تصحيح التصحيف وتحرير
التحريف حرف العين المهملة
(ز) يقولون: لم أفعلْ هذا عادَ، بمعنى حتى الآن. والصواب لم أفعل هذا
بعْدُ، وأما عادٌ فاسم الأمّة، وعادٌ أيضاً جمع عادَة، ولا وجه له
هاهنا. وأنشد أبو عليّ لبعض الأعراب:
قضَيتُ الغواني غيْرَ أنّ لُبانَةً ... لأسماءَ ما قَضّيْتُ آخرَها
بعْدُ
قلت: بقي من أقسام عاد التي ذكرها الزبيدي عادَ الفعل الذي هو بمعنى
رجَع، من العَوْد.
(زص) ويقولون للذي لا زوج له عازِبٌ، وللمرأة عازِبَة. والصواب:
عَزَبٌ، والأنثى عزَبة، قال الشاعر:
هَنيئاً لأربابِ البُيوتِ بُيوتُهمْ ... وللعَزَبِ المسكين ما يتلمّسُ
وقد يقال للأنثى: عزَبٌ أيضاً لقول الشاعر:
يا مَنْ يدُلّ عزَباً على عزَبْ
(ص) ويقولون: كُلّ يومٍ ليلتُه قبْلَه إلا يومَ عاشوراء، فإن ليلته
بعدَه. وليس كذلك، إنما قال أهل العلم: كل يوم ليلته قبله إلا يوم
عرَفَة.
(1/371)
(ص) ويقولون: كتاب العارِية. والصواب
العاريَّة، بتشديد الياء.
(ق و) تقول العامة: كذَبَ العاذِلون بالله، بالذال معجمة، وهو بالدال
المهملة.
(ص) ويقولون: يوم عاشورا. والصواب عاشوراء بالمد، وقد حُكِيَ عن أبي
عمرو: عاشورا، مقصوراً.
(وص) ويقولون: ما عازَك من شيء فهو عندي، وما يَعوزني إلا كذا.
والصواب: أعْوَز يُعْوِز.
(ق) ومن ذلك العامُ والسّنَة، لا يفرق عوامُّ الناس بينهما ويضعون
أحدهما موضع الآخر، فيقولون لمَن سافر في وقت من السنة الى مثله، أي
وقت كان: سافر عاماً. والصواب ما أُخبِرت عن أحمد بن يحيى، رحمه الله
تعالى، أنه قال: السَّنَة من أي يوم عددتها فهي سَنَة، والعام لا يكون
إلا شتاءً وصيفاً، وليس السنة والعام مشتقين من شيء،
(1/372)
قال: فإذا عددنا من اليوم الى مثله فهو
سنة، يدخل فيه نصف الشتاء ونصف الصيف، والعام لا يكون إلا صيفاً وشتاء،
ومن الأول يقع الرُّبُع والرُّبُع والنصف والنصف، إذا حلَف لا يكمله
عاماً لا يدخل بعضه في بعض إنما هو الشتاء والصيف، والعام أخص من
السنة، فعلى هذا تقول: كلّ عامٍ سنةٌ وليس كلّ سنةٍ عاماً.
(ص) يقولون علقمة بن عَبْدَة، بالسكون. والصواب فتح الباء، وهو وحده
عبَدَة، وسائر الأسماء عَبْدَة بالإسكان، منهم عَبْدَة بن الطبيب
وغيره.
(ح) ويقولون: ما عتّبَ أن فعل كذا. ووجه الكلام: ما عتّم، أي ما أبطأ،
ومنه اشتقاق صلاة العَتَمة لتأخير الصلاة فيها.
(ص) ويقولون: عَتْنون. والصواب عُثْنون، بالضم من العين وبالثاء.
قلت: العُثْنون شُعَيرات طوال تحت حَنَكِ البعير يقال بعير ذو عثانين،
كما قالوا لمَفْرِق الرأس مفارق، وهو بالثاء المثلثة.
(ص) ويقولون: عبد الرحمن بن القاسم العُتَقِي، بفتح التاء. والصواب
العُتُقي، بضمها.
(1/373)
(وص) ويقولون: عُتِقَ المملوك. والصواب:
عتَقَ وأُعتِق. وفي الحديث: وإلا فقد عتَق منه ما عتَقَ، بفتح العين
والتاء.
