أسد الغابة في معرفة الصحابة، ط الفكر

باب الذال

(2/13)


1525- ذابل بن طفيل
(د ع) ذابل بْن طفيل بْن عمرو السدوسي. أتى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ روت حديثه جمعة ابنته: أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قعد في مسجده، فقدم عليه خفاف بن نصلة بْن بهدلة الثقفي.. في حديث طويل.
أخرجه ابن منده، وأبو نعيم مختصراً.
1526- ذباب بن الحارث
(س) ذباب بْن الحارث بْن عَمْرو بْن معاوية بن الحارث بْن ربيعة بْن بلال بْن أنس اللَّه بْن سعد العشيرة. ذكره ابن شاهين في الصحابة، وذكره أَبُو عَبْد اللَّهِ بْن منده في دلائل النبوة.
روى يحيى بْن هانئ بْن عروة المرادي، عَنْ أَبِي خيثمة عبد الرحمن بْن أَبِي سبرة الجعفي قال:
كان لسعد العشيرة صنم، يقال له: فراص [1] ، يعظمونه، وكان سادنه رجلًا من أنس اللَّه بْن سعد العشيرة، يقال له: ابن رقبية، وقيل: وقشة. قال عبد الرحمن بْن أَبِي سبرة: فحدثني ذباب بْن الحارث، رجل من أنس اللَّه، قال: [كان [2]] لابن رقبية، أو وقشة- عَلَى اختلاف الروايتين- رئي من الجن يخبره بما يكون، فأتاه ذات يوم فأخبره بشيء، فنظر إليّ فقال: يا ذباب، اسمع العجب العجاب، بعث مُحَمَّد بالكتاب، يدعو بمكة فلا يجاب. فقلت له: ما هذا؟ قال: لا أدري، كذا قيل لي. فلم يكن إلا قليل حتى سمعت بمخرج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْلَمْتُ وثرت إِلَى الصنم فكسرته، ثُمَّ أتيت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأسلمت» ، وقال ذباب في ذلك:
تبعت رَسُول اللَّهِ إذ جاء بالهدى ... وخلفت فراصًا بدار هوان
شددت عليه شدة فكسرته ... كأن لم يكن والدهر ذو حدثان
وهي أكثر من هذا.
أخرجه أبو موسى على ابن مندة.
1527- ذرع أبو طلحة
(س) ذرع. أَبُو طلحة الخولاني. ذكره الطبراني، وقال: قد اختلف في صحبته.
روى حماد بْن سلمة، عَنْ أَبِي سنان عِيسَى، عَنْ أَبِي طلحة الخولاني، واسمه ذرع، قال:
قال رسول الله: تكون جنود أربعة، فعليكم بالشام فأن اللَّه- عز وجل- قد تكفل لي بالشام.
__________
[1] في مستدرك تاج العروس: وفراص ككتان: موضع في ديار سعد العشيرة. وفي مراصد بلاد الاطلاع: صنم حي كان في بلاد سعد العشيرة.
[2] زيادة يستقيم بها الكلام.

(2/15)


قال أَبُو أحمد الحاكم: أَبُو طلحة الخولاني ممن لا يعرف اسمه، وهو تابعي، يروي عَنْ عمير بْن سعد.
أخرجه أَبُو موسى.
1528- ذفافة
ذفافة: له في ذكر حديث ثعلبة بْن عبد الرحمن يقتضي أن لهما صحبة. وقد ذكرناه في ثعلبة بْن عبد الرحمن. ولم يذكروه.
1529- ذكوان
(ب) ذكوان: وقيل: طهمان. مولى بني أمية، حديثه عند عبد الرزاق، عَنْ عمر بْن حوشب، عَنْ إِسْمَاعِيل بْن أمية، عَنْ جده، قال: كان لنا غلام يقال له: ذكوان- أو طهمان- فعتق بعضه. وذكر الحديث مرفوعًا.
قال أَبُو عمر: وأظنه الذي روى عنه حبيب بْن أَبِي ثابت أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جاءه رجل فقال: يا رَسُول اللَّهِ، إني لأعمل العمل فيطلع عليه فيعجبني. قال: لك أجران، أجر السر، وأجر العلانية. أخرجه أبو عمر.
1530- ذكوان مولى رسول الله
(ب ع س) ذكوان. مولى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقيل: طهمان. وقيل: مهران. روى عطاء بْن السائب قال: أتيت أبا جَعْفَر بشيء، فقال: ألا أدلك عَلَى امرأة منا، من ولد علي بْن أَبِي طالب؟
فأتيتها، فقالت: حدثني مولى لرسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقال لَهُ ذكوان، أو طهمان، أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال:
يا ذكوان، إن الصدقة لا تحل لي ولا لأهل بيتي، وَإِن مولى القوم من أنفسهم. أخرجه أَبُو نعيم، وأبو عمر، وأبو موسى.
1531- ذكوان بن عبد قيس
(ب د ع) ذكوان بْن عبد قيس بْن خلدة بْن مخلد بْن عَامِر بن زريق، الأنصاري الخزرجي. ثم الزرقي. يكنى أبا السبع، ويذكر في الكنى إن شاء اللَّه تعالى.
شهد العقبة الأولى والثانية، ثم خرج من المدينة مهاجرًا إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو بمكة، فكان يقال له: أنصاري مهاجري. وشهد بدرًا، وقتل يَوْم أحد شهيدًا، قتله أَبُو الحكم بْن الأخنس بْن شريق.
فشد علي بْن أَبِي طالب عَلَى أَبِي الحكم، وهو فارس، فضرب رجله بالسيف، فقطعها من نصف الفخذ، ثم ذفف عليه [1] .
__________
[1] تذفيف الجريح: الإجهاز عليه.

(2/16)


