءوا من كلِّ أوب للنصرة: قد أحلبوا.
وحلب: مدينة بالشأم. والحلب أيضاً من الجِبايَةِ: ما لا تكون وظيفة
معلومة. وحلاب بالتشديد: اسم فرس لبنى تغلب. والحلبة: حب معروف.
والحُلَّبُ: نَبْتٌ تعتاده الظباء، يقال تيس حلب (4) ، وتيس ذو حلب.
قال النابغة (5) يصف فرسا:
_________
(1) أول الرجز:
أكرم لنا بناقة ألوف
(2) في اللسان: " تخلط بين ".
(3) بتثليث أوله مع ثالثه، وتحلبة، وتحلبة.
(4) بضم الحاء وتشديد اللام.
(5) النابغة الجعدى.
(1/115)
بعارى النواهق صلت الجبي * ن يستن كالتيس
ذى الحلب قال الأصمعي: هي بَقْلَةٌ جَعْدَةٌ غبراءُ في خُضْرَةٍ، تنبسط
على الأرض، يسيل منها اللّبن إذا قطع منها شئ. وسقاء حلبى: دبغ بالحلب.
وقال الراجز (1) :
دلو تمأى دبغت بالحلب (2) * والحلبلاب، بالكسر: النبت الذى تسميه
العامَّة اللَبْلابُ، ويقال هو الحلب الذى تعتاده الظباء. وأسود حلبوب،
أي حالك.
[حنب] الاصمعي: النحنيب في الفرس:
انحناءٌ وتوتيرٌ في الصُلب واليدين، فإذا كان ذلك في الرجل فهو التجنيب
بالجيم. قال طرفة: وكرى إذا نادى المضاف مجنبا * كَسيدِ (3) الغَضى
نَبَّهْتَهُ المُتَوَرِّدِ وقال أبو عبيد: المُحَنَّبُ: البعيد ما بين
الرِجْلَيْنِ من غير فَحَجٍ، وهو مدحٌ. وتَحنَّب فلان، أي تقوس وانحنى.
_________
(1) وبعده:
أو بأعالى السلم المذاب
(2) تمأى أي تتسع.
(3) ويروى:
كسيد الغضا في الردمة المتورد:
(1/116)
[حوب]
الحوبُ، بالضم: الإثم، والحابُ مثله. ويقال: حبت بكذا أي أثِمْتَ، تحوب
حَوْباً (1) وحَوْبَةً وحِيَابَةً. قال النابغة: صبرا بغيض بن ريث إنها
رحم * حبتم بها فأناختكم بجعجاع وفلان أَعَقُّ وأحوبُ. وإن لي حَوْبَةً
أعولُها، أي ضَعَفَةً وعيالاً. ابن السكيت: لي في بني فلان حُوبَةٌ،
وبعضهم يقوله حِيبَةً فتذهب الواو إذا انكسر ما قبلها. وهي كل حُرْمَةٍ
تضيع من أمٍّ أو أختٍ أو بنتٍ أو غير ذلك من كل ذات رَحِمٍ. قال: وهي
في موضعٍ آخَرَ الهَمُّ والحاجَةُ. وأنشد للفرزدق: فهَبْ لي خُنَيْساً
واتَّخِذْ فيه مِنَّةً * لِحَوْبَةِ أمٍّ ما يَسوغُ شَرابُها وقال أبو
كَبير في الحِيبَةِ: ثم انْصَرَفْتُ ولا أَبُثُّكَ حِيبَتي * رَعِشَ
العِظامِ (2) أَطيشُ مَشْيَ الأَصْوَرِ (3) ويقال: ألحق الله به
الحَوْبَةَ، أي المَسْكَنَةَ والحاجة. وقولهم: إنما فلانٌ حَوْبَةٌ، أي
ليس عنده
_________
(1) حاب حوبا وحوبا وحابا.
(2) في اللسان: " رعش البنان ".
(3) وقبله: ولرب من طأطأته في حفرة * من كل مقتبل الشباب محبر
(1/116)
خير ولا شرٌّ. وفي نوادر أبي زيد: الحُوبة:
الرجل الضعيف، والجمع الحُوَبُ. والحَوباء: النفْس، والجمع
الحَوْباواتُ. وحَوْبُ: زَجْرٌ للإبل، فيه ثلاث لغات حَوْبُ وحَوْبَ
وحَوْبِ (1) . تقول منه حوَّبْتُ بالإِبل. وفلان يتحوَّبُ من كذا، أي
يتأثَّم. والتحوُّبُ أيضاً: التوجُّعُ والتحزُّنُ. قال طُفَيلٌ (2) .
فذوقوا كما ذُقْنا غَداةَ مُحَجَّرٍ * من الغَيظِ في أكبادِنا
والتَحَوُّبِ ويقال لابن آوى: هو يَتَحَوَّبُ، لأنَّ صوته كذلك، كأنه
يتضور. والحوأب مهموز (3) : ماء من مياه العرب على طريق البصرة. قال
الراجز: ما هي إلا شربة بالحوأب فصعدى من بعدها أو صوبي
فصل الخاء
[خبب] الخَبُّ والخِبُّ: الرجل
الخدَّاع الجربز.
_________
(1) بتثليث الباء.
(2) الغنوى.
(3) قال ابن برى: حقه أن يذكر في حأب اه. كما فعل القاموس، أي لان
واوه زائدة ككوكب على الاصح. والمؤلف جار على القول بأنها أصلية
والهمزة زائدة. ومن معاني الحوأب في اللغة القدح الضخم، كما في حاشية
القاموس.
(1/117)
تقول منه: خببت يا رجل تَخَبُّ خِبَّاً،
مثال عَلِمْت ُتعلم علماً. وقد خَبَّبَ غلامي فلانٌ، أي خدعه.
والخُبَّةُ والخَبَّةُ والخِبَّةُ: طريقةٌ من رملٍ أو سَحابٍ، أو
خِرْقَةٌ كالعِصابة، والخَبيبَةُ مثله، يقال ثوب خَبائِبُ، أي
مُتَقَطِّعٌ، مثل هَبائِبَ. واخْتَبَّ من ثوبه خُبَّةً، أي أَخْرَجَ.
والخَبيبَةُ أيضاً: صوفُ الثَنيِّ (1) . قال ابن السكيت: هو أفضل من
العَقيقَةِ - وهي صوفُ الجَذَعِ - وأبقى وأَكْثَرُ. والخبيبة من اللحم:
الشَريحة. والخَبَبُ: ضرب من العَدْوِ. تقول: خَبَّ الفرسُ يَخُبُّ
بالضم خبَّاً وخَبَبَاً وخَبيباً، إذا راوح بين يديه ورجليه (2) .
وأخَبَّهُ صاحِبُهُ، يقال جاءوا مُخِبِّينَ. ويقال أيضاً: خَبَّ
النباتُ، إذا طال وارتفع. وخَبَّ البحر، إذا اضطرب. يقال أصابهم خَبٌّ
إذا خَبَّ بهم البحرُ. قال الفراء: الخابُّ: واحد الخَوابِّ، وهي
القرابات والصِهْرُ، يقال: لي من فلان خواب. وخبخبوا عنكم من الظهيرة،
أي أبردوا،
_________
(1) قال في القاموس: وغلط الجوهرى، وإنما الصوف بالجيم والنون. قال في
اللسان: الخبيبة صوف مثنى مثل الجنيبة. فثبت بهذا أنهما لغتان صحيحتان.
(2) أي قام على إحداهما مرة وعلى الاخرى مرة.
(1/117)
وأصله خببوا بثلاث باءات، أبدلوا من الباء
الوسطى خاء للفرق بين فعللل وفعل، وإنما زادوا الخاء بين سائر الحروف
لان في الكلمة خاء. وهذه علة جميع ما يشبههه من الكلمات. والخبخبة:
رخاوه الشئ واضطرابه. وخبيب: اسم رجل، وهو خبيب بن عبد الله بن الزبير،
وكان عبد الله يكنى بأبى خبيب. قال الراعى: ما إن أتيت أبا خبيب وافدا
(1) * يوما أريد لبيعتي تبديلا والخبيبان: عبد الله بن الزبير وابنه،
ويقال هو وأخوه مصعب. قال حميد الارقط:
قدنى من نصر الخبيبين قدى (2) * فمن روى " الخبيبين " على الجمع يريد
ثلاثتهم وقال ابن السكيت: يريد أبا خبيب ومن كان على رأيه.
[خثعب] الخنثعبة (3) من النوق:
الغزيرة اللبن.
[خدب] خَدَبَهُ بالسيف، أي ضربه.
والخدب:
_________
(1) وفى جمهرة أشعار العرب:
ما زرت آل أبى خبيب طائعا
(2) بعده:
ليس الامام بالشحيح الملحد
(3) هي بتثليث الخاء.
(1/118)
شق الجلد مع اللحم. وخَدَبَتِ الحَيَّةُ،
أي عَضَّتْ. وفي لِسانِهِ خَدَبٌ، أي طولٌ. وقد خَدَبَ، أي كذب.
والخَدَبُ: الهَوَجُ، رجلٌ أخدب ومتخدِّبٌ، والمرأة خدباء. يقال: كان
بِنعَامَةَ خَدَبٌ (1) ، وهو المُدْرِكُ الثأرِ، أي كان أَهْوَجَ.
وطعنةٌ خدباءُ، إذا هَجَمَتْ على الجَوْفِ. والخدباء: الدرع اللينة.
وأنشد الأصمعي (2) :
خَدْباءُ يَحْفِزها نِجادُ مُهَنَّدٍ (3) * أبو زيد: يقال أَقْبِلْ على
خَيْدَبَتِكَ، أي على أمرك الأول. وحكى الشيباني: الخَيْدَبُ: الطريق
الواضح. قال الشاعر: يعدو الجَوادُ بها في خَلِّ خَيْدَبَةٍ * كما
يُشَقُّ إلى هدابه السرق ورجل خدب، مثال هجف، أي ضخم. وجارية خدبة.
[خرب] الخُرْبُ بالضم: مُنْقَطَعُ
الجمهور من الرمل. والخُرْبُ أيضاً: ثَقْبُ الوَرِكِ. والخُرْبَةُ
مثله، وكذلك الخُرابَةُ، وقد يشدّد. والخُرْبَةُ أيضاً: عُرْوَةُ
المَزادَةِ. وكلُّ ثَقْبٍ مستدير فهو خربة.
_________
(1) نعامة: لقب بيهس.
(2) لكعب بن مالك الانصاري.
(3) عجزه:
صافى الحديدة صارم ذى رونق:
(1/118)
والمخروب: المشقوق، ومنه قيل رجل أخْرَبُ
للمشقوق الأذن، وكذلك إذا كان مثقوب الاذن. فإذا انخرم بعد الثَقْبِ
فهو أخْرَم. والخراب: ضدّ العِمارة. وقد خَرِبَ الموضع بالكسر فهو
خَرِبٌ. ودارٌ خَرِبَةٌ، وأخربها صاحبُها. وخَرَّبوا بيوتهم، شُدِّدَ
لِفُشُوِّ الفعل أو للمبالغة. والخارب: اللصّ. قال الأصمعي: هو سارق
البُعْرانِ خاصة، والجمع الخُرَّابُ. تقول منه خرب فلان بإبل فلان يخرب
خرابة، مثل كتب يكتب كتابة. والخَرَبُ: ذكر الحُبارى، والجمع
الخِرْبانُ. والخروب أيضا: مصدر الاخرب، وهو الذي فيه شَقٌّ أو ثَقْبٌ
مستدير. والخَرُّوبُ بالتشديد: نبت معروف. والخُرْنوبُ لغة، ولا تقل
الخَرْنوبَ بالفتح.
[خرعب] جارية خرعوبة وخرعبة، أي
دقيقة العظام ناعمة. والغُصْنُ الخُرعوب: المتثنِّي. وقال امرؤ القيس:
بَرَهْرَهَةٌ رَأْدَةٌ (1) رَخْصَةٌ * كَخُرْعوبَةِ البانَةِ
المُنْفَطِرْ وجمل خُرْعوبٌ، أي طويل في حُسْنِ خلق.
_________
(1) يروى: " رودة " كما في ديوانه.
(1/119)
[خزب]
خَزِبَتِ الناقة بالكسر تَخْزَبُ خَزَباً، إذا وَرِمَ ضَرْعُها وضاقت
أحاليلها، وكذلك الشاة. يقال لحم خَزِبٌ، إذا كان رَخْصاً. وكلُّ لحمة
رخصة خزبة. والخزلبة: القطع السريع.