(و) العامة تَقْصُر العِتْرَةَ على الذرية فقط. والصواب أنها الذرية
والعشيرة الأدْنَوْن.
(ص) يقولون: رفَعَ ثيابَه على عَتِقِه. والصواب: على عاتِقِه.
(وق) ويقولون: العِثْقُ. والصواب: العِذْقُ، بالذال، وهم يقولونه
بالثاء المثلثة.
(وق) ويقولون: عَجوزَة. والصواب: عَجوز. فإذا صغّرتَ قلت: عُجَيِّز،
كما قال الشاعر:
عُجَيِّزٌ عارِضُها مُنْفَلُّ
طَعامُها اللُّهْنَةُ أو أقَلُّ
(1/374)
(ص) ولا يفرقون بين العَجْزِ والكسَل.
والعَجْز عن الشيء هو ألا يستطيعه، والكسَل: أن تترك الشيء وتتراخى عنه
وإن كنتَ تستطيعه.
(ز) ويقولون: عجَزْت عن الشيء، وإن كان يستطيعه، والصواب: كسِلتُ عنه،
قال: وحُدِّثْتُ أنّ بعض الصُنّاع بمكة وعدَ رجلاً من أهل العِلْم
بصناعة شيء من عمله، وحدّ له وقتاً، فأتاه للوقت فلم يجد ذلك الشيء
كاملاً، فقال له: أعجزت؟ فقال لم أعجز ولكن كسِلتُ، قال: فتصاغرت إليّ
نفسي أنْ يكونَ الصانِعُ أعلَمَ بمواقع الكلام مني.
(و) العامة تقول: عَجْمُ الزبيب، بسكون الجيم. والصواب فتحها.
(ز) يقولون: عدَنْبَس، فيلحقون نوناً. والصواب: عدَبَّس، والعدَبَّس
الأسد.
قلت: هو بتشديد الباء.
(ح) ومن كلامهم في الدعاء الذي لا يراد وقوعه لمن قُصِدَ به: لا عُدَّ
مِن نفَرِه، كما قال امرؤ القيس:
(1/375)
فهْوَ لا تَنْمي رَميّتُهُ ... ما لَه
عُدَّ مِن نفَرِهْ
فظاهر كلامه أنه دعاء عليه بالموت الذي يخرج عن أن يعد من قومه، ومخرج
هذا القول مخرج المدح له والإعجاب بما بدا منه، لأنه وصفه بسداد
الرماية وإصماء الرميّة، وهو معنى قوله: لا تَنمي رميَّتُه، لأنهم
قالوا في الصيد رماه فأصماه، إذا قتله مكانه، ورماه فأنماه، إذا غاب عن
عينه ثم وجده ميتاً، ونظير هذا قولهم للشاعر المُفْلِق: قاتله الله،
وللفارس المِحْرَب: لا أبَ له.
(ك) حدثنا عون بن محمد، ثنا النّضر بن حديد قال: كنا عند الأحمر فأنشد
يوماً ليزيد بن خَذّاق، من عبد القيس:
إذا ما قطَعْنا رَمْلَةً وعذابَها ... فإنّ لنا أمراً أحذَّ غموسا
فقال له رجل في المجلس: أنتَ أنشدتنا وعدابها، فقال له الأحمر: وما
العداب؟ قال: مسترق الرمل. فقال له: لك عندنا صلة مذ
(1/376)
أيام، فرُحْ إلينا لأخذها.
قلت: العَداب بالفتح ما استرق من الرمل، ومنه قول الشاعر:
كثَوْر العَداب الفرْدِ يَضْربُه النّدى ... تَعلّى النّدى في مَتْنِه
وتحدّرا
والنّدى الثاني: الشحم.
(س) قال الأصمعي: إن أبا عبيدة كان يصحّف في عُدُس بن زيد بن عبد الله
بن دارم فيقول: عُدَس مفتوح الدال، وذكر محمد بن حبيب أيضاً ذلك عن أبي
عبيدة في عُدَس.
قلت: عند أهل النسب أن عُدس الذي في تميم وحده مضموم الدال، وكل عُدس
سوى هذا في العرب فهو مفتوح، هذا مذهب البصريين وخالفهم ابن الأعرابي
فقال: كل عدس في العرب فهو مفتوح إلا عمرو بن عمرو بن عُدُس.
