غريب الحديث للقاسم بن سلام نظر
وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث الزُّهْرِيّ لَا تُناظِر بِكِتَاب الله
وَلَا بِكَلَام رَسُول اللَّه صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم. قَوْله: لَا
تُناظِر لم يرد لَا تتبعه وَلَا تَنظر فِيهِ وَلَيْسَ يَنْبَغِي أَن
تكون المناظرة إِلَّا بِالْكتاب وَالسّنة وَلَكِن الَّذِي أَرَادَ
عِنْدِي أَنه جعله من النظير وَهُوَ المِثل يَقُول: لَا تجْعَل نظيرا
لكتاب الله وَلَا لكَلَام رَسُول اللَّه صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم أَي
لَا تتبع قَول أحد وتدعهما. وَيكون أَيْضا فِي وَجه آخر أَن يجعلهما
مثلا للشَّيْء يَعرِض مثل قَول إِبْرَاهِيم: كَانُوا يكْرهُونَ أَن
يذكرُوا الْآيَة عِنْد الشَّيْء يعرض من أَمر الدُّنْيَا كَقَوْل
الْقَائِل للرجل إِذا جَاءَ فِي الْوَقْت الَّذِي يُرِيد صَاحبه:
{جِئْتَ عَلى قَدَرٍ يّا مُوْسى} هَذَا وَمَا أشبهه من الْكَلَام] .
وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث الزُّهْرِيّ أَنه سُئِلَ عَن الزّهْد
فِي الدُّنْيَا فَقَالَ: هُوَ أَن لَا يَغْلِب الحلالُ شُكْرَه وَلَا
الْحَرَام صبره.
(4/475)
وشى قَالَ أَبُو عبيد: مذْهبه عِنْدِي أنّه
أَرَادَ إِذا أُنعمَتْ عيه نعْمَة من الْحَلَال 137 / ب / كَانَ عِنْده
من الشُّكْر لله مَا يقوم بِتِلْكَ النِّعْمَة حَتَّى لَا يعجز شكرُه
عَنْهَا وَإِذا عرضَتْ لَهُ فتْنَة من الْحَرَام كَانَ عِنْده من
الصَّبْر مَا يمْنَع نفسَه مِنْهَا فَلَا يركَبُها فَهَذَا عِنْد
الزُّهْرِيّ من الزّهْد فِي الدُّنْيَا الشُّكْر على النِّعْمَة فِي
الْحَلَال وَالصَّبْر على ترك الْحَرَام.
وشى وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي
حَدِيث الزُّهْرِيّ أَنه كَانَ يَسْتَوشِي الحَدِيث. أَي يَسْتَخْرِجهُ
بالبحث وَالْمَسْأَلَة كَمَا يَسْتَوْشِي الرجل جَرْيَ الْفرس وَهُوَ
ضربُه إِيَّاه بعَقبه وتحريكه ليجري.
(4/476)
أمة
بن [وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث الزُّهْرِيّ أَنه قَالَ: مَنِ
امْتُحِنَ فِي حدُّ فأمِهَ ثمَّ تبَّرأ فَلَيْسَتْ عَلَيْهِ عُقُوبَة
فَإِن عُوقِبَ فأمِهَ فَلَيْسَ عَلَيْهِ حدٌّ إِلَّا أَن يأمَه من غير
عُقوبةٍ. قَوْله: أمِهَ هُوَ هَهُنَا الْإِقْرَار وَلم أسمعهُ إِلَّا
فِي هَذَا الحَدِيث والأمَه فِي غير هَذَا الْموضع النسْيَان وَمِنْه
حَدِيث ابْن عَبَّاس وَعِكْرِمَة أَنَّهُمَا يقرءان: {وَادَّكَرَ
بَعْدَ أمَهٍ} أَي بعد نِسْيَان] .
حَدِيث عبد الْملك مَرْوَان
جرح بن وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي
حَدِيث عبد الْملك بن مَرْوَان انه قَالَ فِي خطبَته:
(4/477)
وَقد وَعَظْتُكم فَلم تزدادوا على الموعظة
إِلَّا استجراحا. قَالَ الْأَصْمَعِي: [قَوْله استجراحا -] الاستجراح
النُّقْصَان قَالَ وَقَالَ ابْن عون: استجرَحَتْ هَذِه الْأَحَادِيث
وَكَثُرت يَعْنِي أَنَّهَا كَثِيرَة وصحيحها قَلِيل.
