الغريب المصنف كتابُ الأمراض 1
الباب 118: بابُ الأمراض
قال أبو عبيدٍ: سمعتُ الأصمعيَّ يقول: أوَّل ما يجدُ الإِنسان مسَّ
الحُمى قبل أنْ تأخذَه وتظهرَ، فذلك الرَّسُّ، فإذا أخذَتْه لذلك
قِرَّةٌ 2 ووجَد مسَّها فتلك العُرَواء، وقد عُرِيَ فهو مَعْرُوٌّ،
فإذا عرِق منها فهي الرُّحَضاء، الكسائيُّ: فإنْ كانت صالباً قيل:
صَلَبَتْ عليه [فهو مَصْلُوب عليه] ، وإنْ كانت نافضاً قيل: نَفَضَتْهُ
فهو مَنْفُوض، ويقال له: وَعَكَتْه فهو مَوْعُوك، وَوَرَدَتْهُ فهو
مَوْرُود. الأصمعيّ: والوِرْدُ: يومُ الحمَّى، والقِلْد: يومَ تأتيه
الرِّبْع. الكسائيُّ: يُقال منه: أربعَتْ عليه الحمَّى، ومن الغِبِّ:
غَبَّت عليه. الأصمعيّ: فإنْ لم تفارقْه الحُمَّى أياماً قيل: أردَمَتْ
عليه، وأغبطت، فإذا أقلعَتْ عنه فذلك الحين هو القَلَع، فإنْ كان مع
الحمى بِرْسَام 3 فهو المُوم. عن أبي عمرو4: النُّحَواء: التَّمطِّي.
__________
1 زيادة من التونسية.
2 أي: بردٌ.
3حاشية من التركية ورقة 55أ: قال أبو عمر: قال ثعلب: سمعت ابن
الأعرابيِّ يقول: هو البلسام, باللام, والبرسام بالرَّاء مولَّدٌ.
وفي نسخة الحامض عن الطوسيّ: بلسام باللام، وقد بلسم الرجل: إذا سكت.
4 الجيم 3/260، وفيه: النُّحَواء: الرِّعْدة من الحمَّى، وهي
العُرَواء.
(2/483)
الباب 119: بابُ أوجاعِ الحَلْقِ
قال أبو زيادٍ الكلابيُّ والأصمعيُّ: الجائِرُ1: حَرٌّ في الحَلْق،
وقال الأصمعيُّ: والذُّبْحة: وجعٌ في الحَلْق، وأمَّا الذُّبَح فهو
نَبْتٌ أحمر. الأمويُ: الحَرْوة والحَمَاطَة: الحُرْقة يجدها الرَّجل
في حلقه. غيرُهم: العُذْرة: وجعٌ في الحلقِ أيضاً، يُقال منه: رجل
مَعْذور. الكسائيُّ: فإنْ كان به سُعالٌ أو خشونةٌ في صدره فهو
المَجْشُور، وبه جُشْرَة.
__________
1حاشية من الأسكوريال: عند أبي محمد: الجائز، وهو الصحيح في حرِّ
الحلق. قال أبو عليّ: الجائر، بالرَّاء غير معجمة، وهو الصحيح، وأنشدنا
أبو بكر بن دريد للحارث بن وعلة الجرمي:
ولما سمعتُ الخيل تدعو مقاعساً تطالعني من ثغرةِ النَّحرِ جائرُ
ا. هـ. وفي تهذيب اللغة 11/177: حزُّ في الحلق , وهو تصحيف.
(2/484)
الباب 120: بابُ أوْجاعِ البطنِ
قال أبو عبيد: عن الأصمعيّ قال: القُدَاد: وجعٌ في البطن. الأمويُّ:
الذَّرَبُ: داءٌ يكون في المعدة وفساد. أبو زيدٍ: الحَقْوَة: وجع في
البطن من أنْ يأكلَ الرَّجلُ اللَّحم بَحْتاً، فيقعِ عليه المشي، وقد
حُقِيَ فهو مَحْقوٌّ. غيرُهم: فإذا اشتكى حَشاه ونَساه فهو حَشٍ ونَسٍ.