[خشب] جمع الخَشَبة خَشَبٌ وخُشُبٌ
وخشب وخشبان. وخشبت الشئ بالشئ: خلطته به. قال الاعشى يصف فرسا:
لا مقرف ولا مخشوب (1) * والخشيب: السيف الذى بُدِئَ طبعُهُ. والخشيب
أيضاً: الصَقيلُ، وهو من الاضداد. قال الاحمر: قال لى أعرابي: قلت
لصيقل: هل فرغت من سيفى؟ قال: نعم إلا أنى لم أخشبه. قال: والخشب أن
يضع عليه سنانا عريضا أملس
_________
(1) البيت بتمامه: قافل جرشع تراه كتيس ال * ربل لا مقرف ولا مخشوب
قال ابن برى: أورد الجوهرى عجز هذا البيت " لا مقرف ولا مخشوب " يعنى
بالرفع - قال: وصوابه: لامقرف ولا مخشوب، بالخفض. وبعده: تلك خيلى منه
وتلك رِكابي * هُنَّ صُفْرٌ أولادُها كالزَبيبِ
(1/119)
فيدلكه به، فإن كان فيه شعث أو شقوق أو حدب
ذهب واملس. وقول صخر:
ومُرْهِفٌ أُخْلِصَتْ خَشيبَتُهُ (1) * أي طبيعته. والخشيب: السهم حين
يُبْرى البَرْيَ الأولَ. وجمل خشيب، أي غليظ. ابن السكيت: خشبت الشعر،
إذا قلته كما يجئ لم تتنوق فيه (2) . والاخشب: الجبل الخشن العظيم. قال
الشاعر:
تَحْسَبُ فوقَ الشَوْلِ منه أَخْشَبا * والاخشبان: جبلا مكة. وفى
الحديث: " لا تزول مكة حتى يزول أخشباها ". وجَبهة خشباء، أي كريهة
يابسة، وأكمة خشباء. قال رؤبة:
بكلِّ خَشْباءَ وكلِّ سَفْحِ * وظليم خَشِبٌ، أي خَشِنٌ. وقد اخشوشب أي
صار خَشِباً، وهو الخَشِنُ. وقال أبو عبيد: كل شئ غليظ خشنٍ فهو أخشب
وخَشِبٌ. وفي حديث عمر رضي الله عنه: " اخشوشبوا (3) " قال: هو
الغِلَظُ وابتذالُ النفس
_________
(1) عجزه:
أبيض مهو في متنه ربد
(2) يقال تنوق في الامر وتأنق، أي أعمل فكره فيه وجوده.
(3) ويروى " اخشوشنوا ".
(1/120)
في العمل والاحتفاء في المشي ليغلُظَ
الجسدُ. وتَخَشَّبَتِ الإبلُ، إذا أكلت اليبيسَ من المرعى. ورجل قِشْبٌ
خِشْبٌ (1) ، إذا كان لا خير فيه. وخِشْبٌ إتباعٌ له. وبنو رزام بن
مالك بن حنظلة يقال لهم الخشاب. قال جرير: أثعلبة الفوارس أو رياحا *
عدلت بهم طهية والخشابا
[خصب] الخِصْبُ، بالكسر: نقيض
الجَدْبِ. يقال بلدٌ خِصْبٌ وبلدٌ أخصابٌ، كما قالوا بلد سبسب وبلد
سباسب، ورمح أقصاد، وبرمة أعشار، وثوب أسمال وأخلاق، فيكون الواحد يراد
به الجمع، كأنهم جعلوه أجزاءَ. وقد أخصبَتِ الأرضُ، ومكانٌ مخصِبٌ
وخَصيبٌ. وأخصبَ القوم، أي صاروا إلى الخصب. وأخصب جناب القوم، وهو ما
حولهم. وفلانٌ خصيب الجَناب، أي خصيب الناحية. والخِصابُ: النخل الكثير
الحمل، الواحدة خَصْبَةٌ بالفتح. وقال الأعشى (2) :
_________
(1) كذا ضبط في القاموس بالعبارة، وضبط في اللسان ضبط قلم بفتح الحرف
الاول وكسر الثاني.
(2) نسبه في اللسان لبشر بن أبى خازم خطأ. وهو في ديوان الاعشى ص 92 من
قصيدة مطلعها: ألا قل لتيا قبل مرتها اسلمي * تحية مشتاق إليها مسلم
(1/120)
كأنَّ على أَنْسائِها عِذْقَ خَصْبَةٍ *
تَدَلَّى من الكافورِ غَيْرَ مكمَّمِ (1)
[خضب] الخِضابُ: ما يُخْتَضَبُ به.
وقد خضبت الشئ أخضبه خضبا. واختضب بالحِنَّاءِ ونحوه. وكَفٌّ خضيبٌ.
والكف الخضيب: نجم. والخضبة مثال الهمزة: المرأة الكثيرة الاختضاب،
وبَنانٌ خضيبٌ: مُخَضَّبٌ، شُدِّدَ للمبالغة. والمِخْضَبُ: المِرْكَنُ.
وخضَب النخلُ، إذا اخضَرَّ. والخاضب: الظليم الذي أكلَ الربيعَ
واحمَرَّ ظُنْبوباهُ أو اصفرا. قال أبو دواد: له ساقا ظليمٍ خا * ضبٍ
فوجئ بالرعب ولا يقال ذلك إلا للظليم، دون النعامة.
[خطب] الخطب: سبب الامر. تقول: ما
خَطْبُكَ. وخَطبت على المنبر خُطْبَةً بالضم. وخاطبه بالكلام مُخاطَبةً
وخِطاباً. وخَطَبْتُ المرأة خِطْبَةً بالكسر، واختطب أيضاً فيهما.
والخطيبُ: الخاطبُ. والخِطِّيبي: الخِطْبَةُ. قال عديّ بن زيد يذكر قصة
جذيمة الابرش لِخِطْبةِ الزَبَّاء: لِخِطِّيبي التي غَدَرَتْ وَخانَتْ
* وهُنَّ ذواتُ غائِلَةٍ لُحينا
_________
(1) أي غير مستور.
(1/121)
والخِطْبُ: الرجل الذي يَخْطُبُ المرأة.
ويقال أيضاً هي خِطْبُهُ وخُطْبَتُهُ للتي يَخْطِبُها. وخَطُبَ بالضم
خَطابَةً بالفتح: صار خطيبا. وكان يقال لام خارجة " خطب "، فتقول " نكح
"، و " خطب " فتقول " نكح (1) " وهي كلمة كانت العرب تتزوَّج بها.
واختطب القوم فلاناً، إذا دعوه إلى تزويج صاحِبَتِهِمْ. والأخطب:
الشِقِرَّاقُ، ويقال الصُرَدُ. وينشد: ولا أَنْثَني من طِيرَةٍ عن
مَرِيرَةٍ * إذا الأَخْطَبُ الداعي على الدَوْحِ صَرْصَرا والأخطب:
الحمار تعلوه خُضْرَةٌ. قال الفراء: الخَطْباءُ: الأَتانُ التي لها خطٌ
أسودُ على مَتْنِها، والذَكَرُ أَخْطَبُ. وناقة خطباء: بينة الخطب. قال
الزفيان (2) : وصاحبى ذات هباب دمشق خطباء ورقاء السراة عوهق أبو زيد:
أَخْطَبَكَ الصيدُ، أي أمكنك ودَنا
_________
(1) التكرار إشارة إلى أن الاولى بكسر الخاء والنون والثانية بضمهما.
وفهم المترجم - يعنى مترجم القاموس - أنه كرر إشارة إلى أن البادى تارة
يكون الخاطب والمجيب المرأة: أي أو وليها، وتارة بالعكس اه. لكنه
ينافيه قول المصنف في المرتين " فتقول " بالتاء. قاله نصر.
(2) في المطبوعة الاولى " الرقيات " وفى حواشيها " لعله عبيد الله بن
قيس الرقيات ". وهو تحريف، صوابه من اللسان. والزفيان: راجز مشهور.
(1/121)
منك. وأَخْطَبَ الحَنْظَلُ، إذا صار
خُطْباناً، وهو أن يَصْفَرَّ وتصير فيه خطوط خضر. والخطابية من
الرافضة، ينسبون إلى أبى الخطاب وكان يأمر أصحابه أن يشهدوا على من
خالفهم بالزور.
[خلب] الخِلابَةُ: الخديعة باللسان،
تقول منه: خَلَبَهُ يَخْلُبُهُ بالضم، واختلبه مِثله. وفي المَثَلِ "
إذا لم تغلب فاخلب " أي فاخدع. والخلبة: الخداعة من النساء. قال النمر
ابن تولب: أودى الشباب وحب الخالة الخلبه * وقد برئت فما بالجسم (1) من
قلبه ويروى بفتح اللام على أنه جمع، وهم الذين يخدعون النساء. وامرأة
خالة أي مختالة، وقوم خالة أي مختالون، مثل باعة من البيع. ابن السكيت:
رجلٌ خلاّبٌ وخَلَبوتٌ، أي خدَّاعٌ كذابٌ. قال الشاعر:
وشَرُّ الرجالِ الغادرُ الخَلَبوتُ (2) * والبرَقُ الخُلَّبُ: الذي لا
غيث فيه، كأنه خادع، ومنه قيل لمن يَعِدُ ولا ينجز: إنما أنت كبرق
_________
(1) في اللسان: " فما بالقلب ".
(2) صدره:
ملكتم فلما أن ملكتم خلبتم * وفى اللسان: " وشر الملوك ".
(1/122)
خلب (1) . والخُلَّبُ أيضاً: السحاب الذي
لا مطر فيه يقال برقُ خُلَّبٍ، بالإضافة. والمُخَلَّبُ: الكثير
الوَشْيِ من الثياب. قال لبيد: وغيث بد كداك يزين وِهادَهُ * نَباتٌ
كوَشي العبقريِّ المُخَلّبِ (2) والخلب، بالكسر: الحجاب الذى بين القلب
وسَوادِ البطنِ. يقال للرجل الذي تحبُّه النساء: إنه لخِلْبُ نساءٍ.
والخُلْبُ بالضم: الحَمْأَةُ. تقول منه ماءٌ مُخْلِبٌ وقد أخلب. والخلب
أيضا: الليف. وقال:
كأن وريداه رشاءا خلب * ويروى " وريديه " على إعمال كأن وترك الاضمار.
وكذلك الخُلْبُ بالتسكين. والليفَةُ خُلُبَةٌ وخُلْبَةٌ. والمِخْلَبُ
للطائر والسِباعِ بمنزلة الظُفْرِ للإنسان. والمخْلَبُ: المِنْجَلُ
الذي لا أسنان له. وخَلَبْتُ النباتَ أَخْلُبُهُ خلبا واستخلبته،
_________
(1) بضم الخاء وفتح اللام مشددة.
(2) في اللسان: وأورد الجوهرى هذا البيت " وغيث " برفع الثاء، قال ابن
برى: والصواب خفضها، لان قبله: وكائن رأينا من ملوك وسوقة * وصاحبت من
وفد كرام وموكب
(1/122)
إذا قطعته. وفى الحديث: " نستخلب الخَبيرَ
"، أي نقطع النبات ونأكله. والخَلْبَنُ: الحمقاءُ، والنون للإلحاق. قال
ابن السكيت: وليسَ من الخلابة. قال الراجز (1) يصف النوق: وخلطت كل
دلاث علجن تخليط خرقاء اليدين خلبن
[خنب] خنبت رجله بالكسر، أي وهنت،
وأخنبتها أنا. قال ابن أحمر: أبى الذى أخنب رجل ابن الصعق إذ كانت
الخيل كعلباء العنق والخناب: الطويل من الرجال. وهذا مما جاء على أصله
شاذا، لان كل ما كان على فعال من الاسماء أبدل من أحد حرفي تضعيفه ياء،
مثل دينار وقيراط، كراهية أن يلتبس بالمصادر، إلا أن يكون بالهاء فيخرج
عن أصله، مثل دنابة وصنارة ودنامة وخنابة، لانه الآن قد أمن التباسه
بالمصادر. والخنابتان: ما عن يمين الأنف وشماله، بينهما الوَتَرَةُ.
قال الراجز: أكوي ذَوي الأضْغان كَيًّا مُنْضِجا * منهم وذا
الخِنَّابَةِ العَفَنْججا ويقال الخنأبة بالهمز.
_________
(1) رؤبة.
