الصحاح تاج اللغة وصحاح
العربية باب الالف المهموزة:
قال أبو نصر إسماعيل بن حماد الجوهري، رحمه الله: نذكر في هذا الباب
الهمزة الاصلية التى هي لام الفعل، فأما الهمزة المبدلة من الواو نحو:
العزاء - الذى أصله عزاو، لانه من عزوت - أو المبدلة من الياء نحو
الاباء - الذى أصله إباى، لانه من أبيت (1) - فنذكرهما في باب " الواو
والياء " إن شاء الله تبارك وتعالى، ونذكر فيه أن همزة الاشاء،
والالاء، غير أصلية (2) .
فصل الالف
[أجأ] أجأ، على فعل بالتحريك: أحد
جبلى طيئ، والآخر سلمى، وينسب إليهما (3) الاجئيون، مثال: الاجعيون.
_________
(1) همزة " العزاء " مبدلة من الواو، يدلك على ذلك ما رواه ابن جنى عن
أبى زيد، من أن " التعزوة " بضم الزاى، بمعنى العزاء، فياء التعزية على
ذلك مبدلة من الواو. وأما الاباء فأصلها الياء، فإنك تقول: أبيت أن
أفعل هذا، ولا تقول: أبوت.
(2) خالف " المجد " فيهما، فذكرهما في مهموز الاصل محتجا بنقل.
(3) الصواب: وينسب إليها، لان الضمير يعود إلى أجا، وهى مؤنثة.
(1/34)
[آأ]
آء: شجر، على وزن عاع، واحدتها: آءة (1) . قال زهير بن أبي سُلْمى يصف
الظليم: كأن الرحل منه (2) فوق صعل من الظلمان جؤجؤه هواء - أصك مصلم
الاذنين أجنى (3) له بالسى تنوم وآء وآء أيضاً: حكاية أصوات. قال
الشاعر: إنْ تَلْقَ عمْراً فقد لاقيتَ مدَّرِعا وليس من همه إبْلٌ ولا
شاءُ في جحفل لَجِب جَمٍ صواهُله بالليل يُسمَع (4) في حافاته آء
فصل الباء
[بأبأ] أأبأت الصبى (5) ، إذا قلت
له: بأبى أنت وأمى. قال الراجز:
_________
(1) الصحيح عند أهل اللغة: أنه ثمر السرح. وزاد ابن برى في حاشية
الصحاح: " ولا يعكر عليه قول شرذمة منهم: إنه اسم للشجر، لانهم قد
يسمون الشجر باسم ثمره، ألا ترى إلى قوله تعالى: " فأنبتنا فيها حبا
وعنبا "؟ وفى اللسان: الآء أيضا: صياح الامير بالغلام.
(2) في ديوانه " منها ".
(3) أجنى الشجر: صار له جنى يؤكل.
(4) في اللسان: تسمع، بالتاء.
(5) وبأبأت به.
(1/34)
وصاحب ذى غمرة داجيته بأبأته وإن أبى فديته
حتى أتى الحى وما آذيته والبؤبؤ: الاصل، ويقال: العالم، مثل السرسور.
يقال: فلان في بؤبؤ الكرم، أي في أصل الكرم (1) .
[بدأ] بدأت بالشئ بدءا: ابتدأت به،
وبدأت الشئ: فعلته ابتداء. وبدأ الله الخلق وأبدأهم، بمعنىً. وتقول:
فعل ذلك عَوْداً وبَدْءاً، وفي عوده وبدئه، وفي عودته وبَدْأته. ويقال:
رَجَعَ عَوْدُه على بَدْئه، إذا رجع في الطريق الذي جاء منه. وفلان ما
يُبْدِئ وما يعيد، أي ما يتكلم ببادئة ولا عائدة. والبدء: السيد الأول
في السيادة، والثِّنيان: الذي يليه في السُّؤْدُد. قال الشاعر (2) :
ثُنياننا إن أتاهم كان بدأَهمُ * وبَدؤهم إن أتانا كان ثِنيانا (3)
والبَدء والبَدأة: النصيب من الجزور (4) ، والجمع أبداء، وبدوء، مثل
جفن وأجفان وجفون. قال طرفة بن العبد:
_________
(1) وعلى وزن فعلول - بالضم - بمعنى الاصل، والسيد الظريف، وأصل الشئ،
ووسطه.
(2) هو أوس بن مغراء السعدى.
(3) في (أمالى القالى) :
ترى ثنانا إذا ما جاء بدأهم وكذلك في (سمط اللآلئ) .
(4) والبدء أيضا: النشأة.
(1/35)
وهم أيسار لقمانَ إذا * أغْلَتِ
الشَّتْوَةُ أبداَء الجُزرْ والبَدِئُ: الأمر البديع. وقد أَبْدأَ
الرجُلُ إذا جاء به. قال عَبِيد (1) :
فلا بدئ ولا عجيب * والبدء والبدئ: البئر التى حُفِرت في الإسلام وليست
بعادِيَّة (2) . وفى الحديث: " حريم البئر البدئ خمس وعشرون ذراعا ".
والبدء والبدئ أيضاً: الأول. ومنه قولهم: أفعله بادي بدْء - على فَعْل
- وبادي بدئ - على فعيل - أي أول شئ. والياء من بادى ساكنة في موضع
النصب، هكذا يتكلمون به، وربما تركوا همزه لكثرة الاستعمال على ما
نذكره في باب المعتل. ويقال أيضا: أفعله بدأة ذي بَدْء، وبَدْأةَ ذي
بَدْأة، أي أول أول. وقولهم: لك البدء والبَدْأة (3) والبَدأة - أيضاً
- بالمد: أي لك أن تبدأ قبل غيرك في الرمي أو غيره. وقد بُدِئَ الرجل
يُبدأ بدءاً فهو مبدوء، إذا أخذه الجُدَريّ أو الحصْبة (4) . قال
الكميت: فكأنما بُدِئت ظواهر جِلدِه * مما يصافح من لهيب سهامها
[بذأ] بذأت الرجل بذْءًا، إذا رأيت
به حالا كرهتها.
_________
(1) عبيد بن الابرص. وصدره:
فان يك حال أجمعوها
(2) ولا " بآدية " كما في مخطوطة دار الكتب.
(3) البدأة، مثلثة، ومحركة.
(4) الحصبة، وبالتحريك وكخشنة: بثر يخرج بالجسد.
(1/35)
وبذأته عيني بذْءًا، إذا لم تقبله العين
ولم تعجبك مَرْآتُه. وبذأتُ الأرض: ذممت مرعاها، وكذلك الموضع إذا لم
تَحمده. وأرض بذِئة (1) : لا مرعى بها. وامرأة بذية - بلا همزة - يذكر
في باب المعتل.
[برأ] تقول برِئْتُ منك، ومن الديون
والعيوب براءة. وبرئت من المرض بُرءًا، بالضم. وأهل الحجاز يقولون:
بَرَأْتَ من المرض بَرءًا بالفتح. وأصبح فلان بارئاً من مرضه، وأبرأه
الله من المرض. وَبَرَأَ الله الخلق بَرْءًا، وأيضاً هو البارئ.
والبريَّة: الخلق، وقد تركَتِ العربُ همزَهُ. قال الفرّاء: وإن أُخِذَت
البريَّة من البَرَى - وهو التراب - فأصلها غير الهمز. وأبرأته مما لي
عليه، وبرَّأته تبرئة. والبُرْأَةُ بالضم: قُتْرَة الصائد، والجمع:
برأ، مثل صبرة، وصبر. قال الشاعر الأعشى (2) : فأورَدَها عيناً من
السِيفِ رَيَّةً * بها بُرَأٌ مثل الفسيل المكمم وتبرأت من كذا. وأنا
بَراءٌ منه، وخَلاءٌ منه، لا يُثَنَّى ولا يُجمَع، لأنه مصدر في الأصل،
مثل سمِع سماعا، فإذا
_________
(1) في اللسان: وأرض بذيئة، على مثال فعيلة: لا مرعى بها.
(2) يصف الحمير.
(1/36)
قلت: أنا برئ منه، وخليٌّ منه، ثنَّيت،
وجمعت، وأنَّثْت، وقلت في الجمع: نحن منه بُرآء، مثل: فقيه وفقهاء،
وبِراءٌ أيضاً، مثل: كريم وكِرام، وأبراءٌ، مثل: شريفٍ وأشرافٍ،
وأبرياء أيضاً مثل نصيب وأنصباء، وبريئون. وامرأة بريئة، وهما بريئتان،
وهن بريئات برايا. ورجل برئ وبراء، مثل: عجيب وعُجاب. والبَراء بالفتح:
أول ليلة من الشهر، سميت بذلك لتبرُّؤ القمر من الشمس، وأما آخر يوم من
الشهر فهو النحيرة. وبارَأتُ شريكي، إذا فارقته، وبارأ الرجل امرأته.
واستبرأتُ الجارية، واستبرأت ما عندك.
[بأ] بسأت بالرجل: وبسئت به بَسَأً
وبُسوءًا، إذا استأنستَ به. وناقة بَسوءٌ: لا تمنع الحالب. وأبسأنى
فلان فبسئت به.
[بطأ] البُطْءُ: نقيض السرعة. تقول
منه: بطُؤَ مجيئك، وأبطأت فأنت بطئ، ولا تقل: أبطيت. وقد استبطأتك،
ويقال: ما أبطأ بك، وما بطأ بك بل، بمعنى. وتباطأ الرجل في مسيره.
ويقال: بُطْآن ذا خروجاً، وبَطآن ذا خروجاً (1) ، أي بطؤ ذا خروجا،
فجعلت
_________
(1) بطآن الاول بضم الباء والثانى بالفتح.
(1/36)
الفتحة التى في بطؤ على نون بطآن، حين أدت
عنه، لتكون علما لها، ونقلت ضمة الطاء إلى الباء، وإنما صح فيه النقل
لان معناه التعجب، أي ما أبطأه. أبو زيد: أبطأ القوم، إذا كانت دوابهم
بطاء.
[بكأ] بَكأتِ الناقة أو الشاة، إذا
قلّ لبنها تَبْكأُ بَكْأً. قال سلامة بن جندل:
ولو نفادي (1) ببكء كل محلوب * وكذلك بكؤت بكؤا، فهى بكئ، وبكيئة،
وأينق بكاء. قال الشاعر (2) : فليأزلن وتبكؤن لقاحه (3) * ويعللن صبيه
بسمار -
[بوأ] المباءة: منزل القوم في كل
موضع، ويسمى كِناس الثور الوحشي: مباءةً، وكذلك مَعطِن (4) الإِبل.
وتبوَّأْتُ منزلاً: أي نزلتُه، وبوَّأت للرجل منزلاً وبوّأته منزلاً
بمعنى، أي هيَّأته ومكَّنت له فيه. واستباءه، أي اتخذه مباءة.
_________
(1) في ديوانه:
ولو تعادى ببكء كل محلوب * وصدره:
يقال محبسها أدنى لمرتعها
(2) هو أبو مكعت الاسدي.
(3) والرواية: " وليأزلن " بالواو منسوقا على ما قبله وهو: فليضربن
المرء مفرق خاله * ضرب الفقار بمعول الجزار السمار: اللبن الذى رقق
بالماء.
(4) ومعطن، بفتح الطاء أيضا.
(1/37)
وهو ببيئة سوء، مثال: بيعة، أي بحالة سوء،
وإنه لحسن البيئة. وبوَّأت الرمح نحوه، أي سدَّدته نحوه. وَأَبَأْتُ
الإِبل: رددتها إلى المباءة، وَأَبَأْتُ على فلان ماله، إذا أَرَحْتَ
عليه إبله أو غنمه. والباءَة مثال الباعَةِ، لغة في المباءة، ومنه
سُمِّي النكاح: باءً وباءةً، لان الرجل يتبوأ من أهله، أي يستمكن منها،
كما يتبوأ من داره. وقال يصف الحمار والاتن: يعرس أبكارا بها وعنسا *
أكرم عرس باءة إذ أعرسا - والبواء: السواء، ويقال: دم فلان بَواءٌ
لِدَم فلان، إذا كان كفؤا له. قالت ليلى الاخيلية في مقتل توبة بن
الحمير: فإن تكن القتلى بواء فإنكم * فتى ما قتلتم، آل عوف بن عامر وفى
الحديث: " أمرهم أن يتباءوا " والصحيح يتباوؤوا على مثال يتقاولوا.
ويقال: كلمناهم فأجابونا عن بَواءٍ واحد، أي: أجابونا جواباً واحداً.
وأبَأْتُ القاتل بالقتيل، واستبأته إذا قتلتَه به، أيضاً. أبو زيد: باء
الرجُلُ بصاحبه: إذا قُتِل به، ومنه قولهم: باءت عرار بكحل، وهما
بقرتان قتلت إحداهما بالاخرى (1) .
_________
(1) أي انتطحتا فماتتا. هو مثل يضرب لكل مستويين (القاموس) ، وعرار
كقطام. وكحل كنحل.
(الازمنة لقطرب) .
(1/37)
ويقال: بُؤْ بِهِ، أي كُن ممن يقتل به.
وأنشد الاحمر لرجل قتل قاتل أخيه، فقال: فقلت له: بُؤْ بامرئٍ لستَ
مثلَه * وإن كنتَ قُنْعاناً لمن يطلب الدما قال الاخفش (1) : وباءوا
بغضب من الله: رجعوا به، أي صار عليهم. قال: وكذلك باء بإثمه يبوء
بَوْءاً. وتقول: باء بحقه، أي أقرَّ، وذا يكون - أبدا - بما عليه، لا
له. قال لبيد: أنكرت باطلها وبؤت بحقها * عندي، ولم تفخر على كرامها
وفى أرض كذا فلاة تبئ في فلاة، أي تذهب.
[بهأ] أبو زيد: بَهأْتُ بالرجل،
وبَهِئْتُ به بَهْأً (2) وبهُوءًا، إذا أنست به. قال الاصمعي في كتاب
الابل: ناقة بهاء بالفتح ممدود - إذا كانت قد أنست بالحالب، وهو من
بهأت به أي أنِسْتُ به. وأما البهاء من الحُسن، فهو من بَهيَ الرجل،
غير مهموز. قال ابن السِّكِّيت: ما بَهأْتُ له، وما بأهت له: أي ما
فطِنتُ له.
_________
(1) يقول: أنت، وإن كنت في حسبك مقنعا لكل من طلبك بثأر، فلست مثل أخى.
(2) بهأ به مثلثة الهاء، والمصدر كفلس وسرور وسحاب: أنس، مثل ابتهأ،
على افتعل.
(1/38)
فصل التاء
[تأتأ] رجل تأتاء على فعلال، وفيه
تأتأة: يتردد في التاء إذا تكلم.
[تفأ] تفئ تفأ (1) ، إذا غضب واحتد.
[تنأ] تنأت بالبلد تنوءا: قطنته،
والتانئ من ذلك. وهم تِناءُ البلد، والاسم التناءة.
فصل الثاء
[ثأثأ] ثَأْثَأْتُ الإبل، إذا
أرويتها. قال الراجز (2) : إنك لن تثأثئ النهالا * بمثل أن تدارك
السجالا الأصمعي: ثأثأتُ عن القوم: دَفَعْت عنهم. ولَقيتُ فلاناً
فتثأثأت منه، أي: هبته. أبو عمرو: أثأته بسهم إثاءة: رميته. والكسائي
مثله.
[ثدأ] الثندؤة للرجل بمنزلة الثدى
للمرأة، وقال الأصمعي: هي مَغرِز الثدي، وقال ابن السِكِّيت: هي اللحم
الذى حول الثدى، إذا ضممت أولها همزت - فتكون فعللة - وإذا فتحته لم
تهمز، فيكون فعلوة، مثل: قرنوة، وعرقوة.
_________
(1) وزان فرح فرحا.
(2) وفى اللسان: أنشده المفضل.
(1/38)
[ثطأ]
ثطئ ثطأ: حمق (1) .
[ثفأ] الثفاء على مثال القراء:
الخردل (2) ويقال: هو الحرف، وهو فعال، الواحدة ثفاءة.
[ثما] الكسائي: ثَمَأْتُ (3) القوم: أطعمتهم الدسم. وثمأت رأسه: شدخته.
وثَمأت الخبز: ثردته.
فصل الجيم
[جأجأ] جؤجؤ الطائر والسفينة:
صدرهما، والجمع الجآجئ. قال الأموي: جَأْجَأْتُ بالإبل، إذا دعوتها
لتشرب، فقلت: جئ، جئ، والاسم الجئ، مثال الجيع، وأصله: جئئ، قلبت
الهمزة الاولى ياء. وأنشد (4) :
_________
(1) كجهل وفرح، كجعل: وطئه، وكفرح: حمق. وفى نسخة المدينة: ثطأ بسلحه،
وتطأ به وخطأ به، إذا رمى به، وضرب به الارض.
(2) في (المصباح) : مثل غراب: حب الرشاد. ولم أجد تعيين الرواية لشراح
الجامع الصغير في حديث " ماذا في الامرين من الشفاء الصبر والثفاء ".
هل الفاء مشددة على قول (الصحاح) (والقاموس) كالجمهرة، أو مخففة على
قول المصباح ". قاله نصر.
(3) وزان جعل.
(4) هو معاذ الهراء.
(1/39)
وما كان على الجئ * ولا الهئ امتدا حيكا
(1)
[جبأ] الْجَبْءُ: واحد الجبْأَة،
وهي الحُمْر من الكَمْأَة، مثاله: فَقْع (2) وفقعة، وغرد وغردة، وثلاثة
أجبؤ. وأَجْبَأَتِ الأرضُ، أي كَثُرَتْ كَمْأَتُها، وهي أرض
مَجْبَأَةٌ. قال الأحمر: الجَبْأَةُ هي التي تضرِب (3) إلى الحُمْرَة،
والكَمْأَةُ هي التي إلى الغبرة والسواد (4) ، والفقعة البيض، وبنات
أوبر الصغار. وأجبأت الزرع: بعته قبل أن يبدو صلاحُه، وجاء في الحديث
بلا همز: " من أجبى فقد أربى " وأصله الهمز. والجبأة مثال الجبهة:
القرزوم (5) ، وهى الخشبة التى يحذو عليها الحذَّاء. قال الجَعْديّ: في
مِرفقيه تقارُبٌ وله * بِرْكة زور كجبأة الخزم
_________
(1) قال ابن برى: " صوابه أن يذكر في جيأ " اه مناوى.
(2) قال سيبويه: ليس ذلك بالقياس. يعنى تكسير فعل على فعلة.
(3) ليست في المطبوعة، ولكنها في مخطوطة المدينة.
(4) نص الصحاح، هو قول أبى زيد. وفى قول ابن الاعرابي: إنها السود، وهى
خير الكمأة. وقال أبو حنيفة: الجبأة: هنة بيضاء كأنها كمء.
(تهذيب الصحاح 1: 8) .
(5) والفرزوم بالفاء كعصفور، أو هي بالقاف، كما في القاموس.
(1/39)
وجبأت عينى عن الشئ: نبت عنه. وقال أبو
زيد: جَبَاْتُ عن الرجل جبئا وجبوءا: خنست عنه. وأنشد (1) : فهل أنا
إلا مثل سيقة العدى * إن استقدمت نحر وإن جبأت عقر والجبأ بضم الجيم
(2) : الجبان. قال الشاعر الشيباني، وهو معروف (3) بن عمرو: فما أنا من
رَيْبِ المَنون بجُبَّأٍ * ولا أنا من سَيْبِ الإله بآيِسِ (4) وجَبَأَ
عليه الأَسْود: أي خرج عليه حَيَّةٌ من جُحرِه. ومنه الجابئ وهو
الجراد.
[جرأ] الجرأة مثال الجرعة: الشجاعة،
وقد يترك همزه، فيقال: الجرة مثال الكرة، كما قالوا للمرأة: مرة.
والجرئ: المقدام، تقول منه: جرؤ الرجل جراءة، بالمد. وهو جرئ المقدم،
أي: جرئ عند الاقدام. وتقول: جرأتك على فلان، حتى اجترأت عليه.
_________
(1) البيت لنصيب بن أبى محجن.
(2) وشد الباء ككر. وفيه لغة المد: جباء.
(3) الصواب: مفروق بن عمرو الشيباني - بالفاء والقاف - وما هنا تصحيف.
(4) رواية اللسان " من ريب الزمان بيائس ". وقبله: أبكى على الدعاء في
كل شتوة * ولهفي على قيس زمام الفوارس والقصيدة رثاء مفروق إخوته قيسا
والدعاء وبشرا، القتلى في غزوة بارق بشط الفيض.
(1/40)
[جزأ]
الجزء: واحد الأجزاء. وجزأت الشئ جزءا: قسمته وجعلته أجزاء، وكذلك
التجزئة. وجزأت بالشئ جزءا: أي اكتفيت به، وجَزِئت الإبل بالرُّطْبِ عن
الماء جُزْءاً بالضم. وأجزَأتُها أنا، وجزَّأْتها أيضاً تجزئة. وظبية
جازئة. وقال الشماخ (1) : إذا الارطى توسد أبرديه * خدود جوزائ بالرمل
عين (2) وأجزأني الشئ: كفانى. وأجزأت عنك شاةٌ، لغة في جزت، أي قضت.
واجتزأت بالشئ، وتجزَّأت به بمعنى، إذا اكتفيت به. وأجزأت عنك
مَُجْزَأَ فلان ومَُجزَأَةَ (3) فلان، أي أغنيتُ عنك مَغْناه.
والجُزْأَةُ بالضم: نِصاب الإشْفى والمِخْصَفِ. وقد أجزأتُهُ: جعلت له
نصابا.
_________
(1) الشماخ بن ضرار.
(2) الارطى مقصور: شجر يدبغ به، و " توسد أبرديه " أي اتخذ الارطى
فيهما كالوسادة، و " الابردان " الظل والفئ، سميا بذلك لبردهما، وهما
أيضا الغداة والعشي. وانتصاب أبرديه على الظرف، والارطى مفعول مقدم
بتوسد، أي توسد خدود البقر الارطى في أبرديه، والجوازئ: البقر والظباء
التى جزأت بالرطب عن الماء، و " العين " جمع عيناء، وهى الواسعة العين.