أَحَادِيث الْحجَّاج يُوسُف [وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث الْحجَّاج
حِين سَأَلَ الشّعبِيّ عَن فَرِيضَة
(4/478)
من الجَدّ فَأخْبرهُ بقول الصَّحَابَة
فِيهَا حَتَّى ذكر ابْن عَبَّاس فَقَالَ إِن كَانَ لنقابًا فَمَا قَالَ
فِيهَا يرْوى عَن عِيسَى بن يُونُس عَن عباد بن مُوسَى عَن الشّعبِيّ.
نقب نقب قَالَ أَبُو عبيد: النِّقاب
هُوَ الرجل الْعَالم بالأشياء المبحّث عَنْهَا الفَطِن الشَّديد
الدُّخول فِيهَا قَالَ أَوْس بن حجر يمدح فضَالة أَو يرثيه:
(المتقارب)
نَجِيحٌ جوادٌ أَخُو مأقطِ ... نِقابٌ يُحَدِّث بالغائبِ
وَبَعْضهمْ يحدثه: إِن كَانَ لَمِثْقَبا وَلَا نرى الْمَحْفُوظ إِلَّا
الأول وَهُوَ
(4/479)
فِي الْمَعْنى نَحْو مِنْهُ] .
وذف وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث
الحجّاج حِين قتل ابْن الزبير فَأرْسل إِلَى أمّه أَسمَاء يدعوها فأبَت
أَن تَأتيه فَقَامَ يَتَوَذَّفُ حَتَّى دخل عَلَيْهَا. قَالَ أَبُو
عَمْرو: الَتوُّذفُ التَّبَخْتُر وَكَانَ أَبُو عُبَيْدَة يَقُول:
التوذُّفُ الْإِسْرَاع لقَوْل بشر بن أبي خازم يمدح رجلا بِأَنَّهُ يهب
النجائب فَقَالَ: [الْكَامِل]
يُعطي النجائبَ بالرِّحال كأنَّها ... بَقَرُ الصرائم والجياد توذف
(4/480)
أَي يُعْطي الْجِيَاد. [وَقَالَ أَبُو
عبيد: فِي حَدِيث الْحجَّاج أنّه خطب فَقَالَ: إيَّايَ وَهَذِه
السُّقَفاء والزّرافات قَالَ بَلغنِي عَن ابْن علية عَن ابْن عون عَن
الْحجَّاج.
سقف زرف قَالَ أَبُو عبيد: أما
السُّقَفاء فَلَا أعرفهَا.
(4/481)
وَأما الزرافات فَإِنَّهَا المواكبُ
وَالْجَمَاعَات. وكل جمَاعَة زَرَافةٌ قَالَ عدي بن زيد: (المنسرح)
وبُدِّل الفَيْحُ بالزرَّافةَ وَالْ ... أيّامُ خُونٌ جَمٌّ عجائِبُها
الخُون جمع الخائن] .
سمن وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي
حَدِيث الحجّاج أنّه أُتِي بِسَمَكَةٍ فَقَالَ للَّذي عَمِلها:
سَمِّنها فَلم يدر مَا يَقُول فَقَالَ لَهُ عَنْبَسَة بن سعيد: أَنه
يَقُول لَك بَرِّدْها. وَهَذِه كلمة أَرَاهَا طائفية يسمون التبريد
التسمين.
أمد أمد عين [وَقَالَ أَبُو عبيد:
فِي حَدِيث الحجّاج حِين سَأَلَ الْحسن رَحمَه الله: مَا أمَدُكَ يَا
حسن قَالَ: سنتَانِ من خلَافَة عمر رَضِي الله عَنهُ فقالك وَالله
لَعَيْنُك أكبر من أمَدِك حدّثنَاهُ ابْن علية عَن يُونُس عَن الْحسن.
(4/482)
قَوْله: أمَدك يَعْنِي مُنْتَهى عمره
وأمَدُ كل شَيْء منتهاه. وَإِنَّمَا أَرَادَ المولد. وَقَوله: وَالله
لَعَيْنُك يَقُول: شاهدُك ومَنْظرُك أكبر من أمَدِك وَعين كل شَيْء
شَاهده وحاضره وَمِنْه قَول الشَّاعِر: [الرجز]
وعينه كالكالىء الضِّمارِ
يَقُول: مَا أَرَادَ أَن يعطيك حَاضرا فَهُوَ مثل الْغَائِب الَّذِي
لَا يُرْجَى.
بن قَالَ أَبُو عبيد: لم يرد الْحسن بقوله سنتَانِ مضتا إِنَّمَا
أَرَادَ بَقِيَتَا] .