وقال الواقدي، عَنْ عبد الرحمن بْن عبد العزيز، عَنْ خبيب بْن عبد الرحمن الأنصاري، قال:
حرج أسعد بْن زرارة وذكوان بْن عبد قيس [إِلَى مكة [1]] يتنافران إِلَى عتبة بْن ربيعة. فسمعا برسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأتياه، فعرض عليهما الإسلام، وقرأ عليهما القرآن، فأسلما ولم يقربا عتبة، ثم رجعا إِلَى المدينة، فكانا أول من قدم بالإسلام إِلَى المدينة.
أخرجه الثلاثة،
1532- ذكوان بن يامين
ذكوان بْن يامين بْن عمير بْن كعب النضيري، من بني النضير.
قال ابن إِسْحَاق: لقى [ابن [2]] يامين بْن عمير أبا ليلى وعبد الله بن مغفل المزني باكين، فقال:
ما يبكيكما، فقالا: جئنا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نستحمله [3] ، فلم نجد عنده ما يحملنا عليه، وليس عندنا ما نقوى به عَلَى الخروج معه، وذلك في غزوة تبوك، فأعطاهما ناضحًا [4] وزودهما تمرًا كثيرًا.
ذكره أَبُو علي، وقال: لا يعين عَلَى الجهاد إلا مسلم، إن شاء اللَّه تعالى.
1533- ذكوان مولى الأنصار
ذكوان، مولى الأنصار.
أَخْبَرَنَا الْمَنْصُورُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْفَقِيهُ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي يَعْلَى الْمَوْصِلِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ ابن مِهْرَانَ السَّبَّاكُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الأَعْلَى، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ حَرَامِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْجَمُوحِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: ابْتَعْنَا بَقَرَةً فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِنَشْتَرِكَ عَلَيْهَا، فَانْفَلَتَتْ مِنَّا وَامْتَنَعَتْ عَلَيْنَا، فَعَرَضَ لَهَا مَوْلًى لَنَا- يُقَالُ لَهُ: ذَكْوَانُ- بِسَيْفٍ فِي يَدِهِ، وَهِيَ تَجُولُ فَضَرَبَهَا بِالسَّيْفِ فِي أَصْلِ عُنُقِهَا، فَخَرَقَهَا بِالسَّيْفِ فَوَقَعَتْ، فَلَمْ نُدْرِكْ ذَكَاتَهَا، فَخَرَجْتُ أَنَا وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ ثَابِتِ بْنِ الْجِذْعِ، فَلَقِينَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَذَكَرْنَا لَهُ شَأْنَهَا فَقَالَ: كُلُوا إِذَا فَاتَكُمْ مِنْ هَذِهِ البهائم فاحبسوه بما تحبسون به الوحش.
1534- ذهبن بن قرضم
(س) ذهبن بْن قرضم بْن العجيل [5] بْن قثاث بن قمومى [6] بْن نقلل بْن العيدي بْن الآمري المهري، من مهرة بن حمدان. وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فكان يكرمه لبعد مسافته، لأنه قدم من أرض
__________
[1] عن الاستيعاب: 466.
[2] عن السيرة لابن هشام: 2- 518.
[3] أي يطلبون منه ما يركبون عليه.
[4] الناضح: الجمل الّذي يستقى عليه الماء.
[5] في الأصل: الجعيل.
[6] كذا بالأصل، والطبقات لابن سعد: ج 1 القسم الثاني: 83.

(2/17)


الشحر [1] ، فلما أراد الانصراف حمله، وكتب له كتابًا، فهو عندهم.
أخرجه أَبُو موسى قال الأمير ابن ماكولا: قال الدارقطني: قرضم بالقاف. وهو بالفاء، وقال: قباث بفتح القاف والباء. وهو بكسر القاف، وهو في موضع بدل الآمري: ندغي [2] ، وفي موضع بدل نقلل:
بقلل. هذا آخر كلام أَبِي موسى.
قلت: قوله: بدل الآمري ندغي: فليس بشيء فإن ابن الكلبي وابن حبيب قالا: فولد الآمرى ابن مهرة ندغي. فهو ابنه.
قال ابن ماكولا: قال الدار قطنى ها هنا: الجعيل، يعني بدل العجيل، وهو خطأ، قال: وقد ذكره عَلَى الصحة في باب الذال.
وقثاث: بفتح القاف. وبالثاءين المثلثتين.
1535- ذو الأذنين
(س) ذو الأذنين. ذكره عبدان، وهو أنس بْن مالك، قَالَ لَهُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يا ذا الأذنين» .
أخرجه أَبُو موسى كذا مختصرًا، وهذا ليس بشيء فإن أنسًا لم يكن يعرف بهذا، وَإِنما مازحه به النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وليس باسم له ولا لقب.
1536- ذو الأصابع التميمي
(ب د ع) ذو الأصابع التميمي. ويقال: الخزاعي. وقيل: الجهني. سكن البيت المقدس.
أَخْبَرَنَا عبد الوهاب بن هبة الله بن أبي حبة بإسناده عن عبد الله بن أحمد، قال: حدثني أبو صالح الحكيم بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ، عَنْ ذِي الأَصَابِعِ، قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إن ابتلينا بالبقاء بعدك فَأَيْنَ تَأْمُرُنَا؟ قَالَ: عَلَيْكَ بِالْبَيْتِ الْمُقَدَّسِ، فَلَعَلَّهُ يَنْشَأُ لَكَ بِهَا ذُرِّيَّةٌ، يَغْدُونَ إِلَى ذَلِكَ المسجد ويروحون. أخرجه الثلاثة.
1537- ذو البجادين
(س) ذو البجادين. اسمه عَبْد اللَّهِ. ذكره عبدان وغيره، وربما يرد في الحديث هكذا من دون اسمه. قال عبدان: وَإِنما قيل له ذلك لأنه حين أراد المسير إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قطعت له أمه بجاداً لها،
__________
[1] الشحر: بين عمان وعدن على ساحل البحر.
[2] ينظر تاج العروس: ندغ.

(2/18)


وهو كساء، اثنين [1] فائز بواحد وارتدى بالآخر. مات في عصر النَّبِيّ، ودفنه ليلًا في غزوة تبوك، ويذكر في العين أتم من هذا، إن شاء اللَّه تعالى.
أخرجه أبو موسى.
1538- ذو جدن
(ع) ذو جدن. قدم عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اثنان وسبعون رجلًا من الحبشة، منهم ذو جدن. كذا قاله أَبُو نعيم.
وقال ابن منده: ذو دجن بتقديم الدال، ويرد في موضعه، إن شاء الله تعالى.
أخرجه أبو نعيم.
1539- ذو الجوشن الضبابي
(ب د ع) ذو الجوشن الضبابي، والد شمر بْن ذي الجوشن. اختلف في اسمه فقيل: أوس بْن الأعور. وقد تقدم ذكره، وقيل اسمه: شرحبيل بْن الأعور بْن عَمْرو بْن معاوية، وهو الضباب، بْن كلاب بْن ربيعة بن عامر بن صعصعة العامري الكلابي ثم الضبابي. وَإِنما قيل له: ذو الجوشن لأن صدره كان ناتئًا [2] .
وكان شاعرًا مطبوعًا محسنًا، وله أشعار حسان يرثي بها أخاه الصميل، ونزل الكوفة.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ بْنُ أَبِي الرَّجَاءِ الثَّقَفِيُّ إِجَازَةً بِإِسْنَادِهِ إِلَى ابْنِ أَبِي عَاصِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ ذِي الْجَوْشَنِ الضِّبَابِيِّ قَالَ: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بَعْدَ أَنْ فَرَغَ مِنْ بَدْرٍ، بِابْنِ فَرَسٍ لِي يُقَالُ لَهَا الْقَرْحَاءُ، فَقُلْتُ: يَا مُحَمَّدُ، أَتَيْتُكَ بِابْنِ الْقَرْحَاءِ لِتَتَّخِذَهُ. قَالَ: لا حَاجَةَ لِي فِيهِ، إِنْ أَحْبَبْتِ أَنْ أَقِيضَكَ بِهِ الْمُخْتَارَةَ مِنْ دُرُوعِ بَدْرٍ فَعَلْتُ.
قَالَ: قُلْتُ: مَا كُنْتُ لأَقِيضَهُ. قَالَ: فَلا حَاجَةَ لِي فِيهِ. ثُمَّ قَالَ: يَا ذَا الْجَوْشَنِ، أَلا تُسْلِمُ فَتَكُونَ مِنْ أَوَّلِ هَذِهِ الأُمَّةِ؟ قَالَ: قُلْتُ: لا. قَالَ: وَلِمَ؟ قَالَ: قُلْتُ: لأَنِّي قَدْ رَأَيْتُ قَوْمَكَ قَدْ وَلِعُوا [3] بِكَ. قَالَ:
وَكَيْفَ وَقَدْ بَلَغَكَ مَصَارِعَهُمْ! قَالَ: قُلْتُ: بَلَغَنِي. قال: فأنى يُهْدَى بِكَ؟ قُلْتُ: إِنْ تَغْلِبْ عَلَى الْكَعْبَةِ وَتَقْطُنْهَا. قَالَ: لَعَلَّ إِنْ عِشْتَ أَنْ تَرَى ذَلِكَ. ثُمَّ قَالَ: يَا بِلالُ، خُذْ حَقِيبَةَ الرَّجُلِ فَزَوِّدْهُ مِنَ الْعَجْوَةِ.
فَلَمَّا أَدْبَرْتُ قَالَ: إِنَّهُ مِنْ خَيْرِ فُرْسَانِ بَنِي عَامِرٍ. قَالَ: فو الله إِنِّي بِأَهْلِي بِالْغَوْرِ إِذْ أَقْبَلَ رَاكِبٌ، فَقُلْتُ:
مِنْ أَيْنَ؟ قَالَ: مِنْ مَكَّةَ، فَقُلْتُ: مَا الْخَبَرُ؟ قَالَ: غَلَبَ عَلَيْهَا مُحَمَّدٌ وَقَطَنَهَا قَالَ: قلت: هبلتنى [4] أُمِّي؟
لَوْ أَسْلَمْتُ يَوْمَئِذٍ ثُمَّ سَأَلْتُهُ الْحِيرَةَ لأقطعنيها.
__________
[1] في الأصل: باثنين، وفي النهاية: قطعت أمه بجاداً لها قطعتين ...
[2] الجوشن: الدرع، يقول الزبيدي: وإنما لقب به لأنه أول عربي لبسه، أو لأنه كان نائى الصدر..، أو لأن كسرى أعطاه جوشنا.
[3] في اللسان: ولع فلان بفلان يولع به: إذا لج في أمره وحرص على إيذائه.
[4] هبلته أمه: ثكلته.