(3) قوله مجزأ فلان ومجزأة فلان وقع في بعض النسخ تكرارا للفظتين،
إشارة إلى فتح ميمهما وهو الاكثر، وضمهما. والميم فيهما بفتح وبضم.
(1/40)
وجزء بالفتح: اسم رجل. وقال (1) : إن كنتَ
أَزْنَنْتَني بها كذباً * جَزْءٌ فلاقيت مثلها عجلا
[جسأ] جَسَأَتْ يدُهُ من العمل
تَجسأَ جَسأً: صَلُبَتْ، والاسم: الجُسْأَةُ مثال الجرعة. والجُسْأَة
في الدواب: يُبْس المَعْطِفِ.
[جشأ] تجشَّأْتُ تجشُّؤاً، والتجشئة
مثله. قال الراجز (2) : ولم تبت حمى به توصمه * ولم يجشئ عن طعام يبشمه
والاسم الجشأة، مثال: الهمزة. قال الاصمعي: ويقال الجُشاء، على فُعال،
كأنه من باب العُطاس والبُوال والدُّوار. وجشأت نفسي جشوءا، إذا نهضَتْ
إليك. وجاشت من حزنٍ أو فزعٍ. واجتشأتْني البلادُ واجتشأتُها، إذا لم
توافقك وجشأ القوم من بلد إلى بلد، أي خرجوا. والجشء: القوس الخفيفة.
قال أبو ذؤيب: وتميمة (3) من قانص متلبب * في كفه جشء أحش وأقطع
_________
(1) هو حضرمى بن عامر
(2) هو أبو محمد الفقعسى. (اللسان) .
(3) صوابه: ونميمة، بالنون: الهمس والحركة، وقال الاصمعي: أراد به صوت
وترٍ، أو ريحاً استروحتْه الحُمُرُ (راجع مادة نمم منه) .
(1/41)
قال الاصمعي: هو القضيب من النبع الخفيف.
[جفأ] الجُفاءُ: ما نفاه السيلُ.
قال الله تعالى: (فأما الزَّبدُ فيذهبُ جُفاءَ) أي باطلاً. وجَفَأَ
الوادي جَفْأً، إذا رمى بالقَذى والزَّبَد، وكذلك القِدْر إذا رَمَتْ
بزبدها عند الغَلَيان. وأجفأَتْ لغة فيه. وجَفَأْتُ القِدْر أيضاً، إذا
كفأتَها أو أمَلْتَها فصببت ما فيها. ولا تقل: أجفأتها. قال الراجز:
جفؤك ذا قدرك للضيفان * جفأ على الرغفان في الجفان خير من العكيس
بالالبان وأما الذى في الحديث: " فأجفؤوا قدروهم بما فيها " فهى لغة
مجهولة. وجفأت الرجل أيضا: صرعته. واجتفأت الشئ: اقتلعته ورميت به.
[جنأ] جنأ الرجل على الشئ، وجانأ
عليه، وتجانَأَ عليه، إذا أكبَّ عليه. قال الشاعر كُثَيِّر: أغاضِرَ لو
شَهِدْتِ غداة بِنْتُمْ * جُنوَء العائدات على وِسادي ورجل أجْنَأُ:
بَيِّنُ الجَنَأِ، أي أحدب الظهر. والمُجْنَاُ بالضم: التُّرْسُ. قال
أبو قيس بن الاسلت (1) .
_________
(1) السلمى.
(1/41)
صدق حُسامٍ وادِقٍ حدُّه * ومُجْنَأٍ
أسْمَرَ قراع (1)
[جيأ] المجئ: الاتيان. يقال جاء يجئ
جيئة، وهو من بناء المرَّة الواحدة إلاّ أنه وضع موضع المصدر مثل
الرجفة والرحمة، والاسم الجِيئة على فِعْلَةٍ بكسر الجيم. وتقول: جئت
مجيئاً حسناً، وهو شاذ، لان المصدر من فعل يفعل مفعل بفتح العين، وقد
شذت منه حروف فجاءت على مفعل كالمجئ والمحيض والمكيل والمصير. وأجأته،
أي جئت به، وجاءانى (2) على فاعلنى فجئته أجيئه، أي غالبني بكثرة المجئ
فغلبته. وتقول: الحمد لله الذي جاء بك، أي الحمد لله إذ جئت، ولا تقل:
الحمد لله الذي جئت. وأجأْته إلى كذا بمعنى ألجأته واضطررته إليه. قال
زهير بن أبي سُلْمى: وجارٍ سار معتمداً إليكم * أجاَءتْه المخافة
والرجاء قال الفراء: أصله من جئت، وقد جعلته العرب إلجاء. وفى المثل: "
شَرٌّ ما يُجيئُكَ إلى مُخَّةِ
_________
(1) صدق: صلب. والوادق: الماضي في الضريبة، وقبله: أحفزها عنى بذى رونق
* مهند كالملح قطاع
(2) قوله جاءانى الخ: قال القاموس: " صوابه جايأنى الخ ": قال شارحه: "
وما ذكره المصنف هو القياس، وما قاله الجوهرى هو المسموع عن العرب. كذا
أشار إليه ابن سيده ".
(1/42)
عرقوب ". قال الاصمعي: وذلك أن العرقوب لا
مخ فيه، وإنما يحوج إليه من لا يقدر على شئ. وقولهم: لو كان ذلك في
الهئ والجئ ما نفعه. قال أبو عمرو: الهئ: الطعام، والجئ: الشراب. وقال
الاموى: هما اسمان، من قولهم: جأجأت بالابل، إذا دعوتها للشرب. وهأهأت
بها، إذا دعوتها للعلف. وأنشد (1) : وما كان على الهئ * ولا الجئ
امتداحيكا
فصل الحاء
[حبأ] الحَبأُ: جليس الملك
وخاصَّتُه، والجمع: أحباء. مثل: سبب، وأسباب.
[حتأ] حَتأْتُ الكِساءَ حَتْأً، إذا
فَتَلْتَ هُدْبَه وكففته مُلْزَقَاً به، يُهْمَزُ ولا يُهْمَزُ، فيقال:
حَتَوْتُه حتوا. وقال أبو زيد، في (كتاب الهمز) : أحتأت الثوب - بالالف
- إذا فتلته فتل الاكسية.
[حجأ] حجأت بالامر: فرحت به. وحجئت
بالشئ حجأ، إذا كنت مولعاً به، ضنيناً، يُهْمَزُ ولا يهمز. وأنشد
الفراء: فإنى بالجموح وأم بكر * ودولح فاعلموا حجئ ضنين وكذلك تحجأت
به.
_________
(1) معاذ الهراء.
(1/42)
[حدأ]
قال الأصمعي: الحَدأَة: الفأس ذات الرأسين، وجمعها: حدأ، مثل: قصبة
وقصب، وأنشد للشماخ يصف إبلا حداد الاسنان: يباكرن العضاه بمقنعات *
نواجذهن كالحدإ الوقيع والحدأة: الطائر المعروف، ولا يقال: حدأة (1)
وجمعها حدأ، مثال: حبرة وحبر، وعنبة وعنب، قال العجاج - يصف الاثافي -:
كما تدانى الحدأ الاوى (2) * ومنه قولهم: حدأ حدأ، وراءك بندقة (3) ،
قال ابن السكيت: هو ترخيم حدأة، والعامة تقول: حدا حدا - بالفتح - غير
مهموز. وزعم الشرقي أن حداء وبندقة قبيلتان وهما: حداء (4) بن نمرة،
وبندقة بن مظة (5) من اليمن من سعد العشيرة.
_________
(1) ولا يقال حداءة كما في اللسان.
(2) وبعده:
روائم لو ير أم الاثفى
(3) هو مثل يضرب في التحذير لمن تخوفه من شر قد أظله. وقيل: هما
قبيلتان من اليمن، وقيل: هما قبيلتان: حدأ بن نمرة بن سعد العشيرة، وهم
بالكوفة، وبندقة بن مظة، وقيل: بندقة بن مطية، وهو سفيان بن سلهم بن
الحكم بن سعد العشيرة، وهم باليمن. أغارت حدأ على بندقة فنالت منهم ثم
أغارت بندقة على حدأ فأبادتهم. وقيل: هو ترخيم حدأة. قال الازهرى: وهو
القول. وأنشد هنا للنابغة: فأوردهن بطن الاتم شعثا * يصن المشى كالحدإ
التؤام
(4) في اللسان: ابن مطة. وفى المحكم: مطنة.
(5) في اللسان: حدأ، في الموضعين.
(1/43)
أبو عبيدة: وحدأت الشئ بالفتح حدءا: صرفته.
أبو زيد: حَدِئْتَ بالمكان حَدأً بالتحريك، إذا لَزِقْتَ به. قال:
وحَدِئْتُ إليه، أي لجأت إليه. قال: وحَدِئْتُ عليه وإليه، إذا
حَدَبْتَ عليه، ونصرته، ومنعته من الظلم.
[حزأ] ابن السكيت: حرأ السراب الشخص
يجزؤه حزءا، رفعه، لغة في: حزاه يجزوه، بلا همز. أبو زيد: حزأت الإبل
حزءًا: جمعتها وسقتها.
[حشا] حشأت الرجل بالسهم حَشْأً، إذا أصبت به جوفه. قال الشاعر (1) يصف
ذئبا طمع في ناقته، وتسمى هبالة (2) : فلاحشأنك مشقصا * أوسا أويس من
الهباله (3) قوله: أوسا: يعنى عوضا. وحشأت المرأة، إذا باضعتها.
والمِحْشَأُ: كساء غليظ عن أبي زيد، والجمع: المحاشئ.
[حصا] الأصمعي: حَصَأْتُ من الماء: رويت، وأحصأت غيرى: أرويته.
_________
(1) هو أسماء بن خارجة.
(اللسان) .
(2) المعروف أن الهبالة، هي الغنيمة، ولو كان اسما لم تدخل عليه ال.
(3) أويس تصغير أوس، وهو من أسماء الذئب، وهو منادى مفرد، وأوسا منتصب
على المصدر أي عوضا. والمشقص: السهم العريض النصل.
(1/43)
أبو زيد: حصأ الصبيُّ من اللبنِ: إذا امتلأ
بطنه، والجدْيُ: إذا امتلأَتْ إنْفَحَتُهُ. قال: وحَصَأَ بها: حبق.
[حضأ] حَضَأْتُ النار: سَعَّرْتها،
يُهْمَز ولا يهمز. والعود الذي تحرك به النار: مِحْضأٌ، على مِفْعَلٍ،
وإذا لم يهمز، فالعود مِحْضاءٌ على مفعال.
[حطأ] حَطأْتُ به الأرض حَطْأ:
صَرَعْتُه. وحَطأَ بِسَلْحِهِ: رمى به. وحطأ بها: حبق. وحطأها: باضعها.
وحطأه، إذا ضرب ظهره بيده مبسوطة. قال ابن عباس: أخذ رسول الله صلى
الله عليه وسلم بقفاي فحطأني حَطْأَةً، وقال: اذهب فادْعُ لي فلاناً.
وحَطَأَتِ القِدْرُ بِزَبَدِها، أي: رَمَتْهُ. أبو زيد: الحطئ على
فعيل: الرذال من الرجال، يقال حطئ نطئ، إتْباعٌ له. والحُطَيْئَة:
الرجل القصير. قال ثعلب: وسُمِّيَ الحُطَيْئَةُ لدمامته. الكسائي: عنز
حنطئة بفتح النون، مثال علبطة: أي عريضة ضخمة.
[حبطأ] رجل حبنطأ وحبنطأة - وحبنطى
أيضا بلا همز -: قصير سمين ضخم البطن، وكذلك المحبنطئ يهمز ولا يهمز،
ويقال: هو الممتلئ غيظا.
(1/44)
أبو زيد: احبنطأ الرجل، إذا انتفخ جوفه.
[حفأ] الحَفأُ: أصل البَرْديِّ
الأبيضُ الرطب وهو يؤكل.
[حكا] أحْكَأتُ العقدة وأحكيتها، أي شددتها، قال عَديُّ بن زيد يصف
جارية: أَجْلَ (1) أَنَّ الله قدْ فَضَّلَكُمْ * فوق من أحْكَأَ
صُلْباً بِإِزارِ هذه رواية أبي زيد، ويروى: " فوق من أَحْكَى بصُلْبٍ
وإزار "، أي بحَسَبٍ وعِفَّةٍ.
[حلأ] ابن السكيت: حَلأْتُ له حلوءا، على فعول، إذا حككت له حجراً على
حجر، ثم جعلت الحُكاكَةَ على كَفِّكَ، وصَدَّأْتَ به المِرْآةَ، ثمَّ
كَحَلْتَه بها. والحُلاءَةُ بالضم على فُعالَة، مثل الحلوء. والحلاءة
أيضا: قشرة الجلد التي يَقْشُرُها الدبَّاغُ مما يلي اللحم، تقول
حَلأْتُ الجلد، إذا قشرته. وفى المثل: " حلات حالئة عن كوعِها "، لأن
المرأة الصَّنَاعَ، ربما استعجلت فقشرت كوعها. والتحلئ بالكسر: ما
أفسده السِّكين من
__________
(1) روى أجل بالفتح والكسر. وقد قرئ (من أجل ذلك) بكسر الهمزة، وقراءة
العامة (من أجل ذلك) بالفتح. ويعدى بغير " من " قال عد ... البيت.
(1/44)
الجلد إذا قُشِرَ، تقول منه: حَلئَ
الأَديمُ حَلأً بالتحريك، إذا صار فيه التحلئ. والحلا أيضا:
العُقْبُولُ. وقد حَلِئَتْ شَفَتي، أي: بَثُرَتْ. أبو زيد: حَلأْتُه
بالسوط حَلأً، إذا جلدته به، وحَلأْتُه بالسيف: ضربته به، وحَلأْتُه
مائة (1) دِرهم، إذا أعطيته. وحلأْتُ الإِبِل عن الماء تحْلِئَةً
وتحليئاً، إذا طَرَدْتَها عنه، ومنعتها أن تَرِدَهُ، قال الشاعر (2) :
لحائم حام حتى لا حوام به * محلا عن سبيل الماء مطرود وكذلك غير الابل.
قال امرؤ القيس:
كمشى الاتان حلئت عن مناهل (2) * ويقال: قد حلات السويق. قال الفراء:
قد همزوا ما ليس بمهموز، لانه من الحلواء.
[حمأ] الحمأ: الطين الاسود، قال
الله تعالى: (من حمإ مسنون) . وكذلك الحمأة بالتسكين، تقول منه:
_________
(1) في اللسان لاسحاق بن إبراهيم الموصلي. وقبله: ياسرحة الماء قد سدت
موارده * أما إليك سبيل غير مسدود
(2) لامرئ القيس. وصدره:
وأعجبني مشى الحزقة خالد:
(1/45)
حمأت البئر حمأ، بالتسكين، إذا نزعت
حمأتها. وحمئت البئر حمأ، بالتحريك: كثرت حمأتها. وأحمأتها إحماء:
ألقيت فيها الحمأة. عن ابن السكيت. وحمئت عليه: غضبت. عن الاموى.
والحمء: كل من كان من قبح الزوج، مثل: الاخ والاب (1) ، وفيه أربع
لغات، حمء بالهمز. وأنشد أبو عمرو:
تيذن فإنى حمؤها وجارها (2) * وحما مثل قفا، وحَمو مثل أبو، وحَمٌ مثل
أب، والجمع الاحماء.
[حنأ] الحنَّاءُ بالمد والتشديد
معروف، والحِنَّاءَةُ أخصُّ منه. أبو زيد: حَنَّأْتُ لحيته بالحنَّاء
تَحنئَةً وتحنيئاً: خضبت. والحناءتان: نقوان أحمران من رمل عالج (3) .
[قال الطرماح: يثير نقا الحناءتين ويبتنى * به نقب إدلاج كنقب الصيادن]
. (4)
_________
(1) في القاموس: والحمء، ويحرك: أبو زوج المرأة، أو الواحد من أقارب
الزوج والزوجة.
(2) لمنظور بن مرثد الاسدي. وقبله:
قلت لبواب لديه دارها * (راجع العينى ص 505، مخطوطة الدار) .
(3) وفى اللسان: رملتان في ديار تميم.
(4) هذه الزيادة في نسخة المدينة ونسخة العنانى.
(1/45)
فصل الخاء
[خبأ] خبأت الشئ خبأ، ومنه: الخابية
(1) ، وهي الحُبُّ، إلا أنّ العرب تركَتْ همزه. والخَبءُ: ما خبئ،
وكذلك: الخبئ، على فعيل. وخَبْءُ السموات: القَطْرُ. وخَبْءُ الأرض:
النباتُ. واخْتَبَأِتْ: استترت، وجارية مخبَّأَة، أي مستترة. والخبأة
مثال الهمزة: المرأة التى تطَّلِع ثم تختبئ، قال الزِّبرقان بن بدر: "
إنَّ أَبْغَضَ كنائني (2) إلى الخبأة الطلعة. "
[ختأ] اختَتَأْتُ من فلان، أي
اختَبَأْتُ منه واستترت خوفاً أو حياء. وأنشد الاخفش (3) :
_________
(1) الخابية بالياء كما في اللسان. وفى المطبوعة الاولى " الخابئة ".
(2) جمع الكنة، بالفتح، وهى: امرأة الابن.
(الرازي) كأنه جمع كنينة. وقال الراغب الاصفهانى: " وسميت المرأة
المتزوجة كنة، لكونها في كن من حفظ زوجها ".
(المفردات في غريب القرآن) .
(3) الشعر لعامر بن الطفيل العامري - كما في اللسان - ويروى: ولا يرهب
ابن العم ما عشت صولتي * ويأمن منى صولة المتهدد * وإنِّي وإنْ
أوْعَدْتُهُ أو وَعَدْتُهُ * لمخلف إيعادى ومنجز موعدى وفى الشاهد
روايات، منها: ولا يرهب ابن العم منى صولة * ولا أختتى من صولة المنهدد
(1/46)
فلا يرهب ابن العَمِّ مِنِّي صوْلَتي * ولا
أختتي من قوله المتهدد قال: وإنما ترك همزة ضرورة. أبو عبيدة: اختتات
له اختتاءً: خَتَلْتُهُ.
[خجأ] أبو زيد: خَجَأْتُ المرأة
خَجْأً: نَكَحْتُها. ورجل خُجَأَةٌ (1) أي نُكَحَةٌ، وفَحْلٌ خُجَأَةٌ:
كثير الضِرابِ. والخَجَأَةُ أيضاً: الرجل الكثير اللحم الثقيل.
والتخاجؤ في المشي: التباطؤ. وأنشد أبو عمرو (2) : دَعُوا التَّخاجُؤَ
وامشوا مِشْيَةً سُجُحاً * إن الرجالَ ذوو غصب وتذكير
[خذأ] الكسائي: خَذِئْتُ له،
وخَذَأْتُ له، خُذوءاً فيهما: أي خَضَعْتُ. وكذلك استخذأت له (3) .
وأَخْذَأَهُ فلان، أي ذلله.
[خرأ] الخُرْءُ بالضم: العَذِرَةُ،
والجمع: خروء، مثل جند وجنود. وقال (4) يهجو:
_________
(1) في القاموس: " والخجأة، كهمزة: الرجل الكثير الجماع، والمرأة
المشتهية لذلك ".
(2) هو لحسان بن ثابت.
(3) وقيل لاعرابي: كيف تقول: استخذيت؟ ليتعرف منه الهمزة، فقال: العرب
لا تستخذئ، وهمزه.
(4) الشعر لجواس بن نعيم الضبى. وبعده: متى تسأل الضبى عن شر قومه *
يقل لك أن العائذى لئيم ونسبه ابن القطاع إلى جواس بن القعطل، وليس له.
(1/46)
كأن خروء الطير فوق رُؤوسهم * إذا اجتمعت
قيسٌ معاً وتميمُ أي من ذلهم. وقد خرئ خراءة، مثل كره كراهة، قال
الاعشى:
يعجل كف الخارئ المطيب (1) * ويقال للمخرج: مخرؤة ومخرأة.
[خسأ] خسأت الكلب خَسْأً: طردته،
وخسأ الكلب بنفسه يتعدى ولا يتعدى. وانخسأ أيضاً. وقال:
كالكلب إن قلت له اخْسَأْ فانخسأ * أبو زيد: خسأ بصرُهُ خَسْأً
وخُسوءاً، أي سَدِرَ، ومنه قوله تعالى: (ينقلبْ إليك البصَرُ خاسئاً
وهو حسيرُ) . وتخاسأ القوم بالحجارة: تراموا بها، وكانت بينهم
مخاسَأَة.
[خطأ] الخطأ: نقيض الصواب، وقد
يُمَدُّ. وقُرِئَ بهما قوله تعالى: (ومن قَتل مؤمناً خَطَأً) تقول منه:
أخطأت، وتخطَّأت، بمعنى واحد. ولا تقل: أخطيت: وبعضهم يقوله.
والخِطْءُ: الذنْبُ، في قوله تعالى: (إن قتلهم
_________
(1) وقبله:
وشعر الاستاه في الجبوب * وبعده:
يا رخما قاظ على مطلوب:
(1/47)
كان خطأ كبيرا) ، أي إثْماً، تقول منه:
خَطِئَ يَخْطَأُ خطأ وخِطْأَةً، على فِعْلَةً، والاسم: الخَطيئَةُ، على
فَعيلة. ولك أن تشدد الياء، لان كل ياء ساكنة قبلها كسرة، أو واو ساكنة
قبلها ضمة - وهما زائدتان للمد لا للالحاق، ولا هما من نفس الكلمة -
فإنك تقلب الهمزة بعد الواو واوا، وبعد الياء ياء، وتدغم فتقول في
مقروء: مقرو، وفى خبئ: خبى، بتشديد الواو والياء. وقولهم: ما
أَخْطَأَهُ، إنما هو تعجُّبٌ من خَطِئَ، لا من أخطأ. أبو عبيدة: خَطِئَ
وأخطأ لغتان بمعنى واحد. وأنشد:
يا لهف هند إذ خطئن كاهلا (1) * أي أخطأن. قال: وفى المثل: " مع
الخَواطِئِ سهمٌ صائبٌ "، يضرب للذي يُكْثرُ الخطأ، ويأتي الأحيان
بالصواب. قال الاموى: المخطئ من أراد الصواب، فصار إلى غيره، والخاطئ:
من تعمَّد لما لا ينبغي. وتقول: خَطَّأْتُه تخطئة وتخطيئاً، إذا قلت
له: أخطأت، يقال: إن أخطأت فخطئني.
