غريب الحديث للقاسم بن سلام حمل
حب وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام فِي
قوم يخرجُون
(1/70)
من النَّار: فينبتون كَمَا تنْبت الْحبَّة
فِي حميل السَّيْل. قَالَ الْأَصْمَعِي: الْحميل مَا حمله السَّيْل من
كل شَيْء وكل مَحْمُول فَهُوَ حميل كَمَا يُقَال للمقتول: قَتِيل.
وَمِنْه قَول عُمَر فِي الْحميل: لَا يُورث إِلَّا بِبَيِّنَة. سمي
حميلًا لِأَنَّهُ يحمل من بِلَاده صَغِيرا ولم يُولد فِي الْإِسْلَام.
وَأما الْحبَّة فَكل نبت لَهُ حب فاسم الْحبّ مِنْهُ الْحبَّة. وَقَالَ
الْفراء: الْحبَّة: بزور البقل. وقَالَ أَبُو عَمْرو: الْحبَّة نبت
ينْبت فِي الْحَشِيش صغَار وَقَالَ الْكسَائي: الْحبَّة حب الرياحين
وَوَاحِدَة الْحبّ: حَبَّة. قَالَ: وَأما الْحِنْطَة وَنَحْوهَا فَهُوَ
الْحبّ لَا غير.
(1/71)
قَالَ أَبُو عُبَيْد: وَفِي الْحميل
تَفْسِير آخر هُوَ أَجود من هَذَا يُقَال: إِنَّمَا سمي الْحميل
الَّذِي قَالَ عمر حميلًا لِأَنَّهُ مَحْمُول النّسَب وَهُوَ أَن
يَقُول الرجل: هَذَا أخي أَو أَبِي أَو ابْني فَلَا يصدق عَلَيْهِ
إِلَّا بِبَيِّنَة لِأَنَّهُ يُرِيد بذلك أَن يدْفع مِيرَاث مَوْلَاهُ
الَّذِي أعْتقهُ وَلِهَذَا قيل للدعي: حميل قَالَ الْكُمَيْت يُعَاتب
قضاعة فِي تحولهم إِلَى الْيمن: [الوافر]
عَلاَمَ نَزَلْتُمُ من غير فَقْر ... وَلاَ ضَرَّاءَ منزِلَةَ الْحميل
ضبر قَالَ أَبُو عُبَيْد: وَالَّذِي
دَار عَلَيْهِ الْمَعْنى من الْحبَّة أَنه كل شَيْء يصير من الْحبّ فِي
الأَرْض فينبت مِمَّا يبذر.
ثعر محش قَالَ أَبُو عُبَيْد: وَفِي
حَدِيث آخر: يخرجُون من النَّار ضَبَائِرَ ضَبَائِرَ فيلقون على نهر
يُقَال لَهُ نهر الْحَيَاة. وَقَوله: ضبائر يَعْنِي جماعات وَهَكَذَا
رُوِيَ فِي الحَدِيث وَهُوَ فِي الْكَلَام أضابير أضابير. قَالَ
الْكسَائي والأحمر: يُقَال: هَذِه إضبارة فَلَيْسَ / ب جمعهَا / إِلَّا
أضابير وَكَذَلِكَ إضمامة وَجَمعهَا أضاميم. وَفِي حَدِيث آخر:
يَنْبُتُونَ كَمَا تنْبت الثعارير.
(1/72)
يُقَال: إِن الثعارير هِيَ هَذِه الَّتِي
يُقَال لَهَا الطراثيث. وَفِي حَدِيث آخر: يخرجُون من النَّار
بَعْدَمَا امتحشوا وصاروا فحما. قَوْله: امتحشوا احترقوا وَقد محشتهم
النَّار مثله.
عدد وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] :
فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام: مَا زَالَت أَكلَة خَيْبَر تعادني
فَهَذَا أَوَان قطعت أَبْهَري. قَالَ الْأَصْمَعِي: هُوَ من الْعداد
وَهُوَ الشَّيْء الَّذِي يَأْتِيك لوقت. وَقَالَ أَبُو زَيْدُ مثل
ذَلِك أَو نَحوه
بهر لدم قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ:
وَأَصله من الْعدَد لوقت مَعْلُوم مثل الْحمى الرّبع وَالْغِب
وَكَذَلِكَ السم الَّذِي يقتل لوقت. وكل شَيْء مَعْلُوم فَإِنَّهُ
يُعَاد صَاحبه لأيام وَأَصله الْعدَد حَتَّى يَأْتِي وقته الَّذِي يقتل
فِيهِ وَمِنْه قَول الشَّاعِر: [الوافر]
يُلاقي مِنْ تَذَكُّرِ آلِ لَيْلى ... كَمَا يَلْقَى السَّلِيْمُ مِن
الْعداد
(1/73)
يَعْنِي بالسليم اللديغ. قَالَ
الْأَصْمَعِي: إِنَّمَا سمي اللديغ سليما لأَنهم تطيروا من اللديغ
فقلبوا الْمَعْنى كَمَا قَالُوا للحبشي: أَبُو الْبَيْضَاء وكما
قَالُوا للفلاة: مفازة تطيروا إِلَى الْفَوْز وَهِي مَهْلَكةٌ
ومُهْلِكَةٌ وَذَلِكَ لأَنهم تطيروا إِلَيْهِ. وَالْأَبْهَر: عرق
مستبطن الصلب وَالْقلب مُتَّصِل بِهِ فَإِذا انْقَطع لم تكن مَعَه
حَيَاة وَأنْشد الْأَصْمَعِي [لِابْنِ مقبل -] : [الْبَسِيط]
وللفؤاد وجيب تَحت أبهَره ... لدمَ الْغُلاَمِ وَرَاءَ الْغَيْب
باِلْحَجَرِ شبه وجيب قلبه بِصَوْت حجر واللدم: الصَّوْت. وَقَالَ
بَعضهم إِنَّمَا سمي التدام النسأ من هَذَا. وَيُقَال الْأَبْهَر:
الوتين وَهُوَ فِي الْفَخْذ: النسأ وَفِي السَّاق: الصَّافِن وَفِي
الْحلق: الوريد وَفِي الذِّرَاع: الأعجل وَفِي الْعين: النَّاظر وَهُوَ
نهر الْجَسَد.