(2/19)


وَقِيلَ: إِنَّ أَبَا إِسْحَاقَ لَمْ يَسْمَعْ مِنْهُ، وَإِنَّمَا سَمِعَ حَدِيثَهُ مِنَ ابْنِهِ شِمْرِ بْنِ ذِي الْجَوْشَنِ، عَنْهُ. أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.
1540- ذو حوشب
ذو حوشب، كان في عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أسلم ولم يره.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم مختصرًا، في ترجمة ذي الكلاع.
1541- ذو الخويصرة التميمي
ذو الخويصرة التميمي أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَرَايَا بْنِ عَلِيٍّ، وَأَبُو الْفَرَجِ الْوَاسِطِيُّ، وَمِسْمَارُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ وَغَيْرُهُمْ قَالُوا: بِإِسْنَادِهِمْ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيل الْبُخَارِيِّ، قَالَ:
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، وَالضَّحَّاكِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يقسم ذَاتَ يَوْم قِسْمًا، فَقَالَ ذُو الْخُوَيْصِرَةِ، رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اعْدِلْ. فَقَالَ: وَيْلَكَ، وَمَنْ يَعْدِلْ إِذَا لَمْ أَعْدِلْ؟ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:
ائْذَنْ لِي فلأضرب عنقه. قال: لا. إِنَّ لَهُ أَصْحَابًا يَحْقِرُ أَحَدُكُمْ صَلاتَهُ مَع صَلاتِهِمْ، وَصِيَامَهُ مَعَ صِيَامِهِمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمُرُوقِ السَّهْمِ مِنَ الرَّمِيَّةِ، يُنْظَرُ إِلَى نَصْلِهِ فَلا يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ، وَيُنْظَرُ إِلَى رِصَافِهِ فَلا يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ، وَيُنْظَرُ إِلَى نَضِيِّهِ فَلا يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ، ثُمَّ يُنْظَرُ إِلَى قُذَذِهِ فَلا يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ، سَبَقَ الْفَرْثَ وَالدَّمَ، يَخْرُجُونَ عَلَى حِينِ فُرْقَةٍ مِنَ النَّاسِ، آيَتُهُمْ رَجُلٌ إِحْدَى ثَدْيَيْهِ مِثْلُ ثَدْيِ الْمَرْأَةِ، أَوْ مِثْلُ الْبَضْعَةِ تَدَرْدَرُ. قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: أَشْهَدُ لَسَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَشْهَدُ أَنِّي كُنْتُ مَعَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حِينَ قَاتَلَهُمْ، فَالْتَمَسَ فِي الْقَتْلَى، فَأَتَى بِهِ عَلَى النَّعْتِ الَّذِي نَعَتَ رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أخبرنا أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي عَلِيٍّ الزّرزَارِيُّ إِجَازَةً إِنْ لَمْ يَكُنْ سَمَاعًا بِإِسْنَادِهِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الثَّعْلَبِيِّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَامِدِ بْنِ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي سَعِيد الخدري قَالَ: بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم بقسم قِسْمًا- قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: كَانَتْ غَنَائِمُ هَوَازِنَ يَوْمَ حُنَيْنٍ- إِذْ جَاءَهُ ذُو الْخُوَيْصِرَةِ التَّمِيمِيُّ، وَهُوَ حُرْقُوصُ بْنُ زُهَيْرٍ أَصْلُ الْخَوَارِجِ، فَقَالَ: اعْدِلْ يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَقَالَ:
وَيْحَكَ وَمَنْ يعدل إذا لم أعدل! وذكر نَحْوَ مَا تَقَدَّمَ.
فقد جعل في هذه الرواية اسم ذي الخويصرة: حرقوص بْن زهير. والله أعلم، وقد تقدم في حرقوص باقي خبره.

(2/20)