_________
(1) الرجز لا مرئ القيس: يا لهف هند إذ خطئن كاهلا * تالله لا يذهب
شيخي باطلا * حتى أبيد مالكا وكاهلا * القاتلين الملك الحلاحلا
(1/47)
وتخطأت له في المسألة أي أخطأت. وتخاطأه أي
أخطأه، قال أَوْفى بن مَطَرٍ المازنيُّ: ألا أَبْلِغا خُلَّتي جابراً *
بأنّ خليلكَ لم يُقْتَلِ تخاطَأَتِ (1) النَّبْلُ أحشاءه * وأُخِّرَ
يَوْمي فلم يُعْجَلِ وجمع الخطيئة خطايا، وكان الاصل خطائئ (2) ، - على
فعائل - فلما اجتمعت الهمزتان قلبت الثانية ياء، لان قبلها كسرة، ثم
استثقلت، والجمع ثقيل، وهو معتل مع ذلك، فقلبت الياء ألفا، ثم قلبت
الهمزة الاولى ياء، لخفائها بين الالفين.
[خلأ] خَلأَتِ الناقةُ خَلأً وخِلاءً بالكسر والمد، أي حَرَنَتْ
وبَرَكَتْ من غير عِلّةٍ، كما يقال في الجمل: ألَحَّ، وفي الفرس: حرن
(2) . وفى حديث سراقة: " ما خلات ولا حرنت، ولكن حبسها حابس الفيل (3)
". قال زهير: بآرزة (4) الفقارة لم يخنها * قطاف في الركاب ولا خلاء
_________
(1) في مخطوطة دار الكتب المقروءة على العكبرى: تخاطأت. وفى المطبوعة:
تخطأت. وكذلك في اللسان.
(2) وفى الحمار: مسأ (نصر الهورينى) .
(3) قال الشيخ على المقدسي في حواشيه: نسبة الحديث إلى سراقة سهو،
وإنما هو حديثه صلى الله عليه وسلم، قاله عام الحديبية، رواه المسور بن
مخرمة ورواه ابن الحكم.
(4) في بعض النسخ: " بآزرة " وكذلك في المطبوعة، والصواب، بآرزة بتقديم
الراء على الزاى المعجمة.
(1/48)
ولا يقال للجمل: خلا.
فصل الدال
[دأدأ] الدِّيداء: أشدُّ عَدْوِ
البعير، وقد دأدأ دأدأة وديداء (1) . قال الشاعر (1) : واعرورت العلط
العرضى تركضه * أم الفوارس بالديداء والربعه والدآدئ: ثلاث ليال من آخر
الشهر قبل ليالي المحاق، وقال أبو عمرو: الديداء والدأداء من الشهر
آخره. قال الأعشى: تداركه في مُنًصِلِ الألِّ بعد ما * مضى غير دأداء
وقد كاد يعطَبُ
[دبأ] دَبَأْتُه بالعصا دَبْأً:
ضربته.
[درأ] الدرْء: الدفع. وفي. الحديث:
" ادرءوا الحدود ما استطعتم ". ودرأ علينا فلان يدرأ دروءا، واندرأ، أي
طلع مفاجأة، ومنه كوكب درئ على فعيل مثل: سكيرء وخِمِّيرٍ، لشدة توقده
وتلألئه. وقد درأ الكوكب دروءا. قال أبو عمرو بن العلاء: سألت رجلا من
سعد بن بكر من أهل ذات عرق، فقلت: هذا
_________
(1) والشعر لابي داود يزيد بن معاوية الرؤاسى.
(1/48)
الكوكب الضخم، ما تسمونه؟ قال: الدرئ، وكان
من أفصح الناس. قال أبو عبيد: إن ضممت الدال قلت: درى، يكون منسوبا إلى
الدر (1) على فعلى، ولا تهمزه لانه ليس في كلام العرب فعلى (2) ، ومن
همزه من القراء فإنما أراد فعول مثل: سبوح فاستثقل، فرد بعضه إلى
الكسر. وحكى الاخفش عن بعضهم: درئ من درأته، وهمزها وجعلها على فعيل
مفتوحة الاول. قال: وذلك من تلالئه. قال الفراء: والعرب تسمي الكواكبَ
العظامَ التي لا تعرف أسماءها: الدراريّ. وتقول: تَدَرَّأَ علينا فلان،
أي تطاول. قال الشاعر (3) : لقيتم من تَدَرُّئِكُمْ علينا * وقَتْلِ
سَراتِنا ذاتَ العَراقي يَعْني الداهِيَةَ (4) . وقولهم: السلطان ذو
تردإ بضم التاء، أي ذو عُدَّةٍ وقوةٍ على دفع أعدائه عن نفسه، وهو اسمِ
موضوع للدفع، والتاء زائدة كما زيدت في ترتب وتنضب وتتفل. وتقول:
تدارأتم أي اختلفتم وتدافعتم،
_________
(1) في المطبوعة كلمة " فعيل " وهى زائدة وليست في كلام أبى عبيد (راجع
اللسان) .
(2) في كلام أبى عبيد اضطراب والصحيح ما ننقله من اللسان وهو: " إن
ضممت داله فقلت درى يكون منسوبا إلى الدر على فعلى ولم تهمزه لانه ليس
في كلام العرب فعيل " إلا أن ابن برى قال: إن سيبويه حكى أنه يدخل في
الكلام فعيل، وهو قولهم: للعصفر مريق، وكوكب درئ.
(3) هو عوف بن الاحوص، وقوله: لقيتم، في بعض النسخ " لقينا " كما في
رواية اللسان.
(4) سقط قوله: " يعنى الداهية " في مخطوطة دار الكتب.
(1/49)
وكذلك ادارأتم. وأصله: تدارأتم فأُدْغِمَتِ
التاء في الدال، واجْتُلِبَتِ الألفُ ليصح الابتداء بها. والمدارأة:
المخالفة والمدافعة. يقال: فلان لا يدارئ ولا يمارئ. فأما المدارأة في
حُسْنِ الخُلُق والمعاشرة، فإن الاحمر يقول فيه: إنه يهمز ولا يهمز
يقال: دارأته وداريته، إذا اتقيته ولاينته. وتقول: جاء السيل درءا
بالضم، أي من بلد بعيد. والدَرْءُ بالفتح، العَوَجُ، يقال أقمتُ دَرْءَ
فلانٍ، أي اعوجاجه وشَغْبَهُ. قال الشاعر المتلمس: وكنا إذا الجبار
صَعَّرَ خَدَّهُ * أقمنا له من دَرْئِهِ فتقوَّما ومنه قولهم: بئرٌ
ذاتُ دَرْءٍ، وهو الحَيْدُ. وطريق ذو دُرُوءٍ على فُعولٍ أي ذو كسور
وجِرَفَةٍ. والدَرِيئَةُ: البعير أو غيره، يستتر به الصائد، فإذا أمكنه
الرمْيُ رَمى، قال أبو زيد: وهو مهموز لأنها تُدْرَأُ نحو الصيد أي
تُدْفَعُ. أبو عبيدة: ادَّرَأْتُ للصيد على افتَعَلْتُ، إذا اتخذت له
دريئة. والدريئة أيضاً: حَلْقَةٌ يُتَعَلَّمُ عليها الطعنُ، قال عمرو
بن معدي كرب: ظَلِلْتُ كأني للرماح دريئةٌ * أقاتل عن أبناء جَرْمٍ
وفرت قال الاصمعي: هي مهموزة. ودرأ البعير دروءا، أي أغَدَّ وكان مع
الغُدَّةِ وَرَمٌ في ظهره، فهو دارئ. قال ابن السكيت: وناقة دارئ أيضا
إذا (7 - صحاح)
(1/49)
أخذتها الغدة في مراقها (1) واستبان حجمها
(2) . قال: ويسمى الحجم درءا، بالفتح. أبو زيد: أدْرَأَتِ الناقَةُ
بضَرْعِها فهي مدرئ إذا أنزلت اللبن وأرخت ضرعها عند النتاج.
[دفأ] الدِّفْءُ: نِتاجُ الإبل
وألبانُها، وما يُنْتَفَعُ به منها. قال الله تعالى: (ولكم فيها دفء) .
وفي الحديث: " لنا من دِفْئِهِمْ ما سلَّموا بالميثاق (3) ".
والدِّفْءُ أيضاً: السخونَةُ، تقول منه دَفِئٌ الرجُلُ دَفاءَةً، مثل
كَرِهَ كراهةً، وكذلك: دَفِئَ دَفَأً، مثل ظَمِئَ ظَمَأً، والاسم:
الدفء بالكسر وهو: الشئ الذي يدفئك، والجمع: الأَدْفاءُ. تقول: ما عليه
دِفْءٌ، لأنه اسم، ولا تقل: ما عليه دَفاءَةٌ، لأنه مصدر. وتقول: اقعد
في دِفْءِ هذا الحائط، أي: كِنْهِ. ورجل دفئ على فعل، إذا لَبِسَ ما
يُدْفِئُهُ. وكذلك رجل دَفْآنُ، وامرأةٌ دَفْأى. وقد أدْفأه الثوب،
وتدفَّأ هو بالثوب واسْتدفأ به وادَّفَأ به، وهو افتعل، أي لَبِسَ ما
يدفئه. ودَفُؤَتْ ليلتنا بالضم، ويوم دفئ على فعيلٍ، وليلةٌ دفيئةٌ،
وكذلك الثوب والبيت.
_________
(1) المراق، بتشديد القاف: المواضع التى ترق جلودها من الجسم.
(2) حجمها: نتوءها.
(3) في الحديث: " لنا من دفئهم وصرامهم ما سلموا بالميثاق ": أي أبلهم
وغنمهم.
(1/50)
والمدفئة: الابل الكثيرة لان بعضها يدفئ
بعضاً بأنفاسها، وقد يشدد. والمدفأة: الابل الكثيرة الاوبار والشحوم،
عن الأصمعي. وأنشد للشماخ: وكيف يضيع صاحب مدفآت * على أثباجهنَّ من
الصقيع والدَفَئِيُّ مثال العَجَمِيِّ: المطر الذي يكون بعد الربيع قبل
الصيف حين تذهب الكَمْأَةُ فلا يبقى في الأرض منها شئ، قال الاصمعي:
دفئى ودَثَئيٌّ بالثاء. قال أبو زيد: كل ميرَةٍ يمتارونها قبل الصيف
فهي دَفَئِيَّةٌ مثال عَجَمِيَّةٌ، قال: وكذلك النِتاجُ، قال: وأولُ
الدَفَئيِّ وقوع الجبهة، وآخره الصرفة.
[دكأ] أبو زيد: داكأْتُ القومَ
مُداكاةً إذا زاحَمْتُهُمْ. ويقال: داكأَتْ عليه الديونُ. وتداكأ القوم
أي تزاحموا (1) .
[دنأ] الدنئ: الخسيس من الرجال
الدونُ. وقد دَنَأَ الرجل يَدْنَأُ صار دنيئاً، لا خير فيه، وإنه
لدانِئٌ خبيثٌ، وما كان دانئاً. ولقد دَنَأَ، ودَنُؤَ أيضاً، دُنُوءَةً
ودناءةً، أي سَفُلَ في فَعْلِهِ ومَجَنَ. والدنيئة: النقيصة.
والدَنَأُ: الحدب. والادنأ: الاحدب.
_________
(1) في ب: " إذا ازدحموا ".
(1/50)
[دوأ]
الداء: المرض، والجمع أدواءٌ. وقد داءَ الرجلُ يَداءُ داءً: مَرِضَ،
فهو داءٌ. وقد دِئْتَ يا رَجُلُ، وأَدَأْتَ أيضاً: فأنت مدئ، وأدأته،
أنا: أي أصبته بداءٍ، يتعدَّى ولا يتعدَّى. أبو زيد: تقول للرجل إذا
اتهمتَهُ: قد أَدَأْتَ إداءَةً وأَدْوَأْتَ إدْواءً. وقولهم: به داءٌ
ظَبْي، معناه: أنه ليس به داءٌ كما لاداء بالظبى.
فصل الذال
[ذرأ] ذرأ الله الخلق يذرؤُهُمْ
ذرْءاً (1) : خَلَقَهُمْ. ومنه: الذُرِّيَّةُ، وهي نَسْلُ
الثَّقَلَيْنِ، إلا أنَّ العرب تركت همزها، والجمع: الذَّرارِيّ. وفي
الحديث: " ذَرْءَ النَّارِ "، أي: أنهم خُلِقوا لها، ومن قال: ذَرْوَ
النَّارِ بغير همز: أراد أنهم يُذْرَونَ في النار. والذَرَأُ بالتحريك:
الشيْبُ في مُقَدَّمِ الرأس، رجل أَذْرَأُ وامرأة ذَرْآءُ. وذرئ شعره،
وذرأ لغتان. قال الراجز: رأين شيخاً ذَرِئَتْ مَجاليهْ * يَقْلي
الغَواني والغَواني تَقْلِيْه والاسم الذُرْأَةُ بالضم. وقال أبو نخيلة
السعدى:
_________
(1) قال الزمخشري: " ذرأنا الارض وذروناها: بذرناها، وذرأ الله الخلق
وبرأ، ومن الذارئ البارئ سواه؟ ".
(1/51)
وقد عَلَتْني ذُرْأَةٌ بادي بَدي *
وَرَثْيَةٌ تَنْهَضُ في تَشَدُّدي (1) وفرسٌ أذْرَأُ، وجَدْيٌ
أَذْرَأُ، أي: أَرْقَشُ الأُذُنَيْنِ، وسائِرُهُ أسودُ. وعَناقٌ
ذَرْآءُ، وهو من شِياتِ المَعَزِ دون الضَّأْنِ. ومِلْحٌ ذَرَآنيٌّ
وذَرْآنِيٌّ بتحريك الراء وتسكينها للملح الشديد البياض، وهو مأخوذ من
الذرأة ولا تقل: أنذراني (2) . وحكى بعضهم ذَرَأْتُ الأرض أي
بَذَرْتُها، وزَرْعٌ ذرئ على فعيل. وأنشد: شققت القلب ثم ذَرَأْتِ فيه
* هَواكِ فَليمَ فالتَأَمَ الفطورُ والصحيح ثم ذَرَيْتِ غير مهموز.
ويروى " ثم ذروت فيه ".
[ذيأ] ذَيَّأْتُ اللَّحْمَ
فتذيَّأَ، إذا أنْضَجْتَه حتى يسقُطَ من عَظْمِه. وتذيأت القرحة، فسدت
وتقطعت.
فصل الراء
[رأرأ] رَأْرَأَ السرابُ: لمع،
ورَأْرَأَتِ المرأة بعينها: برقت. أبو زيد: رأرأت عيناه: إذا كان
يُديرُهما. وهو رجل رَأْرَأ العين، على فعلل.
_________
(1) يروى: بالتشدد.
(اللسان مادة ذرأ) .
(2) في ب: أندرانى.
(1/51)
[ربأ]
المَرْبَأَةُ: المَرْقَبَةُ، وكذلك المَرْبأُ والمُرْتَبَأُ، ومنه قيل
لمكان البازي الذي يقف فيه: مَرْبَأٌ. وَرَبَأْتُ القومَ رَبْأً،
وارْتَبَأْتُهُمْ، أي: رَقَبْتُهُمْ، وذلك إذا كنتَ لهم طليعةً فوق
شَرَفٍ. يقال: رَبَأَ لنا فلانٌ، وارتبأ، إذا اعتانَ. ورَبَأْتُ
المربأة وارتبأتها أي: علوتها. والربئ، والرَبيئَةُ: الطليعة، والجمع:
الربايا. وقولهم: إني لأَرْبَأُ بك عن هذا الأمر، أي: أرفعك عنه. ابن
السكيت: ما رَبَأْتُ رَبْءَ فُلانٍ، أي ما علمتُ به، ولم أكترث له. أبو
زيد: رابأت الشئ مرابأة، إذا حذرته واتقيته.
[رتأ] رَتأْتُ العقدةَ رَتْأً:
شددتها، والرجل خَنَقْتُه، وفي المَشْيِ رَتَآناً، مثل الرتكان: خببت.
[رثأ] ارْتَثَأَ اللّبَنُ: خَثُرَ،
ورَثَأْتُ اللبن رثأ: إذا حلبته على حامض فَخَثُرَ، والاسم:
الرَّثِيئَةُ، ومنه قولهم: إن الرثيئَةَ تفثأ الغضبَ (1) . وارتثأ
عليهم أمْرُهُم: اختلط، وهم يَرْثَؤُون رأيَهُمْ رَثْأً، أي: يخلطون،
وارتثأ فلانٌ في رأيه، أي: خَلَّطَ. ابن السكيت: قالت امرأة من العرب
_________
(1) في مخطوطة الدار: " يقال الرثيئة ".
(1/52)
رثأت (1) زوجي بأبيات، وهمزت، وأصله غير
مهموز.
[رجأ] أرجأت الأمر: أخّرته، وقرئ:
(وآخَرونَ مُرْجَؤُنَ لأمر الله) ، أي: مُؤَخَّرونَ حتى يُنْزِلَ الله
فيهم ما يريد. ومنه سُمِّيَتْ المُرْجِئَةُ مثال: المُرْجِعَةِ. يقال:
رجلٌ مُرْجئٌ، مثال: مزجع، والنسبة إليه مرجئى، مثال: مرجعي. هذا إذا
همزت، فإذا لم تهمز قلت: رجل مرج، مثل: معط، وهم المرجية بالتشديد، لان
بعض العرب يقول: أرجيت، وأخطيت، وتوضيت، فلا يهمز. وأرجأت الناقة: دنا
نتاجها، يهمز ولا يهمز. قال أبو عمرو: هو مهموز. وأنشد لذى الرمة، يصف
بيضة (2) :
إذا أرجأت ماتت وحى سليلها * ويروى: إذا نتجت.
[ردأ] ردؤ الشئ، يردؤ رداءة، فهو
ردئ، أي: فاسد. وأردأته: أفسدته. وأردأته أيضاً بمعنى: أَعَنْتُه.
تقول: أردأته بنفسي، إذا كنت له رِدْءًا، وهو العون. قال الله تبارك
وتعالى: (فأَرْسِلْهُ معي ردءا يصدقني) .
_________
(1) أرادت " رثيته ".
(2) وصدره:
نتوج ولم تقرف لما يمتنى له:
(1/52)
[رزأ]
الرُزْءُ: المصيبة، والجمع: ألأرزاء. ورَزَأْتُ الرجل أرزؤُهُ رُزْءًا،
ومَرْزِئَةً، إذا أَصَبْتَ منه خيراً ما كان. ويقال: ما رَزَأْتُهُ
مالَهُ، وما رَزِئْتُهُ ماله، أي: ما نقصته، وارتزأ الشئ: انتقص. قال
الشاعر ابن مقبل، يصف فحلا (1) :
فلم يرتزئ بركوب زبالا * والمرزئة: المصيبة، وكذلك: الرزيئة، والجمع:
الرزايا. ورجل مُرَزَّأٌ، أي كريمٌ، يصيبُ الناسُ خيْره. وقد
رَزَأَتْهُ رزيئةٌ، أي أصابته مصيبة.
[رشأ] الرشأ، على فعل بالتحريك: ولد
الظبية الذى قد تحرك ومشى.
[رطأ] رجل رطئ، على فعيل، بَيِّنُ
الرَّطإ بالتحريك، أي أحمقُ.
[رفا] رَفَأتُ الثوبَ أرفَؤُهُ رَفْأً، إذا أصْلَحْتَ ما وَهى منه،
وربما لم يهمز. يقال: مَن اغتاب خَرَقَ، ومن استغفر رَفأَ.
_________
(1) وقبله: حملت عليها فشردتها * بسامي اللبان يبذ الفحالا * كريم
النجاد حمى ظهره * فلم يرتزأ بركوب زبالا وفى نسخة دار الكتب، سقطت
عبارة " ابن مقبل يصف فحلا ".
(1/53)
والرِفاءُ بالمد: الالتئام والاتفاق (1) ،
يقال للمتزوج بالرِفاءِ والبنين. وقد رَفَّأْتُ المُمْلِكَ تَرْفِئَةً
وترفيئاً، إذا قلت له ذلك. قال ابن السكيت: وإن شئتَ كان معناه بالسكون
والطمأنينة، فيكون أصله غير الهمز، من قولهم: رفوت الرجل إذا سكنته.
وأرفأت السفينة: قربتها من الشَطِّ. وذلك الموضع مُرْفأٌ. وأرفَأْتُ
إليه: لَجَأْتُ. ورافَأْتُهُ في البيع: حابَيْتُهُ. وترافؤوا، أي
توافقوا، وتظاهروا.
[رقأ] رَقَأَ الدمعُ، يرقأ رقْأً
ورُقُوءاً: سَكَنَ، وكذلك الدَّمُ. وأَرْقَأَ الله دمعه: سَكَّنَهُ.
والرَقُوءُ، على فَعولٍ بالفتح: ما يوضع على الدمِ، فَيَسْكُنُ. وفي
الحديث: " لا تَسُبُّوا الإبِلَ فإن فيها رَقُوء (2) الدم " أي إنها
تُعْطى في الدِياتِ، فتُحْقَنُ بها الدِماءُ.. ويقال: أَرْقَأْ على
ظَلْعِكَ، لغة في قولك: ارْقَ على ظَلْعِكَ، أي ارْفُقْ بنفسك ولا تحمل
عليها أكثر مما تطيق.
[رمأ] أبو زيد: رَمَأَتِ الإبِلُ
بالمكان ترمأ رمأ ورموءا، إذا أقامت به (3) .
_________
(1) تقول العرب: بالرفاء والبنين، وبيتك تعمرين ولا بيت آخرين. بيتك
تعمرين، يريدون: بيت الزوج والاب.
(2) في مخطوطة الدار: بضم الراء.
(3) في نسخة الدار: " فيه ".
