الغريب المصنف

بسم الله الرحمن الرحيم
صلى الله على محمد وآله وسلم تسليماً
كتابُ الأطعمة
الباب 91: باب أسماءِ أنواع الطَّعام
قال أبو عبيدٍ: سمعتُ أبا زيد يقول1: يُسمَّى الطعام الذي يُصنَع عند العُرسِ الوليمةَ، والذي عند الإملاك النَّقِيعَة، يُقال منه: نَقَعْتُ أَنقَعُ نُقُوعاً، وأوْلَمْتُ إيْلاماً، والذي يُصنَع عند البِناء يبنيه الرَّجل في دارِه الوَكِيرة، وقد وَكَّرت تَوكيراً، وما صُنع عند الخِتَان فهو الإعْذار، وقد أعْذَرْتُ، وما صُنع عند الولادة فهو الخُرْس، فأما الذي تُطْعَمه النُّفَساء نَفْسُها فهو الخُرْسة، وقد خُرِّسَتْ، وكل طعامٍ بَعْدُ صُنعَ لدعوةٍ فهو مأْدُبَة ومأْدَبة، وقد آدبْتُ أُوْدِبُ إيداباً، وأَدَبْتُ أدْباً.
الفرَّاء: النَقِيعةُ: ما صنعَه الرَّجل عندَ قُدومِه من سَفره، وُيقال منه: قد انْقَعْتُ إنْقَاعاً، وأنشدنا غيرُ واحدٍ2:
__________
1 النوادر ص 187.
2 البيت لمهلهل بن ربيعة. وهو في ديوانه ص295 ضمن " أخبار المراقسة وأشعارهم "، والمجمل 3/745 مادة: قدم. والتهذيب 1/262.

(2/447)


181- إنَّا لنضربُ بالصَّوارمِ هامهم
ضَرْبَ القدَارِ نَقِيعَةَ القُدَّامِ
[القدَّام] :جمعُ قادم، ويقال: هو المَلِكُ، والقُدَار: الجَزَّار.
أبو زيدٍ:يقالُ للطعام الذي يُتعلَّل به قبل الغداء: السُّلْفَة واللُّهْنَة، وقد سلَّفْتُ للقوم ولَهَّنْتُ لهم.1 الأمويُّ: ولَهَّجْتهم أيضاً بمعناه. غيرُه: القَفيُّ: الذي يكْرَم به الرَّجل من الطعام. تقول: قَفوْتُه به. قال سلامةُ بنُ جندلٍ يصفُ الفَرَس2:
182- ليس بأسفى ولا أقنى ولا سَغِلٍ
يُسقى دواء َقفيِّ السَّكْنِ مَرْبوبٍ
يعني: اللَّبن، وهو دواء المريض. والعِفَاوة: ما يُرْفَع من المَرَق للإنسان. قال الكُميتُ3:
183- وباتَ وليدُ الحيِّ طيَّان ساغباً
وكاعبهُم ذاتُ العِفاوةِ أسغبُ
ويروى: [ذات القفاوة] . ويروى: [ظمأن ساغباً] . قال: واللَّبن ليس يسمَّى بالقَفيّ، ولكنه كان رُفِعَ لإنسانٍ خُصَّ به. يقول: فأَثرْتُ الفرس به.
__________
1 قال الثَّعالبيُّ في ثمار القلوب ص 608: لهِّنوا ضيفكم، كأنَّه مثلٌ في الاقتصار على اليسير إلى أن يلحقه الأكثر.
2 البيت في ديوانه ص 98.
القنا: حدَّة في الأنف, وهو مذموم في الخيل, والأسفى: الخفيف شعر النَّاصية, وسغِل: مهزول والسكن: هم أهل البيت, والقِفَوة: الخاصَّة.
3 البيت في شرح هاشميات الكميت ص 78, والمحكم 6/356.

(2/448)


الباب 92: بابُ أسماء الطَّعامِ الذي يُتَّخذُ من اللَّحم
قال الكسائيُّ: الوَشِيقَةُ من اللََّحم: أن يُغْلَى إغلاءةً ثُمَّ يُرفَع. يُقال منه: وشَقْتُ فأنا أَشِقُ وَشْقاً، والصَّفِيفُ مثلُه، ويقال: هو القَدِيد. يقال: صَفَفْتُه أَصُفُّه صَفّاً.
الأمويُّ: فإذا قطَّعْتَ اللَّحم صغاراً قلت: كتَّفْتُه تَكْتِيفاً، وكذلك الثوب إذا قطَّعته.
أبو زيدٍ: فإنْ جعلَت اللَّحمَ على الجمرِ قلْتَ: حَسْحَسْتُه. الأصمعيُّ: هو أن يُقشَرَ عنه الرمادُ بعدما يُخرَج من الجمر. أبو عمروٍ1: فإنْ أدخلته النَّار ولم تُبالغْ في نَضْجه قيل: ضهَّبْتُه فهو مُضهَّب. أبو زيدٍ2: فإنْ لم تُنْضِجْه قلت: آنضته إيناضاً.
الكسائيُّ3: أنْهَأْتُه وأنْأَأتُهُ بهمزتين، [وأَنأْتُه مثلُه] 4، فإنْ أنضجتَه فهو مُهَرَّد، وقد هرَّدْته، وهَرِدَ هو، والمُهَرَّأ مثلُه. أبو زيدٍ: فإنْ شويته قلت: خَمطْتُه أَخْمِطُه خَمْطاً، وهو خَمِيط.
__________
1 الجيم 2/202.
2 النَّوادر ص136.
3 في الأسكوريال: الأصمعيّ.
4 زيادة من التونسية.

(2/449)


أبو عمروٍ: فإنْ شويته حتى ييبس فهو كَشِيءٌ مثل: فَعِيل، وقد كَشَأتُه، ومثلُه: وَزأْتُ اللَّحم: أيْبسته. الأمويُّ: أكْشَأتُه بالألف. غيرُه: فَأَدْتُ اللَّحم: شويته، والمِفأَد1: السَّفُّود، ويقال: صَلَيْتُ اللَّحم فأنا أصْلِيهِ: إذا شويته، فإنْ أردتَ أنَّك قذفته في النَّار ليحترقَ قلتَ: قد أصْلَيْتُه إصْلاءاً، والحَنِيذ: الشِّواء الذي لم يُبالَغ في نُضجه. يقال: حَنَذْتُ أحْنِذُ حَنْذاً2، ويقال: هو الشّواء المغموم الذي يَخْنَزُ، أي: يتغيَّر.
[قال أبو بكرٍ3: قال أبي: قال أبو جعفر: الحَنْذُ: النضْج] 4ش
__________
1 العين 8/80.
2 العين 3/201.
3 هو ابن الأنباري، واسمه محمد بن القاسم، ومرت ترجمته في المقدمة.
4 زيادة من المحمودية.

