غريب الحديث للقاسم بن سلام زرم
وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام حِين
بَال عَلَيْهِ الْحَسَن رَضِيَ اللَّه عَنْهُ فَأخذ من حجره فَقَالَ:
لَا تزرموا ابْني
(1/103)
ثُمَّ دَعَا بِمَاء فَصَبَّهُ عَلَيْهِ.
قَالَ الْأَصْمَعِي: الإزرام الْقطع. يُقَال للرجل إِذا قطع بَوْله: قد
أزرمت بولك وأزرمه غَيره: قطعه وزرم الْبَوْل نَفسه - إِذا انْقَطع.
ثَمد جمد قَالَ أَبُو عُبَيْد: قَالَ عدي بْن زَيْدُ أَو سَواد بْن
زَيْدُ بْن عدي بن زَيْدُ: [الْخَفِيف]
أَو كَمَاء المَثْمودِ بعد جِمامٍ ... زَرِمَ الدَّمْعِ لَا يَؤوبُ
نَزورا
والزرم: الْقَلِيل الْمُنْقَطع. والمثمود: الَّذِي قد
ثمده النَّاس أَي قد ذَهَبُوا بِهِ
فَلم يبْق إِلَّا الْقَلِيل. والجمام: الْكثير. قَالَ أَبُو عُبَيْد:
السّنة عندنَا أَن يغسل بَوْل الْجَارِيَة وَيصب على بَوْل الْغُلَام
المَاء مَا لم يطعم. ويروى [ذَلِك -] من ثَلَاثَة أوجه عَن النَّبِي
عَلَيْهِ السَّلَام قَالَ الْكُمَيْت يمدح قوما: [الْخَفِيف]
(1/104)
وَإِذا الواهبون كَانُوا ثِمادا ...
زَرِمات النوال كُنْتُم بحورا
عرق وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] :
فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام أَنه أُتي بعرق من تمر. قَالَ
الْأَصْمَعِي: أصل الْعرق السفيفة المنسوجة من الخوص قبل أَن تجْعَل
مِنْهَا زبيلا فَسُمي الزبيل عرقا لذَلِك وَيُقَال لَهُ: العرقة أَيْضا
وَكَذَلِكَ كل شَيْء مصطف مثل الطير إِذا اصطفت فِي السَّمَاء فَهِيَ
عرقة. قَالَ غير الْأَصْمَعِي: وَكَذَلِكَ كل شَيْء مضفور فَهُوَ
الْعرق. قَالَ وَقَالَ أَبُو كَبِير الْهُذلِيّ: [الْكَامِل]
(1/105)
نَغْدُو فَنَتَرُكُ فِي المزاحِفِ مَن
ثَوىَ ... ونُمِرُّ فِي العَرَقات مَن لم يُقْتَلِ
يَعْنِي نأسرهم فنشدهم فِي العرقات وَهِي النسوع.
فهق ثرر وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام
أَن أبغضَكُمْ إِلَيّ الثَرثَارُوْنَ المْتُفَيَهِقُوْنَ
والْمُتَشَدِّقُوْنَ. قَالَ الْأَصْمَعِي: أصل الفهق الامتلاء فمعني
المتفيهق الَّذِي يتوسع فِي كَلَامه ويفهق بِهِ فَمه. وَنَحْو ذَلِك
يُقَال: الفَهَق والفَهْقْ قَالَ الْأَعْشَى: [الطَّوِيل]
تروح على آل المُحَلَّق جفنةٌ ... كَجَابِيَةِ الشَّيْخ الْعِرَاقِيّ تفهق
يَعْنِي الامتلاء.
(1/106)
/ [و -] قَالَ غَيره: الثرثار المكثار فِي
الْكَلَام وَقَالَ الْفراء 13 / الف مثل قَول الْأَصْمَعِي أَو نَحوه.