غريبه رصافة: جمع الرصفة، وهي عقب يلوى عَلَى مدخل النصل في السهم.
ونضيه، قيل: النضي نصل السهم. وقيل: هو ما بين الريش والنصل. وسمي نضيًا كأنه جعل نضوًا [1] لكثرة البرى والنحت، وهذا أولى.
والقذذ: جمع القذة، وهي ريش السهم. وتدردر: تتحرك، تجيء وتذهب، وهذا مثل لسرعة نفوذ السهم فلا يوجد فيه شيء من الدم وغيره.
1542- ذو الخويصرة اليماني
(س) ذو الخويصرة اليماني.
روى عمرو بْن عطاء، عَنْ سليمان بْن يسار قال: اطلع ذو الخويصرة اليماني، وكان رجلا جافيا، على رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد، فلما نَظَرَ إِلَيْهِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مقبلًا قال: هذا الرجل الذي بال في المسجد. فلما وقف عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: أدخلني اللَّه تعالى وَإِياك الجنة ولا أدخلها غيرنا فقال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ويلك، احتظرت واسعًا! ثم قام رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فدخل، فأكشف الرجل فبال في المسجد، فصاح به الناس وعجبوا لقول رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لرجل بال في المسجد. فلما سمع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كلام الناس خرج. فقال: مه؟ فقالوا: يا رَسُول اللَّهِ، بال في المسجد. قال: يسروا. يقول: علموه، فأمر رجلًا ليأتي بسجل من ماء، يعني دلوًا، فصبه على مباله. أخرجه أبو موسى.
1543- ذو خيوان الهمدانيّ
(س) ذو خيوان الهمداني.
روى الشعبي، عَنْ عامر بْن شهر، قال: أسلم عك ذو خيوان، فقيل لعك: انطلق إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فخذ منه الأمان عَلَى من قبلك ومالك، وكانت له قرية بها رقيق، فقدم عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، إن مالك بْن مرارة الرهاوي قدم علينا يدعو إِلَى الإسلام فأسلمنا، ولي أرض بها رقيق، فاكتب لي كتابًا، فكتب لَهُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بِسْمِ اللَّه الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، مِنْ مُحَمَّد رَسُول اللَّهِ لعك ذي خيوان، إن كان صادقًا في أرضه وماله ورقيقه، فله الأمان وذمة مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وكتب له مالك بْن سَعِيد قال عبدان: مالك، وهم، والصواب خَالِد. أخرجه أبو موسى.
1544- ذو دجن
(د) ذو دجن، روى وحشي بْن إِسْحَاق بْن وحشي بْن حرب بْن وحشي، عَنْ أبيه، عَنْ جده وحشي بْن حرب، قال: قدم عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ اثنان وسبعون رجلًا من الحبشة، منهم ذو دجن،
__________
[1] يعنى هزيلا.

(2/21)


فقال لهم: انتسبوا. فقال ذو مهدم أبياتًا ترد في اسمه إن شاء اللَّه تعالى. وصحبوا كلهم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وعدادهم في الحبشة.
أخرجه ابن منده هكذا. وأخرجه أَبُو نعيم: ذو جدن. بتقديم الجيم. وقد تقدم. وهما واحد.
والله أعلم.
1545- ذو الزوائد الجهنيّ
(ب د ع) ذو الزوائد الجهني. له صحبة، عداده في المدنيين. قال أَبُو أمامة بْن سهل بْن حنيف:
أول من صلى الضحى رجل من أصحاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقال له: ذو الزوائد.
أخبرنا أبو أحمد عبد الوهاب بن علي بْنِ سُكَيْنَةَ بِإِسْنَادِهِ إِلَى سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثِ قال: حدثنا هشام ابن عَمَّارٍ عَنْ سُلَيْمِ [1] بْنِ مُطَيْرٍ، مِنْ أَهْلِ وَادِي الْقُرَى، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ أَمَرَ النَّاسَ وَنَهَاهُمْ، ثُمَّ قَالَ: هَلْ بَلَّغْتُ؟ قَالُوا: اللَّهمّ نَعَمْ. قَالَ:
اللَّهمّ اشْهَدْ. ثُمَّ قَالَ: إِذَا تَجَاحَفَتْ [2] قُرَيْشٌ الْمُلْكَ فِيمَا بَيْنَهَا، وَعَادَ الْعَطَاءُ، أَوْ كَانَ رُشًا، عَنْ دِينِكُمْ فَدَعُوهُ، فَقِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: ذُو الزَّوَائِدِ، صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قيل: إنه ذو الأصابع المقدم ذكره. ولا يصح، لأن ذا الأصابع سكن البيت المقدس، وهذا سكن المدينة، وقيل فيه: أَبُو الزوائد. ويرد في الكنى إن شاء اللَّه تعالى.
أخرجه الثلاثة.
1546- ذو الشمالين
(ب د ع) ذو الشمالين. واسمه عمير بْن عبد عمرو [3] بْن نضلة بْن عمرو بْن غبشان بْن سليم بْن مالك بْن أفصى بْن حارثة بْن عَمْرو بْن عامر. كذا نسبه أَبُو عمر، جعله من بني مالك بْن أفصى أخي خزاعة.
وخالفه غيره فقال: غبشان، واسمه الحارث بْن عبد عَمْرو بْن عَمْرو بْن بوي بْن ملكان بْن أفصى.
حليف بني زهرة، فجعله من ولد ملكان بْن أفصى، وهو أخو خزاعة.
وأسلم وشهد بدرًا وقتل بها، قتله أسامة الجشمي.
وقال ابن إِسْحَاق: ذو الشمالين بْن عبد عمرو بْن نضلة بْن غبشان، وقال: الزُّهْرِيّ، هو خزاعيّ [4] .
__________
[1] في الأصل: بن سليمان، وينظر ميزان الاعتدال: 231، وباب الكنى: أبو الزوائد.
[2] تجاحف القوم في القتال: إذا تناول بعضهم بعضا بالسيوف، يعنى إذا تقاتلوا على الملك.
[3] في الاستيعاب 469: بن عمرو، دون ذكر عبد.
[4] يعنى من حلفاء بنى زهرة، وهو خزاعيّ النسب، ينظر سيرة ابن هشام: 1- 68، 681، وجوامع السيرة: 118، 146، والاستيعاب: 469.

(2/22)


وهذا ليس بذي اليدين الّذي ذكر في السهو في الصلاة، لأن ذا الشمالين قتل ببدر، والسهو في الصلاة شهده أَبُو هريرة وكان إسلامه بعد بدر بسنين، ويرد الكلام عليه في ذي اليدين إن شاء الله تعالى أخرجه الثلاثة.
1547- ذو ظليم
(ب) ذو ظليم، حوشب بْن طخية، ويقال: ظليم، بضم الظاء، وهو أكثر [1] وقيل، اسم أبيه: طخمة بالميم. وقيل: طخية بكسر الطاء. والأول أكثر.
بعث إليه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جرير بْن عَبْد اللَّهِ في التعاون عَلَى الأسود العنسي، وَإِلى ذي الكلاع، وكانا رئيسين في قومهما، وقتل بصفين مع معاوية سنة سبع وثلاثين.
أخرجه أَبُو عمر، وليس في كلامه ما يدل عَلَى أن له صحبة، إنما أسلم في عهد النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وسلم.
ظليم: بضم الظاء وفتح اللام.
1548- ذو عمرو
(ب) ذو عمرو، هو رجل من أهل اليمن، أقبل مع ذي الكلاع إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وافدين مسلمين، ومعهما جرير بْن عَبْد اللَّهِ البجلي، أرسله النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إليهما في قتل الأسود العنسي، وقيل:
بل كان أقبل جرير معهما مسلمًا وافدًا عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكان الرسول الذي بعثه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إليهما جابر بْن عَبْد اللَّهِ الأنصاري في قتل الأسود الكذاب، فقدموا وافدين عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلما كانوا [2] في بعض الطريق قال ذو عمرو لجرير: أن النبي صلى الله عليه وسلم قد قضى وأتى عَلَى أجله. قال جرير:
فرفع لنا ركب فسألتهم، فقالوا: قبض رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، واستخلف أَبُو بكر. فقال ذو عمرو:
يا جرير، إنكم قوم صالحون، وَإِنكم عَلَى كرامة، لن تزالوا بخير ما إذا هلك لكم أمير أمرتم آخر، وأما إذا كانت بالسيف كنتم ملوكًا ترضون كما ترضي الملوك، وتغضبون كما تغضب الملوك، ثم قالا لي، يعني ذا الكلاع وذا عمرو: اقرأ على صاحبك السلام، ولعلنا سنعود، ورجعا.
أخرجه أبو عمر.
1549- ذو الغرة الجهنيّ
(ب د ع) ذو الغرة الجهني، وقيل: الطائي. وقيل: الهلالي: قيل: اسمه يعيش.
أَخْبَرَنَا أبو ياسر بن أبي حبة بإسناده، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ النَّاقِدُ، حَدَّثَنَا عُبَيْدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ الضَّبِّيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الرَّازِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ ذِي الْغُرَّةِ قَالَ: عَرَضَ أَعْرَابِيٌّ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَسِيرُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، تُدْرِكُنَا الصَّلاةُ وَنَحْنُ
__________
[1] فِي تاج العروس: ذو ظليم، كزبير وأمير، والأولى أشهر.
[2] عبارة الاستيعاب 470: «فلما كان في بعض الطريق رأى ذو عمرو رؤيا، أو رأى شيئا، فقال لجرير: يا جرير، إن الّذي تمر إليه قد قضى وأتى عليه أجله» .