(2/450)


الباب 93: بابُ نُعوتِ اللَّحم
أبو عمروٍ: الأسْلَغُ من اللحم: النَّيئُ. الكسائيُّ: والنَّهيءُ: مثالُ فَعيل مثلُه، [وقد نهأتُ اللحّم] وقد نَهىءَ نُهُؤَة، ونَهَاءَة، وهو بَيِّنُ النهُوء وبَِّينُ النُّيُوءِ مثال النُّيوع. أبو عمروٍ: الشَّرقِ: الأحمر الذي لا دسمَ له، والعِرْزَالُ: البَقيَّةُ من اللَّحم. قال: والعِرْزَال أيضاً: موضعٌ يتَّخذه النَاظر فوق أطرافِ النَّخل والشَجر يكونُ فيه فِراراً من الأسد.
الأمويُّ: اللَّحم الثَّنِتُ: اللَّحم المُنْتِنُ، وقد ثَنِتَ ثَنَتاً، والمُوْهِتُ مثلُه، وقد أيْهَتَ إيهاتاً. غيرُه: خَنِزَ يَخْنَزُ، وخَزَنَ يَخْزُنُ، وخَزِنَ يَخْزَن، وهو أجود. وقال طَرَفَةُ1:
184- ثمَّ لا يَخزَنُ فينا لحمُها
إنما يَخْزَنُ لحمُ المُدَّخِرْ
وقد خَّم وأخمَّ مثلُه، وصَلَّ وأصَلَّ، ونَتُن وأنْتَنَ، فمن قال: نَتُنَ قال: مِنْتِنٌ، ومن قال: أنْتَنَ قال: مُنْتِنٌ2. الفرَّاء: أشْخَم اللَّحم ونَشَم إشْخَاماً وتَنْشِيماً: إذا تغيَّرت
__________
1 ديوانه ص 56.
2 حاشية من التركية ورقة 45ب: هذا وهم، وإنما قال مَنْ قال: مِنْتِن، أراد أن يتبع الكسرة بالكسرة، والأصل: مُنْتن، ولو بُني من نَتُنَ اسم فاعلٍ لقيل: مُنتن، كما تقول: خَبُث فهو خبيث، وأشباه ذلك.
وهذا أحد ما عُدَّ على أبي عبيدٍ من الأوهام، وقد سبقه إلى هذا القول أبو عمرو الشيباني، فنقله عنه غلطاً كما هو. ا. هـ.

(2/451)


ريحه لا من نَتْنٍ، ولكنْ كراهةٍ. عن أبي الجرَّاح: تَمِة اللَّحم يَتْمَه تَمَهاً1، وتَمَاهةً، مثلُ الزُّهومة. عن أبي عمروٍ: ثَعِطَ اللَّحم ثَعَطاً: إذا أنتن، أبو عمروٍ2: اللَّخْنَاء: المُنْتِنةُ الرِّيح، ومنه قيل: لَخِنَ السِّقاء: إذا تغيَّرت ريحه.
__________
1 العين 4/36.
2 الجيم 3/187.

(2/452)


الباب 94: بابُ أسماءِ قِطَعِ اللَّحمِ ومَا يُقْطَعُ عليه
الأصمعيُّ: أعطيته حِذْيةً من لحمٍ، وفِلْذةً من اللحم، وحُزَّةً من اللَّحم، وكلُّ هذا ما قُطِعِ طولاً، فإذا أعطاه مُجتمعاً قال: أعطيته بَضْعَةً، وجمعُها: بِضَع1، وفِدْرَةً وهَبْرةَ، ووَذْرَةً.
أبو زيدٍ: الوَضَمُ: كلُّ شيءٍ وقيَت به اللَّحم من الأرض. يُقال منه: أوْضَمْتُ اللَّحم، وأوْضَمْتُ له. الكسائيُّ: إذا عملتَ له وَضَماً قلت: وَضَمْتُه أَضِمُه، فإذا وضعتَ اللّحم عليه قلت: أوْضَمْتُه. غيرُه: الشِّلوُ: العضو من أعضاء اللحم. الأمويُّ: مشَّرْتُ اللحم: قسَّمته، وأنشد2:
185- فقلتُ: أشيعا مَشِّرا القِدرَ حولَنا
وأيُّ زمانٍ قِدْرُنا لم يُمَشر
أي: تُقسَّم. عن الكسائي: لحم مُشَنَّق: مُقَطَع، وهو مأخوذٌ من أشناق الدية.
__________
1حاشية من الأسكوريال: أبو عليّ عن أبي بكرٍ عن أبيه قال الطوسيُّ: حكى ابن الأعرابيّ بضْعة وبَضْع، ومنه قول زهيرٍ:
وبضع لحامٍٍ في إهاب مقدد
قال أبوه: وأخبرني الرستمي عن يعقوب قال: بضْعَة وبَضْع وبِضَع وأنشد لزهير:
دماً عند شِلْوٍ تحجلُ الطير حولَه وبَضْعَ لحامٍ في إهابٍ مقدَّد
2 البيت للمرَّار بن سعيد الفقعسي. وهو في العين 6/263، والتهذيب 11/367، وَالمعاني الكبير 1/373، وشعره ص 452، والمجمل 4/832.

(2/453)


الباب 95: باب قطع السَّنام1
الترعيب2: السَّنام المُقطَّع، وكذلك المُسَرْهَد، والسديف3 مثلُه.
__________
1 هذا الباب تأخر في التركية إلى ما بعد باب الشَّواء.
2 في التركية ورقة 47ب حاشية: وكذا عند الحامض، بالفتح وفي الحاشية: التَّرعيب بكسر التَاء أيضاً. ا. هـ.
قلت: وفي القاموس: الرَّعيبة: القطعة من السنام، جمعه: تِرْعيب..
3 السديف: شحم السنام إذا قُطع طولاً. المخصص 4/135، والجيم 2/108.

(2/454)


الباب 96: بابُ طبخِ القدور وعلاجها
أبو زيادٍ الكلابيُّ: قَدَرْت القِدر أقْدِرُها قَدْرَاً: إذا طبختَ قِدْراً.
أبو زيدٍ: أمْرَقْتُها أُمْرِقُها إمْرَاقاً: إذا أكثرتَ مَرقَها، ومَلَحْتُها أمْلِحُها: إذا كان ملحُها بقَدرٍ، فإنْ أكثرتَ مِلْحَها حتى تفسدَ قُلتَ: ملََّحْتُها تَملِيحاً، وزَعَقْتُها زَعْقاً، فإذا جعلتَ فيها التوابلَ قلتَ: فَخيْتُ القِدْرَ وتَوْبَلْتُها، وقَزَّحْتُها وبَزَّرْتُها من الأبزار، والأفْحاء، والأقزاح، والتوابل، واحدُها: فحىً مقصور، وقَزْحٍ1، وبَزْر، وتابَل، فإذا كانَ طيِّبَ الريح قلت: قَدِيَ الطَّعام يَقْدَى قَدَىً وقَدَاوةً.
الأمويُّ: قَتَّرتُ للأسدِ: إذا وضعتَ له لحماً يجد قُتَاره. غيرهم: إذا وضعتَ القِدْرَ على الأثافي قلتَ: أثْفَيتها وثَفَّيتُها أيضاً. أبو زيدٍ: فإن أشبعْتَ وقودها قلت: أحْمَشتُ بالقِدْر. غيرُه: القُتَار: رِيحُ القِدْر. الفرَّاء: أمْرَقْتُها أكثرتُ مَرقَها. عن أبي عمرو: الأطْرَةُ: أنْ يؤخذَ رمادٌ ودمٌ فيلطخَ به كَسْرُ القِدر وأنشد2:
186- قد أصلَحتْ قِدراً لها بأُطْرَةْ
[وأطعَمَتْ كِرْدِيدَةً وفِدْرَه] 3
__________
1 يقال: قِزْح وقَزْح. المخصص 4/142.
2 الرَّجز في التهذيب 14/9، واللسان: أطر. والصحاح والتاج: كرد.
3 ما بين [] زيادة من المحمودية.