أَحَادِيث عبيد الله زِيَاد
جعجع وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي
حَدِيث عبيد الله [بن زِيَاد -] حِين كتب
(4/483)
إِلَى عمر بن سعد بن أبي وَقاص أَن
جَعْجِعْ بِحُسَيْن رَحمَه الله. قَالَ الْأَصْمَعِي: الجعجَعَة
الْحَبْس إِنَّمَا أَرَادَ احْبِسْه [قَالَ منتجع ابْن نَبهَان فِي
قَول الشَّاعِر: (الطَّوِيل)
وبَاتُوا بِجعجاعٍ جَديبِ المَعَّرجِ
(4/484)
قَالَ: أَرَادَ مَكَانا احتبسوا فِيهِ.
قَالَ: وَمِنْه قَول أَوْس بن حجر أَيْضا:
(الطَّوِيل)
إِذا جَعْجَعُوا بَين الإناخَةِ والحبسِ
وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الجعْجاع الأَرْض وكل أَرض جعجاع. وَقَالَ
غَيره: هِيَ الأَرْض الغليظة وَمِنْه قَول أبي قيس بن الأسلت:
(السَّرِيع)
من يَذُق الحربَ يجد طَعْمَها ... مُرّاً وتتركه بجعجاع
دحح دحح بن وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي
حَدِيث عبيد الله بن زِيَاد حِين قَالَ لأبي بَرزَة الْأَسْلَمِيّ: إِن
مُحَمَّدِيَّكُم هَذَا الدَّحْداح قَالَ حَدَّثَنِيهِ دَاوُد بن
الزبْرِقَان بِإِسْنَاد لَهُ. قَالَ أَبُو عَمْرو مرّة: إِنَّمَا هُوَ
ذَحْذاح بِالذَّالِ ثمَّ رَجَعَ عَنهُ وَقَالَ هُوَ بِالدَّال
وَكَذَلِكَ الرِّوَايَة بِالدَّال وَهُوَ الصَّوَاب وَهُوَ
(4/485)
الرجل الْقصير السمين] .
حَدِيث عَاصِم أبي النجُود [رَحمَه الله -]
جمل خرف ذبر وَقَالَ أَبُو عبيد:
فِي حَدِيث عَاصِم بن أبي النجُود لقد أدْركْت أَقْوَامًا يتخذون هَذَا
اللَّيْل جَمَلاً يشربون النبيدَ وَيلبسُونَ المُعَصْفَر مِنْهُم زرٌّ
وَأَبُو وَائِل. قَالَ الْأَصْمَعِي: يُقَال للرجل إِذا أَحْيَا
لَيْلَة بِالصَّلَاةِ أَو سواهَا حَتَّى أصبح: قد أتَّخَذَ اللَّيلَ
جَمَلًا.
[حَدِيث عبيد الله بن جحش
فقح صأصأ ذفف رثع وقا أَبُو عبيد:
فِي حَدِيث عبيد الله بن جحش حِين تَنَصَّر بالحبَشَة فَلَقِيَهُ بعض
الصَّحَابَة فكلّمه فِي ذَلِك فَقَالَ عبيد الله: إِنَّا فقحنا
وصأصأتم.
(4/486)
قَالَ أَبُو عَمْرو وَأَبُو زيد وَالْفراء
أَو بَعضهم: يُقَال قد فَقَّح الجِرْوُ إِذا فتح عَيْنَيْهِ. وَقَالَ
غَيرهم فِي قَوْله: صَأصَأتُم يُقَال: صَأصَأ الجِرْوُ إِذا لم يَفتح
عَيْنَيْهِ فِي أوانِ فتحِه. فَأَرَادَ عبيد الله أَنِّي أَبْصرت ديني
وَلم تُبْصِرُوا دينكُمْ.
صتت وعث غبط هَبَط لمَم أَبُو عبيد:
عبيد الله بن جحش هَذَا زوج أم حَبِيبَة بنت أبي سُفْيَان قَالَ
النَّبِيّ صلي الله عَلَيْهِ وَسلم: كَانَ تنصَّر بِالْحَبَشَةِ وَمَات
على النَّصْرَانِيَّة] .
(4/487)
أَحَادِيث لَا يعرف أَصْحَابهَا
لخخ رمض جدجد سخم [وأَبُو عبيد:
سَمِعت مُحَمَّد بْن الْحسن بِإِسْنَاد لَهُ لَا أحفظه عَن رجل
سَمَّاهُ أَو كناه أَحْسبهُ أَبَا الربَاب قَالَ: كُنَّا بِموضع كَذَا
وَكَذَا فَأَتَانَا رجل فِيهِ لَخْلَخَانِيَّة.