قَالَ أَبُو عبيد: [و -] قد جَاءَ تَفْسِير الحَدِيث فِيهِ قَالُوا:
يَا رَسُول اللَّه وَمَا المتفيهقون قَالَ: المتكبرون وَقَالَ أَبُو
عُبَيْدٍ: وَهَذَا يؤول إِلَى الْمَعْنى الَّذِي فسره الْأَصْمَعِي
وَغَيره لِأَن ذَلِك من المتكبر. والثرثار: المهذار بالْكلَام وَغَيره
قَالَ أَبُو النَّجْم يصف الضَّرْب والطعن بِكَثْرَة الدَّم: [الرجز]
ضربا هذاذيه وطعنًا ذعلبًا ... انجل ثرثارًا مثعا مثعبا
خشب وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] :
فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام فِي مَكَّة: لَا تَزُول
(1/107)
حَتَّى يَزُول أخشباها. قَالَ
الْأَصْمَعِي: الأخشب الْجَبَل. قَالَ: وَأرَاهُ يَعْنِي الغليظ.
وَأنْشد الْأَصْمَعِي: [الرجز]
تَحْسِبَ فَوق الشَّوْلِ مِنْهَا أخْشَباَ
يَعْنِي الْبَعِير شبه ارتفاعه فَوق النوق بِالْجَبَلِ.
سرر وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] :
فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام أَنه دخل على عَائِشَة تبرق أسارير
وَجهه. قَالَ أَبُو عَمْرو: هِيَ الخطوط [الَّتِي -] فِي الْجَبْهَة
مثل التكسر فِيهَا وَاحِدهَا سرر وسر وَجمعه أسرار وأسرة. قَالَ [أَبُو
عُبَيْدٍ -] : وَكَذَلِكَ الخطوط فِي كل شَيْء قَالَ عنترة:
[الْكَامِل]
بِزُجَاجَةٍ صَفْراءَ ذاتِ أسِرَّةٍ ... قُرِنَتْ بأزهر فِي الشمَال
مفدم
(1/108)
ثمَّ أسارير جمع الْجمع. قَالَ
الْأَصْمَعِي فِي الخطوط الَّتِي فِي الْكَفّ هِيَ مثلهَا وَمِنْه قَول
الْأَعْشَى: [السَّرِيع]
فانْظُرْ إِلَيّ كَفً وأسرارِها ... هَل أنتَ إِن أوعدتَني ضائِرِيْ
يَعْنِي خطوط بَاطِن الْكَفّ.
فدم قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: قَوْله:
فَانْظُر إِلَى كف - يَقُول: انْظُر فِي كفك هَلْ تقدر على أَن تضرني
بِمَنْزِلَة العراف الَّذِي ينظر فِي الْكَفّ يهزأ بِهِ وَجمع
الْأَسْرَار أسارير. وَالَّذِي يُرَاد من الحَدِيث أَنه قوى أَمر
الْقَافة لقَوْله: إِن هَذِه الْأَقْدَام بَعْضهَا من بعض. وَقَول
عنترة: بزجاجة - يَعْنِي أَنَّهَا سرت فِي زجاجة صفراء ذَات أسرة
فِيهَا خطوط ونقوش وَقَوله: قرنت بأزهر - يَعْنِي الإبريق فِي شمال
الساقي والمفدم: الَّذِي قد فدم بِخرقَة وَكَذَلِكَ كل مشدود الْفَم
وَمِنْه الحَدِيث الآخر: إِنَّكُم مدعوون يَوْم الْقِيَامَة مفدمة
أفواهُكُم بالفِدام - يَعْنِي أَنهم منعُوا من الْكَلَام.