(2/455)


الباب 97: بابُ ما يُعالَجُ من الطعَّامِ ويُخلَط
أبو عمروٍ: الضَّبيبَةُ: سمنٌ ورُبٌّ يُجعل للصبيِّ في العُكَّة يُطْعَمُه يُقال له: الضَّبيبَةُ، وُيقال: ضَبِّبُوا لصبيِّكم1. الأحمرُ: الرَّبيكَةُ2: شيءٌ يُطبَخُ من برٍّ وتمرٍ. يُقالَ منه: رَبَكْته أربُكه رَبْكاً. الأصمعيُّ: البَسِيسَةُ: كلُّ شيءٍ خلطْتَه بغيره، مثلُ: السويق بالأقِط، ثُمَّ تبلُّه بالسَّمن، أو بالرُبِّ، ومثلُ الشعيرِ بالنَّوى للإِبل. يُقال: بَسَسْتُهُ أبسُّهُ بَسّاً. أبو زيدٍ في البَسِيسةِ مثلَه. الأصمعيُّ: البُربُور: الجشيش3 من البُرِّ.
الأمويُّ: البَكْل: الأقِطُ بالسَّمن [والبكالة] 4 بَعْدُ. قال: والعَبيثَة [بالعين] : طعامُ يُطْبَخُ ويجعلُ فيه جَرادٌ، وهو الغَثِيمة أيضاً. قال: والغَلِيث والبغيثُ: الطعامُ المخلوطُ بالشعير، فإذا كانَ فيه المدَرُ والزُّوَان5 فهو المَغْلُوث. الفرَّاء: الطَّهَفُ: طعامٌ يُختَبزُ من الذُّرة. أبو زيدٍ: البَكِيلَةُ والبُكَالةُ جميعاً: الدَّقيق يُخلط بالسَّويق، ثمَّ تَبلُّه بماءٍ، أو سمنٍ أو زيت. يقال: بَكَلْتُه أَبْكُلُه بَكْلاً. عن الأصمعيُّ: الفَريقَةُ: شيء يُعمَلُ من البُرِّ، وُيخلَطُ فيه أشياء للنُّفَساء. عن أبي عمروٍ6: الرَّغِيدَةُ: اللَّبن الحليبُ يُغلى ثمَّ يذرُّ عليه الدَّقيق، حتى يختلط فيُعْلقُ لَعْقاً. غيرُ واحدٍ:
__________
1 المثَلُ يُضرب ني إبقاء الإخاء وتربية المودَّة. مجمع الأمثال 1/422.
2 العين 5/366.
3 أَي: المدقوق.
4 زيادة من المحمودية والأسكوريال.
5 هو حبٌّ يخالط البُرَّ.
6 الجيم 2/7، وفيه: والرَّغيدةُ: محضٌ يُخلط بدقيق، وأنشد:
تُغادى بالرغيدةِ كلَّ يومٍ وبالمَعْوِ المكمَّمِ والقميم

(2/456)


الحَريرةُ1: الحَساءُ من الدَّسَم والدَّقيق، وعنه: الآصِيَة مثالُ فاعلة: طعامٌ مثلُ الحَساء يُصنَعُ بالتمر، وأنشدنا2:
187- والإِثرُ والصَّربُ معاً كالآصية
وقد يُقال لها الرَّغيغة أيضاً [قال: فإذا تخلَّص اللَّبن من الزُّبد وخلص فهو الإثْر، فإنْ تعقَّد قيل: ارتجن، والصَّرْبُ: أنْ يحقنَ أياماً فيشتدَّ حمضُه] 3. عن أبي عمروٍ4: العَكِيسُ: الدَّقيقُ يُصَبُّ عليه الماء ثمَّ يُشرب، وأنشدنا لمنظور الأسدي5:
188- لما سقيناها العكيسَ تمذَّحَتْ
خواصرُها وازدادَ رشحاً وريدُها
[تمذَّحت: انتفخت] .
__________
1 حاشية من التركية ورقة 47أ: قال ابن الأعرابيّ: هي العصيدة، والنَّجيرة، والحريرة والحسوة.
قال الطوسي: "النخيرة أرقُّ من العصيدة، والحريرة أرقُّ من النجيرة، والحسوة أرق من ذلك" ا. هـ. وفي التونسية: الخزيرة.
2 الرَّجز:
يا ربَّنا لا تبقينَّ عاصيه في كلِّ يومٍ هي لي مُناصيه
تسامر اللَّيل وتضحي شاصية مثل الهجينِ الأحمرِ الجراصيه
والإثر والصَّرب معاً كالآصيه
وهو لأعرابيٍّ يذمُّ امرأته عاصية. انظر الجيم 3/212, والمسط ص 793.
والشطر في التَّهذيب 12/268, والمخصص 4/145, والفرق بين الحروف الخمسة ص 244, وأمالي القالي 2/174 وقال: وقد اختلف عن أبي عبيدٍ فيه, فروى بعضهم الأثر, وبعضهم الإثر.
3 ما بين [] زيادة من التونسية والمحمودية.
4 الجيم 2/345.
5 الصحيح أنَّ البيت للرَّاعي, وهو في ديوانه ص 93 من قصيدةٍ يُجيبُ فيها خنزر بن أرقم, ومطلعها:
[ماذا ذكرتم من قلوصٍ عقرتها بسيفي وضيفانُ الشِّتاء شهودها]

(2/457)


الباب 98: بابُ الطَّعامِ يُعالَجُ بالزَّيتِ والسَّمْنِ ونَحوِه
الأصمعيُّ وأبو زيدٍ: زِتُّ الطَّعام أزِيتُه زَيْتاً، وهو مَزِيْتٌ ومَزْيُوت: إذا عملته بالزَّيت، وأنشدنا أبو زيدٍ1:
189- جاؤوا بِعيرٍ لم تكنْ يمنيةً
ولا حنطَة الشَّام المَزيتُ خَمِيرُها
الأمويُّ وأبو زيدٍ: سمَّنْتُ الطَّعام أُسَمِّنُه، وأنشدنا الأمويُّ2:
190- عظيمُ القَفا ضخمُ الخواصِر أوْهَبتْ
له عجوةٌ مسمونَةٌ وخَميرُ
قال: أوهبَتْ: دامت. الأصمعيُ: عَسَلْتُ السَّويقَ أعْسِلُه وأعْسُلُه عَسْلاً وأعسلته: إذا خلطْتَه بالعَسل، وأقَطْتُه آقِطُه أقْطاً.
__________
1 البيت للفرزدق في ديوانه ص 318.
وفيه: [لم تكن هجرية] وانظر التنبيهات ص 210.
2 البيت في التنبيهات ص210، والمخصص 5/3، واللسان: سمن. وكذا الصحاح، والأفعال 3/511.
وقال عليّ بن حمزة: الرواية: [أرهنت له عجوة] ، أي: أعدَّت.

(2/458)


الباب 99: بابُ الخُبزِ اليَابسِ
قال الأصمعيُّ: يُقال: جاءَنا بخُبزةٍ نَاسَّةٍ، وقد نَسَّ الشيءُ يَنِسُّ وينُسُّ نَسَّاً، ومنه قولُ العجَّاج1:
191- وبلدٍ يُمسي قطاه نُسَّسَا
وقال: وأخبرني عيسى بنُ عمر2 قال: أنشدني ذو الرُّمّة3:
192- وظاهرْ لها من يابس الشختِ واستعنْ
عليها الصّبا واجعلْ يديكَ لها سترا
ثم أنشدني بعد: [من بائس الشخت] .
فقلت: إنَّك أنشدتني: من يابس، فقال: اليبسُ من البؤس4.
__________
1 ديوانه 1/192، وفيه: [وبلدةٍ تُمسي] .
2 كان من قراء البصرة ونُحاتها، أخذ عن ابن إسحاق، وعنه أخذ الخليل بن أحمد، توفي سنة 149هـ. إنباه الرواة 2/174.
3 ديوانه ص 246:
الشَخت: الدقيق.
4 والقصة هذه في ديوان ذي الرُّمة، والتنبيهات ص211، والخصائص 2/467.

(2/459)


الباب 100: بابُ الطَّعامِ يُعَالَجُ بالإهالةِ ونَحوِها
أبو زيدٍ: سَغْبَلْتُ الطَّعام سَغْبَلَةً: إذا أدَمْتَه بالإِهالة أو السَّمْن. قال: والإِهَالة: هي الشحم والزَّيت فقط، فإنْ كانَ من الدَّسم شيءٌ قليلٌ قلتَ: بَرَقْتُه أَبْرُقُه بَرْقاً، فإنْ أوسعْتَه دَسَماً قلتَ: سَغْسَغْتُه سَغْسَغةٌ. الأصمعيُّ: ويُقال لما أُذيب من الشَّحم: الصُّهَارة والجَميل، وما أُذيب من الألْية: فهو حَمٌّ إذا لم يبقَ فيه وَدكٌ، واحدته: حمَّةٌ، والهُنَانَةُ: الشَّحْمَة. الأمويُّ: شَاطَ الزَيتُ: إذا خَثُرَ. الأصمعيُّ: رَوَّلْتُ الخُبزة بالسَّمن والودَكِ: إذا دَلكته به، ترويلاً، ورَوَّل الفَرسُ أيضاً: إذا أدلى ليبول. الفرَّاء: وَدَفَ الشَّحمُ ونحوه يَدِفُ: إذا سَال، وقد استودفْتُ الشَّحمة: إذا استقطَرْتَها، وُيقال: الأرضُ كلها وَدَفةٌ واحدةٌ خِصْباً. [وقال العجَّاجُ يصفُ الخمر1:
193- فغمَّها حولين ثمَّ استودفا] 2
__________
1 الشَّطر في ديوانه 2/223.
2ما بين [] زيادة من التونسية.