غيرُه: الحشْيان: الذي به الرَّبْو. قال أبو جُندبِ الهُذَليُّ1:
219- فنهنهتُ أولى القوم عنهم بضربةٍ
تنفَّسَ منها كلُّ حَشيان مُحْجَر
أبو زيدٍ: عَرِبتْ مَعِدَته تعرَبُ عَرَباً، وذَرِبت تَذْرَبُ ذَرَباً،
فهي عَرِبة وذَرِبَةٌ: إذا فسدت. عن أبي عمرو: العِلَّوْص والعِلَّوز
جميعاً: الوجعُ الذي يقال له: اللَّوَى2.
__________
1شرح أشعار الهذليين 1/357.
المُحجر: المنهزم.
2 اللَّوَى: وجع في المعدة.
(2/485)
الباب 121: بابُ الوَجعِ في الجَسدِ
والجُدَريّ وأشباهِهما
قال الأصمعيُّ: الرُّدَاع: الوجعُ في الجسد، وأنشدنا1:
220- فيا حزني وعاودَني رُداعي
[وكان فراقُ لبنى كالخِداعِ] 2
والرَّثْيَةُ: الوجعُ في المفاصلِ واليدين والرِّجْلين. الكسائيُّ:
والحُمَاق مثلُ الجُدَريّ. يقال منه: رجلٌ مَحْمُوق، فإذا لبس
الجُدَريّ جلدَه قيل: أصبح جلدُه غضَبةً واحدةً، ويقال: رجلٌ مَيْرُوق
ومأْروق: إذا أصابه اليَرقان وأرقان، وهما واحد، ومن الحَصَفِ: قد
حَصِفَ يَحْصَفُ حَصَفاً، وبَثِرَ وجهُه يَبْثَرُ بَثَراً3، وبثَر
يَبْثُرُ بَثْراً، وهو وجهُ بَثِرٌ من البَثْر. غيرُه: النَّبْخُ:
الجُدَري. الفرَّاء: هو الجُدَريّ والجَدَريّ والحَصْبَة والحَصَبَة.
العدبَّس الكناني: الخُزَرة4: داءٌ يأخذ في مُستدقِّ الظهر بِفقْرَةِ
القَطن، وأنشدنا5:
221- داو ِبها ظهرَكَ مِنْ تَوْجَاعِه
من خُزَراتٍ فيه وانقطاعِه
يعني: الدلو، والهاء للدَّلو.
__________
1 البيت لقيس بن ذريح صاحب لُبنى، أحد عشَّاق العرب. وهو في المجمل
2/426، وديوان الأدب 1/443، والأغاني 8/118، والمحكم 2/9، وتهذيب
الألفاظ ص 114.
2 زيادة من التونسية.
3 قال الفيروز آبادي في القاموس: وبثر وجهُه مثلَّثة.
4 العين 4/207، وضبطها المحققان: الخُزْرَة، وهم خطأ، والصواب: خُزَرَة
على وزن فُعلة. وانظر إصلاح المنطق ص430.
5 الرَّجز في العين 4/207، والتهذيب 7/200، والمحكم 5/59، ومجالس ثعلب
ص 96 وفيه:
داوِ بها ظهرك من مُلالهِ من خُزراتٍ فيه وانخزاله
كما يُداوى العرُّ من أُكالهِ
(2/486)
الباب 122: بابُ وَجعِ العَينِ والعُنُقِ
اليزيديُّ: يُقال: بعينِه ساهِكٌ مثلُ العَائِر، وهما من الرَّمد،
اليزيديّ1: والعُوَّار مثلُ القَذَى. الفرَّاء: اللَّبِنُ: الذي يشتكي
عنقَه من وسادٍ أو غيرِه. أبو زيدٍ: الفَرْسة: قرحة تكونُ في العُنق
فَتَفْرِسُها. غيره: الفَرْصة 2 رِيحُ الحَدَب3.