(2/23)


فِي أَعْطَانِ الإِبِلِ، أَنُصَلِّي فِيهَا؟ قَالَ: لا. قال: فتوضأ مِنْ لُحُومِهَا؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: أَفَنُصَلِّي فِي مرابض الغنم؟ قال: نعم. قال: فتوضأ مِنْ لُحُومِهَا؟ قَالَ: لا.
رَوَاهُ عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، عَنْ حَجَّاجِ بْنِ أَرْطَاةَ، عَنْ عَبْدِ الله بن عبد الله، عن عبد الرحمن، عَنْ أُسَيْدِ بْنِ حُضَيْرٍ، أَوْ عَنِ الْبَرَاءِ، مِثْلَهُ. قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: قِيلَ: إِنَّ الْبَرَاءَ كَانَ فِي وَجْهِهِ بَيَاضٌ، أَوْ نَحْوُهُ، فَسُمِّيَ ذَا الْغُرَّةِ.
وَقَالَ ابْنُ مَاكُولا: قَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ: إِنَّ الْبَرَاءَ هُوَ ذُو الْغُرَّةِ، سُمِّيَ بِهِ لِبَيَاضٍ كَانَ فِي وَجْهِهِ، وَهَذَا عندي فيه نظر لأَنَّ الْبَرَاءَ لَمْ يَكُنْ طَائِيًّا وَلا هِلاليًّا ولا جُهَنِيًّا.
ورواه مُحَمَّد بْن عمران بْن أَبِي ليلى، عَنْ أبيه، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن أَبِي لَيْلَى، عَنْ يعيش الجهني، يعرف بذي الغرة: أن أعرابيًا سأل النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الصلاة في أعطان الإبل. فذكر نحوه.
ورواه الأعمش، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن أَبِي لَيْلَى، عَنِ البراء بن عازب أخرجه الثلاثة.
1550- ذو الغصة
(ب) ذو الغصّة. الحصين بْن يَزِيدَ بْن شداد بْن قنان بْن سَلَمة بْن وهب بْن عَبْد اللَّهِ بْن ربيعة بْن الحارث بْن كعب بْن عَمْرو بْن عُلة [1] بْن جلد بْن مالك بْن أدد الحارثي. يقال له: ذو الغصة.
لغصة كانت بحلقه، وكان كلامه لا يتبين بها، وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أخرجه أَبُو عمر، عَنِ ابن الكلبي.
قلت: ذكره أَبُو عمر عَنِ ابن الكلبي، ولم يذكر هشام له وفادة، إنما قال: راس بني الحارث مائة سنة، ومن قبله صارت الغصة في بني يحيى بْن سَعِيد بْن العاص [2] ، وإنما ذكر الوفادة لابنه قيس ابن الحصين، وسيذكر في بابه إن شاء اللَّه تعالى.
1551- ذو قرنات
(د) ذو قرنات. اختلف في صحبته، روى عنه يونس بْن ميسرة بْن حلبس حرفًا مقطوعا.
أخرجه ابن مندة.
1552- ذو الكلاع
(ب د ع) ذو الكلاع. واسمه: أسميفع [3] بْن ناكور. وقيل: أيفع. وقيل: سميفع.
بغير همزة، وهو حميري، يكنى: أبا شرحبيل. وقيل: أَبُو شراحيل. وكان إسلامه فِي حياة رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم.
__________
[1] في الأصل: علة خف بن جلد.
[2] ينظر ترجمة: حصين بن يزيد بن شداد.
[3] كذا ضبط في الإصابة: 1- 480.

(2/24)


روى ابن لهيعة، عَنْ كعب بْن علقمة، عَنْ حسان بْن كليب الحميري، قال: سمعت من ذي الكلاع الحميري، يقول: سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: اتركوا الترك ما تركوكم. وكان رئيسًا في قومه متبوعًا، أسلم وكتب إليه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في التعاون عَلَى قتل الأسود العنسي، وكان الرسول جرير بْن عَبْد اللَّهِ البجلي، وقيل: جابر بْن عَبْد اللَّهِ. والأول أصح. وقد تقدمت القصة في ذي عمرو.
ثم إن ذا الكلاع خرج إِلَى الشام وأقام به، فلما كانت الفتنة كان هو القيم بأمر صفين [1] ، وقتل فيها.
قيل: إن معاوية سره قتله. وذلك أَنَّهُ بلغه أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لعمار بْن ياسر: تقتله الفئة الباغية. فقال لمعاوية وعمرو: ما هذا؟ وكيف نقاتل عليا وعمارا. فقالوا: إنه يعود إلينا ويقتل معنا. فلما قتل ذو الكلاع وقتل عمار، قال معاوية: لو كان ذو الكلاع حيا لمال بنصف الناس إِلَى علي.
وقيل: إنما أراد الخلاف عَلَى معاوية، لأنه صح عنده أن عليًا بريء من دم عثمان.
قال أَبُو عمر: ولا أعلم لذي الكلاع صحبة أكثر من إسلامه واتباعه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حياته، ولا أعلم له رواية إلا عن عمرو وعوف بن مالك [2] .
ولما قتل ذو الكلاع أرسل ابنه شرحبيل إِلَى الأشعث بْن قيس يرغب إليه في جثة أبيه [3] ، فقال الأشعث: إني أخاف أن يتهمني أمير المؤمنين، ولكن عليك بسعيد بْن قيس، يعني الهمداني، فإنه في الميمنة. وكان معاوية قد منع أهل الشام أن يدخلوا عسكر علي لئلا يفسدوا عليه. فأتى ابن ذي الكلاع إِلَى معاوية فاستأذنه في دخول عسكرهم إِلَى سَعِيد بْن قيس، فأذن له، فأتى سعيدًا، فأذن له في أخذ جيفة أبيه، فأخذها. وكان الذي قتل ذا الكلاع الأشتر النخعي، وقيل: حريث بْن جابر.
روى عَنْ أَبِي ميسرة عمرو بْن شرحبيل الهمداني قال: رأيت عمار بْن ياسر، وذا الكلاع في المنام في ثياب بيض في أفنية الجنة، فقلت: ألم يقتل بعضكم بعضًا؟ قَالُوا: بلى، ولكن وجدنا اللَّه عز وجل واسع المغفرة، قال: فقلت: ما فعل أهل النهر؟، يعني الخوارج. فقيل لي: لقوا برحا [4] ، وكان ذو الكلاع قد أعتق أربعة آلاف أهل البيت وقيل: عشرة آلاف. والله أعلم. أخرجه الثلاثة.
1553- ذو اللحية الكلابي
(ب د ع) ذو اللحية الكلابي. واسمه: شريح بْن عَامِر بْن عوف بْن كعب بْن أَبِي بكر بْن كلاب بْن ربيعة بْن عامر بْن صعصعة، لَهُ صحبة.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ بِإِسْنَادِهِ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ، يَعْنِي الْحَدَّادَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي مَنْصُورٍ، عَنْ ذي اللحية الكلابي
__________
[1] في الاستيعاب. 472: «وكان ذو الكلاع القائم بأمر معاوية في حرب صفين» .
[2] في الاستيعاب: إلا عن عمرو بن عوف بن مالك.
[3] بعده في الاستيعاب: ليأذن له في أخذها، وكان في الميسرة.
[4] البرح: الشدة.