(2/460)


الباب 101: بابُ الطَّعامِ يُعْجَنُ ويُطْطَعُ
الأمويُّ: يقال: مَلكْتُ الطعام أَمْلِكُه: إذا عجننْته فأنعمتَ عَجْنَه، فإنْ أكثْرتَ ماءَهُ قلتَ: أمرَخْته إِمْرَاخاً. أبو زيدٍ: أَمْرَخْتُه وأرخفْته وأَوْرَخته. كلُّ هذا إذا أكثرْتَ ماءَهُ حتى يسترخي، وقد رَخِفَ يَرْخَفُ رَخَفاً، ورَخَفَ1 رَخُف، وَوَرخَ يَوْرَخُ، واسمُ ذلك العجينِ الرَّخْفُ والوَرِيخةُ والضَّويطة. الكسائيُّ: خَمَرْتُ العجين، خَفيفٌ، وفطَرْته، وهي الخُمرة التي تُجعل في العجين وُيسمّيه الناس الخمير، وكذلك خُمرة النَّبيذ والطيب. الأمويُّ: يُقال للعجين الذي يُقْطع وُيعمَلُ بالزَّيتِ مُشَنَّق. الفرَّاء: واسمُ كلِّ قطعةٍ منه فَرَزْدَقَة، وجمعه: فَرَزْدَق، والقُرَامة [من الخُبز هو القِرْفُ] 2، والقِرف من الخبز: ما تَقشَّر منه، وُيقال: قرَفْتُ القَرْحة، أي: قَشَرْتها. وذلك إذا يبست فقطعْتَ ذلك اليابس منها.
قال الشاعر3 عنترة:
194-[علاتُنا في كلِّ يومِ كريهةٍ]
بأسيافنا والقَرْحُ لم يتقرَّف
أيْ: لم يَعْلُه ذلك.
__________
1 في القاموس رخف العجين ,كنصر وفرِح وكَرُمَ.
2 زيادة من الأسكوريال والمحمودية.
3 ما بين [] من التونسية.
وهو لعنترة, في ديوانه ص 52.

(2/461)


الباب 102: بابُ الطَّعَامِ الذي لا يُؤْدَم
أبو زيدٍ: يقالُ للسَّويق الذي لا يُلَتُّ بالأدْم: ومثلُه: العَفِير. أبو عمرو: وهو السِّخْتيت أيضاً. أبو عبيدة: القَفَار: الخبزُ بغيرِ أُدْم. أبو عبيدة: جاءنا بمرَقٍ يَصْلِتُ ولَبنٍ يَصْلِتُ إذا كانَ قليلَ الدَّسم [كثيرَ الماءِ] 1.
__________
1 زيادة من المحمودية والأسكوريال.

(2/462)


الباب 103: بابُ الطَّعام الذي فيه ما لا خيرَ فيه
الفرَّاء: يُقال: في الطَّعامِ قَصَلٌ، وزُؤان، ومُرَيْرَاء، ورُعَيْداء1، وغَفى2 منقوص. وكلُّ هذا ما يُخرَج منه فَيُرمى به. الأحمرُ: وفيه الكَعَابر، واحدتُها: كُعْبُرة، وهي نحو هذا. أبو زيدٍ: فإذا كان في الطعام حصىً فوقع بينَ أضراس الآكل قال: قَضِضْتُ منه، وقد قَضَّ الطعام يقَضُّ قَضَضاً، وهو طعام قَضِض ٌ3. أبو عبيدة: يقال: طعامٌ قليلُ النُزْل والنَزَل. الكسائي: طعام مَؤُوْفٌ، مثال مَخُوف، أيْ: أصابته آفة. الأمويُّ: النَّقَاة: ما يُلقى من الطَّعام وُيرمى به. قال أبو عبيدٍ: سمعْتُه من أبي قَطَريّ، والنُّقاوَة: خياره، والعُصَافَة: ما سقط من السُّنبلِ مثلُ التِّبن ونحوه.
__________
1 حاشية من التركية ورقة 48ب: هكذا الرواية عن أبي عبيدٍ: الرُّعيداء، بالعين غير معجمة، والصوابُ الرُّغيداء، بالغين معجمة، وهذا ممَّا أُخذ على أبي عبيد. كذا قال المهلبي عن أبي إسحاق. ا. هـ. وانظر اللسان: رعد.
2 المقصور والممدود للفراء ص 076
3 في الأسكوريال: قضيض.

(2/463)


الباب 104: بابُ ما يَفْضُلُ على المائدة وفي الإنَاءِ منَ الطَّعامِ واسمِ الأقِط
أبو زيدٍ: القُنْعُ والقِنَاع: الطَبَقُ الذي يؤكَل عليه الطَّعام، وما فَضَلَ عليه من الطَّعام فهو الحُتَامَة، وما فَضَلَ في الإناء من طعامٍ أو إدامٍ فهو الثُّرْتم1. قال: وقال الشَّاعرُ2:
195- لا تحسبنَّ طعانَ قيسٍ بالقنا
وضرابَهم بالبِيضِ حَسْوَ الثُُّرْتُم
الفرَّاء: الكَرِيضُ والكَرِيزُ بالزاي: الأقِط. عن أبي عمرو: الفَدَاءُ: جماعةُ الطعام من العَّير والتمرِ ونحوه، وأنشد3:
196- كأنَّ فَذَاءها إذ جرَّدوه
وطافوا حوله سُلك يتيم
[السُّلَكُ: ولد الحَجَل، والجمعُ: سِلكان، والأنثى: سُلَكَة، ويروى: [سُلَف يتيمٍ] ، والسُّلف: ولد الحجل أيضاً] 4.
__________
1 النوادر ص 189.
2 البيت في النَّوادر ص189, والتهذيب 14/355, والمخصص 5/12, وشمس العلوم 1/245.والمجمل 1/167ونسبه في التاج: ثرتم لعنترة, وليس في ديوانه.
3 البيت في وصف قرية بقلَّة الميرة. وهو في التَّهذيب 14/201, واللسان: فدا, والمجمل 3/714, والمحكم 7/221, والمخصص 11/56.
4 ما بين [] ليس في التركية.

(2/464)


الباب 105: بابُ العَسلِ
يُقال: الضَّرَبُ1: العسَل والشُّهْدَة، وهىِ مؤنَثة. يُقَال: هي ضَربٌ، والأرْيُ: والسَّلوَى: العسل. قال خالد بن زهير الهذليُّ2:
197- وقاسمها بالله جهداً لأنتم
ألدُّ من السَّلوَى إذا ما نَشروها
أي: نأخذها, ويقال منه: شُرْتُ العسل: أخذْتُه, وقال الأعشى3 [في الأري] 4:
198- كأنَّ جنياً من الزَّنجبي
لِ باتَ بفيها وأرياً مَشورا
__________
1حاشية من الأسكوريل: قال أبو عليُّ: الضَّرَبُ من العسل: ما غَلط واشتدَّ. يقال: استضرب العسل: إذا اشتدَّ من غير أن يُعالج, فكان اشتداده خلقة.
2 شرح أشعار الهذلييِّن 1/215.
3 ديوانه ص 85.
4 زيادة من المحمودية.