أَنى وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام
للَّذي تخطى رِقَاب
(1/74)
النَّاس يَوْم الْجُمُعَة: رأيتُك آذيْتَ
وآنَيْتَ لما دخل رَجُل يَوْم الْجُمُعَة وَرَسُول اللَّه صلي اللَّه
عَلَيْهِ وَسلم يخْطب فَجعل يتخطى رِقَاب النَّاس حَتَّى صلى مَعَ
النَّبِيّ صلي الله عَلَيْهِ وَسلم فَلَمَّا فرغ من صلَاته قَالَ لَهُ:
مَا جمعت يَا فلَان فَقَالَ لَهُ: يَا رَسُول اللَّه أما رَأَيْتنِي
جمعت مَعَك: رَأَيْتُك آذَيْتَ وآنَيْتَ. قَالَ الْأَصْمَعِي: قَوْله:
آنيت أَي أخرت الْمَجِيء وأبطأت قَالَ: وَمِنْه قَول الحطيئة: [الوافر]
وآنَيْتُ الِعَشَاءَ إِلَى سُهَيْلٍ ... أَو الشِّعْرَي فطال بِي
الأناءُ
وَمِنْه قيل للمتمكث فِي الْأُمُور: متأن.
(1/75)
رفأ
وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام أَنه نهى
أَن يُقَال بالرفاء والبنين. قَالَ الْأَصْمَعِي: الرفاء يكون فِي
مَعْنيين يكون من الِاتِّفَاق وَحسن الِاجْتِمَاع قَالَ: وَمِنْه أَخذ
رفؤ الثَّوْب لِأَنَّهُ يرفأ وَيضم بعضه إِلَى بعض ويلأم بَينهمَا
وَيكون الرفاء من الهدو والسكون وأنشدني لأبي خرَاش الْهُذلِيّ:
[الطَّوِيل]
رَفَوْنِي وَقَالُوا يَا خُوَيْلِدُ لم تُرَعْ ... فقلتُ وَاَنْكَرْتُ
الوُجوهَ هُمُ هُمُ
رفوني يَقُول: سكنوني. وَقَالَ أَبُو زَيْدُ: الرفاء الْمُوَافقَة
وَهِي المرافاة - بِغَيْر همز وَأنْشد: [الوافر]
(1/76)
ولَمَّا أنْ رَأَيْت أَبَا رُوَيْمٍ
/ يرافيني وَيكرهُ أَن يلاما
/ الف
هدف صدف وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد] :
فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام أَنه كَانَ إِذا مر بهدف مائل أَو صدف
هائل أسْرع الْمَشْي. قَالَ الْأَصْمَعِي: الهدف كل شَيْء عَظِيم
مُرْتَفع وَقَالَ غَيره: وَبِه شبه الرجل الْعَظِيم فَقيل لَهُ: هدف
وَأنْشد: [الطَّوِيل]
إِذا الهَدَفُ المِعْزَالُ صَوَّبَ رَأسه ... وَأَعْجَبهُ ضفو من الشلة
الخطل
الشلة: جمَاعَة الْغنم والضَّفْوُ من الضافي وَهُوَ الْكثير والخطل:
(1/77)
المسترخية الآذان وَبهَا سمي الأخطل.
وَقَالَ غير الْأَصْمَعِي: الصدف نَحْو من الهدف قَالَ اللَّه تَعَالَى
{حَتّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ} يَعْنِي الجبلين.