(1/53)
[رهيأ]
الرَهْياةُ: العَجْزُ والتواني. أبو زيد: رَهْيَأْتُ رأيي رَهْيَأَةً،
إذا لم تُحْكِمْهُ. ورَهْيَأَتِ السحابة وتَرَهْيَأَتْ، إذا
تَمَخَّضَتْ للمطر. قال: والمرأة تَرَهْيَأُ في مشْيَتِها. أي:
تَكَفَّأُ، كما تَرَهْيَأُ النخلة العَيدانَةُ. أبو عبيد: تَرَهْيَأَ
الرجُلُ في أمره، إذا هَمَّ به، ثم أمسك وهو يريد أن يفعله.
[روأ] الراءُ: شجرٌ، الواحدة
راءَةٌ. ورَوَّأْتُ في الأمر، تَرْوِئَةً وترويئاً، إذا نَظَرْتَ فيه،
ولم تَعْجَلْ بجواب، والاسم الرَوِيَّةُ، جَرَتْ في كلامهم غير مهموزة.
فصل الزاى
[زأزأ] أبو زيد: تَزَأْزَأْتُ من
الرجل تَزأزؤاً شديداً، إذا تصاغرت له، وفرقت منه.
[زكأ] رجل زكأة، مثال: همزة وربعة
(1) ، أي موسر كثير الدراهم عاجِلُ النَّقْدِ، يقال هو ملئ زكأة. ابن
السكيت: زَكَأْتُهُ زَكْأً عَجَّلْتُ نقده، وإنه لَزُكَأُ النقدِ.
وزَكَأَتِ الناقةُ بولدها تَزْكَأُ زَكْأً: رَمَتْ به عند رجليها.
[زنأ] زنأ في الجبل، زَنْأً وزنوءا:
صعد.
_________
(1) في نسخة الدار: " هبعة ".
(1/54)
وقال (1) :
وارق إلى الخيرات زَنْأً في الجبل * وزَنَأْت من الخمسين زَنْأً: دنوت
منها (2) . وزَنَأَ الظِلُّ: قصر. وزَنَأْتُ إليه زُنوءاً. لجأْتُ.
وأزنَأْت غيري: ألجأْتُه. والزَناءُ، بالفتح والمدِّ: القصيرُ، يقال:
رجل زَناءٌ، وظلٌّ زَناءٌ. قال ابن مقبل: وتُدْخِلُ (3) في الظِلِّ
الزَناءِ رُؤُوسَها وتحسبها هِيماً وهنَّ صحائحُ والزناءُ أيضاً:
الضَيِّقُ، والزَناءُ أيضاً: الحاقنُ، وفي الحديث: " نهى أن يُصَلِّيَ
الرجُلُ وهو زَناءٌ ". تقول منه زَنَأَ بَوْلُهُ يزنأ زُنوءاً، إذا
احتقن. وزنَّأَ عليه تزنئة، أي ضيق. وقال (4) : لاهم إن الحارث بن جبله
زنا على أبيه ثم قتله (5) قال ابن السكيت: إنما ترك همزه ضرورة.
_________
(1) قيس بن عاصم المنقرى، أخذ ولده من منفوسة بنت زيد وجعل يرقصه
الفوارس، والصبى هو حكيم ابنه: أشبه أبا أمك، أو أشبه حمل * ولا تكونن
كهلوف وكل يصبح في مضجعه قد انجدل * وارق إلى الخيرات زنأ في الجبل
الهلوف: الثقيل الجافي العظيم اللحية. والوكل: الذى يكل أمره إلى غيره.
(2) سقطت من نسخة الدار عبارة " من الخمسين زَنْأً: دنوت منها ".
(3) وتولج.
(4) هو العفيف العبدى.
(5) وبعده: وركب الشادخة المحجله * وكان في جاراته لا عهد له * وأى أمر
سئ لافعله:
(1/54)
فصل السين
[سأسأ] الأحمر: سَأْسَأْتُ بالحمار:
إذا دعوته ليشرب، وقلت له: سَأْسَأْ. وفي المَثَلِ: قَرِّبِ الحمارَ من
الرَدْهَةِ، ولا تقل له: سَأْ.
[سبأ] سبأت الخمر سبأ ومسبأ، إذا
اشتريتَها لتشربها. قال الشاعر (1) . * يَغْلو بأيدي التِجار
مَسْبَؤُها * أي إنها من جودتها يغلو اشتراؤها. واستبأتها مثله، ولا
يقال ذلك إلا في الخمر خاصة، والاسم: السباء، على فعال بكسر الفاء.
ومنه سميت الخمر سبيئة. قال حسان بن ثابت: كأن سبيئة من بيت رأس (2) *
يكون مزاجها (3) عسل وماء ويسمون الخمار: السَّبَّاء. فأمَّا إذا
اشتريتها لتحملها إلى بلدٍ آخر قلت: سَبَيْتُ الخمر بلا همز. وسبأ: اسم
رجل، ولد عامة قبائل اليمن. وهو سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان، يصرف
ولا يصرف (4) .
_________
(1) هو إبراهيم بن هرمة. وقبله: خود تعاطيك بعد رقدتها * إذا يلاقى
العيون مهدؤها كأسا بفيها صهباء معرقة * يغلو بأيدى التجار مسبؤها
(2) بيت رأس، موضع بالاردن.
(3) في المطبوعة " مراجها ".
(4) يمد ولا يمد.
(1/55)
وسبأ فلان على يمين كاذبة، إذا مرَّ عليها
غير مكثرت، وسبأت الرجل، جلدته. أبو زيد: سبأته بالنار أحرقْتُهُ.
وانْسَبَأَ الجلدُ: انسلخ. قال: والمسبأ: الطريق في الجبل. والسبئية من
الغلاة، ينسبون إلى عبد الله ابن سبإ.
[سرأ] سرأت الجرادة تسرأ سرءا:
باضت. وأسرأت: إذا حان ذلك منها. والسرأة بالكسر، بيضة الجرادة. ويقال
سروة، وأصله الهمز، وأرض مسروءة ذات سروة.
[سلأ] سَلأْتُ السمنُ واسْتَلأْتُهُ، وذلك إذا طُبِخَ وعولِجَ، والاسم
السِلاءُ بالكسر، ممدود. قال الفرزدق: كانوا كسالئة حمقاء إذا حقنت *
سلاءها في أديمٍ غيرِ مربوبِ أبو زيد: السُلاَّءُ بالضم، مِثالُ
القُرَّاءِ: شَوْكُ النخل، الواحدة سُلاَّءَةٌ. قال: تقول: سَلأْتُ
النخلَ والعَسيبَ سَلأً، إذا نَزَعْتَ شوكها. الأصمعي: سَلأَهُ مائة
سوطٍ، وسَلأَهُ مائة درهم، أي نقده.
[سوأ] ساءه يسُوءه سوْءاً، بالفتح،
وَمَساءَةً وَمَسائِيَةً: نقيضُ سَرَّهُ، والاسم السوء، بالضم،
(1/55)
وقرئ (عليهم دائرة السُوءِ) ، يَعْني
الهزيمَةَ والشَّرَّ. ومن فتح، فهو من المساءة. وتقول هذا رَجُلُ
سَوْءٍ بالإضافة، ثم تُدْخِلُ عليه الألفَ واللامَ، فتقول: هذا رَجُلُ
السَوْءِ، قال الشاعر (1) : وكنتُ كذئب السَوْءِ لما رأى دَماً *
بصاحبه يوما أحال على الدم قال الاخفش: ولا يقال: الرجل السوء، ويقال:
الحق اليقين، وحق اليقين جميعا، لان السوء ليس بالرجل واليقين هو الحق،
قال: ولا يقال: هذا رجل السوء بالضم. وأساء إليه: نقيض أحسن إليه.
والسُوآى نقيضُ الحُسْنى، وفي القرآن: (ثم كان عاقِبَةَ الذين أساؤُا
السُوآى) يَعْني النَّارَ. والسَيِّئَةُ أصلها سَيْوِئَةٌ، فقلبت الواو
ياءً وأُدْغِمَتْ. ويقال: فلان سيِّئُ الاختيار، وقد يخفف، مثل: هين،
وهين، ولين ولين. قال الطهوى (2) : ولا يجزون من حسن بسئ * ولا يجزون
من غِلَظٍ بِلَيْنِ وامرأة سَوْآءُ: قبيحةٌ. ويقال: له عندي ما ساءَهُ
وناءَهُ، وما يسُوءُهُ ويَنُوءُهُ. ابن السكيت: سُؤْتُ به ظَنَّاً،
وأسأت به الظن. قال: يثبتون الالف إذا جاءوا بالالف واللام.
_________
(1) هو الفرزدق.
(2) هو: أبو الغول.
(1/56)
وقولهم ما أُنْكِرُكَ من سُوءٍ، أي لم يكن
إنكاري إيَّاك من سُوءٍ رأيتُهُ بك، إنما هو لِقِلَّةِ المعرفة بك.
وقيل في قوله تعالى: (تخرج بيضاء من غير سوءٍ) أي من غير بَرصٍ.
والسَوْأَةُ: العَوْرَةُ، والفاحشةُ. والسوأَةُ السَوآءُ: الخَلَّةُ
القبيحةُ. وسَوَّأْتُ عليه ما صنع تسوئةً وتسويئاً، إذا عِبْتَهُ عليه،
وقلتَ له: أَسَأْتَ. يقال: إنْ أَسَأْتُ فَسَوِّئْ عَلَيَّ. قال:
وسُؤْتُ الرجُلَ سَوايَةً ومَسايَةً، مخفَّفان، أي ساءه ما رآه مني،
قال سيبويه: سألته - يعنى الخليل - عن سؤته سوائية، فقال: هي فعاليه،
بمنزلة علانية، والذين قالوا: سواية حذفوا الهمزة، وأصله الهمز. قال:
وسألته عن مسائية، فقال: مقلوبة، وأصلها مساوئة فكرهوا الواو مع
الهمزة: والذين قالوا: مساية حذفوا الهمزة تخفيفا. وقولهم: " الخيلُ
تَجْري علي مَساويها " أي إنها وإنْ كانت بها أو صاب وعيوب، فإن كرمها
يحملها على الجَرْي. وتقول من السُوءِ، استاء الرجل، مثل استاع، كما
تقول من الغم: اغتم.
[سيأ] السَيْئُ بالفتح: اللَّبَنُ
الذي يكون في أطراف الأخلاف قبل نزول الدرة، قال زهير: كما استغاث بسيئ
فز غيطلة * خاف العيون ولم ينظر به الحشك (1)
_________
(1) الحشك: الدرة.
(1/56)
الفراء: تسيأت الناقة: إذا أرسَلَتْ لبنها
من غير حلب. قال وهو السيئ. وقد انسيأ اللبن.
فصل الشين
[شأشأ] أبو زيد: شَأْشَأْتُ
بالحمار، إذا دَعَوْتَه، وقلت له: تَشُؤْ، تَشُؤْ. وقال رَجل من بني
الحِرْمازِ: تَشَأْ، تَشَأْ، وفتح الشين.
[شطأ] شطء الزرع والنبات: فراخه،
والجمع: أشطاءُ. وقد أَشْطَأَ الزَّرعُ: خرج شَطْؤُهُ. قال الأخفش: في
قوله تعالى (أَخْرَجَ شَطْأَهُ) أي طَرَفَهُ. أبو عمرو: شطَأت الناقة
شَطْأً، شَددْتُ عليها الرَحْلَ. وشاطئُ الوادي: شَطُّهُ، وجانبُهُ.
وتقول: شَاطِئُ الأودية، ولا تجمَعُ. وشاطَأْتُ الرجُلَ: إذا مشيت على
شاطئٍ، ومشى هو على الشاطئ الآخر.
[شقأ] شَقَأَ نابُ البعير شَقْأً
وشقوءا: طلع. أبو زيد: شقأ شَعْرَهُ بالمُشْطِ شَقْأً: فَرَّقَهُ. قال:
والمشقا: المفرق، والمشقأ بالكسر: المشط.
(1/57)
وشقأته بالعصا شَقْأً: أصَبْتُ مَشْقَأَهُ،
أي مفرقه (1) .
[شنأ] النشاءة، مثال: الشناعة:
البغض. وقد شنَأته شَنْئاً، وشُنْئاً، وشِنْئاً، ومشنأ، وشنآنا،
بالتحريك، وشنآنا، بالتسكين، وقد قُرِئَ بهما قوله تعالى: (شنآن قوم) ،
وهما شاذان، فالتحريك شاذ في المعنى، لان فعلان، إنما هو من بناء ما
كان معناه الحركة والاضطراب، كالضربان، والخفقان، والتسكين شاذ في
اللفظ، لانه لم يجئ شئ من المصادر عليه. قال أبو عبيدة (2) : الشنانُ،
بغير هَمْزٍ، مثل الشَنَآنُ، وأنشد للأحوص: وما العَيْشُ إلاَّ ما
تَلَذُّ وتَشْتَهي * وإنْ لامَ فيه ذو الشَنانِ وفَنَّدا وشُنِئَ
الرجُلُ، فهو مشنوءٌ، أي مُبْغَضٌ، وإن كان جميلاً. ورجُلٌ مَشْنَأٌ،
على مفعل، بالفتح، أي: قبيح المنظر. ورَجُلانِ مَشْنَأٌ، وقومٌ
مَشْنَأٌ. والمِشْناءُ، بالكسر، على مفعالٍ، مثلُهُ. وتشانَؤُوا، أي
تباغضوا. وقولهم: لا أبا لِشانِئِكَ، ولا أَبَ لِشانِئِكَ، أي:
لمُبْغِضِكَ، قال ابن السكيت: وهي كنايةٌ عن قولهم: لا أبا لك
_________
(1) المفرق والمفرق كمقعد ومجلس: وسط الرأس، وهو الذي يُفْرَقُ فيه
الشعر.
(2) في المطبوعة: " عبيد " وما هنا موافق لما في نسختي المدينة، ودار
الكتب، ولما في التاج.
(1/57)
وشنئ به، أي أَقَرَّ. قال الفرزدق (1) :
فلو كان هذا الأمر في جاهليةٍ * شِنِئْتَ به أو غَصَّ بالماء شاربه
والشنوءة على فعولة: التَقزُّزُ وهو التباعد من الأدناسِ. تقول: رجل
فيه شنوءة، ومنه أزد شنوءة وهم: حى من اليمن ينسب إليهم شنئى (2) . قال
ابن السكيت: ربما قالوا: أزد شنوة بالتشديد غير مهموز، وينسب إليها
شنوى. وقال: نحن قريش وهم شنوه * بنا قريشا ختم النبوه
[شيأ] الشئ تصغيره شيئ وشيئ أيضاً
بكسر الشين وضمِّها (3) ، ولا تقل شوئ، والجمع أشياء غير مصروف. قال
الخليل: إنما ترك صرفه لان أصله فعلاء، جمع على غير واحده، كما أن
الشعراء جمع على غير واحده، لان الفاعل لا يجمع على فعلاء، ثم استثقلوا
الهمزتين في آخره فقلبوا (4) الاولى إلى أول الكلمة فقالوا: أشياء كما
قالوا: عقاب بعنقاة وأينق وقسى، فصار تقديره لفعاء،
_________
(1) في ديوانه: فلو كان هذا الدين في جاهلية * عرفت من المولى القليل
حلائبه ولو كان هذا الامر في غير ملككم * لابديته أو غص بالماء شاربه
(2) في المطبوعة: شنائى. وما نقلناه هو الصحيح، وهو من مخطوطة المدينة.
(3) كلمة: " وضمها " ليست في المطبوعة، وهى من مخطوطة المدينة.
(4) في المطبوعة " نقلوا " والصحيح ما وضعناه، وهو منقول من نسختي دار
الكتب والمدينة.
(1/58)
يدل على صحة ذلك أنه لا يصرف وأنه يصغر على
أشياء، وأنه يجمع على أشاوى. وأصله أشائي قلبت الهمزة ياء فاجتمعت ثلاث
يا آت فحذفت الوسطى، وقلبت الاخيرة ألفا فأبدلت من الاولى واوا، كما
قالوا: أتيته أتوة. وحكى الاصمعي: أنه سمع رجلا من أفصح العرب يقول
لخلف الاحمر: إن عندك لاشاوى مثال الصحارى ويجمع أيضا على أشايا
وأشياوات. وقال الاخفش هو أفعلاء، فلهذا لم يصرف لان أصله أشيئاء حذفت
الهمزة التى بين الياء والالف للتخفيف. قال له المازنى: كيف تصغر العرب
أشياء؟ فقال: أشياء. قال له: تركت قولك، لان كل جمع كسر على غير واحده
وهو من أبنية الجمع فإنه يرد في التصغير إلى واحده كما قالوا: شويعرون
في تصغير الشعراء، وفيما لا يعقل بالالف والتاء، فكان يجب أن يقال
شييئات، وهذا القول لا يلزم الخليل لان فعلاء ليس من أبنية الجمع. وقال
الكسائي: أشياء أفعال مثل: فرخ وأفراخ، وإنما تركوا صرفها لكثرة
استعمالهم لها لانها شبهت بفعلاء، وهذا القول يدخل عليه ألا يصرف أبناء
وأسماء، وقال الفراء: أصل شئ شيئ مثال شيع فجمع على أفعلاء، مثل: هين
وأهيناء، ولين وأليناء، ثم خفف فقيل: شئ، كما قالوا: هين ولين. وقالوا:
أشياء فحذفوا الهمزة الاولى. وهذا القول يدخل عليه ألا يجمع على أشاوى.
والمشيئة: الارادة، وقد شئت الشئ أشاؤه.
(1/58)
وقولهم: كل شئ بشيئة الله، بكسر الشين مثل
شيعة، أي بمشيئة الله تعالى. الأصمعي: شَيَّأتُ الرجل على الامر: حملته
عليه. وأشاءَهُ لغة في أَجاءَهُ، أي ألجأه. وتميم تقول: " شر ما يشيئك
إلى مخة عرقوب " بمعنى يجيئك. قال زهير بن ذؤيب العدوى: فيال تميم
صابروا قد أشئتم * إليه وكونوا كالمحربة البسل
فصل الصاد
[صأصأ] صَأْصَأَ الجِرْوُ، إذا
التمس النظر قبل أن تنفَتِحَ عَيْنُهُ، وفى الحديث: " فقحنا وصأصأتم ".
أبو زيد: صأْصأْتُ من الرجل، وتصَأْصَأْتُ مثل: تَزَأْزَأْتُ، إذا
فَرِقْتُ منه. وإذا لم تَقْبَلِ النخلةُ اللَّقَاحَ ولم يكن لِلْبُسْر
نَوىً قيل: قد صأصأت النخلة.
[صبأ] صبَأْتُ على القوم أَصْبَأُ
صَبْأً وصُبوءاً، إذا طلَعْتُ عليهم. وصبأ ناب البعير صُبوءاً: طَلَعَ
حَدُّهُ. وصبَأَتْ ثَنِيَّةُ الغلام: طَلَعَتْ. واصْبَأَ النجمُ، أي:
طَلَعَ الثريَّا. قال الشاعر يصف قحطاً (1) : وأَصْبَأَ النجمُ في
غبراَء مُظْلِمَةٍ (2) * كأنه بائس مجتاب أخلاق
_________
(1) هو سلمة بن حنش الكندى، وقيل: أثيل العبدى.
(2) في اللسان: " كاسفة ".
(1/59)
وصبأ الرجل صُبوءًا، إذا خرج من دينٍ إلى
دين. قال أبو عبيدة: صبأ من دينِهِ إلى دينٍ آخر كما تصبأ النجوم، أي
تخرج من مطالعها، وصبأ أيضاً، إذا صار صابئا. والصابئون: جنس من أهل
الكتاب.
[صدأ] صَدَأُ الحديد: وسَخُهُ. وقد
صَدِئَ يصْدأ صَدَأً، ويدي من الحديد صَدِئَةٌ، أي: سَهِكة. وفلان صاغر
صَدِئٌ أيضاً، إذا لزمه العار واللوم. وجدي أصدأ بين الصدإ، إذا كان
أسودَ مُشْرَباً حُمْرَةً، وقد صَدِئَ، وعَنَاق صدْآءُ. والصُدْأَةُ
بالضم: اسم ذلك اللون، وهي من شِياتِ المَعِزِ والخيل. يقال: كُمَيْتٌ
أَصدأُ، إذا عَلَتْهُ كدرة. وصداء: حى من اليمن. قال لبيد: فصلقنا في
مراد صلقة * وصداء ألحقتهم بالثلل (1)
[صوأ] قال الاصمعي: الصاءة مثال
الطاعة: ما يخرج من رَحِمِ الشاةِ بعد الولادة من القَذى، يقال:
أَلْقَتِ الشاةُ صاءَتَها. وصَيَّأْتُ رأسي تصييئا، إذا غسلته وثورت
وسخه ولم تنقه.
_________
(1) في اللسان مادة (ثلل) من بعد ذكر البيت أي بالهلاك. ويروى بالثلل
أراد الثلال جمع ثلة من الغنم فقصر، أي أغنام يعنى يرعونها. قال ابن
سيده: والصحيح الاول.
(1/59)
فصل الضاد
[ضأضأ] الضئضئ: الاصل. قال الكميت:
وجدتك في الضنء من ضئضئ * أحل الاكابر منه الصغارا
[ضبأ] أبو زيد: ضَبَأْتُ في الأرض
ضَبْأَ وضُبُوءًا، إذا اخْتَبَأْتَ. والموضع مَضْبَأٌ. قال الأصمعي:
ضَبَأَ: لصق بالارض، ومنه سمى الرجل ضابئا، وهو ضابئ بن الحارث
البرجمى. وضبأت به الارض فهو مضبوء به، إذا ألزقته بها. وضَبَأْتُ
إليه: لَجَأْتُ. وأضبأ الرجل على الشئ، إذا سكت عليه وكتمه، فهو مضبئ
عليه. يقال: أضبأ فلان على داهية، مثل أضب.
[ضنأ] ضَنَأتِ المرأةُ تَضْنَأ
ضَنْئاً وضُنوءاً: كثُر وَلَدُها، فهي ضانئٌ وضانئةٌ. وأَضْنأتْ مثله.
وضَنَأ المالُ: كثر. وأضنأ القوم: كثرت ما شيتهم. الأموي: الضِنْءُ
بالكسر: الأصل والمعْدِنُ. يقال: فلان في ضِنْءِ صدقٍ، قال: والضَنْءُ
بالفتح: الولد، مهموزان. وقال أبو عمرو: الضَّنْءُ: الولد، يفتح ويكسر.