(2/465)


الباب 106: بابُ كَثْرةِ الطَّعام وقِلَّتِه في النَّاس
الكسائيُّ: يُقال للرَّجل إذا كان كثيرَ الأكل: فَيِّهٌ، على مثال فَيْعِل، وامرأةٌ فَيِّهَة: إذا كانت كثيرةَ الأكل. أبو عمرو: المُجَلََّح: المأكول، والمُجَلِّح: الكثير الأكلِ، ومنه قول ابنِ مُقبلٍ1:
199- إذا اغبرَّ العِضَاهُ المجلَّح
وهو الذي أًكل حتى لم يُترك منه شيء. الكسائيُّ: ويقالُ للقليل الطُّعم. قد أقهى وأَقْهم. أبو زيدٍ مثلَه، وزاد: قَتُنَ قَتَانَةً فهو قَتِين، وإذا كرِهه فهو آجِم مثالُ فاعل، وقد أَجِمَ يَأْجَم. الكسائيّ: فإذا أكلَ في اليوم مرَّة قيل: إنما يأكلُ وجبةً, ووَزْمَةً في اليوم واللَّيلة. الفرَّاء: وكذلك البَزْمَة والصَّيْرَم. عن أبي عمرو2: أوَّقْتُه تأْوِيقاً، وهو الذي يقلِّل طعامَه، وأنشد3:
200- عزَّ على عمّك أن تُؤوِّقي
أو أنْ تبيتي ليلةً لم تُغبقي
__________
1 البيت:
[ألم تعلمي أنْ لا يذمُّ فُجاءتي دخيلي إذا اغبرَّ العضاهُ المجلّحُ]
في ديوانه ص 23.
2 الجيم 1/56, وفيه: أوَّقتني في طعامك وشرابك: إذا لم يجىء في حينه.
3 البيت لجندل بن مثنَّى الطُّهَوي. وهو في العين 5/241, والتَّهذيب 9/376, والمخصص 5/24, وشمس العلوم 1/113.

(2/466)


الباب 107: بابُ الفِعل منْ مَطْعَمِ النَّاس والمَصْدِر منه
الكسائيُّ: سَرِطْتُ الطَّعامَ: إذا ابتلعْتَه، ومثلُه: زَرِدْتُه1، وبلَعْتُه، وسَلِجْتُه سَلْجاً ولَقِمْتُه، وكذلك: لَعِقْتُه، ولَحِسْتُه2، وجَرِعْتُ الماء وجَرَعْتُه. هذه وحدَها باللُّغتين. الفرَّاء: يُقال: وَرَشْتُ شيئاً من الطَّعام أرِش وَرْشاً: إذا تناول منه شيئاً. أبو زيد: سَلجَ يَسْلَجُ سَلْجاً وسَلَجاناً. غيره: لَسِبْتُ السَّمنَ وغيرَه أَلْسَبُه لَسْباً: إذا لَعِقْتَه. غيرُه: التَّمَطُّق والتَّلَمُّظ: التَّذوق، وقد يُقال في التَّلَمُّظ: إنَّه تحريكُ اللِّسان والشَّفتين في الفم بعدَ الأكل، كأنَّه يتِّبعُ بقيَّةً من الطَّعام بينَ أسنانِه، والتَّمطُّقُ بالشَّفتينِ: أنْ تُضَمَّ إحداهما بالأخرى مع صوتٍ يكون بينهما.
الكسائيُّ عجَمْتُ التمرَ وغيرَه أعْجُمُه عَجْماً. قال: والعَجَمُ مفتوحٌ: النَّوَى، وليس هو من هذا. الأصمعيُّ: في العجَم إنَّه النَّوَى مثله. قال: وواحدته: عَجَمة.
الفرَّاء: جَرْدَبْتُ على الطعام، وهو أنْ يضعَ يده على الشَّيء من الطَّعام يكونُ بين يديه على الخِوَان كيلا يتناولَه غيرُه 3، وأنشدنا في ذلك4:
__________
1 انظر تصحيح الفصيح 1/149.
2 حاشية من التركية 49ب: قوله: وكذلك لَعِقتُهُ ولَحِسْتُه، إنَّما يعني أنه على مثاله في الوزن، لا أنَّه مثله في الباب؛ لأنَّ اللحس ليس أكلاً، وإنْ كان ذوقاً.
3 العين 6/205.
4 البيت في التهذيب 11/249، والمخصص 5/.3، ونوادر أبي مسحل 1/136، والأفعال 2/413 والجمهرة 2/1113.

(2/467)


201- إذا ما كنْتَ في قومٍ شَهاوَى
فلا تجعلْ شمالكَ جَرْدَبانا
قال: وقال بعضُهم: جُرْدُبانا.
أبو زيدٍ: ويقالُ للصبيِّ أوَّل ما يأكل: قد قَرَم يَقْرِم قَرْماً وقُرُوماً. الكسائيُّ: قَضِمَ الفرسُ يَضْمُ، وخَضِمَ الإِنسانُ يَخْضَم، وهو كقَضْم الفَرسِ. وقال غيرُ الكسائيُّ: القَضْمُ بأطرافِ الأسنان، والخَصْمُ بأقصى الأضراسِ1. [وقال غيره: القضمُ: أكلُ اليابس، والخضمُ: أكلُ اللّين الرطب، وذلك في قولِ أبي ذر2 قاله لمروان بن الحكم: يخضمون وتقضم] 3. الأمويُّ: ضاز يضوزُ ضوزاً، أيْ: يأكل أكلاً، وأرمَتِ الإبلُ تَأرمُ أرْماً: أكلَتْ. الفرَّاء: قَطَمْتُ بأطرافِ أسناني أَقْطِم قَطْماً. غيرُه: لَمَجْتُ أَلْمُجُ لَمْجاً: أَكلْتُ. قال لبيدُ4:
202- يلمُجُ البارِضَ لمجاً في النَّدَى
مِنْ مَرابيعِ رياضٍ ورِجَلْ
ونَئِفْتُ أنْأَفُ، ولَسَّ يَلُسُّ لَسّاً: أكل. قال زُهيرُ بنُ أبي سُلمى5:
203- قد اخضرَّ من لسِّ الغَميرِ جَحافِلُه
والعَدْف: الأكْل، والجَرْسُ: الأكل.
__________
1 غريب الحديث 4/187، وتصحيح الفصيح 1/147.
2 في غريب الحديث لأبي عبيد 4/187: في حديث أبي هريرة أنَّه مرَّ بمروان وهو يبني بنياناً له فقال: "ابنوا شديداً وأمِّلوا بعيداً, واخضموا فسنقضم". يقول: استكثروا من الدنيا فإنا سنكتفي منها بالدون.
3 ما بين [] زيادة من التونسية.
4 ديوانه ص 145.
المرابيع: أمطار الربيع, والرِّجل: الأماكن السَّهلة الَّتي ينصبُّ إليها الماء.
5 عجز بيت، وصدره:
[ثلاثٌ كأقواسِ السَّراء ومِسْحلٌ]
وهو في ديوانه ص 66.
الغمير:النبت الأخضر قد غطَّى أرضه.

(2/468)


الباب 108: بابُ إطْعَامِ الرَّجلِ القَوْم
الكسائيُّ: خَبَزْتَ القومَ أخْبِزُهم خَبْزاً: إذا أطْعَمتهم الخُبزَ، وتَمَرْتُهم أَتْمِرُهم، ولَبَنْتُهم أَلْبنُهم من اللَّبن، ولَبَأْتُهم أَلْبَأُهم من اللَّبَأ مقصورٌ مهموز. غيرُه: ولَحَمْتُهم من اللَّحمَ، وأقَطْتُهم من الأقِط. أبو زيدٍ1: أفرسْتُ الأسَدَ حِماراً: ألقيتُه إليه يَفْرِسُه، وشوَيتَ القومَ تَشويةً، وأَشْويتهم إشواءاً: إذا أطْعَمْتَهم شِواءاً، وقال في الدَّابة: قَصَلْتُها2 وَرَطَبْتُها وتَبَنْتُها كلُّه بغيرِ ألِفٍ: إذا علفْتَها قَصيلاً أو رطبة أو تبناً.
__________
1 النوادر ص 132.
2 النَّوادر ص 85.