(2/25)


أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنَعْمَلُ فِي أَمْرٍ مُسْتَأْنَفٍ أَوْ أَمْرٍ قَدْ فُرِغَ مِنْهُ؟ قَالَ: فِي أَمْرٍ قَدْ فُرِغَ مِنْهُ. قَالَ:
ففيم نعمل إذن؟ قال: اعملوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ. أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.
1554- ذو اللسانين
(س) ذو اللسانين، هو موله بْن كثيف [1] ، سمى لفصاحته قاله عبدان. وقد ذكر في الميم أخرجه أبو موسى.
1555- ذو مخبر
(ب د ع) ذو مخبر، ويقال: ذو مخمر. وكان الأوزاعي لا يرى إلا مخمر بميمين، وهو ابن أخي النجاشي ملك الحبشة، معدود في أهل الشام، وكان يخدم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
روى عنه أَبُو حي المؤذن، وجبير بْن نفير، والعباس بْن عبد الرحمن، وَأَبُو الزاهرية، وعمر بْن عَبْد اللَّهِ الحضرمي.
روى حريز [2] بْن عثمان، عَنْ راشد بن سعد المقرئي [3] عَنْ أَبِي حي المؤذن، عَنْ ذي مخمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: كان هذا الأمر في حمير فنزعه اللَّه فجعله في قريش. وكان ذو مخمر فيمن قدم من الحبشة إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكانوا اثنين وسبعين رجلًا، ولزم ذو مخمر النَّبِيّ يخدمه، وعده بعضهم في موالي النَّبِيّ.
أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَلِيٍّ الأَمِينُ الصُّوفِيُّ بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي دَاوُدَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَسَنِ، أَخْبَرَنَا حجاج، يعنى ابن مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا حَرِيزٌ (ح) قَالَ أَبُو دَاوُدَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ [4] بْنُ أَبِي الْوَزِيرِ، أَخْبَرَنَا مُبَشِّرٌ، أَخْبَرَنَا حَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ صَالِحٍ [5] عَنْ ذِي مِخْبَرٍ الْحَبَشِيِّ، وَكَانَ يَخْدِمُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي هَذَا قَالَ: فَتَوَضَّأَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وُضُوءًا لَمْ يبل مِنْهُ التُّرَاب، قَالَ: ثُمَّ أمر بلالا فأذن، ثُمَّ قَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ غَيْرَ عَجِلٍ، ثُمَّ قَالَ لِبِلالٍ: أَقِمِ الصَّلاةَ. ثُمَّ صَلَّى وَهُوَ غَيْرُ عَجِلٍ. أَخْرَجَهُ الثَّلاثَةُ.
حريز بحاء مهملة، وراء، وزاي.
1556- ذو مران الهمدانيّ
(س) ذو مرّان [6] عمير الهمدانيّ.
__________
[1] في تاج العروس مادة كثف: «وكزبير: موءلة بن كثيف بن حمل بن خالد..» وفي المطبوعة: كنيف بالنون.
[2] في المطبوعة: جرير، وينظر المشتبه: 151.
[3] في الأصل والمطبوعة: المقرابى، ينظر المشتبه: 609.
[4] في ميزان الاعتدال 4- 24: «وقد يقال: عبيد الله بن أبى الوزير» .
[5] في الأصل: صبح، وينظر سنن أبى داود: 1- 105، وفي ميزان الاعتدال: 4- 429 يزيد بن صالح، أو يزيد ابن صليح، تابعي حمصى، لا يكاد يعرف، وثق، روى عنه حريز بن عثمان.
[6] في مستدرك تاج العروس: وذو مران، بالفتح: عمير بن أفلح.

(2/26)


روى مجالد، عَنِ الشعبي، عَنْ عامر بْن شهر، قال: كتب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى عُمَيْرٍ ذِي مَرَّانٍ، وَمَنْ أَسْلَمَ مِنْ هَمْدَانَ: سَلامٌ عَلَيْكُمْ ... ، وذكر القصة. أخرجه أَبُو موسى مختصرًا، وأخرجوه في باب العين.
1557- ذو مناحب
(د) ذو مناحب. روى ابن منده بِإِسْنَادِهِ إِلَى وحشي بْن حرب بْن وحشي، قال: قدم عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اثنان وسبعون رجلًا من الحبشة، منهم: ذو مخبر، وذو مهدم، وذو مناحب، وذو دجن، فقال لهم:
انتسبوا. وذكر الحديث، صحبوا كلهم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وعدادهم في الحبشة.
أخرجه ابن منده فقال: مناحب. وأخرجه أَبُو نعيم فقال: منادح. وهما واحد، والله أعلم.
1558- ذو منادح
(ع) ذو منادح. قال: قدم عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الحبشة منهم: ذو مهدم، وذو منادح. قاله أَبُو نعيم. وقاله ابن منده: ذو مناحب. وهما واحد والله أعلم.
1559- ذو مهدم
(د ع) ذو مهدم. تقدم في ذكر من ورد من الحبشة ومنهم ذو مهدم وذو مخبر وذو جدن وغيرهم فقال لَهُم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. انتسبوا. فقال ذو مهدم:
عَلَى عهد ذي القرنين كانت سيوفنا ... صوارم يفلقن الحديد المذكرا [1]
وهود أبونا سيد الناس كلهم ... وفي زمن الأحقاف عزًا ومفخرًا
فمن كان يعمى عَنْ أبيه فإننا ... وجدنا أبانا العدملي المذكرا [2]
وصحبوا كلهم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وعدادهم في الحبشة.
أخرجه ابن منده وَأَبُو نعيم.
قلت: قوله: وهود أبونا. فيه نظر، فأن هودًا لم يكن أبا للحبشة، ولعله من العرب، وقد سكن أرض الحبشة. والله أعلم.
1560- ذو اليدين
(ب د ع) ذو اليدين، واسمه: الخرباق. من بني سليم.
كان ينزل بذي خشب [3] من ناحية المدينة، وليس هو ذا الشمالين، ذو الشمالين خزاعيّ حليف لنبي زهرة، قتل يَوْم بدر، وقد ذكرناه. وذو اليدين عاش حتى روى عنه المتأخرون من التابعين، وشهده
__________
[1] في اللسان: والذكر والذكير من الحديد: أيبسه وأشده وأجوده وهو خلاف الأنيث، وبه يسمى السيف مذكر.
[2] في الأصل: العذملى، بالذال، والعدملى: كل مسن قديم
[3] في المطبوعة: جشب، وذو خشب: موضع باليمن، وهو أحد مخاليفها.