__________
1 في كتاب ما اتفق لفظه لليزيدي ص 102: يقال في عينيه من الرَّمد
عُوَّار وعائر.
2 العين 7/113. قال: والسِّين فيه لغة.
3 حاشية من التونسية: ابن الأعرابي: بكسر الفاء.
(2/487)
الباب 123: بابُ الوَجِع من التُّخمَةِ
وغيرها
الأصمعيُّ: إذا اتَّخَم الرجل قيل: جَفِس جَفَساً، وإذا غلبَ الدَّسَم
على قلبه قيل: طَسِئَ طَسَأً، وطَنخَ طَنَخاً. الكسائيُّ: وقد غَمَته
الطّعام يَغْمِتُه. أبو عمروٍ: فإنِ انتفخَ بطنُه قيل: اظرورى
اظريراءاً 1. الأصمعيُّ: وحَبِط حَبَطاً مثلُه سواء، فإنْ وقع عليه
مشيُ البطن من تُخمَة قيل: أخذه الجُحاف2، وهو مَجْحُوف، فإذا أكلَ
لَحم ضأنٍ فثَقُل على قلبه فهو نَعِجٌ، وأنشدنا3:
222- كأنَّ القومَ عُشُّوا لحمَ ضأنٍ
فهم نَعِجُون قد مالَتْ طُلاهم
غيرُه: السَّنِقُ 4: الشَّبعان كالمُتْخَم.
__________
1 حاشية من التركية ورقة 56 أ: السُّكري والحامض بالظاء المعجمة لا
غير, غيرهما بالظاء والطاء جميعاً. ا. هـ
قلتُ: واعتمد رواية الظاء عليُّ بن حمزة فقط, وخطَّأَ رواية الطاء,
ولعلَّ النسخة التي اطَّلع عليها بالطاء.
وفي المخصص 5/80: قال أبو عليّ: حكى أبو عمرو: اطرورى بالطاء, ورواية
أبي زيد اظرورى بالظاء , وأبو عمرو ثقة, وأبو زيد أوثق منه, وقد سألتُ
عنه بعض فصحاء الحجاز فوافقوا أبا زيد فيما حكاه, وسألتُ جماعة من
الكلابيين عن الظاء فلم يعرفوها.
2 حاشية من التركية: هكذا رواه الطوسي الجحاف, الجيم قبل الحاء ورواه
غيره: الحجاف, الحاء قبل الجيم, وقال المهلبيُّ عن النجيرميّ: هو
الحجاف بالحاء قبل الجيم لا غير، وهكذا ذكره الأصمعي. وقال بن
الأعرابي: هما لغتان الجحاف والحجاف. ا. هـ.
3 البيت ينسب إلى ذي الرُّمة, وهو في ديوانه ص 757, والعين 1/233,
والحيوان 5/141, وتهذيب اللغة 1/381, والأفعال 3/162.
4 قال صاحب العين 5/80: وسنق الفصيل , أي: كاد يموت من كثرة اللبن.
(2/488)
الباب 124: بابُ بَدْءِ المَرض والبُرءِ
منه
الأمويُ: أوَّلُ المرض الدَّعْث، وقد دُعِثَ الرجل1. أبو عبيدةَ: فإذا
برأ قيل: تَقَشْقَشَ وبَلَّ يَبِلُّ وأَبَلَّ يُبِلُّ. أبو زيدٍ:
واطْرَغَشَّ وانْدَمَلَ. الأصمعيُّ: فإذا كان داءٌ لا يبرأُ فهو ناجِسٌ
ونجِيس، وعقَام. الفرَّاء: السُّحاف: السِّلُّ، وهو رجل مَسْحُوف،
والعَقابيل: بقايا المرض. غيره: الهَلْس مثلُ السُّلال2. يُقال منه:
رجل مَهْلُوس. قال الكُميتُ3:
223- يُعالجْنَ أَدواءَ السُّلالِ الهَوالسا
__________
1 قال السرقسطي: دُعِث الرجل: بدا به المرض. الأفعال 3/326.