جلة وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد] : فِي
حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام أَنه نهي عَن لُحُوم الْجَلالَة. قَالَ
الْأَصْمَعِي: هِيَ الَّتِي تَأْكُل الجلة الْعذرَة من الْإِبِل قَالَ:
وَهِي الجِلَّةَ وأصل الجلة: البعر وكني بهَا عَن الْعذرَة يُقَال
مِنْهُ: خرج الْإِمَاء يجتللن إِذا خرجن يلتقطن البعر. قَالَ عمر بن
لَجأ:
[الرجز]
يحْسب مُجْتَلَّ الإماءِ الخرم
(1/78)
وَقَالَ الفرزدق يذكر امْرَأَة:
[الْكَامِل]
سرب مَدَامِعُها تَنُوحُ على ابْنِهَا ... بالرمل قَاعِدَة على جلال
نبل وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد] فِي
حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام فِي الغايط: اتَّقوا الْملَاعن وَأَعدُّوا
النبل (النبل) . قَالَ الْأَصْمَعِي: أَرَاهَا بِضَم النُّون وبفتح
الْبَاء قَالَ وَيُقَال: نبلني أحجارًا للاستنجاء أَي أعطنيها ونبلني
عرقا - أَي أعطنيه لم يعرف مِنْهُ الْأَصْمَعِي غير هَذَا قَالَ
مُحَمَّد بْن الْحَسَن يَقُول: النبل (النبل) حِجَارَة الِاسْتِنْجَاء.
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: والمحدثون يَقُولُونَ: هِيَ النبل - بِالْفَتْح
ونراها سميت نبْلًا لصغرها وَهَذَا من الأضداد فِي كَلَام الْعَرَب أَن
يُقَال للعظام نبل وللصغار نبل (نبل) وَقيل: إِن رجلا من الْعَرَب
توفّي فورثه أَخُوهُ إبِلا فَعَيَّرَهُ رَجُل بِأَنَّهُ قد فَرح
بِمَوْت أَخِيه لما وَرثهُ
(1/79)
فَقَالَ الرجل: [المنسرح]
إِن كُنْتَ أزننتني بهَا كَذِباً ... جَزْءٌ فَلاقَيْتَ مثلهَا عَجِلاً
... افْرَحُ أَن ارْزَأ الكِرَامَ وَأن ... أوْرَثَ ذَوْداً شَصَائِصاً
نُبَلاً (نبْلًا)
(1/80)
والشصائص: الَّتِي لَا ألبان لَهَا والنبل
فِي هَذَا الْموضع الصغار الْأَجْسَام فنرى أَنَّهَا سميت حِجَارَة
الِاسْتِنْجَاء نبْلًا (نبْلًا) لصغرها وَأما الْملَاعن التغوط
بِالطَّرِيقِ لِأَنَّهُ يُقَال: من فعل هَذَا لَعنه الله.
خرف وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد] : فِي
حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام: عَائِد الْمَرِيض على مخارف الْجنَّة
حَتَّى يرجع. قَالَ الْأَصْمَعِي: وَاحِد المخارف مخرف وَهُوَ جنى
النّخل وَإِنَّمَا سمي مخرفًا لِأَنَّهُ يخْتَرف مِنْهُ أَي يجتنى.
وَمِنْه حَدِيث أَبِي طَلْحَة حِين نزلت {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ
اللهَ قَرْضَا حَسَناً} قَالَ: إِن لي مخرفًا وَقد جعلته صَدَقَة
فَقَالَ النَّبِيّ صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم: اجْعَلْهُ فِي فُقَرَاء
قَوْمك. قَالَ أَبُو عَمْرو فِي مخارف النّخل مثله أَو نَحوه قَالَ
وَيُقَال مِنْهُ: أخرف لنا - أَي أجن لنا. قَالَ الْأَصْمَعِي: وَأما
قَول عمر تركتكم على مثل مخرفة النعم
(1/81)
فَلَيْسَ من هَذَا إِنَّمَا أَرَادَ
بالمخرفة الطَّرِيق الْوَاسِع الْبَين قَالَ أَبُو كَبِير الْهُذلِيّ:
[الْكَامِل]
فأجزته باِفَلَّ تَحْسَبُ اثْرَه ... نَهْجاً أبانَ بِذِي فريغ مخرف
/ ب / الأفل: السَّيْف بِهِ فلول وأثره الوشي الَّذِي فِيهِ ونهج ونهج
وَاحِد والنهج أَجود يَقُول: جزت الطَّرِيق وَمَعِي السَّيْف والفريغ:
الْوَاسِع. وَاسم الزنبيل الَّذِي يجتني فِيهِ النّخل مخرف بِالْكَسْرِ
وَأما المخرف بِضَم الْمِيم فَالَّذِي قد دخل فِي الخريف وَلِهَذَا قيل
للظبية: مخرف
(1/82)
لِأَنَّهَا ولدت فِي الخريف.
بهر هور وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد] :
فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام أَنه سَار لَيْلَة حَتَّى ابهار
اللَّيْل ثُمَّ سَار حَتَّى تهور اللَّيْل. قَالَ الْأَصْمَعِي: قَوْله
ابهار اللَّيْل يَعْنِي انتصف اللَّيْل وَهُوَ مَأْخُوذ من بهرة
الشَّيْء أَي وَسطه. وَقَوله: ثُمَّ سَار حَتَّى تهور اللَّيْل -
يَعْنِي أدبر وانهدم كَمَا يتهور الْبناء وَغَيره وَيسْقط وَقَالَ:
وَمِنْه قَول اللَّه تعالي {عَلىَ شَفَا جُرُفٍ هار فانهار بِهِ} .