[ضوأ] الضوء: الضياء، وكذلك الضوء
(1/60)
بالضم. يقال ضاءَتِ النارُ تَضُوءُ ضَوْءاً
وضُوءاً، وأضاءت مثلُهُ، وأضاءَتْهُ أيضاً، يتعدى ولا يتعدى. قال
الجعدي: أضاءت لنا النارُ وجهاً أَغَ * رَّ مَلْتَبِساً بالفؤادِ
التباسا
[ضهأ] المضاهأة: المشاكلة. يقال:
ضاهَأْتُ وضاهَيْتُ يهمز ولا يهمز، وقُرِئَ بهما قوله تعالى:
(يُضاهِئونَ قَوْلَ الذين كفروا) .
فصل الطاء
[طأطأ] طأْطأَ رأسَه: طامَنَه.
وتطَأْطأَ: تَطامَنَ. وقولهم: تَطَأْطَأْتُ لهم تَطاطُؤَ الدُلاةِ، أي
خَفَضْتُ لهم نَفْسي كتطامُنِ الدُلاةِ، وهو جَمْعُ دالٍ، وهو الذي
يَنْزِعُ بالدَلْوِ. والطَّاْطاءُ من الارض: ما انهبط.
[طثأ] طَثَأَ طَثْئاً: ألقى ما في
جوفه.
[طرأ] طَرَأْتُ على القوم أَطْرَأُ
طَرْءاً وطُروءاً، إذا طَلَعْتَ عليهم من بلد آخر.
[طسأ] أبو زيد: طَسِئْتُ أطْسَأُ
طَسْأ، إذا اتَّخَمْتُ عن الدَّسَم. يقال طَسِئَتْ نفسي فهي طاسِئَةٌ.
[طفأ] طَفِئتِ النارُ تَطْفَأُ
طُفُوءاً وانطفأت،
(1/60)
وأطفأتها أنا. ويقال ليوم من أيام العجوز:
مُطْفِئُ الجمرْ.
[طلفأ] أبو زيد: اطْلَنْفَأتُ
اطْلِنْفاءً، إذا لَزقت بالأرض. وجملٌ مُطْلَنْفئُ الشرف، أي لازق
السنام.
[طنأ] الطنء بالكسر: الريبة. والطنء
أيضاً: بقيَّة الروح، يقال تركتُه بِطِنْئِهِ، أي بحشاشَةِ نفسه، ومنه
قولهم: هذه حَيَّة لا تطنِئَ، أي لا يعيش صاحبها تقتل من ساعتها، يهمز
ولا يهمز، وأصله الهمز.
[طوأ] الطاءة مثل الطاعة: الابعاد
في المرعى، يقال فرس بعيد الطاءة. قالوا: ومنه أخذ طيئ مثل سيد أبو
قبيلة من اليمن، وهو طيئ بن أدد بن زيد ابن كهلان بن سبإ بن حمير.
والنسبة إليهم طائى على غير قياس، وأصله طيئى مثل طيعى فقلبوا الياء
الاولى ألفا وحذفوا الثانية. والطاءة أيضا: الحمأة.
فصل الظاء
[ظمأ] ظَمِئَ ظَمَأ: عَطِشَ. وقال
تعالى: (لا يُصيبُهُمْ ظَمَأٌ) ، والاسم الظِمْءُ بالكسر. وقومٌ ظِماءٌ
أي عِطاشٌ. ويقال للفرس: إنَّ فُصُوصه لَظِماءٌ، أي ليست برَهْلَةٍ
كثيرة اللحم.
(1/61)
وأظمأته: أعطشته، وكذلك التظمئة.
والظَمْآنُ: العطشان، والأنثى: ظَمْآى. وظَمِئْتُ إلى لقائك، أي اشتقت.
والظِمْءُ: ما بين الوِرْدَيْن: وهو حبس الإبل عن الماء إلى غاية
الوِرْدِ، والجمع الأَظْماءُ. وظِمْءُ الحياة: من حين الولادة إلى وقت
الموت. وقولهم: ما بقي منه إلا قَدْرُ ظِمْءِ الحمار، إذا لم يبق من
عمره إلا اليسير. يقال: إنه ليس شئ من الدوابِّ أقصر ظِمْئاً من
الحمار.
فصل العين
[عبأ] أبو زيد: عَبَأْتُ الطيبَ
عَبْأً، إذا هَيَّأتُه وَصَنَعْتَهُ وَخَلَطْتَهُ. قال الشاعر (1) يصف
أسدا: كأن بصدره (2) وبمنكبيه * عبيرا بات يعبؤه (3) عروس قال: وعبأت
المتاع عبأ، إذا هيأته، وعَبَّأْتُه تَعْبِئَةً وتعبيئاً. قال: كُلٌّ
من كلام العرب. وعَبَّأْتُ الخيل تعبئة وتعبيئاً. قال: والعِبْءُ
بالكسر: الحِمْلُ، والجمع الأعباء. وأنشد لزهير: الحاملُ العبَء
الثقيلَ عَن ال * جاني بغيرِ يَدٍ ولا شُكْرِ (4)
_________
(1) هو أبو زيد الطائى
(2) في رواية: " بنحره ".
(3) ويروى: يخبؤه، وتعبؤه.
(4) ويروى: " لغير يد ولا شكر ".
(1/61)
ويقال لعدل المتاع: عبء، وهما عبآن.
والاعباء: الاعدال. وعبء الشئ: نظيرُهُ كالعِدْلِ والعَدْلِ. وما
عَبَأْتُ بفلان عَبْأً، أي ما باليت به. وكان يونس لا يَهمز تعبئة
الجيش. والاعتباء: الاحتشاء.
فصل الغين
[غرقأ] الغِرْقِئُ: قشر البيض الذي
تحت القيض. قال الفراء: همزته زائدة، لانه من الغرق. وكذلك الهمزة في
الكرفئة والطهلئة، زائدتان.
فصل الفاء
[فأفأ] رجل فَأفاءٌ على فَعلالٍ،
وفيه فَأفَأةٌ، وهو الذي يتردد في الفاء إذا تكلم.
[فتأ] أبو زيد: ما أفْتَأتُ أذكرُه،
وما فَتِئْتُ أذكُره، وما فَتَأتُ أذكره، بالكسر والنصب، أي مازلت
أذكره وما برحت أذكره، لا يُتَكلَّم به إلا مع الجَحَدِ. وقوله تعالى:
(تالله تَفْتَؤُ تَذْكُرُ يوسفَ) أي ما تفتأ.
[فثأ] فثأت القدر: سكنت غليانها
بالماء. قال الجعدى:
(1/62)
تفور علينا قِدرُهُمْ فنُديمُها *
ونَفْثَؤها عنَّا إذا حَمْيُها غلا وفَثَأتُ الرجل: إذا كسرته عنك بقول
أو غيره وسكَّنتَ غضبه، وفثِئَ هو: انكسر غضبه. وعَدا حتَّى أفْثَأَ،
أي أعيا وانْبَهَرَ. وأفْثَأَ الحَرُّ، أي سكن وفتر. ومن أمثالهم في
اليسير من البِرِّ قولهم: " إنَّ الرثيثَةَ تفْثَأ الغضب "، وأصله أن
رجلاً كان غضب على قوم، وكان مع غضبه جائِعاً، فسقَوْهُ رثيئةً فسَكَنَ
غَضبُهُ وكفَّ عنهم. وفَثَأتُ رأي الرجل، إذا رددتهُ.
[فجأ] فاجأه الأمرُ مفاجأةً
وفِجاءً، وكذلك فجثه الامر وفجأه الامر، بالكسر والنصب، فجاءة بالمد
والضم. ومنه قطرى بن الفجاءة المازنى.
[فرأ] الفَرَأُ: الحمار الوحشيُّ،
وفي المثل: " كلُّ الصيد في جوف الفرإ "، والجمع فراء، مثل جبل وجبال.
قال مالك بن زغبة (1) : بضرب كآذان الفراء فضوله * وطعن كإيزاغ المخاض
تبورها (2)
_________
(1) الباهلى، والبيت لابي الطمحان القينى كما في اللسان مادة (عفا) .
(2) أي تختبرها. الايزاغ: إخراج البول دفعة دفعة.
(1/62)
وقد أبدلوا من الهمزة ألفا فقالوا: "
أنكحنا الفرا فسنرى ".
[فسأ] تَفَسَّأَ الثوب، إذا تقطَّع
وبلى. وتقضأ (1) مثله. وفسأته أنا تفسئة وتفسيئا: مددته حتى تفزر
[فشأ] تفشأ الشئ تفشؤا: انتشر. أبو
زيد: تَفَشَّأَ بالقوم المرضُ، إذا انتشر فيهم.
[فطأ] أبو زيد: فَطَأَهُ: ضربه على
ظهره، مثل حطَأَهُ. وفطَأَها: جامعها. وفَطَأَ به الأرضَ: صرعه. وفطَأَ
بسلحِهِ: رمى به، وربَّما جاء بالثاء. وفطَأَ بها: حَبَقَ. وفطأت الشئ:
شدخته. والفطأة، الفطسة. رجل أفطأ بين الفطإ. وفطئ البعير، إذا تطامن
ظهره خلقة.
[فقأ] تَفَقَّأَتِ السَّحابَةُ عن
مائها: تشققت. قال ابن أحمر: تَفَقَّأَ (2) فوقه القَلَعُ السَواري *
وجُنَّ الخازباز (3) به جنونا
_________
(1) في اللسان: وتفصأ مثله. أقول كما هنا مثله، قال في اللسان مادة
قضأ: وقضئ الثوب والحبل: أخلق وتقطع وعفن من طول الندى والطى.
(2) قوله تفقأ فوقه، الهاء عائدة على " بهجل " في البيت الذى قبله:
بهجل من قسا ذفر الخزامى * تهادى الجربياء به الحنينا.
(3) الخازباز: صوت الذباب، سمى الذباب به، وهما صوتان جعلا صوتا واحدا
لان صوته خاز باز، ومن أعربه نزله منزلة الكلمة الواحدة، فقال: خاز
باز. عن اللسان.
(1/63)
يعنى فوق الهجل وهو: المطمئن من الارض.
وتفقأت البهمى، إذا تشققت لفائفها عن ثَمَرها. وتَفَقَّأ الدُمَّلُ
والقَرْحُ. وفَقَأتُ عينه فَقأً، وفَقَّأتُها تفقئة، إذا بخقتها (1) .
والفقء: السابياء، وهو الذي يخرج على رأس الولد. وتَفَقَّأتُ شحماً،
تنصبه على التمييز.
[فيأ] فاء يفئ فيئا: رجع، وأفاءه
غيره: رَجَعه. وفلان سريع الفئ من غضبه، وإنه لحسن الفيئة بالكسر، مثال
الفيعة، أي حسن الرجوع. والفئة مثال الفعة: الطائفة، والهاء عوض من
الياء التى نقصت من وسطه، أصله فئ مثال فيع لانه من فاء، ويجمع على
فئون وفئات، مثال شيات ولدات. والفئ: الخراج والغنيمة، تقول منه: أفاء
الله على المسلمين مالَ الكفار يفئ إفاءة. واستفأت هذا المال، أي أخذته
فيئا. والفئ: ما بعد الزوال من الظلِّ. قال حميد ابن ثور يصف سَرْحَةً
وكنى بها عن امرأة: فلا الظلُّ من برد الضُّحى تستطيعه * ولا الفئ من
بعد (2) العشى تذوق
_________
(1) بخق العين: عورها
(2) في رواية " برد ".
(1/63)
وإنما سمى الظل فيئاً لرجوعه من جانبٍ إلى
جانبٍ. قال ابن السكيت: الظلُّ ما نسخته الشمس، والفئ ما نسخ الشمسَ.
وحكى أبو عبيدة عن رؤبة: كلُّ ما كانت عليه الشمسُ فزالت عنه فهو فئ
وظل، وما لم تكن عليه الشمس فهو ظلٌّ، والجمع أفياءٌ وفُيوءٌ. وقد
فَيَّأتِ الشجرةُ تَفْيِئةً، وتَفَيَّأْتُ أنا في فَيْئها، وتفيأت
الظلال، أي تقلبت. والمفيؤة: المقنؤة (1) .
فصل القاف
[قبأ] قبأ قبئاً: لغة في قأبَ
قَأباً، إذا أكل وشَرِبَ.
[قثأ] القِثَّاءُ: الخِيار، الواحدة
قثَّاءةٌ. والمَقْثَأَةُ والمَقْثُؤَةُ: موضع القِثَّاءِ. وأقْثأ
القوم: كثُر عندهم القِثاء. أبو زيد: أقْثَأتِ الأرض، إذا كانت كثيرة
القثاء.
[قرأ] القَرْءُ بالفتح: الحيض،
والجمع أقْراءٌ وقُروءٌ على فُعولٍ، وأَقْرُؤٌ في أدنى العدد. وفي
الحديث: " دعي الصلاةَ أيامَ أقْرائِكِ ". والقَرْءُ أيضا:
_________
(1) يقال: مقنأة، ومقنؤة، للمكان الذى لا تطلع عليه الشمس.
(1/64)
الطهر، وهو من الاضداد. قال الاعشى (1) :
مورثة ما لا وفى الأصل رفْعَةً * لِما ضاع فيها من قروءِ نِسائِكا
وأقْرأتِ المرأة: حاضت، فهي مُقْرِئٌ. وأقْرَأتْ: طَهُرت. وقال الأخفش:
أقْرأتِ المرأةُ، إذا صارت صاحبة حيضٍ. فإذا حاضت قلت: قَرَأَتْ - بلا
ألفٍ - يقال: قَرَأتِ المرأةُ حَيْضَةً أو حَيْضَتين. والقرء: انقضاء
الحيض. قال: وقال بعضهم: ما بين الحيضتين. وأقْرأتْ حاجتُكَ: دنت.
والقارئ: الوقتُ، تقول منه أقْرَأتِ الريحُ، إذا دخلت في وقتها. قال
الهذلى (2) :
إذا هبت لقارئها الرياح * أي لوقتها. واستقرأ الجمل الناقة، إذا تاركها
لينظر ألَقِحَتْ أم لا. قال أبو عمرو بن العلاء: يقال دفع فلان جاريته
إلى فلانة تقرئها، أي تمسكها عندها حتَّى تحيض للاستبراء. قال: وإنما
القرء الوقت، فقد
_________
(1) وقبله: وفى كل عام أنت جاشم غزوة * تشد لا قصاها عزيم عزائكا
(2) الهذلى هو مالك بن الحارث كما في اللسان، وصدر البيت:
كرهت العقر عقر بنى شليل * أي لوقت هبوبها وشدة بردها. والعقر: موضع
بعينه. وشليل: جد جرير بن عبد الله البجلى.
(1/64)
يكون للحيض، وقد يكون للطهر. قال الشاعر:
إذا ما السماء لم نغم ثم أخْلَفَتْ * قُروءُ الثريَّا أن يكون (1) لها
قَطْرُ يريد وقت نَوْئها الذي يُمطَرُ فيه الناس، يقال: أقْرَأتِ
النجوم، إذا تأخر مطرها. وقرأت الشئ قرآنا: جمعته وضممت بعضه إلى بعض،
ومنه قولهم: ما قرأت هذه الناقة سلى قط (2) وما قرأت جنينا، أي لم تضم
رحمها على ولد. وقرأت الكتاب قراءة وقرآنا، ومنه سمِّي القرآن. وقال
أبو عبيدة: سمِّي القرآن لأنه يجمع السُّوَرَ فيضمها. وقوله تعالى:
(إنَّ علينا جمعه وقرآنه) أي جمعه وقراءته، (فإذا قرأناه فاتبع قرآنه)
أي قراءته. قال ابن عبَّاس: فإذا بيَّنَّاه لك بالقراءة فاعمل بما
بيَّنَّاهُ لك. وفلان قرأ عليك السلام وأقراك السلامَ، بمعنًى. وأقرأه
القرآن فهو مُقْرِئٌ، وجمع القارئ قرأة مثال كافر وكفرة. والقراء:
الرجل المتنسِّك، وقد تَقَرَّأَ، أي تنسَّكَ، والجمع القُرَّاءونَ. قال
الفراء: أنشدني أبو صدقة الدبيرى (3) :
_________
(1) يروى: " أن يصوب ".
(2) المراد: أنها لم يطرقها فحل.
(3) في اللسان، أن البيت لزيد بن تركي الزبيدى، ونقل أيضا قول الجوهرى.
(1/65)
بيضاء تصطاد الغَوِيَّ وتَسْتَبي * بالحسنِ
قَلْب المُسلمِ القُرَّاءِ (1) وقد يكون القُرَّاءُ جمعاً لقارئ.
والقرأة بالكسر مثال القرعة: الوباء. قال الاصمعي: إذا قدمت بلادا
فمكثت بها خمس عشرة (2) فقد ذهبت عنك قرأة البلاد. قال: وأهل الحجاز
يقولون: قرة بغير همز. ومعناه أنه إذا مرض بها بعد ذلك فليس من وبإ
البلد.
[قضأ] الاموى: قضئت الشئ أقضأ
قَضْأ: أكلتُهُ. وأقْضأتُ الرجلَ: أطعمته. أبو زيد: يقال قضئت القرية
تقضأ قضأ بالتحريك: عفنت وتهافتت. وهى قربة قضئة، والثوب يقضأ من طول
الندى والطى. وما عليك في هذا الأمر قُضْأةٌ بالضم، مثال مُضْغَةٍ، أي
عارٌ. ونَكَحَ فلان في قُضْأةٍ. وفي عينه قُضْأةٌ، أي فَسَادٌ. وفي
حَسَبِه قُضْأةٌ، أي عيب. قال الشاعر: تعيرني سلمى وليس بقضأة * ولو
كنت من سلمى تفرعت دارما
_________
(1) وقبله: ولقد عجبت لكاعب مودونة * أطرافها بالحلى والحناء ومودونة:
ملينة.
(2) خمس عشرة ليلة، كما في اللسان.
(1/65)
وسلمى: حى من دارم.
(قمأ) أبو زيد: قمَأتِ الماشيةُ تَقْمَأُ قُمُوءًا وقُموءةً، إذا
سَمِنَتْ. وقَمُؤَ الرجل بالضم قَماءً وقَماءةً صار قَميئاً. وهو:
الصغير الذليل. وأقمأته: صغرته وذللته، فهو قمئ على فعيلٍ. وأقْمَأ
القومُ، أي سمنت إبلهم. وأقمأنى الشئ: أعجبني. وتقمأت الشئ: جمعته شيئا
بعد شئ. قال الشاعر (1) : لقد قضيت فلا تَسْتَهْزِئا سَفها * مما
تقَمَّأْتُه من لذة وطرى وعمرو بن قميئة الشاعر على فعيلة.
[قنأ] قَنَّأَ الرجل لحيَتهُ
بالخِضابِ تَقْنِئَةً، وقد قَنَأتْ هي من الخضاب، تَقْنَأُ قُنُوءًا:
اشْتَدَّتْ حُمْرَتُها. وقال الأسود بن يعفر: يَسعى بها ذو تومَتَيْنِ
مُشَمِّرٌ * قَنَأتْ أنامله من الفرصاد (2) وشئ أحمر قانئٌ. أبو عمرو:
المَقْنَأةُ والمَقْنُؤَةُ: المكان الذي لا تَطْلَع عليه الشمس. وقال
غير أبي عمرو: مَقْناةٌ ومَقْنُوَةٌ بغير همزٍ: نقيض المضحاة.
_________
(1) هو ابن مقبل.
(2) الفرصاد: التوت.
(1/66)
[قيأ]
قاء يقئ قيئا. وفى الحديث " الراجعُ في هِبَتِهِ كالراجع في قيثه ".
واستقاء وتقيأ: تكلف القئ. وقيأته وأقأته أنا بمعنى: وهذا ثوب يقئ
الصبغ، إذا كان مشبعا. ابن السكيت: القيوء بالفتح على فعول: الدواء
الذى يشرب للقئ. ويقال: به قياء بالضم والمدّ، إذا جعل يُكثِرُ القئ.
فصل الكاف
[كأكأ] تَكَأْكَأَ، أي: جَبُنَ
وضَعُفَ ونَكَصَ، مثل: تَكَعْكَعَ. والمتكأكئ: القصير. والتكأكؤ:
التجمع. وسقط عيسى بن عمر عن حمار له فاجتمع عليه الناس فقال: مالكم
تكأكأتم على تكأكؤكم على ذى جنة، افرنقعوا عنى (1) .
[كثأ] أبو زيد: كَثَأ اللبنُ
يَكْثَأُ كَثْأً، إذا ارتفع فوق الماء وصَفا الماء من تحت اللبن. قال:
وكثَأتِ القِدْرُ كَثْأً، إذا أزبَدَت للغَلي، يقال: خذ كَثْأةَ قِدرِك
وكُثْأةَ قِدْرك (2) ، وهو: ما ارتفع منها بعد ما تَغْلي. قال: وكثَأتْ
أوبارُ الإبل كثأ: نبتت،
_________
(1) أي تفرقوا.
(2) أي بالفتح والضم.
(1/66)
وكذلك كثأ اللبن الوبر والنبت تكثئة. وأنشد
ابن السكيت: وأنت امرؤٌ قد كَثَّأتْ لك لِحْيَةٌ * كأنَّكَ منها قاعدٌ
في جُوالقِ ويقال أيضاً: كثَّأتُ، إذا أكلتَ ما على رأس اللبن.
[كدأ] أبو زيد: كَدَأَ النبتُ
يَكْدَأُ كُدوءًا، إذا أصابه البَرْد فَلَبَّدَهُ في الأرض، أو عَطِشَ
فأبطأ في النبات. يقال: أصاب الزَّرْعَ بَرْدٌ فَكَدَّأهُ في الأرض
تَكْدِئَةً. وأرضٌ كادئة: بطيئة الإنبات.
