تصحيح التصحيف وتحرير
التحريف الهمزة والثاء
المثلثة
(ح) ومن جملة أوهامهم أن يسكّنوا لام التعريف في مثل الاثنَين،
(1/79)
وقطعوا ألف الوصل احتجاجاً بقول قَيْس بن
الخَطيم:
إذا جاوزَ الإثنين سِرٌ فإنه ... بِنَثٍّ وتكثير الوُشاةِ قمينُ
والصواب في ذلك أن تُسْقَطَ همزة الوصل وتُكْسَر لام التعريف، والعلة
في ذلك أنه لما دخلت لام التعريف على هذه الأسماء صارت همزة الوصل
حشواً، والتقى من الكلمة ساكنان: لام التعريف والحرف الساكن الذي بعد
همزة الوصل، فلهذا وجب كسر لام التعريف، وأما البيت فمحمول على
الضرورة، على أن أبا العباس المبرد ذكر أن الرواية فيه:
إذا جاوزَ الخِلَّيْنِ ...
قلت: وقد أحسن، وبالغ في الأمر بحفظه السرّ وألاّ يخرج من فم صاحبه،
مَنْ فسّر الاثنينِ في بيت قيس بن الخطيم، أن المراد بذلك الشفتان.
(وق) ويقولون: رجل أثَطّ. وإنما هو ثَطّ، قال الشاعر:
كلِحيةِ الشّيْخِ اليَماني الثّطِّ
(1/80)
(ص) وقولهم: أثَرٌمّا أصله عند العرب:
افعَلْ ذلك آثِراًمّا، أي أوّل شيء، فغيروه.
(ح) يقولون: لقيتهما اثْنَيْهما، مقايسة على قولهم: لقيتهم ثلاثتهم،
فيوهمون في الكلام والمقايسة وهمين، لأن العرب تقول في الاثنين
لقيتهما، من غير أن تفسّر الضمير، وتقول رأيتهم ثلاثتهم، فتفسر الضمير،
فإن أرادت أن تخبر عن أفرادهما باللقاء قالت: لقيتهما وحدهما، والفرق
بين الموضعين أن الضمير في لقيتهما مثنى، وهو لا تختلف عدّتُه، وفي
ثلاثتهم وخمستهم مبهم غير محصور، فاحتيج الى تفسيره.
(ك) حدثنا عبد الله بن المُعتزّ، قال: حدثني محمد بن هُبَيْرَة،
صَعوداء قال حضرت أنا وأبو مُضَر مجلس محمد بن حبيب وهو يملي:
(1/81)
إني إذا ما الليلُ كان ليلين
ولجلج الحادي لسانا اثنين
لم تُلفِني الثالث بين العِدْلَين
فقال لي: أبو مضر: غيّره والله، فسئل عن تفسير لسانا اثنين فلم يأتِ
بشيء، فقال أبو مضر: أنشدنيه الناس:
ولجلج الحادي لسانا ثنيين
أي ثنى لسانه من شدة النعاس ولجلج.
قال صعوداء: وصدق أبو مضر، وقد قال ذو الرمة:
والنوم يسْتَلِبُ العَصا من رَبِّها ... ويلوكُ ثِنْيَ لِسانِه
المِنْطيقُ |