عرس خرس عذر نقع طخا أَبُو عبيد:
الَّلخْلَخَانِيَّة العُجْمة يُقَال رجل لَخْلَخانِيٌّ وَامْرَأَة
لخلخانية إِذا كَانَا لَا يفصحان قَالَ البعيث بن بشر: (الطَّوِيل)
سيترُكُها إِن سَلَّم الله جارَها ... بَنو اللخلخانيّات وَهِي رُتُوع
أَرَادَ بني العجميات] .
ثكن ثكن عرر حضض فَكُن أَبُو عبيد:
فِي حَدِيث آخر يُحْشَرُ النَّاس على ثكنهم.
(4/488)
[قَالَ -] الثُّكَنُ الْجَمَاعَات واحدتها
ثُكْنَة [قَالَ فِي ذَلِك الْأَعْشَى: (المتقارب)
يطاردُ وَرْقَاء جُونِّية ... لِيُدْركها فِي حمام ثُكَنْ
يَعْنِي جماعات. فَالَّذِي أَرَادَ فِي الحَدِيث فِيمَا نرى أَنهم
يحشرون على مَا مَاتُوا عَلَيْهِ. ويروى فِي حَدِيث آخر: إِن فلَانا
كتب إِن العدوّ بُعرْعُرة الْجَبَل وَنحن بحَضِيْضِه. قَالَ
الْأَصْمَعِي: العُرْعُرَة أَعلَى الْجَبَل والحضيض أَسْفَله عِنْد
(4/489)
منقطعه حَيْثُ يُفْضِي إِلَى الأَرْض قَالَ
امْرُؤ الْقَيْس يذكر مَرْقبة كَانَ عَلَيْهَا: (الطَّوِيل)
فَلَمَّا أجنَّ الشَّمْسَ عَنِّي غَوارُها ... نزلتُ إِلَيْهِ قَائِما
بالحضِيضِ
ويروى: فَلَمَّا أجنّ الشَّمْس مني غوارها. وَإِنَّمَا يصف الْفرس.
وَقَوله: غوارها يَعْنِي مغيب الشَّمْس حِين غارت تغور وَقد يرْوى
عَوارها بِالْعينِ وَالْمَحْفُوظ بالغين وَالْهَاء رَاجِعَة على
الْفرس. ويروى فِي حَدِيث آخر: قَالَ: إِنَّمَا مثل الْعَالم
كالحَمَّةِ تكون بِالْأَرْضِ يَأْتِيهَا البُعَداءُ وَيَتْرُكهَا
الْقُرَبَاء فَبَيْنَمَا هم كَذَلِك إِذْ غَار مَاؤُهَا فَانْتَفع بهَا
قوم وَبَقِي قوم يَتَفَكَّنُونْ. قَالَ: مَعْنَاهُ يَتَنَدَّمُونْ.
التفكُّن التندم.
(4/490)
وَفِي حَدِيث آخر يرْوى عَن حسان بن ثَابت
أَو غَيره: أَنه كَانَ إِذا دعِي إِلَى طَعَام قَالَ: أَفِي عُرْسٍ أم
خُرْسٍ أم إعذارٍ فَإِن كَانَ فِي وَاحِد من ذَلِك أجَاب وَإِلَّا لم
يُجِبْ. قَوْله: عُرْس يَعْنِي طَعَام الْوَلِيمَة. وَأما الخُرس
فالطعام الَّذِي على الْولادَة يُقَال خَرَّسْتُ على الْمَرْأَة إِذا
أطْعم فِي وِلَادَتهَا وَاسم طعامها الَّذِي تَأْكُله هِيَ الخرسة
قَالَ الشَّاعِر يذكر أزمة: (الطَّوِيل)
إِذا النُّفَساءُ لم تُخَرَّسْ ببكْرِها ... غُلَاما وَلم يُسكَتْ
بِحِتْرٍ فَطِيْمُها
الحِتر الشَّيْء الحقير الْقَلِيل أَي لَيْسَ لَهُم شَيْء يُطعمون
الصَّبِي من شدَّة الأزمة. والإعذار: الْخِتَان وَفِيه لُغَتَانِ
يُقَال: عَذَرْتُ الْغُلَام وأعْذَرته قَالَ الشَّاعِر فِي ذَلِك:
(الرجز)
تَلْوِيَةَ الخاتِنِ فعل المَعْذُور
وَقَالَ آخر: (الرجز)
(4/491)
كلّ الطَّعَام تَشْتَهي رِبيْعَة ...