(ز) ويقولون للذي يُحدِث عند غشيان النساء: عُذْيوط.
والصواب: عِذْيَوط على وزن فِعْيَوْل مثل كِدْيَوْن وحِرْدَون، ولا
نعلم شيئاً على مثال فُعْيُوْل في اسم ولا صفة.
(1/377)
(ص) ويقولون للشاعر: العَرَجيّ، بفتح
الراء. والصواب سكونها، وهو من ولَد عثمان رضي الله عنه، منسوب الى
عرْج الطائف.
(ص) ويقولون: عِرابَةُ الأوسي. والصواب عَرَابَة، بفتح العين، قال
الشماخ:
إذا ما رايةٌ رُفِعَتْ لمَجْدٍ ... تلقّاها عَرابَةُ باليمينِ
(ص) ويقولون: عرّسَ الرجلُ بامرأته. والصواب: أعرس. فأما عرّسَ فهو
النزول آخر الليل.
(ص ز) ويقولون لشجر في الجبال عَرْعار. والصواب عَرْعَر، قال بشر بن
أبي خازم:
وصَعْبٍ تَزِلّ العُصْمُ عن قُذُفاتِه ... بحافاتِه بانٌ طِوالٌ
وعَرْعَرُ
(ز) ويقولون دابة عَريّ. والصواب: عُرْيٌ، يقال جمل عُرْي وحِمار عُري
والجمع أعْراء، وقد اعْرَوْرَيْتُ الدابّة اعْرِيراءً.
(1/378)
(ص) ويقولون: نعوذ بالله من الجوع والعُرا.
والصواب: والعُرْي بالياء وسكون الراء.
(ق زوص) ويقولون: عَروسة. والصواب عَروس، وكذلك يقال للرجل أيضاً، قال
الشاعر:
أترضَى بأنّا لم تجِفّ دِماؤُنا ... وهذا عَروساً باليمامةِ خالِدُ
(ص) ويقولون: عرْطَزَ المُهْرُ، إذا مرّ يمْرَح أو يرمح. والعَرْطَزة
عند العرب التّنحّي، يقال عرطز الرجل إذا تنحّى.
(ص) ويقولون: عرِفتُ مُرادَك. والصواب عرَفْتُ، بفتح الراء.
(ص) ويقولن: عرَصَة الدار. بفتح الراء. والصواب إسكانها.
(ص) ويقولون: عَرَمَة الطعام. والصواب عَرْمَة، بسكون الراء.
(ص) ويقولون في الحديث: فأُتِيَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم
بعَرْقِ تمرٍ، بالإسكان. والصواب تحريك الراء بالفتح.
(1/379)
والعَرَقُ: المِكْتَل، وعن أبي عمران، رضي
الله عنه، قال: رويناه بعَرْق بالإسكان. والصواب بالفتح.
(ص) ويقولون: العَيْن والعَرَض، ويباع الدين بعَرَض. والصواب عَرْض
بسكون الراء.
(و) العامة تقول: فلان عرَبيّ، إذا نسبه الى العرب وإن لم يكن بدوياً
أو كان بدوياً. والصواب أنه عَرَبيّ وإن لم يكن بدوياً.
(ق و) ويقولون للخشبة التي في رأسها حُجْنَة: عُرْقافَة. والصواب
عُقّافة.
(و) العامة تذهب الى أن العِرْضَ سَلَفُ الرجل من آبائه وأمهاته، وليس
كذلك، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أيعجَزُ أحدُكم أن يكون كأبي
ضَمْضَم، كان يقول: اللهم إني قد تصدّقتُ بعِرْضي على مَنْ ظلَمَني) .
(ص) العَرْصَة عندهم كلّ بناء قائم كالسارية، وليس كذلك، وإنما
العَرْصة كل بقعة ليس فيها بناء.
(ص) يقولون: العَرْبون، وفيه ست لغات: عَرَبُون وعُرْبون وعُرْبان
وأرَبُون وأُرْبُون وأُرْبان، وهم يقولونه بإسكان الراء، ولا يجوز.