2 العين 4/7.
3 العجز في التهذيب 6/125، اللسان: هلس، والمحكم 4/155، وشعره 1/244,
والأفعال 1/137، وصدره.
[ضوامر أمثال القداح كأنما]
(2/489)
الباب 125: بابُ الجراحِ والقُروحِ
الأصمعيُّ: قال: إذا أصابَ الإنسان جُرحٌ فجعل يَنْدَىَ قيل: صَهَى
يَصْهَى، فإنْ سالَ منه شيٌ قيل: فَصَّ يَفِصُّ، وفَزَّ يَفِزُّ
فَصِيصاً وفَزيزاً، فإنْ سالَ بما فيه قيل: نَجَّ نَجيجاً، وأنشدنا
[السَّعدي] 1 للقَطِران2:
224- فإنْ تَكُ قُرحةٌ خَبُثَت ونجَّت
فإنَّ الله يفعلُ ما يشاء
أبو زيدٍ: ومثلُه: وعَا الجُرح يَعي وَعْياً، والوَعْيُ: هو القَيحُ،
ومثلُه: المدَّة، فأمَّا الصَّديد فهو الذي كأنَّه ماء وفيه شُكْلةٌ،
فقال منه: خرجت غثيْثةُ الجرح، وهي مِدَّته، وقد أَغثَّ: إذا أمدَّ.
الأصمعيُّ: فإنْ فسدتِ القَرْحةُ وتقطَّعت قيل. أرِضَت تأْرَضُ
أَرَضاً، وتَذيَّأَتْ تَذَيُّأً، وتهذَّأَتْ تَهَذُّءاً. أبو زيد: ٍ
فإنْ كانَ الدَّم قد مات في الجُرح قيل: قَرَتَ فيه الدَّمُ يقرَتُ
ويَقْرُتُ قرُوتاً. الأصمعيُّ: فإنْ شقَقْتَه قلت: بَجَجْتُهُ أَبُجُّه
بَجَّاً. وأنشدنا3:
__________
1 زيادة من التونسية.
2 سمي القطران لقوله:
أنا القَطِران والشعراء جَربى وفي القطران للجربى هناء
والبيت في الجمهرة 1/56, والتهذيب 10/504, والمخصص 5/91.
3 البيت لجبيهاء الأشجعي, وهو شاعر أمويٌّ, مقلٌّ, وهو من مفضيلته.
انظر المفضليات ص 168, والأفعال
4/101, والجمهرة 1/113, والاقتضاب ص 287.
القسْور: شجر يغزر به لبن الماشية. العساليج: جمع عسلوج, وهو الغصن
الناعم, الثامر: له ثمرُ, المتناوح: المقابل بعضه بعضاً.
(2/490)
225- فجاءت كأنَّ القَسْورَ الجونَ بجَّها
عَساليجُه والثامرُ المُتناوحُ
فإنْ انتقضَ ونُكِس قيل: غَفَر يَغْفِر غَفْراً، وزَرِفَ زَرَفاً.
الكسائيُّ: في الغَفْر والزَّرَفِ مثلَه، وَزاد: وغَبِرَ غَبَراً، فإنْ
أَدْخَلْتَ فيه شيئاً تسدُّه به قيل: دسَمْتُه أَدْسُمه دَسْماً.