(1/123)
[خوب]
الخَوْبَةُ: الأرض التي لم تُمْطِرْ بين أرضين ممطورتين. يقال: نزلنا
بِخَوْبَةٍ من الأرض، أي بموضعِ سَوءٍ لا رِعْيَ بها. وقال أبو عمرو:
إذا قلت أصابَتنا خَوْبَةٌ، بالخاء المعجمة، فمعناه المجاعة، وإذا قلت
أصابتنا حَوبة، بالحاء غير معجمة، فمعناه الحاجة.
[خيب] خاب الرجل خَيبةً، إذا لم ينل
ما يَطلُب. وخَيِّبْتُهُ أنا تخييباً. وفي المثل: " الهَيْبَةُ
خَيْبَةٌ ". ويقال: خَيْبَةٌ لزيد وخَيْبَةً لزيد، فالنصب على إضمار
فعلٍ، والرفع على الابتداء. الكسائي: يقال وقعوا في وادى تخيب على
تفعل، بضم التاء والفاء وكسر العين، غير مصروف، معناه الباطل.
فصل الدال
[دأب] دأب فلان في عمله، أي جدَّ
وتعِب، دأباً (1) ودُؤوباً، فهو دائب (2) . قال الراجز: راحت كما راح
أبو رِئالِ قاهي الفؤادِ دائب (2) الاجفال * وأدأبته أنا. والدائبان:
الليلُ والنهارُ. والدّأْبُ: العادةُ والشّأْنُ، وقد يحرك. قال الفراء:
_________
(1) بالفتح والتحريك.
(2) في اللسان: " دئب ". ونبه على ما في الصحاح أنه " دائب ".
(1/123)
أصله من دَأَبْتُ، إلاّ أن العرب حولت
معناه إلى الشأن.
[دبب] دبَّ على الأرض يَدِبُّ
دبييا. وكل ماش على الارض دابَّةٌ ودبيبٌ. والدابة: التي تُرْكَبُ.
ودابَّةُ الأرض: أحد أَشراطِ الساعةِ. وقولهم " أَكْذَبُ مَنْ دَبَّ
ودَرَجَ " أي أكذب الأحياء والأموات. ودَبَّ الشيخ، أي مشى مشياً
رويداً. وأدببت الصبى، أي حملته على الدبيب. ويقال: ما بالدار دُبِّيٌّ
ودبى، أي أحد. قال الكسائي: هو من دببت، أي ليس فيها من يدب. وكذلك ما
بها دعوى ودورى وطوري لا يتكلم بها إلا في الجحد. ودبب الوجه: زغبه.
والدب من السباع، والانثى دُبَّةٌ. وأرضٌ مَدَبَّةٌ، أي ذات دِبَبَةٍ.
ومَدِبُّ السيل ومَدَبُّهُ: موضع جَرْيِهِ. يقال: تَنَحَّ عن مَدِبِّ
السيلِ، ومَدَبِّهِ ومَدِبِّ النمل وَمَدّبِّهِ، فالاسم مكسور والمصدر
مفتوح. وكذلك المفعل من كل ما كان على فعل يفعل (1) .
_________
(1) الصواب أن كل فعل مضارعه يفعل بالكسر سواء كان ماضيه مفتوح العين
أو مكسورها فإن المفعل منه فيه تفصيل، يفتح للمصدر ويكسر للزمان
والمكان إلا ما شذ. اه محشى القاموس.
(1/124)
والدبة التي للدَهْنِ. والدَبَّةُ أيضاً:
الكثيبُ من الرمل. ودببت دبة خفية، بالكسر. والدبة بالضم: الطريق. قال
الشاعر: طها هذريان قل تغميض عينه * على دبة مثل الخنيف المرعبل يقال:
دعني ودُبَّتي، أي دعني وطريقتي وسَجِيَّتي. وناقةٌ دَبوبٌ: لا تكاد
تمشي من كثرة لحمها، إنما تَدِبُّ. وتقول: فَعَلْتُ كذا من شُبَّ إلى
دُبَّ، وإن شئت نَوَّنْتَ، أي من الشباب إلى أن دببت على العصا.
والدبدبة: ضرب من الصوت. وأنشد أبو مَهْدي: عاثور شَرٍّ أَيَّما عاثورِ
* دَبْدَبَةَ الخيلِ على الجسور
[درب] الدُرْبَةُ: عادةٌ وجُرْأَةٌ
على الحَرْبِ وكُلِّ أمرٍ. وقد دَرِبَ بالشئ ودردب به، إذا اعتاده
وضَريَ به. تقول: ما زلت أعفو عن فلان حتى اتَّخّذَها دُرْبَةً. قال
الشاعر (1) : وفي الحِلْمِ إدْهانٌ وفي العَفو دُرْبَةٌ * وفي الصِدق
مَنْجاةٌ من الشَرِّ فاصْدُقِ
_________
(1) هو كعب بن زهير.
(1/124)
وفى المثل:
دردب لما عضه الثقاف * أي خضع وذَلَّ. والثِقَافُ: خَشَبَةٌ تسوى بها
الرماح. وهو فعلل. ورجل مُدَرَّبٌ ومَدَرِّبٌ، مثل مُجَرَّبٌ
ومُجَرِّبٌ. وقد دَرَّبَتْهُ الشدائد حتى قَويَ ومَرَنَ عليها.
ودَرَّبْتُ البازيَ على الصيد، إذا ضريته. والدرب معروفٌ، وأصله
المَضيق في الجبل. ومنه قولهم: أَدْرَبَ القومُ، إذا دخلوا أرض
العَدُوِّ من بلاد الروم.
[دعب] الدُعابة: المِزاح، وقد
دَعَبَ فهو دَعَّابٌ لَعَّاب. والمداعبة: الممازحة. والدعبوب: الطريق
الموطأ. والدعبوب: الضعيف.
[دلب] الدُّلْب: شجرٌ، الواحدة
دُلْبَةٌ. وأرض مدلبة. ذات دلب. والدولاب (1) : واحد الدواليب، فارسي
معرب.
[دنب] الفراء: الدنابة بتشديد
النون: القصير، وكذلك الدنبة مقصور منه.
_________
(1) هو على شكل الناعورة يستقى به الماء.
(1/125)
فصل الذال
[ذأب] الذئب يهمز ولا يهمز، وأصله
الهمزُ، والأنثى ذئبةٌ، وجمع القليل أَذْؤُبٌ، والكثير ذئابٌ
وذُؤْبانٌ. وذُؤْبانُ العرب أيضاً: صعاليكها الذين يتلصصون. وأرضٌ
مَذْأَبَةٌ، أي ذاتُ ذِئابٍ. أبو عمرو: الذِئْبانُ: الشَعَرُ على
عُنُقِ البعير ومِشْفَرِهِ. وقال الفراء: الذِئْبانُ بقية الوبَر. قال:
وهو واحدٌ. والذئبةُ: فُرْجَةُ ما بين دَفَّتَي السَّرْجِ والرَحْلِ،
تحت ملتقى الحنوين، وهو يقع على المِنْسَج. وذَأَبَهُ، أي طرده
وحَقَرَهُ. وذَأَبْتُ الإبلَ ذَأْباً: سُقْتُها. وأَذْأَبَ الرجل:
فَزِعَ. قال الشاعر (1) :
فسَقَطَتْ نَخْوَتُهُ وأَذْأَبا * أبو زيد: ذَؤُبَ الرجل بالضم
يَذْؤُبُ ذآبَةً: صار كالذئب خُبْثاً ودهاءً. وذُئِبَ الرجلُ على
فُعِلَ، فهو مَذْؤُوبٌ، أي وقع الذئب في غنمه. وتذأبت الريحُ
وتَذاءَبَتْ بمعنىً، أي اختَلَفَتْ وجاءتْ مرّةً كذا ومرة كذا. قال
الأصمعي: أُخِذَ من فِعْلِ الذئب لانه يأتي كذلك.
_________
(1) هو الدبيرى. وقبله:
إنى إذا ما ليث قوم هربا:
(1/125)
وتذاءبت الناقَةَ، على تفاعلت، أي
ظَأَرْتُها على ولدها، وذلك أن يَلبَس لها لباساً يَتَشبَّهُ بالذئب
ويُهَوِّلُ لها، لتكون أَرْأَمَ عليه. والذُؤابَةُ من الشَعر والجمع
الذوائب، وكان الاصل ذآئب، لان الالف التى في ذؤابة كالالف التى في
رسالة، حقها أن تبدل منها همزة في الجمع، ولكنهم استثقلوا أن تقع ألف
بين الهمزتين، فأبدلوا من الاولى واوا. والذؤابة أيضا: الجلدة التي
تَعَلَّقُ على آخِرَة الرَّحْلِ. يقال غبيطٌ مُذَأَّبٌ. وغُلامٌ
مُذَأَّبٌ: له ذؤابة. قال لبيد: فكلفتها همى فآبت رذية (1) * طليحا
كألواح الغبيط المذأب
[ذبب] الذَبُّ: المنعُ والدفعُ. وقد
ذَبَبْتُ عنه. وذَبَّبَ، أي أكْثَرَ الذب. يقال طعان غير تذييب. إذا
بُولغ فيه. وذَبَّبْنا لَيْلَتَنا، أي أَتْعَبْنا في السير. ولا ينالون
الماء إلا بقرب مذبب، أي مُسْرِعٍ، قال الشاعر (2) : مُذَبِّبَةً
أَضَرَّ بها بُكوري * وتَهْجيري إذا اليَعْفورُ قالا وجاءنا راكبٌ
مُذَبِّبٌ، وهو العجل المنفرد. وظمء مذبب، أي طويل يسار إلى الماءِ من
بُعْدِ فيُعجَّلُ بالسَيْرِ.
_________
(1) في المطبوعة الاولى: " فآبت رزية "، محرفة.
(2) ذو الرمة.
(1/126)
والذباب معروف، الواحدة ذبابة ولا تقل
ذبانة، وجمع القلة أذبة والكثير ذبان، مثل غراب وأغربة وغربان. قال
النابغة:
ضرابة بالمشفر الاذبه * أبو عبيد: أرض مذبة: ذات ذباب. وبعير مذبوب،
إذا أصابه الذباب، قاله في باب أمراض الابل. وقال الفراء: أرض مذبوبة
كما يقال موحوشة من الوحش. والمِذَبَّةُ: ما يُذَبُّ به الذُبابُ.
وذُبابَ أسنانِ الإبل: حّدُّها. قال الشاعر (1) : وتسمعُ للذُبابِ إذا
تَغَنَّى * كَتَغْريدِ الحَمامِ على الغُصونِ وذُبابُ السيفِ: طَرَفُهُ
الذي يُضْرَبُ به. وذُبابُ العينِ: إنْسانُها. والذُبابَةُ: البقية من
الدَيْنِ ونحوه. قال الراجز:
أَوْ يَقْضيَ اللهُ ذُباباتِ الدَيْن * وذبَّبَ النهارُ، إذا لم يبقَ
منه إلا بقيَّةٌ. وقال:
وانْجابَ النهار فذببا * والتذبذب: التحرك. والذبذبة: نوس الشئ المعلق
في الهواء. والذبذب: الذَكَرُ. وفي الحديث: " مَنْ وُقيَ شَرَّ
ذَبْذَبِهِ ". والذَباذبُ أيضاً: أشياء تعلق
_________
(1) المثقب العبدى.
(1/126)
في الهودج. والمذبذب: المتردد بين أمرين.
قال الله تبارك وتعالى: (مذبذ بين بين ذلك) . والذب: الثور الوحشى،
وسمى ذَبَّ الرِيادِ لأنه يَرودُ، أي يجئ ويذهب ولا يثبت في موضِع
واحد. وقال الشاعر النابغة: كأنما الرَحْلُ منها فوق ذي جُدَدٍ * ذَبِّ
الرِيادِ إلى الأَشباحِ نَظَّارِ - وذَبَّتْ شَفَتُهُ، أي ذَبُلَتْ من
العطش. وقال: وهُمْ سَقَوْني عَلَلاً بعد نَهَلْ * من بَعْدِ ما ذَبَّ
اللِسانُ وذَبَلْ وذَبَّ جسمُهُ: هُزِلَ. وذَبَّ النَبْتُ: ذَوَي.
[ذرب] الذَرِبُ: الحادُّ من كل شئ.