نمل وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد] : فِي
حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام أَنه قَالَ للشفاء وَهِي امْرَأَة: علمي
حَفْصَة رقية النملة.
(1/83)
قَالَ الْأَصْمَعِي: هِيَ قُرُوح تخرج فِي
الْجنب وَغَيره وَقَالَ: وَإِنَّمَا النملة فَهِيَ النميمة يُقَال:
رَجُل نمل - إِذا كَانَ نماما قَالَ الرَّاعِي:
[الْبَسِيط]
لسنا بأخوال آلَاف يزيلهم ... قَول الْعَدو وَلَا ذُو النملة الْمحل
ضبط وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد] : فِي
حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام أَنه سُئِلَ عَن الأضبط. قَالَ
الْأَصْمَعِي: هُوَ الَّذِي يعْمل بيدَيْهِ جَمِيعًا يعْمل بيساره
كَمَا يعْمل بِيَمِينِهِ قَالَ أَبُو عَمْرو مثله. وَقَالَ أَبُو
عُبَيْدٍ: يُقَال من ذَلِك للْمَرْأَة: ضبطاء وَكَذَلِكَ كل عَامل
بيدَيْهِ جَمِيعًا قَالَ معن بْن أَوْس يصف النَّاقة:
[الطَّوِيل]
عُذَافِرة ضَبطاء تَخْدِى كَأنَّهَا ... فَنِيْقٌ غَدَا يَحوي
السَّوَامَ السَّوارِحَا
قَالَ: وَهُوَ الَّذِي يُقَال لَهُ: أعْسَرُ يُسَرٌ. والمحدثون
يَقُولُونَ: أعْسَر أيْسَر ويروى: أَن عُمَر رَضِيَ الله عَنْهُ كَانَ
كَذَلِك أعْسَرَ يسر وَالصَّوَاب: أعْسر أيسر.
ذأر وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد] : فِي
حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام أَنه قيل لما نهى عَن
(1/84)
ضرب النِّسَاء: ذئر النِّسَاء على
أَزوَاجهنَّ. قَالَ الْأَصْمَعِي: يَعْنِي نفرن ونشزن واجترأن يُقَال:
امْرَأَة ذائر - مَمْدُود على مِثَال فَاعل مثل الرجل قَالَ عُبَيْد
بْن الأبرص: [الْكَامِل]
وَلَقَد أَتَانَا عَن تميمٍ أَنهم ... ذئروا لِقَتْلَى عامرٍ
وتَغَضَّبُوا
يَعْنِي نفروا من ذَلِك وأنكروه وَيُقَال: أنفوا. وَقَالَ [أَبُو
عُبَيْد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام أَنه يخرج من النَّار
رَجُل قد ذهب حِبْرُه وسبره.
حبر سبر قَالَ أَبُو عُبَيْد: فِي
الحَدِيث اخْتِلَاف [و -] بَعضهم لَا يرفعهُ. قَالَ الْأَصْمَعِي:
قَوْله [ذهب -] حبره وسبره هُوَ الْجمال والبهاء يُقَال: فلَان حسن
الحبر والسبر قَالَ ابْن أَحْمَر وَذكر زَمَانا قد مضى:
(1/85)
[الوافر]
لبسنا حِبْرَه حَتّى اقْتُضِيْنَا ... لأِعْمَالٍ وآجَالٍ قضِيْنَا
ويروى: حَتَّى اقتصينا يَعْنِي لبسنا جماله وهيئته. وَقَالَ غَيره: حسن
الحبر والسبر بِالْفَتْح جَمِيعًا. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَهُوَ
عِنْدِي بالحبر أشبه / الف لِأَنَّهُ مصدر من حبرته حبرًا أَي حسنته. /
قَالَ الْأَصْمَعِي: وَكَانَ يُقَال لطفيل الغنوي فِي الْجَاهِلِيَّة:
المحبر لِأَنَّهُ كَانَ يحسن الشّعْر وَقَالَ: وَهُوَ مَأْخُوذ عِنْدِي
من التَّحْبِيْرِ وَحسن الْخط والمنطق. قَالَ: والحبار أثر الشَّيْء.