الأصمعيُّ مثلَه، وأنشدنا1:
226- إذا أردْنا دَسْمَه تنفَّقا
واسمُ ذلك الشيء الدِّسَام. الأموي: فإنْ سالَ منه الدَّم قيل: جرحٌ
تغَّارٌ بالتاء. قال أبو عبيدة: نَغَّار بالنُّون. قال أبو عبيدٍ: وعن
غيره: نعَّاز بالنون [والعينِ، لا يكونُ بالغين] 2. غيرُه: بَرَئ جرحه
على بَغْي، وهو أن يبرأ وفيه شيءٌ من نَغَل. أبو زيدٍ: فإذا سكن ورَمُ
الجُرح قيلَ: حَمَصَ يَحْمُصُ حُموصاً، وانحمصَ انحماصاً.
غيرُه: ومثلُه: اسْخَاتَّ اسخيتاتاً، والقَرِيحُ: المجروح، وقد
قَرَحْتُه: جرحته.
قال المُتَنخِّلُ الهُذليُّ3:
227- لا يُسلِمون قَريحاً حلَّ وسْطَهم
يومَ اللِّقاءِ ولا يُشوون من قَرَحُوا
أي: جرحوا. قال الله جلَّ ذكُره: {إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ} 4.
الأمويُّ: فإذا صلحَ وتماثلَ قيل: أَرك يأْرِك أُرُوكاً [وكذلك اندمل
اندمالاً] 5.
__________
1 الرَّجز لرؤبة في ديوان ص 115 وفيه [تفتَّقا] ، والجمهرة 2/275.
وبعده:
[بناجشات الموت أو تمطَّقا]
2 هكذا في التونسية، وفي الأسكوريال: والتركية وهو بالنُّون أشبه.
3 شرح أشعار الهذليين 3/1279.
أشواه: إذا لم يصب مقتله. يقول: لا يجرحون جرحاً لا يقتل.
4 سورة آل عمران آية 140.
5 زيادة من الأسكوريال والمحمودية.
(2/491)
الكسائيُّ: فإذا علَتْهُ جلدة للبُرءِ قيل:
جَلَب يَجْلِبُ ويجلُبُ، وأَجْلَب يُجْلِبُ1. أبو زيدٍ: فإذا تقشَّرت
الجلدة عنه للبُرءِ قيل: تَقَشْقَشَ، فإنْ بقيتْ له آثارٌ بعدَ البُرء
قيل: عَرِبَ يَعْرَبُ عَرَباً، وحَبِرَ حَبَراً، وحَبِطَ حَبَطاً. كلُّ
هذا من الأثر، وقد أَحْبَره، غيرُه: ويُقال للجِلد إذا تقشر: تقرَّف،
واسمُ تلك الجِلدة القِرفة. قال الشَّاعر:
228- والقرْحُ لم يتقرَّف2
ويُقال: أَقْرَن الدُّمَّل: إذا حان أَنْ يَتفقّأ، وأقَرَن الدّم
واستقرنَ: إذا كَثُر.
__________
1 قال الكسائي في كتابه: "ما تلحن فيِه العامة" ص 115: الجُلبة: قشر
القرحة وأثرها، وجمعها: جُلَب.
2 تقدَّم ص 461.
(2/492)
الباب 126: بابُ الشِّجاجِ وأسمائِها
الأصمعيُّ: أوَّلُ الشِّجاجِ الحَارِصَةُ، وهي التي تَحرِصُ الجلد،
يعني: تشقُّه قليلاً ومنه قيل: حرصَ القَصَّارُ الثوبَ: إذا شقَّه، ثمَ
البَاضِعة، وهي التي تشقُّ اللَّحم بعدَ الجِلْدِ، ثُمَّ المُتلاحِمة،
وهي التي أخذَتْ في اللَّحم ولم تبلغِ السِّمْحَاق، ثُمً السَّمْحاق
وهي التي بينها وبينَ العظمِ قُشيرةٌ رقيقة، وكلُّ قشرةٍ رقيقةٍ فهي
سِمحَاقٌ، ومنه قيل: في السَّماءِ سماحيقُ من غيم، وعلى ثَرْبِ الشَاةِ
سماحيقُ من شَحمٍ، ثُمَّ المُوْضِحة وهي التي تُبدي وضَحَ العظم، ثمَ
الهاشمة، وهي التي تهشم العظم، ثُمَّ المُنقِّلَة، وهي التي يخرجُ منها
فرَاشُ العِظام، وهي قشور تكونُ على العظام دونَ اللحم، ومنه قولُ
النَّابغة1:
229- ويتبعُها مُنهم فراشُ الحواجبِ
ثمَّ الآمَّة: وهي التي تبلغً أُمَّ الرأس، وهي الجِلدة التي تكونُ على
الدماغ.