(1/380)
قلت: الأول فتح العين والراء، والثاني ضم
العين وسكون الراء، والثالث ضم العين وسكون الراء وألف بدل الواو،
والرابع فتح الهمزة والراء، والخمس ضم الهمزة وسكون الراء، والسادس ضم
الهمزة وسكون الراء وألف بدل الواو.
(م) ويقولون: جارية عَزْباء، للتي لا زوج لها، والصواب: عَزَبَة،
وعَزَب للرجل.
(ق ح) ويقولون لفم المزادة: عَزْلَة، وفي كلام العرب عَزْلاء وجمعها
عَزالِي، ومنه قول الشاعر:
سَقاها منَ الوسميِّ كُلُّ مُجَلْجلٍ ... سَكوبُ العَزالِي صادِق البرق
والرّعْدِ
(ص) ويقولون في قول الشاعر:
أتعْرِفُ رَسْماً كاطّرادِ المذاهبِ ... لعَزّةَ وحْشاً غيرَ موقف
راكِبِ
والصواب أنه لعمرة بدلاً من عزّة.
(و) العامة تقول لجميع الأغاني عَزْف، وليس كذلك، والعَزْف أصوات
القِيان إذا كان فيها عود.
(ص) ويقولون: رجل عَسَرِيّ، إذا كان يعمل بشماله. والصواب أعسَر.
(1/381)
(و) العامة تُطلقُ العَسَس على الواحد، وهو
للجماعة، جمع عاسٍّ، وعسسَ كغائب وغَيَبٍ.
(ص) ويقولون وقد عصّب بطنَه بعِصابةٍ. والصواب بالتخفيف، ولا يكاد
يُستَعمل عصّبَ بالتشديد إلا في التاج، يقال ملِك مُعَصَّب، ومريض
مَعْصوب الرأس.
(ق و) العامة تقول: ضُرِب فلانٌ بالعُصْي، ولا تشدد. والصواب بالعِصيّ،
بكسر العين وتشديد الياء.
(و) العامة تقول: ضُرِبَ فلانٌ بالعُصْي، ولا تشدد. والصواب بالعِصيّ،
بكسر العين وتشديد الياء.
(و) العامة تقول: هذه عصاتي، قال الفراء: أوّلُ لحْن سُمِعَ بالعراق:
هذه عصاتي، والصواب: عَصاي.
قلت: قال الله سبحانه وتعالى: (قالَ هيَ عَصايَ ... ) .
(ح) يخبِطون خبْطَ العشواءِ فيما يُكتَب من الأسماء المقصورة بالألف
وما يكتب بالياء. والحكم فيه أن تُعتَبر الألف فيه، إن كانت منقلبة عن
واو كتب ذلك بالألف، وإن كانت من ذوات الياء كتب بالياء، فعلى هذا تكتب
العصا والقفا بالألف لقولك في الفعل منهما: عصوت وقفوت.
(1/382)
(ز) يقولون للتّين الرَّطْب: عَصير.
والعصير ما عصر من العنب وما أشبهه من الثمرات، قال عروة بن الورد:
بآنسةِ الحديثِ رُضابُ فيها ... بُعَيدَ النومِ كالعنبِ العَصيرِ
(ص) يقولون في جمع عِضَة: عِضات. والصواب عِضاه، ترد المحذوف من عضة
كما تقول في جميع شَفَة: شِفاه، بالهاء.
(ق و) العامة تقول للذي يُحْدثُ عند الجِماع: عُضْرُوط، وهو غلط، إنما
هو العِذْيَوْط، والعُضْرُوط الذي يخدمُك بطعام بطنه، قال الأصمعي: هم
الأُجَراء.
(و) العامة تقول: عَطِستُ، بكسر الطاء. والصواب فتحها.
(ص) ويقولون: عُفوان الأمر، يعني معظمه. والصواب عُنْفُوان، وعُنْفوان
الشيء: أوّله، لا معظمه. وهو بزيادة النون.
(ص) ويقولون: عَقّت الدابّة. والصواب: أعقّت، ولكن لا يقال لها مُعِقٌ،
وإنما يقال لها عَقوق.
(1/383)
(ص) ويقولون: عَقِل المجنون، وينشدون قول
الشاعر:
يسُرُّنا أنْ تَمرَّ أشْهُرُنا ... ولو عَقِلْنا لكان يُبكينا
بكسر القاف، والصواب فتحها.