وَأنْشد فِي الحبار: [الرجز]
لاَ تَمْلأ الدَّلْوَ وَعَرِّقْ فِيهَا ... ألاَ تَرَى حَبَارَ مَن
يَّسْقِيْهَا
قَوْله: عرق فِيهَا [أَي -] اجْعَل فِيهَا مَاء قَلِيلا وَمِنْه قيل:
طلاء معرق وَيُقَال: اعترق وعرق. وَأما الحبر من قَول الله تَعَالَى
(1/86)
{مِنَ الأحُبَارِ والرُّهَبَانِ} فَإِن
الْفُقَهَاء يَخْتَلِفُونَ فِيهِ فبعضهم يَقُول: حَبْرٌ وَبَعْضهمْ
يقولك حبر. [و -] قَالَ الْفراء: إِنَّمَا هُوَ حِبْرٌ يُقَال للْعَالم
ذَلِك. [قَالَ -] وَإِنَّمَا قيل: كَعْب الحبر لمَكَان هَذَا الحِبْرِ
الَّذِي يكْتب بِهِ وَذَلِكَ أَنه كَانَ صَاحب كتب. قَالَ
الْأَصْمَعِي: مَا أَدْرِي هُوَ الحَبر أَو الحبر للرجل الْعَالم.
عبقر وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد] : فِي
حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام حِين قَالَ لعمر رَحمَه الله: فَلَمْ أرَ
عَبْقَرِياً يَفْرِي فَرِيَّه. قَالَ الْأَصْمَعِي: سَأَلت أَبَا
عَمْرو بْن الْعَلَاء عَن العبقري فَقَالَ يُقَال: هَذَا عبقري قوم
كَقَوْلِك: هَذَا سيد قوم وَكَبِيرهمْ وقويهم
(1/87)
وَنَحْو هَذَا.
فرى - عبقر قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ:
إِنَّمَا أَصله فِيمَا يُقَال: إِنَّه نسب إِلَى عبقر وَهِي أَرض
يسكنهَا الْجِنّ فَصَارَ مثلا لكل مَنْسُوب إِلَيّ شَيْء رفيع قَالَ
زُهَيْر [بْن أبي سلمى -] : [الطَّوِيل]
بِخَيْلٍ عَلَيْهَا جِنَّةٌ عَبْقَرِيَّةٌ ... جَديرون يَوْمًا أَن
يَنالوا فَيَسْتَعْلُوا
وَقَوله: يفري فريه كَقَوْلِك: يعْمل عمله وَيَقُول قَوْله وَنَحْو
هَذَا وَأنْشد الْأَحْمَر: [الرجز]
قد أطْعَمَتْنِي دَقَلاً حَوَليًّا ... مُسَوِساً مُدَوداً حَجْرِياً
قد كنتِ تَفرِينَ بِهِ الفريا
أَي كنت تكثرين فِيهِ القَوْل وتعظمينه. وَمِنْه قَول اللَّه عز وَجل
{لَقَدْ جِئْتِ شَيْئا فريا} أَي شَيْئا عَظِيما. وَيُقَال فِي عبقر:
إِنَّهَا أَرض يعْمل فِيهَا البرود وَلذَلِك نسب
(1/88)
الوشي إِلَيْهَا قَالَ ذُو الرمة يذكر
ألوان الرياض: [الْبَسِيط]
حَتَّى كَأَنَ رِيَاضَ القُفِّ ألْبَسَها ... من وَشْىِ عَبْقَرَ
تَجْلِيلٌ وتَنْجِيْدُ
وَمن هَذَا قيل للبسط: عبقرية إِنَّهَا نسبت إِلَى تِلْكَ الْبِلَاد.
وَمِنْه حَدِيث عُمَر أَنه كَانَ يسْجد على عبقري [قيل لَهُ: على
بِسَاط قَالَ: نعم -] .
حَبط لمَم وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ
السَّلَام: وَإِن مِمَّا ينْبت الرّبيع مَا يقتل حَبَطا أَو يلم -
ويروى: يقتل خبطا - بِالْخَاءِ مُعْجمَة. قَالَ الْأَصْمَعِي فِي الحبط:
هُوَ أَن تَأْكُل الدَّابَّة فتكثر حَتَّى ينتفخ لذَلِك بَطنهَا وتمرض
عَنْهُ يُقَال مِنْهُ: حَبِطَت تَحبَط حَبطًا.
(1/89)
[و -] قَالَ أَبُو عُبَيْدَة مثل ذَلِك أَو
نَحوه. [و -] قَالَ: إِنَّمَا سمى الْحَارِث بْن مَازِن بْن [مَالك بْن
-] عَمْرو بْن تَمِيم الحبط لِأَنَّهُ كَانَ فِي سفر فَأَصَابَهُ مثل
هَذَا وَهُوَ أَبُو هَؤُلَاءِ الَّذين يسمون الحبطات من بني تَمِيم
فينسب إِلَيْهِ فلَان الحبطي. قَالَ: إِذا نسبوا إِلَى الحبط حبطي وإلي
سَلمَة سلمى وإلي شقرة شقري وَذَلِكَ أَنهم كَرهُوا كَثْرَة الكسرات
ففتحوا. وَأما الَّذِي رَوَاهُ يزِيد: [يقتل -] خبطا - بِالْخَاءِ
فَلَيْسَ بِمَحْفُوظ إِنَّمَا ذهب إِلَى التخبط وَلَيْسَ لَهُ وَجه.