الخُرْسُ والإعْذارُ والنَّقِيْعَةْ
فَأَما الخُرس والإعذار فقد تقدم لَك تفسيرهما وَأما النَّقِيْعَة
فالطعام يصنعه الرجل عِنْد قدومه من سَفَره قَالَ الشَّاعِر:
(الْكَامِل)
إِنَّا لنضربُ بالسيوفِ رؤسَهُمْ ... ضَرْبَ القُدارِ نَقِيعة
القُدَّامِ
القُدار: الجزّار والقُّدَّام: القادمون من سفر واحدهم قادم وَقد
يُقَال: القدام الْملك هَهُنَا وَهُوَ أَجود] . [وَفِي حَدِيث آخر:
إِذا وجد أحدُكم طَخاء على قلبه فَليَأْكُل السَفرْجَلَ. الطَّخَاء:
الثِقْل والغشي وكل شَيْء ألبس شَيْئا فَهُوَ طَخاءٌ لَهُ يُقَال: مَا
فِي السَّمَاء طَخاء أَي سَحَاب. والطَّخْيَة الظُّلمة قَالَ
الشَّاعِر: (الوافر)
فَلَا تذْهب بعقلك طاخيات ... من الْخُيَلَاء لَيْسَ لَهُنَّ بَاب
(4/492)
وَبَعْضهمْ يرويهِ: طافيات وَالْخَاء أَجود
فِي الْمَعْنى] .
دسم لعق نشق خلى صرع أَبُو عبيد:
فِي حَدِيث آخر أَن للشَّيْطَان نَشوقا ولَعُوقا ودِساما. فالدسام مَا
سد بِهِ الْأذن يُقَال مِنْهُ: دَسَمْتُ الشَّيْء دَسْماً إِذا سددته.
واللَّعُوق فِي الْفَم والنَّشُوق فِي الْأنف. وَفِي حَدِيث آخر: فِي
خلايا النَّحل إِن فِيهَا الْعشْر. قَالَ: هِيَ الْمَوَاضِع الَّتِي
تُعَسَّل فِيهَا النَّحل وَهِي مثل الرَّاقود أَو نَحوه يعْمل لَهَا من
طين / أَو غير ذَلِك واحدتها خَلِيَّة. 138 / الف وَفِي حَدِيث آخر:
مَا تعدّون فِيكُم الصرعة. فالصرعة الَّذِي يصرع الرِّجَال.
(4/493)
وَفِي حَدِيث آخر: صلاةُ الأوّابين إِذا
رَمِضَت الفِصال من الضُّحَى. يَقُول: إِذا وجد الفصيل حرّ الشَّمْس
على الرَّمْضاء يَقُول: فَصَلَاة الضُّحى تِلْكَ السَّاعَة. [وَفِي
حَدِيث آخر: فورَدْنا على جُدْجُدٍ مُتَدَمِّنٍ. قَالَ: قَوْله:
جُدْجُد وإنّما الْمَعْرُوف فِي كَلَامهم الجُدُّ قَالَ الْأَعْشَى:
(السَّرِيع)
مَا جُعِل الجُدُّ الظَّنونُ الَّذِي ... جُنِّبَ صَوبَ اللَّجِبِ
الماطرِ ... وَكَانَ الْأَصْمَعِي يَقُول: الجُدُّ الْبِئْر
الجَيِّدَةُ الْوَضع من الكلأِ.
دمن ألس ألف وَلَقت أَبُو عبيد:
وَأما الجُدْجُد فَإِنَّهُ عندنَا دُوَيْبَّةٌ وَجَمعهَا جَداجِد.
وَأما المتَدَمِّن فالماء الَّذِي سَقَطت فِيهِ دَمِن الْإِبِل
وَالْغنم وَهِي أبعارها] . وَفِي حَدِيث آخر: اللَّهُمَّ إِنَّا
نَعُوذُ بك من الألسِ والألقِ
(4/494)
والكِبْرِ والسخيمة. قولن: الألس هُوَ
اخْتِلَاط العَقْل يُقَال [مِنْهُ -] قد ألسَ الرجل فَهُوَ مألوس.