وقال الراجز:
دبت عليها ذَرِباتُ الأَنْبارْ (1) * أي حديداتُ اللسْعِ. ولِسانٌ
ذَرِبٌ وفيه ذَرابَةٌ، أي حِدَّةٌ. وسيفٌ ذَرِبٌ. وامرأةٌ ذَرِبَةٌ:
صخابة، وذربة أيضا، مثال قربة. قال الراجز (2) :
إليكَ أشكو ذِرْبَةً من الذرب (3)
_________
(1) وقبله:
كأنها من بدن وإيقار
(2) هو أعشى بنى مازن قدم على النبي صلى الله عليه وسلم يشكو زوجته في
أبيات منها: يا سيد الناس وديان العرب * إليك أشكو الخ
(3) وبعده:
أخلفت العهد ولطت بالذنب:
(1/127)
وذربت معدته تذرب ذربا: فَسَدَتْ. قال أبو
زيد: في لسانه ذَرَبٌ، وهو الفُحْشُ. قال: وليس من ذَرَبِ اللسانِ
وحِدَّتِهِ. وأنشد: أَرِحْني وَاسْتَرِحْ مِنّي فإنِّي * ثقيلٌ
مَحْمِلي ذَرِبٌ لِساني والجمع أذرابٌ. وقال الشاعر (1) : ولقد
طَوَيْتُكُمُ على بللاتكم (2) * وعرفت ما فيكم من الأَذْرابِ وذَرِبَ
الجُرْحُ، إذا لم يقبل الدواءَ. ومنه الذَرَبَيَّا (3) على فعليا، وهي
الداهية. قال الكميت: رَمانيَ (4) بالآفاتِ من كُلِّ جانِبٍ *
وبالذَرَبَيَّا مُرْدُ فِهْرٍ وشِيبُها والتذريب: التحديد. يقال سِنانٌ
مُذَرَّبٌ. قال كعب بن مالك: بمُذَرَّباتٍ بالأَكُفِّ نَواهِلٍ *
وبكلِّ أَبْيَضَ كالغَديرِ مُهَنَّدِ وكذلك المذروب. قال الشاعر: لقد
كان ابْنُ جَعْدَةَ أَرْيَحيَّا * عَلى الأَعداءِ مذروب السنان
[ذعلب] الذِعْلِبُ والذِعْلِبَةُ:
الناقةُ السريعةُ والتذعلب: الانطلاق في استخفاء.
_________
(1) حضرمى بن عامر الاسدي.
(2) أي على ما فيكم من أذى وعداوة.
(3) بفتح الاولين وشد التحتية وهى الداهية.
(4) في جمهرة أشعار العرب: " رمتني ".
(1/127)
واذ لعب الجمل إذ لعبابا: انطلق، وذلك من
النَجاءِ والسُرْعَةِ. قال الأغلب العِجْليّ:
ماضٍ أَمامَ الرَكْبِ مُذْلَعِبّ * والذّعاليبُ: قِطَعُ الخِرَق. وقال
الشاعر (1) :
مُنْسَرِحاً عنه ذَعاليبُ الخِرَقْ (2) * وقال أبو عمرو: وأطرافُ
الثيابِ يقال لها الذَعاليبُ، واحدها ذُعْلوبٌ. وأنشدَ لجرير: وقد أكون
على الحاجاتِ ذا لَبَثٍ * وأَحْوَذِيَّاً إذا انْضَمَّ الذَعاليبُ
[ذنب] الذَنَبُ: واحدُ الأذنابِ.
والذُنابى: ذَنَبُ الطائر، وهي أكثر من الذَنَبِ. وذَنَبُ الفرس
والبعير وذُناباهُما، وذَنَبٌ أكثَرُ من ذُنابى فيهما. وفي جناح الطائر
أَرْبَعُ ذُنابى بعد الخوافي. والذُنابى: الأتباعُ. الفراء: الذُنابى
(3) شبه المخاط يقع من أنوف الإبل. والذِنابُ بكسر الذال: عقب كل شئ.
وذنابة الوادي أيضاً: الموضع الذي ينتهي إليه سَيْلُهُ وكذلك ذَنَبُهُ،
وذُنابتَهُ أكثرُ من ذنبه. والمذنب: المغرفة. وقال (4) :
_________
(1) رؤبة.
(2) وقبله:
كأنه إذ راح مسلوس الشمق
(3) الصواب " الذنانى " بنونين كما في المزهر.
(4) أبو ذئيب.
(1/128)
وسود من الصيدان فيها مَذانِبٌ (1) نُضَارٌ
إذا لم نستفدها نعارها والمذنب أيضاً: مَسيلُ ماءٍ في الحضيض والتَلعة
في السنَد، وكذلك الذِنابَةُ والذُنابَةُ بالضم. والذَانِبُ: التابعُ.
قال الكِلابي:
وجاءَتِ الخَيْلُ جَميعاً تَذْنِبُه * والمُستذنب: الذي يكون عند أذناب
الإبل. وقال:
مِثْل الأجير (2) استَذْنَبَ الرواحلا * والذنائب: موضع. قال الشاعر
(3) : فإن يك بالذنائب طال ليلى * فقد أبكى على الليل القصير والتذنوب:
البسر الذى قد بَدَأ فيه الإرطابُ من قِبَلِ ذَنَبِهِ. وقد ذَنَّبْتُ
البُسْرَةُ فهي مُذَنَّبَةٌ. وتَذَنَّبَ المُعْتَمُّ، أي ذَنَّبَ
عِمامَتَه، وذلك إذا أَفْضَلَ منها شيئاً فأرخاه كالذَنَبِ. والذَنوبُ:
الفرسُ الطويلُ الذَنَبِ. والذَنوبُ: النَصيبُ. والذَنوبُ: لحم أسفل
_________
(1) في اللسان: " مذانب النضار " بالاضافة.
(2) قال الصاغانى في التكملة: هو تصحيف، والرواية " شل الاجير ". ويروى
" شد " بالدال. والشل: الطرد. والرجز لرؤبة.
(3) الشعر لمهلهل بن ربيعة. وقبله: أليلتنا بذى حسم أنيرى * إذا أنت
انقضيت فلا تحورى
(1/128)
المتن. والذنوب: الدلو المَلأَى ماءً. وقال
ابن السكيت: فيها ماءٌ قريبٌ من المِلْءِ، تُؤَنَّثُ وتُذَكَّرُ. ولا
يقال لها وهي فارغةٌ ذَنوبُ. والجمع في أدنى العَدَدِ أَذْنِبةٌ،
والكثير ذَنائِبُ، مثل قلوص وقلائص. والذَنْبُ (1) : الجُرْمُ. وقد
أذنبَ الرجل. والذنبان، بالتحريك: نبت.
[ذوب] ذاب الشئ يذوب ذوبا وذوباناً:
نقيضُ جَمَدَ، وأَذابَهُ غَيْرُهُ وذَوَّبَهُ، بمعنىً. وذابت الشمسُ:
اشتدَّ حَرُّها. قال ذو الرمّة: إذا ذابَتِ الشَمْسُ اتَّقَى
صَقَراتِها * بأَفْنانِ مَرْبوعِ الصَريمَةِ مُعْبِلِ والذَوْبُ: ما في
أبياتِ النَحْلِ من العَسَلِ. والإذوابُ والإذْوابَةُ: الزُبْدُ حين
يُجْعَلُ في البُرْمَةِ ليُطْبَخَ سَمْناً. أبو زيد: الإذابةُ:
الإغارةُ، يقال أذاب علينا بنو فلانٍ، أي أغاروا. قال: ومنه قولُ بشرٍ:
فكانوا كَذاتِ القِدْرِ لم تَدْرِ إذْ غَلَتْ * أَتَتْرُكُها (2)
مَذْمومَةً أمْ تُذيبُها أي تُنْهِبُها. وقال غيره: تُثَبِّتُها، من
قولهم: ذاب لي عليه من الحقّ كذا، إذا وَجبَ
_________
(1) الذنب: الاثم وجمعه ذنوب وجمع الجمع ذنوبات. وذنبه يذنبه من باب
ضرب ويذنبه من باب نصر: تلاه فلم يفارق أثره، كاستذنبه.
(2) في المفضليات: " أتنزلها ".
(1/129)
عليه وثَبَتَ. وقال الأصمعي: هو من ذاب
نقيض جَمَدَ. وأصل المَثَلِ في الزُبْدِ، يقال: ما يَدري أَيُخْثَرُ أم
يُذيبُ، أي لا يدري أيتركها خاثِرَةً أمْ يُذيبُها، وذلك إذا خاف أن
يَفْسُدَ الإذْوابُ. ابن السكيت: الذابُ: العيبُ مثل الذامِ، والذَيْمِ
والذانِ.
[ذهب] الذهب معروف، وربما أُنِّثَ،
والقطعة منه ذَهَبَةٌ، ويجمع على الا ذهاب والذهوب. والذهب أيضا: مكيال
لأهل اليمن معروفٌ، والجمع أذهابٌ، وجمع الجمع أذاهب، عن أبى عبيد.
وذهب الرجل بالكسر، إذا رأى ذَهَباً في المعدن فبرق بصره من عظمه في
عينه. قال الراجز: ذهب لما أن رآها ثرمله * وقال يا قوم رأيت منكره
شذرة واد ورأيت الزهره والمذاهب: سيور تموه بالذهب. وكل شئ موه بالذهب
فهو مُذْهَبُ، والفاعل مُذْهِبٌ: والإذهابُ والتذهيبُ واحدٌ، وهو
التمويهُ بالذهب. ويقال كميت مذهب، للذى تعلو حمرته صفرة، فإذا اشتدت
حمرته ولم تعله صفرة فهو المدمى.
(1/129)
والذَهابُ: المرورُ، يقال: ذهب فلانٌ
ذَهاباً وذُهوباً، وأَذْهَبَهُ غيره (1) . وذهب فلان مذهباً حسناً.
وقولهم به مذهب يعنون به الوسوسة في الماء وكثرة استعماله في الوضوء.
والذِهْبَةُ بالكسر: المَطْرَةُ، والجمع الذِهاب. قال البَعيثُ: وَذي
أُشَرٍ كالأُقْحُوانِ تَشوفُهُ * ذِهابُ الصَبا والمُعْصِراتُ
الدَوالِحُ
فصل الراء
[رأب] رَأَبْتُ الإناء: شَعَبْتُهُ
وأصلحتُه. ومنه قولهم: اللَّهم ارْأَبْ بينهم " أي أصْلِحْ. قال كعب
بنُ زُهير (2) : طَعَنَّا طَعْنَةً حمْراَء فيهم * حَرامٌ رَأْبُها
حتّى المَماتِ والرُؤْبَةُ: قِطعة من الخشب يُشْعِبُ بها الاناء،
والجمع رئاب. ومنه سمى رؤبة ابن العجاج بن رؤبة. قال أميّة يصف السماء:
سَراةُ صَلايَةٍ خَلْقاَء صيغَتْ * تُزِلُّ الشمسَ ليس لها رئاب أي
صدوع. ورئاب: اسم رجل.
_________
(1) قال بعض أئمة اللغة والصرف: إن عدى الذهاب بالباء فمعناه الا ذهاب،
أو بعلى فمعناه النسيان، أو بعن فالترك، أو بإلى فالتوجه. اه محشى.
وبقى التعدية بفى.
(2) قال الصاغانى في التكملة: ليس لكعب على قافية التاء شئ، وإنما هو
لكعب بن حارث المرادى.
(1/130)
[ربب]
رب كل شئ: مالكه. والربُّ: اسم من أسماء الله عَزَّ وجَلَّ، ولا يقال
في غيره إلا بالإضافة، وقد قالوه في الجاهلية للملِك. قال الحارث بن
حِلِّزَةَ: وهو الرَبُّ والشهيدُ على يَوْ * مِ الحِيارَيْنِ والبَلاءُ
بَلاءُ والرَبَّانِيُّ: المُتَأَلِّهُ العارف بالله تعالى. وقال
سبحانه: (كونوا رَبَّانِيِّينَ) : ورَبَبْتُ القوم: سُسْتُهُمْ، أي
كُنْتُ فوقهم. قال أبو نصر: وهو من الرُبوبِيَّةِ. ومنه قول صفوان "
لأَنْ يَرُبَّني رجلٌ من قريش أَحَبُّ إلّيَّ من أن يَرُبَّني رجلٌ من
هَوازِنَ. ورَبَّ الضَيْعَةِ، أي أصلحها وأتَمَّها. ورَبَّ فلان ولده
يَرُبُّهُ رَبَّاً، ورَبَّبَهُ، وتَرَبَّبَهُ، بمعنىً أي رَبَّاهُ.