(ح) ويقولون في تصغير عَقْرب: عُقَيْرَيَة. والعرب تصغرها عُقَيْرِب،
كما تصغر زَينب على زُيَينب، لأن الهاء إنما ألحقت في تصغير الثلاثي،
نحو قِدْر وقُدَيرة وشمس وشميسة لخفته، والرباعي لما ثَقُلَ بكثرة
حروفه نُزِّل الحرفُ الأخير منه منزلة هاء التأنيث.
(و) العامة تقول: ما له عِقار بكسر العين. والصواب فتح العين، لأن
العَقَار بالفتح: للنخل.
(ص) ويقولون لما تجمعه المرأة من شعرها: عُكْسَة. والصواب عِقْصَة،
وجمعها عِقاص.
قلت: يقولونها بعين مضمومة وكاف بعدها، والصواب بعين مكسورة بعدها قاف
ساكنة.
(ز) ويقولون لدُرْدِي الزيت وغيره: عُكارٌ. والصواب: عَكَر، العَكر كل
ما خشُنَ من شراب أو صِبْغ، وكذلك عَكَر النبيذ والجِرْيال.
(ز) ويقولون: عَكْرِمة. والصواب عِكْرِمة.
قلت: الصواب بكسر العين والراء.
(1/384)
(ص) يقولون قول البحتري:
عرِّجْ على حلَبٍ فَرَوِّ مَحلّةً ... مأنوسةً فيها لعُلْوَةَ منزِلُ
وقوله أيضاً:
تناءَتْ دارُ علوة بعد قُربٍ ... فهل طيْفٌ يُبَلِّغُها السّلامَا
فيضمون العين من عَلْوَة، وهو خطأ. والصواب الفتح.
(ص) ومما يُشكل من هذا الباب قولهم: عُمان بضم العين وتخفيف الميم:
بلدٌ على شاطئ البحر بين البصرة وعدن، وإليه تضاف الأزد فيقال: أزد
عمان، وأزد شَنوءة وأزد العَتيك وأزد السَّراة، وعَمّان، بفتح العين
وتشديد الميم: بلدٌ بالشام.
قال الشاعر:
أين عَمّانُ من قُصورِ عُمانِ
(ق و) العامة تقول: هذه لُغة عِمْرانيّة. والصواب: عِبْرانيّة، بالباء.
(ز) يقولون: أخذَه عُمْيٌ. والصواب: عَمىً، وقد عمِيَ يَعْمَى عَمىً
فهو أعْمى، وعَمِيَ عن الحق فهو عَمٍ.
(ص) ويقولون لمن يخرج من العين من رُطوبة ووسخ: عُماشٌ، وليس كذلك.
إنما العمَشُ داءٌ في جوف العين، فأما الذي يعنونه فهو رَمَصٌ فإذا جفّ
فهو غَمَص.
(1/385)
(و) العامة تقول: ما له عِناق بكسر العين.
والصواب فتحها.
قلت: العَناق بفتح العين الأنثى من ولد المعز، والجمع أعنق وعُنوق،
والعِناق بكسر العين المُعانَقة.
(ص) ويقولون: عَنْكبوتة. والصواب عَنْكَبوت. قال الله عز وجل: ( ...
كمَثَلِ العَنْكَبوتِ اتّخَذَتْ بيْتاً) .
(ص) ويقولون: عَنقود. والصواب ضم العين.
(ص) يقولون: عَنيتُ بزيدٍ، وعَنيتُ في حاجته أعني. والصواب: عُنِيتُ،
بضم العين، فأما عَنيتُ أعنَى فمعناه تعِبْتُ ونَصِبتُ.
(ق ز) العامة تقول: بصل العنصُر بالراء. والصواب: العُنْصُل باللام.
(ح و) ويقولون: جئتُ الى عندك. والصواب جئت مِن عندك لأن عند لا يدخل
عليها من حروف الجر غير مِن.
