تصحيح التصحيف وتحرير التحريف

الهمزة واللام
(ح) يقولون: قُبضت ألفاً تامّةً. والصواب أن يذكر فيقال: ألفٌ تام، كما قالت العرب: ألفٌ صَتْمٌ وألف أقْرع، والدليل على تذكير الألف قوله تعالى: (يُمدِدْكُمْ ربُّكُم بخَمْسَةِ آلافٍ من الملائكة ... ) ، وأما قولهم هذه ألف درهم، فلا يشهد ذلك بتأنيث؛ لأن الإشارة وقعتْ الى الدراهم، والتقدير: هذه الدراهم ألْف.
(ح) يقولون: ما آليْتُ جَهْداً في حاجتك. ومعنى ما آليْتُ: ما حلَفْتُ، وتصحيح الكلام أن يقال: ما ألَوْتُ، أي ما قصّرتُ.

(1/123)


(ح) ويقولون: جاءني القوم إلاّكَ فيوقعون الضمير المتصل بعد إلا كما يقع بعد غير، كما وهِم أبو الطيب في قوله:
ليس إلاّكَ يا عليُّ هُمامٌ ... سيْفُه دونَ عِرضِه مَسْلولُ
والصواب ألاّ يوقَع بعد إلاّ إلا الضمير المنفصل، كما قال تعالى: (أمرَ ألاّ تعبُدوا إلا إيّاه) .
(ق ح) ويقولون: قرأتُ الحواميم والطواسين. والصواب: قرأت آل حاميم وآل طس، وقال ابن مسعود رضي الله عنه: آل حاميم ديباجُ القرآن، وقال أيضاً: إذا وقَعْتُ في آلِ حاميم وقعتُ في روضاتٍ أتأنَّقُ فيهن، وعليه قول الكميت:
وجَدْنا لكُم في آل حاميم آيةً ... تأوّلَها منّا تقيٌ ومُعْرِبُ
يريد بذلك قوله تعالى في حم. عسق: (قُل لاّ أسْألُكُمْ عليه أجْراً ... ) الآية.

(1/124)


(و) العامة تقول: القتالُ غداً والذي إليه. والصواب: والذي يَليه.
(ز) ويقولون لجمع اللِّجام: ألْجُم. والصواب: لُجُم، قال النابغة:
خيْلٌ صِيامٌ وخيلٌ غيرُ صائمةٍ ... تحتَ العَجاجِ وأخرى تَعلكُ اللُّجُما
ولا يكون أفْعُل جمعاً لِفعالٍ إلا أن يكون مؤنثاً نحو: لِسان وألْسُن، فمَنْ أنتّ اللِّسانَ والعُقاب قال: ألْسُن وأعْقُب.
(ص) ويقولون: قال النبيُّ عليه السلام: (ألِدوا وتَوالَدوا) . والصواب: لِدوا.
قلت: ومنه قول الشاعر:
لِدوا للمَوْتِ وابْنوا للخَرابِ ... ............
(ق و) تقول العامة: سألتك ألاّ فعلتَ، بفتح الهمزة. والصواب بكسرها.

(1/125)


(م ز ص) ويقولون للجماعة يجتمعون على الإنسان في خصومة: هم إلْبٌ عليه. والصواب: ألْبٌ، بالفتح.