قال: وأخبرني الواقديُ 2 أنَّ السَّمحاق عندهم المِلْطَا. قال أبو
عبيدٍ: ويُقال:
__________
1 عجز بيت، وصدره:
[يطيرُ فُضاضاً بينها كلًّ قونس] ٍ
في ديوانه ص 11.
الفُضاض: المتفرَّق من كلَ شيء، والقونس: أعلى بيضة السلاح.
2 محمد بن عمر، المدني، القاضي، نزيل بغداد، صاحب المغاري، متروك مع
سعة علمه. توفي سنة 207 هـ فهو حجازي، وهي عندهم السمحاق انظر تقريب
التهذيب ص 498.
(2/493)
إنها المِلْطَاة بالهاء1، فإذا كانتْ على
هذا فهي في التَّقدير مقصورة. قال: وتفسيرُ الحديث الذي جاء [يُقضى في
المِلْطَا بدمِها] 2 يقول: معناه: أنَّه حين يُشجُّ صاحبُها يُؤخَذُ
مقدارها تلك السَّاعة، ثُمَّ يُقضى فيها بالقصاص أو الأرْش لا يُنظر
إلى ما يَحدثُ فيها بعدَ ذلك من زيادةٍ أو نُقصانٍ، وهذا قولُهم، وليس
هو قولُ أهلِ العراق.
الأصمعيُّ: الحَجِيجُ: الذي قد عُولِجَ من الشَّجّةِ، وهو ضَرْبٌ من
علاجها.
وقال أبو الحسن الأعرابيّ: هو أنْ يُشجَّ الرَّجل فيختلط الدَّم
بالدِّماغ، فيصبَّ عليه السَّمن المغلي حتى يظهَر الدَّمُ عليه، فيؤخذ
بقطنةٍ. يُقال منه: حَججْتُه أَحُجُّه حَجّاً. [والحجُّ: حلقُ الرأسِ
عن الشجًة، والحجُّ: القصد] 3.
__________
1 وفي العين 7/435: الملْطاء بوزن الحِرْباء، ممدود مذكر. هي الشَّجة
التي يقال له السمحاق.
قلت في العين: المسحاق، وهو تصحيف.
2 المجموع المغيث 3/226، والفائق 3/338، والنهاية 4/357.
3 زيادة من التونسية.
(2/494)
الباب 127: بابُ كسرِ العِظامِ وجَبْرِها
أبو عمرو: يُقال: عَفَتَ فلانٌ عظمَ فلانٍ عَفْتاً: إذا كسره، وكذلك:
لَعْلَعَهُ.
أبو عمرو: فإذا بَرأ بعدَ الكسرِ قيل: جَبَر وجَبَرْتُه، فإنْ كانَ على
عَثْم ٍ-[وهو الاعوجاج] 1 والعَثْم أيضاً أن يجبر على غير استواءٍ2 -
قيل: وَعَى يَعِي وَعْياً، وأَجَرَ يَأْجِرُ أَجْراً. الأصمعيُّ:
أَجَرَ يَأْجُرُ أجُوراً. أبو عمرو والفرَّاء: ايتَشى العظم: إذا برأ
من كسرٍ كان بهِ، غير مهموزٍ.
__________
1 زيادة من المحمودية.
2 ومثله العثل. انظر الجيم 2/258.
(2/495)
|