رعث وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] :
فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام عَن
(1/109)
زَيْنَب ابْنَة نبيط عَن أمهَا قَالَتْ:
كنت أَنَا وأختاي فِي حجر النَّبِيّ صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم فَكَانَ
يحلينا قَالَ ابْن جَعْفَر: رعاثًا من ذهب ولؤلؤ -[و -] قَالَ
صَفْوَان: يحلينا التبر واللؤلؤ. قَالَ أَبُو عَمْرو: وَاحِد الرعاث
رعثة ورعثة وَهُوَ القرط [قَالَ -] والرعث أَيْضا فِي غير هَذَا: العهن
من الصُّوف وَأنْشد للكميت يصف النعامة: [الوافر]
كَأَن الْقَيْظَ رعثها بِودْعٍ ... مَعَ التوشيح أَو قطع الوذيل
والواحدة: رعثة ورعثة عَن أبي عَمْرو وَيُقَال للْمَرْأَة إِذا علقته
عَلَيْهَا: قد ارتعثت قَالَ النَّابِغَة الدبياني: [الطَّوِيل]
(1/110)
إِذا ارتعثت خَافَ الجبان رعاثها ... وَمن
يتَعَلَّق حَيْثُ علق يفرق
يصف طول عُنُقهَا.
حَيا وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام فِي
التَّحِيَّات لله. قَالَ عَبْد الله: كُنَّا إِذا صيلنا خلف رَسُول
اللَّه صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم قُلْنَا: السَّلَام على الله
السَّلَام على فلَان [السَّلَام على فلَان -] / فَقَالَ لنا: قُولُوا:
13 / الف التَّحِيَّات لله والصلوات والطيبات السَّلَام عَلَيْك أَيهَا
النَّبِيّ وَرَحْمَة اللَّه وَبَرَكَاته - إِلَى آخر التَّشَهُّد
فَإِنَّكُم إِذا قُلْتُمْ ذَلِك فقد سلمتم على كل عَبْد صَالح فِي
السَّمَاوَات وَالْأَرْض. قَالَ أَبُو عَمْرو: والتَّحِيَّة الْملك
قَالَ عَمْرو بن معديكرب:
[الوافر]
اسَيّرِهُا إِلَى النُّعْمانِ حَتَّى ... أُنِيخ على تحيته بجندي
(1/111)
يَعْنِي [على -] ملكه وَأنْشد لزهير بن
جناب الْكَلْبِيّ: [الْكَامِل]
وَلَكلُّمَا نَالَ الْفَتى ... قد نِلْتُه إِلَّا التَّحِيَّة
يَعْنِي الْملك. [قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ -] : والتحية فِي غير هَذَا
الْموضع السَّلَام.
شوه وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] :
فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام حِين رمى الْمُشْركين بِالتُّرَابِ
وَقَالَ: شَاهَت الْوُجُوه. قَالَ أَبُو عَمْرو: يَعْنِي قبحت. يُقَال
مِنْهُ: شاه وَجهه يشوه شوهاً
(1/112)
وشوهة فَهُوَ مُشَوه وَيُقَال [مِنْهُ -] :
رَجُل أشوه وَامْرَأَة شوهاء وَجمعه شوه وَيُقَال: شوهه الله.
خصف وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] :
فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام أَن رجلا كَانَ فِي بَصَره سوء فَمر
ببئر عَلَيْهَا خصفة فَوَقع فِيهَا فَضَحِك الْقَوْم فِي الصَّلَاة
فَأمر بِإِعَادَة الْوضُوء وَالصَّلَاة. قَالَ أَبُو عَمْرو: والخصفة
الجلة الَّتِي تعْمل من الخوص للتمر وَجَمعهَا خصاف. وَقَالَ أَبُو
عُبَيْدٍ: وَقَالَ الأخطل يذكر قَبيلَة من الْقَبَائِل: [الطَّوِيل]
تَبِيْعُ بنيها بالخصاف وبالتمر
(1/113)
كهر
- وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام حِين
تكلم الرجل خَلفه فِي الصَّلَاة قَالَ الرجل: فبأبي هُوَ وَأمي مَا
كَهَرَنِي وَلَا شَتَمَنِي. قَالَ مُعَاوِيَة بْن الحكم: صليت مَعَ