والمَرْبوبُ: المُرَبَّى. قال الشاعر (1) : ليس بأقنى ولا أسفى ولا سغل
(2) * يُسْقَى دَواَء قَفِيِّ السَكْنِ مربوبِ (3)
_________
(1) هو سلامة بن جندل.
(2) ولا سغل بالغين المعجمة، وهو المضطرب الاعضاء وفى المطبوعة الاولى
" سفل " محرفة. ويروى " صقل " بالقاف ويروى: " صغل " بالصاد والغين
المعجمة. عن العينى ص 198 من المخطوطة.
(3) القفى: ما يؤثر به الضيف والصبى.
(1/130)
وقال آخر (1) : من درة بيضاء صافِيَةٍ (2)
* مِمَّا تَرَبَّبَ حائرُ البَحْرِ يعني الدُرَّةَ التي يُرَبِّبها
الصَدَفُ في قَعْرِ الماءِ. والتَرَبُّبُ أيضاً: الاجتماعُ. والرُبَّى
بالضم على فُعْلَى: الشاةُ التي وضَعَتْ حديثاَ، وجمعها رُبابٌ بالضم
والمصدر رِبابٌ بالكسر، وهو قُرْبُ العَهْدِ بالولادة، تقول: شاة ربى
بينة الرباب، وأعنز رباب. قال الاموى: هي ربى ما بينها وبين شهرين. قال
أبو زيد: الربى من المعز. وقال غيره من المعز والضأن جميعا، وربما جاء
في الابل إيضا. قال الاصمعي: أنشدنا منتجع بن نبهان:
حنين أم البو في ربابها * والراب: زوج الام. والرابة: امرأة الأب.
وربيبُ الرجلِ: ابنُ امرأته من غيره، وهو بمعنى مَرْبوبٍ، والأنثى
رَبيبَة. والرَبيبَةُ أيضاً: واحدة الرَبائِبِ من الغَنَم، التي
يربِّيها الناس في البيوت لألبانها. والربيبةُ: الحاضنةُ. ابن السكيت:
يقال افعل ذلك الامر بربانه،
_________
(1) هو حسان بن ثابت. وقبله: ولانت أحسن إذ برزت لنا * يوم الخروج
بساحة القصر
(2) في ديوانه: " من درة أغلى الملوك بها ".
(1/131)
مضمومة الراء، أي بحِدْثانِهِ وجِدَّتِهِ
وطَراءَته. قال: ومنه قيل شاةٌ رُبَّى. قال ابن أحمر: وإنما العيشُ
بِربانِهِ * وأنت من أَفْنانِهِ مُعَتَصِرْ وأخذت الشئ بربانه، أي
أخذته كلَّه ولم أترك منه شيئاً. عن الاصمعي. والرب: الطلاء الخاثر،
والجمع الربوب والرِبابُ. ومنه سِقاءٌ مَرْبوبٌ، إذا رَبَبْتَهُ، أي
جعلت فيه الرُبَّ وأصلحته به. قال الشاعر (1) : فإن كنتِ مني أو تريدين
صُحْبَتي * فكوني له كالسَمْنِ رُبَّ له الأَدَمْ أراد بالأَدَمِ
النِحي، لأنه إذا أُصْلِحَ بالرُبِّ طابت رائحته. والمُرَبَّباتُ:
الأنْبَجاتُ، وهي المعمولات بالرُبِّ، كالمُعَسَّلِ وهو المعمولُ
بالعَسَلِ. وكذلك المربَّيات، إلا أنها من التربية. يقال: زنجبيلُ
مُرَبَّى ومُرَبَّبٌ. ورُبَّ حرفٌ خافِضٌ لا يقع إلا على نكرة،
يُشَدَّدُ ويُخَفَّفُ، وقد تدخل عليه التاء فيقال رُبَّتَ،
_________
(1) هو عمرو بن شأس يخاطب امرأته وكانت تؤذى ولده عرارا، بالكسر.
وقبله: وإن عرارا إن يَكُنْ غيرَ واضحٍ * فإنِّي أحبُّ الجون ذا المنكب
العمم يقول لزوجته: كونى لولدي كسمن رب أديمه، إى طلى برب التمر.
(1/131)
وتدخل عليه " ما " لِيُمْكِنَ أن
يُتَكَلَّمَ بالفعل بعده، كقوله تعالى: (ربما يود الذين كفروا) ، وقد
تدخل عليه الهاء فيقال ربه رجلا قد ضربت، فلما أضفته إلى الهاء وهى
مجهولة نصبت رجلا على التمييز. وهذه الهاء على لفظ واحد، وإن وليها
المؤنث والاثنان والجمع، فهى موحدة على كل حال. وحكى الكوفيون ربه رجلا
قد رأيت، وربهما رجلين، وربهم رجالا، وربهن نساء، فمن وحد قال إنه
كناية عن مجهول، ومن لم يوحد قال إنه رد كلام، كأنه قيل له مالك جوار
فقال: ربهن جوار قد ملكت. قال ابن السراج: النحويون كالمجمعين على أن
رب جواب. والربة بالكسر: ضَرْبٌ من النَبْتِ، والجمع الربب. قال ذو
الرمة يصف الثَور الوحشيّ: أَمْسى بِوَهبينَ مجتازا لمرتعه * من ذى
الفوارس تَدْعو أَنْفَهُ الرِبَبُ والرِبَبُ، بالفتح: الماء الكثير،
ويقال العَذْبُ. قال الراجز:
والبُرَّةَ السَمْراءَ والماءَ الرَبَبْ * وفلان مَرَبٌّ بالفتح، أي
مَجْمَعُ يَرُبّ الناسَ أي يجمعهم. ومكانٌ مَرَبٌّ، أي مَجْمَعٌ.
ومَرَبُّ الإبل: حيث لَزِمَتْهُ. وأَرَبَّتِ الإبل بمكانِ كذا وكذا، أي
لَزمَتْهُ وأقامت به،
(1/132)
فهى إبل مراب. وأربت الناقةُ، أي لَزِمَتِ
الفحلَ وأَحَبَّتْهُ. وأَرَبَّتِ الجَنوبُ، وأَرَبَّتِ السحابةُ، أي
دامت. والارباب: الدنو من الشئ. والرِبِّيُّ: واحدُ الرِبِّيِّينَ، وهم
الألوف من الناس. قال الله تبارك وتعالى: (وكأَيِّنْ من نَبِيٍّ قاتَلَ
معه ربيون كثير) . والربرب: القطيع من بقر الوحش. والرباب بكسر الراء:
خمس قبائل تجمعوا فصاروا يدا واحدة، وهم ضبة، وثور، وعكل، وتيم، وعدى.
وإنما سموا بذلك لانهم غمسوا أيديهم في رب وتحالفوا عليه. وقال
الاصمعي: سموا به لانهم ترببوا، أي تجمعوا. والنسبة إليهم ربى بالضم،
لان الواحد منهم ربة، لانك إذا نسبت الشئ إلى الجمع رددته إلى الواحد،
كما تقول في المساجد مسجدي، إلا أن تكون سميت به رجلا، فلا ترده إلى
الواحد، كما يقال في أنمار: أنمارى، وفى كلاب: كلابي. والربابة أيضا،
بالكسر: شَبيهَةٌ بالكِنانَةِ تجمع فيها سِهامُ المَيْسِر. وربَّما
سَمَّوا جماعَة السهام ربابة. قال أبو ذؤيب يصف الحمار وآتنه: فكأنهن
ربابة وكأنه * يسر يفيض على القداح ويصدع
(1/132)
والربابة أيضا: العهد والميثاقُ. قال
الشاعر علقمة بن عبدة: وكنتَ امرأَ أَفْضَتْ إليك رِبابَتي * وقبلك
رَبَّتْني فَضِعْتُ رُبوبُ (1) ومنه قيل للعُشورِ رِبابٌ. والأرِبَّةُ:
أهل الميثاق. قال أبو ذؤيب: كانَتْ أَرِبَّتَهُمْ بَهْزٌ وغَرَّهُمُ *
عَقْدُ الجوار وكانوا معشرا غدرا (2) والرباب، بالفتح: سحاب أبيض،
ويقال: إنه السحاب الذى تراه كأنه دون السحاب، قد يكون أبيض وقد يكون
أسود، الواحدة ربابة. وبه سميت المرأة الرباب.
[رتب] الرُتْبَةُ: المَنْزِلَةُ،
وكذلك المَرْتَبَةُ. قال الأصمعي: المرتَبةُ: المَرْقَبَةُ، وهي أعلى
الجبلِ. وقال الخليل: المراتب في الجبل والصحارى، وهي الأعلامُ التي
تُرَتَّبُ فيها العيونُ والرُقباءُ. وتقول: رتبت الشئ ترتيبا. ورتب
الشئ يرتب رتوبا، إى ثبت، يقال: رَتَبَ رُتوبَ الكَعْبُ، أي انتصب
انتِصابَه. وأَمْرٌ راتِب، أي ثابت، وأمر
_________
(1) في اللسان: " ويروى ربوب " يعنى بفتح الراء.
(2) بهز، وزان قهر: حى من سليم.
(1/133)
ترتب، على تُفْعَلٍ بضم التاء وفتح العين
(1) ، أي ثابتٌ. قال الشاعر (2) :
وكان لنا فضل على الناس ترتب (3) * والرَتَبُ: الشِدة. قال ذو الرمة
يصف الثَور الوحشيّ: تَقَيَّظَ الرَمْلَ حتّى هَزَّ خِلْفَتَهُ (4) *
تَرَوُّحُ البَرْد ما في عَيْشِهِ رَتَبُ يقال: ما في هذا الأمر رَتَبٌ
ولا عَتَبٌ، أي شِدَّةٌ. والرَتَبُ: ما بين السَبَّابَةِ والوُسْطَى،
وقد يُسَكَّنُ. والرَتَبُ أيضاً: ما أَشْرَفَ من الأرض، كالبَرْزَخِ.
يقال رَتَبَةٌ ورتب، كقولك درجة ودرج.
[رجب] رَجِبْتُهُ بالكسر، أي
هِبْتُهُ وعَظَّمْتُهُ، فهو مَرْجوبٌ. ومنه سُمِّيَ رَجَبٌ، لأنهم
كانوا يعظِّمونه في الجاهلية ولا يستحِلّونَ فيه القِتالَ. وإنما قيل
رَجَبُ مُضَرَ لأنّهم كانوا أشدَّ تعظيماً له. والجمع أرْجابٌ. وإذا
ضَمُّوا إليه شَعبان قالوا: رجبان.
_________
(1) وهو أيضا التراب لثباته وطول بقائه، والعبد السوء. ويقال أيضا بضم
التاء والعين فيهما جميعا.
(2) هو زيادة بن زيد العذري.
(3) صدره:
ملكنا ولم نملك وقدنا ولم نقد
(4) هي النبات يكون في أدبار القيظ.
(1/133)
والترجيب: التعظيم. وإن فلاناً
لَمُرَجَّبٌ. ومنه ترجيبُ العَتيرَةِ، وهو ذَبْحُها في رَجَبٍ. يقال:
هذه أيامُ ترجيبٍ وتَعْتارٍ. والترجيب أيضاً: أن تُدْعَمَ الشَجَرةُ
إذا كَثُرَ حَمْلُها لئلا تنكسر أغصانها. قال الحُبابُ بن المنذر: "
أنا عُذَيْقُها المُرَجَّبُ (1) ". وربَّما بُنيَ لها جِدارٌ تعتمد
عليه لضعفها. والاسم الرجبة والجمع رجب، مثل ركبة وركب. والرجبية من
النخل: منسوبة إليه. قال الشاعر (2) : وليست بسنهاء ولا رُجَّبِيَّةٍ *
ولكن عَرايا في السنينِ الجوائح (3) والرجبة أيضا: بِناءٌ يُبْنَى يصاد
به الذئب وغيره، يوضع فيه لحمٌ ويُشَدُّ بخيط، فإذا جذبَه سقط عليه
الرُجْبَةُ. والراجبَةُ في الإِصْبَعِ: واحدة الرواجب، وهي مَفاصِلُ
الأصابع اللاتي تَلي الأنامِلَ (4) ، ثم البَراجِمُ ثم الأشاجِعُ
اللاتي يَلينَ الكَفَّ. قال الأصمعي: الأرجابُ: الأمعاءُ، ولم يعرف
_________
(1) قاله يوم السقيفة بعد وفاة الرسول وقبل دفنه، كما هو مبسوط في
السير.
(2) هو سويد بن الصامت.