قَالَ أَبُو عُبَيْد: وَأما قَوْله: أَو يلم فَإِنَّهُ يَعْنِي يقرب من
ذَلِك. وَمِنْه الحَدِيث الآخر فِي ذكر أهل الْجنَّة قَالَ: فلولا أَنه
شَيْء قَضَاهُ اللَّه لألم أَن يذهب بَصَره. يعْنى لما يرى فِيهَا
يَقُول: لقرب أَن يذهب بَصَره.
(1/90)
رتو
وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام فِي
الحساء: إِنَّه يَرتُو فؤاد الحزين ويسرو عَن فؤاد السقيم. قَالَ
الْأَصْمَعِي: يَعْنِي بقوله: يرتوا 6 فؤاد الحزين يشده ويقويه.
سرو قَالَ أَبُو عبيد: وَمِنْه قَول
لبيد يذكر كَتِيبَة أَو درعًا: [الرمل]
فَخْمَةً ذَفراءَ تُرتى بِالعُرَى ... قردمانيا وتركًا كالبصل
قَوْله: ترتى بالعرى يَعْنِي الدروع أَن لَهَا عُرىً فِي أوساطها /
فيضم / ب
(1/91)
ذيلها إِلَى تِلْكَ العرى وتشد لتنشمر عَن
لَابسهَا فَذَلِك الشد هُوَ الرَّتْوُ وَهُوَ معنى قَول زُهَيْر:
[الْكَامِل]
ومُفَاضَةٍ كالّنَّهْىِ تَنْسِجُه (تَنْسِجُه) الصَّبَا ... بَيضاءَ
كَفّتَ فَضْلَهَا بِمُهَنَّدِ
المفاضة: الدرْع الواسعة وَالنَّهْي: الغدير يَعْنِي أَنه علق الدرْع
بمعلاق فِي السَّيْف. وَقَوله: يسرو يكْشف عَن فُؤَاده وَلِهَذَا قيل:
سريت الثَّوْب عَن الرجل إِذا كشفته عَنْهُ وسروت قَالَ ابْن هرمة:
[الطَّوِيل]
سرى ثوبَه عَنْك الصِّبا المتخايل
وَيُقَال: سرى وسرى.
(1/92)
غيى
وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام: تَجِيء
الْبَقَرَة وَآل عِمْرَانَ يَوْم الْقِيَامَة كَأَنَّهُمَا غمامتان أَو
غيايتان. قَالَ الْأَصْمَعِي: الغياية كل شَيْء أظل الْإِنْسَان فَوق
رَأسه مثل السحابة والغبرة والظل وَنَحْوه. [و -] يُقَال: غايا
الْقَوْم رَأس فلَان بِالسَّيْفِ كَأَنَّهُمْ أظلوه بِهِ. [و -] قَالَ
الْكسَائي وَأَبُو عَمْرو فِي الغياية مثله وَلم يذكرَا قَوْله: غايا
بِالسَّيْفِ. قَالَ لبيد: [الرمل]
فَتَدَلَّيُتُ عَلَيْهِ قَافِلاً ... وعَلى الأَرْض غيايات الطِّفْل
زعب رعب وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -]
: فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام حِين قَالَ لعَمْرو ابْن الْعَاصِ:
وازعب لَك زعبة من المَال قَالَ عَمْرو بْن الْعَاصِ: أرسل إِلَيّ
النَّبِيّ صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم أَن أجمع عَلَيْك سِلَاحك وثيابك
ثُمَّ ائْتِنِي قَالَ: فَأَتَيْته وَهُوَ يتَوَضَّأ فَقَالَ: يَا
عَمْرو إِنِّي أرْسلت إِلَيْك لأبعثك فِي وَجه يسلمك اللَّه ويغنمك
وازعب لَك زعبة من المَال قَالَ فَقلت: يَا رَسُول الله مَا كَانَت
هجرتي لِلْمَالِ ومَا كَانَت
(1/93)
إِلَّا لله وَلِرَسُولِهِ. قَالَ فَقَالَ:
نعما - بِكَسْر النُّون - بِالْمَالِ الصَّالح للرجل الصَّالح. قَالَ
الْأَصْمَعِي: قَوْله: أزعب لَك زعبة من المَال أَي أُعْطِيك دفْعَة من
المَال. قَالَ: والزعب هُوَ الدّفع يُقَال: جَاءَنَا سيل يزعب زعبا أَي
يتدافع. قَالَ الْأَصْمَعِي: وَيُقَال: جَاءَنَا سيل يرعب الْوَادي -
بالراء - أَي يملأه. وَأما الَّذِي فِي الحَدِيث فبالزاي. قَالَ أَبُو
عُبَيْدٍ: وَقَول الْأَصْمَعِي: يرعب الْوَادي لَيْسَ من هَذَا.
وَقَالَ سَاعِدَة بْن جؤية الْهُذلِيّ: [الْكَامِل]
إِنِّي وَرب مِنىً وكُلِّ هَدِيَّةٍ ... مِمَّا تَثُجُّ لَهَا ترائب
يرعب
(1/94)
يَعْنِي دِمَاء الْهدى حِين تنحر فتنثج
دماؤها تدفع بَعْضهَا بَعْضًا.