(2/469)


الباب 109: أبوابُ اللَّبنِ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال أبو عبيد: سمعتُ الأصمعيَّ يقول: أولُ اللَّبنٍ اللَّبَأُ مهموز مقصور، ثمَّ الذي يليه المُفْصِح. يُقال. أفْصَح اللبن: إذا ذهبَ اللَّبأُ عنه، تُمَّ الذي ينصرفُ به عن الضرع حاراً هو الصَّريف، فإذا سكنَتْ رغوته فهو الصَّريح، وأمَّا المَحْضُ فهو ما لم يُخالطْه ماءٌ، حُلواً كانَ أو حامضاً، فإذا ذهبت عنه حلاوةُ الحلَب، ولم يتغيَّرْ طعمُه فهو سَامِط، فإذا أخذ شيئاً من الرِّيح فهو خَامِط، فإذا أخذ شيئاً من طعْمٍ فهو مُمَحَّل، فإذا كان فيه طعمُ الحلاوة فهو قُوهَةٌ. قال: والأُمْهُجان1. الرَّقيق ما لم يتغيّر طعمه. الفراء: العَكيُّ بتشديد الياء هو المَحْض. الأصمعيُّ: فإذا حَذا اللسان فهو قَارِص، فإذا خَثُر فهو الرَّائب، وقد رابَ يَرُوب، فلا يزالُ ذلك اسمَه حتى يُنْزَعَ زُبْدُه، واسمُه على حاله بمنزلة العُشَراء من الإبل، وهي الحامل تمَّ تضع، وهو أسمُها، وأنشد الأصمعيّ2:
204- سقاكِ أبو ماعزٍ رائباً
ومَنْ لكِ بالرَّائبِ الخَاثر
أيْ. رقيقاً من الرائب، ومَنْ لك بالخَاثِر الذي لم يُنزع زُبده؟ يقول: إنما سقاك الممخوض، وكيفَ لك بالذي لم يُمخض؟
__________
1 المخصص 5/41.
2 البيت في التهذيب 5 ا/250، والمخصص 5/42، واللسان والصحاح: روب. والأفعال 3/51.

(2/470)


قال: فإنْ شُرب قبل أنْ يبلغَ الرُّؤوب فهو المظلُوم والظَّليمة. يقال: ظَلمْتُ القومَ1: إذا سقاهم اللَّبنَ قبلَ إدراكِه، وقال2.
[205- وقاثلةٍ ظلمتُ لكم سقائي
وهل يخفى على العَكَد الظليمُ] 3
الكسائيُّ: الهَجيمة: قبل أن يُمخض. الأصمعيُّ: فإذا اشتدَّت حموضةُ الرَّاتب فهو حَازرٌ، فإذا تَقطَّع وصار اللَّبنُ ناحيةً، والماءُ ناحيةً فهو مُمْذَقِرٌّ، فإنْ تلبَّدَ بعضُه على بعضٍ فلم يتقطَّع فهو إدْلٌ، يُقال: جاءنا بإدْلةٍ ما تُطاقُ حَمْضاً، فإنْ خَثُر جداً وتلبَّد فهو عُثَلِط، وعُكَلِط وعُجَلِط وهُدَبد، فإذا كانَ بعضُ اللَّبن على بعض فهو الضَّريب. قال: وقالَ بعضُ أهل البادية: لاَ يكونُ ضريباً إلا من عدَّةٍ من الإبل، فمنه ما يكونُ رقيقاً، ومنه ما يكونُ خاثراً، قال ابنُ أحمرَ 4:
206- وما كنتُ أخشى أن تكون منيتي
ضريبَ جِلادِ الشَّولِ خمطاً وصافيا
فإنْ كان قد حُقِنَ أيّاماً حتى اشتدَّ حمضُه فهو الصَّرْب والصَّرَب. قال الشَّاعرُ5:
__________
1 قال الأزهريُّ: هكذا روي لنا هذا الحرف عن أبي عبيدٍ: ظلمتُ القوم, وهو وهم.
أخبرني المنذري عن أبي العبَّاس أحمد بن يحيى وعن أبي الهيثم أنَّهما قالا: يقال:ظلمتُ السَّقاء وظلمتُ اللبن: إذا شربته, أو سقيته قبل إدراكه وإخراج زبدته. التهذيب 14/383.
2 البيت في التهذيب 14/383, والجمهرة 3/204, واللسان: ظلم وكذا الصحاح.
قال ابن دريد: "أراد عكدة اللسان, وهي أصله, وإنَّما أراد اللسان فلم يستقم له الشعر. والبيت أيضاً في المعاني الكبير 1/404, ومجمع الأمثال 2/406.
3 البيت زيادة من التونسية.
4 ديوانه ص 167.
5 البيت في التفقية ص 152, والمعاني الكبير 1/425, والتنبيهات ص 211, والتهذيب 12/179، والجمهرة 1/313.
قال علي بن حمزة: "إنَّما الصَّرَب هاهنا الصمغ", وكذا ذكره البندنيجي في التفقية, وابن دريد في الجمهرة 1/260.
قال ابن دريد: وربما روي: الضَّرَب, بالضاد, فمن روى الصَّرَب أراد الصمغ, ومن رواه بالضاد أراد اللبن لغليظ الخاثر.
وقال شمِر: قال أبو حاتم: غلط الأصمعيُّ في الصَّرَب أنه اللبن الحامض. قال: وقلتُ له: الصَّرَب: الصمغ, والصَّرْب: اللبن, فعرفه.

(2/471)


207- أرضٌ عن الخيرِ والسلْطانِ نائيةُ
فالأطيبان بها الطرثوث والصَّرَبُ
فإذا بلغَ من الحمض ما ليس فوقَه شيء فهو الصَّقْر، فإذا صُبَّ لبنٌ حليبٌ على حامضٍ فهو الرَّثيئة والمُرضَّة. قال ابن أحمرَ [يهجو رجلاً] 1:
208- إذا شربَ المُرِضةَ قال أوكي
على ما في سقائكَ قد روينا
فإنْ صُبَّ لبنُ الضَّأْنِ على لبنِ المَعز فهو النَّخِيسَة، فإنْ صُبَّ لبنٌ على مَرَقٍ كائناً ما كانَ فهو العَكِيس. أبو زيدٍ: فإنْ سُخَّنَ الحليبُ خاصةً حتى يحترقَ فهو صَحِيرةٌ، وقد صَحَرْتُه أصْحُرُه صَحْراً. الأمويُّ2: فإنْ أُخِذَ حليبٌ فأنقِعَ فيه تمرٌ برنيٌّ فهو كُدَيراء.
الفرَّاء: يُقالُ للَّبن: إنٌه لَسَمْهَجٌ سَمْلجٌ: إذا كان حُلْواً دَسِماً.
__________
1 ديوانه ص 161.
2 في التونسية: الأصمعيّ.