(3) قبله: أدين وما دَيْني عليكم بمَغْرَمٍ * ولكن على الشم الجلاد
القراوح
(4) وقع في المطبوعة بعده " واحدها رجب ورجب " وهو كلام مقحم.
(1/134)
واحِدُها. قال أبو سهل: قال ابن حمدويه
واحدها رِجْبٌ بكسر الراء وسكون الجيم، وقال غيره (1) واحدها رجب
بفتحهما.
[رحب] الرُحْبُ بالضم: السَعَةُ.
تقول منه: فُلانٌ رُحْبُ الصَدْرِ. والرَحْبُ، بالفتح: الواسِعُ، تقول
منه بلدٌ رَحْبٌ وأرضٌ رَحْبَةٌ، وقد رَحُبَتْ بالضم تَرْحُبُ رُحْباً
ورَحابَةً. وقولهم: مرحباً وأهلاً، أي أَتَيْتَ سَعَةٌ وأَتَيْتَ أهلاً
فاستأنِسْ ولا تستوحِشْ. وقد رَحَّبَ به ترحيباً، إذا قال له مرحَباً.
وقول الشاعر (2) : وكيف تُواصِلُ من أَصْبَحَتْ * خَلالَتُهُ كَأَبي
مَرْحَبِ يعني به الظِلَّ. وقِدْرٌ رُحابٌ، أي واسعةٌ. والرُحْبي (3) :
أَعْرَضُ الأضلاعِ. وإنما يكون الناحز في الرُحبَيَين وهما مَرجِع
المرفقين. وهو أيضاً سِمَة في جنب البعير. والرَحيبُ: الأكولُ. وفلان
رحيبُ الصَدرِ، أي واسعُ الصدرِ. ورحائبُ التُخومِ: سَعَةُ أقطارِ
الأرضِ. ورَحُبَتِ الدارُ وأَرْحَبَتْ بمعنىً، أي اتَّسَعَتْ. قال
الخليل: قال نصر بن سيار: " أرحبكم الدخول
_________
(1) هو كراع، كما في اللسان.
(2) هو النابغة الجعدى، كما في اللسان.
(3) قوله الرحبى كحبلى، وتثنيته رحبيان.
(1/134)
في طاعة الكرماني " أي أوسعكم. قال: وهى
شاذة، ولم يجئ في الصحيح فعل بضم العين متعديا غيره. وأما المعتل فقد
اختلفوا فيه. قال الكسائي: أصل قلته قولته. وقال سيبويه: لا يجوز ذلك
لانه يتعدى. وليس كذلك طلته، ألا ترى أنك تقول طويل. وأرحبت الشئ:
وسعته. قال الحجاج حين قتل ابن القِرِّيَّة: " أَرْحِبْ يا غُلامُ
جُرْحَهُ ". ويقال أيضاً في زجر الفرس: أرحب وأرحبى، أي توسعى وتباعدي.
قال الشاعر (1) :
نعلمها هبى وهلا وأرحب * ورحبة المسجد، بالتحريك: ساحَتُهُ، والجمع
رَحَبٌ ورَحَباتٌ ورحاب. وبنو رحب أيضا: بطن من همدان. وأرحب: قبيلة من
همدان. قال الكميت: يقولون لم يورث ولولا تراثه * لقد شركت فيه بكيل
وأرحب وتنسب إليها الارحبيات من الابل.
[ردب] الإرْدِبُّ: مكيالٌ (2) ضخم
لأهل مصر. قال الاخطل:
_________
(1) هو الكميت بن معروف. وعجزه. * وفى أبياتنا ولنا افتلينا
(2) قال ابن برى: ليس بصحيح، لان الاردب لا يكال به وإنما يكال
بالويبة.
(1/135)
والخبز كالعنبر الهِنْدِيِّ عِنْدَهُمُ *
والقَمْحُ سبعونَ إردبَّا بدينارِ (1) والإرْدَبَّةُ: القِرْميدُ، وهو
الآجُرُّ الكبير.
[رزب] المِرْزابُ: لُغَةٌ في
الميزاب، وليست بالفصيحة أبو زيد: المَرازيبُ السُفُن الطوال، الواحدة
مِرْزابٌ. والإرْزَبُّ: القصير، وهو ملحق بجرذحل. وركب إرزب، أي ضخم.
قال رؤبة:
كَزِّ المُحَيَّا أُنَّحٍ إرْزَب * والإرْزَبَّةُ: التي يكسر بها
المَدَرُ، فإن قلتها بالميم خَفَّفْتَ فقلت المِرْزَبَة. وأنشد الفراء:
ضَرْبَكَ بالمِرْزَبَة العودَ النَخِر * وأما المَرازِبَةُ من الفُرْسِ
فمُعَرَّبٌ (2) ، الواحد مَرْزُبانٌ بضم الزاي، ومنه قولهم للأسد: "
مَرْزُبانُ الزَأْرَةِ ". قال أوسٌ في صفة أسد: لَيْثٌ عليه من
البَرْدِيِّ هِبْرِيَةٌ * كالمَرْزُبانيِّ عَيَّالٌ بأوصالِ ورواه
المفضل:
كالمزبرانى عيار بأوصال
_________
(1) قبله: قوم إذا استنبح الاضياف كلبهم * قالوا لامهم بولي على النار
وهذا أهجى بيت قالته العرب.
(2) ومن سجعات الاساس: " أعوذ بالله من المرازبة، وما بأيديهم من
المرازبة ".
(1/135)
ذهب إلى زبرة الاسد، فقال له الاصمعي: يا
عجباه الشئ يشبه بنفسه؟ ! وإنما هو المرزبانى. وتقول: فلان على مرزبة
كذا، وله مرزبة كذا، كما تقول: له دهقنة كذا.
[رسب] رسب (1) الشئ في الماء
رُسوباً: سَفَلَ فيه. ورَسَبَتْ عيناه: غارَتا. وسيفٌ رَسوبٌ، أي ماضٍ
في الضريبة. وبنو راسب: حى من العرب.
[رضب] الرُضابُ: الريقُ. والراضِبُ:
ضَرْبٌ من السِدْر. والراضب: السَحُّ من المطر (2) وقال يصف ضبعا في
مغارة:
فأدركها فيها قطار وراضب (3)
[رطب] الرَطْبُ، بالفتح: خلاف
اليابس. تقول رطب الشئ رطوبة فهو رَطْبٌ ورطيبٌ. ورَطَّبْتُهُ أنا
ترطيباً. وغُصنٌ رطيبٌ، وريشٌ رطيبٌ، أي ناعم. والمرطوبُ: صاحبُ
الرطوبةِ. والرُطْبُ، بالضم ساكنة الطاء: الكلا. ومنه قول ذى الرمة:
_________
(1) رسب من باب دخل.
(2) حذيفة بن أنس.
(3) صدره:
خناعة ضبع دمجت في مغارة:
(1/136)
حتى إذا معمعان الصيف هب له * بأجة نش عنها
الماء والرطب وهو مثل عسر وعسر. والرطبة، بالفتح: القضب (1) خاصة مادام
رَطْباً، والجمع رِطابٌ. تقول منه: رطبت الفرس رطبا ورطوبا. عن أبى
عبيد. والرطب من التمر معروف، الواحدة رُطَبَةٌ، وجمع الرُطَبِ أرطابٌ
ورِطابٌ أيضاً، مثل ربع ورباع، وجمع الرُطَبَةِ رُطَباتٌ ورُطَبٌ.
وأَرْطَبَ البُسْرُ: صار رُطْباً. وأرطب النخلُ: صار ما عليه رُطَباً.
ورَطَّبْتُ القومَ ترطيباً إذا أطعمتَهم الرُطَبَ. وأرض مرطبة: كثيرة
الكلا.
[رعب] الرُعْبُ: الخوف. تقول منه:
رَعَبْتُهُ فهو مرعوبٌ، إذا أفزعته، ولا تقل أرعبته. والترعابة: الفزوق
(2) . والسَنامُ المُرْعَّبُ: المُقَطَّعُ. والرَعيبُ: الذي يقطرُ
دَسَماً. والتِرْعيبَةُ، بالكسر: القطعة من السَنامِ. ورَعَبْتُ
الحوضَ: ملأتُه. وسيلٌ راعبٌ: يملأ الوادي. قال الشاعر (3) :
_________
(1) هو المسمى في مصر بالبرسيم الحجازى. قاله نصر.
(2) يقال للرجل الفزع. فروق، وفروقه أيضا.
(3) هو مليح بن الحكم الهذلى.
(1/136)
بذى هيدب أيما الربى تحت ودقه * فيروى
وأيما كل وادٍ فَيرْعَب (1) وسَنامٌ رَعيبٌ، أي ممتلئ شحما. والرعبوب:
الضعيف الجبان. والرعبوبة من النساء: الشطبة البيضاء. والراعبي: جنس من
الحمام، والانثى راعبية.
[رغب] رغبت في الشئ، إذا أردتَه،
رغبةً ورَغَباً بالتحريك. وارْتَغَبْتُ فيه مثله. ورغبت عن الشئ، إذا
لم تُرِدْهُ وزَهِدت فيه. وأرغبني في الشئ ورغبني فيه، بمعنىً. ورجلٌ
رغبوب (2) من الرَغْبَةِ. والرغيبة: العطاء الكثير، والجمع الرغائب.
قال الشاعر (3) :
وإلى الذي يُعْطي الرغائب فارغب (4)
_________
(1) في لسان العرب: رعب فعل لازم ومتعد، تقول رعب الوادي فهو راعب إذا
امتلا بالماء، ورعب السيل الوادي إذا ملاه، مثل قولهم نقص الشئ ونقصه.
فمن رواه يرعب بالفتح فمعناه يمتلئ، ومن رواه فيرعب بالضم فمعناه
فيملا. وقد روى بنصب كل على أن يكون مفعولا مقدما ليرعب، أي أما كل واد
فيرعب. وفى يروى ضمير السحاب أو المطر المعبر عنه بذى هيدب. اه مرتضى.
يقول نصر: أيما لغة في أما، كما في باب الميم من القاموس.
(2) ليست في القاموس واللسان. والذى في اللسان " رغبوت ".
(3) هو النمر بن تولب.
(4) قبله: لا تغضبن على امرئ في ماله * وعلى كرائم صلب مالك فاغضب
(1/137)
والرغيب: الواسع الجوف، يقال حوضٌ رَغيبٌ
وسِقاءٌ رَغيبٌ، وفرسٌ رَغيبُ الشَحْوَةِ. والرُغْبُ، بالضم: الشَرَهُ.
يقال الرُغْبُ شُؤْمٌ. وقد رَغُبَ بالضم رُغْباً فهو رَغيبٌ. أبو عبيد:
الرَغابُ، بالفتح: الأرضُ الليّنةُ. وقال ابن السكيت: التي لا تسيل إلا
من مطر كثير. وقد رغبت رغبا.
[رقب] الرقيبُ: الحافظُ. والرقيبُ:
المُنْتَظِرُ. تقول رقبت الشئ أرقبه رقوبا، ورِقْبَةً ورِقْباناً
بالكسر فيهما، إذا رَصَدْتَهُ. والرقيبُ: المُوَكِّلُ بالضَريب (1) .
ورقيبُ النَجْمِ: الذي يغيب بطلوعه، مثل الثُرَيَّا رَقيبُها الإكليلُ،
إذا طَلَعَتِ الثُرَيَّا عِشاءً غاب الإكليلُ، وإذا طلع الإكليلُ
عِشاءً غابت الثُرَيَّا (2) . والرقيبُ: الثالثُ من سِهام الميسر.
والمَرْقَبُ والمَرْقَبَةُ: الموضعُ المُشْرِفُ يرتفع عليه الرقيب.
(1/137)
ومتى تصبك خصاصة فارج الغنى * وإلى الذى
يعطى الرغائب فارغب (1) وذلك في الميسر.
(2) وأنشد الفراء: أحقا عباد الله أن لست لاقيا * بثينة أو يلقى الثريا
رقيبها وإنما قيل للعيوق رقيب الثريا تشبيها برقيب الميسر.