خقق وقص وَقَالَ [أَبُو عبيد -] :
فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام أَن رجلا كَانَ وَاقِفًا مَعَه وَهُوَ
محرم فوقصت بِهِ نَاقَته فِي أخاقيق جرذان فَمَاتَ. عَن ابْن عَبَّاس
أَن رجلا كَانَ وَاقِفًا مَعَ النَّبِيّ صلي الله عَلَيْهِ وَسلم فوقصت
دَابَّته أَو رَاحِلَته وَهُوَ محرم قَالَ فَقَالَ رَسُول اللَّه صلي
اللَّه عَلَيْهِ وَسلم: اغسلوه وكفنوه وَلَا تخمروا وَجهه وَرَأسه فانه
يبْعَث يَوْم الْقِيَامَة ملبيا - أَو قَالَ: ملبدا. ويروى: فوقصت بِهِ
نَاقَته فِي أخاقيق جرذان. قَالَ الْأَصْمَعِي: إِنَّمَا هِيَ
لَخَاقِيْقُ وَاحِدهَا: لخفوق وَهِي شقوق فِي الأَرْض.
(1/95)
قَالَ أَبُو عُبَيْد: الوقص كسر الْعُنُق
وَمِنْه قيل للرجل: أوْقَصُ إِذا كَانَ مائل الْعُنُق قصيرها. وَمن
ذَلِك حَدِيث عَليّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ: فِي القارصة والقامصة
والواقصة بِالدِّيَةِ أَثلَاثًا. وتَفْسِيره أَن ثَلَاث جوَار كن يلعبن
فركبت إِحْدَاهُنَّ صاحبتها فقرصت الثالثةُ المركوبَةَ فقمصت فَسَقَطت
الراكبة فوقصت عُنُقهَا فَجعل عَليّ على القارصة ثلث الدِّيَة وعَلى
القامصة الثُّلُث وَأسْقط الثُّلُث / الف يَقُول: لِأَنَّهُ حِصَّة
الراكبة لِأَنَّهَا أعانت على نَفسهَا. / وَمِنْه قَوْلهم: وقصت
الشَّيْء أَي كَسرته قَالَ ابْن مقبل [يذكر النَّاقة -] : [الْكَامِل]
فَبَعَثْتُهَا تقِصُ الْمَقَاصِرَ بَعْدَمَا ... كَرَبَتْ حَيَاةُ
النَّارِ للمتنور
(1/96)
قَوْله: تقص تكسر وتدق. وَوَاحِد المقاصر
مَقْصَرَةٌ قَالَ أَبُو زِيَاد: قَوْله: مقصرة من قصر الْعشي. وقَالَ
أَبُو عبيد: هُوَ عِنْدِي من اخْتِلَاط الظلام.
صلق سلق وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -]
: فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام: لَيْسَ مِنَّا مَنْ صَلَقَ أَو
حَلَقَ. قَالَ الْأَصْمَعِي: الصلق - بالصَّاد: هُوَ الصَّوْت الشَّديد
وَقَالَ غَيره: بِالسِّين. وَمِنْه قَوْله [تبَارك وَتَعَالَى -]
{سَلَقُوْكمْ بِألسِنَةٍ حِدَادٍ} . قَالَ الْأَعْشَى يمدح قوما:
[الْخَفِيف] فيهمُ الْخِصْبُ والسَّمَاحَة والنَّجْدَة فيهم والخاطِبُ
السَّلاَّق
ويروى: المِسْلاق وَيُقَال للخطيب: سَلاَّق ومِسلاق وَهُوَ من شدَّة
الْكَلَام وكثرته.
(1/97)
ثنى وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيثه
عَلَيْهِ السَّلَام: لَا ثِنَى فِي الصَّدَقَة. قَالَ الْأَصْمَعِي:
هُوَ مَقْصُور بِكَسْر الثَّاء - يَعْنِي لَا تُؤْخَذ فِي السّنة
مرَّتَيْنِ وقَالَ الْكسَائي فِي الثِنَى مثله. قَالَ أَبُو عبيد:
وقَالَ فِي ذَلِك كَعْب بْن زُهَيْر أَو معن بن أَوْس يذكر امْرَأَته
وَكَانَت لامَتْه فِي بكر نَحره فَقَالَ: [الطَّوِيل]
أَفِي جَنْبِ بَكْرِ قَطَّعَتْنِي مَلامةً ... لَعَمْرِي لقد كَانَت
ملامتها ثنى
يَقُول: لَيْسَ هَذَا بِأول لومها قد فعلته قبل هَذَا وَهَذَا ثنى
بعده.