(2/472)


الباب 110: بابُ الخَاثِر من اللَّبنِ
الأصمعيُّ: إذا أدركَ اللَّبنُ لِيُمْخَضَ قيل: قد رابَ رَوْباً ورُؤُوباً، والرُّوْبة: الخميرة التي في اللَّبن، فإذا ظهرَ عليه تحبُّبٌ وزبدٌ فهو المُثْمِر، فإذا خَثُرَ حتى يختلط بعضُه ببعض، ولم تتمَّ خُثورته فهو ملْهاجٌّ، وكذلك كلُ مختلط1. يُقال: رأيتُ أمرَ بني فلانٍ مُلْهاجّاً، وأيقظني حين الهَاجَّتْ عيني، أي: حين اختلط بها النُّعاس، وإذا خَثُر ليروبَ قيل: قد أَدَى يأْدِي أُديّاً. أبو زيدٍ: المُرْغَادُّ مثل المُلْهَاجّ قال: فإذا تقطَّع وتحبَّبَ فهو مُبَحْثِر، فإنْ خَثُر أعلاه وأسفه رقيقٌ فهو هادِرٌ، وذلك بعدَ الحُزُور. الأصمعيُ: فإذا علا دسمُه وخُثورتُه رأسَه فهو مُطثَّرٌ. يقال: خُذْ طَثْرَة سِقائكَ. قال: والكَئْثأَة والكَثْعَةُ نحوُ ذلك. يُقال: قد كَثَع اللبن وكَثأَ. أبو الجراح: وإذا ثَخُنَ اللَّبنُ وخَثُر فهو الهَجيمة. أبو زيادٍ الكلابيُّ: ويقالُ للرائب منه: الغَبِيبَةُ. الكسائيُّ: هو هَجِيمةٌ ما لم يُمْخض.
__________
1 انظر التهذيب 6/55, والمخصص 5/43.

(2/473)


الباب 111: بابُ اللَّبنِ المَخلوطِ بالماءِ
الأصمعيُّ: إذا خُلط اللَّبن بالماءِ فهو المَذِيقُ، ومنه قيل: فلان يَمْذُق الودَّ: إذا لم يُخلصه، فإذا كَثُر ماؤُه فهو الضَّيَاح والضَّيْح، فإذا جعله أرقَّ ما يكونُ فهو السَّجاج، وأنشدنا1:
209- يشربُه مَذْقاً ويسقي عيالَه
سجاجاً كأقرابِ الثعالب أورقا
والسَّمار مثل السَّجَاج. الكسائيُّ: يقالُ: منه سمَّرْتُ اللَّبن، ومن الضيَاح: ضَيَّحْتُه. أبو زيدٍ2: الخَضَار من اللَّبن مثلُ السَّمارَ والسَّجَاج، والمَهْو منه: الرَّقيق الكثيرُ الماء، وقد مَهُوَ مَهاوةً. الفرَّاء: والمَسْجُور: الذيَ ماؤُ5 أكثرُ من لبنه. الأمويّ: النَّسْءُ مثلُه، وأنشدنا لعروةَ بنِ الوردِ3:
210- سَقوني النَّسْءَ ثُمَّ تكنَّفوني
عُداةَ الله من كَذبٍ وزورِ
__________
1 البيت في تهذيب اللغة 10/449، والمخصص 5/46، والكامل 1/98، والمعاني الكبير 1/204, ونظام الغريب ص 63، وشرح أشعار الهذليين 1/23.
2 النوادر ص 134.
3 ديوانه ص 32.

(2/474)


الباب 112: بابُ رِغْوةِ اللَّبنِ ودُوَايته
أبو زيدٍ: الثُّمالَة من اللَّبنِ: رِغْوَته1. أبو عبيدة: الجُبَاب: ما اجتمعَ من أَلبانِ الإِبل خاصَّةً, فصارَ كأنَّه زبد. قال: وليسَ للإبل زبدٌ, إنّما هو شيءٌ يجتمعُ فيصيرُ كأنَّه زبدٌ. الأصمعيُّ: والدَّاوي من اللَّبن: الذي تركبُه جليدة، وتلك الجُليدة تُسمى الدُّواية، فإذا أكلها الصبيان قيل: ادَّوَوْها. [الكسائيُّ: هي الدِّواية والدُّواية، وقد دوَّى اللبن: إذا فعل ذلك] 2.
__________
1 ما اختلفت ألفاظه ورقة 3أ.
2 ما بين [] سقط من التركية.

(2/475)


الباب 113: بابُ أسماءِ اللَّبن
أبو عمروٍ: الرِّسْلُ: هو اللََّبن ما كان. قال: وكذلك الرِّسْلُ من المَشْي، بالكسر أيضاً. الكسائيُّ: الرٍِّسْلُ: اللَّبن، والرَّسَل: الإِبل. أبو عمروٍ: الغُبْر: بقيَّةُ اللََّبن في الضِّرع، وجمعه: أغبار [وأنشد1:
211- لا تكسعِ الشَّولَ بأغبارها
إنَّك لا تدري من النَّاتجُ
يقول: تضرب ضروعها بالماء البارد فينقطع لبنها فتلقح، فيقول: فلا تكسعها, دع ألبانها لتنتفع بها؛ فإنك لا تدري من الناتج. يقول: يُغار عليها فتؤخذ] 2.
أبو زيد: الإحلابةُ: أنْ تحلب لأهلك، وأنت في المرعى لبناً، ثم تبعث به إليهم. يقال منه: أحلبتهم إحلاباً، واسمُ اللَّبن: الإحلابة. قال: والماضرُ من اللبن: الذي يحذي اللسان قبل أنْ يُدرك، وقد مضَر يَمضُرُ مضوراً، وكذلك النبيذ. قال: وقال أبو البيداء: اسمُ مُضَر مشتقٌ منه3. [قال أبو عبيد: ولم نسمع العرب تقول: مَضَر في النبيذ] 4.
__________
1 البيت للحارث بن حلَّزة. وهو في التهذيب 8/122, والعين 1/192, والجمهرة 1/320, والسمط 638, والمقاييس: كسع 5/177.
2 ما بين [] زيادة من الأسكوريال, وفي حاشيتها: هذا لأبي محمَّد عن السكري, وليس لأبي عبيد.
3 اشتقاق الأسماء ص 99.
4 ما بين [] زيادة من التركية.

(2/476)


الباب 114: بابُ عُيوب اللَّبن
الأصمعيُّ: الخَرَطُ من اللَّبن: أنْ يصيبَ الضرعَ عينٌ، أوْ تربض الشاة أو تبرك الناقة على ندًى، فيخرجَ اللبنُ مُنْعَقِداً كأنَه قِطَعُ الأوتار، ويخرج معه ماء أصفر. يقال: قد أخرطَتِ الشَاة والناقة فهي مُخْرِط، والجمع: مخاريط، فإذا كان ذلك عادةً لها فهي مِخْرَاط، فإذا احمرَّ لبنُها ولم تُخْرِط فهي مُمْغِرٌ ومُنْغِرٌ، فإنْ كانَ ذلك عادةً لها فهي مِمْغَارٌ ومِنْغَارٌ1.
__________
1 الشاة للأصمعي المطبوع ص 73.

(2/477)


الباب 115: بابُ الزُّبدِ يُذابُ للسَّمْن
أبو زيدٍ: الزُّبْدُ حينَ يُجعل في البُرْمَةِ ليُطبخ سمناً فهو الإِذْوَاب والإِذْوَابة، فإذا جادَ وخلَص ذلك اللَّبنُ من الثُّفْلِ فذلكَ البَّن الإثْر، والإخْلاص، والثُّفْل الذي يكونُ أسفلَ اللَّبن هو الخُلوص. [أبو زيد] 1: وإنِ اختلطَ اللَّبنُ بالزُّبد قيل: ارْتَجَن. الأمويُّ: يقال: قَردْتُ في السِّقاء قَرْداً: جمعتُ السَّمن فيه. الكسائيُّ: وُيقال لثُفْل السَّمن: القِلْدَة والكُدَادة والقِشْدَة.
__________
1 زيادة من المحمودية.
2 ديوانه ص 669.
انصاعت: ذهبت هاربة، الحقب: الحُمر الوحشية، ويقال: قصع صرَّته، أي: قتل عطشه.
3 مابين [] زيادة من التونسية.
4 في النوادر ص 67: تنقَعُ، أي: تروى.