(1/137)
وراقب الله في أمره، أي خافه. والترَقُّبُ:
الانتظار، وكذلك الارتقاب. وأَرْقَبْتُهُ داراً أو أرضاً، إذا أعطَيته
إياها فكانت للباقي منكما، وقلتَ: إن مُتُّ قبلك فهي لك وإن مُتَّ قبلي
فهي لي. والاسم منه الرُقْبى، وهي من المراقبة، لأنّ كل واحد منهما
يرقب موت صاحبه. والرقبة: مؤخرا أصل العنق، والجمع رَقَبُ ورَقَباتٌ
ورِقابٌ. ورَجُلٌ أَرْقَبُ بَيِّنُ الرَقَبِ، أي غليظ الرقبة،
ورَقَبانيٌّ أيضاً على غير قياس. والعرب تلقِّب العجم برقاب المزاود،
لانهم حمر. وذو الرقيبة: لقب مالك القشيرى، لانه كان أو قص، وهو الذى
أسر حاجب بن زرارة يوم جبلة. والرقبة: المملوك. والرَقوبُ: المرأة التي
لا يعيش لها ولد. وقال (1) :
كأنها شيخة رقوب (2) * وكذلك الرجل. قال الشاعر: فلم يَرَ خَلْقٌ قبلنا
مِثْلَ أُمِّنا * ولا كأَبينا عاشَ وهو رقوب
_________
(1) هو عبيد بن الابرص.
(2) صدره:
باتت على إرم عذوبا:
(1/138)
والرقوب: المرأة التى تَرْقُبُ موتَ زوجها
لِتَرِثّهُ. والرَقوبُ من الإِبل: التي لا تدنو من الحوض مع الزِحامِ،
وذلك لِكَرَمها. والمُرَقّب: الجِلدُ الذي سُلِخَ من قِبَلَ رأسه
ورقبته. والرَقَّابَةُ: الرجل الوَغْد الذي يَرْقُبُ للقوم رحلهم إذا
غابوا.
[ركب] رَكِبَ رُكوباً. والرِكْبَةُ
بالكسر: نوع منه. ابن السكيت: يقال مَرَّ بنا راكِبٌ، إذا كان على بعير
خاصَّةً. فإن كان على حافِرٍ: فرسٍ أو حمارٍ، قلت: مَرَّ بنا فارسٌ على
حمار. وقال عُمارَةُ: لا أقول لصاحب الحمار فارسٌ، ولكن أقول حَمَّارٌ.
قال: والرَكْبُ أصحابُ الإبل في السفَر دون الدواب، وهم العَشَرَةُ فما
فوقها، والجمع أَرْكُبٌ. قال: والرَكَبَةُ بالتحريك أقل من الرَكْبِ،
والأُرْكوبُ بالضم أكثر من الرَكْبِ. والرُكْبانُ: الجماعة منهم.
والرُكَّابُ: جمع راكب مثل كافر وكفار، يقال هم ركاب السفينة.
والمركَبُ: واحدُ مراكبِ البرِّ والبحرِ. ورِكابُ السرجِ معروفٌ.
والرِكابُ: الإبل التي يُسارُ عليها، الواحدةُ راحلةٌ، ولا واحد لها من
لفظها، والجمع الركب بالضم، مثال الكتب.
(1/138)
وزيت ركابِيٌّ لأنه يحمل من الشامِ على
الإبل. والرَكوبُ والرَكوبَةُ: ما يُرْكَبُ. تقول: ماله رَكوبَةٌ ولا
حَمولَةٌ ولا حَلوبَةٌ، أي ما يركبه ويحلبه ويحمل عليه. وقرأت عائشة
رضى الله عنها: (فمنها ركوبتهم) . وركوبة: ثنية بين مكة والمدينة عند
العرج. وطريق رَكوبٌ، أي مركوبٌ. وناقةٌ رَكْبانةٌ (1) ، أي تصلح
للرُكوب. وأَرْكَبَ المُهْرُ: حانَ أن يُرْكَبَ. وأَرْكَبْتُ الرجلَ:
جَعَلْتُ له ما يركبه. والراكبُ من الفَسيلِ: ما ينبت في جذوع النَخل
وليس له في الأرض عِرْقٌ. والراكوبُ: لغةٌ فيه. وارتكاب الذُنوب:
إتْيانها. والرُكْبَةُ معروفة، وجمع القِلَّةِ رُكْباتٌ ورُكَباتٌ
ورُكُباتٌ (2) ، وللكثير ركب. وكذلك جمع كل ما كان على فعلة، إلا في
بنات الياء فإنهم لا يحركون موضع العين منه بالضم، وكذلك في المضاعف.
والاركب: العظيم الركبة. وبعيرٌ أَرْكَبُ، إذا كانت إحدى ركبتيه أعظم
من الاخرى.
_________
(1) وركباة أيضا.
(2) أي بسكون الكاف وضمها وفتحها، والراء مضمومة فيهن. ويقال لكل شيئين
يتكافآن: هما كركبتى العنز، وذلك أنهما يقعان معا على الارض إذا ربضت.
اه مرتضى.
(1/139)
وركبه يركبه، مثال كتب يكتب، إذا ضربه
بركبته، وكذلك إذا ضرب ركْبَتَهُ. والرَكَبُ، بالتحريك: منبت العانة.
قال الخليل: هو للمرأة خاصة. قال الفراء: هو للرجل والمرأة. وأنشد: لا
يقنع الجارية الخضاب * ولا الوشاحان ولا الجلباب من دون أن تلتقي الا
ركاب وتقول في تركيب الفَصّ في الخاتَمِ والنَّصْلِ في السَهْمِ:
رَكَّبْتُهُ فَتَرَكَّبَ، فهو مُرَكَّبٌ ورَكيبٌ. والمُرَكَّبٌ أيضاً:
الأصل والمَنْبِتُ، يقال: فلانٌ كريمُ المُرَكَّبِ، أي كريمٌ أصلُ
مَنْصِبهِ في قومه.
[رنب] الأرنب: واحدة الأرانب.
وكِسَاءٌ مُؤَرْنَبٌ: خُلِطَ غَزْلُه بوَبَرِ الأرانب. وقالت ليلى
الأخيلية تصف القطاة وفراخها: تدلت على حص الرؤوس كأنَّها * كُراتُ
غُلامٍ من كِساءٍ مؤرنب وهو أحد ما جاء على أصله مثل:
وصاليات ككما يؤثفين (1)
_________
(1) لخطام المجاشعى. وقبله: لم يبق من آى بها يحلين غير خطام ورماد
كنفين وغير ود جاذل أو ودين
(1/139)
وأرض مؤرنبة، بكسر النون: ذات أرانب.
والارنبة: طرف الانف. وقول الشاعر (1) : لها أشارير من لحم تتمره * من
الثعالى ووخز من أرانيها (2) يريد الثعالب والارانب، فلما اضطر واحتاج
إلى الوزن أبدل من الياء حرف اللين.
[رهب] رَهِبَ، بالكسر، يَرْهَبُ
رَهْبَةً ورُهْباً بالضم، ورَهَباً بالتحريك، أي خاف. ورجُل رَهَبوتٌ.
يقال: " رَهَبوتٌ خيرٌ من رَحَموتٍ " أي لأنْ تُرْهَبَ خيرٌ من أن
تُرْحَمَ. وتقول: أَرْهَبَهُ واسترهبه، إذا أخافَه. والراهب: واحد
رُهبان النصارى، ومصدره الرَهْبَةُ (3) والرَهْبانِيَّةُ.
والتَرَهُّبُ: التَعَبُّدُ. قال الأصمعي: الرَهَبُ: الناقة المهزولة.
والرَهْبُ أيضاً: النَصْلُ الرقيق من نصال السهامِ، والجمع رِهابٌ. قال
الشاعر (4) : إنِّي سَيَنْهَى عَنِّي وَعِيدَهُمُ * بيضٌ رهاب ومجنأ
أجد (5)
_________
(1) أبو كاهل اليشكرى، يشبه ناقته بعقاب.
(2) قبله: كأن رحلى على شغواء حادرة * ظمياء قد بل من طل خوافيها
(3) والرهبنة أيضا.
(4) هو صخر الغى الهذلى.
(5) وبعده: وصارم أخلصت خشيبته * أبيض مهو في متنه ربد
(1/140)
والرهابة، على وزن السحابة: عظم (1) في
الصدر مُشرف على البطن، مثل اللسان.
[روب] رُوبَةُ اللَّبَنِ: خَميرة
تُلْقَى فيه من الحامض لِيَروبَ. وفي المثل: " شُبْ شَوْباً لك
رُوبَتُهُ " كما يقال: " احلُبْ حَلَباً لك شَطْرُهُ ". ورُوبَةُ الليل
أيضاً: طائفة منه، يقال: هَرِّقْ عَنَّا من رُوبةِ الليلِ. ورُوبَةُ
الفَرَسِ: ماؤُهُ في جِمامِهِ. تقول: أَعِرْني رُوبةَ فَرَسِكَ.
والروبَةُ: الحاجةُ. تقول: فلان لا يقوم بِروبةِ أهلِهِ، أي بما أسندوا
إليه من حوائجهم. قال ابن الأعرابي: رُوبَةُ الرجلِ: عقله. تقول: هو
يحدِّثُني وأنا إذْ ذاك غلام ليست لي رُوبَةٌ. ورابَ اللبنُ يَروبُ
رَوْباً، إذا خَثُرَ وأَدْرَكَ، فهو رائب. وروبته. وفى المثل: " أهون
مظلوم سقاء مروب (2) "، وأصله السقاء يلف حتى يبلغ أوان المخض. والمروب
(3) : الاناء الذى يروب فيه اللبن. والرائب يكون ما مخض وما لم يمخض.
قال أبو عبيد: إذا خَثُرَ اللبن فهو الرائب، فلا يزال
_________
(1) وفى غيره من الامهات " عظيم " بالتصغير، أي غضروف كأنه طرف لسان
الكلب.
(2) المظلوم: اللبن الذى يظلم فيشرب قبل أن تخرج زبدته. وظلمت السقاء،
إذا سقيت منه قبل إدراكه.
(3) كمنبر.
(1/140)
ذلك اسمَه حتى يُنْزَعَ زُبْدُهُ واسْمُهُ
على حاله، بمنزلة العشراء من الابل، هي الحامل، ثم تضع فهى اسمها.
وأنشد الاصمعي: سقاك أبو ماعز رائبا * ومن لك بالرائب الخاثر يقول:
إنما سقاك الممخوض، ومن لك بالذى لم يمخض ولم ينزع زبده. وراب الرجل
روبا، إذا اختلط عقله ورأيه. ورأيت فلاناً رائباً، أي مختلِطاً خاثراً.
وقومٌ رَوْبى، أي خُثَراءُ الأنفسِ مختلطون، وهم الذين أثخنهم السيرُ
فاستَثْقَلوا نوماً، ويقال شَرِبوا من الرائب فَسَكِروا. قال بشر:
فأمَّا تَميمٌ تَميمُ بنُ مُرٍّ * فأَلْفاهُمُ القَوْمُ رَوْبى نِياما
واحدهم رَوْبان. وقال الاصمعي: واحدهم رائب، مثل مائق وموقى وهالك
وهلكى.
[ريب] الرَيْبُ: الشَكُّ.
والرَيْبُ: ما رابَكَ من أمر، والاسم الريبةُ بالكسر، وهي التُهمة
والشكُ. ورابَني فلان، إذا رأيتَ منه ما يريبك وتكرهه. وهذيل تقول: أر
ابني فلان. قال الهذلي (1) :
_________
(1) خالدُ بن زُهَير.
(1/141)
يا قوم مالى وأبا ذؤيب (1) * كنت إذا أتوته
من غيب * يشم عطفى ويبز ثوبي * كأننى أربته بريب * وأراب الرجل: صار ذا
رِيبَةٍ، فهو مُريبٌ. وارتاب فيه، أي شَكَّ. واسْتَرَبْتُ به، إذا
رَأَيْتَ منه ما يُريبُكَ. ورَيْبُ المُنونِ: حوادثُ الدَّهرِ.
والرَيْبُ: الحاجةُ. قال الشاعر (2) : قَضَيْنا من تِهامَةَ كُلِّ
رَيْبٍ * وخَيْبَر ثم أَجْمَمْنا السيوفا
فصل الزاى
[زأب] زأب الرجل وازدأب، إذا حمل ما
يطيق وأسرع المشى. وقال الشاعر:
وازدأب القربة ثم شمرا * وزأب الرجل، إذا شرب شربا شديدا.
[زبب] الزُبُّ: الذَكَرُ. والزُبُّ:
اللحية بلغة اليمن. والزَبَبُ: طول الشَعَرِ وكثرتُهُ. وبعيرٌ أَزَبُّ.
ولا يكاد يكون الأَزَبُّ إلا نفوراً، لأنّه ينبت
_________
(1) يروى: " ما بال أبى ذؤيب ". أما المنصوب فنصب لانه نسق على مكنى
مخفوض، ولم يعد ذكر الجار.