إيل وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] :
فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام إِنَّه قَالَ:
(1/98)
إِنَّمَا هُوَ جِبْرِيل وَمِيكَائِيل
كَقَوْلِك: عَبْد اللَّه وَعبد الرَّحْمَن. قَالَ الْأَصْمَعِي: معنى
إيل معنى الربوبية فأضيف جبر وميكا إِلَيْهِ قَالَ أَبُو عَمْرو: وجبر
هُوَ الرجل
إلل قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: فَكَأَن
مَعْنَاهُ عبد إيل ورجل إيل مُضَاف إِلَيْهِ. فَهَذَا تَأْوِيل قَوْله:
عَبْد اللَّه وَعبد الرَّحْمَن. عَن يحيى بْن يعمر أَنه كَانَ
يَقْرَأها: جبر إل وَيُقَال: جبر هُوَ عَبْد وإل هُوَ اللَّه. وَعَن
مُجَاهِد فِي قَوْله {لاَ يَرْقُبُوْنَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا
ذمَّة} .
(1/99)
قَالَ: الإل الله وعَن الشَّعْبِيّ قَالَ:
الإل إِمَّا اللَّه وَإِمَّا كَذَا وَكَذَا أَظُنهُ قَالَ: الْعَهْد.
قَالَ أَبُو عُبَيْد: ويروى عَن ابْن إِسْحَاق أَن وَفد بني حنيفَة لما
قدمُوا على أَبِي بَكْر بعد قتل مُسَيْلمَة ذكر لَهُم أَبُو بَكْر
قِرَاءَة مُسَيْلمَة فَقَالَ: [إِن -] هَذَا الْكَلَام لم يخرُج من إل.
قَالَ أَبُو عُبَيْد: كَأَنَّهُ يَعْنِي الربوبية. قَالَ: والإل فِي
غير هذَيْن الْمَوْضِعَيْنِ الْقَرَابَة وَأنْشد لحسان بْن ثَابت
الْأَنْصَارِيّ: [الوافر]
لَعَمْرُكَ إِن إلَّكَ من قُرَيْش ... كَاِلَّ السَّقْبِ من رَألِ
النَّعَامِ
[قَالَ أَبُو عُبَيْد -] : فالإل ثَلَاثَة أَشْيَاء: اللَّه تَعَالَى
والقرابة والعهد.
شَرق خرق قبل دبر جدع [أَبُو عُبَيْد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ
السَّلَام إِنَّه نهى أَن يَضحي بشرقاء
أَو خرقاء مُقَابلَة أَو مدابرة أَو جَدْعَاء.
(1/100)
قَالَ الْأَصْمَعِي: الشرقاء فِي الْغنم
المشقوقة الْأذن بِاثْنَيْنِ. والخرقاء الَّتِي تكون فِي الْأذن ثقب
مستدير. والمقابلة أَن يقطع من مقدم أذنها شَيْء ثُمَّ يتْرك مُعَلّقا
لَا يبين كَأَنَّهُ زنمة. وَيُقَال لمثل ذَلِك من الْإِبِل: المزنم.
قَالَ: وَيُسمى ذَلِك الْمُعَلق الرعل. قَالَ: والمدابرة أَن يفعل
ذَلِك بمؤخر الْأذن من الشَّاة. وَقَالَ غير الْأَصْمَعِي: وَكَذَلِكَ
إِن بَان ذَلِك من الْأذن أَيْضا فَهِيَ مُقَابلَة ومدابرة بعد أَن
يكون قد قطع. والجدعاء: المجدوعة الْأذن.
جمر وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي
حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: إِذا تَوَضَّأت فانثر وَإِذا
استجمرت فأوتر.
(1/101)
/ ب / قَالَ الْأَصْمَعِي: فسر مَالك
قَوْله: إِذا استجمرت - أَنه الِاسْتِنْجَاء. قَالَ: وَلم أسمعهُ من
غَيره.
نثر قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ
مُحَمَّد بْن الْحَسَن: هُوَ الِاسْتِنْجَاء وَقَالَ أَبُو زَيْدُ:
هُوَ الِاسْتِنْجَاء بالأحجار. وَقَالَ الْكسَائي وَأَبُو عَمْرو: هُوَ
الِاسْتِنْجَاء أَيْضا. قَالَ أَبُو عُبَيْد قَوْله: فانثر - يَعْنِي
مَا يسْقط من المنخرين عِنْد الِاسْتِنْشَاق وَإِنَّمَا وَجهه أَنه
أمره أَن يستنشق فِي وضوءه.
قتن وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] :
فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام فِي الْمَرْأَة: إِنَّهَا وَضِيْئَةٌ
قَتِيْنٌ. قَالَ الْأَصْمَعِي: القتين القليلة الطّعْم. يُقَال مِنْهُ:
امْرَأَة قتين
(1/102)
بَيِّنَة القتن. [و -] قَالَ أَبُو زَيْدُ: وَكَذَلِكَ الرجل وَقد قتن
قتانة. و [قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ -] قَالَ الشماخ يذكر نَاقَة: [الوافر]
وَقد عَرِقَتْ مَغَابِنُها وجادت ... بدرتها قرى جحن قَتْينِ
يَعْنِي أَنَّهَا عرقت فَصَارَ عرقها قرى للقراد والجحن: السيء
الْغذَاء والقتين: الْقَلِيل الطّعْم. |