(ح) ويقولون: بالرجل عُنّة. ولا وجه لذلك، لأن العُنّة الحَظيرةُ من
الخشب. والصواب أن يقال: به عِنِّينَةٌ أن تَعْنين، وأصله من عَنَّ، أي
اعترض، وكأنه متعرِّض للنكاح ولا يقدر، والعرب تُسمّي العِنّين
السِّريس، كما قال الشاعر:
(1/386)
ألا حُيِّيتِ عنّا يا لَميسُ ... عَلانيةً
فقد بلغَ النَّسيسُ
رغِبتُ إليكِ كيما تَنكحيني ... فقلتِ بأنّه رجلٌ سَريسُ
ولو جرّبتِني في ذاك يوماً ... رضيتِ وقلتِ: أنتَ الدّردَربِيسُ
(ص) ويقولون للتّيْس: عَنْز.
والعنز: الأنثى من المَعْز خاصة، والذكر تَيْس.
(ص) ويقولون: عَنْتر العَبْسي. والصواب عَنْتَرة.
(ص) ويقولون: الأسود العَنَسيّ. والصواب سكون النون.
(ص) ويقولون: أرض العُنْوَة، بضم العين، والصواب فتحها.
(وز) ويقولون: عُوش الطائر، ويجمعونه على أعواش.
والصواب: عُشٌ وأعشاش، وقد عَشّش الطائرُ، وأعتشّ، قال أبو عمْرو:
العُشّ ما كان في جبل أو شجر أو حطام النبت والعيدان، والوَكْنة موقع
الطائر، والأُفْحُوص للقطا، والأُدْحِيّ للنعامة.
(1/387)
(و) العامة تقول في تصغير عَيْن: عُوَيْنة.
والصواب: عُيَيْنَة، والجاسوس ذو العُيَيْنين.
(ص) ويقولون: سافرنا في العَواشر، يعنون عَشْرَ ذي الحجة، والعواشر جمع
عاشرة. والصواب أن يقال: سافرنا في العَشْرِ.
(و) العامة تقول: استكثرْ من الزّاد خَوف العِوَز، بكسر العين. والصواب
فتحها.
(ص) ويقولون: رجل عِيٌّ. والصواب عَيٌ، فأما العِيّ بالكسر فهو المصدر،
يقال: رجل عَيٌ بيّنُ العِيّ.
(ص) ويقولون: أنا عَيّان من المَشْي، والصواب مُعْي. قلت: مثل أرْخَى
فهو مُرْخٍ.
(و) العامة تقول: مشيت حتى عَييتُ. والصواب حتى أعْيَيْتُ، وإنما
عَيِيتُ فيما يلتبس أمره.
(ص) ويقولون: عندي عِيْرَة. والصواب عارِيّة، بالتشديد، وقد جاء
مخفَّفاً، إلا أن التشديد أكثر.
(ص) ويقولون: عَيَّرتُ الموازين. والصواب عايَرْتُها عِياراً.
(1/388)
(ح) ويقولون: عيّرته بالكذب. والأفصح أن
يقال: عيّرتُه الكذبَ، بحذف الباء، كما قال أبو ذؤيب:
وعيّرني الواشونَ أنّي أحبُّها ... وتلك شَكاةٌ ظاهرٌ عنك عارُها
(وح) ويقولون: قد كثُرتْ عَيْلَةُ فلانٍ، إشارة الى عِيالِه، وهو خطأ،
لأن العَيْلَة هي الفقر، قال الله تعالى: (وإنْ خِفْتُم عَيْلَة ... )
.
(ص) ويكسرون العين من عيدان من قول الشاعر:
إنّ الرياحَ إذا ما أعْصَفَتْ قَصَفَتْ ... عيدان نجْدٍ ولمْ يَعبأنَ
بالرّتَمِ
وذلك غلطٌ، إنما هو جمع عَيْدَانة وهي الشجرة الطويلة.
(ص) قولهم: فلان عيّارٌ، هو في كلام العرب الذي يُخَلِّي نفْسَه
وهواها، لا يزجرها. من عارتِ الدابّةُ، إذا انفلتتْ، وتَعايرَ الرجل،
مشتق من هذا. وقيل الأصل فيه: تعايرَ القومُ، إذا ذكَروا العارَ بينهم،
ثم قيل لمن تكلّم بقبيح: تعايَرَ، وقيل: الماجِنُ الذي يخلِط الجِدَّ
بالهَزْل.
(1/389)
|