رَسُول اللَّه صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم فعطس بعض الْقَوْم فَقلت:
يَرْحَمك اللَّه فَرَمَانِي الْقَوْم بِأَبْصَارِهِمْ وَجعلُوا
يضْربُونَ بِأَيْدِيهِم على أَفْخَاذهم فَلَمَّا رَأَيْتهمْ يصمتونني
قلت: واثكل أمِّياه مالكم تصمتونني لكني سكت فَلَمَّا قضى رَسُول
اللَّه صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم صلَاته فبأبي هُوَ وَأمي مَا رَأَيْت
معلما قبله وَلَا بعده كَانَ أحسن مِنْهُ تَعْلِيما مَا ضَرَبَنِي
وَلَا شَتَمَنِي وَلَا كَهَرَنِي قَالَ: إِن هَذِه الصَّلَاة لَا يصلح
فِيهَا شَيْء من كَلَام النَّاس إِنَّمَا هِيَ التَّسْبِيح
وَالتَّكْبِير وَقِرَاءَة الْقُرْآن أَو كَالَّذي قَالَ رَسُول الله
صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم. قَالَ أَبُو عَمْرو [فِي -] قَوْله: [وَلَا
-] كَهَرَنِي الْكَهْر
(1/114)
الِانْتِهَار يُقَال مِنْهُ: كهرت الرجل
فَأَنا أكهره كهرًا. قَالَ الْكسَائي فِي قِرَاءَة عَبْد اللَّه [بْن
مَسْعُود -] {فَأَما الْيَتِيم فَلَا تقهر} . قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ:
والكهر فِي غير هَذَا ارْتِفَاع النَّهَار. [قَالَ أَبُو عبيد -] :
وَمِنْه قَول عدي بن زَيْدُ الْعَبَّادِيّ: [الرمل]
وَإِذا العانَة فِي كَهْرِ الضُّحى ... مَعهَا أحقب ذُو لحم زيم
روح وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] :
فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام: من قتل نفسا معاهدة لم يرح (يرح)
رَائِحَة الْجنَّة. ويروي: من قتل نفسا معاهدة بِغَيْر حلهَا حرم الله
عَلَيْهِ الْجنَّة أَن يجد رِيحهَا.
(1/115)
قَالَ أَبُو عَمْرو: وَهُوَ من رحت
الشَّيْء فَأَنا أريحه - إِذا وجدت رِيحه. قَالَ الْكسَائي: لم يُرح
رَائِحَة الْجنَّة. قَالَ: هُوَ من أرحت الشَّيْء فَأَنا أريحه. قَالَ
الْأَصْمَعِي: لَا أَدْرِي من رِحْتُ هُوَ أَو من أرِحتُ. قَالَ 14 /
الف أَبُو عُبَيْدٍ: وَأَنا أحسبها من غير هَذَا كُله وَأرَاهُ / لم
يَرَحْ رَائِحَة الْجنَّة - بِالْفَتْح قَالَ صَخْر الغي بن عَبْد
اللَّه: [المتقارب]
وماءٍ وَرَدْتُ على زَوْرَةٍ ... كَمَشْيِ السَّبَنْتَى يراح
الشَّفِيفَا ... ويروى: على رورة. [قَوْله -] : زورة من الازورار
والسَّبَنْتَى: النمر سمي بذلك لِشِدَّتِهِ والشَّفِيفُ: الرّيح
الْبَارِدَة. وَقَوله: يراح - يجد الرّيح فَهَذَا يبين لَك أَنه من
رِحْت أراح فَيُقَال مِنْهُ: لم يرح رَائِحَة الْجنَّة.
أرز جعف وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -]
: فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام مثل الْمُؤمن
(1/116)
مَثَلُ الخامةِ من الزَّرْع تَمَيَّلُها
الرّيح مرّة هَكَذَا وَمرَّة هَكَذَا وَمثل الْمُنَافِق مثل الأرزة
الْمُجْدِيَةِ على الأَرْض حَتَّى يكون انْجِعَافُها مرّة. قَالَ أَبُو
عَمْرو: وَهِي الأرَزَة - مَفْتُوحَة الرَّاء من الشّجر الأرزن.
والانجعاف: الانقلاع وَمِنْه قيل: جعفت الرجل - إِذا صرعته فَضربت بِهِ
الأَرْض. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: هِيَ الآرِزَة مثل فاعلة وَهِي
الثَّابِتَة فِي الأَرْض. وَقد أرزت تأرز أروزا. والمجذية: الثَّابِتَة
فِي الأَرْض أَيْضا.