(2/27)


أَبُو هريرة لما سها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الصلاة، فقال ذو اليدين: أقصرت الصلاة أم نسيت؟ وصح عَنْ أَبِي هريرة أَنَّهُ قَالَ: صلى بنا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إحدى صلاتي العشى، [فَسَلَّمَ مِنْ رَكْعَتَيْنِ] [1] فَقَالَ لَهُ ذُو الْيَدَيْنِ ... وَأَبُو هريرة أسلم عام خيبر بعد بدر بأعوام، فهذا يبين لك أن ذا اليدين الذي راجع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الصلاة يومئذ ليس بذي الشمالين، وكان الزُّهْرِيّ عَلَى علمه بالمغازي يقول: إنه ذو الشمالين المقتول ببدر، وَإِن قصة ذي الشمالين كانت قبل بدر، ثم أحكمت الأمور بعد ذلك.
أَخْبَرَنَا أَبُو يَاسِرٍ عَبْدُ الْوَهَّابِ بن هبة الله بإسناده، عن عبد الله بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ ابن الْمُثَنَّى، أَخْبَرَنَا مَعْدِيُّ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعَيْثُ بْنُ مُطَيْرٍ [2] ، عَنْ أَبِيهِ مطير، ومطير حَاضِرٌ يُصَدِّقُ مَقَالَتَهُ، قَالَ: «يَا أَبَتَاهُ، أَلَيْسَ أَخْبَرْتَنِي أَنَّ ذَا الْيَدَيْنِ لَقِيَكَ بِذِي خُشُبٍ، وَأَخْبَرَكَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى بِهِمْ إِحْدَى صَلاتَيِ الْعَشِيِّ، وَهِيَ الْعَصْرُ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ قَالَ: وَخَرَجَ سَرَعَانُ [3] النَّاسِ وَهُمْ يَقُولُونَ: قُصِرَتِ الصَّلاةُ، [وَقَامَ [4]] وَاتَّبَعَهُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، فَلَحِقَهُ ذُو الْيَدَيْنِ فَقَالَ: يا رسول الله، أَقُصِرَتِ الصَّلاةُ أَمْ نَسِيتَ؟ قَالَ: مَا قُصِرَتِ الصلاة ولا نسيت. ثم أقيل عَلَى أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ فَقَالَ:
مَا يَقُولُ ذُو الْيَدَيْنِ؟ فَقَالا: صَدَقَ يَا رَسُولَ اللَّهِ. فرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم وَثَابَ النَّاسُ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ لِلسَّهْوِ. وَهَذَا يُوَضِّحُ أَنَّ ذَا الْيَدَيْنِ لَيْسَ ذا الشمالين المقتول ببدر، لأن مطرا مُتَأَخِّرٌ جِدًّا لَمْ يُدْرِكْ زَمَنَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عليه وسلم.
أخرجه الثلاثة.
1561- ذو يزن الرهاوي
(س) ذو يزن مالك بْن مرارة الرهاوي.
بعثه زرعة [5] إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقدم بكتاب ملوك حمير عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مقدمه من تبوك بإسلام الحارث بْن عبد كلال، ونعيم بْن عبد كلال، والنعمان قيل ذي رعين وهمدان ومعافر- ومفارقهم الشرك وأهله. فكتب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع ذي يزن:
«أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّي أَحْمَدُ إِلَيْكُمُ اللَّهَ الَّذِي لا إِلَهَ إلا هو، أما بعد، فقد وقع بنا رسولكم مقفلنا من أرض الروم، فلقينا بالمدينة، فبلّغ ما أرسلم، وخبر ما قبلكم وأنبانا بإسلامكم وقتلكم المشركين، وأن الله عز وجل
__________
[1] عن الاستيعاب: 475.
[2] في الأصل والمطبوعة: شعيب، ينظر المشتبه: 397.
[3] السرعان، بفتح السين والراء: أوائل الناس الذين يتسارعون إلى الشيء ويقبلون عليه بسرعة. ويجوز تسكين الراء.
[4] عن الاستيعاب: 476.
[5] هو زرعة بن سيف، وستأتي ترجمته.

(2/28)


قد هداكم بهدايته إن أصلحتم وأطعتم الله ورسوله، وأقمتم الصلاة، وأتيتم الزكاة، وأعطيتم من المغانم خمس اللَّه تعالى، وسهم نبيه وصفيه [1] » ، وذكر القصة بطولها في الزكاة وغيرها [2] .
أخرجه أبو موسى، وقاله عن عبدان.
1564- ذؤاب
(س) ذؤاب، ذكره أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّد بْن الحسين الأزدي الموصلي [3] ، وقال: له صحبة، وروى عن الحسن، عن أنس بن مالك، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمر به رجل يدعى ذؤاب، فيقول: السلام عليك يا رَسُول اللَّهِ ورحمة اللَّه وبركاته. فيقول رَسُول اللَّهِ: وعليك السلام ورحمة اللَّه وبركاته ومغفرته ورضوانه. قال: فقال له ذؤاب: يا رَسُول اللَّهِ، إنك تسلم علي سلامًا ما سلمت عَلَى أحد من أصحابك، قال: وما يمنعني، وهو ينصرف بأجر بضع وعشرين درجة؟. أخرجه أَبُو موسى.
1563- ذؤالة بْن عوقلة
ذؤالة بْن عوقلة اليماني. ذكره الحافظ أَبُو زكريا بْن منده مستدركًا عَلَى جده أَبِي عَبْد اللَّهِ، وروى بِإِسْنَادِهِ إِلَى هدبة بْن خَالِد، عَنْ حماد بْن سلمة، عن ثابت، عن أنس قال: وَفد وفد من اليمن، وفيهم رجل يقال له: ذؤالة بْن عوقلة اليماني، فوقف بين يدي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثم قال: يا رَسُول اللَّهِ، من أحسن الناس خلقًا وخلقًا طرًا؟ قال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أنا يا ذؤالة ولا فخر. قال ذؤالة: يا رَسُول اللَّهِ، من أفضل الناس بعدك؟ قال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يا ذؤالة، ما أظلت الخضراء ولا حوت الغبراء، ولا ولد النساء بعدي أفضل من أَبِي بكر الصديق. قال ذؤالة: ثم من؟ قال: ثم عمر بْن الخطاب قال: ثم من؟
قال: ثم عثمان بْن عفان. قال: ثم من؟ قال: ثم على بن أبى طالب. وذكر حديثًا في فضل طلحة، والزبير، وعبد الرحمن بن عوف، وأبى عبيدة بن الجراح، وما لهم من المساكن في الجنة.
أخرجه أبو موسى.
1564- ذؤيب بن حارثة
(س) ذؤيب بْن حارثة الأسلمي، أخو أسماء، ذكر في ترجمة خراش.
أخرجه أَبُو موسى مختصرا.
1565- ذؤيب بن حلحلة
(ب د ع) ذؤيب بْن حلحلة. وقيل: ذؤيب [بْن قبيصة] [4] أَبُو قبيصة بْن ذؤيب الخزاعي.
__________
[1] الصفي: ما كان يأخذه رأس الجيش ويختاره لنفسه من الغنيمة قبل القسمة.
[2] ينظر سيرة ابن هشام: 2- 589.
[3] ينظر العبر للذهبى: 2- 367، وميزان الاعتدال: 3- 523.
[4] كذا في الأصل، ولعل ما بين القوسين زائد، وينظر الاستيعاب: 465.