(2) كعب بن مالك.
(1/141)
على حاجبيه شعيرات، فإذا ضربته الريح
نَفَرَ. قال الكميت:
أو يتناسى الأَزَبُّ النُفورا (1) * وعامٌ أَزَبُّ، أي خصيبٌ كثيرُ
النباتِ. والزباء: ملكة الجزيرة، وتعد من ملوك الطوائف. والزِبابُ:
جمعُ زَبابَةٍ، وهي فأرةٌ صَمَّاءُ تضرب العربُ بها المثل فتقول: "
أَسْرَقُ من زَبابَةٍ ". ويُشَبَّهُ بها الجاهلُ. قال ابن حِلِّزَةَ:
وَهُمُ زَبابٌ حائِرٌ * لا تَسْمَعُ الآذانُ رَعْدا وأَزَبَّتِ الشمس،
أي دَنَتْ للغروب. والزبيبُ: الذي يُؤْكَلُ، الواحدة زَبيبةٌ. تقول
منه: زَبَّبَ فلان عِنَبَهُ تزبيباً. والزَبيبةُ: قَرْحَةٌ تخرج في
اليد. والزبيبتان: الزَبَدَتانِ في الشِدقين، يقال: تكلم فلان حتى
_________
(1) في اللسان. قال ابن برى: هذا الجزء مغير، والبيت بكماله: بلوناك من
هبوات العجاج * فلم تك فيها الازب النفورا ورأيت في نسخة الشيخ ابن
الصلاح المحدث حاشية بخط أبيه، أن هذا الشعر: رجائي بالعطف عطف الحلوم
* ورجعة حيران إن كان حارا وخوفي بالظن أن لا ائتلا * ف أو يتناسى
الازب النفورا وقال الصغانى: الصواب النفارا.
(1/142)
زبب شدقاه، أي خرج الزَّبَدُ عليهما. ومنه
الحَيَّةُ ذو الزَبيبتين. ويقال: هما النُكتتان السَوداوان فوق عينيه.
والزبزب: ضرب من السفن.
[زخرب] الزُخْرُبُّ: بالضم وتشديد
الباء: الغليظ. يقال: صار وَلَدُ الناقة زُخْرُبَّاً، إذا غَلُظَ جسمه
واشتدَّ لحمه.
[زرب] الزَرْبُ والزَريبَةُ:
قُتْرَةُ الصائد. وقد انزرب الصائدُ، إذا دخل فيه. قال ذو الرمة:
رذل الثياب خفى النحض منزرب (1) * والزرب والزريبة أيضا: حظيرة للغنم
من خشب. قال ابن السكيت: وبعضهم يقول: زِرْبٌ بالكسر. الكسائي:
زَرَبْتُ للغنم أَزْرُبُ زَرْباً. وقال أبو عمرو: الزَرْبُ: المدخل،
ومنه زَرْبُ الغنم. وزَريبة السَبُعِ: موضعه الذى يكتن فيه.
_________
(1) في جمهرة أشعار العرب:
رث الثياب خفى الشخص * وصدره:
وبالشمائل من جلان مقتنص:
(1/142)
والزرابى: النمارق (1) .
[زرنب] الزَرْنَبُ: ضرب من النبات
طيب الرائحة، وهو فعلل. وقال: يا بأَبي (2) أَنْتِ وفوكِ الأَشْنَبُ *
كأنما ذر عليه الزرنب
[زعب] الزَُعْبَةُ: الدَفْعَةُ من
المال. يقال: زَعَبْتُ له زَعْبَةً من المال وزُعْبَةً، أي دفعت له
قِطْعَةً منه. وزَعَبْتُهُ عنّي زَعْباً، أي دفعته. الاصمعي: ازدعبت
الشئ، إذا حملته. يقال: مر به فازدعبه. وجاءنا سيل يزعب زَعْباً، أي
يتدافع في الوادي. وإذا قلت يرعب بالراء، تعنى يملا الوادي.
والزاعِبِيَّةُ: الرِماحُ. قال الطرِمّاح: وأَجْوِبَةٌ كالزاعِبِيَّةِ
وَخْزُها * يُبادِهُها شَيْخُ العِراقَيْنِ أَمْرَدا ويقال: سنانٌ
زاعِبِيٌّ. فأمَّا قول ابن هَرْمَةَ:
يَكادُ يَهْلِكُ فيها الزاعب الهادى
_________
(1) في المختار: " النمارق الوسائد. وهى مذكورة قبل آية الزرابى فكيف
يكون الزرابى النمارق، وإنما هي الطنافس المخملة والبسط ".
(2) ويروى: " وابأبى ".
(1/143)
فيقال: هو السياح في الارض. واز لعباب
السيل: كثرته وتدافعه. يقال سيل مز لعب، بزيادة اللام.
[زغب] الزَغَبُ: الشُعيرات الصُفْرُ
على ريش الفَرْخِ. والفِراخُ زُغْبٌ. وقد زَغَّبَ الفَرْخُ تزغيباً.
وأزْغَبَ الكَرْمُ وذلك بعد جَرْي الماءِ فيه. وازلغب الشعر، إذا نبت
بعد الحلْق. وازْلَغَبَّ الفَرْخُ: طلع ريشه، بزيادة اللام.
[زغرب] الزَغْرَبُ: الماءُ الكثيرُ.
قال الكميت: وفي الحَكَمِ بن الصَلْتِ منك مَخيلَةٌ * نَراها وبَحْرٌ
من فِعالِكَ زَغْرَبُ قال الأصمعيّ: الزَغْرَبُ: البول الكثير.
[زقب] زَقَبْتُ الجُرَذَ في
جُحْرِهِ فانْزَقَبَ، أي أدخلته فدخل. وطَريقٌ زقب، أي ضيق. قال أبو
ذؤيب: ومَتْلَفِ مثلِ فَرْقِ الرأس تَخْلِجُهُ * مطارب (1) زقب أميالها
فيح ويروى " زقب " بالضم.
_________
(1) المطارب: طرق ضيقة واحدتها مطربة. والزقب أيضا: الضيقة، فهو توكيد
لفظي بالمرادف. هكذا يظهر.
(1/143)
[زكب]
زَكَبَتِ المرأةُ وَلَدَها: رَمَتْ به عند الولادة. والإناءَ:
مَلأتْهُ. والمرأة: نكحها.
[زيب] ابن السكيت: الازيب، على
أَفْعَلَ: النشاطُ، ويُؤَنَّثُ، يقال: مَرَّ فلانٌ وله أَزْيَبُ
مُنْكَرَةٌ، إذا مَرَّ مَرَّاً سريعاً من النَشاط. والازيب: الدعى. قال
لشاعر (1) : فأعطوه مِنّي النِصْفِ أو أَضْعَفوا له * وما كنتُ قُلاًّ
قبلَ ذلك أَزْيَبا (2) والأَزْيَبُ: العداوةُ، والأَزْيَبُ: النَكْباءُ
التي تجري بين الصَبا والجَنوبِ. قال أبو عمرو في قول الشاعر:
عن ثَبَجِ البَحْرِ يَجيشُ أَزْيَبُهُ (3) *: هو الماء الكثير. أبو
زيد: أخذني من فلان الازيب، وهو الفزع.
_________
(1) الاعشى.
(2) قبله: دعا رهطه حولي فجاءوا لنصره * وناديت حيا بالمسناة غيبا
(3) قبله: أسقاني الله رواء مشربه * ببطن كر حين فاضت حببه الكر:
الحسى. والحببة: جمع حب لخابية الماء.
(1/144)
فصل السين
[سأب] أبو عمرو: سَأَبْتُ الرجلَ
سأبا، إذا خنقته حتى يموت. والسَأْبُ أيضاً: الزِقُّ، والجمع
السُؤُوبُ. والمِسْأَبُ مثله، وهو سِقاءُ العَسَلِ، إلا أن أبا ذؤيب
ترك همزه في قوله يصف مشتار العسل: تأبط خافة فيها مساب * فأصبح يقترى
مسدا بشيق أراد شيقا بمسد فقلب. والشيق: الجبل. وسأبت السقاء: وسعته.
[سبب] السَبُّ: الشَتْمُ، وقد
سَبَّهُ يَسُبُّهُ. وسَبَّهُ أيضاً بمعنى قَطَعَهُ. وقولهم: ما رأيته
منذ سَبَّهُ، أي مُنذ زمنٍ من الدهر، كقولك منذ سنةٍ. ومَضَتْ سَبَّةٌ
من الدهرِ. والسَبَّةُ الاسْتُ: وسَبَّهُ يَسُبُّهُ، إذا طعنه في
السَبَّةِ. وقال (1) : فما كان ذنب بنى مالك * بأن سب منهم غلام فسب
_________
(1) ذو الخرق الطهوى يتعصب لغالب، وبعده: عراقيب كوم طوال الذرى * تخر
بوائكها للركب بأبيض ذى شطب باتر * يقط العظام ويبرى العصب
(1/144)
يعنى معاقرة غالب وسحيم، فقوله سب شتم، وسب
عقر: والتَسابُّ: التشاتم. والتَسابُّ: التقاطُعُ. ورجل مسب بكر الميم:
كثير السباب. ويقال: صار هذا الأمر سُبَّةً عليه، بالضم، أي عاراً
يُسَبُّ به. ورجل سُبَّةٌ، أي يَسُبُّهُ الناس. وسُبَبَةٌ، أي يَسُبُّ
الناسَ. قال أبو عبيد: السِبُّ بالكسر: الكثير السِباب. وسِبُّكَ
أيضاً: الذي يُسابُّكَ قال الشاعر (1) : لا تَسُبَّنَّني فَلَسْتُ
بِسِبِّي * إنَّ سِبِّي من الرجال الكَريمُ والسِبُّ أيضاً: الخِمارُ،
وكذلك العمامة. قال المخبل السعدى: وأشهد من عوف حلولا كثيرة * يحجون
سب الزبرقان المزعفرا والسب: الحبل في لغة هذيل. قال أبو ذؤيب:
تَدَلَّى عليها بين سِبٍّ وخَيْطَةٍ * بجرداَء مثلِ الوَكْفِ يَكْبو
غرابها والسبوب: الحبال. قال ساعدة بن جُؤَيَّة: صَبَّ اللهيفُ لها
السُبُوبَ بطَغْيَةٍ * تُنْبي العُقابَ كما يلط المجنب والسب: شقة كتان
رقيقة. والسبيبة
_________
(1) عبد الرحمن بن حسان.
(1/145)
مثله، والجمع السبوب والسبائب. قال الراجز
(1) : ينير أو يسدى به الخدرنق * سبائبا يجيدها ويصفق وإبل مسببة، أي
خيار، لأنه يُقالُ لها عند الإعجاب بها: قاتَلَها الله! ويقال: بينهم
أُسْبوبَةٌ يَتَسابُّونَ بها. والسبب: الحَبْلُ. والسبب أيضا: كل شئ
يتوصل به إلى غيره. والسَبَبُ اعْتِلاقُ قَرابَةٍ. وأسبابُ السماءِ:
نواحيها في قول الأعشى:
وَرُقِّيتَ أَسبابَ السَماءِ بسُلَّمِ (2) * والله مُسَبِّبُ الاسباب،
ومنه التسبيب. والسبيب: شعر الناصية والعرف والذنب. والسبسب: المفازة.
يقال: بلد سَبْسَبٌ، وَبَلدٌ سَباسِبُ. وقول النابغة: رِقاقُ النِعالِ
طَيِّبٌ حُجُزاتُهُمْ يُحَيَّوْنَ بالرَيحانِ يومَ السَباسِبِ يعني به
عيدا لهم. والسبابة من الاصابع: التى تلى الابهام.
_________
(1) هو الزفيان السعدى يصف قفرا.
(2) صدره:
لئن كنت في جب ثمانين قامة * وبعده: ليستدرجنك الامر حتى تهره * وتعلم
أنى لست عنك بمحرم (19 - صحاح)
(1/145)
[سحب]
السحابَةٌ: الغَيْمُ، والجمع سحابٌ وسُحُبٌ وسَحائبُ. وسَحَبْتُ ذَيْلي
أَسْحَبُ: جررته فانْجَرَّ. وتَسَحَّبَ عليه، أي أَدَلَّ. والسَحَبُ:
شِدَّةُ الأكلِ والشُرْبِ. ورجل أُسْحوبٌ، أي أكولٌ شَروبٌ. وسحبان:
اسم رجل من وائل، كان لسنا بليغا، يضرب به المثل في البيان. |