جذى قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وفيهَا
لُغَتَانِ: جذت تجذو وأجذت تجذي. وَقَالَ فِي الانجعاف
(1/117)
مثل قَول أبي عَمْرو أَيْضا.
خوم وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: الأرزة
عِنْدِي غير مَا قَالَ أَبُو عَمْرو وَأَبُو عُبَيْدَة إِنَّمَا هِيَ
الأرزة - بتسكين الرَّاء وَهُوَ شجر مَعْرُوف بِالشَّام [و -] قد
رَأَيْته يُقَال لَهُ الْأرز واحدتها أرزة وَهُوَ الَّذِي يُسمى
بالعراق الصنوبر وَإِنَّمَا الصنوبر ثَمَر الأرْزِ فَسُمي الشّجر
صنوبرًا من أجل ثمره. والخامة: الغَضَّةُ الرّطبَة قَالَ الشَّاعِر
الطّرِمّاح: [الْخَفِيف]
إِنَّمَا نَحْنُ مثل خامةِ زرعِ ... فَمَتَى يإنِ يأتِ مُحْتَصِدُهْ
قَالَ أَبُو عبيد: والْمَعْنى فِيمَا نرى أَنه شبه الْمُؤمن بالخامة
الَّتِي تميلها الرّيح لِأَنَّهُ مُرَزَّأ فِي نَفسه وَأَهله وَمَاله
وَولده وَأما الْكَافِر فَمثل الأرزة الَّتِي لَا تميلها الرّيح
وَالْكَافِر لَا يرزأ شَيْئا حَتَّى يَمُوت فَأن رزى لَا يُؤجر
عَلَيْهِ فَشبه مَوته بانجعاف تِلْكَ حَتَّى يلقى اللَّه بذنوبه جمة.
(1/118)
دقع
خجل وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام أَنه
قَالَ للنِّسَاء: [إنكن -] إِذا جُعْتنَّ دَقِعْتُنَّ وَإِذا
شَبِعْتُنَّ خَجِلْتُنَّ. قَالَ أَبُو عَمْرو: الدَّقَعُ الخُضوع فِي
طلب الْحَاجة والحرص عَلَيْهَا والخَجَل: الكَسَلُ والتواني عَن طلب
الرزق. [و -] قَالَ غَيره: أَخذ الدقع من الدقعاء وَهُوَ التُّرَاب -
يَعْنِي: إنكن تلصقن بِالْأَرْضِ من الخضوع. والخَجَل مَأْخُوذ من
الْإِنْسَان يبْقى سَاكِنا لَا يَتَحَرَّك وَلَا يتَكَلَّم وَمِنْه قيل
للْإنْسَان قد خَجِل - إِذا بَقِي كَذَلِك. [قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ -]
قَالَ الْكُمَيْت:
[المتقارب]
ولَمْ يَدْقَعُوا عِنْدمَا نَابَهُمْ ... لِوَقع الْحُرُوبِ وَلم
يَخْجَلُوْا
يَقُول: لم يَسْتَكِينوا عِنْد الحروب وَلم يخضعوا وَلم يخجلوا - أَي
لم يبقوا فِيهَا باهتين كالإنسان المتحير الدهش وَلَكنهُمْ جدوا
(1/119)
فِيهَا وتأهبوا. وَقَالَ غَيره: لم يخجلوا
- لم يبطروا ويأشروا وَذَلِكَ معنى حَدِيث النَّبِيّ صلي اللَّه
عَلَيْهِ وَسلم: إِذا شبعتن خَجِلتن - أَي أشِرتُنَّ وبَطِرتن. قَالَ
أَبُو عُبَيْدٍ: فَهَذَا أشبه الْوَجْهَيْنِ بِالصَّوَابِ. قَالَ
[أَبُو عُبَيْد -] : وَأما حَدِيث أَبِي هُرَيْرَةَ أَن رجلا مر بواد
خَجِل مُغِنِّ معْشِب فَلَيْسَ من هَذَا وَلكنه الْكثير النَّبَات
الملتف.