(2/29)


وقيل: ذؤيب بْن حبيب بْن حلحلة بْن عَمْرو بْن كليب بْن أصرم بْن عَبْد اللَّهِ بْن قمير بْن حبشية بْن سلول بْن كعب بْن عمرو بْن ربيعة، وهو لحي، بْن حارثة بْن عمرو الخزاعي الكعبي كذا نسبه أَبُو عمر.
وقال ابن الكلبي: هو ذؤيب بْن حلحلة. وذكر مثل أَبِي عمر.
وهو صاحب بدن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكان يبعث معه الهدى ويأمره إذا عطب منها شيء قبل محله أن ينحره، ويخلي بين الناس وبينه.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ بْنُ مَحْمُودِ بْنِ سَعْدٍ الأَصْفَهَانِيُّ، وَأَبُو يَاسِرِ بْنُ أَبِي حَبَّةَ بِإِسْنَادِهِمَا إِلَى مُسْلِمِ بْنِ الْحَجَّاجِ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو غَسَّانَ الْمِسْمَعِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سِنَانِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ ذُؤَيْبًا أَبَا قَبِيصَةَ حَدَّثَهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم كان يبعث معه بِالْبُدْنِ، ثُمَّ يَقُولُ: إِنْ عَطِبَ مِنْهَا شَيْءٌ قَبْلَ مَحِلِّهُ، فَخَشِيتَ عَلَيْهِ مَوْتًا، فَانْحَرْهَا، ثُمَّ اغْمِسْ نَعْلَهَا فِي دَمِهَا ثُمَّ اضْرِبْ [بِهِ] [1] صَفْحَتَهَا، وَلا تَطْعَمْ مِنْهَا أَنْتَ وَلا أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ رُفْقَتِكَ.
وشهد الفتح مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكان يسكن قديدًا [2] ، وله دار بالمدينة، وعاش إِلَى زمن معاوية.
قال ابن معين: ذؤيب والد قبيصة، له صحبة ورواية، وجعل أَبُو حاتم الرازي ذؤيب بْن حبيب غير ذؤيب بْن حلحلة، فقال: ذؤيب بْن حبيب الخزاعي، أحد بنى مالك بْن أفصى، أخي أسلم بْن أفصى، صاحب هَدْيِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، روى عنه ابن عباس.
ثم قال: ذؤيب بْن حلحلة بْن عمرو الخزاعي، أحد بني قمير، شهد الفتح مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو والد قبيصة بْن ذؤيب، روى عنه ابن عباس.
ومن جعل ذؤيبًا هذا رجلين فقد أخطأ، ولم يصب الصواب، والحق ما ذكرناه.
أخرجه الثلاثة.
وقد روى في بدن رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم إن النبي صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعثها مع ناجية الخزاعي، وسيذكر في بابه، إن شاء الله تعالى.
1566- ذؤيب بن شعثن
(ب د ع) ذؤيب بْن شعثن العنبري، أَبُو رديح.
سكن البصرة، وغزا مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثلاث غزوات، ذكره العقيلي في الصحابة، وقال: هو بالنون. وقال ابن أَبِي حاتم: ذؤيب بْن شعثم بالميم. يعرف بالكلاح، قدم عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال:
ما اسمك؟ قال: الكلاح. قال: اسمك ذؤيب. وكانت له ذؤابة طويلة في رأسه.
__________
[1] عن صحيح مسلم: 2- 963، والاستيعاب: 464.
[2] موضع قرب مكة.

(2/30)


وهو ابن شعثم بْن قرط بْن جناب بْن الحارث بْن حزيمة [1] بْن عدي بْن جندب بن العنبر بن عمرو ابن تميم التميمي ثم العنبري هكذا نسبه أولاده.
روى عنه ابنه رديح أن عائشة قالت: يا نبي اللَّه، إني أريد عتيقًا من ولد إِسْمَاعِيل فَقَالَ لَهَا النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: انتظري حتى يجيء فيء العنبر غدّا. فجاء فيء العنبر، فقال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: خذي منهم أربعة غلمة صباحًا ملاحًا [لا تخبئ] [2] منهم الرأس، فأخذت رديحًا، وأخذت ابن عمي سمرة، وأخذت ابن عمي زخيًا [3] ، وأخذت ابن [4] خالي زبيبًا، ثم أخذ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فمسح يده عَلَى رءوسهم، وبرك عليهم، ثم قال: يا عائشة، هؤلاء من ولد إِسْمَاعِيل. أخرجه الثلاثة.
جناب: بالنون. وزبيب بالزاي، وفتح الباء الموحدة وتسكين الياء تحتها نقطتان، وآخره باء موحدة ثانية.
1567- ذؤيب بن كليب
(ب س) ذؤيب بْن كليب بْن ربيعة الخولاني. كان أول من أسلم من اليمن، فسماه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْد اللَّهِ. وكان الأسود العنسي الكذاب قد ألقاه في النار لتصديقه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلم تضره النار. ذكر ذلك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأصحابه. وهو [5] شبيه إبراهيم الخليل صلّى الله عليه وسلم رواه ابن وهب، عَنِ ابن لهيعة.
أخرجه أَبُو عمر وَأَبُو موسى، إلا أن أبا موسى قال: لا نعلم له رؤية. إلا أَنَّهُ ذكر إسلامه، وما أبلاه اللَّه تعالى، في حديث مرسل، رواه ابن لهيعة.
__________
[1] كذا في الأصل، وقد مر في ترجمة حيدة بن مخرم: الحارث بن حممة.
[2] كذا في المطبوعة، ومكانه في الأصل: تخساى، دون نقط
[3] في الأصل: رحيا، وفي المطبوعة: رحبا، وستأتي ترجمة: زخي.
[4] سيأتي في ترجمة رديح: وأخذت خالي زبيبا.
[5] في الاستيعاب: فهو.

(2/31)