[كرفأ] الكِرْفِئ: السحاب المرتفع
الذي بعضه فوق بعض، والقطعة منه كِرْفِئَةٌ. قال الشاعر يصف جيشاً:
كَكِرْفِئَةِ (1) الغَيْثِ ذاتِ الصَّبي * رِ ترمى السحاب ويرمى بها
(2)
_________
(1) قوله ككرفئة الخ. جاء أيضا في شعر عامر بن جوين الطائى يصف جارية:
وجارية من بنات الملو * ك قعقعت بالخيل خلخالها كَكِرْفِئَةِ الغَيْثِ
ذاتِ الصَّبي * رِ تأتى السحاب وتأتالها ومعنى تأتال: تصلح، وأصله
تأتول، ونصبه بإضمار أن.
(2) صوابه: يرمى لها، لان الشعر للخنساء. وقبله: ورجراجة فوقها بيضها *
عليها المضاعف إقبالها وبعده: وقافية مثل حد السنان * تبقى ويذهب من
قالها
(1/67)
والكرفئ: قشر البيض الاعلى، حكاه أبو عبيد.
ونظر أبو الغوث الاعرابي إلى قرطاس رقيق فقال: غرقئ تحت كرفئ. وهمزته
زائدة. وكرفأت القدر: أزبدت للغلى.
[كسأ] كَسَأْتُهُ: تَبِعْتُهُ.
ويقال للرجل إذا هَزَمَ القومَ فمرَّ وهو يطردهم: مرَّ فلان
يَكْسَؤُهُمْ ويَكْسَعُهُمْ، أي يتبعهم. ومنه قول الشاعر (1) :
كسع الشتاء بسبعة غبر * والاكساء: الادبار. قال الشاعر (2) : حتَّى أرى
فارِسَ الصَموتِ عَلى * أَكْساءِ خَيْلٍ كأنَّها الإبِلُ يعني خَلْفَ
القوم وهو يطردهم.
[كشأ] أبو عمرو: كشَأتُ اللحم
كَشْأً: شويته حتَّى يَبِسَ فهو كشئ. وأكشأته أيضا عن الاموى. وفلان
يتكشأ اللحمَ: يأكله وهو يابسٌ. وكشَأْتُ القِثَّاءَ: أكلتُه. أبو زيد:
كشَأت الطعام كَشْأً، إذا أكلته كما تأكل القثَّاء ونحوه. أبو عبيدة:
تكشأ الاديم: تقشر.
[كفأ] كفَأتُ القومَ كَفْأً، إذا
أرادوا وَجْهاً فصرفتهم إلى غيره، فانكفؤوا أي رجعوا.
_________
(1) هو أبو شبل الاعرابي. وعجزه:
بالصن والصنبر والوبر
(2) المثلم بن عمرو التنوخى.
(1/67)
وتكفأت المرأة في مِشْيَتها: ترَهْيَأتْ
ومادَتْ كما تتحرك النخلَةُ العَيْدانَةُ. قال الشاعر (1) : وكأنَّ
ظعْنَهُم غداةَ تحمَّلوا * سُفنٌ تَكَفَّأُ في خليج مُغْرَبِ وكفَأتْ
الإناءَ: كَبَبْتُهُ وقلبْتُه، فهو مكفوءٌ. وزعم ابن الأعرابي أن
أكْفَأْتُه لغة. والكِفاءُ بالكسر والمد: شُقَّة أو شُقَّتانِ تُنْصَحُ
إحداهما بالأخرى ثم يُخَلُّ به مُؤَخَّرُ الخِباءِ. تقول منه: أكْفَأتُ
البيتَ إكفاءً. والإكفاء في الشعر: أن يُخالفَ بين قوافيه بعضها ميم
وبعضها نون، وبعضها دال وبعضها طاء، وبعضها حاء وبعضها خاء ونحو ذلك،
كقول رؤبة: أزْهَرُ لم يولد بنجم الشح * ميم البيت كريم السنخ (2) هذا
قول أبى زيد، وهو المعروف عند العرب. وقال الفراء: أكفأ الشاعِر، إذا
خالف بين حركات الروى، وهو مثل الاقواء. حكاه عنه ابن السكيت. الكسائي:
كَفَأتُ الإناءَ: كَبَبْتُه. وأكْفَأْتُه: أمَلْتُه، قال: ولهذا قيل:
أكْفَأْتُ القوسَ، إذا أمَلْتَ رَأسَها ولم تَنْصِبْها نصباً حين ترمي
عنها. قال: ومنه قول ذى الرمة:
_________
(1) هو بشر بن أبي خازمٍ الأسدي.
(2) هذا البيت من رجز لرؤية قافيته الحاء. والسنخ: الاصل. وفى اللغة
أيضا: السنح، بالحاء المهملة: الاصل. وعلى هذا فلا " إكفاء ".
(1/68)
قطعت بها أرضاً تَرى وَجْهَ رَكْبِها * إذا
ما عَلَوْها مُكْفَأً غَيرَ ساجِعِ (1) وقال أبو زيد: يعني جائرا غير
قاصد والكفئ: النظير. وكذلك الكف والكفؤ، على فعل وفعل. والمصدر
الكفاءة بالفتح والمد. وتقول: لا كِفاءَ له بالكسر، وهو في الأصل مصدر،
أي لا نظير له. وفى حديث العقيقة " شاتان مكافئتان " أي متساويتان (2)
، والمحدثون يقولون " مكافأتان ". وكل شئ ساوى شيئاً حتَّى يكون مثله
فهو مكافئ له. وقال بعضهم في تفسير الحديث: تذبح إحداهما مقابلة
الاخرى. وكافأته على ما كان منه مُكافَأةً وكِفاءً: جازيته. تقول: مالى
به قبل ولا كفاء، أي مالى به طاقة على أن أكافئه. والتكافُؤُ:
الاستواءُ، يقال " المسلمون تتكافأ دِماؤُهُم ". واكْتَفَأتُ الإناءَ
مثل كَفَأتُهُ، أي قَلَبْتُهُ. واسْتَكْفَأتُ فلاناً إبلَهُ، أي سألته
نِتاجَ إبله سَنةً،: فأكْفَأنيها، أي أعطاني لَبَنها ووَبَرَها
وأولادَها سَنةً. والاسم الكُفْأةُ والكفأة، يضم
_________
(1) أي مما لا غير مستقيم. والساجع: القاصد المستوى المستقيم. والمكفأ:
الجائر، يعنى جائرا غير قاصد، ومنه السجع في القول.
(2) أي في السن، كما في اللسان.
(1/68)
ويفتح، تقول: اعطني كُفْأةَ ناقَتِك
وكَفْأَةَ ناقَتِكَ. وتقول أيضاً: أكْفَأتُ إبلي كَفْأَتَيْن، إذا
جَعلتَها نِصْفَين تُنْتجُ كلَّ عامٍ نِصْفَها وتترك نِصفاً، لأن أفضل
النِتاج أن تُحملَ على الإبل الفُحولَة عاماً وتُتْرَك عاماً، كما يصنع
بالارض في الزراعة. قال ذو الرمة: كلا (1) كفأتيها تنفضان ولم يجد *
لها ثيل سقب في النتاجين لا مس يقول: إنها نتجت إناثا كلها. وهذا محمود
عندهم. أبو زيد: وَهَبْتُ له كُفْأةَ ناقتي وكفأة ناقتي يضم ويفتح، إذا
وهبت له ولدها ولبنها ووبرها سنة.
[كلأ] الكَلأُ: العشبُ. وقد كَلِئَتِ الأرضُ وأكْلأَتْ فهي أرضٌ
مُكْلِئَةٌ وكَلِئَةٌ، أي ذاتُ كَلأٍ. وسواءٌ رَطْبُهُ ويابسُه.
وكَلأَتِ الناقةُ وأكْلأَتْ، إذا أكلت الكلا، حكاه أبو عبيد. وكلاه
الله كِلاءةً بالكسر، أي حَفِظَهُ وحَرَسَهُ. يقال: إذهبْ في كِلاءةِ
الله. واكْتَلأْتُ منهم: احترسْتُ. قال الشاعر (2) :
أنخت بعيرى واكتألات بعينه (3)
_________
(1) ويروى: ترى.
(2) هو كعب بن زهير.
(3) عجزه. * وآمرت نفسي أي أمرى أفعل * ويروى:
أي أمرى أوفق:
(1/69)
ويقال: اكْتَلأَتْ عيني، إذا لم تنم
وسهِرَتْ وحَذِرَتْ أمراً. والمُكَلأُ بالتشديد: شاطئُ النهر ومرفأ
السفن. أبو زيد: كَلأَ القوم سفينتهم تكليئاً: حبسوها، ومنه الكلاء
مشدد ممدود، وهو موضع بالبصرة لانهم يكلئون سفنهم هناك، أي يحبسونها،
يؤنث ويذكر. وقال سيبويه: هو فعال مثل جبار بالتشديد. والمعنى أن
الموضع يدفع الريح عن السفن ويحفظها. وهو على هذا مذكر مصروف. وقال
الاصمعي: الكلاء والمكلا: موضع تُرْفَأُ فيه السُفُنُ، وهو ساحل كلِّ
نهرٍ. وكَلأْتُ تَكْلِئَةً، إذا أتيتُ مكاناً فيه مُسْتَتَرٌ من الريح،
والموضع مُكَلأٌ وكَلاَّءٌ. وقولهم: بَلَغَ الله بك أكْلأَ العُمر، أي
آخرَهُ وأبعَدَهُ. وكَلأَ الدَيْنُ، أي تأخَّرَ. والكالِئُ:
النَسيئَةُ. قال الشاعر:
وعينه كالكالئ المضمار (1) * أي نقده كالنسيئةِ التي لا تُرجى. وفي
الحديث أنَّه عليه السلام " نهى عن الكالِئِ بالكالِئِ " وهو بيع
النَسيئَةِ بالنسيئة، وكان الاصمعي لا يهمزه، وينشد:
_________
(1) صواب إنشاده " الضمار " كما في المقاييس واللسان (ضمر) .
(1/69)
وإذا تُباشِرُكَ الهُمو * مُ فإنَّها كالٍ
وناجِزْ (1) أي منها نسيئة ومنها ما هو نَقْدٌ. أبو عبيد (2) :
تَكَلأْتُ أي اسْتَنْسَأْتُ نسيئةً. وكذلك اسْتَكْلأْتُ كُلأَةً بالضم،
وهو من التأخير. أبو زيد: كَلأْتُ في الطعامِ تَكْليئاً، وأكْلأْتُ فيه
إكْلاءً: أسلفْتُ فيه. وما أعطيتَ في الطعامِ نسيئةً من الدراهم فهو
الكُلأَةُ بالضم. وأكْلأْتُ بَصَري في الشئ، إذا رددته فيه.
[كمأ] الكَمْأَةُ واحدها كَمْءٌ على
غير قياس، وهو من النوادر، تقول: هذا كمْءٌ وهذان كمْآنِ وهؤلاء أكموء
ثلاثة، فإذا كثرت فهى الكمأة. وكمأت القوم كمأ: أطْعَمْتهم الكَمْأَةَ.
وخرج الناس يتَكَمَّؤُون، أي يجتنون الكَمْأَةَ. وأكْمَأَتِ الأرضُ:
كثُرت كَمْأَتُها. وقولهم: أكْمَأَتْ فلاناً السِنُّ، أي شيَّخته.
وكمِئَتْ رِجلي: تشقَّقتْ. الكسائي: كَمِئَ الرجلُ، إذا حَفى ولم يكن
عليه نَعْلٌ.
[كيأ] أبو زيد: كِئْتُ عن الامر أكئ
كيأ وكيأة، إذا هِبْتَهُ وجَبُنْتَ، مثل كِعْتُ أَكيعُ. ورجلٌ كِئٌ
وكَأٌ وكاءٌ أيضاً، أي ضعيف جبان، مثل كع وكاع.
_________
(1) لعبيد بن الابرص، كما في اللسان.
(2) في اللسان: أبو عبيدة.
(1/70)
فصل اللام
[لألأ] قولهم " لا أفْعَلُهُ ما لأْلأَتِ الفورُ (1) " أي بَصْبَصَتْ
بأذنابها. وتلأْلأَ البرقُ: لَمَعَ واللُّؤْلُؤَةُ: الدُرَّةُ، والجمع
اللُؤْلُؤُ والَّلآلئُ. قال الفراء: سمعتُ العربَ تقول لصاحب
اللؤْلُؤِ: لأّلٌ مثل لعَّال، والقياس لاّءٌ مثل لعاع.
[لبأ] اللِبَأُ على فِعَلٍ، بكسر
الفاء وفتح العين: أوَّل اللبن في النِتاجِ، تقول: لَبَأْتُ لَبْأً
بالتكسين إذا حلبت الشاة لبأ. ولَبَأْتُ القومَ أيضاً: أطعمتُهُمُ
اللبَأَ، وأَلْبَأَ القومُ: كثُر عندهم اللبَأُ. أبو زيد: أَلْبَأْتُ
الجَدْيَ، إذا شددته إلى رأس الخِلْفِ ليرضع لِبَأً. واسْتَلْبَأَ هو،
إذا رضع من تِلقاءِ نفسه. وأَلْبَأَتِ الشاةُ ولدَها، إذا أرضعتْهُ
اللبَأَ، والتَبَأَها وَلَدُها. وعِشارٌ مَلابِئٌ، إذا دَنا نتاجها.
واللبؤة: أنثى الاسد، واللبؤة ساكنة الباء غير مهموزة لغةٌ فيها، عن
ابن السكيت. ولبأت بالحج تلبئة، وأصله لبيت غير مهموز. الفراء: ربما
خرجت بهم فصاحتهم إلى أن يهمزوا ما ليس بمهموز، قالوا: لبأت بالحج،
وحلات السويق، ورثأت الميت..
_________
(1) الفور: ظباء، لا واحد لها من لفظها.
(1/70)
[لتأ]
لَتَأْتُ الرجلَ بحجرٍ، إذا رميته به. ولَتَأْته بعيني، إذا أحددتَ
إليه النظر. ولَتَأْتُها، إذا جامعتها. ولَتَأَتْ به أمُّه: ولدَته.
ويقال: لعنَ الله أمًّا لَتَأَتْ به.
[لجأ] لَجَأْتُ إليه لَجَأً
بالتحريك وملجأً، والْتَجَأْتُ إليه، بمعنًى. والموضع أيضاً لَجَأٌ
ومَلْجَأٌ. والتَلْجِئَةُ: الإكراه. وألجأته إلى الشئ: اضطررته إليه.
وألْجَأْتُ أمري إلى الله: أسْنَدْتُ. وعمر بن لجأ التميمي الشاعر.
[لزأ] الاصمعي: لزأت الابل تلزئة،
أذا أحسنتَ رعيَها (1) . وقبَّح الله أُمًّا لزأت به، أي ولدته.
[لطأ] الاحمر: لطأ بالارض لطأ، ولطئ
أيضا لطوءا: لصق بها.
[لفأ] لَفَأتُ العودَ: قَشَرْتُهُ.
ويقال لَفَأَتِ الريحُ السَحابَ عن وجه السماء. أبو زيد: لفأت اللحم عن
العظم: جلفته عنه وقشرته.
_________
(1) في اللسان: رعيتها، بكسر الراء.
(1/71)
واللفئة (1) : البضعة التي لا عَظمَ فيها
نحو النحضة والهبرة والوذرة. أبو عمرو: لفأه: بالعصا: ضربه بها.
[لكأ] أبو زيد: لكأت به الارض: ضربت
به الارض. وتلكأ عن الامر تلكؤا: تباطأ عنه وتوقف. أبو زيد: لكأته
بالسوط: ضربته به.
[لمأ] ألمَأَ به: اشتمل عليه، يقال:
ذهب ثوبي فما أدري مَنْ ألمأ به. ابن السكيت: هذا يُتَكَلَّمُ به بغير
جَحْدٍ، سَمِعْتُ الطَّائي يقول: كان بالأرض مَرْعًى فهاجت به دَوابٌّ
ألمَأَتْهُ، أي تَرَكتْه صَعيداً ليس به شئ. ويقال: ما أدى أين
أَلْمَأَ (2) من بلاد الله. وألمَأَ اللص على الشئ فذهب به.
وتَلَمَّأَتِ الأرض عليه: اسْتَوَت عليه ووارَتْهُ. والتُمِئُ لونُ
الرجلِ: تغَيَّر، بوزن التمع (3) .
_________
(1) واللفيئة كما في اللسان والجمع لفئ، وجمع اللفيئة من اللحم لفايا،
مثل خطيئة وخطايا.
(2) أي أين ذهب.
(3) وحكى بعضهم التمأ، بالبناء للفاعل، كما في اللسان.
(1/71)
فصل الميم
[متأ] مَتَأتُهُ بالعصا: ضربته بها.
ومَتَأتُ الحَبْلَ: لغةٌ في مَتَوْتُهُ، إذا مددته.
[مرأ] مَرُؤَ الطَعامُ يَمْرُؤُ
مَراءةً: صار مَريئاً، وكذلك مَرِئَ الطعامُ. قال الأخفش: هو كما تقول
فَقُهَ وفَقِهَ، يَكسِرون القاف ويضمونها. قال: ومَرَأَني الطَعامُ
يَمْرَأُ مَرَاءةً، قال: وقال بعضهم: أمْرَأَني الطعام. وقال الفراء:
يقال هَنَأَني الطَعامُ ومَرَأَني، إذا أتْبَعوها هَنَأني قالوها بغير
ألفٍ وإذا أفْرَدوها قالوا أمْرَأَني. وهو طعامٌ مُمْرِئٌ. ومَرِئْتُ
الطَعامَ: اسْتَمْرَأتُهُ. والمُروءَةُ: الإنسانية، ولك أن تشدِّدَ.
قال أبو زيد: مَرُؤَ الرجلُ: صار ذا مُروءةٍ فهو مرئ على فعيل. وتمرأ:
تَكَلَّفَ المروءةَ. ابن السكيت: فلان يَتَمَرَّأُ بنا، أي يطلب
المروءةٍ بِنَقْصِنا وعَيْبنا، قال: وتقول هو مرئ الجزور والشاة،
للمتصل بالحلقوم الذي يجري فيه الطعامُ والشرابُ، والجمع مرؤ، مثل سرير
وسرر. والمرء: الرجل، يقال: هذا مَرْءٌ صالحٌ ومررت بمرءٍ صالحٍ ورأيت
مَرْءًا صالحاً، وضم الميم لغة، وهما مَرْآنِ صالحان، ولا يُجْمَعُ على
لفظه. وبعضهم يقول: هذه مرأةٌ صالحةٌ ومَرَةٌ أيضاً بترك الهمزة
وبتحريك الراء بحركتها. فإن جئت
(1/72)
بألف الوصل كان فيه ثلاث لغاتٍ: فَتْحُ
الراء على كل حال حكاها الفرَّاء، وضمُّها على كل حال، تقول: هذا
امْرَأٌ ورأيت امْرَأً ومررت بامْرَإٍ. وتقول: هذا امْرُؤٌ ورأيت امرؤا
ولا جمعَ له من لفظه. وهذه امْرَأةٌ مفتوحة الراء على كل حال. فإن
صَغَّرْتَ أسْقَطتَ ألف الوصل فقلت مرئ ومريئة. وربما سمُّوا الذئبَ
امْرَأً. وذكر يونس أن قول الشاعر: وأنت امْرُؤٌ تَعْدو على كُلِّ
غِرَّةٍ * فَتُخْطِئُ فيها مَرَّةً وتُصيبُ يعني به الذئب. وقالت
امرأةٌ من العرب: أنا امْرُؤٌ لا أخْبرُ السِرَّ. والنسبةُ إلى امرِئٍ
مَرَئيٌّ بفتح الراء، ومنه المرئى الشاعر. وكذلك النسبة إلى امرئ القيس
إن شئت امرئى.
[مسأ] أبو زيد: مَسَأَ الرجلُ مسأ:
مجن. والماسئ الماجن (1) .
[ملأ] المَلءُ بالفتح: مصدر مَلأتُ الاناء فهو مملوء. ودلو
_________
(1) في بعض النسخ زيادة " ومسئ الطريق أيضا: نفسها. يقال: ركب مسء
الطريق، إذا مشى في وسطها ".
(1/72)
ملآى على فعلى، وكوز ملآن، والعامة تقول:
ملا ماء. والملء بالكسر: اسم ما يأخذه الإناءُ إذا امْتَلأَ. ويقال:
مِلأهُ ومِلأَيْهِ وثلاثة أملائه. وامتلا الشئ وتملا بمعنى. يقال:
تَمَلأتُ من الطعام والشراب. وتَمَلأَ فلانٌ غيظاً. وأمْلأتُ النزْعَ
في القَوسِ، إذا شَدَدْتَ النزع فيها. والملاة بالضم، مثال المتعة:
الزكام، ومُلِئَ الرجل وأمْلأهُ الله، أي أزْكَمَهُ، فهو مملوء على غير
قياس يحمل على ملئ. وملا الرجلُ: صار مَليئاً أي ثِقَةً، فهو غنى ملئ
بين الملاءة، ممدودان. والمُلاءةُ، بالضم ممدودٌ: الرَيطة (1) ، والجمع
مُلاء. أبو زيد: مالأتُهُ على الأمر مُمالأَةً: ساعدته عليه وشايعته.
ابن السكيت: تمالؤوا على الامر: اجتمعوا عليه. والمَلأَ: الجماعةُ.
وقول الشاعر (2) : وتَحَدَّثوا مَلأً لتُصْبِحَ أُمَّنا * عَذْراَء لا
كَهْلٌ ولا مَوْلودُ أي: تَشاوَروا مُتمالئينَ على ذلك ليقتلونا
أجمعين، فتصبح أمنا كأنها لم تلد.
_________
(1) وهى الملحفة.
(2) هو أبى بن هرثم.
(1/73)
وفى الحديث: " والله ما قتلت عثمان ولا
مالات على قتله ". والملا أيضا: الخلق. يقال: ما أحسنَ مَلأَ بني
فلانٍ، أي: عِشْرَتَهُم وأخلاقَهُم. قال الشاعر (1) : تَنادَوا يالَ
بُهْثَةَ إذ رَأوْنا * فقلنا أحْسِني مَلأَ جُهَيْنا والجمع أملاء. وفى
الحديث: أنه قال لاصحابه حين ضربوا الاعرابي: " أحسنوا أملاءكم ".