خول وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] :
فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام أَنه كَانَ يَتَخَوَّلَهم
بِالْمَوْعِظَةِ مَخَافَة السَّآمَة عَلَيْهِم. قَالَ أَبُو عَمْرو:
يتخولهم أَي يتعهدهم بهَا والخائل المتعهد للشَّيْء والحافظ لَهُ
والقائم بِهِ. [و -] قَالَ الْفراء: والخائل الرَّاعِي للشَّيْء
(1/120)
/ والحافظ لَهُ وَقد خَال يخول خولا.
خون وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَأهل
الشَّام 14 / ب يسمون الْقَائِم بِأَمْر الْغنم والمتعهد لَهَا:
الخَولي وَلم يعرفهَا الْأَصْمَعِي وَقَالَ: أظنها بالنُّون
يَتَخَوَّنُهُمْ قَالَ: وَهُوَ التعهد أيضاح قَالَ: وَمِنْه قَول ذِي
الرمة: [الْبَسِيط]
لَا يَنْعَشُ الطَّرْفَ إِلَّا مَا تَخَوَّنَه ... داعٍ يُنَادِيه باسم
المَاء مبغومُ
قَوْله: تَخَوَّنَه يَعْنِي تعهده.
حول قَالَ أَبُو عبيد: وَأَخْبرنِي
يحيي بْن سَعِيد عَن أبي عَمْرو بْن الْعَلَاء أَنه كَانَ يَقُول:
إِنَّمَا هُوَ يَتَحَوَّلهم بِالْمَوْعِظَةِ أَي ينظر حالاتهم الَّتِي
يَنْشَطون فِيهَا للموعظة وَالذكر فَيَعِظُهم فِيهَا وَلَا يكثر
عَلَيْهِم فيملوا.
صبب وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي
حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام إِنَّه كَانَ إِذا مَشى كَأَنَّهُ يمشي فِي
صَبَبٍ.
(1/121)
قَالَ أَبُو عَمْرو: الصَّبَبُ مَا
انْحَدَر من الأَرْض وَجمعه أصبابٌ قَالَ رؤبة: [الرجز]
بل بَلَدٍ ذِي صُعُدٍ وأصبابْ
بل فِي معنى رب.
شجع قرع زبب قَالَ [أَبُو عُبَيْد
-] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام: يَجِيءُ كنزُ أحدهم يَوْم
الْقِيَامَة شُجاعاً أَقرع. قَالَ أَبُو عَمْرو: هُوَ هَهُنَا الَّذِي
لَا شعر على رَأسه. [و -] قَالَ غير أَبِي عَمْرو: الشجاع الْحَيَّة
وَإِنَّمَا سمي [شجاعا -] أَقرع لِأَنَّهُ يَقْرِي السم ويجمعه فِي
رَأسه حَتَّى يتمعط مِنْهُ شعره قَالَ الشَّاعِر يصف حَيَّة ذكرا:
[الطَّوِيل]
(1/122)
قَرَى السُّمَّ حَتَّى انْمَازَ فَرْوةُ
رَأسه ... عَن الْعظم صِلُّ فاتِكُ اللَّسُعِ مَارِدُهْ
وَفِي حَدِيث آخر: شُجَاع أَقرع لَهُ زَبِيبَتَانِ. وهما النكتتان
السوداوان فَوق عَيْنَيْهِ وَهُوَ أوحش مَا يكون من الْحَيَّات وأخبثه
وَيُقَال فِي الزبيبتين: إنَّهُمَا الزبدتان اللَّتَان تَكُونَانِ فِي
الشدقين إِذا غضب الْإِنْسَان أَو أَكثر الْكَلَام حَتَّى يُزْبِد.