(2/478)


الباب 116: بابُ الشَّرابِ
الأصمعيُّ: أقلُّ الشُّرب التَّغمُّرُ. يُقال: تغمَّرْتُ، وهو مأخوذ من الغُمَر: وهو القدَحُ الصغير. [قال الأصمعيُّ: أوَّل الشُّرب، وقال مرَةً أخرى: أقلُّ الشُّرب] 1.
أبو عمروٍ: أَمْغَد الرَّجل إمْغَاداً: إذا أكثر من الشُّرب، فإنْ شرب دُون الرِّيِّ قال: نضحْتُ الرِّي، بالضاد، فإنْ شربَ حتى يَروى قال: نَصحْتُ بالصَّاد الرِّي نصْحاً، ويَضعتُ به، ونقعتُ، وقد أبضعني وأنقعني، والنَّشح دون النضح ويقال: هما واحداً. قال ذو الرمة2:
212-[فانصاعت الحقبُ لم تقصع صرائرُها 3
وقد نشحْنَ فلا ريّ ولا هيمُ
أبوزيدٍ 4: قد نَقَعْتُ به، ومنه: أنقَعُ نُقُوعاً، وبَضعْتُ به، وأنه أبْضَعُ بُضُوعاً.
__________
1 ليس في التونسية.

(2/479)


الأصمعيُّ: فإنْ جرَعَه جَرْعاً فذلك الغَمْجُ 1، وقد غَمَجَ يَغْمِجُ. الكسائيُّ: فإنْ أكثَر منه قيل: لَغِيَ بالماء يَلْغى. أبو زيدٍ: فإنْ غصَّ به فذلك الجَأْز، وقد جَئِزْتُ أجْأَزُ، فإنْ أكثَر منه وهو في ذلك لا يُروى قال: سَفِفْتُ الماءَ أسَفُّهُ سفَّاً، وسَفِتُّه أسْفَتُه سَفْتاً. الكسائيُّ: سَفِهْتُه أسْفَهُه: إذا أكثرْتَ فلا تَروى، والله أسفهكَهُ. اليزيديّ: وكذلك بَغِرْتُ بالماء بَغَراً، ومَجِرْتُ مَجَراً.
أبو الجرَّاح: فإذا كظَّه الشَرابُ وثَقُلَ في جوفِه فذلك الإعْظَار، وقد أعْظَرني الشَرابُ. غيرُه: التَرَشُّفُ: الشُرب بالمصَّ. الأصمعيُ: تحبَّبَ الحمارُ: إذا امتلأ من الماء، وعنه: والمُجدَّح: الشَّراب المُخوَّض بالمِجْدَح، وقال الحُطيئةُ2:
213-[فقالت: شراب بارد فاشربنَّه]
ولم يدرِ ما خاضَتْ له بالمجادح
أبو زيدٍ: فإنْ شربَ من السَّحَر فهي الشَّربةُ الجاشرية. يعني: حين جشرَ الصُّبحُ، وهو طلوعُه، وإذا سقى غيرَه أيَّ شرابٍ كان، ومتىَ كان قال: صفحْتُ الرَّجُل أصْفَحُهُ صَفْحاً.
الأصمعيُّ: فإنْ مجَّ الشَّراب قال: أزْغلْتُ زغلةً، أيْ: مجَجْتُ مجَّةً، وقال أيضاً: تغفَّقْتُ 3 الشَّراب تغفُّقاً: شربته. الأموي: اقتَمعْتُ ما في السَّقاء: شربته كلَّه وأخذته. غيرُه: الغُرْقَة مثلُ الشَّرْبة. قال الشَّماخ يصفُ ألإِبل4:
214- تُضحي قد ضمِنَتْ ضَرَّاتُها غُرقاً
من ناصعِ اللَّونِ حلوِ الطَّعمِ مجهود
ويروى: [حلوٍ غير مجهود] أجود.
__________
1 حاشية من الأسكوريال: عند أبي محمد: الغَمَجُ متحرِّك, عن عليٍّ وغيره, وعن السُّكري ساكن.
قال أبو علي: والإسكانُ أحسن.
2 ديوانه ص 202, وما بين [] زيادة من التونسية.
3 في القاموس: تغفَّق الشَّراب: شربه يومه أجمع.
4 ديوانه ص 117.

(2/480)


والنُّغْبَة: الجُرْعة، وجمعُها: نُغَب. قال ذو الرُّمةِ1:
213- حتى إذا زلجَتْ عنْ كلِّ حَنجرةٍ
إلى الغَليل ولم يَقصعْنَه نُغَب
الفرَّاء: قد صَئِبَ وقَئِبَ وذَئح: إذا أكثر من شُرب الماء، وقال الفرَّاء: تمقَّقْتُ الشَراب تمقُّقاً، وتَوتَّحْتهُ وتمزَرْتُه: إذا شربَ قليلاً قليلاً.
عن أبي عمروٍ: نَئِف في الشَّراب: ارتوى، قال أبو العالية الرياحي2 في الحديث: [اشرب النِّيذَ ولا تُمزِّرْ] 3 [أي: كما تشربوا الماء] 4، وأنشدني الأمويُّ، وذكر الخمرَ5:
216- تكونُ بعدَ الحَسْوِ والتمزُّرِ
في فمِه مثلَ عصيرِ السُّكر
__________
1ديوانه ص 22.
زلجت: زلقت, والغليل: حرارة العطش, لم يقصعنه: أي: لم يكسرنه.
2 اسمه رُفيع بن مهران, ثقة كثير الإرسال, قرأ القرآن على أبيِّ بن كعب, وسمع من عمر وابن مسعود. وعنه قتادة وأبو عمر بن العلاء, له تفسير, وخرَّج حديثه الجماعة, مات سنة 93 هـ.
انظر تقريب التهذيب ص 210, وطبقات المفسِّرين 1/178.
3 انظر غريب الحديث 4/390.
ووهم محقق كتاب غريب الحديث في أبي العالية, فظنَّه زياد بن فيروز, نقلاً عن هامش الفائق. والصحيح ما أثبتناه. وفي المحمودية: [اشربوا النبيذ ولا تمزَّروا] .
4 زيادة من المحمودية. وفيها: اشربوا النبيذ ولا تمزِّروا.
5 الرجز في غريب الحديث 4/390, والمخصص 11/94, والمجمل 4/830, وتهذيب اللغة 13/209, والعين 7/366, والأفعال 4/201.

(2/481)


الباب 117: بابُ العَطَشِ
أبو زيدٍ: الأُوَام: العَطَشُ، وهو أيضاً: الجُؤاد بالهمز؛ واللُّوَاب، واللُّوَاح، يُقال منه: جِيْدَ الرَّجل فهو مَجُود. أبو عبيدة: في الجُؤاد مثلَه، ولابَ يلوبُ، ولاحَ يلوحُ. قال1: والغَيْمُ: العطش أيضاً، وأنشد2:
217- ما زالتِ الدَّلْوُ لها تعودُ
حتى أفاقَ غيمها المجهودُ
واللُّهْبَة3: العَطَش، وقد لَهِبَ الرَّجل يَلْهَبُ لَهَباً، وهو رجل لَهبانٌ، وامرأةٌ لَهْبى.
أبو عمروٍ: الصَّارَّة: العطش، وجمعُها: صَرائرُ، وهو قولُ ذي الرُّمةِ4:
218- وانصاعتِ الحُقب لم تَقصعْ صرائرُهاْ
وقد نشحْنَ فلا ريٌّ ولا هِيمُ
غيرُه: الأُحَاح: العَطَش. الفرَّاء قال: من الأُحَاح: في صدرِه أُحاح [وأَحيحةٌ من الضِّغْن] 5. وقال غيرُه: الأُحَاحُ والغليل والغُلَّة: العَطَشُ، والصَّدَّى مثلُه، والحِرَّة مثله. غيرُه: رجل مَغْلُول، من الغُلَّة. أبو عمرو: الغَيْمُ والغَيْنُ: العطش، وقد غَامَ يَغِيمُ، وغَانَ يَغِينُ.
__________
1 النوادر ص 49.
2 البيت في النوادر ص 49, والتهذيب 8/216, والمخصص 5/37, والألفاظ ص 462, والأفعال 2/21.
3 النوادر ص 133.
4 تقدَّم قريباً ص 479.
5 ما بين [] ليس في الأسكوريال.

(2/482)