[منأ] أبو زيد: المَنيئَةُ: الجلدُ
أوَّل ما يُدْبَغُ، ثم هو أفيقٌ ثم أديمٌ. تقول منه: مَنَأْتُ الإهابَ
مَنْأً، إذا أنْقَعْتَهُ في الدِباغِ. قال حميد بن ثورٍ: إذا أنتَ
باكَرْتَ المَنيئَةَ باكَرَتْ مَداكاً لها من زَعْفَران وإِثْمِدا (2)
وقال الأصمعيّ: هي المَدْبَغَةُ. والكسائي مثله. وأمَّا المَنِيَّةُ من
الموت فمن باب المعتل.
_________
(1) الجهنى.
(2) وقبله: فأقسم لولا أن حدبا تتابعت * على ولم أبرح بدين مطردا
لزاحمت مكسالا كأن ثيابها * تجن غزالا بالخميلة أغيدا الحدب: السنون
المجدبة، جمع حدباء. تتابعت: توالت عليه واستدان وطالبه الغرماء
وطردوه. لزاحمت مكسالا: وهى المرأة الثقيلة الارداف، الناعمة الجسم.
(1/73)
فصل النون
[نأنأ] نَأْنَأْتُ في الرأي: إذا
خلَّطْتَ فيه تخليطاً ولم تُبرمه. قال الشاعر (1) : فلا أسْمَعَنَّ
فيكم (2) بأمرٍ مُنَأْنَأٍ * ضعيفٍ ولا تسمَعْ به هامَتي بَعْدي (3)
أبو عمرو: النَأْنَأَةُ: الضعفُ، وفي الحديث: " طوبى لمن ماتَ في
النَأْنَأةِ " يعني أوَّل الإسلام قبل أن يقْوى. وقد نَأْنَأَ في الأمر
فهو رجلٌ نَأْنَأٌ، أي ضعيفٌ. قال امرؤ القيس يمدح رجلاً: لَعَمْرُكَ
ما سعْدٌ بخُلَّةِ آثِمٍ * ولا نَأْنَأٍ عندَ الحِفاظِ ولا حَصِرْ
ونَأْنَأتُهُ: نَهْنَهْتُهُ عما يريد وكَفَفْتُهُ عنه. وتنأنأ: ضعف
واسترخى.
[نبأ] النبأة: الصوت الخفى. قال ذو
الرمة:
بنبأة الصوت ما في سمعه كذب (4) * ورمى فأنبأ، إذا لم يشرم ولم يخدش.
_________
(1) هو عبد هند بن زيد التغلبي جاهلي.
(2) في اللسان: " منكم ".
(3) بعده كما في اللسان: فإن السنان يركب المرء حده * من الخزى أو يعدو
على الاسد الورد
(4) وصدره:
وقد توجس ركزا مقفر ندس * الندس بكسر الدال وضمها وتسكن: السريع
الاستماع للصوت الخفى والفهم، يريد بذلك الصائد.
(1/74)
وسيل نابئ: جاء من بلد آخر، وكذلك رجل
نابئ. قال الشاعر (1) : ولكنْ قَذاها كلُّ أشْعَثَ نابِئٍ أتَتْنا به
الأقدارُ من حيث لا ندري أبو زيد: نَبَأْتُ على القوم أنْبَأُ نَبْأ
ونُبوءًا، إذا طلعت عليهم. قال: ونَبَأتُ من أرضٍ إلى أرض، إذا خرجتَ
منها إلى أخرى، وهذا المعنى أراده الاعرابي بقوله: " يا نبئ الله "،
أي: يا من خرج من مكة إلى المدينة، فأنكر عليه الهمز (2) . ونَبَأتُ به
الأرض: جاءت به. قال الشاعر (3) : فنفسَكَ أحرِزْ فإنَّ الحتو * فَ
يَنْبَأْنَ بالمرء في كلِّ وادِ والنَّبَأُ: الخبر، تقول نَبَأ
ونَبَّأ، أي: أخبر، ومنه أخذ النبئ لانه أنبأ عن الله تعالى، وهو
فَعيلٌ، بمعنى فاعل. قال سيبويه: ليس أحد من العرب إلا ويقول: تنبأ
مسيلمة بالهمز، غير أنهم تركوا الهمز في النبي كما تركوه في الذرية
والبرية والخابية، إلا أهل
_________
(1) هو الاخطل، وقبله: ألا فاسقيانى وانفيا عنى القذى * فليس القذى
بالعود يسقط في الخمر وليس قذاها بالذى قد يريبها ولا بذباب نزعه أيسر
الامر
(2) في اللسان: " فقال له: لا تنبر باسمى فإنما أنا نبى الله ".
(3) هو حنش بن مالك.
(1/74)
مكة فإنهم يهمزون هذه الاحرف، ولا يهمزون
في غيرها، ويخالفون العرب في ذلك. وتصغير النبئ نبيئ مثل نُبَيِّعٍ،
وتصغير النُبُوءَةِ نُبَيِّئَةٌ مثال نبيعة. تقول: العرب كانت نبيئة
مسيلمة نبيئة سوء. وجمع النبيِّ نُبَآءُ. قال الشاعر (1) : يا خاتمَ
النُبَآءِ إنَّكَ مُرْسَلٌ * بالخير كلُّ هُدى السَّبيلِ هُداكا ويجمع
أيضا على أنبياء، لان الهمز لما أبدل وألزم الابدال جمع جمع ما أصل
لامه حرف العلة، كعيد وأعياد، على ما نذكره في باب المعتل إن شاء الله.
[نتأ] نتأ نتأ ونتوءا ونتوا. وفي
المثل " تَحْقِرُهُ ويَنْتَأُ " أي يرتفع. وكل شئ ارتفع من بيتٍ وغيره
فهو ناتئٌ. ونَتَأَ الشئ: خرج من موضعه من غير أن يبين. ونتأت القرحة:
وَرِمَتْ. ونَتَأتْ على القوم: طَلَعَتْ عليهم مثل نَبَأْتُ. ونَتَأتِ
الجاريةُ: بلغت وارتفعت.
[نجأ] أبو عبيد: نَجَأتُهُ نَجْأ:
إذا أصَبْتَهُ بعين. وكذلك تَنَجَّأتُهُ، أي تعينته.
_________
(1) هو العباس بن مرداس السلمى. وبعده: إن الاله ثنى عليك محبة * في
خلقه ومحمدا سماكا
(1/75)
الفراء: رجل نجوء العين ونجئ العين، على
فعول وفعيل، أي خبيث العين. وكذلك نجؤ العين وتجئ العين، على فعل وفعل.
وفى الحديث " ردوا نجأة السائِلِ باللُقْمَةِ " أي رُدُّوا شدَّةَ
نَظَرِهِ إلى طعامكم بلُقمة تدفعونها إليه.
[ندأ] نَدَأتُ القُرْصَ في النار
نَدْءًا، إذا دَفنته في المَلَّةِ ليَنْضُجَ، وكذلك اللَّحْمَ إذا
أمْلَلْتَهُ في الجمر. والاسم الندئ، مثل الطبيخ. الاصمعي: ندأت الشئ:
كرهته. والنَدْاَةُ والنُدْأَةُ: الكَثْرَةُ من المال، مثل الندهة
والندهة (1) . والنَدْأَةُ والنُدْأَةُ أيضاً: قوس قزح.
[نزأ] أبو زيد: نَزَأْتُ بين القوم
نزءا ونزوءا، إذا حرشت وأفسدتَ ونَزَأَ الشيطانُ بينهم: ألقى الشرَّ
والإغراءَ. الكسائي: نَزَأْتُ عليه نَزْءًا: حَمَلْتُ. يقال: ما
نَزَأَكَ على هذا، أي ما حَمَلَكَ عليه.. ورجلٌ مَنْزوءٌ بكذا، أي
مولَعٌ. ويقال: إنَّك لا تدري علامَ يَنْزَأُ هَرِمُكَ، ولا تدري بمَ
يولَعُ هَرِمُكَ، أي نفسُكَ وعقلك. عن ابن السكيت (2) .
_________
(1) الاولى بالفتح والثانية بالضم.
(2) على هذا التفسير يقرأ هرمك بكسر الراء، وعلى تفسيره بمعنى الكبر
الذى اختاره المجد يقرأ بفتحها. وعلى كل فالياء من ينزأ مضمومة لانه
مبنى للمجهول، هذا ملخص ما في الحاشية والشرح.
(1/75)
[نسأ]
نَسَأْتُ البعيرَ نَسْأً، إذا زجرته وسُقْته. وكذلك نَسَّأْتُهُ
تَنْسِئَةً. وأنشد أبو عمرو بن العلاء: وما أم خشف بالعلاية شادن *
تنسئ في برد الظلال غزالها (1) والمِنْسَأَةُ: العَصا، يهمز ولا يهمز،
وقال في الهمز: أَمِنْ أجل حَبْلٍ لا أَباكَ ضربته * بمِنْسَأَةٍ قد جر
حبلك أحبلا (2) وقال آخر في ترك الهمز: إذا دَبَبْتَ على المِنْساةِ من
هَرَمٍ * فقد تباعَدَ عنك اللَهْوُ والغَزَلُ ونسأت الشئ نسأ: أخرته،
وكذلك أَنْسَأّتُهُ. فَعَلْتُ وأَفْعَلْتُ بمعنًى. تقول: استنسأته
الدين فأنسأنى.
_________
(1) الشعر للاعشى، وخبر ما في قوله وما أم الخ. في البيت الذى بعده:
بأحسن منها يوم قام نواعم * فأنكرن لما واجهتهن حالها
(2) الصواب:
قد جر حبلك أحبل * والشعر لابي طالب. وبعده: هلم إلى حكم ابن صخرة إنه
* سيحكم فيما بيننا ثم يعدل كما كان يقضى في أمور تنوبنا * فيعمد للامر
الجميل ويفصل
(1/76)
الاصمعي: أنسأه الله أجَلَهُ ونَسَأَهُ في
أجله بمعنًى. والنُسْأَةُ بالضم: التأخير مثل: الكُلأَةِ. وكذلك
النَسيئَةُ على فَعيلَةٍ. تقول: نَسَأْتُهُ البيعَ وأَنْسَأْتُهُ،
وبِعْتُهُ بِنُسْأَةٍ وبِعْتُهُ بكُلأَةٍ أي بأَخِرَةٍ، وبِعْتُهُ
بنَسيئَةٍ أي بأَخِرَةٍ. وقال الأخفش: أَنْسَأْتُهُ الدَيْنَ، إذا
جعلته له مؤخَّراً، كأنَّك جعلته له يؤخِّره. ونَسَأْتُ عنه دَيْنَهُ،
إذا أخَّرتَهُ نَساءً. قال: وكذلك النَساءُ في العمر ممدود. ومنه قولهم
" من سره النساء ولا نساء، فليخفف الرداء - بالمد (1) - واليباكر
الغداء، وليقل غشيان النساء ". ونسأت في ظِمْءِ الإبل نَسْأً، إذا زدت
في ظمئها يوماً أو يومين أو أكثر من ذلك. ونَسَأْتُها أيضاً عن الحوض،
إذا أخَّرتها عنه ونسئت المرأة تنسأ نسأ على ما لم يسمَّ فاعلُه، إذا
كان عند أوَّل حَبَلها، وذلك حين يتأخًّرُ حيضُها عن وقته فَرُجِيَ
أنَّها حُبْلى. وهي امرأةٌ نسئ. وقال الاصمعي: يقال للمرأة أوَّل ما
تَحْمِلُ: قد نَسِئَتْ. وتقول: نَسَأَتِ الماشيةُ نَسْأً، وهو بدء
سِمنها حين يَنبتُ وبرَها بعد تساقطه. يقال: جرى النَّسءُ في الدواب.
قال أبو ذؤيب يصف ظبية:
_________
(1) المراد به الدين كما في المناوى ومحشى القاموس. وقال المجد: يقال
فلان خفيف الرداء: قليل العيال والدين. ومترجم الصحاح جعل المراد به
الكسوة.
(1/76)
به أبلت شهرى ربيع كليهما * فقد مار فيها
نسؤها واقترارها (1) فالنسء: بدء السمن. والاقترار نهايته. ونسأت
اللبن: خلطنه بماءٍ، واسمه النَسْءُ، قال عروة بن الورد العبسى: سقوني
النسء (2) ثم تَكَنَّفوني * عُداةُ الله من كَذِبٍ وزورِ وقوله تعالى:
(إنَّما النسئ زيادة فى الكفر) هو فعيلٌ بمعنى مفعول من قولك: نسأت
الشئ، فهو منسوء، إذا أخَّرته، ثم يُحوَّلُ مَنْسوءٌ إلى نسئ، كما يحول
مقتول إلى قَتيلٍ. ورجلٌ ناسِئٌ وقومٌ نَسَأَةٌ، مثل: فاسِقٍ
وفَسَقَةٍ، وذلك أنَّهم كانوا إذا صدروا عن مِنًى يقوم رجلٌ من
كِنانَةَ فيقول: أنا الذي لا يُرَدُّ لي قضاءٌ! فيقولون: أَنْسِئنا
شهراً، أي: أخِّر عنَّا حُرُمَةَ المُحَرَّمِ واجعلها في صَفَرٍ،
لأنَّهم كانوا يكرهون أن تتوالى عليهم ثلاثة أشهرٍ لا يُغيرون فيها،
لأنَّ معاشَهم كان من الغارةِ، فَيُحِلُّ لهم المُحَرَّمَ. وقولهم:
أَنْسَأْتُ سُرْبَتي، أي: أبعدت مذهبي. قال الشنفرى:
_________
(1) أبلت: جزأت بالرطب عن الماء. ومار: جرى.
(2) وقبل النسء: الشراب الذى يزيل العقل، وبه فسر ابن الاعرابي النسء
ههنا، قال: إنما سقوه الخمر. ويقوى ذلك رواية سيبويه " سقوني الخمر ".
(1/77)
عدون من الوادي الذي بين مِشْعَلٍ. * وبين
الحَشا هيهات أَنْسَأْتُ سُرْبَتي (1) وانْتَسَأْتُ عنه: تأخَّرتُ
وتباعدتُ، وكذلك الإبل إذا تباعدتْ في المرعى. قال الشاعر (2) : إذا
انْتَسَئوا فوْتَ الرِّماحِ أتتْهُمُ * عَوائِرُ نَبْلٍ كالجَرادِ
نُطيرُها (3) ويقال: إنَّ لي عنك لمنتسأ، أي: منتأى وسعة.
[نشأ] أنْشَأَهُ الله: خَلَقَهُ.
والاسم النَّشْأَةُ والنَّشاءةُ بالمدّ، عن أبي عمرو بن العلاء.
وأنْشَأَ يفعلُ كذا، أي: ابتدأَ. وفلان يُنْشِئُ الأحاديث، أي يضعُها.
والناشِئُ: الحَدَثُ الذي قد جاوز حدَّ الصغر، والجارِية ناشِئٌ أيضاً،
والجمع النَشَأَ، مثل: طالب وطلب، وكذلك النشء، مثل: صاحب وصحب. والنشء
أيضا: أول ما يَنْشَأُ من السحاب. ونَشَأْتُ في بني فلانٍ نَشْأً
ونُشوءًا، إذا شَبَبْتُ فيهم. ونُشِّئَ وأُنْشِئ بمعنى: قرئ، (أو من
ينشأ في الحلية (4) .
_________
(1) قال ابن برى: " الصواب عدونا " أي كما أنشده في سرب كذلك. اه شرح
القاموس. وفى اللسان في مادة (سرب) منه " غدونا " بالغين المعجمة، وفى
المفضليات " وبين الجبى ". ويرى " أنشأت " بالشين المعجمة: أظهرت
جماعتي من مكان بعيد لمغزى بعيد.
(2) الشعر لمالك بن زغبة الباهلى.
(3) يروى إذا أنسؤوا، وعوائر نبل، أي جماعة سهام متفرقة لا يدرى من أين
أتت.
(4) في اللسان: قال الفراء: قرأ أصحاب عبد الله: " ينشأ " وقرأ عاصم
وأهل الحجاز " ينشأ ".
(1/77)
وناشئة الليل: أول ساعاته، ويقال: ما
يَنْشأُ في الليل من الطاعات. ونَشَأَتِ السحابةُ: ارتفعت، وأنشأها
الله. ابن السكيت: النشيئة: أول ما يُعْمَلُ من الحوض. يقال هو بادي
النَشيئَةِ، إذا جفَّ عنه الماءُ وظهرتْ أرضه. قال الشاعر (1) :
هَرَقْناهُ في بادي النَشيئَةِ داثِرٍ * قديمٍ بعهدِ الماءِ بُقْعٍ
نَصائبُهْ وقال أبو عبيد: هو حجرٌ يُجعل أسفل الحوضِ. وقوله تعالى:
(ولهُ الجوارِ المُنْشآتُ في البحرِ كالاعلام) ، قال مجاهد: هي السفن
التي رُفع قلعُها، قال: وإذا لم يرفع قلعُها فليست بمُنْشآتٍ. ابن
السكيت: الذئب يسْتَنْشِئُ الريح بالهمز، قال: وإنَّما هو من نَشَيْتُ
الريح غير مهموز، أي: شممتها.
[نصأ] الكسائي: نصأت الشئ نصأ،
رفعته. وأبو عمرو مثله: وهى لغة في نصيت. أبو زيد: نصأت الناقة:
زجرتها.
[نفأ] النُفْأَةُ: واحدة النُفَإِ،
وهي قطعٌ من النبتِ متفرِّقةٌ من عظم الكلا، مثال: صبرة وصبر.
[نكأ] نَكَأْتُ القَرْحَةَ
أَنْكَؤُها نَكْأً، إذا
_________
(1) ذو الرمة.
(1/78)
قشرتها. وقال متمم بن نويرة (1) :
ولا تَنْكَئي قَرْحَ الفؤادِ قييجعا * وقولهم: هنئت ولا تنكأ، أي:
هُنَّأَكَ الله بما نلتَ، ولا أصباك بوجع. ويقال: " ولا تنكه "، مثل:
أراق وهراق.
[نهأ] نَهِئَ اللحم يَنْهَأُ نَهْأً
ونَهَأً ونهاءةً ونُهوءةً، إذا لم ينضج. وفى المثل: " ما أبالى ما
نَهِئَ من ضَبِّكَ ". ويقال أيضا: نهؤ اللحم فهو نهئ على فَعيلٍ،
وأَنْهَأْتُهُ أنا إنْهاءً، إذا لم تنضجه، فهو مُنْهَأٌ.
[نوأ] ناءَ يَنوءُ نَوْءًا: نَهَضَ
بِجَهْدٍ ومَشَقَّةٍ. وناءَ: سَقط وهو من الأضداد. ويقال ناءَ
بالحِمْلِ، إذا نهض به مُثْقَلاً: وناءَ به الحِمْلُ، إذا أثْقَله.
والمرأةُ تَنوءُ بها عَجيزَتُها أي تُثْقِلُها، وهي تَنوءُ بعجيزَتِها
أي تنهض بها مُثْقَلَةً. وأناءهُ الحِمْلُ، مثل أناعَهُ، أي أثْقَلَهُ
وأمالَهُ، كما يقال ذَهبَ به وأذْهَبَهُ بمعنًى. وقوله تعالى: (ما إنَّ
مفاتِحَهُ لَتَنوءُ بالعُصْبَةِ) . قال الفراء: أي لتنئ بالعصبة:
تثقلها. قال الشاعر: إنى وجدك ما أَقْضي الغريمَ وإن * حانَ القضاءُ
وما رقت له كبدي
_________
(1) وصدره:
قعيدك أن لا تسمعينى ملامة * ومعنى قعيدك من قولهم قعدك الله إلا فعلت،
يريدون نشدتك الله إلا فعلت.
(1/78)
إلا عَصا أَرْزَنٍ طارتْ بُرايَتُها * تنوء
ضربتها بالكف والعضد أي تثقل ضربتها الكف والعضد. والنوء: سقوط نَجمٍ
من المنازلِ في المغربِ مع الفجرِ وطُلوعُ رِقيبهِ من المشرقِ يُقابلُه
من ساعته في كل ليلة إلى ثلاثةَ عشَرَ يوماً، وهكذا كلُّ نجم منها إلى
انقضاء السَنَةِ، ما خَلا الجَبهةَ فإنَّ لها أربعة عشر يوماً. قال أبو
عبيد: ولم نسمع في النَوْءِ أنه السقوطُ إلا في هذا الموضع. وكانت
العرب تضيف الأمطار والرياح والحرَّ والبرد إلى الساقط منها. وقال
الأصمعي: إلى الطالع منها في سلطانه، فتقول: مُطِرْنا بِنَوْءٍ كذا.
والجمع أنواء ونوآن أيضا، مثل عبد وعبدان وبطن وبطنان. قال حسان بن
ثابت: ويَثْرِبُ تَعْلَمُ أنَّا بها * إذا قَحَطَ القَطْرُ (1) نوآنُها
وناوَأتُ الرَّجُلَ مُناوَءةً ونِواءً: عادَيْتُه. يقال: إذا ناوَأتَ
الرِجالَ فاصْبرْ. وربَّما لم يهمز وأصله الهمز، لأنه من ناءَ إليك
ونؤت إليه، أي نهض ونهضت إليه. ابن السكيت: يقال له عِندي ما ساءهُ
وناءهُ، أي أثقله، وما يسوءه وينوءه. وقال بعضهم: أراد ساءه وأناءه.
وإنما قال ناءه وهو لا يتعدى لاجل ساءه ليزدوج الكلام، كما يقال: إنى
لآتيه الغدايا والعشايا، والغداة لا تجمع على غدايا.
_________
(1) في اللسان: الغيث.
(1/79)
وأناء اللحمَ يُنيئُهُ إناءةً، إذا لم
ينضجه، وقد ناء اللحم ينئ نيأ، فهو لحم نئ بالكسر مثال نيعٌ، بيِّن
النُيوءِ والنُيوءةِ. وناء (1) الرجل مثال ناع: لغة في نأى إذا بَعُدَ.