وَأما الألْقُ فَإِنِّي لَا أحْسبِه أَرَادَ إِلَّا الأوْلَقَ
والأوْلَقُ الْجُنُون قَالَ الْأَعْشَى: (الطَّوِيل)
وتُصْبِح مِن غِبِّ السُّرَى وكأنَّما ... أَلَمَّ بهَا من طائِفِ
الجِنِّ أوْلَقُ
[يصف نَاقَته يَقُول: هِيَ من سرعتها كَأَنَّهَا مَجْنُونَة -] فَإِن
كَانَ أَرَادَ الْكَذِب فَهُوَ الوَلْقُ [ويروى عَن عَائِشَة رَحمهَا
الله أَنَّهَا كَانَت تقْرَأ
(4/495)
{إْذ تَلِقُوْنَهُ بأَلْسِنَتِكُمْ} يُقَال
من هَذَا قد وَلَقت ألِقُ وَلْقاً] . وأمّا السَّخِيْمَةُ فَهِيَ
الضَّغِيْنَةُ والعَداوة. [وَفِي حَدِيث آخر قَالَ: قامُوا صتيتين.
(4/496)
أَي جَماعَتَين يُقَال: قد صاتَّ الْقَوْم
مُشَدّدَة] . وَفِي حَدِيث آخر فِي الوَعْثاء. قَالَ: الوَعْثاء
الأَرْض ذَات الوَعْث وَقد أوعَثَ الْقَوْم إِذا صَارُوا فِي الوَعْث.
[وَفِي حَدِيث آخر: اللهُمَّ غَبْطاً لَا هبطا.
(4/497)
قَالَ يَعْنِي نَسْأَلك الغْبِطَة ونعوذُ
بك أَن نَهْبِطَ عَن حَالنَا هُوَ مثل قَوْله الحَوْرُ بعد الكَوْرِ] .
وَفِي حَدِيث آخر: اللهمَّ الْمُمْ شَعَثَنا. أَي اجْمَع مَا تَشَتَّتَ
من أمورنا يُقَال: لَمَمْتُ الشَّيْء ألُمُّه لَمّاً إِذا جمعته. وَفِي
حَدِيث آخر: قَالَ يُسَلَّطُ عَلَيْهِم مَوتُ طاعونٍ ذَفِيفٍ
[يُحَرِّفُ القُلوبَ -] . قَالَ: الذَّفِيفُ هُوَ المُجْهِز الَّذِي
يُذَفِّف عَلَيْهِم فَيَقْتُلَهُم كَمَا يُذَفَّفُ على الجَريْحِ.
وَفِي حَدِيث آخر: الرثع.
(4/498)
الرثع: الْحِرْص الشَّديد. وَقَوله:
الخَريفُ. [وَإِنَّمَا سمي الخَريِفُ -] خَرِيفًا لِأَنَّهُ تُخْترَف
فِيهِ الثِّمَار يُقَال: أرضُ مَخرْوفة أَي أَصَابَهَا مَطر الخَريف.
فِي حَدِيث آخر: أما سَمِعْتَه من معاذٍ يُذَبِّره عَن رَسُول اللَّه
صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم. قَوْله: يذبره يَعْنِي يحدثه.
(4/499)
خطط
جمع نخل [وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِيّ صلي الله عَلَيْهِ
وَسلم أَنه قَطَعَ لنسائه خطَطهُنَّ. أَي جَعَلَه لَهُنَّ فِي حَيَاته
أَي منازِلَهن وَقَالَ الله عز وَجل {وَقَرْنَ فِي بُيُوْتِكُنَّ} أَي
لِئَلَّا يخرُجْن بعد مَوته. وَهَذَا مِمَّا يدل أَن النَّبِي صلي
اللَّه عَلَيْهِ وَسلم ... . . وَفِي حَدِيث آخر: وَسُئِلَ عَن قَوْله
كأنّهُ جُمْعٌ فِيهِ خيْلان. قَالَ: شبَّهه بالكَفِّ إِن ... . كَمَا
تَقول: ضَرَبَه بِجُمْعِ كفِّه أَي ضَرَبه بهَا مَضْمُومَة. وَسُئِلَ
... . . أَيْضا عَن قَوْله النّاخلة من الدُّعَاء. قَالَ: المنتخلة] .
(4/500)
تمّ كتاب غَرِيب الحَدِيث وَالْحَمْد لله
وَحده وصلىالله على سيدنَا مُحَمَّد وَآله وَسلم. تمّ الْفَرَاغ من
نساخة هَذَا الْكتاب الْمُبَارك فِي شهر رَجَب من شهور اثْنَيْنِ
وَتِسْعين وَسَبْعمائة.
(4/501)
|