قَالَ أَبُو عبيد: حَدَّثَنِي شيخ من أهل الْعلم عَن أم غيلَان بِنْت
جرير ابْن الخطفي أَنَّهَا قَالَتْ: رُبمَا أنشدتُ أبي حَتَّى يزبب
شدقاي قَالَ الراجز: [الرجز]
إِنِّي إِذا مَا زَبَّبَ الأشداقُ ... وكَثُرَ الضِّجاجُ والّلقْلاق
ثَبْتُ الجَنانِ مِرْجَمٌ وداق
(1/123)
قَالَ أَبُو عَمْرو: واللقلاق الصَّوْت
وداق: دانٍ. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَهَذَا التَّفْسِير عندنَا أَجود
من الأول. وَأما قَوْلهم: ألف أَقرع - فَهُوَ التَّام.
وفض وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] :
فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام إِنَّه أَمر بِصَدقَة أَن تُوضَع فِي
الأوفاض. قَالَ أَبُو عَمْرو: الأوفاض [هُمُ -] الْفرق من النَّاس
والأخلاط. وقَالَ الْفراء: هُمُ الَّذين مَعَ كل رَجُل مِنْهُم وَفضَةٌ
وَهِي مثل الكنانة يُلْقَى فِيهَا طَعَامه. قَالَ أَبُو عبيد: [و -]
بَلغنِي عَن شريك - وَهُوَ الَّذِي روى هَذَا الحَدِيث أَنه قَالَ:
هُمْ أهل الصّفة. قَالَ أَبُو عُبَيْد: وَهَذَا كُله عندنَا وَاحِد
لِأَن أهل الصُّفَّة إِنَّمَا كَانُوا
(1/124)
أخلاطًا من النَّاس من قبائل شَتَّى وَقد
يُمكن أَن يكون مَعَ كل وَاحِد مِنْهُم وَفْضَةٌ كَمَا قَالَ الْفراء.
وَقَالَ بَعضهم: الأوقاص وَهُوَ عندنَا خطأ فِي هَذَا الْموضع إِلَّا
فِي الْفَرَائِض.
جمع طمث وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -]
: فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام حِين ذكر الشُّهَدَاء فَقَالَ:
وَمِنْهُم أَن تَمُوت الْمَرْأَة بِجُمْعٍ. قَالَ أَبُو زَيْدُ:
يَعْنِي أَن تَمُوت وَفِي بَطنهَا ولد. وقَالَ الْكسَائي مثل ذَلِك
قَالَ: وَيُقَال أَيْضا: بِجِمْعٍ لم يقلهُ إِلَّا الْكسَائي. وقَالَ
غَيرهمَا: وَقد تكون / الَّتِي تَمُوت بِجمع أَن تَمُوت وَلم يمسسها
رجل 15 / الف لحَدِيث آخر يرْوى عَن النَّبِيّ صلي اللَّه عَلَيْهِ
وَسلم مَرْفُوعا: أَيّمَا امْرَأَة
(1/125)
مَاتَت بِجُمع لم تطْمَثْ دخلت الْجنَّة.
- قَالَ أَبُو عُبَيْد: قَوْله: لم تُطْمَثْ لم يُمْسَسْ وَهَكَذَا
هُوَ فِي التَّفْسِير فِي قَوْله {لَمْ يُطْمِثْهُنَّ اِنْسٌ
قَبْلَهُمْ وَلاَ جَانٌّ} قَالَ الشَّاعِر يذكر مَاء ورده: [الطَّوِيل]
وردناه فِي مَجْرَى سُهَيْلِ يَمَانِيّا ... بِصُعْرِ البُرَى من بَين
جُمْعٍ وَخادِجِ
فالجُمْع النَّاقة الَّتِي فِي بَطنهَا ولد والخادج: الَّتِي أَلْقَت
وَلَدهَا.
لعثم كبا وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -]
: فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام: مَا أحد من النَّاس عَرَضتُ
عَلَيْهِ الْإِسْلَام إِلَّا كَانَت عِنْده كَبْوَةٌ غير أبي بَكْر
فَإِنَّهُ لم يَتَلَعْثَمْ. قَالَ أَبُو زيد: يَقُول: لم ينْتَظر وَلم
يتمكث يُقَال: تَلَعْثَمَ الّرجُلُ -
(1/126)
إِذا تمكث فِي الْأَمر وتأنى وَتردد فِيهِ.