قال الشاعر (2) : مَنْ إنْ رآكَ غَنيًّا لانَ جانِبُه * وإنْ رآكَ
فَقيراً ناَء واغْتَرَبا
فصل الواو
[وبأ] الوَبَأُ، يمدُّ ويقصر: مَرضٌ
عامٌّ، وجمع المقصور أوْباءٌ وجمع الممدود أوْبِئَةٌ. وقد وَبِئَتِ
الأرضُ تَوْبَأُ وَبَأً فهي مَوْبوءَةً، إذا كثُر مرضها. وكذلك
وَبِئَتْ تَوْبَأُ وباءة مثل تمه تماهة، فهى وبئة ووبيئة على فعلة
وفعيلة. وفيه لغة ثالثة أو بأت فهى موبئة. واستوبأت الارض: وجدتها
وبئة. ووبأت إليه بالفتح، وأَوْبَأْتُ: لغة في وَمَأْتُ وأوْمَأْتُ،
إذا أشرت إليه. قال الشاعر (3) :
وإن نحن أو بأنا إلى الناس وقفوا (4)
_________
(1) قال في اللسان: لاجل ساءه، فهم إذا أفردوا قالوا أناءه، لانهم إنما
قالوا باءه وهو لا يتعدى، لمكان ساءه، ليزدوج الكلام.
(2) هو سهم بن حنظلة الغنوى.
(3) هو الفرزدق.
(4) صدره كما في بعض النسخ:
ترى الناس ما سرنا يسيرون خلفنا:
(1/79)
[وثأ]
وُثِئَتْ يده فهي مَوْثوءةٌ، وَوَثَأْتُها أنا. وأصابه وَثْءٌ،
والعامَّة تقول وَثْيٌ، وهو أن يُصيبَ العظْمَ وَصْمٌ لا يبلغ الكسر.
[وجأ] ابن السكيت: قال الطائي:
الوَجِئَةُ: الجرادُ يُدَقُّ ثمَّ يُلَتُّ بسمنٍ أو بزيتٍ فيُؤكل. قال:
وسمعتُ الكِلابيَّ يقول: الوجيئة التمرُ يُدَقُّ حتى يخرج نواهُ ثمَّ
يُبَلُّ بلبنٍ وسمنٍ حتى يَتَّدِنَ ويلزم بعضه بعضا فيؤكل. وهو فعيلة.
ووجأته بالسكين: ضربته. ووجى هو فهو مَوْجوءٌ. والوِجاءُ بالكسر
والمدّ: رَض عُروقِ البَيْضَتين حتَّى تنفَضِخَ فيكون شبيها بالخصاء.
وفى الحديث: " عليكم بالباءة فمن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء
". تقول منه: وجأت الكبش. وفى الحديث أنَّه صلى الله عليه وسلم: " ضحى
بكبشين موجوءين ". ووجأت عنقه وجأ: ضربته. وقد توجإته بيدى.
[ودأ] تَوَدَّأَ عليه، أي أهلكه.
وَوَدَّاَ فلانٌ بالقوم تَوْدِئَةً. أبو عبيد: المودأة: المهلكة
والمفازة. قال: وهى لفظ المفعول به. أبو زيد: وَدَّأْتُ عليه الأرضَ
تَوْديئاً، إذا
(1/80)
سويت عليه الارض. قال الشاعر الضَّبي (1)
يرثي أخاه أُبَيًّا: أَأُبَيٌّ إنْ تُصبحْ رهين مُوَدَّا * زلخ الجوانب
قعره ملحود (2)
[وذأ] وَذَأْتُ الرجلَ وَذْءًا، إذا
عِبْتَهُ وحقَّرتَهُ. وأنشد أبو زيد: ثَمَمْتُ حوائِجي وَوَذَأْتُ
بِشْراً * فبئسَ مُعَرَّسُ الرَكْبِ السِغابِ (3) ووَذَأْتُهُ
فاتَّذَأَ: زجرته فانزجر.
[وزأ] وَزَأْتُ اللحمَ وَزْءًا:
أيْبَسْته. والوزأ، على فعل بالتحريك: الشديد الخلق. ووزأت الناقة
براكبها تَوْزِئةً. صرعته. أبو زيد: وَزَّأْتُ الوعاءَ تَوْزِئَةً
وتَوْزيئاً، إذا شَدَدْتَ كَنْزَهُ. الأصمعي: تَوَزَّأَتْ: امتلأتْ
رِيًّا. ووَزَأْتُ القِربةَ تَوْزِيئاً: ملأتها.
[وضأ] الوَضاءةُ: الحُسْنُ
والنظافةُ. تقول منه: وضوء الرجل، أي صار وضيئا.
_________
(1) هو زهير بن مسعود الضبى.
(2) ويروى: " زلج الجوانب " بالجيم. وجواب الشرط في البيت الذى يليه:
فلرب مكروب كررت وراءه * فطعنته وبنو أبيه شهود
(3) لابي سلمة المحاربي. ثممت: أصلحت.
(1/80)
وتوضأت للصلاة ولا تقل توضيت، وبعضهم
يقوله. والوضوء بالفتح: الماء الذى يُتَوَضَّأُ به، والوَضوءُ أيضاً:
المصدر من تَوَضَّأْتُ للصلاة، مثل الوُلوعِ والقَبولِ بالفتح. قال
اليزيديّ: الوُضوءُ بالضم المصدر. وحكى عن أبى عمرو ابن العلاء: القبول
بالفتح مصدر لم أسمع غيره، وذكر الاخفش في قوله تعالى: (وقودها الناس
والحجارة) فقال: الوقود الحطب بالفتح، والوقود بالضم: الاتقاد وهو
الفعل. قال: ومثل ذلك الوضوء وهو الماء، والوضوء وهو الفعل. ثم قال:
وزعموا أنهما لغتان بمعنى واحد، تقول: الوقود والوقود، يجوز أن يعنى
بهما الحطب ويجوز أن يعنى بهما الفعل. وقال غيره: القبول والولوع
مفتوحان، وهما مصدران شاذان، وما سواهما من المصادر فمبنى على الضم.
وتقول واضأته فوضأته أَضَؤُهُ، إذا فاخَرْتَهُ بالوَضاءة فغلبته.
والوضاء بالضم والمد: الوضئ. قال أبو صَدَقة الدُّبَيْريُّ الشاعر:
والمرءُ يُلْحِقُهُ بفِتيانِ النَدى خُلُقُ الكَريمِ وليسَ بالوضاء
[وطأ] وطئت الشئ برجلي وطأ، ووطئ
الرجل امرأته، يطأ فيهما، سقطت الواو من يطأ كما سقطت من يسع لتعديهما،
لان فعل يفعل مما اعتل فاؤه لا يكون إلا لازما، فلما جاءا من بين
(1/81)
أخواتهما متعديين خولف بهما نظائرهما. وقد
تَوَطَّأتُهُ برجلي، ولا تقل تَوَطَّيْتُهُ. والواطِئَةُ الذين في
الحديث (1) ، هم السابلَةُ، سمُّوا بذلك لوطْئِهِمُ الطريقَ. ووَطُؤَ
الموضع يوطَؤُ وَطاءةً، أي صار وطيئاً. ووطَّأْتُهُ أنا توطِئَةً، ولا
تقل وَطَّيْتُ، وفلانٌ قد استوطأَ المركبَ، أي وجده وطيئا. وشئ وطئ:
بين الوطاءة والطئة والطأة، مثال الطعة والطعة، فالهاء عوض من الواو
فيهما. قال الكميت: أغشى المكارهَ أحياناً ويحْمِلُني * منه على طأة
والدهر ذو نوب أي على حالٍ ليِّنةٍ. ويُروى " على طِئَةٍ " وهما
بمعنًى. والوطْأَةُ: موضع القدم، وهي أيضاً كالضغطَةِ. وفي الحديث: "
اللهمَّ اشْدُدْ وَطْأَتَكَ على مُضَرَ ". والوِطاءُ: خلاف الغطاءِ.
والوَطيئَةُ على فعيلة: شئ كالغرارة. والوطيئة أيضاً: ضربٌ من الطعام.
وأوطَأْتُهُ الشئ فوطئه، يقال: من أوطأك عشوةً. أبو زيد: واطَأْتُهُ
على الأمر مواطَأَةً، إذا وافقته من الوفاق. وفلان يواطئ اسمه
_________
(1) في اللسان: " وفى الحديث أنه قال للخراص: احتاطوا لاهل الاموال في
النائبة والواطئة.. يقول: استظهروا لهم في الخرص لما ينوبهم وينزل بهم
من الضيفان ".
(1/81)
اسمى. وتَواطَؤوا عليه، أي توافقوا. قال
الأخفش في قوله تعالى: (ليُواطِئوا عِدَّةَ ما حرَّمَ الله) : هو من
واطَأْتُ، قال: ومثلها قوله: (هي أشدُّ وِطاءً) ، بالمدِّ أي مواطأة،
قال: وهى المواتاة أي مواتاة السمع والبصر إياه. وقرئ: (أشد وطئا) أي
قياماً. وتَوَطَّأْتُهُ: بقدمي مثل وطئتُهُ. وهذا موطئُ قدمكَ.
والإيطاءُ في الشعر: إعادة القافية.
[وكأ] رجلٌ تُكَأَةٌ مثال هُمَزَةٍ:
كثير الاكتاء. والتكأة أيضا: ما يتكأ عليه. واتكأ على الشئ فهو متكئ،
والموضع متكأ، وقرئ: (وأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً) . قال الأخفش: هو
في معنى مجلسٍ. وطعنه حتَّى أَتْكَأَهُ على، أفعَلَهُ، أي ألقاه على
هيئة المتكئ. وتوكأت على العصا، وأصل التاء في جميع ذلك واوٌ.
وأَوْكَأْتُ فلاناً إيكاءً، إذا نَصَبْتَ له مُتَّكَأً.
[ومأ] أوْمَأْتُ إليه: أشرتُ، ولا
تقل أوْمَيْتُ. ووَمَأْتُ إليه أَمَأُ وَمْئاً لغةٌ. وأنشد
القَنانِيُّ: فقلنا (1) السلامُ فاتَّقَتْ من أَميرِها * وما كان إلا
ومؤها بالحواجب
_________
(1) في اللسان: فقلت.
(1/82)
ويقال: ذهب ثوبي فما أدري ما كانت
وامِئَتُهُ، أي لا أدري من أخذه. أبو زيد: يقال وقع في وامِئَةٍ، أي في
أغوية وداهية.
فصل الهاء
[هأهأ] الأموي: هَأْهَأْتُ بالإبلِ،
إذا دَعَوْتَها للعلَفِ فقُلتَ: هِئْ هِئْ. وجأجَأتُ بها للشربِ.
والاسم الهِئُ والجئ، وأنشد: وما كان على الهئ * ولا الجئ امتداحيكا
وقد ذكر في فصل الجيم.
[هتأ] تَهَتَّأَ الثوبُ: تَقَطَّع
وبَليَ، بالتاء معجمة بنقطتين من فوق، وكذلك تهمأ الثوب بالميم.
[هجأ] أبو زيد: هَجَأَ غَرَثي: سكن.
وأهْجا طعامكم غَرَثي: قطعه. وأنشد: وأخْزاهُمُ ربِّي ودلَّ عليهم *
وأطعَمَهُمْ من مَطْعَمٍ غيرِ مُهْجِئِ
[هدأ] هَدَأَ هَدْءاً وهُدوءاً:
سكَنَ. وأَهْدَأَهُ: سَكَّنَهُ، يقال هَدَّأْتُ الصبيَّ، إذا جعلتَ
تضربَ عليه بكفِّك وتسكِّنه لينام، وأَهْدَأْتُهُ إهْداءً. قال عدى بن
زيد:
(1/82)
شئز جنبى كأنِّي مُهَدَّأٌ * جَعَلَ
القَيْنَ على الدَفِّ إبَرْ (1) الأصمعيّ: يقال تركتُ فلاناً على
مُهَيْدِئَتِهِ، أي على حالتِهِ التي كان عليها، تصغير المَهْدَأَةِ.
ورجلٌ أَهْدَأُ، أي أحْدَبُ بيِّنُ الهَدَأ. قال الراجز:
أَهْدَأُ يَمْشي مِشيَةَ الظَليمِ * وأتانا فلان وقد هَدَأَتِ
الرِجْلُ، أي بعد ما سكن الناس بالليل، وأتانا وقد هَدَأَتِ العيونُ،
وأتانا فلان هُدوءا، إذا جاء بعد نَوْمَةٍ، وبعد هدء من الليل وبعد
هدأة من الليل، أي بعد هَزيع من الليل، وبعد ما هَدَأَ الناس، أي
ناموا.
[هذأ] الاصمعي: هذأت الشئ هذءا:
قطعْتُهُ. وتَهَذَّأَتِ القَرحَةُ: فسدتْ وتقطَّعتْ.
[هرأ] ابن السكيت: قال عن الفزاري:
هذه قِرَّةٌ لها هَريئَةٌ، على فَعيلَةٍ، أي يُصيبُ المالَ والناسَ منه
ضُرٌّ وسَقْطَةٌ أو موت. الاصمعي: هرأه البرد يهروه هَرْءاً، أي اشتدَّ
عليه حتَّى كاد يقتلُهُ. وهَرئَ المالُ بالكسر، وهرئ القوم فهم مهرؤون
(2) ، وقال ابن مقبلٍ يرثي عثمان بن عفان:
_________
(1) في اللسان: الابر.
(2) قال ابن برى: الذى حكاه أبو عبيد عن الكسائي هرئ القوم بضم الهاء
فهم مهروءون، إذا قتلهم البرد أو الحر. قال: وهذا الصحيح، لان قوله
مهروءون إنما يكون جاريا على هرئ.
(1/83)
وملجإ مهروئين يلفى به الحَيا * إذا
جَلَّفَتْ كَحْلٌ (1) هو الأمُّ والأبُ يعني بالحيا الغيثَ والخصبَ.
وأهْرَأَهُ البردُ: لغةٌ في هَرَأَهُ، عن الفرَّاء. وأهْرَأْنا في
الرواح، أي أبردنا. وقال (2) يصف حمرا: حتى إذا أهرأن بالاصائل (3) *
وفارقتها بلة الاوائل (4) يقول: سرن في برد الرواح إلى الماء. وهرأت
اللحم هَرْءاً، وأَهْرَأْتُهُ وهَرَّأْتُهُ تَهْرِئَةً، إذا أجدتَ
إنضاجَهُ فتَهَرَّأَ حتَّى سقطَ عن العظم، فهو لحم هرئ. أبو زيد:
هَرَأَ الرجلُ في منطِقِهِ هَرْءاً، إذا قال الخَنا والقَبيحَ. وقال
ابن السكيت: هَرَأَ الكلامَ، إذا أكثر منه في خطأٍ. وهو منطِقُ هُراءُ،
بالضم. وقال ذو الرمّة: لها بَشَرٌ مثلُ الحرير ومَنْطِقٌ * رَخيمُ
الحواشي لا هراء ولا نزر
[هزأ] الهُزْءُ والهُزُؤُ:
السُخْرية. تقول: هزئت
_________
(1) وكحل: اسم علم للسنة المجدبة. وقبله: نعاء لفضل العلم والحلم
والتقى * ومأوى اليتامى الغبر أسنوا فأجدبوا
(2) هو إهاب بن عمير.
(3) يروى: " للاصائل ".
(4) في اللسان: الاوابل بالباء، قال: وبلة الاوابل: بلة الرطب.
والاوابل: التى أبلت بالمكان أي لزمته، وقيل هي التى جزأت بالرطب عن
الماء.
(1/83)
منه وهزئت به، عن الاخفش. واستهزأت به،
وتهزأت به، وهزأت به أيضا، هزءا ومهزأة. عن أبى زيد. ورجل هُزْءةٌ
بالتسكين، أي يُهْزَأُ به، وهزأة بالتحريك: يهزأ بالناس.
[همأ] تَهَمَّأَ الثوبُ: بليَ
وتَقَطَّعَ. وربما قالوا: تهتأ، بالتاء.
[هنأ] هَنُؤَ الطعامُ يَهْنُؤُ
هَناءةً، أي صار هنيئا. وكذلك هنئ الطعامُ مثل فَقِهَ وفَقُهَ. عن
الأخفش، قال، وهَنَأَني الطعامُ يَهْنِئُني ويَهْنَؤُني، ولا نظير له
في المهموز، هَنْأً وهِنْأً. وتقول: هَنِئْتُ الطعامَ، أي تَهَنَّأْتُ
به، و (كلوه هنيئا مريئا) . وكل أمرٍ يأتيك من غير تَعَبٍ فهو هنئ. ولك
المهنأ. أبو زيد: هَنِئَتِ الماشيةُ، إذا أصابت حظًّا من البقلِ من غير
أن تشبعَ منه. قال: وهَنَأْتُ البعيرَ أَهْنُؤُهُ (1) ، إذا طليته
بالهِناءِ، وهو القَطِرانُ. وإبلٌ مَهْنوءةٌ. وهَنَأْتُ الرجل
أهْنَؤُهُ، وأهْنِئُه أيضاً، إذا أعطيته، والاسم الهنء بالكسر، وهو
العطاء. وهَنَأْتُهُ شهراً أهنؤُه، أي: عُلْتُهُ.
_________
(1) قوله أهنؤه: أي بضم النون عن الزجاج، وقال: لم نجد فيما لامه همزه
فعلت أفعل، يعنى من باب نصر، إلا هنأت أهنؤ وقرأت أقرؤ. اه مناوى
بزيادة.
(1/84)
وهانئ: اسم رجل. وفى المثل: " إنما سميت
هانئا لتهنأ ". قال الأصمعيّ: لِتَهْنِئَ، بالكسر، أي: لتُمْرِئَ.
والتهنِئَةُ: خلاف التعزيةِ. وتقول: هنأته بالولاية تهنئة وتهنيئا.
وهذا مهنا قد جاء، وهو اسم رجل.
[هوأ] فلانٌ بعيدُ الهَوْءِ بالفتح،
أي: بعيد الهِمَّةِ. تقول منه: هاءَ الرجلُ، وإنه لَيَهوءُ بنفسه، أي:
يسمو بها إلى المعالي، والعامة تقول: يهوى بنفسه. أبو زيد: هُؤْتُ به
خيراً، إذا أزْنَنْتُهُ به. والمُهْوَأنُّ بضم الميم: الصحراء الواسعة
(1) . قال الراجز (2) :
في مهوأن بالدبا مدبوش * وقولهم: هاء يا رجل بسكر الهمز، معناه: هاتِ،
وللمرأة هائِي بإثبات الياء، مثل: هاتي، وللرجلين والمرأتين: هائِيا،
مثل: هاتِيا، وللرجال: هاءُوا، وللنساء، هائين، مثل: هاتين، تقيم
الهمزة في جميع هذا مقام التاء.
_________
(1) قال ابن برى: جعل الجوهرى مهوأن في فصل هوأ وهم منه، لان وزنه
مفوعل. وكذا ذكره ابن جنى. وواوه زائدة لان الواو لا تكون أصلا في بنات
الاربعة. وقد ذكر ابن سيده المهوأن في مقلوب هنأ وقال: هو المكان
البعيد، وهو مثال لم يذكره سيبويه. والمجد غفل عن ذلك وتبع الجوهرى
اه. من شرح المناوى، لكن أوله مذكور في بعض نسخ القاموس غير التى رآها
المناوى.
(2) هو رؤبة، وقبله:
جاءوا بأخراهم على خنشوش:
(1/84)
وإذا قلت: هاء يا رجلُ بفتح الهمزة، كان
معناه: هاكَ، وللاثنين: هاؤُما، وللجميع: هاؤُمْ، مثل: هاكما وهاكم،
وللمرأة: هاءَ بالكسر بلا ياء، مثال: هاك، وهاؤما وهاؤن، تقيم الهمزة
في هذا كله مقام الكاف. وفيه لغة أخرى، هَأْ يا رجل بهمزةٍ ساكنة، مثل:
هَعْ، أي: خذْ، وأصله هاءْ أسقِطت الألف لاجتماع الساكنين، وللمرأة
هائي، مثل: هاعي، وللرجلين والمرأتين: هاءَا، مثال: هاعا، وللرجال
هاءوا، وللنساء: هأن، مثال: هعن بالتسكين. وإذا قيل لك هاءَ بالفتح
قلت: ما أهاءُ، أي ما آخُذُ، وما أهاءُ على ما لم يسمّ فاعله، أي ما
أعطى.
[هيأ] قولهم ياهئ مالى: كلمة أسَفٍ
وتَلَهُّفٍ. وأنشد الكسائي (1) . يا هئ مالى من يعمر يُفْنِهِ * مَرَّ
الزمان عليه والتَّقْليبُ (2) والهَيْئَةُ: الشارَةُ، وفلان حسنُ
الهَيْئَةِ والهِيئَةِ (3) . أبو زيد: هِئْتُ للأمر أهئ هيئة، وتهيأت
تهيؤا بمعنى. قال الاخفش: قرأ بعضهم (وقالت
_________
(1) الجميح بن الطماح الاسدي، وقيل لنافع بن لقيط الاسدي.
(2) قوله مالى بمعنى أي شئ لى، وهذا يقوله من تغير حاله عما كان يعهده.
ثم استأنف فأخبر عن تغير حاله فقال: من يعمر يبله مر الزمان عليه،
والتقليب من حال إلى حال. اه مناوى. والرواية هنا " يفنه " بدل " يبله
".
(3) الاول بالفتح والثانى بالكسر.
(1/85)
هئت لك) بالكسر والهمز، مثال هعت، بمعنى
تهيأت لك. وهيأت الشئ: أصلحته.
فصل الياء
[يأيأ] اليؤيؤُ: طائرٌ من الجوارح
يشبه الباشق، والجمع اليآيئ، وجاء في الشعر اليآيى، وقال:
ما في اليآيى يؤيؤ شرواه (1)
[يرنأ] اليرنأ (2) مثل الحناء. قال
الشاعر (3) : كأن باليرنا المعلول * ماء دوالى زرجون ميل
_________
(1) الرجز للحسن بن هانئ في طردياته. وقبله: قد أغتدى والليل في دجاه *
كطرة البرد على مثناه بيؤيؤ يعجب من رآه * ما في اليآيى يؤيؤ شرواه
(2) اليرنأ بضم الياء وفتحها مقصورة النون مشددة، واليرناء بالضم
والمد.
(3) هو دكين بن رجاء. وإنشاده في اللسان: كأن باليرناء المعلول * حب
الجنى من شرع نزول جاد به من قلت الثميل * ماء دوالى زرجون ميل
(1/85)
|