[و -] قَوْله: كبوة عَن غير أبي زَيْدُ هِيَ مثل الوقفة تكون عِنْد
الشَّيْء يكرههُ الْإِنْسَان أَن يدعى إِلَيْهِ أَو يُرَاد مِنْهُ.
وَيُقَال: قد كبا الزند فَهُوَ يكبو - إِذا لم يخرج شَيْئا والكبوة فِي
غير هَذَا السُّقُوط للْوَجْه قَالَ أَبُو ذُؤَيْب يصف ثورًا رُميَ
فَسقط:
[الْكَامِل]
فَكَبا كَمَا يكبو فَنِيْقٌ تارِزٌ ... بالخبت إِلَّا أَنه هُوَ أبرعُ
ويروى: أضلع.
(1/127)
خضرم
وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام أَنه خطب
النَّاس يَوْم النَّحْر وَهُوَ على نَاقَة مخضرمة. قَالَ أَبُو
عُبَيْد: المخضرمة الَّتِي قد قطع طرف أذنها وَمِنْه يُقَال للْمَرْأَة
المخفوضة: مخضرمة.
لطح وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] :
فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام أَنه كَانَ يلطح أفخاذنا أغيلمة بني
عَبْد الْمطلب لَيْلَة الْمزْدَلِفَة وَيَقُول: أبَيْنِي لَا ترموا
جَمْرَة الْعقبَة حَتَّى تطلع الشَّمْس.
(1/128)
قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: واللطح: الضَّرْب
يُقَال مِنْهُ: لطحت الرجل بِالْأَرْضِ وقَالَ غير أبي عُبَيْدَة: هُوَ
الضَّرْب وَلَيْسَ بالشديد بِبَطن الْكَفّ وَنَحْوه.
بنى قَالَ أَبُو عُبَيْد: وَقَوله:
اُبَيْني تَصْغِير بني يُرِيد يَا بني قَالَ الشَّاعِر: [السَّرِيع]
إِن يَكُ لَا سَاءَ فقد سَاءَنِي ... ترك أبينيك إِلَى غير رَاع
(1/129)
حَبط وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] : فِي
حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام فِي السِقط يظل محبنطيا لى بَاب الْجنَّة.
فَيُقَال لَهُ: ادخل فَيَقُول: حَتَّى يدْخل أبواي. قَالَ أَبُو
عُبَيْدَة: المُحْبَنْطِي - بِغَيْر همز: هُوَ المتغضب المستبطئ
[للشَّيْء -] والمحبنطئ - بِالْهَمْزَةِ: هُوَ الْعَظِيم الْبَطن
المنتفخ. قَالَ: وَمِنْه قيل للعظيم الْبَطن: الحبنطأ.
سقط قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَسَأَلت
عَنْهُ الْأَصْمَعِي فَلم يقل فِيهِ شَيْئا. وَقَالَ [الْأَصْمَعِي -]
: السُقط والسِقط لُغَتَانِ. وَقَالَ رَجُل لرَسُول اللَّه صلي اللَّه
عَلَيْهِ وَسلم: مَالِي من وَلَدي قَالَ: من قدمت مِنْهُم قَالَ: فَمن
خلفت مِنْهُم بعدِي قَالَ: لَك مِنْهُم مَا لمُضَر من وَلَده. وَقَالَ
قَالَ حميد: لأَن أقدم سِقْطاً أحب إِلَيّ من أَن أخلف بعدِي قَالَ
أَبُو عُبَيْدٍ: لَا أَدْرِي كَيفَ قَالَ حميد: مائَة مستلئم كلهم قد
حمل السِّلَاح. وَعَن أَبِي عُبَيْدَة سقط وَسقط وَسقط وَلَا أحد
يَقُول
(1/130)
بِالْفَتْح غَيره وَكَذَلِكَ فِي اللوى والرمل وَكَذَلِكَ سِقْط
النَّار. وَزعم الْكسَائي أَن احْبَنْطْيت واحبنطأت لُغَتَانِ. |